You are on page 1of 6

‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫المحاضرة الثالثة‬
‫ثان ًيا‪ -‬حقوق اإلنسان في العصور الوسطى‪:‬‬

‫تطلق عبارة العصور الوسطى على الفترة الممتدة من القرن الخامس الميالدي إلى القرن السادس عشر‬
‫الميالدي وتتميز هذه المرحلة بحدثين هامين‪ ،‬وهما ظهور الشريعة اإلسالمية والثاني أن أوروبا في ذلك‬
‫العصر كانت تعيش أوضاعا خاصة أثرت على مسيرة حقوق اإلنسان‪ ،‬لذلك سوف ندرس هذا العنصر من‬
‫خالل نقطتين‪ :‬نظرة الشرائع السماوية ثم التجربة األروبية‪.‬‬

‫أ‪ -‬في الشرائع السماوية‪:‬‬

‫كرس األساس الديني لحقوق اإلنسان الكرامة اإلنسانية في الشرائع الدينية السماوية خاصة اليهودية‬
‫والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬ولعبت التعاليم الدينية دورا تاريخيا حاسما في إنشاء القواعد القانونية وتقدمها‪ .‬غير أن‬
‫هذه الديانات حرفت ولم يسلم من التحريف إ ّ‬
‫ال اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -1‬حقوق اإلنسان في الديانة اليهودية‪:‬‬

‫بالنظر إلى الديانة اليهودية في أصولها األولى غرست اليهودية في نفوس أتباعها اعتبارات المصلحة القومية‬
‫‪ ،‬وقواعد العناية بالشعب ومصائره ‪،‬ونادت بالجزاء على الفضيلة والعقاب على الرذيلة ‪ .،‬ولكن نظرا لما شابها‬
‫من التحريف في نصوصها فإن استناد اليهود إلى نصوص التوراة المحرفة وإلى ما جاء في ‘ التلمود ‘ الذي‬
‫يعتبر شريعة بني إسرائيل العليا‪ ،‬وهو عبارة عن مستودع شرور بني إسرائيل وتضمن أساطير غريبة وكان‬
‫بأصله بضع مجلدات ‪ ،‬فصار منذ ثمانية قرون ‪ 12‬مجلدا ‪ ،‬ضما هو اليوم باالنجليزية ‪ 36‬مجلدا ومنه استمد‬
‫اليهود روح سفك الدماء بأساليب بربرية فاشية ‪ ،‬باإلضافة إلى مناداته باحتقار الشعوب واعتبار اليهود شعب‬
‫ارى نَحْ ُن أَ ْبنَا ُء هللاِ‬ ‫ص َ‬‫ت ا ْليَ ُهو ُد َوالنَّ َ‬
‫(وقَالَ ِ‬
‫هللا المختار وقد ذكر هللا تعالى مقوالتهم في القرآن وردَّها فقال‪َ :‬‬
‫ت‬
‫س َم َاوا ِ‬‫َوأَحِ بَّا ُؤهُ قُلْ فَل َِم يُعَ ِذّبُكُ ْم بِذُنُوبِكُ ْم بَلْ أَ ْنت ُ ْم بَش ٌَر مِ َّم ْن َخلَقَ يَ ْغف ُِر ِل َم ْن يَشَا ُء َويُعَذِّبُ َم ْن يَشَا ُء َو ِ َّّلِلِ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫ير) ‪( .‬المائدة‪ ، )18 :‬وفي هذا يظهر اليهود على أنهم فضلوا أنفسهم على كل‬ ‫ص ُ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما َو ِإلَ ْي ِه ا ْل َم ِ‬
‫َواألَ ْر ِ‬
‫شعوب األرض ‪ ،‬وهذا يعد إق رارا منهم على عدم وجود مبدأ المساواة عندهم ‪ ،‬كما يعد هذا تكريسا للتمييز‬
‫والتفاضل بين البشر الذي يمثل في الحقيقة صورة من صور انتهاك حقوق اإلنسان ‪ .‬ويزداد ذلك وضوحا من‬
‫خالل إباحة اإلسرائيليين قتل غيرهم ‪ ،‬وغزوهم للشعوب األخرى (حسب تأويلهم للكتاب المقدس)‪.‬إن الممارسة‬
‫الدينية اليهودية بهذه المفاهيم المبنية على العنصرية‪ ،‬تؤكد بعدهم عن مبادئ العدل والمساواة واحترام الحقوق‬
‫الطبيعية لإلنسان‪.‬‬

