Professional Documents
Culture Documents
-1جميل صليبا :المعجم الفلسفي (بااللفاظ العربية والفرنسية واالنجليزية والالتينية)،ج، 1دار الكتاب اللبناني
بيروت(لبنان)1403،ه ،ص . 461
45
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
ت -الحرية في الفقه اإلسالمي" :عرف الدين الحرية في الفقه اإلسالمي بأنها :المكانة العامة التي
قررها الش ارع لألفراد على السواء ،تمكينا لهم من التصرف على خيرة من أمرهم دون اإلضرار
بالغير". 1
ث-الحرية بالمفهوم الفكري ":ويقصد بها الالند حرية كل فرد في اعتناق فكرا معينا واتجاه فكريا
يتفق وميوله الخاصة ،وأن يكون فكر كل إنسان نابعا من داخله ،وناتجا عن تأمله الحر في مسألة من
2
مسائل أو مشكلة من المشاكل التي يرغب في أن يفكر فيها دون ضغط خارجي"
ج-الحرية بالمفهوم السيكولوجي :و نعني في علم النفس غياب القيود السيكولوجية التي تمكن في
ال حوافز التي تجبر الفرد على أداء أعمال معينة أو جعل أمر تنفيذها صعبا فالحيوان الجائع غير
المدرب يجبره جوعه على تناول الطعام الموضوع أمامه ويجبر الخوف أرنبا على الهروب من
المكان ،فهذه الحيوانات تجبر على أداء العمل بواسطة تأثير حوافزها المفروضة عليها باعتبار أنها
ال تتمتع بالحرية السيكولوجية ال أن تكون مجبرة في أفعالها بتأثير قوة خارجية أو التزام خلقي،
و المبررات الداخلية التي قد فالحرية السيكولوجية تعني االستقالل التام عن سائر البواعث
تكون غريبة على الفرد وبذلك يصدر الفعل من باطن أو أعمال الذات من ثم يصبح معبرا عنها .
ح-الحرية بالمف هوم السياسي :ويقصد بها الالند ممارسة الفرد لكافة حقوقه السياسية في المجتمع
كحق الترشح وحق االنتخاب وحق التمثيل في المجالس النيابية و في كل األمور التي تتعلق بالسياسة
و الحكم وبإدارة الدولة .
خ-الحرية بالمفهوم االجتماعي :يقصد بها الالند غياب اإللزام االحتماعي عن الفرد ومن ثم يستطيع
اإلنسان أن يفعل كل ما ليس محرما بواسطة التشريعات أو القوانين ،إتها حرية الجماعات و الطبقات
االجتماعية التي يتألف منها المجتمع ،وهذه الحرية تبيح القضاء على حرية طبقة من الطبقات أو
استغالل طبقة لطبقات آخري طالما لم تفعل شيئا أو أشياء محرمة قانونيا.
د"-الحرية بالمفهوم األخالقي :و هي التي تقوم أساسا على مبدأ أو مبادئ أخالقية يقرها عقل اإلنسان
و تتقبلها إرادته ،وعلى هذا فالعقل الحر هو الصادر عن رؤية و تعقل وتدبر ،فالحرية األخالقية عند
3
الالند تقوم في االختيار بين الخير و الشر بعد رؤية أو التعقل وتدبر ومعرفة تامة بهما"
د -مفهوم الحرية عند بعض الفالسفة :هناك كثير من الفالسفة اللذين اهتموا بالحرية من بينهم:
-1عند آرسطو :لقد اهتم أرسطو بإنصاف الفرد وتحريره من كل أشكال الحتمية وقد أمن أرسطو
بالحرية اإلنسانية إلى حد كبير ،ويؤكد أن بناء شخصية اإلنسان من أهم األشياء التي يجب على
اإلنسان االهتمام بها ،ويقول الرذائل والفضائل التي نفعلها هي مسؤولية شخصية.
-2عند إيمانويل كانت :يؤمن كانت بأنه ال يوجد أحد يلزم اإلنسان بالتعامل أو التفكير بالطريقة التي
يريدها ،ويرى أن كل شخص يستطيع البحث عن سعادته وفرحه بالطريقة التي يراها مناسبة له ،و
المقصود بذلك الحرية .
-3عند مونتسكيو :الحرية أن يقد المرء على أن يعمل ما ينبغي عليه أن يريد و أال يكره على عمل
ما ال ينبغي أن يريد ،وهي الحق في أن يعمل المرء ما تجيزه القوانين العادلة وإذا كان المواطن
يعمل عكس ما ينهي عنه ،كان لغيره نفس الحق فتالشت الحرية .
