You are on page 1of 12

‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫التطور التاريخى لحقوق االنسان فى الدول العربية‬

‫‪1‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫الملخص‬
‫م ع غي اب االخالق والمب ادئ عن عالمن ا تج رد االنس ان من انس انيته واخالق ه‪ .‬فص ار الع الم من حولن ا بال حق وق‬
‫وواجبات‪ .‬واندثرت القيم االنسانية ومعانيها وأصبحنا نعيش تحت شعار "البقاء لألقوى"‪ .‬وبعد انفجار ثورات الربي ع الع ربي‬
‫زادت الخالفات بين الدول والنزاعات بين الزعماء وكنا على حافة الحرب العالمية الثالثة فأصبح الجميع يتحدثون عن حق وق‬
‫االنسان التي ال تعود بالنفع اال عليه فقط‪ .‬فكان يجب ترسيخ مبادئ حقوق االنسان بمختلف فئات ه من نس اء وأطف ال والج ئين‬
‫وذوي االحتياجات الخاصة وذلك دون االنحياز لطائفة بعينها حتى تعلم كل فئة حقوقها وواجباتها‪ .‬في النهاية ال نحت اج اال ان‬
‫يسترد االنسان القيم والمبادئ الدينية واألخالقية وإذا اندفع أحدهم نحو الباطل لتحقيق مراد شخص ي فان ه يعلم يقين ا أن الح ق‬
‫غالب في النهاية‪.‬‬

‫يشمل مصطلح (حقوق االنسان) جميع األف راد على وج ه الك رة األرض ية دون التمي يز بينهم على أس اس ال دين‪ ،‬أو‬
‫الجنس‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو اللغة حيث يعتبر جميع الناس متساوين من حيث حق وقهم اإلنس انية‪ .‬حق وق االنس ان ال تش تري بالم ال‬
‫وال تتجزأ فهي ملك لإلنسان متي وأين ولد وهذا لمجرد كونه انسانا‪ ،‬من أهم مصادر حقوق االنسان هي األدي ان الس ماوية ثم‬
‫العرف والوجدان ويجب الحصول عليها دون المساس بحقوق االخرين‪.‬‬

‫يهدف هذا البحث الي مناقشة التط ور الت اريخى لحق وق االنس ان فى ال دول العربي ة واالس اليب ال تى اتخ ذتها بعض‬
‫الدول للمحافظة على حقوق االنس ان مث ل الحري ة الشخص ية والسياس ية وحري ة التعب ير عن ال رأي وحري ة الص حافة وح ق‬
‫التظاهر السلمي حيث تعتبر حقوق االنسان جوهر الكرامة اإلنسانية وتساعد االنسان على استخدام وتطوير خصالة اإلنس انية‬
‫وقدراته العقلية والمواهب الفطرية وتساعده على زيادة مستوي المعيشة‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫يظل مفهوم حقوق االنسان من المفاهيم الجدلية مث ل معظم المص طلحات السياس ية واالجتماعي ة‪ ،‬ال تي ال يوج د ثم ة‬
‫اتفاق حول تعريف موحد ودقيق للمصطلح‪ .‬وذلك بسبب اختالف المنظور الذي ينظر اليه من خالله‪ .‬كم ا أن طبيع ة المفه وم‬
‫وإمكانية استغالله من قبل فئات معينة يحتم علينا البحث في هذا المفهوم وتطوره وآلياته‪.‬‬

‫ان مصطلح حقوق االنسان كغيره من مصطلحات العلوم السياسية‪ ،‬ال يمكن وضع تعريف ج امع ش امل ل ه‪ ،‬فهي فى‬
‫تطور مستمر مع تط ور الظ روف المحيط ة س واء على الص عيد ال دولي أو اإلقليمي أو المحلي‪ ،‬على المس توي السياس ي أو‬
‫القانوني‪ ،‬ماكان اليعتبر من حق وق اإلنس ان قب ل ع دة س نوات أص بح اآلن حق ا ً اساس يا ً ولع ل ذل ك م رده الطبيع ة المتغ يرة‬
‫والمتجددة لهذه الحقوق التي تواكب تطورات العصر في تغيرها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫هناك عدة تعريفات لمفهوم حقوق االنسان وأبرزها هو ما يشير الى أنها "مجموع ة من االحتياج ات والمط الب ال تي‬
‫يلزم توافرها بالنسبة الى عموم األشخاص وفى أي مجتم ع دون تمي يز بينهم س واء العتب ارات الجنس أو الل ون أو الن وع أو‬
‫العقيدة السياسية أو األصل الوطني أو ألي اعتبار اخر" (‪.)1‬‬

