You are on page 1of 10

‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫المحاضرة الرابعة‬
‫رابعاً‪ -:‬حقوق اإلنسان في التشريعات الوطنية‪.‬‬

‫مرت التشريعات العراقية بأربعة مراحل على حقبه التاريخ تمثلة بما يلي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬دستور عام ‪1925‬‬


‫سمي هذا الدستور بالقانون األساسي ‪ ،‬والذي احتوى على مقدمة ومائة وخمسة وعشرون مادة وزعت على‬
‫عشرة أبواب‪ ،‬افرد الباب األول منها لحقوق اإلنسان تحت عنوان “ حقوق الشعب " ومن المبادئ األساسية‬
‫جاء فيها مبدأ المساواة‪ ،‬فالمادة ‪ 6‬منه نصت على المساواة أمام القانون ))ال فرق بين العراقيين في الحقوق‬
‫أمام القانون‪ ،‬وان اختلفوا في القومية ‪،‬والدين‪ ،‬واللغة((‪ .‬والمادة (‪ ) 9‬المساواة أمام القضاء‪ ،‬والمادة‬
‫(‪) 18‬المساواة أمام الوظائف العامة‪ ،‬والمادة (‪ 11‬و ‪ )92‬المساواة إمام التكاليف العامة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لحقوق اإلفراد المتصلة بالحالة المعنوية فقد تضمنت المادة ‪ 7‬منع التعذيب والنفي إلى خارج البالد‬
‫‪ ،‬وأكدت الحرية الشخصية مصونة لجميع سكان العراق من التعرض والتدخل‪ ،‬وعدم جواز القبض على‬
‫احدهم أو توقيفه‪ ،‬أو معاقبته‪ ،‬أو إجباره على تبديل مسكنه‪ ، ......‬وفي المادة ‪ 8‬فقد نصت)) المساكن مصونة‬
‫من التعرض‪ ،‬وال يجوز دخولها‪ ،‬والتحري فيها‪ ،‬إال في األحوال والطرائق التي يعينها القانون‪) ...‬‬
‫كما أقرت المادة (‪ ) 12‬حرية إبداء الرأي والنشر واالجتماع وتأليف الجمعيات واالنضمام إليها‪ ....‬وتضمنت‬
‫المادة (‪ )13‬اإلسالم دين الدولة الرسمي‪ ،‬وحرية القيام بشعائره المألوفة في العراق على اختالف مذاهبه‬
‫محترمة ال تمس‪ ،‬وتضمن لجميع ساكني البالد حرية االعتقاد التامة‪ ،‬وحرية القيام بشعائر العبادة‪ ،‬وفقا ً لعاداتهم‬
‫ما لم تكن مخلة باألمن والنظام‪ ،‬وما لم تناف اآلداب العامة‪..‬‬
‫وتضمنت المادة ‪ 14‬التي تنص حق التظلم ورفع الشكاوى إلى الملك ومجلس األمة والسلطات العامة‪ ،‬وأما‬
‫المادة ‪ 15‬ضمنت حرية المراسالت البريدية ومنع إجراء مراقبة أو توقيف إال وفق القانون ‪ ،‬وابعد من ذلك‬
‫أعطى الدستور في المادة ‪ 16‬للطوائف المختلفة حق تأسيس المدارس لتعليم أفرادها بلغاتها الخاصة وغيرها‬
‫من الحقوق‪ .‬اما المادة ‪ 17‬فقد جاءت بان العربية هي اللغة الرسمية‪......‬‬

‫‪ -2‬الدستور المؤقت الصادر في ‪ 27‬تموز ‪ 1958‬والذي احتوى على مقدمة وثالثين مادة وزعت على أربعة‬
‫أبواب فان الباب الثاني منه تضمن النص على بعض الحقوق والحريات إذ نصت المادة(‪ )7‬على إن الشعب‬
‫مصدر السلطات واعتبر المواطنين بموجب المادة(‪ )9‬سواسية إمام القانون في الحقوق والواجبات العامة ال‬
‫يجوز التمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو األصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة‪ .‬وبذلك يكون هذا الدستور قد‬
‫ساوى وألول مرة في تاريخ العراق المعاصر بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية أما المادة(‪ )10‬من‬
‫الدستور المؤقت فإنها ضمنت حرية االعتقاد والتعبير‪ ،‬كما تناول دستور في المادة (‪)11‬موضوع الحرية‬
‫الشخصية فنص على أن " الحرية الشخصية وحرمة المنازل مصونتان" وفي مادته (‪ )12‬حرية األديان‬
‫مصونة في حين نصت المادة(‪ )13‬على أن الملكية الخاصة مصونة‪، .‬وجاءت المادة (‪ )14‬لتحمي الملكية‬
‫الزراعية‪.‬‬