-4عند جون لوك":الحرية الكاملة هي التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية اتخاذ القرارات
الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة بدون قيود ،كما يريد اإلنسان ،وبدون أن يطلب هذا
اإلنسان الحق من أحد وبدون تبعية إلرادات الغير أيضا".1
-5عند السفسطائين":تعتبر الحرية السفسطائين حرية عقيدة و سياسة وفنون وأخالق وقد ركزوا في
المفاهيم التربوية التي وضعوها على المفهوم الشعور بالحرية و االعتزاز بالنفس وقد جعلوها قائمة
على العقل اإلنساني ،فهم ينظرون إلى الحياة على أنها مجموعة من األفعال الحر التي يقوم بها
اإلنسان من أجل تحقيق ذاته ،ويرجع الفالسفة السفسطائين أن طول عمر اإلنسان يعود لتمتعه بالحرية
الكاملة ،فالحرية كذلك تبرر العقالنية". 2
ذ -تعريفات مختلف عن الحرية:
-البد من ت عريف الحرية كمفهوم أساسي يتسع ليشمل الحركة التاريخية بمجملها أي بكل أبعاد النشاط
اإلنساني ومجاالته ،من حيث أن "الحرية هي المجال األوسع و األشمل لتحيق الذات اإلنسانية
الالمتناهية في أبعادها المتعددة والمختلف من ثم يجب النظر إلى الخطوات
و المحطات األساسية ،وخاصة المنعطفات الرئيسية ،في مسيرة الحرية اإلنسانية عامة وباإلنسان
العربي بصورة خاصة وبالمقارنة مع الشعوب األخرى".3
"تعني الحرية عند األكثرية اإلمكانية الحقه ألن يتصرف وفق هواه و على وفق إرادته" 1وهي
إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة
إمكانيات موجودة ،فمفهوم الحرية يعين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما .
و الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات اإلنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا
معنوية ،فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو لذات ،والتخلص من الضغوط
المفروضة على شخص ما تنفيذ غرض ما ،و التخلص من اإلجبار و الفرض .
" -فلفظ الحرية قد يوظف ويستعمل للتميز بيم من كان حرا من الوالدة وبين من كان عبدا ثم اعتنق،
وفي اللسان حر الرجل حرية من حرية األصل ال حرية العنق وتدور حول الفرد وعالقته مع غير
ذاته ،سواء أكان ذلك الغير فردا آخر يتحكم فيه من الخارج أو قوة طبيعية تستعبد من الداخل".2
-وتعني الحرية أيضا النقاء والخلوص من كل عوالق ،وكدورات وشوائد ،قد تتلبس بماهية شيء ما
فتجعله خاضعا لها ،وفي هذا إيجاد تصوفي ،كما هو الحال في تعريف الجرجاني للحرية ،إذا يقول
عنها في تعريفاته ":الحرية في اصطلح أهل الحقيقة:الخروج عن رق الشهوات ،وحرية الخاصة عن
رق المرادات لغناء إرادتهم من إدارة الحق ،وحرية خاصة الخاصة .3"...
أما الحرية في معانيها االصطالحية فهي أوسع ،بسبب أنها ال تخص بالكائن البشري فحسب وإنما
تتجاوزه إلى بقية الموجودات األخرى ،فمثال "...تظهر الحرية الجسم الساقط في هبوطه إلى مركز
األرض وفقا لطبيعته بسرعة متناسب مع الزمان ،إال إذا صادف في طريقه عائق يمنع سقوطه،
وكذلك وظائف الحياة النباتية أو الحيوانية إذا لم يعقها عن القيم بعملها الطبيعي مانع خارجي قيل أنها
حرة". 4
فمصطلح الحرية قد يفيد "...السيكولوجية ،وهي القدرة على تحقيق الفعل دون الخضوع لمؤثر
خارجي ،وإنما تصدر األفعال عن المرء نفسه بحيث يشعر أن الفعل صادر عن إرادته وعلى أساسها
تقوم التبعية األخالقية وحرية اإلرادة وحرية الضمير 5"...فالحرية عملية مركبة ،تتداخل في توليدها
معطيات أساسية ،تستوجب "...ثالثة شروط في حالة يصح أن تنطبق عليها كلمة الحرية ،أوال:
المعرفة الواعية ،ثانيا :إمكانية االختيار ،ثالثا :القدرة على تنفيذ هذا االختيار". 6
- 1حسام محي الدين اآللوسي :في الحرية مقاربات نظرية و تطبيقية ،دار النهضة العربية ،بيروت(لبنان) ،ط ، 2010، 1ص . 7
- 2عبد هللا العروي :مفهوم الحرية ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط ،1998 ،6ص .14-13
- 3الجرجاني :معجم التعريفات ،قاموس المصطلحات و تعريفات علم الفقه و اللغة والفلسفة و المنطق والتصوف والنحو
والصرف والعروض والبالغة ،تحقيق محمد صديق المنشاوي ،دار الفضيلة ،ص . 116
- 4جميل صليبا :المعجم الفلسفي ،ص. 462
- 5إبراهيم مذكور :المعجم الفلسفي مصطفى حسيبة،دار أسامة للنشر والتوزيع ، 2009،ص . 71
- 6ملحم قربان :المنهجية والسياسة ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ،بيروت لبنان،ط،1،1986ص . 293
48
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
فالحرية من الزاوية األخالقية تعني ...اإلمكانية المتاحة لإلنسان في أن يوقف سير (السير المجرد)
ورغباته وميوله وغرائزه ليفسح مجال حرا في النهاية لتلك التي يظهر الفحص األمين أنها األكثر
موافقة للعقل الشامل"،فالفارق الذي يمكن أن نميز اإلنسان عن الحيوان هو صدوره في ضبط رغباته
وغرائزه عن منظومة قيمة عقلية ،مما يرفعه إلى مستوي الكائنات المتحررة العاملة طبقا لمقتضيات
العقل وليس خضوعا ألهوائه". 1
"والحرية من الزاوية الفردية ،فهي تستدعي الحاجة إلى الوقوف عند المعاني النفسية الشخصية و
األخالقية ،التي تدور جميعها في فلك أن اإلنسان له المقدرة الفعل بعد ...القدرة المطلقة على االبتداع
أو المبادأة 2"...بمعنى أن المنبع الغائر للفعل هو تلك البديهية الباطنية التي في ميسورها أن تقدم على
فعل أو تختاره ،ثم في المقابل في متناولها أال تفعله ،زيادةإلى أن المفهوم الفردي يستدعي مقدرة
النفس على توجيه البدن وقيادته ،و العقل على قمع الرغبات فيحجمها و ال يسمح لها باالنفالت
المطلق .
