Professional Documents
Culture Documents
إعداد
الفصل األول
()1
محمد نور فرحاات ،القاانون الادولى لحقاوق اإلنساان والحقاوق المترابطاة ،الادليل
العربى (حقوق اإلنسان والتنمياة) ،متااح بموقاع المنظماة العربياة لحقاوق اإلنساان
على األنترنت www.aohr.net
-4-
حقوق اإلنسان ال تُشترى وال تُكتسب وال تورث ،فهي ببساطة ملك *
الناس ألنهم بشـر ..فحقوق اإلنسان "متأصلة" في كل فرد.
حقوق اإلنسان واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو *
الجـنس أو الـدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ،أو األصل
الوطني أو االجتماعي .وقد ولدنا جميعـا أحرارا ومتساوين في
الكرامة والحقوق ..فحقوق اإلنسان "عالمية".
حقوق اإل نسان ال يمكن انتزاعها؛ فليس من حق أحد أن يحرم *
شخصا آخر من حقـوق اإلنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده،
()1
http"//ghrorg.jeeran.com/%20definited.html.
-5-
أو عندما تنتهكها تلك القوانين ..فحقـوق اإلنسان ثابتة "وغير قابلة
للتصرف".
كي يعيش جميع الناس بكرامة ،فإنه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية *
واألمن ،وبمستويات معيشة الئقة .فحقوق اإلنسان "غير قابلة
للتجزؤ".
ينطلق اإلسالم من اعتقاد راق في نظرته إلى اإلنسان ،حيث جعل هللا
عز وجل اإلنسان خليفـة في األرض ،لعمارتها ،وإقامة أحكام شريعته فيها،
قال عزوجل ( :وهو الذي جعلكـم خالئـف األرض) األنعام . 165 /وقال
تعالى ( :وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل فـي األرض خليفـة) البقرة . 3٠ /
و يرى اإلسالم لذلك أن اإلنسان موضع التكريم من هللا عز وجل الذي حباه
-7-
بـذلك التكريم ،ومنحه إياه فضال منه تعالى ،ويتساوى بهذا التكريم جميع
البشر بصـفتهم اإلنسـانية ،مهما اختلفت ألوانهم ومواطنهم وأنسابهم ،كما
يتساوى في ذلك الرجال والنساء ،وفي ذلك يقول هللا سبحانه وتعالى ( :ولقد
كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم مـن الطيبـات وفضلناهم
على كثير ممن خلقنا تفضيال ) اإلسراء /7٠.
()1
محمد أحمد مفتى ،سامى صاالح الوكيال ،حقاوق اإلنساان فاى التصاور اإلساالمى،
متاح فى :
http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=763
-٨-
()1
محمااد الساايد الاادغيم ،الجااامع المشااترك بااين مقاصااد الشااريعة اإلسااالمية وحقااوق
اإلنسان متاح فى :
http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?artID=86.
-٩-
()1
محمد محمد شريف بسيونى ،حقوق اإلنسان فى اإلسالم ،متاح فى :
http://www.amangordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=15
-1٠-
ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه وتدفع عنه
ما لحقه من ضـرر أو ظلم ،وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة،
ويـوفر لهـا الضـمانات الكفيلـة بحيـدتها واستقاللها " :إنما اإلمام جنَّةٌ
يقاتل ِمن ورائه ،ويحتَمى به".
َ
(ج) من حق الفرد ـ ومن واجبه ـ أن يدافع عن حق أي فرد آخر ،وعـن
حـق الجماعـة "حسبة "" :أَالَ أُخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي قبل
أن يسأَلها" (يتطوع بها حسبة دون طلـب من أحد).
(د ) ال تجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ :
"إن لصـاحب الحـق مقاال"" .إذا جلس بين يديك الخصمان فال
ضين حتى تسمع من اآلخر كما سمعت من األول ،فإنه أحرى أنتق ِ
يتبين لك القضاء".
(هـ) ليس ألحد أن ي ْل ِزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة ،وعلى الفرد
المسلم أن يقول "ال "في وجه من يأمره بمعصية ،أيا كان األمر " :إذا
مر بمعصي ٍة فال سمع وال طاعةٌ" ،ومن حقـه على الجماعة أن ُ
أ ِ
تحمي رفضه تضامنا مع الحق " :المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال
يسلمه".
(د ) ال يجوز ـ بحال ـ تجاوز العقوبة التي قدرتها الشريعة للجريمة ( :تلـك
حـدود هللا فـال تعتدوها) ،ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف
والمالبسات التي ارتكبت فيها الجريمـة درءا للحدود " :ادرأوا الحدود
عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلّوا سبيله".
(هـ) ال يؤخذ إنسان بجريرة غيره ( :وال تزر وازرة وزر أخـرى) ،وكـل
إنسـان مسـتقل بمسؤوليته عن أفعاله ( :كل أمرئ بما كسب رهين) ،
وال يجوز بحال أن تمتد المسـاءلة إلـى ذويه من أهل وأقارب ،أو
أتباع وأصدقاء ( :معاذ هللا أن نأخذ إال من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا
لظالمون).
-6حق الحماية من تعسف السلطة :
لكل فرد الحق في الحماية من تعسف السلطات معه ،وال يجوز
مطالبته بتقديم تفسير لعمل من أعماله أو وضع من أوضاعه وال توجيه اتهام
له إال بناء على قرائن قوية ،تدل على تور طـه فيما يوجه إليه ( :والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثمـا مبينا).
-7حق الحماية من التعذيب :
(أ ) ال يجوز تعذيب المجرم فضال عن المتهم " :إن هللا يع ِّذب الذين
يع ِّذبون الناس في الـدنيا" ،كما ال يجوز حمل الشخص على
االعتراف بجريمة لم يرتكبها ،وكل ما ينتزع بوسائل اإلكراه باطل :
"إن هللا وضع عن أُمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
(ب) مهما كانت جريمة الفرد ،وكيفما كانت عقوبتها المقدرة شرعا ،فإن
إنسـانيته ،وكرامتـه اآلدمية تظل مصونة.
-8حق الفرد فى حماية عرضه وسمعته :
عرض الفرد وسمعته حرمة ال يجوز انتهاكها " :إن دماءكم وأموالكم
وأعراضكم بينكم حـرام كحرمة يومكم هذا ،في شهركم هذا ،في بلدكم هذا".
ويحرم تتبع عوراته ،ومحاولة النيل مـن شخصيته وكيانه األدبي ( :وال
تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضـا)( ،وال تلمـزوا أنفسـكم وال تنابزوا
باأللقاب).
-13-
(ب) الشورى أساس العالقة بين الحاكم واألمة ،ومن حق األمة أن تختار
حكامهـا ،فإرادتهـا الحرة ،تطبيقا لهذا المبدأ ،ولها الحق في محاسبتهم
وفي عزلهم إذا حادوا عن شـريعة " :إنـي ولِّ ُ
يت عليكم ولست بخيركم
ق فأعينوني ،وإن رأيتمـوني علـى باطـل فإن رأيتموني على ح ّ
ُ
عصيت فال طاعة لي أطعت هللا ورسولَه ،فإن
ُ فَقَوموني ،أطيعوني ما
عليكم".
