You are on page 1of 8

‫المقدمة‬

‫اإلسالم رسالة ربانية عاملية رسالة اإلسالم رسالة عاملية ليست مقتصرة على أمة من األمم أو ِعرق أو‬

‫جنس أو قوم‪ ،‬وال حىت طبقة من طبقات اجملتمعات الثقافية أو املتباينة يف معرفتها واطالعها‪ ،‬بل هي رسالة‬

‫لكل إنسان فيه العقل الفارق بينه وبني غريه من املخلوقات اليت مل يهبها ربنا ‪-‬‬
‫صاحلة يف أصوهلا العامة ِّ‬

‫تكرم هبا ابن آدم ومن أجلها كان مكلَّفاً دون سواه‪ .‬ال تفاضل يف اإلسالم‬
‫سبحانه وتعاىل‪ -‬هذه النعمة اليت َّ‬

‫بني الناس غري التقوى كل بين آدم متساوون‪ X‬يف إنسانيتهم من غري تفضيل بينهم على أي أساس عنصري‪،‬‬

‫فالتكليف قائم على أصل واحد يشرتك فيه كل بين آدم العقالء‪ X،‬وهو العقل‪ ،‬فكل إنسان عاقل فهو حمل‬
‫تشريف وتكرمي وحمل تكليف وخطاب بأوامر ٍ‬
‫ونواه‪ X‬من رب العاملني‪.‬‬

‫فكلما كان اإلنسان أكثر نفعاً والتزاماً باخلري والرب واإلحسان مع اإلميان باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬كان مقامه‬

‫أعلى عند خالقه احلكيم ‪-‬سبحانه‪ ،-‬وكان جزاؤه أمسى يف اآلخرة وأعظم‪ ،‬ومل جيعل ‪-‬سبحانه‪ -‬شيئاً من هذا‬

‫عنصري مطلقاً‪ .‬التمايز اخلَْلقي يف اإلسالم آيات دالة على إبداع اخلالق سبحانه قال اهلل‬
‫ٍّ‬ ‫التفاضل مبنياً على متييز‬

‫ني)‪]٧[.‬‬ ‫ٍ ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫ف َألْ ِسنَتِ ُك ْم َوَألْ َوانِ ُك ْم ِإ َّن يِف َذل َ‬
‫اختِاَل ُ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫‪-‬تعاىل‪( :-‬وِمن آياتِِه خ ْلق َّ ِ‬
‫ك آَل يَات ل ْل َعالم َ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫الس َم َوات َو ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ‬
‫هكذا جعل اهلل ‪-‬سبحانه‪ -‬هذه الفوارق عالمات دالَّة عليه هادية أصحاب العلم واملعرفة إىل خالقهم العليم‬

‫العظيم ‪-‬سبحانه‪ .-‬وهذا خبالف ما امتأل به تاريخ البشرية من قبيح صنع بين آدم من قتل واضطهاد وقهر وفق‬

‫تلك الفروقات اليت اختذها ظاملو بين آدم ذريعة لتمرير أحقادهم‪ ،‬نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫البحث‬

‫مفهوم العنصرية في اإلسالم‬ ‫أ‪.‬‬

‫مفهوم العنصرية يف اإلسالم‪ X‬معىن العنصرية ‪ :‬هي تعصب‪ X‬املرء أو اجلماعة جلنس معني‪ ،‬فهي قائمة‬

‫على ِّادعاء َّ‬


‫أن بعض األجناس واألعراق والسالالت البشرية أفضل من غريها وأعلى مرتبة يف إنسانيتها من‬

‫االدعاء وما يرتتب عليه من سلوكيات عدائية أو إقصائية أو ازدرائية‬


‫بادعاء صفات تسوغ هلم هذا ِّ‬
‫غريها ِّ‬

‫بسبب فوارق غري متصلة بإنسانية‪ X‬البشر‪ .‬والتعصب‪ :‬هو رأي سليب يتخذه اإلنسان جتاه فئة من الناس باعتبار‬

