Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
رابعاً -:حقوق اإلنسان في التشريعات الوطنية.
مرت التشريعات العراقية بأربعة مراحل على حقبه التاريخ تمثلة بما يلي -:
-2الدستور المؤقت الصادر في 27تموز 1958والذي احتوى على مقدمة وثالثين مادة وزعت على أربعة
أبواب فان الباب الثاني منه تضمن النص على بعض الحقوق والحريات إذ نصت المادة( )7على إن الشعب
مصدر السلطات واعتبر المواطنين بموجب المادة( )9سواسية إمام القانون في الحقوق والواجبات العامة ال
يجوز التمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو األصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة .وبذلك يكون هذا الدستور قد
ساوى وألول مرة في تاريخ العراق المعاصر بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية أما المادة( )10من
الدستور المؤقت فإنها ضمنت حرية االعتقاد والتعبير ،كما تناول دستور في المادة ()11موضوع الحرية
الشخصية فنص على أن " الحرية الشخصية وحرمة المنازل مصونتان" وفي مادته ( )12حرية األديان
مصونة في حين نصت المادة( )13على أن الملكية الخاصة مصونة، .وجاءت المادة ( )14لتحمي الملكية
الزراعية.
من قوميتين رئيستين هما القومية العربية والقومية الكردية واقر الدستور حقوق الشعب الكردي القومية وكذلك
أكد على الحقوق المشروعة لألقليات كافة ضمن الوحدة العراقية .وجاءت المادة 7بين بان اللغة العربية هي
اللغة الرسمية ،وتكون اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المنطقة الكردية .وخصوص الباب
الثالث منه للحريات والحقوق التي جاءت تحت عنوان ) الحقوق والواجبات األساسية ( في المواد من -19
، 36نتعرض لبعض منها فقد جاءت المادة( ) 25حرية األديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية مكفولة
على ان ال تتعارض مع أحكام الدستور والقوانين .وأكد في المادة 26منه على حرية الرأي والنشر واالجتماع
والتظاهر وتأسيس االحزاب السياسية والنقابات والجمعيات .....وفي المادة( )27أكد على الحرية الفردية
ومنع التعسف وجاء على إلزامية التعليم.
وترد في المادة األولى من اإلعالن المبادئ الفلسفية التي يقوم عليها اإلعالن والتي تنص على ما يلي "يولد
جميع الناس احرارا ً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم
بعضا ً بروح اإلخاء".
وتعرف المادة بذلك االفتراضين األساسيين لإلعالن على النحو التالي-:
( )1ان الحق في الحرية وفي المساواة هو حق يولد مع الفرد وال يجوز التصرف فيه.
( )2نظرا ً الن اإلنسان كائن ذو عقل ووجدان فانه يختلف عن باقي المخلوقات على األرض ومن ثم له
حقوق وحريات ال تتمتع بها مخلوقات أخرى.
وتنص المادة الثانية على المبدأ األساسي الخاص بالمساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالتمتع بحقوق اإلنسان
والحريات األساسية ...وهي تؤكد بذلك حكم ميثاق األمم المتحدة الذي ينص بان تعمل المنظمة الدولية على
تعزيز مراعاة تلك الحقوق والحريات للجميع بال تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين وتنص
المادة نفسها بصفة خاصة في الفقرة 2على ان اإلعالن ينطبق على جميع البلدان واألقاليم بغض النظر عن
مركزها.
وتعلن المادة 3ثالث حقوق أساسية ومترابطة هي ال حق في الحياة والحق في الحرية والحق في أمان الفرد
على شخصه ...وهذه الحقوق ضرورية للتمتع بسائر الحقوق األخرى المنصوص عليها وتشكل المادة الثالثة
هذه حجر الزاوية في اإلعالن فهي تمهد لسلسة المواد 21-4التي تفصل في حقوق كل إنسان كفرد.