-12حق حرية التفكير واالعتقاد والتعبير :
(أ ) لكل شخص أن يفكر ،ويعتقد ،ويعبر عن فكره ومعتقده ،دون تد خل
أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم الحدود العامة التي أقرتها الشريعة،
وال يجوز إذاعة الباطل ،وال نشر ما فيه ترويجا للفاحشة أو تخذيال
لألمة ( :لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مـرض والمرجفـون
فـي المدينة لنغرينك بهم ثم ال يجاورونك فيها إال قليال ملعونين أينما
ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال).
(ب) التفكير الحر ـ بحثا عن الحق ـ ليس مجرد حق فحسب ،بل هو واجب
كذلك ( :قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا هللا مثنى وفرادى ثم
تتفكروا).
(ج) من حق كل فرد ومن واجبه :أن يعلن رفضه للظلم ،وإنكاره له ،وأن
يقاومه ،دون تهيـب من مواجهة سلطة متعسفة ،أو حاكم جائر ،أو
نظام طاغ ..وهذا أفضل الجهاد " :سئل رسـول هللا صلى هللا عليه
وسلم :أي الجهاد أفضل؟ قال :كلمة حق عند سلطان جائر".
(د ) ال حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة ،إال ما يكون في
نشره خطر على أمـن المجتمع والدولة ( :وإذا جاء هم أمر من األمن
أو الخوف أذاعوا به ،ولو ردوه إلـى الرسـول وإلى أولي األمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
(هـ) احترام مشاعر المخالفين في الدين من ُخلُق المسلم ،فال يجـوز ألحـد
أن يسـخر مـن معتقدات غيره ،وال أن يستعدي المجتمع عليه ( :وال
تسبوا الذين يدعون مـن دون هللا فيسـبوا هللا عدوا بغير علم ،كذلك
زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم).
-15-
العامة مشروعة ،وتوظـف لمصـلحة األمـة بأسرها ( :ما أفاء هللا على
رسوله من أهل القرى فللـه وللرسـول ولـذي القربـى واليتـامى
والمساكين وابن السبيل كي ال يكون دولة بين األغنياء منكم).
(د ) لفقراء األمة حق مقرر في مال األغنياء ،نظمته الزكاة ( :والذين في
أموالهم حـق معلـوم للسائل والمحروم) ،وهو حق ال يحوز تعطيله،
وال منعه ،وال الترخيص فيه ،من قبل الحـاكم ولو أدى به الموقف إلى
قتال مانعي الزكاة " :وهللا لو منعوني عقاال ،كانوا يؤدونه إلى رسـول
هللا صلى هللا عليه وسلم ،لقاتلتهم عليه".
(هـ) توظيف مصادر الثروة ووسائل اإلنتاج لمصلحة األمة واجب ،فـال
يجـوز إهمالهـا وال تعطيلها " :ما من عبد استرعاه هللا رعية فلم
يح ْ
طها بالنصيحة إال لم يجد رائحة الجنّة" ،كـذلك ال يجوز استثمارها ِ
فيما حرمته الشريعة ،وال فيما يضر بمصلحة الجماعة.
(و ) ترشيدا للنشاط االقتصادي ،وضمانا لسالمته ،حرم اإلسالم :
الغش بكل صورة " :ليس ِمنَّا من غَشّ ". -1
الغرر والجهالة ،وكل ما يفضني إلى منازعات ال يمكن إخضاعها -2
لمعـايير موضـوعية " :نهي النبي صلى هللا عليه وسلم عن بيع
الحصاة وعن بيع الغرر " ،نهي النبي صلى هللا عليه وسلم عن بيع
العنب حتى يسود وعن بيع الحب حتى يشتد".
االستغالل والتغابن في عمليات التبادل ( :ويل للمطففين الـذين إذا -3
اكتـالوا علـى النـاس يستوفون .وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).
االحتكار ،وكل ما يؤدي إلى منافسة غير متكافئة " :ال يحتكر إال -4
خاطئ".
الربا ،وكل كسب طفيلي يستغل ضوائق الناس ( :وأحل هللا البيع -5
وحرم الربا).
الدعايات الكاذبة والخادعة " :البيعان بالخيار ما لم يتفرفا ،فإن صدقَا -6
محقت بركة بيعهما".وبينَّا بورك لهما فـي بيعهما ،وإن َغ َّشا وكذبا ِ
-17-
(ز ) رعاية مصلحة األمة ،والتزام قيم اإلسالم العامة ،هما القيد الوحيد
على النشاط االقتصادي في مجتمع المسلمين.
الخزانة العامة للدولة ـ " :أنا أولَى بك ّل مـؤمن من نفسه ،فمن ترك
دينا أو ضيعة فَعلي ،ومن ترك ماال فلِورثَته".
(و ) لكل فرد في األسرة أن ينال منها ما هو في حاجة إليه :من كفاية
ماديـة ،ومـن رعايـة وحنان ،في طفولته وشيخوخته وعجزه،
وللوالدين علـى أوالدهمـا حـق كفالتهمـا ماديـا ،ورعايتهما بدنيا
ونفسيا " :أنت ومالُك لِوالِ ِدك".
(ز ) لألمومة حق في رعاية خاصة من األسرة " :يا رسول هللا :مـن
ق النـاس بحسـن صحابتي؟ قال :أمك :قال ـ السائل ـ :ثم من؟ أحـ ّ
قال :أمك .قال :ثم من؟ قال :أمك .قـال :ثـم من؟ قال :أبوك".
(ح) مسؤولية األسرة شركة بين أفرادها ،كل بحسب طاقته وطبيعة
فطرته ،وهـي مسـؤولية تتجاوز دائرة اآلباء واألوالد لتعم األقارب
وذوي األرحام " :يا رسول هللا :من أبر؟ قال :أمـك ! ثم أمك ! ثم
أمك ! ثم أباك ثم األقرب فاألقرب".
(ط) ال يجبر الفتى أو الفتاة على الزواج ممن ال يرغب فيه " :جاءت
جاريةٌ بِ ْكـر إلـى النبـي صلى هللا عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها
وهي كارهة ف َّخيرها النبي صلى هللا عليه وسلم.
ً
ثالثا :الشرعة الدولية حلقوق اإلنسان (: )1
()1
د .طالب عوض ،الشرعية الدولية لحقوق اإلنسان ،متاح فى :
http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=96
-23-
يعتبر ميثاق األمم المتحدة هو أول وثيقة تشير صراحة إلى مسئولية
المجتمع الدولي ككل فـي إقرار وحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،،
ويليه في الترتيب الزمني اإلعالن العـالمي لحقوق اإلنسان 1٩4٨م ،
والعهـد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيـة 1٩66م ،والعهد
الدولى للحقوق المدنية والسياسية 1٩66م.
وقد انضمت لقائمة المواثيق الدولية عدد من االتفاقيات الدولية السابقة
علي إنشاء األمم المتحدة مثل اتفاقية السخرة وتجريم السخرة وتم إعالنهما
في إطار منظمة العمل الدوليـة ،واتفاقية الرق.
وعقب إنشاء األمم المتحدة تم إضافة عدة اتفاقيات أخرى مثل
اتفاقية تجريم اإلبـادة الجماعيـة ،1٩4٨واتفاقية منع استغالل دعارة الغير
1٩4٩م واتفاقيات الالجئين والبروتوكول الملحـق بها ،واتفاقية التفرقة
العنصرية في الرياضة ،واتفاقية حقوق العمال المهـاجرين ،وبعـض
البروتوكوالت الملحقة باالتفاقيات الدولية مثل البروتوكولين الملحقين
باتفاقية الطفل.
