You are on page 1of 34

‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬

‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬


‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬

‫تشمل دراسة هذا المحور المعنون بالنظرية العامة للدولة التطرق إلى جملة من العناصر التي تمكن‬
‫الطالب من فهم أصل نشأة الدولة و هذا من خالل النظريات المفسرة لنشأتها‪ ،‬ثم تبيان األركان التي تقوم‬
‫عليها الدولة‪ ،‬خصائصها وفي األخير التطرق إلى أشكال الدول‪ .‬وعليه يقسم هذا المحور إلى أربع‬
‫محاضرات و هي كاآلتي‪:‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة‪.‬‬


‫المحاضرة الثانية‪ :‬أركان الدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬خصائص الدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أشكال الدولة‪.‬‬

‫و قبل الشروع في المحاضرات إليكم أعزائي الطلبة نبذة تاريخية عن ابرز فقهاء العقد اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫توماس هوبز‪:‬‬

‫أحد أكبر فالسفة القرن السابع عشر بانجلترا وأكثرهم شهرة خصوصا في المجال القانوني‪،‬‬
‫حيث كان باإلضافة إلى اشتغاله بالفلسفة واألخالق والتاريخ فقيها قانونيا ساهم بشكل كبير في‬
‫بلورة الكثير من األطروحات التي تميز بها هذا القرن على المستوى السياسي والحقوقي‪ ،‬كما‬
‫عرف بمساهمته في التأسيس لكثر من المفاهيم التي لعبت دورا كبيرا ليس فقط على مستوى‬
‫النظرية السياسية بل كذلك على مستوى الفعل والتطبيق في كثير من البلدان وعلى رأسها مفهوم‬
‫العقد اإلجتماعي‪.‬‬

‫جون لوك‪:‬‬

‫هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي ومفكر سياسي انجليزي‪ ،‬ولد عام ‪ 1632‬في رنجتون في‬
‫إقليم سومر ست وتعلم في مدرسة وستمن ستر‪ ،‬ثم في كلية كنيسة المسيح في جامعة أكسفورد‪،‬‬
‫حيث انتخب طالبا مدى الحياة‪ ،‬لكن هذا اللقب سحب منه في عام ‪ 1684‬بأمر من الملك‪.‬‬
‫وبسبب كراهيته لعدم التسامح البيورتياني عند الالهوتيين في هذه الكلية‪ ،‬لم ينخرط في سلك‬
‫رجال الدين‪ ،‬وبدال من ذلك أخذ في دراسة الطب ومارس التجريب العلمي‪ ،‬حتى عرف جاسم‬
‫الدكتور لوك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫جون جاك روسو‪:‬‬

‫هو كاتب و فيلسوف وأديب و عالم نبات جنيفي‪ ،‬يعد من أهم كتاب عصر النهضة‪ ،‬وهي فترة من‬
‫التاريخ األوروجي‪ ،‬امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬ساعدت‬
‫فلسفة روسو في تشكيل األحداث السياسية‪ ،‬التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية‪ ،‬حيث أثرت‬
‫أعماله في التعليم واألدب والسياسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظريات القوة والغلبة‬ ‫أوال‪ :‬النظريات الدينية‬


‫‪ -)1‬النظرية الماركسية‪.‬‬ ‫‪ -)1‬نظرية تأليه الحكام‪.‬‬
‫‪ -)2‬نظرية الزعامة لدى ابن خلدون‪.‬‬ ‫‪ -)2‬نظرية التفويض اإللهي المباشر‪.‬‬
‫‪ -)3‬نظرية التضامن اإلجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -)3‬نظرية التفويض اإللهي غير المباشر‪.‬‬

‫النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة‬

‫رابعا‪ :‬النظريات شبه العقدية‬ ‫ثالثا‪ :‬النظريات العقدية‬


‫‪ -)1‬نظرية الوحدة‪.‬‬ ‫‪ -)1‬نظرية العقد عند توماس هوبز‪.‬‬
‫‪ -)2‬نظرية السلطة المؤسسة‪.‬‬ ‫‪ -)2‬نظرية العقد عند جون لوك‪.‬‬
‫‪ -)3‬نظرية العقد عند جون جاك روسو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة‪.‬‬

‫النظريات المفسرة ألصل‬


‫نشأة الدولة‬

‫مقدمة عامة ‪:‬‬


‫إن البحث عن أصل نشأة الدولة وتحديد وقت ظهورها يعد من األمور العسيرة‪ .‬و مرد ذلك أن الدولة‬
‫ظاهرة إجتماعية يعود أ صلها إلى الحضارات القديمة وهي في تطورها تتفاعل مع األوضاع السياسية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬اإلجتماعية والدينية السائدة‪ .‬ولهذا اختلف الفقهاء حول أصل نشأة الدولة‪ ،‬وظهر نتيجة هذا‬
‫الخالف عدة نظريات‪ ،‬نتناول أربع نظريات أساسية والمتمثلة في‪:‬‬
‫النظريات الدينية‪ ،‬نظريات القوة و الغلبة‪ ،‬النظريات العقدية والنظريات شبه العقدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظريات الدينية‬


‫يذهب أنصار هذه النظريات إلى القول بأن ظهور السلطة مرجعها إلى هللا فهي حق من الحقوق التي‬
‫يستأثر بها‪ ،‬يمنحها لمن يشاء ومن ثم فإن الحاكم يستمد سلطته من هللا مما يجعل إرادته تسموا وتعلوا‬
‫على إرادة المحكومين بفعل الصفات التي تميزه والتي جعلته يفوز بالسلطة دون غيره من أبناء مجتمعه‬
‫ولقد لعبت هذه النظريات دورا كبيرا ً خاصة في العصور القديمة بدءا ً من العصر المسيحي و القرون‬
‫الوسطى‪ ،‬بل أن إشاراتها لم تختفي إال في بداية القرن العشرين‪ ،‬لكن التفسير الديني لنشأة الدولة اختلف‬
‫على ثالثة نظريات هي‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نظرية تأليه الحكام‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية التفويض اإللهي المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية التفويض اإللهي الغير المباشر‪.‬‬

‫مضمونها‬ ‫النظرية‬
‫الدولة من صنع اإلله الذي هو نفسه الحاكم‪ ،‬وقد كانت فكرة تأليه الحكام‬ ‫‪ -)1‬نظرية تأليه‬
‫منتشرة في العديد من الحضارات‪ ،‬أبرزها الحضارة المصرية القديمة‪،‬‬
‫حيث كان الفرعون إله يعبد‪.‬‬ ‫الحكام‬
‫ترى هذه النظرية أن الحاكم ليس إله حتى تثبت له العبودية‪ ،‬ولكن تثبت‬ ‫‪ -)2‬نظرية‬
‫له الطاعة ألنه مختار من هللا بشكل مباشر‪ ،‬فهو خليفة هللا في األرض‬
‫وبالتالي فمخالفة الحاكم تعني معصية هللا‪ .‬عرفت هذه النظرية إنتشارا‬ ‫التفويض اإللهي‬
‫واسعا في المماليك األوروبية‪.‬‬ ‫المباشر‬
‫ترى هذه النظرية أن هللا لم يمنح السلطة للحاكم بشكل مباشر إنما جعل‬ ‫‪ -)3‬نظرية‬
‫األحداث تتسلسل وفق نسق معين‪ ،‬حتى يصير الشخص الذي تختاره‬
‫العناية اإللهية حاكما من دون غيره‪ ،‬وأن هللا يمنح سيف السلطة الدينية‬ ‫التفويض اإللهي‬
‫وسيف السلطة الزمنية للبابا‪ ،‬وهذا األخير يمنح سيف السلطة الزمنية‬ ‫غير المباشر‬
‫للحاكم‪ .‬انتشرت هذه النظرية في أوروبا بعد تراجع نظرية الحق اإللهي‬
‫المباشر وزيادة سلطان الكنيسة في مواجهة نفوذ الملك‪.‬‬

‫موقف اإلسالم من هذه النظريات‪:‬‬

‫اإلسالم يرفض هذه النظريات بل حاربها بقوة إذ نجد القرآن الكريم يبين لنا في الكثير‬
‫من اآليات أن هللا سبحانه وتعالى أرسل الرسل لمحاربة الملوك والحكام الذين ادعوا‬
‫األلوهية مثل الفراعنة‪ .‬وبالنسبة للخلفاء نجد أن أبا بكر الصديق رضي هللا عنه يقول في‬
‫خطبة توليه الخالفة‪" :‬إني وليت عليكم ولست بخيركم" وهذا يعني أن األفراد هم الذين‬
‫ولوه السلطة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظريات القوة والغلبة‬

‫تعتمد هذه النظريات على التفوق أو القوة والغلبة كأساس لنشأة الدولة‪ ،‬ذلك أن كل مجتمع مهما اختلفت‬
‫درجة تنظيمه أو بذاءته فال بد تظهر فيه السلطة التي يتمتع بها أحد أفراده أو مجموعة منهم‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعبر عنه ميكيافيل بقوله «كل هيمنة أو سلطة مورست على الناس هي دول أو جمهوريات أو إمارات‬
‫والسلطة تستمد من السيطرة وهي بدورها تفرض جبرا بالقوة«‪.‬‬
‫وعليه تعتمد مجموعة من النظريات على التفوق لتفسير أصل نشأة الدولة‪ ،‬لكنها ال تتفق على طبيعة هذا‬
‫التفوق أو الغلبة فبعضها تعتمد القوة الجسدية وبعضها على القوة االقتصادية أو المالية و بعضها على‬
‫التفوق الفكري والبعض اآلخر يجمع بينهما كلها‪.‬‬

‫مضمونها‬ ‫النظرية‬
‫ترى النظرية الماركسية أن الدولة تنتج‪ .‬بسبب الصراع الطبقي‪ ،‬فالدولة‬
‫تقوم على أساس اقتصادي‪ ،‬حيث أن الدولة هي التي تهيمن على االقتصاد‬
‫و هي نتاج صراع بين طبقات المجتمع‪ ،‬وهي تترجم الهيمنة الطبقية‬ ‫‪ -)1‬النظرية‬
‫داخل المجتمع و تضمن استغالل طبقة ضد أخرى‪ ،‬والقانون فيها عبارة‬ ‫الماركسية‬
‫عن تعبير إلرادة هذه الطبقة‪ .‬لكن هذه النظرية تحمل بذور فنائها حيث‬
‫تزول بزوال الطبقية داخل الدولة‪.‬‬

