Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة
تندرج دراسة مقياس القانون الدستوري ضمن املقاييس املدرسة لطلبة السنة ألاولى ليسانس جذع
مشترك حقوق تتضمن البحث في محورين أساسيين :املحور ألاول يتناول بالدراسة كل ما يتعلق ببناء الدولة من
الداخل بدراسة أركانها ،خصائصها واشكالها ،وقبل ذلك دراسة اصل وجودها واساس السلطة فيها ،وبذلك
يكون الطالب قد ادرك النظرية العامة للدولة.
في املحور الثاني يتم تناول النظرية العامة للدساتير لتوضيح مفهوم الدستور والقانون الدستوري،
أنواعه ومصادره وطرق أو أساليب وضعه وتعديله والغائه ،وأخيرا التعرض ملوضوع الرقابة على دستورية
القوانين في ألانظمة املقارنة وفي الجزائر.
وبذلك ننتهي من دراسة النظرية العامة للدولة والدستور في السداس ي ألاول.
وعلى ذلك ستكون محاور السداس ي ألاول محورين اثنين كاآلتي:
2
املحورألاول :النظرية العامة للدولة
اهم املواضيع التي سيتم دراستها ضمن هذا املحور تتصل بالدولة وتحدد أصل نشةتها،أركانها
وخصائصها واشكالها.
املوضوع ألاول :النظريات املفسرة للص نأةة الدولة
يعد موضوع البحث عن اصل نشةة الدولة من املواضيع التي تفرعت بين رجل القانون والسياسة وعالم
الاجتماع والفيلسوف ،والسبب في ذلك يرجع ألن الدولة ليست ظاهرة قانونية فقط انما هي ظاهرة تتفاعل مع
الظواهر ألاخرى الاجتماعية ،الاقتصادية والسياسية....
لذلك ستتم دراسة هذا املوضوع من خالل التعرض ملجموعة من ألافكار والنظريات املختلفة بالتركيز
على مضمونها وابعادها والانتقادات التي وجهت لها .وفي الوقت نفسه سنحاول من خالل هذه ألافكار ابراز
ألاسباب والدوافع التي أدت الى وجود الدولة وتحديد أساس السلطة فيها (نظرا لالرتبا املوجود بين الدولة
والسلطة) ،لنصل أخيرا الى تقييم هذه ألافكار بتوضيح جوانب الصحة والخطة فيها ،مع تصنيفها تبعا للمعيار أو
الفكرة التي انطلقت منها أو تةسست عليها.
أول :النظريات التيوقراطية
انتشرت حوالي القرن 5للميالد حتى القرن ،32وارجعت هذه النظريات اصل نشةة الدولة ومصدر
السلطة فيها الى الاله ،حيث حاولت إعطاء مفهوم ديني او عقائدي لسلطة الدولة .من ابرز املروجين لها علماء
الالهوت ورجال الدين والكنيسة ،الذين اختلفوا فيما بينهم حول طريقة اختيار الحاكم ومدى سلطته كما يلي:
/3نظرية تاليه الحكام (الطبيعة الاهية للحكام)
ارجعت هذه النظرية اصل نشةة الدولة لإلرادة إلالهية ،حيث اعتبر ت الحاكم الاها فوق ألارض ،سلطته
مطلقة مستمدة من هللا .سادت وانتشرت هذه ألافكار في الحضارات القديمة كحضارة الفراعنة ،واستمر
الاعتقاد بها الى غاية العصر الحديث (الصين والهند واليابان)
/2نظرية الحق الالهي املباشر
من بين املروجين لهذه النظرية الالهوتي ،BOSSUETالذي اعتبر امللك ممثال لالله على ألارض ،ومن ثم
فطاعته مبدأمطلقا ل يقبل النقاش واملعارضة.
وقد ساهمت الكنيسة في الفصل بين السلطة الدينية والزمنية وتخليص الناس من عبادة امللوك استنادا الى
املقولة املشهورة "اعطوا ما لقيصر لقيصر وما هلل هلل".
/2نظرية الحق الالهي غيراملباشر
من ابرز مؤيدي هذه النظرية في القرن الخامس ميالدي Saint Augustinو Saint Thomas D’aquinفي
القرن .32مفادها ان مصدر سلطة الدولة هو الاله ،لكن هذا ألاخير ل يتدخل مباشرة في تعيين الحاكم ول
يحدد شكال معينا للحكم بل يترك ذلك لألفراد ممثلين بالكنيسة التي نصبت نفسها مانحة سيف السلطة
الزمنية ،وبالرغم من ذلك تمتع الحكام على غرار ملوك فرنسا بالسلطة املطلقة.
تقييم هذه النظريات
من جملة الانتقادات التي وجهت لهذه النظريات ما يلي:
3
-انها مبنية على أفكار خرافية تفتقد للعقل واملنطق ،ذلك انه لم يثبت واقعيا حدوث التعيين الالهي
املباشر أو غير املباشر.
-الهدف الحقيقي من نشر هذه ألافكار محاولة اقناع الافراد بالسلطة املطلقة للحكام وعدم إمكانية
الخروج عنها (بالثورة ضدهم) وكذلك انتفاء مسؤوليتهم في مواجهة هؤلء ومنه تبرير الاستبداد.
-وقد جاء إلاسالم ليحارب هذه ألافكار ويفندها ويرفض عبادة امللوك الذين يعدون افرادا عاديين ،وما
الحكم الا تكليف لهم من غيرهم.
ثانيا :النظريات الاجتماعية
انطلق جانب من الفقه في القرن التاسع عشر ،في تصوره ألصل نشةة الدولة من أفكار سوسيولوجية
تاريخية ،اجتماعية واقتصادية...
/3نظرية ابن خلدون
تبنى الدولة في نظر ابن خلدون على اساسين اثنين :يتمثل ألاساس ألاول في الحاجة الى الاجتماع لسد
حاجتين اثنتين هما الغذاء والدفاع ،أما ألاساس الثاني فيتمثل في النزاع( .إجابة على السؤال التالي :ملاذا تقوم
الدولة؟)
ول تقوم الدولة عند ابن خلدون الا بتوفر ثالثة عوامل هي:
-العصبية :معناها الشعور الذي يتولد لدى الافراد بانتمائهم لجماعة واحدة (لشتراكهم في خصائص
معينة كالنسب و إلاقليم والعرق والدين )...وهو ما يدفع الجماعة الى اخضاع الجماعات ألاخرى
لسيطرتها وهيمنتها.
-الزعامة :مفادها وجود شخص ينصب نفسه ملكا أو سلطانا يفرض نفسه بالقوة ويتحلى بمجموعة من
الخصائص والصفات الحسنة منها الاستقامة ،التسامح والعدل ....وان يتجنب الظلم والاستبداد.
-العقيدة الدينية :باإلضافة الى العصبية تؤدي العقيدة الدينية (دين أو مذهب) الى استمرار الدولة
وتماسكها وقوتها ،حيث في نظره ان الدين إلاسالمي هو ألافضل في نظره لنشاء دولة قوية ومتماسكة.
/2نظرية التضامن الاجتماعي
روج لهذه النظرية الفقيه الفرنس ي ،Leon Duguitالذي يرى ان الدولة تقوم بتوفر أربعة عناصر
أساسية وهي:
-الانقسام الاجتماعي :بانقسام املجموعة البشرية الى أقوياء يفرضون ارادتهم على الضعفاء أي حكام
ومحكومين.
-التمايز أو الاختالف السياس ي :ظهور الدولة يعود للخالفات السياسية املوجودة بين من يحكم ومن
يحكم بعد سيطرة فئة معينة على الحكم.
-الاكراه :أي ان الدولة تفرض سلطتها دون وجود سلطة منافسة او اقوى منها.
-التضامن الاجتماعي :هو الذي يجمع (يوفق) بين الفئتين (الحاكمة واملحكومة) ،وهو أساس السلطة
والذي يضمن لها املشروعية ويخفف حدة الخالف بينهما .ويكون على شكلين :تضامن بالتشابه (في
الحاجات والغايات) وتضامن بتقسيم العمل.
4
تقييم النظرية :النظرية قامت على أفكار خيالية أو افتراضية
-دور التضامن الاجتماعي كما نظر له duguitفنده التاريخ .
-فكرة ان القانون في نظر هذا الفقيه هو "انعكاس للعالقات الاجتماعية والقائمة على التضامن
الاجتماعي وإل سيفقد الزاميته" ،ليست دائما صحيحة.
/2النظرية املاركسية
سبب قيام الدولة عند karl Marxهو الصراع الطبقي ،وسببه ظهور الطبقات بسبب النظام القائم
على امللكية الفردية لوسائل إلانتاج بعد تطور الزراعة والصناعة ،لتصبح الدولة أداة في يد الطبقة املسيطرة على
وسائل إلانتاج ،والقانون هو تعبير عن إرادة هذه ألاخيرة .كما انها تنظيم مؤقت يزول بقيام الاشتراكية وبزوال
الصراع الطبقي ،حيث تتحول امللكية الفردية لوسائل إلانتاج الى ملكية جماعية لينتهي الامر بزوال الدولة لزوال
علة وجودها.
تقييم النظرية
-ل تعد العوامل الاقتصادية السبب الوحيد في تكوين الدولة
-تفنيد فكرة زوال الدولة بتحول اغلب الدول الاشتراكية دول راسمالية.
