Professional Documents
Culture Documents
تشمل دراسة هذا المحور المعنون بالنظرية العامة للدولة التطرق إلى جملة من العناصر التي تمكن
الطالب من فهم أصل نشأة الدولة و هذا من خالل النظريات المفسرة لنشأتها ،ثم تبيان األركان التي تقوم
عليها الدولة ،خصائصها وفي األخير التطرق إلى أشكال الدول .وعليه يقسم هذا المحور إلى أربع
محاضرات و هي كاآلتي:
و قبل الشروع في المحاضرات إليكم أعزائي الطلبة نبذة تاريخية عن ابرز فقهاء العقد اإلجتماعي.
1
توماس هوبز:
أحد أكبر فالسفة القرن السابع عشر بانجلترا وأكثرهم شهرة خصوصا في المجال القانوني،
حيث كان باإلضافة إلى اشتغاله بالفلسفة واألخالق والتاريخ فقيها قانونيا ساهم بشكل كبير في
بلورة الكثير من األطروحات التي تميز بها هذا القرن على المستوى السياسي والحقوقي ،كما
عرف بمساهمته في التأسيس لكثر من المفاهيم التي لعبت دورا كبيرا ليس فقط على مستوى
النظرية السياسية بل كذلك على مستوى الفعل والتطبيق في كثير من البلدان وعلى رأسها مفهوم
العقد اإلجتماعي.
جون لوك:
هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي ومفكر سياسي انجليزي ،ولد عام 1632في رنجتون في
إقليم سومر ست وتعلم في مدرسة وستمن ستر ،ثم في كلية كنيسة المسيح في جامعة أكسفورد،
حيث انتخب طالبا مدى الحياة ،لكن هذا اللقب سحب منه في عام 1684بأمر من الملك.
وبسبب كراهيته لعدم التسامح البيورتياني عند الالهوتيين في هذه الكلية ،لم ينخرط في سلك
رجال الدين ،وبدال من ذلك أخذ في دراسة الطب ومارس التجريب العلمي ،حتى عرف جاسم
الدكتور لوك.
2
جون جاك روسو:
هو كاتب و فيلسوف وأديب و عالم نبات جنيفي ،يعد من أهم كتاب عصر النهضة ،وهي فترة من
التاريخ األوروجي ،امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر ،ساعدت
فلسفة روسو في تشكيل األحداث السياسية ،التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية ،حيث أثرت
أعماله في التعليم واألدب والسياسية.
3
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة األولى :النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة.
4
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة األولى :النظريات المفسرة ألصل نشأة الدولة.
مضمونها النظرية
الدولة من صنع اإلله الذي هو نفسه الحاكم ،وقد كانت فكرة تأليه الحكام -)1نظرية تأليه
منتشرة في العديد من الحضارات ،أبرزها الحضارة المصرية القديمة،
حيث كان الفرعون إله يعبد. الحكام
ترى هذه النظرية أن الحاكم ليس إله حتى تثبت له العبودية ،ولكن تثبت -)2نظرية
له الطاعة ألنه مختار من هللا بشكل مباشر ،فهو خليفة هللا في األرض
وبالتالي فمخالفة الحاكم تعني معصية هللا .عرفت هذه النظرية إنتشارا التفويض اإللهي
واسعا في المماليك األوروبية. المباشر
ترى هذه النظرية أن هللا لم يمنح السلطة للحاكم بشكل مباشر إنما جعل -)3نظرية
األحداث تتسلسل وفق نسق معين ،حتى يصير الشخص الذي تختاره
العناية اإللهية حاكما من دون غيره ،وأن هللا يمنح سيف السلطة الدينية التفويض اإللهي
وسيف السلطة الزمنية للبابا ،وهذا األخير يمنح سيف السلطة الزمنية غير المباشر
للحاكم .انتشرت هذه النظرية في أوروبا بعد تراجع نظرية الحق اإللهي
المباشر وزيادة سلطان الكنيسة في مواجهة نفوذ الملك.
اإلسالم يرفض هذه النظريات بل حاربها بقوة إذ نجد القرآن الكريم يبين لنا في الكثير
من اآليات أن هللا سبحانه وتعالى أرسل الرسل لمحاربة الملوك والحكام الذين ادعوا
األلوهية مثل الفراعنة .وبالنسبة للخلفاء نجد أن أبا بكر الصديق رضي هللا عنه يقول في
خطبة توليه الخالفة" :إني وليت عليكم ولست بخيركم" وهذا يعني أن األفراد هم الذين
ولوه السلطة.
6
ثانيا :نظريات القوة والغلبة
تعتمد هذه النظريات على التفوق أو القوة والغلبة كأساس لنشأة الدولة ،ذلك أن كل مجتمع مهما اختلفت
درجة تنظيمه أو بذاءته فال بد تظهر فيه السلطة التي يتمتع بها أحد أفراده أو مجموعة منهم ،وهذا ما
يعبر عنه ميكيافيل بقوله «كل هيمنة أو سلطة مورست على الناس هي دول أو جمهوريات أو إمارات
والسلطة تستمد من السيطرة وهي بدورها تفرض جبرا بالقوة«.
وعليه تعتمد مجموعة من النظريات على التفوق لتفسير أصل نشأة الدولة ،لكنها ال تتفق على طبيعة هذا
التفوق أو الغلبة فبعضها تعتمد القوة الجسدية وبعضها على القوة االقتصادية أو المالية و بعضها على
التفوق الفكري والبعض اآلخر يجمع بينهما كلها.
مضمونها النظرية
ترى النظرية الماركسية أن الدولة تنتج .بسبب الصراع الطبقي ،فالدولة
تقوم على أساس اقتصادي ،حيث أن الدولة هي التي تهيمن على االقتصاد
و هي نتاج صراع بين طبقات المجتمع ،وهي تترجم الهيمنة الطبقية -)1النظرية
داخل المجتمع و تضمن استغالل طبقة ضد أخرى ،والقانون فيها عبارة الماركسية
عن تعبير إلرادة هذه الطبقة .لكن هذه النظرية تحمل بذور فنائها حيث
تزول بزوال الطبقية داخل الدولة.
لقد اعتمد ابن خلدون في نظرته هذه على العنف الذي يعتبر أحد ميزات
اإلنسان التي يمكنه من خاللها البقاء والعيش ،وترتكز نظرية ابن خلدون
على أن اإلنسان اجتماعي بطبعه وال يستطيع أن يعيش بمعزل عن
جماعته لكن البد أن يكون هناك حاكم يتولى إدارة وتنظيم هذه الجماعة، -)2نظرية
وأهم النقاط التي يرتكز عليها ابن خلدون لقيام الدولة العناصر التالية :
الزعامة لدى ابن
أ-العصبية :وهي عبارة عن الشعور باالنتماء المشترك بين أفراد
المجتمع بالوحدة العرقية و الدينية و هو شعور يولد في الجماعة روح خلدون
البروز نحو الغير .
ب -الزعامة :وهنا البد أن يتولى إدارة هذه الجماعة شخص يمتاز
بالصرامة و البطش حتى يحملهم على الطاعة .
