You are on page 1of 10

‫القانون الدستوري‬

‫‪ ‬د‪.‬حــسن الجمـــاعي‬
‫مقدمة‬
‫اإلنسان بطبعه يحتاج إلى االجتماع مع غيره لتلبية حاجاته لكن حب السيطرة والتسلط لديه يدفع به‬
‫لالصطدام مع غيره مما يتطلب وجود سلطة تقوم بمهمة حماية الحقوق وتنظيم حياة األفراد‬
‫وبظهور السلطة التي تنظم العالقة بين الحكام والمحكومين تظهر السمات األساسية للدولة التي تضطر‬
‫إلى تحديد نطاق سلطتها ومداها وذلك من خالل النظام القانوني الذي يحكم العالقات داخل الدولة وهو ما‬
‫يعرف بقواعد القانون الدستوري التي تحدد نظام الحكم في الدولة‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬النظرية العامة للدولة‬
‫إذا كانت النظرية العامة للدولة لم تكتمل بعد بسبب اختالف الفقهاء في تحديد تعريف للدولة نفسها يكون‬
‫جامعا مانعا فإن الدراسات الفقهية والبرامج الدراسية التي تناولتها تتفق على تناول المواضيع التالية ‪:‬‬
‫تعريف الدولة وبيان أصل نشأتها ثم أركان الدولة وخصائصها ثم أشكال الدول و وظائفها‪ ،‬هذا ما‬
‫سنتناوله خالل المباحث التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬تعريف الدولة‬
‫هي الكيان السياسي والقانوني الذي يثبت وجود شعب يقيم على إقليم معين يتمتع بسيادة تامة وله‬
‫حكومة مستقلة ‪ .‬هذا التعريف تتضح من خالله أركان الدولة وهي الشعب واإلقليم والسلطة السياسية‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬أصل نشأة الدولة‬
‫اختالف العلماء في تحديد أصل نشأة الدولة ويرجع إلى صعوبة حصر كل الظروف والعوامل التي‬
‫ساهمت في تكوينها ألن الدولة كما هو معلوم ـهي ظاهرة اجتماعية معقدة ترجع جذورها إلى الحضارات‬
‫القديمة وهي في تطورها تتفاعل مع األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة‬
‫ونتيجة ارتباط السلطة بالدولة فإنه أصبح من المتعذر فصل إحداهما عن األخرى ‪ ،‬لذلك فإن النظريات‬
‫التي قيلت بشأن الدولة تصلح أيضا لتفسير أساس السلطة السياسية فيها‬
‫ومن أهم النظريات التي سنتناولها ‪ :‬النظريات الدينية ( التيوقراطية) نظريات القوة والغلبة النظريات‬
‫العقدية (الديمقراطية)‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬النظريات الدينية‬
‫وهي التي ترجع أصل نشأة الدولة وتأسيس السلطة إلى اإلرادة اإللهية والحاكم يدعي أنه يستمد سلطته‬
‫من قوى غيبية عليا تسمو على طبيعة البشر ‪ .‬هذه النظريات بالرغم من التقائها حول فكرة إرجاع‬
‫السلطة في الدولة إلى اإلرادة اإللهية فإنها اختلفت في تفسير ذلك إلى ثالث اتجاهات هي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية تأليه الحكام‬
‫تقوم هذه النظرية على أساس أن الحاكم من طبيعة إلهية يعبد ويقدس ‪ ،‬وهذا المفهوم كان سائدا في‬
‫الحضارات القديمة وبصفة خاصة في الحضارة الفرعونية في مصر‬
‫وقد وجدت هذه النظرية صدى لها حتى في العصر الحديث فالشعب الياباني كان إلى غاية الحرب‬
‫العالمية الثانية يعتبر اإلمبراطور بمثابة إله يعبده األفراد ويقدسونه‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية الحق اإللهي المباشر‬
‫يذهب أنصار هذه النظرية إلى أن هللا هو الذي اختار بنفسه مباشرة الحكام وأودعهم السلطة ‪ ،‬فالحاكم‬
‫وإن كان من البشر إال أنه يستمد سلطته من هللا مباشرة ‪ .‬ظهرت هذه النظرية بعد ظهور المسيحية‬
‫والتي لم يعد بعدها ينظر إلى الحاكم من البشر على أنه إله وجعلت الدين هلل وال عبادة لغيره ‪ .‬وقد اعتبر‬
‫القديس سان بول بأن كل سلطة مصدرها اإلرادة اإللهية ومنه تكون سلطة الحاكم ملزمة ألنه ليس إال‬
‫م نفذا إلرادة هللا ‪ ،‬ومن عصى األمير فقد عصى هللا كما استخدم هذه النظرية ملوك فرنسا لتدعيم‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫سلطاتهم على الشعب وقالوا إن هللا هو مصدر السلطة ال الشعب وال يسأل الملوك عن سلطاتهم إال أمام‬
‫هللا‬
‫وأوضح أن هذه النظرية تهدف إلى تبرير سلطان الملوك المطلق وجعلهم غير مسؤولين أمام رعاياهم‬
‫وال يراقب أعمالهم أحد‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نظرية العناية اإللهية غير المباشر‬
‫نظرية الحق اإللهي غير المباشر كانت نتيجة النهيار اإلمبراطورية الرومانية في القرن الخامس ميالدي‬
‫حيث سيطرت الكنيسة على العالم المسيحي ولم يعد الملك يستطيع ممارسة مهامه إال بعد قيام الكنيسة‬
‫بالطقوس الدينية الخاصة بتتويجه نظرا لكونها ممثلة الشعب المسيحي مما أدى إلى ظهور نظرية‬
‫التفويض اإللهي غير المباشر ومفادها أن هللا ال يتدخل بطريقة مباشرة في اختيار الحاكم وإنما بطريقة‬
‫غير مباشرة يوجه األحداث ويرتبها على نحو يساعد الناس على اختيار نظام الحكم والحاكم الذي‬
