Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة:
األستاذة برازة.................................................................................................................ممتحنة.
نحمد اهلل حمدا كثي ار نشكره شك ار جزيال على أيهابنا التوفيق والسداد وأعاننا على الثبات
الصبر الجميل إلتمام هذا العمل المتواضع و الذي راجين من اهلل عز وجل أن يكون عند حسن
الظن وأزكى الصالة والتسليم على خير اإل نام سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم منه النور
واإللهام أوصانا بالعلم والمعرفة.
نتقدم في بادئ األمر بالشكر والتقدير وخالص االحترام واالمتنان إلى األستاذة الفاضلة
"فتوس خدوجة" على تكرمها لإلشراف على مذكرتنا هذه مع سخائها بالنصح والتوجيه جزاها اهلل
خي ار وثواب.
كما ال يفوتنا أن نقف وقفة امتنان وعرفان لجميع األساتذة والذين لم يبخلوا علينا بالعون
والذي من خالله استطعنا تجاوز جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا في سبيل إتمام عملنا
المتواضع والذي هو ثمرة جهدنا وخالصة كدنا طيلة سنوات خلت من قبل التدرج وبعده كما ال
ننسى أن نشكر كذلك كل من ساهم من قريب أو بعيد وساعدنا في انجاز هذا العمل.
سليمة وفروجة
إهداء
إلى أعز من يملك كل إنسان في الحياة ،إلى أغلي من روحي إلى الوالدين الكريمين
الذين أزاال كل شوكة في دربي إلى سبيل العلم والمعرفة أطال اهلل بعمرهما وأمدّهما بوافر الصحّة
والعافية.
إلى إخوتي مجيد ،جعفر ،وأصغرهم بوزيد ،وأختاي وأنسي في الدنيا نبيلة ،وكاتية
وزوجها وأبنائهما من أوالد وبنات.
إلى زميلتي الغالية فروجة ،وصديقتي العزيزة خوخة التي أتمنى لها ك ّل السّعادة والهناء
وكذا زميلي الفاضلين سليم وسعاد ،وكل األصدقاء والزمالء دون استثناء لكم ك ّل المحبة والثّناء
ومنكم الصدق والوفاء.
ها أنا أقف وقفة إجالل واحترام ألساتذتي من االبتدائي إلى الطور الجامعي انحني أمامكم
تقدي ار لعرفانكم ومجهودكم المتواصل إلرساء رسالة العلم واعماال بالمقولة "كاد األستاذ ان يكون
رسوال"
إلى كل من يعرفني ويساندني من بعيد أو من قريب لكم جميعًا ،شك ار جزيال.
سليمة
.
إهداء
-إلى أعز الناس وأغالهم ،إلى نبع العطف والحنان والحب ،إلى الوالدين الكريمين أطال اهلل في
عمرهما.
-إلى أخواتي :رشيدة وزوجها ،فتيحة زوجها وابنها إليان ،سامية ،ديهية ،ديلية.
-إلى زميلتي الحبيبة سليمة التي شاركتني في إنجاز هذا العمل المتواضع.
-إلى كل أصدقائي وصديقاتي الذين تقاسمت معهم أوقات الحزن والفرح خاصة نادية ،حكيم،
وليد
فروجة
قائمة المختصرات
لقد عرفت المجتمعات منذ القدم ازدهار التجارة وتماشيها مع ما تتطلبه الحياة التجارية من
سرعة وائتمان فقبالً كان التجار يتعاملون فيما بينهم بأسلوب المقايضة والمتمثل بتبادل سلعة بسلعة
وبذلك تعدت التجارة الحدود ونطاق البلد الواحد إلى العالمية.1
ومع التطورات الحاصلة في مجاالت التسويق والتجارة أصبح من الضروري ضمان الحماية
للتاجر من خالل استحداث وسائل توفر له الوفاء واالئتمان من جهة فجاءت األوراق التجارية
لتعوض التجار عن النقود والوسائل التقليدية المتعامل بها .وكذلك ايجاد أنواع مختلفة وسبل جديدة
للتجارة كالشركات المختلفة والمحالت وغيرها.
ولم يقتصر التطور المستمر للبيئة التجارية عند هذا الحد بل تعداه كذلك البتكار مختلف
2
لتصل إلى ما هي المقاوالت وقد شملت التجارة بمختلف أنواعها المجال الجوي البري والبحري
عليه اليوم ونظ ار للدور الكبير الذي تلعبه التجارة في عصرنا فقد أصبحت تمارس وفق قواعد
القانون التجاري ضمانا للحماية من مختلف االعتداءات التي تمس بها ولضمان منافسة مشروعة.
فجاء القانون التجاري لينظم العالقات بين التجار من جهة وبين هؤالء والعمالء من جهة
أخرى إال أنه ومع التطور ومرونة الحياة التجارية قد يخلوا من معالجة بعض القضايا والحوادث
التي تأتي نتيجة للنشاط التجاري ،وبالتالي نجد المشرع الجزائري قد عالج هذه المسألة بإحالتنا إلى
القانون المدني الذي يعد الشريعة العامة من خالل نص المادة األولى مكرر من القانون التجاري
الجزائري حيث تنص بأن "يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار وفي حالة عدم وجود
نص فيه يطبق القانون المدني و أعراف المهنة عند االقتضاء".3
من خالل هذه المادة نتساءل عن استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني وباقي الفروع
القانونية األخرى وطبيعة العالقة الموجودة لتفرقة بينهم ،فنجد رجال الفقه قد اجتهدوا في سبيل ذلك
فانقسموا إلى طائفتين حيث نادت الطائفة األولى بلزوم الدمج بين القانونين كونهما من القانون
1عمورة عمار ،األوراق التجارية وفقا للقانون التجاري الجزائري ،دار خلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،8002 ،ص953.
2بلعيساوي محمد الطاهر ،الوجيز في شرح األوراق التجارية ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر8002،
ص.ص.2 -7.
9راجع المادة 1مكرر من أمر رقم 75ر ،53-مؤرخ في 82سبتمبر 1375يتضمن القانون التجاري الجزائري ،ج ر عدد
101صادرة في 18ديسمبر ،1375 ،معدل ومتمم.
1
مقدمة
الخاص وسيطبق على كل المعامالت دون التمييز بين ما إذا كان العمل مدني أو تجاري أو كان
القائم به تاجر أو غير تاجر ،وكل يكمل اآلخر واعتبروا القانونين قانون موحد خاص ،والطائفة
الثانية تنادي باستقاللية كل قانون لوحده حيث يرون أن الربط بين القانونين من شأنه أن يعيق
ويعرقل سرعة المعامالت التجارية.
ويبقى القانون التجاري مستقل كقانون له مجاله وأن كان يحيلنا في بعض الحاالت إلى
القانون المدني ،فهو المختص في مجال التجارة ويبقى القانون المدني مرجع له واستئناس فقط
وعدى ذلك فل كال القانونين االستقاللية عن بعضهما ،وكما سبق اإلشارة إلى استحداث وسائل
وسبل للمتاجرة فما غاية التاجر سوى تحقيق الربح من خاللها.
ومع تطور الحياة التجارية وتنوع مجاالتها أصبحت هذه السبل والوسائل تتماشى مع هذا
التنوع من خالل استحداث في كل مرة أعمال تجارية تعنى بشتى المجاالت وتتماشى و رغبات
ممارسيها و كذا تعمل على توفير السلع والخدمات المختلفة للزبون أوالعمالء سواء على الصعيد
اإلقليمي أو حتى الدولي هذا فيما يخص التجارة العالمية على أوسع نطاق.
فنجد المقاوالت العديدة وعمليات الشراءالمختلفة وعقود التأمين واالتفاقيات وغيرها والتي تدخل
ضمن األعمال التجارية بحسب الموضوع والواردة في نص المادة الثانية من القانون التجاري
الجزائري.
باإلضافة إلى هذه األعمال نجد كذلك األعمال التجارية بالتبعية والواردة في المادة الثانية من
نفس القانون وهي التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بنشاطه التجاري ،وكذلك االلتزامات بين التجار.
وقد عمد المشرع الجزائري على تنظيم كل هذه األعمال ضمن القانون التجاري الجزائري فكل
عمل من هذه األعمال مجاله ونطاقه الخاص به.
تضاف إلى األعمال التجارية بحسب الموضوع وبالتبعية أعماال أخرى تختلف عنها وهي
األعمال التجارية بحسب الشكل ،وتنفرد بقوامها الخاص واألهم من كل هذا أنها تتميز بخاصية
أنها تعتبر أعماال تجارية بامتياز.
2
مقدمة
ففيما تتمثل هذه األعمال التجارية بحسب الشكل في ظل القانون التجاري الجزائري؟
ولإلجابة على هذا اإلشكال فقد عمدنا إلى تقسيم دراستنا هذه إلى فصلين تناولنا في األول
ثالث أولى األعمال تحت عنوان األعمال التجارية بحسب الشكل والتي تنشأ في صورة نظام وأما
الثاني فقد ارتأينا أن يكون حول العملين األخيرين تحت عنوان األعمال التجارية بحسب الشكل
والتي تنشأ في صورة عقد.
3
الفصل األول
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في
صورة نظام
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
4
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
المبحث االول
ماهية السفتجة
تعد السفتجة أول عمل تجاري تضمنته نص المادة الثالثة من القانون التجاري الجزائري
وتعد من أهم األوراق التجارية وأكثرها تداوال ،وألنها كذلك فقد ارتأينا أن ندرس أهم ما يميز هذا
السند التجاري وطريقة تداوله والتعامل به وأهم شروط صحتها موضوعية كانت أو شكلية واألهم
وظيفتها والتي جعلت منها عمال تجاريا بحسب الشكل.
المطلب االول
مفهوم السفتجة
نظ ار ألهمية السفتجة ودورها االيجابي في تسهيل النشاط التجاري كأهم وأكثر األوراق
التجارية تعامال بها فقد سعى رجال القانون والفقهاء إلى إعطائها مفهوما شامال مركزين في ذلك
على جانبيها الفني والقانوني(الفرع األول ) ،وقبل أن تكون السفتجة بشكلها الحالي ،فقد مرت بعدة
مراحل وتوالت عبر عديد الحضارات عرفت فيها التجارة ازدهارا ،وتطو ار كبير مما أدى إلى ظهور
السفتجة ونشأتها كورقة تجارية بامتياز لتعوض التجار عن األساليب التقليدية المتعامل بها (الفرع
الثاني).
الفرع األول :تعريف السفتجة
لقد تعددت التعاريف التي اجتهد رجال الفقه والقانون على إعطائها للسفتجة ،إال أنها تنصب على
اعتبار السفتجة صكا قابال للتداول شأنها في ذلك شأن باقي األوراق التجارية ،وال يوجد اختالف
في اعتبارها ورقة تجارية تقوم مقام النقود (1أوال).
وألن السفتجة تخضع في قالبها الشكلي والعمليات الواردة عليها ألحكام القانون التجاري،
فإن القانون ومختلف التشريعات عمدوا إلى تعريفها على غرار المشرع الجزائري( ثانيا).
1فضيل نادية ،القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري) ط ،9ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،7002 ،ص172.
5
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
2شادلي نور الدين ،القانون التجاري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،3002 ،ص.84.
9المادة 989من أمر رقم ،79 -27يتضمن القانون التجاري ،مرجع سابق.
6
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
المطلب الثاني
شروط صحة السفتجة ووظيفتها
لصحة السفتجة ،وتداولها كورقة تجارية فإن القانون يشترط أن تتوفر على عدة شروط منها
شروط موضوعية ،وأخرى شكلية تضمن صحة سند السفتجة.
الفرع األول :شروط صحة السفتجة
يجب أن تتوفر السفتجة لصحتها ،وقابليتها للتداول على شروط موضوعية وأخرى شكلية
والتي من شأنها ضمان صحة السفتجة وبالتالي تداولها كورقة تجارية تقوم مقام النقود وتسهيل
العمليات التجارية.
أوال :الشروط الموضوعية لصحة السفتجة
يستلزم لصحة السفتجة أن تتوفر على شروط موضوعية من رضا ،محل وسبب،
وباإلضافة إلى هذه الشروط الثالثة فإنه يستلزم توفر شرط أخر والمتمثل في شرط األهلية ،فال
يمكن أن نتصورالتوقيع على السفتجة دون إرادة مطلقة خالية من إكراه ،تدليس وغلط .أي يجب أن
يكون الرضا صحيحا ،وال يشوبه عيب من عيوب الرضا والتي سبق وأن ذكرناها ،وكما يجب أن
يتوفر على محل ،والمتمثل في أساسا مبلغ النقود ومن دون هذا األخير ال يمكن اعتبار محل أخر
غيرها كونها تقوم على الوفاء بالديون النقدية ،وباإلضافة إلى هذا وذاك نجد كذلك شرط السبب
الذي يكمن في تلك العالقة األصلية التي أدت إلى إنشاء السفتجة ،والذي يجب أن يكون مشروعا
حاله حال المحل وغير مخالف للنظام العام واآلداب العامة ،ومن شروط صحتها أيضا شرط
األهلية ،والمقصود هنا األهلية الالزمة لمباشرة األعمال التجارية والتي تخول التوقيع على ورقة
السفتجة والتي هي سن 91سنة ،وأما للقاصر المرشد وهم ذوي سن 98سنة فال يباشرونها دون
الحصول على إذن من األب أو األم أو مجلس العائلة ،ويصادق عليه من المحكمة.3
حسب نص المادة 1/5من ق.ت.ج "...إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن والده أو
أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة ."...وتنص المادة 313من
3محرز أحمد ،القانون التجاري الجزائري (السندات التجارية) ،ج ،3دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،لبنان،9181 ،
ص.31.
8
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
ق.ت.ج على ما يلي" إن السفتجة التي توقع من القصر الذين ليسوا تجا ار تكون باطلة بالنسبة
لهم دون أن ينال ذلك من الحقوق التي يختص به كل من الطرفين بمقتضى المادة 191من
القانون المدني".4
ثانيا:الشروط الشكلية لصحة السفتجة
باإلضافة إلى الشروط الموضوعية لصحته السفتجة فهي تستلزم أيضا شروطا شكلية
لتعزيز تداولها تداوال صحيحا ،وهذه الشروط ترتكز ال محال على البيانات المكونة لورقة السفتجة
وهذه البيانات تنقسم بدورها إلى بيانات إلزامية)أ( والتي ال غنى عنها في تكوين السفتجة وأخرى تعد
بيانات غير إلزامية أي اختيارية)ب( والتي ال يؤدي انعدامها في سند السفتجة إلى إبطالها.
أ -البيانات اإللزامية للسفتجة وجزاء تخلفها
تستلزم السفتجة لصحتها وقابليتها للتداول عدة شروط إلزامية ال يخلو منها سند السفتجة بحيث إذا
تخلفت ترتب جزاءات وتؤدي بذلك إلى عدم صحة السند وبالتالي عدم قابليته للتداول.
-1البيانات اإللزامية للسفتجة
إن للسفتجة شكل وقالب يجب أن تفرغ فيه ،وبالتالي فيجب أن تتضمن على بيانات إلزامية
والتي ذكرها القانون التجاري الجزائري ،في المادة 311منه حيث تنص على أنه" تشمل السفتجة
على البيانات التالية:
-تسمية )سفتجة( في متن السند نفسه وباللغة المستعملة في تحريره.
-أمر غير معلق على قيد او شرط بدفع مبلغ معين.
-اسم من يجب عليه الدفع(المسحوب عليه).
-تاريخ االستحقاق".5
ومن خالل هذه المادة فإنه يمكن أن نستخلص البيانات اإلل ازمية للسفتجة ،ولعله قبل ذكرها
فإنه من األحرى أن ال ننسى شرط الكتابة ،ففي الواقع ال توجد سفتجة قانونا إال إذا أفرغت في
4المادة 919،313من أمر رقم ،51-75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
5المادة 311من أمر رقم ،51-75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع نفسه.
1
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
قالب ذو شكلية خاصة_ ،وال تعتبر الكتابة شرطا جوهريا منشئا لاللتزام الصرفي بل أداة ضرورية
إلثباته فال توجد وسيلة أخرى إلثبات االلتزام غير الكتابة ،وناد ار ما تصدر السفتجة بشكل رسمي
على يد موثق وانما عادة ما تصدر في محرر عرفي.
