You are on page 1of 29

‫تنفيذية األممية الشيوعية‬

‫أطروحات حول املؤمتر الشيوعي العاملي السادس‬

‫–‬

‫القريوان‪ ،‬أيلول ‪2022‬‬


‫‪xz‬‬
‫احملتوايت‬
‫‪ .1‬األمهية التارخيية للمؤمتر الشيوعي العاملي السادس‪4.......................‬‬
‫‪ .2‬برانمج األممية الشيوعية ‪6........................................................‬‬
‫‪ .3‬النضال ضد خطر احلرب وقضااي تكتيك األممية الشيوعية‪12...........‬‬
‫‪ .4‬قضية املستعمرات ‪22............................................................‬‬
‫‪ .5‬الوضع داخل الاحتاد السوفيييت وداخل حزبه الشيوعي‪27.............‬‬
‫‪ .1‬األمهية التارخيية للمؤمتر الشيوعي العاملي السادس‬

‫فقرة ‪ .1‬لقد انعقد املؤمتر الشيوعي العاملي السادس يف توقيت اكن مبثابة فاصل بني‬
‫ف رتتني‪ :‬ف رتة س ائرة حنو ال زوال قواهما ن وع من التع ايش الس لمي بني الق وى‬
‫اإلمربايلي ة‪ ،‬ومع ارك جزئي ة بني رأس املال والعم ل يف بدلان اإلمربايلي ة‪ ،‬وأوىل‬
‫موجات الثورة يف عامل املستعمرات‪ .‬وفرتة جديدة قواهما اشتداد عظمي يف خطورة‬
‫تناقضات اإلمربايلية وخطر حرب حمدق ة بني معاليق اإلمربايلي ة‪ :‬إجنل رتا وأمرياك‪،‬‬
‫واشتداد خطورة الرصاع بني الرأساملية واحتاد امجلهورايت السوفييتية الاش رتاكية‬
‫إىل أقىص ح د‪ ،‬والتحض ري هجرا للح رب عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية‬
‫الاش رتاكية‪ ،‬واق رتاب تفج ر رصاعات طبقي ة فاص ةل يف ع دة بدلان هام ة (أملاني ا‬
‫وغريه ا)‪ ،‬وتن ايم ان دماج اإلص الحية ابدلوةل الربجوازي ة وتعاوهنا م ع الفاش ية‪،‬‬
‫ونض ال فاص ل بني الش يوعية واإلص الحية يف س بيل قي ادة أغلبي ة الربوليتاراي‪،‬‬
‫واشتداد خطورة التناقضات بني املستعمرات واإلمربايلية‪ ،‬واقرتاب موجة جديدة‬
‫من الثورات يف عامل املستعمرات أكرث قوة‪.‬‬
‫فقرة ‪ .2‬حتضري األممية الشيوعية لأل حداث التارخيية الفاصةل ورفع راي ة الش يوعية‬
‫كراية لتجمي ع مئ ات املاليني من املس تغلني من مجي ع البدلان ومن مجي ع الق ارات‪،‬‬
‫تكل اكنت هممة املؤمتر الشيوعي العاملي السادس‪ .‬ولقد أجنزها إجامال‪.‬‬
‫أ‪ .‬لق د ص اغ املؤمتر برانمج األممي ة الش يوعية‪ ،‬برانمج الش يوعية العاملي ة‪ ،‬برانمج‬
‫النضال يف سبيل دكتاتورية الربوليتاراي العاملية‪.‬‬
‫ب‪ .‬لقد رصد املؤمتر اقرتاب احلروب واملعارك الثورية‪ ،‬واستنادا إىل ه ذا األف ق‪،‬‬
‫حدد املهامت التكتيكية لأل ممي ة الش يوعية‪ .‬لق د طب ق نظري ة لي نني عن احلرب يف‬
‫الظروف التارخيية امللموسة‪.‬‬
‫ت‪ .‬لقد قدم املؤمتر‪ ،‬خالل نقاشاته‪ ،‬برانمج معل ضافيا للحركة الوطنية الثورية يف‬
‫املس تعمرات‪ ،‬آخ ذا بعني الاعتب ار دروس الث ورة الص ينية ورمس اخلط التك تييك‬
‫األسايس ال واجب اتباع ه عن د حل ول املوج ة املقبةل يف الث ورة الهندي ة‪ ،‬وق دم‬
‫توجهيات جوهرية لفروع األممية الشيوعية يف املس تعمرات وأش باه املس تعمرات‬
‫يف آسيا وإ فريقيا وأمرياك‪.‬‬
‫فقرة ‪ .3‬لقد اكن املؤمتر الشيوعي العاملي الس ادس م ؤمترا عاملي ا حق ا‪ .‬فق د أظه ر‪،‬‬
‫عىل حنو أكرث حيوية مما سبق من مؤمترات‪ ،‬الط ابع األممي حق ا للحرك ة الش يوعية‬
‫وللمنظامت الش يوعية‪ .‬فمل يس بق لبدلان آس يا وأمرياك وإ فريقي ا أن ج رى متثيله ا‬
‫متثيال اكمال يف أي مؤمتر مثلام اكن له ا يف ه ذا املؤمتر‪ .‬فالعدي د من أح زاب أمرياك‬
‫اجلنوبية وآسيا جرى متثيلها ألول مرة يف املؤمتر الشيوعي الع املي الس ادس‪ .‬ولق د‬
‫بني املؤمتر‪ ،‬إبقراره برانجما مش رتاك مجلي ع عامل الع امل‪ ،‬كي ف أن ه دف الش يوعية‪،‬‬
‫أاكن ذكل يف احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية أم يف أملاني ا املتقدم ة أم يف‬
‫سوراي وأندونيسيا املتأخرتني‪ ،‬هو نفس ه دوم ا‪ .‬ولق د ب رز جلي ا ج دا ه ذا الط ابع‬
‫األممي يف الشيوعية وهذا الانسجام العاملي للحركة الش يوعية بفع ل ت زامن انعق اد‬
‫املؤمتر الشيوعي الع املي الس ادس م ع انعق اد م ؤمتر األممي ة الثاني ة يف بروكس ل‪ .‬إن‬
‫األحزاب اإلصالحية‪ ،‬ويه اليت ال تتجمع إال وف ق مص لحة أس يادها اإلمربايليني‪،‬‬
‫إمنا يه حتارب بعضها البعض حىت حتقق سندا معنواي لربجوازيهتا‪ .‬فال يق وم إجامع‬
‫يف مؤمتر بروكسل إال عندما يتعلق األمر ب‪:‬‬
‫‪ .1‬مساندة عصبة األمم املتحدة اإلمربايلية واإلعالن للجامهري أن عص بة األمم‬
‫املتحدة ضامن للسمل‪.‬‬
‫‪ .2‬اعالن "احلرب املقدسة" عىل أول دوةل بروليتارية وعىل الشيوعية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .3‬الت دخل ض د ممثيل الش عوب املض طهدة يف املس تعمرات وأش باه‬
‫املستعمرات‪ ،‬وادلفاع عن احتاكر إمربايليي أمرياك وأورواب هنب مئ ات‬
‫املاليني من البرش‪.‬‬
‫لقد بني اإلصالحيون كيف أهنم أمميون عىل طريقة أسيادمه اإلمربايليني‪.‬‬
‫وإ ذ يقمي املؤمتر الش يوعي الع املي الس ادس الف ارق بني م ا لالص الحيني من أممي ة‬
‫إمربايلية وما للشيوعية من أممية بروليتارية حقة فإنه يقدم خدمة عظمية لأل ح زاب‬
‫الشيوعية يف نضالها ضد اإلصالحية‪.‬‬

‫‪ .2‬برانمج األممية الشيوعية‬

‫فقرة ‪ .4‬لقد أقر املؤمتر برانمج األممي ة الش يوعية‪ .‬مفع بداي ة ف رتة املع ارك الطبقي ة‬
‫الفاصةل‪ ،‬ترفع األممية الشيوعية راية معرك ة الش يوعية‪ .‬فربانمج األممي ة الش يوعية‬
‫إمنا ه و أث ر اترخيي يف احلرك ة الربوليتاري ة العاملي ة‪ .‬فبع د البي ان الش يوعي‪ ،‬ف إن‬
‫برانمج األممية الشيوعية إمنا هو‪ ،‬من حيث األس اس‪ ،‬أول برانمج ش يوعي ع املي‪.‬‬
‫وإ ن برانمج األممية الشيوعية ليواصل تقالي د البي ان الش يوعي اجملي دة وق د ب رهن‬
‫علمي ا كي ف أن إفالس الرأس املية وش ياك‪ ،‬وعمل الربوليتاراي كي ف أن اإلطاح ة‬
‫ابلرأس املية ابلثورة وترك زي دكتاتوري ة الربوليتاراي هام رشطان جوهراين‬
‫لالشرتاكية‪.‬‬
‫لكن برانمج األممية الشيوعية ميثل‪ ،‬يف ذات ال وقت‪ ،‬تق دما عظامي ابلنس بة للبي ان‬
‫الش يوعي‪ .‬فمل يكن البي ان الش يوعي س وى برانمج مجموع ة من العامل املتق دمني‬

