You are on page 1of 162

‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪37‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪38‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪40‬‬
‫محاضرات القانون الدولي لحقوق االنسان موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫‪41‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي ‪-‬الشلف‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫قسم القانون العام‬

‫محاضرات في المنظمات‬
‫الدولية‬
‫مطبوعة مقدمة لطلبة الماستر‬
‫تخصص القانون الدولي‬
‫ماستر ‪ 1‬السداسي الول‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد بشارة موسى‬
‫أستاذ محاضر قسم أ‬
‫السنة الجامعية‪2019/2020:‬‬

‫المقدمة‬

‫‪1‬‬
‫فكرة التنظيم الدولي فكرة قديمة راودت المفكرين والحكام منذ أقدم‬
‫العصور‪ ،‬فهي ضاربة الجذور في التاريخ النساني‪ ،‬ومع ذلك لم تظهر‬
‫الفكرة في الواقع العملي إل مؤخرا‪ ،‬وجوهر فكرة التنظيم الدولي يكمن‬
‫في أن العلقات بين الدول تكون أكثر سلما وأعمق أمنا وأشمل تعاونا‬
‫إذا كانت هذه العلقات تجرى من خلل قنوات منتظمة أي عن طريق‬
‫أجهزة منظمة‪ ،‬والبديل عن هذا النظام ل يكون إل لسيادة قانون الغاب‪،‬‬
‫سواء تمثل ذلك في فوضى عالمية أو إقليمية أو إمبراطورية عالمية‪،‬‬
‫بحيث نرى أن العالم تردى بين هاتين الصورتين من العلقات الدولية‬
‫دون أن يتمكن أيهما من تحقيق السلم والمن الدوليين والتعاون‬
‫الدولي‪ .‬وفكرة السلم والمن الدولي والتعاون ل تتحقق إل بوجود هيئة‬
‫‪(1).‬أو منظمة دولية دائمة يتم من خللها العمل على تحقيق ذلك‬
‫وانطلقا من هذه الفكرة فإن المنظمة الدولية هي مقتضى جوهر‬
‫التنظيم الدولي‪ ،‬ومع ذلك أن المنظمة الدولية ليست غاية في حد ذاتها‬
‫بقدر ما هي وسيلة لتحقيق التنظيم الدولي‪ ،‬إل أنه ل يتصور من ظروف‬
‫عالم اليوم تحقيق هذا التنظيم الدولي بدون وجود منظمة أو منظمات‬
‫متعددة‪ ،‬من حيث التكوين والهداف والمبادئ والنشاط‪ .‬والتنظيم‬
‫الدولي ليس إل ثمرة لجهود فكرية وسياسية وقانونية متباينة ومتعددة‬
‫بذلها المفكرون والفقهاء ورجال السياسة والقانون منذ بداية المجتمع‬
‫الدولي للدراك النساني لهمية وفائدة المنظمات الدولية‪ ،‬كما أن‬
‫المنظمات الدولية تهدف أساسا إلى تحقيق التعاون الدولية بين الدول‪،‬‬
‫خاصة المنظمات أو الوكالت الدولية المتخصصة‪ ،‬وهذا التعاون يفترض‬
‫وجود التعايش السلمي بين المجتمع الدولي وهو أساس موضوع القانون‬
‫الدولي التقليدي الذي يقوم على مجموعة من المبادئ الساسية التي‬
‫وردت في ميثاق المم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية‬
‫والقليمية‪ ،‬مثل عدم جواز استخدام القوة العسكرية في العلقات‬
‫الدولية إل لمصلحة المجتمع الدولي‪ ،‬وحل النزاعات الدولية بالطرق‬
‫السلمية‪ ،‬ومبدأ المساواة بين الدول في الحقوق والواجبات‪ ،‬وعدم‬
‫التدخل في الشؤون الداخلية للدول‪ ،‬وحق الشعوب في تقرير مصيرها‬
‫السياسي والقتصادي والثقافي‪ ،‬واحترام حقوق النسان وحرياته‬
‫الساسية‪ .‬والواقع أن القرن العشرين قد شهد تطورا سريعا وعميقا في‬
‫مجال العلقات الدولية‪ ،‬جعل من المنظمات الدولية ظاهرة أساسية من‬
‫‪11-‬‬ ‫د‪ .‬عبد الملك يونس محمد‪ ،‬مسؤولية المنظمات الدولية عن أعمالها والقضاء المختص‬
‫‪.‬بمنازعاتها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،1984 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪2‬‬
‫ظواهر الحياة النسانية المعاصرة‪ ،‬بحيث أصبح من السمات الساسية‬
‫المميزة للمجتمع الدولي في وضعه الراهن انتشار المنظمات الدولية‪،‬‬
‫بحيث يشمل نشاطها كافة مجالت المجتمع الدولي‪ .‬لقد ساد في‬
‫المجتمع الدولي خلل القرنين السابع عشر والثامن عشر ظاهرتين‬
‫هامتين وهما‪ :‬استمرار الدولة ذات السيادة‪ ،‬والتحولت الجوهرية‬
‫المتتالية‪ ،‬وذلك نتيجة لظهور الثورات على المستويات السياسية‬
‫والقتصادية والجتماعية والثقافية‪ ،‬خاصة في الفترة ما بين الحربين‬
‫الولى والثانية‪ ،‬وقد اتسع نطاق المجتمع الدولي وأصبح أكثر ترابطا‬
‫واتصال بسبب التطور والتقدم الهائل في وسائل التصال والنقل‪ ،‬مما‬
‫دفع بالدول التي أيقنت بالحاجة الملحة لتطوير قواعد القانون الدولي‬
‫وتطويع المبادئ التقليدية لهذا القانون المرتبطة بفكرة السيادة المطلقة‬
‫للدولة‪ ،‬وقد كانت الخطوة الولى نحو فكرة التنظيم الدولي وبعبارة أدق‬
‫المنظمات الدولية هي العتراف للدول الكبرى بسلطة حل المسائل‬
‫ذات الطابع العالمي‪ ،‬وهو ما يعني تفضيل هذه الدول على غيرها من‬
‫الدول الخرى‪ ،‬وهو مبدأ يتنافي مع فكرة المفهوم التقليدي لمبدأ‬
‫المساواة في السيادة في القانون الدولي‪ ،‬وبعد انتهاء الحرب العالمية‬
‫الثانية ونتيجة للضغط القتصادي والتحول السياسي والجتماعي اتضحت‬
‫أهمية المنظمات الدولية لدى الدول‪ ،‬مع احتفاظ الدول الكبرى بالهيمنة‬
‫على حل المسائل السياسية والقتصادية والجتماعية العالمية‪ .‬ولقد‬
‫نشأت شبه حكومة عالمية بين كل من إنجلترا والنمسا وبروسيا وألمانيا‬
‫وروسيا وفرنسا‪ ،‬في عهد لويس الثامن عشر بموجب معاهدة أكس عام‬
‫‪ ،1818‬وبمقتضى مؤتمر لندن عام ‪ ،1831‬احتكرت هذه الدول سلطة‬
‫تمثيل المجتمع الدولي إن جاز القول آنذاك‪ .‬أما في القرن التاسع عشر‬
‫قد تمثلت الخطوة نحو تحقيق هذا الهدف في عقد المؤتمرات الدولية‬
‫بصورة دورية منتظمة‪ ،‬وتعد المؤتمرات الدولية وسيلة للتلقي‬
‫والتفاوض المباشر بين الدول لمواجهة المشاكل والزمات القائمة‬
‫والعالقة بينها‪ ،‬كما أن هذه المؤتمرات تختلف عن المنظمة الدولية وذلك‬
‫لعدم وجود مقر دائم لها وعدم وجود ميثاق منشئ ول أجهزة دائمة‪،‬‬
‫والمؤتمر ينعقد لفترة زمنية محددة ثم ينتهي بعدها‪ ،‬مثل مؤتمر الوفاق‬
‫الوروبي ومؤتمر برلين عام ‪ ،1885‬ومؤتمري لهاي عامي ‪-1899‬‬
‫‪1907.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشإكالية‪ :‬مصطلح الشكالية يشير إلى مجموعة من السئلة‬
‫المحورية الساسية والثانوية حول مضامين ومفاهيم وقواعد‬
‫ومصطلحات معينة‪ ،‬قد تحتاج إلى إجابة علمية أكاديمية ذات صلة‬
‫بالموضوع‪ ،‬أو هي فراغ أو نقص في المعارف العلمية المتعلقة بالبحث‬
‫العلمي حول مدلول ومضامين ومصطلحات معينة تحتاج من الباحث‬
‫العلمي أن يجيب عنها في الموضوع ‪ ،‬والشكالية المطروحة في هذه‬
‫المطبوعة ما هو مدلول المنظمات الدولية؟ وهل تتمتع هذه‬
‫المنظمات بشخصية قانونية تؤهلها لكتساب الحقوق والتحمل‬
‫لللتزامات الدولية ؟‬
‫وهل للمنظمة الدولية أجهزة تؤدي من خللها وظيفتها الساسية؟ وهل‬
‫تتحمل المنظمة الدولية المسؤولية الدولية أم ل؟ وهل للقرارات التي‬
‫تصدرها قوة إلزامية تجاه الدول العضاء أم ل؟‬
‫‪:‬وللجابة على هذه الشكالية قسمنا المطبوعة إلى الفصول التالية‬
‫الفصل الول‪ :‬الطإار المفاهيمي للمنظمات الدولية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬منظمة المم المتحدة نموذجا‬

‫الفصل الول‪ :‬الطإار المفففاهيمي‬


‫للمنظمة الدولية‬
‫يعتبر الختلف الكبير بين المنظمات الدولية والقليمية والحكومية وغير‬
‫الحكومية والوكالت المتخصصة‪ ،‬سواء من حيث مفهومها مواثيقها أو‬
‫أهدافها أو اختصاصاتها أو أجهزتها المختلفة وصلحياتها وسلطاتها‬
‫الممنوحة لها بموجب المعاهدة الدولية المنشئة لها‪ ،‬هذا المر أدى‬
‫وحال دون تعريفها تعريفا دقيقا وقانونيا موحدا‪ ،‬لذلك فإن أغلب‬
‫المفاهيم والتعاريف التي أعطيت للمنظمات الدولية تتضمن مجموعة‬

‫‪4‬‬
‫من العناصر التي تعتبر ضرورية لقيام المنظمات الدولية العالمية‬
‫‪.‬والقليمية الحكومية وغير الحكومية‬
‫والغالبية العظمى من الفقهاء في القانون الدولي المعاصر يعرف‬
‫المنظمة الدولية بأنها إما منظمة أو هيئة أو مؤسسة تتكون أساسا من‬
‫مجموعة من الدول تتفق على إنشائها بموجب معاهدة دولية أو‬
‫بمقتضى ميثاق أو صك دولي‪ ،‬يحدد اختصاصاتها ويمنحها مجموعة من‬
‫الجهزة المختلفة التي تمكنها من تحقيق أهدافها وتضمن لها الدوام‬
‫والستمرارية‪ ،‬أو المنظمة الدولية وفقا للتجاه السائد في القانون‬
‫الدولي إلى كل تجمع لعدد من الدول سواء على المستوى الدولي‬
‫العالمي أو القليمي في كيان متميز ودائم وله إرادة ذاتية مستقلة‬
‫ويتمتع بالشخصية القانونية الدولية‪ ،‬وتتفق هذه الدول على إنشائه‬
‫كوسيلة من وسائل التعاون الختياري فيما بينها في مجال من‬
‫‪(2).‬المجالت يحددها التفاق المنشئ للمنظمة الدولية‬
‫المبحث الول‬
‫مفهوم المنظمات الدولية‬
‫لما كانت المنظمة الدولية هيئة تضم مجموعة من الدول وتمارس‬
‫اختصاصات دولية إلى جانب اختصاصات الدول المنشئة لها‪ ،‬فقد‬
‫وضعت العديد من التعريفات المختلفة للمنظمة الدولية وعمد عدد من‬
‫الكاديميين في ميدان القانون الدولي إلى إعطاء مفاهيم متشابهة‬
‫‪.‬للمنظمة الدولية‬
‫المطلب الول‬
‫تعريف المنظمات الدولية‬
‫المنظمة الدولية هي‪ :‬ذلك الكيان الدائم الذي تقوم الدول بإنشائه من‬
‫أجل تحقيق أهداف مشتركة‪ ،‬وتتمتع بإرادة ذاتية مستقلة‪ .‬أو هي وحدة‬
‫قانونية تنشئها الدول لتحقيق غايات معينة وتكون لها إرادة مستقلة يتم‬
‫التعبير عنها عبر أجهزة خاصة بالمنظمة‪ .‬أو هي كائن قانوني يتمتع‬
‫بإرادة ذاتية ومستقلة يمارسها من خلل أجهزة أو فروع تابعة له‪،‬‬
‫ويهدف إلى رعاية بعض المصالح المشتركة على المستوى الدولي‪ .‬أو‬

‫‪22-‬‬ ‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول الجماعة الدولية‪،‬‬
‫‪.‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،2002 ،‬ص ‪246‬‬
‫‪5‬‬
‫هي شخصية قانونية دولية ذات أجهزة دائمة وإرادة مستقلة تنشأ‬
‫‪(3).‬بموجب اتفاق دولي بين الدول لتحقيق أهداف معينة ومشتركة‬
‫أو يعني مصطلح المنظمة الدولية إلى جمعية أو مؤسسة دولية دائمة‬
‫تتمتع بإرادة ذاتية تمارسها من خلل أجهزة تابعة لها‪ ،‬ولها شخصية‬
‫قانونية مستقلة تنشئها مجموعة من الدول بواسطة معاهدة أو اتفاق‬
‫دولي لتحقيق أهداف مشتركة على المستوى الدولي‪ .‬من خلل هذا‬
‫التعريف تتبين العناصر الساسية لقيام المنظمة الدولية وهي‪ :‬صفة‬
‫الديمومة‪ ،‬بمعنى أن يكون لعملها امتداد زمني غير محدد بمدة معينة‪،‬‬
‫أي أن يكون هناك وجود مادي دائم لجهزتها المختلفة وقدرة هذه‬
‫الجهزة على مباشرة الختصاصات المقررة في المعاهدة المنشئة‬
‫للمنظمة الدولية بصورة منتظمة‪ ،‬والجهزة المعنية هنا هي‪ :‬الجهاز‬
‫التشريعي‪ ،‬والجهاز التنفيذي‪ ،‬والجهاز الداري‪ ،‬وفي بعض الحيان يكون‬
‫‪4.‬للمنظمة جهاز قضائي مثل منظمة المم المتحدة‬
‫ثم أن يكون للمنظمة الدولية إرادة ذاتية مستقلة عن الدول العضاء‬
‫والتمتع بالشخصية القانونية وهو العنصر الذي يترتب عليه انتساب‬
‫التصرفات والعمال الصادرة عن المنظمة الدولية إليها وليس إلى‬
‫الدول العضاء‪ ،‬وهذه الشخصية القانونية تحمل المنظمة المسؤولية‬
‫الدولية عن أعمالها القانونية المشروعة وغير المشروعة وفقا لحكام‬
‫القانون الدولي‪ .‬العنصر الخر الضروري لقيام المنظمة الدولية هو أن‬
‫تؤسس المنظمة الدولية بواسطة اتفاقية دولية متعددة الطراف‪،‬‬
‫تعتمد غالبا صمن مؤتمر دولي يعقد لهذا الغرض من قبل الدول‬
‫‪(5).‬الطراف في المعاهدة المنشئة للمنظمة الدولية‬
‫أو هي كل هيئة دائمة تتمتع بالرادة الذاتية المستقلة وبالشخصية‬
‫القانونية الدولية‪ ،‬عند ما تتفق مجموعة من الدول على إنشائها كوسيلة‬
‫من وسائل التعاون الدولي الختياري بينها في مجال أو مجالت معينة‬
‫‪.‬يحددها التفاق المنشئ للمنظمة الدولية‬
‫أما الستاذ مفيد شهاب فيعرفها بأنها شخص معنوي من أشخاص‬
‫القانون الدولي العام‪ ،‬تنشأ نتيجة اتحاد إرادات مجموعة من الدول‬

‫‪33-‬‬‫فخري رشيد مهنا‪ ،‬ياسين داوود‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬مطابع التعليم العالي‪ ،‬دار الكتب في‬
‫‪.‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪10 ،1989 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز رمضان الخطابي‪ ،‬أسس القانون الدولي المعاصر‪ ،‬دراسة في ضوء نظرية ‪44-‬‬
‫‪.‬الختصاص‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية‪208 ،2013 ،‬‬
‫د‪ .‬غازي حسن صاريني‪ ،‬الوجيز في مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬دار الثقافة للنشر ‪55-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2009 ،‬ص ‪15‬‬
‫‪6‬‬
‫لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينها وتتمتع بإرادة ذاتية مستقلة في‬
‫مواجهة الدول العضاء‪ .‬وتعرف المنظمة الدولية أيضا بأنها تنظيم دولي‬
‫تتفق مجموعة من الدول بموجب ميثاق أو معاهدة دولية على إنشائه‬
‫ومنحه الصلحيات اللزمة المطلقة أو المقيدة‪ ،‬للشراف جزئيا أو كليا‬
‫على بعض شؤونها ومصالحها المشتركة‪ ،‬وتعمل على توثيق أواصر‬
‫التعاون والتقارب فيما بينها‪ ،‬والقيام بتمثيلها والتعبير عن مواقفها‬
‫ووجهات نظرها في المجتمع الدولي‪ .‬إن النقطة الساسية في تعريف‬
‫المنظمة الدولية هي النظر إلى المركز الساسي الذي تقوم عليه‬
‫المنظمة‪ ،‬وهو تزويدها بأجهزة دائمة تمتلك القدرة الذاتية التي تعبر عن‬
‫إرادتها المستقلة عن إرادة الدول العضاء فيها‪ ،‬وتتمتع بأهلية تجانس‬
‫لوحدتها وقدرتها على أن تعمل باسمها الخاص في نطاق القانون الدولي‬
‫‪(6).‬العام‬
‫المنظمة الدولية هي هيئة دولية دائمة ذات إرادة ذاتية وشخصية‬
‫قانونية دولية مستقلة‪ ،‬تنشئها مجموعة من الدول بقصد تحقيق أهداف‬
‫مشتركة يحددها ويبين كيفية الوصول إليها التفاق المنشئ للمنظمة)‪.(7‬‬
‫أو هي كيان قانوني أو وحدة قانونية تضم مجموعة من الدول‪ ،‬تنشأ من‬
‫خلل اتفاق دولي‪ ،‬ويتكون من أجهزة أو فروع دائمة‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية‬
‫مستقلة عن إرادة الدول المكونة لها‪ ،‬وذلك بقصد تحقيق مصالح‬
‫مشتركة)‪ .(8‬أو هي هيئة دولية دائمة تنشأ بموجب اتفاق مجموعة من‬
‫الدول بغية تحقيق أهداف ومصالح مشتركة يحددها الميثاق المنشئ‬
‫للمنظمة‪ ،‬وتتمتع بإرادة ذاتية وشخصية قانونية مستقلة عن إرادة الدول‬
‫العضاء‪ .‬أو المنظمات الدولية هي هيئات تنشئها مجموعات من الدول‬
‫بإرادتها للشراف على شأن من شؤونها المشتركة‪ ،‬وتمنحها اختصاصات‬
‫ذاتية تباشرها هذه الهيئات في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول‬
‫العضاء نفسها‪ .‬والمنظمات الدولية تشمل‪ :‬المنظمات العالمية كعصبة‬
‫المم في الماضي والمم المتحدة في الوقت الحاضر‪ ،‬والمنظمات‬
‫القليمية كجامعة الدول العربية والتحاد الوروبي والتحاد الفريقي‬
‫والمنظمات الدولية المتخصصة‪ ،‬مثل منظمة العمل الدولية والصحة‬

‫‪66-‬‬‫د‪ .‬محمد طلعت الغنيمي‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫‪.‬الجامعية‪ ،‬السكندرية‪517 ،2009 ،‬‬
‫د‪ .‬جعفر عبد السلما‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامأة للتنظيم الدولي والمأم المتحدة ‪77-‬‬
‫‪ .‬والوكالت المتخصصة والمنظمات القإليمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،1990 ،‬ص ‪23‬‬
‫د‪ .‬مأحمود مأرشحة‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬النظرية العامأة‪ ،‬مأديرية الكتب والمطبوعات الجامأعية‪ ،‬حلب دمأشق‪88- ،1990 ،‬‬
‫‪.‬ص ‪26‬‬
‫‪7‬‬
‫العالمية وغيرها‪ .‬أما الستاذ )على صادق أبو هيف( فيرى‪ :‬المنظمة‬
‫الدولية هي تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعة من الدول‬
‫‪.‬على وجه الدوام للضطلع بشأن من الشؤون الدولية العامة المشتركة‬
‫أما الستاذ‪) ،‬عبد العزيز سرحان( فيرى‪ :‬أنها وحدة قانونية تنشئها الدول‬
‫لتحقيق غاية معينة‪ ،‬وتكون لها إرادة دولية مستقلة عن إرادة الدول‬
‫العضاء‪ .‬أما الستاذ مفيد شهاب فيرى‪ :‬المنظمة الدولية بأنها شخص‬
‫معنوي من أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬ينشأ من اتحاد إرادات‬
‫مجموعة من الدول لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينها‪ ،‬وتتمتع بإرادة‬
‫ذاتية في مواجهة المجتمع الدولي والدول العضاء‪ .‬أما الستاذ )إبراهيم‬
‫العناني( فيقول أن المنظمة الدولية في معناها الدقيق هي الهيئة التي‬
‫تضم مجموعة من الدول على نحو دائم سعيا وراء تحقيق أغراض‬
‫ومصالح مشتركة بينها‪ ،‬وتتمتع هذه الهيئة باستقلل وأهلية للتعبير عن‬
‫الرادة الذاتية في المجال الدولي)‪ .(9‬أما الستاذ )بول رويتر( فيقول أن‬
‫تعبير المنظمة الدولية فيجب أن يشتمل على عنصرين‪ :‬فمن حيث هو‬
‫منتظم فلبد أن تكون له إرادة قانونية مستقلة عن إرادة أعضائه‪ ،‬ومن‬
‫حيث هو دولي يتكون عادة وليس على سبيل الحصر من الدول‪ .‬فقد‬
‫عرفها )دانيال كولر( بأنها جهاز تعاون بين الدول أو شركة دول ذات‬
‫‪(10).‬سيادة تهدف إلى تحقيق فائدة مشتركة بواسطة هيئات مستقلة‬
‫وعرفت أيضا‪ :‬بأنها هيئة دولية تنشأ بموجب إرادة مجموعة من الدول‬
‫عن طريق اتفاقية دولية لتحقيق مصلحة مشتركة‪ ،‬وتكون لها‪ ،‬إرادة‬
‫مستقلة عن إرادة الدول التي أنشأتها وهي دائمة وتتمتع بأهلية قانونية‬
‫دولية لكتساب الحقوق والتحمل لللتزامات‪ ،‬فهي كيان قانوني قائم‬
‫بذاته وتمارس اختصاصات وصلحيات تكون محددة في الميثاق الذي‬
‫أنشأها‪ .‬أو بأنها هيئة من الدول تأسست بموجب معاهدة دولية وتملك‬
‫دستورا وأجهزة عامة ولها شخصية قانونية متميزة عن شخصية الدول‬
‫‪(11).‬العضاء‬

‫‪9-‬‬ ‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.‬الرابعة‪561 ،2009 ،‬‬
‫‪1010- une Organisation internationale, est l, association d, Etats souverains établie par un‬‬
‫‪accord, c, est généralement un traité international qui définit son statut entre ses membres et‬‬
‫‪dotée d, une appareil permanent d, organes communs, chargés de la relation des intérêts‬‬
‫‪communs par une coopération entre eux.‬‬
‫د‪ .‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬المقدمة والمصادر‪ ،‬دار وائل للنشر‪1111-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2007 ،‬ص ‪91‬‬
‫‪8‬‬
‫وتعرف أيضا‪ :‬بأنها تنظيم دولي تتفق مجموعة من الدول بموجب ميثاق‬
‫أو معاهدة دولية على إنشائه ومنحه الصلحيات اللزمة المطلقة أو‬
‫المقيدة للشراف جزئيا أو كليا على بعض شؤونها المشتركة والعمل‬
‫على توثيق أواصر التعاون والتقارب فيما بينها)‪ .(12‬وعرفت أيضا‪ :‬بأنها‬
‫هيئة دولية دائمة تنشأ بموجب معاهدة دولية بين دولتين أو أكثر تتمتع‬
‫بإرادة مستقلة عن إرادة الدول العضاء تهدف إلى حماية المصالح‬
‫المشتركة‪ .‬أو هي الكيان الدائم الذي تقوم الدول بإنشائه من أجل‬
‫تحقيق أهداف مشتركة‪ .‬أو هي وحدة قانونية تنشئها الدول لتحقيق‬
‫غايات معينة وتكون لها إرادة مستقلة يتم التعبير عنها عبر أجهزة‬
‫خاصة بالمنظمة‪ .‬ويعرفها الستاذ )محمد سامي عبد الحميد( هي كل‬
‫هيئة دائمة تتمتع بالرادة الذاتية المستقلة وبالشخصية القانونية‬
‫الدولية‪ ،‬عند ما تتفق مجموعة من الدول على إنشائها كوسيلة من‬
‫وسائل التعاون الدولي الختياري بينها في مجالت معينة يحددها التفاق‬
‫‪(13).‬المنشئ للمنظمة الدولية‬
‫أما الستاذ محمد طلعت الغنيمي فيرى أن المنظمة الدولية هي نوع‬
‫من المؤتمرات الدولية الصل فيه أن يكون على مستوى الحكومات‪،‬‬
‫مزود بأجهزة لها صفة الدوام وإمكانية التعبير عن الرادة الذاتية)‪.(14‬‬
‫وظهر اصطلحا فكرة التنظيم الدولي لول مرة في فقه القانون الدولي‬
‫في ترجمة لمقال كتب باللغة اللمانية ونشرت ترجمته الفرنسية في‬
‫المجلة العامة للقانون الدولي‪ ،‬ثم شاع استعماله من قبل فقهاء‬
‫القانون الدولي اللمان عام ‪ .1908‬ولكن الناظر إلى التعريفات‬
‫العديدة التي صاغها الفقهاء للمنظمة الدولية تتشابه جميعا من حيث‬
‫المضمون‪ ،‬ولهذا فإن المركز الساسي الذي يقوم عليه مدرك‬
‫المنظمات الدولية هو ما يزود به من أجهزة دائمة قادرة على أن تعبر‬
‫عن إرادته الذاتية‪ ،‬تلك الجهزة هي التي تميز المنظمة الدولية عن‬
‫المؤتمر الدولي‪ ،‬إن المنظمة الدولية هي التي تملك قدرا من‬
‫الستقللية الذاتية عن الدول العضاء فيها‪ ،‬وتتمتع بأهلية تجانس لوحدة‬
‫وقدرتها على أن تعمل باسمها ولحاسبها الخاص في نطاق القانون‬

‫‪1212-‬‬ ‫د‪ .‬وليد بيطار‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2008 ،‬ص ‪541‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬قانون المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة‪ ،‬دار الجامعة ‪1313-‬‬
‫الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪11‬‬
‫د‪ .‬على صادق أبو هيف‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2015 ،‬ص‪14-‬‬
‫‪469.‬‬
‫‪9‬‬
‫الدولي)‪ .(15‬إن ولدة المنظمة الدولية ضمن إطار المجتمع الدولي‬
‫المعاصر هو خطوة لها دللتها بالنسبة لتطور هذا المجتمع‪ ،‬فقد أدت‬
‫إلى خلق كيان جديد في العلقات الدولية وتحولت إلى كيان منافس‬
‫للدول ذات السيادة‪ ،‬مثل منظمة المم المتحدة والتحاد الوروبي حاليا‬
‫الذي يعد أقوى المنظمان القليمية على الساحة الدولية منذ أن‬
‫انطلقت المسيرة الندماجية أو التكاملية لوروبا في نهاية الخمسينات‬
‫ولكن مع ذلك ل يمكن النظر إلى المنظمات الدولية وإظهارها كوحدات‬
‫بديلة عن الدول القائمة‪ ،‬وإنما التأكيد على أنها عبارة عن كيانات‬
‫جديدة قائمة بذاتها تمارس وظيفة فعلية على الصعيد الدولي‪ ،‬ولكنها‬
‫عاجزة عن ممارسة دور الدولة التي تظل هي الكيان المركزي في‬
‫المجتمع الدولي)‪ .(16‬أيضا تعلب المنظمات الدولية دورا كبيرا في‬
‫ميدان العلقات الدولية لما تؤديه من وظائف متعددة للدول العضاء‬
‫وهي تهدف إلى تحقيق المبادئ العامة التي أنشئت من أجلها‬
‫والمسطرة في مواثيقها التي وافقت عليها الدول العضاء‪ ،‬فالغاية‬
‫الرئيسية للمنظمة الدولية هي منع الحروب وتحقيق السلم والمن‬
‫‪(17).‬الدوليين وتوسيع التعاون وتوثيق الروابط الودية بين مختلف الدول‬
‫لقد تم استخدام مصطلح المنظمة الدولية في عدة مفاهيم فهي تعني‬
‫كيانا دائما متميزا بإرادته الذاتية المستقلة‪ ،‬تنشئه الدول بواسطة‬
‫معاهدة دولية لتحقيق مصلحة مشتركة على الصعيد الدولي‪ .‬كما أنه‬
‫يحدد مركز أي كيان في المجال الدولي بمدى العتراف له باكتساب‬
‫الحقوق واللتزام بالواجبات‪ ،‬ولذلك إذا قلنا أننا أمام كيان دولي فيعني‬
‫أننا أمام قواعد قانونية تسند لذلك الكيان حقا أو تفرض عليه واجبا‬
‫دوليا‪ ،‬وأن يكون هو المخاطب بحكم القواعد القانونية محل‬
‫التكليف)‪ .(18‬من هذه التعريفات السابقة يمكن أن نستنتج العناصر‬
‫الرئيسية للمنظمة الدولية‪ ،‬إن المنظمة الدولية باعتبارها هيئة دولية‬
‫دائمة تتمتع بالرادة الذاتية والشخصية القانونية الدولية المستقلة‪ ،‬حيث‬
‫تتفق مجموعة من الدول على إنشائها لتكون وسيلة من وسائل‬

‫ص ‪1515-‬‬ ‫عبد العزيز محمد سرحان‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1990 ،‬‬
‫‪15.‬‬
‫د‪ .‬محمد مصطفى الغربي‪ ،‬حق المساواة في القانون الدولي‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار ‪1616-‬‬
‫‪.‬المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية ‪ ،2007‬ص ‪407‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول الجماعة الدولية ‪1717-‬‬
‫‪.‬القاعدة الدولية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬السكندرية الطبعة السابعة ‪ ،2008‬ص ‪252‬‬
‫‪.‬د‪ .‬مصطفى سلمة حسين‪ ،‬المنظمة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،1988 ،‬ص ‪18- 15‬‬

‫‪10‬‬
‫التعاون فيما بينها في كافة المجالت التي يحددها التفاق المنشئ‬
‫للمنظمة‪ ،‬هذه الهيئة تتميز بالعناصر التالية‪ :‬العنصر الول الدوام‪ :‬يعد‬
‫الوجود المستمر شرطا أساسيا لقيام المنظمة الدولية‪ ،‬أي أن يكون‬
‫لها وجود مادي دائم لجهزتها المختلفة وعنصر الدوام أو الستمرار هو‬
‫الذي يميز المنظمة الدولية عن المؤتمر الدولي‪ ،‬حيث أن الخير ينعقد‬
‫لبحث موضوع معين وبانتهاء المهمة التي انعقد من أجلها ينتهي‬
‫‪.‬المؤتمر‬
‫العناصر الساسية للمنظمة الدولية‪ :‬فيما يتعلق بالعناصر الساسية‬
‫للمنظمة الدولية هناك من الفقهاء من جمعها في عنصرين أساسيين‬
‫هما‪ :‬الستمرارية والدوام‪ ،‬والرادة الذاتية المستقلة‪ ،‬وقد وصل عدد‬
‫‪:‬هذه العناصر عند بعض الفقهاء إلى عشرة وهي‬
‫عنصر الستمرارية والدوام ‪-2‬الشخصية القانونية المستقلة للمنظمة‪1-‬‬
‫الدولية ‪-3‬الستناد إلى التفاقية الدولية ذات الطابع الدستوري ‪-4‬وجود‬
‫أمانة عامة دائمة للمنظمة الدولية ‪-5‬التمتع بقدر معين من الحصانات‬
‫والمتيازات الدبلوماسية ‪-6‬الستعانة بعدد من العاملين الموظفين‬
‫الدوليين وبممثلي الدول العضاء في المنظمة الدولية ‪-7‬العتراف‬
‫للمنظمة الدولية بأنها شخص من أشخاص القانون الدولي ‪-8‬التزام‬
‫الدول العضاء في المنظمة الدولية بالشتراك في تمويل ميزانيتها ‪-9‬‬
‫‪.‬العتراف للمنظمة الدولية بسلطة إصدار القرارات‬
‫ومع ذلك فإن العناصر الساسية للمنظمة الدولية المجمع عليها هي‪:‬‬
‫عنصر الدوام والستمرار‪-‬عنصر الرادة الذاتية المستقلة‪-‬الستناد إلى‬
‫التفاق الدولي أي المعاهدة الدولية –الصفة الدولية‪ -‬عدم انتقاص‬
‫المنظمة الدولية من سيادة الدول المشتركة في عضويتها باعتبارها‬
‫وسيلة للتعاون الدولي الختياري بين الدول‪ .‬وفيما يلي شيء من‬
‫التفصيل لهذه العناصر‪ ،‬عنصر الرادة الذاتية المستقلة عن‬
‫إرادة الدول التي أنشأتها‪ ،‬لن الرادة المستقلة للمنظمة الدولية‬
‫هي التي تميزها عن إرادة الدول المكونة لها‪ ،‬وعلى هذا الساس فإنها‬
‫تتمتع بالشخصية القانونية الدولية في الحدود التي ترسمها المعاهدة‬
‫الدولية المنشأة لها‪ ،‬وهي شخصية قانونية من طبيعة خاصة تختلف عن‬
‫الشخصية القانونية التي تتمتع بها الدول وتستمدها من وجودها‬
‫واستقللها وليس من خلل اتفاق أو نظام دولي خاص‪ ،‬ومن خلل هذه‬

‫‪11‬‬
‫الشخصية القانونية المستقلة فإن كل تصرفات المنظمة الدولية تنسب‬
‫‪.‬لها وتتحمل المسؤولية الدولية‬
‫عنصر الكيان المستمر الدائم‪ ،‬إذا لم يتوافر للمنظمة الدولية كيان‬
‫متميز فمن الصعب جدا قيام المنظمة الدولية‪ ،‬وطالما أن التفاقية‬
‫الدولية أو المعاهدة الدولية المنشأة للمنظمة الدولية قائمة ومستمرة‬
‫فإن المنظمة الدولية كائن متميز عن الدول التي ساهمت في إنشائها‬
‫ولها حياتها الخاصة المرتبطة بنشاط الجهزة التي تتكون منها المنظمة‬
‫‪.‬الدولية وتعتمد عليها في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها‬
‫عنصر الستناد إلى اتفاق دولي أي معاهدة دولية‪ ،‬إن إنشاء‬
‫المنظمة الدولية يستند إلى اتفاق دولي يحدد نظامها القانوني وأهدافها‬
‫واختصاصاتها وصلحياتها والجهزة المختلفة الموكل إليها تحقيق أهداف‬
‫‪.‬المنظمة الدولية‬
‫العنصر الرابع‪ :‬المنظمة الدولية وسيلة للتعاون الخاتياري‬
‫بين الدول‪ ،‬المنظمة الدولية ل تعتبر سلطة عليا فوق سيادة الدول أو‬
‫أن يؤدي انضمام الدولة إليها إلى النتقاص من سيادتها‪ ،‬حيث أن مبدأ‬
‫السيادة ل يزال مبدأ رئيسيا في المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬وإن كان‬
‫النضمام إلى المنظمة الدولية يقيد من حرية الدولة في ممارسة بعض‬
‫من شؤون سيادتها‪ ،‬سواء كانت معاهدة ثنائية أو جماعية متعددة‬
‫الطراف‪ ،‬والمنظمة الدولية هي مجرد وسيلة للتعاون القائم على مبدأ‬
‫‪.‬المساواة بين الدول في المنظمة الدولية‬
‫والمنظمة الدولية تتكون من جانبين الول الجانب العضوي الذي يتمثل‬
‫في كون المنظمة الدولية هيئة دولية تنشأ بموجب اتفاقية دولية بين‬
‫الدول‪ ،‬وتتمتع بشخصية قانونية مستقلة عن شخصية الدول التي‬
‫أنشأتها‪ ،‬الجانب الثاني فهو الوظيفي الذي يتمثل في مجموعة من‬
‫الجهزة التي تتكون منها المنظمة الدولية‪ ،‬فالجانب الوظيفي هو روحا‬
‫‪.‬وعقل المنظمة الدولية‪ ،‬والجانب العضوي هو جسم المنظمة الدولية‬
‫خلصة القول في هذا الموضوع وفقا لنص المادة ‪ 100‬من ميثاق المم‬
‫‪.‬المتحدة فإنه يجب على الدول العضاء في المنظمة الدولية‬
‫احترام الصفة الدولية الخاصة بالمين العام للمم المتحدة وموظفو‪-‬‬
‫‪.‬المانة العامة‬
‫منح المنظمة الدولية الحصانات والمتيازات‪ ،‬كذلك فإن المباني التي‪-‬‬
‫تتكون منها المنظمة الدولية وأموالها وملحقاتها يجب حمايتها وصيانتها‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫وعدم محاولة التأثير على المنظمة من بعض الدول العضاء في القيام‬
‫‪19.‬بمهامهم وأداء وظائفهم على أكمل وجه‬
‫المطلب الثاني‬
‫البنيان القانوني للمنظمة الدولية‬
‫النظام القانوني الذي تقوم عليه المنظمة الدولية هو الوثيقة المنشئة‬
‫للمنظمة الدولية‪ ،‬تعد الوثيقة المنشئة للمنظمة بمثابة الدستور‬
‫الساسي للمنظمة الذي يتضمن تحديد أهدافها ومبادئها وفروعها‬
‫ونشاطها‪ ،‬وهذه الوثيقة هي اتفاقية أو معاهدة دولية متعددة الطراف‪،‬‬
‫هذه الوثيقة ل ترتب التزامات على الدول العضاء في المنظمة الدولية‬
‫فحسب‪ ،‬بل ترتب عليها إحداث أجهزة دولية دائمة ومستمرة تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية المستقلة عن شخصية الدول العضاء مكلفة‬
‫بتحقيق الهداف المشتركة للدول‪ ،‬يتبين من هذا الكلم أن الوثيقة‬
‫المنشئة للمنظمة الدولية هي عبارة عن اتفاق دولي أو معاهدة دولية‬
‫تخضع لجميع الشروط والقواعد الخاصة بإبرام المعاهدات الدولية من‬
‫‪.‬حيث الشكل والموضوع‬