‫لقد اعتمد ابن خلدون في نظرته هذه على العنف الذي يعتبر أحد ميزات‬
‫اإلنسان التي يمكنه من خاللها البقاء والعيش‪ ،‬وترتكز نظرية ابن خلدون‬
‫على أن اإلنسان اجتماعي بطبعه وال يستطيع أن يعيش بمعزل عن‬
‫جماعته لكن البد أن يكون هناك حاكم يتولى إدارة وتنظيم هذه الجماعة‪،‬‬ ‫‪ -)2‬نظرية‬
‫وأهم النقاط التي يرتكز عليها ابن خلدون لقيام الدولة العناصر التالية ‪:‬‬
‫الزعامة لدى ابن‬
‫أ‪-‬العصبية‪ :‬وهي عبارة عن الشعور باالنتماء المشترك بين أفراد‬
‫المجتمع بالوحدة العرقية و الدينية و هو شعور يولد في الجماعة روح‬ ‫خلدون‬
‫البروز نحو الغير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الزعامة‪ :‬وهنا البد أن يتولى إدارة هذه الجماعة شخص يمتاز‬
‫بالصرامة و البطش حتى يحملهم على الطاعة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬العقيدة‪ :‬وتتجلى في ضرورة وجود عقيدة(دين)‪ ،‬فهو العامل‬
‫األساسي في وحدة القبائل و الشعوب في مجموعة واحدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ناد بهذه النظرية الفقيه الفرنسي ليون ديجي عميد الفقهاء الفرنسيين الذي‬
‫يتفق مع ابن خلدون على أن اإلنسان اجتماعي بطبعه وال يستطيع العيش‬
‫بعيدا عن أقرانه‪ ،‬لكنه ال يتفق معه في كيفية نشوء الدولة‪ ،‬فهو يرى أن‬
‫الدولة تقوم على أربعة عناصر أساسية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلختيار اإلجتماعي‪ :‬وتنشأ الدولة هنا بسبب فرض بالمجموعة‬ ‫‪ -)3‬نظرية‬
‫القومية المهيمنة إلرادتها على الفئة الضعيفة‪ ،‬وبالتالي تكون األولى هي‬
‫الهيئة الحاكمة أما الثانية فتكون هي المحكومة‪.‬‬
‫التضامن‬
‫ب‪ -‬التمايز أو االختالف السياسي‪ :‬أي أن الدولة تنشأ عندما تكون‬ ‫اإلجتماعي‬
‫هناك فئتان‪ ،‬فئة حاكمة تفرض سلطانها على الفئة المحكومة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬قوة الجبر و اإلكراه‪ :‬السلطة تعد الدعامة األساسية لقيام الدولة أي‬
‫هي التي تعطي األوامر وتهيمن على الفئة المحكومة دون أن تكون هناك‬
‫سلطة تنافسها أو تمنعها من تنفيذ أوامرها ‪.‬‬
‫د‪ -‬التضامن االجتماعي‪ :‬إذ البد من التالحم و التكامل بين أفراد‬
‫المجتمع الواحد والبد أن يكون هناك تعاون بين الحكام والمحكومين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظريات العقدية‬


‫هناك فقهاء يتبنون العقد كآلية نشأت من خاللها الدولة وهم كل من توماس هوبز‪ ،‬جون لوك‪ ،‬والفقيه‬
‫الفرنسي جون جاك روسو‪ ،‬ولكنهم في نفس الوقت يختلفون حول عديد من التفاصيل المتعلقة بالعقد‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية العقد عند طوماس هوبز (‪:)1679/1588‬‬


‫جاءت هذه النظرية لتبرير سلطة الملك و ضد الثورات الشكلية إذ أن هوبز كان من مؤيدي العرش‬
‫الحاكم‪ ،‬وتشتمل نظريته على العناصر التالية‪:‬‬

‫* المجتمع قبل العقد‪ :‬مجتمع فوضوي يغلب عليه قانون الغاب واألنانية والطمع وحب النفس لذلك‬
‫أحس األفراد بضرورة إقامة مجتمع منظم يخضعون له‪ ،‬يحكمهم فيه حاكم يوفر لهم االستقرار واألمان‪.‬‬

‫* أطراف العقد‪ :‬هم أفراد المجتمع الذين يتنازلون عن حقوقهم للحاكم الذي لم يكن طرفا في العقد‪.‬‬

‫* أثار العقد‪ :‬ال بد على األفراد أن يتنازلوا عن جميع حقوقهم لتفادي االختالف والتناحر التي يشرف‬
‫عليها الحاكم الذي له السلطة المطلقة دون أن يكون مسؤوال أو ملتزما نحوهم بأي شيء ألنه لم يكن‬
‫طرفا في العقد‪ ،‬مما ينجر عنه استبداد الحاكم و بحسب هوبز استبداد الحاكم أفضل بكثير من الفوضى‬
‫السابقة ولكنه يحمله مسؤوليته توفير الرفاهية واحترام القوانين القضائية‪ ،‬وقد اخلط هوبز بين‬
‫الحكومة والدولة يعني أن بذور فناء الدولة في فناء العرش الحاكم‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -2‬نظرية العقد عند جون لوك (‪:)1704/1632‬‬
‫هو من دعاة تقييد سلطة الحكام وال بد من احترام الحريات الفردية وتتلخص نظريته فيما يلي‪:‬‬

‫* المجتمع قبل العقد‪ :‬إن اإلنسان خير بطبعه يعيش في حالة سالم وحرية طبيعية ومساواة‬
‫تامة وفقا للقانون الطبيعي إال أنه يحتاج دوما إلى النظام السياسي الذي يضمن له الحرية‬
‫واحترام حقوقه والمحافظة على القيم‪.‬‬

‫* أطراف العقد‪ :‬أعضاء العقد هم المجتمع من جهة و الحاكم من جهة أخرى و العقد يتم عبر‬
‫مرحلتين‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬اتفاق أفراد الجماعة على إنشاء مجتمع سياسي‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬اتفاق الشعب السياسي و الحكومة التي تتولى الحكم‪.‬‬

‫*أثار العقد‪ :‬إن األفراد عند إبرامهم لهذا االتفاق لم يتنازلوا عن كافة حقوقهم وإنما بالقدر‬
‫الضروري إلقامة الدولة وتعي ين السلطة بما يكفل حماية حقوق وحريات األفراد‪ ،‬وفي مقابل‬
‫تنازلهم الجزئي عن حرياتهم وحقوقهم فإن الحاكم مطالب بتسطير جهوده لتحقيق الصالح‬
‫العام واحترام الحقوق الخاصة وفي حالة إخالله بهذه االلتزامات يعطي للطرف اآلخر في‬
‫العقد حق فصله‪ ،‬وإن حاول المقاومة فان استعمال القوة في مواجهته يصبح حقا مشروعا‪،‬‬
‫فالعقد عند جون لوك هو عقد جماعي يتحول بموجبه المجتمع من جماعة أشخاص إلى‬
‫جماعة سياسية إلقامة حكومة تستمد سلطتها من موافقة األغلبية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3‬نظرية العقد عند جون جاك روسو(‪:)1778/1712‬‬
‫يرفض روسو إنشاء الدولة على القوة‪ ،‬حيث تتلخص نظريته في‪:‬‬

‫* المجتمع قبل العقد‪ :‬اإلنسان خير بطبعه يعيش في حالة سالم وحرية طبيعية ومساواة تامة‬
‫وفقا للقانون الطبيعي‪ ،‬إال أنه يحتاج دوما إلى النظام السياسي الذي يضمن له الحرية واحترام‬
‫حقوقه والمحافظة على القيم‪.‬‬

‫* أطراف العقد‪ :‬يتفق األفراد على إنشاء نوع من اإلتحاد في ما بينهم يحميهم ويحمي‬
‫أمالكهم و يتمتع هذا اإلتحاد بسلطة كل فرد من أفراد المجتمع‪ ،‬أي أن كل فرد يلتزم نحو‬
‫الجماعة األخرى المتحدين‪ ،‬وبذلك نجد أن الفرد يتعاقد من زاويتان‪:‬‬

‫‪ -‬الزاوية األولى‪ :‬يتعاقد الفرد مع الشخص العام باعتباره عضو من الجماعة‪.‬‬

‫‪ -‬الزاوية الثانية‪ :‬يتعاقد الفرد مع الجماعة باعتبارها من مكونات الشخص العام‪.‬‬

‫* أثار العقد‪ :‬يترتب عن هذا العقد مساواة األفراد في الحقوق والحريات‪ ،‬حيث تصبح‬
‫الجماعة المستقلة عنهم تتمتع بالسيادة الكاملة و السلطة المطلقة كونها تعبر عن إرادة األغلبية‬
‫في المجتمع ‪.‬‬

‫وكخالصة لما سبق يبقى لنظرية العقد االجتماعي الفضل في تقديم أساس ديمقراطي لقيام السلطة‬
‫والقضاء على االستبداد واعتبار رضا المحكومين أساسا للخضوع لهذه السلطة لذلك قيل أن نظرية العقد‬
‫االجتماعي تعتبر أكذوبة سياسية حققت النجاح‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النظريات شبه العقدية‬


‫إن العقد هو فكرة أو مفهوم قانوني فالقانون هو الذي يحدد تعريفه ومنهم أطرافه وشروط إبرامه وحاالت‬
‫بطالنه وغير ذلك إذا كان القانون هو من وضع الدولة فذلك يعني أن العقد لم يكن معروفا قبل وجود‬
‫الدولة‪ ،‬ولذلك لت يصح تفسير أصل نشأة الدولة به‪ ،‬مما يجعل الفقهاء يبحثون عن بديل للعقد ولكن في‬
‫إطار اتفاقي ومنهم جلينيك من خالل نظرية الوحدة وموريس هوريو بنظرية السلطة المؤسسة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -1‬نظرية الوحدة‪:‬‬
‫يرى الفقهاء ومن أبرزهم الفقيه األلماني جلينيك ‪ Gélenick‬أن اتفاق إرادتين يمكن أن يفضي‬
‫إلى نوعين من العالقات القانونية (العقد والفيرينبارنغ ‪ Vereinbarung‬أي اإلتحاد)‪ ،‬والفرق‬
‫الموجود بينهما هو أن العقد يرغب أطرافه من خالله تحقيق مصالح مشتركة ومختلفة‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يكون مقصد كل طرف مختلف عن الطرف اآلخر في العقد و بالتالي ال يمكن للدولة أن تنشأ به‪،‬‬
‫ألن إنشاء الدولة يجب أن يكون على أساس اتجاه إرادات األطراف إلى نفس الهدف‪ ،‬زيادة على‬
‫أن العقد ينشئ وضعية قانونية ذاتية وليست موضوعية كالدولة التي ال تنشأ إال بالفيرينبارنغ‪،‬‬
‫الذي يعتبر اجتماع مجموعة من اإلرادات لتحقيق هدف مشترك وهو إنشاء الدولة‪ .‬لكن على ما‬
‫يبدو أن جلينيك الذي قدم أداة لتفسير إنشاء بعض الكيانات والجمعيات أو األحزاب السياسية‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال ينفع مع إنشاء الدولة إذ لم يدون لنا التاريخ حالة واحدة اجتمع فيها أفراد الشعب‬
‫وأسسوا الدولة‪ ،‬إال إذا استثنينا بعض اتحادات الدول‪ ،‬كاالتحاد الفيدرالي األمريكي والسويسري‬
‫التي هي إنشاء لالتحاد و ليس من دول كانت موجودة‪ ،‬ثم انه لم يقدم أيضا اإلطار القانوني الذي‬
‫يستند إليه الفيرينبارنغ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية السلطة المؤسسة‪:‬‬