معينة :
انطالقا بال تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين وال تفريق بـين
الرجـال والنساء.
وتضمنت الفقرتين األولى والثانية من المادة ( )55من الميثاق
تأكيدا مفاده "رغبة فـي تهيئـة دواعي االستقرار والرفاهية الضروريين
لقيام عالقات سلمية ودية بين األمم والشعوب مؤسسة على احترام
المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبان يكون لكل منهـا
حـق تقرير مصيرها ،وتعمل األمم المتحدة على . ...أن يشيع في العالم
احتـرام حقـوق اإلنسـان والحريات األساسية للجميع بال تمييز بسبب الجنس
أو اللغة أو الدين وال تفريق بـين الرجـال والنساء ومراعاة تلك الحقوق
والحريات فعال.
هذا وقد أوصت اللجنة التحضيرية لألمم المتحدة ،التي اجتمعت فور
انتهاء الجلسـة الختاميـة لمؤتمر سان فرانس يسكو ،بان ينشئ المجلس
االقتصادي واالجتماعي في دورته األولى لجنـة لتعزيز حقوق اإلنسان على
النحو المنصوص من المادة ( )6٨مـن الميثـاق ،وعمـال بهـذه التوصية،
انشأ المجلس لجنة حقوق اإلنسان في وقت مبكر من عام .1٩46
وقد نظرت الجمعية العامة ،في الجزء األول من دورتها األولى
المنعقدة في لندن ،في كـانون الثاني /يناير 1٩46م ،في مشروع إعالن
لحقوق اإلنسان األساسـية ،إحالتـه إلـى المجلـس االقتصادي واالجتماعي
إلحالته إلى لجنة حقوق اإلنسان في إعدادها شرعة دولية للحقوق.
المتحدة عنـد إعـداد صكوك دولية في ميدان حقوق اإلنسان ،إلى اإلشارة
ال إلى اإلعالن العـالمي فحسـب بـل اإلشارة أيضا إلى أجزاء في الشرعية
الدولية لحقوق اإلنسان.
أكد إعالن وبرنامج فيينا الصادر عن المؤتمر الدولي الثاني لحقوق
اإلنسان – فيينا – 1٩٩3أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي يشكل
المثال المشترك الـذي ينبغـي أن تحققـه الشعوب كافة واألمم ،هو مصدر
اإللهام قد اتخذته األمم المتحدة أساس إلحراز التقدم في وضع المعايير على
النحو الوارد في الصكوك الدولية القائمة لحقوق اإلنسان وخاصة العهد
الـدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق
االقتصـادية واالجتماعيـة والثقافية.
هو أحد اتفاقيتين دوليتين كبيرتين حولت الحقوق الوا ردة في اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسـان إلى قواعد ملزمة ،واعدته لجنة حقوق اإلنسان التي
تضم في عضويتها ( )1٨خبيرا وذلك فـي عام ، 1٩54ورفعته إلى
الجمعية العامة لألمم المتحدة التي لم تتمكن من اعتماده إال في عـام 1٩66
بموجب القرار رقم ( )22٠٠أو (د – )21وفي الثالث من كانون الثاني
(ينـاير) عـام 1٩76وضع العهد محل التنفيذ وذلك بعد إيداع وثيقة التصديق
أو االنضمام الخامسة والثالثين لدى األمين العام لألمم المتحدة وبلغ عدد
الدول التي صدقت على العهد وانضمت إليـه حتـى عام ، 1٩٩6مائة وتسع
وعشرين دولة منها ( )13دولة عربية وهي األرد ن تونس ،الجزائـر،
السودان ،سوريا ،الصومال ،العراق ،الكويت ،لبنان ،ليبيا ،مصر ،المغرب،
واليمن.
وتتطابق تقريبا ديباجة العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية
واالجتماعية والثقافية ومـواده ( )5 ، 3 ، 1مع ديباجة العهد الدولي للحقوق
المدنية والسياسية ومواده ( )5 ، 3 ، 1إذ أكدت تلك المواد في الحق في
تقرير المصير بوصفه من الحقوق العالمية ودعت إلى السـعي ألعمالـه
2٩واحترامه ،كما أكدت بمساواة الرجال والنساء واشتمل على ضمانات
عددية ضد إهدار أي من الحقوق أو حرياته األساسية.
-31-
يمثل هذا العهد االتفاقية الدولية الرئيسية األخرى التي استهدفت بـل
عملـت علـى تكـريس وإكساب الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان صفة اإللزام القانوني وقد عملـت لجنة حقوق اإلنسان على صياغة
العهد ورفعته إلى الجمع ية العامة لألمم المتحدة عام ،1٩54التي لم تعتمده
إال عام 1٩66بموجب القرار رقم (( )22٠٠د– )12وليبدأ سريان تطبيقـه
31في 23آذار من عام 1٩76وذلك بعد انضمام أو التصديق الخامس
والثالثـين ،وبلـغ عـدد الدول المصادقة على هذا العهد حتى عام 1٩٩6مائة
وسبع وعشرين دولة منهـا 13دولـة عربية.
وأكدت المادة ( )1من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية على أن حـق تقريـر المصير حق عالمي ولجميع الشعوب تحقيقا
لغاياتها الخاصة أن تتصرف بحرية فـي ثروتهـا ومواردها الطبيعية دون
إخالل عن االلتزامات الناشئة عن التعاون االقتصادي الـدولي القـائم على
مبادئ المنفعة المشتركة.
وتوفر المواد من ( )27-6من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية حماية الحق في الحياة (المادة " )6لكل إنسان الحق الطبيعي في
الحياة ويحمي القانون هـذا الحـق ،وال يجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل
تعسفي .وال يجوز إخضاع أحد للتعذيب أو لعقوبـة أو معاملة قاسية
والالإنسانية أو مهنية بالكرامة (المادة .)7وتنص مواد العهـد علـى مسـاواة
الناس أمام القضاء وعلى ضمان اإلجراءات الجنائية والمدنية وتحظر تطبيق
التشريع الجنـائي بأثر رجعي (المادة )15وحول حرية اإلقامة والنقل
والسفر ،فقد أكدت المادة 12على انـه لكل فرد مقيم بصفة قانونية ضمن
إقليم دولة ما الحق في حرية االنتقال وفي أن يختار مكـان إقامته ضمن ذلك
اإلقليم.
وكذلك لكل فرد حرية مغادرة أي قطر بما فيه ذلك بالده وال يجوز
حرمان أحد بشكل تعسـفي من حق الدخول إلى بالده .
ً
ثالثا :حالة احلقوق االقتصادية واالجتماعية فى مصر (: )1
()1
المرجع السابق ،ص ،2٩2ص . 325
()2
مركز األرض لحقوق االنسان ،أوضاع حقوق االنسان فى مصار خاالل السانوات
العشاار الماضااية بااين حريااة السااـوق وتاادهور أوضاااع المااواطنين سلساالة حقااوق
اقتصادية واجتماعية ،العدد رقم ،33يونيو ،2٠٠4ص ص .3٩-32
-3٨-
()1
من قاسم ،اإلصالح االقتصادى فى مصر ،القاهرة ،1٩٩٨ص .23
-3٩-
()1
احتياجات العمال فى بر مصار" ،سانة ،2٠٠٠اصادارات مركاز األرض لحقاوق
اإلنسان.