ر-مفهوم الحرية عند اريك فروم:
فرق فروم بين التحرر من الحرية السلبية و الحرية اإليجابية األول يشير إلى التحرر من القيود مثل
المن اسبات االجتماعية المفروضة على الفرد قبل أفراد آخرين ومنشآت مختلفة هذا النوع من الحرية
يت مثل في الوجودية التي تحدث عنها سارتر فخضعت للجدل تاريخيا لكن بالنسبة لفروم ،هذا النوع
من الحرية قد يكون عامل هدم إال إذا دمج بعنصر إبداعي بمعني الحرية في استخدام الحرية لتفعيل
الشخصية المتكاملة الشاملة تلقائيا في األعمال الخالقة ،ويزعم فروم بأن ذلك حتما يشير إلى ترابط
حقيقي مع اآلخرين ويذهب إلى ما هو أبعد من الرابط السطحي في العالقات االجتماعية "في الوعي
البديهي بالذات ،الرجل يوطد نفسه مرة آخر من العالم "...خالل عملية التحرر من هيمنة السلطة و
السائد من القيم ،فروم يزعم بأننا غالبا بعد ذلك نشعر بالفراغ و الحصار ويقارب هنا بين عملية
التحرر ومرحلة فطام الرضع في الطفولة وهذا اإلحساس لن ينحصر حتى تستخدم جانب الحرية،
اإليجابي وتعمل على تطوير نظام بديل للنظام القديم غير أن البديل الشائع لممارسة الحرية اإليجابية
"الحرية ألجل" أو الموثوقية يتم عن طريق نظام مستبد يستبدل النظام القديم بأخر مختلف في الشكل
الخارجي لكن متطابق داخليا مع القديم عن طريق إلغاء الريبة والتشكك برسم حود مقيدة للتفكير
والتصرفات"،يصف فروم هذه العملية على أنها عملية جدلية تاريخية يسمى من خاللها الوضع
األصلي بالفرضية أو التحرر منه بالنقيض ،هذه النقيض يحصل فقط عندما يتم استبدال النظام
األصلي ومنع الناس مستوي جدب من األمن ،فروم مع ذلك لم يشير إلى أن النظام الجديد قد يكون
3
بالضرورة تطوري و انتمائي"
- 1فرانسوا غريغوار :المشكالت الميتافيزيقية الكبرى ،تر :نهاد رضا ،دار مكتبة الحياة ،بيروت( ،د ،ت) ،ص . 110
-2زكريا إبراهيم :مشكلة الحرية ،سلسلة مشكالت فلسفية ،مكتبة مصر ،القاهرة ( ،د ،ت) ،ص . 20
- 3ويكيبديا الموسوعة الحرة. https :www.goodreads.com »author »q :
49
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
-1سقراط :فليسوف وحكيم يوناني كالسيكي(399ق.م469-ق.م) يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية لم يترك سقراط كتابات
وجل ما تعرفه عنه مستقى من خالل الروايات تالميذه عنه تعلم أسس الفلسفة على يد بارمنيس من سقراط
» . https://ar.wikipedia.org »wiki
-2السوفسطائية :كلمة يونانية مشتقة من لفظ السفسطة التي تعني الحكمة والخدق وهي حركة فلسفية غير متكاملة ضمن نظام
وظهرت في القرن الخامس قبل الميالد من :السوفسطائية » . www.marefa.org »index.php
-3أفالطون :عاش(347ق.م427-ق.م) هو ارستوكليس بن ارستون فيلسوف يوناني كالسيكي رياضياتي ،مؤسس أكاديمية أثينا
معلمه سقراط وتلميذه أرسطو من أفالطون » . https://ar.wikipedia.org »wiki
50
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
ضروري للمعرفة ولو جود الموجود ،والثاني (أي إللهي) هو علة الوجود والخير،أما الضرورة
فتحدث الشر .