ج -العقيدة :وتتجلى في ضرورة وجود عقيدة(دين) ،فهو العامل
األساسي في وحدة القبائل و الشعوب في مجموعة واحدة.
7
ناد بهذه النظرية الفقيه الفرنسي ليون ديجي عميد الفقهاء الفرنسيين الذي
يتفق مع ابن خلدون على أن اإلنسان اجتماعي بطبعه وال يستطيع العيش
بعيدا عن أقرانه ،لكنه ال يتفق معه في كيفية نشوء الدولة ،فهو يرى أن
الدولة تقوم على أربعة عناصر أساسية :
أ -اإلختيار اإلجتماعي :وتنشأ الدولة هنا بسبب فرض بالمجموعة -)3نظرية
القومية المهيمنة إلرادتها على الفئة الضعيفة ،وبالتالي تكون األولى هي
الهيئة الحاكمة أما الثانية فتكون هي المحكومة.
التضامن
ب -التمايز أو االختالف السياسي :أي أن الدولة تنشأ عندما تكون اإلجتماعي
هناك فئتان ،فئة حاكمة تفرض سلطانها على الفئة المحكومة .
ج -قوة الجبر و اإلكراه :السلطة تعد الدعامة األساسية لقيام الدولة أي
هي التي تعطي األوامر وتهيمن على الفئة المحكومة دون أن تكون هناك
سلطة تنافسها أو تمنعها من تنفيذ أوامرها .
د -التضامن االجتماعي :إذ البد من التالحم و التكامل بين أفراد
المجتمع الواحد والبد أن يكون هناك تعاون بين الحكام والمحكومين.
* المجتمع قبل العقد :مجتمع فوضوي يغلب عليه قانون الغاب واألنانية والطمع وحب النفس لذلك
أحس األفراد بضرورة إقامة مجتمع منظم يخضعون له ،يحكمهم فيه حاكم يوفر لهم االستقرار واألمان.
* أطراف العقد :هم أفراد المجتمع الذين يتنازلون عن حقوقهم للحاكم الذي لم يكن طرفا في العقد.
* أثار العقد :ال بد على األفراد أن يتنازلوا عن جميع حقوقهم لتفادي االختالف والتناحر التي يشرف
عليها الحاكم الذي له السلطة المطلقة دون أن يكون مسؤوال أو ملتزما نحوهم بأي شيء ألنه لم يكن
طرفا في العقد ،مما ينجر عنه استبداد الحاكم و بحسب هوبز استبداد الحاكم أفضل بكثير من الفوضى
السابقة ولكنه يحمله مسؤوليته توفير الرفاهية واحترام القوانين القضائية ،وقد اخلط هوبز بين
الحكومة والدولة يعني أن بذور فناء الدولة في فناء العرش الحاكم.
8
-2نظرية العقد عند جون لوك (:)1704/1632
هو من دعاة تقييد سلطة الحكام وال بد من احترام الحريات الفردية وتتلخص نظريته فيما يلي:
* المجتمع قبل العقد :إن اإلنسان خير بطبعه يعيش في حالة سالم وحرية طبيعية ومساواة
تامة وفقا للقانون الطبيعي إال أنه يحتاج دوما إلى النظام السياسي الذي يضمن له الحرية
واحترام حقوقه والمحافظة على القيم.
* أطراف العقد :أعضاء العقد هم المجتمع من جهة و الحاكم من جهة أخرى و العقد يتم عبر
مرحلتين:
*أثار العقد :إن األفراد عند إبرامهم لهذا االتفاق لم يتنازلوا عن كافة حقوقهم وإنما بالقدر
الضروري إلقامة الدولة وتعي ين السلطة بما يكفل حماية حقوق وحريات األفراد ،وفي مقابل
تنازلهم الجزئي عن حرياتهم وحقوقهم فإن الحاكم مطالب بتسطير جهوده لتحقيق الصالح
العام واحترام الحقوق الخاصة وفي حالة إخالله بهذه االلتزامات يعطي للطرف اآلخر في
العقد حق فصله ،وإن حاول المقاومة فان استعمال القوة في مواجهته يصبح حقا مشروعا،
فالعقد عند جون لوك هو عقد جماعي يتحول بموجبه المجتمع من جماعة أشخاص إلى
جماعة سياسية إلقامة حكومة تستمد سلطتها من موافقة األغلبية.
9
-3نظرية العقد عند جون جاك روسو(:)1778/1712
يرفض روسو إنشاء الدولة على القوة ،حيث تتلخص نظريته في:
* المجتمع قبل العقد :اإلنسان خير بطبعه يعيش في حالة سالم وحرية طبيعية ومساواة تامة
وفقا للقانون الطبيعي ،إال أنه يحتاج دوما إلى النظام السياسي الذي يضمن له الحرية واحترام
حقوقه والمحافظة على القيم.
* أطراف العقد :يتفق األفراد على إنشاء نوع من اإلتحاد في ما بينهم يحميهم ويحمي
أمالكهم و يتمتع هذا اإلتحاد بسلطة كل فرد من أفراد المجتمع ،أي أن كل فرد يلتزم نحو
الجماعة األخرى المتحدين ،وبذلك نجد أن الفرد يتعاقد من زاويتان:
* أثار العقد :يترتب عن هذا العقد مساواة األفراد في الحقوق والحريات ،حيث تصبح
الجماعة المستقلة عنهم تتمتع بالسيادة الكاملة و السلطة المطلقة كونها تعبر عن إرادة األغلبية
في المجتمع .
وكخالصة لما سبق يبقى لنظرية العقد االجتماعي الفضل في تقديم أساس ديمقراطي لقيام السلطة
والقضاء على االستبداد واعتبار رضا المحكومين أساسا للخضوع لهذه السلطة لذلك قيل أن نظرية العقد
االجتماعي تعتبر أكذوبة سياسية حققت النجاح.
10
-1نظرية الوحدة:
يرى الفقهاء ومن أبرزهم الفقيه األلماني جلينيك Gélenickأن اتفاق إرادتين يمكن أن يفضي
إلى نوعين من العالقات القانونية (العقد والفيرينبارنغ Vereinbarungأي اإلتحاد) ،والفرق
الموجود بينهما هو أن العقد يرغب أطرافه من خالله تحقيق مصالح مشتركة ومختلفة ،وغالبا ما
يكون مقصد كل طرف مختلف عن الطرف اآلخر في العقد و بالتالي ال يمكن للدولة أن تنشأ به،
ألن إنشاء الدولة يجب أن يكون على أساس اتجاه إرادات األطراف إلى نفس الهدف ،زيادة على
أن العقد ينشئ وضعية قانونية ذاتية وليست موضوعية كالدولة التي ال تنشأ إال بالفيرينبارنغ،
الذي يعتبر اجتماع مجموعة من اإلرادات لتحقيق هدف مشترك وهو إنشاء الدولة .لكن على ما
يبدو أن جلينيك الذي قدم أداة لتفسير إنشاء بعض الكيانات والجمعيات أو األحزاب السياسية ،إال
أن ذلك ال ينفع مع إنشاء الدولة إذ لم يدون لنا التاريخ حالة واحدة اجتمع فيها أفراد الشعب
وأسسوا الدولة ،إال إذا استثنينا بعض اتحادات الدول ،كاالتحاد الفيدرالي األمريكي والسويسري
التي هي إنشاء لالتحاد و ليس من دول كانت موجودة ،ثم انه لم يقدم أيضا اإلطار القانوني الذي
يستند إليه الفيرينبارنغ.