‫‪6‬‬
‫واملنع زلني يف مرحةل الث ورة الربجوازي ة‪ .‬فق د اكن البي ان الش يوعي مبثاب ة نب وءة‬
‫علمية عبقرية عن امضحالل الرأساملية‪ .‬أم ا الربانمج الش يوعي فه و برانمج احلزب‬
‫الشيوعي العاملي اذلي يناضل يف مرحةل الثورة الاشرتاكية‪ .‬إن ه برانمج ح زب ق د‬
‫رشع أحد فروعه يف بناء الاشرتاكية‪.‬‬
‫برانمج األممي ة الش يوعية أداة نض ال‪ .‬وبرانمج األممي ة الش يوعية تعب ري رائ ع عن‬
‫أطروحة ماركس اليت تق ول م ا إن تس يطر األفاكر عىل امجلاهري ح ىت تص بح ق وة‬
‫مادية‪.‬‬
‫فق رة ‪ .5‬م ا يه خص ائص الربانمج اجلوهري ة؟ برانمج األممي ة الش يوعية برانمج‬
‫علمي‪ .‬ويرتكز حتليهل عىل الطريقة اجلدلية للامركسية‪-‬اللينينية‪ .‬وهو يس تخدم ه ذه‬
‫الطريقة يف حتليل نشوء الرأس املية وتطوره ا وامضحاللها‪ ،‬ويض ع يف الص دارة من‬
‫جدي د الرصاع الطبقي ودور الربوليتاراي الت ارخيي كح افر ق رب الرأس املية وابين‬
‫الاشرتاكية‪.‬‬
‫إن طريقة برانمج األممية الشيوعية إمنا يه طريقة مناقضة جوهراي لطريقة ال ربامج‬
‫اإلصالحية‪.‬‬
‫"يف جمال النظري ة‪ ،‬ارت دت الاش رتاكية–ادلميقراطي ة هنائي ا عن املاركس ية وذكل‬
‫مبرورها من التحريفية إىل اإلصالحية الليربالية الربجوازية‪ .‬فقد استبدلت املذهب‬
‫املاركيس حول تناقضات الرأساملية ابلتطور املنسجم للنظ ام‪ .‬ووض عت يف رف وف‬
‫األرشيف مذهب األزم ات واس مترار إفق ار الربوليتاراي‪ .‬وح ولت نظري ة الرصاع‬
‫الطبقي العنيدة واملهددة إىل تبشري ساذج ابلسمل الطبقي‪ .‬وحولت مذهب اش تداد‬
‫خط ورة التن احر الطبقي إىل موعض ة برجوازي ة ص غرية تويص بـ«إحالل‬
‫ادلميقراطية» يف رأس املال‪ .‬واستبدلت نظرية حمتية احلروب يف النظ ام الرأس اميل‬
‫بتض ليل برج وازي قوام ه ن زوع إىل الس مل وتبش ري ابط ل ابإلمربايلي ة العلي ا‪.‬‬
‫واس تبدلت نظري ة س قوط الرأس املية ابلثورة بعمةل زائف ة قواهما أن تتح ول‬
‫الرأساملية «النقية» إىل اشرتاكية سلميا‪ .‬واستبدلت الثورة ابلمنو‪ .‬واستبدلت حتطمي‬
‫‪7‬‬
‫ادلوةل الربجوازية ابالقتصار عىل املشاركة فهيا‪ .‬وأحلت نظرية دمع الربجوازية حمل‬
‫دكتاتورية الربوليتاراي‪ .‬وأحلت ادلفاع عن الوطن اإلمرباييل حمل م ذهب التض امن‬
‫الربوليتاري األممي‪ .‬وأحلت فلسفة مثالية ممنقة مبخلف ات ديني ة حمل مادي ة م اركس‬
‫اجلدلية"‪.‬‬
‫فق رة ‪ .6‬مث يس تند الربانمج عىل حتلي ل اإلقتص اد الع املي كلك واح د‪ .‬فيحل ل‬
‫الرأساملية العاملية مربزا مسار ظهور مرحةل جديدة يف الرأساملية‪ :‬اإلمربايلية‪.‬‬
‫"وإ ذ تمكل اإلمربايلي ة مس ار خل ق الب داايت املادي ة لالش رتاكية (مترك ز وس ائل‬
‫اإلنت اج‪ ،‬اجامتعي ة معل ج د واس عة‪ ،‬تع اظم املنظامت الربوليتاري ة‪ )...‬ف إن مرحةل‬
‫اإلمربايلي ة تش دد من خط ورة التناقض ات القامئة بني الق وى العظمى وت ؤدي إىل‬
‫حروب تنهتي إىل احنالل وحدة الاقتصاد العاملي؛ ذلكل فاإلمربايلي ة يه الرأس املية‬
‫املتعفنة واحملترضة‪ .‬ويه آخر مراحل التط ور الرأس اميل معوم ا‪ .‬إهنا عش ية الث ورة‬
‫الاشرتاكية"‪.‬‬
‫لكن الربانمج‪ ،‬إذ حيل ل الاقتص اد الع املي كلك واح د وحيدد ه دفا مش رتاك مجلي ع‬
‫فروع األممية الشيوعية أال وه و النض ال يف س بيل دكتاتوري ة الربوليتاراي العاملي ة‪،‬‬
‫فإن ه يرص د‪ ،‬يف ذات ال وقت‪ ،‬تنوع ا كب ريا يف تكل الوح دة‪ ،‬تنوع ا يف مراح ل‬
‫وأشاكل الثورة الاشرتاكية العاملية‪ .‬ولقد أقر الربانمج‪ ،‬استنادا إىل نظرية لينني عن‬
‫التطور السيايس والاقتصادي غ ري املتاكئف يف عرص الامربايلي ة‪ ،‬ثالث ة أن واع من‬
‫البدلان من انحية تطور الثورة‪.‬‬
‫يضم النوع األول البدلان ذات تطور رأساميل عال (أملانيا‪ ،‬أجنلرتا‪ ،‬أمرياك الشاملية‪،‬‬
‫وحنوه ا)‪ ،‬حيث املرور مبارشة إىل دكتاتوري ة الربوليتاراي ممكن ورضوري‪،‬‬
‫وحيث أمه اخلص ائص يف اإلقتص اد س يقوم يف تنظمي ع دد كب ري من الض يعات‬
‫السوفييتية التابعة لدلوةل واملدى الضعيف نسبيا لعالقات السوق العفوي ة والوت رية‬
‫الرسيعة يف التط ور الاش رتايك بوج ه ع ام وحتوي ل اإلس تامثرات الفالحي ة إىل‬
‫تعاونيات‪ ،‬وحنو ذكل‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ويض م الن وع الث اين بدلاان ذات تط ور رأس اميل متوس ط‪ ،‬حيث ال ت زال فهيا بقااي‬
‫إقط اع قوي ة يف الري ف‪ ،‬حيث يق وم ت داخل بني املهامت ادلميقراطي ة الربجوازي ة‬
‫واملهامت الاشرتاكية يف الثورة‪.‬‬
‫أما النوع الث الث فيض م املس تعمرات الرئيس ية (الص ني‪ ،‬الهن د‪ ،‬وحنوهام)‪ ،‬حيث‬
‫التطور الصناعي بلغ بعض التطور لكنه مع ذكل غ ري اكف يف معظم األح وال لبن اء‬
‫الاشرتاكية بناء مستقلا‪.‬‬
‫"إن الانتقال إىل دكتاتورية الربوليتاراي يف هذه البدلان‪ ،‬غ ري ممكن‪ ،‬كقاع دة عام ة‪،‬‬
‫إال عرب مجةل من املراحل التحضريية؛ عرب مرحةل اكمةل من حتول الثورة الربجوازية‬
‫ادلميقراطي ة إىل ث ورة اش رتاكية‪ .‬وجناح البن اء الاش رتايك فهيا مرشوط‪ ،‬يف أغلب‬
‫احلاالت‪ ،‬مبا تقدمه له ا دول دكتاتوري ة الربوليتاراي من مس اعدة مبارشة"‪ .‬إذ ميكن‬
‫لهذه البدلان أن "تدخل ش يئا فش يئا البن اء الاش رتايك متجنب ة‪ ،‬عىل ه ذا النح و‪،‬‬
‫مرحةل التطور الرأساميل كنظام هممين"‪.‬‬
‫فق رة ‪ .7‬أخ ذا بعني اإلعتب ار أن الث ورة الاش رتاكية العاملي ة تت ألف من مس ارات‬
‫متنوعة‪ :‬من ثورات بروليتارية خالصة‪ ،‬وثورات من النوع ال ربجوازي ادلميقراطي‬
‫تتحول ثورات بروليتارية‪ ،‬وحروب حترر وط ين‪ ،‬وث ورات وطني ة‪ ،‬وتنش ب يف‬
‫أوق ات خمتلف ة‪ ،‬ف إن الربانمج ال يفص ل بني املهامت امللق اة عىل خمتل ف مجموع ات‬
‫فروع األممية الشيوعية‪ .‬فالربانج ينظر إىل النضال يف س بيل قي ادة الث ورة الهندي ة‬
‫من ذات الزاوية اليت ينظر مهنا إىل النض ال يف س بيل قي ادة الربوليتاراي الفرنس ية‬
‫أو األملانية‪.‬‬
‫إن الط ابع األممي للربانمج إمنا ه و أح د اخلص ائص اجلوهري ة ال يت متزيه عن برانمج‬
‫األممي ة الثاني ة‪ .‬فه ذه األخ رية ليس له ا برانجمه ا اخلاص وال تص وغه‪ ،‬ألهنا منقس مة‬
‫بفع ل ذات التناقض ات العاملي ة ال يت تش ق الرأس املية العاملي ة‪ .‬متتكل األممي ة الثاني ة‬
‫"مثاال" أال وهو إنقاذ النظام الرأساميل من الثورة الربوليتارية‪ .‬لكهنا ال تس تطيع أن‬
‫تتق دم بربانمج ع املي من ه ذا القبي ل هجرا‪ .‬لكن م ا إن تنش أ قض ااي ملموس ة (أي‬
‫‪9‬‬
‫قضااي الاسرتاتيجيا والتكتيك) حىت حتارب أحزاب األممي ة الثاني ة بعض ها البعض‪،‬‬
‫ألن لك ح زب مهنا يعتق د أن وطن ه ال ربجوازي ي ذود عن املدني ة وادلميقراطي ة‬
‫وحنو ذكل‪.‬‬
‫فقرة ‪ .8‬لق د ص اغ الربانمج همامت دكتاتوري ة الربوليتاراي اس تنادا إىل جترب ة عرش‬
‫س نوات يف احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ .‬فالربانمج يقمي تعارض ا بني‬
‫نظام الاستغالل والاض طهاد الرأس اميل‪ ،‬نظ ام ادلميقراطي ة الربجوازي ة املس موم‪،‬‬
‫نظ ام احلي ف الطبقي والق ويم واجلنيس والع ريق‪ ،‬من هجة‪ ،‬وبني احتاد امجلهورايت‬
‫السوفييتية الاش رتاكية‪ ،‬حيث وس ائل اإلنت اج الرئيس ية بي د الربوليتاراي‪ ،‬وحيث‬
‫تقوم دميقراطية حقة ومساواة اتمة بني القوميات واجلنسني‪ ،‬من هجة أخرى‪ .‬ويقمي‬
‫الربانمج تعارض ا بني الفوىض الرأس املية‪ ،‬والتس لح احملم وم‪ ،‬وهنب اإلمربايلي ة‬
‫املس تعمرات‪ ،‬من هجة‪ ،‬وبني بن اء الاش رتاكية يف احتاد امجلهورايت الس وفييتية‬
‫الاشرتاكية بناء سلميا وف ق خط ة مس بقة‪ ،‬من هجة أخ رى‪ .‬في بني الربانمج‪ ،‬عىل‬
‫ه ذا النح و‪ ،‬لالنس انية املض طهدة‪ ،‬كي ف أن من املمكن بن اء الاش رتاكية يف بدل‬
‫واحد‪ ،‬وكيف أن ذكل واجب‪.‬‬
‫ويقمي الربانمج تعارض ا بني النظري ة اإلص الحية عن الانتق ال الس لمي إىل‬
‫الاش رتاكية‪ ،‬والانس جام والتع اون بني الطبق ات يف املرحةل الانتقالي ة‪ ،‬من هجة‪،‬‬
‫وبني نظري ة م اركس عن دكتاتوري ة الربوليتاراي مكرحةل انتقالي ة من الرأس املية إىل‬
‫الاشرتاكية‪ ،‬من هجة أخرى‪ .‬وابالستناد إىل جتربة ثورة أكتوبر واحلرب األهلية يف‬
‫روسيا ويف بدلان أخ رى بني الربانمج رضورة كس ب الس لطة السياس ية وحتطمي‬
‫ادلوةل الربجوازي ة‪ .‬كام بني ال فق ط أن مرشكة وس ائل اإلنت اج س لميا أم ر‬
‫مستحيل‪ ،‬بل أيضا كيف أن‪ ،‬بعد كسب السلطة‪ ،‬لن تتوق ف حماوالت املس تغلني‬
‫ليس رتدوا بق وة الس الح املعام ل واملص انع ال يت ان زتعت مهنم‪ ،‬ولتخ ريب بن اء‬
‫الاش رتاكية‪ .‬ذلا‪ ،‬دون ردع مقاوم ة املس تغلني ال ميكن خل ق مق دمات البن اء‬
‫الاشرتايك‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫بع د أن درس املؤمتر عىل حنو معم ق بن اء الاش رتاكية يف احتاد امجلهورايت‬
‫السوفييتية الاشرتاكية‪ ،‬أدرج يف الربانمج تعالمي دقيقة فامي يتعلق مبس ارات وط رق‬
‫بن اء الاش رتاكية يف مرحةل دكتاتوري ة الربوليتاراي‪ .‬وإ ذ يق ر املؤمتر ابحامتل اعامتد‬
‫دكتاتورية الربوليتاراي سياسة ش يوعية احلرب عىل إث ر إماكني ة ت دخل عس كري‬
‫من جانب اإلمربايلية أو حرب مضادة للثورة مديدة‪ ،‬فإنه ينص‪ ،‬يف ذات ال وقت‪،‬‬
‫وعىل حنو ق اطع‪ ،‬عىل أن ش يوعية احلرب ال ميكهنا أن تك ون نظ ام سياس ة‬
‫إقتص ادية "عاداي" دلكتاتوري ة الربوليتاراي‪ ،‬يف حني‪ ،‬عىل العكس‪ ،‬جيب اعتب ار‬
‫السياس ة اإلقتص ادية اجلدي دة ك ذكل‪ ،‬ألهنا تض من حتالف ا اثبت ا بني الربوليتاراي‬
‫واألسايس من جامهري الفالحني يف مسار بناء الاشرتاكية‪.‬‬
‫لق د ج رى‪ ،‬خالل نق اش ه ذه القض ية وحتدي د التكتي ك خالل ف رتة ش يوعية‬
‫احلرب‪ ،‬ختلي ل معم ق لأل خط اء ال يت وقعت يف الث ورة اجملري ة‪ .‬ف الرفيق فارغ ا (‬
‫‪ ،)Varga‬للتدليل عىل حمتية شيوعية اخلرب‪ ،‬بني كي ف أن هزمية الث ورة اجملري ة‬
‫أم ر حمت وم ح ىت ل و أن احلزب الش يوعي اجملري اتب ع سياس ة حصيحة‪ .‬فأوحض‬
‫الرفي ق بوخ ارين‪ ،‬خالل ال رد علي ه‪ ،‬أخط اء الث ورة اجملري ة (ال رتدد يف القض ية‬
‫الزراعي ة ويف جحز أرايض املالكني العق اريني وتوزيعه ا عىل الفالحني)‪ .‬متام ا كام‬
‫أوحض كيف مل يكن هناكل أي أمر من شأنه أن يؤكد استحاةل رد التدخل األجن يب‬
‫ل و أن السياس ة جتاه الفالحني اكنت حصيحة (سياس ة ت ريم إىل تقوي ة اجليش‬
‫األمحر وإ ىل تفكيك اجليوش األجنبية)‪.‬‬
‫فقرة ‪ .9‬بعد أن صاغ املؤمتر مبعمق اسرتاتيجية ادلوةل الربوليتارية وتكتيكها‪ ،‬ق دم‪،‬‬
‫يف ذات الوقت‪ ،‬تعالمي جوهرية لأل حزاب اليت تناضل يف سبيل السلطة‪ .‬فكشف‬
‫الربانمج‪ ،‬قب ل لك يشء‪ ،‬دور الاش رتاكيني‪-‬ادلميقراطيني أكعوان لإل مربايلي ة‪،‬‬
‫فيقدم‪ ،‬عىل هذا النحو‪ ،‬سالحا للشيوعيني يف نضاهلم ضد اإلص الحية‪ .‬ففي عرص‬
‫اإلمربايلية‪ ،‬تقتات اإلصالحية من الفتات اذلي ختصها به الربجوازية مما تستخلص ه‬
‫من فائض ال رحب يف املس تعمرات أو مما تستخلص ه من ف ائض ال رحب بفع ل وض عها‬
‫‪11‬‬
‫املهمين يف السوق العاملية (تقنية أكرث تطورا‪ ،‬تص دير رؤوس املال إىل بدلان نس بة‬
‫ال رحب فهيا أعىل‪ ،‬وحنو ذكل)‪ .‬واملث ال الالكس ييك ذلكل ه و إجنل رتا خالل العق ود‬
‫األخ رية من الق رن التاس ع عرش والعق ود األوىل من الق رن العرشين‪ .‬كام ميكن أن‬
‫نأخذ مثالني آخرين هام أملانيا قبل احلرب وبع دها وأمرياك املعارصة‪ .‬فاالقتط اع من‬
‫ال رحب املس تخلص من الص ناعات الاحتاكري ة ه و م ا يفرس وج ود أرس تقراطية‬
‫عاملية يف بدلان مثل أملانيا املعارصة‪.‬‬
‫بع د أن كش ف الربانمج ج ذور اإلص الحية‪ ،‬وبع د أن كش ف م ا لالش رتاكية‪-‬‬
‫ادلميقراطية من إيديولوجيا وحتريف مع اد للامركس ية ومع اد للث ورة‪ ،‬ص اغ املهامت‬
‫التكتيكية لأل ح زاب يف لك من البدلان اإلمربايلي ة واملس تعمرات‪ ،‬وأب رز م ا متثهل‬
‫الاحنرافات الميينية واليسارية من خطورة حمددا حمتواها‪.‬‬
‫إن الس ت مائ ة (‪ )600‬تع ديل ال يت ق دمت إىل جلن ة الربانمج من ج انب عدي د‬
‫املن دوبني إىل املؤمتر‪ ،‬إمنا ذكل دلي ل عىل أن الربانمج ه و حق ا مثرة الفك ر امجلاعي‬
‫الشيوعي العاملي‪.‬‬