وتشمل الحقوق المدنية والسياسية المعترف بها في المواد 4إلى 21من اإلعالن:
حق التحرر من االسترقاق واالستعباد وعدم الخضوع للتعذيب وال للمعاملة والعقود القاسية أو الإلنسانية أو
الحاطة بالكرامة وحق اإلنسان في كل مكان في ان يعترف له بالشخصية القانونية بحق كل إنسان في ان تنظر
قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرا منصفا وعلنيا والحق في اعتبار كل شخص بريئا إلى ان تثبت إدانته،
وعدم جواز التدخل التعسفي في حياة اإلنسان الخاصة أو في شؤون أسرتها ومسكنه أو مراسالته وحرية
التنقل ،وحق اللجوء ،والحق في ان تكون للفرد جنسية ،وحق التزوج وتأسيس أسرة ،وحق التملك ،وحرية
الفكر والوجدان والدين ،وحرية الرأي والتعبير ،وحق تكوين جمعيات وعقد االجتماعات ،وحق كل شخص
في المشاركة في أدارة الشؤون العامة لبلدة ،وحق كل شخص بالتساوي مع اآلخرين في تقلد الوظائف العامة
في بلدة.
وتمهد المادة 22التي تشكل حجر الزاوية الثاني في اإلعالن للمواد 27-23التي تبين الحقوق االقتصادية
واالجتماعية والثقافية وهي الحقوق التي يعتبر كل شخص " بوصفه عضوا ً في المجتمع " أهال لها ...وتقول
المادة عن هذه الحقوق انه ال غنى عنها لكرامة اإلنسان ولتنامي شخصيته في حرية.
وتشمل الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية المعترف بها في المواد : 27-22الحق في الضمان
االجتماعي الحق في العمل ،الحق في الراحة وأوقات الفراغ والحق في مستوى معيشة لضمان الصحة
والرفاهية والحق في التعليم والحق في المشاركة في حياة المجتمع الثقافية .
وتعترف المواد الختامية ( )30-28بان لكل فرد الحق في نظام اجتماعي ودلي يمكن أن تطبق في ظلة جميع
الحقوق والحريات األساسية بشكل تام ،أما المادة 29فإنها تؤكد على أن ال يخضع أي فرد في ممارسة حقوقه
وحرياته اال للقيود التي يقررها القانون وتحذر المادة 30من انه ال يجوز ألية دولة أو جماعة أو ألي فرد
ادع اء إي حق بموجب اإلعالن في القيام بأي نشاط أو بأي فعل يهدف إلى هدم أي من الحقوق والحريات
المنصوص عليها في اإلعالن
وبقدر ما يعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان اثر القرارات التي أصدرتها األمم المتحدة شهرة وأهمية إال انه
من أكثرها إثارة وجدال بشأن ما يتمتع به من قيمة قانونية فهناك من يرى انه ال يتمتع بقوة إلزام في حين يرى
البعض األخر انه يتمتع بقوة إلزام بحدود معينة ....ورغم ذلك فان اإلعالن وضع تفصيالً بحقوق اإلنسان
وأصبح مصدرا يستمد منه اإلنسان الحقوق ويعتبر انتهاكه انتهاكا اللتزام قانوني يقع على الدول كما أن
مضمون اإلعالن قد تأكد من الناحية العملية على المستويين الوطني والدولي.
فقد وردت اغلب الدول في دساتيرها وتشريعاتها وعلى درجات مختلفة المبادئ والقواعد الخاصة بحقوق
اإلنسان الواردة في اإلعالن وأصبح اإلعالن مصدرا أساسيا لكل الجهود الوطنية والدولية لتعزيز حقوق
اإلنسان وحدد االتجاه لكل اإلعمال الالحقة في الميدان حقوق اإلنسان ووفر الفلسفة األساسية لكثير من الصكوك
الدولية الملزمة قانونيا والتي جاء تفصل جزءا من الحقوق التي وردت في اإلعالن.
المحاضرة الخامسة
-2العهدين الدوليين الخاصين بحقوق اإلنسان.
بدأت فكرة إصدار اتفاقيات دولية لحقوق اإلنسان من قبل األمم المتحدة منذ عام 1948فيما طلبت الجمعية
العامة من المجلس االقتصادي واالجتماعي في القرار 217المؤرخ في 10كانون األول 1948أن يطلب
من لجنة حقق اإلنسان أن تعد مشروعها عهد خاص بحقوق اإلنسان ومشاريعها تدابير للتنفيذ لكنه لم يستكمل
وضع العهدين الدوليين اال في الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة 1966واعتمدت الجمعية العامة في
القرار 2200المؤرخ في 16كانون األول 1966ثالثة صكوك دولية وإتاحتها للتوقيع والتصديق واالنضمام
وهي -:
أ-العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
ب -العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ج -البروتوكول االختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وتشكل هذه الوثائق الثالثة إلى جانب اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الشرعية الدولية لحقوق اإلنسان.