‫‪ -3‬دستور عام ‪1970‬‬


‫سمي بالدستور المؤقت‪ ،‬وتألفه من ديباجة و ‪ 67‬مادة وزعت على خمسة أبواب‪ ،‬فالمادة األولى منه نص على‬
‫أن العراق جمهورية ديمقراطية شعبية ذات سيادة‪ ،‬هدفه األساس تحقيق الدولة العربية الواحدة‪ ...... ،‬والمادة‬
‫الثاني منه إشارة إلى أن الشعب هو مصدر السلطات‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 5‬منه على ان الشعب العراقي يتكون‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫من قوميتين رئيستين هما القومية العربية والقومية الكردية واقر الدستور حقوق الشعب الكردي القومية وكذلك‬
‫أكد على الحقوق المشروعة لألقليات كافة ضمن الوحدة العراقية‪ .‬وجاءت المادة ‪ 7‬بين بان اللغة العربية هي‬
‫اللغة الرسمية‪ ،‬وتكون اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المنطقة الكردية‪ .‬وخصوص الباب‬
‫الثالث منه للحريات والحقوق التي جاءت تحت عنوان ) الحقوق والواجبات األساسية ( في المواد من ‪-19‬‬
‫‪ ، 36‬نتعرض لبعض منها فقد جاءت المادة(‪ ) 25‬حرية األديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية مكفولة‬
‫على ان ال تتعارض مع أحكام الدستور والقوانين‪ .‬وأكد في المادة ‪ 26‬منه على حرية الرأي والنشر واالجتماع‬
‫والتظاهر وتأسيس االحزاب السياسية والنقابات والجمعيات ‪ .....‬وفي المادة(‪ )27‬أكد على الحرية الفردية‬
‫ومنع التعسف وجاء على إلزامية التعليم‪.‬‬

‫‪ -4‬دستور عام ‪2005‬‬


‫هو دستور مدون ذو صفة دائمية سمته جامدة خصائصها إجمالية‪ ،‬يحتوي على ‪ 144‬مادة توزعت على ستة‬
‫أبواب مع ديباجة‪ :‬وقد كرس دستور عام ‪ 2005‬الباب الثاني منه للحقوق والحريات فالمواد ‪ ، 14-46‬وقد‬
‫وزعت هذه المواد على فصلين ‪ ،‬الفصل األول الحقوق (‪ )14-36‬وذكره عبارة الحقوق المدنية والسياسية‬
‫‪ ،14-21‬والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( ‪ ) 22-36‬والفصل الثاني الحريات ) ‪،) 37-46‬‬
‫فالمادة )‪ ) 37‬نصت حرية اإلنسان وكرامته مصونة‪. -‬‬
‫وال يجوز توقيف أحد أو التحقيق معه إال بموجب قرار قضائي‪ . -‬ويحرم جميع أنواع التعذيب النفسي‬
‫والجسدي والمعاملة غير اإلنسانية‪ ،‬وال عبرة بأي‪ -‬اعتراف انتزع باإلكراه أو التهديد أو التعذيب‪ ،‬وللمتضرر‬
‫المطالبة بالتعويض عيين الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقا للقانون‪.‬وتكفل الدولة حماية الفرد من‬
‫اإلكراه الفكري والسياسي والديني‪. -‬ويحرم العمل القسري )السخرة(‪ ،‬والعبودية وتجارة العبيد) الرقيق(‪،‬‬
‫ويحرم االتجار‪ -‬بالنساء واألطفال‪ ،‬واالتجار بالجنس‪.‬‬
‫وقد ضمنت المادة ‪ 43‬حريات العقيدة‪:‬‬
‫ال‪:‬أتباع كل دين أو مذهب أحرار في ممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬بما فيها الشعائر الحسينية‪ . -‬إدارة األوقاف‬ ‫أو ً‬
‫وشؤونها ومؤسساتها الدينية‪ ،‬وينظم ذلك بقانون– ‪.‬كما تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها‪ . -‬وأكد هذا‬
‫الدستور في المادة(‪ ) 2‬الفقرة (ج) منه على انه ال يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات األساسي‬
‫الواردة فيه‪.‬‬

