You are on page 1of 12

‫مقدمة‬

‫‪ :‬االشكالية‬
‫المبحث األول ‪ :‬النظريات المفسرة لنشأة الدولة‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظرية القانون الطبيعي و النظرية االجتماعية‬
‫الفرع االول ‪ :‬نظرية القانون الطبيعي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬النظرية االجتماعية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية القانون الوضعي و النظرية الماركسية‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية القانون الوضعي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬النظرية الماركسية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النظريات االساسية في نشأة الدولة‬


‫المطلب األول ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي و نظرية التكوين‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية التكوين‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية االساس الدستوري‬
‫الفرع االول ‪ :‬نظرية كلسن‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية بوردو‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ :‬مقدمة‬

‫ان كل فرد على سطح هذه األرض يعيش فى ظل نظام سیاسی معین فوالء الفرد‬
‫‪.‬يبدأ بالحى الذي ولد فيه ثم يتدرج الى المدينة فاالقليم أو الوالية ثم الدولة‬
‫و تعرف الدولة بأنها تجمع سكاني يعيش على سبيل االستقرار و الديمومة فوق‬
‫إقليم معين و محدد ‪ ،‬ويخضع لسلطة حاكمة ‪ ،‬لها السيادة على اإلقليم و األفراد و‬
‫‪.‬األشياء ‪ ،‬و ال تخضع ألية سلطة أخرى تعلوها‬
‫وهي تمثل كيان سياسي دولي مستقل‬

‫‪ :‬من هذا المنظلق نتطرق الى طرح االشكال التالي‬


‫‪:‬المبحث األول ‪ :‬النظريات المفسرة لنشأة الدولة‬

‫سنرى في هذا المبحث مطلبين‪ ،‬المطلب االول بعنوان نظرية القانون الطبيعي و‬
‫النظرية االجتماعية و المطلب الثاني بعنوان نظرية القانون الوضعي و النظرية‬
‫الماركسية‬
‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬نظرية القانون الطبيعي و النظرية االجتماعية‬
‫سنقسم هذا المطلب الى فرعين اولهما نظرية القانون الطبيعي و الثاني النظرية االجتماعية‬
‫‪ :‬الفرع األول ‪ :‬نظرية القانون الطبيعي‬

‫ترجع جذور هذه النظرية إلى العصور القديمة والتي من روادها أرسطو‪ .‬وحبها‬
‫فان أصل الدولة يرجع إلى واقع طبيعي‪ ،‬فالدولة مؤسسة طبيعية نشأت عفويا الن‬
‫نشأتها كانت ضرورية‪ .‬الدولة حسب أنصار هذه النظرية مؤسسة طبيعية ال دخل‬
‫إلرادة اإلنسان في خلقها ونشأتها وإنما هي ناتجة عن التالحم الطبيعي في الجماعة‬
‫البشرية و عن غريزة اإلنسان االجتماعية النابعة من العيش مع بني جنسه‪ ،‬ونشأة‬
‫الدولة راجعة إلى اإلرادة اإللهية‪ ،‬وهذا هو الذي يفر خضوع الدولة للقانون‬
‫اإللهي‪ ،‬بعبارة أكثر بساطة يمكن القول بان السلطة باعتبارها منيع الدولة هي‬
‫ظاهرة طبيعية تابعة من غريزة اإلنسان الطبيعية في العيش مع بني جنسه وفي‬
‫السلط‪ ،‬فالدولة حسب أنصار هذه النظرية فعل طبيعي ال مفر من نشأتها ويرجع‬
‫األمر في ذلك إلى المشيئة اإللهية التي خلفت اإلنسان بغرائزه االجتماعية والتي‬
‫تؤدي إلى بروز ظاهرة السلطة التي بدورها ستجعل من نشأة الدولة أمرا طبيعيا‬
‫‪.‬وحتميا‬

‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬لنظرية االجتماعية‬


‫خالفا للنظرية التي سيقت ال تلجأ النظرية االجتماعية إلى أراء ميتافيزيقية أو إلى‬
‫األفكار المجردة في تفسير نشأة الدولة‪ ،‬ولكنها تتطلق من الواقع االجتماعي‬
‫المعاش لإلنسان‪ ،‬وتعتبر أن نشأة الدولة ترجع إلى صراع بين جماعات بشرية نتج‬
‫عنها فوز جماعة على أخرى وفرض هذه الجماعة لسيطرتها على الثاني‪ ،‬وهكذا‬
‫ظهرت جماعة سائدة وأخرى محكومة بين حاكم ومحكوم‪ .‬ومن ابرز أنصار هذه‬
‫النظرية الفرنسي ليون دوقي الذي يرد نشأة الدولة إلى تفاعل أربعة عوامل هي ‪- :‬‬
‫االمتيازات االجتماعية حيث يعتبر دوقي أن الدولة نتيجة امتياز جماعة على‬
‫غيرها من الجماعات بسبب القوة التي يتمتع بها أعضائها والتي تمكنهم من فرض‬
‫سيطرتهم على اآلخرين‪ ،‬وقد تتخذ هذه القوة صور متعدده ‪ - .‬التميز السياسي‬
‫ويعني تحول األثرياء إلى حكام والمغلوبين إلى محكومین ‪ -‬سلطة اإلكراه‬
‫واإلرغام الن أساس الدولة هو السلطة‪ ،‬ويشترط أن يكون سلطة اإلكراه بدون‬
‫منافس يمتعها من فرض االعتراف بها واالمتثال لها۔ ‪ -‬التضامن االجتماعي وهذا‬
‫التضامن هو المبرر الوحيد الذي يقدر أن يبقى الضعيف مع القوي وفي المقابل‬
‫يفرض على الحاكم أن ال يضغط على المحكوم‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية القانون الوضعي و النظرية الماركسية‬


‫سنتفرع في هذا المطلب لمعرفة نظرية القانون الوضعي في الفرع األول و النظرية الماركسية في الفرع الثاني‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية القانون الوضعي‬
‫تهتم هذه النظرية بدراسة الواقع القانوني‪ ،‬ومن أبرز روادها کاري دي مالبرج‬
‫الذي يرى أنه من غير الممكن ارجاع نشأة الدولة إلى أساس قانوني الن هذه‬
‫األخيرة لم تشأ بموجب مبدأ أو قاعدة قانونية‪ .‬فالدولة سابقة في نشأتها عن القانون‪،‬‬
‫فال يمكن إن للقانون الذي هو منتوج الدولة أن يكون أساسا لتشأنها‪ .‬فأساس نشأة‬
‫الدولة في نظر کاری دی مالبرجر الدستور األول الذي تحولت بواسطته مجموعة‬
‫بشرية طبيعية إلى كيان جماعي‪ ،‬وقد تم ذلك عندما ترونت هذه الجماعة بأعضاء‬
‫‪.‬وأجهزة تريد وتصرف بواسطتها‬

‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬النظرية الماركسية‬

‫يرى ماركس ان ظهور الدولة او السلطة السياسية بمعناها الواسع ارتبط باكتشاف االنسان‪ ‬‬

‫لآللة الزراعية البدائية أي ألدوات اإلنتاج ‪ ،‬فقبلها كان الناس يعيشون على ما يلتقطونه من‬

‫ثمار و أعشاب و ما يصطادونه فال وجود للملكية الخاصة ‪ ،‬اما بعد اكتشاف اآللة الزراعية‬

‫نتج عنه ظهور مفهوم الغلة التي هي قابلة للتخزين و التملك ‪ ،‬من هنا بدا الصراع بين األفراد‬

‫حول ملكية أدوات اإلنتاج و ملكية الغلة الزراعية ‪ ،‬وكانت الغلبة لألقوى ليست فقط بالمعنى‬

‫المادي بل وأيضا بالمعنى الفكري ‪ .‬و يمكن ان نقول ان النظرية الماركسية تقترب من نظرية‬

‫القوة من حيث ان الدولة هي أداة إكراه و ان استمرارها متوقف على تملكها لقوة عسكرية كافية‬

‫‪ .‬للدفاع عن نفسها‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النظريات االساسية في نشأة الدولة‬
‫سنرى في هذا المبحث نظرية العقد االجتماعي و نظرية التكوين في المطلب االول و نظرية االساس الدستوي‬
‫في المطلب الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي و نظرية التكوين‬


‫سنتطرق في هذا المطلب لفرعين ‪ .‬الفرع األول نظرية العقد االجتماعي و الفرع الثاني نظرية التكوين‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي‬

‫نطلق ه‪E‬ذه النظري‪E‬ة على أس‪E‬اس ان الدول‪E‬ة ظ‪E‬اهرة إرادي‪E‬ة ق‪E‬امت نتيج‪E‬ة اتف‪E‬اق ح‪E‬ر و اختي‪E‬اري بين مجموع‪E‬ة‬