ويشير المختصون إلى أن العهد الدوليين الخاصين بحقوق اإلنسان قد بنيا على أربعة أسس مهمة هي-:
تحرير الشعوب من االستعمار. .1
تحرير اإلنسان من قهر اإلنسان. .2
تحرير اإلنسان من قهر الحكومات والسلطات. .3
تحرير اإلنسان من أسباب ضعفه. .4
وجاءت مقدمة العهدين كانعكاس لمقدمة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وااللتزام الدولي بموجب الميثاق
ولتوجيهات الجمعية العامة ...وجاء في العهدين الكثير من اإلحكام المتماثلة بل جاءت بعض المواد فيها
متشابهة أن لم تكن واحدة ..وتمهد الديباجة في كل من العهدين للمواد التي تليها وتمهد الفقرة األولى في كل
المدرس الدكتور عماد خضير عالوي Page 4
2023 -2022 [حقوق اإلنسان والحريات العامة]
من الديباجتين بمثابة إعالن للمبدأ العام الذي مؤداه أن اإلقرار بما لجميع أعضاء األسرة البشرية من كرامة
أصلية فيهم ومن حقوق متساوية وثابتة يشكل أساس الحرية والعدل والسالم في العالم وتحدد الفقرة الثانية
في كل من الديباجتين منشأ حقوق اإلنسان ،وتنص على أن هذه الحقوق تنبثق من كرامة اإلنسان األصلية فيه
وتستند الفقرة الثالثة من كل من الديباجتين إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حسبما فسرته الجمعية
العامة...
والمادة األولى من العهدين مطابقة لبعضها تماما فكل منها يؤكد من جديد المبدأ القاضي بان حق تقرير
المصير حق عالمي ووفقا ً للمادة الثالثة من العهدين تتعهد الدول اإلطراف بضمان مساواة الذكور واإلناث
في حق التمتع بجميع الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وبجميع الحقوق المدنية والسياسية المنصوص
عليها في الصك المعني ...وترد في المادة الخامسة من كال العهدين أحكام تحفظه للحيلولة دون تقويض أو
تقييد الحقوق المعترف بها في مواد أخرى ولحماية الحقوق المعترف بها بمعزل عن العهدين.
أن الحقوق والحريات المنصوص عليها في العهدين الخاصين بحقوق اإلنسان ليست مطلقة بل تخضع في كل
حالة لقيود ...وبصورة عامة فان الحقوق والحريات التي يتناولها العهد ال ينبغي أن تخضع ألية قيود سوى
تلك التي ينص عليها القانون أو الضرورية لحماية األمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق
أو حقوق وحريات اآلخرين الن فرض قيود غير قانوني أو اضطهاد أي شخص يمارس حقوق اإلنسان أمر
يتعارض مع التزام الدول بموجب تلك الصكوك بان تعمل في سبيل التمتع التام والفعلي بحقوق اإلنسان
والحريات العامة.
وعلى المستوى التفصيلي فان العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الذي يتكون من ديباجة
و 31فان المادة 6منه تعترف بالحق في العمل والمادة 7بحق كل شخص في التمتع بشروط عمل عادلة
ومرضية ،والمادة 8بحق كل شخص في تكوين النقابات وفي االنضمام إلى النقابة التي يختارها ...وفي المادة
9تقرر الدول األطراف في العهد بحق كل شخص في الضمان االجتماعي ،أما المادة 10فأنها كرست لمنح
األسرة اكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة ...وتقرر الدول األطراف في المادة 11بحق كل شخص في
مستوى معيشي كاف له وألسرته وفي المادة 12بحق كل إنسان شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة
الجسمية والعقلية ،ونصت المادة 13على حق كل فرد في التربية والتعليم وفي المادة 15بحق كل فرد في
المشاركة في الحياة الثقافية والتمتع بفوائد التقدم العلمي ...وقد بدا نفاذ العهد في 3كانون الثاني ...1976
أما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يتكون من ديباجة و 53مادة فان المادة 6منه
تنص على حماية الحق في الحياة أما المادة 7فأنها تقرر عدم إخضاع احد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة
القاسية أو لإلنسانية أو الحاطة لكرامة وتنص المادة 8على عدم جواز استرقاق احد أو إخضاعه للعبودية أو
إكراهه على العمل اإللزامي وتقرر المادة 9عدم جواز توقيف احد أو اعتقاله تعسفيا وتنص المادة 10على
معاملة جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية...