‫بعض مما جاء في التلمود من سفاهات‪:-‬‬

‫“ – يحل اغتصاب الطفلة غير اليهودية متى بلغت من العمر ثالث سنوات ‪ ..‬وهب هللا [وحاشا هللا] اليهود حق‬
‫السيطرة والتصرف بدماء جميع الشعوب وما ملكت”‪.… .‬وهذا يشكل انتهاك لحقوق الطفل‪.‬‬
‫“ –ومن يسفك دم غير يهودي فإنما يقدم قربانا ً للرب”… انتهاك للحق في الحياة‪.‬‬
‫“ – اليهود بشر لهم إنسانيتهم ‪ ،‬أما الشعوب األخرى فهي عبارة عن حيوانات”‪ … .‬شكل من أشكال تميز‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫العنصري‪.‬‬
‫“ –وبيوت غير اليهود حظائر بهائم نجسة ‪ ،‬بأنهم جميعا ً كالب و خنازير”…‪ ..‬شكل من أشكال التميز‬
‫العنصري‪.‬‬
‫–ويقول التلمود اللَعين عن المسيح عيسى ابن مريم عليه السالم ‪“ :‬يسوع الناصري ابن غير شرعي حملته‬
‫أمه وهى حائض سفاحا ً من العسكري (بإنذار) وهو كذاب ومجنون ومضلل وساحر ومشعوذ ووثني ومخبول‬
‫“‪[ .‬وحاشا هلل أن يكون عبده ورسوله عيسى ابن مريم كما يفترون… انتهاك للتسامح الديني وحرية االعتقاد‬
‫‪.‬‬

‫وبهذا ال نحتاج إلى بحث تطبيقات الحكام اليهود إلى نظريتهم في حقوق اإلنسان ‪ ،‬ألنها قائمة على التمييز‬
‫وإهدار حقوق الشعو ب ‪ ،‬بل إن المجتمع اليهودي نفسه حافل بانتهاك حقوق بعضهم البعض وشدة عداوتهم‬
‫ت ا ْليَ ُهو ُد يَ ُد هللاِ َم ْغلُولَةٌ غُلَّتْ أَ ْيدِي ِه ْم َولُ ِعنُوا بِ َما قَالُوا بَلْ يَ َداهُ‬ ‫(وقَالَ ِ‬ ‫لبعضهم رغم أنهم أقلية ‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫ْف يَشَا ُء َولَيَ ِزي َد َّن َكثِيرا ً مِ ْن ُه ْم َما أ ُ ْن ِز َل إِلَيْكَ ْ‬
‫مِن َربِّكَ طُ ْغيَانا ً َوكُ ْفرا ً َوأَ ْلقَ ْينَا بَ ْينَ ُه ُم ا ْلعَ َد َاوةَ‬ ‫َان يُ ْن ِفقُ َكي َ‬ ‫طت ِ‬ ‫َم ْبسُو َ‬
‫هللا ال يُحِ بُّ ا ْل ُم ْف ِسدِينَ )‬ ‫سادا ً َو ُ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫هللا َو َي ْس َع ْونَ فِي األَ ْر ِ‬ ‫ب أَ ْ‬
‫طفَأَهَا ُ‬ ‫ضا َء ِإلَى َي ْو ِم ا ْل ِق َيا َم ِة كُلَّ َما أَ ْوقَدُوا نَارا ً ِل ْل َح ْر ِ‬
‫َوا ْل َب ْغ َ‬
‫‪( .‬المائدة‪.)64 :‬‬

‫‪ -2‬حقوق اإلنسان في الديانة المسيحية‪:‬‬

‫هذه الديانة جاءت بالدعوة والتسامح ومحبة اإلنسان ألخيه اإلنسان ‪،‬وهي تنظر إلى حقوق اإلنسان من خالل‬
‫عنصرين أساسين ‪ :‬العنصر األول هو كرامة الشخصية اإلنسانية ‪ ،‬أما العنصر الثاني هو تحديد السلطة‪ .‬فقد‬
‫فرقت الديانة المسحية بين الفرد كانسان والفرد كمواطن واعتبار ان هللا هو الذي خلقه‪ ،‬وهذه الفكرة أخذتها‬
‫الديانة المسحية عن الفلسفة اليونانية ‪ .‬وهذه الفكرة توضح أن الشخصية اإلنسانية تستحق االحترام والتقدير‪.‬‬
‫كما أن هذه الديانة أكتفت بإعالن حرية العقيدة وأعطت لإلنسان طابعا إنسانيا من خالل دعوتها لتحقيق مثل‬
‫عليا لإلنسانية‪ ،‬وذلك باعتمادها على أساس المحبة كما حاربت التعصب الديني‪.‬‬