‫أو كما لخصها دونيلى على انها "حرفيات الحق وق ال تي يتمت ع به ا االنس ان لمج رد كون ه انس انا‪ .‬وله ذا هي حق وق‬
‫متساوية‪ ،‬ألننا جميعا مخلوقات متساوية هذه الحقوق هي كذلك حقوق غير قابلة للتحويل‪ ،‬ألن ه مهم ا تص رفنا بغ ير إنس انية‪،‬‬
‫فنحن ال نستطيع اال أن نكون ادميين"‪.‬‬

‫مرت الكثير من التطورات واألحداث على وطننا العربي خالل الخمسة عقود الماضية وما سبقها‪ .‬وخفقت الكثير من‬
‫المشاريع الطموحة للتغيير‪ .‬ومما ال شك فيه أن سبب هذه اإلخفاقات المتتالية واالحباطات هو المجتمع بفاعليات ه وق واه الحي ة‬
‫الذي يمثل العامل الرئيسي في عملي ة التغي ير‪ ،‬ومن ع المجتم ع من تأدي ة دوره عن ط رق الهيمن ة واالس تبداد‪ .‬باإلض افة الي‬
‫تعطيل عوامل النهوض المدني ومن أهمها اليات التح ول ال ديموقراطي‪ ،‬ال تي تمث ل العام ل األهم في بن اء المجتم ع الم دني‪،‬‬
‫وفسح المجال لها لكي تأخذ دورها الطبيعي في تطوير وتحديث المجتمع وعالقاته الداخلية‪.‬‬

‫أص بح من الالزم على المنظم ات االهلي ة وهيئ ات المجتم ع الم دني اع داد البح وث والدراس ات في مج ال التك ون‬
‫االجتماعي العربي وجوانب هذا التكون‪ ،‬ودراسة األمراض الناتجة عن العادات والتقاليد الموروثة عن المجتمع‪ ،‬وهذا بس بب‬
‫حالة التخلف الحضاري والتأخر التاريخي الذي يعاني منها المجتمع العربي ككل‪ ،‬الي جانب الحي اة االس تبدادية ال تي نعيش ها‬
‫تشكل مجموعة من اإلشكاليات المعقدة والمترابطة فيما بينها‪ ،‬حيث يؤدي استمرار انتشارها في المجتمع الع ربي الي تعطي ل‬
‫عملية التطور وبناء مجتمع مدني متقدم‪.‬‬

‫القضية ليست مجرد قضية سياس ية متعلق ة بتغي ير األنظم ة السياس ية الظالم ة والمس تبدة‪ ،‬واس تبدالها بأنظم ة عادل ة‬
‫ديموقراطية‪ .‬وانما هي قضية مجتمع قبل كل شيء تخص مختلف الميادين العلمية والثقافية‪ ،‬ومنها الطبيع ة البنيوي ة للمجتم ع‬
‫العربي والعادات والتقاليد واألعراف والعالقات الداخلية التي تمثل الحي اة العام ة‪ ،‬بالت الي ال يمكن النه وض وتك وين مجتم ع‬
‫مدني متقدم دون تجاوز التقليد واالستبداد‪ ،‬وهذا يتطلب فكر واض ح وإرادة مدني ة ح رة لتحقي ق التغي ير وبن اء مجتم ع م دني‬
‫يستطيع االنسان ان يعيش فيه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫عرض الخلفية والدراسات السابقة‬


‫االعتراف بحقوق االنسان موجود من قديم األزل وتعتبر األديان السماوية الثالث ة (اليهودي ة والمس يحية واإلس المية) من أهم‬
‫المص ادر ال تي أق رت بحق وق االنس ان‪ ،‬باإلض افة الي بعض الحض ارات القديم ة مث ل الحض ارة الفرعوني ة والص ينية‪ .‬ب دأ‬
‫االهتمام بحقوق االنسان على الصعيد الدولي منذ أربعينات القرن الماضي بعد ظهور اإلعالن العالمي لحق وق االنس ان لس نة‬
‫‪ ، 1948‬وإصدار العهدين الدوليين سنة ‪ ،1967‬أصبح ملف حقوق االنسان من الملفات المهمة والحساس ة ل دي ك ل ال دول‪،‬‬
‫ويعتبر مقياس أساسي لمعرفة ديموقراطية النظام السياسي والحكومة وبالتالي استقرار الدولة‪ ،‬وأصبحت ال دول تص نف وفق ا‬
‫للعديد من المؤشرات العالمية المعترف بها الي دولة حرة‪ ،‬وشبه حرة وغير حرة‪.‬‬