‫يرتضونه ‪ .‬ولقد لعبت هذه النظرية دورا بالغا في تقييد سلطة الملوك وبالمقابل ساهمت في تدعيم سلطة‬
‫الكنيسة ممثلة الشعب المسيحي ‪ .‬إذا كانت هذه النظرية قد أسهمت في ظهور بعض الدول إال أنها تقوم‬
‫على أساس عقائدي يفتقر إلى العقل والمنطق وذلك ألنه لم يثبت تاريخيا وجود هذا التفويض اإللهي ألي‬
‫حاكم من الحكام ولكن كان الهدف األ ساسي هو إسقاط المسؤولية عن الحكام أمام المحكومين وبالتالي‬
‫استعملت كباقي النظريات لتكريس استبداد الحكام وتجبرهم‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬نظريات القوة والغلبة‬
‫ترجع هذه النظرية إلى أصل الدولة إلى القوة و الغلبة و اإلكراه ‪ ،‬ذلك أن الدولة حسب منطق النظرية ال‬
‫تغدو أن تكون نظاما فرضه شخص أو فريق على جماعة مغلوبة على أمرها ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬
‫خضوع الفئة المغلوبة للفئة الغالبة ‪ ،‬و ترتيبا على ذلك فإن الدولة هي من صنع الفئة القوية التي‬
‫استطاعت أن تفرضا نفسها على الجماعة المغلوبة على أمرها‬
‫و يؤكد "بلوتارك" بأن أقدم القواني ن التي يخضع لها العالم هو قانون األقوى و سيطرته على الضعيف‬
‫‪ ،‬و يرى "بلنتشلي" أن االنتصار في الحرب كان يعد في نظر األقدمين بمثابة حكم أصدره اإلله في‬
‫صالح من عقد له النصر ‪ ،‬كما يرى "أوبنهايمر" أن الدولة هي نظام اجتماعي فرضه غالب على‬
‫مغلوب و في نفس اإلطار يقرر "بيدان" بأن القوة هي المصدر الرئيسي للجماعة السياسية نظرا لتجرد‬
‫القدامى من الشرف و الفضيلة و اعتمادهم على العنف و الغضب‬
‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬النظريات العقدية‬
‫بالرغم من أن أصحاب معظم هذه النظريات انطلقوا من فكرة مفترضة واحدة والمتمثلة في أن اتفاق‬
‫وقع بين األفراد للخروج من الحياة الفطرية إلى الحياة المنظمة هي أساس نشأة المجتمع السياسي أي‬
‫الدولة إال أن كل فقيه له تصوره الخاص للحياة التي كان يعيشها األفراد قبل العقد واألطراف المشاركة‬
‫في العقد واآلثار المترتبة عنه ‪ .‬وسيتم تفصيل ذلك من خالل أراء الفقهاء الثالثة ‪ :‬هوبز ولوك وروسو‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي عند هوبز (‪1588‬ـ ‪)1679‬‬
‫يعتبر توماس هوبز من أهم القائلين بفكرة العقد االجتماعي كأساس للسلطة ولنشأة الدولة فهو يرجع‬
‫أصل الجماعة المنظمة إلى تعاقد األفراد فيما بينهم ‪ ،‬وأن التعاقد هو الذي نقل األفراد من الحالة‬
‫الطبيعية إلى مجتمع منظم تسود فيه طبقة حاكمة ‪ ،‬وأن حالة األفراد قبل العقد كانت فوضى واضطراب‬
‫يسيطر فيها األقوياء ‪ ،‬لكن حرص الفرد على البقاء وحب إشباع الحاجات والمصالح الذاتية ولد لديه‬
‫اإلحساس بضرورة التعاقد على أن يعيشوا معا تحت سلطان أو ملك واحد يتنازلون له عن كافة حقوقهم‬
‫الطبيعية على أن يتولى حماية مصالحهم وليعيشوا في مجتمع منظم تسوده العدالة والمساواة ‪ ،‬وعليه‬
‫فهوبز يرى أن العقد تم بين األفراد دون اشتراك الملك وعليه فهو صاحب سلطة مطلقة واألفراد ليس‬
‫لهم حق المناقشة وال مراقبة أو محاسبة الملك ومنه فالنقد الموجه لهوبز يتمثل في أنه منح سلطات‬
‫مطلقة للملك على حساب الشعب وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى االستبداد‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية العقد السياسي لجون لوك (‪1632‬ـ ‪)1704‬‬
‫تتفق نظرة لوك مع هوبز في فكرة أن األفراد كانوا في حالة الفطرة ثم انتقلوا إلى مجتمع منظم لكن لوك‬
‫يختلف عنه في تصوير حالة األفراد في مرحلة الفطرة والتي يرى أنها لم تكن حالة فوضى بل كان‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫يحكمها العدل والمساواة في ظل القانون الطبيعي وإنما سبب إبرام العقد هو الرغبة في حياة أفضل‬
‫وأكثر تنظيما عن طريق إقامة سلطة تحكمهم وتحميهم ‪ ،‬كما يعتبر لوك أن األفراد لم يتنازلوا عن جميع‬
‫حقوقهم للحاكم الذي هو طرف في العقد إنما تنازلوا له عن جزء من حقوقهم فقط وبذلك تصبح سلطة‬
‫الملك مقيدة بما تضمنه العقد من التزامات وإذا تجاوز الحاكم حدود الصالحيات المخولة له فإنه يحق‬
‫للشعب مقاومته وعزله‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي لروسو (‪1712‬ـ ‪)1778‬‬
‫يرى حون ج اك روسو أن حياة الفطرة لألفراد كان يسودها الحرية المساواة غير أن هذه الحالة تغيرت‬
‫بسبب تضارب المصالح وظهور الملكيات الخاصة والصناعة وازدياد الثروات واتساع مجاالت االختالف‬
‫والصراعات مما حول سعادة األفراد إلى شقاء ودفع باألغنياء على وجه الخصوص إلى التعاقد للقضاء‬
‫على الخالفات واالنتقال إلى حياة منظمة أفضل ومن خالل هذا العقد تنازل األفراد عن جميع حقوقهم‬