‫يتزعم هذه النظرية الفقيه الفرنسي موريس هوريو وهو يرى بأن ما هو إال جهاز اجتماعي‬
‫مترابط يتشكل من مجموعة من الحكام و المحكومين‪ ،‬يهدف إلى تحقيق النظام االجتماعي‬
‫والسياسي‪ ،‬وأنه نشأ على مرحلتين‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬كانت فيه الدولة مجرد مشروع أو فكرة صاغها مجموعة من األفراد الذين‬
‫يمثلون النخبة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬يتم من خاللها عرض هذا المشروع على باقي أفراد المجتمع ودعوتهم‬
‫لتحقيقه‪ .‬و بالتالي فإن النخبة التي تصوغ الفكرة األولية للدولة هي السلطة المؤسسة ثم ينخرط‬
‫فيها الشعب لتجسيدها إذا وافق على الفكرة‪ .‬والمالحظ على فكر موريس هوريو أنها تصلح كثيرا‬
‫إلنشاء الجمعيات والمؤسسات ولكنها ال تصلح إلنشاء مؤسسة المؤسسات التي هي الدول‪.‬‬

‫وإضافة إلى هذه النظريات توجد مجموعة أخرى من النظريات التي ال تقل أهمية على غرار نظرية النظام القانوني‬
‫والنظرية النفسية ونظرية التطور العائلي وغيرها‪ ،‬وكلها منتقدة إذ قد تصلح لتفسير نشأة بعض الدول ولكنها ال‬
‫تصلح لتفسير كيفية ظهور كل الدول‪ ،‬وتبقى نظرية التطور التاريخي هي األقرب واألرجح الن أنصارها يرون أن‬
‫نشأة الدولة كان نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل على مر التاريخ منها العوامل الدينية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية و‬
‫الثقافية‪ ...‬وقد يكون عامل واحد كافي إلنشائها كما قد يكون ذلك بتضافر جملة منها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬أركان الدولة‪.‬‬

‫أركان الدولة‬
‫السلطة السياسية‬ ‫اإلقليم‬ ‫الشعب‬
‫مفهوم السلطة السياسية‬ ‫مفهوم اإلقليم‬ ‫مفهوم الشعب‬

‫‪ -1‬خصائص السلطة السياسية‬ ‫‪ -1‬اإلقليم البري‬ ‫‪ -1‬الشعب بمفهومه اإلجتماعي‬


‫‪-2‬‬

‫‪ -2‬السلطة بين الشرعية والمشروعية‬ ‫‪ -2‬اإلقليم البحري‬ ‫‪ -2‬الشعب بمفهومه السياسي‬

‫‪ -3‬اإلقليم الجوي‬ ‫‪ -3‬التمييز بين الشعب واألمة‬

‫‪1‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬أركان الدولة‪.‬‬

‫أركان الدولة‬
‫مقدمة عامة ‪:‬‬
‫حتى تتأسس الدولة وتنشأ من الناحية القانونية يجب أن تتوافر فيها ثالثة عناصر منشئة هي التي اصطلح‬
‫على تسميتها أركان الدولة‪ .‬وهذه األخيرة إنما هي الدعائم األساسية التي ال تقوم الدولة إال عليها‪ ،‬وإذا‬
‫غاب احدها ينتج عن ذلك زوالها بالضرورة‪ ،‬وهذه النتيجة هي التي تميز أركان الدولة عن خصائصها‪،‬‬
‫فهذه األخيرة ال تتأثر الدولة في حال انعدامها‪ ،‬وبالتالي فإن أركان الدولة بهذا المعنى تتمثل في الكتلة‬
‫البشرية أو ما يعرف سياسيا ً بالشعب على اعتبار أن هذا األخير هو اللبنة األولى التي تتشكل بها الدولة‪،‬‬
‫والحيز الجغرافي الذي هو اإلقليم‪ ،‬والذي يستقر فيه بصفة دائمة‪ ،‬وأخيراً السلطة السياسية التي يخضع‬
‫الشعب وما على اإلقليم لسلطتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشعب‬
‫إن الشعب هو العنصر األساسي لقيام أيه دولة‪ ،‬فال يمكن تصور قيام أي تنظيم بدونه‪ ،‬فهذه الجماعة‬
‫البشرية ال يشترط فيها أن تبلغ درجة عالية من المدنية و التطور أو تعيش على نمط معين من الحياة‪،‬‬
‫كما أن عدد األفراد في الدولة بكثرتهم أو قلتهم ال يؤثر قانونيا في قيام الدولة‪ ،‬فتتمتع بكامل حقوقها‬
‫كونها عضوا في المجتمع الدولي‪ ،‬أما سياسيا ً فيزيد الشعب من الثقل السياسي خاصة إذا زادت في قوتها‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬

‫مفهوم الشعب ‪ :‬الشعب بتعبير بسيط هو مجموعة من األفراد الذين يعيشون في حيز جغرافي‬
‫معين ويخضعون لسلطة سياسية تتكفل بتنظيمهم‪ ،‬وعادة ما تجمع بينهم روابط مشتركة عديدة‬
‫كالعادات والدين والحس المشترك‪ ،‬لكن هذه الروابط هي الدعامات التي تقوم عليها األمة‪.‬‬
‫إن تحديد العنصر الذي يقوم عليه الشعب يختلف باختالف التعريف المستند إليه‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -3‬التمييز بين الشعب‬ ‫‪ -2‬الشعب بالمفهوم‬ ‫‪ -1‬الشعب بمفهومه‬
‫واألمة‪:‬‬ ‫السياسي‬ ‫اإلجتماعي‪:‬‬

‫الشعب في الدولة يتكون من أمة أو‬


‫يقصد به كل المواطنين‬ ‫يقصد به مجموعة‬
‫جزء من أمة أو من عدة أمم‪ ،‬وهذا‬
‫يبين أن هناك فرق بين المدلولين‪:‬‬ ‫الذين يحق لهم‬ ‫األفراد الخاضعين‬
‫فالشعب هو مجموعة من األفراد‬ ‫المشاركة في تسيير‬ ‫لسلطة الدولة‬
‫يقطنون أرضا معينة‪ .‬أما األمة فهي‬ ‫أمور الدولة أي الذين‬ ‫والمتمتعين بجنسيتها‬
‫إلى جانب ذلك تتميز باشتراك أفرادها‬
‫في عنصر أو عدة عناصر كاللغة و‬
‫يتمتعون بحق االنتخاب‪.‬‬ ‫دون اعتبار لسنهم‬
‫الدين واألصل والرغبة في العيش‬ ‫ومدى قدرتهم على‬
‫المشترك‪ ،‬والعناصر المكونة لألمة‬ ‫إجراء التصرفات‬
‫تختلف باختالف الفقهاء‪ ،‬فكل فقيه‬
‫القانونية أو السياسية‪.‬‬
‫ينظر إلي ها من خالل انتمائه إلى بلد‬
‫معين‪،‬مما يدفع به إلى التركيز على‬
‫التركيز على عناصر معينة وإهمال‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلقليم‬

‫إذا وجد عنصر الشعب فال بد له من االستقرار على إقليم ما (االستقرار مهم جدا فالبدو الرحل‬
‫المرتحلون من مكان آلخر بحثا عن الكأل و الماء ال يكونون دولة)‪.‬‬
‫وإقليم الدولة هو ذلك الجزء من الكرة األرضية الذي تباشر الدولة عليه سلطانها‪ ،‬وال يمارس عليه‬
‫سلطان غير سلطانها‪ .‬ويتكون إقليم الدولة من ثالثة عناصر هي‪ :‬اإلقليم البري‪ ،‬اإلقليم البحري و اإلقليم‬
‫الجوي‪ ،‬مع العلم أن اليابسة كانت هي الوحيدة التي يتشكل منها اإلقليم‪ ،‬لكن التطورات التي حصلت على‬
‫األسلحة وكذا في وسائل المواصالت باإلضافة إلى المصالح االقتصادية وسعت مفهوم اإلقليم إلى بعض‬
‫المساحات المائية المحيطة بها وكذا إلى المجال الجوي الذي يعلو يابستها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ال يشمل اإلقليم األرضي سطح األرض وما فوقه من معالم طبيعية فقط‬
‫وإنما يمتد إلى باطن األرض‪ ،‬فال يشترط في إقليم الدولة أن يكون قطعة‬
‫ترابية واحدة مترابطة فقد يتشكل من جزر عديدة‪ ،‬بل قد يتكون من أجزاء‬
‫‪ -1‬اإلقليم‬
‫ترابية متباعدة‪ ،‬كما ال يشترط أيضا أن يبلغ إقليم الدولة مساحة معينة فقد‬ ‫البري‪:‬‬
‫يكون واسعا أو ضيقاً‪ ،‬وعليه فإن ترابط إقليم الدولة أو تجزئته‪ ،‬ضيقة‬
‫واتساعه ليس له أثر أي أثر من الناحية القانونية على قيام الدولة‪.‬‬
‫يشمل اإلقليم المائي كل من البحار الداخلية‪ ،‬البحيرات الكبرى‪ ،‬األنهار‪،‬‬
‫والبحر اإلقليمي بالنسبة للدول الساحلية‪،‬حيث لهذه الدول الحق في منطقة من‬
‫البحر تسمى البحر اإلقليمي مسافتها ‪12‬ميل بحري أي ما يعادل حوالي ‪20‬‬
‫كلم ابتداء من الشريط الساحلي المجاور لإلقليم البري‪ ،‬وقد أقرت اتفاقية‬ ‫‪ -2‬اإلقليم‬
‫قانون البحار ‪ 1982‬المنعقدة بدولة جمايكا كامل السيادة للدولة على المنطقة‬ ‫البحري‪:‬‬
‫اإلقليمية‪ ،‬إلى جانب ذلك هناك‪ ،‬مساحات أخرى تمارس الدولة الساحلية‬
‫حقوق وظيفية تشمل مسافة تقدر ‪ 188‬ميال تسمى بالمنطقة االقتصادية‬
‫الخالصة‪ ،‬إلى جانب تمتعها بالسيادة على الجرف القاري‪ ،‬أما منطقة أعالي‬
‫البحار تعتبر تراثا مشتركا ً لإلنسانية‪.‬‬
‫يشمل اإلقليم الجوي الطبقة الجوية التي تعلو على إقليمها البري والبحري‪،‬‬
‫وقد أقرت اتفاقية شيكاغو التي أبرمت سنة ‪ 1944‬حق السيادة اإلقليمية‬
‫للدولة على طبقاتها الجوية مع السماح للدول األخرى بالمرور البريء الذي‬
‫‪ -3‬اإلقليم‬
‫ال يشكل خطراً على أمنها وسالمتها‪.‬‬ ‫الجوي‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬السلطة السياسية‬