-4٠-
()1
منى قاسم ،مرجع سابق ،ص . 27
()2
المرجع السابق ،ص . 1٠٠ ، ٩٩
-41-
()1
من قاسم ،مرجع سابق ،ص . 1٠4 ، 1٠3
()2
أنظر تقرير مركز األرض ..حقوق العمال فى مصر ،المصدر السابق .
()3
ليمان فلتشر ،زراعة مصر فى زمن اإلصالح ،والية أيو (بدون تاريخ) ،ص.55
()4
المرجع السابق .
-42-
()1
المرجع السابق ،ص . 21
-43-
()1
وزارة التجارة الخارجية ،النشرة االقتصادية الشهرية 2 ،نوفمبر . 2٠٠2
()2
مركاز الدراساات االساتراتيجية (األهاارام) ،االتجاهاات االقتصاادية اإلسااتراتيجية،
. 2٠٠2
()3
وزارة التجارة الخارجية ،النشرة االقتصادية ،نوفمبر . 2٠٠2
()4
البنك المركزى المصرى ،النشرة االقتصادية ،نوفمبر . 2٠٠2
-44-
()1
د .رماازى ذكااى ،فااى ودافااع القاارن العشاارين ،دار المسااتقبل العربااى ،القااااهرة،
.1٩٩٩
()2
وزارة التجارة الخارجية ،النشرة االقتصادية ،نوفمبر . 2٠٠2
-45-
()1
مركاااز الدراساااات االساااتراتيجية (األهااارام) ،االتجاهاااات االقتصاااادية ،القااااهرة،
. 2٠٠2
()2
اتجاهات اقتصادية ،2٠٠2 ،مصر ،مرجع سابق .
-46-
()1
وزارة التجارة الخارجية ،النشرة االقتصادية الشهرية ،نوفمبر . 2٠٠2
()2
المصدر السابق .
-47-
- 5 16.6 - 12.7 7.3 9.20 3.33 299 96/95
0.9 5.3 20.9 16.9 11.5 6.2 8.80 3.389 266 97/96
2.9 4 21.3 16.7 10.9 3.8 8.80 3.395 287 98/97
2.9 5.4 20.8 17.2 11.9 3.8 8.10 3.396 308 99/98
3.9 5.9 18.8 11.3 11.6 2.8 7.70 3.446 340 2000/99
5.6 3.4 17.7 16.3 12.2 2.4 8.30 3.860 359 2001/2000
5.8 3.2 17.6 14.9 11.4 2.5 9 4.338 382 2002/2001
()1
اتجاهات اقتصادية ، 2٠٠2 ،مصدر سابق .
()2
المصدر ،وزارة التجارة الخارجية ،النشرة االقتصادية الشهرية ،نوفمبر .2٠٠2
-4٨-
()1
المنظمة االمرةة الوقةاإلااان،ة ا"و لة اوقةاإلااان،ة افة امرةة" االتقة ةةا
ال،ناىالع ما 2003امنشاةابماقعاالمنظم اعلىا،بك ااالنتةنت .ا
www.eohr.org/ar/annual/re/2htm.
()2
بطب ع االو ل االا عتمدانمااتاظ ة االعم لة اعلةىانمةااالنة تبافو،ةأ ابةلا ة ا
علـىامةاانـ االتاظ اب لن،ب اإلىاالن تب ا ىاكث ف اتاظ ة االعمة لاالمتالةداعة ا
هذااالنما اابـ فتةاضادةجـ امةان امةتفعة ان،ةب اووةاالىا)0.7ا رةب امعةدلا
التاظ االمطلاأامةتاهن ابتوق إلانماا،ـناىام،تمةافىاالن تباالوق قىابااقةـعا
%٦اتقة بـ .اةاجـعا:اجـاةجاتاف ـإلاالعبد اوم ـداة ـ اداادى ا"تود تاالنمةاا
االعالم افىاالشةإلااألا،طااشم لا فة ق "ا ارةنداإلاالنقةداالةدالى اااشةنط ا
2003اص7ا .ا
-4٩-
وقد أظهرت أولى نتائج الدراسات التى قامت بها الحكومة باالشتراك
مع البنك الدولي من أجل وضع استراتيجية شاملة للحد من الفقر في مصر،
ما يلـي (: )1
ال يزال تخفيف حدة الفقر أشد التحديات إلحاحا ،وببلوغ دخل للفرد *
153٠دوالر في عام 2٠٠1-2٠٠٠وقع اتفاق واسع النطاق على أن
الفقر قد خفت حدته في العقد الماضي .غير أنه فى غيبة تقييم دقيق
ومنظم للفقر ،كانت هناك اعتراضات حادة على التقييم الصحيح لمدى
حدوث الفقر.
انخفض الفقر في مصر من %1٩.4عام 1٩٩6/1٩٩5إلى *
%16.7فى عام ،2٠٠٠/1٩٩٩لكن على الرغم من انخفاضه في
المدن الحضرية ومصر السفلى ،إال أنه في ارتفاع في الوجه القبلي،
ويثير بطء االقتصاد المصري منذ 2٠٠٠/1٩٩٩القلق حول احتمال
زيادة الفقر.
يمثل الفقر في مصر ،بالمؤشرات التى ال تتعلق بالدخل مثل الصحة
والتعلـيم ،تحديا كبيرا أيضا فعلى الرغم من أن معدل االلتحاق الصافي
بالمدارس االبتدائية يبلغ %٨٨إال أن أمية البالغين ال تزال عالية حيث تبلغ
حوالي %35وبالنسبة للصحة ال يزال عـدد األطفـال الذين يموتون قبل
بلوغهم 5سنوات يبلغ 3٩طفال (لكل ألف من المواليد األحياء) .وهى نسبة
أعلى من كثير من الدول التي يمكن المقارنة معها.
ويالحظ تزايد معدالت البطالة والفقر فى مصر ،وهو مـا يتطلـب
ضـرورة ضـخ استثمارات جديدة لمواجهة حدة هذه المشكلة التي تتراكم
يوما بعـد اآلخـر ،مـع انعكاسـاتها السلبية على المجتمع المتمثلة في انتشار
الجرائم االجتماعية ،وارتفاع نسبة اإلعالة وتأخر سن الزواج ،فضال عن
اآلثار األمنية والنفسية .أيضا يشير تقرير التنمية فى العالم الصـادر عـن
البنك الدولي لعام 2٠٠5إلى أن %43.٩من المصريين يعيشون على أقل
من دوالرين يوميا وأن نحو %16.7يعيشون تحت خط الفقر(.)2
()1
التقرير السنوى للمجلس القومى لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،ص.2٩6-2٩5
()2
World Bank, World Development Report, 2005, A Better Investment
Climate for Everyone, Washington, DC., 2004, P. 258.
-5٠-
()1
راجااااع التقرياااار الساااانوى للمجلااااس القااااومى لحقااااوق اإلنسااااان ،مرجااااع سااااابق،
ص.5-3
-51-
وفي هذا الصدد أشار تقرير التنمية البشرية لعام 2٠٠5الى أن
اجمالى االنفاق العـام على الصحة فى مصر يبلغ ما يقرب من %1.٨من
إجمالي الناتج المحلـى االجمـالى علـى الصحة ،فى حين تنفق نحو %2.6
من إجمالي الناتج المحلى االجمالى على اإلنفاق العسكري.