ثالثا :نظريات التطور
تنطلق هذه النظريات من ان الدولة هي نتاج لتطور املجتمع عبر مراحل معينة ،وانقسمت الى اتجاهين
رئيسيين:
/3نظرية التطورالعائلي
من رواد هذه النظرية ارسطو ،افالطون والفيلسوف الفرنس ي ، Jean Bodinحيث انطلقوا من اعتبار
الاسرة هي الخلية ألاساسية في تكوين الدولة ،التي تحولت الى عشيرة ثم قبيلة فقرية فمدينة وفي ألاخير ظهرت
الدولة تحت ضغط الحاجة الى التنظيم وتلبية الحاجيات ألاساسية .وبذلك تكون السلطة السياسية امتداد
للسلطة الابوية.
تقييم النظرية
تعرضت هذه النظرية لالنتقاد من حيث:
-أن الاسرة لم تكن هي الخلية ألاساسية وألاولى انما كانت الحياة البدائية قائمة على الشيوع ،ولم تظهر
الاسرة الا بعد تطور معين في الجماعات إلانسانية.
-اختالف سلطة الدولة في طبيعتها عن سلطة الاب ،فاألولى باقية رغم زوال الحاكم بينما الثانية تفنى
بفنائه.
-سلطة الاب تطغى عليها الاعتبارات النفسية والعاطفية ،بينما تنعدم لدى سلطة الدولة.
/2نظرية التطورالتاريخي
من روادها الفقيه Garner، Spencer، Barthelmyومن منظورهم أن الدولة ل تنشة نتيجة عامل واحد
سواء تمثل في الدين أو القوة أو الاقتصاد ،بل هي نتاج تطور تاريخي طويل وعوامل مختلفة ،لذلك نجدها على
اشكال مختلفة.
5
تقييم النظرية
تعد هذه النظرية ألاقرب الى الصواب واملنطق ،على اعتبار انها لم تحصر ظهور الدولة خالل حقبة
تاريخية معينة ولم ترجعه لعامل او سبب واحد بل عوامل مختلفة عبر مراحل وحقب تاريخية متعاقبة.
رابعا :النظريات الاتفاقية (العقدية)
ظهر خالل القرن 31تيار فقهي ارجع اصل نشةة الدولة الى "عقد" ابرم بين الشعب والحاكم ،ومن ثم
فالسلطة مصدرها الشعب.
من بين اهم الفقهاء املروجين لهذه النظريات :إلانجليزيان
Thomas Hobbesو Jean Lockوالفرنس ي ، Jean Jack Reousseauلكنهم اختلفوا فيما بينهم حول عدة عناصر
تتعلق بحياة ألافراد قبل ابرام العقد ،أطراف العقد ،مضمون العقد واثاره.
/3نظرية العقد عند إلانجليزي 8761-8811 Thomas Hobbes
يعتبر الفقيه هوبز من مناصري امللكية ،لذلك جاءت نظريته في خدمة هذه ألاخيرة واملناهضة للثورات
الشعبية ،وقد وصف هذا الفقيه حياة الافراد قبل ابرام العقد ،كما حدد اطراف العقد ومضمونه وآثاره كاآلتي:
أ /حياة الافراد قب ابرام العقد :كان الافراد يعيشون حياة يميزها الصراع والانانية ويحكمهم قانون الغاب،
لذلك فكروا ،للخروج من هذه الحالة ،في ابرام عقد فيما بينهم ليقيموا مجتمعا منظما يتمتعون فيه باألامن .
ب /أطراف العقد :يوجد طرف واحد للعقد وهو الافراد ،إذ يعتبر هوبز ان الحاكم ليس طرفا فيه ،وان الافراد
تنازلوا عن جميع حقوقهم لهذا ألاخير.
ج /أثارالعقد:
-الحاكم سلطته مطلقة ،وهو غير مرتبط باحكام العقد ول يمكن ان تثار مسؤوليته في حالة تجاوزه
السلطة ،مما قد يؤدي الى الاستبداد.
-ل يمكن للشعب ان يثوروا ضد الحاكم (امللك) ألنهم تنازلوا عن جميع حقوقهم بما فيها الحق في
الاعتراض والثورة .ومن ناحية ثانية فاستبداد الحاكم افضل من العودة لحياة الفوض ى.
/2نظرية العقد السياس ي عند 8671-8761 John Locke
على خالف هوبز كان جون لوك من املدافعين عن تقييد سلطة الحكام واحترام الحقوق والحريات ،وقد
شرح حالة الافراد ووضح اطراف العقد واثاره كاآلتي:
أ /حالة الافراد قب ابرام العقد
كان الانسان في الحياة قبل العقد يعيش في سالم وسعادة تحكم العالقات بينهم القانون الطبيعي ،لكنه
كان يطمح للوصول الى السعادة الكاملة وتحقيق الدولة املثالية حيث تحترم حقوقهم وحرياتهم.
ب /أطراف العقد
يتم ابرام العقد بين الافراد والحاكم ،وقد وصف العقد عند لوك بالسياس ي ألنه يبرم على مرحلتين:
املرحلة ألاولى يتم ابرام عقد جماعي تتحد بموجبه الجماعة في ظل الجماعة السياسية التي تمثل الشعب عند
ابرام العقد ،ثم في مرحلة ثانية يبرم عقد ثان مكمل لألول يقيم الحكومة التي تمنح سلطة الحكم.
ج /اثارالعقد
6
-ل يتنازل الافراد عن جميع حقوقهم وحرياتهم ،انما عن الجزء الضروري إلقامة السلطة والدولة.
-الحاكم أو الحكومة مسؤولة عن احترام حقوق وحريات الافراد وممتلكاتهم الخاصة.
-في حالة اخالل الحاكم بمسؤوليته يحق لالفراد عزله و الثورة ضده اذا لزم الامر.
/2نظرية العقد الاجتماعي عند 8661-8681 Jean Jack Rousseau
اقام روسو نظريته على الديمقراطية كاآلتي:
أ /حالة الافراد قب ابرام العقد
كان الافراد يعيشون في سعادة ومساواة وعدالة ،لكن بعد ظهور فكرة امللكية الفردية وتطور الاختراعات
توترت العالقات بينهم وانهارت املساواة بسبب التنافس على الثروة.
ب /أطراف العقد
يدخل الافراد كطرف في العقد بينما يكون الطرف الثاني هو الجماعة التي يسميها روسو بالرادة العامة،
التي يتنازل لها الافراد عن حقوقهم وحرياتهم ،هي التي تتمتع بالسيادة املطلقة.
ج /اثارالعقد
-يتنازل الافراد عن جميع حقوقهم وحرياتهم الطبيعية مقابل التمتع بحقوق مدنية في ظل التنظيم
الجديد.
-الحاكم الفعلي هو شخص (ملكا كان أو امبراطورا) ليس طرفا في العقد فهو يحكم باسم إلارادة العامة
(وكيل) ،يحق لالفراد عزله متى اخل بالتزاماته .
-مصدر السلطة عند روسو إلارادة الحرة وليس العنف والاكراه.
تقييم النظريات العقدية
-تعد هذه ألافكار مجرد تبريرات لوجه نظر سياسية ألصحابها ولم تحدث في الواقع.
-يفتقد العقد لنظام قانوني سابق ينظمه ويحدد أسس تكوينه ،فالعقود ل تبرم الا في ظل املجتمع املنظم.
-اهمل روسو حقوق ألاقلية املعارضة والتي تكون حتما.
-طرفي العقد غير واضحين عند روسو تمام الوضوح ،كما هو الامر عند جون لوك.
-ل يمكن لالفراد التنازل عن حقوقهم الطبيعية
-اخلط هوبز بين الدولة والحكومة بمنحه السلطة للحاكم وليس للدولة ،مما ينتج عنه زوال الدولة بفناء
الحاكم.
بالرغم من هذه الانتقادات وغيرها تبقى ألفكار جون لوك وجون جاك روسو اثارها إلايجابية في تخليص شعوب
اوربا وغيرها من الاستبداد وضرورة إقامة حكم جديد يقوم على الديمقراطية.
رابعا :النظريات املجردة
تتمثل في آلاتي:
/3نظرية النظام القانوني للفقيه النمساوي kelsen
اعتبر الفقيه النمساوي هانز كلسن أن الدولة هي نظام قانوني هرمي وتسلسلي للقواعد القانونية ،وكل
قاعدة تستمد صحتها من القاعدة ألاعلى منها درجة الى غاية الوصول الى القاعدة ألاعلى وهي الدستور.
7
تقييم النظرية
-انتقدت نظرية كلسن على أساس انها لم تنه الهرم القانوني.
-ان النظرية جعلت أساس صحة الدستور مفترضة ،مع ان الواقع يؤكد عكس ذلك واملثال الدساتير
الفرنسية ألاولى بعد الثورة.
/2نظرية السلطة املؤسسة للفقيه الفرنس ي George Burdeau
تنشة الدولة في نظر هذا الفقيه عن طريق تةسيس سلطتها وتنظيمها قانونيا ،ويتم ذلك عن طريق نقل
السلطة من الجهة املسيطرة عليها فعليا وهي الشخص أو ألاشخاص الطبيعيين الى الكيان املجرد وهو الدولة
(الشخص املعنوي) بواسطة العمل القانوني وهو الدستور.
تقييم النظرية
اذا كان من املمكن تحديد املرحلة التي نشةت فيها الدولة بصدور الدستور املكتوب ،فان ذلك يصعب في
حالة الدستور العرفي.