‫سا‪ -:‬حقوق اإلنسان في المواثيق الدولية‪.‬‬


‫خام ً‬
‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة المعقودة في باريس في ‪ 10‬كانون األول ‪ 1948‬اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان بوصفه المثل األعلى المشترك الذي ينبغي ان تبلغه كافة الشعوب وكافة األمم‪ ....‬وأيدت‬
‫ثمانية وأربعون دولة اإلعالن عند التصويت ولم تصوت ضده أيه دولة وامتنعت ثماني دول فقط عن التصويت‬
‫وبالتالي حصل اإلعالن على األغلبية المطلقة أنذلك‪.‬‬
‫ويتكون اإلعالن العالمي من ديباجة هي انعكاسه لديباجة ميثاق األمم المتحدة و‪ 30‬مادة تحدد حقوق اإلنسان‬
‫وحريات األساسية التي ينبغي ان يتمتع بها جميع الرجال والنساء في كافة إنحاء العالم بال تمييز وتتناول المواد‬
‫‪ 21-4‬منه الحقوق المدنية والسياسية في حين تتناول المواد ‪ 27-22‬من اإلعالن الحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 2‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫وترد في المادة األولى من اإلعالن المبادئ الفلسفية التي يقوم عليها اإلعالن والتي تنص على ما يلي "يولد‬
‫جميع الناس احرارا ً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم‬
‫بعضا ً بروح اإلخاء"‪.‬‬
‫وتعرف المادة بذلك االفتراضين األساسيين لإلعالن على النحو التالي‪-:‬‬
‫(‪ )1‬ان الحق في الحرية وفي المساواة هو حق يولد مع الفرد وال يجوز التصرف فيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬نظرا ً الن اإلنسان كائن ذو عقل ووجدان فانه يختلف عن باقي المخلوقات على األرض ومن ثم له‬
‫حقوق وحريات ال تتمتع بها مخلوقات أخرى‪.‬‬
‫وتنص المادة الثانية على المبدأ األساسي الخاص بالمساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالتمتع بحقوق اإلنسان‬
‫والحريات األساسية ‪ ...‬وهي تؤكد بذلك حكم ميثاق األمم المتحدة الذي ينص بان تعمل المنظمة الدولية على‬
‫تعزيز مراعاة تلك الحقوق والحريات للجميع بال تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين وتنص‬
‫المادة نفسها بصفة خاصة في الفقرة ‪ 2‬على ان اإلعالن ينطبق على جميع البلدان واألقاليم بغض النظر عن‬
‫مركزها‪.‬‬
‫وتعلن المادة ‪ 3‬ثالث حقوق أساسية ومترابطة هي ال حق في الحياة والحق في الحرية والحق في أمان الفرد‬
‫على شخصه ‪ ...‬وهذه الحقوق ضرورية للتمتع بسائر الحقوق األخرى المنصوص عليها وتشكل المادة الثالثة‬
‫هذه حجر الزاوية في اإلعالن فهي تمهد لسلسة المواد ‪ 21-4‬التي تفصل في حقوق كل إنسان كفرد‪.‬‬
‫وتشمل الحقوق المدنية والسياسية المعترف بها في المواد ‪ 4‬إلى ‪ 21‬من اإلعالن‪:‬‬
‫حق التحرر من االسترقاق واالستعباد وعدم الخضوع للتعذيب وال للمعاملة والعقود القاسية أو الإلنسانية أو‬
‫الحاطة بالكرامة وحق اإلنسان في كل مكان في ان يعترف له بالشخصية القانونية بحق كل إنسان في ان تنظر‬
‫قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرا منصفا وعلنيا والحق في اعتبار كل شخص بريئا إلى ان تثبت إدانته‪،‬‬
‫وعدم جواز التدخل التعسفي في حياة اإلنسان الخاصة أو في شؤون أسرتها ومسكنه أو مراسالته وحرية‬
‫التنقل ‪ ،‬وحق اللجوء ‪ ،‬والحق في ان تكون للفرد جنسية‪ ،‬وحق التزوج وتأسيس أسرة‪ ،‬وحق التملك‪ ،‬وحرية‬
‫الفكر والوجدان والدين‪ ،‬وحرية الرأي والتعبير‪ ،‬وحق تكوين جمعيات وعقد االجتماعات‪ ،‬وحق كل شخص‬
‫في المشاركة في أدارة الشؤون العامة لبلدة‪ ،‬وحق كل شخص بالتساوي مع اآلخرين في تقلد الوظائف العامة‬
‫في بلدة‪.‬‬
‫وتمهد المادة ‪ 22‬التي تشكل حجر الزاوية الثاني في اإلعالن للمواد ‪ 27-23‬التي تبين الحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية وهي الحقوق التي يعتبر كل شخص " بوصفه عضوا ً في المجتمع " أهال لها ‪ ...‬وتقول‬
‫المادة عن هذه الحقوق انه ال غنى عنها لكرامة اإلنسان ولتنامي شخصيته في حرية‪.‬‬
‫وتشمل الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية المعترف بها في المواد ‪ : 27-22‬الحق في الضمان‬
‫االجتماعي الحق في العمل ‪ ،‬الحق في الراحة وأوقات الفراغ والحق في مستوى معيشة لضمان الصحة‬
‫والرفاهية والحق في التعليم والحق في المشاركة في حياة المجتمع الثقافية ‪.‬‬
‫وتعترف المواد الختامية (‪ )30-28‬بان لكل فرد الحق في نظام اجتماعي ودلي يمكن أن تطبق في ظلة جميع‬
‫الحقوق والحريات األساسية بشكل تام‪ ،‬أما المادة ‪ 29‬فإنها تؤكد على أن ال يخضع أي فرد في ممارسة حقوقه‬
‫وحرياته اال للقيود التي يقررها القانون وتحذر المادة ‪ 30‬من انه ال يجوز ألية دولة أو جماعة أو ألي فرد‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 3‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫ادع اء إي حق بموجب اإلعالن في القيام بأي نشاط أو بأي فعل يهدف إلى هدم أي من الحقوق والحريات‬
‫المنصوص عليها في اإلعالن‬
‫وبقدر ما يعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان اثر القرارات التي أصدرتها األمم المتحدة شهرة وأهمية إال انه‬
‫من أكثرها إثارة وجدال بشأن ما يتمتع به من قيمة قانونية فهناك من يرى انه ال يتمتع بقوة إلزام في حين يرى‬
‫البعض األخر انه يتمتع بقوة إلزام بحدود معينة ‪ ....‬ورغم ذلك فان اإلعالن وضع تفصيالً بحقوق اإلنسان‬
‫وأصبح مصدرا يستمد منه اإلنسان الحقوق ويعتبر انتهاكه انتهاكا اللتزام قانوني يقع على الدول كما أن‬
‫مضمون اإلعالن قد تأكد من الناحية العملية على المستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫فقد وردت اغلب الدول في دساتيرها وتشريعاتها وعلى درجات مختلفة المبادئ والقواعد الخاصة بحقوق‬
‫اإلنسان الواردة في اإلعالن وأصبح اإلعالن مصدرا أساسيا لكل الجهود الوطنية والدولية لتعزيز حقوق‬
‫اإلنسان وحدد االتجاه لكل اإلعمال الالحقة في الميدان حقوق اإلنسان ووفر الفلسفة األساسية لكثير من الصكوك‬
‫الدولية الملزمة قانونيا والتي جاء تفصل جزءا من الحقوق التي وردت في اإلعالن‪.‬‬