-المرحلة األولى :كانت فيه الدولة مجرد مشروع أو فكرة صاغها مجموعة من األفراد الذين
يمثلون النخبة في المجتمع.
-المرحلة الثانية :يتم من خاللها عرض هذا المشروع على باقي أفراد المجتمع ودعوتهم
لتحقيقه .و بالتالي فإن النخبة التي تصوغ الفكرة األولية للدولة هي السلطة المؤسسة ثم ينخرط
فيها الشعب لتجسيدها إذا وافق على الفكرة .والمالحظ على فكر موريس هوريو أنها تصلح كثيرا
إلنشاء الجمعيات والمؤسسات ولكنها ال تصلح إلنشاء مؤسسة المؤسسات التي هي الدول.
وإضافة إلى هذه النظريات توجد مجموعة أخرى من النظريات التي ال تقل أهمية على غرار نظرية النظام القانوني
والنظرية النفسية ونظرية التطور العائلي وغيرها ،وكلها منتقدة إذ قد تصلح لتفسير نشأة بعض الدول ولكنها ال
تصلح لتفسير كيفية ظهور كل الدول ،وتبقى نظرية التطور التاريخي هي األقرب واألرجح الن أنصارها يرون أن
نشأة الدولة كان نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل على مر التاريخ منها العوامل الدينية ،االجتماعية ،االقتصادية و
الثقافية ...وقد يكون عامل واحد كافي إلنشائها كما قد يكون ذلك بتضافر جملة منها.
11
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الثانية :أركان الدولة.
أركان الدولة
السلطة السياسية اإلقليم الشعب
مفهوم السلطة السياسية مفهوم اإلقليم مفهوم الشعب
1
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الثانية :أركان الدولة.
أركان الدولة
مقدمة عامة :
حتى تتأسس الدولة وتنشأ من الناحية القانونية يجب أن تتوافر فيها ثالثة عناصر منشئة هي التي اصطلح
على تسميتها أركان الدولة .وهذه األخيرة إنما هي الدعائم األساسية التي ال تقوم الدولة إال عليها ،وإذا
غاب احدها ينتج عن ذلك زوالها بالضرورة ،وهذه النتيجة هي التي تميز أركان الدولة عن خصائصها،
فهذه األخيرة ال تتأثر الدولة في حال انعدامها ،وبالتالي فإن أركان الدولة بهذا المعنى تتمثل في الكتلة
البشرية أو ما يعرف سياسيا ً بالشعب على اعتبار أن هذا األخير هو اللبنة األولى التي تتشكل بها الدولة،
والحيز الجغرافي الذي هو اإلقليم ،والذي يستقر فيه بصفة دائمة ،وأخيراً السلطة السياسية التي يخضع
الشعب وما على اإلقليم لسلطتها.
أوال :الشعب
إن الشعب هو العنصر األساسي لقيام أيه دولة ،فال يمكن تصور قيام أي تنظيم بدونه ،فهذه الجماعة
البشرية ال يشترط فيها أن تبلغ درجة عالية من المدنية و التطور أو تعيش على نمط معين من الحياة،
كما أن عدد األفراد في الدولة بكثرتهم أو قلتهم ال يؤثر قانونيا في قيام الدولة ،فتتمتع بكامل حقوقها
كونها عضوا في المجتمع الدولي ،أما سياسيا ً فيزيد الشعب من الثقل السياسي خاصة إذا زادت في قوتها
اإلنتاجية.
مفهوم الشعب :الشعب بتعبير بسيط هو مجموعة من األفراد الذين يعيشون في حيز جغرافي
معين ويخضعون لسلطة سياسية تتكفل بتنظيمهم ،وعادة ما تجمع بينهم روابط مشتركة عديدة
كالعادات والدين والحس المشترك ،لكن هذه الروابط هي الدعامات التي تقوم عليها األمة.
إن تحديد العنصر الذي يقوم عليه الشعب يختلف باختالف التعريف المستند إليه:
2
-3التمييز بين الشعب -2الشعب بالمفهوم -1الشعب بمفهومه
واألمة: السياسي اإلجتماعي:
ثانيا :اإلقليم
إذا وجد عنصر الشعب فال بد له من االستقرار على إقليم ما (االستقرار مهم جدا فالبدو الرحل
المرتحلون من مكان آلخر بحثا عن الكأل و الماء ال يكونون دولة).
وإقليم الدولة هو ذلك الجزء من الكرة األرضية الذي تباشر الدولة عليه سلطانها ،وال يمارس عليه
سلطان غير سلطانها .ويتكون إقليم الدولة من ثالثة عناصر هي :اإلقليم البري ،اإلقليم البحري و اإلقليم
الجوي ،مع العلم أن اليابسة كانت هي الوحيدة التي يتشكل منها اإلقليم ،لكن التطورات التي حصلت على
األسلحة وكذا في وسائل المواصالت باإلضافة إلى المصالح االقتصادية وسعت مفهوم اإلقليم إلى بعض
المساحات المائية المحيطة بها وكذا إلى المجال الجوي الذي يعلو يابستها.
3
ال يشمل اإلقليم األرضي سطح األرض وما فوقه من معالم طبيعية فقط
وإنما يمتد إلى باطن األرض ،فال يشترط في إقليم الدولة أن يكون قطعة
ترابية واحدة مترابطة فقد يتشكل من جزر عديدة ،بل قد يتكون من أجزاء
-1اإلقليم
ترابية متباعدة ،كما ال يشترط أيضا أن يبلغ إقليم الدولة مساحة معينة فقد البري:
يكون واسعا أو ضيقاً ،وعليه فإن ترابط إقليم الدولة أو تجزئته ،ضيقة
واتساعه ليس له أثر أي أثر من الناحية القانونية على قيام الدولة.
يشمل اإلقليم المائي كل من البحار الداخلية ،البحيرات الكبرى ،األنهار،
والبحر اإلقليمي بالنسبة للدول الساحلية،حيث لهذه الدول الحق في منطقة من
البحر تسمى البحر اإلقليمي مسافتها 12ميل بحري أي ما يعادل حوالي 20
كلم ابتداء من الشريط الساحلي المجاور لإلقليم البري ،وقد أقرت اتفاقية -2اإلقليم
قانون البحار 1982المنعقدة بدولة جمايكا كامل السيادة للدولة على المنطقة البحري:
اإلقليمية ،إلى جانب ذلك هناك ،مساحات أخرى تمارس الدولة الساحلية
حقوق وظيفية تشمل مسافة تقدر 188ميال تسمى بالمنطقة االقتصادية
الخالصة ،إلى جانب تمتعها بالسيادة على الجرف القاري ،أما منطقة أعالي
البحار تعتبر تراثا مشتركا ً لإلنسانية.