‫‪ .3‬النضال ضد خطر احلرب وقضااي تكتيك األممية‬


‫الشيوعية‬

‫فقرة ‪ .10‬إذ أقر املؤمتر الربانمج يكون قد ح دد القض ااي اإلس رتاتيجية عن د األممي ة‬
‫الشيوعية‪ .‬وبعد أن حلل املؤمتر الوضع العاملي وقض ية خط ر احلرب ح دد القض ااي‬

‫‪12‬‬
‫التكتيكية عند األممية الشيوعية‪ .‬لقد صاغ املؤمتر تقيامي لعرش س نوات تلت احلرب‬
‫ووجد فهيا ثالث فرتات‪:‬‬
‫‪ -‬الفرتة األوىل‪ .‬ويه فرتة أزمة حادة يف الرأساملية نش أت بفع ل احلرب العاملي ة‪.‬‬
‫ويه ف رتة مع ارك ثوري ة عظمية أدت‪ ،‬من هجة أوىل‪ ،‬إىل تك ون احتاد‬
‫امجلهورايت السوفييتية الاشرتاكية‪ ،‬وإ ىل هزمية الربوليتاراي (أملاني ا واجملر)‪ ،‬من‬
‫هجة اثنية‪ .‬لقد بدأت هذه الفرتة بثورة ‪ 1917‬يف روس يا وانهتت بأزم ة ‪1923‬‬
‫يف أملانيا‪ .‬ولقد اكن له ذه الف رتة نقط ة قص وى (‪ )1921-1919‬ونقط ة تراج ع‪.‬‬
‫لكن خاصيهتا األساسية يه عدم اس تقرار اكم ل يف الرأس املية ووج ود وض ع‬
‫ثوري مبارش‪.‬‬
‫‪ -‬الف رتة الثاني ة‪ .‬ب دأت هبزمية الربوليتاراي األملاني ة (‪ )1924-1923‬ال يت اكنت‬
‫عالمة تراجع عام يف املوجة الثورية‪ .‬إهنا ف رتة س عى فهيا رأس املال الع املي إىل‬
‫اس تعادة عالقات ه التجاري ة العاملي ة‪ ،‬واالق روض العاملي ة‪ ،‬وخل ق اس تقرار يف‬
‫فروعه املهددة جدا (أملانيا‪ ،‬بولونيا‪ ،‬اخل)‪ .‬إهنا مرحةل جهوم رأس املال‪ .‬وتراج ع‬
‫جديد عند الربوليتاراي‪ .‬مفا خاضته‪ ،‬حيهنا‪ ،‬من معارك منعزةل نشب بفعل جهوم‬
‫رأس املال نفسه (اإلرضاب اإلجنلزيي‪ ،‬اإلرضاابت األملاني ة)‪ .‬لكهنا أيض ا ف رتة‬
‫تقوي ة ق وى الطليع ة الش يوعية وجتاوز أزم ة أقىص اليس ار واس تعادة ص ةل‬
‫األحزاب ابمجلاهري تدرجييا‪ .‬كام شهدت هذه الفرتة الثاني ة هنوض الاقتص اد يف‬
‫احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية وتط وير ص ةل طبقت ه العامةل بعامل‬
‫الع امل‪ .‬وأخ ريا‪ ،‬اكنت ه ذه الف رتة الثاني ة‪ ،‬ف رتة بداي ة اتس اع م دى الث ورات‬
‫الوطنية‪ .‬تكل يه إذن‪ ،‬اخلصائص املمزية له ذه الف رتة ال يت امت دت من ‪1924‬‬
‫إىل ‪.1927‬‬
‫فقرة ‪ .11‬ميكننا أن نرصد يف ‪ 1928-1927‬عدة عوامل جديدة‪ ،‬ميكن جملموعها أن‬
‫يعلن عن اقرتاب فرتة اثلثة‪ .‬مفا يه هذه العنارص اجلديدة؟ جيب استخالص ها مثلام‬
‫‪13‬‬
‫اكن ذكل يف املؤمتر اخلامس عرش للحزب الش يوعي البلش في يف احتاد امجلهورايت‬
‫السوفييتية الاشرتاكية‪ .‬لقد جنحت الرأساملية يف تتجاوز يف اإلنتاج املس توى اذلي‬
‫اكن علي ه قب ل احلرب‪ .‬وجنحت يف أن تس تعيد عالقاهتا الاقتص ادية العاملي ة‪ ،‬وأن‬
‫تعي د بن اء الاقتص اد يف بعض البدلان‪ .‬لكن ذكل ي ربز عىل حنو أك رب التناقض ات‬
‫الرئيس ية يف الرأس املية‪ :‬تناقض ات يف إماكني ات التس ويق‪ .‬ففي ذكل يمكن أص ل‬
‫الك وارث عىل وج ه التحدي د‪" .‬فاالس تقرار نفس ه‪ ،‬ومنو اإلنت اج نفس ه‪ ،‬وتط ور‬
‫التجارة‪ ،‬وتقدم التقنية وتوسع إماكني ات اإلنت اج‪ ،‬وم ع ذكل وتبقى ح دود الس وق‬
‫العاملية‪ ،‬ومناطق نفوذ اجملموعات الامربايلية مس تقرة تقريب ا‪ ،‬إمنا ي ؤدي إىل أمعق‬
‫أزمة وأشدها حدة يف الرأساملية العاملية‪ ،‬ح ىت أهنا هتدد بنش وب ح روب جدي دة‬
‫وحتطمي اكمل الاس تقرار"‪ .‬ذكل ه و دايلكتي ك تط ور الرأس املية العاملي ة يف ه ذه‬
‫الف رتة مثلام بين ه التقري ر السيايس للم ؤمتر اخلامس عرش‪ .‬فاخلاص ية األوىل له ذه‬
‫الفرتة يه اش تداد ح دة التن اقض بني اإلمربايليني‪ .‬وحمور ه ذا التن اقض ه و اذلي‬
‫يق وم بني الرأس املية األمريكي ة‪ ،‬ال يت ال ت زال يف طري ق التط ور‪ ،‬والرأس املية‬
‫الربيطانية‪ ،‬اليت تسري حنو التفس خ‪ .‬فه ذان العمالق ان إمنا ه و يف ص دامات يف لك‬
‫ماكن يف كندا وأمرياك اجلنوبية والرشق األقىص وأورواب‪ .‬وبقدر ما حيتد التن اقض‬
‫يف أمرياك بني تطور قوى اإلنتاج وإ ماكنيات التسويق‪ ،‬إال وس قط القن اع الس لمي‬
‫عن د اإلمربايلي ة األمريكي ة‪ .‬ف إجنلرتا اإلمربايلي ة‪ ،‬استرشافا لص دامات مقبةل م ع‬
‫أمرياك‪ ،‬فإهنا تبذل هجدا حىت تستعيد التح الف فت ربم م ع فرنس ا ذلكل الغ رض ال‬
‫اتف اق تس لح جدي د حفس ب‪ ،‬ب ل أيض ا اتفاق ا ح ول قض ااي عاملي ة هام ة أخ رى‬
‫(السياس ة يف البلق ان‪ ،‬احتالل الرين ان‪ ،‬اخل)‪ .‬إن ادلورة اجلدي دة من احلروب‬
‫اإلمربايلية اليت حتدث عهنا لينني يف مقاالته األخرية إمنا يه تقرتب بوترية رسيعة‪.‬‬
‫فقرة ‪ .12‬كام تمتزي هذه الفرتة اجلديدة‪ ،‬إىل جانب خط ر احلروب بني اإلمربايليني‪،‬‬
‫حبروب اإلمربايليني عىل املستعمرات‪ .‬وهو م ا تق وم ب ه الياابن يف الص ني وأمرياك‬
‫يف النياكراغوا‪ ،‬إخل‪ .‬وإ هنا حلرب ب أمت مع ىن اللكم ة ودون ح ىت أدىن تس رت‪ .‬لكام‬
‫‪14‬‬
‫احتد تناقض اإلمربايلي ة الرئييس‪ ،‬إال وازداد تط ور ال وعي الث وري عن د ش عوب‬
‫املس تعمرات وازدادت غطرس ة اإلمربايلي ة‪ .‬لكن ه ذه احلروب ال يت يش هنا‬
‫اإلمربايليون ال ميكهنا أال تث ري يقظ ة امجلاهري يف املس تعمرات‪ .‬ذلا‪ ،‬فث ورات‬
‫املس تعمرات واحلراكت الوطني ة إمنا يه خاص ية أخ رى متزي ه ذه الف رتة اجلدي دة‬
‫الثالثة شأهنا شأن حروب اإلمربايليني عىل املستعمرات‪.‬‬
‫فق رة ‪ .13‬ك ذكل خط ر ح روب اإلمربايليني عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية‬
‫الاشرتاكية يه خاصية أخ رى متزي ه ذه الف رتة اجلدي دة‪ .‬فوج ود احتاد امجلهورايت‬
‫السوفييتية الاشرتاكية إمنا هو عائق أم ام جهوم اإلمربايلي ة عىل الربوليتاراي‪ ،‬ويعطي‬
‫نضال شعوب املستعمرات ضد اإلمربايلي ة دفع ا جدي دا‪ ،‬وميث ل خط را كب ريا عىل‬
‫الرأساملية خالل حروب اإلمربايليني أنفسهم عىل بعضهم البعض‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬وملا اكن احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية ق د هنض ابقتص اده وأع اد‬
‫بناءه عىل قاعدة تقنية جديدة ورشع ينجز خطة معالقة لبن اء الاش رتاكية يف املدن‬
‫واألرايف (وذكل خاصية متزي هذه الفرتة اجلديدة) وهو م ا يش حذ عامل الع امل أمجع‬
‫بعزمية أكرب عىل النضال يف سبيل الاشرتاكية‪ ،‬ذلا‪ ،‬سيكون من املفهوم جيدا كي ف‬
‫أن حتطمي احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية أص بح قض ية الس اعة عن د‬
‫اإلمربايليني‪ .‬مفنذ قطع العالقات األجنلزيية‪-‬السوفييتية أصبح التحضري للح رب عىل‬
‫احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية ه و حمور السياس ة ادلولي ة األسايس‪.‬‬
‫فالتحض ري املنتظم لالعت داءات عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية إمنا‬
‫جيري بتوجي ه من اإلمربايلي ة الربيطاني ة‪ .‬فاإلمربايلي ة الربيطاني ة تس لح بولوني ا‬
‫ورومانيا و"جريان" آخ رين‪ ،‬وتس ند هيئ ات تكل البدلان الاقتص ادية ابلقروض‪،‬‬
‫وتسميل بدلاان "حمايدة" مثل أملانيا‪ .‬وإ هنا لرتيم بلك ذكل‪ ،‬وابتفاع مع قوى أخ رى‬
‫"ك ربى" إىل حتني ال وقت التك تييك املناس ب ح ىت تطل ق الكهبا عىل احتاد‬
‫امجلهورايت السوفييتية الاشرتاكية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫لقد بني املؤمتر بقوة هذا التحضري وأك د عىل رضورة املقاوم ة‪ .‬ولق د أش ار الرفي ق‬
‫بوخ ارين‪ ،‬عن ص واب‪ ،‬يف خطاب ه اخلت ايم إىل كي ف أنن ا ال نس تطيع أن خنوض‬
‫نض اال ض د الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة يف قض ااي ادلميقراطي ة اإلقتص ادية أو التحكمي‬
‫اإلجباري دون أن نربط هذه القضااي مبشاركة الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطية يف التحض ري‬
‫حلروب جدي دة وابألخص يف التحض ري للح رب عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية‬
‫الاشرتاكية‪.‬‬
‫فق رة ‪ .14‬خط ر احلرب ه و النقط ة األساس ية يف الف رتة اىجدي دة‪ .‬والقض ية‬
‫األساس ية يف معل األممي ة الش يوعية يه النض ال ض د خط ر احلرب‪ .‬لق د ص اغ‬
‫املؤمتر ه ذه املهم ة يف أطروحات ه ح ول الوض ع الع املي وهمامت األممي ة الش يوعية‬
‫(الفقرة ‪ )31‬كام ييل‪:‬‬
‫"جيب أن يك ون النض ال ض د خط ر ح روب إمربايلي ة فامي بني البدلان اإلمربايلي ة‬
‫وض د خط ر ح رب عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ ،‬نض اال منتظام‬
‫اليوم تلو اليوم‪ ،‬ويستحيل قي ام ه ذا النض ال دون أن تفض ح في ه بال رمحة نزع ة‬