‫وكانت تعاليم المسيحية تعتمد على أن عيسى المسيح هو صلة الوصل بين اإلله والمخلوقات‪ ،‬ولهذه األسباب‬
‫كلها فإن الشخصية اإلنسانية‪ ،‬تستحق كثيرا من العناية وهذه الفكرة جاءت من الفلسفة اليونانية والمسيحية‬
‫دعت إلى مساواة الجميع أمام هللا وكان إقبال العبيد عليها واسع ألنها دعت إلى تحريرهم ولكن ولألسف صداها‬
‫كان محدود‪ .‬أما فيما يتعلق بالمبدأ الثاني وهو تحديد السلطة‪ ،‬فترى المسيحية‪ ،‬بان السلطة المطلقة ال يمارسها‬
‫إال هللا وان أي سلطة فوق هذه األرض ال يمكن أن تكون سلطة مطلقة‪ ،‬وترى أن أي سلطة إنسانية منظمة‬
‫تكون سلطة محددوه‪ ،‬و ال يمكن لسلطة أي حاكم مهما تكن صفته المطلقة‪ ،‬وهنا ترى هذه الديانة أن من حق‬
‫الناس أن يثوروا على الحاكم إذا كانت تلك التعاليم السماوية لم تطبق بالصورة الصحيحة ‪.‬‬

‫أن المبادئ اإلنسانية التي رسختها هذه الديانة أعطت صورة متقدمة لمجتمع تقوم عالقته على القوة والتمايز‬
‫الطبقي‪ ،‬وهذا ما جاءت به هذه الديانة من التسامح والمحبة بأحسن أشكالها اإلنسانية‪ ،‬كما أنها وقفت أمام‬
‫عقوبة اإلعدام وعملت على وضع تشريعات لحماية حقوق اإلنسان من تلك العقوبات لكي يضمن اإلنسان‬
‫حياته‪.‬‬
‫ويرى قسم من المؤرخين بأن الكنائس الرسمية لم تكن تدعم حقوق اإلنسان‪ ،‬فالمساواة بين الناس على األرض‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 2‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫بقيت محدودة وغريبة عن رجال الكنائس‪ ،‬وحتى حرية الرأي لم يعرفها رجال الكنائس‪ ،‬فالكنيسة منعت الناس‬
‫من اإلبداء بآرائهم‪ ،‬كما أنها استعملت العنف في شمال أوربا لتجبر الناس على اعتناق المسيحية‪.‬‬

‫ولكن يمكن القول أن الديان ة المسيحية هي التي حملت المسيحية إلى الفكر األوربي والحضارة األوربية‪.‬‬

‫‪ -3‬في اإلسالم‪:‬‬

‫لقد كان اإلسالم بمثابة ثورة حقيقية ال مثيل لها في التاريخ اإلنساني كله‪ ،‬وكان اإلنسان وحرياته وحقوقه فيها‬
‫هو حجر الزاوية في المجتمع الجديد‪ ،‬حيث جاء بنظام كامل لتنظيم كافة أنواع السلوك اإلنساني‪ ،‬فنظم عالقة‬
‫الفرد بالفرد وعالقته بالمجتمع وكذلك عالقة الحاكم برعيته‪ ،‬وبذلك يكون اإلسالم قد أعطى أهمية بالغة لإلنسان‬
‫من خالل إبرازه ألهم حقوقه المتمثلة أساسا في المساواة والحرية‪ .‬بحيث "ترجع أهم حقوق اإلنسان العامة‬
‫إلى حقين رئيسيين هما المساواة و الحرية"‪.‬‬

‫وقد ادعت األمم الديمقراطية الحديثة‪ -‬مثل فرنسا وبريطانيا‪ -‬أن العالم اإلنساني مدين لها بتقرير هذين الحقين‪،‬‬
‫فذهب اإلنجليز إلى أنهم أعرق شعوب العالم‪ ،‬وزعم الفرنسيون أن جميع اإلتجاهات وليدة الثورة الفرنسية‬
‫لسنة ‪ 1789‬وأنكرت أمم أ خرى كالواليات المتحدة األمريكية وإيطاليا على اإلنجليز والفرنسيين هذا الفضل‬
‫وادعته لنفسها والحق أن اإلسالم هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق اإلنسان في أكمل صورة وأوسع‬
‫نطاق‪ ،‬حيث نظم اإلسالم إلى جانب العبادات (عالقات اإلنسان بخالقه) وجانب المعامالت (عالقات اإلنسان‬
‫مع اآلخرين)‪ ،‬جميع المعامالت اإلنسانية فأعطى لكل ذي حق حقه‪ ،‬وتتمثل تلك الحقوق بما يلي‪-:‬‬