‫من الن‪EE‬اس فض‪EE‬لوا االنتق‪EE‬ال من حال‪EE‬ة الطبيع‪EE‬ة إلى حال‪EE‬ة المجتم‪EE‬ع الم‪EE‬دني و السياس‪EE‬ية م‪EE‬ع م‪EE‬ا نتج عن‬

‫ذلك من قيام سلطة سياس‪E‬ية و تن‪E‬ازل المواط‪EE‬نين عن ك‪E‬ل او بعض حق‪E‬وقهم الطبيعي‪EE‬ة ‪ .‬و نج‪EE‬د ج‪EE‬ذور‬

‫هذه النظرية في الفكر الكنسي الوسيطي و في الفكر اإلسالمي ‪ .‬و هناك ثالث مفك‪EE‬رين اختلف‪EE‬وا في‬

‫تقييم العقد االجتماعي و هم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬توماس هوبز‪ . Thomas Hobbes 1588-1679 ‬يرى هوبز ان اإلنسان ليس اجتماعي‪EE‬ا بطبع‪EE‬ه ب‪EE‬ل‬

‫هو أناني محب لنفسه ال يعمل اال بالقدر ال‪E‬ذي تتحق‪E‬ق مع‪EE‬ه مص‪E‬الحه الشخص‪EE‬ية ‪ ،‬و ك‪EE‬انت الق‪E‬وة هي‬

‫الس‪E‬ائدة في العالق‪E‬ات بين األف‪E‬راد اال ان اإلنس‪E‬ان أدرك وج‪E‬وب االنتق‪E‬ال من حال‪E‬ة الفوض‪E‬ى الى حال‪E‬ة‬

‫االجتم ‪EE‬اع الم ‪EE‬دني ‪ ،‬فتول‪EE‬دت ض‪EE‬رورة التعاق ‪EE‬د ل ‪EE‬دى الجمي ‪EE‬ع على ان يعيش‪EE‬وا مع‪EE‬ا تحت رئاس ‪EE‬ة واح‪EE‬د‬

‫يتنازلون ل‪E‬ه عن كاف‪E‬ة حق‪E‬وقهم الطبيعي‪E‬ة و يكل‪E‬ون ل‪E‬ه أم‪E‬ر الس‪E‬هر على مص‪E‬الحهم و أرواحهم ‪ ،‬ونج‪E‬د‬

‫ان هذا العقد ال يلزم إال أطرافه و بالتالي فالملك ال يلتزم بشيء ألنه ليس كرفا في العقد ‪.‬‬

‫ب‪ -‬جون لوك‪ john Locke 1632-1704 ‬يقول لوك أن حي‪E‬اة الفط‪E‬رة لم تكن فوض‪E‬ى و اض‪EE‬طراب ب‪E‬ل‬

‫ك ‪EE‬انت حي ‪EE‬اة س ‪EE‬عادة في ظ ‪EE‬ل ق ‪EE‬انون ط ‪EE‬بيعي مس ‪EE‬توحى من العق ‪EE‬ل البش ‪EE‬ري و اإلله ‪EE‬ام االلهي ‪ ،‬لكنه ‪EE‬ا‬

‫مش‪EE‬وبة بمش‪EE‬اكل و اخط‪EE‬ار و ل‪EE‬ذلك ش‪EE‬عر الف‪EE‬رد بض‪EE‬رورة ال‪EE‬دخول م‪EE‬ع اآلخ‪EE‬رين في عق‪EE‬د يقم المجتم‪EE‬ع‬

‫لحماي‪EE‬ة حقوق‪EE‬ه ‪ ،‬ل‪EE‬ذلك ك‪EE‬ان العق‪EE‬د االجتم‪EE‬اعي بين الش‪EE‬عب من ج‪EE‬انب و الح‪EE‬اكم من ج‪EE‬انب اخ‪EE‬ر و لم‬
‫يتنازل فيه األفراد عن كل حق‪E‬وقهم ب‪EE‬ل فق‪E‬ط الق‪EE‬در الالزم إلقام‪E‬ة الس‪E‬لطة ‪ ،‬و بالت‪E‬الي أص‪EE‬بحت س‪E‬لطة‬

‫الحاكم مقيدة و أن الشعب ملزم بواجب الطاعة تجاه الحاكم طالما انه يعمل في الحدود التي رس‪EE‬مها‬