‫للمجتمع مقابل الحصول على الحقوق المد نية وهكذا تسود المساواة والحرية والعدل في المجتمع المنظم‬
‫‪ ،‬وما تجدر اإلشارة إليه عند روسو أن الحاكم ليس طرفا في العقد إنما يحكم بإرادة األمة فهو وكيلها‬
‫ويحق لها عزله متى انحرف عن العقد ومما يمكن ذكره كذلك أن نظرية روسو أثرت كثيرا على رجال‬
‫الثورة الفرنسية و ترجمت في إعالنات الحقوق ودساتير ما بعد الثورة الفرنسية‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬خصائص الدولة‬
‫تتميز الدولة عن غيرها من المنظمات األخرى بخصائص رئيسية تتمثل في تمتعها بالشخصية المعنوية‬
‫وتمتعها بالسيادة وكذا حريتها في تعديل القوانين التي تضعها بشرط انسجامها مع مبدأ خضوع الدولة‬
‫للقانون‬
‫أوال ‪ :‬الدولة شخص معنوي‬
‫الدولة هي شخص معنوي من أشخاص القانون العام إذ كما توجد أشخاص طبيعية و ذاتية (األفراد) و‬
‫أشخاص معنوية خاصة (الشركات و الجمعيات مثال) لها أموال و لها حقوق ‪ ،‬توجد أيضا الدولة‬
‫كشخص معنوي عام يتصرف في السلطة السياسية حيث تعتبر الدولة هي الشخص المالك للسلطة‬
‫السياسية ‪ ،‬فالشخصية المعنوية تمكن المؤسسات و المجموعات العمومية من التوفر على ذمة مالية و‬
‫على مجموعة من الحقوق ‪ ،‬و كل األشخاص المعنوية تتصرف بواسطة أشخاص طبيعيين ‪ ،‬فرئيس‬
‫الدولة ‪ ،‬الوزراء ‪ ،‬الوالة ‪ ...‬هو أجهزة الدولة لكن الحكام ليسوا مالكين لوظائفهم فهم مؤتمين عليها و‬
‫من ثم فإننا نتحدث مثال عن " ساكن قصر االليزي" أو "مضيف ماتينيون" تبقى الدولة دائما ملزمة‬
‫بغض النظر عن التغييرات التي تلحق الحكومات أو حتى األنظمة السياسية فاستمرارية الدولة تجد‬
‫ترجمتها في الصياغة القديمة للملكية الفرنسية "مات الملك ‪ ،‬عاش الملك"‬
‫ثانيا ‪ :‬سـيـادة الدولة‬
‫السلطة السياسية في الدولة تتميز بأنها ذات سيادة والسيادة هي مجموعة من االختصاصات تنفرد بها‬
‫السلطة السياسية في الدولة وتجعل منها عليا وآمرة وتمكنها من فرض إرادتها على غيرها من األفراد‬
‫والهيئات كما تجعلها غير خاضعة لغيرها في الداخل أوفى الخارج‬
‫وتعتبر الدولة كاملة السيادة إذا كانت تتمتع بكامل مظاهر سيادتها الداخلية والخارجية وبأن تكون حرة‬
‫في وضع دستورها واختيار نظام الحكم الذي ترتضيه وتبنى النظام االقتصادي واالجتماعي الذي تراه‬
‫مناسبا ً لها ‪ .‬وتعتبر الدولة ناقصة السيادة إذا شاركتها دولـة أجنبية أو هيئ َه دولية في ممارسة‬
‫اختصاصاتها األساسية‬
‫‪ ‬المبحث الرابع ‪ :‬أركان الدولة‬
‫رأينا من خالل التعاريف التي حاولت التصدي إلى موضوع الدولة أنها كانت تدور كلها حول فكرة أنها‬
‫(جماعة من األفراد تقيم على أرض معينة بصفة دائمة ومستقرة وتخضع لسلطة سياسية عليا ذات‬
‫سيادة) ومن خالل هذا الطرح يمكن إجمال أركان الدولة في ثالث ركائز أساسية هي ‪ :‬الشعب واإلقليم‬
‫والسلطة السياسية‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬الشعب‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫يقصد بالشعب مجموعة من األفراد يقيمون على أرض الدولة ويرتبطون بها برابطة قانونية هي‬
‫الجنسية ويخضعون لسلطة سياسية كما قد تتوفر ظاهرة أخرى هي الظاهرة االجتماعية والتي يقصد بها‬
‫توافر روابط معينة بين أفراد هذا الشعب أساسها مقومات مشتركة مثل األصل والدين واللغة والتاريخ ‪.‬‬
‫هذه العناصر ليست شرطا لتكوين الدولة ولكن توافرها في شعب معين من شأنها أن تكون عنصر دعم‬
‫ووحدة للدولة‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬اإلقليم‬
‫اإلقليم ‪ :‬هو األرض هو المجال الترابي الذي يحيا فيه شعب الدولة ‪ ,‬وتمارس فيه الهيئة الحاكمة مظاهر‬
‫السيادة وال يشمل اليابسة فقط وإنما إلى جانبها المسطحات المائية التابعة لليابسة والفضاء الذي يعلو‬
‫األرض والبحار الخاضعة للدولة وفقا ً لقواعد السلوك الدولي‬
‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬السلطة السياسية‬
‫السلطة السياسية ‪ :‬تعتبر الركن األساسي والمحوري داخل الدولة الذي بدونه لن تكون الدولة ولن‬
‫تكون حي اة سياسية وال أنظمة سياسية ‪ ,‬ويجب أن تكون الهيئة الحاكمة صاحبة السلطة ينبغي أن يكون‬
‫ذات سيادة وهي التي تملي على جميع المواطنين قواعد السلوك‬
‫‪ ‬وظــــائف الدولة‬
‫ال جدال حول وظائف الدولة األساسية ؟ القانونية منها و السياسية ‪ .‬و الوظائف القانونية للدولة تتمثل‬
‫في الوظائف التشريعية و التنفيذية و القضائية أما الوظائف السياسية التي ال خالف عليها فهي ‪:‬‬
‫المتعلقة باألمن الخارجي أو الدفاع عن سالمة إقليم الدولة بواسطة الجيش و باألمن الداخلي للحفاظ‬
‫على أرواح و أموال األفراد المتواجدين على إقليمها بواسطة الشرطة و إقامة العدالة بين األفراد‬