‫ولحقوق اإلنسان مجموعة من السمات المرتبطة بطبيعتها والهدف منها‪ ،‬نذكر منها (‪:)2‬‬

‫أن حقوق اإلنسان ذات طبيعة حركية ومتطورة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الهدف من حقوق اإلنسان هو ضمان الكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األصل في حقوق اإلنسان أنها مسألة وطنية داخلية؛ حيث تعد شأنا داخليا للدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ترا بط وعدم قابلية حقوق اإلنسان للتجزئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم قابلية بعض الحقوق للتنازل عنها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أهمية المحافظة على حقوق االنسان‬

‫تحقيق متطلبات العيش الكريم للمواطن‪ ،‬وبالتالي توفير الرضا واالنتماء الشعبي للدولة والنظام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عملت حقوق اإلنسان على إلقاء الضوء على كافة الجرائم التي ترتكب في اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حقوق االنسان حفظت كرامة االنسان في مختلف االحوال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عملت المنظمات الدولية على الحفاظ على حياة الطفل من خالل تشريع القوانين االزمة لمن ع اس تغالل األطف ال وخاص ة‬ ‫‪‬‬
‫حقوقها‪.‬‬ ‫أن هذه الفئة ال تمتلك من يدافع عنها ويحمي‬
‫حقوق االنس ان منحت الم رأة كاف ة حقوقه ا وك ذلك س اوتها بالرج ال‪ ،‬وك ذلك حمت ه ذه الحق وق الم رأة من االس تغالل‬ ‫‪‬‬
‫واالنتهاك‪ ،‬وقد منحت هذه المنظمات الدولية للمرأة كافة حقوقها التي قد منحتها لها كافة األديان السماوية‪.‬‬
‫حصول األشخاص المعذبين في األرض اللذين يعانون كثيراً في حياتهم وفي كافة بقاع األرض‪ ،‬وذل ك لض مانة حص ول‬ ‫‪‬‬
‫هؤالء األشخاص المطحونين في الحياة على كافة حقوقهم بالتساوي ودون تمييز‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫هناك العديد من األسباب التي أدت الي تطور مسيرة حقوق االنسان منها‪:‬‬

‫تطور الحياة السياسية وزيادة التقارب واالتصال بين الشعوب‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تطور الحياة االقتصادية التي أدت الي االنفتاح االقتصادي بين الدول وزيادة التبادل التجاري واالتفاقيات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام األسلحة الفتاكة المدمرة في الحروب التي تعد انتهاكا لحياة االنسان وليس حريته فقط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شعور الضمير العالمي بأن القوانين الداخلية ليست كافية بما يلزم لحماية حقوق االنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التحديات التى تواجه حقوق االنسان‪:‬‬

‫يواج ه الوض ع الحق وقي في الع الم الع ربي العدي د من التح ديات‪ ،‬يرتب ط البعض منه ا باألوض اع السياس ية واألمني ة وح تى‬
‫االقتصادية التي تشهدها الدول العربية‪ ،‬وكذا الوضع الدولي الذي تعيش فيه‪ ،‬ويرتبط البعض اآلخر بطبيع ة األنظم ة العربي ة‬
‫في حد ذاتها؛ حيث تعتبر في الكث ير من األحي ان الس بب الرئيس ي وراء ت دهور األوض اع اإلنس انية في المنطق ة‪ .‬ومن حيث‬
‫التحديات التي تواجه الدول العربية في الوقت الراهن فإنه يمكن تصنيفها إلى ثالث مجاالت أساسية كاآلتى‪:‬‬

