Professional Documents
Culture Documents
1
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
الملخص
م ع غي اب االخالق والمب ادئ عن عالمن ا تج رد االنس ان من انس انيته واخالق ه .فص ار الع الم من حولن ا بال حق وق
وواجبات .واندثرت القيم االنسانية ومعانيها وأصبحنا نعيش تحت شعار "البقاء لألقوى" .وبعد انفجار ثورات الربي ع الع ربي
زادت الخالفات بين الدول والنزاعات بين الزعماء وكنا على حافة الحرب العالمية الثالثة فأصبح الجميع يتحدثون عن حق وق
االنسان التي ال تعود بالنفع اال عليه فقط .فكان يجب ترسيخ مبادئ حقوق االنسان بمختلف فئات ه من نس اء وأطف ال والج ئين
وذوي االحتياجات الخاصة وذلك دون االنحياز لطائفة بعينها حتى تعلم كل فئة حقوقها وواجباتها .في النهاية ال نحت اج اال ان
يسترد االنسان القيم والمبادئ الدينية واألخالقية وإذا اندفع أحدهم نحو الباطل لتحقيق مراد شخص ي فان ه يعلم يقين ا أن الح ق
غالب في النهاية.
يشمل مصطلح (حقوق االنسان) جميع األف راد على وج ه الك رة األرض ية دون التمي يز بينهم على أس اس ال دين ،أو
الجنس ،أو العرق ،أو اللغة حيث يعتبر جميع الناس متساوين من حيث حق وقهم اإلنس انية .حق وق االنس ان ال تش تري بالم ال
وال تتجزأ فهي ملك لإلنسان متي وأين ولد وهذا لمجرد كونه انسانا ،من أهم مصادر حقوق االنسان هي األدي ان الس ماوية ثم
العرف والوجدان ويجب الحصول عليها دون المساس بحقوق االخرين.
يهدف هذا البحث الي مناقشة التط ور الت اريخى لحق وق االنس ان فى ال دول العربي ة واالس اليب ال تى اتخ ذتها بعض
الدول للمحافظة على حقوق االنس ان مث ل الحري ة الشخص ية والسياس ية وحري ة التعب ير عن ال رأي وحري ة الص حافة وح ق
التظاهر السلمي حيث تعتبر حقوق االنسان جوهر الكرامة اإلنسانية وتساعد االنسان على استخدام وتطوير خصالة اإلنس انية
وقدراته العقلية والمواهب الفطرية وتساعده على زيادة مستوي المعيشة.
المقدمة
يظل مفهوم حقوق االنسان من المفاهيم الجدلية مث ل معظم المص طلحات السياس ية واالجتماعي ة ،ال تي ال يوج د ثم ة
اتفاق حول تعريف موحد ودقيق للمصطلح .وذلك بسبب اختالف المنظور الذي ينظر اليه من خالله .كم ا أن طبيع ة المفه وم
وإمكانية استغالله من قبل فئات معينة يحتم علينا البحث في هذا المفهوم وتطوره وآلياته.
ان مصطلح حقوق االنسان كغيره من مصطلحات العلوم السياسية ،ال يمكن وضع تعريف ج امع ش امل ل ه ،فهي فى
تطور مستمر مع تط ور الظ روف المحيط ة س واء على الص عيد ال دولي أو اإلقليمي أو المحلي ،على المس توي السياس ي أو
القانوني ،ماكان اليعتبر من حق وق اإلنس ان قب ل ع دة س نوات أص بح اآلن حق ا ً اساس يا ً ولع ل ذل ك م رده الطبيع ة المتغ يرة
والمتجددة لهذه الحقوق التي تواكب تطورات العصر في تغيرها.
2
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
هناك عدة تعريفات لمفهوم حقوق االنسان وأبرزها هو ما يشير الى أنها "مجموع ة من االحتياج ات والمط الب ال تي
يلزم توافرها بالنسبة الى عموم األشخاص وفى أي مجتم ع دون تمي يز بينهم س واء العتب ارات الجنس أو الل ون أو الن وع أو
العقيدة السياسية أو األصل الوطني أو ألي اعتبار اخر" (.)1
أو كما لخصها دونيلى على انها "حرفيات الحق وق ال تي يتمت ع به ا االنس ان لمج رد كون ه انس انا .وله ذا هي حق وق
متساوية ،ألننا جميعا مخلوقات متساوية هذه الحقوق هي كذلك حقوق غير قابلة للتحويل ،ألن ه مهم ا تص رفنا بغ ير إنس انية،
فنحن ال نستطيع اال أن نكون ادميين".
