‫قسم المدني‬ ‫جامعة الكوفة‬

‫المادة‪:‬حقوق األنسان‬ ‫كلية الهندسة‬

‫تقرير عن حرية الرأي والتعبير‬

‫أعداد الطالب‬

‫حسين علي صالح‪1-‬‬

‫أشراف‬
‫د‪.‬عماد الهاللي‬
‫‪ :‬المرحلة األولى‪:‬شعبة‪A‬‬
 ‫‪:‬مقدمة‬

‫تعتبر حرية الرأي و التعبير من اهم القضايا التي ال تزال تستأثر‬

‫باهتمام المجتمع الدولي و تثار من سنة الى أخرى السيما بمناسبة‬
‫االحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير في الثالث من مايو من كل سنة‬
‫‪,‬هذا التاريخ الذي يعد محطة لتقييم المكتسبات المحققة في مجال‬
‫حرية الرأي و التعبير و كذلك القيود التي ال تزال تضعها العديد من‬
‫‪ .‬الدول أمام الصحافة‬
‫و حرية التعبير من بين اهم القضايا التي ناضلت من اجلها الشعوب‬
‫و الجماعات على مر العصور و حظيت باهتمام كبير من مختلف‬
‫‪.‬فئات المجتمع نظرا ألهميتها و جوهريتها في حياة االنسان‬

‫تعرّ ف حرية التعبير بقدرة الفرد أن يعبر عن آرائه وأفكاره بحرية‬

‫تامة وبكافة الوسائل المتاحة بغير تدخل أو رقابة من الغير‪ .‬وتشمل‬
‫حرية التعبير نوعين‪ ،‬األول حرية اعتناق آراء معينة وتلقيها‪ ،‬وهي‬
‫تكون أمر داخلي بوجدان الفرد‪ .‬أما الثانية حرية التعبير عن هذه‬
‫اآلراء ويتم ممارستها من خالل عرض الفرد آلراءه لآلخرين‪ ،‬ولكن‬
‫ممارستها تحتاج إلى ضمان وحماية وعدم إضرارها بحقوق‬
‫‪.‬اآلخرين أو بالمصلحة العام‬
 ‫‪ :‬حرية الرأي في االسالم‬
‫لقد أقر االسالم حرية التفكير و الرأي و دعا الى ذلك في القران‬
‫الكريم الذي تنتهي العديد من آياته بكلمة يعقلون او يتفكرون أو‬
‫يتدبرون أو يعلمون ‪ .‬و قد حثنا الرسول صلى هللا عليه و آله و سلم‬
‫‪ .‬أن نقول الحق مهما كانت الظروف و أن ال نخاف إال هللا‬

‫هناك العديد من الحقوق والحريات التي يمتلكها الفرد‪ ،‬ومن هذه‬

‫الحقوق الحق في حرية الرأي والتعبير والفكر‪ ،‬وتتعدد أنواع البحث‬
‫عن المعلومات واألفكار‪ ،‬باإلضافة إلى تلقيها ونقلها لآلخرين‪ ،‬بغض‬
‫ً‬
‫كتابة‪،‬‬ ‫ً‬
‫شفاهة‪ ،‬أو‬ ‫النظر عن الحدود المقررة‪ ،‬وسواء أكان ذلك‬
‫ً‬
‫أوطباعة‪ ،‬أو في قالب فني‪ ،‬أو بأي وسيلة أخرى يقوم باختيارها‪.‬‬
‫‪(.‬الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 19‬من العهد الدولي)‬

‫يمكن أن تكون ممارسة الحقوق موضوعا ً لفرض المسؤوليات‬

‫الالحقة‪ ،‬فبالتالي ال يجوز أن يتم إخضاع ممارسات الحقوق التي‬
‫نصُّ عليها أعاله لرقابة مسبقة‪ ،‬وهذه المسؤوليات يحددها القانون‬
‫‪:‬صراحة‪ ،‬وتكون ضرورية والزمة من أجل ضمان عدة أمور وهي‬ ‫ً‬

‫‪.‬احترام سمعة اآلخرين واحترام حقوق اآلخرين‬

 ‫حماية النظام العام‪ ،‬أو األمن العام‪ ،‬أوالصحة العامة‪ ،‬أو حتى‬
‫األخالق العامة‪ ،‬فليس من الجائز تقييد حق التعبير‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫األساليب والوسائل المتعبة سواء مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫التعسف في اإلشراف الحكومي أو غير الرسمي على الصحف‪ ،‬أو‬
‫على تردد موجات اإلرسال التلفزيونية أو اإلذاعية‪ ،‬أو اآلالت أو‬
‫األجهزة التي تستعمل في نشر المعلومات‪ ،‬أو في أي وسيلة ثانية من‬
‫شأنها أن تقوم بعرقلة نقل األفكار واآلراء وانتشارها وتداولها‬
‫وهذا ما جاء في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪،‬‬
‫وعلى الرغم من ما جاء في الفقرة (‪ )2‬من المادة (‪ ،)19‬إال أنه‬
‫يمكن إخضاع وسائل التسلية العامة إلى رقابة مسبقة ينص عليها‬
‫القانون‪ ،‬وذلك من أجل تنظيم الحصول عليها‪ ،‬لضمان الحماية‬
‫األخالقية لألطفال والمراهقين‪ .‬كما وأن تشكيل التحريض على‬
‫العنف الذي يخالف القانون‪ ،‬أو أي عمل غير قانوني آخر ومشابه‬
‫ضد أي شخص أو ضد مجموعة أشخاص مهما كان سببه‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن الدين أو اللون أو العرق‪ ،‬أو األصل القومي أو اللغة‪،‬‬
‫وذلك من خالل الكراهية العرفية أو القومية أو الدينية‪ ،‬تعتبر جريمة‬
‫‪.‬يعاقب عليها القانون‬