ويتمثل الشرط الثاني_ ،في ذكر كلمة "سفتجة"على متن السفتجة ،وباللغة التي حررت بها
السفتجة فيقال "ادفعوا بموجب هذه السفتجة" ،وبذلك نكون قد عرفنا بالسند على أنه سفتجة كذلك
نبين أهمية التصرف ،المتمثل في إنشاء التزام صرفي ،وكما يمكن أن يرد تحت تسمية سند سحب،
وبذكر كلمة سفتجة فإنه داللة على قابلية السند للتداول بالتظهير ولو خلت من كتابة شرط اإلذن،
أو األمر قبل اسم المستفيد وكما يجب أن يرد األمر الصادر من الساحب إلى المسحوب عليه
قطعي ،وغير معلق على قيد كأن نقول "ادفعوا ألمر فالن" ،فليس من الضروري ذكر شرط األمر،
ويكفي فقط ذكر كلمة سفتجة لتكون قابلة للتداول ،أو شرط بدفع مبلغ معين فاألصح أن يكون
المبلغ محددا تحديدا دقيقا.6
وكشرط أخر_ وجوب ذكر اسم المسحوب عليه ،والمتمثل في الشخص الذي يوجه إليه
األمر بالدفع إلى حاملها الشرعي ،ويرد اسم هذا األخير بشكل واضح مع تحديد صفته واذا لزم
األمر ذكر االسم الثالثي في حالة تشابه األسماء وهذا ما يجنب الحامل الوقوع في خطأ واألصل
أن يكون المسحوب عليه شخص أخر غير الساحب ،إال أنه واستثناء فقد رخص القانون للساحب
أن يسحب السفتجة على نفسه ،ومثال ذلك في حالة تعدد فروع مؤسسة تجارية ،فالسفتجة تسحب
من المركز الرئيسي أو أحد الفروع على فرع أخر.
باإلضافة إلى ذلك _فذكر تاريخ االستحقاق شرط جوهري ومهم من حيث أنه يلزم فيها
الحامل بتقديم السفتجة إلى المسحوب عليه للوفاء ،وكذلك في سريان مواعيد الرجوع على الموقعين
على السفتجة يكون متعلقا بهذا التاريخ وذلك في حالة االمتناع عن الوفاء ،كما أنه من هذا التاريخ
6عرسالن بالل ،السفتجة في القانون التجاري الجزائري –دراسة مقارنة-مع أحكام القانون المصري ،مذكرة مقدمة لنيل
درجة الماجستير في الحقوق ،فرع قانون األعمال ،كلية الحقوق،جامعة الجزائر ،1193 ،ص.ص.98-97.
91
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
تسري مدة تقادم الدعاوي الناشئة عن السفتجة ،7والمادة 091من ق.ت.ج قد جاءت على ذكر
سبل تعيين ميعاد االستحقاق حيث تنص" يمكن سحب السفتجة- :لدى االطالع – .أوألجل معين
لدى االطالع – .أوألجل معين التاريخأوليوم محدد".8
وباإلضافة إلى تحديد ميعاد الوفاء بسند السفتجة _فيجب تحديد المكان الواجب فيه الدفع
واذا لم تتضمن السفتجة على المكان الواجب فيه الدفع فإنه تكون مستحقة الوفاء في المكان المبين
بجانب اسم المسحوب عليه وهذا ما نصت المادة 99/311من ق.ت.ج "...واذا لم يذكر فيها
مكان إنشائها تعتبر كأنها منشأة في المكان المبين بجانب اسم الساحب".9
كما يمكن أن توفى السفتجة في موطن شخص من الغير .إما في المنطقة التي يقع فيها
هذا األخير أو في موطن المسحوب عليه أو أي منطقة أخرى ،وبطبيعة الحال فيجب أيضا ذكر
اسم من يجب الدفع له أو ألمره أال وهو المستفيد ونظ ار ألهمية ذلك فإنه وجب تعيينه تعيينا دقيقا
وكافيا بشتى السبل أي سواء باسمه أو وظيفته وذلك درء لمخاطر ضياع أو سرقة السفتحة إال أن
10
هذا يبقى صوريا وليس واقعيا في ظل القانون الجزائري.
وكما اشترط المشرع أيضا أن _تتضمن السفتجة باعتبار أنها ورقة تجارية قابلة للتداول
التوقيع ونخص باألمر توقيع من أصدر السفتجة وتكمن أهمية ذلك في أنه بهذا التوقيع يتجسد
االلتزام الصرفي للساحب وانعدام التوقيع على السفتجة يحيلنا إلى اعتبارها اعترافا بدين عرفي
وبالتالي تفقد ميزتها كسند تجاري.
وعادة ما نجد توقيع السفتجة في أسفل الورقة كذلك يكون في وجه السفتجة وما يميز هذا
التوقيع أنه يجب أن يكون واضحا وسهل القراءة وبالتالي سهل التداول .وكما يعتد كذلك التوقيع
ببصمة األصبع أو بالختم ولو كان التوقيع ملزم الصدور من قبل المصدر للسفتجة .
إال أنه يمكن أن يكون صاد ار من قبل نائب عن الساحب11حيث نصت في هذا الصدد
المادة 313من ق.ت.ج " كل من وضع توقيعه على سفتجة نيابة عن شخص لن يكن له توكيل
منه بذلك يكون ملتزما شخصيا بمقتضى هذه السفتجة .وتكون له أن قام بالدفع نفس الحقوق
التي كان لموكله المزعوم أن يحصل عليها ويجري األمر بالمثل بالنسبة للوكيل الذي يتجاوز
حدود وكالته.12".
-2جزاء تخلف أحد البيانات اإللزامية
إن السفتجة الصحيحة هي تلك التي تتضمن كافة البيانات التي سبق ذكرها وهذا ما يجعل
منها سندا قابال للتداول في قانون الصرف .وتخلف أحد هذه البيانات أو ذكر أحدها على خالف
الحقيقة يجعل من السفتجة معيبة وبالتالي تخلو من الصفة القانونية وبالتالي ال تخضع لقانون
الصرف وفقدان سند السفتجة لقيمته القانونية يجعلها غير صالحة حتى كي تكون سندا عاديا
إلثبات دين مدني.
إال أنه توجد بعض الحاالت أين يمكن للسفتجة المعيبة أن تتحول إلى سند عادي وهذا ما
توضحه لنا نص المادة 1/313من ق.ت.ج " واذا أدرج الساحب في نص السفتجة عبارة "
ليست ألمر" أو عبارة مماثلة فال يكون السند قابال للتداول إال على الشكل واآلثار المترتبة على
التنازل العادي" ،13وهذا يعني أنه إذا فقدت السفتجة شرط األمر فإنها ال تفقد كل قيمتها القانونية
وانما يمكن أن تتحول إلى سند عادي مع شرط تضمنه للدائن والدين ومحل االلتزام كما تتحول
السفتجة إلى سند عادي إذا تضمنت المبالغ ومواعيد استحقاق هذه المبالغ وبخروجها عن نطاق
أحكام القانون التجاري فإنها تخضع بالتالي إلى قواعد القانون المدني والمتمثل في صورة حوالة
الحق التي جاء على ذكرها في القانون المدني الجزائري.
كما يمكن أن تتحول أيضا السفتجة في حالة تخلف أحد بياناتها اإللزامية إلى ورقة تجارية
أخرى وأخص بالذكر السند ألمر بشرط أن تستوفي الخصائص العامة للسندات التجارية ،أي أن
91
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
تكون قابلة للتداول بالطرق التجارية وأن يكون محلها مبلغ نقدي ،وان أمر لدفع مبلغ معين غير
معلق على شرط أو على قيد ،وكذلك يجب تحديد تاريخ ومكان االستحقاق واسم المستفيد ويحدد
فيها أيضا تاريخ ومكان تحرير السند وفي األخير توقيع الملتزم ويكون جزاء تخلف أحد البيانات
14
والمتمثلة في جزاء الصورية والتي هي تزييف اإللزامية لصحة السفتجة واردا على أحد الحاالت
لبيان أو أكثر من بيانات السفتجة أي يرد احد البيانات فيها مخالف للواقع والحقيقة وهذا ما يفهم
من كلمة الصورية وهذه األخيرة ال تؤثر إال على االلتزام الصرفي للسفتجة.15
كذلك نجد جزاء التحريف وهو تغيير ألحد البيانات اإللزامية التي تتضمنها السفتجة ويكون
إما بالشطب أو الزيادة أو الحك ،وأحسن مثال على هذه الحالة هو أن يأتي مبلغ السفتجة محرفا
وهذا ما يعرض المحرف إلى عقوبة التزوير وعليه إحالتنا إلى قانون العقوبات حيث تنص المادة
191منه على" كل من ارتكب تزوي ار بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 212في
المحررات التجارية أو المصرفية أو شرع في ذلك يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات
16
وهناك جزاء آخر والمتمثل في جزاء اإلغفال والترك، وبغرامة من 055الى 2555دينار"...
وقد نصت المادة 1/311من ق.ت.ج على مايلي " إذا خلى السند من أحد البيانات المذكورة
بالفقرات المتقدمة فال يعتد بها كسفتجة في األحوال المعينة في الفقرات اآلتية .17"...ولكل قاعدة
استثناء بحيث ال يؤثر اإلغفال والترك في صحة السفتجة إذا لم يذكر فيها تاريخ االستحقاق فتكون
مستحقة الدفع بمجرد اإلطالع أما إذا أغفل ذكر المحل فيعتد بالمكان المبين بجانب اسم المسحوب
عليه أو بمكان إقامته في آن وحد أما بخصوص إغفال ذكر مكان اإلنشاء في سند السفتجة
93
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
فمصدرها يرجع إلى المكان المذكور الى جانب اسم الساحب ،وغير هذه البيانات التي ذكرها
المشرع والتي لها بيانات بديلة فإغفال غيرها يعرض السفتجة للبطالن.18
ب -البيانات االختيارية للسفتجة
إلى جانب البيانات اإللزامية والتي ال يخلو سند السفتجة منها ،وأكثر من ذلك إغفالها يؤدي
إلى فقدان السفتجة لصفتها القانونية والتجارية كما سبق أن ذكرنا ،هناك بيانات اختيارية عديدة ال
يمكن حصرها ،ويعود ذلك إلى أن هذه البيانات االختيارية ترجع الى اتفاق المتعاقدين على تدوينها
في سند السفتجة وتتمثل هذه البيانات أساسا في _شرط المحل المختار ،فعادة ما يكون المحل
المختار للوفاء بالسفتجة بنك المسحوب عليه ،ويعد شرط المحل المختار من أهم الشروط
االختيارية للسفتجة حيث نص المشرع الجزائري على شرط المحل المختار في نص المادة 3/319
من ق.ت.ج" يجوز الوفاء بالسفتجة في موطن شخص اخر غير المسحوب عليه اما في المحل
الذي يوجد فيه موطن المسحوب عليه أو في مكان أخر".19
وتطبيقا لهذا الشرط فما على الساحب سوى أن ينتظر ميعاد الوفاء فيتجه إلى المصرف
المعين من قبل المسحوب عليه للوفاء بقيمة السفتجة.
ويعتبر المصرف هنا وكيل عن المسحوب عليه ،وال يعد مسؤوال عن عدم توفر رصيد هذا
األخير على األموال وبالتالي فما على الساحب سوى تحريره الحتجاج عدم الوفاء في موطن
المصرف المختار .20
كما يوجد شرط آخر والمتمثل في _شرط إخطار أو عدم إخطار المسحوب عليه وهذا
الشرط من شأنه تعليق الوفاء بالسفتجة من المسحوب عليه إلى حين إخطاره من قبل الساحب،
وهذا الشرط يسمح لهذا األخير من التحقق من أنه قد استلم مقابل الوفاء ،وكذلك يعطيه وقتا ألخذ
90
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
الحيطة لتوفير المبلغ المستحق الوفاء في الوقت المناسب؛ أما إذا توفرت السفتجة على شرط عدم
االخطار فإنه على المسحوب عليه الوفاء بقيمة السفتجة دون إخطار من الساحب وتبقى جميع
حقوق المسحوب عليه محفوظة وهذا الشرط غالبا ما يدرج في السفاتج زهيدة القيمة.
كما يضاف إلى هذين الشرطين ،شرط التقديم للقبول فليضمن الساحب وجود مقابل الوفاء
من المسحوب عليه فإنه يمكن له أن يدرج شرط التقديم للقبول ويرد هذا الشرط مكتوبا كالتالي "مع
التقديم للقبول" وقد أكد على ذلك المشرع الجزائري من خالل نص المادة 3/013من ق.ت.ج "
ويمكنه (الساحب) أن يمنع بنص السفتجة عرضها للقبول ما لم تكن سفتجة واجبة الدفع لدى
الغير أو في منطقة غير منطقة موطن المسحوب عليه أو كانت مسحوبة لمدة معينة لدى
االطالع" ،21وبموجب هذا الشرط يمتنع الحامل من تقديم السفتجة للمسحوب عليه من أجل القبول.
أضف إلى ما سبق ذكره من شروط شرط الرجوع بال مصاريف أو بدون احتجاج ،وقد ذكره
المشرع الجزائري في نص المادة 039من ق.ت.ج " يجوز للساحب أو المظهر أو الضامن
االحتياطي بناءا على شرط (الرجوع بدون مصاريف) أو (بدون احتجاج) أو أي شرط مماثل له
مقيد في السند مع توقيعه عليه أن يعفي الحامل متى أراد ممارسة حقوقه في الرجوع من تحرير
احتجاج عدم القبول أو عدم الوفاء".22
الفرع الثاني :وظيفة السفتجة
باعتبار السفتجة ورقة تجارية قابلة للتداول بين جميع أطرافها فهذا يتطلب أن تكون
السفتجة محل ائتمان في المعامالت التجارية (أوال) ،ولما كان هذا السند ورقة تجيز لحاملها
الحصول على قيمتها فهي أداة وفاء (ثانيا) واذا أردنا عرض أهم وظائف السفتجة فإنه نجد أنفسنا
أمام هاتين الوظيفتين باعتبارهما أبرزها.
21المادة 3/013من أمر رقم ،51 – 75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
22المادة 039من أمر رقم ،51 – 75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع نفسه.
95
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
93
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
المطلب الثالث
تداول السفتجة
السفتجة معدة أصال للتداول ،ويعد التداول فيها أهم خاصية تميز السفتجة كورقة تجارية
وااللتزام الصرفي فيها يخضع ألحكام قانون الصرف ،وهذا ال يكون جليا إال بعد انتقال السفتجة
من الساحب إلى المستفيد فتداول السفتجة يعني انتقالها من شخص إلى آخر ،إما عن طريق
المداولة اليدوية أو ما يعرف بالخصم أو التسليم أو عن طريق التظهير ،26ومن خالل تداول
السفتجة تنشأ عالقة بين الساحب والمسحوب عليه والساحب والمستفيد وتنشأ أول حركة وأول حق
صرفي مباشر من المستفيد اتجاه المسحوب عليه ومن خالل ذلك يتولد نوعين من التداول ذلك
الذي ينتج عنه انتقال الملكية (الفرع أول) ،وذلك الذي يؤدي إلى عدم انتقال للملكية (الفرع
الثاني).27
الفرع األول :تداول السفتجة عن طريق التظهير الناقل للملكية
يعتبر التظهير الناقل للملكية من أكثر أنواع التظهير شيوعا وهو ذلك التظهير الذي من
شأنه نقل الحق الثابت في سند السفتجة من المظهر إلى المظهر له ،ويأتي هذا لمسايرة التقدم
والتجدد المستمر للتجارة من خالل وضع بيان مختصر على ظهر الورقة التجارية ما يسمح
بتداولها ونقل الحقوق الثابتة فيها ،وكذلك فالتظهير الناقل للملكية يسمح بالحصول على المال
المستحق قبل حلول األجل أي أجل االستحقاق هذا عن طريق التنازل عنها لشخص آخر من
الغير يدعى المظهر إليه والحامل الجديد.
ويطلق أيضا على التظهير الناقل للملكية التظهير التام ألنه ينقل الملكية التامة للحق
الثابت في السفتجة لصالح المظهر إليه ولصحة التظهير الناقل للملكية يشترط توفره على شروط
26متاج سارة ،السفتجة في القانون التجاري الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،فرع قانون األعمال ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة قسنطينة ،1193،ص.17.
27عمورة عمار ،مرجع سابق ،ص.75.