ويشير الواقع المصري إلى ضرورة االسـتثمار وتـوفير المـوارد
الماليـة وإعـادة تخصيصها داخل قطاع الصحة ،بما يقضي على عدم
التوازن في اإلنفـاق علـى متطلبـات الرعاية الصحية األولية والوقائية
والعالجية التي تستأثر بالجانب األكبر من اإلنفاق.
(د ) الحق في السكن :
تمس مشكلة اإلسكان كل أسرة مصرية؛ فالمسكن أحد االحتياجات
األساسية لإلنسـان ،شأنه في ذلك شأن الغذاء والكساء ،وهو أحد الحقوق
األساسية لإلنسان ،وليس أدل على أهمية المسكن من ارتباطه بالسكينة
واألمان وإلخصوصية ،ومن ثم فهو قضـية تـؤثر علـى أمـن واستقرار ور
فاهية وصحة وسالمة الفرد واألسرة والمجتمع .وتعد مشكلة اإلسكان مـن
أهـم القضايا التي تواجه الدول النامية ومنها مصر ،نظرا لما لها من آثار
اجتماعية واقتصادية على الدولة وعلى فئات كثيرة من المواطنين خاصة
الشباب ومحدودي الدخل .كما تـزداد أهميتهـا في ضوء ما لها من آثار
سياسية مهمة ،فهي تؤثر على عالقـة المـواطن بالدولـة ،فتـوفير المسكن
اآلمن والمالئم للمواطن يمثل له االستقرار واالنتمـاء للدولـة ويعـزز ثقتـه
فيهـا.
وتؤكد المنظمة المصرية لحقوق اإلنسان أن مشكلة اإلسكان في
مصـر متراكمـة ومتعـددة األبعاد ،فال تقتصر على عدم وفرة المعروض
من الوحدات السكنية لمقابلـة نوعيـة الطلـب عليها ،بل تشمل أبعادا
أخرى كاإلسكان العشوائي ،والوحدات المغلقة واختالل العالقـة بـين
المالك والمستأجر ،وإهمال صيانة الثروة العقارية ،وسوء توزيع
السـكان وارتفـاع الكثافـة السكانية ،وعدم كفاية بعض المرافق فى بعض
المناطق واالمتداد العمراني علـى األراضـي الزراعية ،وغيرها .وتتجلى
أهمية الدور الذى يمكن أن يلعبه االستثمار فى مواجهـة مشـكلة اإلسكان
بأبعادها المختلفة.
-52-
()1
جااورج توفيااق العبااد ،حميااد رضااا داودى" ،تحااديات النمااو والعولمااة فااى الشاارق
األوسط وشمال أفريقيا" ،مرجع سابق ،ص .22
-53-
الجامعات ومراكز البحث العلمي ،وذلك كله بما يحقق الربط بينـه وبـين
حاجات المجتمع واإلنتاج" ،بل وقد توسع المشرع الدستوري المصري بأنه
جعله بالمجان فـي المراحل التعليمية المختلفة طبقا للمادة .21
ويرصد تقرير التنمية البشرية عن مصر ،الصادر عام ،2٠٠4
خمسة من مظاهر غياب العدالة في التعليم(:)1
بلغ صافى معدل االلتحاق بالتعليم االبتدائي في صعيد مصر وبين *
األطفال من األسر ذات الوضع االقتصادي واالجتماعي المنخفض
%٨4مقابل %٩7في المحافظات الحضرية وبين األسر ذات
الوضع االقتصادي واالجتماعي األعلى .وفى المناطق الحضرية
يصل معدل االلتحاق بالتعليم االبتدائي إلى %٨٨بالنسبة للفقراء،
و %٩6لغير الفقراء .أما في المناطق الريفية ،فإن الرقم يبلغ %72
مقابل %،٨5ويأتي نصف عدد األطفال غير المسجلين بالمدارس
( 11 : 7سنة) من الفئات منخفضة الدخل (.)5
تحيز اإلنفاق العام للتعليم العالي حيث يوجه ثلث المصروفات للتعليم *
العالي الذي يشكل %6فقط من إجمالي االلتحاق بالمدارس ،بينما لم
يحصل التعليم األساسي الذي يشكل قرابة %٨٠من إجمالي االلتحاق
بالمدارس إال على %36فقط من ميزانية التعليم العامة سنة -2٠٠2
.)5( 2٠٠3
تحيز اإلنفاق العام فى المدخالت التعليمية (أي المدارس واألجهزة *
والفصول الجديدة) لصالح المدارس في المناطق الحضرية وفى
مجتمعات الطبقة العليا والمتوسطة .األمر الذي يؤدى إلى انخفاض
اإلنجاز في المدارس التي تخدم المجتمعات الفقيرة في المناطق
الحضرية والنائية (.)5
التفاوت في المنتج التعليمي :فغالبية الفقراء ال يحصلون إال على *
التعليم األساسي أو ال يحصلون على أي تعليم ( %٨6.2ال يحصلون
إال على التعليم األساسي فقط أو أقل ،بينما %1.1فقط هم الذين
يحصلون على تعليم جامعي) (.)5
()1
التقرير السنوى للمجلس القومى لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،ص.3٠٠-2٩٩
-54-
()1
UNDP, Human Development Report 2005: International Cooperation
at Cross Roads, Aid, Trade and Security in an Unequal World,
available at: hdr.undp.org/reports/global/2005
()2
يشير أحدث تقرير أعدته المجموعة االقتصادية حول المؤشرات الرئيسية
لالقتصاد القـومى بأن معدل النمو الحقيقى قد ارتفع من %4.1فى العام المإلى
2٠٠4/2٠٠3إلى %5فى العام المإلى ،2٠٠5/2٠٠4كما ارتفع معدل النمو
الحقيقى لدخل الفرد فى ذات الفترة مـن %2.1إلى %2.٩كما ارتفعت نسبة
االستثمار إلى الناتج المحلـى االجمـإلى مـن %16.6إلى %17.7بالرغم من
التراجع الطفيف فى نسبة االدخار إلى الناتج المحلـى االجمـإلى التـى انخفضت
من %16.2إلى %16.1خالل ذات الفترة .وأشار التقرير أيضا إلى انخفاض
معدل البطالة من %1٠إلى %٩.5كما انخفـض معـدل النمـو السـكانى مـن
-55-
بلغ المتوسط السنوي لنصيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمـالي خـالل -
عـام 2٠٠3نحو 122٠دوالر أمريكي مقابل 1354دوالر أمريكي
عام ،2٠٠2ومقابـل 1511دوالر أمريكي فى عام . 2٠٠1
بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمالي (مقوما بالدوالر -
األمريكي حسب تعادل القوة الشرائية) خالل عام 2٠٠3نحو 3٩5٠
دوالر أمريكـي مقابـل 3٨1٠دوالر أمريكي فى العام السابق.
التضخم :ارتفع متوسط التغير السنوي فى الرقم القياسي ألسعار *
المسـتهلكين خـالل ( )2٠٠3-2٠٠2ليصل إلى %4.5مقارنة بنحو
%2.7خالل ( ،)2٠٠2-2٠٠1وهو األمر الذى ال يتوافق مع جهود
الدولة للسيطرة على معدالت التضخم.