‫المحاضرة الخامسة‬
‫‪ -2‬العهدين الدوليين الخاصين بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫بدأت فكرة إصدار اتفاقيات دولية لحقوق اإلنسان من قبل األمم المتحدة منذ عام ‪ 1948‬فيما طلبت الجمعية‬
‫العامة من المجلس االقتصادي واالجتماعي في القرار ‪ 217‬المؤرخ في ‪ 10‬كانون األول ‪ 1948‬أن يطلب‬
‫من لجنة حقق اإلنسان أن تعد مشروعها عهد خاص بحقوق اإلنسان ومشاريعها تدابير للتنفيذ لكنه لم يستكمل‬
‫وضع العهدين الدوليين اال في الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة ‪ 1966‬واعتمدت الجمعية العامة في‬
‫القرار ‪ 2200‬المؤرخ في ‪ 16‬كانون األول ‪ 1966‬ثالثة صكوك دولية وإتاحتها للتوقيع والتصديق واالنضمام‬
‫وهي ‪-:‬‬
‫أ‪-‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬البروتوكول االختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫وتشكل هذه الوثائق الثالثة إلى جانب اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الشرعية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ويشير المختصون إلى أن العهد الدوليين الخاصين بحقوق اإلنسان قد بنيا على أربعة أسس مهمة هي‪-:‬‬
‫تحرير الشعوب من االستعمار‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تحرير اإلنسان من قهر اإلنسان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تحرير اإلنسان من قهر الحكومات والسلطات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحرير اإلنسان من أسباب ضعفه‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وجاءت مقدمة العهدين كانعكاس لمقدمة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وااللتزام الدولي بموجب الميثاق‬
‫ولتوجيهات الجمعية العامة ‪ ...‬وجاء في العهدين الكثير من اإلحكام المتماثلة بل جاءت بعض المواد فيها‬
‫متشابهة أن لم تكن واحدة ‪ ..‬وتمهد الديباجة في كل من العهدين للمواد التي تليها وتمهد الفقرة األولى في كل‬
‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 4‬‬
‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫من الديباجتين بمثابة إعالن للمبدأ العام الذي مؤداه أن اإلقرار بما لجميع أعضاء األسرة البشرية من كرامة‬
‫أصلية فيهم ومن حقوق متساوية وثابتة يشكل أساس الحرية والعدل والسالم في العالم وتحدد الفقرة الثانية‬
‫في كل من الديباجتين منشأ حقوق اإلنسان‪ ،‬وتنص على أن هذه الحقوق تنبثق من كرامة اإلنسان األصلية فيه‬
‫وتستند الفقرة الثالثة من كل من الديباجتين إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حسبما فسرته الجمعية‬
‫العامة‪...‬‬
‫والمادة األولى من العهدين مطابقة لبعضها تماما فكل منها يؤكد من جديد المبدأ القاضي بان حق تقرير‬
‫المصير حق عالمي ووفقا ً للمادة الثالثة من العهدين تتعهد الدول اإلطراف بضمان مساواة الذكور واإلناث‬
‫في حق التمتع بجميع الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وبجميع الحقوق المدنية والسياسية المنصوص‬
‫عليها في الصك المعني ‪ ...‬وترد في المادة الخامسة من كال العهدين أحكام تحفظه للحيلولة دون تقويض أو‬
‫تقييد الحقوق المعترف بها في مواد أخرى ولحماية الحقوق المعترف بها بمعزل عن العهدين‪.‬‬
‫أن الحقوق والحريات المنصوص عليها في العهدين الخاصين بحقوق اإلنسان ليست مطلقة بل تخضع في كل‬
‫حالة لقيود ‪ ...‬وبصورة عامة فان الحقوق والحريات التي يتناولها العهد ال ينبغي أن تخضع ألية قيود سوى‬
‫تلك التي ينص عليها القانون أو الضرورية لحماية األمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق‬
‫أو حقوق وحريات اآلخرين الن فرض قيود غير قانوني أو اضطهاد أي شخص يمارس حقوق اإلنسان أمر‬
‫يتعارض مع التزام الدول بموجب تلك الصكوك بان تعمل في سبيل التمتع التام والفعلي بحقوق اإلنسان‬
‫والحريات العامة‪.‬‬
‫وعلى المستوى التفصيلي فان العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الذي يتكون من ديباجة‬
‫و‪ 31‬فان المادة ‪ 6‬منه تعترف بالحق في العمل والمادة ‪ 7‬بحق كل شخص في التمتع بشروط عمل عادلة‬
‫ومرضية‪ ،‬والمادة ‪ 8‬بحق كل شخص في تكوين النقابات وفي االنضمام إلى النقابة التي يختارها‪ ...‬وفي المادة‬
‫‪ 9‬تقرر الدول األطراف في العهد بحق كل شخص في الضمان االجتماعي‪ ،‬أما المادة ‪ 10‬فأنها كرست لمنح‬
‫األسرة اكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة‪ ...‬وتقرر الدول األطراف في المادة ‪ 11‬بحق كل شخص في‬
‫مستوى معيشي كاف له وألسرته وفي المادة ‪ 12‬بحق كل إنسان شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة‬
‫الجسمية والعقلية‪ ،‬ونصت المادة ‪ 13‬على حق كل فرد في التربية والتعليم وفي المادة ‪ 15‬بحق كل فرد في‬
‫المشاركة في الحياة الثقافية والتمتع بفوائد التقدم العلمي‪ ...‬وقد بدا نفاذ العهد في ‪ 3‬كانون الثاني ‪...1976‬‬
‫أما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يتكون من ديباجة و‪ 53‬مادة فان المادة ‪ 6‬منه‬
‫تنص على حماية الحق في الحياة أما المادة ‪ 7‬فأنها تقرر عدم إخضاع احد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة‬
‫القاسية أو لإلنسانية أو الحاطة لكرامة وتنص المادة ‪ 8‬على عدم جواز استرقاق احد أو إخضاعه للعبودية أو‬
‫إكراهه على العمل اإللزامي وتقرر المادة ‪ 9‬عدم جواز توقيف احد أو اعتقاله تعسفيا وتنص المادة ‪ 10‬على‬
‫معاملة جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية‪...‬‬
‫وتنص المادة ‪ 12‬على حرية التنقل واختيار مكان اإلقامة والمادة ‪ 14‬على أن الناس جميعا ً سواء أمام القضاء‬
‫والمادة ‪ 15‬تحظر األثر الرجعي للتشريعات الجنائية‪ ،‬والمادة ‪ 16‬على حق كل إنسان في أن يعترف له‬
‫بالشخصية القانونية في حين تحظر المادة المادة ‪ 17‬التدخل التعسفي أو غير القانوني في خصوصيات إي‬
‫فرد في شؤون أسرته أو بيته أو مراسالته‪...‬‬
‫أما المادة ‪ 18‬فإنها تنص على حرية الفكر والوجدان والدين والمادة ‪ 19‬على حرية التعبير في حين تحرم‬
‫المادة ‪ 20‬أية تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف وتعترف المادة ‪ 21‬بالحق في التجمع السلمي والمادة‬