مرت الكثير من التطورات واألحداث على وطننا العربي خالل الخمسة عقود الماضية وما سبقها .وخفقت الكثير من
المشاريع الطموحة للتغيير .ومما ال شك فيه أن سبب هذه اإلخفاقات المتتالية واالحباطات هو المجتمع بفاعليات ه وق واه الحي ة
الذي يمثل العامل الرئيسي في عملي ة التغي ير ،ومن ع المجتم ع من تأدي ة دوره عن ط رق الهيمن ة واالس تبداد .باإلض افة الي
تعطيل عوامل النهوض المدني ومن أهمها اليات التح ول ال ديموقراطي ،ال تي تمث ل العام ل األهم في بن اء المجتم ع الم دني،
وفسح المجال لها لكي تأخذ دورها الطبيعي في تطوير وتحديث المجتمع وعالقاته الداخلية.
أص بح من الالزم على المنظم ات االهلي ة وهيئ ات المجتم ع الم دني اع داد البح وث والدراس ات في مج ال التك ون
االجتماعي العربي وجوانب هذا التكون ،ودراسة األمراض الناتجة عن العادات والتقاليد الموروثة عن المجتمع ،وهذا بس بب
حالة التخلف الحضاري والتأخر التاريخي الذي يعاني منها المجتمع العربي ككل ،الي جانب الحي اة االس تبدادية ال تي نعيش ها
تشكل مجموعة من اإلشكاليات المعقدة والمترابطة فيما بينها ،حيث يؤدي استمرار انتشارها في المجتمع الع ربي الي تعطي ل
عملية التطور وبناء مجتمع مدني متقدم.
القضية ليست مجرد قضية سياس ية متعلق ة بتغي ير األنظم ة السياس ية الظالم ة والمس تبدة ،واس تبدالها بأنظم ة عادل ة
ديموقراطية .وانما هي قضية مجتمع قبل كل شيء تخص مختلف الميادين العلمية والثقافية ،ومنها الطبيع ة البنيوي ة للمجتم ع
العربي والعادات والتقاليد واألعراف والعالقات الداخلية التي تمثل الحي اة العام ة ،بالت الي ال يمكن النه وض وتك وين مجتم ع
مدني متقدم دون تجاوز التقليد واالستبداد ،وهذا يتطلب فكر واض ح وإرادة مدني ة ح رة لتحقي ق التغي ير وبن اء مجتم ع م دني
يستطيع االنسان ان يعيش فيه.
3
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
ولحقوق اإلنسان مجموعة من السمات المرتبطة بطبيعتها والهدف منها ،نذكر منها (:)2
تحقيق متطلبات العيش الكريم للمواطن ،وبالتالي توفير الرضا واالنتماء الشعبي للدولة والنظام.
عملت حقوق اإلنسان على إلقاء الضوء على كافة الجرائم التي ترتكب في اإلنسان.
حقوق االنسان حفظت كرامة االنسان في مختلف االحوال.
عملت المنظمات الدولية على الحفاظ على حياة الطفل من خالل تشريع القوانين االزمة لمن ع اس تغالل األطف ال وخاص ة
حقوقها. أن هذه الفئة ال تمتلك من يدافع عنها ويحمي
حقوق االنس ان منحت الم رأة كاف ة حقوقه ا وك ذلك س اوتها بالرج ال ،وك ذلك حمت ه ذه الحق وق الم رأة من االس تغالل
واالنتهاك ،وقد منحت هذه المنظمات الدولية للمرأة كافة حقوقها التي قد منحتها لها كافة األديان السماوية.
حصول األشخاص المعذبين في األرض اللذين يعانون كثيراً في حياتهم وفي كافة بقاع األرض ،وذل ك لض مانة حص ول
هؤالء األشخاص المطحونين في الحياة على كافة حقوقهم بالتساوي ودون تمييز.