‫العقد فاذا جاوزها الى غيرها كان للشعب حق مقاومته بل و عزله من منصبه ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ج‪EE E‬ان ج‪EE E‬اك روس‪EE E‬و‪ jean jack Rousseau  1712-1778 ‬لق‪EE E‬د غ‪EE E‬الى روس‪EE E‬و في وص‪EE E‬ف حال‪EE E‬ة‬

‫اإلنسان البدائية‪ E‬حيث اعتبرها مليئة بالسعادة و الخير و الحب و االنتقال الى حالة االجتماع الم‪EE‬دني‬

‫كان بهدف االرتقاء و تجنب بعض العقبات التي اعترضت وج‪E‬وده في س‪EE‬بيل المحاف‪EE‬ظ على حيات‪EE‬ه ‪.‬‬

‫الحل عند روسو هو في تنازل كل فرد عن حقوق‪E‬ه للمجتم‪EE‬ع كل‪EE‬ه ال‪E‬تي هي اإلرادة العام‪EE‬ة ‪ ،‬ف‪E‬اإلرادة‬

‫العام ‪EE‬ة هي ص ‪EE‬احبة الس ‪EE‬يادة و هي عب ‪EE‬ارة عن مجموع ‪EE‬ة األف ‪EE‬راد و انطالق ‪EE‬ا من ذل ‪EE‬ك يط ‪EE‬رح روس ‪EE‬و‬

‫مفهومه للحكم الديمقراطي المباشر القائم على سيادة الشعب الممثل باإلرادة العام‪E‬ة ‪ .‬و ل‪E‬ذلك رفض‬

‫روس‪EE‬و وج‪EE‬ود س‪EE‬لطات تش‪EE‬ريعية و تنفيذي‪EE‬ة مس‪EE‬تقلة عن س‪EE‬لطة الش‪EE‬عب ‪ ،‬فالش‪EE‬عب ه‪EE‬و ال‪EE‬ذي يش‪EE‬رع و‬

‫الحكوم ‪EE‬ة هي مج ‪EE‬رد جه ‪EE‬از تنفي ‪EE‬ذي ينف ‪EE‬ذ ارادة الش ‪EE‬عب ‪ .‬و بالت ‪EE‬الي فهن ‪EE‬ا تح ‪EE‬دث عملي ‪EE‬ة التعاق ‪EE‬د بين‬

‫االف‪EE E E‬راد فق‪EE E E‬ط و لكن على اس‪EE E E‬اس ان ل‪EE E E‬ديهم ص‪EE E E‬فتين ك‪EE E E‬أفراد طبيع‪EE E E‬يين ثم كأعض‪EE E E‬اء في الجماع‪EE E E‬ة‬

‫السياس‪EE‬ية ‪ ،‬وان األف‪EE‬راد تن‪EE‬ازلوا عن ك‪EE‬ل حق‪EE‬وقهم دون تحف‪EE‬ظ ‪ ،‬وان األف‪EE‬راد يكتس‪EE‬بون حق‪EE‬وق جدي‪EE‬دة‬

‫كبديل عما تنازلوا عنه من حقوق ‪.‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية التكوين‬

‫حسب هوريو فإن الدولة جهاز اجتماعي وسياسي وأن تشكيلها قد يتم على‬
‫مرحلتين‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تقبل األفراد إلقامة مشروع دولة معتمدة من مجموع المثقفين‬
‫فالدولة ‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية ‪ :‬إنجاز هذا المشروع بدعوة األفراد لالنخراط واالنضمام‪.‬‬
‫حسب هوريو مؤسسة للمؤسسات ‪ ،‬وال يتم هذا التأسيس إال بمراحل ‪ ،‬مرحلة‬
‫الفكرة الموجهة ‪ ،‬وقد يتم ذلك بوجود أفراد يتصورون فكرة المؤسسة ووسائل‬
‫إنجازها ثم فيما بعد هناك مرحلة االنضمام باستثناء جهاز معتمدين على النصوص‬
‫القانونية الموجودة سابقا‪ ،‬وأخيرا هناك مرحلة نشر الدستور ‪ ،‬بحيث يكرس ما هو‬
‫قائم ويعدل حسب مقتضيات الحاجة ودليله على ما يقول ‪ :‬قيام الدولة الجزائرية إذ‬
‫يرى أن مرحلة الفكرة الموجهة بدأت بظهور القادة و الزعماء التاريخيين ‪ ،‬ثم‬
‫بدأت مرحلة االنضمام بموافقة الشعب وااللتفاف حول الثورة ومبادئها ثم بدأت‬
‫مرحلة نشر الدستور بميثاق طرابلس ‪ .‬وحسب المنطق واعتقاد بعض رجال‬
‫القانون فإن قيام الدول كقاعدة عامة ال يقوم على أساس هذا التسلسل المذكور‪ ،‬كما‬
‫انه صح القول بالنسبة للدولة الجزائرية‪ .‬فإنه ال يصح بالنسبة لباقي الدول‪ ،‬بل‬
‫توجد مغالطة تاريخية‪ ،‬إذ أن الدولة الجزائرية كانت موجودة مع العثمانيين واألمير‬
‫عبد القادر‪..‬إال أنها شاهدت نوع من الضعف واالضمحالل مع االستدمار‬
‫‪..‬الفرنسي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬سنرى في هذا المطلب نظرية االساس الدستوري التي تتفرع الى‬
‫فرعين الفرع األول نظرية كلسن و الفره الثاني نظرية برودو‬