االستثمار األجنبى :تراجع صافى تدفقات االستثمار األجنبى المباشر *
كنسبة من النـاتج المحلى اإلجمالى لتقتصر على نحو %٠.3عام
2٠٠3مقارنة بنحو %٠.7فى عـام ،2٠٠2نحو %1.7فى عام
.1٩٩٠فى حين بلغت تلك النسبة فى عام 2٠٠3فى كل من
مجموعة الدول النامية ،الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة ،والدول
ذات الـدخل المتوسط نحو %2.4 ، %2.2 ، %2.3على الترتيب.
تدنى مستويات االدخار واالستثمار :يؤدى تدنى مستويات االدخـار *
واالسـتثمار فـى مصر الى صعوبة تحقيق معدالت نمو سريعة ،حيث
أن مصر تحقق واحدا من أدنـى معدالت االدخار فى العالم ،حيث بلغ
هذا المعدل نحو %1٠فى عام )1( 2٠٠2مقارنـة بنحو %2٠فى
المتوسط العالمى ،ونحو %26فى الدول منخفضة ومتوسطة الـدخل،
()1
يتطلب ذلك ضرورة العمل على اتباع سياسة مشجعة لالدخار لتمويل
االسـتثمارات التـى تضيف طاقات جديدة للجهاز االنتاجى ،وترفع مسـتويات
التشـغيل والـدخل وتحقيـق النمـو االقتصادى السريع فى المستقبل .وفى ظل هذه
المعدالت المنخفضة للغاية من االدخار المحلـى والقومى (حوالى %15.4خالل
عام )2٠٠2فإنه من الصعب تحيق معدالت مرتفعة لالستثمار والنمو
االقتصادى ،ألن تحقيق مثل هذه المعدالت المرتفعـة دون وجـود معـدالت
مرتفعـة لالدخار ،سوف يتطلب اللجوء إلى االقتراض من إلخارج والتورط فى
أزمة مديونية كبيـرة ،أو جذب مزيد من االستثمارات األجنبية ،وهو ما لم يتم
تحقيقه كما تشير البيانات.
-57-
()1
World Bank, World Development Indicators 2004, Washington DC.,
2004, PP. 214-216.
()2
برنامج األمم المتحدة االنمائى ،تقرير التنمية البشرية لعام ،2٠٠4الحرية الثقافية
فى عالمنا المتنوع (النسحة العربية) ،نيويورك ،2٠٠4 ،ص.1٩٩
-5٨-
()1
لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى :
http://econ.worldbank.org/wdr/wdr2005/
()2
World Bank, World Development Report, 2005, Op. Cit., PP2-4.
-5٩-
العقبات التى تعوق المنافسة .فقد أكد تقرير التنمية فى العام الصادر عن
البنك الدولي لعام 2٠٠5أن إجراءات تحسين مناخ االستثمار أدت إلى
تضاعف نسبة استثمار القطاع الخاص إلى الناتج المحلى االجمالى فى
الصين والهند .كما أشار التقرير أيضا إلى أن زيـادة وضـوح ومعلومية
السياسات يمكن أن ترفع من احتمالية قيام الشركات باستثمارات جديدة بنسبة
تزيـد على .%3٠أيضا يشجع مناخ االستثمار الجيد على تحسين اإلنتاجية،
عن طريق إتاحة الفرص والحوافز للشركات لكي تقوم بتطوير أنشطتها
والتوسع فيها واستخدام أساليب أفضـل لتنظـيم عمليات اإلنتاج .كما يساعدها
على الدخول وإلخروج من األسواق بما يساهم فى زيادة اإلنتاجية ودفع
عجلة التنمية .وقد أشار تقرير التنمية لعام 2٠٠5بأن احتمال قيام الشركات
التى تتعرض للمنافسة القوية باالبتكار أكثر بنسبة ال تقل عن %5٠من
احتمال قيـام الشـركات التـى لـم تتعرض لضغوط المنافسة.
ويمكن القول بأن هذا التحول فى الفكر الرأسمالى قـد بـدأ فـى
تسـعينيات القـرن العشرين ،فنظريات التنمية األولى افترضت أنه على
الرغم من أن عدم المساواة غير مرغـوب فيه كغاية فى حد ذاته ،اال أنه
وسيلة لتحقيق النمو فى األجل الطويل حيـث أن الميـل الحـدى لالدخار
مرتف ع عند األغنياء فهم عادة ما يدخرون ويستثمرون جزء كبيرا من
دخولهم (يزيـد االستهالك مع زيادة الدخل ولكن بنسبة أقل من زيادة الدخل).
وفى سبعينيات القرن العشـرين ظهر اتجاه يدعوا إلى وضع استراتيجيات
من أجل النمو مع اعادة التوزيع ،واتخـاذ اجـراءات تدخلية قصيرة
األجل (غير ديناميكية) مثل معدالت الضرائب المرتفعة ،أو نزع
()1
هذا التقرير متاح على موقع البنك الدولى على شبكة اإلنترنت ،الموقع التالى:
http://econ.worldbank.org/wdr/wdr2006/
()2
قرداب لعدال اتك فؤاف االفةصاب االن س.افهن كافةةإلابة االم،ة اااااالعدالة .ا
ف لعدالـ االا قردابهة االم،ة ااا اك لم،ة اااافة االةدأال ا ااالو لة االرةو ا اا
انت ئبا أةىاموددا.ابـلاإنها،ةع اللارةالاإلةىاا ةعاتت،ة اىاف ةهاالفةةصا
مةةة ماالجم ةةةع ابمعنةةةىاعنةةةدم اتكةةةا اف ةةةهاالجهةةةادااالتف ةةة تااةا االمبةةة دةاا
الشأرة اـاال ،ةتاإلألف ة االع ئل ةـ ا ااالطبقةـ ااالجتم ع ةـ ا ااالعةةإلا ااالنةا ا
ه االف رلاف االتم زابة االمنجةزاتااالقترة د اللنة س.اف لمقرةـاداهنةـ الة سا
الم ،ااااف ااألجاة ابلاز دااقدةااالفقةاءاعلىاالورالاعلىاأدم تاالةع ة ا
الرةةو ااالتعل ة م اافةةةصاالعمةةل ااة ساالم ة ل ااوقةةاإلاالملك ة اا من ة اف ة ا
األةا .اا قت اتوق ـإلاالعدال از دااالم ،اااافة االورةالاعلةىاالوة ة تا
ال ، ،ااالنفاذاال، ،ـ .اا عنـ اذلةـكا ة اك،ةةاالقاالةأاالنمط ة ااالتم ةز ا
اتو ،االقدةااعلـىاالارـالاإلىا نظمـ االعدالـ ااالورالاعلىاأدم تاالبن ا
األ. ، ،
-63-
()1
ج ة مساد.ااالفن،ةةا افةان،ةةاااباةن نةةا ا"التنم ة ااتأف ة ضا عةةداداالفقةةةاء:ا
النظةاإلىام اف ت ااالتطلعالم اهااآت ا"مةجعا ،بإل اص.8
-64-
وتجدر االشارة هنا الى قضية فى غاية إلخطورة وهى ما يسمى خف
"عدم المسـاواة" وتعنى أن عدم المساواة يستمر بين األفراد والمجموعات
مع مرور الوقت من جيل إلى آخـر وداخل كل جيل .وهذا الفخ يتسم بارتفاع
في معدالت وفيات األطفال ،وانخفاض في معـدالت إتمام الدراسة ،والبطالة
وانخفاض الدخول ،وهو أمر يتكرر مع مرور الوقت وعبر األجيـال.