‫مرحلة إعداد الوثيقة المنشئة للمنظمة الدولية‬


‫جرى العمل الدولي على أن إعداد ميثاق المنظمة الدولية يتم عن‬
‫طريق مؤتمر دولي‪ ،‬تقوم بإعداده لجنة من الخبراء تتكون من الوفود‬
‫المشاركة في المؤتمر وعرضه في النهاية على الدول العضاء في‬
‫المنظمة الدولية للتوقيع والتصديق عليه‪ ،‬مثل مؤتمر سان فرانسيسكو‬
‫عام ‪ 1945‬الذي أقر ميثاق منظمة المم المتحدة‪ ،‬ومؤتمر السكندرية‬
‫‪.‬الذي أقر ميثاق جامعة الدول العربية عام ‪1945‬‬
‫مرحلة المناقشة والقرار‬
‫من الطبيعي أن يناقش من خلل المؤتمر مشروع الميثاق أو التفاقية‬
‫أو المعاهدة الدولية المنشئة للمنظمة الدولية‪ ،‬فإذا انتهت المناقشات‬
‫إلى الموافقة على المشروع يتم إقراراه بالتصويت عليه بأغلبية أصوات‬
‫الدول المشاركة في المؤتمر أو حسب النصاب المطلوب في‬
‫‪.‬التصويت‬
‫‪1919-‬‬‫د‪ .‬مأمون المنان‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬وقوانين المعاهدات‬
‫والمنظمات الدولية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬دار شتات للنشر والبرمجيات‪ ،‬مصر ‪ ،2010‬ص‬
‫‪179.‬‬
‫‪13‬‬
‫مرحلة التصديق‬
‫بعد إقرار مشروع الوثيقة المنشئة للمنظمة الدولية تأتي مرحلة‬
‫التصديق على الميثاق والذي يجب أن يتم وفقا للوضاع الدستورية لكل‬
‫دولة من الدول العضاء في المنظمة‪ ،‬أما الطبيعة القانونية للوثيقة‬
‫المنشئة للمنظمة الدولية فهي معاهدة دولية دستورية‪ ،‬وهي تعتبر‬
‫القانون الساسي للمنظمة الدولية‪ ،‬فإذا كانت الوثيقة المنشئة‬
‫للمنظمة الدولية تعتبر معاهدة دولية فإنها تخضع للتعديل والتفسير‬
‫والجهة المختصة بالتفسير‪ ،‬والتفسير يكون في ضوء الختصاصات‬
‫الضمنية للمنظمة الدولية‪ ،‬أول الدول العضاء في المنظمة هي التي‬
‫تتولى التفسير كما هو الشأن في ميثاق المم المتحدة‪ ،‬لن الميثاق‬
‫جاء خاليا من النص على التفسير‪ ،‬ثانيا‪ ،‬التفسير عن طريق القضاء‬
‫الدولي‪ ،‬حيث فسرت محكمة العدل الدولية ميثاق المم المتحدة‬
‫تفسيرا واسعا في رأيها الستشاري عام ‪ 1950‬الخاص بوضع إقليم‬
‫‪.‬جنوب إفريقيا تحت الوصاية الدولية والنتداب‬

‫المطلب الثالث‬
‫أجهزة المنظمة الدولية‬
‫تتشكل المنظمة الدولية وفقا للنظرية العامة للمنظمات الدولية من‬
‫أجهزة متعددة‪ ،‬والقاعدة العامة بشأن الجهزة الرئيسية للمنظمات‬
‫الدولية أنها تتكون من ثلثة أجهزة أساسية‪ ،‬هي الجهاز العام‪ ،‬الجهاز‬
‫التنفيذي‪ ،‬الجهاز الداري‪ ،‬إل أن بعض المنظمات الدولية يكون لها جهاز‬
‫رابع يتمثل في الجهاز القضائي‪ ،‬مثل محكمة العدل الدولية التابعة‬
‫‪.‬لمنظمة المم المتحدة‬
‫الجهاز العام للمنظمة الدولية‬
‫هذا الجهاز يتألف من جميع الدول العضاء في المنظمة‪ ،‬ويطلق على‬
‫هذا الجهاز اسم الجمعية العامة‪ ،‬ويتولى هذا الجهاز باعتباره يضم كافة‬
‫الدول العضاء اختصاص عام بشأن كافة المسائل التي تدخل في‬
‫اختصاص المنظمة الدولية)‪ .(20‬هذا الجهاز العام للمنظمة الدولية تمثل‬
‫فيه كل الدول العضاء على قدم المساواة‪ ،‬وهو من يملك الختصاص‬
‫الواسع والكثر‪ ،‬كونه يمثل جميع الدول العضاء وله اختصاص رقابي‬
‫د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬المنظمات العالمية ‪2020-‬‬
‫والقليمية والمتخصصة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2006 ،‬ص‬
‫‪128.‬‬
‫‪14‬‬
‫على باقي أجهزة المنظمة‪ ،‬وتلتزم كل الجهزة الخرى برفع تقرير‬
‫على ممارستها لختصاصاتها بشكل دوري إليه‪ ،‬وللجهاز العام تخويل ما‬
‫يراه مناسبا وفقا لقاعدة من يملك الختصاص الصيل له حق تفويض‬
‫‪(21).‬الختصاص‬
‫والجمعية العامة للمم المتحدة بوصفها جهازا عاما للمههم المتحههدة لههها‬
‫اختصاصههات واسههعة ينههص عليههها ميثههاق المههم المتحههدة فههي مواضههيع‬
‫مختلفة‪ ،‬سياسية اجتماعية أمنية وثقافية‪ ،‬ولكن هنههاك تطههبيق مفههروض‬
‫عليههها فههي المسههائل السياسههية والمنيههة‪ ،‬كونههها ل تسههتطيع أن تتخههذ‬
‫قرارات ملزمههة فههي هههذه المسههائل‪ ،‬وإنمهها يقتصههر دورههها علههى تنههبيه‬
‫مجلس المن الدولي أو إصههدار توصهية غيهر ملزمهة لعضههاء المنظمهة‪،‬‬
‫فالمسههائل المرتبطههة بالسههلم والمههن الههدوليين‪ ،‬وإن كههانت ذات طههابع‬
‫مشههترك فههإن قههرار الفصههل فيههها يكههون بيههد مجلههس المههن الههدولي ل‬
‫الجمعية العامة للمم المتحدة‪ ،‬والجهههاز العههام للمنظمههة الدوليههة يعتههبر‬
‫جهاز تشريعي وهو عبارة عن جهاز عام تتمتع فيه الدول العضههاء علههى‬
‫قدم المساواة‪ ،‬وبذلك تتحقق فيه الديمقراطية داخل المنظمههة الدوليههة‬
‫واحترام قاعدة القانون الدولي التقليدي‪ ،‬وبالتالي ل يمكن أن يكون لي‬
‫‪(22).‬عضو امتياز على سائر الدول العضاء الخرى في المنظمة الدولية‬
‫الجهاز التنفيذي للمنظمة الدولية‬
‫الجهاز التنفيذي يكون فيه التمثيل لعدد محدد أو محدود من الدول‬
‫العضاء ‪ ،‬ويرتبط دائما بكونه يعمل على معالجة مشكلت عاجلة أو‬
‫ذات أهمية بالنسبة للمنظمة الدولية‪ ،‬ويطرحا هذا الجهاز مسائل تتعلق‬
‫بالتكوين والمساواة بين الدول العضاء‪ ،‬والذي يعمل على أداء وظائف‬
‫هامة وحيوية ويكون التمثيل فيه بشكل دوري‪ ،‬ويتجنب فيه وجود‬
‫العضاء الدائمون وتتخذ فيه القرارات بالغلبية‪ ،‬ويمتلك الجهاز التنفيذي‬
‫اختصاص إصدار القرارات الملزمة للدول العضاء‪ ،‬ويخضع لرقابة‬
‫وإشراف الجهاز العام‪ ،‬ويأخذ هذا الجهاز التنفيذي اختصاصاته من‬
‫معاهدة التأسيس بشكل مباشر أو من خلل التفويض المباشر من‬
‫الجهاز العام‪ ،‬ويتقيد دائما بالهداف والمبادئ العامة للمنظمة الدولية‪،‬‬

‫‪2121-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‬
‫‪.‬لبنان‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2002‬ص ‪233‬‬
‫‪22 - Paul Reuter, les organes subsidiaires des organisations internationales, articles publies‬‬
‫‪dans les mélanges intitules Hommages d,une génération de juristes au président Ras devant,‬‬
‫‪édition A, pedone, paris, 1960, p.416.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويمتلك الجهاز التنفيذي أيضا اختصاصات ترتبط بمساعدة باقي أجهزة‬
‫المنظمة الدولية في أداء وظائفها أو حل المشاكل التي تحصل بين‬
‫أعضاء المنظمة الدولية عند تطبيق قراراتها‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو‬
‫‪(23).‬باللجوء إلى القضاء الدولي‬
‫ومجلس المن الدولي يعد الجهاز التنفيذي لمنظمههة المههم المتحههدة‬
‫يعمل على مساعدة باقي أجهزة المم المتحدة في أداء وظائفههها‪ ،‬فلههه‬
‫إصههدار توصههيات إلههى الجمعيههة العامههة فههي بعههض المسههائل فههي‬
‫الختصاصات المشتركة بينهما‪ ،‬وله أن يوصي الجمعية العامة في رسههم‬
‫اتجاهاتها بإصدار بعض القرارات‪ ،‬خاصة فيما يتعلههق بقبههول أو فصههل أو‬
‫وقف عضوية دولة ما‪ ،‬والتوصية بانتخاب الميههن العههام والشههتراك فههي‬
‫انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية‪ ،‬ولمجلس المن الههدولي اختصههاص‬
‫تسوية النزاعات الدولية بين الدول بالوسائل السلمية وفحههص أي نههزاع‬
‫دولي وإقليمي وحتى داخلي قد يههؤدي إلههى الحتكههاك الههدولي‪ ،‬وتتههدرج‬
‫اختصاصاته إلى حد استخدام القوة المسلحة وغير المسلحة في فههرض‬
‫‪.‬السلم والمن الدوليين‬
‫الجهاز الداري‬
‫يعد هذا الجهاز الركيزة الساسية في وجود كل منظمة دولية‪ ،‬ويسمى‬
‫بالمانة العامة للمنظمة الدولية ‪ ،‬ويرأسه موظف إداري يسمى المين‬
‫العام الذي يعمل لحساب المنظمة‪ ،‬وتختلف اختصاصات الجهاز الداري‬
‫من منظمة إلى منظمة أخرى وتتمثل في الحد الدنى في قيامه‬
‫بتصريف الشؤون الدارية للمنظمة الدولية‪ ،‬ويختص الجهاز الداري‬
‫ببحث المور الفنية والدارية وإعداد البحوث والدراسات التي تساهم‬
‫في تطوير نشاط المنظمة‪ ،‬فضل عن مراقبة تنفيذ القرارات التي‬
‫‪.‬تصدرها باقي أجهزة المنظمة الدولية‬
‫ويتكون هذا الجهاز من موظفين إداريين وفنيين يباشرون أعمالهم في‬
‫مقر المنظمة أو خارجه‪ ،‬غير أن بعض المنظمات الدولية قد يكون لها‬
‫جهاز رابع وهو الجهاز القضائي كما هو الحال في منظمة المم المتحدة‬
‫الذي نص ميثاقها في المادة السابعة على إنشاء محكمة العدل‬
‫الدولية التي تتولى في حياة المنظمة الدولية تسوية أو حل النزاعات‬
‫الدولية بالطرق السلمية‪ ،‬كما أن المنظمة الدولية تتميز بأن أغلب‬
‫‪.‬موظفيها يحملون جنسيات متعددة للدول العضاء‬
‫‪23-‬‬ ‫د‪ .‬عبد العزيز سرحان محمد‪ ،‬النظام الدولي الجديد والشرعية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص ‪213‬‬
‫‪16‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫صلحيات أو سلطات المنظمات الدولية‬
‫بالنسبة لصلحيات أو سلطات المنظمات الدولية نجد أن هناك‬
‫الصلحيات ذات الطابع الدستوري‪ ،‬وهي الصلحيات التي نص عليها‬
‫دستور المنظمة الدولية الذي يشكل العمود الفقري لوجود المنظمة‪،‬‬
‫ومن بين المبادئ العامة السائدة في القانون الدولي هو أنه ل يمكن‬
‫تعديل دستور المنظمة الدولية إل بموافقة جميع الدول العضاء في‬
‫المنظمة‪ ،‬وهي قاعدة الجماع‪ ،‬لكن تختلف المنظمات الدولية بشأن‬
‫الحكام الخاصة بتعديل دساتيرها‪ ،‬فالبعض يشترط إجماع كافة الدول‬
‫العضاء‪ ،‬والبعض الخر ل يشترط الجماع ولكن تحقيق الغلبية لتعديل‬
‫دستور المنظمة‪ ،‬كما أن أعضاء المنظمة الدولية قد يختلفون في فهم‬
‫‪.‬معاني ومصطلحات نصوص الميثاق أو التحديد الدقيق لمدلولها‬
‫أما مصادر سلطات وصلحيات المنظمات الدولية فتستمدها من‬
‫التفاقية المنشئة للمنظمة الدولية‪ ،‬ولكن هذه الصلحيات محدودة‬
‫ومقيدة وليست مطلقة‪ ،‬لن الدول العضاء تخاف من قيام حكومة‬
‫عالمية بقيادة المنظمات الدولية تكون فوق سيادة الدول أو التدخل‬
‫‪.‬في الشؤون الداخلية للدول العضاء في المنظمة الدولية‬
‫‪:‬والصلحيات ذات الطابع الدستوري تتجلى في النقاط التالية‬
‫صلحية تعديل ميثاق المنظمة الدولية‪ ،‬وصلحية إنشاء فروع للمنظمة‬
‫‪.‬الدولية ووضع النظمة الداخلية لها‬

‫‪17‬‬
‫صلحية تفسير المعاهدات الدولية‪:‬عند ما يشوب المعاهدة بعض‬
‫الغموض أو يعتريها عدم الوضوحا فهي عندئذ تحتاج إلي تحديد مضمون‬
‫النص أو تفسيره‪ ،‬وقد حددت اتفاقية فيينا كيفية التفسير في الماد ‪31‬‬
‫التي تنص على أن تفسر المعاهدة وفقا لمبدأ حسن النية وطبقا للمنى‬
‫العادي للفاظ المعاهدة في الطار الخاص بها وفي ضوء موضوعها‬
‫والغرض منها‪ ،‬وتفسير المعاهدات الدولية هو تحديد معنى القاعدة‬
‫القانونية ومداها أو مدى استجابة القاعدة للوقائع والحداث‪ ،‬ويتطلب‬
‫من المفسر المهارة والتجربة بعلم القانون والتعرف على روحا‬
‫المعاهدة بصورة موضوعية بعيدة عن المبالغة في التفسير)‪.(24‬‬

‫الجهات المختصة بالتفسير‪ :‬تفسير اللفاظ الغامضة للمعاهدة‬


‫الدولية ينبغي أن ينطلق من قواعد محددة ومستقرة‪ ،‬وهذه القواعد ل‬
‫تحدد إل بموجب عمل تشريعي دولي ول تستقر إل بعمل قضائي‪ ،‬وأن‬
‫القضاء الدولي هو النسب لتوحيد معاني النصوص الغامضة من‬
‫المعاهدة الدولية عند تطبيقها في الميادين الوطنية والدولية‪ ،‬وينبغي‬
‫على الجهة التي تتولى تفسير المعاهدة العتماد على جملة من‬
‫القواعد من أهمها‪ :‬الخذ بالمعنى العادي للفاظ النص‪ ،‬إعمال النص‬
‫أولى من تركه‪ ،‬اعتماد التفسير الضيق أي نص المعاهدة‪ .‬وتتوزع آليات‬
‫تفسير المعاهدة الدولية بين مجالين‪ :‬الول هو المجال الوطني الذي‬
‫يتضمن آليات التفسير من خلل السلطة التنفيذية وهي التي تتولى‬
‫عملية التفاوض لبرام المعاهدة‪ ،‬أو من خلل السلطة القضائية وهي‬
‫التي يمكن أن تتولى عملية تفسير المعاهدة أثناء أداء مهمتها القضائية‪،‬‬
‫وهى الفصل في المنازعات التي يتصل موضوعها بتفسير النصوص‬
‫الغامضة للمعاهدة الدولية محل الخصومة القانونية‪ .‬والثاني وهو‬
‫المجال الدولي الذي يتضمن آليات التفسير من خلل التفاق بين‬
‫أطراف المعاهدة على تفسير مشترك للنصوص الغامضة للمعاهدة‬
‫التي يرتبطون بها‪ ،‬أو من خلل الجهزة السياسية التي تتشكل منها‬
‫مثل المنظمات الدولية التي تجتمع في عضويتها مجموعة من الدول‬
‫الطراف في المعاهدة الدولية أو من خلل الجهزة القضائية الدولية‪،‬‬
‫والتفسير إما أن يكون على الصعيد الدولي‪ ،‬أو على الصعيد ‪.(25‬‬
‫الداخلي)‬

‫‪2424-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬نظرية المنظمة الدولية‪ ،‬موسوعة المنظمات الدولية‪ ،‬الجزء‬
‫‪.‬الول‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،2010 ،‬ص ‪339‬‬
‫‪18‬‬
‫التفسير على الصعيد الدولي‬
‫تفسير المعاهدة من قبل الدول الطراف في المعاهدة‪ ،‬ويتم ذلك عههبر‬
‫الوسائل التية‪:‬‬
‫‪ -‬عن طريق المذكرات الدبلوماسية بين الدول الطههراف حههول تفسههير‬
‫المعاهدة‪.‬‬
‫‪ -‬عن طريق المفاوضات المباشههرة للطههراف المتعاقههدة حههول تفسههير‬
‫المعاهدة‪.‬‬
‫‪ -‬عن طريق المنظمات الدولية التي تتولى تفسير المعاهدة علههى وفههق‬
‫ما تنص عليه‪.‬‬
‫التفسير القضائي‪:‬إذا لم تتمكن الدول الطراف إلى اتفاق حول تفسههير‬
‫المعاهههدة يتههم تفسههيرها عههن طريههق القضههاء الههدولي‪ ،‬وعنههدما تنظههر‬
‫المحكمة في القضايا المرفوعة أمامههها‪ ،‬يكههون التفسههير مقتصههرا علههى‬
‫القضههية المرفوعههة فقههط‪ ،‬ول يعههد ملههزم للههدول غيههر الطههراف فههي‬
‫المعاهدة‪ .‬وتختص محكمة العههدل الدوليههة بتفسههير نصههوص المعاهههدات‬
‫الدوليههة بشههكل مباشهر واختصهاها هنهها يعتههبر اختصهاص أصههيل‪ ،‬ويكهون‬
‫اختصههاص المحكمههة أصههيل بنههاء علههى طلههب دولههة أو أكههثر مههن الههدول‬
‫الطراف في المعاهدة تفسير النصوص التي اختلفوا بشأنها وفقا لنههص‬
‫المادة ‪ 36‬من النظام الساسي للمحكمههة‪ ،‬أو بنههاء علههى طلههب منظمههة‬
‫المم المتحدة أو إحدى الوكالت المرتبطة بها رأيا استشاريا في مسألة‬
‫قانونيههة يكتنفههها الغمههوض وفقهها للمههادة ‪ 96‬مههن ميثههاق المههم المتحههدة‬
‫والمادة ‪ 65‬من النظام الساسي للمحكمة‪.‬‬
‫أو بناء على طلب تفسير نصوص الحكام القضائية الصادرة عن محكمة‬
‫العدل الدولية وفقا لنههص المههادة ‪ 60‬مههن النظههام الساسههي للمحكمههة‪.‬‬
‫وينبثق اختصاص المحكمة من مهمة توليها الفصل في المنازعات الههتي‬
‫تعرضها الدول فيما يتعلههق بخههرق اللتزامههات المتبادلههة بيههن الههدول‪ .‬أو‬
‫يمكن أن يتولى القضاء القليمي مهمة تفسير المعاهدات الدوليههة الههتي‬
‫ترتبط بها دول التنظيم القليمي‪ ،‬مثل محكمههة العههدل الوروبيههة إحههدى‬
‫هيئات التحاد الوروبي التي أنشأت بموجب معاهدة دولية‪ ،‬أو المحكمة‬
‫الوروبية لحقوق النسان‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 32‬من التفاقيههة الوروبيههة‬

‫‪2525-‬‬‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية والمنظمات الدولية العالمية والقليمية‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،2007 ،‬ص ‪115‬‬
‫‪19‬‬
‫لحقههوق النسههان علههى أن يشههمل الختصههاص القضههائي للمحكمههة كههل‬
‫المسائل المتعلقة بتفسير وتطبيق التفاقية‪ ،‬وأن هذه المحكمة تمارس‬
‫اختصاصها في تفسير نصوص التفاقية بصههورة مسههتقلة عههن المفههاهيم‬
‫الواردة في القوانين الوطنية للدول الطراف بل وفقا للتفاقية وقههانون‬
‫المعاهدات الدولية‪.‬‬
‫التفسير على الصعيد الداخلي‪:‬التفسير مههن قبههل السههلطة التنفيذيههة أو‬
‫السلطة القضائية وهو التفسير الذي يقههوم بههه القاضههي المختههص أثنههاء‬
‫نظره في القضية المرفوعة أمامه‪ ،‬ذلك لن وظيفة القاضي هي تطبيق‬
‫القانون‪ ،‬ول يمكن للقاضي تطبيق القانون ما لم يفهمه‪ ،‬وفهههم القههانون‬
‫يتطلب تفسيره‪ ،‬ويعد التفسير القضائي أكثر تطبيقا في الههداخل خاصههة‬
‫إذا كههان النظههام الدسههتوري يقضههي بتحويههل المعاهههدة إلههى قههانون‬
‫داخلي)‪.(26‬‬

‫مبادئ التفسير‬
‫أ ‪-‬التفسير اللفظي‪:‬وهو أول مراحل التفسير ذلك لن نص المعاهدة هههو‬
‫الساس الذي يبدأ منه التفسير وأن كل العبارات يجههب أن تفهههم وفقهها‬
‫لمعناها الظاهر‪ ،‬إل إذا كانت العبارات تعههبر عههن مصههطلحات خاصههة ل‬
‫تنطبق مع معناها الظاهر)‪ ،(27‬ففههي هههذه الحالههة ينبغههي أن تفهههم هههذه‬
‫العبرات وفقا لمعناها الفني‪ ،‬فإن كان النص سههليما‪ ،‬فههإن دور التفسههير‬
‫يقتصر على تطبيق النص معتمدا عبارات النص إذا كانت واضحة بمعني‬
‫أن تفسر النصوص بعضههها البعههض وهههو أحسههن أسههلوب للتفسههير فههي‬
‫جميع النصوص)‪.(28‬‬
‫ب‪-‬التفسير المنطقي‪:‬عندما تكون عبارات النص غير واضحة من النههص‬
‫الظاهر‪ ،‬فإن على المفسر أن يتجه إلى البحث عن النص مستخدما في‬
‫ذلك العوامل الفعلية والصول التاريخية للنص والعوامل التي أدت إلههى‬
‫عقههد المعاهههدة‪ ،‬العوامههل السياسههية‪ ،‬القتصههادية والجتماعيههة ويعتمههد‬
‫التفسير المنطقي على العمل ألتنسيقي‪ ،‬وهو ما يطلق عليههه فههي فقههه‬
‫‪ 26‬د‪ .‬عادل أحمد الطائي‪ ،‬تفسير المعاهدات الدولية‪ ،‬دراسة في قههانون المعاهههدات الدوليههة‪،‬‬
‫كلية الحقوق جامعة الزيتونة الردنية‪ ،‬دار الثقافههة للنشههر والتوزيههع‪ ،‬الطبعههة الولهى‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.37‬‬
‫‪ 27‬د‪ .‬محمد فؤاد رشاد‪ ،‬قواعد تفسير المعاهدات في الشههريعة السههلمية والقههانون الههدولي‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬السكندرية الطبعة الولي‪ ،2008 ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪ 28‬د‪ .‬عبد العزيهز رمض ان علهي الخطهابي‪ ،‬الهدفاع الوق ائي فهي القهانون الهدولي الع ام‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولي‪ ،2011 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪20‬‬
‫القههانون الههدولي اسههم الطههار الخههاص بالمعاهههدة‪ ،‬فههالنص الههوارد فههي‬
‫المعاههدة ليههس معهزول عهن النصههوص الخههرى فههالمواد تكمهل بعضهها‬
‫البعض‪ ،‬والنص اللحق يلغي أو يعدل النص السهابق‪ ،‬كمها يجهب أن يتهم‬
‫التفسير على أساس أن الطرفين المتعاقدين كانا ذوي نوايا حسنة فههي‬
‫تنفيذ اللتزامههات المتبادلههة فيمهها بينهمهها‪ ،‬لن تنفيههذ اللتزامههات الدوليههة‬
‫بحسن نية هو التجسيد العملي لقاعدة الوفاء بالمعاهدات الدولية‪ ،‬وهههو‬
‫وجوب الوفاء بالعهد أو العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫لقد حددت لجنة القانون الدولي مضمون المبههدأ بههأنه المتنههاع عههن كههل‬
‫تصرف مههن شههأنه الخلل بموضههوع وهههدف المعاهههدة الدوليههة‪ ،‬ونظههرا‬
‫لكههون المعاهههدة الدوليههة تعههد مههن أكههثر المصههادر الشههكلية المباشههرة‬
‫المنشئة لللتزامات الدولية في القانون الدولي بصورة دقيقههة وملئمههة‬
‫لطبيعة القانون الدولي‪ ،‬وعلى هذا الساس فإن قاعدة أو مبههدأ وجههوب‬
‫الوفاء بالمعاهدات الدولية يعكس الجوانب النظريههة لمبههدأ حسههن النيههة‬
‫في تنفيههذ المعاهههدات الدوليههة أو اللتزامههات الناشههئة عنههها‪ ،‬مههن حيههث‬
‫القهههوة اللزاميهههة للمعاههههدات ومهههن حيهههث وجهههوب تنفيهههذها تنفيهههذا‬
‫دقيقا‪،‬حسههبما تههم التفههاق عليههه وفههق المعههايير والمقههاييس والمفههاهيم‬
‫الخلقية المفترضة في التعامل والتي أوجبها القانون الهدولي فههي تنفيهذ‬
‫اللتزامههات الدوليههة‪ .‬وتعتههبر المعاهههدات الدوليههة علههى اختلف أنواعههها‬
‫وتسميتها مصدرا لللتزامات الدولية فهههي يمكههن أن تسههمى التزامهها ت‬
‫تعاهديههة أو تعاقديههة تمييههزا لههها عههن سههائر المصههادر الخههرى المنشههئة‬
‫لللتزامات الدولية غير التعاقدية‪.‬‬
‫وهذه اللتزامات التعاقدية عمومهها هههي حسههب مصههدرها إمهها التزامههات‬
‫ثنائية أو التزامات متعددة الطههراف أي جماعيههة ناشههئة عههن معاهههدات‬
‫شارعة أو ميثاق أو معاهدة ذات طبيعة خاصة إنشائية‪ ،‬مثل ميثاق المم‬
‫المتحدة الذي جمع بيههن اللههتزام بمعنههاه الفنههي الههدقيق وبيههن اللههتزام‬
‫بمعناه الواسع‪ .‬كما أن مبدأ حسن النية يدخل في العديههد مههن الروابههط‬
‫القانونية‪ ،‬وعند ما يدخل في نطاق المعاهدات الدولية يعتبر مصدرا من‬
‫مصههادر اللههتزام الههدولي ويتجسههد فههي جميههع المراحههل الههتي تمههر بههها‬
‫المعاهدة الدولية‪ ،‬من بداية التفاوض وانتهاء بالتفسير والتنفيذ‪.‬‬
‫ويههرى الكههثير مههن الفقهههاء والكتههاب فههي القههانون الههدولي أن تنفيههذ‬
‫اللتزامات الدولية الناشئة عن المعاهههدات الدوليههة القائمههة علههى مبههدأ‬
‫حسن النية إنما هي وجوب الوفاء بالعهههد أو العقههد شههريعة المتعاقههدين‬
‫‪21‬‬
‫كما قلنا آنفا‪ ،‬ول يمكن القول في القهانون الهدولي بحسهن نيهة شهخص‬
‫القانون الههدولي مهها لههم يقههم بتصههرفات إيجابيههة تههدل علههى صههفاء نيتههه‬
‫وصدقه في تنفيذ التزاماته على المستوى الدولي‪.‬‬
‫إن مسألة تنفيذ اللتزامات المتعلقة بقاعدة وجهوب الوفهاء بالعههد إنمها‬
‫تعني بشكل خاص تنفيذها وفقهها للنيههة المشههتركة والحقيقيههة للطههراف‬
‫وقت إبرام المعاهدة وهذا يعني التقيهد ب روحا المعاههدة وليهس بمعناهها‬
‫الحرفي المجرد أي التنفيههذ الكامههل بكههل أمانههة وشههرف وإخلص وفههق‬
‫الرادة المشتركة للطراف‪.‬‬
‫وفي الخير يمكههن القهول‪ :‬أنهه فههي ظههل الوضههاع الراهنههة الهتي تمهوج‬
‫بالمتغيرات والحداث التي تعصف بالثوابت وقههانون دولههي يتأرجههح بيههن‬
‫القوة والضعف ومعاهدات دوليههة تنتهههك قدسههيتها ومجتمههع دولههي تنههذر‬
‫علقاته بطوفان ل عاصم منه‪ ،‬ل يصيب الذين ظلموا خاصة‪ ،‬وإنما يهلك‬
‫الجميع الظالم لظلمه‪ ،‬والمظلوم لعجههزه عههن مواجهههة الظههالم‪ ،‬وعلههى‬
‫هذا الساس فيكههون مبههدأ حسههن النيههة هههو الضههمانة الساسههية لتنفيههذ‬
‫اللتزامات الدولية)‪.(29‬‬
‫التفسير اعتمادا على العمههال التحضههيرية‪ :‬وهههو الملههف الههذي يتضههمن‬
‫مجموعة الوثائق والمذكرات التي جرت بيهن الطههراف المتعاقههدة قبههل‬
‫انعقاد المعاهدة‪ ،‬ومحاضر تدوين المفاوضات وآراء الدول التي تم الخذ‬
‫بها والراء المؤيدة والرافضة‪ ،‬وهي ليست ملزمة‪ ،‬ولكن يجوز الستعانة‬
‫بها في حالة عهدم تمكيههن المفسهرين مهن تفسهير المعاهههدة بالوسههائل‬
‫المتاحة لديهم وأنهم يحتاجون إلى وسيلة تكميلية للتفسير‪.‬‬
‫صلحية إعداد البحههوث والدراسههات وجمههع المعلومههات‪ ،‬صههلحية إبههرام‬
‫التفاقيات الدولية والتمتههع بالمزايهها والحصههانات الدبلوماسههية‪ ،‬صههلحية‬
‫إصدار القرارات والتوصيات‪ ،‬صلحية التقاضي أمههام المحههاكم الدوليههة‪،‬‬
‫صلحية عقد المؤتمرات الدولية‪ ،‬فيمهها يتعلههق بصههلحية إعههداد البحههوث‬
‫والدراسات فهي صلحيات ذات طابع تنفيذي‪ ،‬أما فيما يتعلق بالقرارات‬
‫الصادرة عههن المنظمههة الدوليههة فهنههاك بعههض القههرارات تعتههبر ملزمهة‬
‫للدول العضاء في المنظمههة وحههتى الههدول غيههر ينبغههي أن تتعههاون مههع‬
‫المنظمة في تنفيذ هذه القرارات الملزمة‪ ،‬مثل القرارات الصادرة عههن‬

‫‪ 29‬د‪ .‬طالب عبد الله فهد العلواني‪ ،‬تنفيذ اللتزامات الدولية ومبههدأ حسههن النيههة فههي القههانون‬
‫الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2015‬ص ‪.70‬‬
‫‪22‬‬
‫الجهاز التنفيذي المتعلقة بحفظ السلم والمههن الههدوليين‪ ،‬مثههل الجهههاز‬
‫التنفيذي لمنظمة المم المتحدة مجلس المن الدولي‪ ،‬وبعض القرارات‬
‫غير ملزمة‪ ،‬أما الراء والتوصيات فالغالب أنها غير ملزمة ول ترتب آثههار‬
‫قانونية‪.‬‬
‫صلحيات إصههدار اللوائههح التنظيميههة داخههل المنظمههة الدوليههة‪ ،‬صههلحية‬
‫الرقابة وتهدف هذه الصلحية إلى مدى التزام الدول بتنفيههذ اللتزامههات‬
‫الدولية التي تقع على عاتقها بمقتضى ميثاق المنظمة الدولية‪.‬‬

‫المطلب الخامس‬
‫الشخصية القانونية للمنظمات الدولية‬
‫كل نظام قانوني يحدد الشخاص المخاطبين بأحكام هذا النظام‪ ،‬ومن‬
‫هذه العلقة بين النظام القانوني وأشخاص هذا القانون تظهر الشخصية‬
‫القانونية‪ ،‬وانطلقا من هذا فإن الشخصية القانونية هي العلقة بين‬
‫نظام قانوني معين وبين الشخاص المخاطبين بأحكام هذا النظام‪،‬‬
‫بحيث أن من يخاطب بهذه الحكام يكون متمتعا بوصف الشخص‬
‫القانوني‪ .‬وتبرز أهمية منح الشخصية القانونية للمنظمة الدولية لكونها‬
‫تحدد المركز القانوني الذي تتمتع به المنظمة الدولية على المستوى‬
‫الدولي‪ ،‬إضافة إلى ذلك أن العتراف للمنظمة الدولية بالشخصية‬
‫القانونية يعني العتراف لها بذاتية قانونية خاصة بها تجعلها قادرة على‬
‫أن تقيم لحسابها الخاص علقات مع غيرها من أشخاص القانون الدولي‬
‫وفي ذات الوقت تجعل المنظمة الدولية كيانا منفصل ومستقل عن‬
‫‪(30).‬الدول العضاء فيها‬
‫والنظام القانوني الدولي الذي يبين حقوق وواجبات الشخاص الدوليين‬
‫يخاطب الشخاص القانونية الدولية‪ ،‬وبناء على ذلك فإن التمتع‬
‫بالشخصية القانونية الدولية يترتب عليه التمتع بالحقوق واللتزام‬
‫بالواجبات التي يحددها القانون الدولي‪ ،‬وقد أثار موقف العتراف‬
‫بالشخصية القانونية للمنظمات الدولية الكثير من الجدل الفقهي حتى‬
‫استقر الفقه والقضاء والعمل الدولي على العتراف للمنظمات الدولية‬
‫‪.‬بالشخصية القانونية الدولية‬
‫‪3030-‬‬‫د‪ .‬عبد العزيز رمضان الخطابي‪ ،‬أساس القانون الدولي المعاصر‪ ،‬دراسة في ضوء‬
‫‪.‬نظرية الختصاص‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2014‬ص ‪209‬‬
‫‪23‬‬
‫وجرى العمل الدولي على اعتراف الدول التي اشتركت في إنشاء‬
‫هذه المنظمات بالشخصية القانونية للمنظمة الدولية‪ ،‬وهكذا تضمن‬
‫القانون الدولي الوضعي كثير من النصوص التي تتضمن العتراف‬
‫للمنظمات الدولية بالشخصية القانونية الدولية‪ ،‬ومن أبرز هذه النصوص‬
‫ما جاء في اتفاقية امتيازات وحصانات المم المتحدة التي أقرتها‬
‫الجمعية في ‪ ،13/12/1946‬فقد نصت مادتها الولى على أن لمنظمة‬
‫المم المتحدة شخصية قانونية ولها أهلية التعقد وشراء وبيع الموال‬
‫المنقولة وغير المنقولة‪ ،‬وأهلية التقاضي ولها التسهيلت المتعلقة‬
‫بالمواصلت والتصال وحصانات وامتيازات ممثلي الدول لدى‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬وكذلك حصانات وامتيازات موظفي المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬وما دام أن المنظمات الدولية لها أهلية إبرام المعاهدات‬
‫والتفاقيات الدولية مع الدول أو مع المنظمات الدولية الخرى فإنها‬
‫تعتبر شخصا من أشخاص القانون الدولي وتعمل في إطار القانون‬
‫‪(31).‬الدولي‬
‫ويقصد بالشخصية القانونية للمنظمة الدولية في هذا المجال هي‬
‫القدرة على اكتساب الحقوق وتحمل اللتزامات والقيام بالتصرفات‬
‫القانونية على المستوى الدولي ورفع الدعاوى أمام القضاء الدولي‪،‬‬
‫وقد كان من المتفق عليه في فقه القانون الدولي التقليدي أن وصف‬
‫الشخصية القانونية بهذا المفهوم ل تكون إل للدول وحدها صاحبة‬
‫السيادة‪ ،‬فالدول وحدها هي الشخص الصيل للقانون الدولي التي‬
‫يكون اكتساب الحقوق والتحمل لللتزامات والقيام بالتصرفات‬
‫القانونية واللجوء إلى القضاء الدولي‪ ،‬ثم بدأ هذا المفهوم يهتز تدريجيا‬
‫نتيجة لظهور المنظمات الدولية‪ ،‬وانتهى الجدل الفقهي الدولي بالرأي‬
‫الستشاري الشهير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في عام‬
‫‪ ،1949‬اعترفت فيه بالشخصية القانونية للمم المتحدة مؤكدة أن‬
‫الدول ليست وحدها الشخص الوحيد للقانون الدولي العام‪ ،‬وأن‬
‫المنظمات الدولية التي جاءت نتيجة لتطور المجتمع الدولي‪ ،‬يمكن‬
‫اعتبارها أشخاصا قانونية دولية من طبيعة خاصة متميزة عن طبيعة‬
‫الدول تتمتع بأهلية قانونية تتناسب مع الهداف التي أنشأت من‬
‫‪(32).‬أجلها‬