‫‪ 22‬بالحق في حرية تكوين الجمعيات والمادة ‪ 23‬بحق الزواج وتأسيس أسرة وتساوي حقوق الزوجية ‪ .‬أما‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 5‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫‪ 24‬فتنص على تدابير لحماية حقوق األطفال كما تعترف المادة ‪ 25‬بحق كل مواطن في أن يشارك في إدارة‬
‫الشؤون العامة لبدة وتنص المادة ‪ 26‬على أن الناس جميعهم سواء إمام القانون وإنهم يتمتعون بحق متساو في‬
‫التمتع بحمايته‪ ...‬إما المادة ‪ 27‬فتنص على حماية األشخاص المنتسبين إلى أقليات اثنيه أو دينيه أو لغوية‬
‫والمادة ‪ 28‬على إنشاء لجنة بحقوق اإلنسان والمواد ‪ 45-40‬على تدابير التنفيذ المنصوص عليها في العهد‪.‬‬
‫أما البروتوكول الدولي االختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي اعتبر‬
‫نافذا عام ‪ 1987‬فانه يتيح تلقي تبليغات من األفراد الذين يدعون أنهم ضحايا انتهاك ألي حق من الحقوق‬
‫المنصوص عليها في العهد وان ينظر في هذه التبليغات‪.‬‬
‫‪ -3‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫جاء اعتماد مجلس جامعة الدول العربية للميثاق العربي لحقوق اإلنسان في شهر أيلول من هام ‪ 1994‬بعد‬
‫أكثر من ثالثة وعشرين عاما ً من إعداد أول مشروع للميثاق في ‪ 10‬تموز ‪ 1971‬ويقع الميثاق في ديباجة‬
‫وأربعة أقسام وتتوزع أقسامة على ‪ 43‬مادة وتتضمن الديباجة منطلقات الميثاق ومرجعيته وأكدت على مبادئ‬
‫ميثاق األ مم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وإحكام العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وإعالن القاهرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫ويتضمن القسم األول المادة األولى التي تؤكد على حق كافة الشعوب في تقرير مصيرها والسيطرة على‬
‫ثرواتها الطبيعية أما القسم الثاني فيضم ‪ 38‬مادة تتضمن مجموعة الحقوق والحريات األساسية وتشمل‬
‫مجموعة الحقوق األساسية مجموعة ضوابط (المواد ‪ )2،3،4‬أبرزها حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون‬
‫التميز بسبب العنصر أو اللون ودون تفرقة بين الرجال و النساء وعدم جواز تقييد أي من الحقوق األساسية‬
‫المقررة أو القائمة في أية دولة طرف في الميثاق ‪ ...‬بينما أجاز للدول واألطراف في أوقات الطوارئ التي‬
‫تهدد حياة األمة أن تتخذ من اإلجراءات ما يحلها في التزاماتها طبقا لهذا الميثاق واستثنى خمس مجاالت ال‬
‫يجوز التحلل ف يها من أحكام الميثاق وهي التعذيب واالهانة والعودة إلى الوطن واللجوء السياسي المحاكمة‬
‫وعدم جواز تكرارها عن ذات الفعل شرعية الجرائم والعقوبات‪...‬‬
‫كما يشمل القسم الثاني أقرار الحق في الحياة وتأكيد مبدأ ال جريمة وال عقوبة اال بنص قانوني وبراءة المتهم‬
‫حتى تثبت إدانته والحق في الحرية والسالمة الشخصية وتساوي الناس أمام القضاء وكفالة حق التقاضي وعدم‬
‫فرض عقوبة اإلعدام اال في الجنايات البالغة الخطورة وعدم جواز الحكم في عقوبة اإلعدام اال في جريمة‬
‫سياسية ‪ ،‬وحماية الدولة لكل إنسان يقيم على أرضها من التعذيب البدني والنفسي واعتبار هذه التصرفات أو‬
‫اإلسهام فيها جريمة يعاقب عليها ‪ ،‬ووجوب معاملة المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية معاملة إنسانية‪،‬‬
‫وتحريم المساس بحرمة ال حياة الخاصة بما في ذلك خصوصيات األسرة والسكن وسرية المراسالت وغيرها‬
‫واعتبار الشخصية القانونية صفة مالزمة لكل إنسان والحق في حرية التنقل وعدم جواز نفي المواطن من بلده‬
‫أو منعه من العودة إليه والحق في طلب اللجوء السياسي وعدم جواز تسليم الالجئين السياسيين وعدم جواز‬
‫إسقاط الجنسية بشكل تعسفي وكفالة حق الملكية وحظر تجريد المواطن من أمواله بصورة تعسفية‪....‬‬
‫ويتضمن القسم الثاني من الميثاق كذلك مجموعة الحريات األساسية كحرية العقيدة واعتبر حرية الفكر والرأي‬
‫مكفولة لكل فرد وكفل لألفراد من كل دين حق ممارسة شعائرهم الدينية والتعبير عن أفكارهم دون اإلخالل‬
‫بحقوق اآلخرين كما اقر الميثاق بحرية االجتماع والتجمع السلمي والحق في تشكيل النقابات والحق في‬
‫اإلضراب في الحدود التي ينظمها القانون‪ ،‬وأكد كفالة الدولة للحق في العمل وتكافؤ الفرص فيه وفي شغل‬
‫الوظائف العامة‪ ...‬كما اعتبر الميثاق محو األمية التزاما واجبا ً والتعليم االبتدائي إلزاميا كحد أدنى وبالمجان‬
‫وكفل للمواطنين الحق في الحياة في مناخ فكري وثقافي يقدس حقوق اإلنسان كما أكد على عدم جواز حرمان‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 6‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫األقليات من التمتع بثقافتها أو أتباع تعاليم دينها ورعاية الدولة لألسرة واألمومة والطفل والشيخوخة رعاية‬
‫مميزة وكفالة حماية خاصة لها‪.‬‬
‫ولقد أوردت سبعة بلدان عربية تحفظات على الميثاق وهي تقريبا نفس الدول التي لم تنضم إلى اتفاقيات‬
‫الشرعة الدولية ‪ ...‬ويؤخذ على الميثاق العربي لحقوق اإلنسان انه دون المستويات الدولية إذ ينقصه التحديد‬
‫الوارد في العهد ين الدوليين ‪ ....‬وتجاهل الميثاق الحق في تنظيم السياسي وحق المشاركة في إدارة الشؤون‬
‫العامة الذي تعتبره منظمات حقوق اإلنسان جوهر اإلنسان في الوطن العربي كما يؤخذ على الميثاق تجاهله‬
‫إيجاد آلية لتنفيذ أحكام الميثاق الن لجنة الخبراء المنصوص عليها الميثاق تبدو معدومة االختصاص ‪.‬‬
‫لكن الميثاق تضمن بعض الجوانب االيجابية من خالل تأكيده على اعتبار الشعب مصدر السلطات وان األهلية‬
‫السياسية حق لكل مواطن رشيد يمارسها طبقا ً للقانون بيد أن األهم هو الممارسة واحترام حقوق اإلنسان في‬
‫الواقع رغم أهمية إصدار المواثيق والمصادقة عليها‪.‬‬
‫المحاضرة السادسة‬
‫المنظمات الدولية في مجال حقوق اإلنسان تتمثل بما يلي‪-:‬‬
‫منظمة األمم المتحدة‪ -:‬عرف منظمة األمم المتحدة ‪ United Nations‬بأنها منظمة عالمية تُعنى بأمور‬
‫مقرها الرئيس في والية نيويورك األمريكية‪ ،‬وقد تأسّست عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام‬‫السالم‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪1945‬م في مدينة سان فرانسيسكو تبعا لمخرجات مؤتمر دومبارتون أوكس‪ ،‬وذلك بدال من عصبة األمم‬
‫المتحدة التي فشلت فشلت ذريعا ً في إنهاء الحرب وإيجاد لغة الحوار‪.‬‬