97
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
موضوعية والتي تتمثل أساسا فيأن تكون السفتجة مملوكة قانونا للمظهر حيث ال يملك المظهر
إليه أن يظهر السفتجة تظهي ار ناقال للملكية ال بموجب توكيل وال بموجب تأمين وكذلك على
المظهر أن يكون متمتعا باألهلية الالزمة للتصرف بالسفتجة ومع لزوم توفر شرط الرضا وأن يكون
التظهير غير معلق على شرط،كما يجب أن يكون التظهير الناقل للملكية ناقل لكل الحق الثابت
في السفتجة حسبما جاءت به نص المادة 0/313ق.ت.ج" يعد التظهير الجزئي باطال".28
وبالتالي فتلك التي ال تنقل سوى جزء من الحق الثابت في السفتجة تعد باطلة.
وباإلضافة إلى الشروط الموضوعية لصحة التظهير الناقل للملكية فهناك شروط شكلية
تضمن كذلك صحة هذا األخير فال يصح دون توقيع من المظهر وهذا التوقيع يجب أن يظهر
على ورقة السفتجة أو على ورقة ملصقة وممددة لها ،وأما إذا كانت مستقلة فإننا في صدد حوالة
حق ويجب أيضا ذكر تاريخ التظهير مع العلم أن المشرع لم يذكر ذلك صراحة ،إال أنه اعتبر
التظهير الناقل للملكية الغير المتضمن للتاريخ قد تم قبل انقضاء أجل االحتجاج .كما لم يذكر
29
المشرع ضمن الشروط ذكر مكان التظهير.
الفرع الثاني :تداول السفتجة عن طريق التظهير غير الناقل للملكية
باعتبار السفتجة ورقة تجارية قابلة للتداول وألن صاحبها ليس ملزم بجميع األحوال والظروف نقل
الحقوق الثابتة في ورقة السفتجة فإنها هذا السند يخول له ذلك عن طريق تداوله بطريق التظهير
الغير ناقل للملكية وذلك إما بالتظهير التوكيلي(أوال) أو بالتظهير التأميني(ثانيا).
أوال :التظهير التوكيلي
التظهير التوكيلي هو ذلك التظهير الذي ال ينجر عنه انتقال الحقوق الثابتة في ورقة
السفتجة إلى المظهر له وانما توكيله بأن يتخذ اإلجراءات الالزمة الستيفاء قيمة السفتجة عند حلول
ميعاد استيفائها ومن خالل هذا فإنه يمكن القول بأن التظهير التوكيلي هو توكيل المظهر إليه
28المادة 313من أمر رقم ،51-75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
29متاج سارة ،مرجع سابق ،ص.17.
98
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
لقبض واستالم مبلغ السفتجة لصالح المظهر وأهم ما يميز هذا النوع من التظهير أنه يمكن
صاحبه من الحصول على ماله وحقوقه المستحقة المتضمنة في ورقة السفتجة دون عناء االنتقال
بنفسه عند حلول األجل وذلك بتكليف مصرفه أو فرع له عن طريق المراسلة.
وللتظهير التوكيلي شروطه والمتمثلة في الشروط الموضوعية من رضا ،محل ،سبب
وأهلية .وشروط شكلية أيضا حيث يجب أن يقع التظهير التوكيلي على نفس محرر السفتجة
أو ورقة ملصقة به أو حتى مستقلة ،فالقانون لم يشترط إلزامية وروده في ورقة ملتصقة للسفتجة مع
30
وجوب احتوائها على سلطات الوكيل وبدقة.
ثانيا :التظهير التأميني
يعرف التظهير التأميني بأنه ذلك التظهير الذي يهدف الى رهن الحق الثابت في سند
السفتجة ضمانا لوفاء دين للمظهر له بذمة المظهر أو شخص آخر ،وقد نصت المادة 0/019
ق.ت.ج على أنه "إذا كان التظهير يحتوي على عبارة "القيمة موضوعة ضمانا"أو القيمة
موضوعة رهنا أو غير ذلك من العبارات التي تفيد الرهن الحيازي فيمكن للحامل أن يمارس
الحقوق المترتبة على السفتجة ولكنهإذا حصل منه تظهير فال يعد تظهيره إال على سبيل الوكالة
....االضرار بالمدين".31
ولهذا األخير شروطه بحيث يستلزم تضمين سند السفتجة وصيغة التظهير على تعبير يدل
على المراد من التظهير وهو رهن الحق الثابت فيها.32
الفرع الثالث :مدى خضوع كل تظهير لقاعدة تطهير الدفوع
يقوم التظهير الناقل للملكية على أهم مبدأ يقوم عليه قانون الصرف أال وهو قاعدة تطهير
الدفوع والتي تنبثق من قاعدة استقاللية التوقيعات ومفاده عدم إمكانية المدين من االحتجاج أمام
33
وبالتالي الحامل حسن النية بالدفوع التي تجمعه بغيره استنادا إلى نص المادة 011من ق.ت.ج
34
تطهير الورقة من كل الدفوع.
وعلى عكس التظهير الناقل للملكية فإن التظهير التوكيلي ال يخضع لقاعدة تطهير
36
الدفوع 35و هذا ما نصت عليه المادة 0/019من ق.ت.ج.
وأما التظهير التأميني فبحكم العالقة الموجودة بين المظهر إليه والغير أي المسحوب عليه
والتي يمكن أن تنشأ في حالة عدم استيفاء المظهر إليه لحق الدائن المرتهن لدينه في ميعاده فيعد
تظهي ار ناقال للحق وبالتالي يترتب عنه قاعدة تطهير الدفوع ،والغرض من ذلك تسهيل تداول
السفتجة.
ومن خالل ما تطرقنا إليه بخصوص السفتجة فنجد أنه باألساس تعد من األعمال التجارية
بحسب الشكل ألنها تنطوي على خاصية هي المتمثلة في أنها أداة ائتمان ووفاء للديون النقدية.
33راجع المادة 011من أمر رقم ،51-75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
الجزائر،1190 ، 34حداد محمد ،تداول األوراق التجارية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة،
ص.15.
35البقيرات عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.31.
36راجع المادة 0/019من أمر رقم ،51-75يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
11
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
المبحث الثاني
الشركات التجارية ووكاالت مكاتب األعمال
إضافة إلى السفتجة التي ذكرتها المادة الثالثة من القانون التجاري الجزائري صنفتها ضمن
األعمال التجارية بحسب الشكل نجد أعمال تجارية أخرى حسب الشكل إلى جانبها والتي تردفي
شكل نظام وتتمثل في الشركات التجارية ووكاالت ومكاتب األعمال ،فنص المشرع الجزائري على
اعتبار الشركات التجارية عمال تجاريا بحسب الشكل وذلك في المادة السالفة الذكر ،ثم جاءت
المادة 455من نفس القانون أكدت على تجارية هذه الشركات ونصت على تحديد الطابع التجاري
للشركة إما بالشكل أو الموضوع(مطلب أول) وتعد الشركات تجارية بحسب شكلها مهما كان
موضوعها شركة المساهمة ،شركة التضامن ،شركة التوصية باألسهم ،شركة التوصية البسيطة
والشركة ذات المسؤولية المحدودة(مطلب ثاني) ،كما نص المشرع أيضا في المادة 3على وكاالت
و مكاتب األعمال التي تعتبر عمال تجاريا بغض النظر عن نشاط الوكالة أو المكتب ،تجاريا كان
أم مدنيا(مطلب ثالث).1
المطلب األول
مفهوم الشركات التجارية
بالعودة إلى المادة 33من ق.ت.ج نجد أنه صنف وفقا لهذا القانون الشركات التجارية
ضمن األعمال التجارية حسب الشكل ومن هنا يمكن إعطاء تعريف لهذه الشركات(فرع أول)
وأيضا إعطاء لمحة تاريخية عنها(فرع ثاني) وذكر أركانها الموضوعية من عامة وخاصة ،وكذلك
الشكلية(فرع ثالث).
1راجع المادتين 3و 455من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
2المادة 514من أمر رقم 45 -54مؤرخ في 64جوان ،1554يتضمن القانون المدني الجزائري ،ج ر عدد ،55
صادر بتاريخ 33سبتمبر ،1554معدل و متمم.
3طه مصطفى كمال ،الشركات التجارية( األحكام العامة في الشركات ،شركات األشخاص ،شركات األموال ،أنواع
خاصة من الشركات) ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،1555 ،ص.14.
4المادة 515من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
11
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
يلعب دو ار هاما في حياتهم االقتصادية فالشركة في هذا العصر مجرد عقد رضائي فال ينتج إال
5
مجرد التزامات بين األطراف.
خالل فترة طويلة لم تشهد أرويا نهضة تجارية واقتصادية لكن ابتداء من القرن الحادي
عشر انتعشت التجارة بين المدن األوربية خاصة إيطاليا .6وفي القرن الثاني عشر شهدت المدن
اإليطالية نهضة تجارية ملحوظة أينبدأت تتحدد فيها خصائص شركة التضامن فكان الشركاء فيها
مسؤولين فيها بالتضامن عن ديون الشركة وكانت للشركة ذمة خاصة من الحصص التي يقدمها
الشركاء.7
وأيضا خالل القرن الثاني عشر ظهر شكل جديد للشركة وهي التوصية الحالية وفيها يأجر
شخص ماله للغير بمقابل؛ وبالتالي صاحب المال عليه مراقبة ماله وادارة الشركة دون أن يظهر
في مواجهة الغير وكان هذا في الوقت الذي اختفى فيه عقد القرض بالربا الذي كانت تحرمها
الكنيسة في شكل شركة .وفي أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر ظهر ما يسمى
شركة المساهمة مع دخول النظام الرأسماليإلى مرحلة االستعمار.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت الشركة ذات المسؤولية المحدودة وذلك في القانون
االنجليزي والقانون األلماني ثم القانون الفرنسي.8
وفي القرن العشريين بدأت تظهر ما يسمى شركة االقتصاد المختلط وذلك للتوفيق بين
الحرية االقتصادية واالشتراكية.9
5طه مصطفى كمال ،القانون التجاري( الشركات التجارية) ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،1554 ،ص.34.
6محمد معوض نادية ،الشركات التجارية ،دار النهضة العربية ،مصر ،6331 ،ص.35.
7طه مصطفى كمال،الشركات التجارية( ،الشركات التجارية ،شركات األشخاص ،شركات األموال ،انواع خاصة من
الشركات) مرجع سابق ،ص.35.
8الشرقاوي محمود سمير ،الشركات التجارية في القانون المصري ،دار النهضة العربية ،مصر ،1554،ص.34.
9محمد معوض نادية ،مرجع سابق ،ص.11.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
10القليوبي سميحة ،الشركات التجارية ،ج:1النظرية العامة للشركات وشركات األشخاص ،الطبعة الثالثة ،دار النهضة
العربية ،مصر ،1556 ،ص.ص.63-66.
11ناصيف إلياس ،موسوعة الشركات التجارية ،ج :1األحكام العامة للشركات ،د.د.ن ،لبنان ،1555 ،ص.51.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
-3المحل :فمحل الشركة12هو ذلك المشروع المالي الذي اشترك من أجله أطراف العقد وخصصت
له حصص الشركاء .13فطبقا للقواعد العامة يجب أن يكون محل الشركة مشروعا أي غير مخالف
للنظام واآلداب العامة ،ومن ثم يعتبر باطال بطالنا مطلقا كل نشاط ممنوع قانونا.
-5السبب :األصل في سبب العقد الغرض الذي يقصد الملتزم الوصول إليه من وراء التزامه،
14
كثير ما يختلط السبب بالمحل
ومن ثم يمكن تعريف سبب عقد الشركة الباعث على تكوينها ،و ٌ
فإ ن كان المحل عبارة عن النشاط االقتصادي الذي تقوم به الشركة فالسبب هو غاية الحصول
على األرباح عن طريق تحقيق المحل.15
ب -األركان الموضوعية الخاصة
فإن كانت األركان الموضوعية العامة يشترك فيها عقد الشركة مع غيرها من العقود فإنه
ثمة أركان موضوعية خاصة ينفرد بها عقد الشركة.
-1تعدد الشركاء :يشترط النعقاد الشركة وجود شخصين على األقل وبالرجوع إلى
16
نجد أن عقد الشركة يتم بين شخصين أو أكثر فإن المشرع تبنى وحدة الذمة المادة514ق.ت.ج
17
والتي بينت أن بالنسبة لجميع الشركات التجارية ،وما يؤكد ذلك ما تضمنته المادة 155ق.م.ج
أموال المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه ويستثنى من كل هذا الشركات ذات الشخص الوحيد
وذات المسؤولية المحدودة (ش ذ م م) حيث أن مسؤولية الشريك محدودة بإطار المؤسسة التي
أنشأتها.
12يجب عدم الخلط بين محل الشركة ومحل عقد الشركة فهذا األخير يتمثل في رأس مال الشركة التي تتكون من
حصص يلتزم الشركاء بتقديمها بغرض اقتسام ما قد ينشا عن مشروع الشركة من ربح أو خسارة .أما محل الشركة هو نوع
النشاط الذي تنوي الشركة ممارسته حسبما هو محدد في نظامها.
13القليوبي سميحة ،مرجع سابق ،ص.64.
14العريني محمد فريد ،محمد السيد الفقي ،الشركات التجارية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،6334 ،ص.35.
15ناصيف إلياس ،مرجع سابق ،ص.51.
16راجع المادة 514من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
17راجع المادة 155من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
وتعدد الشركاء ليس قاعدة مطلقة ففي( ش ذ م م ) فعدد الشركاء فيها ال يتجاوز 63شريك
إذ تنص المادة 453ق.ت.ج على"ال يسوغ أن يتجاوز عدد الشركاء في شركة ذات مسؤولية
محدودة عشرين شريكا ،18"...وفي شركة المساهمة ال يجوز إن يقل عدد الشركاء عن 35
شركاءإذ تنص المادة 456من ق.ت.ج على مايلي" شركة المسامة هي الشركة التي ينقسم
رأسمالها إلى حصص ،وتتكون من شركاء ال يتحملون الخسائر إال بقدر حصتهم.
وال يمكن أن يقل عدد الشركاء عن سبعة(.19")7
-6تقديم الحصص :يشترط لقيام الشركة أن يلتزم كل شريك بتقديم حصص سواء كانت نقدية
وهو مبلغ من المال يلتزم الشريك بتقديمه في الميعاد الذي تم االتفاق عليه أو حصص عينية وهي
حصة من مال من غير النقود كأن يقدم منقوال أو عقا ار أو منقوال معنوي.20
إضافة إلى هذه الحصص هناك الحصة من العمل وقد تكون حصة الشريك في
االنضمامإلى الشركة متمثلة في عمل تنتفع به الشركة من ممارسته ماديا كالخبرة في االنجاز
التخطيط أو التسيير.21
22
صراحة على هذا الركن وشرط اقتسام -3اقتسام االشتراك :إذ نصت المادة 514من ق.م.ج
األرباح والخسائر هو الركن الذي يميز الشركة التي تنشأ بهدف تحقيق الربح عن الجمعية التي
تنشا لغرض معنوي أو أدبي وهي تحقيق غايات اجتماعية .وهذه األرباح والخسائر توزع باتفاق
الشركاء ووفقا إلرادتهم.23
18المادة 453من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
19المادة 456من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع نفسه.
20ناصيف إلياس ،مرجع سابق ،ص.134.
21العريني محمد فريد ،محمد السيد الفقي ،الشركات التجارية ،مرجع سابق ،ص.35.
22راجع المادة 514من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
23العريني محمد فريد ،محمد السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص.53.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
-5نية االشتراك :يقصد بها انصراف إرادة كل شريك إلى التعاون االيجابي ،والمساواة بينهم .ومن
هذا التعريف يتضح أن نية االشتراك قوامها ثالث عناصر وهي الرغبة اإلرادية ،التعاون االيجابي
والمساواة بينهم .فالرغبة اإلرادية ليست إال عنصر معنوي يجب توافره عند كل شريك بهدف نجاح
المشروع وتحقيق غايته ،وان عدم توافرها يترتب عليه بطالن الشركة.
أما التعاون االيجابي يعني أن كل شريك برغبته وارادته يقوم برقابة سير أعمال الشركة
وابداء ال أري في أمورها ،وأيضا نعني بالتعاون االيجابي تحقيق غرض الشركة كتقديم الحصص
وتنظيم إدارة الشركة.
أما المساواة بين الشركاء ال نعني بها المساواة الحسابية بين الشركاء وانما المساواة بينهم
في المراكز القانونية ،24فيتعاون الجميع في العمل على قدم المساواة في سبيل إنجاح المشروع.
ثانيا :األركان الشكلية
يتطلب المشرع التجاري في عقد الشركة الكتابة ،كما يشترط أن يشهر هذا العقد وسنتناول
هذين الشرطين بالدراسة.