ومع أرسطو يبدأ المعنى األدق للحرية في الظهور ،إذ هو يربطها باالختيار ويقول أن االختيار ليس
عن المعرفة وحدها ،بل وأيضا عن اإلرادة ،ولهذا نجده يعرف االختيار بأنه اجتماع العقل مع اإلرادة
.
"وإذا كانت"الرواقية" 1قد نادت بفكرة ضرورة ،ومن ثم فإنها ذهبت إلى أن العالم محكوم بقانون
شامل ثابت ليس فيه استثناء ،فإن األبيقورية" قد ذهبت إلى القول بوجود الحرية ولكنها من نوع
خاص ،إنها حرية الدفة التي تعبر عن قدرة الذات على االنحراف عن اآللهة الشاملة التي تسود
الكون".2
ثم جاء كتاب المسيحيون فرأوا أن الحرية ليست مجرد الخلو من القسر ،كما أنها ليست مجرد حرية
االختيار ،ألن حرية االختيار يمكن أن تستعمل للخير أو الشر ،يقول القديس "بولس"3الرسول في
الرسالة إلى أهل رومة" :إني لست أعرف ما أنا أفعله ،إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه :فأياه
أفعل ! فإن كنت أفعل ما لست أريده ،فإني أصادق الناموس أنه حسن فاآلن لست أفعل ذلك ،أنا في
ي ،فإني أعلم أنه لساكن في أي جسدي شيء صالح ألن اإلرادة حاضرة عندي، الخطيئة الساكنة ف ٌ
وما أن أفعل الحسنى فلست أجده ،ألني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر لست أريده :فآياه
أفعل".
لهذا ألح هؤالء الكتاب المسيحيون األوائل على توكيد فكرة اللطف اإللهي ،كذلك اصطدموا بمشكلة
التوفيق بين الحرية اإلرادة وبين العلم اإللهي السابق ،ففيما يتصل باللطف :قالوا أنه لما كانت الطبيعة
اإلنسانية قد فسدت بالخطيئة األولى ،فالبد من اللطف اإللهي كي يستطيع فعل الخير ،بل المهم أكثر
من هذا هو أن يقدر على جعل اإلرادة تميل نحو الخير .
أما حرية اإلرادة اإلنسانية فيعرفها القديس أو غسطين بأنها القدرة على قبول تصور ما أو رفضه،
فليست الحرية إذن القدرة على االختبار بين الخير والشر ألن اختيار الشر نقص ولو كان شرطا
للحرية لما كان هللا حرا ،وكيف يكون هللا حرا وهو صاحب الحرية ؟ وأول دليل كان الحرية شهادة
الوحدان :
-1الرواقية :مذهب فلسفي ويعد واحد من الفلسفات المستجدة في الحضارة الهنلستية أنشأه الفيلسوف الروماني زيتون
السيلشومي من . https ://ar.wikipedia.org »wiki » :
-2أمل مبروك :مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط، 3004، 1ص . 103
- 3القديس بولس توفي حوالي سنة )64اسمه األصلي"شاول" لقب بـ "بولس الرسول" "ورسول األمم" في المسحية ويعتبر
أعظم رجال تاريخ المسحية في طرسوس في آسيا الصغرى كان يهودي روماني الجنسية درس في أورشليم ،وكلف بالذهاب
لمقاومة المسيحية،من9:30 ،2017/02/26 http://arz.m.wikipedia.org »wiki » :سا.
51
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
إذا لم تكن اإلرادة التي بها «أريد وال أريد ملكا لي ،فلست أدري ما الذي أستطيع أن أقول عنه إله
ملك لي».1
والذي يجادل في وجودها واقع في عمارة تمنعه من أن يرى إلى أي حد حجمه الباطنة صادرة عن
إرادة نفسها ،بالحرية تنكر الحرية،وإنكارها يحمل معه التناقض ،والناس مجمعون على المدح أو
الدم و اإلثابة و المعاقبة بناء على ما يشعرون في أنفسهم من حرية ويؤيد الحرية اختالف األفعال
عن الظروف ويؤيدها أيضا أن أوامر هللا ونواهيه تكون لغوا إذا لم تكن مسؤولين عن أفعالنا ،إذ ال
تكليف وال تبعية بغير حرية ،فاإلنسان رب أفعاله ال يخضع لقدر أعمى ،وال لتأثير النجوم فليس
هناك رابطة معقولة بين النجوم والمستقبل اإلنساني.
أما التوفيق بين حرية اإلرادة اإلنسانية وعلم هللا السابق يرى"أوغسطين" 2أن التجربة الشخصية
تؤكد أن لدى اإلنسان إرادة تدفعه نحو هذا أو ذك ومن ناحية أخرى فإن هللا يعلم أن اإلنسان بإرادته
هذا أو ذك وهذا ال يستبعد أن يفعل اإلنسان بإرادته واحتياره ،إن علم هللا هكذا يرى أوغسطين ال
يحيل األفعال من حرة إلى مجبورة عليها .