‫تتكون هيئة األمم المتحدة من عدّة أجهزة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجمعية العامة‪ -:‬ا لكيان الرئيس للمنظمة‪ ،‬وتضم جميع الدول األعضاء والبالغ عددها ‪ 194‬دولة‪ ،‬ويحق‬
‫لها أن تناقض أي عمل من أعمال هيئة األمم‪ ،‬وأن تقدّم توصياتها للدولة األعضاء‪ .‬وتجتمع الجمعية مرة كل‬
‫عام ولها حق المناقشة وإصدار التوصيات في جميع األمور‪ .‬ومن ضمنها ما يتعلق في حقوق اإلنسان فتقوم‬
‫بأعداد الدراسات وتقدم توصيات بقصد إنماء التعاون الدولي في الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫والصحية واإلعانة على تحقيق حقوق اإلنسان والحريات األساسية للناس كافة دون تميز‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس األمن‪ :‬تعتبر مسألة الحفاظ على السالم واألمن الدوليين المه ّمة األكبر المنوطة بهذا الجهاز‪ .‬مجلس‬
‫الوصاية‪ :‬مهمته اإلشراف على تنفيذ نظام الوصاية الدولية على األقاليم التي ال تتمتع بحكم ذاتي‪.‬‬
‫ج‪ -‬األمانة العامة ‪ :‬يتولى هذا الجهاز خدمة بقية األجهزة وإدارة برامجها وسياساتها‪ .‬األمين العام‪ :‬هو الناطق‬
‫الرسمي لمخرجات المنظمة وقراراتها‪ ،‬علما ً أن األمين العام لألمم المتحدة حاليا ً هو أنطونيو غوتيريس من‬
‫البرتغال‪ ،‬والذي ت ّم تعيينه مطلع العام الجاري‪.‬‬
‫د‪ -‬محكمة العدل الدولية‪ :‬مقرها في الهاي دونا ً عن بقية أجهزة الهيئة‪ ،‬وهدفها النظر في القضايا النزاعية بين‬
‫الدول‪ ،‬وتقديم االستشارات القانونية للدول التي تطلب ذلك‪ ،‬والمحكمة هذه تتألّف من خمسة عشر قاضيا ً يتم‬
‫انتخابهم من قبل الجمعة العامة ومجلس األمن مدّة تسع سنوات‪ ،‬على أن يت ّم تجديد انتخاب ثُلث األعضاء ك ّل‬
‫ثالث سنوات‪ ،‬علما ً بعدم جواز وجود قاضيين يحمالن نفس الجنسية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ -:‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ :‬مهمة هذا المجلس تتمثل في مساعدة‬
‫شعوب الدول األعضاء للنهوض بحقوق اإلنسان ‪ ،‬وتحقيق مستوى أحسن للمعيشة على المستويين االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 7‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫المنظمات غير الحكومية في مجال حقوق اإلنسان تتمثل بما يلي‪-:‬‬