يشمل اإلقليم الجوي الطبقة الجوية التي تعلو على إقليمها البري والبحري،
وقد أقرت اتفاقية شيكاغو التي أبرمت سنة 1944حق السيادة اإلقليمية
للدولة على طبقاتها الجوية مع السماح للدول األخرى بالمرور البريء الذي
-3اإلقليم
ال يشكل خطراً على أمنها وسالمتها. الجوي:
4
-1خصائص السلطة السياسية :
تتميز السلطة السياسية للدولة ببعض الخصائص هي:
* سلطة مركزية عليا :فهناك سلطة واحدة في الدولة موجود على مستوى المركز يخضع لها جميع
األفراد ،وال توجد بينها وبينهم سلطات وسيطة ،كما أنه ال توجد سلطة لها على اإلقليم ،فهي بالتالي ال
تخضع لسلطة تعلوها.
* سلطة ذات اختصاص عام :إن النشاط الذي تمارسه السلطة السياسية للدولة ليس له حدود بل يشمل
سائر نواحي الحياة ،فإلى جانب ممارستها للنشاطات التقليدية المتعلقة بتنظيم المجتمع والدفاع الخارجي،
فإنها تعمل أيضا ً على فض المنازعات التي قد تثور بين األشخاص سواء الطبيعية أو المعنوية تجسيداً
لما تصدره من تشريعات ،بل إنها أصبحت تدخل حتى في الحقل االقتصادي واالجتماعي والثقافي.
* سلطة مدنية :من المسلم به أن السلطة السياسية في ظل الدولة الحديثة يجب أن تكون مدنية وليست
عسكرية ،ولتتماشى مع مبادئ الديمقراطية فمن الضروري أيضا ً أن يكون ممثلوها منتخبين من طرف
الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر ،وهذا ال يعني تغييب السلطة العسكرية ،ولكن هذه األخيرة وجدت
لضمان واجبات الدفاع الوطني على أن تظل خاضعة للسلطة المدنية.
* سلطة تحتكر اإلكراه المادي :فالدولة تحتكر وسائل اإلكراه المادي كالجيش ،الدرك ،الشرطة
والقوة العمومية وجهاز القضاء و المخابرات ،فهي التي تملك أكبر قوة مادية تمكنها من تنفيذ أوامرها
ذات االختصاص العام فتتولى حماية اإلقليم من أي اعتداء أو تمرد داخلي وتوفر األمن لألفراد.
* سلطة دائمة :يراد بذلك أن السلطة تبقى ببقاء الدولة بغض النظر عن بقاء أو زوال حكامها الذين
يمارسون الحكم فيها ،ولهذا فإن المعاهدات التي تبرمها دولة ما ال تنتهي بوفاة الرئيس الذي أبرمها وإنما
تلزم بها السلطة الحاكمة التي تمثل الدولة بعد زواله ،كما أنه ال ،يقبل التصرف فيها بأي نوع من أنواع
التصرفات ألن اإلنسان يتصرف فيها كمالك ،والحكام ال يملكون السلطة وإنما يمارسونها فقط.
* سلطة أصلية :تعتبر سلطة الدولة أصلية وال تنبع من أي سلطة أخرى بل على العكس فإن السلطات
األخرى الموجودة في إقليمها تنبثق منها وتخضع لها ،فهي التي تضع النظام القانوني الذي يخضع له
األشخاص وتنظم نفسها بنفسها ،كما أنها ال تخضع داخليا ً أو خارجيا ً لغيرها ففي الداخل تمثل أعلى
السلطات وفي الخارج فهي ذات سيادة وتتمتع باالستقالل السياسي وال تكون تابعة ألي دولة أجنبية
أخرى.
5
-2السلطة بين الشرعية و المشروعية :
تعتبر الشرعية و المشروعية من أبرز اإلشكاالت المطروحة بالنسبة للسلطة السياسية للدولة،
ليس فقط على أساس أنهما يعتبران المستند الذي يقوم عليه النظام الحاكم في أي دولة و به
أيضا تتحجج المعارضة.
6
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الثالثة :خصائص الدولة.
خصائص الدولة
ثانيا :السيادة أوال :الشخصية القانونية للدولة
1
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الثالثة :خصائص الدولة.
خصائص الدولة
مقدمة عامة :
حتى نميز بين خصائص الدولة وأركانها ،من الضروري معرفة أن األركان هي األسس التي ال تقوم
الدولة بدونها ،وإذا فقد أحدها فسيزول وجودها ،أما الخصائص فهي تلك المميزات التي تتسم بها الدولة
و التي ال يؤدي فقدانها إلى زوال الدولة ،وبالتالي فالخصائص األساسية للدولة هي الشخصية القانونية
والسيادة.
2
-2الرأي المدافع عن الشخصية المعنوية للدولة: -1الرأي المعارض للشخصية القانونية للدولة:
يقصد كمبدأ عام باالعتراف بالشخصية القانونية قدرة يذهب أصحاب هذا الفريق إلى إنكار الشخصية
الدولة على التمتع بالحقوق وكذلك تحمل االلتزامات، القانونية للدولة منهم االتجاه الفرنسي الذي
أي القابلية التي تؤهل الشخص ألن يكون طرفا يترأسه ليون دوجي الذي أطلق مقولته الشهيرة
إيجابيا أو طرفا سلبيا بشأن الحقوق ،أما الشخصية «لم يسبق لي أن تناولت وجبة اإلفطار مع
القانونية قدرة الدولة على التمتع بالحقوق وكذلك شخص معنوي» ،وهو يرى أن الدولة ما هي إال
تحمل االلتزامات ،أي القابلية التي تؤهل الشخص ألن تعبير عن إرادة مجموعة صغيرة من أفراد
يكون طرفا إيجابيا أو سلبيا بشأن الحقوق ،أما المجتمع التي ينصاع لها غالبية أفراده ،وغير
الشخصية المعنوية فيمكن تعريفها على أنها بعيد عن ذلك توجه الفقه األلماني الذي يرى أن
« مجموعة من األشخاص و األموال التي تهدف إلى الدولة هي أداة في يد الزعيم الذي يوجه وينظم
تحقيق غرض معين ،و يعترف لها القانون بالشخصية األمة ،وأن إرادة الدولة هي نفسها إرادة
القانونية بالقدر الكافي لتحقيق هذا الغرض» .وعلى الزعيم،أما الفكر الماركسي فإنه يرى أن الدولة
أساس ذلك يعترف الكثير من الفقهاء أو الدولة تتمتع تتجسد في الفئة البورجوازية التي تحكم سيطرتها
بشخصية معنوية مستقلة تمارس جميع الحقوق على فئة البروليتارية ،و أن إرادة الدولة إنما هي
الممنوحة للشخص المعنوي وشخصيتها منفصلة تماما إرادة الفئة البورجوازية.
عن شخصيات األفراد الذين يمارسون السلطة والحكم
فيها ،ويترتب عن ذلك مجموعة من النتائج المهمة
منها دوام الدولة ووحدتها،التمتع بالذمة المالية ،أهلية
القاضي والمساواة بين الدول.