‫تحديات امنية‪ :‬وهي مرتبطة بالوضع األمني في المنطقة العربية ال ذي يتس م بع دم االس تقرار والت أزم في العدي د من‬ ‫‪.1‬‬
‫المناطق‪ ،‬خصوصا بعد موجة الربيع العربي وم ا أفرزت ه من انهي ار للدول ة في العدي د من ال دول على غ رار ليبي ا‪،‬‬
‫اليمن وانتشار السالح والجماعات اإلرهابية (‪.)4‬‬

‫تح ديات سياس ية وقانونية‪ :‬يك اد يجم ع معظم الب احثين والمحللين في قض ايا النظم السياس ية وحق وق اإلنس ان أن‬ ‫‪.2‬‬
‫الديمقراطية تعتبر المدخل األساسي لتحقيق والحفاظ على حقوق اإلنسان‪ ،‬خصوصا في فترة ما بعد الح رب الب اردة‪،‬‬
‫أين أص بحت تط رح ب الموازاة م ع قض ايا اإلص الح السياس ي والتمكين ال ديمقراطي‪ .‬وفي الس ياق الع ربي يرج ع‬
‫الكثيرون أن السلطوية وغياب الديمقراطية على األق ل تعثره ا في العدي د من ال دول العربي ة تعت بر العقب ة األساس ية‬
‫األولى أمام حماية حقوق اإلنسان العربي (‪.)4‬‬

‫تحديات اقتصادية‪ :‬والمرتبطة باالقتصاد العربي والتح ديات ال تي يواجهه ا حالي ا من عج ز الميزاني ة والمديوني ة ‪...‬‬ ‫‪.3‬‬
‫خصوصا في ظل ما يتميز به االقتصاد العربي من غي اب للتن وع وض عف الص ناعة المحلي ة واالعتم اد على الري ع‬
‫النفطي بالنسبة للعديد من البلدان‪ ،‬األمر الذي يجعلها رهينة ألسعار النفط عالميا (‪.)4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫تطور حقوق االنسان‪:‬‬

‫تنوعت حقوق االنسان بين حقوق سياسية ومدنية وثقافية واقتصادية وتطورت على أجيال مختلفة وهي كالتالي‪:‬‬

‫الجيل األول‪ :‬الحقوق المدنية والسياسية (الحقوق الزرقاء)‪.‬‬

‫هي مجموعة من حقوق االنسان تنصب بالدرجة األولي للفرد وأهمها التحرر من الرق واالستعباد‪ ،‬حرية الفكر والتعبير‪،‬‬
‫حرية اخي ار الديان ة ويطل ق عليه ا الحق وق المدني ة‪ ،‬وأيض ا حق وق له ا عالق ة بالمش اركة بالحي اة السياس ية والقض ائية‬
‫والتنفيذية ويطلق عليها الحقوق السياسية‪.‬‬

‫الجيل الثاني‪ :‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫الحقوق االقتصادية‪ :‬هي كل الظروف ال تي من ش أنها أن ت وفر حي اة كريم ة للف رد وه ذا يس تدعي من الدول ة اتخ اذ‬ ‫‪.1‬‬
‫خطوات إيجابية في هذا االتجاه‪.‬‬
‫الحقوق االجتماعية‪ :‬توفير وضمان دخول ومشاركة وممارس ة جمي ع المظ اهر االجتماعي ة للمجتم ع ال ذي ينتمي ل ه‬ ‫‪.2‬‬
‫الفرد‪.‬‬
‫الحقوق الثقافية‪ :‬توفير وضمان دخول ومشاركة وممارسة جميع مظاهر الحياة الثقافية المعبرة عن هوية وثقافة الفرد‬ ‫‪.3‬‬
‫والشعب الذي ينتمي له‪.‬‬

‫الجيل الثالث‪:‬‬

‫هي الحق وق ال تي تتخطي الحق وق المدني ة والسياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة ووردت الحق وق المس ماة‬
‫بالتضامنية والتي لها صبغة دولية في المذاهب القانونية بالرغم من اختالف الم ذاهب بالمض مون اال انه ا تتمح ور ح ول‬
‫مبدأ المساواة وعدم التمييز‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫دور بعض الدول العربية لحماية حقوق االنسان‪:‬‬

‫لقد قامت بعض السلطات الوطنية في الدول العربية بوضع دساتير لتحديد سياسة الدولة وعالقتها بالمجتمع وذلك للحفاظ على‬
‫الحريات العامة والحقوق المدنية وأصبحت العديد من الدول العربية تحافظ على حقوق االنسان منها (‪:)3‬‬