‫أوال‪ -:‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ :‬هي مؤسسة إنسانية خاصة ومستقلة أُسست عام ‪1863‬‬
‫في جنيف‪ ،‬سويسرا من قبل هنري دونانت‪ .‬عدد أعضاء هذه اللجنة هو ‪ 25‬عضو لهم سلطة فريدة تحت‬
‫القانون اإلنساني ِ الدولي ِ لحماية الحياة وكرامة ضحايا النزاعات المسلَّحة الدولية والمحلية‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬منظمة العفو الدولي تأسست في بريطانيا عام ‪ .1961‬منظمة دولية غير ربحيّة‪ ،‬يقع مقرها في لندن‪،‬‬
‫أسسها اإلنجليزي بيتر بينيسن‪ ،‬أخذت على عاتقها الدور األهم في حماية حقوق اإلنسان وتر ّكز نشاطها على‬
‫السجناء خاصةً فهي تسعى لتحرير سجناء الرأي‪ ،‬وهم أُناس تم سجنهم ألسباب متعلقة بمعتقداتهم أو لونهم أو‬
‫عِرقهم أو لغتهم أو دينهم‪ ،‬عن طريق تحقيق معايير عادلة للمحاكمة لجميع السجناء وبوجه الخصوص لسياسيين‬
‫منهم أو من تم سجنهم دون محاكمة أو اتهام في األصل‪ .‬تعارض المنظمة بشدة عقوبة اإلعدام والتعذيب أو‬
‫أي شكل آخر من العقوبات غير اإلنسانية أو المعاملة المهينة للسجناء‪ .‬يبلغ عدد األعضاء ‪ 2.2‬مليون عضو‬
‫ومؤيد‪.‬حسب تقرير المنظمة لسنة ‪.2007‬‬
‫‪ -‬متخصصة بالدفاع عن حقوق السجناء والسياسيين‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل من اجل حقوق اإلنسان لكونها حركة طوعية عالمية‪.‬‬
‫‪ -‬مستقلة عن جميع الحكومات والمعتقدات السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬تسعى لحماية حقوق الضحايا‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مراعاة أحكام اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وتسعى لتحقيق ما يلي‪:‬‬
‫وقف العنف ضد المرأة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدفاع عن حقوق وكرامة الذين وقعوا في براثن الفقر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلغاء عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معارضة التعذيب ومحاربة اإلرهاب بتحقيق العدالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إطالق سراح سجناء الرأي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حماية حقوق الالجئين والمهاجرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم تجارة األسلحة على مستوى العالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثاً‪ :‬منظمة مراقبة حقوق اإلنسان‪ :‬هي منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق اإلنسان والدعوة‬
‫لها‪ ،‬مقرها مدينة نيويورك ‪.‬تأسست في سنة ‪ 1978‬للتحقق من أن االتحاد السوفياتي يحترم اتفاقات هلسنكي‪،‬‬
‫وكانت منظمات أخرى قد أنشئت لمراقبة حقوق اإلنسان في مختلف أنحاء العالم‪ .‬دمج هذه المنظمات نتج عن‬
‫تأسيس هذه المنظمة‪.‬‬
‫ترصد المنظمة ما تقترفه الحكومات من أفعال في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬بغض النظر عن توجهاتها السياسية‬
‫وتكتالتها الجغرافية السياسية ومذاهبها العرقية والدينية‪ ،‬وذلك بهدف‪:‬‬
‫الدفاع عن حرية الفكر والتعبير‪.‬‬ ‫•‬

