You are on page 1of 8

‫ملحق اللبرالية تابع لموضوع العلمانية في مقرر ‪ 104‬سلم‬

‫اللبرالية (‪)1‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم مصطلح الليبرالية‬
‫الليربالية مصطلح أجنيب معرب مأخوذ من (‪ )Liberalism‬يف اإلجنليزية‪ ،‬وهي تعين "‬
‫التحررية"‪ ،‬ويعود اشتقاقها إىل (‪ )Liberaty‬يف اإلجنليزية ومعناها احلرية (‪. )1‬‬
‫وهي مذهب فكري يركز على احلرية الفردية‪ ،‬ويرى وجوب احرتام استقالل األفراد‪ ،‬ويعتقد أن‬
‫الوظيفة األساسية للدولة هي محاية حريات املواطنني مثل حرية التفكري‪ ،‬والتعبري‪ ،‬وامللكية اخلاصة‪،‬‬
‫واحلرية الشخصية وغريها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسس الفكرية لليبرالية‬


‫تقوم الليربالية على أسس فكرية هي القدر املشرتك بني سائر اجتاهاهتا وتياراهتا املختلفة‪ ،‬وال ميكن‬
‫اعتبار أي فرد ليرباليا وهو ال يقر هبذه األسس وال يعرتف هبا‪ ،‬ألهنا هي األجزاء املكونة هلذا‬
‫املذهب واملميزة له عن غريه‪.‬‬

‫فالليربالية حقيقة مركبة تركيبا تاما من ثالثة أسس " احلرية الفردية العقالنية "‬

‫األساس األول‪ :‬الحرية‪:‬‬


‫اليت تعين أن الفرد حر يف أفعاله‪ ،‬ومستقل يف تصرفاته دون أي تدخل من الدولة أو غريها‪ ،‬فوظيفة‬
‫الدولة محاية هذه احلرية‪ ،‬وتوسيعها‪ ،‬وتعزيز احلقوق‪ ،‬واستقالل السلطات‪ ،‬وأن يعطى األفراد أكرب‬
‫قدر من الضمانات يف مواجهة التعسف والظلم االجتماعي ‪.‬‬

‫ـــــــ‬
‫(‪ )1‬هذا اجلزء خمتصر من كتاب حقيقة اللربالية للدكتور عبدالرحيم السلمي‬

‫‪1‬‬
‫األساس الثاني‪ :‬الفردية‪:‬‬
‫ارتبطت احلرية بالفردية ارتباطا وثيقا‪ ،‬فأصبحت الفردية تعين استقالل الفرد وحريته‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه الفردية مبفهومني خمتلفني‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬الفردية مبعىن األنانية وحب الذات‪ ،‬وهذا املعىن هو الذي غلب على الفكر الغريب منذ عصر‬
‫النهضة وإىل القرن العشرين‪ ،‬وهذا هو االجتاه التقليدي يف األدبيات الليربالية‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الفردية مبعىن استقالل الفرد من خالل العمل املتواصل واالعتماد على النفس‪ ،‬وهو مفهوم‬
‫حديث للفردية‪.‬‬

‫األساس الثالث‪ :‬العقالنية‪:‬‬


‫تعين العقالنية استقالل العقل البشري بإدراك املصاحل واملنافع دون احلاجة إىل قوى خارجية‪ ،‬وقد مت‬
‫استقالله نتيجة حتريره من االعتماد على السلطة الالهوتية الطاغية‪.‬‬
‫ونالحظ أن االعتماد على العقل وحتييد الدين جاء بصورة متدرجة‪ ،‬ولكنه استحكم يف عصر‬
‫التنوير‪ ،‬وزاد ترسيخه كمصدر وحيد للمعرفة يف القرن التاسع عشر الذي هو قمة اهلرب الليربايل‪.‬‬
‫وقد أصبح االعتماد على العقل اجملرد وإقصاء الدين والقيم واألخالق مسة من أبرز مسات الفكر‬
‫األورويب املعاصر‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬مجاالت اللبرالية ‪:‬‬