‫صفة خلقية فيهم‪ ،‬يؤدي به إىل التمييز والتحيَّز‪ ،‬مث افرتاض معاملة خمتلفة وفق انتمائهم وصفاهتم‪ ،‬ال‬

‫إنسانيتهم‪.‬‬

‫َّاس ِإنَّا َخلَ ْقنَا ُكم‬


‫وال اعتبار لشيء غري ذلك يف مقام التفاضل والرفعة بينهم‪ ،‬قال ‪-‬تعاىل‪( :-‬يَا َأيُّ َها الن ُ‬
‫يم َخبِريٌ)‪ .‬نداءات‬‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِّمن ذَ َك ٍر وُأنثَى وجع ْلنَا ُكم ُشعوبا و َقباِئل لَِتعارفُوا ِإ َّن َأ ْكرم ُكم ِع َ ِ‬
‫ند اللَّـه َأْت َقا ُك ْم َّن اللَّـهَ َعل ٌ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َ ََ ْ ُ ً َ َ َ َ َ‬
‫القرآن الكرمي ترتفع عن العنصرية القرآن الكرمي أصل اإلسالم‪ X‬األول واألمسى واألعلى‪ X،‬فهو خطاب رب‬

‫العاملني لبين آدم أمجعني‪ ،‬من غري التفات إىل لون أو عرق أو منطقة أو ساللة‪ ،‬وذلك ظاهر يف عدد من أنواع‬

‫اخلطاب القرآين الدال على ذلك‪.‬‬

‫ومن هذه اخلطابات ما يأيت‪ :‬يا بين آدم هذا النداء املتكرر يف القرآن الكرمي ال يسمعه أحد من هذا‬

‫النوع اإلنساين العاقل إال ويعلم أنَّه مقصود خماطب به‪ ،‬ولو تأملنا هذه النداءات‪ X‬األربعة يف القرآن الكرمي‬

‫لوجدناها متضمنة أصوالً عامة تضبط سلوك اإلنسان مع ربه ‪-‬سبحانه‪ -‬يف توحيده وتعظيمه وطاعته‬

‫والتحذير من معصيته‪ ،‬وكيف حيذر من عدوه املالزم‪ X‬له إبليس‪ ،‬وعن املعامالت‪ X‬األخالقية الناظمة للعالقات‬

‫الكائنة بني بين آدم‪.‬‬


‫يا أيها الناس وهذا النداء كسابقه يف الداللة على َّترفع اخلطاب الرباين الكرمي عن كل احتماالت‬

‫التمييز العنصري الذي امتأل به العامل على مر التاريخ‪ ،‬فكان هذا اللون من اخلطاب صورة آخذة لعقول‬

‫املنصفني من بين آدم إىل إدراك هذا املقام السامي املتعايل عن نقائص االعتبارات‪ X‬العنصرية البشرية‪ ،‬فمن كان‬

‫من الناس َّ‬


‫فإن هذا النداء يعنيه ويقصده ويوجهه ويُبني له سبيل احلق من سبل الغواية‪ .‬يا أيها اإلنسان خاطب‬

‫اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬هبذا النداء اإلنسا َن وناداه بإنسانيته فقط‪ ،‬ولو مل يكن يف القرآن غري هذا النداء يف الداللة‬

‫على الرتفع عن التمييز بني إنسان وإنسان لكفى‪.‬‬

‫فهو بلفظ اإلنسان هذا يرسم منهجاً ربانياً أصيالً يقوم على اعتبار اإلنسانية أصالً يتساوى فيه من‬

‫حتققت فيه هذه الصفة‪ X‬وحسب‪ ،‬وكل هذه النداءات كانت متصلة بالسلوك والعمل القليب واجلسدي البن‬