‫‪.‬د‪ .‬إبراهيم أحمد شبلي‪ ،‬أصول التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية السكندرية‪ ،1985 /‬ص ‪31-78‬‬
‫د‪ .‬أحمد رفعت‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول طبيعة أشخاص القانون الدولي‪ ،‬دار‪3232-‬‬
‫‪.‬النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1994 ،‬ص ‪192‬‬
‫‪24‬‬
‫وبعرض المر إلى محكمة العدل الدولية تبين لها أن الجابة على‬
‫السؤال الموجهة إليها من الجمعية العامة للمم المتحدة عن مدى‬
‫أهلية المم المتحدة لتحريك دعوى المسؤولية الدولية في حالة إصابة‬
‫أحد العاملين فيها بأضرار ترجع إلى قيامه بمهمته تقتضي البحث في‬
‫مدى تمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية الدولية‪ ،‬ولقد انتهت‬
‫المحكمة على أن الشخاص القانونية الدولية ليسوا بالضرورة أن‬
‫يكونوا متماثلين في الطبيعة وفي الحقوق والواجبات‪ ،‬كما أن الدول‬
‫ليست وحدها الشخص الوحيد للقانون الدولي العام‪ ،‬إذ قد تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية الدولية كيانات أخرى ليست بدول‪ ،‬وإنما اقتضت‬
‫ظروف نشأتها وطبيعة الهداف المنوط بها تحقيقها العتراف لها‬
‫بالشخصية القانونية الدولية‪ ،‬وقد لحظت المحكمة في هذا الصدد أنه‬
‫بينما تتمتع الدول كأصل عام بكافة الحقوق واللتزامات الدولية التي‬
‫يعرفها القانون الدولي ل تتمتع المنظمات الدولية بالضرورة بكل هذه‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬بل يتوقف مقدار ما تتمتع به من حقوق والتزامات‬
‫على أهداف وظائفها ويتبين ذلك صراحة أو ضمنيا من الوثيقة التي‬
‫أنشأتها‪ ،‬وعلى ضوء هذا التحليل أصدرت المحكمة الرأي الستشاري‬
‫بأن المم المتحدة شخص من أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬وأن‬
‫المسؤولية الواقعة على عاتق المم المتحدة تقتضي ضرورة العتراف‬
‫لها بالحق في تحريك دعوى المسؤولية الدولية في حالة إصابة أحد‬
‫العاملين بها بضرر وذلك في قيامه بعمله ولحساب المنظمة الدولية‪،‬‬
‫وقد استخلص جمهور فقهاء القانون الدولي من هذا الرأي الستشاري‬
‫نتيجة هامة مقتضاها ضرورة العتراف للمنظمات الدولية عموما ل‬
‫المم المتحدة وحدها فحسب بالشخصية القانونية الدولية‪ ،‬لن كل‬
‫منظمة ل تستطيع القيام بوظائفها كاملة إل إذا اعترف المجتمع الدولي‬
‫لها بالشخصي القانونية الدولية‪ ،‬والحجة التي استندت عليها الدول هو‬
‫معيار السيادة الذي تعتبره المعيار الوحيد للتمتع بالشخصية القانونية‬
‫الدولية وترى أن الدولة وحدها هي التي تملك مقومات السيادة‪ ،‬من‬
‫‪(33).‬شعب وإقليم وسلطة سياسية حاكمة‬
‫أما الرأي الثاني يؤيد فكرة الشخصية القانونية للمنظمات الدولية‪،‬‬
‫ويرى أن التمتع بالشخصية القانونية الدولية يثبت لكل من الدول‬
‫والمنظمات الدولية على حد سواء‪ ،‬وهي تثبت للدول طبقا لحكام‬
‫‪3333-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬مبادئ المنظمات الدولية العالمية‪ ،‬والقليمية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫‪.‬للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2018‬ص ‪82‬‬
‫‪25‬‬
‫القانون الدولي التقليدي‪ ،‬أما المنظمات الدولية فقد انتشرت وتنوعت‬
‫اختصاصاتها المر الذي يقتضي خضوعها لنظام قانوني‪ ،‬كما أن القانون‬
‫الدولي المعاصر اتسع نطاقه ولم يعد قاصرا على حكم العلقات بين‬
‫الدول فقط‪ ،‬بل امتد ليحكم ويشمل العلقات بين الدول والمنظمات‬
‫‪.‬الدولية‬
‫كما أن منح المنظمة الدولية الشخصية القانونية ليس غاية في حد ذاتها‬
‫بل وسيلة لتمكينها من الدخول في علقات مع غيرها من الدول‬
‫والمنظمات الدولية‪ ،‬وبذلك يمكنها المساهمة في الحياة الدولية‪ ،‬أيضا‬
‫عند وضع ميثاق المم المتحدة تجدد الخلف بين الوفود حول الشخصية‬
‫القانونية للمنظمة الدولية ثم جاء نص المادة ‪ 14‬من الميثاق على أنه‬
‫تتمتع الهيئة في لبلد كل عضو من أعضائها بالهلية القانونية التي‬
‫يتطلبها قيامها بأعبائها ووظيفتها وتحقيق مقاصدها‪ ،‬كما أن هذا النص‬
‫الدولي لم يحسم الخلف الفقهي بشأن تمتع المنظمة الدولية‬
‫بالشخصية القانونية بصورة نهائية‪ ،‬بل ثار جدل من نوع آخر معناه هل‬
‫تمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية يسري في دائرة القوانين‬
‫الوطنية وحده أم يمتد إلى نطاق القانون الدولي؟ حتى جاء الرأي‬
‫الستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية عام ‪ 1949‬والذي‬
‫اعترف فيه بالشخصية القانونية للمم المتحدة مؤكدة أن الدول ليست‬
‫وحدها هي الشخص الوحيد للقانون الدولي‪ ،‬بل أن المنظمات الدولية‬
‫التي أنشئت نتيجة للظروف الدولية يمكن اعتبارها أشخاصا قانونية‬
‫دولية من طبيعة خاصة تتناسب في اتساع مجالها أو ضيقه مع الهداف‬
‫‪(34).‬التي أنشأت من أجل تحقيقها‬
‫وقد تعرضت محكمة العدل الدولية لمسألة تمتع المنظمة الدولية‬
‫بالشخصية القانونية بمناسبة البحث عن مدى أهلية المم المتحدة‬
‫للمطالبة بالتعويض عن الضرار التي تلحق بموظفيها أثناء تأديتهم‬
‫لمهامهم‪ ،‬وترجع ظروف هذا الرأي الستشاري والبعض يطلق اسم‬
‫فتوى إلى ما حدث خلل عامي ‪ 1947/1948‬عن إصابة بعض العاملين‬
‫في المم المتحدة بأضرار متفاوتة والتي كان من أبلغها مقتل الوسيط‬
‫الكونت برنا دوت وسيط المم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية‬
‫خلل زيارة قام بها للراضي المحتلة‪ ،‬ونتيجة لهذا الحادث تساءلت‬
‫المم المتحدة ومن بعدها الفقه الدولي ما ‘ذا كانت المم المتحدة من‬
‫‪3434-‬‬ ‫د‪ .‬طه محمد جاسم الحديدي‪ ،‬التزامات دولة المقر تجاه المنظمة الدولية‪ ،‬دار الكتب‬
‫‪.‬القانونية‪ ،‬دار شتات نشأت للنشر مصر‪ ،‬الطبعة الولى ‪167 ،2015‬‬
‫‪26‬‬
‫حقها رفع دعوى المسؤولية الدولية في حالة إصابة أحد العاملين لديها‬
‫‪.‬بأضرار أثناء قيامه بعمله ولحساب المنظمة الدولية‬
‫وكانت الجابة على هذا التساؤل تقضي بضرورة البحث في مدى تمتع‬
‫المنظمة الدولية بالشخصية القانونية الدولية؟ انتهت المحكمة في رأيها‬
‫الستشاري إلى أن الشخاص القانونية في أي نظام قانوني ليسوا‬
‫بالضرورة أن يكونوا متماثلين في طبيعتهم وفي نطاق حقوقهم‪ ،‬بل‬
‫تتوقف طبيعة كل منهم على ظروف المجتمع الذي نشأ فيه‪ ،‬وأن‬
‫الدول ليست وحدها أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬بل أن المنظمات‬
‫الدولية أيضا هي الخرى تتمتع بالشخصية القانونية الدولية التي تؤهلها‬
‫‪(35).‬لكتساب الحقوق وتحمل اللتزامات على المستوى الدولي‬
‫وقالت المحكمة أن ميثاق المم المتحدة لم يقتصر على جعل المنظمة‬
‫الدولية مجرد لها مركز قانوني يتم خلله تنسيق جهود الشعوب نحو‬
‫تحقيق الغايات المشتركة التي نص عليها‪ ،‬بل زودها بعد من الجهزة‬
‫والفروع المختلفة وأناط بكل منها مهمة خاصة‪ ،‬ونظم الميثاق المركز‬
‫القانوني للدول العضاء وعلقة المنظمة الدولية بالدول العضاء فيها‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 105‬من الميثاق بقولها‪ :‬تتمتع الهيئة في أرض كل‬
‫عضو بالمزايا والعفاءات التي يتطلبها تحقيق مقاصدها‪ ،‬كما أن‬
‫‪.‬الموظفين فيها يتمتعون بالحصانات والمزايا الدبلوماسية‬
‫إل أن محكمة العدل الدولية تفرق بين الشخصية القانونية الدولية‬
‫للدول التي تتمتع بكافة الحقوق واللتزامات الدولية المعترف بها في‬
‫القانون الدولي العام‪ ،‬فإن المنظمة الدولية ل تتمتع بكل هذه الحقوق‬
‫واللتزامات الدولية‪ ،‬وإنما يتوقف مقدار ما تتمتع به المنظمة بالقدر‬
‫الذي يحقق أهدافها ووظائفها‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه صراحة أو ضمنيا‬
‫في الوثيقة المنشئة للمنظمة الدولية‪ ،‬وبذلك يمكن القول رغم الخلف‬
‫العميق بين الفقه الدولي إل أن المنظمة الدولية اليوم تتمتع بالشخصية‬
‫القانونية الدولية التي تؤهلها لكتساب الحقوق والتحمل لللتزامات‬
‫‪.‬على المستوى الدولي‬
‫المبحث الثاني‬
‫تقسيم المنظمات الدولية‬

‫‪3535-‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم أحمد شبلي‪ ،‬أصول التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات الدولية‪،‬‬
‫‪.‬الدار الجامعية السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى‪78 ،1985 ،‬‬
‫‪27‬‬
‫لقد اختلف الفقه الدولي حول المعايير التي بموجبها يمكن تقسيم‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬فالبعض اعتمد على نشاط المنظمة الدولية‪ ،‬وعلى‬
‫هذا الساس قسم المنظمات الدولية إلى منظمات ذات طبيعة‬
‫سياسية كالمم المتحدة‪ ،‬ومنظمات ذات طبيعة فنية مثل اتحاد البريد‬
‫الدولي ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬ومنهم من اعتمد على المعيار‬
‫الجغرافي‪ ،‬فقسم المنظمات الدولية إلى منظمات عالمية مثل عصبة‬
‫المم ومنظمة المم المتحدة‪ ،‬ومنظمات إقليمية مثل التحاد الوروبي‬
‫وجامعة الدول العربية والتحاد الفريقي ومنظمة التعاون السلمي‪،‬‬
‫والبعض الخر اعتمد على الختصاص والبعض الخر اعتمد على أهداف‬
‫المنظمة والدوافع التي أنشئت من أجلها والمصلحة المشتركة التي‬
‫‪.‬تحققها المنظمة الدولية للدول المنشئة لها‬
‫المطلب الول‬
‫المنظمات الدولية العالمية والقليمية‬
‫الهدف من نشأة المنظمات الدولية والقليمية هو تنظيم العلقات‬
‫الدولية بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬والبحث عن أشكال وتنظيمات‬
‫دولية يمكن أن تستطيع الحد من مخاطر عدم الستقرار‪ ،‬وقد أحاط‬
‫بهذه الفكرة والنشأة الكثير من المخاوف والشكوك في قدرة هذه‬
‫المنظمات تحيق هدفها الرئيسي‪ ،‬وظهر هناك تيارين متناقضين‪ ،‬الول‪:‬‬
‫دعاء إلى بناء تنظيم دولي قائم على أساس عالمي وليس إقليمي‪،‬‬
‫ويستند في ذلك إلى مخاطر إيجاد المجالس القليمية التي تقوم على‬
‫ميزان القوى‪ ،‬والتي كانت سائدة قبل الحرب العالمية الثانية المر‬
‫الذي يهدد السلم والمن الدوليين‪ .‬أما التيار الثاني‪ :‬فقد رفض فكرة‬
‫المنظمة الدولية القليمية‪ ،‬حتى جاء ميثاق المم المتحدة حاسما للمر‬
‫ونص على أهمية المنظمات الدولية القليمية والدور المهم الذي تلعبه‬
‫في حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬وأن منظمة المتحدة تستعين بهذه‬
‫‪(36).‬المنظمات وتتعاون معها في حل النزاعات الدولية القليمية‬
‫التقسيم من حيث نطاق العضوية في المنظمة‪ :‬تنقسم المنظمات‬
‫الدولية من حيث نطاق العضوية إلى منظمات عالمية ومنظمات‬
‫إقليمية‪ ،‬المنظمات العالمية هي المنظمات التي تكون غالبا ما العضوية‬
‫فيها مفتوحة لكل الدول الراغبة في النضمام إليها‪ ،‬متى توافرت فيها‬
‫الدولة‪3636-‬‬
‫د‪ .‬خليل حسين‪ ،‬موسوعة القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول النشأة والمصادر‪،‬‬
‫والمنظمات الدولية والفراد‪ ،‬المعاهدات الدولية والقانون الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬منشورات‬
‫‪.‬الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2012‬ص ‪251‬‬
‫‪28‬‬
‫شروط العضوية المنصوص عليها في ميثاق المنظمة الدولية‪ ،‬وعلى‬
‫هذا الساس ل تحدد العضوية في النوع من المنظمات في نطاق‬
‫‪(37).‬جغرافي معين بل تشمل كل دول العالم‬
‫ومن بين هذه المنظمات عصبة المم المنتهية وليتها‪ ،‬ومنظمة المم‬
‫المتحدة حاليا التي تضم غالبية دول العالم اليوم‪ ،‬والمنظمات الدولية‬
‫المتخصصة‪ ،‬مثل منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‬
‫اليونسكو‪ ،‬وصندوق المم المتحدة للطفولة اليونيسيف‪ ،‬ومنظمة‬
‫الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية‪ .‬ولكن النضمام إلى المنظمات‬
‫الدولية يكون دائما بإرادة الدولة‪ ،‬وبالتالي قد ل ترغب بعض الدول في‬
‫النضمام لمنظمة ما فقد حصل أن اعترض مجلس الشيوخ المريكي‬
‫على انضمام الوليات المتحدة المريكية لعضوية عصبة المم‪ ،‬وقد‬
‫تنضم الدول إلى المنظمة الدولية ثم تنسحب منها‪ ،‬كما انسحبت كل‬
‫‪(38).‬من إيطاليا وألمانيا واليابان من عصبة المم‬
‫وقد يفرض الوضع القانوني لدولة ما عدم النضمام إلى المنظمة‬
‫الدولية‪ ،‬مثل الوضع القانوني لسويسرا باعتبارها دولة محايدة لذلك لم‬
‫تنضم إلى منظمة المم المتحدة‪ .‬النوع الثاني‪ :‬المنظمات الدولية‬
‫القليمية‪ :‬ويقصد بهذا النوع من المنظمات‪ ،‬المنظمات التي تضم في‬
‫عضويتها عدد محدد من الدول أو التي يكون نطاق اختصاصها محدد‬
‫برقعة جغرافية معينة‪ ،‬والمنظمة القليمية هي هيئة إقليمية دولية دائمة‬
‫تنشأ بموجب اتفاقية دولية بين مجموعة من الدول تجمعها رابطة معينة‬
‫بهدف تحقيق مصالح مشتركة‪ ،‬وتكون مستقلة‪ ،‬وتكون مستقلة عن‬
‫‪(39).‬إرادة الدول المنشأة لها‬
‫وتقتصر العضوية في المنظمات الدولية القليمية على مجموعة من‬
‫الدول التي تربط بينهم رابطة معينة‪ ،‬جغرافية أو سياسية أو تاريخية أو‬
‫اقتصادية أو أمنية‪ ،‬مثل جامعة الدول العربية والتحاد الفريقي ومنظمة‬
‫الدول المريكية والتحاد الوروبي‪ ،‬أمني مثل حلف شمال الطلس‬
‫الناتو‪ ،‬اقتصادي مثل منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ومنظمة الدول المصدر‬
‫للنفط‪ ،‬أو ديني مثل منظمة التعاون السلمي‪ ،‬التي كانت من قبل‬
‫تسمى منظمة المؤتمر السلمي‪ .‬كما أن بعض المنظمات الدولية‬
‫‪3737-‬‬ ‫د‪ .‬خلف رمضان محمد الجبوري‪ ،‬دور المنظمات الدولية في تسوية المنازعات الدولية‪،‬‬
‫‪.‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2013 ،‬ص ‪19‬‬
‫د‪ .‬عبد السلم صالح‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬الدار الجماهيرية‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الطبعة ‪38-‬‬
‫‪.‬الولى‪31 ،1992 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬هارون هاشم رشيد‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬دار سراس للنشر‪ ،‬تونس‪ ،1980 ،‬ص ‪39- 20‬‬

‫‪29‬‬
‫تترك باب العضوية مفتوحا لكل الدول الراغبة في النضمام مثل التحاد‬
‫العالمي للبريد والمواصلت ومنظمة المم المتحدة‪ ،‬ومنظمات أخرى‬
‫تفرض شروطا معينة للنضمام إليها‪ ،‬ومنظمات تتمتع الدول العضاء‬
‫فيها بسلطة تقديرية في قبول الدول الراغبة في النضمام إليها‪ ،‬ومن‬
‫ذلك منظمة المم المتحدة التي تشترط لقبول العضوية فيها صدور‬
‫‪(40).‬قرار من الجمعية العامة وبناء على توصية مجلس المن الدولي‬
‫أو المنظمة الدولية القليمية هي تلك المنظمة التي تختص بأمور‬
‫عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية ومسائل التصال‬
‫والمواصلت‪ ،‬وتكون عضويتها قاصرة على بعض الدول فقط‪ ،‬وبالتالي‬
‫ل يكون حق النضمام إليها مباحا لكل الدول‪ ،‬فحق عضوية هذا النوع‬
‫من المنظمات قاصر على دول تتوافر فيها شروط التقارب الثقافي‬
‫والجتماعي والقتصادي والفكري واللغوي والديني أو الجوار‬
‫‪(41).‬الجغرافي‬
‫أو تعرف بأنها هيئة دائمة تتمتع بالشخصية القانونية وبالرادة الذاتية‬
‫المستقلة وتنشأ بالتفاق بين مجموعة من الدول يربط بينها رابط‬
‫جغرافي أو سياسي أو مذهبي أو حضاري‪ ،‬كوسيلة من وسائل التعاون‬
‫الختياري في مجالت معينة يحددها التفاق المنشئ للمنظمة في إطار‬
‫مقاصد المم المتحدة ومبادئها‪ .‬وهناك تعريف آخر يركز على السيادة‬
‫للدول العضاء في المنظمة القليمية وعرفها بأنها كل شخص قانوني‬
‫دولي ينشئ عن طريق اتفاقية دولية جماعية أطرافها دول تجمع بينها‬
‫مقومات التضامن الجتماعي أو الجوار الجغرافي‪ ،‬بغية تحقيق أهداف‬
‫مشتركة للدول العضاء ول تنقص من سيادتها‪ ،‬وتتمتع بإرادة ذاتية‬
‫مستقلة يتم التعبير عنها من خلل أجهزة دائمة تمكنها من الضطلع‬
‫‪(42).‬بالمهام المنوط بها‬
‫تقسيم المنظمات الدولية من حيث الختصاص‪ :‬النوع الول‪ :‬المنظمات‬
‫العامة‪ ،‬وهي المنظمات التي يمتد اختصاصها ليشمل مظاهر متعددة‬
‫‪4040-‬‬ ‫د‪ .‬خالد حساني‪ ،‬سلطات مجلس المن في تطبيق الفصل السابع بين أحكام الميثاق‬
‫والممارسة الدولية المعاصرة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪ ،2015.‬ص ‪156‬‬
‫ا‬
‫د‪ .‬خليل حسين‪ ،‬موسوعة المنظمات اليمية والقارية‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬النظرية العامة ‪4141-‬‬
‫للمنظمات االيمية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التكتلت القليمية العربية‪ ،‬التحادات القطرية العربية‪،‬‬
‫المنظمات غير الحكومية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة السادسة‪،2005 ،‬‬
‫ص ‪.17‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬مصطفى فؤاد‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫‪.‬السكندرية‪ ،1998 ،‬ص ‪11‬‬
‫د‪ .‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪4242- ،‬‬
‫‪.‬الجزائر‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،2005 ،‬ص ‪198‬‬
‫‪30‬‬
‫في العلقات الدولية‪ ،‬مثل منظمة المم المتحدة التي تسعى إلى‬
‫المحافظة على السلم والمن الدوليين وتدعيم التعاون السياسي‬
‫والقتصادي والجتماعي‪ .‬وقد يكون هذا النوع من المنظمات عالميا‪،‬‬
‫مثل المم المتحدة وعصبة المم سابقا‪ ،‬أو إقليميا مثل الجامعة العربية‬
‫‪(43).‬والتحاد الفريقي والتحاد الوروبي ومنظمة التعاون السلمي‬
‫النوع الثاني‪ :‬المنظمات الدولية المتخصصة‪ :‬وهي المنظمات التي‬
‫يقتصر نشاطها على مجال واحد من المجالت الدولية أو التي تسعى‬
‫إلى تحقيق التعاون بين أعضائها في موضوع معين أو في مجال محدد‪،‬‬
‫فقد يكون نشاطها اقتصاديا كما هو الحال في صندوق النقد الدولي أو‬
‫البنك الدولي للنشاء والتعمير‪ ،‬أو اجتماعي كما هو الحال بالنسبة‬
‫لمنظمة العمل الدولي‪ ،‬أو صحي كما هو الحال بالنسبة لمنظمة الصحة‬
‫العالمية‪ ،‬أو ثقافي كمنظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‬
‫‪(44).‬اليونسكو‬
‫وقد ينصب نشاط المنظمة على النقل والمواصلت‪ ،‬مثل التحاد العالمي‬
‫للبريد والمواصلت أو منظمة الطيران المدني‪ ،‬كما أن بعض الفقهاء‬
‫ذهبوا إلى اعتبار الحلف العسكرية منظمات دولية متخصصة‪ ،‬مثل حلف‬
‫شمال الطلس وحلف وارسو ومعاهدة الدفاع المشترك‪ .‬ولكن في‬
‫العمل الدولي هو أن إنشاء الحلف العسكرية ل يقتصر على التعاون‬
‫العسكري المحض‪ ،‬بل يمتد ليشمل اعتبارات إستراتيجية متعددة‪ ،‬مثل‬
‫التعاون في المجالت السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية‬
‫والعلمية والستخباراتية ومكافحة الرهاب الدولي والجريمة المنظمة‬
‫‪.‬العابرة للحدود الدولية والهجرة غير الشرعية‬
‫تقسيم المنظمات الدولية من أعضائها‪ :‬النوع الول‪ :‬المنظمات‬
‫الحكومية‪ ،‬وهي المنظمات التي تضم في عضويتها الدول فقط‪ ،‬أي أن‬
‫يكون أعضاؤها دول وحكومات‪ ،‬مثل منظمة المم المتحدة والتحاد‬
‫الفريقي والتحاد الوروبي‪ ،‬ومنظمة الدول المريكية ومنظمة التعاون‬
‫السلمي‪ ،‬كل هذه المنظمات تتكون من دول مستقلة ذات سيادة‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية‪ :‬ويقصد بها المنظمات‬
‫التي يتم تأسيسها من قبل الفراد دون الحكومات‪ ،‬حيث ازدادت أهمية‬

‫‪4343-‬‬‫د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬د‪ .‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان‬
‫‪.‬المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2005 ،‬ص ‪213‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار المطبوعات ‪4444-‬‬
‫‪.‬الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪261‬‬
‫‪31‬‬
‫هذا النوع من المنظمات في الونة الخيرة‪ ،‬واستطاعت أن تلعب دورا‬
‫مهما جدا في الساحة الدولية‪ ،‬وتقوم بنشاطات متعددة في مجالت‬
‫مختلفة قد ل تقوم بها الدول في بعض الحيان‪ ،‬مثل منظمة العفو‬
‫الدولية ومنظمة الصليب الحمر الدولي ومنظمة أطباء بل حدود‪.‬‬
‫وتأكيدا لهمية الدور الذي تلعبه هذه المنظمات الدولية غير الحكومي‬
‫على الصعيد الدولي‪ ،‬نصت الماد ‪ 71‬من ميثاق المم المتحدة على أنه‬
‫للمجلس القتصادي والجتماعي أن يجري الترتيبات المناسبة للتشاور‬
‫‪(45).‬معها في المسائل الداخلة في اختصاصها‬
‫المنظمات الدولية من حيث الصلحيات‪ :‬تتمتع المنظمات الدولية‬
‫بموجب الميثاق الذي ينظم إنشائها ونشاطها بمجموعة من الصلحيات‪،‬‬
‫إل أن هذه الصلحيات تتسع وتضيق من منظمة إلى منظمة أخرى‪،‬‬
‫وبصفة عامة يمكن تقسيم المنظمات الدولية من حيث الصلحيات التي‬
‫تتمتع بها إلى ما يلي‪ :‬النوع الول‪ ،‬منظمات تتمتع بصلحيات فعلية‬
‫واسعة‪ ،‬القاعدة العامة والساسية هي محدودية الصلحيات التي تتمتع‬
‫بها المنظمات الدولية في مواجهة الدول العضاء‪ ،‬ولكن لهذا النوع من‬
‫المنظمات صلحيات تخولها في تنفيذ قراراتها بوسائلها الخاصة‪ ،‬بناء‬
‫على القدر المستقل من الرادة الذاتية والشخصية القانونية الممنوحة‬
‫لهذه المنظمات‪ ،‬ومن ذلك قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس‬
‫‪(46).‬المن الدولي في حالة تهديد السلم والمن الدوليين‬
‫النوع الثاني‪ :‬منظمات ل تملك إل صلحية إبداء الراء والتوصيات‪ ،‬وهههذا‬
‫النوع من المنظمات هي الصههورة الغالبههة فيههها‪ ،‬حيههث تحههدد صههلحياتها‬
‫باقتراحا التفاقيات وإصدار التوصيات والقتراحات التي يتوقههف تنفيههذها‬
‫على إرادة الدول والحكومات العضاء في المنظمة‪ .‬فالنوع الول‪ ،‬قائم‬
‫على فكرة التحاد أو على سيادة الدول‪ ،‬أما النوع الثاني فهو قائم على‬
‫فكههرة التعههاون‪ ،‬وبالتههالي هنهها ل تملههك هههذه المنظمههات صههلحيات‬
‫‪(47).‬حقيقية‬
‫‪45 - Les organisations internationales contemporaines peuvent être divisées en deux grandes‬‬
‫‪catégories, a savoir les institutions intergouvernementales dites publique, et les organisations‬‬
‫‪non gouvernementales dites privées ONG. Voir louis Sabourin, organisation internationale,‬‬
‫‪école nationale d, administration publique, France, 2012. P. 4.‬‬

‫‪4646-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬موسوعة‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪ ،2010.‬ص ‪33‬‬
‫د‪ . .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬موسوعة‪4747-‬‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫تعتهبر المنظمهات الدوليهة غيهر الحكوميهة كيانهات جديهدة تعمهل ض من‬
‫المجتمع الدولي على تحقيق تقههارب عملههي وتعههددي للقههانون الههدولي‪،‬‬
‫كمهها أنههها تعههبر عههن تغييههر تركيبههة المجتمههع الههدولي وتطههوره والطههابع‬
‫القانوني للمنظمات الدولية غير الحكومية وعلقتها مع المجتمع الههدولي‬
‫المعاصر الذي هي أصبحت جزء منه)‪.(48‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم المنظمات الدولية غير الحكومية‬


‫تضههمنت الكههثير مههن الكتههب القديمههة والحديثههة تعريفههات مختلفههة‬
‫للمنظمات الدولية غيههر الحكوميههة‪ ،‬بعضههها اختلههط بمفهههوم المنظمههات‬
‫الدولية الحكومية والبعض الخر اختلط بمفهوم المجتمع المههدني‪ ،‬علههى‬
‫الرغم من أن مصطلح المنظمات غير الحكومية يعد مههن المصههطلحات‬
‫الكههثر شههيوعا علههى المسههتوي العههالمي لكنههه ليههس الوحيههد‪ ،‬فهنههاك‬
‫مصطلحات وتعبيرات أخرى استخدمت للدللة على المنظمات الدوليههة‬
‫غيههر الحكوميههة‪ ،‬إذ ل يوجههد اتفههاق حههول مصههطلح واحههد وذلههك بسههبب‬
‫اختلف السههياقات الجتماعيههة والقتصههادية والثقافيههة والسياسههية بيههن‬
‫الدول)‪.(49‬‬
‫ولهذا جرى استخدام مصطلحات متعددة مثل مصطلح المنظمههات غيههر‬
‫الربحية‪ ،‬حيث يستخدم هذا التعبير كههثيرا فههي كنههدا والوليههات المتحههدة‬
‫المريكية‪ ،‬وبعض الدول الوروبية‪ ،‬وهناك المنظمات الهلية الههذي يكههثر‬
‫استخدامه فههي الههدول العربيههة‪ ،‬وهنههاك مصههطلح المنظمهات التطوعيههة‬
‫حيههث يسههتخدم مههن قبههل المنظمههات الدوليههة الحكوميههة‪ ،‬وإذا كههانت‬
‫المصطلحات المتنوعة والمختلفة تشكل تحديا لدراسة هذه المنظمههات‬
‫فإن التحدي الخر يكمن في وضع تعريف محدد لهذه المنظمات‪.‬‬
‫إل أن هناك بعض المنظمات والمؤسسات الدولية حاولت وضع تعريههف‬
‫للمنظمات الدوليههة غيههر الحكوميههة‪ ،‬مههن أهمههها مهها يلههي‪:‬هنههاك تعريههف‬

‫‪ ،2010.‬ص ‪80‬‬
‫‪ 48‬د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬المنظمهات الدوليهة غيهر الحكوميهة فهي القهانون الهدولي بيههن النظريهة‬
‫والتطور‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولي‪ ،2009 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 49‬أنظر‪ :‬أعمال النههدوة القليميههة حههول حقههوق النسههان والتنميههة‪ ،‬المنعقههدة فههي القههاهرة‪،‬‬
‫منشورة لحساب برنامج المم المتحدة النمائي‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪33‬‬
‫اقتصادي يركز على مصدر التمويل وفيه تكون المنظمههات الههتي تتلقههي‬
‫أغلب تمويلها من الشتراكات والهبههات الخاصههة أو مهها يعههود عليههها مههن‬
‫أموال من مصادر تمويل أخري مستقلة‪ ،‬منظمات غيههر حكوميههة‪ .‬وهههذا‬
‫التجاه يتبناه نظام المم المتحههدة للحسههابات القوميههة‪ ،‬وهنههاك تعريههف‬
‫إجرائي وظيفي وفيه أن المنظمات الدولية غير الحكومية هي منظمات‬
‫تطوعية ل تسعي إلي تحقيق الربح لها إرادة مستقلة ولها هيكل منظههم‬
‫وهي مستقلة عن الحكومات وهههي منظمههات غيههر سياسههية‪ ،‬أي أنههها ل‬
‫تخضع في أنشطتها لمرشح سياسي‪ ،‬ولكنههها قههد تتبنههي بعههض الهههداف‬
‫السياسية‪ ،‬مثل الديمقراطية وحقوق النسان‪.‬‬
‫وقههد عههرف برنامهج المهم المتحههدة النمهائي المنظمهات الدوليهة غيههر‬
‫الحكومية بأنهها منظمههات تطوعيهة تعمهل مهع آخريههن وكهثيرا مها تعمههل‬
‫لمصلحة آخرين وتنصههب أعمالههها وأنشههطها علههي قضههايا وأنههاس خههارج‬
‫نطاق موظفيههها وعضههويتها‪ .‬أمهها الههدكتور‪ :‬عمههر سههعد اللههه فقههد قسههم‬
‫مصطلح المنظمههات الدوليههة غيههر الحكوميههة إلههي معنههي ضههيق ومعنههي‬
‫واسع‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ينصرف المعني الضيق للمصههطلح العربههي والفرنسههي‬
‫والنجليههزي المنظمههة غيههر الحكوميههة إلههي مفهههوم المجتمههع المههدني‬
‫والمنظمات غير الربحية والمنظمات الهلية أنها جميعا تؤدي إلي نفههس‬
‫المعني من حيث عدد القضايا والمفاهيم والمعههايير القانونيههة والفكريههة‬
‫والخلقية والقتصادية والجتماعية‪ .‬أما المعني الواسع تعني المنظمات‬
‫الدولية غير الحكومية في معناها الواسع آليات قانونية جديههدة مسههتقلة‬
‫لها وضع تنظيم دولي لنشاطاته ينشئه الشخاص الطبيعيون والمعنويون‬
‫لتوفير الحتياجات التي ل تفي بها السوق أو القطاع العههام أو الدولههة أو‬
‫المجتمع الدولي أو هيئات قانونية دولية غير ربحيههة أعضههاؤها مواطنههون‬
‫أو اتحاد وطني في بلههد أو أكههثر يقومههون بنشههاطات جماعيههة تسههتجيب‬
‫لحتياجات المجتمع الذي تعمل فيه‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها مجموعة قانونيههة طوعيههة قائمههة علههى تحقيههق أنشههطة‬
‫دولية ل تستهدف الربح ينظمها مواطنون على أساس محلي أو قطههري‬
‫أو إقليمي أو دولي‪ .‬أيضا يري الدكتور "عمر سعد اللههه" أن المنظمههات‬
‫الدولية غير الحكومية هي عبارة عن كيانات قانونية ينشههئها اتفههاق بيههن‬
‫أشخاص أو ممثلين لجماعات خاصة خارج نطاق الحكومة‪ ،‬ينتمههون إلههي‬
‫ثلث دول علي القل‪ ،‬ولها نشاطات ذات صفة دولية)‪.(50‬‬
‫د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬د‪ .‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمهع الهدولي المعاصهر‪ ،‬المرجهع السهابق‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪34‬‬
‫أما الدكتور‪" :‬أحمد أبو الوفاء" يعرف المنظمههة الدوليههة غيههر الحكوميههة‬
‫بأنها منظمة ل يتم إنشاؤها باتفاق بين الحكومات وإنما تنسأ باتفاق بين‬
‫أشخاص وهيئات غير حكومية‪ ،‬كما أنههها تضههم أساسهها ممثليههن وأعضههاء‬
‫عير حكوميين)‪.(51‬‬
‫أما الدكتورة‪" :‬عائشة راتب فتري أنها عبارة عن هيئههات أو جماعههات أو‬
‫اتحادات شعبية ليس لها الصفة الحكومية‪ ،‬وقد يكههون لهههذه المنظمههات‬
‫الصفة الدولية بأن تربط بين جماعات غير حكومية تابعة لههدول مختلفههة‬
‫وقد تكون هيئات وطنية غير حكومية‪.‬‬
‫ووفقا لرؤية المم المتحههدة فههإن هههذه المنظمههات يرتكههز نشههاطها فههي‬
‫خدمة المجتمع لها رؤية إنمائيههة محههددة تهتههم بتحسههين أوضههاع الفئههات‬
‫المهشههمة الههتي يصههيبها الضههرر مههن التوجيهههات والسياسههات النمائيههة‬
‫ويتحدد عملها في حقول المشروعات المختلفة‪ .‬مثل الطوارئ والغاثههة‬
‫ونشر ثقافة التنمية والدفاع عههن الحقهوق القتصههادية والجتماعيهة‪ .‬أمها‬
‫البنك الدولي فيعرفها بأنها مؤسسات وجماعات متنوعة الهتمام تكههون‬
‫إمهها مسههتقلة كليهها أو جزئيهها عههن الحكومههات‪ ،‬تتسههم بالعمههل النسههاني‬
‫والتعاون دون أن يكون لديها أهداف تجارية‪.‬‬
‫فههي حيههن تعههرف منظمههة المههم المتحههدة للتربيههة والعلههوم والثقافههة‬
‫"اليونسكو" المنظمة الدولية غير الحكومية بأنها عبارة عن منظمات لم‬
‫تنشأ عههن طريههق اتفاقيههات بيههن الحكومههات‪ ،‬تتسههم أهههدافها ووظائفههها‬
‫بطابع غير حكومي وتضم نسبة هامة من الجماعات أو الفههراد كأعضههاء‬
‫منتظمين في بلدان متعددة على الصعيد القليمي أو الدولي وتتوفر لها‬
‫هيئة إدارية دائمة لها تكوين دولي)‪.(52‬‬
‫من خلل التعريفات السابقة المختلفة يمكن أن نصل إلي تعريههف عههام‬
‫للمنظمات الدولية غير الحكومية بأنها مجموعههات طوعيههة ل تسههتهدف‬
‫الربح في عملههها ينظمههها مواطنههون علههى أسههاس محلههي أو قطههري أو‬
‫دولي ويتمحور عملها حول مهام معينة ويقودهها أشههخاص ذو اهتمامهات‬
‫مشتركة وهي تؤدي طائفة متنوعة من الخدمات والوظههائف النسههانية‪،‬‬