‫بواسطة القضاء ‪ .‬هذه الوظائف التقليدية األساسية الملقاة على عاتق الدولة كدولة حارسة تعد من‬
‫األمور التي ال ينازع بشأنها أحد مهما كان المذهب السياسي الذي يعتنقه ‪ .‬أما الوظائف األخرى أو‬
‫الثانوية كما يسميها البعض المرتبطة بالمجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية فقد اختلف فيها هل‬
‫تدخل ضمن وظائف الدولة؟ أو باألحرى ما مدى تدخل الدولة في هذه المجاالت؟‬
‫وتختلف وظيفة الدولة أو مدى تدخلها في هذه المجاالت باختالف المذاهب السياسية التي تعتنقها كل‬
‫دولة‬
‫‪ ‬المبحث الخامس ‪ :‬أشـكـال الـدولــة‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬الدول البسيطة الموحدة‪:‬‬
‫وهي الدول التي تكون فيها السلطة واحدة ولها دستور واحد ويكون شعبها وحدة بشرية متجانسة‬
‫تخضع لقوانين واحدة داخل إقليم الدولة الموحد ‪ .‬تتميز الدولة الموحدة بكون التنظيم السياسي للسلطة‬
‫فيها واحد وتكون مو زعة على عدة هيئات تمارس في شكل وظائف أو اختصاصات مختلفة بمبدأ الفصل‬
‫بين السلطات ولكن كل هذه الهيئات أو السلطات هي عبارة عن جهاز سلطوي واحد في الدولة البسيطة‬
‫وما هذا التوزيع إال توزيع للوظائف وطرق العمل داخل نفس السلطة الحاكمة في الدولة فقط وكأمثلة‬
‫على الدو ل البسيطة نجد الجزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس ‪ ...‬و فيما يخص توزيع السلطات اإلدارية على األقاليم‬
‫والهيئات فإن السلطة التنفيذية في الدولة تتولى مهمتين وظيفة الحكم و وظيفة اإلدارة التي يمكن‬
‫تقسيمها وتوزيعها على هيئات المركزية تتمتع باالستقالل في أداء وظيفتا اإلدارية ‪ ،‬فاالعتماد على نظام‬
‫الالمركزية اإلدارية ال يؤثر في وحدة الدولة السياسية‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬الدولة المركبة ‪:‬‬
‫هي الدول التي تتكون من إتحاد دولتين أو أكثر غير أن هذا اإلتحاد ينقسم إلى عدة أشكال بسبب اختالف‬
‫نوع وطبيعة اإلتحاد الذي يقوم بين هذه الدول‬
‫‪ ‬المبحث السادس ‪ :‬مفهوم دولة القانون‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬مفهوم دولة القانون‬
‫المفهوم العام لدولة القانون يتحدد بأنها الدولة التي تخضع و تتقيد في جميع مظاهر نشاطها بأحكام‬
‫القانون أي أن جميع سلطات الدولة ‪ ,‬التشريعية والتنفيذية و القضائية ‪ ,‬ال يمكنها أن تتصرف إال في‬
‫حدود أحكام القانون ما دامت هذه األحكام لم تلغ أو تعدل وفقا ً للشكليات و لإلجراءات المحددة‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫بالنصوص القانونية ‪ .‬ومن أهم مرتكزات قيام دولة القانون هو خضوع السلطة اإلدارية أي السلطة‬
‫التنفيذية في الدولة للقواعد القانونية الصادرة عن السلطة التشريعية‬
‫هناك مقومات أساسية لخضوع الدولة الحديثة للقانون أي حتى تكون دولة قانونية وهذه المقومات‬
‫تعتبر ضمانات لقيام دولة القانون وهي ‪:‬‬
‫الدستور‬
‫الفصل بين السلطات‬
‫رقابة القضاء‬
‫ضمان الحقوق والحريات الفردية‬
‫استقالل القضاء‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬نظريات خضوع الدولة للقانون ‪:‬‬
‫‪ . 1‬نظرية التحديد الذاتي للسيادة ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إن الدولة بحكم سيادتها ال يصح لها أن تخضع للقانون الذي تضعه بنفسها خضوعا مطلقا أو أن يكون‬
‫هناك من يجبرها على احترامه ألن ذلك يفقدها الحرية من أجل أداء مهامها غير أن الدولة مجبرة ألن‬
‫تحترم القانون وتطبقه من أجل القيام بوظيفتها وتحقيق العدالة واألمن ومن أجل ضمان طاعة‬
‫المحكومين لها‪.‬‬
‫النقد الموجه لهذه النظرية ‪:‬‬
‫إن أهم انتقاد جاء من الفقيه الفرنسي ليون دوجى الذي خلص إلى أنه ال خضوع إذا كان الخضوع‬
‫مصدره محض اإلرادة الذاتية للخاضع كما أن القيد الذي ينشأ ويعدل ويلغى بإرادة من يتقيد به ليس قيدا ً‬
‫على اإلطالق‪ ،‬كما أن هذه النظرية تبقي الباب مفتوحا ً على عدم االلتزام بالقانون من قبل الحكام ألن من‬
‫يضع القانون يستطيع التحلل منه بمجرد تعديله وبمجرد إلغاؤه‬
‫‪ . 2‬نظرية القانون الطبيعي ‪:‬‬
‫وترى هذه النظرية أن هناك قانون طبيعي يسمو على الجميع وهو عبارة عن مجموعة من المبادئ‬
‫الخالدة التي يجب أن تحكم السلوك البشرى ألنها منبثقة عن طبيعة اإلنسان باعتباره كائنا ً عاقال ً‬
‫واجتماعيا ‪ ،‬إن هذا القانون يعد سابقا ً في وجوده للدولة ولهذا فهو قيد على الحكام الذين عليهم االلتزام‬
‫به‬
‫النقد الموجه لهذه النظرية ‪:‬‬
‫‪ )1‬إن هذه النظرية تنتقد بسبب غموضها ألنه يمكن للحكام أن يضعوا ما يشاءون من القوانين التي‬
‫يرونها تصب في مصالحهم ويدعون بأنها مطابقة أو مستخلصة من القواعد الطبيعية‪.‬‬