‫خطاب تفريق عنصري ومل تشر إليه‪ .‬هل التفاضل بالتقوى عنصرية؟ ربُّنا احلكيم العليم ‪-‬‬
‫َ‬ ‫آدم‪ ،‬ومل تتضمن‬

‫يصل الدنيا باآلخرة‪ ،‬وبنَّي لنا َّ‬


‫أن العمل املوصل إىل املصري بعد املوت هو‬ ‫سبحانه‪ -‬هو الذي شرع لنا ديناً ُ‬
‫املقام الذي يتفاضل فيه الناس ِوفق سلوكهم يف هذا احلياة‪.‬‬

‫ب‪ .‬معالجة التمييز العنصري في اإلسالم‬

‫حل مشكلة التمييز العنصري اليت أصبحت‬


‫معاجلة التمييز العنصري يف اإلسالم دعا اإلسالم إىل ِّ‬

‫حث اإلسالم على العفو والصفح‬


‫مشكلة منتشرة يف اجملتمع‪ ،‬وعمل على معاجلتها وذلك من خالل ما يأيت‪َّ :‬‬

‫بني الناس عند املقدرة‪ ،‬واستخدام املوعظة‪ X‬احلسنة‪ .‬جعل اإلسالم اإلخاء واملساواة‪ X‬بني البشر مقرتنة باإلميان‬

‫مجيعا سواسية‪ X،‬وأهَّن م قد ُخلقوا من نفس واحدة‪ ،‬وبنَّي‬ ‫ومن مستلزماته املهمة‪ ،‬فقد قرر اإلسالم َّ‬
‫بأن الناس ً‬
‫أيضا أنَّه ال يوجد تفاضل بني األجناس واألعراق‪ X‬والشعوب‪ X‬إال بالتقوى‪ .‬بنَّي اإلسالم َّ‬
‫أن التفاضل يف الكرامة‪X‬‬ ‫ً‬
‫ال يستطيع اإلنسان‪ X‬أن يقرره أو أن يدَّعيه‪ ،‬وإمنا الذي يقرره هو اهلل ‪-‬سبحانه وتعاىل‪ -‬الذي يعلم خلقه‬

‫أيضا ما يف نواياهم وهو ُمطلع عليها‪.‬‬


‫ودرجة تقواهم‪ ،‬ويعلم ً‬
‫من النماذج العظيمة واملهمة اليت طرحها اإلسالم‪ ،‬واليت متثل التجسيد احلقيقي‪ X‬ملعىن وحدة البشر؛‬

‫هي فريضة احلج‪ ،‬فإنَّه عند اجتماع احلجيج من أجناس وألوان‪ X‬شىت وخمتلفة‪ ،‬تتأكد فيه وحدة املسلمني‬

‫ووحدة األمة اإلسالمية‪ .‬قام اإلسالم‪ X‬بإهناء معىن الكربياء واهلوى‪ ،‬فقد كان العرب يتّصفون بالتفاخر الشديد‬

‫أيضا ال فضل بني عريب على أعجمي‪ ،‬أو أبيض على‬


‫باألنساب‪ ،‬وجاء النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ليؤكد ً‬
‫أسود إاّل بالتقوى‪.‬‬

‫أك ّد ‪-‬عليه السالم‪َّ -‬‬


‫أن اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬ال يقوم بالنظر إىل صور خلقة ولون بشرهتم‪ ،‬ولكن ينظر إىل‬

‫قلوهبم‪ .‬عاجل اإلسالم‪ X‬مشكلة التمييز الذي كانت حتدث للمرأة‪ ،‬وقام بالعدل بني حقوقها وحقوق الرجل‪،‬‬

‫فاإلسالم ينظر إىل املرأة على أهَّن ا قد خلقت كالرجل من نفس واحدة‪ .‬أعطى اإلسالم للمرأة احلق يف كثري من‬