4
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
هناك العديد من األسباب التي أدت الي تطور مسيرة حقوق االنسان منها:
يواج ه الوض ع الحق وقي في الع الم الع ربي العدي د من التح ديات ،يرتب ط البعض منه ا باألوض اع السياس ية واألمني ة وح تى
االقتصادية التي تشهدها الدول العربية ،وكذا الوضع الدولي الذي تعيش فيه ،ويرتبط البعض اآلخر بطبيع ة األنظم ة العربي ة
في حد ذاتها؛ حيث تعتبر في الكث ير من األحي ان الس بب الرئيس ي وراء ت دهور األوض اع اإلنس انية في المنطق ة .ومن حيث
التحديات التي تواجه الدول العربية في الوقت الراهن فإنه يمكن تصنيفها إلى ثالث مجاالت أساسية كاآلتى:
تحديات امنية :وهي مرتبطة بالوضع األمني في المنطقة العربية ال ذي يتس م بع دم االس تقرار والت أزم في العدي د من .1
المناطق ،خصوصا بعد موجة الربيع العربي وم ا أفرزت ه من انهي ار للدول ة في العدي د من ال دول على غ رار ليبي ا،
اليمن وانتشار السالح والجماعات اإلرهابية (.)4
تح ديات سياس ية وقانونية :يك اد يجم ع معظم الب احثين والمحللين في قض ايا النظم السياس ية وحق وق اإلنس ان أن .2
الديمقراطية تعتبر المدخل األساسي لتحقيق والحفاظ على حقوق اإلنسان ،خصوصا في فترة ما بعد الح رب الب اردة،
أين أص بحت تط رح ب الموازاة م ع قض ايا اإلص الح السياس ي والتمكين ال ديمقراطي .وفي الس ياق الع ربي يرج ع
الكثيرون أن السلطوية وغياب الديمقراطية على األق ل تعثره ا في العدي د من ال دول العربي ة تعت بر العقب ة األساس ية
األولى أمام حماية حقوق اإلنسان العربي (.)4
تحديات اقتصادية :والمرتبطة باالقتصاد العربي والتح ديات ال تي يواجهه ا حالي ا من عج ز الميزاني ة والمديوني ة ... .3
خصوصا في ظل ما يتميز به االقتصاد العربي من غي اب للتن وع وض عف الص ناعة المحلي ة واالعتم اد على الري ع
النفطي بالنسبة للعديد من البلدان ،األمر الذي يجعلها رهينة ألسعار النفط عالميا (.)4
5
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
تطور حقوق االنسان:
تنوعت حقوق االنسان بين حقوق سياسية ومدنية وثقافية واقتصادية وتطورت على أجيال مختلفة وهي كالتالي:
هي مجموعة من حقوق االنسان تنصب بالدرجة األولي للفرد وأهمها التحرر من الرق واالستعباد ،حرية الفكر والتعبير،
حرية اخي ار الديان ة ويطل ق عليه ا الحق وق المدني ة ،وأيض ا حق وق له ا عالق ة بالمش اركة بالحي اة السياس ية والقض ائية
والتنفيذية ويطلق عليها الحقوق السياسية.
الحقوق االقتصادية :هي كل الظروف ال تي من ش أنها أن ت وفر حي اة كريم ة للف رد وه ذا يس تدعي من الدول ة اتخ اذ .1
خطوات إيجابية في هذا االتجاه.
الحقوق االجتماعية :توفير وضمان دخول ومشاركة وممارس ة جمي ع المظ اهر االجتماعي ة للمجتم ع ال ذي ينتمي ل ه .2
الفرد.
الحقوق الثقافية :توفير وضمان دخول ومشاركة وممارسة جميع مظاهر الحياة الثقافية المعبرة عن هوية وثقافة الفرد .3
والشعب الذي ينتمي له.
الجيل الثالث:
هي الحق وق ال تي تتخطي الحق وق المدني ة والسياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة ووردت الحق وق المس ماة
بالتضامنية والتي لها صبغة دولية في المذاهب القانونية بالرغم من اختالف الم ذاهب بالمض مون اال انه ا تتمح ور ح ول
مبدأ المساواة وعدم التمييز.