‫الحقوق المدنية وتشمل‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في الحياة ‪ :‬حق فطري يولد مع والدة اإلنسان حيا فال يمكن ألي كان التعرض لحياته سواء بقتله أو‬
‫سا بِغَي ِْر نَ ْف ٍس أَ ْو‬
‫إعدامه أو إبادته ضمن مجموعة بشرية النتمائها إلى فئة معينة‪ .‬لقوله تعالى‪َ ..." :‬من قَتَ َل نَ ْف ً‬
‫اس جَمِ ي ًعا َو َم ْن أَحْ يَا َها فَ َكأَنَّ َما أَحْ يَا النَّ َ‬
‫اس جَمِ ي ًعا‪"...‬‬ ‫ض فَ َكأَنَّ َما قَتَ َل النَّ َ‬
‫سا ٍد فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫فَ َ‬
‫‪ -‬الحق في الحرية‪ :‬حرية اإلنسان مقدسة إذ تالزمه باعتبارها الطبيعة األولى التي يولد بها‪ .‬لقوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم"ما من مولود يولد إال ويولد على الفطرة "‪ .‬وليس ألحد أن يتعدى على حرية غيره وتستحضرنا‬
‫مقولة سيدنا عمر رضي هللا عنه"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ويستثنى من قاعدة‬
‫اإلستعباد تلك األعمال التي تدخل في إطار األشغال الشاقة التي يكون قد صدر بحقها حكم محكمة مختصة‬
‫وكذا األعمال التي تدخل تحت دائرة الخدمة العسكرية أو تسخير األشخاص للخدمة في حاالت الطوارئ أو‬
‫الكوارث التي تهدد حياة المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز لشعب أن يتعد ى على حرية شعب آخر‪ ،‬وللشعب المعتدى عليه أن يرد العدوان ويسترد حريته‬
‫بكل السبل الممكنة لقوله تعالى‪ ":‬ولمن انتصر بعد ظلمه‪ ،‬فأولئك ما عليهم من سبيل" فاإلسالم حرم العبودية‬
‫على الشعوب وأعطاها حق تقرير المصير ومنع استعبادها بأي نوع من اإلستعباد عسكريا أو إقتصاديا أو‬
‫ثقافيا وحتى سياسيا‪.‬‬
‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 3‬‬
‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫‪ -‬حق المساواة‪ :‬يتساوى الناس جميعا في اإلسالم فال ترجح كفة شخص على شخص آخر لقوله تعالى "إِنَّ َما‬
‫َّللا لَ َعلَّكُ ْم ت ُْر َح ُمونَ " ولقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪":‬‬ ‫ص ِلحُوا َب ْينَ أَ َخ َو ْيكُ ْم َواتَّقُوا َّ َ‬‫ا ْل ُمؤْ مِ نُونَ ِإ ْخ َوةٌ فَأ َ ْ‬
‫علَى ع ََر ِبيٍ‪،‬‬ ‫علَى أَ ْ‬
‫عجَمِ ي ٍ‪َ ،‬و َال ِلعَجَمِ ي ٍ َ‬ ‫اس‪ ،‬أَ َال ِإنَّ َربَّكُ ْم َواحِ دٌ‪َ ،‬و ِإنَّ أَبَاكُ ْم َواحِ دٌ‪ ،‬أَ َال َال فَ ْ‬
‫ض َل ِلعَ َر ِبي ٍ َ‬ ‫يَا أَيُّهَا النَّ ُ‬
‫علَى أَحْ َم َر إِ َّال بِالت َّ ْق َوى‪.":‬‬ ‫علَى أَس َْودَ‪َ ،‬و َال أَس َْو َد َ‬ ‫َو َال ِألَحْ َم َر َ‬

‫وعندما يتعلق األمر بتطبيق القانون فال تطبق األحكام على أشخاص دون غيرهم من األشخاص اآلخرين‪ ،‬فال‬
‫يفلت أي كان من العقاب إذا استوجب الفعل الذي قام به عقابا لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬لو أن فاطمة بنت‬
‫محمد سرقت لقطعت يدها"‪.‬‬