‫السلطة السياسية هي أحد األركان األساسية المكونة للدولة‪،‬يقصد بها الهيئة الحاكمة أو‬
‫الجهاز الحاكم‪ ،‬وهو التنظيم الذي يتخذ القرارات باسم كل األفراد المكونين للجماعة‪ ،‬ينفذها‬
‫باعتبارها ملزمة لجميع أعضائها‪ ،‬وهذه القرارات تنظم سلوك الجماعة وتسمح لهذه السلطة‬
‫باتخاذ أي إجراء يتطلبه تسيير شؤون الجماعة والتعبير عن مصالحهم‪ ،‬ولكي تتمكن من‬
‫القيام بذلك يجب أن تكون قانونية‪ ،‬أي مقبولة من طرف المحكومين عن طريق رضاهم‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت القوة هي سندها الوحيد فتكون سلطة فعلية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬خصائص السلطة السياسية ‪:‬‬
‫تتميز السلطة السياسية للدولة ببعض الخصائص هي‪:‬‬
‫* سلطة مركزية عليا‪ :‬فهناك سلطة واحدة في الدولة موجود على مستوى المركز يخضع لها جميع‬
‫األفراد‪ ،‬وال توجد بينها وبينهم سلطات وسيطة‪ ،‬كما أنه ال توجد سلطة لها على اإلقليم‪ ،‬فهي بالتالي ال‬
‫تخضع لسلطة تعلوها‪.‬‬

‫* سلطة ذات اختصاص عام‪ :‬إن النشاط الذي تمارسه السلطة السياسية للدولة ليس له حدود بل يشمل‬
‫سائر نواحي الحياة‪ ،‬فإلى جانب ممارستها للنشاطات التقليدية المتعلقة بتنظيم المجتمع والدفاع الخارجي‪،‬‬
‫فإنها تعمل أيضا ً على فض المنازعات التي قد تثور بين األشخاص سواء الطبيعية أو المعنوية تجسيداً‬
‫لما تصدره من تشريعات‪ ،‬بل إنها أصبحت تدخل حتى في الحقل االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪.‬‬
‫* سلطة مدنية‪ :‬من المسلم به أن السلطة السياسية في ظل الدولة الحديثة يجب أن تكون مدنية وليست‬
‫عسكرية‪ ،‬ولتتماشى مع مبادئ الديمقراطية فمن الضروري أيضا ً أن يكون ممثلوها منتخبين من طرف‬
‫الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وهذا ال يعني تغييب السلطة العسكرية‪ ،‬ولكن هذه األخيرة وجدت‬
‫لضمان واجبات الدفاع الوطني على أن تظل خاضعة للسلطة المدنية‪.‬‬

‫* سلطة تحتكر اإلكراه المادي‪ :‬فالدولة تحتكر وسائل اإلكراه المادي كالجيش‪ ،‬الدرك‪ ،‬الشرطة‬
‫والقوة العمومية وجهاز القضاء و المخابرات‪ ،‬فهي التي تملك أكبر قوة مادية تمكنها من تنفيذ أوامرها‬
‫ذات االختصاص العام فتتولى حماية اإلقليم من أي اعتداء أو تمرد داخلي وتوفر األمن لألفراد‪.‬‬

‫* سلطة دائمة‪ :‬يراد بذلك أن السلطة تبقى ببقاء الدولة بغض النظر عن بقاء أو زوال حكامها الذين‬
‫يمارسون الحكم فيها‪ ،‬ولهذا فإن المعاهدات التي تبرمها دولة ما ال تنتهي بوفاة الرئيس الذي أبرمها وإنما‬
‫تلزم بها السلطة الحاكمة التي تمثل الدولة بعد زواله‪ ،‬كما أنه ال‪ ،‬يقبل التصرف فيها بأي نوع من أنواع‬
‫التصرفات ألن اإلنسان يتصرف فيها كمالك‪ ،‬والحكام ال يملكون السلطة وإنما يمارسونها فقط‪.‬‬

‫* سلطة أصلية‪ :‬تعتبر سلطة الدولة أصلية وال تنبع من أي سلطة أخرى بل على العكس فإن السلطات‬
‫األخرى الموجودة في إقليمها تنبثق منها وتخضع لها‪ ،‬فهي التي تضع النظام القانوني الذي يخضع له‬
‫األشخاص وتنظم نفسها بنفسها‪ ،‬كما أنها ال تخضع داخليا ً أو خارجيا ً لغيرها ففي الداخل تمثل أعلى‬
‫السلطات وفي الخارج فهي ذات سيادة وتتمتع باالستقالل السياسي وال تكون تابعة ألي دولة أجنبية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬السلطة بين الشرعية و المشروعية ‪:‬‬
‫تعتبر الشرعية و المشروعية من أبرز اإلشكاالت المطروحة بالنسبة للسلطة السياسية للدولة‪،‬‬
‫ليس فقط على أساس أنهما يعتبران المستند الذي يقوم عليه النظام الحاكم في أي دولة و به‬
‫أيضا تتحجج المعارضة‪.‬‬

‫*المشروعية‪ :‬يعد العمل أو التصرف‬ ‫*الشرعية‪ :‬إن الشرعية هي صفة‬


‫مشروعا إذا كان يتطابق والقواعد القانونية‬ ‫تطلق على سلطة يعتقد األفراد أنها تتطابق‬
‫الوضعية كالدستور والقانون‪ ،‬فيقال بأن‬ ‫والصور التي كونوها داخل المجموعة‬
‫هذا العمل مشروع إذا كان يتطابق مع‬ ‫الوطنية أي تطابق السلطة في مصدرها‬
‫الدستور (مشروعية دستورية) ومع‬ ‫وتنظيمها مع المبادئ التي يقوم عليها‬
‫القانون (مشروعية قانونية) ‪ ،‬فالسلطة‬ ‫المجتمع‪ ،‬فهي تعبر عن مطابقة السلطة‬
‫تكون مشروعة حينما تستند في وجودها‬ ‫لفكرة الصالح العام‪ .‬وعليه أمكن القول بأن‬
‫إلى القواعد المحددة في النظام القانوني‬ ‫السلطة الشرعية هي تلك التي تستند في‬
‫للدولة أو القواعد المحددة في الدستور‪.‬‬ ‫وجودها إلى اإلرادة الشعبية‪ ،‬فهي تتماشى‬
‫وتتوافق في مصدرها وطرق ممارستها‬
‫واألهداف التي تسعى لتحقيقها مع ما‬
‫يعتقده أفراد المجتمع بأنه األفضل في كافة‬
‫مجاالت الحياة‪ ،‬ومن هنا فال وجود‬
‫للشرعية طالما أن األفراد لم يتقبلوا أسلوب‬
‫الحكم وهي األساس في تمييز األنظمة‬
‫الديمقراطية عن غيرها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬خصائص الدولة‪.‬‬

‫خصائص الدولة‬
‫ثانيا‪ :‬السيادة‬ ‫أوال‪ :‬الشخصية القانونية للدولة‬

‫مفهوم السيادة‬ ‫مفهوم الشخصية القانونية للدولة‬

‫خصائص السيادة‬ ‫‪ -2‬الرأي المدافع‬ ‫‪ -1‬الرأي المعارض‬


‫عن الشخصية‬ ‫للشخصية القانونية‬
‫القانونية للدولة‬ ‫للدولة‬
‫صاحب السيادة‬

‫نتائج تمتع الدولة بالشخصية القانونية‬


‫النظرية الثانية‪:‬‬ ‫النظرية األولى‪:‬‬
‫نظرية سيادة‬ ‫نظرية سيادة‬
‫الشعب‬ ‫األمة‬ ‫‪ -2‬إستقاللية الذمة‬ ‫‪ -1‬دوام الدولة‬
‫المالية للدولة‬ ‫ووحدتها‬

‫‪ -4‬المساواة بين الدول‬ ‫‪ -3‬أهلية التقاضي‬

‫‪1‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬خصائص الدولة‪.‬‬

‫خصائص الدولة‬
‫مقدمة عامة ‪:‬‬
‫حتى نميز بين خصائص الدولة وأركانها‪ ،‬من الضروري معرفة أن األركان هي األسس التي ال تقوم‬
‫الدولة بدونها‪ ،‬وإذا فقد أحدها فسيزول وجودها‪ ،‬أما الخصائص فهي تلك المميزات التي تتسم بها الدولة‬
‫و التي ال يؤدي فقدانها إلى زوال الدولة‪ ،‬وبالتالي فالخصائص األساسية للدولة هي الشخصية القانونية‬
‫والسيادة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشخصية القانونية للدولة‬