‫‪ )2‬إن القانون متغير ومتطور حسب تطور المجتمع في حين تكون القوانين الطبيعية ثابتة وال تتغير‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني ‪ :‬الدستـــــور‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬مفهوم الدستور‬
‫يميز الفقهاء بين اصطالح القانون الدستوري والدستور من خالل التعريف الذي يعطونه لكل منهما‬
‫فيعرف الدستور بأنه الوثيقة القانونية التي تصدر عن هيئة معينة طبقا إلجراءات خاصة تتضمن‬
‫القواعد المتعلقة بنظام الحكم في الدولة في وقت معين ( أما القانون الدستوري فقد يتعرض إلى بحث‬
‫مجموعة القواعد القانونية التي تبين نظام الحكم في مختلف الدول أي أن القانون الدستوري قد يبحث‬
‫من ناحية المقارنة بين مختلف الدول) أما الدستور فإنه ينصرف مدلوله إلى دولة بالذات‬
‫فالدستور بمفهومه الموضوعي موجود في كل الدول ولو أنه شكال غير موجود في بعضها ألنه ال‬
‫يتصور قيام مجتمع سياسي دون دستور وفضال عن ذلك فإن المفهوم الشكلي للدستور يجعل منه‬
‫مصدرا من مصادر القانون الدستوري وإن كان يحتل المرتبة األولى‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬أنواع الدساتير‬
‫يقسم الفقهاء الدساتير من حيث الشكل إلى دساتير عرفية وأخرى مكتوبة أو مدونة ومن حيث إجراءات‬
‫التعديل تقسم إلى دساتير مرنة وأخرى جامدة‬
‫تقسيم الدساتير من حيث الشكل ‪:‬‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬الدساتير العرفية) ‪( Coutumière‬‬
‫ويقصد بها الدساتير غير المدونة والتي نشأت عن طريق العرف نتيجة إتباع السلطات العامة في الدولة‬
‫عند تنظيم شؤونها لسلوكيات محددة استمرت لمدة طويلة فتحولت إلى عرف دستوري ملزم بالنسبة‬
‫لهذه السلطات‪ .‬ومن أهم األمثلة على ذلك الدستور اإلنجليزي والمالحظ أن هذه الدساتير كانت هي‬
‫السائدة في العالم إلى أن صدر أول دستور في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪1787‬‬
‫وبالرغم من اعتماد الدول ذات الدساتير العرفية على القواعد العرفية إال أن ذلك ال يمنع من وجود‬
‫وثائق مكتوية تدون فيها بعض القواعد‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬الدساتير المدونة أو المكتوبة )‪(Ecrite‬‬
‫ويقصد بها الدستور المدون في وثيقة أو عدة وثائق معينة وهي تعد األكثر شيوعا في العالم إذ أن معظم‬
‫الدول لها دساتير مكتوبة وهذا األسلوب أصبح يعمل به ألجل حاجة الدول حديثة العهد باالستقالل لتنظيم‬
‫شؤونها وبناء حكم يسوده االستقرار وتجنبا للفوضى ‪ .‬إلى جانب ذلك هناك أشكال من الدول خصوصا‬
‫االتحادات الفيدرالية أو المركزية ال يضمن بقاءها ويحدد صالحيات الحكومة المركزية والحكومات‬
‫المحلية إال القواعد المحددة في الدستور الفيدرالي المكتوب‬
‫تنقسم الدساتير من حيث إجراءات التعديل إلى دساتير مرنة و دساتير جامدة ‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬الدساتير المرنة)‪(Souple‬‬
‫يقصد بالدساتير المرنة تلك التي يمكن تعديلها بإتباع اإلجراءات المقررة لتعديل القوانين العادية وأن‬
‫السلطة التي تتولى ذلك هي نفس السلطة التي تقوم بسن القوانين العادية أي السلطة التشريعية وما‬
‫يمكن قوله في هذا الصدد أن أغلبية القواعد الدستورية العرفية تعتبر مرنة وال يشترط عند تعديلها أية‬
‫إجراءات خاصة‬
‫والمثال على ذلك اختصاص البرلمان اإل نجليزي بتعديل النصوص الدستورية حيث يتبع نفس اإلجراءات‬
‫المحددة لتعديل القوانين كما يلغي منها ما يشاء‬
‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬الدساتير الجامدة)‪(Rigide‬‬
‫ويقصد بها الدساتير التي ال تعدل نصوصها إال بإتباع إجراءات خاصة غير تلك المتبعة في تعديل‬
‫القوانين العادية ‪ ،‬ولعل السبب في ذلك المحافظة على ثباته واستقراره وبالتالي فالجمود هنا ال يعني‬
‫عدم إمكانية التعديل تماما ولكن وجود إجراءات خاصة منصوص عليها في الدستور عادة ما تكون على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫اقتراح التعديل ومن ثم إقراره مبدئيا ثم إعداده وأخيرا إقراره نهائيا‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬طرق وضع و مراجعة الدستور‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬وضع الدستور‬
‫يقصد بوضع الدستور إنشائه حتى يكون له وجود قانوني ‪ ,‬ويتم وضع الدستور عند ميالد دولة جديدة‬
‫أو بعد قيام ثورة أو عند إرادة االنتقال من وضع استثنائي إلى وضع عادي تحكمه مقتضيات شرعية‬
‫دستورية وقانونية‬
‫الفرع األول ‪:‬مفهوم السلطة التأسيسية األصلية‬
‫يقصد بالسلطة التأسيسية السلطة التي تقوم بوضع الدستور وتعديل الدستور وهذه السلطة ال تتمتع‬
‫بنفس القوة وال بنفس الخصائص أي أنها تكون أصلية حين تتولى مهمة وضع الدستور وتكون فرعية‬