فالفرص ،كبرت أم صغرت ،تنتقل من اآلباء إلى األبناء ومن األمهات إلى
البنات .ويؤدي ذلك إلى تقليل الحوافز أمام االستثمار واالبتكار الفردي،
فضال عن إضعاف عملية التنمية .وحالـة عدم المساواة تستمر من خالل
تشابك اآلليات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية معا ،كما هو
الحال بالنسبة للمواقف والممارسات التمييزية المتعلقة بـالعرق ،واالنتماء
)1( .
األثنى ،والنوع ،والطبقة االجتماعية
()1
لم ،عدااالمجتمع تاعلىاااف تام افة اعةدماالم،ة ااا ا ؤكةداتقة ةالتنم ة افة ا
الع لم"لعـ ما 200٦الر دةاع اللبنكاالدال اعلىا هم اتدع مامشة ةك ااتمكة ا
الفقةاءااالفئ تاالمهمش ا ياقدةتهماعلىااارةاةاعلىاتمتعهمابآل تا كثةاقااا
للتعب ةـةاعةـ اآةائهةـم اااأ ةـ اال، ،ة اللم،ة ءل .اا مكة اللفقةةاءااالفئة تا
المهمش االت اتشةملاالن،ة ءاكفئة امة افئة تاالمجتمةع امة اأة لااارةةاةاعلةىا
ز ة دااال ةةاابطااالتاازن ة تاف مةةـ ا تعلةةـإلابـ،ةةـ ءااا،ةةـتأداماالنفةةـاذااالقتر ة ديا
اال ، ،ة ام ة اقبةةلاال قنأةةأ اإق مةةـ االتو لفةةـ تامةةـعاالطبق ة تاالمتا،ةةـط ادعمةةـ ا
لإل،ةةتةات ج تاالمؤ ةةدااللت ةةةاالمنر ة .اا،ةةتعملاهةةذاااا،ةةتةات ج تاعلةةـىا
تقةةةـا ضاه منةةة ا وكامةةة ااألقل ةةة ااتوق ةةةإلاالم،ةةة اااا مةةة ماالجم ةةةعاعلةةةىاال،ةةة و ا
ال ، ،ااذ لكادا االلجاءاإلىانا اال، ،ة تاالشةعب ان ةةاالق بلة ال ،ةتمةاةا
. الت اثبتافشله اف االم
-65-
االستثمار في الناس من خالل توسيع نطاق القدرة على الحصول على *
خدمات جيـدة النوعية في مجالي الرعاية الصحية والتعليم ،وإتاحة
شبكات األمان للفئات الضعيفة.
()1
للتف ر لاةاجعا:او ،اعبداالمطلةأااأل،ةةج ا"م،ةتقبلاالمشةةاع تاالرة ةاا
فىامرة" اكت أااألهةامااالقتر دى االعددا 229ا كتابةا.200٦
-66-
()1
تؤدي إمكانية الحصول على التمويل ،في كثير من األحيان ،إلى
تعزيز القدرة على مواجهة الصدمات غير المتوقعة .وحيث ان البنوك
التجارية نـادرا مـا تقـوم بـإقراض أصـحاب مشروعات العمل الحر
المحتملين من الفقراء أو القريبين من خط الفقر ،فإن قطـاع التمويـل
متناهى الصغر يعتبر أكثر المصادر مالئمة لهم .وتُظهر دراسات
حديثة العهد أن هناك حوالي 3ماليين من أصحاب مشروعات العمل
الحر الفقرا ء في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا يفتقرون إلى
القدرة على الحصول حتى على مبالغ مالية صغيرة يمكن أن تساعدهم
في تشغيل مشروعات صغرى .ورغم ذلك ،هناك بوادر تشير إلى
تحقيق بعض التقدم .فقد شهدت درجة النفاذ إلى األسواق أو عدد
األشخاص الذين وصل إليهم التمويل متناهى الصغر بالنسبة إلـى عدد
العمالء المحتملين) ويتم تعريفهم على أنهم األشخاص الذين يعيشون
عند نسبة 12٠في المائة من خط الفقر أو أدنى منها ،نموا مطردا
في العقد الماضي من السـنين ،وتُقـدر اآلن بحوالي 1٩في المائة.
وتقدر معظم حكومات بلدان المنطقة القِيمة المحتملـة مـن التمويـل
متناهى الصغر ،وتعمل بصورة متزايدة على تخفيض العوائق أمام
نموه .للتفاصيل راجع:
Farrukh Iqbal, Sustaining Gains in Poverty Reduction and Human
Development in the Middle East and
North Africa. The World Bank, Washington, DC. , 2006.
()2
مك ة ااأتةةزالاالتةة ة ااالقترةة دىاالوةةد المرةةةاأةة لاال،ةةنااتااألةبعةةـ ا
الم ـ اإلـىامةولت ااثنت ا:امةول ااالقتر داالق ئماعلىاالدال اوتىامنتر ا
،بع ن تاالقة االم ـ اامةول اانتق ل امنذاذلكاالو ااوتىاالاقةتاالوة ل .ا
اات،ةةمتامةول ة ااالقتر ة داالقةةـ ئماعلةةـىاالدال ة او،ةةبم ا ةةاو اا،ةةمه ابةةها من ة ا
الدال اعلةىامقةدةاتاالنظة مااالقترة دي ااتبنة اإ،ةتةات ج ااقترة د اان ق ة ا
ااالعتم داالشد داعلىااال،تثم ةاتاالع م ااقلمأططـ اتأط طـ امةكز ةـ اكموةةكا
-67-
يالحظ أن أجزاء شبكة األمان التي تتسم بالفعالية تفتقر إلى الكفاءة،
أما األجزاء التـي تتسـم بالكفاءة نسبيا فإنها تفتقر إلى الفعالية .فعلى
سبيل المثال ،يصل دعم السلع الغذائية والطاقة إلـى عد ٍد كببر من
األشخاص وهي ،في إطار هذا المعنى ،تتسم بالفعالية من حيث
وصولها أيضا إلى الفقراء .بيد أن هذا الدعم يفتقر إلى الكفاءة ،حيث
أنه ينطوي على تسرب قدر كبير من الموارد إلى غير الفقراء.