‫األمور ومنها‪ ،‬احلق يف احلياة‪ ،‬احلق يف احلرية‪ ،‬وجعل شخصيتها املدنية وذمتها املالية مستقلة‪ ،‬وقام بإعطائها‬

‫احلق يف أن ترث‪ ،‬وتبيع‪ ،‬وتشرتي‪ ،‬والتعلُّم والتعليم‪.‬‬

‫َّاس ِإنَّا َخلَ ْقنَا ُكم ِّمن ذَ َك ٍر َوُأنثَ ٰى َو َج َع ْلنَا ُك ْم‬


‫يقول اهلل ‪-‬تبارك وتعاىل‪ -‬يف كتابه الكرمي‪( :‬يَا َأيُّ َها الن ُ‬
‫يم َخبِريٌ)‪]٣[،‬يف هذه اآلية الكرمية خطابًا‬‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ُشعوبا و َقباِئل لِتعارفُوا ۚ ِإ َّن َأ ْكرم ُكم ِع َ ِ‬
‫ند اللَّه َأْت َقا ُك ْم ۚ َّن اللَّهَ َعل ٌ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ُ ً َ َ َ ََ َ‬
‫مجيعا مثل أفراد األسرة الواحدة‪ .‬يَُن ِّوهُ اإلسالم‬
‫وعاما لكل الناس‪ ،‬وال ختتص فقط باملؤمنني‪ ،‬فهم ً‬
‫ونداءً شاماًل ً‬
‫أن تقسيم البشر إىل أعراق أو أجناس خمتلفة‪ ،‬ال يشكل سببًا يؤدي هبم إىل تنافرهم وب ْغ ِ‬
‫ض وكره بعضهم‬ ‫إىل َّ‬

‫بعضا‪.‬‬
‫مناذج عن التمييز العنصري يف زمن الرسول صلى اهلل عليه وسلم كان هناك بعض من املواقف‪ X‬اليت‬

‫ب النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬


‫ضُ‬‫ظهر فيها معىن التمييز العنصري يف زمن الرسول ‪-‬عليه السالم‪ -‬منها؛ َغ َ‬
‫الشديد على أيب ذر الغفاري ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬عندما قال لبالل بن رباح ‪-‬رضي اهلل عنه‪ :-‬يا بن السوداء‪،‬‬

‫فعندما مسع ذلك النيب ‪-‬عليه السالم‪ ،X-‬فهذا ُّ‬


‫يدل على عظمة الدين اإلسالمي ومساحته وعدله ونبذه‬

‫للعنصرية‪ ]٤X[.‬أحاديث نبوية تناولت موضوع التمييز العنصري أخرج اإلمام البخاري ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف‬

‫صحيحه فعل الصحايب أيب ذر ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬ملا مسع نبذ الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬للعنصرية بكل‬
‫َّ‬
‫أشكاهلا من خالل احلرص على إكرام العامل أو اخلادم وعدم حتميله ما ال يُطيقه‪.‬‬

‫ال‪ :‬إيِّن‬ ‫ي َر ِض َي اللَّهُ عْنه وعليه ُحلَّةٌ‪ ،‬وعلَى غُاَل ِم ِه ُحلَّةٌ‪ ،‬فَ َسَألْنَاهُ‪ X‬عن َ‬
‫ذلك‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ت أبَا َذٍّر الغِ َفا ِر َّ‬
‫(رَأيْ ُ‬
‫َ‬
‫بُأم ِه‪ ،‬مُثَّ‬ ‫صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم‪َ :‬‬
‫أعَّي ْرتَهُ ِّ‬ ‫النيب َ‬ ‫صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال يل ُّ‬ ‫ت َر ُجاًل ‪ ،‬فَ َش َكايِن إىل ِّ‬
‫النيب َ‬ ‫َس َابْب ُ‬
‫ِ‬ ‫إن إخوانَ ُكم خولُ ُكم جعلَهم اللَّه حَتْت أي ِدي ُكم‪ ،‬فمن كا َن أخوه حَتْ ِ ِ‬
‫ت يَده‪َ ،‬ف ْليُطْع ْمهُ ممَّا يَْأ ُك ُل‪ ،‬ولُْي ْلبِ ْسهُ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫قَ َال‪َ ْ ْ َ ُ ُ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه ْم)‪.‬‬ ‫وه ْم ما َي ْغلُب ُه ْم‪ ،‬فإ ْن َكلَّ ْفتُ ُم ُ‬
‫وه ْم ما َي ْغلُب ُه ْم فأعينُ ُ‬ ‫س‪ ،‬واَل تُ َكلِّ ُف ُ‬
‫ممَّا َي ْلبَ ُ‬
‫ج‪ .‬دعوة للقضاء على التمييز العنصري‬