وتنص المادة 12على حرية التنقل واختيار مكان اإلقامة والمادة 14على أن الناس جميعا ً سواء أمام القضاء
والمادة 15تحظر األثر الرجعي للتشريعات الجنائية ،والمادة 16على حق كل إنسان في أن يعترف له
بالشخصية القانونية في حين تحظر المادة المادة 17التدخل التعسفي أو غير القانوني في خصوصيات إي
فرد في شؤون أسرته أو بيته أو مراسالته...
أما المادة 18فإنها تنص على حرية الفكر والوجدان والدين والمادة 19على حرية التعبير في حين تحرم
المادة 20أية تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف وتعترف المادة 21بالحق في التجمع السلمي والمادة
22بالحق في حرية تكوين الجمعيات والمادة 23بحق الزواج وتأسيس أسرة وتساوي حقوق الزوجية .أما
24فتنص على تدابير لحماية حقوق األطفال كما تعترف المادة 25بحق كل مواطن في أن يشارك في إدارة
الشؤون العامة لبدة وتنص المادة 26على أن الناس جميعهم سواء إمام القانون وإنهم يتمتعون بحق متساو في
التمتع بحمايته ...إما المادة 27فتنص على حماية األشخاص المنتسبين إلى أقليات اثنيه أو دينيه أو لغوية
والمادة 28على إنشاء لجنة بحقوق اإلنسان والمواد 45-40على تدابير التنفيذ المنصوص عليها في العهد.
أما البروتوكول الدولي االختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي اعتبر
نافذا عام 1987فانه يتيح تلقي تبليغات من األفراد الذين يدعون أنهم ضحايا انتهاك ألي حق من الحقوق
المنصوص عليها في العهد وان ينظر في هذه التبليغات.
-3الميثاق العربي لحقوق اإلنسان.
جاء اعتماد مجلس جامعة الدول العربية للميثاق العربي لحقوق اإلنسان في شهر أيلول من هام 1994بعد
أكثر من ثالثة وعشرين عاما ً من إعداد أول مشروع للميثاق في 10تموز 1971ويقع الميثاق في ديباجة
وأربعة أقسام وتتوزع أقسامة على 43مادة وتتضمن الديباجة منطلقات الميثاق ومرجعيته وأكدت على مبادئ
ميثاق األ مم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وإحكام العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية
والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وإعالن القاهرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم.
ويتضمن القسم األول المادة األولى التي تؤكد على حق كافة الشعوب في تقرير مصيرها والسيطرة على
ثرواتها الطبيعية أما القسم الثاني فيضم 38مادة تتضمن مجموعة الحقوق والحريات األساسية وتشمل
مجموعة الحقوق األساسية مجموعة ضوابط (المواد )2،3،4أبرزها حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون
التميز بسبب العنصر أو اللون ودون تفرقة بين الرجال و النساء وعدم جواز تقييد أي من الحقوق األساسية
المقررة أو القائمة في أية دولة طرف في الميثاق ...بينما أجاز للدول واألطراف في أوقات الطوارئ التي
تهدد حياة األمة أن تتخذ من اإلجراءات ما يحلها في التزاماتها طبقا لهذا الميثاق واستثنى خمس مجاالت ال
يجوز التحلل ف يها من أحكام الميثاق وهي التعذيب واالهانة والعودة إلى الوطن واللجوء السياسي المحاكمة
وعدم جواز تكرارها عن ذات الفعل شرعية الجرائم والعقوبات...
كما يشمل القسم الثاني أقرار الحق في الحياة وتأكيد مبدأ ال جريمة وال عقوبة اال بنص قانوني وبراءة المتهم
حتى تثبت إدانته والحق في الحرية والسالمة الشخصية وتساوي الناس أمام القضاء وكفالة حق التقاضي وعدم
فرض عقوبة اإلعدام اال في الجنايات البالغة الخطورة وعدم جواز الحكم في عقوبة اإلعدام اال في جريمة
سياسية ،وحماية الدولة لكل إنسان يقيم على أرضها من التعذيب البدني والنفسي واعتبار هذه التصرفات أو
اإلسهام فيها جريمة يعاقب عليها ،ووجوب معاملة المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية معاملة إنسانية،
وتحريم المساس بحرمة ال حياة الخاصة بما في ذلك خصوصيات األسرة والسكن وسرية المراسالت وغيرها
واعتبار الشخصية القانونية صفة مالزمة لكل إنسان والحق في حرية التنقل وعدم جواز نفي المواطن من بلده
أو منعه من العودة إليه والحق في طلب اللجوء السياسي وعدم جواز تسليم الالجئين السياسيين وعدم جواز
إسقاط الجنسية بشكل تعسفي وكفالة حق الملكية وحظر تجريد المواطن من أمواله بصورة تعسفية....