/2نظرية املؤسسة للفقيه Maurice Hauriou
الدولة هي مؤسسة من نوع خاص تتشكل في نظر هذا الفقيه انطالقا من إرادة مجموعة من ألاشخاص
في انشاء الدولة ،فيتم ذلك على مرحلتين :في مرحلة أولى :يقومون بانشاء جهاز أو سلطة منظمة .اما في املرحلة
الثانية فيتم فيها انظمام باقي الافراد وموافقتهم على انجاز مشروع مؤسسة الدولة التي يتنازل لها الافراد عن
السلطة السياسية.
لذلك فالدولة عند هوريو هي املؤسسة التي تملك السلطة السياسية وتظم املؤسسات ألاخرى.
ويضرب هوريو مثال على ذلك بالدولة الجزائرية :فقادة الحكومة املؤقتة هم أصحاب فكرة الانشاء ،الحكومة
املؤقتة هي الجهاز والشعب وافق على الفكرة .
1
1ميل بحري يساوي 1852متر
11
الركن الثالث :السلطة السياسية
ل يمكن ان تتكون دولة دون وجود سلطة سياسية تتولى إدارة وتسيير شؤون البالد كما تتولى تحمل
املسؤوليات الدولية.
/3مفهوم السلطة السياسية
تعرف السلطة السياسية عموما بانها قدرة الدولة على فرض نظام قانوني معين وتستعمل في ذلك قوة
الاكراه.
اصطالحا يوجد تعريفين للسلطة السياسية ،تعريفا واسعا وتعريفا ضيقا
أما التعريف الواسع فمعناه مجموع املنظمات التي تمارس السلطة في الدولة (حكومة ،برملان)....
التعريف الضيق :املقصود بالسلطة السياسية القوة التي تمارسها الدولة على الاشخاص ويظهر ذلك في صورة
توقيع جزاء.
/2مميزات السلطة السياسية
تتميز السلطة السياسية بخصائص تجعلها متميزة عن باقي السلطات داخل الدولة وخارجها من أهمها:
-سلطة اصلية ،اذ انها مصدر كافة السلطات في الدولة ،ل تستمد اصلها من غيرها.
-سلطة مركزية وعليا تسمو على ما عداها من السلطات داخل الدولة.
-سلطة فعلية أي تملك فعال ممارسة جميع الاختصاصات دون ان تنازعها سلطة أخرى.
-سلطة شاملة واختصاصها عام يشمل جميع الشؤون دون استثناء داخل اقليمها.
-سلطة تتسم بطابع الاكراه ،فتنفرد بوضع القوانين واملعاقبة على مخالفتها.
-سلطة ذات سيادة.
-سلطة مدنية ليست عسكرية.
/2اشكال السلطة السياسية
تختلف اشكال السلطة السياسية باختالف ممارسها وكيفية ممارستها،
-السلطة الجماعية :انتشر هذا الشكل في الانظمة القديمة البدائية خصوصا ،تعتمد في ممارستها على
الاعراف والتقاليد والعادات ،هذا الشكل ل يمكن تسميته بالسلطة السياسية.
-السلطة املجسدة في شخص معين :وهو شخص الحاكم ملكا أو امبراطورا ،وقد استمر هذا الشكل لفترة
زمنية طويلة.
-السلطة املؤسسة :بعد انهيار حكم الفرد تحولت السلطة السياسية الى مؤسسة( مجموعة من الهياكل
و امليكنزمات التي تنظم وتؤطر عملية ممارسة السلطة).
12
املوضوع الثالث :خصائص الدولة
تتميز الدولة بمجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من املؤسسات والهيئات الشبيهة بها ،وتفسر
استمرارها بالرغم من تغير الحكام.
أول :الشخصية املعنوية
/3تعريف الشخصية املعنوية
الشخصية املعنوية (القانونية) هي القدرة على اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات والقيام بالتصرفات
القانونية.
/2مدى الاعتراف للدولة بالشخصية املعنوية
هل تعد الدولة شخصا قانونيا متميزا ومنفصال عن اشخاص الحكام؟
انقسم الفقه الى اتجاهين :اتجاه اول انكر ورفض الاعتراف للدولة بالشخصية املعنوية ،أما الاتجاه الثاني فقد
أقر واعترف للدولة بهذه الشخصية املعنوية.
13
-الحاكم ل يملك الصالحيات التي يمارسها ،انما هي وظائف يقررها لهم الدستور والقوانين بصفاتهم
وليس بذواتهم.
/2تمتع الدولة بالذمة املالية املستقلة واملنفصلة عن ذمة الاشخاص املسيريين.
/2تمتع الدولة باهلية ابرام التصرفات القانونية.
/2املساواة بين الدول
/5احتكار قوة الاكراه وامتياز التنفيذ املباشر.
ثانيا :السيادة
تتميز الدولة عن غيرها من الهيئات والاشخاص القانونية بعنصر السيادة.
/8مفهوم السيادة
اختلف الفقهاء في تعريفهم للسيادة ،فمنهم من اعتبرها الصفة الجوهرية التي تتميز بها السلطة
السياسية تجعلها صاحبة الارادة العليا في ادارة شؤون الدولة ل تعلوها اية ارادة اخرى .واعتبرها اخرون بانها
صفة في الدولة تمكنها من عدم الالتزام والتقيد الا بمحض ارادتها في حدود املبدأ الاعلى للقانون.
وعليه يمكن طرح مفهومين للسيادة هما املفهوم السلبي والايجابي ،أما املفهوم السلبي فتنكر بواسطته الدولة اي
قوة او سلطة تنازعها في ممارسة صالحياتها أو تعلوها .أما املفهوم الايجابي فيقصد به مجموع الاختصاصات
والصالحيات التي تمارسها الدولة داخليا وخارجيا.
كما ان للسيادة مظهران:
-السيادة الداخلية :ويتعلق الامر بسلطة الدولة العليا على اقليمها (مبدأ الاقليمية) وسكانها (مبدأ
الشخصية) بصفة شاملة وكاملة ومستقلة.
-السيادة الخارجية :وتتضمن الاختصاصات التي تمارسها الدولة مستقلة خارج حدودها مع باقي اعضاء
املجموعة الدولية على قدم املساواة ،ومن الامثلة على هذه الاختصاصات الانظمام الى املنظمات الدولية
وابرام املعاهدات والدخول في عالقات دبلوماسية وغيرها .
/1لصاحب السيادة في الدولة
انتقل محل السيادة من امللك الى الامة الى الشعب
-نظرية سيادة الامة :ظهرت نظرية سيادة الامة على انقاض السيادة املطلقة للملك ،بعدما تمكنت الطبقة
البورجوازية بمساندة الشعب الفرنس ي من ازاحة امللك عن الحكم.
مفاد هذه النظرية ان السيادة ملك للشعب ككيان معنوي يطلق عليه اسم الامة ،هذه الاخيرة هي شخص
معنوي ل وجود له في العالم املادي يختلف عن الافراد الذين يشكلونه ،له ارادة حرة مستقلة عنهم ،لكنه يحتاج
الى من يمثله ويتصرف باسمه عند ممارسته للسيادة.
وكان الفقيه Sieyèsهو صاحب هذه النظرية منطلقا من فكرة تقسيم الشعب الفرنس ي الى فئتين :فئة املواطنين
الايجابيين وفئة املواطنين السلبيين.
نتج عن تبني هذه النظرية مجموعة من النتائج:
14
- 3تقرير الانتخاب كوظيفة
- 2تقرير الاقتراع املقيد
- 2تقرير السيادة املطلقة لألمة وهي واحدة ل تتجزأ
- 2النائب ممثل لألمة
وقد تم تكريس مبدأ السيادة لآلمة في الدستور الفرنس ي لسنة 3983ضمن نص املادة 2من الباب الثالث آلاتي
نصها :ان جميع السلطات صادرة عن الامة والتي ل تمارسها الا بالتوكيل".
لكن منح الامة السيادة جعلها صاحبة السلطة املطلقة مما نتج عنه اهدار للحقوق والحريات.
-نظرية سيادة الأعب
ظهرت على انقاض نظرية سيادة الامة وتم تكريسها في دستور 3982الفرنس ي ،ومعناها ان السيادة ملك
للشعب باعتباره مجموع الافراد املكونين له.
النتائج املترتبة عن نظرية سيادة الأعب
- 3تجزئة السيادة بين افراد الشعب
- 2الانتخاب حق وليس وظيفة
- 2تكريس مبدأ الاقتراع العام
- 2الاخذ بنظام الوكالة الالزامية
تقييم النظريتين
انتقدت نظرية سيادة الامة من حيث أنها:
-تؤدي الى قيام شخصين معنويين
-يؤدي مبدأ السيادة املطلقة الى قيام التهديد في مواجهة الحقوق والحريات
بينما نظرية سيادة الشعب ،وبالرغم من مساهمتها في ارساء النظام الديمقراطي وحماية الحقوق والحريات ،فإن
التطور الذي تشهده الدول من حيث اتساع حجمها وتنامي عدد سكانها يجعل من املستحيل بمكان تطبيق هذه
النظرية بحذافيرها ،لذلك تلجة الدول اليوم الى املزج بين النظرتين.
اقر الدستور الجزائري مبدأ السيادة للشعب ضمن نصوص املواد الاتية - :املادة 9التي نصت على ان ":الشعب
مصدر كل سلطة .السيادة الوطنية ملك للشعب وحده" كما نصت املادة 9على ان ":السلطة التاسيسية ملك
للشعب .يمارس الشعب السيادة بواسطة املؤسسات الدستورية التي يختارها .يمارس الشعب هذه السيادة ايضا
عن طريق الاستفتاء وبواسطة ممثليه املنتخبين .لرئيس الجمهورية ان يلتجئ الى ارادة الشعب مباشرة".