‫حين تقتصر مهمتها على تعديل الدستور‬
‫يراد بالسلطة التأسيسية األصلية السلطة التي تجد مصدرها في ذاتها وال توجد سلطة تعلوها‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬كيفية تعيين السلطة التأسيسية األصلية‬
‫‪ ‬الفقرة األولى ‪ :‬الطرق غير الديمقراطية لتعيين السلطة التأسيسية األصلية‬
‫أوال‪ :‬المنحة‬
‫ظهر هذا األسلوب كطريقة يتجنب من خاللها الملوك ثورة الشعب عليهم والقضاء على سلطتهم فحاولوا‬
‫وضع حد الستياء الشعب بأن يتنازلوا عن بعض سلطاتهم ضمن وثيقة مكتوبة ليشعروه بأنه يشاركهم‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫الحكم وعليه وصفت بأنها منحة من الملك ‪ .‬ومن األمثلة على ذلك الدستور الفرنسي الصادر في ‪04‬‬
‫جوان‪ 1814‬والذي منحه لويس الثامن عشر لألمة عقب سقوط نابليون األول‬
‫ثانيا ‪ :‬التعاقد أو االتفاق‬
‫ينشأ هذا النوع من الدساتير غالبا بعد ثورة أو انقالب أو تأثير الشعب أو ممثليه عن الملك فيخضعونه‬
‫إلرادة الشعب أحسن من أن يفقد سلطانه نهائيا ‪ ,‬فيشاركون الشعب في وضع دستور النظام الجديد‬
‫ومن أهم األمثلة على ذلك الدستور الفرنسي لعام ‪1830‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية ‪ :‬الطرق الديمقراطية لتعيين السلطة التأسيسية األصلية‬
‫هناك طريقتان أساسيتان هما الجمعية التأسيسية واالستفتاء الشعبي‬
‫أوال ‪ :‬الجمعية التأسيسية‬
‫في هذا األسلوب ينفرد الشعب بوضع الدستور بواسطة هيئة تأسيسية منتخبة بطريقة ديمقراطية من‬
‫قبله نظرا لتعذر سنه بالطريق المباشر‪ .‬ويكون الدستور الذي تضعه هذه الهيئة واجب النفاذ بمجرد‬
‫إقراره من قبلها ومن األمثلة على ذلك دستور الواليات المتحدة األمريكية بعد استقاللها عام‪1787‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسلوب االستفتاء الدستوري‬
‫تختلف هذه الطريقة عن وضع الدستور بواسطة الجمعية التأسيسية نظرا ألن الدستور في هذه الحالة‬
‫يصدر من الشعب مباشرة فيبدي رأيه فيه وال يصبح نافذا إلى بعد موافقته عليه من خالل االستفتاء ‪,‬‬
‫ويتخذ االستفتاء الدستوري شكلين ‪ :‬إما عن طريق جمعية برلمانية منتخبة لوضع الدستور أو عن‬
‫طريق لجنة حكومية تقوم بإعداد مشروع الدستور قبل عرضه على الشعب‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬تعديل الدستور أو السلطة التأسيسية الفرعية ‪:‬‬
‫يستجيب تعديل الدستور إلى ضرورة مالئمة النص الدستوري مع التحوالت التي يعرفها المجتمع المنظم‬
‫بواسط ة ذات النص الدستوري ‪ ،‬للشعب دائما الحق في إعادة النظر أو تعديل أو تغيير دستوره ‪ ،‬فال‬
‫يمكن لجيل معين أن يخضع لقوانينه أجيال المستقبل ( الفصل ‪ 28‬من إعالن حقوق اإلنسان و المواطن‬
‫بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪)1789‬‬
‫يراد بالسلطة التأسيسية الفرعية الجهة أو السلطة المسند إليها دستوريا حق المبادرة بمراجعة الدستور‬
‫أي السلطة المالكة لحق التعديل الدستوري والمنبثقة عن السلطة التأسيسية األصلية وهذه األخيرة تبقى‬
‫هي األصل باختصاصها بوضع الدستور دون االستناد إلى وجود دستور سابق في حين أن سلطة التعديل‬
‫تتفرع عن األصل وتباشر وظائفها وفق الضوابط واالشتراطات المسطرة سلفا من طرف السلطة‬
‫التأسيسية األصلية‬
‫وهذا يعني أن وظيفة السلطة التأسيسية المشتقة محصورة في التعديل والمراجعة‬
‫‪ ‬المبحث الرابع ‪ :‬العرف الدستوري‬
‫هو مجموعة قواعد تتكون إلى جانب القواعد المكتوبة في الدستور فتعتبرها الدولة ضرورية بعد أن‬
‫تكون قد الحظت ممارستها الدستورية‬
‫أنواع العرف الدستوري‬
‫‪ . 1‬العرف المفسر ‪ :‬يقصد بالعرف المفسر ذلك الذي يقتصر أثره على مجرد تفسير نص غامض أو‬
‫مبهم من نصوص الدستور وذلك عن طريق إيضاح معناه فالعرف في هذه الحالة يقتصر هدفه‬
‫على تف سير هذا النص من نصوص الدستور وتحديد معناه وإيضاحه وهو ال ينشئ قاعدة‬
‫قانونية جديدة وال يخرج عن دائرة النصوص المكتوبة وإنما في نطاقها‬
‫‪ . 2‬العرف المكمل ‪ :‬يظهر العرف المكمل في حالة وجود نص مكتوب تصدى لموضوع معين‬
‫بالتنظيم ووضع له أحكامه ولكنه وضعها بصورة غير كاملة ‪ ،‬ويكون دور العرف عندئذ تكملة‬
‫هذه األحكام أو سد ما يكون بالتنظيم الذي وضعه النص من نواحي النقص‬
‫‪ . 3‬العرف المعدل ‪ :‬ويقصد به ذلك النوع من العرف الذي يعدل في نصوص الوثيقة الدستورية‬
‫سواء بإضافة أحكام جديدة إليها أو بحذف أحكام منها‬
‫‪ ‬الفصل الثالث ‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين في المغرب‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬مرحلة الغرفة الدستورية في نطاق الدساتير الثالثة األولى ‪1970 – 1962‬‬