‫الس مل‪ ،‬ال يت يه يف الظ روف الراهن ة إح دى األدوات الرئيس ية يف أي دي‬
‫اإلمربايليني لتحضري احلروب وإ خفاء ذكل التحضري‪ ،‬كام يستحيل قيام هذا النضال‬
‫دون أن تفض ح في ه عص بة األمم ال يت يه واح دة من أدوات «الس مل» اإلمرباييل‪،‬‬
‫وأخريا يستحيل قيام هذا النضال دون أن تفضح فيه الاشرتاكية–ادلميقراطية اليت‬
‫تس اعد اإلمربايلي ة عىل تغطي ة التحض ري حلروب جدي دة ب َعمل الس مل‪ .‬إن همامت‬
‫األحزاب الشيوعية اجلوهرية يف هذا اجملال يه فضح نشاط عصبة األمم ابس مترار‬
‫وابلوقائع‪ ،‬ومساندة اقرتاحات احتاد امجلهورايت السوفييتية الاش رتاكية ح ول ن زع‬
‫الس الح ابس مترار‪ ،‬وأن تَفض ح األح زاب الش يوعية حكوماهَت ا يف ه ذا اجملال‬
‫(مداخالت يف الربملان‪ ،‬مظاهرات جامهريية يف الش وارع‪ ،‬اخل)‪ ،‬وتوض يح تس لح‬
‫ادلول اإلمربايلي ة الفعيل والص ناعة الكمييائي ة ابس مترار‪ ،‬ومزياني ات احلروب‬
‫‪16‬‬
‫واالتفاقيات والصفقات العلني ة والرسية عن د ادلول اإلمربايلي ة‪ ،‬ودور اإلمربايليني‬
‫يف الص ني‪ .‬وكش ف أاكذيب أنص ار «الس مل ال واقعي» الاش رتاكيني–ادلميقراطيني‬
‫حول اإلمربايلي ة العلي ا ودور عص بة األمم‪ ،‬وتوض يح وتفس ري مس مترين لـ«نت اجئ»‬
‫احلرب العاملي ة األوىل وكي ف ُأع د له ا عس كراي ودبلوماس يا رسا‪ .‬نض ال ض د لك‬
‫رضوب نزعة السمل‪ ،‬وحتريض قوامه ش عارات ش يوعية يف مق دمهتا ش عار هزمية‬
‫ال وطن اإلمرباييل وحتوي ل احلرب اإلمربايلي ة حراب أهلي ة‪ ،‬والعم ل بني اجلن ود‬
‫والبحرية‪ ،‬وخلق خالاي رسية‪ ،‬والعمل بني الفالحني"‪.‬‬
‫فقرة ‪ .15‬تت داخل التناقض ات اخلارجي ة العاملي ة املذكورة آنف ا ابلتناقض ات الطبقي ة‬
‫ادلاخلية يف البدلان اإلمربايلية‪ .‬إن التنافس احملموم بني اإلمربايليني ي دفع برجوازي ة‬
‫لك بدل إىل أن تشدد من الضاط عىل جامهري الشغيةل‪ .‬والربجوازية اإلمربايلي ة‪ ،‬إذ‬
‫تنتظم يف اكرتيالت وتروس تات‪ ،‬وتمتت ع هجرا بس ند هجاز ادلوةل‪ ،‬وتعمتد دوم ا‬
‫الطرق الفاشية‪ ،‬وتستخدم الاشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني والبريوقراطي ة النقابي ة‪ ،‬فإمنا‬
‫يه تزيد يف ثقل نريها اإلقتصادي والسيايس‪ .‬وتتخذ الربجوازية مجةل من الت دابري‬
‫قصد التشديد من حدة اس تغالل وحتص ني نفس ها ض د التحراكت امجلاهريي ة اآلن‬
‫ويف املس تقبل‪ .‬مفن ذكل ترش يد الص ناعة اذلي يس تنفذ أك رث ق وى الربوليتاراي‪،‬‬
‫والمتدي د يف ي وم العم ل والتقليص يف األج ر يف ع دة بدلان‪ ،‬والتحكمي اإلجب اري‬
‫(أملاني ا والس ويد وال رنوج‪ ،‬اخل) اذلي جيرد الربوليتاراي من ح ق اإلرضاب‪،‬‬
‫والق وانني ض د النقاابت ال يت تقلص من حق وق ه ذه األخ رية‪ ،‬وق وانني عس كرة‬
‫الساكن‪ ،‬واملشاريع لبرت حقوق العامل اإلنتخابي ة‪ ،‬وأخ ريا‪ ،‬حماوالت من ع األح زاب‬
‫الشيوعية واملنظامت املتعاطفة معها‪.‬‬
‫حاليا‪ ،‬ال تستعمل الربجوازية التسرت ابدلميقراطي ة تقريب ا‪ .‬فدكتاتوري ة الربجوازي ة‬
‫الكب رية جلي ة متام ا‪ .‬حفىت يف البدلان ال يت الربجوازي ة جمربة فهيا عىل وض ع بعض‬
‫اخلدم الاش رتاكيني‪-‬ادلميقراطيني يف احلكوم ة مؤقت ا (أملاني ا مث ال عىل ذكل)‪ ،‬فإهنا‬
‫تعلن هجرا أهنا ال تسمح ابالحنراف عن برانجمها ولو قيد أمنةل‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫فقرة ‪ .16‬كي ف اكن ص دى ه ذا القم ع عن د الربوليتاراي؟ لق د أظه رت اإلنتخاابت‬
‫اليت جرت يف البدلان األوروبي ة الرئيس ية (أملاني ا‪ ،‬فرنس ا‪ ،‬بولوني ا) أن مس توى‬
‫تطور الشيوعية مل يرتاجع‪ ،‬مثلام اكن يف سنوات الفرتة الثاني ة‪ ،‬ب ل ه و يف ص عود‬
‫رسيع‪ .‬لقد بينت اإلنتخاابت كيف أن تأثري األحزاب الشيوعية يف املراكز الصناعية‬
‫يف عوامص ادلول األوروبية اكن كبريا طدا‪ .‬ف رمغ لك التض ييقات‪ ،‬جنحت النقاابت‬
‫الثورية‪ ،‬تدرجييا‪ ،‬يف إزاحة النقابيني اإلصالحيني وكسب جلان املصانع‪.‬‬
‫ت واتر الص دامات الاقتص ادية‪ ،‬وانس جام الربوليتاراي يف تكل املع ارك‪ ،‬وتع اظم‬
‫املنظامت القتالي ة الربوليتاري ة (فيدرالي ة مق اتيل اجلهبة امحلراء‪ ،‬اخل)‪ ،‬واملظ اهرات‬
‫امجلاهريية ملناس بة األول من م اي‪ ،‬والتوج ه العف وي حنو الاحتاد عن د الربوليتاراي‬
‫واذلي يكرس لك احلواجز ال يت تقميه ا اإلص الحية‪ ،‬لك ذكل إمنا ي بني كي ف أنن ا‬
‫نرصد مسارا رسيعا لتجمع القوى الطبقية الربوليتارية ومسار جتذرها‪.‬‬
‫لقد اكن أملع شاهد عىل ذكل هو قيام حركة ملعارض ة ابخرة حربي ة يف أملاني ا‪ .‬وم ا‬
‫ش هدته الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة من أزم ة بع د تص ويت ممثلهيا لص احل بن اء تكل‬
‫الب اخرة العس كرية إمنا يش هد عىل أن امجلاهري رشعت تنفص ل رسيعا عن‬
‫اإلصالحية‪.‬‬
‫فق رة ‪ .17‬إن تش ديد التحض ري للمع ارك املقبةل إمنا يع ين‪ ،‬يف املق ام األول‪ ،‬تقوي ة‬
‫النضال ضد الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطية‪ .‬إن تق وي الزنع ة اإلمربايلي ة عن د الربجوازي ة‬
‫يقوى من صةل الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطي ة ابدلول اإلمربايلي ة‪ .‬فلكام عظم التن افس بني‬
‫اإلمربايليني واحت دت التناقض ات الطبقي ة إال وأص بحت عالق ة الربجوازي ة‬
‫ابالشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني أكرث متانة يف لك بدل‪ .‬فاالشرتاكية‪-‬ادلميقراطية ت دافع هجرا‬
‫عن الرتشيد ابمس قدرة صناعهتا عىل املنافسة‪ ،‬فتبرش له ذا الغ رض "ابدلميقراطي ة‬
‫الاقتص ادية" و"الس مل الص ناعي" والتحكمي اإلجب اري‪ ،‬اخل‪ .‬إن الاش رتاكية‪-‬‬
‫ادلميقراطية يه املبرش ابلتدخل اإلمرباييل اجلديد يف املستعمرات‪ .‬ويه تتخذ قناعا‬
‫سلميا‪ ،‬لتدافع عن عص بة األمم املتح دة اإلمربايلي ة والع دوان عىل احتاد امجلهورايت‬
‫‪18‬‬
‫السوفييتية الاشرتاكية‪ ،‬وتعمل عىل أن تعتاد امجلاهري عىل فك رة رشعية مث ل تكل‬
‫احلرب‪ .‬ف احلزب الاش رتايك‪-‬ادلميقراطي إمنا ه و ف رع إمرباييل لدلعاي ة والتح ريض‬
‫واملش اركة يف احلرب عىل احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ .‬وإ ذ تتن دمج‬
‫الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة ابدلوةل فإهنا فإهنا تس قط لك م ا يفص لها عن الفاش ية‪ .‬اكن‬
‫راديك وحلفائه من ميني األممية الش يوعية‪ ،‬فامي مىض‪ ،‬يعارض ون برشاس ة الفك رة‬
‫ال يت تفي د أن الفاش ية يه اجلن اح الميي ين يف جهبة الربجوازي ة وأن الاش رتاكية‪-‬‬
‫ادلميقراطية يه جناهحا اليساري‪ .‬أما اآلن مفا من أحد يستطيع أن جيادل يف ذكل‪،‬‬
‫رمغ أن العنارص المييني ة غ ري موافق ة عىل ذكل من حيث األس اس‪ .‬فه ا أن ألب ري‬
‫توم اس‪ ،‬م دير مكتب العم ل الع املي‪ ،‬ميدح الفاش ية هجرا‪ .‬وه ا أن الاش رتاكية‪-‬‬
‫ادلميقراطية يف لك من بلغاراي واجملر وإ يطاليا وبولوني ا وغريه ا تتع اون م ع الفاش ية‬
‫هجرا‪ .‬وها أن نوس كه وق دماء الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة األملاني ة يتع اونون هجرا م ع‬
‫املنظامت الربجوازية من النوع الفايش‪ .‬وه ا أن الزعامء الاش رتاكيون‪-‬ادلميقراطيون‬
‫يف منظمة "العمل امجله وري" يتع اونون م ع منظم ة "اخلوذة الفالذي ة"‪ .‬فلق د أص بح‬
‫عنف الثريان الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطية ضد العامل الثوريني حيصل يوميا ال يف بولونيا‬
‫حفس ب‪ ،‬ب ل يف أملاني ا أيض ا‪ .‬وإ ذ تتقلب الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة فاش ية‪ ،‬فإهنا متر‬
‫هجرا إىل سياس ة تقس مي احلرك ة العاملي ة‪ .‬والاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة األملاني ة يه‬
‫أرشسها‪ .‬فقد قسمت احلركة الرايضية (فقد أطردت فروع برلني وهال)‪ ،‬ومنظمة‬
‫املفكرين األحرار (‪ 600‬ألف عضو) واليت أوشك الش يوعيون عىل كس ب الهمين ة‬
‫فهيا‪ ،‬وطرد مئات املناضلني الشيوعيني من النقاابت‪.‬‬
‫أمن املمكن أن يبقى تكتيك اجلهبة املتحدة عىل حاهل يف مجيع نواحي ه يف مث ل ه ذه‬
‫الظروف؟ الك‪ ،‬طبعا‪ .‬فتكتيك اجلهبة املتح دة من القاع دة م ع العامل الاش رتاكيني‪-‬‬
‫ادلميقراطيني يض ل عىل حاهل‪ ،‬لكن س يكون أم را مث ريا للس خرية اق رتاح جهبة‬
‫متحدة مع قيادة الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطي ة واحلال أهنا تتح ول فاش ية وتقس م احلرك ة‬