‫ص ‪.315‬‬
‫‪ 51‬د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط في قانون المنظمات الدوليههة‪ ،‬دار النهضههة العربيههة‪ ،‬القهاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الولي ‪ ،1985‬ص ‪.663‬‬
‫‪ 52‬د‪ .‬أماني قنديل‪ ،‬المجتمع المدني في العالم العربي‪ ،‬مطابع سيفكس‪ ،‬القههاهرة‪ ،1995 ،‬ص‬
‫‪.25‬‬
‫‪35‬‬
‫وتطلع الحكومات علي شواغل المواطنين‪ ،‬وترصد السياسههات وتشههجع‬
‫المشاركة السياسية على المستوي المجتمعي‪ ،‬كما أنها توفر التحليلت‬
‫والخبرات وتعمل بمثابة آليات للنذار المبكر‪ ،‬فضل عن مسههاعدتها فههي‬
‫رصد وتنفيذ التفاقيات الدولية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الطابع القانوني للمنظمات الدولية غير الحكومية‬


‫وفقا لميثاق المم المتحدة يجههوز للمجلههس القتصههادي والجتمههاعي أن‬
‫يتشاور مع المنظمات الدولية غير الحكومية المعنية بمسائل تدخل فههي‬
‫اختصاصهه ويعهترف المجلهس أن ه ينبغهي منهح ههذه المنظمهات فرصهة‬
‫التعههبير عههن آرائههها‪ ،‬ممهها يجعلنهها طههرحا السههؤال التههالي‪ :‬هههل أصههبحت‬
‫المنظمههات غيههر الحكوميههة تتمتههع بالشخصههية القانونيههة الدوليههة علههي‬
‫المسههتوي الههدولي؟ لن تأييههد هههذه الشخصههية فههي النصههوص الوضههعية‬
‫والفقه والقضاء الدوليين يترتب عليه آثار قانونيههة متعههددة‪ ،‬سههواء علههى‬
‫الصعيد الدولي والعلقات الدولية أو على المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬منففح المنظمففات الدوليففة غيففر الحكوميففة صفففة المراقففب‪:‬‬
‫أعطههت منظمههة المههم المتحههدة للعديههد مههن المنظمههات الدوليههة غيههر‬
‫الحكوميههة مكانههة المراقههب فههي المناقشههات الدوليههة‪ ،‬كمهها هههو الحههال‬
‫للعتراف بالشخصية القانونية الدولية للجنة الدولية للصليب الحمر هههو‬
‫دليل وحجة على طابعههها القههانوني الخههاص‪ ،‬هههذا الطههابع يتحههدد بوجههود‬
‫اعتراف القانون الدولي بها كمنظمات دولية تتمتع بالشخصية القانونية‪،‬‬
‫وقد تجسد ذلك في إعطائها مركز المراقههب فههي المههم المتحههدة وفقهها‬
‫للقرار رقم ‪ 45/6‬الصادر عن الجمعية العامههة فههي ‪ 16‬أكتههوبر عههام ‪1990‬‬
‫بالجماع وبناءا على ذلك تلتقي بعثة اللجنة الدولية للصليب الحمههر مههع‬
‫رئيس مجلس المن الدولي ويلتقههي رئيههس اللجنههة سههنويا مههع مجلههس‬
‫المههن بههأكمله أيضهها يوجههد اعههتراف ضههمني بهههذه اللجنههة فههي قواعههد‬
‫الجراءات وأدلة المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلههق بالشهههادة وذلههك‬
‫نظرا للولية الدولية الممنوحة لها بموجب القانون الدولي النساني‪.‬‬
‫أيضا انقسم الفقه الدولي حول طبيعة المنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫إلي قسمين‪ :‬الول‪ :‬يري أنه رغم انتشار هذه المنظمات عبر العههالم إل‬
‫أنهها ل تسهتفيد مهن الشخصهية القانونيهة ول م ن الهليهة الدوليهة فههي‬
‫تمارس نشاطها تحت سلطة القانون الوطني للدولة التي يوجد مركزها‬
‫علههى أراضههيها‪ ،‬مثلههها مثههل الشههخاص المعنويههة فههي القههانون الخههاص‬

‫‪36‬‬
‫الجمعيات والشركات التجارية‪ .‬أمهها الثههاني‪ :‬فيههدعم الههرأي القائههل بههأن‬
‫لهذه المنظمهات الشخصهية القانونيهة الدوليهة والهليهة للتمتهع بالمزايها‬
‫والحصانات الدبلوماسية علي المستوى الدولي وعلى مسههتوى مقراتههها‬
‫في الدول التي تعمل فيها‪.‬‬
‫‪ -‬منح المنظمات الدولية غير الحكومية المركففز الستشففاري‪:‬‬
‫لقد حصلت المنظمات غير الحكومية على الصعيد الههدولي علههى مركههز‬
‫استشاري خاصة لدى منظمة المم المتحدة للغذيههة والزراعههة وكههذلك‬
‫المجلههس القتصههادي والجتمههاعي وهههي مصههنفة عههدة تصههنيفات تضههم‬
‫المنظمهات المعنيهة بأنشهطة المجلهس والمنظمهات الهتي لهها كفهاءات‬
‫خاصة في المجالت المتعددة والمنظمات المدرجة فههي القائمههة‪ ،‬وهههي‬
‫منظمههات قههادرة علههى تقههديم مسههاهمات مههن حيههن لخههر فههي عمههل‬
‫المجلس وأجهزته الفرعية المختلفة وغيرها من هيئات المههم المتحههدة‪،‬‬
‫ويستند المجلس في منح هذه المنظمات المركز الستشاري إلههي نههص‬
‫المادة ‪ 71‬من ميثاق المم المتحههدة‪ ،‬وتتمتههع المنظمههات غيههر الحكوميههة‬
‫بهذا المركز حقها في إيفاد مراقبين عنها إلي الجتماعههات العامههة الههتي‬
‫ينظمها المجلس وهيئاته الفرعية‪ ،‬أيضهها يجههوز لههها التشههاور مههع المانههة‬
‫العامة للمم المتحدة بشهأن مسهائل الهتمهام المشههترك‪ ،‬وفههي الخيههر‬
‫يمكن القول‪ :‬أن التعامل الدولي مع المنظمات الدوليههة غيههر الحكوميههة‬
‫على مستوى التنسيق ومنحها مركز المراقب والمركز الستشاري فههي‬
‫المنظمات الدولية يعكس حقيقة تفاعههل هههذه المنظمههات مههع المجتمههع‬
‫الدولي المعاصر ويمكن أن يرتب عليها بعض اللتزامات)‪.(53‬‬
‫دور المنظمات الدوليففة غيففر الحكوميففة وعلقتهففا بففالمجتمع‬
‫الدولي ‪ :‬تقههوم المنظمههات غيههر الحكوميههة بههدور كههبير بحيههث يشههمل‬
‫نشاطها كل من القطههاع القتصههادي والجتمههاعي والسياسههي والصههحي‬
‫والثقافي والديني والقانوني والعلمي والتقني والنساني‪ ،‬هذه النشههطة‬
‫تربطها بالمجتمع الدولي المعاصر فهي تقوم بنشاط دولي عابر للحدود‬
‫في شتي ميههادين الحيههاة فهي مجهال حقهوق النسهان تضههطلع بمراقبههة‬
‫تصرفات الحكومات وتضغط عليها للعمل ضمن مبادئ حقوق النسههان‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال ساهمت تلك المنظمات في مههؤتمر المههم المتحههدة‬
‫الرابع الخاص بالمرأة عام ‪ 1995‬فههي الصههين‪ ،‬وتمكنههت مههن لفههت نظههر‬
‫المجتمع الدولي إلي النتهاكات الخطيرة لحقوق المرأة‪.‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم العناني‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬جامعة عين شمس القاهرة‪ .1982 ،‬ص ‪.275‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪37‬‬
‫أيضا في مجال القانون الدولي عملت علههى نشههر قواعههد ومبههادئ هههذا‬
‫القانون وترسيخها على الساحة الدولية‪ ،‬من بينها عدم اسههتخدام القههوة‬
‫في العلقات الدولية‪ ،‬التسوية السلمية للنزاعات الدولية‪ ،‬عدم التههدخل‬
‫في الشؤون الداخليههة للههدول بطريههق مباشههر أو غيههر مباشههر‪ ،‬التعههاون‬
‫الههدولي بغههض النظههر عههن الخلفههات السياسههية بيههن أعضههاء المجتمههع‬
‫الههدولي‪ ،‬حههق الشههعوب فههي تقريههر مصههيرها السياسههي والقتصههادي‬
‫والثقافي‪ ،‬السيادة القانونيههة المتسههاوية الههتي قههام عليههها ميثههاق المههم‬
‫المتحههدة بغههض النظههر عههن اختلف الههدول مههن الناحيههة السياسههية‬
‫والقتصادية والعسكرية والموقع الجغرافههي والثقههافي والتقههدم العلمههي‬
‫والتكنولوجي‪ ،‬التزام المزايا الحسنة أي ضههرورة الههتزام الههدول بقواعههد‬
‫القانون الدولي وتنفيذ التزاماتههها بنههاء علههى مبههدأ حسههن النيههة وحسههن‬
‫الجوار‪.‬‬
‫علقتها مع الدول‪ :‬تههبرز علقههة المنظمههات الدوليههة غيههر الحكوميههة‬
‫بالمجتمع الدولي المعاصههر مههن خلل علقاتههها الدبلوماسههية مههع الههدول‬
‫ومع المنظمات الدوليههة وتعاملهها معههها علههى مسههتوى التنسهيق وليهس‬
‫التبعية‪ ،‬مثل اللجنة الدولية للصليب الحمر ففي عام ‪ 1993‬وقعههت تلههك‬
‫اللجنههة مههع سويسههرا اتفههاق وضههع قههانون يعههترف مجلههس التحههاد‬
‫السويسري بموجبه بالشخصية القضائية والصفة القانونية الدولية لهههذه‬
‫اللجنة‪ ،‬في أكتوبر عام ‪ 2001‬كانت لههدي اللجنههة اتفاقيههات مقههر تعههترف‬
‫للجنة بامتيازات وحصانات دبلوماسية في أكثر من ‪ 60‬دولة في العالم‪.‬‬
‫علقتها بالمم المتحدة‪ :‬لقههد حههرص واضههعو الميثههاق أن يحشههدوا‬
‫وراء منظمة المم المتحدة كل العناصههر الفعالههة فههي المجتمههع الههدولي‬
‫وعلى أن يشاركوها في العمل على تنمية التعههاون الههدولي‪ ،‬وذلههك مههن‬
‫أجل أن ل تكون منظمة المم المتحدة منظمة حكومية بحتههة ليههس لههها‬
‫أي اتصال بالهيئات غير الحكومية ودونما أي تفاعل معههها‪ ،‬لهههذا السههبب‬
‫فقد أقام ميثاق المم المتحدة علقات وثيقة مع المنظمات الدولية غير‬
‫الحكوميههة بمههوجب نههص المههاد ‪ 71‬مههن الميثههاق "للمجلههس القتصههادي‬
‫والجتمههاعي أن يجههري الترتيبههات المناسههبة للتشههاور مههع الهيئههات غيههر‬
‫الحكومية التي تعني بالمسائل التي تدخل في اختصاصه‪ ،‬وللمجلس أن‬
‫يجري مثل هذه الترتيبات مع الهيئههات الدوليههة‪ ،‬كمهها أنههه أن يجريههها مهع‬
‫الهيئات الهلية إذا رأي ذلك ملئما وذلك بعهد التشهاور مهع عضهو المههم‬
‫المتحدة ذي الشأن"‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫من خلل هذا النص يتبين لنا أن للمنظمات الدولية غير الحكومية علقة‬
‫وثيقة مع المنظمات الدولية الحكومية السياسههية‪ ،‬وفههي السههابق كههانت‬
‫تستمد هذه العلقة من المادة ‪ 24‬مههن عهههد عصههبة المههم‪ ،‬بينمهها اليههوم‬
‫تستمدها من المههاد ‪ 71‬مههن ميثههاق المههم المتحههدة وعلههى أسههاس هههذه‬
‫العلقة قدمت تلك المنظمات مساهمات كبيرة وقيمة للمجتمع الههدولي‬
‫بتوجيهها النتبههاه إلههي القضههايا الهامههة واقتراحههها أفكههارا بنههاءة وبرامههج‬
‫ونسههرها معلومههات وحشههدها الههرأي العههام علههى المسههتوي الههدولي‬
‫والههداخلي دعمهها للمههم المتحههدة ووكالتههها المتخصصههة‪ ،‬وقههد شههكلت‬
‫علقتههها بههإدارة شههؤون العلم التابعههة للمههم المتحههدة التزامهها معنويهها‬
‫وأخلقيا‪ ،‬إذ أنها كرست من خللها جزءا من برامجههها العلميههة لترويههج‬
‫المعههارف بمبههادئ المههم المتحههدة وقيمههها وأنشههطتها‪ ،‬وبههذلك أصههبحت‬
‫المنظمات الدوليههة غيههر الحكوميههة مههن الفههاعلين الجههدد فههي المجتمههع‬
‫الدولي من خلل تركيبة هذا المجتمع وما تقدمه مههن عمههل فعههال علههي‬
‫الساحة الدولية وخدمات للنسانية برمتها)‪.(54‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫الوكالت الدولية المتخصصة‬
‫الوكالت الدولية المتخصصة هي هيئات تنشأ بإرادة الدول تهدف إلى‬
‫دعم التعاون الدولي في مجال متخصص وغير سياسي‪ ،‬وتتولى العمل‬
‫في مرفق دولي يمس مصالح الدول المشاركة فيه‪ ،‬فالوكالت الدولية‬
‫المتخصصة هي منظمات دولية مستقلة تعمل كل منها وفقا لحكام‬
‫الوثيقة القانونية المنشئة لها‪ ،‬ويتم التواصل بينها وبين منظمة المم‬
‫المتحدة بموجب اتفاقية من أجل التنسيق والشراف والرقابة من‬
‫جانب المم على هذه المنظمات‪ .‬أما فلسفة قيام الوكالت الدولية‬
‫المتخصصة كان قيام هذه الوكالت يعتبر جزء من عملية متكاملة‬
‫لتنظيم العلقات الدولية في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وقد‬
‫اتسمت هذه النظرة الشمولية بسمات المركزية واللمركزية في وقت‬
‫واحد‪ ،‬فهي مركزية فيما يتعلق بالتخطيط والتنسيق والتشاور المستمر‬
‫مع المنظمات الدولية الحكومية‪ ،‬وأل مركزية في التنفيذ باعتبار ذلك‬
‫أفض وسيلة للمجتمع الدولي التي تتجسد في حفظ السلم والمن‬
‫الدوليين‪ ،‬كل يعمل في ميدان اختصاصه وفقا لمعطيات احترام‬

‫‪ 54‬د‪ .‬غازي صبار يني‪ ،‬الوجيز في مبههادئ القههانون الههدولي العههام‪ ،‬مكتبههة دار الثقافههة عمههان‪،‬‬
‫الطبعة الولي ‪ ،1992‬ص ‪.131‬‬
‫‪39‬‬
‫التخصص الوظيفي‪ ،‬وجعل المم المتحدة هي المنظمة التي تعتني‬
‫بكافة الشؤون السياسية والجتماعية والقتصادية وهي تقوم بواجبها‬
‫‪(55).‬في القيادة والتوجيه لكافة الشؤون الدولية العالمية‬
‫لقد خصص ميثاق المم المتحدة الفصل التاسع منه إلى التعاون‬
‫الدولي القتصادي والجتماعي‪ ،‬كما خصص الفصل العاشر للمجلس‬
‫القتصادي والجتماعي والثقافي وفي الموضوع تحدث عن الوكالت‬
‫الدولية المتخصصة وعلقتها مع منظمة المم المتحدة‪ ،‬وتتميز‬
‫المنظمات الدولية المتخصصة بكونها منظمات دولية يقتصر نشاطها‬
‫وعملها في مجال معين في قطاعات الحياة الدولية المعاصرة الذي‬
‫يمثل الغاية من إنشائها وبين حدود اختصاصها‪ ،‬ولكن معيار العالمية‬
‫ينطبق عليها‪ ،‬لنها في بعض الحيان تضم في عضويتها مجموعة كبيرة‬
‫من الدول في العالم‪ ،‬ويتكون هيكل المنظمات الدولية المتخصصة من‬
‫ثلثة أجهزة رئيسية وهي‪ :‬الجمعية العامة التي تضم جميع الدول‬
‫العضاء وتحدد المبادئ العامة التي تحكم سير نشاط المنظمة وتجتمع‬
‫في فترات ودوارات متباينة‪ ،‬ومجلس محدد العضوية وهو الجهاز‬
‫التنفيذي للمنظمة وإدارة تضم مديرا عاما وعددا من الموظفين‬
‫الداريين والمستشارين والفنيين‪ ،‬وللمنظمات الدولية المتخصصة‬
‫علقة وطيدة بمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وذلك من خلل المادة ‪ 57‬من‬
‫ميثاق المم المتحدة والتي عرفت المنظمات الدولية المتخصصة‬
‫بقولها‪ :‬هي الوكالت المختلفة التي تنشأ بمقتضى اتفاق بين الحكومات‬
‫والتي تضطلع بمقتضى نظامها الساسي بتبعات دولية واسعة في‬
‫القتصاد والثقافة والتعليم والصحة‪ ،‬وما يتصل بذلك من الشؤون يوصل‬
‫بينها وبين المم المتحدة وفقا لحكام المادة ‪ 63‬من الميثاق يعني‬
‫بإبرام اتفاق يحدد شروط الوصل ويشرف عليه المجلس القتصادي‬
‫والجتماعي‪ ،‬ومن خلل هذا التعريف يمكن استخلص العناصر الرئيسية‬
‫‪(56).‬للمنظمات الدولية المتخصصة‬
‫يتم إنشاء هذه المنظمات بمقتضى اتفاقية بين الدول‪ ،‬وإذا أنشأت‪-‬‬
‫بدون اتفاق دولي تعتبر منظمة غير حكومة‪ ،‬وذلك وفقا لقرار المجلس‬

‫‪5555-‬‬‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬منظمة المم المتحدة والمنظمات المتخصصة والقليمية‪ ،‬دراسة‬
‫‪.‬للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪141 ،1997 ،‬‬
‫د‪.‬خليل حسين ‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات العالمية‪ ،‬البرامج والوكالت‪5656-‬‬
‫‪.‬المتخصصة‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬دار المنهل اللبناني بيروت‪ ،2010 ،‬ص ‪69‬‬
‫‪40‬‬
‫القتصادي والجتماعي ‪ ،1958‬كل منظمة دولية ل يتم تكوينها باتفاق‬
‫‪.‬بين الحكومات والدول تعد منظمة دولية غير حكومية‬
‫للمنظمات الدولية المتخصصة اختصاص واسع في مجال القتصاد أو‪-‬‬
‫‪.‬الثقافة أو التعليم أو الصحة أو غير ذلك من الشؤون السياسية‬
‫يتم الوصل بينها وبين منظمة المم المتحدة بمقتضى ما يسمى‪-‬‬
‫باتفاقيات الوصل التي تبرم من طرف المجلس القتصادي والجتماعي‬
‫وتوافق عليها الجمعية العامة وذلك طبقا للمادة ‪ 63‬الفقرة الولى من‬
‫الميثاق‪ ،‬التي تنص على المجلس القتصادي والجتماعي أن يبرم‬
‫اتفاقيات مع أي وكالة من الوكالت المشار إليها في المادة ‪ 57‬من‬
‫ميثاق المم المتحدة‪ ،‬وغالبا ما تتمثل هذه العلقة في تبادل الممثلين‬
‫الذي لهم حق حضور الجتماعات والمناقشات وتبادل المعلومات‬
‫‪.‬وتقديم القتراحات دون حق التصويت‬
‫تقدم منظمة المم المتحدة توصيات بقصد تنسيق وتوجيه أعمال‪-‬‬
‫المنظمات الدولية المتخصصة وهذا وفقا للمادة ‪ 58‬من ميثاق المم‬
‫المتحدة‪ ،‬بتقديم المساعدة إلى مجلس المن الدولي ومجلس الوصاية‪،‬‬
‫وتقديم تقارير دورية إلى المجلس القتصادي والجتماعي حول‬
‫نشاطها‪ ،‬ترخص المم المتحدة للوكالت الدولية المتخصصة بطلب رأي‬
‫استشاري من محكمة العدل الدولية بخصوص المسائل القانونية التي‬
‫تدخل في اختصاصها‪ ،‬ولكن هذه المنظمات مستقلة ذاتيا عن منظمة‬
‫المم المتحدة‪ ،‬ولكن بعض الوكالت الدولية المتخصصة أصبحت مع‬
‫‪(57).‬مرور الوقت جزء ل يتجزء من منظومة المم المتحدة‬
‫‪:‬أيضا ولها عدة خصائص من بينها‬
‫الخاصية الولى‪ :‬أنها منظمات دولية بالمعنى الفني والقانوني‪-‬‬
‫للمصطلح‪ ،‬وأنها تتمتع بالشخصية القانونية الدولية ولها إرادة مستقلة‬
‫‪.‬عن إرادة الدول التي أنشأتها‬
‫‪.‬الخاصية الثانية‪ :‬أنها تجمع يتألف من الدول وليس من الفراد‪-‬‬
‫الخاصية الثالثة‪ :‬أنها تنشأ بمقتضى اتفاق دولي ويكون لها أجهزة دائمة‪-‬‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬لها أهلية إبرام التفاقيات الدولية مع الدول‪-‬‬
‫‪.‬والمنظمات الدولية الخرى‬
‫الخاصية الخامسة‪ :‬لها أيضا أهلية التقاضي والحماية الدبلوماسية‪.‬‬
‫وهناك الكثير من الوكالت الدولية أو المنظمات الدولية المتخصصة‬
‫‪5757-‬‬ ‫د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات القليمية‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2008 ،‬ص ‪391‬‬
‫‪41‬‬
‫التي أبرمت اتفاقيات مع منظمة المم المتحدة‪ ،‬من بينها‪ :‬منظمة‬
‫العمل الدولية‪ ،‬منظمة المم المتحدة للغذية والزراعة‪ ،‬منظمة المم‬
‫المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬منظمة المم المتحدة للطيران‬
‫المدني‪ ،‬البنك الدولي للتعمير والنشاء‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬اتحاد‬
‫البريد العالمي‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المنظمة العالمية للملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬الصندوق الدولي للتنمية الزراعية‪ ،‬منظمة المم المتحدة‬
‫للتنمية الصناعية‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬الوكالة الدولية للطاقة‬
‫‪.‬الذرية‪ ،‬ولكن لكل من هذه المنظمات وثيقة دولية أنشئت بموجبها‬
‫المطلب الرابع‬
‫المسؤولية الدولية للمنظمات الدولية‬
‫تخضع مسؤولية الدول والمنظمات الدولية المتعلقة بالضرار البيئية ‪،‬‬
‫سواء من حيث شروطها الموضوعية أو الشكلية لنفس الحكام التي‬
‫وضعها القانون الدولي بشان مسؤولية الدولة ‪ ،‬وبالتالي فإنها تكون‬
‫مسؤولية تعاقدية ‪ ،‬إذا امتنعت الدولة أو المنظمة الدولية عن تنفيذ‬
‫التزام تعاقدي ‪ ،‬أو إذا قامت بتنفيذه على وجه مخالف لشروط‬
‫التعاقد‪،‬كما تكون مسؤولية تقصيرية في حالة وقوع ضرر تسببت‬
‫الدولة أو المنظمة الدولية في إلحاقه بالغير‪ ،‬وتؤكد التطبيقات العملية‬
‫قيام المسؤولية الدولية للدولة وللمنظمة الدولية إما بالستناد إلى‬
‫‪ (58).‬عنصر الخطأ أو بالستناد إلى عنصر الضرر نظرية المخاطر‬
‫ومع ذلك لقد اختلف فقهاء القانون الدولي حول مدلول فكرة‬
‫المسؤولية الدولية للدول والمنظمات الدولية‪ ،‬ومع ذلك هناك محاولت‬
‫لتعريف المسؤولية الدولية‪ ،‬سواء من جانب التفاقيات الدولية أو الراء‬
‫الفقهية‪ ،‬فاتفاقية لهاي عرفت المسؤولية الدولية بقولها‪) :‬الدولة التي‬
‫تخل بأحكام هذه التفاقية تلتزم بالتعويض عن كل الفعال المخالفة‬
‫لهذه التفاقية( أما معهد القانون الدولي فيعرفها بقوله‪) :‬تسأل الدولة‬
‫عن كل فعل أو امتناع يتنافى مع التزاماتها الدولية أيا كانت السلطة‬
‫التي قامت به‪ ،‬تشريعية أو تنفيذية أو قضائية(‪ .‬أما الستاذ شارل روسو‬
‫فيعرفها بأنها )وضع قانوني بمقتضاه تلتزم الدولة المنسوب إليها‬

‫‪5858-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬القانون الدولي العام في السلم‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2010‬ص ‪.489‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬سعيد سالم جيلي‪ ،‬مواجهة‬
‫‪.‬الضرار بالبيئة بين الوقاية والعلج‪ ،‬جامعة المارات ‪ ،1999‬ص ‪12‬‬
‫‪42‬‬
‫ارتكاب عمل غير مشروع وفقا لحكام القانون الدولي بتعويض الدولة‬
‫‪(59).‬التي وقع العمل في مواجهتها‬
‫أو هي الجزاء الذي يترتب على مخالفة شخص من أشخاص القانون‬
‫الدولي للتزاماته المفروضة عليه وفقا لحكام القانون الدولي‬
‫المعترف بها والمنبثقة عن المعاهدات الدولية أو العرف الدولي أو‬
‫المبادئ العامة للقانون وقرارات المنظمات الدولية‪ ،‬أو هي عبارة عن‬
‫نظام قانوني تلتزم بمقتضاه الدولة أو المنظمة الدولية التي تأتي عمل‬
‫غير مشروع طبقا للقانون الدولي العام بتعويض الدولة التي لحقها‬
‫‪(60).‬ضرر من جراء هذا العمل‬
‫أوهي وضع قانوني خاص ينشأ عن التقصير الذي يؤدي إلى الضرار‬
‫بحقوق وممتلكات دولة أخرى‪ ،‬وتنعقد بمجرد إخلل بقواعد القانون‬
‫الدولي‪ ،‬وإمكانية إسناد هذا الخلل إلى أحد أشخاص القانون الدولي‪،‬‬
‫كما أن المسؤولية الدولية هي فكرة واقعية تقوم على اللتزام‬
‫المفروض بمقتضى السيادة‪ ،‬وهي فكرة ذات طابع مميز في تعايش‬
‫القانون الدولي مع فكرة السيادة وتكون الدولة ملزمة بإصلحا النتائج‬
‫المترتبة على تصرف غير مشروع منسوب إليها‪ ،‬أو المسؤولية الدولية‬
‫هي مجموعة من القواعد القانونية التي تلقي على عاتق أشخاص‬
‫القانون الدولي التزامات بمنع الضرر الذي يمكن أن يلحق بشخص‬
‫دولي آخر‪ ،‬واللتزام بإصلحا الضرر فهي متعلقة ومرتبطة بطابع وقائي‬
‫‪(61).‬وطابع علجي عند وقوع الضرر‬
‫إن الدول تتحمل المسؤولية الدولية عند الخلل بواجباتها الدولية‪ ،‬فإذا‬
‫أخلت بواجب قانوني دولي تتحمل حينها المسؤولية الدولية‪،‬‬
‫والمسؤولية ل تتعارض مع مبدأ أو فكرة السيادة للدول فقيام‬
‫المسؤولية الدولية هو في الحقيقة نتيجة منطقية لتمتع الدولة بكامل‬
‫سيادتها واستقللها‪ ،‬والمسؤولية ل تنشأ إل بين الدول المستقلة ذات‬
‫السيادة)‪ ،( 62‬وبما أن المنظمات الدولية بمختلف أنواعها تعتبر من‬

‫‪59‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم سلمة‪ ،‬نظرات في الحماية الدبلوماسية ودور فكرة الجنسية في ‪59-‬‬
‫المسؤولية الدولية عن الضرار البيئية‪ ،‬مقال منشور في المجلة المصرية للقانون الدولي‪،‬‬
‫‪.‬المجلد ‪68 ،2002 ،58‬‬
‫د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬شروط المصلحة في دعوى المسؤولية الدولية عن انتهاك ‪6060-‬‬
‫‪.‬الشرعية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت لبنان‪11 ،1982 ،‬‬
‫د‪ .‬رجب عبد المنعم متولي‪ ،‬المعجم الوسيط في شرحا قواعد القانون الدولي العام‪6161- ،‬‬
‫‪.‬مقارنا بأحكام الشريعة السلمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪352‬‬
‫‪6262-Dupuy(P.M) droit international public, Dalloz, paris, 1998, p.453.‬‬

‫‪43‬‬
‫أشخاص القانون الدولي فإنها بهذا الوصف تعامل كالدول في موضوع‬
‫المسؤولية الدولية البيئية‪ ،‬فالسؤال الذي يطرحا في هذا الموضوع ما‬
‫هي شروط وأنواع المسؤولية؟ وهل تسأل الدولة عن أعمال سلطاتها‬
‫الثلث وما مدى مسؤوليتها عن تصرفات الجانب المقيمين في إقليمها‬
‫أو الضرار التي تصيبهم وما مدى مسؤولية الدول عن دعم الثورات أو‬
‫حركات التمرد؟ كما أن المسؤولية الدولية هي علقة بين شخصين أو‬
‫أكثر من أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬وبموجب الرأي السائد في‬
‫الفقه الدولي أن المسؤولية الدولية ل تكون إل بين دولتين أو أكثر‪ ،‬وقد‬
‫استقر القضاء الدولي على ذلك فقد جاء في القرار الذي أصدرته‬
‫محكمة العدل الدولية الدائمة في ‪ ،14/6/1938‬في قضية الفوسفات‬
‫المغربي أنه لما كان الموضوع يتعلق بعمل مسند لحد الدول ويتعارض‬
‫مع أحكام التفاقية القائمة بينها وبين دولة أخرى‪ ،‬فإن المسؤولية‬
‫الدولية تنشأ مباشرة في نطاق العلقات القائمة بين هاتين‬
‫‪(63).‬الدوليتين‬
‫أساس المسؤولية الدولية‪ :‬توجد هناك عدة نظريات حول أساس‬
‫المسؤولية الدولية للدول وللمنظمات الدولية‪ ،‬من بين هذه النظريات‬
‫نظرية الخطأ بمعنى ل مسؤولية بدون خاطأ فالخطأ هو‬
‫أساس المسؤولية‪ ،‬ومن بين الفقهاء الذين نادوا بها غروسيوس‬
‫الذي أدخل مفهوم الخطأ في القانون الدولي‪ ،‬ووفقا لهذه النظرية فإن‬
‫المسؤولية الدولية للدولة وللمنظمة الدولية ل تقوم إل إذا ارتكبت‬
‫الدولة أو المنظمة الدولية خطأ أضر بغيرها من الدول)‪ ،(64‬وهذا يعني‬
‫أن الواقعة التي تولد المسؤولية الدولية يجب إلى جانب عدم‬
‫مشروعيتها أن تكون خطأ الذي يجب إسناده إلى الدولة أو المنظمة‬
‫الدولية والتي تعتبر شخص من أشخاص القانون الدولي‪ ،‬وهو العنصر‬
‫الموضوعي الذي يتمثل في تقصير الشخص الدولي في الوفاء‬
‫‪(65).‬باللتزامات الملقاة على عاتقه بموجب قواعد القانون الدولي‬

‫‪6363-Gilles‬‬ ‫‪cottereau, système juridique de la responsabilité, la responsabilité dans le système‬‬


‫‪international, pedone, paris, 1991, p.3.‬‬
‫د‪ .‬رجب عبد المنعم‪ ،‬المسؤولية الدولية للتحالف النجلو أمريكي لحتلل العراق في ‪6464-‬‬
‫ضوء قواعد القانون الدولي العام‪ ،‬دراسة مقارنة بأحكام شريعة السلم ‪ ،2010‬ص ‪.30‬أنظر‬
‫‪.‬أيضا‪ :‬د‪ .‬غسان الجندي‪ ،‬المسؤولية الدولية‪ ،‬مطبعة التوفيق‪ ،‬عمان الردن‪ ،1990 ،‬ص ‪22‬‬
‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪6565-،‬‬
‫‪ ،2007.‬ص ‪219‬‬
‫‪44‬‬
‫النظرية الثانية نظرية المخاطإر‪ :‬وهي من النظريات الحديثة في‬
‫إسناد المسؤولية الدولية للدول وللمنظمات الدولية‪ ،‬وهي المسؤولية‬
‫المطلقة للدولة وللمنظمة المسؤولية التقصيرية أو المسؤولية‬
‫التعاقدية‪ ،‬نظرية المخاطر تثير مسؤولية الدول والمنظمات الدولية‬
‫على مجرد العلقة السببية التي تربط نشاط الدولة والمنظمة والفعل‬
‫المخالف للقانون الدولي بغض النظر عن سوء نية الموظف الرسمي‬
‫‪(66).‬أو العمد في إلحاق الضرر بالغير‬
‫والمسؤولية الدولية للدول والمنظمات الدولية إما أن تكون مباشرة‬
‫عند ما تخل الدولة أو المنظمة بأحد التزاماتها الدولية‪ ،‬وفي تلك الحال‬
‫تسأل الدولة أو المنظمة عن العمال غير المشروعة الصادرة عن‬
‫أجهزتها وموظفيها أو ممثليها‪ ،‬والتي تنسب إليها مباشرة وفقا لحكام‬
‫القانون الدولي وتعد هذه الصورة هي الصورة الطبيعية للمسؤولية‬
‫الدولية للدولة وللمنظمات الدولية)‪ ،(67‬وإما أن تكون المسؤولية‬
‫الدولية للدولة وللمنظمة الدولية غير مباشرة عند ما تتحمل الدولة أو‬
‫المنظمة مسؤولية العمال غير المشروعة الصادرة من دولة أخرى‬
‫وتفترض تلك المسؤولية وجود رابطة قانونية خاصة بين الدولة‬
‫‪(68).‬والمنظمة الدولية بدولة أخرى‬
‫أما عن أركان المسؤولية الدولية للدولة وللمنظمة الدولية الناتجة عن‬
‫إلحاق الضرر بالبيئة‪ ،‬فهي‪ :‬وجود عمل غير مشروع أو الخلل بالتزام‬
‫دولي‪ ،‬إسناد العمل غير المشروع إلى الدولة أو المنظمة الدولية‪،‬‬
‫إلحاق العمل غير المشروع ضررا بالغير‪ ،‬العلقة السببية بين العمل‬
‫غير المشروع والضرر‪ ،‬أما عن آثار المسؤولية الدولية هي‪ :‬إما إعادة‬
‫الحال على ما كان عليه قبل إلحاق الضرر‪ ،‬فإذا كان إعادة أصبح أمرا‬
‫مستحيل فالتعويض العادل المنصف العيني أو المادي‪ ،‬أما القضاء‬
‫المختص هو القضاء الدولي‪ ،‬لن الدولة والمنظمة الدولية لهما أهلية‬