‫مفهوم الشخصية القانونية للدولة‪:‬‬


‫الشخص المعنوي وهو شخص قانوني متميز على أنه قادر على اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات‪ .‬ويقصد بالشخصية القانونية للدولة‪ ،‬أهلية الدولة الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‬
‫التي يفرضها القانون‪ ،‬بمعنى أهلية الوجوب وأهلية األداء‪ .‬وهذا يعني أن شخصيتها منفصلة عن‬
‫شخصيات األفراد المكونين للدولة سواء الذين يمارسون السلطة والحكم فيها أو المحكومين وهذا ما‬
‫دفع بعض الفقهاء إلى تعريف الدولة بأنها التشخيص القانوني لألمة‪ .‬ولقد ذهب بعض الفقهاء إلى‬
‫إنكار الشخصية للدولة والبعض اآلخر إلى إثباتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬الرأي المدافع عن الشخصية المعنوية للدولة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الرأي المعارض للشخصية القانونية للدولة‪:‬‬
‫يقصد كمبدأ عام باالعتراف بالشخصية القانونية قدرة‬ ‫يذهب أصحاب هذا الفريق إلى إنكار الشخصية‬
‫الدولة على التمتع بالحقوق وكذلك تحمل االلتزامات‪،‬‬ ‫القانونية للدولة منهم االتجاه الفرنسي الذي‬
‫أي القابلية التي تؤهل الشخص ألن يكون طرفا‬ ‫يترأسه ليون دوجي الذي أطلق مقولته الشهيرة‬
‫إيجابيا أو طرفا سلبيا بشأن الحقوق‪ ،‬أما الشخصية‬ ‫«لم يسبق لي أن تناولت وجبة اإلفطار مع‬
‫القانونية قدرة الدولة على التمتع بالحقوق وكذلك‬ ‫شخص معنوي»‪ ،‬وهو يرى أن الدولة ما هي إال‬
‫تحمل االلتزامات‪ ،‬أي القابلية التي تؤهل الشخص ألن‬ ‫تعبير عن إرادة مجموعة صغيرة من أفراد‬
‫يكون طرفا إيجابيا أو سلبيا بشأن الحقوق‪ ،‬أما‬ ‫المجتمع التي ينصاع لها غالبية أفراده‪ ،‬وغير‬
‫الشخصية المعنوية فيمكن تعريفها على أنها‬ ‫بعيد عن ذلك توجه الفقه األلماني الذي يرى أن‬
‫« مجموعة من األشخاص و األموال التي تهدف إلى‬ ‫الدولة هي أداة في يد الزعيم الذي يوجه وينظم‬
‫تحقيق غرض معين‪ ،‬و يعترف لها القانون بالشخصية‬ ‫األمة‪ ،‬وأن إرادة الدولة هي نفسها إرادة‬
‫القانونية بالقدر الكافي لتحقيق هذا الغرض»‪ .‬وعلى‬ ‫الزعيم‪،‬أما الفكر الماركسي فإنه يرى أن الدولة‬
‫أساس ذلك يعترف الكثير من الفقهاء أو الدولة تتمتع‬ ‫تتجسد في الفئة البورجوازية التي تحكم سيطرتها‬
‫بشخصية معنوية مستقلة تمارس جميع الحقوق‬ ‫على فئة البروليتارية‪ ،‬و أن إرادة الدولة إنما هي‬
‫الممنوحة للشخص المعنوي وشخصيتها منفصلة تماما‬ ‫إرادة الفئة البورجوازية‪.‬‬
‫عن شخصيات األفراد الذين يمارسون السلطة والحكم‬
‫فيها‪ ،‬ويترتب عن ذلك مجموعة من النتائج المهمة‬
‫منها دوام الدولة ووحدتها‪،‬التمتع بالذمة المالية‪ ،‬أهلية‬
‫القاضي والمساواة بين الدول‪.‬‬

‫نتائج تمتع الدولة بالشخصية القانونية‪:‬‬


‫يترتب عن االعتراف بالشخصية القانونية للدولة نتائج هي‪:‬‬
‫‪ -1‬دوام الدولة ووحدتها‪ :‬إن الدولة ليست كغيرها من األشخاص فهي تعتبر وحدة قانونية مستقلة‬
‫عن أشخاص الحكام‪ ،‬وبالتالي تكون السلطة التي يمارسها الحكام ملكا للدولة يباشرها هؤالء باسم‬
‫الجماعة الوطنية و لمصلحتها‪ ،‬كما تنتج عنها أيضا خاصية أساسية تنفرد بها عن األشخاص المعنويين‬
‫اآلخرين وعن األشخاص الطبيعيين‪ ،‬وهي تمتعها بصفة الدوام واالستمرار‪ ،‬وأن زوال األشخاص‬
‫القائمين ال يؤثر في بقائها فالمعاهدات واالتفاقيات التي تبرمها الدولة والقوانين التي تسنها تبقى نافذة‬
‫بالرغم من تغيير نظام الحكم أو أشخاص الحكم الذين تعاقدوا باسمها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬استقاللية الذمة المالية للدولة‪ :‬تتمتع الدولة بذمة مالية حيث عليها التزامات وحقوق مالية‬
‫منفصلة عن ذمة األعضاء المكونين والمسيرين لها واألشخاص الحاكمين‪ ،‬كما أن كل األعمال التي‬
‫يقومون بها تمول من أموال الدولة سواء صنفت في خانة الحقوق أو التزامات‪ ،‬سواء تعلق األمر بإدارة‬
‫المرافق العامة أو هيئة الجيش للدفاع والشرطة فإن اقتطاع حقوقها يكون من الذمة المالية للدولة‪ ،‬أما عن‬
‫مصدر هذه األموال فإن أغلبها يكون من الضرائب والرسوم والغرامات المختلفة‪ ،‬زيادة على المنافع‬
‫المالية التي قد تجنيها من إدارتها لبعض المشاريع العمومية‪.‬‬

‫‪ -3‬أهلية التقاضي‪ :‬إن تمتع الدولة بالشخصية القانونية يجعلها تتمتع بالحقوق وتتحمل مجموعة من‬
‫االلتزامات التي تجعلها في مركز قادر على ممارسة الحق في التقاضي‪ ،‬للدفاع عن حقوقها أو نتيجة‬
‫لاللتزامات التي تلقى على عاتقها خاصة و أنها تدخل في عالقات متشابكة مع األشخاص الطبيعية‬
‫و المعنوية على حد سواء في شكل عقود أو قرارات إدارية تصدرها في حقهم‪ ،‬أو مع دول أخرى عن‬
‫طريق إبرام االتفاقيات و المعاهدات الدولية‪.‬‬

‫‪ -4‬المساواة بين الدول‪ :‬إن االعتراف بالشخصية المعنوية للدولة يترتب عليه ميالد شخص قانوني‬
‫دولي قادر على إحداث تصرفات قانونية وما يترتب عن ذلك من مسؤولية‪ ،‬وهذا يجعل الدولة تتساوى‬
‫مع بقية الدول من حيث أنها تكون لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات التي تثبت لغيرها من أشخاص‬
‫القانون الدولي‪ ،‬ثم تبرز أيضا ً مسألة المساواة بين الدول من خالل السيادة التي تعتبر خاصية تتميز بها‬
‫جميع الدول كمبدأ عام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السيادة‬
‫مفهوم السيادة‪:‬‬
‫إن السيادة هي خاصية قانونية تتميز بها الدولة عندما تكتمل المقومات المادية التي تنبني عليها من‬
‫مجموع بشرية ورقعة جغرافية ومؤسسة حاكمة‪ ،‬وهي تجسد ما تتمتع به الدولة من سلطات‬
‫تمارسها على األفراد داخل إقليمها وتواجه به الدول األخرى في الخارج‪ ،‬ومن مقتضيات هذا‬
‫السلطان أن يكون مرجع تصرفات الدولة في مختلف شؤونها إرادتها وحدها‪ ،‬ويتفق جمع كبير من‬
‫الفقهاء على أن السيادة هي السلطة القانونية المطلقة التي تملك دون منازع الحق القانوني في مطالبة‬
‫اآلخرين بااللتزام والخضوع على النحو الذي يحدده القانون وعدم الخضوع ألي سلطة مهما كانت‬
‫طبيعتها و مصدرها إال في حدود إرادة الدولة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫خصائص السيادة‪:‬‬
‫تتميز السيادة بمجموعة من الخصائص و التي تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬سلطة أصلية‪ :‬سيادة الدولة ال تستمد ال وجودها وال مصدرها من أحد و ال تتفرع عن أي سلطة بل‬
‫هي قائمة بذاتها‪ ،‬مما يجعل سلطة الدولة تختلف عن كل السلطات األخرى التي توجد على إقليم الدولة‬
‫والتي تستمد وجودها منها و تكون في عالقة تبعية لها‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطة قانونية‪ :‬السيادة تعتمد في قيامها على القانون وتستمد مشروعيتها منه وتراعي أحكامه أثناء‬
‫ممارسة مظاهرها‪ ،‬وعلى أساس ذلك فإن األشخاص الذين يمارسون السيادة تكون لهم سلطة إصدار‬
‫القوانين وتطبيقها ولو باستعمال وسائل اإلكراه البدني على المحكومين‪ ،‬لكنها في المقابل ليست سلطة‬
‫تعسفية أو استبدادية بل تخول فقط ممارسة الصالحيات المسندة لسلطات الدولة في إطار القيود التي‬
‫يضعها القانون‪.‬‬

‫‪ -3‬سلطة واحدة‪ :‬هذا يعني أنها سلطة غير قابلة للتجزئة فعلى الرغم من تعدد الهيئات في الدولة فإن‬
‫ذلك ال يعني مطلقا أن السلطة مفتتة‪ ،‬بل إن مجمل هذه الهيئات هي فقط مجرد أدوات لممارسة هذه السلطة‬
‫ولتسهيل القيام باألعمال واألهداف التي تريد تحقيقها‪ ،‬فهي تتقاسم اختصاصات هذه األخيرة فقط وال‬
‫تتقاسم السلطة ذاتها‪ ،‬كما أنه ال توجد في الداخل منظمة منافسة لها أو أقوى منها‪ ،‬على أساس أن قوة‬
‫الدولة تمتاز بأنها قوة مادية واقعية يمكن لها اللجوء إلى استخدام القوة واإلكراه المادي عند الضرورة‬
‫قصد تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫صاحب السيادة‪:‬‬
‫السيادة بالفرنسية ‪ la souveraineté‬وأصل هذا المصطلح نابع من السيد وهو الملك أو الحاكم بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وأول ما ظهرت كانت بهدف الدفاع عن الملوك إزاء سلطة البابا واإلقطاعيين‪ ،‬الذي البد أن تكون‬
‫له سلطة مطلقة يمارسها على حدود إقليمه وعلى رعيته ال يشارك فيها أحد‪ ،‬ولقد فسرت هذه السلطة قديما‬
‫على أساس طبيعة الحاكم اإللهية أو لكونه خليفة هللا في األرض بالنسبة للنظريات الدينية‪ ،‬وتفسر استنادا‬
‫للقوة الجسدية أو الفكرية أو المالية بالنسبة لنظريات القوة و الغلبة‪ .‬وعلى أنقاض النظريات التاريخية حول‬
‫تطور مفهوم صاحب السيادة‪ ،‬ظهرت نظريات حديثة تتمثل في‪:‬‬

‫نظرية سيادة األمة و نظرية سيادة الشعب‬

‫‪5‬‬
‫النظرية األولى‪ :‬نظرية سيادة األمة‬

‫يعتبر الكثير من الدارسين أن نظرية سيادة األمة هي وليدة الفقيه جون جاك روسو التي صاغها في كتابه‬
‫بعنوان «العقد االجتماعي»‪ ،‬واعتنقتها الثورة الفرنسية بعد نجاحها في عام ‪ 1789‬وكرستها كمبدأ‬
‫دستوري من خالل وثيقة إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الصادرة في نفس السنة وذلك في المادة الثالثة‬
‫التي تنص على أن «األمة هي مصدر كل سيادة»‪.‬‬
‫ومفاده هذه النظرية أن السيادة في الدولة تعود لألمة باعتبارها كائنا مجردا ومستقال عن األشخاص‬
‫المكونين لها‪ ،‬وهي وحدة واحدة ال يمكن أن تتجزأ‪ ،‬وال يمكن التصرف فيها أو التنازل عنها أنها تكون‬
‫مطلقة دائمة‪ ،‬عامة‪ ،‬وشاملة‪ ،‬أما نتائجها فهي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االنتخاب وظيفة وليس حقا فيمارسه مجموعة من األشخاص دون غيرهم‪.‬‬