‫‪19‬‬
‫العاملي ة‪ .‬ذلا‪ ،‬فالتوج ه اجلوهري لتكتيكن ا ه و النض ال ض د الفىئ ة العلي ا من‬
‫الاشرتاكية‪-‬ادلميقراطية‪.‬‬
‫أن نرشح خيان ة من يس مون يس ار الاش رتاكيني‪-‬ادلميقراطيني إمنا يه همم ة ذات‬
‫أمهي ة خاص ة يف ظ روف املوج ة املتعاظم ة واحت داد التناقض ات الطبقي ة‪ .‬ففي‬
‫ظروف جتذر الربوليتاراي تستند اإلصالحية‪ ،‬بق در أك رب‪ ،‬عىل من يس مون يس ار‬
‫الاشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني اذلين ال خيتلف ون عن الفئ ة العلي ا الرمسية إال مبا يطلقون ه‬
‫من حني آلخر من مجل خاوية‪ .‬وإ ذ حدد املؤمتر أولئ ك اليس اريني الغوغ ائيني عىل‬
‫أهنم "أخط ر أع وان السياس ة الربجوازي ة ص لب الربوليتاراي‪ ،‬وأخط ر أع داء‬
‫الشيوعية ودكتاتورية الربوليتاراي"‪ ،‬فإنه يكون‪ ،‬بذكل‪ ،‬قد أدان برصامة‪ ،‬يف ذات‬
‫الوقت‪ ،‬تردد اجملمواتت الميينية يف ف روع األممي ة الش يوعية ع رب رمس خ ط دقي ق‬
‫جدا للنضال ضد اإلصالحية‪.‬‬
‫لق د انطل ق املؤمتر من أف ق اش تداد ح دة النض ال ض د الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة‬
‫ليصادق عىل قرار اجامتع تنفيذية األممية الشيوعية املوسع التاسع اذلي اكن قد غ ري‬
‫اجتاه معل احلزب الشيوعي الفرنيس بأن أوص اه ب أن يتخىل عن اجلهبة املتح دة م ع‬
‫الاش رتاكيني يف الانتخاابت وأن خيوض نض اال انتخابي ا حتت ش عار‪ :‬طبق ة ض د‬
‫طبق ة! كام اس تند املؤمتر إىل ذات األف ق عن دما ص ادق عىل ق رار اجامتع تنفيذي ة‬
‫األممية الشيوعية املوسع التاسع اذلي أوىص بأن يغ ري احلزب الش يوعي اإلجنل زيي‬
‫تكتيك ه حنو ح زب العم ل اذلي انقلب من كون ه منظم ة عاملي ة عدمية الش لك إىل‬
‫جمرد حزب اشرتايك‪-‬دميوقراطي‪.‬‬
‫جيب عىل األح زاب الش يوعية‪ ،‬دون التخيل ول و للحظ ة عن اجلهبة املتح دة م ع‬
‫العامل الاشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني يف لك وقت ويف لك ماكن‪ ،‬أن تشحذ نضالها ضد‬
‫الفئ ة العلي ا من الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة يف مجي ع املنظامت وابألخص يف مجي ع‬
‫النقاابت‪ .‬ولقد أكد املؤمتر‪ ،‬استنادا إىل أفق اشتداد حدة النض ال ض د اإلص الحية‬
‫عىل وج ه التحدي د يف س بيل قي ادة الربوليتاراي‪ ،‬عىل أمهي ة نش اط حي وي يف‬