"وفي اإلسالم أثيرت مشكلة الحرية اإلرادية والجبر مبكرا في عهد األمويين" 3ثم صارت بعد ذلك
من المشكالت الرئيسية في علم الكالم ،ويمكننا أن نميز بين اتجاهات ثالثة رئيسية :اتجاه مال إلى
القول بالقدرة أو االختيار ،بمعنى أن اإلنسان قادر خالق ألفعاله ،أي له القدرة واستطاعة من نفسه
قبل الفعل ،وهؤالء هم المعتزلة ،ولقد برروا قولهم بأن اإلنسان خالق ألفعاله ،بأن بعض األفعال
اإلنسانية شر ،ولما كان هللا ال يصدر عنه ما هو شر ،فيستحيل أن تكون تلك األفعال صادرة عن هللا،
فهي صادرة إذن عن اإلنسان ،فاإلنسان على حد تعبير شيخ المعتزلة "واصل بن عطاء" 4هو الفاعل
للخير والشر ،وهو المجازي على فعله.
و فر يق آخر اتجه إلى "الجبر" ومعناه نفى الفعل على العبد وإضافته إلى هللا تعالى فيصبح اإلنسان
في رأيهم مجبورا في أفعاله ال قدرة له وال إرادة أصال وهؤالء هم "الجبرية" وكان "بهم بن
صفوان" 5من الجبرية الخالصة ،فقال:
"إن اإلنسان ال يقدر على شيء وال يوصف باالستطاعة ،وإنما هو مجبور في أفعاله ال قدرة له وال
إرادة وال اختيار ،وإنما يخلق هللا تعالى األفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات وتنتسب
-1أمل مبروك :مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،المصدر السابق ،ص .104
-2أوغسطين :كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي ال تيني ولد في طاغاست()354-430يعد قديس وأحد آباء الكنيسة البارزين من
أوغسطين » 2017،1:20/01/22،https ://ar.wikipedia.org »wikiسا.
- 3أمل مبروك :مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،المصدر السابق ،ص . 105
- 4واصل بن عطاء :هو أبو حذيفة واصل بن عطاء المخزومي( )700-748الملقب"بالغزال األلثغ" كان تلميذ الحسن البصري
ومؤسس فرقة المعتزلة من :واصل بن عطاء » . https ://ar.m.wikipedia.org »wiki
-5جهم بن صفوان:هو أبو محرز،جهم بن صفوان الترمذي من موالي بني راسب ويعود أصله إلى مدينة ترمذ ولذ ونشأ بالكوفة
كان بارعا في علم الكالم وعلوم البالغة،من2016،3:30/12/26 https ://ar.m.wikipedia.org »wiki » :سا.
52
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
إليه األفعال مجازا كما تنسب إلى الجمادات كما يقول :أثمرت الشجرة وجرى الماء ،وتحرك الحجر،
وأشرقت الشمس وغربت ،واهتزت األرض. "...
وفريق الثالث توسط بين الجبرية و القدرية ،فجعل هللا خالقا ألفعال اإلنسان ،ألن اإلنسان بجميع
أفعاله مخلوق هلل ،ولكن اإلنسان مع ذلك لهو االستطاعة يحدثها هللا فيه مقارنة للفعل ال متقدمة عنه
وال متأخرة ،فاإلنسان عندهم مكتسب لعمله و هللا سبحانه خالق لكسبه ،وهؤالء هم أهل السنة
والجماعة ومنهم األشعرية .
-وفي العصر الحديث في أوروبا دار المعنى الحرية حول معاني عديدة منها:
-الحرية هي تلك الملكية الخاصة التي تميز الكائن الناطق من حيث الوجود عاقل يصدر في أفعاله
عن إرادته هو ،ال عن أية إرادة أخرى غريبة عنه ،فالحرية بهذا المعنى ،هي انعدام القسر الخارجي،
واإلنسان الحر هو من لم يكن عبدا أو أسير.
" -الحرية تتعلق بالعالقة الخارجية للكائن الحي مع الوسط المحيط به ،وتدل على اإلمكان السلبي و
اإليجابي ألن يفعل ما يريد".1
-الحرية تدل على العالقة محددة فطرية أم مكتسبة لإلنسان مع ذاته ومع فعله ،بها يتميز هذا الفعل
من التصرف بحسب الهوى ،وبهذا المعنى تكون الحرية هي إمكانية اإلرادة بمعنى معين .
-الحرية تدل على أساس أنتروبولوجي بمقتضاه يكون اإلنسان نفسه األصل في إرادة أو عدم إرادة
كذا ،وأنها حرية االختيار أو الحرية المتابعة .
وقد اهتم الالهوتين في القرنيين السادس عشر و السابع عشر بمشكلة حرية االرادة اهتماما خاصا،
فرأى "كالفان"2أن فقدان حرية اإلرادة وسيطرة مبدأ السعادة هما ناموسا كل إنسان لم يتلق لطف هللا
وقال"مولينا" بحرية االستواء ومفادها أن الحر هو من يقرر حين يعطي كل الشروط الواجب توفرها
للفعل أن يفعل و أال يفعل ،أو أن يفعل شيء أو ينقصه .