‫‪1972 /‬‬
‫يستفاد من الفصل ‪ 103‬من الدستور األول ‪ 1962‬أن الغرفة الدستورية ال تمارس إال االختصاصات‬
‫المسندة إليها بفصول هذا الدستور و هكذا نص الدستور في عدد من فصوله على اختصاصاتها و هي‬
‫على اإلجمال البت في مطابقة دستورية القانون الداخلي لكل من مجلس النواب و مجلس المستشارين‬
‫قبل الشروع في العمل به (الفصل ‪ )43‬و مراقبة دستورية القوانين التنظيمية قبل إصدار األمر بتنفيذها‬
‫(الفصل ‪ ) 63‬و احترام توزيع االختصاص بين مجالي القانون و التنظيم ‪ ،‬و تمارس الغرفة الدستورية‬
‫في هذا االختصاص بأسلوبين ‪ :‬األول هو موافقتها على طلب الحكومة تغيير النصوص التشريعية‬
‫الصادرة في صيغة قانون قبل صدور الدستور و الثاني هو بتها في الخالفات الممكن حدوثها بين‬
‫البرلمان و الحكومة إذ ما دفعت هذه األخيرة بعدم القبول بشأن كل اقتراح أو تعديل ال يدخل في حيز‬
‫اختصاص القانون (الفصل ‪ ) 56‬و إضافة إلى ذلك تتولى الغرفة الدستورية البت في صحة انتخاب‬
‫أعضاء البرلمان و مراقبة صحة عمليات االستفتاء (الفصل ‪ )103‬و الجدير بلفت االنتباه أن هذه‬
‫االختصاصات المسندة إلى الغرفة الدستورية بموجب الدستور األول ‪ 1962‬كرسها من بعده دستورا‬
‫‪ 1970‬و ‪1972‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة المجلس الدستوري في نطاق دستوري ‪1996 – 1992‬‬
‫أصبح المجلس الدستوري يمارس إضافة إلى جميع االختصاصات المسندة سابقا إلى الغرفة الدستورية‬
‫للمجلس األعلى اختصاص مراقبة دستورية القوانين العادية حيث نصت الفقرة الثالثة من الفصل ‪79‬‬
‫من الدستور على أن للملك أو الوزير األول أو رئيس مجلس النواب أو األعضاء الذي يتألف منهم هذا‬
‫المجلس أن يحيلوا القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها إلى المجلس الدستوري ليبت في مطابقتها‬
‫للدستور ‪ ،‬و هو ما كرسه بعد ذلك دستور ‪ 1996‬في الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 61‬و لقد حدد المشرع‬
‫الدستوري آجاال للمجلس الدستوري يبت فيها اإلحاالت سواء منها الوجوبية أو االختيارية المتعلقة‬
‫بمطابقة الدستورية حيث نصت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 61‬من دستور ‪ 1996‬و من قبلها الفصل ‪79‬‬
‫من دستور ‪ 1992‬على أن المجلس الدستوري يبت في هذه الحاالت خالل شهر واحد و تنخفض هذه‬
‫المدة إلى ثمانية أيام بطلب من الحكومة إذ كان األمر يدعوا إلى التعجيل ‪ ،‬و يشار إلى أن للوزير األول و‬
‫رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين و أعضاء المجلسين المذكورين أن يدلوا إلى‬
‫المجلس الدستوري بما يبدوا لهم من مالحظات في شأن القضية المعروضة عليه‬
‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة المحكمة الدستورية في نطاق دستور ‪2011‬‬
‫تقرر إحداث المحكمة الدستورية في المغرب بمقتضى دستور ‪ ( 2011‬الفصل ‪ 129‬وتختص بممارسة‬
‫الرقابة على دستورية القوانين إذا تضمنت الفقرتين ‪ 1‬و‪ 2‬من الفصل ‪ 132‬من الدستور « تمارس‬
‫المحكمة الدستورية االختصاصات المسندة إليها بفصول الدستور وبأحكام القوانين التنظيمية وتبت‬
‫باإلضافة إلى ذلك في صحة انتخاب أعضاء البرلمان وعمليات االستفتاء ‪ .‬تحال إلى المحكمة الدستورية‬
‫القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها واألنظمة الداخلية لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين قبل‬
‫الشروع في تطبيقها لتبت في مطابقتها للدستور» كما أضاف الدستور الجديد اختصاص لم يكن مألوفا‬
‫في الدساتير السابقة أو في القوانين العادية ويتعلق األمر باالختصاص المتعلق بالنظر في كل دفع يتعلق‬
‫بعدم دستورية القانون ( الفصل ‪ ) 133‬هذا النوع من الرقابة يعرف بالرقابة عن طريق الدفع أو رقابة‬
‫إمتناع‬
‫‪ ‬الفصل الخامس ‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫ترجع الجذور التاريخية األولى لمبدأ الفصل بين السلطات إلى القرن ‪18‬م وتحديدا إلى الفيلسوف "جون‬
‫لوك" غير أنه غالبا ما ينسب إلى الفقيه الفرنسي "مونتسكيو" الذي يعود إليه الفضل في إبرازه‬
‫وتطويره ووضع األسس والمبادئ التي يقوم عليها‬
‫المبدأ عند جون لوك (‪1632-1704‬م) ‪:‬‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫عند قيام ثورة ‪ 1688‬وبعد نفيه من طرف جاك الثاني كتب جون لوك كتابه حول الحكومة المدنية بهدف‬
‫إضفاء الشرعية على الثورة فأصبح بذلك المنظر األول المعاصر للفصل بين السلطات‬
‫لقد قسم جون لوك السلطات في الدولة إلى ‪:‬‬
‫السلطة التشريعية وتختص بسن وإقرار التشريعات حيث منحها األولوية والهيمنة على غيرها‬
‫السلطة التنفيذية وتخضع لألولى وظيفتها تنفيذ القوانين والسهر على تحقيق األمن واالستقرار‬