3
-2استقاللية الذمة المالية للدولة :تتمتع الدولة بذمة مالية حيث عليها التزامات وحقوق مالية
منفصلة عن ذمة األعضاء المكونين والمسيرين لها واألشخاص الحاكمين ،كما أن كل األعمال التي
يقومون بها تمول من أموال الدولة سواء صنفت في خانة الحقوق أو التزامات ،سواء تعلق األمر بإدارة
المرافق العامة أو هيئة الجيش للدفاع والشرطة فإن اقتطاع حقوقها يكون من الذمة المالية للدولة ،أما عن
مصدر هذه األموال فإن أغلبها يكون من الضرائب والرسوم والغرامات المختلفة ،زيادة على المنافع
المالية التي قد تجنيها من إدارتها لبعض المشاريع العمومية.
-3أهلية التقاضي :إن تمتع الدولة بالشخصية القانونية يجعلها تتمتع بالحقوق وتتحمل مجموعة من
االلتزامات التي تجعلها في مركز قادر على ممارسة الحق في التقاضي ،للدفاع عن حقوقها أو نتيجة
لاللتزامات التي تلقى على عاتقها خاصة و أنها تدخل في عالقات متشابكة مع األشخاص الطبيعية
و المعنوية على حد سواء في شكل عقود أو قرارات إدارية تصدرها في حقهم ،أو مع دول أخرى عن
طريق إبرام االتفاقيات و المعاهدات الدولية.
-4المساواة بين الدول :إن االعتراف بالشخصية المعنوية للدولة يترتب عليه ميالد شخص قانوني
دولي قادر على إحداث تصرفات قانونية وما يترتب عن ذلك من مسؤولية ،وهذا يجعل الدولة تتساوى
مع بقية الدول من حيث أنها تكون لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات التي تثبت لغيرها من أشخاص
القانون الدولي ،ثم تبرز أيضا ً مسألة المساواة بين الدول من خالل السيادة التي تعتبر خاصية تتميز بها
جميع الدول كمبدأ عام.
ثانيا :السيادة
مفهوم السيادة:
إن السيادة هي خاصية قانونية تتميز بها الدولة عندما تكتمل المقومات المادية التي تنبني عليها من
مجموع بشرية ورقعة جغرافية ومؤسسة حاكمة ،وهي تجسد ما تتمتع به الدولة من سلطات
تمارسها على األفراد داخل إقليمها وتواجه به الدول األخرى في الخارج ،ومن مقتضيات هذا
السلطان أن يكون مرجع تصرفات الدولة في مختلف شؤونها إرادتها وحدها ،ويتفق جمع كبير من
الفقهاء على أن السيادة هي السلطة القانونية المطلقة التي تملك دون منازع الحق القانوني في مطالبة
اآلخرين بااللتزام والخضوع على النحو الذي يحدده القانون وعدم الخضوع ألي سلطة مهما كانت
طبيعتها و مصدرها إال في حدود إرادة الدولة .
4
خصائص السيادة:
تتميز السيادة بمجموعة من الخصائص و التي تتمثل في ما يلي:
-1سلطة أصلية :سيادة الدولة ال تستمد ال وجودها وال مصدرها من أحد و ال تتفرع عن أي سلطة بل
هي قائمة بذاتها ،مما يجعل سلطة الدولة تختلف عن كل السلطات األخرى التي توجد على إقليم الدولة
والتي تستمد وجودها منها و تكون في عالقة تبعية لها.
-2سلطة قانونية :السيادة تعتمد في قيامها على القانون وتستمد مشروعيتها منه وتراعي أحكامه أثناء
ممارسة مظاهرها ،وعلى أساس ذلك فإن األشخاص الذين يمارسون السيادة تكون لهم سلطة إصدار
القوانين وتطبيقها ولو باستعمال وسائل اإلكراه البدني على المحكومين ،لكنها في المقابل ليست سلطة
تعسفية أو استبدادية بل تخول فقط ممارسة الصالحيات المسندة لسلطات الدولة في إطار القيود التي
يضعها القانون.
-3سلطة واحدة :هذا يعني أنها سلطة غير قابلة للتجزئة فعلى الرغم من تعدد الهيئات في الدولة فإن
ذلك ال يعني مطلقا أن السلطة مفتتة ،بل إن مجمل هذه الهيئات هي فقط مجرد أدوات لممارسة هذه السلطة
ولتسهيل القيام باألعمال واألهداف التي تريد تحقيقها ،فهي تتقاسم اختصاصات هذه األخيرة فقط وال
تتقاسم السلطة ذاتها ،كما أنه ال توجد في الداخل منظمة منافسة لها أو أقوى منها ،على أساس أن قوة
الدولة تمتاز بأنها قوة مادية واقعية يمكن لها اللجوء إلى استخدام القوة واإلكراه المادي عند الضرورة
قصد تحقيق أهدافها.
صاحب السيادة:
السيادة بالفرنسية la souverainetéوأصل هذا المصطلح نابع من السيد وهو الملك أو الحاكم بصفة
عامة ،وأول ما ظهرت كانت بهدف الدفاع عن الملوك إزاء سلطة البابا واإلقطاعيين ،الذي البد أن تكون
له سلطة مطلقة يمارسها على حدود إقليمه وعلى رعيته ال يشارك فيها أحد ،ولقد فسرت هذه السلطة قديما
على أساس طبيعة الحاكم اإللهية أو لكونه خليفة هللا في األرض بالنسبة للنظريات الدينية ،وتفسر استنادا
للقوة الجسدية أو الفكرية أو المالية بالنسبة لنظريات القوة و الغلبة .وعلى أنقاض النظريات التاريخية حول
تطور مفهوم صاحب السيادة ،ظهرت نظريات حديثة تتمثل في:
5
النظرية األولى :نظرية سيادة األمة
يعتبر الكثير من الدارسين أن نظرية سيادة األمة هي وليدة الفقيه جون جاك روسو التي صاغها في كتابه
بعنوان «العقد االجتماعي» ،واعتنقتها الثورة الفرنسية بعد نجاحها في عام 1789وكرستها كمبدأ
دستوري من خالل وثيقة إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الصادرة في نفس السنة وذلك في المادة الثالثة
التي تنص على أن «األمة هي مصدر كل سيادة».
ومفاده هذه النظرية أن السيادة في الدولة تعود لألمة باعتبارها كائنا مجردا ومستقال عن األشخاص
المكونين لها ،وهي وحدة واحدة ال يمكن أن تتجزأ ،وال يمكن التصرف فيها أو التنازل عنها أنها تكون
مطلقة دائمة ،عامة ،وشاملة ،أما نتائجها فهي تتمثل فيما يلي:
النقد:
إن منح السيادة لألمة يعني تمتعها بالشخصية القانونية وهذا يجعلنا نكون أمام شخصين قانونيين هما
األمة و الدولة ونحن نعلم أن هناك شخصية واحدة تعود للدولة ،ثم إن الجزم بتمتع األمة بالسيادة
يؤدي إلى تأكيد السلطة المطلقة لممثليها ،وهذا سيؤدي إلى ضياع الحقوق والحريات األساسية
لألفراد ،فبالنظر إلى المبادئ التي تتبناه هذه النظرية فإن ممثلي األمة حينما يسنون قانونا فإنهم
يعبرون عن إرادة األمة ،ولكون أن هذه اإلرادة مشروعة فال بد على األفراد الخضوع لها ولو تعلق
األمر بمساس وإهدار حقوقهم وحرياتهم.