6
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
دور بعض الدول العربية لحماية حقوق االنسان:
لقد قامت بعض السلطات الوطنية في الدول العربية بوضع دساتير لتحديد سياسة الدولة وعالقتها بالمجتمع وذلك للحفاظ على
الحريات العامة والحقوق المدنية وأصبحت العديد من الدول العربية تحافظ على حقوق االنسان منها (:)3
مصر
نشأت منظمات حقوق االنسان في مصر ،وتطورت خالل االعوام الماضية في إطار ثالثة قوانين وضعتها الدول ة لتنظيم
عمل المنظمات األهلية ،هي :القانون رقم 32لعام ،1964والقانون 153لعام ،1999والقانون 84لعام ،2002وقد
شهد قطاع منظمات حقوق االنسان نموا متزايدا من ذ منتص ف الس بعينيات وح تى ع ام ،2005حيث نش أت ح والي 41
منظمة غير حكومية وأهلية هدفها الدفاع عن حقوق االنسان ( .)3ومن امثلة المنظمات والجمعيات التى ظهرت فى مص ر
لحماية حقوق االنسان:
الجمعية المصرية لحقوق االنسان بالجيزة ،وجمعية أنصار حقوق االنسان بالق اهرة وجمعي ة أنص ار حق وق االنس ان .1
باإلسكندرية وتعتبر المجموعة األولي التي ظهرت قبل .1980
المنظمة المصرية لحقوق االنسان ال تي تعت بر كف رع للمنظم ة العربي ة لحق وق االنس ان وال تي تأسس ت في ق برص، .2
وتعتبر هذه المنظمات من المجموعة الثانية التي ظهرت خالل الفترة من 1980الي .1990
تشمل المجموعة الثالثة 24منظمة ظه رت خالل الف ترة من 1990الي ،2002وهي عب ارة عن ش ركات مدني ة ال .3
تهدف للربح.
تشمل المجموعة الرابعة 12جمعية نشأت بعد عام ،2002تم تأسيسها كمنظمات ومؤسسات أهلية وش ركات مدني ة .4
منها (مركز الطفل المصري ،الشبكة العربية لمعلومات حقوق االنسان ،مركز الدراسات الريفية).
األردن
خصص الدستور األردني الذي صدر عام 1952فصال كامال لحقوق االنس ان بعن وان" :حق وق األردن يين وواجب اتهم"
في المواد من 5الي ،25تعبيرا عن األهمية التي توليها األردن لحقوق االنسان .فهو يضمن حق وق األردن يين من ش تي
المن ابت واألص ول بمن فيهم األقلي ات وينص على "أن جمي ع األردن يين أم ام الق انون س واء ال تمي يز بينهم في الحق وق
والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين" ( .)3وتم تأسيس وح دات مث ل الوح دات المنش أة في رئاس ة ال وزراء
ومديرية األمن ووزارة الداخلية ،أو مؤسسات مثل إدارة حماية األس رة ،وته دف ه ذه الوح دات والمؤسس ات الي تحقي ق
الديموقراطية وضمان حقوق االنسان وحريته.
7
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
وقد وقعت األردن على العديد من االتفاقيات التي تضمن حقوق االنسان منها:
االتفاقية الدولية إلزالة جميع أشكال التمييز العنصري .1
العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية .2
اتفاقية حقوق الطفل .3
اتفاقية منع والمعاقبة على جريمة اإلبادة الجماعية .4
العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .5
المغرب
بادرت الس لطات المغربي ة بإنش اء مجموع ة من الهيئ ات ال تي تهتم بحق وق االنس ان مث ل وزارة حق وق االنس ان وهيئ ة
االنصاف والمصالحة والمجلس االستشاري لحقوق االنسان ،وأصدرت الحكومة المغربية بعض القرارات لص الح الم رأة
حيث سمح بدخول 30امرأة الي البرلمان ،وتعتبر هيئة االنصاف والمصالحة من أهم الهيئات التي تعني بحقوق االنس ان
حيث تتحري في قضايا المختفين قسريا ،ومجه ولي المص ير األحي اء منهم واألم وات ،التع ويض عن األض رار المادي ة
والمعنوية للضحايا وذوي الحقوق ،عقدت هيئة االنصاف والمصالحة مجموعة من اللقاءات م ع "المرك ز ال دولي للعدال ة
االنتقالية" الذي يقدم معلومات قانونية وسياسية ،واجراء البحوث للمؤسسات التي تهتم بالديموقراطية وتقصي الحقائق (.)3
ونشأت العديد من المنظمات في بعض الدول العربية األخرى منها المغرب والجزائر والس عودية والكث ير من ال دول العربي ة
األخرى.
8
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
النتائج والمناقشة
يتعلق تقرير الحرية في العالم لس نة 2018بدراس ة التط ور على مس توى الحري ات السياس ية والحق وق المدني ة في
195دولة في العالم و 14إقليم خالل سنة .2017وقد جاء فيه أن الديمقراطية في العالم في تراجع مستمر منذ 12عام على
التوالي ،حيث كان التقرير تحت عنوان "أزمة الديمقراطية" .وأن ع ام 2017انتهت في ه الكث ير من حق وق االنس ان وحري ة
الصحافة والتعبير عن الرأي (شكل .)1
حققت الكثير من الدول انخفاضا في معايير الديمقراطية وفق ا للمؤش ر الع المي للحري ات السياس ية والحق وق المدني ة
أبرز هذه الدول هي تركيا ،وبالمقارنة مع السنوات السابقة فان الديموقراطية واحترام حقوق االنسان تشهد انخفاضا في العالم
ككل وباألخص في الدول العربية لكن ارتفعت المؤشرات في 35دولة فقط.