أ-الكتابة
إن المشرع الجزائري نص صراحة على ضرورة أن يكون عقد الشركة مكتوبا ،إذ نصت
25
على جملة من البيانات يجب ذكرها في القانون األساسي ألي شركة المادة 454من ق.ت.ج
وقد اشترط كتابة عقد الشركة واال كانت باطلة وذلك في المادة 515الفقرة 1من ق.م.ج.26
وقد اكتفى القانون المدني بوضع مبدأ لزوم الكتابة تاركا تحديد نوع الكتابة الواجبة للقانون
التجاري فاألصل أن الكتابة العرفية تكفي طبقا للقاعدة العامة.وفي مجال القواعد الخاصة
بالشركات التجارية يتضح أن الكتابة كما هي مشترطة لإلثبات خالفا للمبدأ العام فإنها الزمة
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
27
إذا تنص المادة 35من القانون 66/53المتعلق بالسجل التجاري على ما يلي ":تنشأ لالنعقاد
بعقد رسمي تحرر لدى الموثق الشركات التجارية التي تتسم بالصبغة القانونية الخاصة بشركة
28
المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركة التضامن".
ب -الشهر
تخضع الشركات التجارية إلجراءات الشهر المنصوص عليها في القوانين التجارية عدا
شركة المحاصة فهي ال تخضع لهذه اإلجراءات.ويقصد بإجراءات الشهر إعالم الغير بهذه
المجموعات حتى يكونوا على بينة من تكوينها،نشاطها ،مدتها ومدى مسؤولية الشركاء فيها عن
التزاماتها.29
واإليداع يتم في المركز الوطني للسجل التجاري وهذا ما تناولته المادة455ق.ت.ج 30.ومن
أهداف اإلشهار القانوني اإلجباري اطالع الغير على محتوى العقود التأسيسية للشركات والتعديالت
التي قد تط أر.31
المطلب الثاني
تصنيف الشركات التجارية
قبل التطرق إلى أنواع الشركات التجارية تجدر اإلشارةإلى التفرقة بين الشركة التجارية
32
والمدنية ،إذ نجد أن المشرع الجزائري انتهج نفس المنهج الذي سبقأن أخذ به المشرع الفرنسي
27يوسف المولودة عماري فتيحة ،أحكام الشركات التجارية وفقا للنصوص التشريعية والمراسيم التنفيذية الحديثة ،دار
الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر ،د.س.ن ،ص.34.
28قانون رقم 66-53مؤرخ في 65أوت 1553،يتعلق بالسجل التجاري،ج ر عدد ،34صادرة في 66أوت .1553
29القليوبي سميحة ،مرجع سابق ،ص.54.
30راجع المادة 455من أمر رقم ،45-54يتضمن القانون التجاري ،مرجع سابق.
31يوسف المولودة عماري فتيحة ،مرجع سابق ،ص.34-35.
32طه مصطفى كمال ،الشركات التجارية ،مرجع سابق ،ص.54.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
واعتبر أشكال معينة من الشركات على أنها تجارية بسبب الشكل بغض النظر عن ماهية الغرض
الذي أنشأت الشركة لتحقيقه تجاريا كان هذا الغرض أم مدنيا.33
ومن هنا يمكن أن نقسم الشركات إلى شركات أشخاص(فرع أول) وشركات أموال(فرع
ثاني) وشركات ذات طبيعة مختلطة(فرع ثالث).
الفرع األول :شركات األشخاص
تشمل شركات األشخاص شركة التضامن(أوال) والتوصية البسيطة(ثانيا) وشركة
المحاصة(ثالثا) ،وهذه الشركات تتميز بأنها تقوم على االعتبار الشخصي والثقة المتبادلة بين
الشركاء ،ولشركات األشخاص خصائص وقواعد مشتركة وللتفصيل والتوضيح أكثر سيتم دراسة
34
كل نوع على حدى.
أوال :شركات التضامن
تعد شركات التضامن النموذج األمثل لشركات األشخاص وهذا النفرادها بكافة الخصائص
المميزة لهذا النوع من الشركات.
أ-تعريف شركة التضامن
هي شركة تتألف من شريكين أو أكثر يكون لكل منهم حصة فيها و يكونون مسؤولين على
وجه التضامن مسؤولية شخصية وغير محدودة عن جميع التزامات الشركة.35
من هذا التعريف نستخلص الميزة الجوهرية التي يتميز بها هذا الشكل عن باقي أشكال
الشركات ،وهي المسؤولية المطلقة والتضامنية للشركاء عن ديون الشركة.
33عمورة عمار ،شرح القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية-التاجر-الشركات التجارية) ،دار المعرفة الجزائر،
،6313ص.54-55.
34العريني محمد فريد ،محمد السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص.111.
35فتاك علي ،مبسوط القانون التجاري الجزائري في مقدمة القانون التجاري (نظرية األعمال التجارية) ،ابن خلدون للنشر
والتوزيع ،الجزائر ،6335 ،ص.165.
12
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
23
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
22
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
-عدم اكتساب الشريك الموصى صفة التاجر :بما ان دور الشريك يقتصر على تقديم حصة من
رأسمال الشركة فانه يضل مست ار في مواجهة الغير ويحظر عليه التدخل في اإلدارة الخارجية
للشركة.44
-عدم قابلية الحصص للتداول :لما كانت هذه الشركة تقوم على االعتبار الشخصي ،فال يجوز
فيها للشريك أن يتنازل عن حصته للغير إال بموافقة جميع الشركاء ما لم ينص على خالف ذلك،
وأيضا الحصص ال تنتقل إلى الورثة بمجرد الوفاة.45
ثالثا :شركات المحاصة
تصنف شركة المحاصة من شركات األشخاص ،لكن تختلف عن باقي الشركات
بصفت ها المسترة ألنها ال تظهر للغير وال تكتب وال تشهر ،على خالف باقي الشركات
التجارية فليس لها شخصية معنوية وال اسم تجاري أو ذمة مالية.
أ-تعريف شركة المحاصة
هي شركة تنعقد بين شخصين أو أكثر يساهم كل منهم في مشروع تجاري بنصيب
معين من المال أو العمل واقتسام ما ينتج عن هذا المشروع من أرباح وخسائر ،وهذا األخير
46
يقوم به أحد الشركاء باسمه الخاص في مواجهة الغير.
وهذا النوع من الشركات أضافه الفصل الرابع مكرر من الكتاب الخامس من األمر 45-54مؤرخ
في 64سبتمبر 471554وذلك تحت عنوان "ش ـ ــركة الم ـ ـ ـ ــحاصة ".48
44المحسن أسامة نائل ،الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،6335 ،ص.115.
45إبراهيم سيد أحمد ،مرجع سابق ،ص.222.
46القليوبي سميحة ،مرجع سابق ،ص.212.
47راجع الفصل الرابع مكرر من الكتاب الخامس من أمر ،45 -54يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
21
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
حيث نصت المادة 597منق.ت.ج "يجوز تأسيس شركة المحاصة بين شخصين طبيعيين أو
أكثر تتولى إنجاز عمليات تجارية".1
ب -خصائص شركة المحاصة
يمكن استنتاج خصائص شركة المحاصة من خالل المادة 597مكرر 2من ق.ت.ج 2هي:
-عدم اشتراط الكتابة في تكوين شركة المحاصة وانعدام إجراءات العالنية :فهي ال تخضع لركن
الشكلية الواجب توافره في عقد الشركة وال إلجراءات العالنية التي يتطلبها المشروع في بقية
الشركات التجارية.3
-انعدام الشخصية المعنوية لشركة المحاصة :ينبني على انعدام الشخصية القانونية لشركة
المحاصة كشخص قانوني أن ال يكون لها رأسمال وال عنوان وال ذمة مستقلة عن ذمم الشركاء وال
جنسية ،كما أن هذه الشركة ال تخضع إلجراءات القيد في السجل التجاري ،وال يتصور أيضا شهر
إفالسها ،وانما يقتصر اإلفالس على الشريك الذي تقاعد مع الغير.4
-شركة المحاصة شركة أشخاص :تعتبر هذه الشركة من شركات األشخاص لقيامها على
االعتبار الشخصي وهذه الصفة تبرز أكثر في هذه الشركة وأكثر وضوحا عن باقي الشركات
نظر أن الشركاء ال يظهرون في مواجهة الغير ،ويترتب على االعتبار الشخصي أنه ال
األخرى ًا
يجوز ألي من الشركاء أن يتصرف في حصته دون موافقة باقي الشركاء.5
33
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
6المادة 792من أمر ،79 -57يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
7 DIDIER poule, droit commercial, T2, l’entreprise en société, les groupes de société, 3emeed, sans maison
d’édition, France, 1999, p.69.
8عزت عبد القادر ،الشركات التجارية (شرح القانون األحكام العامة للشركات) ،دار النشر الذهبي للطباعة ،مصر
،2999ص.283.
34
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
9البستاني سعيد يوسف ،قانون األعمال والشركات (القانون التجاري العام-الشركات-المؤسسة التجاري-الحساب الجاري
والسندات القابلة للتداول) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2228 ،ص.272.
10المادة 3/527من أمر رقم ،79 -57يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
11البستاني سعيد يوسف ،مرجع سابق ،ص.272.
35
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
-اقتصار عنوان الشركة على الشركاء المفوضين :هذا العنوان يشمل اسم واحد أو أكثر من
الشركاء وال يجوز أن يدخل في عنوان الشركة اسم واحد من الشركاء الموصين واال أصبح كشريك
متضامن تجاه الغير.12
-انقسام رأس مال الشركة إلى أسهم وحصص :فاألسهم قابلة للتداول وتمثل مقدمات الشركاء
الموصين الذين يخضعون للنظام القانوني الذي يخضع له المساهمين في شركة المساهمة.13
الفرع الثالث :شركات ذات طبيعة مختلطة(شركات ذات مسؤولية محدودة)
الشركة ذات المسؤولية المحدودة هي مزيج من شركات األشخاص في أن عدد الشركاء
فيها قليل ال يجوز أن يفوق عن عشرين شريك ،وأنه ال يجوز تأسيسها عن طريق االكتتاب العام،
وأن الحصص فيها غير قابلة للتداول ،وهي شركة أموال خاصة فيما يتعلق بتحديد مسؤولية
الشركاء وانتقال حصة كل شريك إلى ورثته وأيضا فيما يتعلق بتأسيس الشركة.
أوال :تعريف الشركة ذات المسؤولية المحدودة
تعرف على أنها الشركة التي ال يزيد عدد الشركاء فيها على عشرين شريكا ويكون كال
منهم مسؤوال فقط بحدود حصته .وال يجوز تأسيس الشركة أو زيادة رأسمالها أو االقتراض لحسابها
عن طريق االكتتاب العام وال يجوز لها إصدار أسهم أو سندات قابلة للتداول.14
ثانيا :خصائص الشركات ذات المسؤولية المحدودة
-إن "ش.ذ.م.م" هي شركة ال يزيد عدد الشركاء فيها عن عشرين ،ال يكون كل منهم مسؤوال
إال بقدر حصته وال يجوز أن يقل عدد الشركاء فيها عن اثنين ،فإذا قلت عن هذا العدد اعتبرت
15
الشركة منحلة بقوة القانون.
36
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
16
-يجب أن تكون حصص الشركاء اسمية وال يمكن أن تكون ممثلة في سندات قابلة للتداول.
-حصص الشركاء قابلة لالنتقال عن طريق اإلرث كما يمكن إحالتها بكل حرية بين األزواج
17
واألصول والفروع.
المطلب الثالث
وكاالت ومكاتب األعمال
إن المادة 23من القانون التجاري الجزائري أشارت إلى أن وكاالت ومكاتب األعمال تعتبر
تجارية بحسب الشكل ،بصرف النظر عن طبيعة النشاط الذي تقوم به الوكاالت ومكاتب األعمال
التجارية كانت أو مدنية ومنه تتجلى األهمية البالغة من تصنيف هذه األعمال ضمن األعمال
التجارية بحسب الشكل و الدور الفعال للوكيل فيها.
الفرع األول :تعريف وكاالت ومكاتب األعمال
يقصد بها تلك الوكاالت ومكاتب األعمال التي يقوم فيها األشخاص بأداء شؤون الغير
مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليه مسبقا ،أو يحدد بنسبة مئوية من قيمة الصفقة التي
تتوسط الوكاالت ومكاتب بحسب األعمال التي تقوم بها ،ومثالها مكاتب التخديم والوساطة في
الزواج...الخ ،ويالحظ اصطالح الوكاالت والمكاتب اصطالح واسع يشمل كل األعمال التي
تتضمن مضاربة على أعمال الغير أو التوسط في إتمام الصفقات ًأيا كانت طبيعتها حتى ولو
كانت تقوم بنشاط مدني.18
والصفقة التجارية التي تلحق نشاط هذه المكاتب أو الوكاالت بسبب الشكل أو التنظيم الذي
تباشر به أعمالها سبيل جني الربح أي يتم فتح مكتب أو وكالة لمباشرة هذه األعمال بقصد تحقيق
16المادة 719من أمر رقم ،79 -57يتضمن القانون التجاري ،مرجع سابق.
17المادة 752من أمر رقم ، 79-57مرجع نفسه.
18فضيل نادية ،القانون التجاري الجزائري( األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري) ،ط ،1ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2222 ،ص.233.
37
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
الربح ،والمشرع اعتبر هذه األعمال تجارية لحماية الجمهور بإخضاع القائمين عليها لقواعد القانون
التجاري.19
الفرع الثاني :الغاية من تصنيف وكاالت ومكاتب األعمال ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل
نجد الغاية من تصنيفها ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل أنها تقدم حماية للجمهور
الذي يتعامل معها إضافة إلى خضوعها للقانون التجاري والسيما من حيث االختصاص القضائي
واإلثبات وااللتزام بالقيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجارية والخضوع لنظام اإلفالس.
فهذه الشركات تقوم بخدمات متنوعة للجمهور مقابل أجر معين مثال ذلك تحصيل الديون،
تسجيل براءة االختراع...الخ
األعمال التي تقوم بها هذه الوكاالت والمكاتب تتعلق بتداول الثروات فليست بطبيعتها
تجارية وهي ال تخرج من كونها بيعا أو تأجي ار للخبرة مع المالحظة بأن الصفة التجاري في القانون
الجزائري تنصب على العمل الذي تقوم به وكاالت ومكاتب األعمال ،كما تنصب على الحرفة
ذاتها وال تعد مكاتب المهن الحرة كاألطباء والمحامين من وكاالت ومكاتب األعمال ,ألنها تعتبر
أعماال مدنية.20
الفرع الثالث :دور وكيل األعمال
إن المشرع الفرنسي اعتبر الوكيل باألعمال عمال تجاريا والذي من الصعب إعطاء
تعريف له ،فاألمر يتعلق مبدئيا بالشخص الذي يسير أعماال آلخرين وبمقابل .وكنموذج عن
مكيل األعمال نذكر الذين يقومون بتحصيل الديون لحساب الدائنين ،المكلفين بتسيير
الدعاوى والذين يقومون بتسيير مكاتب المنازعات.21
38
األعمال التجارية بحسب الشكل التي تنشأ في صورة نظام الفصل األول
وال يهم طبيعة نشاط الوكالة إن كان مدنيا كالدفاع عن حقوق الضحايا أمام المحاكم،
أو تجاريا كالسمسرة ووكاالت اإلشهار ووكاالت التأمين .فهي تعتبر عمال تجاريا بحسب
الشكل وكالة كانت أم مكتبا.22
ويمكن تعريف الوكيل باألعمال بأنه الشخص الذي يتكفل على وجه االحتراف
استفاء وتسيي ار وذلك بمقابل .كما يتمثل هنا الوكيل في صورة
ً وفاء و
ً بمصالح الخواص
شخص يقوم بدور الوسيط التجاري باعتباره وكيال مهنيا مستقال دون أن يكون مرتبطا بعقد
عمل فيتعاقد باسم ولحساب التجار.
والمالحظ أن كل من يمارس أعمال النيابة عن غيره بوجه االمتهان وبمقابل يعد
تاج ار بحسب الشكل ما لم ينص القانون على خالف ذلك ،كما هو الحال بالنسبة للمحامين
والموثقين والمحضرين القضائيين الذين تعتبر أعمالهم مهن حرة على خالف الوكالء
وأصحاب المكاتب الذين يقومون بأعمال تجارية كجمركة السلع وايداعها في المخازن وغيرها
من مختلف األعمال.23
22أكمون عبد الحليم ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،قصر الكتاب ،الجزائر ،2221 ،ص.17.