‫دعا األمني العام لألمم املتحدة إىل جتديد التعهد بإهناء العنصرية‪ X‬والتمييز العنصري وكره األجانب وما‬

‫يتصل بذلك من تعصب‪ X،‬مبا يف ذلك التمييز االجتماعي والعرقي والكراهية‪ X‬ضد املسلمني ومعاداة السامية‪،‬‬

‫قائال إن "املذحبة اليت وقعت يف مسجدين يف نيوزيلندا اجلمعة قبل املاضية هي آخر مأساة‪ X‬تتجذر يف هذا‬

‫السم"‪ .‬وخالل إحياء األمم املتحدة لليوم الدويل للقضاء على التمييز العنصري‪ ،‬شدد األمني العام أنطونيو‬

‫غوترييش على ضرورة االحتاد يف وجه الكراهية العنصرية والدينية‪ X‬وإرهاب املتعصبني يف كل األوقات‪ .‬وقال‬

‫"ال يوجد بلد أو جمتمع حمصن"‪.‬‬


‫وكان األمني العام قد زار يوم اجلمعة املاضي املركز اإلسالمي يف نيويورك إلظهار تضامنه مع‬

‫املسلمني يف مجيع أحناء العامل والتعبري عن غضبه إزاء اهلجمات‪ .‬وأعرب السيد غوترييش‪ X‬عن جزعه العميق‬

‫إزاء "االرتفاع احلايل يف كره األجانب والعنصرية والتعصب‪ ،‬اليت تغذيها بشكل متزايد األيديولوجيات‬

‫القومية والشعبوية"‪ .‬وقال‪:‬‬

‫"خطاب الكراهية‪ X‬يدخل اخلطاب العام الرئيسي‪ ،‬وينتشر كالنار يف اهلشيم عرب وسائل التواصل االجتماعي‬

‫واإلذاعة‪ .‬نراه ينتشر يف الدميقراطيات الليربالية والدول االستبدادية‪ X‬على حد سواء‪ .‬هذه القوى املظلمة هتدد‬

‫القيم الدميقراطية واالستقرار االجتماعي والسالم‪".‬‬

‫وأكد األمني العام على أمهية التكاتف وتأييد مبادئ املساواة‪ X‬والكرامة اإلنسانية‪ X،‬داعيا إىل العمل جبد‬

‫أكثر إلصالح التصدعات واالستقطابات السائدة يف جمتمعات اليوم‪ ،‬وتعزيز أطر التفاهم املتبادل واالستثمار‬

‫يف جعل التنوع ناجحا‪ .‬من جانبها‪ ،‬سلطت رئيسة اجلمعية العامة لألمم املتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا الضوء‬

‫على قوة الكلمات وتأثريها على اإلنسان‪ ،‬قائلة إن "الكلمات ميكن أن تقتل"‪ .‬وباإلشارة إىل حتذير املفوضة‪X‬‬

‫السامية حلقوق اإلنسان‪ X‬مؤخرا من اعتماد الشعبويني على شيطنة "اآلخر"‪ ،‬دعت السيدة فرناندا إسبينوزا إىل‬