-أما الفالسفة فنجد أوال "هوبز" 3يقرر أن الحرية هي انعدام القسر ،أي الخلو من القهر المادي وكل
فعل يتم وفقا لدوافع حتى ولو كان الدافع الخوف من الموت يعد حرا ،واإلنسان يكون حرا بقدر ما
يستطيع التحرك على طرف أكثر.
-1أمل مبروك :مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،المصدر السابق ،ص . 106
- 2كالفانا( )1509-1564مصلح ديني والهوتي فرنسي،مؤسس المذهب الكالفيني المنتشر في سويسرا وفرنسا وهو من القالئل
من الفالسفة الذين استطاعوا أن يبطقوا ما انتجه من الفلسفة من:
» 2016،3:45/12/26،https ://ar.m.wikipedia.org »wikiسا.
- 3هويز)1588-1564( :عالم رياضيات وفيلسوف إنجليزي أحد أكبر فالسفة القرن 17بانجليزا من مؤلفاته :اللقياثان ،األخالق
والسياسة من. https ://ar.m.wikipedia.org »wiki »:
53
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
وحرية المواطن و العبد ال تختلف إال من حيث الرجة فالمواطن ليس تام الحرية و العبد ليس تام
العبودية .
"وعند "اسبينوزا" نجد نفس المفهوم للحريو وهو الخلو من القسر إذ يقول":هذا الشيء يدعى
حرا إذا كان يوجد وفقا لضرورة ماهيته وحدها ،ويعين ذاته بذاته للفعل ،ووفقا لهذا التعريف فإن هللا
هو وحده الحر ،أما اإلنسان فغير حر ألن هللا هو الذي يعين نفسه بنفسه ،أما اإلنسان فهو يضعه من
الطبيعة ويتحرك بانفعاالت خارجية ،ومع ذلك فإن اإلنسان يستطيع أن يتحرر إذا أحال أفكاره غير
الواضحة إلى واضحة ،أحال انفعاالته إلى حب هللا"". 1
-وجاء "ليبتنس" أن الحرية تكون أوفر كلما كان الفعل صادرا عن العقل ،وتكون أقل كلما كان الفعل
صادرا عم االنفعال ،ويرى أن حرية االستواء غير ممكنة ألنها تناقص مبدأ العلة الكافية.
يمكن أن توصف لهذا ا لسبب بأنها مجردة عن كل القوانين ،بل األولى أن يقول إنها يجب أن تكون
علية تسير في أفعالها وفقا لقوانين ال تتحول ،وإن كانت هذه القوانين من نوع خاص وإال لكانت
اإلرادة الحرة شيئا محاال ،أن الضرورة الطبيعية تنافر بالنسبة إلى العلل الفاعلة ذلك ألن كل معلول
ليس ممكنا إال بحسب هذا القانون الذي يقول إن شيئا آخر هو الذي يعين العلية في العلة الفاعلة ،فماذا
عسى أن تكون حرية اإلرادة ،إن لم تكن هي االستقالل الذاتي أي الخاصية التي تتميز بها اإلرادة
فتجعل منها قانونا لنفسها؟ وإذن فالقضية التي تقول أن اإلرادة في جميع أفعالها هي القانون الذي
تصنعه لنفسها ليست إال صيغة أخرى من المبدأ الذي يقول إن علينا أال نفعل فعال حتى يكون مطابقا
للمسلمة التي يمكنها أيضا أن تتخذ من نقسها موضوعا يعد قانونا كليا شامال ،ولكن هذه هي على
تحقيق صيغة األمر األخالقي المطلق كما هي مبدأ" األخالقية" وعلى ذلك فاإلرادة الحرة واإلرادة
الخاضعة لقوانين أخالقية شيء واحد بالذات .
"أن الحرية كما يراها "كانط" 2ال يمكن أن تمثل للعيان كتمثل العالم المحسوس له ،وهذا هو السبب
الذي ال نستطيع من أجله أن نصل إلى كنهها و طبيعة عن طريق المعرفة النظرية وشأن الحرية في
ذلك شأن وجود هللا وخلود النفس وكلية العالم التي ال يقابلها جميعا موضوع تجريبي أو عيان حسي،
وال تستطيع بالعقل النظري أن نعرف طبيعتها شيئا ،وإن وجب علينا مع ذلك أال تنكر وجودها ،بل
نفترضها كأفكار تنظيمية للتجربة.3
-1أمل مبروك :مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،المصدر السابق ،ص .106
- 2كانط)1724-1804 ( :فيلسوف ألماني من القرن الثامن عشر كان آخر الفالسفة المؤثرين في الثقافة األوربية الحديثة من
مؤلفاته :نقد العقل العلمي ،نقد العقل الخالص ،نقد القدرة على التحكم من:
» 2016،6:00/12/28.https ://ar.m.wikipedia.org »wikiسا.