‫السلطة االتحادية وهي صاحبة االختصاص في المسائل الخارجية كإعالن الحرب والسلم وعقد‬
‫المعاهدات وتكون بيد الملك‬
‫المبدأ عند مونتسكيو ‪:‬‬
‫لقد ارتبط مبدأ الفصل بين السلطات باسم الفيلسوف الفرنسي الذي ‪(1689-1755( Montesquieu‬‬
‫شرحه وأبرز خصائصه في مؤلفه الشهير "روح القوانين" سنة ‪ 1748‬حيث يعود له الفضل في نقل‬
‫المبدأ من مجرد تقسيم وظيفي إلى فصل بين السلطات أو الهيئات التي تتولى تلك الوظائف والمبدأ‬
‫حسب هذا الفيلسوف يعني عدم جمع سلطات الدولة في يد فرد واحد أو هيئة واحدة‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬التصنيف الكالسيكي لألنظمة السياسية‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬خصائص النظام البرلماني‬
‫أدت التطورات السياسية في مختلف األنظمة إلى تغييرات أساسية طالت المقومات الجوهرية للنظام‬
‫البرلماني مما أ وجد تباينا في خصوصيات كل نظام برلماني من دولة إلى أخرى لذلك سنتطرق إلى‬
‫خصائص النظام البرلماني التي يتفق الفقه الدستوري بشأنها والتي تتجلي في ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية‬
‫تشترك جميع الدول التي تتبنى النظام البرلماني في وجود شخصين يتقاسمان السلطة التنفيذية ‪ :‬رئيس‬
‫الدولة ورئيس الحكومة وهما يختلفان – حسب كل دولة من حيث االنتخاب والصالحيات ومدة الوالية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التوازن والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‬
‫يتحقق التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية عن طريق الوسائل التي تمتلكها كل سلطة لتؤثر بها‬
‫على السلطة األخرى أما التعاون فيتجسد في اشتراك السلطتين في بعض الوظائف ‪ ،‬فالسلطة التنفيذية‬
‫تشارك في الوظيفة ا لتشريعية باقتراح القوانين وحضور الوزراء لجلسات البرلمان واالشتراك في‬
‫مناقشات اللجان البرلمانية‬
‫ومن جهة أخرى يشارك البرلمان في بعض مجاالت الوظيفة التنفيذية كالتصديق على المعاهدات وإعالن‬
‫الحرب وغيرها ‪...‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬النظام الرئاسي‬
‫يعرف النظام الرئاسي‪-‬من الناحية النظرية على أ نه النظام الذي يقوم على الفصل الجامد بين السلطات‬
‫دون أي تداخل بينها وذلك بهدف تحقيق التوازن والمساواة الكاملة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‬
‫وتعود النشأة التاريخية لهذا النظام إلى دستور الواليات المتحدة األمريكية لسنة ‪ 1789‬حيث أراد‬
‫مؤسسوها أن يضمنوا عدم هيمنة السلطة الفدرالية االتحادية على حرية الدويالت ‪ .‬وينفرد النظام‬
‫الرئاسي بخصائص ومميزات تميزه عن األنظمة األخرى ‪-‬خاصة البرلماني‪ -‬والتي يمكن إجمالها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أحادية السلطة التنفيذية‬
‫تتكون السلطة التنفيذية من رئيس منتخب من طرف الشعب يجمع بين رئاسة الدولة و رئاسة الحكومة‬
‫في آن واحد وينفرد باختيار وعزل الوزراء الذين يساعدونه و يخضعون له فال توجد حكومة بالمعنى‬
‫الدقيق ‪ ،‬والوزراء ليسوا إال مجرد أعوان و مساعدين للرئيس يعملون تحت إشرافه لهذا فهم ليسوا‬
‫مسؤولين أمام البرلمان بل أمامه فقط‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬توازن و استقالل السلطات العامة‬
‫من الناحية النظرية يقوم النظام الرئاسي على مبدأ توازن واستقالل السلطتين التشريعية والتنفيذية عن‬
‫بعضها دون وجود عالقة تعاون بينهما‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬


‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬الفصل بين السلط في النظام المغربي‬
‫إذا كانت الثنائية المفاهيمية السياسية المغربية تنطلق من مفهومين تناولهما الدستور بين فصوله‬
‫“رئيس الدولة” و “رئيس الحكومة” فمن الوهلة األولى يحيل هذا التعبير الصريح على أن النظام‬
‫السياسي المغربي هو نظام ذو طبيعة رئاسية ‪ .‬ومن هنا و انضباطا للجانب النظري سيكون المبدأ‬
‫المتعلق بنظرية الفصل بين السلط هو فصل مطلق ال يجيز التداخل بين األجهزة القانونية والسياسية‬
‫التالية ”الجهاز التشريعي و القضائي و التنفيذي” لكن ترأس رئيس الدولة “الملك” لهذه األجهزة يجعل‬
‫من مفهوم رئيس الدولة إال استعماال سياسيا خا رجا على ما هو متعارف عليه في األدبيات التي تناولها‬
‫منظورو النظم السياسية بل كان استخدام هذا المفهوم ما هو إال تكتيك سياسي لتأكيد مكانة المؤسسة‬
‫الملكية على حساب مؤسسة رئيس الحكومة ليكون اختصاصه ثانويا وهو ما أكده الفصل ‪“: 48‬يرأس‬
‫الملك المجلس الوزاري‪ ،‬الذي يتألف من رئيس الحكومة والوزراء"‬

‫‪By facebook /Omar es Sebyty‬‬

You might also like