ويتضمن القسم الثاني من الميثاق كذلك مجموعة الحريات األساسية كحرية العقيدة واعتبر حرية الفكر والرأي
مكفولة لكل فرد وكفل لألفراد من كل دين حق ممارسة شعائرهم الدينية والتعبير عن أفكارهم دون اإلخالل
بحقوق اآلخرين كما اقر الميثاق بحرية االجتماع والتجمع السلمي والحق في تشكيل النقابات والحق في
اإلضراب في الحدود التي ينظمها القانون ،وأكد كفالة الدولة للحق في العمل وتكافؤ الفرص فيه وفي شغل
الوظائف العامة ...كما اعتبر الميثاق محو األمية التزاما واجبا ً والتعليم االبتدائي إلزاميا كحد أدنى وبالمجان
وكفل للمواطنين الحق في الحياة في مناخ فكري وثقافي يقدس حقوق اإلنسان كما أكد على عدم جواز حرمان
األقليات من التمتع بثقافتها أو أتباع تعاليم دينها ورعاية الدولة لألسرة واألمومة والطفل والشيخوخة رعاية
مميزة وكفالة حماية خاصة لها.
ولقد أوردت سبعة بلدان عربية تحفظات على الميثاق وهي تقريبا نفس الدول التي لم تنضم إلى اتفاقيات
الشرعة الدولية ...ويؤخذ على الميثاق العربي لحقوق اإلنسان انه دون المستويات الدولية إذ ينقصه التحديد
الوارد في العهد ين الدوليين ....وتجاهل الميثاق الحق في تنظيم السياسي وحق المشاركة في إدارة الشؤون
العامة الذي تعتبره منظمات حقوق اإلنسان جوهر اإلنسان في الوطن العربي كما يؤخذ على الميثاق تجاهله
إيجاد آلية لتنفيذ أحكام الميثاق الن لجنة الخبراء المنصوص عليها الميثاق تبدو معدومة االختصاص .
لكن الميثاق تضمن بعض الجوانب االيجابية من خالل تأكيده على اعتبار الشعب مصدر السلطات وان األهلية
السياسية حق لكل مواطن رشيد يمارسها طبقا ً للقانون بيد أن األهم هو الممارسة واحترام حقوق اإلنسان في
الواقع رغم أهمية إصدار المواثيق والمصادقة عليها.
المحاضرة السادسة
المنظمات الدولية في مجال حقوق اإلنسان تتمثل بما يلي-:
منظمة األمم المتحدة -:عرف منظمة األمم المتحدة United Nationsبأنها منظمة عالمية تُعنى بأمور
مقرها الرئيس في والية نيويورك األمريكية ،وقد تأسّست عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عامالسالمّ ،
ً ً
1945م في مدينة سان فرانسيسكو تبعا لمخرجات مؤتمر دومبارتون أوكس ،وذلك بدال من عصبة األمم
المتحدة التي فشلت فشلت ذريعا ً في إنهاء الحرب وإيجاد لغة الحوار.
أ -الجمعية العامة -:ا لكيان الرئيس للمنظمة ،وتضم جميع الدول األعضاء والبالغ عددها 194دولة ،ويحق
لها أن تناقض أي عمل من أعمال هيئة األمم ،وأن تقدّم توصياتها للدولة األعضاء .وتجتمع الجمعية مرة كل
عام ولها حق المناقشة وإصدار التوصيات في جميع األمور .ومن ضمنها ما يتعلق في حقوق اإلنسان فتقوم
بأعداد الدراسات وتقدم توصيات بقصد إنماء التعاون الدولي في الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية
والصحية واإلعانة على تحقيق حقوق اإلنسان والحريات األساسية للناس كافة دون تميز.