‫السعي إلقامة العدل والمساواة في الحماية القانونية‪ ،‬وبناء مجتمع مدني قوي‪.‬‬ ‫•‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 8‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫محاسبة الحكومات التي تنتهك حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫•‬

‫كما تتطلع المنظمة إلى كسب تأييد الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره من أجل تعزيز الحقوق اإلنسانية‬
‫لكافة البشر‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المنظمة العربية لحقوق اإلنسان‪ :‬تأسست عام ‪ 1983‬كمنظمة غير حكومية تهدف إلى حماية حقوق‬
‫اإلنسان وتعزيزها فى الوطن العربى طبقا ً للمعايير الدولية التى استقر عليها إجماع األمم المتحدة والمواثيق‬
‫والعهود الدولية التى صادقت عليها البلدان العربية‪ .‬وقد حصلت على الصفة االستشارية فى المجلس االقتصادى‬
‫واالجتماعى لألمم المتحدة عام ‪ ، 1989‬كما وقعت المنظمة اتفاقية مقر مع حكومة جمهورية مصر العربية‬
‫فى ‪ 6‬مايو‪/‬أيار ‪. 2000‬‬

‫المواثيق اإلقليمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪-:‬‬


‫‪ -1‬االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان (‪ :)1950‬وقعت االتفاقية األوروبية في روما بتاريخ ‪1950/11/4‬‬
‫وأصبحت نافذة عام ‪ 1953‬وهي أول انجازات مجلس أوربا وتعكس اإليمان العميق لدول المجلس المذكور‬
‫بحقوق اإلنسان والحريات األساسية ‪ ...‬والجديد باالتفاقية األوروبية بشكل بارز هو تلك اإلمكانية المعطاة‬
‫للفرد الذي يقدر ان حقوق اإلنسان قد انتهكت ان يشكو مباشرة إلى اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وتضم االتفاقية (‪ ) 66‬مادة موزعة على خمسة أبواب ‪ ..‬يتعلق الباب األول ببيان الحقوق والحريات التي‬
‫يعترف بها لكل شخص يخضع للوالية القضائية لإلطراف المتعاقدة‬
‫وينص الباب الثاني على إنشاء جهازين لضمان احترام التعهدات التي تقع على عاتق اإلطراف وهي اللجنة‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان والمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ...‬وبين الباب الثالث إحكام تشكيل اللجنة‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان ونظام عملها واختصاصاتها والحق في اللجوء إليها وإجراءاته‪ ....‬إما الباب الرابع‬
‫فقد افرد للمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان فأوضح كيفية تشكيلها ونظام عملها وحق الحضور إمامها‬
‫وإجراءات التقاضي واختصاصاتها ونظام اللجوء إليها‪ .‬وأخيرا يضم الباب الخامس بعض اإلحكام العامة‬
‫المتصلة باللجنة والحكمة وإجراءات التوقيع والتصديق على االتفاقية وسريانها‪.‬‬
‫ان االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان لم تنشئ حقوقا جديدة بل جاءت بدور الكاشف عن حقوق موجودة‬
‫ومقررة في األنظمة القانونية الداخلية للدول األوربية األعضاء فيها وجعل احترامها محل مراقبة ومتابعة‬
‫دولية‪ً.‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان(‪ :)1969‬صدرت االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في عام ‪.1969‬‬
‫غير أنها دخلت حيز التنفيذ عام ‪ . 1978‬وتحمل االتفاقية اإلطراف فيها بااللتزام باحترام الحقوق والحريات‬
‫المنصوص عليها فيها والتي تثبت لكل الخاضعين لواليتها القانونية دون تميز بسبب العرق أو اللون أو الجنس‬
‫أو الدين أو الوضع االقتصادي أو االجتماعي‪ .‬وتتضمن االتفاقية في اغلبها حقوقا ً مدنية وسياسية ضمنتها في‬
‫(‪ )82‬مادة ‪.‬‬
‫وأخيرا إلى جانب هذه االتفاقية صدرت خمس عشرة وثيقة في أطار منظمة الدول االميريكية تتعلق بحقوق‬
‫اإلنسان تتضمن بروتوكوالت واتفاقيات وإعالنات وأنظمة وقواعد ولوائح تبنتها المنظمة منذ تأسيسها‪.‬‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 9‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫‪ -3‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب (‪ :)1981‬في عام ‪ 1979‬تم أعداد مشروع أولي للميثاق‬
‫اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬واعتمد الميثاق اإلفريقي اإلنسان والشعوب في مؤتمر القمة اإلفريقية‬
‫السادس عشر الذي عقد في نيروبي عام ‪.1981‬‬
‫ويتألف من ديباجة و‪ 68‬مادة مقسمة على ثالثة أجزاء يتضمن الجزء األول الحقوق والواجبات وينقسم بدوره‬
‫إلى بابين احدهما يعني بحقوق اإلنسان والشعوب وثانيهما يتحدث عن الواجبات اما الجزء الثاني فيتضمن‬
‫تدابير الحماية ويقع في أربعة أبواب‪ ،‬يتناول أولها اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان ويتناول الثاني اختصاصات‬
‫هذه اللجنة والثالث إجراءاتها والرابع يتضمن المبادئ التي يمكن تطبيقها‪ ،‬أما الجزء الثالث واألخير فيتضمن‬
‫األحكام العامة‪.‬‬
‫ويؤخذ على الميثاق عدم تضمينه جميع الحقوق والحريات التي نصت عليها المواثيق الدولية‪ ،‬فقد تجاهل حق‬
‫اإلضراب وحق الجنسية وإمكانية تجريد الشخص منها وحق الزواج وتكوين األسرة ‪ ...‬وفي حرصه على‬
‫عدم إزعاج السيادات الوطنية فان الميثاق اتخذ من اإليجاز في إعالن الحقوق ومن الحذر منهجا ً مما يسمح‬
‫للحكومات تفسير نصوص الميثاق‪.‬‬
‫وقد أنشئت اللجنة اإلفريقية في إ طار منظمة الوحدة اإلفريقية وذلك من اجل النهوض بحقوق اإلنسان في‬
‫افريقية وتم إقرار قواعد إجراءات هذه اللجنة عام ‪.1995‬‬

‫في حالة وجود أي سؤال أو استفسار يطرح داخل القاعة الدراسية أو عن طريق الصف‬
‫االلكتروني (الكالس روم) ‪......‬‬

‫مع تمنياتي الصحة والسالمة للجميع‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 10‬‬

You might also like