‫ضرورة التعجيل بتحقيق أهـداف التنمية املستدامة وجعلها حقيقة واقعة جلميع الناس يف كل مكان‪.‬‬

‫وأضافت‪ :‬جيب أال نضفي الشرعية على خطاب الكراهية‪ .‬جيب أن نوقف أولئك الذين يلومون‬

‫املهاجرين على مشاكلنا‪ .‬جيب أن نضمن أن القومية‪ X‬حمدودة النظر ال تعرقل احللول العاملية‪ ".‬وأشارت إىل‬

‫استخدام حرية التعبري كذريعة لنشر الكراهية‪ ،‬وقالت "حرية التعبري حق إنساين أساسي وأداة قوية حملاربة‬

‫العنصرية‪ ...‬وخطاب الكراهية ليس حرية التعبري‪ X.‬إنه عنصرية‪ ".‬وأثنت رئيسة اجلمعية العامة على رئيسة‬
‫وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن لتحدثها علنا ضد خطاب الكراهية يف أعقاب اهلجمات اإلرهابية يف‬

‫كرايست‪ X‬تشريتش‪ ،‬وكذلك على خطط األمني العام لوضع اسرتاتيجية‪ X‬على نطاق املنظومة‪ X‬بشأن‪ X‬خطاب‬

‫الكراهية‪.‬‬

‫اإلختتام‬

‫من ناحية أخرى دعا األمني العام لألمم املتحدة أنطونيو غوترييش‪ X‬العامل لتجديد "الوعد بإهناء‬

‫العنصرية‪ ،‬والتمييز العنصري‪ ،‬وكراهية‪ X‬األجانب وما يتصل بذلك من تعصب‪ X‬ومعاداة للسامية وكراهية‪X‬‬

‫للمسلمني‪  ".‬كما حذر األمني العام من أن خطاب الكراهية قد نفذ إىل التيار الغالب يف اجملتمعات‪ .‬أن جزعه‬

‫الشديد إزاء ما يشهده العامل اليوم من ارتفاع يف معدالت كراهية‪ X‬األجانب والعنصرية‪ X‬والتعصب‪  X.‬وقال يف‬

‫رسالته إنه "حىت يف يومنا هذا‪ ،‬وقد مضت عقود على ما ابتدعه النازيون من أشباه علوم أدت إىل وقوع حمرقة‬

‫اليهود‪ ،‬يشهد العامل استمراراً لفك ِر النازية اجلديدة وتفوق العرق األبيض‪ X،‬بل وطفرة فيه‪".‬‬

‫يشار إىل أن املقررين اخلاصني واخلرباء املستقلني‪ ،‬يعينون من قبل جملس حقوق اإلنسان‪ X‬يف جنيف‬

‫وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ X‬حول العامل‪ .‬ويكلف املقررون واخلرباء‬

‫بدراسة أوضاع حقوق اإلنسان وتقدمي تقارير عنها إىل جملس حقوق اإلنسان‪ X.‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا‬

‫املنصب‪ X‬شريف‪ ،‬فال يعد أولئك اخلرباء موظفني لدى األمم املتحدة وال يتقاضون‪ X‬أجرا عن عملهم‪.‬‬

‫مقترح البحث‬

‫جعغر‪ ،‬أمحد‪ ،‬مفهوم العنصرية‪( X،‬ميدان‪ : X‬مطبعة والنشر‪.)2016 ،‬‬


‫مسور‪ ،‬كرمي عبد‪ ،‬األخالق يف اإلسالم‪ ( X،‬ميدان ‪ :‬مطبعة والنشر‪.)2015 ،‬‬

‫مهكا‪ ،‬دعوات هدامة لفرق الغربية‪( ،‬جاكرتا ‪ :‬مطبعة العلوم الدين‪.)2014 ،‬‬

You might also like