‫مصر‬

‫نشأت منظمات حقوق االنسان في مصر‪ ،‬وتطورت خالل االعوام الماضية في إطار ثالثة قوانين وضعتها الدول ة لتنظيم‬
‫عمل المنظمات األهلية‪ ،‬هي‪ :‬القانون رقم ‪ 32‬لعام ‪ ،1964‬والقانون ‪ 153‬لعام ‪ ،1999‬والقانون ‪ 84‬لعام ‪ ،2002‬وقد‬
‫شهد قطاع منظمات حقوق االنسان نموا متزايدا من ذ منتص ف الس بعينيات وح تى ع ام ‪ ،2005‬حيث نش أت ح والي ‪41‬‬
‫منظمة غير حكومية وأهلية هدفها الدفاع عن حقوق االنسان (‪ .)3‬ومن امثلة المنظمات والجمعيات التى ظهرت فى مص ر‬
‫لحماية حقوق االنسان‪:‬‬

‫الجمعية المصرية لحقوق االنسان بالجيزة‪ ،‬وجمعية أنصار حقوق االنسان بالق اهرة وجمعي ة أنص ار حق وق االنس ان‬ ‫‪.1‬‬
‫باإلسكندرية وتعتبر المجموعة األولي التي ظهرت قبل ‪.1980‬‬
‫المنظمة المصرية لحقوق االنسان ال تي تعت بر كف رع للمنظم ة العربي ة لحق وق االنس ان وال تي تأسس ت في ق برص‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وتعتبر هذه المنظمات من المجموعة الثانية التي ظهرت خالل الفترة من ‪1980‬الي ‪.1990‬‬
‫تشمل المجموعة الثالثة ‪ 24‬منظمة ظه رت خالل الف ترة من ‪1990‬الي ‪ ،2002‬وهي عب ارة عن ش ركات مدني ة ال‬ ‫‪.3‬‬
‫تهدف للربح‪.‬‬
‫تشمل المجموعة الرابعة ‪ 12‬جمعية نشأت بعد عام ‪ ،2002‬تم تأسيسها كمنظمات ومؤسسات أهلية وش ركات مدني ة‬ ‫‪.4‬‬
‫منها (مركز الطفل المصري‪ ،‬الشبكة العربية لمعلومات حقوق االنسان‪ ،‬مركز الدراسات الريفية)‪.‬‬

‫األردن‬

‫خصص الدستور األردني الذي صدر عام ‪ 1952‬فصال كامال لحقوق االنس ان بعن وان‪" :‬حق وق األردن يين وواجب اتهم"‬
‫في المواد من ‪ 5‬الي ‪ ،25‬تعبيرا عن األهمية التي توليها األردن لحقوق االنسان‪ .‬فهو يضمن حق وق األردن يين من ش تي‬
‫المن ابت واألص ول بمن فيهم األقلي ات وينص على "أن جمي ع األردن يين أم ام الق انون س واء ال تمي يز بينهم في الحق وق‬
‫والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين" (‪ .)3‬وتم تأسيس وح دات مث ل الوح دات المنش أة في رئاس ة ال وزراء‬
‫ومديرية األمن ووزارة الداخلية‪ ،‬أو مؤسسات مثل إدارة حماية األس رة‪ ،‬وته دف ه ذه الوح دات والمؤسس ات الي تحقي ق‬
‫الديموقراطية وضمان حقوق االنسان وحريته‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫وقد وقعت األردن على العديد من االتفاقيات التي تضمن حقوق االنسان منها‪:‬‬
‫االتفاقية الدولية إلزالة جميع أشكال التمييز العنصري‬ ‫‪.1‬‬
‫العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‬ ‫‪.2‬‬
‫اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫‪.3‬‬
‫اتفاقية منع والمعاقبة على جريمة اإلبادة الجماعية‬ ‫‪.4‬‬
‫العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪.5‬‬