‫‪6666-‬‬ ‫د‪.‬السيد أبو عطية‪ ،‬الجزاءات الدولية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‬
‫السكندرية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪ .244‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬أحمد الرشيدي‪ ،‬بعض التجاهات الحديثة‬
‫في دراسة القانون الدولي العام‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي العام‪ ،‬المجلد ‪،1999 ،55‬‬
‫‪.‬ص ‪66‬‬
‫‪6767-Ralph Zacklin, la responsabilité dans le système international, responsabilité des‬‬
‫‪organisation international, pedone paris, 1991,p. 91.‬‬
‫د‪ .‬جمال عبد الفتاحا عثمان‪ ،‬المسؤولية الدولية عن عمليات البث المباشر العابر للحدود ‪6868-‬‬
‫‪.‬في ضوء القانون الدولي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتاب القانوني للفكر مصر‪132 ،2009 ،‬‬
‫‪45‬‬
‫قانونية دولية‪ ،‬ولكن بعد استنفاد الطرق الداخلية المتاحة للقضاء‬
‫‪(69).‬الداخلي‬
‫‪:‬إلى جانب ذلك فإن الدولة تسأل عن تصرفات سلطاتها الثلثة‬
‫مسؤولية الدولة عن تصرفات السلطة التشريعية‪ :‬تعد ‪-‬‬
‫الدولة مسؤولة عن كافة التصرفات غير المشروعة الصادرة من‬
‫سلطتها التشريعية‪ ،‬سواء أكان التصرف أو العمل الصادر عن السلطة‬
‫التشريعية إيجابيا مثل إصدار قوانين تتعارض مع اللتزامات الدولية‬
‫المتعلقة بحماية البيئة أو سلبيا كامتناعها عن إصدار القوانين الضرورية‬
‫‪(70).‬لتنفيذ التزامات الدولة دوليا‬
‫مسؤولية الدولة عن أعمال السلطة التنفيذية‪ :‬تسأل الدولة‪-‬‬
‫عن التصرفات الصادرة عن موظفيها كافة‪ ،‬سواء كانت هذه التصرفات‬
‫قد صدرت من السلطات المركزية أو المحلية أو قد أتاها كبار‬
‫الموظفين‪ ،‬مثل العمال المخلة باللتزامات الدولية التي يأتيها‬
‫الموظفون عند تجاوزهم لحدود اختصاصاتهم)‪ ،(71‬والرأي الراجح اليوم‬
‫يذهب إلى أن الدولة تسأل عن كل الفعال المخلة التي يأتيها الموظف‬
‫بصفته هذه‪ ،‬سواء كان يعمل في حدود اختصاصه أو كان قد تعدى هذه‬
‫الحدود‪ ،‬لنه في كلتا الحالتين يعمل باسم الدولة ولحسابها‪ ،‬ومن واجب‬
‫الدولة أن تحسن اختيار موظفيها وتراقب أعمالهم‪ ،‬فتجاوز الموظف‬
‫لحدود اختصاصه يعتبر تقصيرا من الدولة في القيام بهذا الواجب‪ ،‬وقد‬
‫أخذ بهذا الرأي معهد القانون الدولي في ‪ 1927‬عند ما حمل الدولة‬
‫مسؤولية العمال التي تقع من موظفيها خارج حدود اختصاصهم ما دام‬
‫أن هؤلء الموظفين قد قاموا بها باعتبارهم إحدى الهيئات الرسمية‬
‫‪.‬للدولة واستخدموا الوسائل التي تحت تصرفهم‬
‫مسؤولية الدولة عن تصرفات السلطة القضائية‪ :‬تسأل‪-‬‬
‫الدولة عن الحكام التي تصدرها محاكمها إذا كانت هذه الحكام‬
‫متعارضة مع قواعد القانون الدولي العام الرامية إلى حماية البيئة‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة ل يمكن للدولة الحتجاج بمبدأ استقلل القضاء‬
‫‪6969-‬‬ ‫د‪ .‬سمير محمد فضيل‪ ،‬المسؤولية الدولية عن الضرار الناتجة عن استخدام الطاقة‬
‫النووية وقت السلم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪ .64‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬السيد‬
‫مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬إستراتيجية فض العولمة‪ ،‬الليات ووسائل الحماية‪ ،‬إيتراك‪ ،‬القاهرة‬
‫‪72 ،2008.‬‬
‫د‪ .‬وليد بيطار‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪7070- ،‬‬
‫‪.‬بيروت لبنان‪ ،2008 ،‬ص ‪90‬‬
‫د‪ .‬علوي أمجد علي‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي العام‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬دولة ‪7171-‬‬
‫‪.‬المارات العربية المتحدة‪334 ،2003 ،‬‬
‫‪46‬‬
‫الوطني في إصدار الحكام‪ ،‬لن هذا المبدأ يشكل قاعدة داخلية تطبق‬
‫في نطاق علقة السلطة القضائية بغيرها من سلطات الدولة ول شأن‬
‫للدول الجنبية بهذه العلقة‪ ،‬ثم لن الدولة في ميدان العلقات الدولية‬
‫تواجهها الدول الخرى كوحدة مسؤولة عن تصرفات سلطاتها‬
‫المختلفة‪ ،‬ولما كان الجنبي يمثل أمام المحاكم الوطنية بصفته مدعيا‬
‫أو مدعى عليه أو متهما‪ ،‬وفي كل هذه الحالت تسأل الدولة إذا كان‬
‫أحكام محاكمها إخلل بالتزام دولي ملقى على عاتق الدولة‪ ،‬كما لو‬
‫أخضعت لقضائها ممثل دبلوماسيا أو كما لو كان اختصاص الدولة محددا‬
‫في اتفاقيات دولية وخرجت المحاكم على هذه التفاقيات أو أهملت‬
‫المحاكم في تطبيق القانون الدولي أو تطبقه تطبيقا خاطئا‪ ،‬كما تسأل‬
‫الدولة في حالة إنكار العدالة وإنكار العدالة يكون في الحالت التالية‪:‬‬
‫عند ما تمتنع محاكم الدولة في النظر في الدعوى‪ ،‬عند ما تتباطأ‬
‫محاكم الدولة في الفصل في الدعوى دون مبرر أو بقصد حرمان‬
‫الجنبي من الحصول على حقه‪ ،‬عند ما تصدر حكما ظالما تعسفا ضد‬
‫‪(72).‬الشخص الجنبي إما لسبب عدائي أو الرغبة في الساءة إليه‬
‫يحدث كثيرا أن يقوم بعض الفراد في إقليم دولة ما بأعمههال عدوانيههة‬
‫مخلة بالقواعد الدولية ضد دولة أجنبية‪ ،‬مثههل العتههداء علههى رئيسههها أو‬
‫ممثلها الرسمي‪ ،‬أو إهانة علمها أو مسههاعدة حركههة ثوريههة أو انفصههالية‬
‫فيها‪ ،‬أو العتداء على رعاياها‪ ،‬فهل تسههأل الدولههة صههاحبة القليههم عههن‬
‫هذه التصرفات أمام الههدول الجنبيههة الههتي تعرضههت أو تعههرض رعاياههها‬
‫للعتداء؟ الههرأي السههائد فههي القههانون الههدولي والعمههل الههدولي هههو أن‬
‫الدولة تتحمل هنا مسؤولية دولية مباشههرة لنههها أخلههت بأحههد التزاماتههها‬
‫الدولية ‪ ،‬وهو المحافظة على المن والنظام العههام فههي إقليمههها‪ ،‬ففههي‬
‫هذه الحالة وجب عليها أن تحول دون وقوع العمههال الضههارة بالجههانب‬
‫مههن الفههراد سههواء مههن مواطنيههها أو المقيميههن فيههها‪ ،‬وأن تحمههي عنههد‬
‫القتضاء الجانب المهددين فيها‪ ،‬وواجب المنع هذا يفرض علههى الدولههة‬
‫أن تحتاط لكل أمر وتتخذ بصورة دائمة التدابير اللزمة لحماي ة المهاكن‬
‫مثل السفارات ومناطق الحدود الدوليههة أو بعههض الجههانب مثههل رئيههس‬
‫الدولة أو وزرائها أو الممثليههن الدبلوماسههيين‪ ،‬خاصههة خلل المظههاهرات‬
‫‪.‬والضطرابات والتوترات الداخلية‬

‫‪7272-‬‬ ‫د‪ .‬جوتيار محمد رشدي‪ ،‬المسؤولية الدولية عن انتهاكات الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪.‬لحقوق النسان‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية ‪ ،2009‬ص ‪95‬‬
‫‪47‬‬
‫ولكن قد توجد صعوبة في إثبات أن الدولة لم تقوم بواجبها في حماية‬
‫الجانب‪ ،‬إل أن هناك بعض التصرفات التي يمكن أن تتخههذ كمعيههار فههي‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬من بينها‪ :‬رفض الدولة اتخاذ التدابير اللزمة على الرغههم‬
‫مههن مطالبههة الممثليههن الدبلوماسههيين أو الشههخاص المعنييههن بههذلك‪،‬‬
‫كرفضها إرسال قوة مسلحة لحمايههة الجههانب فههي المنههاطق الخطههرة‪،‬‬
‫اشتراك الجنود أو الشرطة أو المههوظفين فههي أعمههال العنههف الموجهههة‬
‫ضد الجانب‪ ،‬عدم اكههتراث المههوظفين العمههوميين بعمههل غيههر مشههروع‬
‫يشاهدونه أو تورطهم بالمشاركة فيه‪ ،‬كما أنه ب العكس هنهاك تصهرفات‬
‫من شأنها أن تجرد الدولة من كل مسؤولية منههها‪ :‬حصههول الضههرر مههن‬
‫عمهل اشههترك فيهه الجنهبي‪ ،‬أو بتحريههض منههه‪ ،‬رفههض الجنههبي العمهل‬
‫بنصائح دولته التي دعته إلى مغادرة إقليم الدولة المقيم فيها‪ ،‬وكثيرا ما‬
‫تعطي هذه النصيحة من جانب الحكومات الجنبية لمواطنيهها فههي حالهة‬
‫‪.‬الحرب الهلية أو في حالة التوتر الداخلي أو الحتقان الشديد‬
‫واجب القمع ويكون بعد وقوع الضرر‪ ،‬ففي هذه الحالة يتعين على‬
‫الدولة أن تبذل جهدها لمعاقبة المجرمين وتأمين التعويضات المناسبة‬
‫للمتضررين‪ ،‬وتتحمل الدولة مسؤولية دولية إذا صدرت عنها التصرفات‬
‫التية‪ :‬إذا رفضت أو أهملت عمدا ملحقة المجرمين‪،‬إذا رفضت‬
‫معاقبتهم‪ ،‬إذا رفضت محاكمتهم‪ ،‬إذا تهاونت وسهلت لهم الفرار‪ ،‬إذا‬
‫‪.‬أصدرت عفوا عاما أو خاصا بعد صدور الحكم عليهم‬
‫مسؤولية الدولة في حالة قيام الثورة أو الحرب الهلية‪:‬‬
‫ينبغي التفرقة في مجال مسؤولية الدولة عن الضرار التي تلحق‬
‫‪:‬بالجانب خلل الثورات والحروب الهلية بين النواع التالية‬
‫الضرار التي تصيب الجانب بسبب القتال‪ ،‬ل تسأل الدولة عن‪-‬‬
‫الضرار التي تلحق بالجانب نتيجة لعمال القتال التي تدور بين القوات‬
‫الحكومية وقوات الثوار‪ ،‬وذلك بناء على فكرة القوة القاهرة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫الساس ل يستطيع الجنبي الذي تقصف داره أثناء غارة حربية أن‬
‫يطالب بالتعويض‪ ،‬وقد أكد القضاء الدولي هذا المبدأ من ذلك القرار‬
‫التحكيمي الذي أصدره القاضي ماكس هوبر في ‪ 01/05/1925‬في‬
‫قضية طلب الحكومة البريطانية التعويض عن الضرار التي لحقت‬
‫برعاياها في المنطقة السبانية من مراكش‪ ،‬والذي جاء فيه ل يمكن أن‬
‫تعتبر الدولة مسؤولة عن نتائج التدابير التي تتخذها لفرض النظام أو‬

‫‪48‬‬
‫لمقاتلة العدو بالقوة المسلحة‪ ،‬لن عملها هذا يعتبر من واجباتها‬
‫‪(73).‬الساسية‬
‫الضرار التي تصيب الجانب بسبب أعمال الحكومة خارج نطاق‪-‬‬
‫القتال‪ :‬تسأل الدولة عن الضرار التي تلحق بالجانب بسبب العمال‬
‫التي تتخذها الدولة خارج نطاق القتال‪ ،‬كما لو استولت على أموال‬
‫الجانب أو دمرت ممتلكاتهم بدون أن تكون هناك ضرورة عسكرية أو‬
‫‪.‬قتلهم خارج ميدان القتال‬
‫الضرار التي تصيب الجانب بسبب أعمال الثوار‪ ،‬وهنا يميز القضاء ‪-‬‬
‫بين حالتين‪ :‬حالة هزيمة الثوار‪ :‬ل تعد الدولة مسؤولة عن أعمال الثوار‬
‫اذا اقترنت ثورتهم بالفشل‪ ،‬ويبرر الفقهاء هذا الحل بالفكرة التالية‪ :‬أن‬
‫الحكومة الشرعية التي هزمت الثوار ل تكون مسؤولة عن الضرار التي‬
‫تسببوا في إلحاقها بالجانب‪ ،‬لن الثوار كانوا متمردين وخارجين عن‬
‫القانون‪ ،‬ولن المسؤولية تزول عند ما تختفي السلطة الفعلية والدائمة‪،‬‬
‫ولكن تتحمل الدولة المسؤولية في حالة عفوها عن الثوار‪ ،‬كأن تعطي‬
‫لزعمائمهم مثل وظائف عامة لن العفو يفترض قبول الدولة لتحمل‬
‫جميع المسؤوليات التي ولدتها الثورة أو الحرب‪ ،‬ولن العفو يشبه‬
‫‪.‬المصادقة اللحقة على الفعال التي ارتكبها الثوار‬
‫حالة انتصار الثورة‪ :‬إذا نجحت الثورة وتسلم الثوار مقاليد الحكم فإن‪-‬‬
‫الدولة في هذه الحالة تتحمل المسؤولية الدولية عن الضرار التي لحقت‬
‫بالجانب نتيجة لعمال الثوار‪ ،‬وذلك على اعتبار أن الشعب قد رضي عن‬
‫الثورة وأقرها‪ ،‬فتنسب أعمالها للدولة ومنذ قيام الثورة‪ ،‬وقد تأكد هذا‬
‫المبدأ بالقرار الذي أصدرته لجة الدعاءات الفرنسية المكسيكية في عام‬
‫‪1928‬‬
‫في قضية جهون بيسهون وقهد جهاء فيهها ل يمكهن أن تعتهبر الدولهة الهتي‬
‫نشبت فيها حركة ثورية مسؤولة عن تصرفات الثوار القانونية فيها وغيههر‬
‫القانونية ما لم يكتب لها النجاحا‪ ،‬وتطبيقا لهذا المبدأ فقههد قههررت اللجنههة‬
‫مسؤولية المكسيك عن جميع العمال الههتي ارتكبههها الجيههش منههذ تاريههخ‬
‫سقوط الرئيس مههادور فههي ‪ 13/1/1913‬حههتى تاريههخ تشههكيل الحكومههة‬
‫الجديهدة فهي ‪ .01/05/1917‬وحهتى تتحقهق مسهؤولية الدولهة يجهب أن‬
‫يكون الفعل المنسوب إلى الدولة غير مشروع‪ ،‬وأن يلحق ضرار بههالغير‪،‬‬
‫لذلك تهترتب آثهار المسهؤولية الدوليهة للمنظمهة الدوليهة والدولهة‪ ،‬وهههي‬
‫‪7373-‬‬ ‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬القاعدة الدولية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫‪.‬الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪277‬‬
‫‪49‬‬
‫الترضههية‪ ،‬والتعهويض العينههي‪ ،‬والتعهويض المهالي وههو التعهويض المهادي‬
‫ويجب أن يكون التعويض المدفوع مناسبا للضرر‪.‬‬
‫المطلب الخامس‬
‫مدى اعتبار قرارات المنظمات الدولية كمصدر من‬
‫مصادر القانون الدولي‬
‫المقصود بقرارات المنظمات الدولية‪ :‬يقتضي فهم قرارات المنظمات‬
‫الدولية اللمام بمختلف الجوانب القانونية الخاصة بها‪ ،‬وذلك من حيث‬
‫التعريف والعناصر المكونة لهذه القرارات‪ ،‬في بداية المر أن المجتمع‬
‫الدولي ما زال يفتقر إلى الكلمات واللفاظ الدقيقة المعبرة بوضوحا‬
‫عن مظاهر الصلحيات التي تتمتع بها المنظمات الدولية‪ ،‬والتي من بينها‬
‫حقها في إصدار القرارات الدولية في كافة المسائل التي تدخل في‬
‫اختصاصاتها وفقا لحكام المعاهدات والتفاقيات الدولية المنشئة لكل‬
‫‪(74).‬منظمة دولية أو إقليمية‬
‫أما فيما يتعلق بأعمال المنظمات الدولية نجد أن أجهزة منظمة المم‬
‫المتحدة تقوم بأعمال قانونية يطلق عليها تسمية قرارات‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن ميثاق المم المتحدة يتحدث إما عن قرارات ملزمة وذلك من‬
‫خلل المواد التالية‪ :‬المادة ‪ /4/2‬المادة ‪ /2،3 /18‬المادة ‪/25‬المادة‬
‫‪ /27/2/3‬المادة ‪ /37/2‬المادة ‪ ،39‬المادة ‪ /40‬المادة‬
‫‪ ،/41/44/48/2/67/2/89/2‬وإما عن أعمال المادة‬
‫‪ ،/11/2/24/2/372/42/45‬وإما عن توصيات المادة ‪ /4/2‬المادة‬
‫‪5/6/10/14/18/36/1/3/37/2/38.‬‬
‫وهناك من استخدم ألفاظ أخرى في ميثاق المم المتحدة مثل يناقش‪،‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬تصدق المادة ‪ 17‬تسمح المادة ‪ ،19‬يدعو المادة ‪/33/2‬‬
‫فهذا التنوع في اللفاظ المستخدمة في ميثاق المم المتحدة قد يؤدي‬
‫إلى إعطاء فكرة خاطئة عن السلطات والصلحيات الحقيقية لجهزة‬
‫منظمة المم المتحدة‪ ،‬ويظهر جليا في نص المادة ‪ 18‬من ميثاق المم‬
‫المتحدة ويمكن أن يؤدي إلى الخلط بين اللفاظ المستخدمة في هذا‬
‫‪.‬الميثاق الممي‪ ،‬حيث وردت كلمة قرار مرادفة لكلمة توصية‬
‫فالمصطلح الدقيق هو ‪ Resolution‬وليس ‪recommendation‬‬

‫‪7474-‬‬‫بدر الدين بوذياب‪ ،‬الطابع التشريعي لقرارات المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة نموذجا‪،‬‬
‫مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون الدولي‪ ،‬فرع القانون الدولي العام‪ ،‬جامعة مولود‬
‫‪.‬معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2011‬ص ‪16‬‬
‫‪50‬‬
‫الذي يشمل التوصيات والقرارات الملزمة وهو الذي يعتبر مصدرا من‬
‫مصادر القاعدة القانونية الدولية‪ ،‬أما الراء المعبرة عن مجرد مواقف‬
‫سياسية أو وجهات نظر لبعض الفقهاء ل ترتقي إلى مدلول مصادر‬
‫‪.‬القانون الدولي العام‬
‫مدلول القرار‪ :‬فالقرار الصادر عن المنظمة الدولية هو الوسيلة‬
‫القانونية التي تنسب إلى الجهاز التشريعي للمنظمة الدولية العالمية أو‬
‫القليمية بغض النظر عن محتواه والتسمية التي أطلقت عليه‬
‫والجراءات المتبعة في إصداره‪ ،‬وفي بعض الحيان قرارات المنظمات‬
‫الدولية تصدر من أجهزة متعددة مختلفة وليس من جهاز واحد‪ ،‬أو أن‬
‫القرار هو تعبير رسمي للمنظمة الدولية أو كل تعبير عن الرادة يصدر‬
‫عن المنظمة الدولية‪ ،‬وقد يصدر هذا القرار في صورة ملزمة أو صيغة‬
‫آمرة أو قد يصدر في صورة غير ملزمة ويسمى في هذه الحالة‬
‫‪.‬بالتوصية‬
‫فالمقصود بالقرارات التي تدخل في سلطة المنظمات الدولية‪ ،‬وهي‬
‫كل صور التعبير عن إرادة المنظمة الدولية سواء كان هذا التعبير صدر‬
‫في صورة غير آمرة وهي التوصيات أو في صورة آمرة جزئيا وهي‬
‫التصريحات أو في صورة آمرة قانونيا مثل التفاقيات والقواعد الملمة‪،‬‬
‫أو القرار هو تعبير من جانب المنظمة الدولية يتم على النحو الذي‬
‫حدده دستورها ومن خلل الجراءات التي رسمها عن اتجاه الرادة‬
‫الذاتية لها إلى ترتيب آثار قانونية معينة ومحددة على سبيل اللزام أو‬
‫‪(75).‬التوصية‬
‫ومن خلل هذا التعريف المختصر لقرارات المنظمات الدولية يمكن‬
‫استخلص عناصر القرار الدولي للمنظمة الدولية‪ ،‬العنصر الول‪ :‬القرار‬
‫هو عمل قانوني دولي أي أنه تصرف دولي لنه تعبير عن إرادة شخص‬
‫من أشخاص القانون الدولي‪ ،‬وهو المنظمة الدولية‪ ،‬ويرمي إلى إحداث‬
‫‪(76).‬آثار قانونية على المستوى الدولي‬
‫العنصر الثاني‪ :‬القرار هو عمل انفرادي لن المنظمة الدولية تتمتع‬
‫بإرادة ذاتية مستقلة عن إرادة الدول العضاء‪ ،‬لذلك فالقرارات‬
‫الصادرة عن المنظمة الدولية ل تنسب إلى الدول العضاء فيها‪ ،‬وإنما‬

‫الدولية‪7575-،‬‬
‫د‪.‬إبراهيم الشبلي أحمد‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دراسة في النظرية العامة والمنظمات‬
‫‪.‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،1984 ،‬ص ‪68‬‬
‫تقية محمد‪ ،‬الرادة المنفردة كمصدر لللتزام في القانون الجزائري والشريعة السلمية‪7676-،‬‬
‫‪.‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1984 ،‬ص ‪17‬‬
‫‪51‬‬
‫تنسب إلى الجهاز أو الجهزة التي أصدرته‪ ،‬فهو يصدر من شخص دولي‬
‫يعبر عن إرادة منفردة‪ .‬كما أن قرارات المنظمات الدولية ترتب آثارا‬
‫قانونية على الدول العضاء وغير العضاء في بعض الحيان‪ ،‬مثل‬
‫القرارات الصادرة عن مجلس المن الدولي المتعلقة بحفظ السلم‬
‫والمن الدوليين في إطار الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة‪ .‬فإن‬
‫هذه القرارات الصادرة عن مجلس المن الدولي تتمتع بقوة ملزمة بناء‬
‫على نصوص ميثاق المم المتحدة في مواجهة الدول العضاء‪ ،‬ل‬
‫تختلف من حيث طبيعتها القانونية عن التفاقيات الدولية المتعددة‬
‫الطراف)‪ ،(77‬كما أن الوضع في مجال القانون الدولي مختلف تمام‬
‫الختلف في القانون الداخلي‪ ،‬فالمخاطبون بأحكام القانون الدولي هم‬
‫أنفسهم واضعو أحكام القانون وكل قاعدة من قواعد القانون الدولي‬
‫التفاقي تقوم على الرضا الذي يعبر عنه المخاطبون بحكمها تعبيرا‬
‫صريحا أو ضمنيا‪ ،‬فالشخاص القانونية الدولية في القانون الدولي هي‬
‫نفسها المخاطبة بالحكام التي وضعتها‪ ،‬ومصدر اللزام في قرارات‬
‫‪(78).‬المنظمات الدولية هو الوثيقة المنشئة للمنظمة‬
‫هناك من الفقهاء من اعتبر أن المادة ‪ 38‬من النظام الساسي لمحكمة‬
‫العدل الدولية جاءت بمصههادر القههانون الههدولي علههى سههبيل الحصههر ول‬
‫يقبلون مصادر أخرى غير التي أشارت إليها المادة‪.‬‬
‫غير أن هناك بعض الفقهاء من يرى العكس بأن المههادة ‪ 38‬مههن النظههام‬
‫الساسي للمحكمة قد أتت بالمصادر التي يجب علههى القضههاة السههتناد‬
‫عليها في أحكامهم ولكنها لم ترد على سبيل الحصر‪ ،‬لذا فهم يعههترفون‬
‫بمصادر أخرى للقانون الدولي غير التي حههددتها المههادة ‪ 38‬مههن النظههام‬
‫الساسههي للمحكمههة‪ ،‬وهههي قههرارات المنظمههات الدوليههة والتصههرفات‬
‫النفرادية والقواعد المرة في القانون الدولي‪.‬لم تنص المههادة ‪ 38‬مههن‬
‫النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية على اعتبار قرارات المنظمات‬
‫الدولية كمصدر من مصادر القانون الههدولي‪ ،‬غيههر أنههه مههع كههثرة وتنههوع‬
‫المنظمات الدولية ودورها الكبير في تطوير العلقات الدولية أصههبح لههها‬
‫دور فاعل في إصدار قرارات لها صفة تشريعية تلههزم الههدول بتنفيههذها‪،‬‬
‫وتجد هذه القرارات صفتها وأساسها القانوني في ميثاق المنظمة ذاتها‪،‬‬
‫‪7777-‬‬‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬القيمة القانونية لقرارات المنظمات الدولية كمصدر‬
‫‪.‬لقواعد القانون الدولي العام‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪119 ،1968 ،‬‬
‫بن جديدي محمد‪ ،‬قرارات المنظمات الدولية ومدى فاعليتها‪ ،‬رسالة ماجستير في ‪7878-‬‬
‫‪ .‬القانون الدولي والعلقات الدولية‪ ،‬معهد العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪46‬‬
‫‪52‬‬
‫أي أنههها تجههد قوتههها الملزمههة مههن اتفههاق الههدول علههى إنشههاء المنظمههة‬
‫فالقرار الذي يصدر طبقهها لميثههاق المنظمههة ل يجههد قههوته الملزمههة فههي‬
‫القرار في حد ذاته‪ ،‬وإنمهها بالسههناد إلههى ميثههاق المنظمههة الههتي خههولت‬
‫إصداره)‪.(79‬‬
‫ولذا يمكن القههول أن قههرارات المنظمههات الدوليههة مصههدر مشههتق مههن‬
‫مصدر أصلى وهو اتفاق الدول على إنشاء المنظمة‪ ،‬ول يدخل في هههذه‬
‫القرارات التفاقيات الدولية التي تعقههد فههي إطههار هههذه المنظمههات لن‬
‫مصدر اللتزام في هذه القرارات هو التفاقيات الدولية ذاتها‪.‬‬

‫الوظيفة التشريعية للمنظمات الدولية‬


‫لقد أصبح مهن المقبهول فههي الهوقت الحاضهر أن يتهم إعهداد مشهروعات‬
‫المعاهدات الدولية عن طريق المنظمات الدوليههة و عرضههها علههى الههدول‬
‫العضاء للموافقة عليها‪ ،‬أو أن تكون هذه المنظمات طرفهها فيههها أي فههي‬
‫التفاقيات الدولية التي تعقدها مههع الههدول أو المنظمههات الخههرى فتكههون‬
‫هذه التفاقية ه ي المص در المباش ر للق انون ال دولي وم ن إرادة ال دول‬
‫تستمد التفاقيات الدولية قوتها الملزمة وليس من قرار المنظمة الخاص‬
‫بإعدادها وبذلك فل ي دخل قهرار المنظمهة بصهدد إعهداد المعاههدة ضهمن‬
‫مصادر القانون الدولي)‪.(80‬‬
‫إصدار القرارات‪ :‬أما تعبير المنظمة الدولية عن إرادتها المنفردة في‬
‫شههكل قههرارات فهههو السههلوب الههذي تمههارس فيههه المنظمههة دورههها‬
‫التشريعي في وضع القواعد القانونية‪ ،‬يمكن أن تشكل مصادر القههانون‬
‫الدولي‪ ،‬ولكن أن هذا المصههدر يشههتق مههن مصههدر آخههر وهههو المعاهههدة‬
‫الدولية التي بموجبها تم تخويل المنظمة الدولية إصههدار القههرارات‪ ،‬أمهها‬
‫أشكال الوظيفة التشريعية لقرارات المنظمات الدولية هي‪:‬‬
‫‪ -‬تسري قرارات بعض المنظمات الدوليههة علههى جميههع الههدول العضههاء‬
‫دون الحاجة إلى تصديقها بل يكفى عدم اعتراضها عليها‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات التي تتخههذها المنظمههات الدوليههة فيمهها تضههعه مههن لوائههح أو‬
‫أنظمة داخلية للمنظمة واللوائهح الداخليهة تحكهم طريق ة العمهل داخهل‬
‫‪ 79‬د‪.‬عبد الملك يونس محمد‪ ،‬مسؤولية المنظمههات الدوليههة عههن أعمالههها والقضههاء المختههص‬
‫بمنازعاتههها‪ ،‬دراسههة تحليليههة‪ ،‬دار الثقافههة للنشههر والتوزيههع‪ ،‬عمههان الردن‪ ،‬الطبعههة الولههي‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 80‬د‪.‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات العالميههة والقليميههة‬
‫والمتخصصة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابه‪ ،‬الطبعة الولي‪ ،2006 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪53‬‬
‫المنظمة)‪.(81‬‬
‫‪ -‬القههرارات الههتي يتخههذها مجلههس المههن الههدولي طبقهها لميثههاق المههم‬
‫المتحدة فههي المسههائل الههتي تتعلههق بالمحافظههة علههى السههلم و المههن‬
‫الدوليين)‪.(82‬‬
‫‪ -‬القرارات التي تتخذها المنظمات الدولية القليمية والتي تصههدر طبقهها‬
‫لميثاق المنظمة والتي تتخذ بالجمههاع‪ ،‬حيههث تعههد تشههريعا يلههزم الههدول‬
‫العضاء في المنظمة‪،‬وهذا النوع مهن القهرارات ل يسهري علهى الهدول‬
‫الخرى‪.‬‬
‫القرارات الملزمة‪ :‬تتمثل هذه القرارات فيمهها تملكههه المنظمههة مههن‬
‫سلطة إصههدار الوامههر الخاصههة بههإدارة شههؤونها الداخليههة‪ ،‬مثههل المههور‬
‫المتعلقة بالميزانيههة وعقههد المهؤتمرات وإجههراء النتخابههات وغيرههها مهن‬
‫المسهههائل الهههتي تخهههص سهههير العمهههل داخهههل المنظمهههة وأجهزتهههها‬
‫المختلفة‪،‬وهي تمثل الوظيفة التشريعية للمنظمات الدولية‪ ،‬وهي وضههع‬
‫القواعد الملزمة لشخص من أشهخاص الق انون الهدولي وههو المنظمهة‬
‫الدولية نفسها)‪.(83‬‬
‫التوصيات‪ :‬وهي القرارات التي تفيد معنههى التوجيهههات الصههادرة عههن‬
‫المنظمة الدولية بشأن الموضوعات التي تههدخل فههي نطههاق اختصاصههها‬
‫إلى المعنيين بتلك الموضوعات‪ ،‬دون أن تتضمن اللزام القههانوني وهههي‬
‫بهذا الوصف ل تعد من مصادر القههانون الههدولي‪ ،‬ول تههترتب المسههؤولية‬
‫الدولية على مخالفتها)‪.(84‬‬
‫والحقيقههة أن توصههيات المنظمههات الدوليههة ل تفتقههر كليههة عههن القههوة‬
‫القانونية الملزمة‪ ،‬غير أن هههذه القهوة تعتمههد علههى المخههاطبين بأحكههام‬
‫هههذه التوصهيات‪ ،‬فالتوصههيات الههتي تصهدرها المنظمهات الدوليهة بشهأن‬
‫نظامها الداخلي تختلف من حيث قيمتها القانونية الملزمة عن تلك التي‬

‫لوندار نور الدين‪ ،‬الثار القانونية لقرارات المنظمات الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير في ‪8181-‬‬
‫‪.‬القانون الدولي‪ ،‬قسم القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الشرق الوسط‪42 ،2015 ،‬‬
‫د‪ .‬علوان محمد يوسف‪ ،‬القانون الدولي‪ ،‬الجزء الول المقدمة والمصادر‪ ،‬دار وائل للنشر‪82- ،‬‬
‫‪473 ،2007.‬‬
‫‪ 83‬د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬دراسات في القانون الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بههن‬
‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2005 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 84‬د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط في قانون المنظمات الدولية‪ ،‬دار الثقافهة العربيهة‪ ،‬القهاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1983‬ص ‪ .58‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬محمد سههعيد الههدقاق‪ ،‬القههانون الههدولي‪ ،‬المصههادر الشههخاص‪،‬‬
‫الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.28 ،1993‬‬
‫‪54‬‬
‫تتوجه بها إلى الدول العضاء‪ ،‬وليس صحيحا القول بأن الجمعية العامههة‬
‫الههتي تتمتههع مبههدئيا بسههلطة إصههدار توصههيات ل يمكنههها أن تصههدر وفههي‬
‫حههالت معينههة قههرارات تههدخل ضههمن اختصاصههها لههها صههفة القههرارات‬
‫الملزمههة‪ ،‬فههالواقع يثبههت أن التوصههية وعلههى الخههص توصههيات المههم‬
‫المتحدة لديها أهمية كبيرة وتلعب دورا تشريعيا ل يمكن إنكههاره‪ ،‬خاصههة‬
‫أنها تحتل أغلب أعمال المنظمات الدولية)‪.(85‬‬
‫حتى لو افترضنا جدل أن التوصههيات والقههرارات الصههادرة عههن الجمعيههة‬
‫العامة لمنظمة المم المتحدة ليس لها القوة القانونية اللزامية إل أنههها‬
‫عند ما تصدر عن الكثرية المطلقة والمتماسكة لعضاء الجمعية العامة‬
‫والراغبة في التوصل إلى نتيجة ملموسة من التوصيات والقههرارات)‪،(86‬‬
‫فهي تشكل تعبيرا صادقا يعههبر عههن شههعور هههذه الكثريههة بإعطههاء تلههك‬
‫التوصيات والقرارات قوة تتجاوز القههوة الدبيههة والخلقيههة والسياسههية‪،‬‬
‫وجعلههها عمل حقيقيهها ينبغههي أن تراعيههه الههدول العضههاء فههي المنظمههة‬
‫الدولية)‪.(87‬‬

‫قرارات المنظمات الدولية و قواعد العدل والنصاف‬


‫يهدف العمل الدولي على سد أي فراغ قانوني في حكم موضوع النزاع‬
‫الدولي المعروض أمام محكمة العههدل الدوليههة والقضههاء الههدولي‪ ،‬ل بههد‬
‫من مصادر تكميلية تمكن القاضي الهدولي م ن أن يشهتق م ن قهرارات‬
‫المنظمات الدولية قواعد قانونية يؤسس عليها حكمه‪ ،‬كمهها أن القاضههي‬
‫الدولي يجب عليه أن يفصل في النزاع بين الطههراف المتقاضههية وفقهها‬
‫للقانون وضميره الذي يملي عليه وجوب العدل والنصاف‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فإن بعض قرارات مجلس المن الدولي خههالفت‬
‫المصادر الصلية للقانون الدولي ومن ذلك قرارات مجلس المهن الول‬
‫رقم ‪ 1368‬الصادر في ‪ 12/09/2001‬والثاني رقم ‪ 1373‬الصادر في ‪20/09/‬‬
‫‪ ،2001‬نصت بصورة صريحة على تعطيل ميثاق المههم المتحههدة ومبههادئ‬