‫‪20‬‬
‫النقاابت وأن يك ون للمعارض ة النقابي ة الثوري ة خط ا طبقي ا تع ارض ب ه دوم ا‬
‫السياسة اإلصالحية عند البريوقراطية النقابية‪ .‬فس يكون موقف ا اهنزامي ا إذا بقين ا‬
‫مكت ويف األي دي يف وقت يط رد في ه اإلص الحيون مئ ات املناض لني الش يوعيني‬
‫ويقسمون منظامت بأمكلها‪ .‬ب ل عىل الش يوعيني‪ ،‬أن ي ربهنوا‪ ،‬أك رث من ذي قب ل‪،‬‬
‫كي ف أهنم أك رث حيوي ة وروح مب ادرة‪ .‬أم ا املرتددون واذلي ال يتق دمون فهم‬
‫اخلارسون‪.‬‬
‫ذلا‪ ،‬ال ميكن أن يكون لأل حزاب الش يوعية نض اال مظف را ض د اإلص الحية إال إذا‬
‫همين عىل ص فوفها انس جام اتم‪ ،‬وص فّت مهنا هنائي ا ح ىت أض عف ومه تعل ق‬
‫ابالشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني مبا فهيم من يسمون يسار الاشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني‪.‬‬
‫فقرة ‪ .18‬ال ميكن لفرتة اإلستقرار‪ ،‬فرتة العمل "التافه"‪ ،‬العمل اليويم يف النقاابت‬
‫والتعاونيات والبدلايت‪ ،‬فرتة النضال ضد أقىص اليسار‪ ،‬أال ينتج عهنا تفكري مييين‪،‬‬
‫اجتاه مييين‪ ،‬أول األمر وأساسا‪ ،‬ص لب مناض يل النقاابت والتعاوني ات عن د ن واب‬
‫الربملان واجملالس البدلية‪.‬‬
‫لق د ج رى فهم (وتط بيق) الش عار الص حيح للعم ل يف النقاابت قص د كس هبا‬
‫واملشاركة يف نضال امجلاهري الاقتص ادي الي ويم‪ ،‬من ج انب بعض فئ ات احلزب‪،‬‬
‫عىل أن ه تع ايش س لمي م ع البريوقراطي ة النقابي ة اإلص الحية‪ .‬كام ج رى فهم‬
‫(وتط بيق) الش عار الص حيح للجهبة املتح دة م ع العامل الاش رتاكيني‪-‬ادلميقراطيني‬
‫للنض ال ض د رأس املال‪ ،‬من ج انب بعض الفئ ات يف خمتل ف األح زاب عىل أهنا‬
‫جهبة متحدة إلزامي ة م ع الفئ ة العلي ا من الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة‪ ،‬وعىل أن ه ش عار‬
‫يضع يف مزنةل اثنوية النضال تكل الفئة‪ ،‬أي يضع يف مزنةل اثنوي ة النض ال يف س بيل‬
‫الهمينة عىل قيادة امجلاهري‪.‬‬
‫كام جرى فهم (وتطبيق) الشعار الص حيح الس تغالل لك اإلماكني ات العلني ة‪ ،‬من‬
‫جانب بعض فئات احلزب‪ ،‬عىل أنه نضال يف سبيل الرشعية همام اكن المثن‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫لق د ج رى رص د ه ذا الاحنراف الانهتازي يف لك ف روع األممي ة الش يوعية يف‬
‫أشاكل خمتلفة‪ .‬ففي فرنسا ظهر يف ش لك معارض ة للش عار الانتخ ايب‪ :‬طبق ة ض د‬
‫طبقة! وظهر يف إجنلرتا يف شلك تردد تطبيق خاطئ لسياسة تقوي ة النض ال ض د‬
‫حزب العم ل وت دخل احلزب الش يوعي يف الانتخاابت عىل حنو مس تقل‪ .‬أم ا يف‬
‫أملاني ا فق د ظه ر يف ش لك ش عار "مراقب ة الص ناعة" ويف رفض مناض لني نق ابيني‬
‫ش يوعيني الت دخل ض د الاس رتاتيجية اإلص الحية يف اإلرضاابت وض د األفاكر‬
‫اإلص الحية عن التحكمي اإلجب اري ويف حماةل إقام ة متايز بني يس ار وميني يف‬
‫الاشرتاكيني‪-‬ادلميقراطيني‪ ،‬وحنو ذكل‪.‬‬
‫تكتس ب ه ذه الاحنراف ات الانهتازي ة خط ورة خاص ة يف زمن احلروب احملدق ة‬
‫واملع ارك الثوري ة امجلاهريي ة‪ .‬ف إذا م ا أخ ذان بعني الاعتب ار أن م ا تبدي ه العنارص‬
‫الانهتازية إمنا هو تردد قويم عىل وجه التحدي د‪ ،‬وإ ذا م ا أخ ذان بعني الاعتب ار أن‬
‫التقاليد الربملانية مل تصفى هنائيا بع د يف أغلب ف روع األممي ة الش يوعية‪ ،‬أمكنن ا أن‬
‫نقدر ما ميثهل هذا الاحنراف عند فئات من احلزب من خطر زمن املعارك الفاص ةل‬
‫ضد الربجوازية وض د اإلص الحية إذا مل نفتح الن ار عىل ه ذا الاحنراف الانهتازي‬
‫المييين منذ اآلن‪.‬‬
‫إن أزم ة احلزب التش يكوزلوفايك إمنا يه مبثاب ة حتذير ج دي للعدي د من ف روع‬
‫األممية الشيوعية‪ .‬فلهذه األزمة خصائص عاملية‪ .‬ونظرا ملا بلغته التناقضات الطبقي ة‬
‫يف تشيكوزلوفاكيا من حدة فاقت م ا يه علي ه يف مجي ع البدلان األوروبي ة‪ ،‬ونظ را‬
‫لك ون احلزب الش يوعي التش يكوزلوفايك‪ ،‬ع رب اكم ل ماض يه الت ارخيي‪ ،‬األك رث‬
‫عرض ة لالنهتازي ة يف الف رتة الثاني ة ال يت ق ام فهيا جتم ع الق وى الطبقي ة‪ ،‬ف إن أزم ة‬
‫احلزب الش يوعي التش يكوزلوفايك األخط اء الانهتازي ة يف تكل الف رتة وق د بلغت‬
‫تكل األخطاء اكامتلها‪.‬‬
‫لق د ق ام احلزب الش يوعي التش يكوزلوفايك‪ ،‬خالل ع دة س نوات‪ ،‬بعم ل هائ ل‬
‫صلب امجلاهري‪ .‬واستطاع أن جيذب إليه‪ ،‬خالل الانتخاابت‪ ،‬قرابة املليون عام ل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لكن‪ ،‬عندما حان وقت األنشطة امجلاهريية‪ ،‬عندما حان الوقت لالنتقال من طرق‬
‫التح ريض "الس لمية" إىل قي ادة املع ارك الاقتص ادية امجلاهريي ة خالل موج ة‬
‫بروليتاري ة عظمية (التح رك ض د ق انون الض امن الاجامتعي)‪ ،‬وعن دما أص بح من‬
‫الرضوري تعبئة احلزب ضد الت دابري الزراعي ة للحكوم ة‪ ،‬وض د القم ع السيايس‪،‬‬
‫حيهنا أب دى احلزب والنقاابت الثوري ة س لبية انهتازي ة‪ ،‬ومل يكون وا يف طليع ة‬
‫امجلاهري‪ .‬فاكنت النتيجة أن خرسوا ثقة امجلاهري‪.‬‬