23بن غانم علي ،الوجيز في القانون التجاري وقانون االعمال ،مرجع سابق ،ص.232.
39
الفصل الثاني
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة
عقد
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
لقد تضمنت المادة الثالثة باإلضافة إلى األعمال التجارية بحسب الشكل ،والتي تنشأ في
صورة نظام ،أعماال تجارية أخري بحسب الشكل دائما والتي تنشأ في صورة عقد وتدخل فيها كل
من المحل التجاري وعقود التجارة الجوية والغاية من تصنيفها تحت هذه العنونة أن المشرع قد
أضفى الصفة التجارية على العقد وحده دون النظر إلى االلتزامات الناشئة عن هذا األخير.
هذا بالنسبة لعقود التجارة الجوية.أما المحل التجاري فألنه ينظر إلى كونه بمثابة عقد
خدماتيبالنسبة لعمالء المحل ويخضع للمضاربة ألن التاجر يسعى من خالله إلى تحقيق الربح
وعليه فقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين تناولنا في كل منهماعمالا على حدى.
04
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
المبحث األول
مفهوم المحل التجاري
لطالما اعتبر المحل التجاري منطوي على عناصر مادية فقط ومع مرور السنين وخاصة
في اواخر القرن 41حيث بدأت التجارة باالزدهار ،و صاحب ذلك التطور الصناعي ,وظهر بذلك
المحل التجاري بعنصريه حيث يتكون من عناصر مادية واخرى معنوية وهذه العناصر هي أساس
قيام المحل التجاري.
المطلب االول
تعريف المحل التجاري وخصائصه
إن أهم ما نبدأ به دراستنا عن المحل التجاري هو أن نعرض تعريف هذا االخير (الفرع االول)
وال تخلوا عن عرض خصائص المحل التجاري والمميزة له (الفرع الثاني)
الفرع االول :تعريف المحل التجاري
نص المشرع الجزائري في المادة 81من القانون التجاري الجزائري على أنه" تعد جزءا من المحل التجاري
األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري ويشمل المحل التجاري عناصره وكذلك لم
يعمد الى ذكر الخصائص القانونية المميزة للمحل التجاري1إال أنه يمكن تعريفه على أنه ,مجموعة
من األموال معنوية كانت أو مادية ،ونذكر على سبيل المثال االسم التجاري وبراءة االختراع
والشهرة التجارية ...الخ.2
وقد اعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل في نص المادة الثالثة من قانون
3
التجاري الجزائري" يعد عمال تجاريا بحسب شكله -....العمليات المتعلقة بالمحالتالتجارية."...
1المادة 81من أمر رقم ،75-87يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
2نسرين شريقي ،سلسلة مباحث في القانون)األعمال التجارية التاجر ,المحل التجاري) ،دار بلقيس ،الجزائر ،ص.84.
3المادة 3من أمر ،75 -57يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
04
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
ومن خالل هذه المادة نستنتج ،أن المشرع الجزائري لم يعرف المحل التجاري ،وذكر فقط
أنه كيان قانوني يتمتع باالستقاللية يخول صاحبه بممارسة نشاطه التجاري ،واعتبر المشرع أي
تصرف يرد على المحل التجاري من شراء رهنوتأجير له أوألحد العناصر المكونة له كأن يرد
التصرف مثال على البضائع أو براءة االختراع.4
الفرع الثاني :خصائص المحل التجاري
من خالل التعريف الذي صيغ للمحل التجاري فإنه نستخلص أهم الخصائص المميزة للمحل
التجاري التي من خاللها ينفرد بكونه شق متميز من األعمال التجارية بحسب الشكل باإلضافة إلى
األعمال األخرى التي ال تقل أهمية ومن أهم خصائص المحل التجاري نجد:
أوال :المحل التجاري مال منقول معنوي
في الواقع ال يمكن تصور المحل التجاري مجرد منقول ،ألن المنقول بطبيعة الحال ثابت،
كون أن المحل التجاري يتكون من مجموعة أموال ،فإذن هذه األخيرة ليست ثابتة رغم أن العقار
الذي يشغله التاجر في نشاطه ملكا له ،ال يدخل ضمن عناصر المحل التجاري ،وانما ما يدخل
ضمنه فقط هو ذلك الحق الشخصي على العقا ،والمتمثل في حق اإليجار ،ومن خالل هذا وذاك
فإن المحل التجاري بعناصره المادية ،والمعنوية هو بطبيعة الحال منقول معنوي ،وتلك القاعدة
القائلة أن الحيازة في المنقول سند الملكية ال ينطبق على المحل التجاري ألن عناصر المحل
حسيا كما تدرك العناصر المادية ،وينجر عن ذلك في
التجاري لها خاصية أنه ال يمكن إدراكها ا
حال بيع المحل التجاري مرتين لشخصين حسني النية ،فإن األحق به هو من بيعت أليه أوال بغض
النظر عمن تسلم األخير ،وكما ينجر عن ذلك أن المحل التجاري يدخل في الوصية بجميع
منقوالته وبذلك لبائعه االمتياز نفسه الذي يتمتع به بائع المنقول وكذلك فإن المحل التجاري ال
04
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
يمكن أن يكون هبة يدوية ألن هذه األخيرة تكون بالقبض وهذا ال يمكن تصوره في المحل
5
التجاري.
كما أن المؤجر للعقار الذي يشغله المتجر ال يتمتع باالمتياز الذي يتمتع به المؤجر للمنقوالت
6
الموجودة في العقار المؤجر ألن هذا االمتياز مقرر للمنقوالت المادية دون المعنوية.
ثانيا :المحل التجاري والصفة التجارية
بما أن المحل التجاري مخصص لالستغالل التجاري ،فإننا ال نتصوره دون أن يحمل الميزات
التي سبق ذكرها ،ولو كان له عمالء ومهمات على سبيل المثال مكاتب المحامين ،المهندسين
وعيادة األطباءفعملها األساسي يتمحور حول عمل مدني وليس لها أي صلة باألعمال التجارية وال
يمكن اعتبارها من قبيل المحالت التجارية.7
الفرع الثالث :الطبيعة القانونية للمحل التجاري والعناصر المكونة له:
من أهم الدراسات الواردة على المحل التجاري وعناصره المعنوية والمادية،الطبيعة القانونية لهذا
األخير وفق نظريات متعددة (أوال ) ،وكذلك دراسة التصرفات المختلفة ،والتي ترد على هذا
األخير(ثانيا ).
أوال :الطبيعة القانونية للمحل التجاري
لقد ظهرت عدة نظريات عمدت إلى دراسة الطبيعة القانونية للمحل التجاري من عدة جوانب
مركزين في ذلك على عدة نقاط.
أ-نظرية المجموع القانوني أو الذمة المالية المستقلة
5مقدم مبروك ،المحل التجاري ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،4441 ،ص.44.
6العطير عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري(االعمال التجارية -التجار -المحل التجاري -العقود التجارية)،
مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع ،كلية الحقوق ،األردن ،4555 ،ص.ص. 484-484 .
7العطير عبد القادر ،مرجع نفسه ،ص.ص.484-484 .
04
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
هذه النظرية تقوم على أساس التفرقة بين ذمة التاجر المدنية وذمته التجارية ،والذمة المستقلة
تكون أصولها وديونها مستقلة عن أموال وديون التاجر ويرى أصحاب هذه النظرية أن للمحل
التجاري ذمة خاصة متميزة عن ذمة التاجر وهذه النظرية أسسها الفقه األلماني وقد وجهت إليها
عدة انتقادات من قبل الفقه منها:
-أنها تخالف وبشكل صريح فكرة وحدة الذمة لإلنسان ,والتي تعد فكرة أساسية في التشريع حيث
تأخذ بها العديد من التشريعات.
-تتعارض كذلك النظرية في حال تنازل التاجر عن المحل التجاري ،إذ ال يترتب انتقال الحقوق و
الديون الناشئة عن استغالل المحل التجاري إلى المتنازل إليه.
-تتعارض كذلك هذه النظرية مع نظام التفليسة والتي مفادها حق جميع الدائنين من التقدم في
8
تجاريين . التفليسة واستيفاء حقوقهم بقسمة غرماء سواء كانوا دائنين مدنيين أو
ب -نظرية المجموع الواقعي:
لقد أخذت هذه النظرية بفكرة أن المحل التجاري منقول معنوي وتقر بأن المحل التجاري
مجموعة من مختلف العناصر مرتبطة فيما بينها وال يعتبر مجموع ا قانونيا من األموال.
ورغم هذا لم تخلوا هذه النظرية أيضا من االنتقاد حيث أن فكرة المجموع الواقعي ليس لها أي
أساس قانوني محدد وبالتالي ال تقودنا إلى إعطاء الطبيعة القانونية للمحل التجاري.9
ج -نظرية الملكية المعنوية:
يرى أصحاب هذه النظرية أن الحق المخول للتاجر على مجموع العناصر المكونة للمحل
التجاري هو حق مال معنوي والتي تدعى بالملكية التجارية حيث تعطي له الحق في استغالل
المحل وحمايته من المنافسة غير المشروعة.
8حمادة محمد أنور ،التصرفات القانونية الواردة على المحل التجاري (البيع-الرهن-التأجير) ،دار الفكر الجامعي،4444 ،
مصر ،ص.ص.44-5 .
9حمادة محمد أنور ،مرجع نفسه ،ص.44 .
00
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
كما أن ذمة التاجر حسب هذه النظرية حق له على المحل التجاري والتي هي حق ملكية
معنوية ،أين يخصص التاجر جزء من ذمته المالية لغرض استغالله في عمل تجاري ،وتبقى دائما
ضمن ذمته المالية.
وحسب هذا الرأي فإن المحل التجاري له نظام قانوني يختلف عن النظام الذي تتمتع به عناصره
10
. كل على حدى
ثانيا :العناصر المكونة المحل التجاري:
المحل التجاري وكما سبق وأن وضحنا فإنه كيان يتكون من عناصر مادية وأخرى معنوية
كونه كذلك فقد قسمنا دراستنا بهذا الخصوص إلى دراسة عناصر مادية (أ ) ،والعناصر غير
المادية (ب ) كالتالي:
أ-العناصر المادية المكونة للمحل التجاري:
تتمثل العناصر المادية المكونة للمحل التجاري في كل من العدد الصناعية ،وكذا األثاث
التجاري والبضائع.
-4العدد الصناعية:
تتمثل العدد الصناعية في مختلف المنقوالت المادية ،والتي تكون في خدمة التاجر أثناء
مزاولته لنشاطه التجاري ،مثال ذلك اآلالت المستعملة لإلنتاج ،الموازين واآلالت الحاسبة وكذا
العربات والسيارات التي من شأنها خدمة مصالح المتجر بالتالي التاجر ،وتختلف العدد الصناعية
حسب نوع النشاط المزاول فمثال إذا كان المتجر يقدم خدمات كالمقهى أو دار العروض فإن
الكراسي هي من تشكل العدد األساسية للمتجر أما إذا كان المتجر مثال يقوم بالتصنيع وتوفير
منتجات مختلفة فالعدد الصناعية األساسية فيه تتمثل في اآلالت الصناعية المختلفة.
10بورنان حورية ،تحديد الطبيعة القانونية للمحل التجاري ،مجلة الفكر ،العدد الثالث ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد خيضر بسكرة ،ص.444 .
07
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وهذه العدد الصناعية قد تكون ملكا لصاحب المحل ومزاول النشاط كمالك فندق مثال أو
صاحب ورشة خياطة فهنا تعد هذه العدد عقارات.11
-4األثاث التجاري:
يتمثل األثاث التجاري في تلك اللوازم التي من شأنها تسهيل نشاط التاجر وهي أيضا
المفروشات المالئمة لتجهيز مكان عمل التاجر أو مكتبه كاألثاث الخاص بالجلوس واآلالت
الحاسبة والكاتبة ،الهاتف وغيرها من اللوازم .هنا كذلك نجد األثاث يختلف باختالف النشاط الذي
يشغله التاجر ،فنجد مثالا محالت الخدمات ينطوي أكثر على عنصر األثاث التجاري وذلك
إلعطائه المكانة التي تليق به كمحل تجاري خدماتي أما المحل المستعمل لبيع المواد الغذائية فإن
األثاث التجاري فيه ال يلعب الدور الرائد.12
-4البضائع :
وهي مختلف السلع التي يعرضها التاجر في محله وهي تشمل المعروضة والمخزنة أيضا في
المخزن سواء كانت مصنعة أو خام أي مواد اولية معدة للتصنيع وهذه البضائع تشكل خير مثال
عن العنصر المادي المشكل للمحل التجاري.
من خالل هذا يتضح لنا أن البضائع هي من تكون محل تعامل في المتجر أما األدوات
والمعدات فهي لإلنتاج أو تقديم خدمات فقط إال أنه أحيانا نجد أنفسنا ال نفرق بين البضائع
واألدوات الصناعية ،ومثال ذلك المشتقات النفطية التي يمكن أن تستخدم إما لتحريك آالت
المصنع وأما أن تستخدم كمادة أولية فتعتبر في صورتها األولى من األدوات والعدد الصناعية
وفي الصورة الثانية بضاعة.
04
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وبما أننا في صدد التكلم عن العدد الصناعية واألثاث التجاري ،كذلك البضائع فكلها تشكل
منقوالت وال مجال هنا للعقارات التي يشغلها المحل فهذه العقارات تدخل ال محال في حكم قانون
المالك والمستأجر وذلك حتى وان كان مالك العقار هو نفسه مالك المتجر ،فعقد إيجار العقار
الذي يشغله المحل التجاري مستقل تماما عن عقد بيع المحل التجار.13
ب -العناصر غير المادية المكونة للمحل التجاري:
يتكون المحل التجاري باإلضافة إلى عناصره المادية من عناصر غير مادية أي معنوية ال
يخلو منها المحل التجاري كونها ذات أهمية في تكوين المحل.
-1الزبائن واالسم التجاري(العنوان التجاري):
مما ال جدال فيه أن أهم عنصر يتكون منه المحل التجاري الزبائن ،وهم يتمثلون في أولئك
األشخاص الذين يترددون على المحل التجاري بصفة مستمرة واعتادوا شراء بضاعتهم منه وكذا،
تلقي خدماته وهذا ما يبين قيمة ونسبة ربح المحل التجاري من عدمه فكلما زاد عدد الزبائن زاد ربح
وتوسع المحل التجاري والعكس صحيح ،وكثرة زبائن محل تجاري يكون إما لنوعية السلعة والخدمة
التي يعرضها أو لموقعه االستراتيجي وقربه من الزبائن أوألسباب متعلقة بالش خص البائع
األشخاص القائمين على إدارة المحل التجاري كحسن استقبالهم للزبون وحسن المعاملة.14
ونجد أيضا من مكوناته االسم أو العنوان التجاري حيث أنه لهذا األخير صفتان صفة مدنية
وهي التي تكون لصيقة باإلنسان وتميزه عن غيره فليس قابال ال للتنازل وال الكتسابها من قبل
الغير ،ولكونه كذلك فإنه بانتحال شخص السم ولقب الغير يعد خرقا واعتداءا عليه وهذا ما يسمج
له بالمطالبة بإيقاف االعتداء وحصوله على التعويض.
وتتمثل الصفة الثانية لالسم التجاري في الصفة التجارية فكل تاجر ملزم قانونا بأن تكون كل
معامالته التجارية وتوقيعاته على أي ورقة متعلقة بشؤون تجارته ،تحت اسم ولقب وهو كذلك ملزم
08
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
بكتابة العنوان على مدخل متجره ،وتكمن أهمية ذلك في أن هذا سيميزه عن غيره من المحالت
15
التجارية وكذلك هو من دون شك وسيلة الجتذاب العمالء.
لذلك نجد من أهم ما يميز العنوان التجاري أنه يجب أن يكون مختلفا عن غيره من المحالت
التجارية ،ويجب أن ال يكون مظلالا للزبون أو عنوانا سبق وأن استعمل.عدى ذلك فال حرج في
التشابه أو إضافات للعنوان شرط أال تعرض التاجر لسوء فهمه من قبل الجمهور والمساس بسمعته
وأهمية تجارته.16
وقد نصت المادة 45من ق.ت.ج على أنه "يلزم بالتسجيل في السجل التجاري:
-4كل شخص طبيعي له صفة التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس أعماله التجارية داخل
القطر الجزائري،
-2كل شخص معنوي تاجر بالشكل او يكون موضوعه تجاريا ,و مقره في الجزائر ,او كان له
مكتب أو فرع أو أي مؤسسة كانت" .17و عليه فنص المادة يحيلنا الى الزامية التسجيل في السجل
التجاري لكل تاجر ممارس لتجارته.