‫‪85‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم على‪ ،‬المنظمات الدولية النظرية العامة المم المتحدة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.-‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪570‬‬
‫د‪ .‬محمد بجاوي‪ ،‬من أجل نظام اقتصادي جديد‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪8686- ،‬‬
‫‪ .171 ،1985‬أنظر أيضا‪ :‬على ‪-‬يوسف شكري‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية والمتخصصة‪ ،‬دار‬
‫‪.‬وائل للنشر والتوزيع‪43 ،2004 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد سعيد الدقاق‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم خليفة أحمد‪ ،‬القانون ‪8787-‬‬
‫الدولي العام‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪ .338‬أنظر أيضا‪ :‬بن عامر تونسي‪،‬‬
‫‪.‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪37‬‬
‫‪55‬‬
‫حقوق النسان‪ ،‬عندما قرر تقييد حقوق النسان والحجز دون محاكمههة‬
‫ومنحت الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬حق استخدام القوة ضد المنظمات‬
‫التي تصفها بالرهاب الدولي‪ ،‬و تسههليم اللجئيههن السياسههيين المتهميههن‬
‫بالرهههاب الههدولي‪ ،‬وهههي قههرارات غيههر منصههفة ول عادلههة مههن الناحيههة‬
‫القانونية في أغلب الحيان‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫مبادئ المنظمات الدولية‬
‫نص ميثاق المم المتحدة وتضمن قرار الجمعي العامههة للمههم المتحههدة‬
‫رقههم ‪ 2625‬عههام ‪ 1970‬التأكيههد علههى هههذه المبههادئ العامههة للمنظمههة‬
‫الدولية‪ ،‬إل أن هذه المبادئ تعتههبر فههي الحقيقههة مبههادئ مشههتركة تقههوم‬
‫عليها غالبية المنظمات الدولية والقليمية‪.‬‬
‫المطلب الول‬
‫مبدأ المساواة في السيادة بين الدول‬
‫تعد المساواة بين الدول من المبادئ الرئيسية للمنظمات الدولية‪ ،‬وأنها‬
‫تعتبر ركن أساسي في تحقيق السلم والمن الدوليين‪ ،‬فالمساواة تعني‬
‫أن كل دولة مهما كانت كبيرة أو صغيرة قوية أو ضعيفة‪ ،‬تعههد متسههاوية‬
‫فيما بينها في الحقوق والواجبات‪ ،‬وتقوم المساواة على قاعههدة مفادههها‬
‫أنه ليس للمتساوين سلطان على بعضهم البعض‪ ،‬كما أن ميثههاق المههم‬
‫المتحدة نص فههي الفقههرة الثانيههة مههن ديباجههة الميثههاق علههى أن الههدول‬
‫جميعا متساوية في السيادة‪ ،‬ومعنههى ذلههك أن الههدول جميعههها متسههاوية‬
‫أمام القانون الدولي وتتمتع بالحقوق والواجبات التي يقررها‪.88‬‬
‫وبدون المساواة في السيادة يعني الفوضى وعههدم السههتقرار وانتهههاك‬
‫القوي لحقوق الضعيف‪ ،‬أما فيما يتعلق بنطههاق المسههاواة فههي السههيادة‬
‫فقد أوضح مؤتمر سان فرانسيسكو تفسير ا للسيادة يقوم على أساس‬
‫مسههاواة الههدول مههن الناحيههة القانونيههة وليسههت الفعليههة‪ ،‬أي أن الههدول‬
‫ليست متساوية قي قدرتها علههى ممارسههة الحقههوق والواجبههات‪ ،‬تتمتههع‬
‫جميعها بالحقوق اللصيقة بالسيادة الكاملة‪ ،‬فالدول تتمتع بالسههيادة فههي‬
‫اتخههاذ القههرارات علههى الصههعيدين الههداخلي والخههارجي‪ ،‬ومههن الحقههوق‬

‫‪8888-‬‬ ‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬مبادئ المنظمات الدولية العالمية والقليمية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2016 ،‬ص ‪121‬‬
‫‪56‬‬
‫اللصيقة بالسيادة حق إصهدار الق وانين وامتلك جيشها قويها ي دافع عهن‬
‫سيادتها وأراضيها‪ ،‬وتنظيم إجراءات الدخول والخروج مههن الدولههة‪ ،‬حههق‬
‫النضمام للمنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬عقد المعاهدات الدولية وإقامههة‬
‫العلقات الدبلوماسية وحضور المؤتمرات الدولية‪ ،‬وحق إقامههة علقههات‬
‫اقتصادية وثقافية مع الدول والمنظمات الدولية الخرى‪.89‬‬
‫احترام شخصية الدولة وسلمة إقليمها واسههتقللها السياسههي‪ ،‬فالههدول‬
‫متساوية في مراكزها القانونية الدولية‪ ،‬وتتعامل مههع بعضههها علههى قههدم‬
‫المساواة‪ ،‬فمههن حههق الههدول الههدفاع عههن مصههالحها‪ ،‬إرسههال الممثليههن‬
‫الدبلوماسيين وامتلك السفن والطائرات ووسههائل المواصههلت الدوليههة‬
‫المتطههورة‪ ،‬وممارسههة حههق التجههارة الدوليههة وامتلك الطاقههة النوويههة‬
‫للغراض السلمية‪.‬‬
‫أن تؤدي كل دولة واجباتههها والتزاماتههها الههتي يفرضههها القههانون الههدولي‬
‫عليها‪ ،‬ومههن ذلههك عههدم العتههداء أو المسههاس بسههيادة الههدول الخههرى‪،‬‬
‫واحترام قواعد القههانون الههدولي‪ ،‬حههق كههل دولههة أن تختههار بكههل حريههة‬
‫نظامها السياسي والقتصادي والجتمههاعي والثقههافي وفقهها لعلن منههح‬
‫الستقلل للبلدان والشعوب المستعمرة عام ‪ 1960‬الصادر عههن المههم‬
‫المتحدة‪.90‬‬
‫‪-2‬مبدأ تنفيذ اللتزامات الدولية بحسن نية‪ :‬ومعنى حسن النيههة‬
‫أن تتجه إرادة الدول العضاء في المنظمة الدولية إلى تنفيههذ التزاماتههها‬
‫الواردة في المعاهدات الدولية وقواعد القهانون الدوليهة العهام طواعيهة‬
‫ورغبههة بمها يحقهق إنمهاء العلقهات الدوليههة الوديهة والبتعهاد عههن إثهارة‬
‫المشاكل والنزاعات‪ ،‬وهو مبدأ من المبادئ الساسية التي يقههوم عليههها‬
‫القانون الدولي‪ ،‬ونصت الفقرة الثانية من المادة الثانية من ميثاق المم‬
‫المتحدة على ما يأتي‪ :‬لكي يكفل أعضاء الهيئة لنفسهم جميعا الحقوق‬
‫والمزايا المترتبة على صفة العضههوية يقومههون بحسههن نيههة باللتزامههات‬
‫التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق‪.91‬‬
‫الدول‪8989-،‬‬ ‫د‪ .‬رقيب محمد جاسم الحماوي‪ ،‬تطور وظائف المم المتحدة وأثرها على سيادة‬
‫‪.‬دراسة قانونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪49‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم علوان خضير‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬الكتاب الرابع‪9090-،‬‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1997 ،‬ص‬
‫‪ .88‬أنظر أيضا‪ :‬حامد سلطان‪ ،‬أحكام القانون الدولي في الشريعة السلمية‪ ،‬دار النهضة‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬القاهرة‪627 ،1970 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد مصطفى يونس‪ ،‬حسن النية في القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪91- ،‬‬
‫‪.‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص ‪141‬‬
‫‪57‬‬
‫‪-3‬مبدأ تسففوية النزاعففات الدوليففة بففالطرق السففلمية‪ :‬أوجبههت‬
‫الفقههرة الولههى مههن المههادة الولههى مههن ميثههاق المههم المتحههدة‪ ،‬حههل‬
‫النزاعات الناشههئة بيههن الههدول بههالطرق السههلمية‪ ،‬بفههض أعضههاء الهيئههة‬
‫جميعهم منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه ل يجعل السههلم‬
‫والمن والعههدل الههدولي عرضههة للخطههر‪ ،‬وحههدد الفصههل السههادس مههن‬
‫الميثاق الوسائل السههلمية لتسههوية النزاعههات الدوليههة‪ ،‬كمهها حههدد إعلن‬
‫مههانيل للمههم المتحههدة لعههام ‪ 1982‬هههذه الوسههائل‪ ،‬وهههي‪ :‬الوسههائل‬
‫الدبلوماسية‪ ،‬مثل المفاوضات المباشر‪ ،‬الوساطة‪ ،‬المسهاعي الحميهدة‪،‬‬
‫التحقيق والتوفيق‪ ،‬والوسائل القضائية‪ ،‬التحكيم والقضاء الدولي‪.92‬‬
‫ومن بين الشخاص القانونية التي يجوز لههها تقههديم طلههب إلههى مجلههس‬
‫المن الدولي هي‪ :‬الجمعية العامة للمم المتحههدة‪ ،‬الميههن العههام للمههم‬
‫المتحدة‪ ،‬الدول العضاء في المم المتحههدة‪ ،‬الههدول غيههر العضههاء فههي‬
‫المم المتحدة‪.‬‬
‫‪-4‬مبدأ عدم استخدام القوة في العلقات الدولية‪ :‬من المبادئ‬
‫التي جاء بها ميثاق المم المتحدة‪ ،‬مبدأ المتناع عن استخدام القوة في‬
‫العلقات الدوليهة‪ ،‬ونهص ميثهاق المهم المتحهدة علهى أن يمتنهع أعضهاء‬
‫الهيئههة جميعهها فههي علقههاتهم الدوليههة عههن التهديههد باسههتعمال القههوة أو‬
‫استخدامها ضد سههلمة الراضههي أو السههتقلل السياسههي ليههة دولههة أو‬
‫على أي وجه آخر ل يتفق ومقاصد المم المتحههدة‪ ،‬أي اسههتخدام القههوة‬
‫العسكرية بجميع أنواعها المختلفة‪ ،‬القوات البرية والبحريههة والجويههة أو‬
‫الحصار البري والبحري والجههوي السههلمي والعسههكري‪ ،‬علههى المضههايق‬
‫والممرات الدولية‪ ،‬انتهاك المياه القليمية‪ ،‬تزويد المتمردين والعصابات‬
‫والمليشيات ضد سيادة الدول‪.93‬‬
‫‪-5‬مبدأ التزام الدول غير العضاء بالعمل على حفففظ السففلم‬
‫والمن الدوليين‪ :‬لقد نصت الفقرة السادسة من المههادة الثنيههة مههن‬
‫ميثاق المم المتحدة على أن تعمههل الهيئههة علههى أن تسههير الههدول غيههر‬
‫العضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضههيه ضههرورة حفههظ السههلم‬
‫والمن الدولي‪ ،‬وبناء على هذا النص تلتزم الدول غير العضاء علههى أن‬
‫تعمل وفقا لميثاق المم المتحههدة‪ ،‬غيههر أن هههذا اللههتزام مرتبههط بعمههل‬

‫‪9292-‬‬‫د‪ .‬حسن الجلبي‪ ،‬مبادئ المم المتحدة وخصائصها التنظيمية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬بغداد‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪.‬د‪ .‬محمد عبد الواحد الفار‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬عالم الكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص ‪93-138‬‬

‫‪58‬‬
‫المنظمة المتعلق بحفظ السههلم والمههن الههدوليين‪ ،‬وهههو يعههد مههن أهههم‬
‫الدوافع التي أدت إلههى قيههام المنظمههة الدوليههة‪ ،‬وأن المنظمههة المميههة‬
‫تحث الدول غير العضاء بالعمل على حماية السلم والمن الدوليين‪.94‬‬
‫‪-6‬مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للههدول‪ :‬ورد هههذا المبههدأ فههي‬
‫الفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬والتي نصت‬
‫على ما يلي‪ :‬ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للمههم المتحههدة أن تتههدخل‬
‫في الشؤون الداخلية التي تكون من صههميم السههلطان الههداخلي لدولههة‬
‫ما‪ ،‬وليس فيه ما يقتضي للعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسههائل لتحههل‬
‫بحكم هذا الميثهاق‪ ،‬علهى أن ههذا المبهدأ ل يخهل بتطهبيق ت دابير القمهع‬
‫الواردة في الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬وهي التدابير الههتي‬
‫يتخذها مجلس المن الدولي والمتعلق بحفظ السلم والمن الدوليين أو‬
‫إعادته إلى نصابه‪.95‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫اكتساب العضوية في المنظمة الدولية‬
‫لقد حدد ميثاق المم المتحدة نوعين مههن العضههوية‪ ،‬الولههى‪ :‬العضههوية‬
‫الصلية أو التأسيسية‪ ،‬والثانية‪ :‬العضوية اللحقة أو العضوية بالنضههمام‪،‬‬
‫أول‪ :‬العضاء الصليون‪ ،‬وتشمل العضوية الصلية جميع الدول الههتي‬
‫اشتركت في مؤتمر المم المتحدة لوضع نظههام المنظمههة الدوليههة فههي‬
‫سان فرانسيسكو التي وقعههت وصههادقت عليههه وفقهها للمههادة ‪ 110‬مههن‬
‫ميثاق المم المتحدة‪ ،‬وطبقا لذلك فإن العضوية الصههلية تشههمل الههدول‬
‫الكبرى الراعية للمؤتمر بالضافة إلى فرنسا‪ ،‬الدول الحدى والربعههون‬
‫التي دعيت للمشاركة فهي المههؤتمر‪ ،‬بنهاءا علههى قههرارات مهؤتمر سهان‬
‫فرانسيسكو وبناءا على قرارات مؤتمر يالطا‪ ،‬ومن الدول العربية الههتي‬
‫اشتركت هي‪ :‬مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬لبنان‪ ،‬السعودية‪.96‬‬

‫المجلد‪9494-‬‬ ‫د‪.‬وحيد رأفت‪ ،‬مستقبل المم المتحدة‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي العام‪،‬‬
‫الحادي والثلثون‪ ،‬عام ‪ ،1975‬ص ‪ .26‬أنظر أيضا‪ :‬د‪.‬مصطفى سلمة حسين‪ ،‬المنظمات‬
‫‪.‬الدولية‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪43‬‬
‫د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات العالمية ‪9595-‬‬
‫‪.‬والقليمية والمتخصصة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪184‬‬
‫د‪ .‬غازي صباريني‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي العام‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪9696-‬‬
‫‪.‬الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2009 ،‬ص ‪166‬‬
‫‪59‬‬
‫الههدول الربعههة الههتي دعاههها المههؤتمر وهههي‪ :‬روسههيا البيضههاء ‪،‬أوكرانيهها‬
‫‪،‬الرجنتين والد نمارك‪ ،‬أما بولندا فإنها لم تشههترك فههي المههؤتمر وذلههك‬
‫بسبب الخلف بين التحههاد السههوفيتي سههابقا والوليههات المتحههدة‪ ،‬فقههد‬
‫قرر المؤتمر الحتفههاظ لههها بههالحق فههي التوقيههع علههى الميثههاق والتمتههع‬
‫بالعضوية الصلية في المنظمة الدولية‪.‬‬
‫وتعد الدول التي وقعت الميثاق وصادقت عليه بعد العمل به من الههدول‬
‫العضاء الصليين في منظمة المههم المتحههدة‪ ،‬مههن تاريههخ إيههداع وثههائق‬
‫التصديق لدى وزارة الخارجية المريكية‪ ،‬ويصبح الميثاق نافذا من تاريخ‬
‫إيداع تصديق كل من التحههاد السههوفيتي وبريطانيهها والوليههات المتحههدة‬
‫المريكية وفرنسا‪ ،‬وغالبية الدول الخرى الههتي وقعههت عليههه‪ ،‬ولكههن مهها‬
‫يميز العضاء الصليون عن غيرهم بهأن عضهويتهم بالمنظمهة الدوليهة ل‬
‫تخضع لشروط النضمام للمنظمة وإنما تكون آلية بمجرد التوقيههع علههى‬
‫الميثاق‪.‬‬
‫العضاء اللحقون أو المنضمون‪ :‬العضوية بالنضمام وفقا للمههادة‬
‫الرابعههة مههن ميثههاق المههم المتحههدة الههتي أوضههحت شههروط النضههمام‬
‫للمنظمة الدولية أن يكون طالب النضمام دولة‪ ،‬ويحدد مدلول ومفهوم‬
‫الدولة وفقا لقواعههد القههانون الههدولي‪ ،‬والههذي حههدد ثلث عناصههر لقيههام‬
‫الدولة هي‪ :‬الشعب‪ ،‬القليم‪ ،‬التنظيههم القههانوني السياسههي أي السههلطة‬
‫السياسههية الههتي تعنههي الحكومههة وأن تكههون هههذه الدولههة مسههتقلة ذات‬
‫سيادية‪.‬‬
‫ووفقا للمادة الرابعة من الميثاق فل يجوز قبول غير الدول أعضههاء فههي‬
‫المههم المتحههدة‪ ،‬وإن كههانت هههذه الكيانههات تتمتههع بالشخصههية القانونيههة‬
‫الدولية مثل المنظمات الدولية والفراد‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون الدولة المنضمة إلى المنظمة الدولية دولههة‬
‫محبة للسلم‪ ،‬أوجبت المادة الرابعة من الميثاق أن تكون الدولههة محبههة‬
‫للسلم‪ ،‬والحب للسلم ليس حبا بداخل النفس البشههرية بههل يعههبر عنههه‬
‫بمواقف الدولة في علقاتها الدولية أي تصرفاتها مههع المجتمههع الههدولي‪،‬‬
‫ومن الناحية العملية فإن غالبية الدول التي انضمت إلى المم المتحههدة‬
‫قد كانت خرجت من الحرب العالمية الثانية‪ ،‬إما إلههى جههانب الحلفههاء أو‬
‫إلههى جههانب دول المحههور‪ ،‬وهههو شههرط اسههتخدم فههي الميثههاق لغههراض‬
‫سياسية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن تقبل الدولة اللتزامات الوارد في الميثاق‪ ،‬بمعنى‬
‫ل يجههوز أن تتحفههظ علههى مهها نههص مههن نصههوص الميثههاق للتنصههل عههن‬
‫اللتزامات الواردة فيه‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أن تقدم الدولة طلبا خطيا أي لبد من تقههديم وإعلن‬
‫من الدولة بأنها تقبههل اللتزامههات الههواردة فههي الميثههاق‪ ،‬ثههم بعههد يقههوم‬
‫المين العام للمم المتحدة فورا بعههرض الطلههب علههى أعضههاء مجلههس‬
‫المن الدولي‪ ،‬ويقوم رئيس المجلي بإحالههة الطلههب إلههى لجنههة أنشههأها‬
‫المجلس تمثل مجموع أعضاء المجلس‪ ،‬وتقدم هذه اللجنة خلل مدة ل‬
‫تزيد علههى ‪ 35‬يومهها تقريرههها إلههى مجلههس المههن الههدولي الههذي يصههدر‬
‫توصية بأغلبية الصوات من العضههاء بمهها فيهههم العضههاء الههدائمين فههي‬
‫المجلس‪ ،‬ثم ترسل التوصية إلى الجمعية العامة للمم المتحههدة بقبههول‬
‫هذه الدولة‪.‬‬
‫قبول الجمعية العامة بعضوية الدولة الجديدة‪ ،‬بعد إصدار مجلس المههن‬
‫الدولي توصيته بقبول الدولة عضوا في منظمة المم المتحههدة‪ ،‬تعههرض‬
‫التوصية للمناقشههات فههي الجمعيههة العامهة‪ ،‬فههإذا حهازت التوصههية علههى‬
‫أغلبية ثلثي العضاء المشتركين بالتصويت‪ ،‬تصبح الدولة مؤهلههة كعضههو‬
‫في المم المتحدة‪ ،‬وبعههد التوقيههع والتصههديق علههى الميثههاق تعههد عضههوا‬
‫كامل في منظمة المم المتحدة‪.‬‬
‫عوارض العضوية في المنظمة الدولية‪ :‬عند ما تقبههل عضههوية‬
‫في المنظمة الدولية فإن ذلك ل يعني أنها أصبحت تملك حقا ثابتهها‪ ،‬بههل‬
‫أن هذه العضوية قد تتعرض لعوارض تههؤثر عليههها‪ ،‬وهههي الحههالت الههتي‬
‫تفقد الدولة حقا من حقوقههها أو عضههويتها فههي المنظمههة‪ ،‬وتتمثههل هههذه‬
‫العوارض في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬الحرمان من التصويت‪ ،‬التصويت فههي أجهههزة المنظمههة الدوليههة يعههد‬
‫أحد أهم مظاهر العضوية‪ ،‬فل يجوز حرمان أية دولة من حههق التصههويت‬
‫ما دامت الدولة تقوم بتنفيذ التزاماتها الدولية بصورة كاملههة‪ ،‬ومههن بيههن‬
‫اللتزامات المهمة هي دفع الشتراكات المالية‪ ،‬وفي حالههة عههدم دفعههها‬
‫فإنها تحرم من التصويت في الجمعية العامة للمنظمة الدولية‪.97‬‬
‫‪- 2‬وقف العضوية في المنظمة الدولية‪ :‬فيما يتعلق بوقف العضوية هناك‬

‫الجامعة‪9797-‬‬ ‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬قانون المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة‪ ،‬دار‬
‫‪.‬الجديدة السكندرية‪ ،2014 ،‬ص ‪64‬‬
‫‪61‬‬
‫نوعان من الوقف‪ ،‬الوقف الجزئي‪ ،‬وهو جزاء يقع بقوة القانون الههدولي‬
‫إذا ما أخلت الدولة العضو في المنظمة بالوفاء بالتزاماتها الناشههئة عههن‬
‫الميثاق المنشئ للمنظمة‪ .‬أما الوقف الكلههي‪ ،‬فهههو الههذي يشههمل كافههة‬
‫الحقوق المترتبة عن العضههوية فههي المنظمههة‪ ،‬ويمتههد إلههى كافههة فههروع‬
‫المنظمة المختلفة‪ ،‬هذا الجههزاء عههادة يكههون نتيجههة لمخالفههات جسههيمة‬
‫وخطيرة لميثاق المنظمة الدولية‪.98‬‬
‫والطرد يكون في الحالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬إذا تخذ مجلس المن الدولي إجراءات المنع أو القمع ضد الدولة‪.‬‬
‫‪-‬إذا أصدر مجلس المن الدولي توصية بوقف عضوية الدولة‪.‬‬
‫‪-‬إذا قررت الجمعية العامة للمم المتحدة وقف عضوية الدولة‪.‬‬
‫‪-‬لمجلس المن الدولي أن يقرر رد العضوية للدولة بصورة مباشرة‪.‬‬
‫في هذه الحالت فإن الدولة ل تتمتع بههالحقوق والمزايهها المترتبههة علههى‬
‫العضوية في المنظمة الدولية‪.99‬‬
‫‪- 3‬الفصل من العضوية في المنظمة الدولية‪ :‬يعد الفصهل مهن العض وية‬
‫من أشد العقوبات المتخههذة ضههد الههدولي والتشهههير بههها أمههام المجتمههع‬
‫الدولي‪ ،‬عند مهها ترتكههب الدولههة مخالفههات جسههيمة أو خطيههرة تتعههرض‬
‫للفصل والطرد من المنظمة الدولية‪.100‬‬
‫‪- 4‬النسحاب من المنظمة الدولية‪ :‬لما كههانت العضههوية فههي المنظمههات‬
‫الدولية تقوم على أساس الرضهها والقتنههاع‪ ،‬فههإنه ينبغههي أن يكههون هههذا‬
‫الرضا والقتناع ملزما لعضوية الدولة ما دامت الدولة ملتزمههة بأهههداف‬
‫ومبادئ ومقاصد المنظمة الدولية‪ ،‬فالنسههحاب مههتروك لحريههة الدولههة‪،‬‬
‫وتاريخ المجتمع الدولي المعاصر لم يسجل النسحاب من منظمة المم‬
‫المتحدة إل في حالة واحدة‪ ،‬وهي حالة انسحاب اندونيسههيا عههام ‪1965‬‬
‫ثم عادت إلى المنظمة في عام ‪.1966‬‬
‫خلصههة فههي عضههوية المنظمههات الدوليههة بمختلههف أنواعههها العالميههة‬
‫والقليمية هو أن مدلول اكتسههاب العضههوية فههي المنظمههة الدوليههة هههو‬
‫اشتراك الدولة في إبرام المعاهدة أو التفاقيههة الدوليههة المنشههأة لتلههك‬
‫‪9898-‬‬ ‫د‪ .‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫‪.‬عكنون الجزائر‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،2005 ،‬ص ‪183‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 05‬من ميثاق المم المتحدة‪99-‬‬
‫‪.‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪100-81‬‬

‫‪62‬‬
‫المنظمة أو النضمام إليها فيما بعد‪ ،‬والنضههمام اللحههق عههادة مهها يقيههد‬
‫بأحكام الميثاق المنشئ لها إباحة أو منعهها‪ ،‬وذلههك بههالنص صههراحة علههى‬
‫جواز هههذا النضهمام أو عهدم جهوازه‪ ،‬والشهروط الهواجب توافرههها فههي‬
‫الدولة طالبة العضوية شأنه في ذلههك شههأن النضههمام إلههى المعاهههدات‬
‫الجماعية أو المتعهددة الطههراف‪ ،‬وغالبها تصهنف العضهوية إلهى عضهوية‬
‫أصلية وأخههرى مكتسههبة أو لحقههة‪ ،‬والصههنف الول يشههمل الههدول الههتي‬
‫شاركت في المؤتمر التحضيري الذي ناقش ميثاق المنظمههة ثههم أقرتههه‬
‫وصادقت عليه ووقعته‪،‬أما الصنف الثاني مههن العضههوية فيشههمل الههدول‬
‫التي اكتسبت العضوية بالنضمام اللحق على قيام المنظمة الدولية‪.101‬‬
‫والقاعدة العامة في اكتساب العضوية في المم المتحههدة هههي حصههول‬
‫الدولة على استقللها وتمتعها بالسيادة‪ ،‬ولكن غالبا ما يكون هههذا الحههق‬
‫مقيدا بشروط أخرى بالنسبة للمنظمات العالمية الشاملة‪ ،‬ومثههال ذلههك‬
‫ميثاق المم المتحدة‪ ،‬حيث ل يتم النضمام إليها بمجرد بلوغ كيان مرتبة‬
‫الدولة وإنما يعتمد قبولها إلى جانب ذلك علههى مهها يحههدده الميثههاق مههن‬
‫شروط‪ ،‬هي أن تكون الدولة طالبة النضمام محبههة للسههلم وأن تتعهههد‬
‫باللتزامات التي يفرضها عليها الميثاق‪ ،‬والههتي تههرى الهيئههة أنههها قههادرة‬
‫على تنفيذها وراغبة في ذلك‪ ،‬وأن يحظى هذا القبول بموافقة الجمعيههة‬
‫العامة بعد توصية مجلس المن الدولي بذلك‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫منظمة المم المتحدة نموذجا‬
‫منظمة المم المتحدة هي منظمة عالمية فريدة من نوعها مؤلفة من‬
‫دول مستقلة ذات سيادة‪ ،‬اجتمعت على العمل معا من أجل السلم‬
‫المتحدة‪101-‬‬ ‫‪.‬أنظر في ذلك المادة ‪ 71‬من ميثاق منظمة المم‬
‫‪63‬‬
‫والتقدم الجتماعي‪ ،‬أو هي منظمة دولية أهدافها المعلنة هي‪ :‬التعاون‬
‫في مجالت القانون الدولي‪ ،‬السلم والمن الدوليين‪ ،‬التنمية القتصادية‬
‫والجتماعية والثقافية والتقدم الجتماعي‪ ،‬واحترام حقوق النسان‪،‬‬
‫تأسست بعد الحرب العالمية الثانية رسميا بتاريخ ‪،24/10/1945‬‬
‫وكانت تضم ‪ 51‬بلدا مؤسسا لتحل محل عصبة المم ليقاف الحرب‬
‫وإيجاد مساحة من الحوار بين المجتمع الدولي‪ ،‬وتعمل تحت مظلتها‬
‫‪.‬منظمات فرعية متعددة الختصاصات لتقوم بتحقيق المهام الخاصة بها‬
‫والمم المتحدة ل تعد بمثابة حكومة عالمية‪ ،‬فالحكومات تمثل الدول‬
‫والشعوب أما المم المتحدة فل تمثل حكومة معينة ول دولة معينة‪،‬‬
‫إنما تمثل جميع أعضائها وتقوم بما تقرره الدول العضاء فيها لنها تحت‬
‫إدارة الدول فهي ليست حكومة فوق الحكومات ولكنها توفر وسائل‬
‫تساهم في حل النزاعات الدولية والقليمية والداخلية وإعداد‬
‫‪102.‬السياسات بشأن المسائل التي تترك أثرها علينا جميعا‬
‫في المم المتحدة تتمتع جميع الدول العضاء كبيرها وصغيرها غنيها‬
‫وفقيرها قويها وضعيفها مهما اختلفت آراءها السياسية وأنظمتها‬
‫القتصادية والجتماعية بالحق في أن تعبر عن رأيها وبالحق في‬
‫التصويت‪ ،‬وتتيح المم المتحدة الفرصة أمام الدول لضفاء نوع من‬
‫التوازن بين الترابط العالمي والمصالح الوطنية في معالجة المسائل‬
‫الدولية‪ ،‬تعمل منظمة المم المتحدة على تعزيز احترام حقوق النسان‬
‫والحد من الفقر ومكافحة المراض‪ ،‬وحماية البيئة وتقود الحملت‬
‫الدولية ضد التجار بالمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود‬
‫‪103.‬الدولية‬
‫تساهم المم المتحدة مع وكالتها المتخصصة في جميع أنحاء العالم‬
‫في توسيع نطاق إنتاج الغذية ومساعدة اللجئين الفارين من النزاعات‬
‫المسلحة والحروب الدولية وغير الدولية‪ ،‬ويعتبر ميثاق المم المتحدة‬
‫الوثيقة الدستورية الذي يتضمن مجموعة من المبادئ التوجيهية التي‬
‫‪102 - L, ONU n, est pas un gouvernement mondial, Elle ne peut que ce veulent collectivement les Etats qui la‬‬
‫‪composent, les gouvernements lui imposent ses mandats,, lui donnent ses moyens humains, militaires et‬‬
‫‪financiers, la Famille des nations Unies comparent l,onu proprement dite et les Institutions spécialisés qui lui‬‬
‫‪sont rattachées, telle qu’elle est prévue par la charte de San Francisco, l,organisation des nations Unies Forme un‬‬
‫‪imposant ensemble de xix organes principaux.-assemblée générale 193 membres 1 pays = 1 voix l, Assemblée‬‬
‫‪générale est l, organe centrale des nations unies elle est Formé de les Etats membres.2-conseil de sécurité, 5‬‬
‫‪membre permanents avec droit de veto, 10 membre non- permanents élus pour 2 ans. 3-conseil économique et‬‬
‫‪social.4-conseil de tutelle.5-sécuritaire générale. 6-cour international de justice.‬‬

‫هنداوي‪103103-‬‬ ‫يوسي إم هانيماكي‪ ،‬ترجمة محمد فتحي خضر‪ ،‬المم المتحدة‪ ،‬مؤسسة‬
‫‪.‬للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2013 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪64‬‬
‫تشرحا وتبين حقوق وواجبات الدول‪ ،‬وما يجب القيام به لتحقيق‬
‫الهداف التي حددتها الدول المجتمعة في مؤتمر سان فرانسيسكو‪،‬‬
‫وعند ما تكون الدولة عضوا في المم المتحدة تكون قد وافقت على‬
‫‪.‬أهداف وأحكام ومبادئ ميثاق المم المتحدة‬
‫كما أنه قد ساد إحساس قوي لدى قادة العالم الذين أسهموا في إنهاء‬
‫الحرب العالمية الثانية بالحاجة الملحة إلى إيجاد آلية تساعد على إحلل‬
‫السلم العالمي ووضع حد للحرب في المستقبل‪ ،‬وأدركوا أن هذا المر‬
‫ل يمكن أن يتحقق إل إذا عملت جميع المم معا ضمن منظمة عالمية‬
‫‪.‬فكانت المم المتحدة هي المنظمة العالمية‬
‫لقيت منظمههة المههم المتحههدة النجههاحا والفشههل فههي أداء مهامههها‪ ،‬فقههد‬
‫تمكنت من السيطرة علههى بعههض النزاعههات وحههالت دون تطورههها إلههى‬
‫حروب كبرى‪ ،‬كما قامت بمعاونة الشعوب فههي كههثير مههن أنحههاء العههالم‬
‫لنيل استقللها وتقرير مصيرها وتحسين ظروف حياتها‪ ،‬إل أن الخلفات‬
‫بين الدول العضاء وخاصة الههدول الكههبرى الهتي تمتلههك حههق الفيتههو أي‬
‫النقههض وهههو العههتراض علههى القهرارات الدوليههة ذات الهميههة بالنسهبة‬
‫للمجتمع الدولي‪ ،‬منعت المنظمة الدولية من اتخاذ التدابير والجههراءات‬
‫اللزمة الفعالة للحفاظ على السلم والمن الههدوليين‪ ،‬كمهها أن الزمههات‬
‫الحادة المتتالية أدت إلى إضعافها‪.‬‬
‫المبحث الول‬
‫نشأت منظمة المم المتحدة‬
‫في عام ‪ 1939‬كانت أوروبا مسرحا لمعارك طاحنة جرفت ألسنة‬
‫نيرانها معظم دول العالم وألقت بالبشرية في أتون كارثة إنسانية‬
‫رهيبة‪ ،‬فالحرب العالمية الثانية كانت أشد فتكا وعنفا من الحرب‬
‫العالمية الولى‪ ،‬وقد خرجت الشعوب منها بمليين الضحايا من القتلى‬
‫والجرحى وبما ل يقدر من الخسائر المادية‪ ،‬وعلى الرغم من الطامة‬
‫التي أصابت العالم وأدت إلى إنهاء النظام العالمي القائم آن ذاك‪ ،‬فإن‬
‫اليأس لم يجد سبيل إلى أفئدة البشر ولم يقضي على معالم التفاؤل‬
‫والرجاء واليمان‪ ،‬ولقد ولدت الكارثة وعيا جديدا قوامه وضع أسس‬
‫متينة لنظام دولي أفضل‪ ،‬فالحرب كانت فرصة لدراسة فشل العصبة‪،‬‬
‫لقد تعالت أصوات الدول الحليفة أثناء الحرب وبعدها ودعت إلى وضع‬
‫الحجر الساسي لبناء منظمتين دوليتين اقتصاديتين هما‪ :‬صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬والبنك الدولي للنشاء والتعمير‪ ،‬وتعتبر المنظمة العالمية‬
‫‪65‬‬
‫الجديدة نسخة منقحة من المنظمة السابقة‪ ،‬فكثير من الخطوط‬
‫الرئيسية والملمح الساسية للعصبة تتجلى في المم المتحدة‪ ،‬وعملية‬
‫التنقيح التي أنجزها واضعو الهيئة الممية الجديدة تدل على رغبته‬
‫‪.‬الصادقة في تفادي ما كان يشوب العصبة من عجز وقصور‬
‫ولكن السؤال الذي يطرحا هنا هل نجحوا في مسعاهم؟ وهل‬
‫استطاعت المم المتحدة أن تكون فعل ل قول حكومة فوق الحكومات‬
‫أو برلمانا فوق البرلمانات؟ ترسخ قيم السلم والتسامح والعيش‬
‫المشترك‪ ،‬وتمنع الحروب وتستخدم القوة وتحد من طغيان الكبار على‬
‫الصغار وتساعد على إيجاد الحلول لمشكلت العالم الثالث‪ ،‬وكيف كان‬
‫موقفها من النتهاكات والعتداءات الجسيمة والخطيرة التي ارتكبها‬
‫الكبار وأحيانا الصغار بتحريض من الكبار أو بمساعدتهم بحق الشعوب‬
‫والدول المستضعفة؟‪ .‬لقد احتفلت منظمة المم المتحدة عام ‪2015‬‬
‫بمرور ‪ 72‬عاما على تأسيسها‪ ،‬وخلل هذه الفترة من حياتها عرفت‬
‫الكثير من المد والجزر والقوة والضعف‪ ،‬وشهدت الكثير من الخلفات‬
‫والنقسامات‪ ،‬فقد زالت الحرب البردة والساخنة وتلشت الخصومات‬
‫بين المعسكرين وأصبحت الوليات المتحدة القطب الوحيد المتفرد‬
‫بقيادة العالم‪ ،‬فهل بإمكان المنظمة الممية الدولية في ظل الحادية‬
‫القطبية الحفاظ على استغللها الممنوحا لها بموجب المعاهدة الدولية‬
‫‪.‬التي أنشأتها والعمل وفقا لمبادئها وأهدافها ومقاصدها؟‬
‫المطلب الول‬
‫الطريق إلى المم المتحدة‬
‫سبتمبر ‪ 1939‬بدأت مدينة وارسو بعد بضعة أسابيع من اندلع الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وقد حولت الحرب قسما كبيرا من أوروبا إلى أنقاض‪،‬‬
‫‪ 14‬أغسطس ‪ 1941‬اجتمع الرئيس المريكي روزفلت ورئيس الوزراء‬
‫البريطاني تشرسل على متن سفينة حربية في المحيط الطلسي‬
‫واعتمدوا ميثاق الطلس الذي ورد فيه عرض موجز لتحقيق السلم‬
‫العالمي‪ ،‬وفي عام ‪ 1942‬وقع ممثلون عن ‪ 26‬دولة على إعلن المم‬
‫المتحدة في العاصمة المريكية واشنطن‪ ،‬وفي ‪ 30/10/1943‬وقع‬
‫ممثلون عن التحاد السوفيتي سابقا والصين والمملكة المتحدة‬
‫والوليات المتحدة المريكية‪ ،‬على إعلن موسكو واتفقوا على إنشاء‬
‫منظمة المم المتحدة لحفظ السلم في حال انتهاء الحرب‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 1944‬لتقى قادة الصين والوليات المتحدة المريكية والمملكة‬