6
النظرية الثانية :نظرية سيادة الشعب
إن التطور الذي لحق بالمذهب الفردي ،واالنتقادات التي وجهت إلى مبدأ سيادة األمة كانت أسبابا كافية
لظهور أصوات تنادي بضرورة تجسيد التمثيل النسبي الحقيقي للشعب ،فجاءت إذن نظرية سيادة الشعب
على أنقاض نظرية سيادة األمة والتي ترى أن السيادة ملك للجماعة التي تتكون من عدد من األفراد ،وأن
كل فرد من األفراد يمتلك جزء من السيادة يعبر عنها عن طريق انتخاب ممثلين لهم يمارسون السلطة
باسمهم و لحسابهم ،وأن مجموعة هذه السيادات التي يمتلكها جميع األفراد هي التي تتحد فتشكل سيادة
الدولة ،وعلى غرار نظرية سيادة األمة فاألخذ بهذه النظرية أيضا تترتب عنه جملة من النتائج هي:
النقد:
عكس نظرية سيادة األمة فإن نظرية سيادة األمة تشجع على استبداد الشعب الذي قد يكون أكثر
خطورة ،ثم يمكن أن يمكن أن نالحظ أنها تكرس الجهوية على أساس أن النائب المنتخب يمثل
األشخاص الذين انتخبوه مما يجعله يسعى فقط لخدمتهم لضمان إعادة انتخابه،كذلك االقتراع العام
الذي يمنح الحق في االنتخاب حتى للفئات التي ليس لها الوعي السياسي الكافي مما يجعل اإلرادة
الشعبية تصادرها األغلبية الجاهلية التي تنخدع بالوعود الكاذبة ،بينما تبقى المصلحة العليا للدولة
بعيدة عن حساباتهم.
7
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الرابعة :أشكال الدولة.
أشكال الدولة
1
القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس
المجموعة :الثانية ()02 الدكتورة :ك .دوايسية.
المحور الثاني :النظرية العامة للدولة.
المحاضرة الرابعة :أشكال الدولة.
أشكال الدولة
مقدمة عامة :
تختلف التركيبة وتكوين السلطة وكذا كيفية ممارستها من دولة إلى أخرى مما يعطي أنماطا عديدة للدول.
بحيث يميز الفقه على أساس ذلك بين شكلين من أشكال الدول وهي :الدولة الموحدة أو البسيطة والدولة
المركبة أو الدولة االتحادية.
وعليه يهدف هذا الدرس إلى تمكين الطالب من معرفة مفهوم هذه الدول؟ وتحصيل الفرق بينهما؟
2
خصائص الدولة البسيطة أو الموحدة:
-2تكون الدولة الموحدة أو البسيطة متحدة في -1تتميز الدولة الموحدة أو البسيطة بوحدة التنظيم
عصرها البشري ،حيث تخاطب السلطة السياسية السياسي فيها ،حيث تظهر الدولة الموحدة كوحدة واحدة
فيها جماعة متجانسة بالرغم وجود اختالفات فردية من الناحية الخارجية والناحية الداخلية ،فهي تنفرد بهيئة
واحدة تدير شؤونها الخارجية وبتمثيل خارجي واحد.
بين أعضاء الجماعة ،كما يخضع الجميع في الدولة
كما تتميز من الناحية الداخلية بالوحدة في نظام الحكم
الموحدة للقرارات الصادرة من الهيئات الحاكمة
السياسي ،أي بدستور واحد يطبق على كافة أنحاء إقليم
وأخيرا ً يفضي التنظيم الحكومي جميع أجزاء إقليم
الدولة ،وسلطة تشريعية واحدة تختص بمباشرة الوظيفة
الدولة بطريقة متجانسة دون اعتبار للفوارق التشريعية بالنسبة إلقليم الدولة بكامله وسلطة تنفيذية
اإلقليمية و المحلية. واحدة يخضع لها جميع أفراد الدولة على حد سواء فيما
تصدره من قرارات و سلطة قضائية واحدة يلجئ إليها
أفراد الدولة في منازعاتهم.
-1المركزية اإلداريّة:
وتعني حصر الوظيفة اإلدارية داخل الدولة في يد سلطة واحدة مركزية متواجدة في العاصمة
(رئيس الدولة ،الوزير األول و الوزراء ،الهيئات الوطنية األخرى) لها ممثلين عنها في األقاليم
(الواليات) يخضعون لها من حيث السلطة الرئاسية .وهذه المركزية اإلدارية لها صورتين:
* عدم التركيز اإلداري :يقصد به تخفيف حدة التركيز اإلداري حيث يمنح جزء من
صالحيات واختصاصات السلطة اإلدارية المركزية إلى المرؤوسين مع االحتفاظ بحق الرقابة
عن طريق السلطة الرئاسية.
3
-2الالمركزية اإلداريّة:
وهي نظام إداري يقوم على توزيع السلطات والوظائف اإلدارية بين اإلدارة المركزية وبين
هيئات إدارية إقليمية أو مصلحية مستقلة قانونا عن اإلدارة المركزية .وهذه الالمركزية اإلدارية
لها صورتين:
*الالمركزية اإلقليمية :و تتجسد بمنح جزء من إقليم الدولة الشخصية المعنوية واالستقالل
المالي وسلطة تسير وإدارة المرافق المحلية مثل البلدية والوالية.
*الالمركزية المرفقية :تتجسد في منح مرفق عام معين كالتعليم و النقل مثال الشخصية
المعنوية ليصبح مستقال عن السلطة المركزية في أداء وظيفته.
ترتبط األشكال القديمة للدول المركبة بالملكيات التي سادت في القرنين الثامن عشر و التاسع
عشر ،و تنقسم أساسا إلى اتحادات شخصية و أخرى فعلية:
4
أ) -اإلتحاد الشخصي:
وهو عبارة عن اتحاد بين دولتين أو أكثر تحت عرش واحد ،بحيث تخضع الدول الداخلة في االتحاد
لحكم شخص واحد سواء كان ملكا أو رئيسا للجمهورية مع احتفاظ كل من الدول الداخلة في االتحاد
باستقاللية الخارجي وشخصيتها الدولية ،لكن تحتفظ كل دولة بسيادتها الكاملة وتنظيميا الداخلي المستقل
،وبالتالي مظاهر اإلتحاد هنا ال تتجسد إال في شخص رئيس الدولة فقط (فرئيس الدولة هو المظهر
الوحيد والمميز لالتحاد الشخصي األمر الذي يجعله اتحادا عرضيا وموقوتا يزول وينتهي بمجرد زوال
سببه) .هذا النوع يراه أغلبية الفقهاء أنه وليد الصدفة ألنه ناتج عن أسباب ودوافع ظرفية مرحلية للدولة
بزوالها يزول هذا االتحاد .ويتكون هذا اإلتحاد إما نتيجة:
-3أو نتيجة زواج بين عرشين ملك دولة وملكة دولة أخرى.
-إحتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وانفرادها برسم سياستها الخارجية ،إذ ال يتولد عن اإلتحاد الشخصي
نشأة دولة جديدة.
-أن التصرفات التي تقوم بها أحد دول االتحاد الشخصي إنما تتصرف نتائجها إلى هذه الدولة فقط وليس
إلى اإلتحاد.