املوضوع الرابع :اشكال الدول
تتعدد اشكال الدول بتعدد املعايير التي على اساسها يتم التصنيف سواء بين فقهاء القانون الدولي أو
الدستوري .واملعيار املتبع هنا يتعلق بالبنية الداخلية للسلطة السياسية أو بتركيبة السلطة السياسية في
الدولة هل هي سلطة واحدة موحدة أو مسندة الى سلطات متعددة وما يترتب على ذلك من وحدة النظام القانوني
وتعدده.
ويوجد حسب هذا التصنيف نوعين من الدول :الدولة البسيطة أو املوحدة والدولة املركبة أو الاتحادية.
15
أول :الدولة البسيطة (املوحدة)
هي الدولة التي تشكل وحدة واحدة متجانسة سواء على املستوى الداخلي أو الخارجي ،تتركز فيها السلطة
في هيئة واحدة ،فنجد سلطة تشريعية واحدة وسلطة تنفيذية واحدة وسلطة قضائية واحدة ،كما نجد دستور
واحد ونظام قانوني واحد يطبق على كامل الاقليم .وهي تشكل النوع الاكثر انتشارا في العالم .
وتكرس الدولة شكلها في دستورها .مثال :نصت املادة الاولى من الدستور الجزائري على ما يلي :الجزائر جمهورية
ديمقراطية شعبية ،وهي وحدة ل تتجزأ".
-مظاهر(خصائص) الدولة املوحدة
-وجود دستور واحد ونظام قانوني واحد
-وحدة السلطة السياسية
-وجود سيادة واحدة داخليا وخارجيا
-اقليم واحد وشعب واحد
-اساليب التنظيم الاداري املعتمدة في الدولة املوحدة
تتبع الدولة املوحدة اسلوبين اساسيين للتنظيم الاداري هما الاسلوب املركزي (عدم التركيز) واسلوب
الالمركزية الادارية.
أ /اسلوب املركزية الادارية وعدم التركيز
املقصود به حصر الوظيفة الادارية على مستوى السلطة املركزية في العاصمة دون غيرها من الاجهزة
الاخرى.
من مزايا هذا الاسلوب تقليص النفقات واملحافظة على وحدة الدولة ،لكن سلبياتها تتمثل في زيادة العبء على
السلطة املركزية وعدم امكانها الاحاطة بكل املشاكل والظروف التي تعيشها الدولة.
لذلك تم التخفيف من هذا الاسلوب بواسطة اسلوب عدم التركيز :ويقوم على نقل بعض الاختصاصات ملوظفين
على مستوى الاقاليم بشر ان يبقى هؤلء تابعين وخاضعين لشراف ورقابة وتوجيه السلطة املركزية بواسطة
الرقابة الرئاسية أو التسلسلية.
ب /اسلوب الالمركزية الادارية
مفاد هذا الاسلوب توزيع الوظيفة الادارية بين السلطة املركزية وهيئات اخرى محلية او مصلحية
(مرفقية) تمنح لها الشخصية املعنوية ومنه الاستقالل املالي والاداري تحت وصاية اللحكومة.
خصائص الالمركزية الادارية
-وجود حاجيات محلية أو مصالح محلية
-وجود مجالس تكلف بتسيير شؤون الهيئة املحلية ينتخب اعضاؤها من بين ومن طرف مواطني الجماعة
املحلية (الولية أو البلدية في الجزائر)
-خضوع هذه املجالس للرقابة الوصائية من طرف السلطة املركزية
16
ثانيا :الدولة املركبة (الاتحادية)
هي الدولة املكونة من اتحاد مجموعة من الوحدات الدولية (الدول) لتحقيق اهداف معينة اقتصادية،
سياسية ،قانونية....
وتتنوع اشكال الدول املركبة حسب طبيعة الاتحاد بالنظر لعناصر قيامه وخصائصه.
/3الاتحاد الشخص ي:
يقوم الاتحاد الشخص ي باجتماع دولتين او اكثر تحت رئاسة عرش ملك (أو امبراطور أو رئيس جمهورية)
واحد.
عادة ما يقوم هذا النوع من الاتحاد لسباب شخصية ،أو لظروف مرحلية تمر بها الدول الداخلة في الاتحاد ،كما
يمكن ان يكون وليد الصدفة ،لذلك فهو اضعف انواع الاتحادات .يقتصر قيامه على عنصر الرئاسة فقط
لذلك نجد ان الدول تحتفظ فيه باستقاللها الكامل.
-طرق تكوين الاتحاد الشخص ي:
-اجتماع حق وراثة عرش دولتين في يد اسرة ملكية واحدة كاتحاد بريطانيا مع مملكة هانوفر سنة .3932
-زواج بين عرشين ملكيين على غرار ليتوانيا وبولونيا 3925
-اتفاقية دولية على غرار الاتفاقية بين بلجيكا والكونجو سنة 3995
-اختيار شخص واحد لرئاسة الاتحاد مثل الاتحاد بين البيرو ،كولومبيا وفنزويال.
-خصائص الاتحاد الشخص ي
-لينش ئ هذا الاتحاد شخص دولي جديد.
-يقوم رئيس الاتحاد بوظيفة رئيس لكل دولة داخلة في الاتحاد.
-تبقى كل دولة محتفظة بسيادتها الداخلية وما يترتب على ذلك من احتفاظها بوحدة اقليمها وجنسية
شعبها ودستورها الخاص وقوانين املستقلة وثرواتها الخاصة.
-تبقى الدولة محتفظة بسيادتها الخارجية شخصيتها الدولة وما يترتب عن ذلك من ابرامها لالتفاقيات مع
من تريد ،تبقى العالقة بين الدول الداخلة في الاتحاد ينظمها القانون الدولي ،الحرب بينها تعد حربا
دولية والحرب ضد احداها ل تعد حربا على باقي الدول الداخلة في الاتحاد.
/1الاتحاد الفعلي (الحقيقي)
ينشة هذا الاتحاد بواسطة اتفاقية دولية تندمج بفعلها شخصية الدول الداخلة في الاتحاد في شخصية
دولية واحدة .من الامثلة عليه الاتحاد الذي قام بين السويد والنرويج عام 3825-3935وبين مصر
والسودان سنة .3853
-خصائص هذا الاتحاد
-ينتج عن هذا الاتحاد ظهور شخص دولي جديد
-تفقد الدول الداخلة في الاتحاد شخصيتها الدولية التي تذوب في الشخصية الدولية الجديدة
-توحيد السياسة الخارجية والشؤون العسكرية
17
-تبقى الدول الداخلة في الاتحاد محتفظة بسيادتها الداخلية الكاملة ووحدة اقليمها ونظامها القانوني
ودستورها وامالكها ومواردها الخاصة.
/6الاتحاد التعاهدي أو الاستقاللي (الكونفيدرالي)
ينشة هذا الاتحاد عن طريق اتفاقية دولية لتوحيد الجهود لتحقيق الاهداف املرسومة ،تحت اشراف
مجلس يتكون من مندوبين عن الدول يشرف على تحقيق هذه الاخيرة ،مع احتفاظ الدول الداخلة في الاتحاد
بسيادتها الداخلية والخارجية .من الامثلة عليه :الاتحاد الكونفدرالي السويسري ما بين 3929-3935و الاتحاد
بين النمسا واملانيا ما بين 3993-3935والاتحاد الكونفيدرالي الامريكي ما بين 3999-3991وحاليا الاتحاد الاوربي.
-خصائص الاتحاد الكونفيدرالي
-ل ينشة شخصا دوليا جديدا
-تبقى الدول محتفظة بسيادتها الداخلية ومن ثمة بدستورها الخاص واقليمها ودستورها ونظامها
القانوني ومواردها الخاصة وسلطاتها السياسية.
-تبقى الدول الداخلة في الاتحاد محتفظة بسيادتها الدولية ،وما ينتج عنها من حرية ابرام الاتفاقيات
الدولية التي ل تلزم اي دولة اخرى في الاتحاد ،كما ان الحرب بين الدول تعد حربا دولية.
-لكن سيادة الدول تصبح مقيدة بفعل الدخول في الاتحاد لتحقيق الاهداف املسطرة.
/1الاتحاد الفيدرالي
عرفه بعض الفقهاء على أنه:
-كيان قانوني يعبر عن اتحاد دولتين او اكثر يقوم على اساس وثيقة دستورية توزع الاختصاصات
السيادية بين الدولة الفيدرالية والدول املتحدة ،يسمح لهذه الاخيرة بتسيير جزء من شؤونها الداخلية.
من بين اكثر النماذج انتشارا مقارنة بالتحادات السابقة ،اتبعته الوليات املتحدة الامريكية ،سويسرا ،روسيا،
العراق ،ماليزيا ،الهند....
-طرق انأاء الفيدرالية
-الطريقة الاولى :اتحاد مجموعة من الدول السيادية مثل الوليات املتحدة الامريكية
-الطريقة الثانية :تفكك دولة موحدة مثل بلجيكا والعراق والاتحاد السوفياتي سابقا
-خصائصه
-يتم الاتحاد بناء على وثيقة قانونية اساسية هي الدستور هو الذي يوزع الاختصاصات بين السلطة املركزية
والسلطات الولئية (املحلية)
-العالقة بين وحدات الاتحاد هي عالقة قانون داخلي وليس دولي
-الحرب بين هذه الوحدات هي حرب اهلية وليست دولية
-تحمل شعوب هذه الدول جنسية واحدة هي جنسية الدولة الفيدرالية
-السيادة الخارجية للدول الداخلة في الاتحاد تنصهر في سيادة خارجية واحدة هي سيادة الدولة الفيدرالية
-السيادة الداخلية للدويالت (الوليات) ليست مطلقة بل محدودة في اطار ما يقرره الدستور الفيدرالي
18
-وجود قضاء فيدرالي يحل املنازعات بين الحكومة املركزية وحكومات الوليات وبين حكومات الوليات بين بعضها
البعض.