‫‪ -‬الناس سواء في القيمة اإلنسانية إال بالتفاضل حسب العلم‪ .‬ويقر اإلسالم مبدأ تساوي وتكافؤ الفرص في‬
‫مستويات الحياة المختلفة لقوله تعالى ‪ ":‬فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"‪.‬‬

‫‪ -‬حق العدالة‪ :‬من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة اإلسالمية وأن يحاكم إليها دون سواها لقوله تعالى‪":‬‬
‫فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى هللا والرسول"‪.‬‬

‫‪ -‬من حق كل فرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ضرر لقوله تعالى‪ ":‬ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول‬
‫إال من ظلم وكان هللا سميعا عليما " من واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك لقوله صلى هللا عليه وسلم‪":‬‬
‫لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهيه وإن كان مظلوما فلينصره"‪.‬‬

‫‪ -‬من حق الفرد أن يدافع عن حق أي فرد آخر وعن حق الجماعة لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬أال أخبركم‬
‫بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها"‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ لقوله صلى هللا عليه وسلم " إذا جلس بين‬
‫يديك الخصمان فال تقضي حتى تسمع من اآلخر كما سمعت من األول فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء"‪.‬‬

‫‪ -‬حق الفرد في محاكمة عادلة‪ :‬البراءة هي األصل في المتهم تستمر مع الشخص ما لم تثبت إدانة نهائية له‪.‬‬

‫‪ -‬ال يحاكم الفرد وال يعاقب على جرم إال بأدلة قطيعة لقوله تعالى‪ ":‬إن الظن ال يغني من الحق شيئا"‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز تجاوز العقوبة التي قدرتها الشريعة للجريمة لقوله تعالى‪ ":‬تلك حدود هللا فال تعتدوها ومن يتعدى‬
‫حدود هللا فأولئك هم الظالمون" كذلك من مبادئ الشريعة اإلسالمية مراعاة الظروف والمالبسات التي إرتكبت‬
‫فيها الجريمة لقوله صلى هللا عليه وسلم " ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فأخلوا‬
‫سبيله "‪.‬‬

‫‪ -‬حق الحماية من تعسف السلطة‪ :‬فلكل فرد الحق في الحماية من تعسف السلطان معه‪ .‬لقوله تعالى‪ ":‬والذين‬
‫يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا وإثما مبينا"‪.‬‬

‫‪ -‬حق الحماية من التعذيب‪ :‬فال يجوز تعذيب اإلنسان كما ال يجوز الضغط على شخص لإلعتراف بما لم‬
‫يرتكبه و كل ما ينتزع بوسائل اإلكراه يعتبر باطال‪.‬‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 4‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫‪ -‬الحق في الكرامة‪ :‬إذ ال يجوز إنتهاك عرض وسمعة الفرد‪ .‬لقوله صلى هللا عليه وسلم " إن دماءكم‬
‫وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" ولقوله تعالى ‪ " :‬وال تلمزوا‬
‫أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب" " وال تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا" ‪.‬‬

‫‪ -‬حق اللجوء‪ :‬بكفل اإلسالم حق كل فرد مضطهد أو مظلوم أن يلجأ حيث يأمن في نطاق دار اإلسالم أيا‬
‫كانت جنسيته أو عقيدته أو لونه و يحمل المسلمين واجب توفير األمن متى لجأ إليهم لقوله تعالى‪ ":‬وإن أحد‬
‫من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كالم هللا ثم أبلغه مأمنه"‪.‬‬

‫الحقوق االجتماعية‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حق بناء األسرة‪ :‬الزواج لكل إنسان وهو الطريق الشرعي لبناء األسرة وإنجاب األوالد وصيانة النفس‬
‫لقوله تعالى‪ ":‬يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال‬
‫كثيرا ونساءا" ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجبر الفتى أو الفتاة على الزواج ممن ال يرغب فيه‪ ،‬جاءت جارية بكر إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة‪ ،‬فخيرها الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولية األسرة متبادلة بين الزوجين لقوله تعالى‪ ":‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال علهن‬
‫درجة"‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق الزوجة‪ :‬أن تعيش مع زوجها حيث يعيش لقوله تعالى‪ ":‬واسكنوهن من حيث سكنتم"‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينفق عليها زوجها بالمعروف طوال حياتهما الزوجية وخالل فترة العدة إن طلقها لقوله تعالى‪ ":‬الرجال‬
‫قوامون على النساء بما فضل هللا بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم" ‪.‬‬
‫َ‬
‫عل ْي ِه َما‬ ‫‪ -‬من حقها طلب الطالق وديا عن طريق الخلع لقوله تعالى‪ ":‬فَإِ ْن خِ ْفت ُ ْم أَ َّال يُقِي َما ُحدُو َد َّ ِ‬
‫َّللا فَ َال ُجنَا َح َ‬
‫فِي َما ا ْفتَ َدتْ بِ ِه ۗ "‪.‬‬
‫‪ -‬لها حق الميراث من زوجها لقوله تعالى‪َ ":‬ولَ ُهنَّ ُّ‬
‫الربُ ُع مِ َّما تَ َر ْكت ُ ْم "‪.‬‬