فتحويالت المنافع من الدعم الموجه إلى الطاقة ،على وجه
إلخصوص ،تميـل بشدة لصالح غير الفقراء :إذ تشير التقديرات إلى
أن ما يصل إلى ٩3في المائة من دعم البنزين في مصر تذهب إلى
أغنى 2٠فى المائة من المستهلكين .وفي الوقت ذاته ،يتم توجيه
التحويالت النقدية ،بشكل أفضل نسبيا ،إلى الفقراء والفئات اُلمعرضة
للمعاناة ،ولكنهـا تعـاني مـن تـدني مستويات تمويلها ،مما يجعلها غير
م ّؤثرة بالمرة في تحسين األحوال المعيشية للفقـراء .وبينمـا شهدت في
السابق بعض التحسن في مستوى الكفاءة فيما يتعلق بتصميم دعم
السلع الغذائية ،فقد ضاعت عليها ،إلى حد كبير ،فرص إحداث تغيير
ةئ ،التوق إلاالنما.ا م االمةول ااالنتق ل االتة اتبلةااا امة االعمةةا كثةةامة ا
ث ثةةـ اعِ قةةادام ة االةةزم افقةةداات،ةةمتابتب ة اف ة امةةدىاشةةداااإرةةةاةاالجهةةادا
المبذالةةـ اللم ةةـ اققةةـدم ارةةاأااعتمة دا نظمة ااقترة د ا كثةةةاانفت وة ااماجهة ا
نوااال،اإل اكم اشهدتاتعز زاامقـ ب ااف اداةاالقط االأة ص.ااأة لاالفتةةاا
األالةةىاتةةماتفع ةةلاالنمةةاذجاالتقل ةةدىالل ، ،ة تااالجتم ع ةة االةةذىاات ةةم اهةةذاا
النماذجاث ث امكانة تاةئ ،ة ااهة ا:امكةا االتعلة مااالةع ة االرةو او ة ا
اعداجم عاالمااطن اب لورالاعلىاأدم تاالتعل مااالةع االرةـو ااألال ةـ ا
بةةـ لمج واامكةةا ادعةةماالمةةاادااال،ةةته ك او ة اجةةةتاإت وة ا،ةةلعاا،ةةته ك ا
، ،ةةـ اك،ةةـلعاالمةةـااداال ذائ ةة ااالط قةة ابع،ةةع ةامدعمةة المعظةةماالمةةااطن وا
امكةةا االتاظ ةة افةة االقطةة االعةة م او ةةـ اجةةةىاتةةاف ةافةةةصاعمةةلادائمةة ا
وترةة وبه امزا ةة االمعةة ااالتق عةةدياعنةةداالشةة أاأ )اللكث ةةةامةةـ االمةةااطن .ا
اات،متاالمةول ااالنتق ل ابز داازأماالموعاالتاالةام اإلىااالنتق لامـ انظـ ما
االقترة داالقة ئماعلةةىاالدالة اإلةةىانظة مااالقترة داالماجةةهانوةةااال،ةةاإلاتعة ةةتا
شـبك تااألمـ ااالجتم عىال اطانت ج التق دامااةداالم ل االع مة .ااا،ةتج ب ا
لذلك اتمات ةاشبك تااألم ااذلكابتأف ضااانف إلاعلىابعةضا شةك لاالةدعم ا
اتشد داشةاطاالورـالاعلـىا شـك لا أةى ااا،تبدالاالدعماالع نىابتوةا تا
نقد ااتأف ضاالعم ل اف االقطـ االعـ م ااتاف ةافةصاعملامؤقتة امة اأة لا
بةةةةامبالاشةةة لاالع مةةة ااالم،ةةة عداااألطةةةالا مةةةداامةةة اأةةة لا شةةةك لاتما ةةةلا
المشةاع تاالر ةا.
-6٨-
كبير من خالل إصالح الـدعم الموجـه إلـى الطاقة ،الذى ينطوي على
عائد أكبر بكثير للمالية العامة.
لهذا فإنه من الضرورى أن تكون شبكات األمان االجتماعي أدوات
أكثر أهمية في إستراتيجيات تخفيض الفقر في المستقبل من خالل التركيز
على األهداف المتعلقة بتحقيق الكفاءة والتأمين .في حين مازالت اإلجراءات
التي تستهدف زيادة معدالت النمو وتعزيز قدرة الفقراء على الحصول على
خدمات الرعاية الصحية والتعليم تشكل الركيزتين الرئيسيتين إلستراتيجية
تخفيض الفقر ،فمن الضروري أيضا إيالء االهتمام إلى الركيزة الثالثة ،أال
وهي شبكات األمـان االجتمـاعي .وينبغي إصالح هذه الركائز من خالل
مراعاة هدفين اثنين :زيادة مستوى الكفاءة بحيـث يـتم توجيه الموارد
المحدودة إلى احتياجات الفقراء واُلمعرضين للمخاطر ،وتحسين قـدراتهم
علـى التكيف مع صدمات الدخل غير المواتية التي قد تحدث فى ظل آليات
السـوق والتوجـه نحـو القطاع الخاص ،وتحرير التجارة ،واالندماج فى
السوق العالمية .وسيكون لتحسـين مسـتوى الكفاءة أثر أكبر على تخفيض
أعداد الفقراء عند أي مستوى من معدالت نمو االقتصاد وحجـم موارد
المالية العامة المخصصة لهذه المهمة؛ كما يمكن أن يتيح ذلك أيضا قدرا من
المـوارد اليكفي فقط لمساعدة أولئك الذين يحتاجون مساعدات شبكة األمان،
ولكن أيضا لزيادة اإلنفاق الذي يراعي مصالح الفقراء في مجاالت أخرى،
كخدمات الرعاية الصحية العامة ،وتحسين إمـدادات المياه ،وتحسين البنية
األساسية في المناطق الريفية.
ورفع كفاءة شبكات األمان عرضة لقيود تفرضها في الوقت الحالي
أوجه النقص في القدرة على الوصول إلى البيانات ،ونوعية تلك البيانات،
باإلضافة إلى بعض االعتبارات الفنية .ويمكن جعل شبكات األمان أكثر
كفاءة من خالل إعادة تصميمها لتركيز الجزء األكبر من الموارد المتاحـة
على الفقراء واُلمعرضين للمخاطر ،وذلك من خالل تحسين استهدافها.
ولذلك بعـدان ،سياسـي وفني .يتصل البعد السياسي بحقيقة أن اعتماد توجيه
الموارد على نحو يراعي مصالح الفقـراء كهدف يتعلق بالسياسة المعنية
يمكن أن يثير قالقل ويلقى مقاومة من الفئات األيسر حاال ،وهـي أعلى
صوتا وأكثر قوة من الناحية السياسية ،نظرا ألنها فى وضعية تؤهلها
-6٩-
للتعرض للخسـارة بسبب هذا اإلجراء .ويتصل البعد الفني بأمور التصميم
والتنفيذ ،فضال عن مدى توافر البيانـات المالئمة واستخدامها .حيث يتطلب
حسن االستهداف توافر بيانات جيدة لتحديد الفقراء وأماكنهم ،وإجراء تحليل
جيد لتصحيح الصلة بين السياسات والنتائج المتعلقة بتخفـيض الفقـر،
ووضـع ترتيبات تنظيمية كافية للتعلم من إلخبرة العملية.
ويمكن أيضا تدعيم شبكات األمان من خالل اعتماد تدابير تساعد على
توفير التأمين ضد مخاطر فقدان العمل والدخل .فعلى سبيل المثال ،يمكن
لبرامج التأمين ضد البطالة ،الممولة مـن االشتراكات التي تؤديها الشركات
والعاملون ،المساعدة في تخفيف ما يالقيه العامل عند االنتقال من وظيفة إلى
أخرى ،ولذا ينبغي توخي العناية في جعلها متسقة مع االستدامة المالية،
والعدالة ،والحوافز الخاصة بالعاملين ،وذلك لتشجيعهم على إلخروج من
دائرة البطالة .كما يمكن لبرامج العمالة المؤقتة المساعدة في هذا الصدد،
ومن اُلممكن استخدامها لجعل تلك البرامج أكثر فعالية من خالل التركيز
على كثافة العمالة في المشروعات ،وجعلها أكثر كفاءة من خالل التأكيد
على استهدافها للفقراء عن طريق تحديد مالئم لألجور.