‫‪ -1‬الليبرالية السياسية‪:‬‬
‫تعتمد الليربالية على " احلرية الفردية " كمفهوم أساسي هلا‪ ،‬ولكنها تواجه وضعا طبيعيا يف احلياة‬
‫اإلنسانية وهو أن اإلنسان اجتماعي بطبعه‪ ،‬ومن صور حياة اإلنسانية االجتماعية "احلياة السياسية"‪،‬‬
‫وقد وجد لليربالية أفكار سياسية حتاول اجلمع بني ضرورة احملافظة على حريات األفراد‪ ،‬وتنظيم‬
‫شؤوهنم السياسية‪......‬‬
‫وتعترب الدميقراطية من النظم الليربالية اليت تسعى إلعطاء الفرد حقوقه وهي نوع من التطبيق العلمي‬
‫للفكر الليربايل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وقد أعطت الدميقراطية كنظام سياسي مجلة من احلريات السياسية مثل ‪ :‬حرية الرتشيح ‪،‬‬
‫وحرية التفكري والتعبري ‪ ،‬وحرية االجتماع ‪ ،‬وحرية االحتجاج ‪ ،‬كما أعطت مجلة من‬
‫الضمانات املانعة من االعتداء على األفراد وحرياهتم مثل ‪ :‬ضمان االهتام ‪ ،‬وضمان التحقيق ‪،‬‬
‫وضما التنفيذ‪ ،‬وضمان الدفاع"‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن الليربالية تطالب من الدول الدميقراطية مزيدًا من احلريات تطالب بالتخفف من‬
‫السلطة على األفراد ليحصل بذلك الفرد على حريته‪.‬‬

‫‪ -2‬الليبرالية االقتصادية‪:‬‬
‫الليربالية االقتصادية‪ " :‬مذهب اقتصادي يرى أن الدولة ال ينبغي هلا أن تتوىل وظائف صناعية‬
‫‪ ،‬وال وظائف جتارية ‪ ،‬وأهنا ال حيّق هلا التدخل يف العالقات االقتصادية اليت تقوم بني األفراد‬
‫والطبقات أو األمم‪ .‬هبذا املعىن يقال غالبًا ليربالية اقتصادية"‪.‬‬

‫وأبرز النظم االقتصادية الليربالية هو نظام " الرأمسالية " اليت رّتب أفكاره عامل االقتصاد‬
‫االسكتلندي آدم مسيث يف كتابه ( ثروة األمم )‪.‬‬

‫ويدخل يف احلرية اليت يطالب هبا الليرباليون حرية حركة املال والتجارة ‪ ،‬وحرية العمل وحرية‬
‫التعاقد ‪ ،‬وحرية ممارسة أي مهنة أو نشاط اقتصادي آخذًا من الشعار الشهري للثورة الفرنسية‬
‫" دعه يعمل دعه مير‪".‬‬