يوضح الشكل البي اني الت الي ان الديموقراطي ة ظلت فى تزاي د مس تمر لف ترة كب يرة وب دأت فى ال تراجع خالل العق د
الماضى .وتم تصنيف الدول على مس توي الع الم ع ام 2017من حيث الحري ة (ش كل )2فوج د أن %45 :من دول الع الم
صنفت كدول حرة %30 ،من دول العالم حرة جزئيا %25 ،دول غير حرة أي أن 88دولة ح رة 58 ،دول ة ح رة جزئي ا،
شكل :1دراسة الحريات السياسية والحقوق المدنية لـ 195دولة من عام 1987وحتى عام
49.دولة غير حرة
2017
ويوضح الشكل المقابل (شكل )3تقسيم األشخاص من حيث الحرية علي مستوي الع الم حيث يتمت ع %39من س كان الع الم
بالحرية التامة ،بينما يعيش %24من س كان الع الم في ظ روف ح رة جزئي ا %37 ،الب اقيين يعيش ون في ظ روف منعدم ة
الحرية .
شكل :4تراجع حقوق االنسان فى بعض الدول فى الشرق االوسط وشمال افريقيا
10
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
تعتبر الثورات العربية واالحتجاجات الشعبية واسقاط العديد من الحكام هي السبب الرئيسي لهبوط مستوي حقوق االنسان في
دولنا العربية وأيضا الحروب األهلية في ليبيا واليمن وسوريا ،إذ تعتبر س وريا أض عف دول ة عربي ا وح تى عالمي ا من حيث
الحقوق والحريات المدنية والسياسية حيث أصبحت سوريا في موقف ال تحسد عليه وصنفت كأسوأ األسوأ.
وضحت المؤشرات (شكل )5بانخفاض شديد فى مستوى الديموقراطية في الدول العربية بسبب المعاناة التي مرت بها البالد
منذ عام ،2011حيث يوضح الشكل التالي انخفاض الديموقراطية التي تعبر عن حقوق االنسان وحرياته وخاصة في ال دول
التي قامت فيها الصراعات.
11
SUEZ UNIVERSITY جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس
الخاتمة
حقوق االنسان في الدول العربية في حالة تأزم وانحدار وذلك بسبب األوضاع السياسية واالقتصادية واألمنية التي م رت به ا
البالد وخصوص ا من ذ ع ام ،2011حس ب تقري ر الحري ة في الع الم لع ام ،2019ان الم واطن الع ربي يفتق ر لمعظم حقوق ه
وحرياته ،وتم تصنيف معظم الدول العربية على أنها دول غير حرة ،باستثناء دولة تونس ولكنها ش هدت انخفاض ا في حق وق
االنسان في الفترة األخيرة.
يعتقد الجميع أن سبب هذا االنحدار هو الفترات العصيبة التي مرت بعا الدول العربية وتعنت األنظمة السياسية العربية وع دم
ج ديتها في موض وع حق وق اإلنس ان ،باإلض افة الي الوض ع االقتص ادي الم تردي والوض ع األم ني المنفلت بس بب انتش ار
اإلرهاب في معظم الدول العربية وهناك العديد من األسباب األخرى التي س اهمت في ت ردي الوض ع الحق وقي في المنطق ة،
وأي محاولة لرفع المستوي الحقوقي لإلنسان تتطلب جهدا كبيرا.
المراجع
أحمد الرشيدي ،حقوق االنسان (دراسة مقارنة في النظرية والتطبيق) ،مكتبة الشروق الدولية1/1/2005 ، .1
عزوز غربي ،حقوق اإلنسان بالمغرب العربي (دراسة في اآلليات والممارسة) ،جامعة الجزائر2013، .2
عبد هللا راشد سعيد النيادى ،أثر المتغ يرات الدولي ة واإلقليمي ة على تط وير حق وق االنس ان والمجتم ع الم دني في إط ار .3
جامعة الدول العربية ،جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا 2008،
زنوده مني ،وضعية حقوق االنسان في الدول العربية ،مجلة البحوث والدراسات ،المجلد ،16العدد ،2019 ،2ص15 .4
12