‫الحريات العامة والسياسية‪:‬‬


‫‪ -‬حق الحرية الدينية ‪ :‬لكل شخص حرية اإلعتقاد والعبادة وفقا لمعتقده لقوله تعالى‪ ":‬لكم دينكم ولي ديني"‪.‬‬

‫‪ -‬حق حرية التفكير والتعبير‪ :‬لكل شخص أن يفكر و يعبر دون تدخل من أحد مادام أنه يلتزم الحدود العامة‬
‫التي أقرتها الشريعة وال يجب إذاعة الباطل وال نشر ما فيه ترويج الفاحشة أو تخذيل لألمة لقوله تعالى‪ ":‬لَّئِن‬
‫لَّ ْم يَنتَ ِه ا ْل ُمنَا ِفقُونَ َوالَّ ِذينَ فِي قُلُو ِب ِهم َّم َرضٌ َوا ْل ُم ْر ِجفُونَ فِي ا ْل َمدِينَ ِة لَنُ ْغ ِر َينَّكَ ِب ِه ْم ث ُ َّم َال ُيجَا ِو ُرونَكَ فِيهَا ِإ َّال‬
‫ِيال )‪. " (61‬‬ ‫ِيال (‪َّ (60‬م ْلعُونِينَ ۖ أَ ْينَ َما ث ُ ِقفُوا أُخِ ذُوا َوقُتِلُوا تَ ْقت ً‬
‫قَل ً‬

‫‪ -‬من حق كل فرد أن يعلن عن رفضه للظلم وإنكاره له دون خوف من سلطة متعسفة أو حاكم جائر أو نظام‬
‫طاغ وهذا أفضل الجهاد‪ ،‬سئل الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أي الجهاد أفضل قال‪" :‬أفضل الجهاد كلمة‬
‫عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر"‪.‬‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 5‬‬


‫‪2023 -2022‬‬ ‫[حقوق اإلنسان والحريات العامة]‬

‫‪ -‬ال حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة إال ما يكون خطر منها على أمن المجتمع والدولة لقوله‬
‫تعالى‪ ":‬وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى األمر منهم لعلمه‬
‫الذين يستنبطونه"‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم لقوله تعالى‪ ":‬وال تسبوا الذين يدعون من دون هللا‬
‫فيسبوا هللا عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم يرجعون"‪.‬‬

‫الحقوق االقتصادية والثقافية‪:‬‬


‫‪ -‬حق العامل وواجبه‪ :‬أن يكون أجره مكافئ لجهده لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬أعطوا األجير حقه قبل أن‬
‫يجف عرقه"‪.‬‬
‫‪ -‬أن توفر له حياة كريمة تتناسب مع ما يبذله من جهد وعرق لقوله تعالى‪ ":‬ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم‬
‫أعمالهم وهم ال يظلمون"‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكرم ويمنح ما هو جدير به لقوله تعالى‪ ":‬وقل إعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون"‪.‬‬
‫‪ -‬أن يجد الحماية التي تحول دون غبنه واستغالل ظروفه‪.‬‬
‫‪ -‬حق التربية والتعليم‪ :‬التربية الصالحة حق األوالد على آبائهم ‪.‬‬
‫التعليم حق للجميع إناث وذكور على السواء لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم‬
‫ومسلمة"‪.‬‬
‫‪ -‬على المجتمع أن يوفر لكل فرد فرص متكافئة ليتعلم ويتيسر‪.‬‬

‫في حالة وجود أي سؤال أو استفسار يطرح داخل القاعة الدراسية أو عن طريق الصف‬
‫االلكتروني (الكالس روم) ‪......‬‬

‫مع تمنياتي الصحة والسالمة للجميع‬

‫المدرس الدكتور عماد خضير عالوي‬ ‫‪Page 6‬‬

You might also like