‫رابعًا ‪ :‬اللبرالية في العالم اإلسالمي ‪:‬‬

‫كانت أغلب البالد اإلسالمية حتت حكم الدولة العثمانية يف عصر النهضة األوروبية‪ ،‬وهي‬
‫دولة قائمة على حتكيم الشريعة اإلسالمية يف اجلملة‪ ،‬وكانت الدولة العثمانية هي احلامية‬
‫لبيضة اإلسالم والقائمة على نشر العلم واحرتام العلماء‪ ،‬واألمر باملعروف والنهي عن املنكر‪،‬‬
‫واحلاملة لراية اجلهاد يف سبيل اهلل‪ ،‬وقد فتحت أقطارا واسعة يف القارة األوروبية‪ ،‬وأخضعتها‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬لإلسالم‬
‫وقد تسللت الليربالية إىل البالد اإلسالمية من خالل أفراد تأثروا بالفكر الغريب وانبهروا‬
‫حبضارته املادية‪ .‬وقد كانت بقية األمة اإلسالمية ثابتة على دينها ال حتتاج إىل األفكار والنظم‬
‫(‬
‫الغربية‪ ،‬وهي معتزة بدينها واثقة بصحته‪ ،‬وصالحيته للحكم والعمل يف كل زمان ومكان‬
‫‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫ولكن وجدت عوامل أضعفت ثقة األمة بدينها‪ ،‬وهيئت اجملتمع اإلسالمي لتقبل الليربالية‬
‫وعدم مقاومتها‪ ،‬وهذه العوامل هي‪ :‬االحنراف العقدي‪ ،‬واالستبداد السياسي‪ ،‬واجلمود‬
‫والتقليد‪ ،‬وهي ليست أسبابا مباشرة يف وجود الليربالية‪ ،‬ولكن هذه العوامل أوجدت أرضية‬
‫‪.‬متقبلة‪ ،‬ومناخا مناسبا للرضى بالليربالية‪ ،‬والسكوت عليها‬
‫وال شك أن السبب املباشر لدخول الليربالية يف العامل اإلسالمي هو " االستعمار وأذنابه "‬
‫من دعاة التغريب‪ ،‬واملنبهرين باحلضارة الغربية‪ ،‬ولكن دخوهلا مل يكن له أن يتم لوال وجود‬
‫‪.‬عوامل معينة ساعدت على عدم الوقوف اجلاد يف وجه هذه األفكار اإلحلادية‬
‫وجيمع هذه العوامل " االحنراف "‪ ،‬وقد مت هذا االحنراف على يد الفرق الضالة كاملرجئة‬
‫والصوفية ودعاة املذهبية‪ ،‬فهذه االحنرافات ساعدت على وجود الفكر الليربايل عندما قدم مع‬
‫االستعمار وقد استغل املستعمرون هذه االحنرافات أبشع استغالل‪ ،‬ووظفوها يف خدمة‬
‫‪.‬أهدافهم‬
‫وملا احتلت بالد املسلمني فرضت الليربالية عليها يف النظام السياسي واالقتصادي‪ ،‬وملا رأى‬
‫االحتالل عدم تقبل املسلمني ألي أمر غري مرتبط باإلسالم جاء بفكرة " تطوير اإلسالم‬
‫‪ ".‬وحتديثه "‪ ،‬ومن هذه الفكرة خرج " مشروع اإلسالم الليربايل‬
‫‪ :‬تيارات الليبرالية‬
‫جاءت الليربالية إىل البالد اإلسالمية من خالل االستعمار املباشر وإعادة تركيب البالد‬
‫املستعمرة على أسس ليربالية تتوافق مع مصاحل احملتل‪ ،‬وقد كان للمستغربني تأثري كبري يف‬
‫‪.‬توسيع نطاق الليربالية واملطالبة هبا‬
‫ومل تكن هناك حاجة ذاتية للفكر الليربايل يف البالد اإلسالمية‪ ،‬وما يوجد من خلل يف األمة‬
‫اإلسالمية يف جمال احلريات ميكن عالجه بااللتزام احلقيقي باإلسالم‪ ،‬وهو الكفيل بتحقيق‬

‫‪4‬‬
‫احلرية والعدل يف حياهتا وهذا يؤكد أن الدعوة لليربالية ذات مصدر خارجي أجنيب دعمته‬
‫‪.‬جمموعة معجبة بالغرب منهزمة أمام حضارته املادية‬
‫وقد كانت البداية يف الدعوة إىل الليربالية تعتمد على الدعوة العامة للحرية واتباع الغرب يف‬
‫‪.‬هنضته اجلديدة للوصول إىل مستواه احلضاري املادي‬
‫‪:‬وهذه البداية متت على يد تيارين مها‬