ب -مجلس األمن :تعتبر مسألة الحفاظ على السالم واألمن الدوليين المه ّمة األكبر المنوطة بهذا الجهاز .مجلس
الوصاية :مهمته اإلشراف على تنفيذ نظام الوصاية الدولية على األقاليم التي ال تتمتع بحكم ذاتي.
ج -األمانة العامة :يتولى هذا الجهاز خدمة بقية األجهزة وإدارة برامجها وسياساتها .األمين العام :هو الناطق
الرسمي لمخرجات المنظمة وقراراتها ،علما ً أن األمين العام لألمم المتحدة حاليا ً هو أنطونيو غوتيريس من
البرتغال ،والذي ت ّم تعيينه مطلع العام الجاري.
د -محكمة العدل الدولية :مقرها في الهاي دونا ً عن بقية أجهزة الهيئة ،وهدفها النظر في القضايا النزاعية بين
الدول ،وتقديم االستشارات القانونية للدول التي تطلب ذلك ،والمحكمة هذه تتألّف من خمسة عشر قاضيا ً يتم
انتخابهم من قبل الجمعة العامة ومجلس األمن مدّة تسع سنوات ،على أن يت ّم تجديد انتخاب ثُلث األعضاء ك ّل
ثالث سنوات ،علما ً بعدم جواز وجود قاضيين يحمالن نفس الجنسية.
هـ -المجلس االقتصادي واالجتماعي -:المجلس االقتصادي واالجتماعي :مهمة هذا المجلس تتمثل في مساعدة
شعوب الدول األعضاء للنهوض بحقوق اإلنسان ،وتحقيق مستوى أحسن للمعيشة على المستويين االقتصادي
واالجتماعي.
السعي إلقامة العدل والمساواة في الحماية القانونية ،وبناء مجتمع مدني قوي. •
كما تتطلع المنظمة إلى كسب تأييد الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره من أجل تعزيز الحقوق اإلنسانية
لكافة البشر.
رابعاً :المنظمة العربية لحقوق اإلنسان :تأسست عام 1983كمنظمة غير حكومية تهدف إلى حماية حقوق
اإلنسان وتعزيزها فى الوطن العربى طبقا ً للمعايير الدولية التى استقر عليها إجماع األمم المتحدة والمواثيق
والعهود الدولية التى صادقت عليها البلدان العربية .وقد حصلت على الصفة االستشارية فى المجلس االقتصادى
واالجتماعى لألمم المتحدة عام ، 1989كما وقعت المنظمة اتفاقية مقر مع حكومة جمهورية مصر العربية
فى 6مايو/أيار . 2000
-3الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ( :)1981في عام 1979تم أعداد مشروع أولي للميثاق
اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ،واعتمد الميثاق اإلفريقي اإلنسان والشعوب في مؤتمر القمة اإلفريقية
السادس عشر الذي عقد في نيروبي عام .1981
ويتألف من ديباجة و 68مادة مقسمة على ثالثة أجزاء يتضمن الجزء األول الحقوق والواجبات وينقسم بدوره
إلى بابين احدهما يعني بحقوق اإلنسان والشعوب وثانيهما يتحدث عن الواجبات اما الجزء الثاني فيتضمن
تدابير الحماية ويقع في أربعة أبواب ،يتناول أولها اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان ويتناول الثاني اختصاصات
هذه اللجنة والثالث إجراءاتها والرابع يتضمن المبادئ التي يمكن تطبيقها ،أما الجزء الثالث واألخير فيتضمن
األحكام العامة.
ويؤخذ على الميثاق عدم تضمينه جميع الحقوق والحريات التي نصت عليها المواثيق الدولية ،فقد تجاهل حق
اإلضراب وحق الجنسية وإمكانية تجريد الشخص منها وحق الزواج وتكوين األسرة ...وفي حرصه على
عدم إزعاج السيادات الوطنية فان الميثاق اتخذ من اإليجاز في إعالن الحقوق ومن الحذر منهجا ً مما يسمح
للحكومات تفسير نصوص الميثاق.
وقد أنشئت اللجنة اإلفريقية في إ طار منظمة الوحدة اإلفريقية وذلك من اجل النهوض بحقوق اإلنسان في
افريقية وتم إقرار قواعد إجراءات هذه اللجنة عام .1995
في حالة وجود أي سؤال أو استفسار يطرح داخل القاعة الدراسية أو عن طريق الصف
االلكتروني (الكالس روم) ......