-3حربي عباس عطيتو :مبادئ الفلسفة ،دار المعرفة الجامعية، 2007،ص . 402-401
54
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
-وعند"هيخل" 1أن التصور المجرد للحرية هو قيام الذات بنفسها وعدم االعتماد على الغير ونسبة
الذات إلى الذات ،وهذا معنى قوله":أن الروح الحر يعرف أن موضوعه هو ذاته ويعرف أن ذاته
هي ،من ثم ،محددا تحديدا ذاتيا أي أنها حرة ،ولما كانت محددة تحديدا ذاتيا فإنها بذلك ال متناهية".
-وإذا نظرنا إلى المشكلة الحرية كما تفهمها الفلسفة المعاصرة ،فسنجد أنها ليست مشكلة نظرية بل
هي في المحل األول مشكلة علمية ،إن صح التعبير تقوم على الممارسة أكثر من قيامها على التفكير
المجرد ،ذلك ألن الفيلسوف المعاصر أدرك وجوده اإلنساني من خالل الفعل ،أي أنه أراد أن ينقلها
دفعة واحدة إلى معترك الحياة و الواقع الفعلي " ،أنه يقول لنا "أن اإلنسان ال يشعر حقا بوجوده إال
على أرض الواقع ،في قلب الصداع بين ظواهره ومن خالل االحتكاك باإلرادات البشرية المختلفة".2
ال شك أن هذا الصورة التي يقدمها الفيلسوف للوجود اإلنساني مختلف أتم االختالف عن الصورة
الماضية ،وهي صورة جديدة ترتبط بمواقف اإلنسان الحية واختراقه للحواجز وتحطيمه للعقبات
التي تظهر له من خالل التعامل البشري ،ولذلك فهي صورة ارتبطت بممارسة الفعل الحر
وبالظروف النفسية و االجتماعية و السياسية واالقتصادية التي ال يستطيع بأي حال من األحوال أن
نعزل الفرد عنها ،وعلى هذا النحو اتجهت الفلسفة المعاصرة في بحثها عن الحرية إلى الفعل ولم
تبحث عن الحرية في زمان ما قبل الفعل ،أو قد أدى بهم بحثهم في بعض األحيان ،إلى أن تناولها
خارج حدود الزمان كله جاءت الفلسفة المعاصرة فبحثت في الحرية في زمان الفعل أثناء ممارسة
الفعل" وبذلك فإن الحرية فكرة من أفكار العقل الخالص و ال سبيل إلى البرهان عليها في عالم الحياة
اإلنسانية الواقعية".3
المبحث الثالث :أهمية الحرية
يكثر ذكر الحرية في هذا العصر أكثر من أي عصر مضى ،والكل يتحدث عن الحرية متطورا
إليها من حيث اهتمامات كل متحدث ومصالحه :فنجد من يتحدث عن الحرية السياسية ،وعن الحرية
الضمير ،وحرية الشعوب ،وحرية المرآة ،وحرية األديب والفيلسوف وعن الحرية االقتصادية
والحرية الجامعية ،إلى آخره أنواع وألون شديدة التعدد واالختالف من الحريات ،وهناك أسباب
ظاهرة وراء كثافة الحديث عن الحرية ذلك منذ أربعين أو ثالثين عام مضت "،فاإلنسان يبحث عن
حريته في كافة مناحي الحياة فهو يبحث عنها نفسيا بمواجهة العواقب والمخاوف والقلق والصعوبات،
وديننا ببراءة الذمة ،واجتماعيا بإزالة السلطة و الموانع التي يفرضها عليه المجتمع المحيط ،وفلسفيا
-1هيغل:االسم الكامل جورج فيلهلم فريدريش هيغل()1770-1831فيلسوف ألماني ولد في شتوتغارت فور تيمبيرغ من أعماله:
ظاهريات الروح المدخل إلى علم الجمال،موسوعة العلوم الفلسفية ،محاضرات في تاريخ الفلسفة ،أصول فلسفة الحق حياة
يسوع من 2017،12:30/01/03.https ://ar.m.wikipedia.org »wiki » :سا.
-2أمل مبروك مشكلة اإلنسان في الفكر المعاصر ،المصدر السابق ،ص .107
- 3حربي عباس عطيتو:مبادئ الفلسفة ،المرجع السابق،ص .402
55
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
بالتخلص من كل ما يحرمه من حريته ،واتخاذ قراراته وتقدير اختياراته ،،وحقوقيا برفض سلطة
القوى على الضعف وسلبه لحقوقه وتظهر أهمية الحرية في حياتنا في عدة نقاط تجلى فيمايلي":1
-1تجعل اإلنسان يخرج من كونه كائنات تابعا للحتمية الطبيعية إلى كونه مختارا قادرا على السيطرة
على الطبيعة وتغير األشياء و السيادة عليها ،بالحرية يمكن لإلنسان أن يستثمر في الكون وتجارب
الحياة "،وأن يفسح المجال لكل صنف من األخالق ما لم يكن فيه أضرار للغير."2
-2الحرية تفتح مجال لنقل اآلراء من حيز الفكر إلى حيز الفعل ،فالحرية الفعل ينبغي أن تكون بقدر
حرية الرأي.
-3تمك ين الشخص من إبراز نفسه وإظهار استقالله وإبراز قوته ونموه وهذا ال يأتي إال بإطالق
الحرية اإلنسانية ونموها.