‫الفرع األول ‪ :‬نظرية كلسن‬

‫صاحب النظرية * هنري كلسن* إذ يعتبر أن الدولة هي نظام تسلسلي للقواعد‬


‫القانونية تستمد صحتها من قاعدة قانونية مفترضة‪ .‬فهذا النظام التسلسلي أو‬
‫الهرمي ‪ ،‬يعتبر أن كل قاعدة أعلى ملزمة للقاعدة األدنى ‪ ،‬فهكذا كل قاعدة تستمد‬
‫صحتها من قاعدة أعلى منها درجة الى أن تصل الى الدستور الذي يستمد هو‬
‫اآلخر صحته من دستور سابق ‪ .‬وهذا ما يعرف لدى فقهاء القانون الدستوري بمبدأ‬
‫‪/‬دستورية القوانين‪ ،/‬فالقاعدة الدستورية أو القاعدة األساسية المفترضة ال يجوز أن‬
‫نسال من أين تستمد صحتها اإللزامية‪ ،‬فيجب االعتقاد بهذه القاعدة واإلذعان لها ‪.‬‬
‫إال أن هذه النظرية لم تسلم من االنتقادات أهمها للفقيه ريني في كتابه الحتمية‬
‫القانونية الصادر سنة ‪ . 1928‬فانه يسلم بفكرة الهرم القانوني ‪ ،‬إال انه يعتبر أن‬
‫الدستور االول ليست له قوة فرضية وإنما قوة واقعية تستمد من الجمعية التأسيسية‬
‫‪ ،‬فمثال الثورة الفرنسية استمدت قوتها من الجمعية الوطنية ‪ ،‬فاإلرادة الشعبية‬
‫واقعية وليست مفترضة واقعة خارج القانون‪ .‬أما المدرسة الماركسية‪ ،‬تعتبر أن‬
‫الدولة ما هي غال مرآة للنظام االقتصادي واالجتماعي الموجود ‪ .‬وبالتالي القول‬
‫‪.‬بالقاعدة االفتراضية الملزمة ال سند له من الصحة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية برودو‬


‫تسمى بنظرية تأسيس الدولة‪ ،‬وهذه النظرية عند إعالن بان الدولة تأسست عندما تأسست السلطة‪ ،‬وهذه الفكرة‬
‫يجمع عليها كل المفكرين‪ ،‬يحاول بوردو أن يشرح ويبين كيفيات ووسائل تأسيس هذه السلطة‪ ،‬وبالتالي نشأة‬
‫الدولة عند بوردو وتأسيس السلطة في تلك العملية التي بموجبها تنتقل السلطة من الشخص أو األشخاص‬
‫المكونين لها إلى هيئة هي الدولة في التنفصال بين الحاكم والسلطة وتلتحق هذه السلطة بتلك الهيئة الدائمة‬
‫والمستمرة التي يصبح الحاكم عضوا من أعضائها وأداة من أدواتها‪ .‬ويتم تأسيس السلطة إما برف شكلي‬
‫حقيقي هو وضع الصور‪ ،‬أو شريجيا بواسطة وسائل عرفية‪ ،‬أو عن طريق ممارسة متكررة تتبلور في شكل‬
‫عرف يشعر الناس بالزامية‪ .‬بعبارة أخرى نشا الدولة إما بدستور شكلي أو بدستور عرفي‪ ،‬ويمكن أن تنشأ‬
‫الدولة في نظر تورنتو ويفعل مقصود عن طريق إجماع الناس على تحديد ووضع قواعد تنظم السلطة في‬
‫ممارستها وانتقالها وحدود ممارستها‬
‫‪ :‬خاتمة‬

You might also like