19
املحورالثاني :النظرية العامة للدستور
في اطار النظرية العامة للدستور سنعرض بالدراسة ملفهوم الدستور والقانون الدستوري ومصادر
القانون الدستوري ،طبيعة قواعده ،انواع الدساتير ،اساليب وضع الدساتير ،تعديلها والغاؤها واخيرا مبدأ
سمو الدستور والرقابة على دستورية القوانين.
املوضوع الاول :مفهوم الدستور ،مصادرالقانون الدستوري وطبيعة قواعده
/3مفهوم الدستوروالقانون الدستوري
يمكن طرح عدة مفاهيم للدستور من الناحية اللغوية ،التاريخية ،السياسية والاجتماعية والقانونية.
أ/املفهوم اللغوي
يرتبط املعنى اللغوي للقانون الدستوري بكلمة دستور :وهي كلمة فارسية تعني السجل أو الدفتر الذي
تجمع فيه قوانين امللك ،انتقلت الى العربية عن طريق الدولة العثمانية.
تقابلها في اللغتين الفرنسية والانجليزية مصطلح constitutionوتعني التاسيس والانشاء والبناء ،اي مجموعة
القواعد الاساسية لتكوين وتنظيم اي جماعة ،وعلى اعتبار الدولة هي اكبر الجماعات الانسانية واكثرها تنظيما،
فإن القانون الدستوري بهذا املعنى الواسع يشمل كل القواعد الاساسية املتعلقة بتكوين الدولة وشكلها
ومقوماتها الاساسية وتنظيم السلطة السياسية فيها.
ب /مفهوم القانون الدستوري من الناحية التاريخية
يرجع تاريخ استعمال مصطلح القانون الدستوري الى سنة 3989أي أواخر القرن 39في الجامعات
الايطالية ،أما في فرنسا فقد انش ئ أول كرس ي للقانون الدستوري سنة ،3922وفي مصر بدأ يدرس في الجامعة
بعد صدور دستور ،3822أما في الجزائر فتم ذلك في عهد الاستعمار سنة .3992
وقد ساهم الفقيه جيزو في اعطاء القانون الدستوري مدلول تاريخيا وربط تعريفه بالوثيقة الدستورية والنظام
البرملاني الحر ،والذي تطور فيما بعد الى ما سمي في اوربا بالحركة الدستورية والتي كانت تنادي بضرورة احالل
الدساتير املكتوبة محل الاعراف ،ومنه ظهور النظام الدستوري الحر الذي يعبر عن صورة خاصة لنظام سياس ي
تتحقق فيه ضمانات الحقوق والحريات وتقيد فيه سلطة الحكام.
ج /مفهوم القانون الدستوري من الناحية السياسية والاجتماعية
من الناحية الاجتماعية يعبر القانون الدستوري عن القيم واملبادئ التي يؤمن بها الجماعة عبر الزمن،
ويكون فلسفة الدستور السياس ي ويسبقه في الظهور .ويترجم عادة في مواثيق واعالنات.
د/املفهوم القانوني للقانون الدستوري والدستور
يعتمد فقه القانون الدستوري في تعريف القانون الدستوري على معيارين هما املعيار الشكلي واملعيار
املوضوعي.
-املعيار الأكلي :يقصد بالقانون الدستوري وفقا لهذا املعيار ،القواعد املضمنة في الوثيقة الدستورية
الصادرة عن السلطة التاسيسية املختصة .وعليه يعتمد املعيار الشكلي على مصدر القاعدة أو الشكل
الذي تصدر فيه.
21
-املعيار املوضوعي :يعتمد هذا املعيار في تعريف القانون الدستوري على مضمون أو موضوع القاعدة
بغض النظر عن الشكل الذي صدرت فيه أو الاجراءات املتبعة في اصدارها .وعليه يعرف القانون
الدستوري وفق هذا املعيار بانه جميع القواعد ذات الطبيعة الدستورية أيا كان مصدرها سواء تضمنتها
الوثيقة الدستورية أو قوانين اخرى أو العرف الدستوري.
-تقديراملعيارين
املعيار الشكلي بالرغم من بساطته وسهولته في تحديد القواعد الدستورية ،يعاب عليه في كونه غير جامع ول
مانع ،على عكس املعيار املوضوعي الذي يعد جامعا لكل القواعد التي تعد بطبيعتها قواعد دستورية ومانع لكل
القواعد التي ل تعد بطبيعتها قواعد دستورية.
/2مصادرالقانون الدستوري
املقصود بمصادر القانون الدستوري املصادر الرسمية وليس املادية.
توجد نوعان من املصادر مصادر رسمية ومصادر غير رسمية تفسيرية
/8-2املصادرالرسمية للقانون الدستوري
تتمثل املصادر الرسمية للقانون الدستوري في :التشريع بانواعه والعرف الدستوري والقضاء
التأريع :ينقسم التشريع الى عدة انواع وفق التدرج القانوني في الدولة:
أ /التأريع الاساس ي (الدستور):
تعد الوثيقة الدستورية مصدرا للقانون الدستوري في الدول ذات الدساتير املكتوبة (املدونة) ،وتتضمن
هذه الوثيقة ما يتعلق بالحقوق والحريات التي يتمتع بها الفرد في الدولة وتنظيم السلطة السياسية وصالحياتها
ونظام الحكم فيها .تصدر هذه الوثيقة وفق اجراءات خاصة بوضعها.
ب /املعاهدات الدولية:
تعد املعاهدات مصدرا للقانون الدستوري في حالة تعلقها أو تنظيمها ملسائل دستورية .وقد اختلف
الفقه بشةن مسةلة ترتيبها بالنسبة ملصادر القانون الدستوري الاخرى خصوصا بالنسبة للدستور ،فهل ترتب
املعاهدة الدولية التي تنظم مسةلة دستورية قبل الدستور ومنه فهي تسمو عليه ،أو ترتب بعد الدستور ومنه
تاتي بعده في املرتبة؟
انقسم الفقه الى اتجاهين:
اتجاه اول رتب املعاهدة في مركز اسمى من الدستور واتجاه ثاني رتبها في مركز ادنى من الدستور.
ج /القوانين العضوية:
تعد القوانين العضوية قوانين مكملة للدستور ،تصدر عن السلطة التشريعية وفق اجراءات خاصة
تختلف عن تلك التي تصدر وفقا لها القوانين العادية ،تنظم مواضيع ومسائل تتعلق بالسلطات العامة وتحديد
اختصاصاتها وكيفية ممارستها .تنص عليها املادة 322من التعديل الدستوري لسنة .2222
د /القوانين العادية:
تصدر عن السلطة التشريعية تعالج مسائل ذات طبيعة دستورية ،نصت عليها املادة 328من التعديل
الدستوري لسنة .2222
21
ه /القانون الفرعي :أو كما يسمى اللوائح ،وهي املراسيم الرئاسية الصادرة عن رئيس الجمهورية .مثل املراسيم
التي تبين اختصاصات الحكومة أو تلك الصادرة إلعالن حالت الطوارئ...
العرف الدستوري
تختلف مرتبة واهمية العرف الدستوري كمصدر للقانون الدستوري بين الدول ذات الدساتير املدونة
والدول ذات الدساتير العرفية:
-بالنسبة للدول ذات الدساتير العرفية :يحتل العرف فيها الصدارة ويعتبر املصدر الرئيس ي للقانون
الدستوري .ويقصد به القواعد الدستورية الناشئة بواسطة العادات والسوابق التي ترسخت في ضمير
الجماعة كقواعد ملزمة واجبة الاحترام.
-بالنسبة للدول ذات الدساتير املدونة :فهو مجموع القواعد الدستورية الناشئة بواسطة املمارسات
والسوابق املتولدة عن تطبيق الدستور املكتوب والتي تتمتع بنفس قوته الالزامية.
-يقوم العرف الدستوري على ركنين اساسيين هما :الركن املادي والركن املعنوي .أما الركن املادي:
فيتحقق كالتالي:
-تكرار السلوك أو التصرف الصادر عن السلطة السياسية (برملان ،حكومة ،رئيس جمهورية) ملدة زمنية
معينة.
-ان يتميز السلوك او التصرف بالثبات والوضوح والاستقرار.
-ان يحصل التوافق حول هذا التصرف من قبل الهيئات الاخرى والرأي العام .
الركن املعنوي :هو تكون الشعور بالزامية هذا التصرف.
أنواع العرف الدستوري :هناك ثالثة انواع للعرف الدستوري:
-العرف املفسر :يقتصر دوره على تفسير النصوص الدستورية الغامضة واملبهمة.
-العرف املكم :يتمثل دوره في اكمال النقص الذي يعتري القاعدة الدستورية.
-العرف املعدل :هو العرف الذي يغير في احكام الوثيقة الدستورية بالضافة أو بالحذف .وقد اختلف
الفقه في مدى مشروعية العرف املعدل ،والراي الراجح يميز بين العرف املعدل بالضافة فيلحقه
بالعرف املكمل ،أما العرف املعدل بالحذف فلم يتم الاعتراف له باي قيمة قانونية.
القضاء :هو مجموعة من الاحكام والقرارات الصادرة عن الجهات القضائية عند تطبيقها للقانون.