-4الحرية المرء ال تتعرض للغير فيما يخص بنفسه دون سواه ،فاألسباب التي توجب إطالق الحرية
ألآلراء توجب أيضا إطالق الحرية لتنفيذ هذه اآلراء ما دامت نتائجها مقصورة على صاحبها ومادام
تنفيذها ال يؤدي إلى اإلضرار بالغير.
-5تمكن أهمية إطالق الحرية في نمو الشخصية الذي يمثل أحد األركان الجوهرية لصالح المعيشة
وأن النمو الشخصية على هذه الصفة هو عنصر مكافئ لكل ما يسمى باسم المدينة والحضارة والتربية
و التهذيب.
-6با لحرية يحسن الناس استعمال عقولهم ،فعلى كل إنسان أن يكون حرا فيما يرشده عقله ولبه ،ال
حرا فيما تدفعه إليه شهوته وقلبه.
" -9نشر المعلومات واإلدالء بالتصريحات دون خوف من وجود سلطة تكمم األفواه".1
-10تنظيم الحياة االجتماعية وإيجاد تجانس بين فئات المجتمع في سبيل تحقيق السعادة وإزالة الظلم.
-11فالحرية تبني قوة الدولة ،حيث إن فرض القوانين واإلكراه يولد حالة من البت وعدم االنتماء،
فتطبيق الحرية يؤدي إلى المساهمة الشعب في صناعة القوانين والتشريعات وبالتالي شعورهم بأن
الدولة تسير وفق مقترحاتهم ورغباتهم ،وعدم وجود مصدر خارجي يفرض عليهم قراراتهم ونظام
حياتهم فيزيد إحساسهم بالمسؤولية.
-12التحرر من عبودية الشهوات والنظام ة االستعباد.
-13التحرر من العوائق االجتماعية والنفسية التي تعيق اإلنسان عن القيام بدرره الفعال.
-15فالحرية بأي معنى فهي تفسير القدرة اإلنسانية ،وبما أنها صادرة عن اإلرادة اإلنسانية إذن هي
نسبية ،يفهمها كل شخص وفق إرادته" لقوله تعالى ":لو كان فيها آلهة إال هللا لفسدتا فسبحان هللا رب
العرش عما يصفون" األحقاف.2"11
-16الحرية مطلق ة ال قيود عليها فمحصلتها أن تترك لإلنسان تمام االختيار فهي أسس الحياة التي
بدونها ال يكون للحياة أية معنى فعلى مستوى بسيط قد تشعر بالضيق إذا قام أحدهم علال إجبارك بأن
تشاهد برنامجا ال تحبه فما بلك إذا قام شخص ما بسجنك وتقيدك أو يسلب حريتك في االختيار
فاإلنسان الذي ال يملك حق االختيار ال تكون لديه القدرة على اإلبداع أو على االبتكار وبالتالي ال
تكون لديه القدرة على اإلنتاج واختراع ما هو مفيد وميسر لحياة اإلنسان"لقوله تعالى ":ومن أضل
ممن اتبع هواه بغير هدى من هللا"القصص.3"04
-17فالحرية ال يترتب عليها قيود أو حدود فكل شخص يسلك ما يريده وال جزاء عليه"لقوله تعالى":
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"سورة
الشمس.4"7،8،9،10
-1حسام محي الدين اآللوسي :في الخحرية مقاربات نظرية وتطبيقية ،دار النهضة العربية ،بيت الحكمة
العراق(بغداد)،بيروت(لبنان)،ط1،1431ه2010-م ،ص.07
-2سورة األحقاف :اآلية ،11ص.505
-3سورة القصص ،اآلية ،04ص.391
-4سورة الشمس،اآلية ،7،8،9،10ص .595
57
الحرية عند ايريك فروم الفصل الثالث
-20الحرية هي السبيل لرفعة المجتمعات وتقدمها ،فأينما وجهت وجهك في هذا العالم ترى الدول
التي تتمتع بالحرية هي الدول األكثر تقدما ورقيا وحضارة ذلك بأن الحرية تخرج كل ما لدى الناس
من مهارات وقدرات يسخرونها في خدمة وطنهم وتقدمه ،بينما ترى المجتمعات مختلفة عن ركب
الحضارة والتقدم .
-21هي وسيلة لمشاركة القرارات ومناقشتها واختيار األفضل و األصلح منها وإن الديمقراطية
كوسيلة من وسائل الحكم ما هي إال شكل من أشكال الحرية حيث يجتمع الناس مع بعضهم البعض
من أجل أن يختاروا عدد من المسائل والقرارات .
-22الحرية تمكن من النقد اإليجابي من أجل تصحيح المسار وتصويب قرارات وال يستطيع الفرد
النقد إال بوجود الحرية.
" -23فالحرية وسيلة لإلبداع ،فاإلبداع ال يكون وال يزدهر إال بوجود هامش الحرية التي تمكن
اإلنسان من التفكير بدون حدود أو عائق ،كما أنها وسيلة البتكار الحلول واألفكار الخالقة وبغيابها
1
تتحجر العقول"