‫فق رة ‪ .19‬لق د ط رح املؤمتر‪ ،‬باكم ل الوض وح الالزم‪ ،‬قض ية خط ر الميني كخط ر‬


‫رئييس‪ .‬وإ ذ رصد املؤمتر إفالس الرتوتسكية إيديولوجيا وتنظمييا وتفسخ مجموعات‬
‫أقىص اليسار‪ ،‬فإنه يركز مرماه حنو الميني‪ .‬كام رصد املؤمتر وجود مجموعات توافقي ة‬
‫يف ف روع خمتلف ة وابألخص يف الف رع األملاين‪ .‬وتمتث ل األرض ية السياس ية له ذه‬
‫اجملموعات يف ال رتدد يف اجناز تكتي ك تقوي ة النض ال ض د الاش رتاكية‪-‬ادلميقراطي ة‬
‫وكسب قيادة احلركة امجلاهريية‪ ،‬ويف موقف توافقي جتاه العنارص الانهتازية الميينية‪.‬‬
‫ذلا‪ ،‬ألزم املؤمتر فروع األممية الشيوعية بأن "تقيض هنائيا عىل لك ن زوع ت وافقي"‪.‬‬
‫فدون ذكل يستحيل أن يكون النضال ضد الاحنرافات الميينية مظفرا‪.‬‬

‫‪ .4‬قضية املستعمرات‬

‫فق رة ‪ .20‬لق د اكن م ؤمتر األممي ة الثاني ة يف بروكس ل يعك ف عىل ت ربير سياس ة‬
‫الاستعامر عند اإلمربايلية يف أوساط العامل‪ ،‬وعىل صياغة أبرع الطرق لتنفيذ تكل‬
‫‪23‬‬
‫السياس ة‪ ،‬وعىل لعب دور الوس اطة ب أن اق رتح عىل الش عوب املس تعمرة ب أن‬
‫تكتفي إم ا بدس تور أو حبمك ذايت مقاب ل أن تتخىل عن نض الها الث وري‪ .‬أم ا املؤمتر‬
‫الشيوعي العاملي السادس فقد أخ ذ بعني الاعتب ار الث ورة الوطني ة باكم ل العناي ة‬
‫وص اغ أق وم تكتي ك ث وري لنض ال عامل املس تعمرات ض د اإلمربايلي ة والعنارص‬
‫اإلقطاعية‪.‬‬