تنقسم هذه الاخيرة الى احكام تطبيقية للقانون واحكام اجتهادية ( وهي املتضمنة استنبا وانشاء
القواعد القانونية).
وتجدر الاشارة الى ان القضاء يعتبر مصدرا رسميا للقانون الدستوري في الدول التي تعتمد على نهج الرقابة
القضائية على دستورية القوانين عن طريق املحاكم الدستورية.
-
/1-2املصادرالتفسيرية
22
-الفقه :املقصود به الابحاث والدراسات التي يقوم بها رجال القانون والخبراء في املسائل الدستورية
املختلفة ،يستةنس به في تفسير احكام الدستور ،ويهدف الى ابراز الاوجه الايجابية والسلبية في الوثيقة
الدستورية في اطار املقارنة مع الانظمة الدستورية الاخرى.
/6-2طبيعة قواعد القانون الدستوري
انقسم الفقه الى اتجاهين :اتجاه ذهب الى ان قواعد القانون الدستوري هي قواعد غير ملزمة (الاتجاه
الانجليزي) واتجاه اخر اعتبرها عكس ذلك (الاتجاه الفرنس ي).
-الاتجاه الانجليزي :تزعمه الفقيه ، Austinالذي نفى على قواعد القانون الدستوري صفة القاعدة
القانونية بناء على غياب عنصر الجزاء املتمثل في الاكراه املادي الذي توقعه السلطة العمومية.
نقد :هناك من القواعد في مجال القانون الخاص ل ترتبط بجزاء ومع ذلك تعد قاعدة قانونية كالقواعد
املكملة.
-الاتجاه الفرنس ي :تزعمه الفقيه الفرنس ي Leon Duguitالذي انطلق من فكرة الجزاء املعنوي ،مثل
استياء الشعب وثورته لعزل الرئيس.
املوضوع الثاني:أنواع الدساتير
توجد عدة انواع من الدساتير يمكن تصنيفها حسب عدة معايير:
-حسب معيار الشكل أو الكتابة (التدوين) يمكن تصنيفها الى دساتير مدونة ودساتير عرفية.
-حسب معيار طريقة (اجراءات) التعديل يمكن تصنيفها الى دساتير جامدة ودساتير مرنة.
-حسب معيار محتواها (مضمونها) يمكن تصنيفها الى دساتير برامج ودساتير قوانين.
-أنواع الدساتيرمن حيث الأك
الى غاية القرن الثامن عشر كان التنظيم السياس ي للدولة يحكمه العرف ،وظهرت أولى الدساتير املكتوبة
في الوليات املتحدة الامريكية ثم فرنسا.
-الدستور العرفي (غير املكتوب) :هو الدستور الذي يتكون من الاعراف اي من السلوكات املتكررة عبر
الزمن حول نظام الحكم (تنظيم السلطات وصالحياتها والعالقة بينها)والحقوق والحريات.
-الدستور املكتوب :هو الدستور املدون في وثيقة رسمية وصادرة عن جهة مختصة باصدارها وفق
اجراءات خاصة بها.
يتميز هذا التصنيف بالنسبية ،حيث توجد الى جانب الدستور املكتوب في الدولة مجموعة من الاعراف
الدستورية تفسرها وتكملها ،ويوجد الى جانب الدستور العرفي تشريعات دستورية مكتوبة تنظم السلطة وتبين
صالحياتها .واملثال البارز على ذلك بريطانيا حيث سنت السلطة التشريعية فيها مجموعة من القوانين تخص
تنظيم السلطة السياسية وضمانات الحقوق وحريات الافراد كامليثاق الاعظم سنة 3235وملتمس الحقوق سنة
3129وقانون توارث العرش سنة .... 3923
-أنواع الدساتيرمن حيث طريقة أواجراءات التعدي
تصنف الدساتير حسب هذا املعيار الى دساتير مرنة ودساتير جامدة:
23
-الدساتير املرنة :هي الدساتير التي ل تشتر في تعديلها اية اجراءات خاصة ،انما يتم تعديلها بنفس
الطريقة التي تعدل بها القوانين العادية بواسطة السلطة التشريعية.
-الدساتير الجامدة :هي الدساتير التي تشتر لتعديلها اتباع اجراءات خاصة تختلف عن اجراءات تعديل
القوانين العادية في الدولة.
قد تنص الدساتير الجامدة على نوعين من الحظر (املنع):
-حظر زمني :يقصد به منع تعديل الدستور خالل مدة زمنية معينة .واملثال على ذلك :نص الدستور السوري
لسنة 3892على عدم جواز تعديله قبل انقضاء 39شهرا من تاريخ سريانه ونص الدستور الفرنس ي لسنة 3821
على عدم جواز تعديله في حالة الاستعمار.
-حظر موضوعي :املقصود به حظر تعديل بعض احكام الدستور .املثال على ذلك نص املادة 222من التعديل
الدستوري الجزائري آلاتي" :ل يمكن ألي تعديل دستوري ان يمس :الطابع الجمهوري للدولة ،النظام
الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية.....
بالرغم من سهولة اجراءات تعديل الدساتير املرنة ومن ثم مواكبيتها للتطور الحاصل في الدولة ،فإن جمود
الدستور يحفظه من التالعب ويضمن سموه.
-أنواع الدساتيرمن حيث مضمونها
يمكن تصنيف الدساتير حسب هذا املعيار الى دساتير برامج ودساتير قانون:
-دساتير البرامج :سادت في الدول الاشتراكية التي سيطر فيها نظام الحزب الواحد ،وتضمنت ضمن
نصوصها برنامج هذا الحزب ،لذلك تتسم بالطابع الايديولوجي .من بين الدساتير الجزائرية التي يمكن
تصنيفها في هذا الاطار دستور سنة .3891
-دساتير قوانين :انتشرت عموما في الدول الليبرالية .وهي تتضمن احكام تقنية وقانونية تهتم بتنظيم
السلطة السياسية وصالحياتها وتبين الحقوق والحريات واحكام اخرى ليس لها اي صلة ببرنامج حزب أو
حاكم.
املوضوع الثالث :اساليب وضع الدساتير ،تعديلها وانهاؤها
إذا كان الدستور قد وضع مبدئيا ليكون ساري املفعول طيلة وجود الدولة ،مهما تغير الحكام ،فإن تغير
الظروف واملعطيات التي تعيشها هذه الاخيرة تفرض تغيير بعض احكامه لتصبح متماشية معها ،لذلك يصدر في
هذه الحالة تعديل دستوري جديد ،وفي بعض الاحيان يتم انهاء العمل به كليا أو الغائه واعادة وضع دستور
جديد .فكيف يتم وضع دستور جديد للدولة وكيف يتم تعديله وكيف يتم الغاؤه؟ وما هي السلطة املكلفة بذلك
في الدول؟
أول :طرق (اساليب) وضع الدساتير
املقصود بطرق وضع الدساتير الاجراءات املتبعة في عملية اعداد وصناعة الدستور الى غاية دخوله حيز
النفاذ وتحديد السلطة املكلفة بهذه العملية وهي املسماة "السلطة التاسيسية الاصلية.
تم حصر أربعة اساليب لوضع الدستور تختلف عن بعضها البعض من حيث مدى مشاركة الشعب في عملية
اعداد واملصادقة على هذه الدساتير ،وتصنف الى اساليب ديمقراطية واساليب غير ديمقراطية.
24
-الاساليب غيرالديمقراطية لوضع الدساتير
تتمثل الاساليب غير الديمقراطية في اسلوبي املنحة والعقد
اسلوب املنحة :هو اسلوب انفرادي لنفراد الحاكم فيه بوضع الدستور دون مشاركة الشعب .ارتبط
هذا الاسلوب بالنظمة امللكية املطلقة ،لكنه ساهم في ظهور امللكيات املقيدة .من الامثلة على هذه
الدساتير دستور فرنسا لسنة 3932ودستور اليابان لسنة .3998
أسلوب العقد :هو اسلوب اتفاقي ترجع فيه ارادة الاعداد واملصادقة على الدستور لكل من الحاكم
والشعب او ممثليه املنتخبين .ومن الامثلة على الدساتير التي وضعت بهذا الاسلوب دستور فرنسا لسنة
3922ودستور العراق لسنة 3825ودستور الكويت لسنة .3812
-الاساليب الديمقراطية لوضع الدساتير
تتمثل في اسلوب الجمعية التاسيسية والاستفتاء الدستوري:
أسلوب الجمعية التاسيسية :املقصود بالجمعية التةسيسية مجموعة من الاشخاص املنتخبين من
طرف الشعب تتمثل مهمتها في وضع الدستور ،الذي يعتبر نافذا أو ساري املفعول بمجرد اقراره من قبل
هذه الهيئة .من الامثلة على هذا الاسلوب الجمعية التاسيسية التي وضعت دستور الوليات املتحدة
الامريكية سنة 3999والجمعية التاسيسية التي وضعت دستور فرنسا لسنة .3983
أسلوب الاستفتاء التاسيس ي :يتم وضع الدستور وفق هذا الاسلوب على مرحلتين :املرحلة الاولى يتم فيها
اعداد نص مشروع الدستور .وتتولى هذه املهمة اما جمعية تاسيسية أو مجلس أو لجنة حكومية أو
برملانية أو لجنة مختلطة .اما املرحلة الثانية فيتم فيها املصادقة على املشروع من طرف الشعب حتى
يدخل حيز النفاذ .من الامثلة على الدساتير التي وضعت وفق هذا الاسلوب دستور الجزائر لسنة 3891
ودستور فرنسا لسنة 3859ودستور روسيا لسنة .3882
ثانيا :طرق واجراءات تعدي الدساتير
املقصود بعملية تعديل الدستور التغيير الجزئي ألحكامه سواء بالغاء بعضها أو اضافة احكام جديدة أو
تغيير مضمون بعض النصوص ،وتسمى السلطة املكلفة بتعديل الدستور السلطة التاسيسية املنشةة أو
املحدثة .يكمن الهدف من التعديل في املحافظة على بقاء الدستور واستمراره مع تالؤمه وتكيفه مع املستجدات.