-2الشعار وحق اإليجار:
مفهوم الشعار في عالم التجارة هو رمز من الرموز المميزة لمحل تجاري عن غيره من
المحالت األخرى وهو تسمية مبتكرة ومثال ذلك تسمية "فندق الشيراتون" فهو ال يختلف كثي ار عن
العنوان التجاري ،إال أن الشعار يتميز بأنه تسمية مبتكرة بعكس العنوان التجاري والذي يتعلق
ويرتبط بالشخص التاجر ،ومما يجدر اإلشارة إليه أن المشرع لم يلزم التاجر باتخاذه شعا ار بخالف
العنوان التجاري وللتاجر الحرية بموجب القانون في إدماج العنوان والشعار معا ،كأن يكون شعاره
"الوردة البيضاء" والعنوان التجاري "عطا اهلل" فيدمجهما ليصبح العنوان واالسم التجاري كلمة واحدة
01
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وهي كالتالي" الوردة البيضاء لصاحب محالت عطا اهلل" وهنا يعتبر الشعار جزء من العنوان أو
االسم التجاري ويسجل بالتالي إلى جانبه في سجل األسماء التجارية ويكون محمي جزائيا.
كذلك األمر بالنسبة لالسم التجاري وباإلضافة إلى ذلك فالشعار يرد أيضا في شكل رسم يميز به
التاجر تجارته عن غيره ،ومثال ذلك رسم بقرة في علبة لأللبان الدانماركية أو األردنية .
ويشترط في الشعار أن يكون مشروع أي غير مخالف للنظام العام واآلداب العامة ،وأن يكون
مبتك ار ال مقلد ،فبتوفره على هذه الشروط فإنه إلزامي على التاجر استعماله على منتجاته أو الفتة
أو على الخدمات التي يقدمها لشهر استعماله بين الناس ،وفي حال تعرضه للتقليد أو اقتباس من
قبل الغير فله أن يرفع دعوى قضائية يطالب فيها برفع هذا االعتداء والتعويض عما لحقه من
ضرر.18
باإلضافة إلى الشعار كعنصر مميز لكل محل عن غيره من المحالت نجد تمتع التاجر بحق
اإليجار في حال كان التاجر غير مالك للعقار الذي يشغله المحل التجاري ،كون أنه غالبا ما
يكون التاجر مستأجر للمحل ،وخاصة إذا كان المحل المستأجر ذا أهمية بالغة كأن يكون مطعما
أو فندقا ولذا فان حق اإليجار يكون عنص ار مهم ا من عناصر المحل التجاري.
وقد عالج القانون حق االيجار بالتفصيل من خالل عقد اإليجار بين المؤجر والمستأجر وقد جاء
المشرع الجزائري على ذكر اإليجارات التجارية وبالتفصيل في الباب الثاني وكذلك مجاالت
19
تطبيقها
وذلك من خالل نص المادة 445ق.ت,ج("20القانون رقم 52-50المؤرخ في 50فبراير
)2550تطبق األحكام التالية على إيجار العمارات أو المحالت التي يستغل فيها محل تجاري،
05
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
سواء كان هذا األخير مملوكا لتاجر أو لصناعي أو لحرفي أو لمؤسسة حرفية ،مقيدين قانونا
في السجل التجاري أو في سجل الحرف والصناعات التقليدية حسب الحالة والسيما
-1إيجار المحالت أو العمارات الملحقة باستغالل محل تجاري عندما يكون استعمالها ضروريا
الستغالل المحل التجاري وملكيتها تابعة لمالك المحل أو العمارة التي توجد بها المؤسسة
الرئيسية ويجب في حالة تعدد المالكين أن تكون المحالت الملحقة قد أجرت على م أرى و مسمع
المؤجر بقصد االستعمال المشترك .
-2إيجار األ ارضي العارية التي شيدت عليها قبل أو بعد اإليجار بنايات معدة لالستعمال
التجاري أو الصناعي أو الحرفي بشرط أن تكون هذه البنايات قد شيدت أو استغلت بموافقة
المالك الصريحة ".21
قد اضافت المادة 484من نفس القانون تطبيقات أخرى لألحكام السالفة الذكر وذلك من
خالل دائما ما تضمنه القانون 44-47المؤرخ في 44فبراير 4447
والمتمثلة حسب النص في "-1...اإليجارات الممنوحة للبلديات بالنسبة للعمارات أو المحالت ...
... -2اإليجار العمارات أو المحالت الرئيسية أو الملحقة والضرورية لمواصلة.....
-3كما تطبق هذه األحكام أيضا مع مراعاة أحكام المادتين 180و 180التاليتين على إيجار
المحالت أو العمارات المملوكة للدولة أو الواليات أو المؤسسات العمومية....
غير أن هذه األحكام ال تطبق على رخص العمل المؤقتة الممنوحة من قبل اإلدارة لعمارة سبق
اكتسابها من طرفها على اثر تصريح للمنفعة العامة".22
-3العالمة التجارية و براءة االختراع :
21المادة 965من قانون رقم 50-57مؤرخ في 56فبراير سنة ،0557يعدل ويتمم األمر رقم 75-57ويتضمن
القانون التجاري ،ج ر عدد ،99صادر في 55فبراير .0557
22المادة 955من قانون رقم 50-57يعدل ويتمم أمر رقم 75-57يتضمن القانون التجاري ،مرجع نفسه.
74
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
العالمة التجارية و العالمة الفارقة هي أهم المميزات التي تطبع السلع المتاجر بها من قبل
التاجر ،والتي تميز كل سلعة خاصة بالتاجر بسلعة التجار اآلخرين أو بضاعته وتعلق عليها
للداللة على انتساب تلك السلعة لصاحب تلك العالمة التجارية و قد خصه القانون بحماية وهذه
23
الحماية داخلة في حماية المحل التجاري ككل.
ومن خالل ذلك فإن العالمة قد تكون صناعية وهي تميز المنتوج المصنع أو البضاعة بحكم
صنعها وقد تكون تجارية بحكم المتاجرة بها كما ظهرت مؤخ ار عالمة خاصة بالخدمات وتتمتع
العالمة التجارية بالحماية القانونية ،والتي يقرها القانون والعالمة التجارية تكون مؤلفة من حروف
أو رسوم أو عالمات أو مختلطة بين هذه وتلك ومثال العالمة التجارية تسمية فندق مثالب
"الشيراتون".
والغاية الرئيسية للعالمة التجارية هي تمييز بضاعة التاجر عن بضاعة غيره من التجار
ويشترط فيها أن تكون فارقة أي مميزة للبضاعة وأن تكون جديدة أي مستحدثة وليست مقلدة وأن
تكون مشروعة غير مخالفة للنظام العام واآلداب العامة.
كذلك من أهم العناصر الغير المادية نجد براءة االختراع والتي تقوم على ابتكار جديد محتواه
منتجات ومثال ذلك ابتكار منتوج جديد أو ابتكار طريقة صنع جديدة وبراءة االختراع هي شهادة
يعترف فيها لصاحبها بابتكار السلعة المعنية وذلك بعد طلب يقدمه صاحب االختراع وبذلك فبراءة
االختراع تخول صاحبه احتكار ثمرة جهوده وتمكنه من استثماره بنفسه أو يمكن له التنازل عنها
للغير وذلك مقابل تعويض عادل يتحصل عليه وبراءة االختراع بهذا الوصف تعد عنص ار من
عناصر المحل التجاري أي هي جزء من أرسمال المحل التجاري.
23مصاص شادية ،شنة امال ،حماية المحل التجاري من المنافسة الغير مشروعة في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر في الحقوق ،فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة-بجاية،0593 ،
ص.ص.05-95.
74
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
ويتم تسجيلها لدى دوائر الملكية الصناعية التابعة لو ازرة الصناعة والتجارة ،ويشترط فيها أن
تتمتع بعنصر الجدة واالبتكار والمبادرة في التسجيل للتمتع بالحماية القانونية ولبراءة االختراع مدة
تتقادم فيها في حال عدم المبادرة في تسجيلها والمتمثلة في ست عشرة سنة.24
-4االنجازات والرسوم والنماذج الصناعية:
وتتمثل االنجازات في تلك الرخص التي تمنحها الجهات الرسمية في الدولة كو ازرة الصناعة
والتجارة وو ازرة المالية بغرض السماح للتاجر ممارسة المهن والحرف المختلفة فهي أساسية لممارسة
أي حرفة أو مهنة وبدونها فأن الحرفي أو المهني سيتعرض ال محال لعقوبات قانونية وهو ملزم
كذلك بتعليقها في محله وفي مكان بارز وذلك لتسهل اإلطالع عليها من أعوان الرقابة ومن أهم
ميزاتها أنها قابلة لالنتقال من شخص آلخر في حالة بيع المحل التجاري.25
وأما الرسوم والنماذج الصناعية فهي ابتكار حديث لصيقة بالمنتجات ومظهرها الخارجي وليس
على موضوع المنتوج ،ومثال ذلك ابتكار رسومات جديدة على األقمشة أو رسومات مزخرفة للخزف
أو استحداث نماذج جديدة للسيارات فالرسوم والنماذج الصناعية تنصب على الشكل المبتكر.26
المطلب الثاني
التصرفات الواردة على المحل التجاري
أن المحل التجاري وما يحتويه من عناصر مادية وأخرى معنوية كما سبق وأن وضحنا يخضع
لتصرفات من شأنها التصرف في المحل التجاري بحيث تتمثل هذه التصرفات في بيع المحل
التجاري ،رهنه وايجاره ولكل تصرف من هذه التصرفات أحكام خاصة به وقوانينه التي تنظمه كون
أن هذه التصرفات عبارة عن عقود تستلزم احترام شروط انعقاده وضمان حقوق كل طرف بعدم
74
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
التعرض وكل هذا ضمانا للحماية القانونية للمحل التجاري .27ود أر كل تصرف يمس بالمنافسة
المشروعة .وعليه فسنأتي على شرح كل تصرف على حدى بالتفصيل كاالتي:
الفرع االول :في بيع المحل التجاري
إن بيع المحل التجاري يكون وفق عقد وهو عقد البيع والذي يعالجه القانون المدني في الفصل
الثاني من المادة 474إلى المادة 044منه وكما نص عليه القانون التجاري في القسم األول من
الفصل الثاني تحت عنوان "في العقود التي تتناول المحل التجاري" في المواد 85إلى المادة 448
مبينا خاللها أهم شروط صحته والتزامات كال طرفيه ،وحقوقهم والتي تدخل ضمن اآلثار الناتجة
عن عقد بيع المحل التجاري ،كما أنه عالجه كذلك القانون المدني كما سبق وأن قلنا.
أين أتى على تعريف عقد البيع في نص المادة 474منه والتي تنص" البيع عقد يلتزم بمقتضاه
البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي".28
ومن خالل هذا التعريف فإن عقد بيع المحل التجاري يخضع إلى قواعد منظمة له وتضمن صحته
كعقد من رضا محل والسبب.
اوال :شروط صحة عقد بيع المحل التجاري:
أ -لشرط الرضا والمحل والسبب:
يعد شرط الرضا من أهم شروط انعقاد وصحة كل عقد بحيث يبين لنا نص المادة 75من
ق.م.ج أنه ال ينعقد عقد اال بوجود رضى متبادل وقد جاءت بصريح العبارة كاآلتي "يتم العقد
بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتهما المتطابقتين دون اإلخالل بالنصوص القانونية".29
وتضيف المادة 44من نفس القانون" التعبير عن اإلرادة يكون باللفظ أو بالكتابة أو باإلشارة
المتداولة عرفا كما يكون باتخاذ موقف ال يدع أي شك في داللته على مقصود صاحبه
27حمادي زوبير ،الحماية القانونية للعالمة التجارية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،4444 ،ص.445 .
28المادة 474من أمر ،75 -87يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
29المادة 59من أمر رقم ،75 -57يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
74
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
ويجوز أن يكون التعبير عن اإلرادة ضمنيا إذا لم ينص القانون أو يتفق الطرفان على أن يكون
صريحا".30
من خالل المادتين السالفتين الذكر فإن المشرع قد نص على ضرورة تطابق اإليجاب والقبول
من طرفي العقد ،وبذلك تحقق شرط الرضا والذي يجب أن يكون صحيحا وخاليا من الغلط التدليس
واإلكراه.31
كما يوجد شرط آخر ال يقل أهمية عن شرط الرضا والمتمثل في شرط المحل أو محل االلتزام وهو
أساس االلتزام ،والذي نص عليه المشرع الجزائري في نص المادة 54من ق.م.ج " يجوز أن يكون
30المادة 65من أمر رقم ،75 -57يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع نفسه.
31حمادة محمد انور ،مرجع سابق ،ص.45 .
32المادة 54من أمر ،71 -87يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
33حمادة محمد انور ،مرجع نفسه ،ص.44.
34راجع المادة 54من قانون 47-48مؤرخ في 44ماي ،4448يتضمن تعديل القانون المدني ،ج ر عدد 44صادر
بتاريخ 44ماي .4448
70
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وكشرط ثالث من شروط صحة عقد بيع المحل التجاري ،نجد شرط السبب وهو الباعث والدافع
إلى التعاقد ،ومن أهم شروط السبب أن يكون معلوما من الطرف اآلخر وكذلك لكي يكون السبب
صحيحا يجب أن يكون مشروعا حسب ما نصت عليه المادة 51من القانون المدني الجزائري "
كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا ما لم يقم الدليل على غير ذلك.35"...
ويعد السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي وبالتالي فمن المفترض أن يكون مشروعا.
ب -شرط الكتابة لعقد بيع المحل التجاري:
باعتبار أن بيع المحل التجاري من التصرفات القانونية ،والتي من آثارها نقل الملكية ولذا
خصه القانون بحماية واشترط الكتابة ،وذلك لصحة التصرف حماية لحق البائع وذلك في حال
نشأة االلتزام وحق الفسخ ،وضمانة لحماية دائني البائع ولو دون امتالكهم لسند تنفيذي.
35المادة 51من أمر رقم ،71 -87يتضمن القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق.
77
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
نشاط المتجر والثمن المتفق عليه بين المتعاقدين والتعهدات المتصلة بالمتجر وكل اإلتفاقات
المتعلقة باحتفاظ البائع بحق الفسخ أو االمتياز والسجل التجاري.36
ثانيا :آثار عقد بيع المحل التجاري
إن أهم أثر ينتج عن انعقاد عقد بيع المحل التجاري ،هو انتقال ملكية المحل التجاري بحيث
يلتزم البائع للمحل التجاري بتسليمه للمشتري ،وبالتالي انتقال تبعة الهالك إلى هذا األخير وكذلك
ينتج عن عقد بيع المحل التجاري حق البائع في حبس المحل التجاري المبيع وذلك في حال لم
يوفي المشتري بالثمن والبائع بدوره ملزم بضمان التعرض واالستحقاق وهو أن يضمن البائع
للمشتري الحيازة الهادئة للمحل التجاري وقبل هذا وذاك فالبائع ملزم بضمان العيوب الخفية بحيث
لو تعمد إخفاء عيب اعد غشا منه ويلتزم البائع كذلك بضمان عدم منافسة المشتري بالتعرض
37
الشخصي لحيازته وانتفاعه منه
ومن جهته فالمشتري ملزم بالوفاء بالثمن وفق المتفق عليه في العقد فالعقد شريعة المتعاقدين
38
كما خول المشرع البائع فسخ العقد اذا لم يدفع المشتري الثمن
الفرع الثاني :في رهن المحل التجاري
باإلضافة إلى خضوع المحل التجاري للبيع كتصرف قانوني فهو كذلك محل رهن ويعتبر الرهن
من أخطر التصرفات القانونية في حياة التاجر لذلك عمد المشرع الجزائري إلى معالجته من خالل
تنظيمه في المواد من 441الى 444من القانون التجاري الجزائري باإلضافة إلى نصه على
أحكام مشتركة بينه وبين تصرف بيع المحل التجاري في المواد من 444الى المادة 441منه.39
74
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وسنعرض في دراستنا هذه أهم شروط انعقاد عقد رهن المحل التجاري ،والمتمثلة أساسا في الشروط
الموضوعية (أوال) وأخرى شكلية (ثانيا) وفي األخير اآلثار الناجمة عن تصرف الرهن للمحل
التجاري(ثالثا).