‫حرية الرأي تعتبر مقدمة أساسية لكي تشكل شخصية اإلنسان سياسيا ً‬
‫واجتماعياً‪ ،‬وتعتبر المدخل األساسي من أجل تكوين قناعة ذاتية‬
‫باتجاه فكري أو بآخر‪ ،‬أو بتكذيب معلومة أو بتصديقها‪ .‬وهي أمر‬
‫بداخل اإلنسان يتشكل من خالل اجتهاده الشخصي‪ ،‬أي ليس بعمليات‬
‫غسيل المخ لحقن يقينه الداخلي بقناعة متعسفة‪ .‬فلذلك يمتاز الحق في‬
‫‪:‬التعبير والرأي بالصبغة القانونية‪ ،‬حيث تم تنظيمه من الناحيةالدولية‬

‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في نص المادة (‪ :)19‬حيث أتى بأن‬

‫كل شخص يملك حق في التمتع بحرية التعبير والرأي‪ ،‬والحق هذا‬
‫يشتمل على‪ :‬التماس األفكار واألنباء‪ ،‬وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين‪،‬‬
‫بأي وسيلة كانت ودونما اعتبار للحدود‪ ،‬ويشتمل هذا الحق على‬
‫حرية اعتناق اآلراء دون مضايقة‬
‫ونظم هذا الحق أيضا ً العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬في المادة (‪ :)19‬أن لكل إنسان الحق في أن يعتنق آراءه‬
‫دون مضايقة‪ ،‬كما ونص على عدة بنود في المادة (‪ )19‬والتي‬
‫نظمها كتاب حقوق اإلنسان للدكتور زكريا المصري‪ ،‬والتي ذكرتها‬
‫أعاله‬

‫أما من الناحية المحلية فقد ّ‬

‫نظم القانون األساسي الفلسطيني الحق في‬
‫حرية التعبير والرأي في المادة (‪ :)19‬حيث ال يتم المساس بحرية‬
‫الرأي ولكل انسان حق التعبير عن رأيه‪ ،‬سواء بنشر قوله أو كتابته‬
‫أو غير ذلك من الوسائل الخاصة بالتعبير أو الفن‪ ،‬وذلك مع مراعاة‪.‬‬
‫أحكام القانون‬
 ‫تعتبر مساحة الحرية من منطلقات شخصية اإلنسان وذلك دون‬
‫تدخل مخل من جانب األفراد والسلطات‪ ،‬كما وتعتبر مساحة بكر‪.‬‬
‫ومن خالل حرية الرأي يقدر اإلنسان أن يحدد موقفه من انتمائه‬
‫لمؤسسة اجتماعية أو حزب معين‪ ،‬وهذا هو أساس ديمقراطية التنظيم‬
‫االجتماعي والسياسي‪ ،‬من غير حرية الرأي لن يكون هناك انسان‬
‫اجتماعي وسياسي وفق مفهوم اإليجابية اإلنسانية في الحياة‬
‫االجتماعية والسياسية‪ ،‬فبذلك تسود الالمباالة والسلبية ويكون هناك‬
‫انفصال وجداني بين اإلنسان والسلطة أو حتى بينه وبين المجتمع‬
‫عموما ً‪ ،‬وهذا يعتبر أكبر آفات التدني والتخلف والتراجع عن التنمية‬
‫والتقدم‪ ،‬نظراً لغياب اإلبداع الشخصي ف شتى المجاالت‪ .‬تبني‬
‫حرية الرأي الذات اإلنسانية المتميزة لكي ال يكون الفرد إمعة‪،‬‬
‫فالمشاركة اإلنسانية التي تعد مظهر للنشاط اإلنساني الذي يبدأ داخليا ً‬
‫بتكوين رأي حر‬

‫ترتبط حرية التعبير بالمشاركة اإلنسانية حيث ألحقتها المادة (‪)19‬‬

‫من اإلعالن بحرية الرأي‪ ،‬واعتبرتا وجهين لعملة واحدة‪ ،‬يلزمهما‬
‫حرية في التحري والبحث عن المعلومات وتلقيها وإذاعتها‪ ،‬وذلك‬
‫بأي وسيلة كانت‪ .‬أما المادة (‪ )19‬من العهد الدولي تفرد الفقرة‬
‫األولى لحرية اعتناق اآلراء وذلك باعتبارها حرية مطلقة ال تستطيع‬
 ‫السلطات أو األفراد التدخل فيها‪ .‬بينما حرية التعبير فليست كذلك‪،‬‬
‫‪.‬فقد قيّدت لحد من إطالقها وهذا ما رأيناه فيي الفقرة الثانية والثالثة‬

‫ترتبط حرية الرأي بالحق في المعلومات‪ ،‬حيث يتم إظهارهما معا ً‬

‫حرية التعبير بقدر ما يكونا أساسا ً لها‪ ،‬فمن أجل أن يعبر اإلنسان‬
‫عما بداخله يحتاج إلى أن يكون بداخله أفكار‪ ،‬فبالتالي يحتاج إلى‬
‫معلومات يبحث عنها ثم يتلقاها بحرية‪ ،‬فمصادرة منبع المعلومات‬
‫يمنع من تداول المطبوعات‪ ،‬كما والتشويش على اإلذاعات يعتبر حد‬
‫لمنبع من منابع المعلومات التي تلزمنا كي نكوّ ن الرأي بحرية‪ ،‬ثم‬
‫فتح الطريق للتعبير بحرية‪ .‬ويكون االعتداء على حرية الرأي إذا ما‬
‫صودر حق اإلنسان في الخطابة أو الكتابة أو الرسم أو غيرها من‬
‫‪.‬الطرق‬