من بين األمثلة التي تضرب لهذا النوع من اإلتحادات :اتحاد بولندا وليتوانيا الذي قام عام 1385على
اثر زواج ملك ليتوانيا من ملكة بولندا.
5
ب) -اإلتحاد الفعلي (الحقيقي):
يعتبر اإل تحاد الفعلي إتحاد دولتين أو أكثر يترتب عليه ظهور شخص دولي جديد مع احتفاظ كل دولة
بنظامها السياسي وبالتالي تكون مستقلة في دستورها وتشريعاتها الداخلية .فاإلتحاد الفعلي يقيم بين أعضائه
روابط أقوى من الروابط التي يقيمها االتحاد الشخصي ويؤدي إلى فقدان الدول األعضاء لشخصيتها الدولية
مع الحفاظ على استقاللها الداخلي.
فالمعيار المميز لإلتحاد الفعلي هو وحدة الشخصية القانونية الدولية واستقالل كل دولة عضو في االتحاد
بنظامها الدستوري وإدارتها الداخلية مثل اإلتحاد بين النرويج والسويد ( .)1905 -1815واتحاد النمسا
والمجر ( .)1918 - 1867ويترتب على اإلتحاد الفعلي النتائج التالية:
-1ظهور شخص دولي جديد ( الدولة اإلتحادية) التي يكون لها الحق في التمثيل الدبلوماسي وإبرام
المعاهدات واالتفاقيات الدولية.
-2الحرب التي تقوم بين دول االتحاد تعتبر حرب أهلية ،أما الحرب التي تقوم بين احدي الدول األعضاء
ودولة أجنبية تعد حربا ضد اإلتحاد كله.
-3يشكل إقليم الدول األعضاء في اإلتحاد إقليما لدولة متحدة ( إقليم إتحادی) .
-5تحتفظ كل دولة بدستورها فيكون لكل منها نظامها الدستوري والقانوني والسياسي الخاص بها.
خالفا لألشكال السابقة التي يعتبرها الفقه اتحادات ملكية فرضت نفسها في فترات تاريخية منصرمة ،فإن
األشكال الحديثة للدول المركبة تتجسد في أشكال إتحادات تجتمع فيها الدول األعضاء من أجل تحقيق
أهداف مشتركة أو تتجزأ فيها اإلختصاصات بين هيئات مشتركة وأخرى خاصة.
6
أ) -اإلتحاد اإلستقاللي (التعاهدي):
إن االتحاد االستقاللي هو عبارة عن جمعية من الدول تتمتع بكامل السيادة تعقد فيما بينها اتفاق أو معاهدة
بهدف رعاية أهداف ومصالح مشتركة يتم تحديدها في االتفاق بشكل صريح .ويقوم االتحاد التعاهدي على
مبدأ المساواة بين الدول األعضاء فيه التي تشكل بينها مجلسا لالتحاد تنحصر مهمته في رسم السياسة
العامة المشتركة ،ولما كان االتحاد التعاهدي بين دول كاملة السيادة فإنه يحق لكل دولة عضو فيه حق
االنفصال عن االتحاد حتى ولو لم يتم النص على ذلك صراحة في معاهدة إنشائه.
إذا فاالتحاد التعاهدي بهذه الكيفية ال ينشأ دولة جديدة وال يؤثر في الشخصية الدولية ألعضائها كما أنه ال
يؤثر في مظاهر سيادتها الداخلية ويترتب على ذلك ما على ما يلي :
-4الحرب بين الدول األعضاء تكون حريا دولية و الحرب ضد أي دولة من الدول األعضاء في االتحاد
ال تكون حربا على الدول األخرى.
-5كل دولة عضو في اإلتحاد تكون مسؤولة دوليا عن تصرفاتها و أعمالها ،ويكون لها إقليميا الخاص بها
تمارس عليه كل مظاهر السيادة.
-6تحتفظ كل دولة بنظامها السياسي و الدستوري الداخلي ولها أن تعدل هذا النظام أو تأخذ بنظام أخر دون
تدخل من مجلس االتحاد ،أو أية دولة عضو فيه.
-7كل دولة تمنح لرعاياها جنسية خاصة بها ،إذ ال وجود لجنسية اتحادية وعليه يعتبر مواطنو كل دولة
أجانب بالنسبة للدول األخرى األعضاء في اإلتحاد.
7
ب) -اإلتحاد الفيدرالي (المركزي):
يعتبر االتحاد الفيدرالي من أقوى صور االتحاد بين الدول ويعبر في نفس الوقت عن وجود روابط مشتركة
قوية بين شعوب الدول أو األقاليم التي تشمل التنازل عن سيادتها الخارجية وجزء من سيادتها الداخلية
تدعيما لهذه الروابط واعترافا بها ،والفكرة الجوهرية لالتحاد الفيدرالي أنه يتولد من إتحاد دولتين أو أكثر
ويترتب عليه فقدان الدول األعضاء للشخصية الدولية وظهور شخص دولي جديد هو دولة اإلتحاد.
ينشأ االتحاد الفيدرالي إما عن طريق تفكك دولة موحدة إلى عدة دويالت وتكون في األخير اتحاد مركزياً،
أو عن طريق أسلوب االنضمام أو اتفاق دول مستقلة فتفتقد هذه الدول لشخصيتها الدولية.
تنتهي الدول المتحدة اتحادا فيدراليا بإحدى الطرق المعروفة في القانون الدولي العام والتي تتلخص في
زوال أي ركن من أركان الدولة الثالث کزوال اإلقليم أو الشعب أو السلطة السياسية ويقوم االتحاد
الفيدرالي على مجموعة من المبادئ التي تتجسد في الوثيقة الدستورية التي يضعها ممثلو الدول األعضاء
في االتحاد وتتلخص هذه المبادئ في:
كما أنه قد يتم النص في الدستور االتحادي على اختصاصات الهيئات االتحادية على سبيل الحصر وهي
الطريقة التي انتهجتها كل من الواليات المتحدة األمريكية وسويسرا واالتحاد السوفيتي ،ويكون ذلك عادة في
الحاالت التي فيها الروابط و المصالح المشتركة بين شعوب االتحاد ليست قوية بدرجة كبيرة مما يدفعها إلى
عدم تقوية السلطة االتحادية وحصر اختصاصاتها في حدود واضحة وترك االختصاصات األخرى الهيئات
الدويالت األعضاء في االتحاد وهو ما يجعل هذه األخيرة في مركز أقوى عند مواجهتها للسلطة االتحادية،
ويؤدي إتباع هذه الطريقة إلى علبة مظاهر االستقالل على مظاهر الوحدة بين الدويالت األعضاء في
اإلتحاد.
وأخيرا قد يتم تحديد اختصاصات الدويالت على سبيل الحصر ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة تكون الروابط
والمصالح ال مشتركة قوية جدا بحيث يمنع الدستور االتحادي اختصاصات واسعة للهيئات االتحادية وينص
على اختصاصات محددة الهيئات الدول األعضاء في االتحاد على سبيل الحصر ويترك ما عدا ذلك
الختصاص الهيئة االتحادية.
