Professional Documents
Culture Documents
املذاهب اهلدامة
AL-Ustadz Dr. Ihwan Agustono, S.Fil.I., M.Fil.I
ق ّدمته:
مانتينجان جناوى
i
حمتويات
محتويات ii.............................................................
ii
الباب األول
المقدمة
فإن الباطل ما يرح حيارب احلق بسيوفه املفلولة ،وشبهاته الضئيلة .وإن
العصور ما برحت تلد من الضالني املعاندين واملعاندين واملضلني املخادعني من
حياولون رد الناس عن أدياهنم ما استطاعوا إىل ذلك سبيالً.
متنوع ة ف إن أش رها وأخس ها م ذهب
ولئن ك انت الض الالت كث رية ّ
الش يوعية املاركس ية ،ذل ك املذهب ال ذي أنش أه اليه ود ،ف رتىب يف أخض اهنم
وأخرج نباته النكد.
فالش يوعية املاركس ية م ذهب إحلادي ي ؤمن باملادة وح دها ،ويكف ر
بالغيب وما جاء عى اهلل وعن رسله عليه السالم ويوم يف سبيل الدعوة إليه
على احلدي د والن ار ،وم ا أويت من ق وة .ولق د ظه ر ذل ك املذهب يف الق رن
التاسع عش ر امليالدي ،فم ّد رواقه يف بالد عدي دة ،حيث اعتنقه أفراد ،وتبنته
حكومات.
ومبا أ ّن الشيوعية مذهب هدام ،وأنه قد انتشر بصورة مذهلة فإ ّن الغرية
قد دبت يف قلوب كثري من أهل العلم والفضل من املسلمني ،فقوموا الشيوعية
مبا أوت وا من علم وبي ان ،فأوض حوا ع وار ذل ك املذهب وزيف ه ،وأخ ربوا ب أ ّن
الشيوعية إىل زوال واضمحالل ،وأن هنايتها لن تكون إال على أيدي أتباعها،
ألهنا باطلل ،والباطل ال دوام له واهلل ال يصلح عمل املفسدين.
3
تحديد المسألة ب.
4
الباب الثاني
البحث
عبد القادر شيبة احلمد ،أضواء على املذاهب اهلدامة " الشيوعية "( ،الرياض 1433 :ه) ،ص25 . 3
5
بتخطيط من اليهود ،وتوسعت على حساب غريها باحلديد والنار ،وقد تضرر
املسلمون منها كثريا ،بل هناك شعوب أبيدت بالكامل من التاريخ بسبب هذه
الشيوعية احلمراء اليهودية.
التطور التاريخي للشيوعية: ب.
الش يوعية فك رة قدمية ،ظه رت يف الت اريخ أك ثر من م رة ،فق د ج اء يف
كت اب اجلمهوري ة ألفالط ون األثي ين اإلغ ريقي ( )347-427ق.م .م ا ي دل
نظام ا يقوم بالنسبة للحكام على
على نشأة هذا املذهب ،حيث أقام يف كتابه ً
منج ا مفص الً ،فهناك أمثلة خيالية ،وحملات
شيوعية املال ،والنساء ،وشرع هلذا ً
عن االشرتاكية أثبتها أفالطون يف كتابه ،تصور حقيقة أن الق رن اخلامس قبل
امليالد وه و ال ذي وج د في ه أفالط ون ك ان في ه مب ادئ اش رتاكية مل ت زل يف
مهدها.
وبعد هذه الدعوات ظهرت الشيوعية املاركسية احلديثة على يد كارل
ماركس ،وزميله فريديك إجنلز ،وهي مدار احلديث يف هذا الكتاب ،وسيأيت
4
احلديث عن تفصيلها إن شاء اهلل تعاىل.
وع رف الع امل الق دمي الش يوعية يف ص ور ش ىت ،ومن ذل ك م ا أث ر عن
(م زدك) الفارس ي ال ذي ظه ر يف عه د املل ك (قب اذ) مل ك ف ارس ،وك ان ه ذا
امللك ضعي ًفا مهينً ا فسدت يف عهده الرعية ،فزعم مزدك أنه نيب ،وأخذ ينهى
الن اس عن املباغض ة واملخالف ة والقت ال ،وأعلن أن س بب ه ذه الفنت هي النس اء
واألموال ،لذارأى أن تباح النساء لكل راغب ،وأن تباح األموال لكل طالب،
حىت يشرتك فيها الناس اشرتاكهم يف املاء واهلواء.
حممد بن إبراهيم احلمد ،الشيوعية( ،دار ابن خزمية للنشر والتوزيع 1422 :ه) ،ص14 . 4
6
وقد انتشر مذهبه يف عامة بالد فارس ،ودخل فيه (قباذ) نفسه .وقام
الفق راء بتقتي ل األغني اء ،وص ار اجلماع ة منهم ي دخلون على الرج ل فيقتلون ه
يثب ون على أموال ه ونس ائه ،فغض ب ل ذلك بعض عظم اء ف ارس وخباص ة
(أنوش روان) ابن املل ك قب اذ ،وزعيم آخ ر يق ال ل ه (س اجور) وت آمروا على
(مزدك) وقتلوه وخلعوا (قباذ) وعينوا أخاه (جاماسب) مل ًك ا عليهم ،وحاولوا
القضاء على فتنة املزدكية ،غري أن (قباذ) استطاع أن يعود إىل امللك وأن حيبس
أخاه.
فق وي ب ذلك ش ر املزدكي ة من جدي د ،واس تمرت إىل أن قت ل (قب اذ)
وتوىل بعده ابنه (أنوشروان) الذي ولد يف عهده رسول اهلل ص.م ،فلما استقل
بامللك وجلس على السرير قال خلواصه:
إين عاه دت اهلل إذا ص ار إىل املل ك أال أبقي على أح د من املزدكي ة
الذين أفسدوا أموال الناس ونساءهم.
مجيعا؟
أتقتل الناس ً
أتذكر يا ابن اخلبيثة يوم طلبت من أيب أن يأذن لك يف امليت عند أمي
ف أذن ل ك ،وملا ذهبت إىل حجرهتا حلقت ب ك وقبلت رجل ك ال يت أث ر
ننت جورهبا يف أنفي وتضرعت إليك حىت وهبتها يل ورجعت؟
7
ف أقر الرج ل أم ام احلاش ية مبا ق ال املل ك ،ف أمر بقتل ه ،فض ربت عنق ه
وأح رقت جثت ه ،مث أم ر أنوش روان باستنص ال ش أفة املزادكي ة وقض ى
عليهم.
8
عودها ،أزاحت عن احلكم طبقة النبالء املتميزة اليت كانت حاكمة للمجتمع
االقط اعى .وك ذلك بس طت الثورت ان التجاري ة والص ناعة ال رتكيب الطبقي
اجلدي د و أوض حتاه وجعلت ا املرحل ة (ال يت عاش ها م اركس) مهيئ ة ل نزاع بني
الطبق ة البورجوازي ة وبني طبق ة العم ل غ ري املالكني (الربوليتاري ا) أو أرق اء
5
االجور كما مسّاهم ماركس.
5الدكتور حيدر غيبة ،ماذا بعد اخفاق الرأمسالية والشيوعية؟ حنو ايديولوجية جديدة للتوازن االقتصادي واالجتماعي إسالمية
وعاملية ( ،بريوت – لبان :الطبعة الثانية ،)1995ص111 .
9