‫‪ -‬األخذ باالقتراع المقيد‪.‬‬
‫‪ -‬النائب ممثل لألمة و ال يمثل األشخاص الذين انتخبوه‪.‬‬
‫‪ -‬استقاللية النائب عن األشخاص الذين انتخبوه‪.‬‬
‫‪ -‬القانون هو تعبير عن إرادة األمة‪.‬‬

‫النقد‪:‬‬
‫إن منح السيادة لألمة يعني تمتعها بالشخصية القانونية وهذا يجعلنا نكون أمام شخصين قانونيين هما‬
‫األمة و الدولة ونحن نعلم أن هناك شخصية واحدة تعود للدولة‪ ،‬ثم إن الجزم بتمتع األمة بالسيادة‬
‫يؤدي إلى تأكيد السلطة المطلقة لممثليها‪ ،‬وهذا سيؤدي إلى ضياع الحقوق والحريات األساسية‬
‫لألفراد‪ ،‬فبالنظر إلى المبادئ التي تتبناه هذه النظرية فإن ممثلي األمة حينما يسنون قانونا فإنهم‬
‫يعبرون عن إرادة األمة‪ ،‬ولكون أن هذه اإلرادة مشروعة فال بد على األفراد الخضوع لها ولو تعلق‬
‫األمر بمساس وإهدار حقوقهم وحرياتهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫النظرية الثانية‪ :‬نظرية سيادة الشعب‬
‫إن التطور الذي لحق بالمذهب الفردي‪ ،‬واالنتقادات التي وجهت إلى مبدأ سيادة األمة كانت أسبابا كافية‬
‫لظهور أصوات تنادي بضرورة تجسيد التمثيل النسبي الحقيقي للشعب‪ ،‬فجاءت إذن نظرية سيادة الشعب‬
‫على أنقاض نظرية سيادة األمة والتي ترى أن السيادة ملك للجماعة التي تتكون من عدد من األفراد‪ ،‬وأن‬
‫كل فرد من األفراد يمتلك جزء من السيادة يعبر عنها عن طريق انتخاب ممثلين لهم يمارسون السلطة‬
‫باسمهم و لحسابهم‪ ،‬وأن مجموعة هذه السيادات التي يمتلكها جميع األفراد هي التي تتحد فتشكل سيادة‬
‫الدولة‪ ،‬وعلى غرار نظرية سيادة األمة فاألخذ بهذه النظرية أيضا تترتب عنه جملة من النتائج هي‪:‬‬

‫‪ -‬تجزئة السيادة بين كل أفراد الشعب و لكن بمفهومه السياسي‪.‬‬


‫‪ -‬االنتخاب حق يتمتع به كل فرد من أفراد الشعب الختيار ممثليه وليس وظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ باالقتراع العام وال تترتب عليه إال بعض الشروط البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بمفهوم الوكالة اإللزامية مما يجعل الناخب يمثل الدائرة االنتخابية التي انتخبه‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بنظام التمثيل النسبي‪.‬‬
‫‪ -‬القانون تعبير عن إرادة األغلبية وليس عن إرادة األمة ‪.‬‬

‫النقد‪:‬‬
‫عكس نظرية سيادة األمة فإن نظرية سيادة األمة تشجع على استبداد الشعب الذي قد يكون أكثر‬
‫خطورة‪ ،‬ثم يمكن أن يمكن أن نالحظ أنها تكرس الجهوية على أساس أن النائب المنتخب يمثل‬
‫األشخاص الذين انتخبوه مما يجعله يسعى فقط لخدمتهم لضمان إعادة انتخابه‪،‬كذلك االقتراع العام‬
‫الذي يمنح الحق في االنتخاب حتى للفئات التي ليس لها الوعي السياسي الكافي مما يجعل اإلرادة‬
‫الشعبية تصادرها األغلبية الجاهلية التي تنخدع بالوعود الكاذبة‪ ،‬بينما تبقى المصلحة العليا للدولة‬
‫بعيدة عن حساباتهم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أشكال الدولة‪.‬‬

‫أشكال الدولة‬

‫‪ -2‬الدولة المركبة‬ ‫‪ -1‬الدولة الموحدة أو البسيطة‬

‫‪ -1‬تعريف الدولة المركبة‬ ‫‪ -1‬تعريف الدولة الموحدة أو البسيطة‬

‫‪ -2‬األشكال القديمة للدولة المركبة‬ ‫‪ -2‬خصائص الدولة الموحدة أو البسيطة‬

‫ب‪ -‬اإلتحاد‬ ‫أ‪ -‬اإلتحاد‬ ‫‪ -3‬التنظيم اإلداري للدولة الموحدة أو البسيطة‬


‫الفعلي‬ ‫الشخصي‬
‫(الحقيقي)‬
‫ب‪ -‬الالمركزية‬ ‫أ‪ -‬المركزية‬
‫اإلدارية‬ ‫اإلدارية‬
‫‪ -3‬األشكال الحديثة للدولة المركبة‬

‫ب‪ -‬اإلتحاد‬ ‫أ‪ -‬اإلتحاد‬


‫الفيدرالي‬ ‫اإلستقاللي‬
‫(المركزي)‬ ‫(التعاهدي)‬

‫‪1‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للدولة‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أشكال الدولة‪.‬‬

‫أشكال الدولة‬
‫مقدمة عامة ‪:‬‬
‫تختلف التركيبة وتكوين السلطة وكذا كيفية ممارستها من دولة إلى أخرى مما يعطي أنماطا عديدة للدول‪.‬‬
‫بحيث يميز الفقه على أساس ذلك بين شكلين من أشكال الدول وهي‪ :‬الدولة الموحدة أو البسيطة والدولة‬
‫المركبة أو الدولة االتحادية‪.‬‬
‫وعليه يهدف هذا الدرس إلى تمكين الطالب من معرفة مفهوم هذه الدول؟ وتحصيل الفرق بينهما؟‬

‫أوال‪ :‬الدولة الموحدة أو البسيطة‬


‫تعرف الدولة الموحدة أو البسيطة على أنها الدولة التي توجد فيها سلطة حكومية واحدة تمارس‬
‫اختصاصاتها على كل أفراد شعبها في جميع أجزاء إقليمها بطريقة موحدة‪.‬‬
‫كما عرفت الدولة البسيطة على أنها تلك الدولة التي تنفرد فيها سلطة أو هيئة واحدة بممارسة الشؤون‬
‫الداخلية والخارجية فيها‪ ،‬ويكون شعبها وحدة بشرية متجانسة وإقليم موحد وال يؤثر في اعتبار الدولة‬
‫البسيطة اتساع رقعة إقليمها أو اتصال وانفصال أراضي إقليمها‪ ،‬كما ال تؤثر في اعتبار الدولة بسيطة أو‬
‫موحدة شكل نظام الحكم فيها ملكيا كان أو جمهوريا‪ ،‬فالدولة الموحدة قد تكون ملكية كالمغرب‪ ،‬السعودية‬
‫واألردن‪ ،‬ويمكن أن تكون جمهورية كالجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر ولبنان‪ ،‬كما أن معظم دول العالم هي دول‬
‫بسيطة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫خصائص الدولة البسيطة أو الموحدة‪:‬‬

‫‪ -2‬تكون الدولة الموحدة أو البسيطة متحدة في‬ ‫‪ -1‬تتميز الدولة الموحدة أو البسيطة بوحدة التنظيم‬
‫عصرها البشري‪ ،‬حيث تخاطب السلطة السياسية‬ ‫السياسي فيها‪ ،‬حيث تظهر الدولة الموحدة كوحدة واحدة‬
‫فيها جماعة متجانسة بالرغم وجود اختالفات فردية‬ ‫من الناحية الخارجية والناحية الداخلية‪ ،‬فهي تنفرد بهيئة‬
‫واحدة تدير شؤونها الخارجية وبتمثيل خارجي واحد‪.‬‬
‫بين أعضاء الجماعة‪ ،‬كما يخضع الجميع في الدولة‬
‫كما تتميز من الناحية الداخلية بالوحدة في نظام الحكم‬
‫الموحدة للقرارات الصادرة من الهيئات الحاكمة‬
‫السياسي‪ ،‬أي بدستور واحد يطبق على كافة أنحاء إقليم‬
‫وأخيرا ً يفضي التنظيم الحكومي جميع أجزاء إقليم‬
‫الدولة‪ ،‬وسلطة تشريعية واحدة تختص بمباشرة الوظيفة‬
‫الدولة بطريقة متجانسة دون اعتبار للفوارق‬ ‫التشريعية بالنسبة إلقليم الدولة بكامله وسلطة تنفيذية‬
‫اإلقليمية و المحلية‪.‬‬ ‫واحدة يخضع لها جميع أفراد الدولة على حد سواء فيما‬
‫تصدره من قرارات و سلطة قضائية واحدة يلجئ إليها‬
‫أفراد الدولة في منازعاتهم‪.‬‬

‫التنظيم اإلداري للدولة الموحدة أو البسيطة‪:‬‬

‫‪ -1‬المركزية اإلداريّة‪:‬‬
‫وتعني حصر الوظيفة اإلدارية داخل الدولة في يد سلطة واحدة مركزية متواجدة في العاصمة‬
‫(رئيس الدولة‪ ،‬الوزير األول و الوزراء‪ ،‬الهيئات الوطنية األخرى) لها ممثلين عنها في األقاليم‬
‫(الواليات) يخضعون لها من حيث السلطة الرئاسية‪ .‬وهذه المركزية اإلدارية لها صورتين‪:‬‬

‫* التركيز اإلداري‪ :‬يقصد به تركيز شؤون الدولة في يد السلطة المركزية في إصدار‬


‫قرارات سياسية وإدارية وما على الهيئات اإلقليمية إال تنفيذ القرارات‪.‬‬

‫* عدم التركيز اإلداري‪ :‬يقصد به تخفيف حدة التركيز اإلداري حيث يمنح جزء من‬
‫صالحيات واختصاصات السلطة اإلدارية المركزية إلى المرؤوسين مع االحتفاظ بحق الرقابة‬
‫عن طريق السلطة الرئاسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬الالمركزية اإلداريّة‪:‬‬
‫وهي نظام إداري يقوم على توزيع السلطات والوظائف اإلدارية بين اإلدارة المركزية وبين‬
‫هيئات إدارية إقليمية أو مصلحية مستقلة قانونا عن اإلدارة المركزية‪ .‬وهذه الالمركزية اإلدارية‬
‫لها صورتين‪:‬‬

‫*الالمركزية اإلقليمية‪ :‬و تتجسد بمنح جزء من إقليم الدولة الشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي وسلطة تسير وإدارة المرافق المحلية مثل البلدية والوالية‪.‬‬

‫*الالمركزية المرفقية‪ :‬تتجسد في منح مرفق عام معين كالتعليم و النقل مثال الشخصية‬
‫المعنوية ليصبح مستقال عن السلطة المركزية في أداء وظيفته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدولة المركبة‬