8
ثانيا :وجود هيئات دستورية خاصة بكل دويلة :
ينصب توزيع االختصاصات في النحو السابق على االختصاصات المتعلقة بممارسة مظاهر السيادة الداخلية .أما
كل ما يتعلق بمظاهر السيادة الخارجية فإنه يكون عادة من اختصاص الهيئات االتحادية ،وعليه فإنه يتم مباشرة
وظائف الدولة الداخلية بصورة مزدوجة حيث يوزع االختصاص بها على كل من الهيئات االتحادية وهيئات
الدويالت األعضاء على النحو التالي :
أ -الوظيفة التشريعية :يوزع االختصاص في هذه الوظيفة بين عدة برلمانات في البرلمان االتحادي و برلمان
كل دويلة ،فيختص البرلمان االتحادي بالتشريع في كل ما يتعلق بشؤون االتحاد ككل أما برلمانات الدوريات فإن
وجودها ضروري لتحقيق التمييز الذاتي للدويالت ،وعليه فإن المواطن في الدولة االتحادية يخضع لنوعين من
التشريعات بعضها صادر من البرلمان االتحادي والبعض األخر يصدر من برلمان الدويلة التي ينتمي إليها ،
ويتكون البرلمان االتحادي عادة من مجلسين :مجلس أول يتم اختيار أعضائه باالقتراع العام المباشر من كل
مواطن اتحادي وذلك على أساس التمثيل العددي لكل المواطن ين ،أما المجلس الثاني فيتم تكوينه على أساس
التمثيل المتكافئ لكل الدويالت باالعتماد على مبدأ المساواة و التمثيل فيما بينهم .
ب -الوظيفة التنفيذية :يوزع االختصاص في هذه الوظيفة بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الدويالت طبقا
لنصوص الدستور االتحادي ،وتلجا الدسات ير االتحادية عادة إلى ثالثة أساليب لضمان تنفيذ قوانين االتحاد وذلك
خالفا لحكومات الدويالت التي يتم تنفيذ القوانين الصادرة فيها عن طريق أجهزتها التنفيذية وتتمثل هذه األساليب:
-1أسلوب اإلدارة المباشرة :تنص ب عض الدساتير االتحادية على إتباع أسلوب اإلدارة المباشرة لتنفيذ القوانين
االتحادية بحيث تتولى الحكومة االتحادية إنشاء إدارات وتعيين موظفين تابعين لها يكلفون بتنفيذ القوانين
االتحادية وقرارات الحكومة االتحادية في كل أنحاء االتحاد دون االستعانة بموظفي الدويالت ،ويمكن هذا
األسلوب الحكومة االتحادية من مراقبة تنفيذ القوانين والقرارات االتحادية في كل أقاليم االتحاد ومع ذلك فإنه
معيب لكونه يکلف االعتماد عليه نفقات باهظة.
-2أسلوب اإلدارة غير المباشرة :ذلك بأن تعهد الدولة االتحادية مهمة تنفيذ القوانين إلى موظفي الدويالت .
ويتميز هذا األسلوب بكونه يؤدي إلى االقتصاد و توفير الكثير من النفقات وهو األسلوب المنصوص عليه في
الدستور االتحادي األلماني.
-3األسلوب المختلط :يجمع األسلوب المختلط بين األسلوبين السابقين ،بحيث يوزع مهام تنفيذ القوانين
االتحادية بين الموظفين اال تحاديين وموظفي الدويالت وأخذ بهذا األسلوب الدستور النمساوي.
ج -الوظيفة الفضائية :إن الدولة االتحادية تعرف ازدواجا في مجال القيام بمهام الوظيفة القضائية ،
فيتوزع االختصاص بين القضاء االتحادي وقضاء كل دويلة حيث أن المواطن يجد نفسه خاضعا لنوعين من
القضاء هما :القضاء االتحادي وقضاء الدويلة التي يقطن فيها ،ويختص قضاء الدويالت كقاعدة عامة
بتطبيق القوانين الصادرة من برلما ن الدويلة بحيث أن هذه القوانين ال يتولى القضاء االتحادي تطبيقها أو
فحصها إال في حاالت استثنائية كما هو الحال في النظر على مدى مطابقتها للدستور االتحادي ،وتنشأ عادة في
الدولة االتحادية محكمة عليا اتحادية تكون مهمتها مزدوجة حيث تراقب مدى تنفيذ وتطبيق القانون على
مستوى الدولة االتحادية إلى جانب فصلها في المنازعات التي يمكن أن تثار بين الدولة االتحادية و الدويالت
األعضاء في اإلتحاد.
9
ثالثا :غلبة مظاهر الوحدة على مظاهر االستقالل :
تغلب في االتحاد الفيدرالي مظاهر الوحدة على مظاهر االستقالل ذلك أن هذه األخيرة تتمثل أساسا في
إ ستقالل كل دويلة بجزء من الشؤون الداخلية فقط مع اختصاص الدولة االتحادية لكل مظاهر السيادة
الخارجية ،وتتجلى مظاهر الوحدة على المستوى الداخلي في وجود دستور إتحادي يحدد اختصاصات
السلطات االتحادية وسلطات كل دويلة.
أما مظاهر الوحدة على المستوى الخارجي فإنها تتمثل في ظهور شخص دولي جديد هو الدولة االتحادية
التي تستقل بممارسة كل مظاهر السيادة الخارجية لتصبح الدويالت مجرد وحدات دستورية ال تتمتع
بالشخصية الدولية ويترتب على ذلك ما يلي:
* وحدة اإلقليم :تتحقق وحدة اإلقليم في الدولة الفيدرالية فهناك إقليم واحد يشمل أقاليم كل الدويالت
تمارس فيها كافة مظاهر السيادة.
* وحدة الجنسية :يكون األفراد الدويالت المشكلة لالتحاد جنسية واحدة و بالتالي ال يعثر مواطنو أية
دولة أجانب بالنسبة للدول األخرى.
* وحدة الشخصية القانونية الدولية :يكون للدولة االتحادية شخصية قانونية دولية واحدة ويترتب عنها
ما يلي:
-1تكون المسؤولية الدولية واحدة حيث تتحمل الدولة االتحادية المسؤولية الدولية عن كل تصرفات وأعمال
الهيئات االتحادية.
-2تعتبر الحرب التي تعلن ضد دولة في االتحاد حربا على االتحاد كله .ال تخص تلك الدولة فقط .وفي
حالة وجود حرب بين دولتين في االتحاد تعتبر حرب أهلية وليست دولية.
-3يكون حق التمثيل الدبلوماسي مقصورا فقط على الدولة االتحادية على أساس أنها هي التي تتمتع دون
غيرها بالشخصية الدولية وتتحمل بذلك المسؤولية عن كل مظاهر السيادة الخارجية لشعوب االتحاد ،على
أنه يمكن أن ينص الدستور االتحادي على حق الدويالت في تبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول األجنبية
األخرى.
-4يكون حق إبرام المعاهدات مقصورا على الدولة االتحادية وأثار هذه المعاهدة تسري على كل إقليم
االتحاد وتلتزم بها كل الدويالت ،إال أنه يمكن للدستور االتحادي أن يخول لكل الدويالت حق إبرام بعض
المعاهدات مع دول أجنبية في موضوعات معينة وبشروط محددة.
10