تتميز الدساتير الجامدة عن الدساتير املرنة بنصه على الاجراءات التي يتم وفقا لها تعديل الدستور ،تتلخص
عموما في ثالثة مراحل وهي:
-املرحلة الاولى تتضمن اجراء اقتراح املبادرة بالتعدي الدستوري وتتمثل في تحديد الهيئة التي لها حق
اقتراح مشروع التعديل الدستوري ،والتي قد ترجع للسلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية (سواء
للغرفتين معا أو لكل غرفة على حدى).
-املرحلة الثانية تتضمن اجراء املو افقة على املبادرة بالتعدي الدستوري واملو افقة عليه ،قد تمنحها
الدساتير للسلطة التشريعية ممثلة الشعب (امام كل غرفة على حدى أو أمام الغرفتين مجتمعتين معا).
-املرحلة الثالثة تتضمن اجراء املصادقة النهائية على مأروع التعدي الدستوري أو الاقرار النهائي
للتعدي الدستوري ،وتكون للشعب في غالبية الدساتير.
25
اساليب وكيفيات تعدي الدساتيرالجزائرية
اقتراح املبادرة بالتعدي الدستوري :منح هذا الحق في ظل:
-دستور 3812لرئيس الجمهورية والاغلبية املطلقة ألعضاء املجلس الوطني معا (املادة .)93
-دستور 3891لرئيس الجمهورية منفردا (املادة .)383
-دستور 3898لرئيس الجمهورية فقط (املادة )312
-التعديل الدستوري لسنة 3881لرئيس الجمهورية (املادة )392أو لثالثة ارباع اعضاء غرفتي البرملان
مجتمعتين معا (املادة .)391
-التعديل الدستوري لسنة 2231لرئيس الجمهورية (املادة )229أو لثالثة ارباع اعضاء غرفتي البرملان
مجتمعتين معا (املادة .)233
-التعديل الدستوري لسنة 2222لرئيس الجمهورية (املادة )238أو لثالثة ارباع اعضاء غرفتي البرملان معا
(املادة .)222
املو افقة على املبادرة بالتعدي الدستوري في الجزائر :يتم امام كل غرفة على حدى أو أمام
الغرفتين مجتمعتين معا.
-دستور :3812الاغلبية املطلقة ألعضاء املجلس الوطني (املادة )92بقراءتين وتصويتين يفصل بينهما
شهرين.
-دستور سنة :3891اغلبية ثلثي ( )2/2اعضاء املجلس الشعبي الوطني وأغلبية ثالثة ارباع ( )2/2اذا مس
التعديل مواد التعديل (املادة .)382
-دستور سنة :3898حسب شرو اقرار نص تشريعي عادي (املادة .)315
-التعديل الدستوري لسنة :3881حسب شرو اقرار نص تشريعي عادي (املادة .)392
-التعديل الدستوري لسنة 2231حسب الشرو نفسها إلقرار نص تشريعي عادي (املادة .)229
-التعديل الدستوري لسنة :2222حسب الشرو نفسها إلقرار نص تشريعي عادي (املادة .)238
الاقرارالنهائي للتعدي الدستوري
كل الدساتير الجزائرية تنص على ان الاقرار النهائي ملشروع التعديل الدستوري تعود للشعب بواسطة
الاستفتاء الذي يتم خالل الخمسين ( )52يوما املوالية لتاريخ اقراره من طرف البرملان .كما تنص على ان رفض
املشروع من طرف الشعب يعد لغيا ول يمكن عرضه من جديد خالل العهدة نفسها( :املواد :املادة 93من
دستور 3812؛ املادة 312من دستور 3898؛ املادة 395من التعديل الدستوري لسنة 3881؛ املادة 229من
التعديل الدستوري لسنة 2231؛ املادة 238من التعديل الدستوري لسنة .2222باستثناء دستور 3891الذي
لم ينص على هذا الاجراء).
هناك طريقا موازيا للطريق العادي وهو الاقرار النهائي للتعديل الدستوري باتباع الاجراءات التالية:
-عرض مشروع التعديل التعديل الدستوري على املجلس الدستوري ليصدر رايا معلال بان :هذا املشروع
ل يمس باملبادئ العامة التي تحكم املجتمع الجزائري وحقوق الانسان واملواطن وحرياتهما – ان ل يمس
باي كيفية التوازنات الاساسية للسلطات واملؤسسات الدستورية.
26
-اقرار مشروع التعديل الدستوري من طرف البرملان بنسبة تصويت ¾ اعضاء الغرفتين مجتمعتين.
املواد :املادة 92من دستور ،3812املادة 312من دستور ،3898املادة 391من تعديل ،3881املادة 232من
تعديل الدستوري ،2231املادة 223من التعديل الدستوري لسنة .2222
وقد اتبعت هذه الطريقة بخصوص اقرار التعديالت الدستورية الاتية :التعديل الدستوري لسنة ،2222
التعديل الدستوري لسنة ،2229التعديل الدستوري لسنة .2231
ثالثا :نهاية الدساتير
املقصود بنهاية الدستور وضع حد لنفاذه ،أي الغائه كليا ،ويكون ذلك اذا لم يصبح هذا الاخير مسايرا
للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة...الخ مع عدم قدرة التعديل على احداث التكيف
والتاقلم مع هذه الاخيرة.
يتم الغاء الدستور بالطريق العادي (القانوني) وبالطريق غير العادي ( غير القانوني).
-الطريق العادي إللغاء الدساتير
يختلف اجراء الالغاء بحسب ما إذا كنا في اطار دستور جامد أو مرن ،فإذا كنا بصدد دستور مرن فال
يطرح اي اشكال .أما اذا كنا بصدد دستور جامد ،وتطبيقا لقاعدة توازي الاشكال ،فإن السلطة التاسيسية
الاصلية التي وضعت الدستور هي التي تملك الغاءه ومنه فان السلطة املكلفة بالتعديل ل تملك الالغاء.
ويكون الالغاء بصفة صريحة او ضمنية ،كةن يتم اصدار دستور جديد يلغي ضمنيا الدستور السابق.
-الطريق غيرالعادي (غيرالقانوني)
يتم بواسطة الثورة الشعبية أو الانقالب:
-الثورة الأعبية :هي حركة شعبية يكون الهدف منها التغيير الجذري الشامل للنظام السياس ي والاجتماعي
والاقتصادي .وغالبا ما تكون الثورة منظمة تحت اشراف قيادة موحدة .من الامثلة عليها الثورة الروسية سنة
،3839الثورة الايرانية سنة ،3898الثورة الايرانية لسنة .3852
-الانقالب :هو حركة تقوم بها جهة معينة أو شخص معين ،قد يكون هذا الاخير من السلطة الحاكمة أو من
السلطة العسكرية ،حيث يوصف بالنقالب العسكري وهي الظاهرة املنتشرة في دول العالم الثالث.
أثار أو نتائج الغاء الدساتير
الغاء الدستور يؤدي عادة الى الغاء النظام القانوني السابق واقامة نظام قانوني جديد وسقو
املؤسسات السياسية القائمة.
27
املوضوع الرابع :الرقابة على دستورية القوانين
يفرض النظام الهرمي الذي توضع وترتب وتنظم وفقا له القواعد القانونية ان تكون قاعدة الدستور
موضوعة في قمة هذا النظام ،وهو ما يؤسس ملبدأ سمو الدستور ،الذي يعد من املبادئ الدستورية العامة
ومعناه أن يكون للدستور مركز السمو والصدارة على سائر القوانين في الدولة وأن يحظى باحترام كل السلطات
واملؤسسات في الدولة.
ويضمن سمو الدستور من ناحيتين:
-السمو املوضوعي :واملقصود به اعتبار الدستور القانون الاساس ي واملحوري الذي يضع الفكرة
القانونية السائدة في الدولة ،ويشكل الاطار القانوني لجميع اوجه النشا القانوني في الدولة من جهة،
ويتضمن من جهة ثانية القواعد املنشئة واملنظمة للسلطات السياسية في الدولة واملحددة لصالحياتها
واملؤسسة لشرعيتها.
من اهم نتائج السمو املوضوعي للدستور تدعيم مبدأ املشروعية في الدولة.
-السمو الأكلي :املقصود به تميز الدستور باجراءات خاصة لوضعه وتعديله.
ول يتحقق هذا السمو إل بفرض الية الرقابة على دستورية القوانين ،التي تسند الى هيئة مختصة بذلك .وقد
اختلفت الدول في تحديد طبيعة هذه الهيئة ،فمنها من اعتمدت على هيئة سياسية ،ومنه اعتبرت رقابة
سياسية ،ومنها من اعتمدت على هيئة قضائية ،فاعتبرت الرقابة قضائية.
وعليه سيتم التطرق لساليب الرقابة على دستورية القوانين (انواع) (اول) ،ثم التطرق للرقابة على دستورية
القوانين في الجزائر.