‫المغرب‬

‫بادرت الس لطات المغربي ة بإنش اء مجموع ة من الهيئ ات ال تي تهتم بحق وق االنس ان مث ل وزارة حق وق االنس ان وهيئ ة‬
‫االنصاف والمصالحة والمجلس االستشاري لحقوق االنسان‪ ،‬وأصدرت الحكومة المغربية بعض القرارات لص الح الم رأة‬
‫حيث سمح بدخول ‪ 30‬امرأة الي البرلمان‪ ،‬وتعتبر هيئة االنصاف والمصالحة من أهم الهيئات التي تعني بحقوق االنس ان‬
‫حيث تتحري في قضايا المختفين قسريا‪ ،‬ومجه ولي المص ير األحي اء منهم واألم وات‪ ،‬التع ويض عن األض رار المادي ة‬
‫والمعنوية للضحايا وذوي الحقوق‪ ،‬عقدت هيئة االنصاف والمصالحة مجموعة من اللقاءات م ع "المرك ز ال دولي للعدال ة‬
‫االنتقالية" الذي يقدم معلومات قانونية وسياسية‪ ،‬واجراء البحوث للمؤسسات التي تهتم بالديموقراطية وتقصي الحقائق (‪.)3‬‬

‫ونشأت العديد من المنظمات في بعض الدول العربية األخرى منها المغرب والجزائر والس عودية والكث ير من ال دول العربي ة‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫النتائج والمناقشة‬
‫يتعلق تقرير الحرية في العالم لس نة ‪ 2018‬بدراس ة التط ور على مس توى الحري ات السياس ية والحق وق المدني ة في‬
‫‪ 195‬دولة في العالم و‪ 14‬إقليم خالل سنة ‪ .2017‬وقد جاء فيه أن الديمقراطية في العالم في تراجع مستمر منذ ‪12‬عام على‬
‫التوالي‪ ،‬حيث كان التقرير تحت عنوان "أزمة الديمقراطية"‪ .‬وأن ع ام ‪ 2017‬انتهت في ه الكث ير من حق وق االنس ان وحري ة‬
‫الصحافة والتعبير عن الرأي (شكل ‪.)1‬‬

‫حققت الكثير من الدول انخفاضا في معايير الديمقراطية وفق ا للمؤش ر الع المي للحري ات السياس ية والحق وق المدني ة‬
‫أبرز هذه الدول هي تركيا‪ ،‬وبالمقارنة مع السنوات السابقة فان الديموقراطية واحترام حقوق االنسان تشهد انخفاضا في العالم‬
‫ككل وباألخص في الدول العربية لكن ارتفعت المؤشرات في ‪ 35‬دولة فقط‪.‬‬

‫يوضح الشكل البي اني الت الي ان الديموقراطي ة ظلت فى تزاي د مس تمر لف ترة كب يرة وب دأت فى ال تراجع خالل العق د‬
‫الماضى‪ .‬وتم تصنيف الدول على مس توي الع الم ع ام ‪ 2017‬من حيث الحري ة (ش كل ‪ )2‬فوج د أن‪ %45 :‬من دول الع الم‬
‫صنفت كدول حرة‪ %30 ،‬من دول العالم حرة جزئيا‪ %25 ،‬دول غير حرة أي أن ‪ 88‬دولة ح رة‪ 58 ،‬دول ة ح رة جزئي ا‪،‬‬

‫شكل ‪ :1‬دراسة الحريات السياسية والحقوق المدنية لـ ‪ 195‬دولة من عام ‪ 1987‬وحتى عام‬
‫‪ 49.‬دولة غير حرة‬
‫‪2017‬‬

‫ويوضح الشكل المقابل (شكل ‪ )3‬تقسيم األشخاص من حيث الحرية علي مستوي الع الم حيث يتمت ع ‪ %39‬من س كان الع الم‬
‫بالحرية التامة‪ ،‬بينما يعيش ‪ %24‬من س كان الع الم في ظ روف ح رة جزئي ا‪ %37 ،‬الب اقيين يعيش ون في ظ روف منعدم ة‬
‫الحرية ‪.‬‬