‫فق رة ‪ .21‬لق د نش أت‪ ،‬من ذ املؤمتر الش يوعي الع املي الث اين‪ ،‬حيث ق دم لي نني‬
‫أطروحات ه ال يت تض منت تع المي اس رتاتيجية أساس ية يف القض ية الاس تعامرية‪،‬‬
‫تغريات هامة ورامكنا جتربة عظمية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬خالل تكل املدة‪ ،‬دخلت الربوليتاراي حلب ة النض ال الطبقي يف املس تعمرات‪،‬‬
‫وأص بحت يف البعض مهنا ق وة ثوري ة أساس ية‪ .‬كام اجنرت فئ ات غف رية من‬
‫الفالحني يف النضال الثوري‪.‬‬
‫اثنيا‪ .‬تألفت‪ ،‬الحقا‪ ،‬حراكت وتفجرت انتفاضات يف بعض املس تعمرات اكلعص يان‬
‫ال زراعي يف الهن د والانتفاض ات يف أندونيس يا واحلروب الوطني ة يف املغ رب‬
‫وسوراي والنياكرغوا وغريها‪.‬‬
‫جفرت إىل النضال عرشات املاليني من العامل‬ ‫اثلثا‪ .‬تطورت الثورة الصينية العظمية ّ‬
‫والفالحني وأيقظت لك الشعوب املضطهدة‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬لقد أسبحت "أمرياك اجلنوبية" قض ية الس اعة‪ .‬فق د ب دأت احلرك ة الوطني ة‬
‫الثورية يف أشباه املستعمرات يف أمرياك اجلنوبية‪.‬‬
‫فقرة ‪ .22‬لقد قدم املؤمتر الشيوعي العاملي الثاين حتليال عام ا للقض ية الاس تعامرية‪.‬‬
‫أما املؤمتر الشيوعي العاملي الس ادس فق د أمكل ذكل التحلي ل ع رب دراس ة القض ية‬
‫التكتيكي ة يف مجموع ات بعيهنا من املس تعمرات‪ .‬ف االختالف يف مس توى النض ال‬
‫الث وري يس توجب حتليال ملموس ا لبعض البدلان وجملوع ات بدلان‪ .‬والتجرب ة‬
‫‪24‬‬
‫الثورية تستوجب جوااب حمددا لقضااي من قبيل التطور الاقتصادي يف طريق غ ري‬
‫رأس اميل‪ ،‬ودكتاتوري ة العامل والفالحني ادلميقراطي ة الثوري ة‪ ،‬واملوق ف من‬
‫الربجوازية‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫ولقد أكد املؤمتر‪ ،‬عند تقيميه نت اجئ الس نوات األخ رية والف رتة اجلاري ة‪ ،‬أن تنب ؤات‬
‫لينني املتعلقة ابلثورة الوطنية قد تأكدت متاما‪.‬‬
‫يف الصني‪ ،‬حيث ارتقت املوج ة األوىل من الث ورة ابلربوليتاراي والفالحني يف ع دة‬
‫مقاطع ات‪ ،‬ورمغ أن تكت ل اإلمربايليني والاقط اعيني والربجوازي ة ه و املنترص‬
‫مؤقت ا‪ ،‬ف إن املع ارك املنعزةل ال ت زال جاري ة إىل ح د ه ذه الس اعة‪ .‬وميكن حتدي د‬
‫الوضع العام عىل أنه "معوما‪ ،‬وأخذا بعني الاعتب ار اختالف تط ور خمتل ف أرج اء‬
‫ت راب الص ني الشاس ع‪ ،‬جيب حتدي د الط ور احلايل كط ور حترض في ه امجلاهري دلفع‬
‫ثوري جديد"‪( .‬أطروحات يف الوضع العاملي وهمامت األممية الشيوعية‪ ،‬فقرة ‪.)27‬‬
‫يف الهند ب دأت احلرك ة الوطني ة الثوري ة انطالقهتا‪ ،‬ولك ادلالئل إمنا تش ري إىل أهنا‬
‫ستتطور الحقا إىل ثورة عامل وفالحني حقيقية‪.‬‬
‫هناكل يف الصني كام يف الهند حالن للقضيتني الاستعامرية والزراعية‪ .‬فالربجوازية‬
‫تض ع عىل عاتقه ا همم ة اترخيي ة قواهما تك وين ادلوةل الربجوازي ة ع رب إص الحات‬
‫واتف اق م ع اإلمربايلي ة والعنارص اإلقطاعي ة‪ ،‬دون أن تتخىل هنائي ا عن "اس تخدام‬
‫العامل والفالحني ذخ رية ملدافعها" مثلام ع رب عن ذكل‪ ،‬عن ص واب‪ ،‬الرفي ق‬
‫اسكندر ممثل احلزب الشيوعي الهندي‪.‬‬
‫أما األممية الشيوعية فتع ارض ه ذه الاس رتاتيجية الوطني ة اإلص الحية الرأس املية‬
‫بطريقة ثورية قواهما نضال ض د الن ري اإلمرباييل وبقااي اإلقط اع‪ .‬ودكتاتوري ة العامل‬
‫والفالحني ادلميقراطي ة الثوري ة ال يت حتطم لك احتاكرات اإلمربايلي ة وامتيازاهتا‬
‫وتنجز الثورة الزراعية لتخلق‪ ،‬عىل هذا النحو‪ ،‬رشوط التطور غ ري الرأس اميل يف‬
‫البدل عرب التح الف م ع بروليتاراي البدلان املتقدم ة‪ .‬ذكل ه و الش عار الاس رتاتيجي‬
‫األسايس‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫فقرة ‪ .23‬لقد قدم املؤمتر حتليال دقيقا دلور اإلمربايلية يف املستعمرات‪ .‬ولقد انتق د‬
‫بعض الرفاق‪ ،‬خالل نقاش ه ذه القض ية‪ ،‬الفك رة ال يت تعت رب الهن د وبدلاان أخ رى‬
‫"قري ة عاملي ة" وأن املس تعمرات معوم ا اكنت وس تظل "ملحق ا زراعي ا" للبدلان‬
‫الصناعية اإلمربايلية‪.‬‬
‫عن دما يتط ور منط ق مث ل ه ذا النق د فإن ه سيص ب يف نظري ة "امضحالل‬
‫الاستعامر"‪ .‬ولكن اإلعرتاف بنظرية "امضحالل الاستعامر" وتص نيع املس تعمرات‬
‫إمنا يعين‪ ،‬من حيث األساس‪ ،‬رفض األطروحة اللينينية حول إماكنية التط ور غ ري‬
‫الرأساميل‪ .‬ففي املستعمرات ميكننا أن نرصد تطورا معينا يف الصناعة‪ .‬لكن ذكل ال‬
‫يع ين أب دا تص نيعا‪ .‬فالتص نيع يف بدل بعين ه إمنا يك ون عن دما جيري يف البدل املع ين‬
‫تطوير إنتاج وسائل اإلنتاج (صناعة اآلالت وحنوها)‪ .‬لكن اإلمربايلية ال تط ور‪ ،‬أو‬
‫ال تتسامح‪ ،‬يف أن تطور يف املستعمرات إال الصناعات الصغرية‪ ،‬ص ناعات حتوي ل‬
‫املواد األولي ة الفالحي ة‪ .‬فاإلمربايلي ة تعرق ل فهيا انت اج وس ائل الانت اج معدا‪ .‬لكن‬
‫اإلمربايلي ة ال تقترص عىل ذكل‪ ،‬ب ل تعرق ل تط ور املس تعمرات بسياس هتا ال يت‬
‫تس اند بقااي العالق ات اإلقطاعي ة يف الري ف‪ ،‬وبسياس ة الرضائب العدي دة وال يت‬
‫تدمر الفالحني ومه يف غاية البؤس‪.‬‬
‫فال ميكن كس ب الاس تقالل املس تعمرات الاقتص ادي وس يادهتا إال بث ورة العامل‬
‫والفالحني تتوج إبرساء دكتاتورية دميقراطية أكس اس الزم لتص نيع البدل ولتط وره‬
‫غري الرأس اميل‪ .‬فتص نيع املس تعمرات احلالي ة غ ري ممكن إال ع رب تط ور تكل البدلان‬
‫تطورا غري رأساميل‪.‬‬
‫فق رة ‪ .24‬القض ية الهام ة الثاني ة ال يت تناوله ا املؤمتر اكنت قض ية املوق ف من‬
‫الربجوازية‪ .‬لقد اكن من الرضوري‪ ،‬يف هذه القضية‪ ،‬أخذ دروس الثورة الص ينية‬
‫بعني اإلعتبار‪ ،‬وعرض تكتي ك األح زاب الش يوعية عن د نش وب الث ورة الهندي ة‬
‫املقبةل‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫لقد تضمنت أطروحات املؤمتر حول الوضع العاملي وهمامت األممية الش يوعية تع المي‬
‫جوهري ة للش يوعيني الهن ديني‪ .‬ففامي تق وم خص ائص لك من الربجوازي ة‬
‫والربوليتاراي من زاوية الهمينة عىل احلركة الوطنية الثوري ة يف الهن د وم ا اذلي ميزي‬
‫الهن د عن الص ني قب ل ‪1927‬؟ ميكن تلخيص تكل اخلص ائص كام ييل‪ :‬الربجوازي ة‬
‫الهندي ة كطبق ة يه‪ ،‬دون ش ك‪ ،‬أك رث انس جاما ونض جا اقتص اداي وسياس يا من‬
‫الربجوازي ة الص ينية‪ .‬يف حني الربوليتاراي الهندي ة رمغ تع دادها أك رب مما يه علي ه‬
‫الربوليتاراي الصينية فإهنا ال تزال حتت تأثري الاجتاه الوطين الربجوازي‪.‬‬
‫اجلزء األكرث نفوذا من الربجوازية الهندية عقد اتفاقا م ع اإلمربايلي ة الربيطاني ة‪ ،‬أم ا‬
‫اجلزء اآلخر (الس وارجيون) فه و‪ ،‬حس ب تعب ري أطروح ات املؤمتر ح ول الوض ع‬
‫العاملي وهمامت األممية الشيوعية‪ ،‬يسعى‪ ،‬ابألس اس‪ ،‬إىل اتف اق م ع اإلمربايلي ة عىل‬
‫حس اب الاكدحني‪ .‬جفمي ع اجتاه ات الربجوازي ة الهندي ة خ انت انتفاض ة الفالحني‬
‫الزراعية‪ .‬وسيكون لتكل الاجتاهات دورا رجعيا يف الثورة املقبةل‪.‬‬
‫"إن همامت الربوليتاراي الرضورية والرشوط الالزم ة لنض ال ث وري يف س بيل‬
‫استقالل الهند يه‪ :‬توحيد مجيع العنارص واجملموعات الشيوعية يف حزب شيوعي‬
‫يفض ح فهيا‬
‫قوي‪ ،‬وتوحيد امجلاهري الربوليتارية يف النقاابت‪ ،‬والنضال املنتظم ح ىت َ‬
‫هنائيا الزعامء الاشرتاكيون اخلون ة ويط ردون مهنا"‪( .‬أطروح ات يف الوض ع الع املي‬
‫وهمامت األممية الشيوعية‪ ،‬فقرة ‪)28‬‬
‫تكل يه أوىل همامت احلزب الشيوعي الهندي‪.‬‬
‫أما هممته الثانية‪ ،‬كطلهية للربوليتاراي‪ ،‬فهي النضال يف سبيل همين ة الربوليتاراي عىل‬
‫النضال الوطين ضد اإلمربايلية وبقااي اإلقطاع‪.‬‬
‫"فق ط معس كر العامل والفالحني واجلزء الث وري من املثقفني ميكن ه أن يك ون‬
‫مس تعدا‪ ،‬حتت قي ادة الربوليتاراي‪ ،‬خلرق معس كر اإلمربايليني واملالكني العق اريني‬

‫‪27‬‬
‫والربجوازي ة الانهتازي ة‪ ،‬ولتفج ري الث ورة الزراعي ة وش ق جهبة اإلمربايليني يف‬
‫الهند"‪( .‬املرجع السابق)‬
‫خنلص من ذكل‪ ،‬ومثلام ّبين الرفي ق س تالني يف تقري ره ح ول املهامت السياس ية‬
‫للجامعة الشيوعية لشعوب الرشق‪ ،‬عام ‪ ،1925‬إىل أن‪:‬‬
‫" خلرق ذكل املعس كر‪ ،‬جيب تس ديد الرضبة إىل الربجوازي ة الوطني ة الانهتازي ة‬
‫عرب كشف خيانهتا وحسب امجلاهري الاكدحة من تأثريها"‪.‬‬
‫ذكل هو اخلط التكتييك العام للحزب الشيوعي الهندي‪.‬‬

‫‪ .5‬الوضع داخل الاحتاد السوفيييت وداخل حزبه‬


‫الشيوعي‬

‫فق رة ‪ .25‬يالح ظ املؤمتر‪ ،‬برض ا خ اص‪ ،‬يف بدل دكتاتوري ة الربوليتاراي‪ ،‬احتاد‬
‫امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ ،‬أن ح زب الربوليتاراي‪ ،‬احلزب الش يوعي‬
‫البلش في يف احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ ،‬وبع د أن ص فى يف ص فوفه‬
‫الاحنراف الرتوتس يك الاش رتايك‪-‬ادلميقراطي‪ ،‬وبع د أن جتاوز ع دة ص عوابت‬
‫موضوعية اقتصادية لفرتة إعادة البناء‪ ،‬قد بلغ جناحات جدية يف بناء الاش رتاكية يف‬
‫احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية‪ ،‬وم ر مبارشة إىل معل البن اء الاش رتايك‬
‫لالقتصاد الفاليح‪ .‬كام يالحظ املؤمتر تواصل البناء الاشرتايك يف احتاد امجلهورايت‬
‫الس وفييتية الاش رتاكية‪ ،‬واش تداد وت رية البن اء الاش رتايك يف الري ف (م زارع‬

‫‪28‬‬
‫ادلوةل‪ ،‬تعاوني ات فالحي ة‪ ،‬انتظ ام الاس تامثرات الفالحي ة ابمجلةل يف تعاوني ات)‬
‫وذكل ابلتوازي م ع تط بيق منتظم لش عار لي نني‪" :‬نس تند إىل الفالح الفق ري‪،‬‬
‫ونتحالف مع الفالح املتوسط‪ ،‬وحنارب الكوالك"‪.‬‬
‫"يالح ظ املؤمتر الش يوعي الع املي الس ادس أن احلزب الش يوعي يف احتاد‬
‫امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية ق د الح ظ يف ال وقت املناس ب العنارص‬
‫البريوقراطية يف بعض مراتب هجاز ادلوةل وهجاز الاقتص اد وهجاز النقاابت وح ىت‬
‫هجاز احلزب وخاض نضاال عنيدا ض د تكل التوهجات‪ .‬تط وير النق د اذلايت‪ ،‬تقوي ة‬
‫النضال ضد البريوقراطية‪ ،‬تناس ق ق وى الربوليتاراي وتط وير نش اطها ويه تس ود‬
‫التط ور الث وري يف احتاد امجلهورايت الس وفييتية الاش رتاكية – تكل يه همامت‬
‫احلزب الرئيس ية‪ .‬ويع رب املؤمتر الش يوعي الع املي الس ادس عن ثقت ه يف أ ْن خيرج‬
‫احلزب منترصا ال من الص عوابت الاقتص ادية املرتبط ة حباةل البدل املت أخرة‪،‬‬
‫حفسب‪ ،‬ب ل س يخرج منترصا‪ ،‬بع ون الربوليتاراي العاملي ة‪ ،‬من لك ن زاع خ اريج‬
‫حيرضه ابنتظ ام ق ادة ادلول اإلمربايلي ة"‪( .‬أطروح ات يف الوض ع الع املي وهمامت‬
‫األممية الشيوعية‪ ،‬فقرة ‪)57‬‬

‫املصدر‪:‬‬
‫№ ‪La Correspondance Internationale, Novembre 1928,‬‬
‫‪138 et140, p. 1564-1568 et 1595-1596.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like