‫يقصد بالدولة المركبة إتحاد مجموعة من الكيانات المجزأة في شكل وحدات داخلية تسمى بالدول أو‬
‫الدويالت‪ ،‬وتجمع بينها رابطة معينة قصد تحقيق أهداف ومصالح مشتركة‪ ،‬فهي إذا الدولة التي تتكون‬
‫من إتحاد دولتين أو أكثر‪ ،‬ونظرا الختالف نوع وطبيعة اإلتحاد الذي يقوم بين هذه الدول فقد لجأ الفقه‬
‫الدستوري على تصنيفها إلى دول اتحادية قديمة ودول اتحادية جديدة‪.‬‬

‫‪ -1‬األشكال القديمة للدولة المركبة‪:‬‬

‫ترتبط األشكال القديمة للدول المركبة بالملكيات التي سادت في القرنين الثامن عشر و التاسع‬
‫عشر‪ ،‬و تنقسم أساسا إلى اتحادات شخصية و أخرى فعلية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫أ)‪ -‬اإلتحاد الشخصي‪:‬‬

‫وهو عبارة عن اتحاد بين دولتين أو أكثر تحت عرش واحد‪ ،‬بحيث تخضع الدول الداخلة في االتحاد‬
‫لحكم شخص واحد سواء كان ملكا أو رئيسا للجمهورية مع احتفاظ كل من الدول الداخلة في االتحاد‬
‫باستقاللية الخارجي وشخصيتها الدولية ‪ ،‬لكن تحتفظ كل دولة بسيادتها الكاملة وتنظيميا الداخلي المستقل‬
‫‪ ،‬وبالتالي مظاهر اإلتحاد هنا ال تتجسد إال في شخص رئيس الدولة فقط (فرئيس الدولة هو المظهر‬
‫الوحيد والمميز لالتحاد الشخصي األمر الذي يجعله اتحادا عرضيا وموقوتا يزول وينتهي بمجرد زوال‬
‫سببه)‪ .‬هذا النوع يراه أغلبية الفقهاء أنه وليد الصدفة ألنه ناتج عن أسباب ودوافع ظرفية مرحلية للدولة‬
‫بزوالها يزول هذا االتحاد‪ .‬ويتكون هذا اإلتحاد إما نتيجة‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود شخص واحد يرأس الدولتين ( ملكا‪ ،‬إمبراطورا‪ ،‬رئيسا للجمهورية)‪.‬‬

‫‪ -2‬نتيجة اجتماع حق وراثة عرش دولتين في نيل أسرة ملكية واحدة‪.‬‬

‫‪ -3‬أو نتيجة زواج بين عرشين ملك دولة وملكة دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬أو يتحقق على إثر اتفاقية دولية ‪.‬‬

‫‪ -5‬عن طريق االنتخابات لشخص واحد رئيسا للجمهورية‪.‬‬

‫خصائص اإلتحاد الشخصي‪:‬‬


‫‪ -‬خضوع االتحاد لرئاسة شخص واحد ‪ :‬فالمظهر الوحيد المميز لالتحاد الشخصي هو وحدة رئيس‬
‫الدولة‪ ،‬وهذا يجعل منه اتحاد موقوتا‪ ،‬إذ يزول االتحاد بمجرد اختالف شخص رئيس الدولة‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يمارس رئيس اإلتحاد الشخصي سلطاته ال بصفته رئيسا لالتحاد وإنما يمارسها بصفته رئيسا‬
‫إلحدى الدول الداخلة في اإلتحاد ويمارسها تارة أخرى بصفته رئيسا لدولة أخرى في اإلتحاد‪ ،‬فهي‬
‫شخصية لها دور مزدوج أو متعدد بتعدد الدول الداخلة في اإلتحاد‪.‬‬

‫‪ -‬إحتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وانفرادها برسم سياستها الخارجية‪ ،‬إذ ال يتولد عن اإلتحاد الشخصي‬
‫نشأة دولة جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬تعد الحرب بين دول االتحاد الشخصي حريا دولية‪.‬‬

‫‪ -‬أن التصرفات التي تقوم بها أحد دول االتحاد الشخصي إنما تتصرف نتائجها إلى هذه الدولة فقط وليس‬
‫إلى اإلتحاد‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر رعايا كل دولة أجنبيا على الدولة األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ال يلزم في االتحاد تشابه نظم الحكم للدول المكونة لها‪.‬‬

‫من بين األمثلة التي تضرب لهذا النوع من اإلتحادات‪ :‬اتحاد بولندا وليتوانيا الذي قام عام ‪ 1385‬على‬
‫اثر زواج ملك ليتوانيا من ملكة بولندا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ب)‪ -‬اإلتحاد الفعلي (الحقيقي)‪:‬‬

‫يعتبر اإل تحاد الفعلي إتحاد دولتين أو أكثر يترتب عليه ظهور شخص دولي جديد مع احتفاظ كل دولة‬
‫بنظامها السياسي وبالتالي تكون مستقلة في دستورها وتشريعاتها الداخلية‪ .‬فاإلتحاد الفعلي يقيم بين أعضائه‬
‫روابط أقوى من الروابط التي يقيمها االتحاد الشخصي ويؤدي إلى فقدان الدول األعضاء لشخصيتها الدولية‬
‫مع الحفاظ على استقاللها الداخلي‪.‬‬

‫فالمعيار المميز لإلتحاد الفعلي هو وحدة الشخصية القانونية الدولية واستقالل كل دولة عضو في االتحاد‬
‫بنظامها الدستوري وإدارتها الداخلية مثل اإلتحاد بين النرويج والسويد (‪ .)1905 -1815‬واتحاد النمسا‬
‫والمجر (‪ .)1918 - 1867‬ويترتب على اإلتحاد الفعلي النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهور شخص دولي جديد ( الدولة اإلتحادية) التي يكون لها الحق في التمثيل الدبلوماسي وإبرام‬
‫المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪ -2‬الحرب التي تقوم بين دول االتحاد تعتبر حرب أهلية‪ ،‬أما الحرب التي تقوم بين احدي الدول األعضاء‬
‫ودولة أجنبية تعد حربا ضد اإلتحاد كله‪.‬‬

‫‪ -3‬يشكل إقليم الدول األعضاء في اإلتحاد إقليما لدولة متحدة ( إقليم إتحادی) ‪.‬‬

‫‪ -4‬األفراد الدول المشكلة لإلتحاد جنسية واحدة ( جنسية إتحادية )‪.‬‬

‫‪ -5‬تحتفظ كل دولة بدستورها فيكون لكل منها نظامها الدستوري والقانوني والسياسي الخاص بها‪.‬‬

‫‪ -2‬األشكال الحديثة للدولة المركبة‪:‬‬

‫خالفا لألشكال السابقة التي يعتبرها الفقه اتحادات ملكية فرضت نفسها في فترات تاريخية منصرمة‪ ،‬فإن‬
‫األشكال الحديثة للدول المركبة تتجسد في أشكال إتحادات تجتمع فيها الدول األعضاء من أجل تحقيق‬
‫أهداف مشتركة أو تتجزأ فيها اإلختصاصات بين هيئات مشتركة وأخرى خاصة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أ)‪ -‬اإلتحاد اإلستقاللي (التعاهدي)‪:‬‬

‫إن االتحاد االستقاللي هو عبارة عن جمعية من الدول تتمتع بكامل السيادة تعقد فيما بينها اتفاق أو معاهدة‬
‫بهدف رعاية أهداف ومصالح مشتركة يتم تحديدها في االتفاق بشكل صريح‪ .‬ويقوم االتحاد التعاهدي على‬
‫مبدأ المساواة بين الدول األعضاء فيه التي تشكل بينها مجلسا لالتحاد تنحصر مهمته في رسم السياسة‬
‫العامة المشتركة‪ ،‬ولما كان االتحاد التعاهدي بين دول كاملة السيادة فإنه يحق لكل دولة عضو فيه حق‬
‫االنفصال عن االتحاد حتى ولو لم يتم النص على ذلك صراحة في معاهدة إنشائه‪.‬‬

‫إذا فاالتحاد التعاهدي بهذه الكيفية ال ينشأ دولة جديدة وال يؤثر في الشخصية الدولية ألعضائها كما أنه ال‬
‫يؤثر في مظاهر سيادتها الداخلية ويترتب على ذلك ما على ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحتفظ كل دولة في االتحاد بشخصيتها الدولية‪.‬‬

‫‪ -2‬تستقل كل دولة عضو بعالقاتها مع الدول األخرى و تمثيلها الدبلوماسي مع غيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬ال تسري المعاهدات واالتفاقيات إال بالنسبة للدولة التي أبرمتها‪.‬‬

‫‪ -4‬الحرب بين الدول األعضاء تكون حريا دولية و الحرب ضد أي دولة من الدول األعضاء في االتحاد‬
‫ال تكون حربا على الدول األخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬كل دولة عضو في اإلتحاد تكون مسؤولة دوليا عن تصرفاتها و أعمالها‪ ،‬ويكون لها إقليميا الخاص بها‬
‫تمارس عليه كل مظاهر السيادة‪.‬‬

‫‪ -6‬تحتفظ كل دولة بنظامها السياسي و الدستوري الداخلي ولها أن تعدل هذا النظام أو تأخذ بنظام أخر دون‬
‫تدخل من مجلس االتحاد‪ ،‬أو أية دولة عضو فيه‪.‬‬

‫‪ -7‬كل دولة تمنح لرعاياها جنسية خاصة بها‪ ،‬إذ ال وجود لجنسية اتحادية وعليه يعتبر مواطنو كل دولة‬
‫أجانب بالنسبة للدول األخرى األعضاء في اإلتحاد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ب)‪ -‬اإلتحاد الفيدرالي (المركزي)‪:‬‬

‫يعتبر االتحاد الفيدرالي من أقوى صور االتحاد بين الدول ويعبر في نفس الوقت عن وجود روابط مشتركة‬
‫قوية بين شعوب الدول أو األقاليم التي تشمل التنازل عن سيادتها الخارجية وجزء من سيادتها الداخلية‬
‫تدعيما لهذه الروابط واعترافا بها‪ ،‬والفكرة الجوهرية لالتحاد الفيدرالي أنه يتولد من إتحاد دولتين أو أكثر‬
‫ويترتب عليه فقدان الدول األعضاء للشخصية الدولية وظهور شخص دولي جديد هو دولة اإلتحاد‪.‬‬

‫ينشأ االتحاد الفيدرالي إما عن طريق تفكك دولة موحدة إلى عدة دويالت وتكون في األخير اتحاد مركزياً‪،‬‬
‫أو عن طريق أسلوب االنضمام أو اتفاق دول مستقلة فتفتقد هذه الدول لشخصيتها الدولية‪.‬‬