‫شكل ‪ :3‬دراسة الحريات السياسية والحقوق‬


‫‪9‬‬ ‫المدنية لألفراد عام ‪2017‬‬

‫شكل ‪ :2‬دراسة الحريات السياسية والحقوق المدنية لـ‬


‫‪ 195‬عام ‪2017‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫شهدت الدول العربية تراجعا كبيرا بالنسبة لمؤشر حقوق االنس ان وحريات ه وخصوص ا في الف ترة األخ يرة (ش كل ‪ )4‬نظ را‬
‫للثورات واألحداث السياسية واألمنية المضطربة في المنطقة العربية‪ ،‬ولكن احتلت “إس رائيل” المرتب ة األولى (حيث تجاه ل‬
‫شر األراضي الفلسطينيّة المحتلّة) وجاءت في المرتبة ‪ 49‬عالميًا وقد جمعت ‪ 7.52‬نقطة‪ .‬بينما جاءت تركيا في المرتب ة‬
‫المؤ ّ‬
‫(‪ )107‬عالميًا‪ ،‬وإيران في المرتبة (‪ )153‬عالميًا‪.‬‬

‫شكل ‪ :4‬تراجع حقوق االنسان فى بعض الدول فى الشرق االوسط وشمال افريقيا‬

‫‪10‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬
‫تعتبر الثورات العربية واالحتجاجات الشعبية واسقاط العديد من الحكام هي السبب الرئيسي لهبوط مستوي حقوق االنسان في‬
‫دولنا العربية وأيضا الحروب األهلية في ليبيا واليمن وسوريا‪ ،‬إذ تعتبر س وريا أض عف دول ة عربي ا وح تى عالمي ا من حيث‬
‫الحقوق والحريات المدنية والسياسية حيث أصبحت سوريا في موقف ال تحسد عليه وصنفت كأسوأ األسوأ‪.‬‬

‫وضحت المؤشرات (شكل ‪ )5‬بانخفاض شديد فى مستوى الديموقراطية في الدول العربية بسبب المعاناة التي مرت بها البالد‬
‫منذ عام ‪ ،2011‬حيث يوضح الشكل التالي انخفاض الديموقراطية التي تعبر عن حقوق االنسان وحرياته وخاصة في ال دول‬
‫التي قامت فيها الصراعات‪.‬‬

‫شكل ‪ :5‬تطور الحرية فى بعض الدول العربية فى العقد االخير‬

‫‪11‬‬
‫‪SUEZ UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة الس ـ ــوي ـ ـ ـ ــس‬

‫الخاتمة‬
‫حقوق االنسان في الدول العربية في حالة تأزم وانحدار وذلك بسبب األوضاع السياسية واالقتصادية واألمنية التي م رت به ا‬
‫البالد وخصوص ا من ذ ع ام‪ ،2011‬حس ب تقري ر الحري ة في الع الم لع ام ‪ ،2019‬ان الم واطن الع ربي يفتق ر لمعظم حقوق ه‬
‫وحرياته‪ ،‬وتم تصنيف معظم الدول العربية على أنها دول غير حرة‪ ،‬باستثناء دولة تونس ولكنها ش هدت انخفاض ا في حق وق‬
‫االنسان في الفترة األخيرة‪.‬‬

‫يعتقد الجميع أن سبب هذا االنحدار هو الفترات العصيبة التي مرت بعا الدول العربية وتعنت األنظمة السياسية العربية وع دم‬
‫ج ديتها في موض وع حق وق اإلنس ان‪ ،‬باإلض افة الي الوض ع االقتص ادي الم تردي والوض ع األم ني المنفلت بس بب انتش ار‬
‫اإلرهاب في معظم الدول العربية وهناك العديد من األسباب األخرى التي س اهمت في ت ردي الوض ع الحق وقي في المنطق ة‪،‬‬
‫وأي محاولة لرفع المستوي الحقوقي لإلنسان تتطلب جهدا كبيرا‪.‬‬

‫المراجع‬
‫أحمد الرشيدي‪ ،‬حقوق االنسان (دراسة مقارنة في النظرية والتطبيق)‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪1/1/2005 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عزوز غربي‪ ،‬حقوق اإلنسان بالمغرب العربي (دراسة في اآلليات والممارسة)‪ ،‬جامعة الجزائر‪2013،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عبد هللا راشد سعيد النيادى‪ ،‬أثر المتغ يرات الدولي ة واإلقليمي ة على تط وير حق وق االنس ان والمجتم ع الم دني في إط ار‬ ‫‪.3‬‬
‫جامعة الدول العربية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا ‪2008،‬‬
‫زنوده مني‪ ،‬وضعية حقوق االنسان في الدول العربية‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‪ ،‬المجلد‪ ،16‬العدد‪ ،2019 ،2‬ص‪15‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪12‬‬

You might also like