‫‪:‬تيار عصراني ‪-‬‬


‫يربط بني دعوته للحرية واإلسالم‪ ،‬مع انبهار باحلضارة الغربية‪ ،‬وحماولة نسبة بعض منجزاهتا‬
‫‪.‬احملددة لإلسالم مثل احلرية الدميقراطية‪ ،‬والتعددية‪ ،‬واالعرتاف باآلخر وغريها‬

‫‪:‬تيار علماني ‪-‬‬


‫يطالب " باحلرية " على الطريقة الليربالية الغربية دون احلاجة إىل الربط بالدين ‪ ،‬وقد كانت‬
‫هذه التيارات هتتم بالدعاية للفكر الليربايل بصورة عامة‪ ,‬ومل تناقشه بطريقة علمية عميقة‪,‬‬
‫ومما يؤكد ذلك أن صعود الليربالية يف البالد اإلسالمية مل يعرف مناهج الليربالية واجتاهاهتا‬
‫‪.‬الفكرية‪ ,‬وصراعها العقدي وهلذا مل تتأثر مبوجبات املد واجلزر لليربالية الغربية‬

‫وإذا نظرنا إىل واقعنا املعاصر فإننا جند الوضع قد تغري‪ ،‬حيث تعرف العامل اإلسالمي على‬
‫الليربالية بشكل أكرب‪ ،‬وهلذا نشأت تيارات متعددة لليربالية نذكر يف هذا املقام أبرز هذه‬
‫‪:‬التيارات على النحو التايل‬
‫ـ تيار اللبرالية اإلسالمية ‪1 )3(:‬‬
‫وهذا التيار يسعى للتوفيق بني الليربالية واإلسالم ونفي التعارض بينهما‪ ،‬وقد نشأ هذا التيار‬
‫أول األمر يف " احلركة اإلصالحية " على يد حممد عبده وتالميذه‪ ،‬مث بعد ذلك يف " مدرسة‬
‫التجديد " اليت بدأت منذ الستينات امليالدية‪ ،‬وبعد أحداث ‪ 11‬أيلول أصبح هذا الفكر أكثر‬
‫بروزا من ذي قبل‪ ،‬وقد اعتنت الدول الغربية به لالستفادة منه يف تسويق مشاريعها يف البالد‬
‫‪.‬اإلسالمية‬