أول :انواع الرقابة على دستورية القوانين
انتهجت الدول نوعين للرقابة على دستورية القوانين :الرقابة القضائية التي تتم بواسطة جهاز قضائي والرقابة
السياسية التي تتم بواسطة هيئة ذات طابع سياس ي .ولكل نوع اجراءاته وشروطه.
/8الرقابة القضائية على دستورية القوانين
هي الرقابة التي يعهد بها الى هيئة قضائية ،وكانت الوليات املتحدة الامريكية السباقة لتبني هذا النوع
من الرقابة ثم تلتها العديد من دول العالم .ويتم اعمال الرقابة القضائية وفق اسلوبين رئيسين هما الرقابة عن
طريق الدعوى الاصلية (رقابة الالغاء) والرقابة عن طريق الدفع (الامتناع).
8- 8الرقابة عن طريق الدعوى الالصلية (رقابة الالغاء)
يطبق هذا الاسلوب بواسطة رفع دعوى مباشرة ضد قانون معين أمام جهة قضائية مختصة
يكون موضوعها طلب الغاء القانون ألنه غير دستوري ،ليتم الغاء القانون من طرف القاض ي إذا تاكدت
عدم دستورية هذا الاخير ،ويكون الحكم باللغاء نهائيا وذو حجية مطلقة على الكافة.
يتميز هذا الاسلوب بعدة خصائص:
-تختص هيئة قضائية عليا في الدولة بهذا النوع من الدعاوى
-تعد الدعوى الاصلية دعوى موضوعية ألنها تتعلق بقانون وليس باشخاص
-تعد الدعوى الاصلية طريقة هجومية ألن الهدف منها مهاجمة القانون مباشرة
28
ويشتر للعمل بهذا الاسلوب :وجود نص صريح في الدستور يكرس العمل بهذا الاسلوب صراحة ويحدد
الهيئة القضائية املختصة واصحاب الحق في رفع الدعوى وشرو واجراءات رفع الدعوى ،كما قد يحيل
بخصوص التفاصيل الى صدور قانون من طرف السلطة التشريعية.
الرقابة عن طريق الدفع (الامتناع) 1- 8
إذا كان الاسلوب السابق ياخذ شكل الهجوم املباشر على القانون ،فإن اسلوب رقابة الامتناع
يعتبر اسلوبا دفاعيا ،ألنه يتم اعماله عند وجود نزاع مطروح على القضاء ،ويقوم احد طرفي هذا النزاع
بتقديم دفع مؤسس على عدم دستورية القانون املراد تطبيقه على هذا الاخير ،ومنه وبناء على هذا
الدفع يقوم القاض ي بفحص مدى دستورية القانون ،فإذا وجده غير دستوري يقوم باستبعاد تطبيقه
على النزاع املعروض عليه والعكس صحيح.
وقد ظهر واشتهر هذا الاسلوب في الوليات املتحدة الامريكية .
وهناك اسلوبين اخرين تشتهر بهما الوليات املتحدة الامريكية وهما أوامر املنع والاحكام التقريرية.
6- 8الامرالقضائي:
مفاد هذا الاسلوب أنه يحق ألي شخص ان يلجا الى املحكمة املختصة لستصدار امر يتضمن
وقف تنفيذ قانون ما على اعتبار انه غير دستوري ،فإذا اصدرت املحكمة هذا الامر يكون لزاما على
املوظف املختص بعدم تنفيذ القانون والا تعرض للعقاب.
2- 3الحكم التقريري:
مفاد هذا الاسلوب انه يحق للشخص أن يطلب من املحكمة ان تصدر حكما تقرر فيه عدم
دستورية القانون ،وهو بمثابة تقرير وكشف عن عدم دستورية القانون من طرف املحكمة.
/2الرقابة السياسية على دستورية القوانين
تعني السياسية أن يعهد بالرقابة على دستورية القوانين الى هيئة ذات طابع سياس ي .ظهرت في
فرنسا على يد الفقيه الفرنس ي .Sieyesوترجع مبررات اتباع فرنسا نهج الرقابة السياسية لعدة اعتبارات
تاريخية وسياسية تخص هذه الدولة بالذات تتعلق بالخصوص بالفوض ى التي طاملا تسبب فيها القضاء
الفرنس ي (البرملانات القضائية) بسبب عرقلته عملية تنفيذ القوانين والغائها ،واعتبارات قانونية تتعلق
باتجاه ارادة رجال الثورة الفرنسية نحو تبني مفهوم صارم ملبدأ الفصل بين السلطات.
لكن فكرة الرقابة السياسية لم تكرس الا سنة ،3988حيث تم اسناد مهمة الرقابة على دستورية
القوانين ملجلس الشيوخ ،الذي تحول فيما بعد ألداة في يد الامبراطور ،ثم في ظل دستور سنة 3821
حيث عهد بمهمة الرقابة للجنة دستورية واخيرا بدستور سنة 3859الذي انشة هيئة املجلس الدستوري
وكلفه برقابة دستورية القوانين والذي مازال يعمل لغاية اليوم.
ثانيا :الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر
اتبعت الجزائر نهج الرقابة السياسية على دستورية القوانين ،حيث انشة املؤسس الدستوري
الجزائري مجلس دستوري يسهر على كفالة احترام الدستور من خالل تكليفه برقابة دستورية القوانين.
29
تم تاسيس أول مجلس دستوري في الجزائر بدستور سنة ،3812لكنه لم يؤسس على ارض الواقع
بسبب تجميد العمل بالدستور بعد ايام عديدة من دخوله حيز النفاذ.
أما دستور 3891فلم يكرس عملية الرقابة على دستورية القوانين بواسطة مجلس دستوري واكتفى
بانواع اخرى للرقابة كرقابة الاجهزة القيادية في الحزب والدولة ورقابة شعبية تقوم بها املجالس املنتخبة.
وجاء التعديل الدستوري لسنة 3898ليعيد احياء الرقابة على دستورية القوانين بواسطة مجلس
دستوري ،وابقى التعديل الدستوري لسنة 3881على نفس النهج ومن بعده التعديل الدستوري لسنة
.2231
واخيرا جاء التعديل الدستوري الاخير لسنة 2222ليستبدل املجلس الدستوري باملحكمة الدستورية،
بموجب الفصل الاول بعنوان ":املحكمة الدستورية" من الباب الرابع بعنوان ":مؤسسات الرقابة" ،وفق
نصوص املواد من املادة 395الى املادة .389
/3النظام الاساس ي للمحكمة الدستورية
كيف املؤسس الدستوري ضمن نص املادة 395من التعديل الدستوري لسنة 2222املحكمة الدستورية
باملؤسسة املستقلة املكلفة بضمان احترام الدستور.
تأكيلة املحكمة الدستورية وفقا للتعدي الدستوري لسنة 1717
تتشكل املحكمة الدستورية وفق نص املادة 391من التعديل الدستوري لسنة 2222من إثني عشر
( )32عضوا:
-اربعة اعضاء يعينهم رئيس الجمهورية من بينهم رئيس املحكمة.
-عضو واحد تنتخبه املحكمة العليا من بين اعضائها وعضو واحد ينتخبه مجلس الدولة من بين
اعضائه.
-ستة اعضاء ينتخبون بالقتراع من بين اساتذة القانون الدستوري ،و يحدد رئيس الجمهورية كيفيات
وشرو انتخاب هؤلء الاعضاء ،وقد صدر بالفعل املرسوم الرئاس ي رقم 222-23مؤرخ في
،2223/29/22يحدد شرو وكيفيات انتخاب اساتذة القانون الدستوري اعضاء في املحكمة
الدستورية(،ج .ر عدد 12مؤرخ في .)2223/9/5
شروط العضوية في املحكمة الدستورية
اشتر املؤسس الدستوري للعضوية في املحكمة الدستورية الشرو التالية:
بلوغ سن الخمسين ( )52سنة كاملة يوم انتخابه أو تعيينه -
التمتع بخبرة في القانون ل تقل عن عشرين ( )22سنة ،والاستفاد ةمن تكوين في القانون الدستوري -
التمتع بالحقوق املدنية والسياسية ،والا يكون محكوما عليه بعقوبة سالبة للحرية -
عدم الانتماء الحزبي -
بمجرد انتخاب اعضاء املحكمة الدستورية أو تعيينهم يتوقفون عن ممارسة اي عضوية او اي وظيفة او -
تكليف او مهمة اخرى أو اي نشا اخر او مهنة حرة.
31
-يؤدي اعضاء املحكمة الدستورية اليمين أمام الرئيس الاول للمحكمة العليا قبل مباشرة مهامهم وآلاتي
نصه ":اقسم باهلل العلي العظيم ان امارس وظائفي بنزاهة وحياد ،واحفظ سرية املداولت وامتنع عن
اتخاذ موقف علني في اي قضية تخضع لختصاص املحكمة الدستورية.
نظام العهدة
-يتمتع رئيس املحكمة الدستوري بعهدة واحدة ملدة ست ( )1سنوات
-يتمتع اعضاء املحكمة الدستورية بمهامهم مرة واحدة مدتها ست سنوات ،مع تجديد نصف عدد
الاعضاء كل ثالث سنوات.
تمتع الاعضاء بالحصانة
-يتمتع اعضاء املحكمة الدستورية بالحصانة عن الاعمال املرتبطة بممارسة مهامهم.
-ل يمكن ان يكون عضو املحكمة الدستورية محل متابعة قضائية بسبب الاعمال غير املرتبطة بممارسة
مهامه الا بتنازل صريح منه عن الحصانة أو باذن من املحكمة الدستورية ،حيث يحدد النظام الداخلي
للمحكمة اجراءات رفع الحصانة.
32