‫‪66‬‬
‫المتحدة في دمبارتون في العاصمة واشنطن‪ ،‬واتفقوا على أهداف‬
‫‪104.‬ومبادئ المم المتحدة المقبلة‬
‫وفي عام ‪ 1945‬أعلن الرئيس المريكي روزفلت ورئيس الوزراء‬
‫البريطاني ورئيس وزراء التحاد السوفيتي دوزيف سالتين على إثر‬
‫اجتماعهم في يالطا على إنشاء منظمة المم المتحدة‪ ،‬كما اتفقوا على‬
‫نظام التصويت الذي يستخدم في مجلس المن الدولي‪ ،105‬وفي‬
‫‪/26‬يونيو ‪ 1945‬اعتمد ممثلون عن ‪ 51‬بلد بالجماع ميثاق المم‬
‫المتحدة في مؤتمر سان فرانسيسكو‪ ،‬وفي ‪ 23/10/1945‬رأت‬
‫منظمة المم المتحدة النور على إثر توقيع غالبية الدول المشاركة في‬
‫المؤتمر بما فيها العضاء الدائمون الخمسة في مجلس المن الدولي‪،‬‬
‫الصين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬التحاد السوفيتي سابقا‪ ،‬الوليات‬
‫المتحدة المريكية‪ ،‬ميثاق المم المتحدة واعترافها رسميا‪ ،‬ولذلك‬
‫‪106.‬يحتفل بيوم ‪ /23/10‬من كل سنة بعيد منظمة المم المتحدة‬
‫تمل الدول العضاء في المم المتحدة ميزانية المنظمة بما فيها‬
‫الميزانية المخصصة لحفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬كما أن هناك بعض‬
‫الدول تعتبر المساهمة بالقسط الكبر في ميزانية منظمة المم‬
‫المتحدة‪ /‬مثل الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬اليابان‪ ،‬المملكة المتحدة‪،‬‬
‫فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬الصين‪ ،‬كندا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬المملكة العربية‬
‫‪.‬السعودية‬
‫المطلب الثاني‬
‫مقاصد منظمة المم المتحدة‬
‫المقصد الول‪ :‬حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬تعد مسألة حفظ‬
‫السلم والمن الدوليين من أهم المقاصد والهداف التي قامت عليها‬
‫منظمة المم المتحدة‪ ،‬فقد نصت المادة الولى من ميثاق المم‬
‫المتحدة على مقاصد المنظمة الدولية‪ ،‬وهي حفظ السلم والمن‬
‫الدولي‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ المنظمة التدابير المشتركة الفعالة‬
‫لمنع السباب التي يمكن أن تهدد السلم والمن الدولي‪ ،‬وتقمع أعمال‬
‫العدوان وأي تصرف من شأنه أن يخل بالسلم والمن الدولي‪ ،‬وتتمسك‬
‫‪104-‬‬ ‫أنظر‪ :‬دليل منظمة المم المتحدة‪ ،‬مركز هردو لدعم التغيير الرقمي‪ ،‬القاهرة‪ ،2017 ،‬ص‬
‫‪6.‬‬
‫حسن الجلبي‪ ،‬مبادئ المم المتحدة وخصائصها التنظيمية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‪105105-‬‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬بغداد‪ ،1970 ،‬ص ‪13‬‬
‫إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمم المتحدة‪ ،‬الدار الجامعية‪106106- ،‬‬
‫‪.‬بيروت لبنان‪ ،1988 ،‬ص ‪157‬‬
‫‪67‬‬
‫بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل النزاعات‬
‫‪107.‬الدولية التي قد تؤدي إلى الخلل بالسلم والمن الدولي‬
‫والمقصود بالسلم والمن الدولي منع الحروب بين الدول التي يمكن‬
‫أن تؤدي إلى حروب شاملة عالمية‪ ،‬لن المم المتحدة ما قامت أساسا‬
‫إل نتيجة للحرب العالمية الثانية‪ ،‬فجاء الميثاق الممي لمنع الحروب‬
‫التي تهدد السلم والمن الدوليين‪ ،‬ولكن ذلك ل يعني أن المنظمة‬
‫الدولية تقف موقف المتفرج أو المحايد نحو الحروب التي تقع بين‬
‫الدول أو الحروب الهلية الداخلية التي قد ل تؤدي إلى قيام حروب‬
‫عالمية بالمفهوم الشامل‪ ،‬بل أنها تبقى تراقب وتتابع عن كسب‬
‫تطورات تلك الحروب والنزاعات الدولية وغير الدولية وتحاول بكل ما‬
‫‪108.‬تملك من وسائل لتسوية هذه النزاعات والحروب‬
‫أما مفهوم المن الدولي فيقصد به الستقرار والمان وليس شرطا أن‬
‫يكون عدم الستقرار والمان شامل‪ ،‬قد يكون عدم الستقرار بين‬
‫دولتين أو نزاع مسلح داخلي أو أن تقوم دولة ما بإنتاج أو تخزين‬
‫أسلحة دمار شامل أو تستخدم هذه السلحة أو أن تقوم بغلق المضايق‬
‫والممرات المائية الدولية لمنع السفن التجارية‪ ،‬كل هذا يدخل ضمن‬
‫‪.‬مفهوم المن الدولي‬
‫أيضا أن هناك علقة جدلية بين مفهوم المن الدولي بالمن الداخلي‬
‫رغم أن المن الدولي يختلف عن المن الداخلي أو القومي أو الوطني‪،‬‬
‫إل أن حفظ المن الداخلي يكون لزما أو واجبا لحفظ السلم والمن‬
‫الدوليين‪ ،‬فالثورات والنزاعات غير الدولية الداخلية قد تمثل في بعض‬
‫الحيان تهديدا أو خطرا مباشرا أو غير مباشر لحفظ السلم والمن‬
‫‪.‬الدولي‬
‫والسؤال الذي يطرحا نفسه في هذا الموضوع هل المم المتحدة‬
‫مسؤولة عن حفظ المن الداخلي للدول أو أن المن الداخلي للدول‬
‫يعتبر مقصد من مقاصد منظمة المم المتحدة؟ الحقيقة أن حفظ‬
‫السلم والمن الداخلي ليس مقصدا من مقاصد المم المتحدة ‪ ،‬إل أن‬
‫عدم الستقرار الداخلي واستمراره إذا كان يؤدي إلى عدم الستقرار‬
‫دولية فإنه يحق لمنظمة المم المتحدة أن تتدخل لمنع الضطرابات‬

‫‪107107-‬‬‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬القانون الدولي العام في السلم‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2010 ،‬ص ‪51‬‬
‫رياض الصمد‪ ،‬العلقات الدولية في القرن العشرين تطور الحداث ما بعد الحرب ‪108108-‬‬
‫‪.‬العالمية الثانية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،1986 ،‬ص ‪70‬‬
‫‪68‬‬
‫الداخلية التي تهدد أو تكون خطرا على السلم والمن الدوليين‪ ،‬وإل أن‬
‫‪109.‬حفظ المن داخليا يكون من مسؤولية كل دولة‬
‫المقصد الثاني من مقاصد منظمة المم المتحدة‪ :‬تنمية العلقات‬
‫الدولية بين‪ ،‬لما كانت العلقات غير الودية هي أساس النزاعات أو‬
‫الحروب فإن مهام منظمة المم المتحدة تنمية العلقات الودية بين‬
‫الدول العضاء وغير العضاء في المنظمة‪ ،‬إن تنمية العلقات ل تتحقق‬
‫وأن هناك العديد من الدول والشعوب تخضع للستعمار الجنبي‬
‫السياسي والقتصادي والثقافي والعسكري الذي يسلب مواردها‬
‫وحقوقها‪ ،‬ولهذا فقد ربط ميثاق المم المتحدة بين إنماء العلقات‬
‫الدولية وحق تقرير المصير‪ ،‬أو المقصود بتنمية العلقات الودية أن‬
‫تعمل منظمة المم المتحدة على تطوير العلقات بين المجتمع الدولي‬
‫بما يحقق التعاون في القضايا السياسية والقتصادية والجتماعية‬
‫‪110.‬والثقافية والرفاه والتقدم والزدهار لشعوب العالم‬
‫وتنمية العلقات الودية تقوم على مبدأ المساواة وحق كل تقرير‬
‫المصير‪ ،‬والمقصود بالمساواة هنا المساواة القانونية أي المساواة في‬
‫التمثيل والتصويت أما حق تقرير المصير فيعني حق كل شعب في أن‬
‫يختار النظام السياسي الذي يلئمه ويرضاه‪ .111‬ويتضمن حق تقرير‬
‫‪:‬المصير بعض النقاط التالية‬
‫حق الشعب في أن يختار بكل حرية دستوره ومركزه السياسي‪ ،‬وأن‪-‬‬
‫يتمتع بالسيادة الكاملة على موارده الطبيعية‪ ،‬وأن يستقل بإقامة‬
‫‪.‬علقاته التجارية والثقافية والجتماعية‬
‫حق الشعوب في أن تتصرف بكل حرية في ثرواتها ومواردها الطبيعية‬
‫‪112.‬دون إخلل بأي من التزاماتها الدولية بمختلف أنواعها‬
‫حق الشعوب أن تتحر من التحكم فيها وتحكم نفسها بنفسها دون أي‪-‬‬
‫ضغوطات خارجية أو داخلية‪ ،‬واختيار شكل النظام السياسي الذي تراه‬
‫‪.‬مناسبا‬

‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية والمنظمات العالمية والقليمية‪109109-‬‬


‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،2006 ،‬ص ‪192‬‬
‫د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها في ميثاق وأعمال منظمة‪110110-‬‬
‫المم المتحدة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم الدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1984 ،‬ص‬
‫‪482.‬‬
‫د‪ .‬سامي جاد عبد الرحمن واصل‪ ،‬إرهاب الدولة في إطار القانون الدولي العام‪111111-،‬‬
‫‪.‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪318‬‬
‫د‪ .‬حسام هنداوي‪ ،‬حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير على ضوء قواعد النظام‪112112-‬‬
‫‪.‬العالمي الجديد‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬المجلد ‪ ،1991 ،47‬ص ‪87‬‬
‫‪69‬‬
‫وأن تفكك الدول والقاليم يجب أن يكون عن طريق استفتاء الشعوب‪-‬‬
‫‪.‬وسكان تلك القاليم‬
‫ضمان المساواة بين الدول بغض النظر عن المركز القانوني الذي‪-‬‬
‫تتمتع به الدول من الناحية القتصادية والسياسية والجتماعية والقوة‬
‫‪113.‬العسكرية وعدد السكان‬
‫عدم التمييز بين الشعوب بأي شكل من الشكال‪ ،‬بسبب الجنس أو‪-‬‬
‫‪114.‬اللون أو الدين أو الموقع الجغرافي‬
‫حق الشعوب في أي وقت من الوقات في اللجوء للكفاحا السياسي‪-‬‬
‫والمسلح للتخلص من الهيمنة الستعمارية هذه بعض العناصر التي‬
‫‪115.‬يحتوي عليها مفهوم حق تقرير المصير‬
‫المقصد الثالث من مقاصد المم المتحدة‪ ،‬تحقيق التعاون الدولي‬
‫لحل المسائل الدولية‪ ،‬إذا كان الهدف الساسي لمنظمة المم المتحدة‬
‫هو تحقيق السلم والمن الدوليين فإن ذلك الهدف ل يمكن أن يتحقق‬
‫ما لم تحل المسائل السياسية والقتصادية والجتماعية للمجتمع‬
‫الدولي‪ ،‬وعلى هذا الساس فإن حل هذه المسائل يساهم بطريقة‬
‫مباشرة في تحقيق السلم والمن الدوليين‪ ،‬وقد نصت الفقرة الثالثة‬
‫من المادة الولى من ميثاق المم المتحدة على أن من مقاصد المم‬
‫المتحدة تحقيق التعاون الدولي على المسائل الدولية ذات الطبيعة‬
‫القتصادية والجتماعية والثقافية والنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق‬
‫النسان والحريات الساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك‪ ،‬إطلقا‬
‫بل تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ول تفريق بين الرجال‬
‫‪.‬والنساء‬
‫كما نصت الفقرة ب من المادة ‪ 55‬من ميثاق المم المتحدة على أن‬
‫تيسير الحلول للمشاكل الدولية القتصادية والجتماعية والصحية وما‬
‫يتصل بها‪ ،‬وتعزيز التعاون الدولي في شؤون الثقافة والتعليم‪ ،‬ومن‬
‫أجل تحقيق هذا الهدف تم إنشاء المجلس القتصادي والجتماعي‬
‫والثقافي‪ ،‬وهو يعد أحد الجهزة المهمة لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬كما‬
‫توجد اتفاقية دولية تتعلق بشأن الحقوق القتصادية والجتماعية‬

‫الدولية‪113113-،‬‬‫د‪.‬هيثم حسن‪ ،‬التفرقة بين الرهاب الدولي ومقاومة الحتلل في العلقات‬


‫‪.‬رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر ‪ ،1999‬ص ‪311‬‬
‫د‪.‬علي إبراهيم‪ ،‬الحقوق والواجبات الدولية في عالم متغير‪ ،‬المبادئ الكبرى والنظام‪114114-‬‬
‫‪.‬الدولي الجديد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص ‪200‬‬
‫د‪ .‬محمد أبو سلطان‪ ،‬القانون الدولي العام وحرب التحرير الجزائرية‪ ،‬المؤسسة‪115115-‬‬
‫‪.‬الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1986 ،‬ص ‪58‬‬
‫‪70‬‬
‫والثقافية والتي دخلت حيز النفاذ عام ‪ ،1976‬ومنظمة المم المتحدة‬
‫تعمل على حل المشاكل الدولية‪ ،‬مثل المشاكل القتصادية‪ ،‬المشاكل‬
‫الجتماعية الثقافية‪ ،‬المشاكل المتعلقة بالجانب الجتماعي وتعزيز‬
‫‪116.‬احترام حقوق النسان‬
‫المقصد الرابع من مقاصد منظمة المم المتحدة‪ ،‬جعل المنظمة مركزا‬
‫لتنسيق العمال بين الدول‪ ،‬نصت الفقرة الرابعة من المادة الولى من‬
‫ميثاق المم المتحدة على ما يلي‪ :‬جعل هذه الهيئة مركزا لتنسيق‬
‫أعمال المم المتحدة لدراك هذه الغاية المشتركة‪ ،‬ولكن هذا الكلم ل‬
‫يفهم منه أن المنظمة تملك سلطة عليا فوف سلطة الدول أو‬
‫المنظمات الدولية القليمية‪ ،‬فهي ليست سلطة مركزية‪ ،‬ويمكن للدول‬
‫والمنظمات الدولية الخرى البحث عن الحلول لمشاكلها الدولية‬
‫والقليمية في إطار مواثيقها والتزاماتها المتبادلة فيما بينها‪ ،‬والمعني‬
‫الحقيقي لنص المادة هو حث الدول والمنظمات الدولية على أن‬
‫أعماله وتصرفاتها يجب أن تكون متماشية مع أهداف ومقاصد ومبادئ‬
‫‪117.‬منظمة المم المتحدة‬

‫المبحث الثاني‬
‫أجهزة منظمة المم المتحدة‬
‫القاعدة العامة هي أن الهياكل الداخلية للمنظمات الدولية تقوم على‬
‫تعدد الجهزة‪ ،‬وذلك مراعاة لعتبارات التخصص ومساهمة الدول‬
‫العضاء في المنظمة الدولية‪ ،‬وعلى هذا الساس فإن منظمة المم‬
‫المتحدة هي الخرى قامت على تعدد الجهزة المختلفة‪ ،‬منها رئيسية‬
‫وأخرى فرعية‪ ،‬وقد حدد ميثاق المم المتحدة النوع الول من الجهزة‬
‫الرئيسية على سبيل الحصر‪ ،‬بحيث ل يجوز للمنظمة الدولية إحداث أو‬
‫إضافة أجهزة رئيسية أخرى‪ ،‬كما ل يجوز إسقاط أو إلغاء أي منها طالما‬
‫ظل الميثاق قائما دون تعديل‪ ،‬وتلك الجهزة الرئيسية هي‪ :‬الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬مجلس المن الدولي‪ ،‬المجلس القتصادي والجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫ومجلس الوصايا‪ ،‬والمانة العامة‪ ،‬ومحكمة العدل الدولية‪ ،‬ويجوز أن‬

‫‪116-195‬‬ ‫‪.‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬


‫‪.‬د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬القانون الدولي العام‪،‬في السلم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪117-521‬‬

‫‪71‬‬
‫تنشأ وفقا لحكام هذا الميثاق ما يرى ضرورة إنشائه من فروع ثانوية‬
‫أخرى‪ ،‬والمستفاد من هذا النص الممي وجود ستة أجهزة رئيسية تعمل‬
‫‪118.‬المنظمة من خللها من أجل تحقيق مقاصد ها وأهدافها الساسية‬
‫المطلب الول‬
‫تكوين الجمعية العامة لمنظمة المم المتحدة‬
‫تعد الجمعية العامة للمم المتحدة من أهم الجهزة التي تقوم عليها‬
‫منظمة المم المتحدة‪ ،‬لقد نص الميثاق على أن الجمعية العامة هي‬
‫أول جهاز للمنظمة الدولية‪ ،‬وعلى الرغم من الهيمنة الكبيرة لمجلس‬
‫المن الدولي على المم المتحدة فإن الجمعية العامة ل تقل أهمية عن‬
‫مجلس المن‪ ،‬فإذا كان مجلس المن يعمل على حماية السلم والمن‬
‫الدوليين فإن الجمعية العامة تساهم مساهمة كبيرة في العمال التي‬
‫يقوم بها المجلس‪ ،‬وتتجلى أهمية الجمعية العامة في كونها الجهاز‬
‫الواسع الذي تمثل فيه جميع الدول العضاء في المم المتحدة‪ ،‬ولذلك‬
‫أصبحت تضم أكبر تجمع دولي منظم‪ ،‬ل سيما بعد أن تزايد عدد الدول‬
‫العضاء في منظمة المم المتحدة عدده اليوم حوالي ‪ 194‬دولة‪،119‬‬
‫وهي التي تنتخب العضاء غير الدائمين في مجلس المن‪ ،‬وتشمل‬
‫اختصاصات الجمعية العامة كما سنرى لحقا جميع ما يتعلق بالمم‬
‫المتحدة‪ ،‬فهي برلمان عالمي وهي الجهاز الوحيد الذي تتمثل فيه جميع‬
‫الدول العضاء في المنظمة على قدم المساواة‪ ،‬ولقد حدد ميثاق المم‬
‫المتحدة عدد مندوبي الدولة العضو بخمسة مندوبين كحد أعلى‪،‬وإن‬
‫كان لها الحق في تضمين وفدها ما تشاء من الخبراء والفنيين‬
‫‪120.‬والمساعدين‬
‫وللجمعية العامة نوعان من دورات النعقاد‪ ،‬دورة عادية ودورة طارئة‬
‫استثنائية‪ ،‬الولى سنوية تعقد في شهر سبتمبر من كل عام‪ ،‬والثانية ل‬
‫تنعقد بتاريخ معين‪ ،‬تعقد حين تدعو الحاجة والضرورة إلى ذلك بدعوة‬
‫من المين العام للمم المتحدة‪ ،‬بناءا على توصية من مجلس المن‬

‫المتحدة‪118-‬‬ ‫‪.‬أنظر‪ :‬الفقرة الولى من المادة ‪ 07‬من ميثاق المم‬


‫أنظر‪ :‬الفقرة الولى من المادة ‪ 09‬من ميثاق المم المتحدة التي نصت على) أن ‪119119-‬‬
‫تتألف الجمعية العامة من جميع أعضاء المم المتحدة‪(.‬‬
‫أنظر‪ :‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 09‬من ميثاق المم المتحدة التي نصت على ما يلي‪120120- :‬‬
‫)ل يجوز أن يكون للعضو الواحد أكثر من خمسة مندوبين في الجمعية العامة‪(.‬‬

‫‪72‬‬
‫الدولي أو من أغلبية الدول العضاء‪ .121‬والجمعية العامة هي التي تضع‬
‫‪122.‬لئحة إجراءاتها وتنتخب رئيسا لها في بداية كل دورة‬
‫على أن ل يكون من بين ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في‬
‫مجلس المن الدولي‪ ،‬وأن يراعى في اختيار التعاقب الجغرافي العادل‬
‫من مختلف المناطق‪ ،‬بحيث تكون الرئاسة متداولة بين ممثلي إحدى‬
‫الدول العضاء من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللتينية‪ ،‬وأوروبا الغربية‬
‫وأوروبا الشرقية‪ ،‬بعد ذلك يتم اختيار نواب رئيس الجمعية العامة للمم‬
‫‪:‬المتحدة على التالي‬
‫ستة من الدول الفريقية‪ ،‬خمسة ممثلين من الدول السيوية‪ ،‬وممثل‪-‬‬
‫واحد من دول أوروبا الشرقية‪ ،‬وممثلين من دول أمريكا اللتينية‪،‬‬
‫وممثلين عن دول أوروبا الغربية‪ ،‬وخمسة ممثلين عن الدول الخمسة‬
‫الدائمة العضوية في مجلس المن الدولي‪ .‬أما مكان انعقاد الجمعية‬
‫العامة في الغالب في مكان مقرها في مدينة نيويورك في الوليات‬
‫المتحدة المريكية‪ ،‬أما العضوية في الجمعية العامة فتشمل جميع‬
‫الدول العضاء في المم المتحدة دون استثناء‪ .‬ول يوجد حق الفيتو في‬
‫الجمعي العامة‪ ،‬ولكن قد يحرم العضو الذي لم يسدد ما عليه من‬
‫مساهمته في ميزانية المم المتحدة لمدة عامين من حق التصويت في‬
‫‪.‬القرارات الصادرة عن الجمعية العامة‬
‫أما فيما يتعلق بالقضايا المهمة فتصدر قرارات الجمعية العامة‬
‫فيها بأغلبية ثلثي العضاء الحاضرين في جلسة التصويت‪ ،‬وميثاق المم‬
‫المتحدة لم يبين ما هي القضايا المهمة وإنما أعطى أمثلة لها فقط‬
‫‪:‬على سبيل المثال ل الحصر ومن بينها‬
‫‪.‬التوصيات المتعلقة بحفظ السلم والمن الدوليين ‪-‬‬
‫‪.‬انتخاب أعضاء مجلس المن الدولي غير الدائمين ‪-‬‬
‫‪.‬انتخاب أعضاء المجلس القتصادي والجتماعي والثقافي ‪-‬‬
‫‪.‬انتخاب أعضاء مجلس الوصايا ‪-‬‬
‫‪.‬قبول أعضاء جدد في منظمة المم المتحدة ‪-‬‬
‫‪.‬وقف العضاء من مباشرة حقوق العضوية ‪-‬‬

‫العامة‪121121-‬‬ ‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 20‬من ميثاق المم المتحدة التي نصت بقولها‪ :‬تجتمع الجمعية‬
‫في أدوار انعقاد عادية وفي أدوار انعقاد سنوية خاصة بحسب ما تدعو إليه الحاجة‪ ،‬ويقوم‬
‫بالدعوة إلى أدوار النعقاد الخاصة المين العام بناءا على طلب من مجلس المن أو أغلبية‬
‫‪.‬أعضاء المم المتحدة‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 21‬من ميثاق المم المتحدة التي تنص على أنه تضع الجمعية العامة‪122122-‬‬
‫‪.‬لئحة إجراءاتها وتنتخب رئسا لها لكل دور انعقاد‬
‫‪73‬‬
‫‪.‬فصل العضاء من المم المتحدة ‪-‬‬
‫‪.‬المسائل الخاصة بسير نظام الوصايا ‪-‬‬
‫‪.‬المسائل الخاصة بالميزانية‪-‬‬
‫التعديلت الهامة والمسائل غير المنصوص عليها في ميثاق المم‪-‬‬
‫‪.‬المتحدة‬
‫هذه القضايا وردت في الميثاق على سبيل المثال وليس على سبيل‬
‫‪.‬الحصر‬
‫أما فيما يتعلق بطريقة التصويت في الجمعية العامة‪ ،‬فإن‬
‫نظام التصويت فيها يقوم على أساس المساواة بين الدول فلكل دولة‬
‫صوت واحد‪ ،‬ول تتمتع الدول الدائمة العضوية بحق الفيتو‪ ،‬ولم يأخذ‬
‫ميثاق المم المتحدة بقاعدة الجماع في القرارات الصادرة من‬
‫الجمعية العامة وإنما أخذ بنظام الغلبية‪ ،‬ويكون التصويت في الغالب‬
‫علنيا وليس سريا برفع اليدي أو عن طريق الجهزة اللكترونية إما‬
‫بنعم أو ل‪ ،‬وأحيانا الدول تكون غائبة عن التصويت‪ ،‬وفي بعض الحيان‬
‫‪123.‬ينادي رئيس الجلسة الدولي الحاضرة فيها حسب الحروف البجدية‬
‫اخاتصاصات الجمعية العامة للمم المتحدة‪ :‬تتمتع الجمعية‪1-‬‬
‫العامة بالعديد من الختصاصات أطلق عليها ميثاق المم المتحدة‬
‫وظائف الجمعية العامة‪ ،‬الوظيفة الولى‪ :‬هي مناقشة المسائل‬
‫الدولية‪ ،‬للجمعية العامة أن تناقش أي مسألة وردت في ميثاق المم‬
‫المتحدة‪ ،‬ولها في ذلك أن تصدر التوصيات للدول العضاء أو لمجلس‬
‫المن الدولي‪ ،‬والمسائل الدولية إما أن تناقشها مباشرة أو بواسطة‬
‫اللجان والجهزة التابعة لها‪ ،‬ومن ذلك المسائل التي تهم المجتمع‬
‫الدولي والعلقات الدولية‪ ،‬المسائل المتعلقة بالقاليم غير المتمتعة‬
‫بالستقلل الذاتي‪ ،‬خاصة تلك المسائل التي يتطلب تنظيمها عقد‬
‫‪.‬المعاهدات الدولية‬
‫الوظيفة الثانية‪ :‬التعاون مع مجلس المن الدولي في حفظ السلم‬
‫والمن الدوليين‪ ،‬يعني مساعدة المجلس في أداء مهامه ووظائفه‪،‬‬
‫خاصة نزع السلحا وتنظيم التسليح‪ ،‬وهي تعتبر من المسائل الهامة‬
‫التي تساهم في حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬وفي هذا الصدد فإن‬
‫الجمعية العامة للمم المتحدة ل تملك إصدار قرارات وإنما تصدر‬
‫توصيات للدول العضاء ومجلس المن الدولي‪ ،‬ولقد توصلت الجمعية‬
‫‪123123-‬‬ ‫د‪ .‬الطاهر بو جلل‪ ،‬دليل آليات المنظومة الممية لحماية حقوق النسان‪ ،‬المعهد‬
‫‪.‬العربي لحقوق النسان‪ ،2001 ،‬ص ‪18‬‬
‫‪74‬‬
‫العامة في هذا الصدد إلى عقد العديد من التفاقيات الدولية الخاصة‬
‫بنزع السلحا وتنظيم التسليح‪ ،‬ولكن الملحظة الهامة هي أن الجمعية‬
‫العامة تتجنب التطرق إلى العلقات التسليحية بين الدول الكبرى‪،‬‬
‫خاصة ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل والقواعد العسكرية التي تقيمها‬
‫‪.‬هذه الدول ضد بعضها البعض في العديد من دول العالم‬
‫الوظيفة الثالثة‪ :‬مناقشة قضايا حفظ السلم والمن الدوليين‪ :‬ويكون‬
‫ذلك في حالتين‪ :‬الولى‪ :‬هي عدم مناقشة مجلس المن الدولي‬
‫للقضية‪ ،‬في هذه الحالة فإن الجمعية العامة للمم المتحدة أن تناقش‬
‫المسائل التي لها صلة بحفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬إما بناءا على‬
‫إشعار من دولة عضوا أو من قبل مجلس المن‪ ،‬أما الحالة الثانية‪ :‬هي‬
‫حالة مناقشة مجلس المن الدولي للقضية ففي هذه الحالة فإن‬
‫الجمعية العامة ل تصدر أي توصية لمجلس المن لن القضية موقف‬
‫‪.‬وليس نزاعا مسلحا‬
‫‪:‬واجبات الجمعية العامة للمم المتحدة وسلطات رئيسها‪2-‬‬
‫أما فيما يتعلق بواجبات الجمعية العامة للمم المتحدة فهي تلتزم تجاه‬
‫مجلس المن الدولي والدول العضاء فيها بما يلي‪ :‬أول‪ :‬لفت انتباه‬
‫مجلس المن الدولي إلى ما يهدد السلم والمن الدوليين‪ ،‬ثانيا‪ :‬عدم‬
‫التدخل في المسائل التي ينظرها مجلس المن الدولي‪ ،‬ثالث‪ :‬ل يجوز‬
‫الضطلع على ما يقوم به مجلس المن الدولي‪ ،‬رابعا‪ :‬القيام‬
‫بالدراسات والبحوث‪ ،‬خامسا‪ :‬الشراف على نظام الوصايا‪ ،‬سادسا‪:‬‬
‫تلقي التقارير السنوية وأخرى خاصة من مجلس المن الدولي‪ ،‬سابعا‪:‬‬
‫‪.‬الشراف على العمال الدارية وتنظيم الميزانية‬
‫التصويت في الجمعية العامة‪ :‬يختلف التصويت في الجمعية‪3-‬‬
‫العامة عن مجلس المن الدولي‪ ،‬بالنسبة للتصويت ليس شرطا حضور‬
‫كل أعضاء الجمعية العامة إنما يشترط ثلثي العضاء فقط‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لحق الفيتو ل يوجد في الجمعة العامة حق النقض بخلف مجلس المن‬
‫‪.‬الدولي‬
‫‪:‬سلطات رئيس الجمعية العامة للمم المتحدة أهمها‬
‫‪.‬العلن عن افتتاحا واختتام كل جلسة عامة من جلسات الدورة‪1-‬‬
‫إدارة المناقشات في الجلسات العامة ويضمن تطبيق نظام الجمعية ‪2-‬‬
‫‪.‬العامة‬
‫‪.‬السماحا للممثلين بالكلم وطرحا السئلة على الممثلين‪3-‬‬

‫‪75‬‬
‫يعلن القرارات التي تتوصل إليها الجمعية العامة في كل دورة من‪4-‬‬
‫‪.‬دوراتها‬
‫‪.‬يبت في المور النظامية ‪5-‬‬
‫السيطرة الكاملة على سير الجلسات وحفظ النظام فيها وتحديد ‪6-‬‬
‫‪.‬الوقت لكل ممثل بالكلم‬
‫‪.‬تحديد عدد المرات بالكلم وإقفال قائمة المتكلمين والمناقشة‪7-‬‬
‫‪.‬تعليق جلسات الجمعية العامة أو رفعها أو تأجيل المناقشة‪8-‬‬
‫أما إذا كان رئيس الجمعية العامة يمثل دولته فإنه يطلب منه أن يكون‬
‫محايدا ويتخلى عن صفة دولته في هذه الحالة هو موظف لدى الجمعية‬
‫العامة ويعمل لحسابها‪ ،‬وإذا تعلق المر بدولته فليس له حق الرد ول‬
‫‪.‬يشترك في التصويت بل يكلف أحد أعضاء الوفد بالتصويت عن دولته‬
‫جدول العمال‪ :‬لكل اجتماع تعقده الجمعية العامة جدول أعمال‪-،‬‬
‫فل يجوز أن تحضر الدول اجتماعات ل تعرف ما سيطرحا فيها‪ ،‬يعد‬
‫المين العام جدول أعمال الدورة العادية ويبلغه إلى الدول العضاء‬
‫قبل موعد افتتاحا الدورة بستين يوما على القل‪ ،‬أما جدول أعمال‬
‫الدورة الستثنائية وهي تعقد لمناقشة القضايا المهمة والمستعجلة بناء‬
‫على طلب من مجلس المن الدولي أو بناء على طلب أغلبية الدول‬
‫‪.‬العضاء في المم المتحدة في مدة ل تقل عن أربعة عشرة يوما‬
‫أسلوب عرض الموضوعات على الجمعية العامة‪ :‬فيما يتعلق‪-‬‬
‫بعرض الموضوعات في الجمعية العامة‪ ،‬مجلس المن الدولي يجوز له‬
‫أن يرفع إلى الجمعية العامة ما يراه من الموضوعات المهمة لعرضها‬
‫على اجتماعات الجمعية العامة‪ ،‬الدول العضاء في المم المتحدة‪،‬‬
‫الدول غير العضاء في المم المتحدة‪ ،‬وبعد إقرار جدول العمال تقوم‬
‫الجمعية العامة بمناقشة الموضوعات المطروحة عليها‪ ،‬وقد تحيلها‬
‫على إحدى اللجان التابعة لها أو تشكيل لجنة خاصة للقضية المطروحة‬
‫‪.‬أمامها‬
‫‪:‬مكتب الجمعية العامة‬
‫لغات الجمعية العامة للمم المتحدة‪ :‬تضم الجمعية العامة للمم‪-‬‬
‫المتحدة غالبية دول العالم وأن السماحا لجميع هذه الدول باستعمال‬
‫لغاتها الخاصة يتطلب نفقات كبيرة تثقل كاهل المم المتحدة‪ ،‬لهذا فقد‬
‫اختارت ستة لغات أساسية‪ ،‬وميز النظام الداخلي للجمعية العامة بين‬
‫نوعين من استخدام اللغة‪ ،‬الول‪ :‬اللغة الرسمية والثانية لغة العمل‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫ويقصد باللغة الرسمية هي التي تشمل المناقشات وإصدار القرارات‬
‫والمعاهدات بدرجة متساوية بين اللغات‪ ،‬أما لغة العمل فيقصد بها‬
‫الكلم دون القرارات أي ل تعد لغة معتمدة في المعاهدات والقرارات‬
‫‪.‬الدولية‬
‫وكانت اللغات المعتمدة في ميثاق المم المتحدة هي النجليزية‬
‫والفرنسية‪ ،‬وفي عام ‪ 1948‬أخلت اللغة السبانية‪ ،‬وفي عام ‪1968‬‬
‫أخلت اللغة الروسية وفي الدورة الثامنة والعشرين قررت الجمعية‬
‫إدخال اللغة الصينية كلغة عمل في الجمعية العامة‪ ،‬ثم تم تعديل‬
‫النظام الداخلي للجمعية العامة‪ ،‬وفي عام ‪ 1980‬أخلت اللغة العربية‬
‫كلغة رسمية في الهيئات الفرعية للجمعية العامة‪ ،‬وتعالت الصوات‬
‫داخل المم المتحدة بإلغاء اللغة العربية من المم المتحدة على أساس‬
‫أن ممثلي الدول العربية أنفسهم ل يتكلمون باللغة العربية ويتكلمون‬
‫‪.‬باللغات الخمسة الخرى‬
‫أما محاضر الجلسات وتسجيلتها الصوتية وهي مسألة إدارية وليست‬
‫‪،.‬فنية‪ ،‬الجلسات العلنية والجلسات السرية‬
‫‪:‬اللجان الرئيسية التابعة للجمعية العامة للمم المتحدة‪-‬‬
‫‪.‬اللجنة السياسية وهي مكلفة بدراسة المسائل السياسية‪-‬‬
‫لجنة قبول العضاء الجدد وإيقاف العضوية والفصل في القضايا‪-‬‬
‫‪.‬المتعلقة بالتسليح‬
‫‪.‬اللجنة القتصادية والمالية‪-‬‬
‫‪.‬لجنة الشؤون الجتماعية والنسانية والثقافية‪-‬‬
‫‪.‬اللجنة الدارية وشؤون الميزانية‪-‬‬
‫‪.‬لجنة الوصايا والقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي‪-‬‬
‫‪.‬اللجنة القانونية ولجنة السلم‪-‬‬
‫‪.‬لجنة المم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪-‬‬
‫‪ -‬لجنة القههانون الههدولي التابعههة للمههم المتحههدة‪ ،‬وهههي تعتههبر مههن أهههم‬
‫إنجازات الجمعية العامههة للمههم المتحههدة‪ ،‬وتتههولى هههذه اللجنههة تههدوين‬
‫القانون الدولي عن طريق تقنين العرف الدولي‪ ،‬ويقصد بالتههدوين نقههل‬
‫قواعد العرف الدولي إلى معاهدات دولية تعههرض علههى الههدول للتوقيههع‬
‫والتصههديق عليههها‪ ،‬ول يقصههد بههذلك كمهها ذهههب بعههض الكتههاب إلههى أن‬
‫المقصود بالتدوين كتابة العرف الدولي‪ ،‬فههالعرف الههدولي مكتههوب فههي‬
‫مصههادر متعههددة منههها الوثههائق الدوليههة‪ ،‬مثههل العلن العههالمي لحقههوق‬