‫‪5‬‬
‫وليست رؤية هذا التيار واحدة‪ ،‬ولكن إطارها العام هو التوفيق بني اإلسالم واحلداثة الغربية‪،‬‬
‫واإلصالح الديين مبا يتناسب مع هذه احلداثة‪ ،‬وهلذا اختلفت رؤيتهم بناء على معرفتهم‬
‫‪.‬باحلداثة الغربية وتطورها املستمر‬
‫‪ 2‬ـ تيار الليبرالية القومية ‪:‬‬
‫وقد نشأ هذا التيار يف وقت مبكر‪ ،‬وقد كان من رواده نصارى العرب‪ ،‬وقد استمرت‬
‫القومية منذ نشأهتا ليربالية إىل اخلمسينات مث بدأت مرحلة جديدة‪ ،‬وكانت البداية عن طريق‬
‫االنقالبات العسكرية يف الوطن العريب‪ ،‬وقد كانت هذه الفرتة وما بعدها تشهد مدا يساريا‬
‫قويا‪ ،‬فتبنت احلكومات العسكرية النظرية االشرتاكية حبجة االستقالل عن اإلمربيالية الغربية‪،‬‬
‫فأممت الكثري من وسائل اإلنتاج‪ ،‬و يف هذه املرحلة قطعت احلكومات العسكرية الصلة‬
‫بالليربالية قطعا باتا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫آثار وأخطار الفكر الليبرالي على المسلمين (‪:)1‬‬
‫أوال‪ :‬اآلثار العقدية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التشكيك يف العقيدة الصحيحة وزعزعة الثقة هبا‪ ,‬مبختلف األسباب والطرق امللتوية‬
‫اخلبيثة‪ ,‬مما يؤدي عياذا باهلل إىل انصراف الناس وعزوفهم عنها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القطيعة التامة مع مصادر التلقي واالستدالل عند املسلمني والتزهيد‪ ,‬بل التشويه املتعمد‬
‫للرتاث اإلسالمي عقيدة وشريعة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هدم حاجز الوالء والرباء وإلغاء الفارق العقدي والشرعي والسلوكي بني املسلمني‬
‫والكفار أو إضعافه ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ االرمتاء يف أحضان األعداء وتقليدهم‪ ,‬وتقبل الغزو الفكري حبجة صحة هذه األديان‬
‫وأن ما عندهم ال خيالف صراحة ما عندنا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ نشر ثقافة تقبل اآلخر ولو كان ملحدا‪ ,‬وضياع ما أمساه العلماء حبفظ الضرورات‬
‫اخلمس وعلى رأسها (حفظ الدين)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اآلثار التربوية واألخالقية واالجتماعية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إفساد املرأة املسلمة‪ ,‬وجعلها دمية يتالعب هبا املنحرفون سلوكيا وأخالقيا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ طمس معامل األخالق اإلسالمية‪ ,‬وذلك عن طريق االحنالل والتفسخ األخالقي‪ ,‬فلقد‬
‫فتح هذا الفكر الباب على مصراعيه لدعاة التغريب حبيث لو طبقت اجملتمعات كل ما يرونه‬
‫ويؤصلونه ألصبحت جمتمعات منحلة ال تعرف معروفا وال تنكر منكرا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إماتة وإضعاف جانب االحتساب واألمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬اآلثار السياسية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إقصاء الشريعة عن احلكم وعزهلا عن احلياة‪ ,‬وحصرها يف نطاق املسجد والعبادات‬
‫الشخصية‪ ,‬وهو ما يعرف بـ (العلمانية) أو الالدينية فالدعوة الليربالية يف حقيقتها هي‬
‫العلمانية‪ ,‬وإن وجد فاصل بينهم فهو رقيق جدا وكأهنما وجهان لعملة واحدة وامسان‬
‫(‪)2‬‬
‫ملسمى واحد‪.‬‬
‫ـــــ‬

‫‪7‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬موسوعة املذاهب الفكرية املعاصرة جملموعة من الباحثني ‪.‬‬
‫‪ :‬الفرق بين اللبرالية والعلمانية‬
‫العلمانية تعين فصل الدين واملعتقدات الدينية ليس عن السياسة فقط بل و عن احلياة عمومًا‪،‬‬
‫وعدم اإلميان باملعتقدات الدينية و تفسري الكون و احلقائق الكونية بناءًا على حقائق علمية‬
‫‪ .‬ثابتة بصورة دنيوية حبتة بعيدًا عن الدين‬
‫أما الليربالية فتعـين احلريـة و التحـرر أي إعطـاء الفـرد حـق احلريـة الكاملـة يف احليـاة وهي وجـه‬
‫من وجوه العلمانية ‪.‬‬
‫وكــذلك فــإن العلمانيــة مبعناهــا الضــيق ليســت إال جــزءًا من معــىن اللرباليــة فهي تفصــل الــدين فقــط‬
‫عن الدول ــة وه ــذا ال يكفي لض ــمان حري ــة وحق ــوق األف ــراد بينم ــا تفص ــل اللربالي ــة مجي ــع املعتق ــدات‬
‫الشمولية عن الدولة سواء كانت دينية أو غري دينية ‪.‬‬
‫أمــا املعــىن األمشل للعلمانيــة املتمثــل بفصــل الــدين عن احليــاة واالهتمــام هبا على حســاب الــدين فهــو‬
‫واحد من اخليارات اليت تتيحها اللربالية ألفرادها كما تتيح هلم أيضا االهتمام بالدين على حساب‬
‫احلياة إذا رغبوا ذلك بشرط عدم إرغام األفراد على أي رأي معني بشأن الدين أو غريه ‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like