‫تنتهي الدول المتحدة اتحادا فيدراليا بإحدى الطرق المعروفة في القانون الدولي العام والتي تتلخص في‬
‫زوال أي ركن من أركان الدولة الثالث کزوال اإلقليم أو الشعب أو السلطة السياسية ويقوم االتحاد‬
‫الفيدرالي على مجموعة من المبادئ التي تتجسد في الوثيقة الدستورية التي يضعها ممثلو الدول األعضاء‬
‫في االتحاد وتتلخص هذه المبادئ في‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬توزيع االختصاصات بين السلطات االتحادية وسلطات الدويالت‪:‬‬


‫تستند الدول الفيدرالية في توزيع االختصاصات بين السلطات الفيدرالية وسلطات الدويالت الداخلة في‬
‫االتحاد باستخدام ثالث طرق أساسية ‪ ،‬فقد يتم النص في الدستور االتحادي على اختصاصات السلطات‬
‫الفيدرالية وحكومات الواليات على سبيل الحصر ‪ ،‬وقد عيب على هذه الطريقة أنها تضع قيود عديدة على‬
‫حركة التطور داخل االتحاد كما أنها تثير من الناحية العملية الكثير من المنازعات بسبب عدم تحديد صاحب‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫كما أنه قد يتم النص في الدستور االتحادي على اختصاصات الهيئات االتحادية على سبيل الحصر وهي‬
‫الطريقة التي انتهجتها كل من الواليات المتحدة األمريكية وسويسرا واالتحاد السوفيتي‪ ،‬ويكون ذلك عادة في‬
‫الحاالت التي فيها الروابط و المصالح المشتركة بين شعوب االتحاد ليست قوية بدرجة كبيرة مما يدفعها إلى‬
‫عدم تقوية السلطة االتحادية وحصر اختصاصاتها في حدود واضحة وترك االختصاصات األخرى الهيئات‬
‫الدويالت األعضاء في االتحاد وهو ما يجعل هذه األخيرة في مركز أقوى عند مواجهتها للسلطة االتحادية‪،‬‬
‫ويؤدي إتباع هذه الطريقة إلى علبة مظاهر االستقالل على مظاهر الوحدة بين الدويالت األعضاء في‬
‫اإلتحاد‪.‬‬

‫وأخيرا قد يتم تحديد اختصاصات الدويالت على سبيل الحصر ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة تكون الروابط‬
‫والمصالح ال مشتركة قوية جدا بحيث يمنع الدستور االتحادي اختصاصات واسعة للهيئات االتحادية وينص‬
‫على اختصاصات محددة الهيئات الدول األعضاء في االتحاد على سبيل الحصر ويترك ما عدا ذلك‬
‫الختصاص الهيئة االتحادية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وجود هيئات دستورية خاصة بكل دويلة ‪:‬‬
‫ينصب توزيع االختصاصات في النحو السابق على االختصاصات المتعلقة بممارسة مظاهر السيادة الداخلية ‪ .‬أما‬
‫كل ما يتعلق بمظاهر السيادة الخارجية فإنه يكون عادة من اختصاص الهيئات االتحادية ‪ ،‬وعليه فإنه يتم مباشرة‬
‫وظائف الدولة الداخلية بصورة مزدوجة حيث يوزع االختصاص بها على كل من الهيئات االتحادية وهيئات‬
‫الدويالت األعضاء على النحو التالي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوظيفة التشريعية‪ :‬يوزع االختصاص في هذه الوظيفة بين عدة برلمانات في البرلمان االتحادي و برلمان‬
‫كل دويلة‪ ،‬فيختص البرلمان االتحادي بالتشريع في كل ما يتعلق بشؤون االتحاد ككل أما برلمانات الدوريات فإن‬
‫وجودها ضروري لتحقيق التمييز الذاتي للدويالت ‪ ،‬وعليه فإن المواطن في الدولة االتحادية يخضع لنوعين من‬
‫التشريعات بعضها صادر من البرلمان االتحادي والبعض األخر يصدر من برلمان الدويلة التي ينتمي إليها ‪،‬‬
‫ويتكون البرلمان االتحادي عادة من مجلسين‪ :‬مجلس أول يتم اختيار أعضائه باالقتراع العام المباشر من كل‬
‫مواطن اتحادي وذلك على أساس التمثيل العددي لكل المواطن ين ‪ ،‬أما المجلس الثاني فيتم تكوينه على أساس‬
‫التمثيل المتكافئ لكل الدويالت باالعتماد على مبدأ المساواة و التمثيل فيما بينهم ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوظيفة التنفيذية‪ :‬يوزع االختصاص في هذه الوظيفة بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الدويالت طبقا‬
‫لنصوص الدستور االتحادي‪ ،‬وتلجا الدسات ير االتحادية عادة إلى ثالثة أساليب لضمان تنفيذ قوانين االتحاد وذلك‬
‫خالفا لحكومات الدويالت التي يتم تنفيذ القوانين الصادرة فيها عن طريق أجهزتها التنفيذية وتتمثل هذه األساليب‪:‬‬

‫‪ -1‬أسلوب اإلدارة المباشرة‪ :‬تنص ب عض الدساتير االتحادية على إتباع أسلوب اإلدارة المباشرة لتنفيذ القوانين‬
‫االتحادية بحيث تتولى الحكومة االتحادية إنشاء إدارات وتعيين موظفين تابعين لها يكلفون بتنفيذ القوانين‬
‫االتحادية وقرارات الحكومة االتحادية في كل أنحاء االتحاد دون االستعانة بموظفي الدويالت ‪ ،‬ويمكن هذا‬
‫األسلوب الحكومة االتحادية من مراقبة تنفيذ القوانين والقرارات االتحادية في كل أقاليم االتحاد ومع ذلك فإنه‬
‫معيب لكونه يکلف االعتماد عليه نفقات باهظة‪.‬‬

‫‪ -2‬أسلوب اإلدارة غير المباشرة‪ :‬ذلك بأن تعهد الدولة االتحادية مهمة تنفيذ القوانين إلى موظفي الدويالت ‪.‬‬
‫ويتميز هذا األسلوب بكونه يؤدي إلى االقتصاد و توفير الكثير من النفقات وهو األسلوب المنصوص عليه في‬
‫الدستور االتحادي األلماني‪.‬‬

‫‪ -3‬األسلوب المختلط‪ :‬يجمع األسلوب المختلط بين األسلوبين السابقين ‪ ،‬بحيث يوزع مهام تنفيذ القوانين‬
‫االتحادية بين الموظفين اال تحاديين وموظفي الدويالت وأخذ بهذا األسلوب الدستور النمساوي‪.‬‬

‫ج‪ -‬الوظيفة الفضائية‪ :‬إن الدولة االتحادية تعرف ازدواجا في مجال القيام بمهام الوظيفة القضائية ‪،‬‬
‫فيتوزع االختصاص بين القضاء االتحادي وقضاء كل دويلة حيث أن المواطن يجد نفسه خاضعا لنوعين من‬
‫القضاء هما ‪ :‬القضاء االتحادي وقضاء الدويلة التي يقطن فيها ‪ ،‬ويختص قضاء الدويالت كقاعدة عامة‬
‫بتطبيق القوانين الصادرة من برلما ن الدويلة بحيث أن هذه القوانين ال يتولى القضاء االتحادي تطبيقها أو‬
‫فحصها إال في حاالت استثنائية كما هو الحال في النظر على مدى مطابقتها للدستور االتحادي ‪،‬وتنشأ عادة في‬
‫الدولة االتحادية محكمة عليا اتحادية تكون مهمتها مزدوجة حيث تراقب مدى تنفيذ وتطبيق القانون على‬
‫مستوى الدولة االتحادية إلى جانب فصلها في المنازعات التي يمكن أن تثار بين الدولة االتحادية و الدويالت‬
‫األعضاء في اإلتحاد‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا ‪ :‬غلبة مظاهر الوحدة على مظاهر االستقالل ‪:‬‬
‫تغلب في االتحاد الفيدرالي مظاهر الوحدة على مظاهر االستقالل ذلك أن هذه األخيرة تتمثل أساسا في‬
‫إ ستقالل كل دويلة بجزء من الشؤون الداخلية فقط مع اختصاص الدولة االتحادية لكل مظاهر السيادة‬
‫الخارجية‪ ،‬وتتجلى مظاهر الوحدة على المستوى الداخلي في وجود دستور إتحادي يحدد اختصاصات‬
‫السلطات االتحادية وسلطات كل دويلة‪.‬‬

‫أما مظاهر الوحدة على المستوى الخارجي فإنها تتمثل في ظهور شخص دولي جديد هو الدولة االتحادية‬
‫التي تستقل بممارسة كل مظاهر السيادة الخارجية لتصبح الدويالت مجرد وحدات دستورية ال تتمتع‬
‫بالشخصية الدولية ويترتب على ذلك ما يلي‪:‬‬

‫* وحدة اإلقليم‪ :‬تتحقق وحدة اإلقليم في الدولة الفيدرالية فهناك إقليم واحد يشمل أقاليم كل الدويالت‬
‫تمارس فيها كافة مظاهر السيادة‪.‬‬

‫* وحدة الجنسية‪ :‬يكون األفراد الدويالت المشكلة لالتحاد جنسية واحدة و بالتالي ال يعثر مواطنو أية‬
‫دولة أجانب بالنسبة للدول األخرى‪.‬‬

‫* وحدة الشخصية القانونية الدولية‪ :‬يكون للدولة االتحادية شخصية قانونية دولية واحدة ويترتب عنها‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تكون المسؤولية الدولية واحدة حيث تتحمل الدولة االتحادية المسؤولية الدولية عن كل تصرفات وأعمال‬
‫الهيئات االتحادية‪.‬‬

‫‪ -2‬تعتبر الحرب التي تعلن ضد دولة في االتحاد حربا على االتحاد كله‪ .‬ال تخص تلك الدولة فقط‪ .‬وفي‬
‫حالة وجود حرب بين دولتين في االتحاد تعتبر حرب أهلية وليست دولية‪.‬‬

‫‪ -3‬يكون حق التمثيل الدبلوماسي مقصورا فقط على الدولة االتحادية على أساس أنها هي التي تتمتع دون‬
‫غيرها بالشخصية الدولية وتتحمل بذلك المسؤولية عن كل مظاهر السيادة الخارجية لشعوب االتحاد‪ ،‬على‬
‫أنه يمكن أن ينص الدستور االتحادي على حق الدويالت في تبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول األجنبية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬يكون حق إبرام المعاهدات مقصورا على الدولة االتحادية وأثار هذه المعاهدة تسري على كل إقليم‬
‫االتحاد وتلتزم بها كل الدويالت‪ ،‬إال أنه يمكن للدستور االتحادي أن يخول لكل الدويالت حق إبرام بعض‬
‫المعاهدات مع دول أجنبية في موضوعات معينة وبشروط محددة‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like