أوال :الشروط الموضوعية لعقد رهن المحل التجاري
وهي عموما تتمثل في الشروط الواجب توفرها لصحة كل عقد و المتمثلة في شرط الرضا و
االهلية و المحل و السبب بحيث يجب توفر الرضا فال يصح عقد دون رضا اطرافه و خلوه من
غلط وتدليس واكراه ويجب توفر شرط األهلية القانونية لمباشرة التصرفات القانونية واخص بالذكر
التصرفات التجارية مع مشروعية المحل والسبب .كما أضاف القانون وجوب توفر شروط متعلقة
بالتاجر الراهن وأخرى متعلقة بالدائن المرتهن.40
ثانيا :الشروط الشكلية لعقد رهن المحل التجاري
وتتمثل الشروط الشكلية لصحة عقد رهن المحل التجاري في شرط الكتابة وهو شرط جوهري
إلثبات العقد أي عقد الرهن للمحل التجاري بحيث يثبت هذا األخير بعقد رسمي أو عرفي يكون
مصادق عليه مع توقيعات أو أختام المتعاقدين و إذا انعدم شرط الكتابة اعتبر التصرف باطال
بطالنا مطلقا كون أن عقد رهن المحل التجاري عقد شكلي و قد اكد على ذلك المشرع الجزائري
في نص المادة 444من القانون التجاري" يثبت الرهن الحيازي بعقد رسمي.41 "...
وباإلضافة إلى شرط الكتابة شرط آخر والمتمثل في وجوب الشهر والقيد في سجل خاص
بمكتب السجل التجاري لمديرية أو المحافظة الواقعة في دائرتها المحل التجاري وقد نصت المادة
444دائما من القانون التجاري الجزائري " ...ويتقرر وجود االمتياز المترتب عن الرهن بمجرد
قيده بالسجل العمومي الذي يمسك بالمركز الوطني للسجل التجاري الذي يستغل في نطاق دائرته
78
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
المحل التجاري ويجب اتمام نفس االجراءات بالمركز الوطني للسجل التجاري الذي يقع بدائرته
كل فرع من فروع المحل التجاري التي شملها الرهن الحيازي"
كما نص المشرع الجزائري كذلك على لزوم أن يتم القيد خالل مدة شهر من تاريخ انعقاد
العقد وذلك في نص المادة 444من القانون التجاري الجزائري ،أين نصت صراحة " يجب إجراء
القيد خالل ثالثين يوما من تاريخ العقد التأسيسي ,تحت طائلة البطالن".42
ثالثا :آثار عقد رهن المحل التجاري
اآلثار التي يأتي علي أثرها انعقاد الرهن تتفرع لتشمل الراهن ،فهو ملزم بحفظ األشياء
المرهونة وجعلها بحالة جيدة وذلك دون مطالبة الدائن بمقابل ذلك ،واذا سبب تلف لألشياء محل
الرهن اعتبر محط عقوبة ،والمتعلقة بخيانة األمانة كما ألزمه القانون كذلك بإخطار الدائن المرتهن
برغبته في نقل المحل المرهون وذلك في أجل شهر على األقل وذلك عن طريق خطاب موصى
وللدائن المرتهن أجل خمسة عشر يوما للرد عليه بالموافقة أو الرفض بنفس الطريقة.43
كما يرتب أيضا آثاره على الدائن المرتهن والمتمثل في حق األولوية وحق التتبع فحق األولوية
يكون في حالة تزاحم عدة دائنين مرتهنين ،فاألسبقية واألولوية تكون للدائن المرتهن الذي بادر
بالقيد أي ينظر إلى تاريخ القيد لمعرفة صاحب األسبقية واألولوية ،مع تمتعه كذلك بحق التتبع أي
يحق للدائن المرتهن التنفيذ على المحل في أي يد كان ولو انتقل إلى شخص آخر غير الراهن
دون وضع اعتبار لقاعدة الحيازة سند الملكية ،فالمحل منقول معنوي ال تسري عليه هذه
القاعدة.44ونستثني من ذلك العناصر المادية التي تباع لمشتري حسن النية ،فهذا منقول مادي ال
تسري عليه قواعد القيد والشهر وباإلضافة إلى ذلك فهو كذلك يرتب آثار على الدائنين العاديين
فلهؤالء إذا كان الغرض من ديونهم استغالل المحل التجاري أن يطلبوا سداد ديونهم قبل مواعيد
42المادة 444من أمر رقم ،75 -87يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع نفسه.
43شريقي نسرين ،مرجع سابق ،ص.10.
44حمادة محمد أنور ،مرجع سابق ،ص.ص.87-80.
71
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
استحقاقها اذا لحق بهم ضرر بسبب القيد اي يمكن لهم الحصول على ديونهم المستحقة قبل ميعاد
استحقاقها،ويترتب عن إجراء رهن المحل التجاري ،تعرضه إلجراءات التنفيذ والتي تصدر من
الدائن المرتهن في حالة عدم الوفاء االختياري للراهن جاز للدائن المرتهن بعد ثمانية أيام من تاريخ
التنبيه تقديم عريضة لقاضي األمور المستعجلة للمطالبة بالتنفيذ على المحل.45
الفرع الثالث :في تأجير استغالل المحل التجاري:
يعد استغالل تأجير المحل التجاري تصرف حديث وليد الحياة االقتصادية والذي يجب أن
يكون وفق شروط العامة لكل عقد والمتمثلة أساسا في شرط الرضا المحل والسبب كما الحال أن
بالنسبة لكل من عقد بيع ورهن المحل التجاري ،وسنعرض في هذا الفرع صور تأجير المحل
التجاري(أوال) وكيفية انعقاده (ثانيا) وكذلك اآلثار المترتبة عن تأجير المحل التجاري ،وقد ذكرها
المشرع الجزائري في الباب الثاني تحت عنوان اإليجارات التجارية ،محددا مجال تطبيقها في نص
المادة 445من ق.ت.ج حيث تنص" تطبق األحكام اآلتية على إيجار العما ارت أو المحالت التي
يستغل فيها محل تجاري ،سواء كان هذا األخير مملوكا لتاجر أو لصناعي أو لحرفي أو
لمؤسسة حرفية مقيدين قانونا في السجل التجاري أو في سجل الحرف والصناعات التقليدية
حسب الحالة .46"...
أوال :صور تأجير المحل التجاري
إن لتأجير المحل التجاري صورتين أساسيتين والمتمثلتان في صورة اتفاق مالك المحل
التجاري ،مع شخص إلدارة المحل التجاري باسم مالكه وهنا يكون المستغل للمحل التجاري مدي ار
فقط يعمل لحساب والسم المالك وهو وكيل عن المالك أو عامال لديه ولهذه الصورة مقياس يتعلق
بمدى تبعية هذا األخير للمالك من استقالليته.
75
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وتتمثل الصورة الثانية في تأجير استغالل المحل التجاري لشخص الستثماره بنفسه ولحسابه
الخاص وفي هذه الصورة يكون للشخص المستأجر للمحل وضعية أكثر عمقا من األولى حيث
يقوم بإدارة المحل لحسابه الخاص مقابل حصول المالك على مقابل والمستغل هنا هو من يكتسب
صفة التاجر.47
ثانيا :آثار عقد تأجير المحل التجاري لالستغالل
يترتب عن هذا العقد آثار تتمحور بين طرفيه والمتمثلة أساسافي التزام المؤجر بتسليم المحل
وضمانه للعيوب الخفية وعدم التعرض الشخصي أو الصادر من الغير ،ويقابلها التزام
المستأجرباستم ارره في استغالل المحل والمحافظة عليه والوفاء بمقابل االستغالل أي مقابل
االيجار ،كما يلتزم بعدم تأجيره من الباطن.
وكذلك يرتب هذا التصرف آثار على دائني المؤجر والمستأجر ،ومنها تلك التي تتعلق بدائني
المؤجر بحيث يمكن لهذا التصرف اإلضرار بهم لذلك اشترط القانون ضرورة الكتابة والقيد وأن
يشهر بالقيد في السجل التجاري ،48وهناك من اآلثار التي تتعلق بدائني المستأجر وهنا من
المفروض التفرقة بين أمرين ،األول حالة مباشرة المستأجر لنشاطه منذ بدء التعاقد وقبل قيد
اإليجار وشهره
يكون المؤجر مسؤوال بالتضامن مع المستأجر عن الديون الناشئة عن عمل المستأجر منذ بدء
نشاطه حتى تاريخ انتهاءإجراءات القيد والشهر ،وذلك حماية للغير كونه يعتقد أن المؤجر هو
المباشر للنشاط وما المستأجر إال وكيل.
44
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
واألمر الثاني يأتي بعد إتمام القيد والشهر ،ففي هذه الحالة يكون المستأجر للمحل التجاري
المسؤول الوحيد عن الديون الناشئة عن ممارسته نشاط استغالل المحل التجاري طوال مدة العقد
وحتى تاريخ انتهاء عقد تأجير استغالل المحل التجاري.49
المبحث الثاني
عقود التجارة الجوية والبحرية
نظ ار للتطور االقتصادي والتجاري أصبح للنقل الجوي أهمية بالغة وتعد الطائرة الوسيلة األمثل
كونها تتماشى وسرعة العمليات التجارية.
وقد اعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل خالل نص عليها ضمن
المادة 4من القانون التجاري الجزائري "يعد عمال تجاريا بحسب شكله
-التعامل بالسفتجة بين كل االشخاص،
-الشركات التجارية،
-وكاالت و مكاتب االعمال مهما كان هدفها،
-العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية،
-كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية.50
وقبل أن نتعمق في هذا الموضوع فالجدير بالذكر واألولى أن ننزع اللبس الموجود بخصوص
إدراج المشرع الجزائري لعقود التجارة البحرية ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل إلى جانب
العقود المتعلقة بالتجارة الجوية وذلك في ظل القانون القديم وقبل التعديل ،لكن بصدور القانون
44
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
التجاري رقم 5148 -54الذي يعدل و يتمم األمر رقم 75-87مؤرخ في 44سبتمبر سنة 4587
يتضمن القانون التجاري ،فإنه قام المشرع الجزائري بإدراجها ضمن المادة الثانية منه والتي تنص
على "....كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع واعادة بيع السفن للمالحة البحرية
-كل شراء وبيع لعتاد أو مؤن للسفن
-كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة
-كل عقود التأمين و العقود االخرى المتعلقة بالتجارة البحرية
-كل االتفاقيات واالتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم و بإيجارهم
-كل الرحالت البحرية".52
والخطأ الذي وقع فيه أنه لم يحذف عقود التجارة البحرية من األعمال التجارية بحسب الشكل
من خالل النص عليها في المادة الثالثة إلى جانب العقود المتعلقة بالتجارة الجوية والتي تعد من
األعمال التجارية بحسب الشكل ،حيث جاء بصريح العبارة في فقرتها الخامسة "...كل عقد تجاري
53
يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية"
بحيث كان على المشرع أن يحذفها بعد أن أدرجها في نص المادة الثانية والمتضمنة لألعمال
التجارية بحسب الموضوع .وبما أننا ملزمين ومحصورين باألعمال التجارية بحسب الشكل فما
يهمنا العقود المتعلقة بالتجارة الجوية.
51القانون رقم 05-56مؤرخ في 55ديسمبر 9556يعدل ويتمم القانون التجاري ،ج ر عدد 55صادر في 99
ديسمبر ،9556معدل ومتمم.
52المادة 4من أمر رقم ،75 -87يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع سابق.
53المادة 4من أمر رقم ،75 -87يتضمن القانون التجاري الجزائري ،مرجع نفسه.
44
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
المطلب االول
مفهوم عقود التجارة الجوية
تنطوي عقود التجارة الجوية على عدة عناصر تتعلق أساسا بالطائرة كهيكل وكذلك بطاقمها
والقائد الذي يتحمل مسؤولية الطائرة والركاب والبضائع واألمتعة المختلفة التي تدخل كلها في إطار
عقود التجارة الجوية وسنعرض ذلك بالتفصيل فيما يلي.
الفرع األول :تعريف عقد التجارة الجوية
إن عقود التجارة الجوية ،هي عقود تتم بين الناقل والمنقول والتي تعود بالربح خاصة على
الناقل ألنها قائمة على عنصر المضاربة وبالتالي فإنه ال يستثنى من هذه الرحالت تلك التي يقصد
من خاللها النزهة حيث يطلق عليها "مالحة النزهة" من قبل المشرع الجزائري ألن المشرع الجزائري
أوردها بصفة عامة دون التمييز بين التي تتوفر على أكثر ربح ومضاربة وغيرها من رحالت نزهة
وتمتع.وعقود التجارة الجوية تكون متعلقة أساسا بشراء الطائرات أو تجهيزها أو نقل البضائع أو
األشخاص على متنها.54
بحيث يعتبر عقد النقل الجوي من عقود المعاوضة ،والملزم للجانبين وذلك من خالل دفع
المسافر ألجرة سفره أو أجرة نقل بضاعته وبالمقابل فإن الناقل الجوي ملزم بتنفيذ عملية النقل
الجوي عمال بالعقد المبرم بينهما.
وبما أن الناقل الجوي هو الطرف األساسي في هذا العقد فإنه من األحرى التطرق إلى أهم
مسؤولياته وفي حاالت ومواقف مختلفة ضمن الفرع الثاني.
44
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
55لشهب حورية ،النظام القانوني للعقود التجارية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد ،44كلية الحقوق ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،4448 ،ص.444 .
40
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
كذلك فإن العقود التجارية ال ترد إال على المنقوالت ألن القانون التجاري يستبعد العقار بحيث
المشتري في العقد التجاري محمي بقاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية.
كذلك فإنه عامة العقود التجارية تخضع للقواعد العامة و التي نص عليها القانون المدني إال أنه
56
استثناءا ،هناك قواعد خاصة بإبرام العقود التجارية و تنفيذها.
المطلب الثاني
قيام وعدم قيام مسؤولية الناقل الجوي
إن الناقل الجوي يكون مسؤواال عموما عن كل ما سيصيب المسافر من ضرر أو تلف
للبضاعة المنقولة على متن طائرته ،وهذا االلتزام منبثق من العقد المبرم ويكون وفقا للقوانين
المتعلقة بالنقل الجوي.
الفرع األول :قيام مسؤولية الناقل الجوي
أوال :مسؤولية الناقل الجوي في حال وفاة الراكب أو إصابته بضرر
يسافر الراكب على مسؤولية الناقل الجوي وللناقل الجوي تحمل مسؤولية تعرض الراكب أو
بضاعته للضرر أو موت الراكب.
وهذه المسؤولية على أساس مسؤولية الحارس ألن الراكب محل حراسة الناقل طيلة الرحلة
ومادام داخل الطائرة ومن مطار االنطالق إلى مطار الوصول ،أو في أي مطار أو مكان تهبط
ار.57
فيه الطائرة اختيارايا أو اضطراا
ومن خالل ذلك يتضح أن الطيار مسؤول ليس فقط عن سالمة الراكب داخل الطائرة وانما من
تواجده في مطار االنطالق إلى مطار الوصول ويتعدى ذلك ليعتبره مسؤوال كذلك عن الراكب في
47
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
ار.58
أي مطار ومكان يهبط فيه اختيارايا أو اضطراا
ثانيا :مسؤولية الناقل في حالة هالك البضائع واألمتعة أو تلفها
إذا تلفت أو هلكت البضاعة أو األمتعة أثناء النقل الجوي ،اعتبر الناقل الجوي مسؤوال
مسؤولية مباشرة عن تلفها.
ومسؤولية هذا األخير تكون قائمة من مطار اإلقالع إلى مطار الوصول أو مكان آخر تهبط
ار.
اختيار أو اضطراا
اا فيه الطائرة
وما تجدر اإلشارة إليه أن الناقل الجوي يتجرد عن المسؤولية إذا كانت البضاعة أو األمتعة
محل نقل بري أو بحري أال أذا كان ذلك تنفيذا لعقد النقل الجوي ويخدمه مثال إذا كان هذا النقل
الزم لنقل األمتعة أو البضاعة أو لتسليمها لنقلها من طائرة الى أخرى.
واذا تقوم مسؤولية الناقل الجوي إذا كانت البضاعة أو األمتعة في حوزته وتحت حراسته
وأثناء عملية النقل الجوي.59
ثالثا :مسؤولية الناقل الجوي في حالة التأخير
إن ما يميز عقود النقل الجوي أنها تنعقد برغبة السرعة التي يوفرها النقل الجوي بالمقارن
بوسائل النقل األخرى برية كانت أم بحرية ،وعليه فالناقل الجوي يسأل بالتأكيد عن التأخير وما
ينجر عن هذا التأخير من ضرر للراكب أو للبضاعة أو األمتعة.
وتعد األمتعة أو البضاعة محل التأخير هالكة في نظر العديد من التشريعات والقوانين فهي في
حكم الهالكة بمرور ثالثين يوما من تاريخ انقضاء الميعاد المعين للتسليم ،واذا لم يعين ميعاد
58منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهى ،العقود التجارية(عقد نقل التكنولوجيا ،الوكالة التجارية ،عقد السمسرة،
عقد النقل) ،دار الفكر الجامعي ،4444 ،ص.417.
59منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهى ،مرجع نفسه ،ص.ص.414-417.
44
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
التسليم فمن تاريخ انقضاء الميعاد الذي يستغرقه الناقل الجوي العادي في النقل إذا وجد في نفس
الظروف.
الفرع الثاني :إعفاء الناقل الجوي من المسؤولية وسلطة قائد الطائرة
رغم أن الناقل الجوي يكون مسؤوال عن البضاعة واألمتعة محل النقل وكذا الركاب إال أنه في
بعض الحاالت يعفى من المسؤولية ويتحرر منها وهذا ما سنحاول أن نوضحه ضمن الفرع األول.
أوال :إعفاء الناقل الجوي من المسؤولية
إن الناقل الجوي يعفى من المسؤولية عن أي ضرر يلحق الراكب أو بضاعته أو أمتعته وذلك
في حالتين سنأتي على شرحها كاألتي.
أ– اإلعفاء اال تفاقي وسقوط دعوى المسؤولية
يعتبر عقد النقل الجوي كسائر العقود إال أنه ال يجوز فيه إعفاء الناقل الجوي أو االتفاق على
ذلك إال في حاالت محددة كحالة إلزام المسافر أو المرسل أو المرسل إليه بدفع نفقات التأمين ضد
مسؤولية الناقل.
ويجب أن تكون نسبة التعويض الناشئ عن دعوى المسؤولية في حال نقل لألشخاص بنسبة
محددة لكل مسافر إال في حالة اتفاق صريح على مبلغ معين.
وأما بالنسبة لنقل األمتعة والبضائع فيجب كذلك أن ال يتجاوز مقدار معين عن كل
كيلوغرام ،وأما في حالة إعالن المرسل عند تسليم األمتعة أو البضائع إلى الناقل فإنه مهتم أكثر
بالتسليم في مكان الوصول ،ويرجع ذلك لمدى أهمية هذه األخيرة مع حصول الناقل لمقابل ذلك أي
أجرة إضافية ،ففي مثل هذه الحالة فإن الناقل ملزم بمقدار ما يقر به المرسل ولكن في حال ما
أثبت الناقل أنها تجاوز القيمة الحقيقية للشيء محل النقل فإن األمر يختلف.
48
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وال تتوقف مسؤولية الناقل الجوي على األشخاص والبضائع واألمتعة بل تتعداها إلى األشياء
البسيطة والتي هي تحت عناية الناقل فكذلك يعوض عنها كل مسافر.60
60منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،مرجع سابق ص.411 -418 .
61منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،مرجع سابق ،ص.ص .454 ،415
41
األعمال التجارية التي تنشأ في صورة عقد الفصل الثاني
وقودها ي الحاالت الطارئة و له اتخاذاي ق ارر يضمن سالمة الركاب والطاقم والطائرة ككل مع
شرط بدئه بإلقاء األشياء القليلة القيمة كلما سمح له المجال بذلك.
وفي هذه الحالة فالمسؤولية تقع على عاتق الناقل وله تعويض كل مسافر عما لحقه من ضرر
حسب الحاالت التي سبق ذكرها اعاله.62
62منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،مرجع نفسه ،ص.45 .
45
خاتمة
خاتمة
من خالل ما درسناه فأن المشرع الجزائري قد ميز هذه األعمال التجارية والمتمثلة في السفتجة
والشركات التجارية ،كذا وكاالت ومكاتب األعمال والمحل التجاري و أخي ار عقود التجارة الجوية
بحد ذاته دون األخذ بعين االعتبار القائم بها تاج ار كان أم غير
بميزة تتمثل بأنها تنظر إلى العمل ّ
تاجر.
جد مهمة
تعتبر هذه األعمال وغيرها من األعمال التجارية بحسب الموضوع وبالتبعية أعماال ّ
في إرساء تجارة صحيحة مبنية على أسس متينة ودعائم قانونية.
وكذلك ال يفوتنا أن المشرع قد عمد إلى معالجة ك ّل عمل على حدى كما الحظنا ،فأعطى
تعريفا ٍ
لكل منها وان غفل عن بعضها ،إال أنه أدرج ك ّل منها في طائلة األعمال التجارية بحسب
الشكل وذلك من خالل النص عليها في المادة الثالثة من القانون التجاري ،وعمال منه على توفير
تجار أو حتى غير التجار كما
الظروف المالئمة وأرضية خصبة لممارسة أعمال تجارية من قبل ّ
الحال بالنسبة لألعمال التجارية بحسب الشكل موضوع هذه الدراسة.
فنجده قد نظم كل هذه األعمال وفقا لقوانين مبينا فيها طرق وسبل إنشائها وشروط قيامها
وصحتها ،كذلك وفّر لها الحماية الالّزمة والتي من شأنها العمل على درء االعتداء على ممارسي
هذه األعمال التجارية في أُطرها القانونية ونجد أنه نظم ك ّل هذه النقاط في ظل قانون العقوبات.
يتدخل ليس
ّ وكون هذه األعمال بمجملها تتعرض للمنافسة ،فإننا نجد أيضا قانون المنافسة
لدحض المنافسة وانما تنظيمها في إطار المنافسة المشروعة.
ومن خالل ما تعرضنا إليه كذلك في دراستنا فإننا نخلص إلى اإلقرار بأهمية هذه األعمال والتي
ذكرها المشرع الجزائري ،وباألخص األعمال محل دراستنا والمتمثلة في األعمال التجارية بحسب
الشكل.
وقد قسمنا دراستنا هذه إلى فصلين تمحور األول حول األعمال التجارية بحسب الشكل والتي
تنشأ في صورة نظام والذي يظم كل من السفتجة كورقة تجارية ،والتي بدورها تستلزم شروط خاصة
بها وتداولها بأنواعه الناقل للملكية وغير الناقل للملكية.
كذلك يظم هذا الفصل الشركات التجارية بأنواعه المختلفة حيث لكل نوع من الشركات شروطها
الخاصة لقيامها ككيان ،وخصائصها كما نجد إلى جانبها وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان
68
خاتمة
هدفها والتي أبرزنا فيها نوعية نشاطها وكذا الغاية من تصنيفها ضمن األعمال التجارية بحسب
الشكل ودور الوكيل فيها.
يضاف إلى الفصل األول فصل ٍ
ثان ،تحت عنوان األعمال التجارية بحسب الشكل والتي تنشأ
في صورة عقد ،وتتمثل هذه األعمال في كل من المحل التجاري بكل عناصره المادية والمعنوية
وكذلك التصرفات القانونية الواردة عليه من رهن ،بيع وتأجير استغالل المحل التجاري ٌّ
كل من هذه
التصرفات و شروطه وأركانه المتعددة.
إلى جانب المحل التجاري نجد عقود التجارة الجوية ،وكما الحظنا فهي تخضع لشروط صحة
العقد كسائر العقود وكذلك قد وضحنا اللبس الواقع في الجمع بين عقود التجارة الجوية والبحرية
والتي فصلها المشرع الج ازئري من خالل التعديل الجديد للقانون التجاري حيث أقر بأن عقود
تعد من قبيل األعمال التجارية بحسب الموضوع وتبقى عقود التجارة الجوية أعماال
التجارة البحرية ّ
تجارية بحسب الشكل و التي تضمنتها نص المادة الثالثة.
ومن خالل ك ّل هذا وذاك فقد توصلنا إلى أنه ،كل عمل يختص لوحده بمجال خاص به يعالج
مسألة تجارية معينة ،فنجدها تقريبا تغزو كل الميادين التجارية طبعا وبذلك تزداد تمي اًز.
كما أن كل عمل منها يمكن أن يكون مذكرة لوحده ،ألنها أعمال ذات نطاق واسع ويتميز كل
منها بمرونة تتماشى وجميع الظروف ،وهي وسائل تعمل على تسهيل العمليات التجارية من خالل
أنها تتسم بالسرعة واالئتمان وهذا ما يخدم األفراد.
قصر في أهمية هذه األعمال
ومع ذلك فإن الواقع المعاش وحسب رأينا الشخصي كثي ار ما ّ
ونخص بالذكر الجزائر ،حيث نجد األفراد ناد ار ما يلجئون إليها للقيام بعملياتهم التجارية.
فنجد مثال سند السفتجة يكاد ال يكون معروفاً من عامة الناس ،وكذلك وكاالت و مكاتب
األعمال ويكفي النظر إلى حال الشركات التجارية في القانون الجزائري فنجدها أكثر شيوعا عند
نظيرنا الفرنسي.
كذلك األمر بالنسبة للمحل التجاري ،وان موجودا إال ّأنه غير قائم على أسسه القانونية والمسطرة
قانونا شأنه شأن عقود التجارة الجوية.
69
خاتمة
ورغم ذلك تبقى لهذه األعمال أهمية بالغة في تحقيق معامالت تجارية ترقى إلى المثالية على
الصعيد القانوني خاصة.
70
قائمة المراجع
قائمة المراجع
قائمة المراجع
الكتب: .I
-1أكمون عبد الحليم ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،قصر الكتاب ،الجزائر.6002 ،
-6أبو الروس أحمد ،موسوعة الشركات التجارية ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر.6006 ،
وقضاء ومبادئ النقض في اإلفالس
ً -3إبراهيم السيد أحمد ،العقود و الشركات التجارية فقها
التجاري(عقد السمسرة -عقد الوكالة بالعمولة -عقد النقل -عقد البيع -شركات األشخاص
واألموال وشركات االستثمار والشركات األجنبية) ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر.1111 ،
-4الشرقاوي محمود سمير ،الشركات التجارية في القانون المصري ،دار النهضة العربية ،مصر،
.1192
-5البستاني سعيد يوسف ،قانون األعمال والشركات(القانون التجاري العام -الشركات -المؤسسة
التجارية -الحساب الجاري و السندات القابلة للتداول) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان،
.6009
-2البقيرات عبد القادر ،القانون التجاري الجزائري(السندات التجارية) ،ديوان المطبوعات الجامعية،
.6010
-7العريني محمد فريد ،محمد السيد الفقي ،الشركات التجارية ،نشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان،
.6005
-9العطير عبد القادر ،الوسيط في شرح القانون التجاري ،الطبعة ،6دار الثقافة للنشر والتوزيع،
االردن.1111 ،
-1العكيلي عزيز ،الوسيط في شرح القانون التجاري( االعمال التجارية ،التاجر والمتجر ،العقود
التجارية) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن.6009 ،
وشركات للشركات العامة التجارية،الجزء:1النظرية الشركات سميحة، -10القليوبي
األشخاص،الطبعة ،3دار النهضة العربية ،مصر.1116 .
71
قائمة المراجع
-11المحيسن أسامة نائل ،الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
األردن.6001 ،
-16بلعيساوي محمد الطاهر ،الوجيز في شرح األوراق التجارية ،دار هومة للطباعة و النشر و
التوزيع،الجزائر.6009 ،
-13بن غانم علي ،الوجيز في القانون التجاري وقانون األعمال ،الجزء األول ،دار هومة للنشر
والتوزيع.6006 ،
-14حمادة محمد أنور ،التصرفات القانونية الواردة على المحل التجاري(البيع ،الرهن ،التأجير)،
دار الفكر الجامعي ،مصر.6001 ،
-15حمادي زوبير ،الحماية القانونية للعالمات التجارية ،منشورات الحلبي الحقوقية.6016 ،
-12شادلي نور الدين ،القانون التجاري(مدخل للقانون التجاري،األعمال التجارية ،التاجر،
المحل التجاري) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر.6003 ،
-17شريقى نسرين ،األعمال التجارية(التاجر ،المحل التجاري) ،دار بلقيس ،الجزائر ،دون سنة
النشر.
-19طه مصطفى كمال ،القانون التجاري(الشركات التجارية) ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
مصر.1112 ،
،الشركات التجارية(األحكام العامة في شركات األشخاص ،شركات -11
األموال ،انواع حاصة من الشركات) ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر.1119 ،
،أساسيات القانون التجاري(دراسة مقارنة) ،منشورات الحلبي الحقوقية، -60
مصر.6002 ،
-61عزت عبد القادر ،الشركات التجارية(شرح األحكام العامة للشركات) ،النشر الذهبي
للطباعة ،مصر.1111 ،
-66عمورة عمار ،األوراق التجارية وفقا للقانون التجاري الجزائري ،دار الخلدونية للنشر و
التوزيع ،الجزائر.6009 ،
72
قائمة المراجع
73
قائمة المراجع
74
قائمة المراجع
-3أمر رقم 51-75مؤرخ في 62سبتمبر ،1175يتضمن القانون التجاري ،ج ر عدد 71
صادر بتاريخ 16ديسمبر 1175معدل ومتمم.
-4قانون رقم 66 -10مؤرخ في 67أوت ،1110يتعلق بالسجل التجاري ،ج ر عدد 32
صادر في 66أوت ،1110معدل ومتمم.
-5امر رقم 67-12مؤرخ في 01ديسمبر 1112يعدل ويتمم القانون التجاري ،ج ر عدد77
صادر في 11ديسمبر .1112
-2قانون 06-05مؤرخ في 02فيفري ،6005يتضمن تعديل القانون التجاري ،ج ر عدد
11صادر في 01فيفري .6005
-7قانون رقم 05-07مؤرخ في 13ماي ،6007يتضمن تعديل القانون المدني ،ج ر عدد
،31صادر بتاريخ 13ماي .6007
ثانيا :باللغة الفرنسية:
- Ouvrages
1- E. Martine, les problèmes de qualification à propos des sociétés en
participation, R.T.D.C, France, 1959.p.53.
2- DIDIER Paul, Droit commercial, T, L’entreprise en société, les Groupes de
sociétés, 3eme édition, sans maison d’édition France, 1999, p.p 69.71
75
فهرس المحتويات
الفهرس
الصفحة العنوان
مقدمة10...............................................................................
الفصل األول :األعمال التجارية حسب الشكل التي تنشأ في شكل نظام10.................
76
الفهرس
77
الفهرس
أ – الكتابة20.........................................................................
ب – الشهر20........................................................................
78
الفهرس
الفرع الثالث :شركات ذات طبيعة مختلطة( شركات ذات مسؤولية محدودة20.........
الفرع الثاني :الغاية من تصنيف وكاالت ومكاتب األعمال من األعمال التجاري 38...
بحسب الشكل20...................................................................
الفصل الثاني :األعمال التجارية بحسب الشكل والتي تنشأ في صورة عقد40..........
79
الفهرس
-0العدد الصناعية45..............................................................
-2األثاث التجاري46...............................................................
-2البضائع46.....................................................................
80
الفهرس
81
الفهرس
خاتمة68..............................................................................
قائمة المراجع71.......................................................................
فهرس المحتويات00..................................................................
82
ملخص الموضوع
األعمال تنقسم إلى أعمال تجارية بحسب الشكل والتي تنشأ في صورة نظام يدخل ضمنها كل
من السفتجة والشركات التجارية وكذلك وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها ،وأخرى تنشأ
في صورة عقد ،ويدخل ضمنها كلٌّمن المحل اتجاري و عقود التجارة الجوية.
ّ
وتتمثل في أنها تنفرد األعمال التجارية بحسب الشكل بخاصية تميزها عن غيرها من األعمال
تعتبر العمل تجاري ،بغض النظر عن القائم بها تاجرا كان أو غير تاجر ،فهي تنظر الى العمل او
النشاط الذي يمارسه الشخص.
تع ّد هذه األعمال الخمس أعماال تتماشى ومتطلبات عالم التجارة من سرعة وضمان وائتمان
فهي أصال جيئت لهذا الغرض ،و لكل عمل من هذه األعمال إجراءات خاصة به يجب إتباعها
لضمان صحتها والتعامل في إطارها فقد نظمها المشرع الجزائري في أحكام القانون التجاري