‫‪77‬‬
‫النسان‪ ،‬ومنها ما ورد في مؤلفات فقهاء القههانون الههدولي مههن إشههارة‬
‫للعرف الدولي عند شرحهم قواعده‪ ،‬وفي قرارات المحاكم الدولية عند‬
‫مهها تصههدر قراراتههها الههتي تعتمههد علههى العههرف الههدولي‪ ،‬لهههذا نههرى أن‬
‫المقصود بتدوين العرف الههدولي هههو تقنيههن العههرف بمههوجب معاهههدات‬
‫دولية تعرض على الدول للموافقة عليها واللتزام بها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مجلس المن الدولي‬
‫لمجلس المن الدولي أهمية بالغة تتجلى في التالي‪ :‬الهمية الولى‬
‫التي تعطى لمجلس المن الدولي ترجع في الواقع إلى كونه الجهاز‬
‫الدائم لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬ويعتبر نائبا عن المجتمع الدولي في‬
‫القيام بالواجبات التي تفرضها عليه تبعات حفظ السلم والمن‬
‫الدوليين‪ ،‬وهذا ما تقرره المادة ‪ 24‬من ميثاق المم المتحدة بقولها‪:‬‬
‫) رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به المم المتحدة‬
‫سريعا وفعال يعهد أعضاء المم المتحدة إلى مجلس المن‬
‫بالتبعات الرئيسية في حفظ السلم والمن الدوليين‬
‫ويوافقون على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه‬
‫بواجباته‪ ،‬وهو يقدم تقارير سنوية وأخارى خااصة إلى‬
‫الجمعية العامة( هذه هي الهمية الولى التي أعطيت لمجلس المن‬
‫‪.‬الدولي بموجب الميثاق الممي‬
‫الهمية الثانية لمجلس المن الدولي‪ :‬هي أن اختصاص المجلس في‬
‫حفظ السلم والمن الدوليين يمثل طفرة كبيرة في تطور المجتمع‬
‫الدولي‪ ،‬حيث أعطيت له بموجب أحكام الفصل السابع من الميثاق‬
‫اتخاذ إجراءات جديدة مستعمل في ذلك الوسائل القانونية والقوة‬
‫العسكرية‪ ،‬ولهذا تحققت لول مرة في تاريخ المجتمع الدولي فكرة‬
‫المن الجماعي بصورة كاملة‪ ،‬بحيث تضمنت شقيها هما المن الوقائي‬
‫‪.‬والمن العلجي‬
‫المطلب الول ‪ :‬تكوين مجلس المن الدولي‪ :‬كان مجلس المن‬
‫الدولي حتى عام ‪ 1965‬يتكون من ‪ 11‬عضوا‪ ،‬غير أنه أصبح اليوم‬
‫يتكون من ‪ 15‬عضوا طبقا للمادة ‪ 23‬من ميثاق المم المتحدة المعدلة‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة للمم المتحدة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪/27/12‬‬
‫‪ 124،1963‬وبموجب المادة‪ 23‬يتكون من نوعين من العضاء‪ ،‬العضاء‬
‫يتألف‪124124-‬‬‫أنظر في ذلك‪ :‬الفقرة الولى من المادة ‪ 23‬من ميثاق المم المتحدة بقولها‪:‬‬
‫مجلس المن من خمسة عشر عضوا من المم المتحدة‪ ،‬وتكون جمهورية الصين‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬
‫‪78‬‬
‫الدائمون وهي خمسة دول على التالي‪ :‬الوليات المتحدة المريكية‪،‬‬
‫روسيا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الصين‪ ،‬العضاء غير الدائمون عددهم عشرة‬
‫دولة‪ ،‬تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين بأغلبية الثلثين غير قابلة‬
‫للتجديد‪ ،‬وأن يراعى في هذا الشخاص مدى مساهمة العضاء غير‬
‫الدائمين في حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬وأن يراعى في هذا‬
‫‪125.‬النتخاب التوزيع الجغرافي العادل للقارات‬
‫اخاتصاص مجلس المن الدولي‪ :‬مجلس المن الدولي هو ‪1-‬‬
‫الداة التنفيذية الرئيسية لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وعلى هذا الساس‬
‫فالختصاص الول له هو المحافظة على السلم والمن الدوليين‪ ،‬وهي‬
‫المسؤولية الرئيسية للمجلس‪ ،‬وذلك يعني منع حدوث حروب عالمية أو‬
‫كونية أو حروب شاملة بين الدول‪ ،‬وأن يراقب أية حرب تقع بين دولتين‬
‫أو أكثر‪ ،‬فأغلب الحروب العالمية تنشأ بين دولتين ثم تتوسع فتشمل‬
‫عددا كبيرا من الدول‪ ،‬كما أنه يراقب أمن العالم ومنع حصول‬
‫اضطرابات في المجتمع الدولي من شأنها تهدد السلم والمن‬
‫‪126.‬الدوليين‬
‫الخاتصاص الثاني لمجلس المن الدولي‪ :‬هو التسوية السلمية‬
‫للنزاعات الدولية أو حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية‪ :‬تضمن‬
‫الفصل السادس من ميثاق المم المتحدة النصوص القانونية التي‬
‫تتعلق بالختصاصات والسلطات التي يجوز لمجلس المن الدولي‬
‫اتخاذها إزاء أي نزاع أو موقف دولي‪ ،‬من شأنه إذا استمر تهديد السلم‬
‫‪127.‬والمن الدوليين أو تعرضهما للخطر‬
‫منذ أن خلق الله البشر ونزول آدم وزجه حواء على الرض‪ ،‬كانت‬
‫المنازعات والصراعات والحروب هي ظاهرة إنسانية وملزمة‬
‫للمجتمعات البشرية منذ نشأتها وتطورها‪ ،‬وكان المبدأ السائد في ذلك‬

‫واتحاد الجمهوريات الشتراكية السوفيتية‪ ،‬والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمي وأيرلندا‬


‫الشمالية والوليات المتحدة المريكية أعضاء دائمين فيه‪ ،‬و تنتخب الجمعية العامة عشرة‬
‫أعضاء آخرين من المم المتحدة ليكونوا أعضاء غير دائمين في المجلس ويراعى في ذلك‬
‫بوجه خاص وقبل كل شيء مساهمة أعضاء المم المتحدة في حفظ السلم والمن الدولي‬
‫‪.‬وفي مقاصد الهيئة الخرى‪ ،‬كما يراعى أيضا التوزيع الجغرافي العادل‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار‪125125-‬‬
‫المطبوعات الجامعية السكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪ ،.44‬أنظر‪ :‬أيضا‪ :‬بطرس غالي‪ ،‬مبدأ التوزيع‬
‫‪.‬الجغرافي العادل‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬السنة ‪ ،1960‬ص ‪53‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن البياري‪ ،‬المنظمات الدولية الحديثة وفكرة الحكومة العالمية‪ ،‬الهيئة‪126126-‬‬
‫‪.‬المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص ‪325‬‬
‫د‪.‬حسام هنداوي‪ ،‬حدود سلطات مجلس المن في ضوء النظام العالمي الجديد‪127127-،‬‬
‫القاهرة‪ ،1994 ،‬ص ‪93‬‬
‫‪79‬‬
‫الوقت هو مبدأ الحق للقوى‪ ،‬أو قانون الغاب وهو قانون القوة في‬
‫العلقات البشرية‪ ،‬كذلك كانت الدول تلجأ إلى الحرب باعتبارها وسيلة‬
‫مشروعة يقرها القانون الدولي التقليدي أو الكلسيكي لتسوية‬
‫النزاعات بين الدول أو بوصفها أداة لتنفيذ السياسات القومية‪ ،‬ولذلك‬
‫لم يكن لمبدأ حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية وجود وأن‬
‫المجتمع الدولي في ذلك الوقت لم يكن يعرف وسائل بديلة لتسوية‬
‫‪.‬النزاعات سوى الحر‬
‫والدافع إلى الحرب إما روحا النتقام وإما غيرة وإما منافسة غير‬
‫مشروعة‪ ،‬وإما عدوان وإما غضب لله ولدينه‪ ،‬وإما غضب لملك‪ ،‬لذلك‬
‫يمكن القول‪ :‬أن مدلول مبدأ حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية‪،‬‬
‫يعني حلها دون اللجوء إلى استخدام القوة في العلقات الدولية‪ ،‬بهدف‬
‫التوصل إلى أفضل الشروط المؤدية إلى السلم وإنهاء النزاع قبل‬
‫تصاعده‪ .‬أو تلك العملية التي تسعى إلى تطوير السلم بين أطراف‬
‫النزاع وحمايته بعد انتهاء النزاع‪ ،‬من أجل تنظيم أفضل للعلقات بين‬
‫‪.‬الدول التي تقوم على المحافظة على السلم والمن الدوليين‬
‫لقد ارتبط مبدأ حل النزاعات الدولية حل سلميا أو بالطرق السلمية‪،‬‬
‫بمبدأ تحريم استخدام القوة في العلقات الدولية أو التهديد بها ضد‬
‫السلمة القليمية أو الستقلل السياسي للدول‪ ،‬وأصبح من المبادئ‬
‫الساسية التي تقوم عليها منظمة المم المتحدة‪ ،‬وإذا كان مبدأ عدم‬
‫استخدام القوة في العلقات الدولية يضع على عاتق الدول التزاما دوليا‪،‬‬
‫تمتنع بموجبه عن استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها‪ ،‬فإن مبدأ حل‬
‫النزاعات الدولية بالطرق أو الوسائل السلمية‪ ،‬يضع على عاتق الدول‬
‫التزاما دوليا يتعلق بالبحث عن الحل السلمي للنزاعات الدولية‪.‬‬
‫والوسائل السلمية نصت عليها المادتان ‪ 23/36‬من ميثاق المم‬
‫المتحدة‪ ،‬وهاتان المادتان تضمنتا اختصاصات مجلس المن الدولي‪،‬‬
‫فالفقرة الولى من الماد ‪ 23‬نصت على تعداد لبعض الوسائل التي‬
‫يمكن لمجلس المن الدولي أن يدعو الدول المتنازعة إلى اللجوء لها‬
‫لحل منازعاتها حل سلميا‪ .‬وهي المفاوضات‪ ،‬التحقيق‪ ،‬التوفيق‪،‬‬
‫والتحكيم‪ ،‬والتسوية القضائية‪ ،‬أو اللجوء إلى المنظمات القليمية‪ ،‬وهذه‬
‫الوسائل تسمى الوسائل السياسية أو الدبلوماسية لتسوية المنازعات‬
‫الدولية بالطرق السلمية‪ ،‬ولقد نص ميثاق المم المتحدة على هذه‬
‫الوسائل في المادة ‪ 33‬بقولها ‪ :‬يجب على أطراف أي نزاع من شأن‬

‫‪80‬‬
‫استمراره أن يعرض حفظ السلم والمن الدولي للخطر‪ ،‬أن يلتمسوا‬
‫‪.‬حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق‬
‫المفاوضات‪ :‬لكل نزاع أو مشكل في الخير حل‪ ،‬فأحيانا يتم الحل‬
‫بواسطة القوة أو تدمير شامل للطرف الخر‪ ،‬ولكن الغالبية العظمى‬
‫من النزاعات تنتهي بواسطة إبرام اتفاقيات بين الطراف‪ ،‬وهذه‬
‫التفاقيات يتم التوصل إليها بواسطة مفاوضات‪ ،‬سواء كانت مباشرة أو‬
‫غير مباشرة‪ ،‬ويقصد بالمفاوضات التصال المباشر بين دولتين أو أكثر‬
‫من الدول المتنازعة‪ ،‬وتبادل الراء بقصد الوصول إلى تسوية النزاع‬
‫القائم بينها‪ .‬والمفاوضات أصبحت تشكل جزء ل يتجزء من التعاون‬
‫الدولي في مختلف المجالت‪ ،‬السياسية والقتصادية والجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬وهي اليوم تشمل جوهر نشاط المنظمات والمؤتمرات‬
‫الدولية‪ ،‬وقد تكون المفاوضات من أجل وضع نظام قانوني جديد أو‬
‫تعديل النظام القائم‪ ،‬تحت رعاية منظمة دولية مثل المم المتحدة أو‬
‫خارجها كمؤتمرات المم المتحدة لقانون البحار التي تكللت بإبرام‬
‫اتفاقية المم المتحدة لقانون البحار لعام ‪ ،1982‬التي وضعت تنظيما‬
‫شامل لقانون البحار‪ .‬ولقد نصت أهم الوثائق الدولية مثل ميثاق المم‬
‫المتحدة وإعلن مبادئ القانون الدولي المتعلق بالعلقات الدولية‬
‫والتعاون بين الدول وفقا لميثاق المم المتحدة‪ ،‬الصادر عن الجمعية‬
‫العامة للمم المتحدة عام ‪ ،1970‬وكذلك إعلن مانيل المتعلق بالتسوية‬
‫السلمية للمنازعات الدولية عام ‪ ،1982‬ودونت اتفاقية فيينا لقانون‬
‫المعاهدات الدولية بعض القواعد العرفية‪ ،‬واستحدثت قواعد أخرى‬
‫جديدة تتعلق بالمفاوضات الخاصة بإبرام المعاهدات الدولية‪ ،‬وأوضحت‬
‫أن بعض الشخاص الذين يمكنهم التفاوض باسم دولهم وشعوبهم‬
‫‪.‬ولحسابها بحكم وظائفهم ل يحتاجون إلى وثيقة تفويض‬
‫ثالثا‪ :‬اتخاذ التدابير اللزمة لحفظ السلم والمن الدوليين وإعادته إلى‬
‫نصابه‪ :‬وفقا لحكام الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬في حالة‬
‫فشل إجراءات التسوية السلمية يمكن لمجلس المن الدولي أن يتخذ‬
‫من التدابير ما يراه مناسبا لحفظ السلم والمن الدوليين‪ .‬أنظر المواد‬
‫‪.‬التالية‪ ،99 ،42 ،41 ،40 ،39 ،37 ،35 :‬من ميثاق المم المتحدة‬
‫ويعمل المجلس وفقا لمبادئ ومقاصد المم المتحدة وفي نطاق‬
‫السلطات والصلحيات الممنوحة له بموجب الفصول السادس والسابع‬
‫والثامن عشر من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬ويباشر مجلس المن الدولي‬

‫‪81‬‬
‫سلطاته وصلحياته بطريقتين الولى‪ :‬هي التسوية السلمية أو الوسائل‬
‫السلمية لحل النزاعات الدولية‪ ،‬والثانية‪ :‬هي اتخاذ الجراءات المناسبة‬
‫لمواجهة حالت تهديد السلم والمن الدوليين أو الخلل به أو وقوع‬
‫العدوان‪ ،‬وهذه الوسائل تضمنها الفصل السادس والسابع من ميثاق‬
‫المم المتحدة‪ ،‬وهي تحتوي على تسعة عشرة مادة من هذين الفصلين‪،‬‬
‫وهناك جدل فقهي واسع في هذا المجال يتجلى في مدى القيمة‬
‫القانونية والقوة اللزامية لكل منهما؟‪ .‬فبعض الفقه يرى أن كل ما يتخذ‬
‫بموجب الفصل السادس الخاص بالوسائل السلمية لحل النزاعات‬
‫الدولية يعد من قبيل التوصيات‪ ،‬وإن كانت هذه التوصيات تتمتع بقيمة‬
‫معنوية وسياسية عالية‪ ،‬إل أنها غير ملزمة بالمعنى القانوني الدقيق‪،‬‬
‫بينما يعد قرارا ملزما كل ما يتخذ بموجب الفصل السابع من ميثاق‬
‫المم المتحدة الخاص بالجراءات المتخذة في حالة تهديد السلم والمن‬
‫‪.‬الدوليين والخلل به ووقوع العدوان‬
‫‪:‬هناك اختصاصات أخرى لمجلس المن الدولي من بينها‬
‫تقديم التوصية بقبول العضاء الجدد في المم المتحدة‪ -‬توصية الجمعية ‪-‬‬
‫العامة بوقف أي عضو في المنظمة‪ – .‬رد حقوق العضوية إلى العضو‬
‫الموقوف‪ -‬مساعدة لجنة أركان الحرب‪ -‬تقديم التوصية إلى الجمعية‬
‫العامة بشأن اختيار المين العام‪ -‬مشاركة الجمعية العامة في انتخاب‬
‫قضاة محكمة العدل الدولية‪ -‬تقديم طلب استصدار رأي استشاري من‬
‫‪.‬محكمة العدل الدولية في أي مسألة قانونية‬
‫الجهات التي يحق لها عرض النزاع على مجلس المن الدولي طبقا‬
‫‪.‬للمادة ‪ 33‬من ميثاق المم المتحدة‬
‫أطراف النزاع ‪ -2‬لكل دولة من الدول العضاء في المم‪1-‬‬
‫المتحد‪ -3 .‬لمجلس المن الدولي أن يفحص النزاعات الدولية‪-4 .‬‬
‫‪.‬الدول غير العضاء في المم المتحدة‬
‫اجتماعات مجلس المن الدولي‪ :‬مجلس المن الدولي هو جهاز ‪2-‬‬
‫دائم وهو يشبه السلطة التنفيذية بالنسبة للنظام الداخلي للدول‪ ،‬ويعقد‬
‫المجلس اجتماعاته فورا عند ما تعرض عليه مسألة تتعلق بوظائفه‬
‫داخل مقر المم المتحدة‪ ،‬ويجوز له أن يجتمع خارج مقر المنظمة‪،‬‬
‫ويجتمع بناء على طلب رئيسه أو على طلب الجمعية العامة أو على‬
‫‪.‬طلب إحدى الدول العضاء أو المين العام للمم المتحدة‬

‫‪82‬‬
‫وهو يعقد نوعين من الجتماعات النوع الول‪ :‬الجتماعات الدورية أي‬
‫السنوية أو الشهرية‪ ،‬يناقش فيها أهم الموضوعات المعروضة عليه‪،‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الجتماعات المستمرة وهي وظيفة مستمرة ينعقد فيها‬
‫المجلس لي حالة تهدد السلم والمن الدوليين‪ ،‬والغالب في اجتماعات‬
‫مجلس المن الدولي هي علنية وليست سرية‪ .128‬لن الوظيفة الساسية‬
‫لمجلس المن الدولي هي حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬وهذا فإن عمله‬
‫ل يتحدد بدورة اجتماعات عادية أو استثنائية محددة بفترة زمنية معينة‬
‫‪.‬كما هو الحال بالنسبة للجمعية العامة للمم المتحدة‬
‫نظام التصويت في مجلس المن الدولي‪ :‬فيما يتعلق بنظام التصويت‬
‫في مجلس المن فإن هناك نوعين من الجراءات‪ ،‬المسائل الجرائية‬
‫والمسائل الموضوعية‪ ،‬التصويت في المسائل الجرائية يكون لكل‬
‫عضو في المجلس صوت واحد بغض النظر عن العضوية الدائمة وغير‪،‬‬
‫وتصدر قرارات مجلس المن الدولي في المسائل الجرائية بموافقة‬
‫تسعة أصوات من أعضاء المجلس‪ ،‬ومن المسائل الجرائية عقد‬
‫اجتماعات المجلس في غير مقر منظمة المم المتحدة وإنشاء فروع‬
‫‪.‬ثانوية للمجلس‬
‫أما في المسائل الموضوعية فإن قرارات المجلس تصدر بأغلبية تسعة‬
‫أصوات من أعضاء المجلس على أن يكون من بينها أصوات العضاء‬
‫الدائمين متفقة‪ ،‬وذلك وفقا لنص المادة ‪ 27‬من ميثاق المم‬
‫‪129.‬المتحدة‬
‫ويمتنع من كان طرفا في النزاع المعروض أمام المجلس عن التصويت‬
‫إذا كان النزاع ضمن الفصل السابع من الميثاق أو المنازعات المحالة‬
‫إليه من المنظمات القليمية‪ ،‬وإذا كانت الدولة العضو في مجلس المن‬
‫طرفا في النزاع فإنها ل تشترك في التصويت‪ ،‬وهذا يعني أنها ل تتمتع‬
‫بحق الفيتو الذي يخص العضاء الدائمين فقط دون غيرهم‪،‬أما فيما‬
‫يتعلق بالشخاص القانونية التي يحق لها تقديم طلب إلى مجلس المن‬

‫يعقد‪128128-‬‬ ‫أنظر في ذلك الفقرة الثانية من ‪ 28‬من ميثاق المم المتحدة التي تنص بقولها‪:‬‬
‫مجلس المن اجتماعات دورية يمثل فيها كل عضو من أعضائه إذا شاء ذلك بأحد رجال‬
‫حكومته أو بمندوب آخر يسميه لهذا الغرض خاصة‪ .‬أما الفقرة الثالثة فتنص على ‪ :‬لمجلس‬
‫‪.‬المن أن يعقد اجتماعات في غير مقر الهيئة إذا رأى أن ذلك أدنى إلى تسهيل أعماله‬
‫أنظر في ذلك الفقرة الثالثة من المادة ‪ 27‬من ميثاق المم المتحدة التي تنص بقولها‪129129-:‬‬
‫تصدر قرارات مجلس المن في المسائل الخرى كافة بموافقة تسعة أصوات من أعضاء‬
‫يكون من بينها أصوات العضاء الدائمين متفقة‪ ،‬بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقا‬
‫لحكام الفصل السادس والفقرة الثالثة من المادة ‪ 52‬يمتنع من كان طرفا في النزاع عن‬
‫‪.‬التصويت‬
‫‪83‬‬
‫الدولي فهي‪ :‬الجمعية العامة للمم المتحدة‪ ،‬المين العام للمم‬
‫المتحدة‪ ،‬الدول العضاء في المم المتحدة‪ ،‬الدول غير العضاء في‬
‫‪.‬المم المتحدة‬
‫اللجان التابعة لمجلس المن الدولي ‪3-‬‬
‫لجنة أركان الحرب‪ :‬هذه اللجنة تتشكل من أركان الحرب وتكون‪-‬‬
‫مهمتها الساسية أن تسدي المشورة والمعونة لمجلس المن الدولي‪،‬‬
‫وتعونه في جميع المسائل المتصلة بما يلزمه من القيام بحفظ السلم‬
‫والمن الدوليين‪ ،‬واستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه وتنظيم‬
‫التسليح ونزع السلحا بقدر المكان‪ ،‬وتشكل لجنة أركان الحرب من‬
‫رؤساء أركان الحرب من الدول العضاء الدائمين في مجلس المن‬
‫‪130.‬الدولي‬
‫والسند القانوني لهذه اللجنة هي المادة ‪ 47‬من ميثاق المم المتحدة‬
‫التي تنص بقولها‪ :‬تشكل لجنة من أركان الحرب تكون مهمتها أن‬
‫تسدي المشورة والمعونة إلى مجلس المن وتعاونه في جميع المسائل‬
‫المتصلة بما يلزمه من حاجات حربية لحفظ السلم والمن الدول‬
‫ولستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه وقيادتها ولتنظيم التسليح‬
‫‪.‬ونزع السلحا بالقدر المستطاع‬
‫أما الفقرة الثانية من نفس المادة فتنص على ما يلي‪ :‬تشكل لجنة‬
‫أركان الحرب من رؤساء أركان حرب العضاء الدائمين في مجلس‬
‫المن أو من يقوم مقامهم‪ ،‬وعلى اللجنة أن تدعو أي عضو في المم‬
‫المتحدة من العضاء غير الممثلين فيها بصفة دائمة للشراف في‬
‫عملها إذا اقتضى حسن قيام اللجنة بمسؤولياتها أن يساهم هذا العضو‬
‫‪.‬في عملها‬
‫أما الفقرة الثالثة من المادة فتنص على أن لجنة أركان الحرب‬
‫مسؤولة تحت إشراف مجلس المن عن التوجيه الستراتيجي لية‬
‫قوات مسلحة موضوعة تحت تصرف المجلس‪ ،‬أما المسائل المرتبطة‬
‫بقيادة هذه القوات فستبحث فيما بعد‪ ،‬ويمكن للجنة أركان الحرب أن‬
‫تنشئ لجانا فرعية إقليمية إذا خولها مجلس المن وبعد التشاور مع‬
‫‪.‬الوكالت القليمية صاحبة الشأن‬

‫والتطبيق‪130130-،‬‬ ‫نوري عبد الرحمان‪ ،‬دور مجلس المن في حل النزاعات الدولية بين النص‬
‫مذكرة ماجستير في القانون الدولي والعلقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر رقم ‪ 01‬كلية الحقوق‬
‫‪.‬بن عكنون‪16 ،2013/2014 ،‬‬
‫‪84‬‬
‫لجنة نزع السلحا‪ :‬وتتكون هذه اللجنة من مندوبين عن العضاء في‪-‬‬
‫مجلس المن الدولي‪ ،‬وهي مختصة بدراسة القتراحات المتعلقة‬
‫بتنظيم وتخفيض التسلح‪ ،‬وخاصة أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬وتقوم برقابة‬
‫دولية فعالة من أجل مساعدة مجلس المن الدولي في المسائل‬
‫المتعلقة بنزع السلحا خاصة منع استخدام الطاقة النووية لغراض‬
‫‪131.‬عسكرية‬
‫اللجنة الدائمة وهي لجنة الخبراء‪ :‬وهي مكونة من الخبراء‪-‬‬
‫القانونيين والفنيين‪ ،‬ومهمتها أنها تختص بدراسة اللوائح الداخلية‬
‫‪.‬لمجلس المن الدولي فيما يتعلق بتقديم الراء الستشارية والفتاوى‬
‫لجنة قبول العضاء الجدد في منظمة المم المتحدة‪ ،‬وهي‪-‬‬
‫تختص بدراسة وفحص طلبات العضوية في المم المتحدة وتقدم‬
‫تقاريرها للمنظمة الدولية‪ ،‬وإلى جانب هذه اللجان هناك لجان مؤقتة‬
‫‪:‬تنشأ بموجب قرارات صادرة عن مجلس المن الدولي‪ .‬ومثال ذلك‬
‫لجنة مجلس المن الدولي المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 748‬لعام‪-‬‬
‫‪ 1992‬المتعلقة بالحالة الليبية‪-– .‬لجنة مجلس المن الدولي المنشأة‬
‫بموجب القرار رقم ‪ 751‬لعام ‪ 1992‬المتعلقة بالحالة الصومالية‪- .‬‬
‫لجنة مجلس المن الدولي المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 764‬لعام‬
‫‪ 1993‬المتعلقة بقضية أنجول‪-.‬لجنة مجلس المن الدولي المنشأة‬
‫بموجب القرار رقم ‪ 918‬لعام ‪ 1994‬المتعلقة بالقضية الرواندية‪– .‬‬
‫لجنة مجلس المن الدولي المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 985‬لعام‬
‫‪ 1995‬بشأن ليبريا‪ -.‬لجنة مجلس المن الدولي المنشأة بموجب القرار‬
‫رقم ‪ 1132‬لعام ‪ 1997‬بشأن سيراليون‪-.‬لجنة مجلس المن الدولي‬
‫المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 1348‬لعام ‪ 2000‬بشأن أثيوبيا وإريتريا‪-.‬‬
‫لجنة مجلس المن الدولي المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 1372‬لعام‬
‫‪ 2001‬بشأن مكافحة الرهاب الدولي‪-.‬لجنة مجلس المن الدولي‬
‫‪132.‬المنشأة بموجب القرار رقم ‪ 1970‬لعام ‪ 2011‬بشأن ليبيا‬
‫‪:‬نطاق السلطة التقديرية لمجلس المن الدولي ‪-‬‬
‫سلطة مجلس في تكييف المواقف والنزاعات الدولية وغير الدولية‪- ،‬‬
‫الطار القانوني لسلطة مجلس المن الدولي في تكييف النزاعات‬
‫‪131-،1989‬‬‫د‪ .‬مفيد شهاب‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪،‬‬
‫‪.‬ص ‪293‬‬
‫لمي عبد الباقي العزاوي‪ ،‬القيمة القانونية لقرارات مجلس المن الدولي في مجال ‪132132-‬‬
‫حماية حقوق النسان‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2009‬ص‬
‫‪186.‬‬
‫‪85‬‬
‫الدولية‪ ،‬سلطة التكييف ومدى اختصاص مجلس المن الدولي في‬
‫التصدي للنزاع الدولي‪ ،‬مدى إلزامية مجلس المن الدولي بإصدار قرار‬
‫‪.‬التكييف‬
‫تأثير سلطة مجلس المن الدولي في التكييف بظروف الحرب ‪-‬‬
‫‪.‬الباردة‪ ،‬اقتران السلطة التقديرية في التكييف بحق الفيتو‬
‫الطار العملي والتطبيق للسلطة التقديرية لمجلس المن الدولي‪- ،‬‬
‫سلطة المجلس في تكييف الحالت الواردة في المادة ‪ 39‬من ميثاق‬
‫‪.‬المم المتحدة‬
‫‪.‬حالة تهديد السلم والمن الدوليين‪-‬‬
‫‪.‬حالة الخلل بالسلم والمن الدوليين ‪-‬‬
‫‪.‬حالة وقوع العدوان ‪-‬‬
‫‪.‬السلطة التقديرية لمجلس المن الدولي في فرض الجزاءات الدولية ‪-‬‬
‫‪.‬التدابير التي يتخذها المجلس في إطار الفصل السابع من الميثاق ‪-‬‬
‫‪.‬سلطته في إصدار التوصيات ‪-‬‬
‫‪.‬سلطته في اتخاذ التدابير المؤقتة ‪-‬‬
‫‪.‬سلطته في استخدام التدابير العسكرية ‪-‬‬
‫مدى حدود السلطة التقديرية لمجلس المن الدولي‪ ،‬التزام المجلس ‪-‬‬
‫بمراعاة التدرج في فرض الجزاءات الدولية‪ ،‬له سلطة فرض جزاءات‬
‫‪.‬غير منصوص عليها في ميثاق المم المتحدة‬
‫اتساع مفهوم تهديد السلم والمن الدوليين‪ ،‬كما أن هناك أساس ‪-‬‬
‫‪.‬قانوني لمجلس المن في توسيع مفهوم تهديد السلم والمن الدوليين‬
‫السلطة الواسعة بموجب الميثاق‪ ،‬غياب تعريف دقيق لتهديد السلم ‪-‬‬
‫والمن الدوليين في الميثاق‪ ،‬وبروز نزاعات دولية وغير دولية جديدة‬
‫‪.‬غير تقليدية‬
‫التوسع في استخدام تدابير الفصل السابع لحفظ السلم والمن ‪-‬‬
‫‪.‬الدوليين‪ ،‬ومظاهر تطور دور مجلس المن الدولي وتوسيع اختصاصاته‬
‫‪.‬إقرار حق التدخل الدولي كمبرر لتحقيق السلم والمن الدوليين ‪-‬‬
‫اللجوء إلى الفصل السابع لحفظ السلم والمن الداخلي للدول‪ ،‬في ‪-‬‬
‫حالة النتهاكات الجسيمة لحقوق النسان‪ ،‬في حالة خرق المبادئ‬
‫الديمقراطية أي تطبيق المعايير الديمقراطية من شفافية ونزاهة وهي‬
‫في الواقع أمور داخلية‪ ،‬وتجاوز حق التدخل النساني نحو إقرار‬
‫‪.‬المسؤولية الجنائية الدولية الفردية‬

‫‪86‬‬
‫أيضا لمجلس المن الدولي دور بارز في مواجهة التهديدات الجديدة ‪-‬‬
‫للسلم والمن الدوليين من بينها‪ :‬الرهاب الدولي‪ ،‬الحد من أسلحة‬
‫‪.‬الدمار الشامل‬
‫التطور المؤسساتي لسلطات مجلس المن الدولي من بينها‪ :‬الربط ‪-‬‬
‫بين فكرة العدالة الجنائية الدولية وتحقيق السلم والمن الدوليين‪،‬‬
‫اختصاصاته في إنشاء المحاكم الجنائية الدولية المؤقتة‪ ،‬وله سلطة‬
‫‪.‬واسعة ومؤثرة أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة‬
‫الضوابط المقيدة للسلطة التقديرية لمجلس المن الدولي ‪-‬‬
‫‪.‬مدى تقيد المجلس بقاعدة الشرعية الدولية ‪-‬‬
‫‪.‬ضرورة احترام المجلس للميثاق باعتباره الوثيقة الدستورية له –‬
‫خضوع مجلس المن الدولي لقواعد القانون الدولي‪-.‬تقيد مجلس –‬
‫‪.‬المن بأهداف ومبادئ المم المتحدة‬
‫خضوع تنفيذ قرارات المجلس لشراف رقابة المم المتحدة‪– ،‬‬
‫والرقابة القضائية على شرعية قرارات مجلس المن الدولي‪ ،‬وذلك‬
‫من خلل الراء الستشارية لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬أيضا هناك‬
‫اختصاص لمحكمة العدل الدولية إلى جانب مجلس المن في تسوية‬
‫النزاعات الدولية بالطرق السلمية من خلل لجوء الطراف المتنازعة‬
‫‪.‬إلى محكمة العدل الدولية‬
‫هذه النقاط فقط يمكن أن يكون لمحكمة العدل الدولية دور رقابي‬
‫على قرارات المجلس‪ ،‬أما بقية المواقع الخرى فله سلطة واسعة في‬
‫تكييفها والتعامل معها وفقا لقناعته‪ ،‬وحتى طلب الرأي الستشاري‬
‫يكون بناء على طلب الجمعية العامة للمم المتحدة أو مجلس المن‬
‫الدولي أو بناء على طلب من المنظمات الدولية يتعلق بمسائل قانونية‬
‫‪.‬وليست ذات طابع سياسي‬
‫المبحث الثالث‬
‫المجلس القتصادي والجتماعي والثقافي‬
‫هذا المجلس يعتبر أداة منظمة المم المتحدة لتحقيق أهدافها‬
‫القتصادية والجتماعية وتنظيم مجالت التعاون الدولي في ذلك‪ ،‬فقد‬
‫نصت ديباجة الميثاق على تعهد شعوب المم المتحدة بأن تدفع بالرقي‬
‫الجتماعي قدما وأن ترفع مستوى الحياة وأن تستخدم الداة الدولية‬
‫في تنمية الشؤون القتصادية والجتماعية للشعوب جميعا‪ ،‬كما فصلت‬
‫المادة ‪ 55‬من ميثاق المم المتحدة تلك المقاصد وهي تحقيق مستوى‬
‫‪87‬‬
‫أعلى للمعيشة والنهوض بعوامل التطور القتصادي والجتماعي‪،‬‬
‫وتهدف إلى تيسير الحلول للمشاكل الدولية القتصادية والجتماعية‬
‫‪133.‬والصحية ‪ ،‬وتعزيز التعاون الدولي في أمور الثقافة والتعليم‬
‫وعلى الرغم من حداثة وجود جهاز خاص بالشؤون القتصادية‬
‫والجتماعية إل أن ممارسة التعاون والتنسيق الدولي في هذه المسائل‬
‫كان اهتمام الدول والمنظمات الدولية على اعتبار أن التعاون الدولي‬
‫يعد من أهم الوسائل التي تحد من الحروب والنزاعات والصراعات بين‬
‫‪.‬الدول‬

‫المطلب الول‬
‫تكوين المجلس واخاتصاصاته‬
‫هذا المجلس القتصادي والجتماعي يختص كما تدل على ذلك تسميته‬
‫بالمسائل ذات الطابع القتصادي والجتماعي‪ ،‬وهي مسائل في الغالب‬
‫تدخل بطبيعتها في إطار المور التي تعتبر من الصميم الداخلي للدول‪،‬‬
‫وحث مؤتمر سان فرانسيسكو الدول على التقيد بحكم المادة الثانية‬
‫الفقرة السابعة من ميثاق المم المتحدة الخاصة بعدم جواز التعرض‬
‫للمسائل الداخلية للدول‪ ،‬وإعمال بهذا النص جاءت نصوص الفصل‬
‫العاشر الخاص بهذا المجلس مكتفية بتقرير حقه في إصدار توصيات‬
‫وليس قرارات ملزمة قانونا‪ ،‬ولهذا فإن المجلس القتصادي‬
‫والجتماعي هو جهاز توصيات فقط بغض النظر عما إذا كانت هذه‬
‫التوصيات موجهة لعضاء المم المتحدة أو المنظمات الدولية‬
‫المتخصصة أو المنظمات الدولية غير الحكومية أو المنظمات الدولية‬
‫‪134.‬القليمية التي تتعاون مع المجلس القتصادي والجتماعي‬
‫أيضا هو الجهاز الذي يقوم بتفويض من الجمعية العامة للمم المتحدة‬
‫بتنسيق الجهود القتصادية والجتماعية للمم المتحدة ووكالتها‬
‫المتخصصة ومؤسساتها المعروفة باسم عائلة منظمات المم المتحدة‪،‬‬
‫ويتولى المجلس تقديم التوصيات والمبادرة ببدء النشطة المتصلة‬
‫بمشاكل التنمية والتجارة الدولية‪ ،‬والتصنيع والثروات الطبيعية وحقوق‬

‫‪133133-‬‬‫د‪.‬سعيد محمد أحمد باناجة‪ ،‬الوجيز في قانون المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬مؤسسة‬
‫‪.‬الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1985 ،‬ص ‪85‬‬
‫د‪.‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬أصول التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات الدولية‪134134- ،‬‬
‫‪.‬الدار الجامعية ‪ ،1985 ،‬ص ‪374‬‬
‫‪88‬‬
‫النسان ووضع المرأة والسكان والخدمة الجتماعية والتكنولوجيا‬
‫ومكافحة الجريمة وكلما له علقة بالمسائل القتصادية والجتماعية‬
‫‪135.‬والثقافية‬
‫ويتألف المجلس القتصادي والجتماعي من ‪ 54‬عضوا تنتخبهم الجمعية‬
‫العامة للمم المتحدة من بين أعضاء المنظمة لمدة ثلث سنوات‪ ،‬حيث‬
‫يتم تجديد ثلث العضاء أي ثمانية عشرة عضوا منهم كل عام‪ ،‬ويجوز‬
‫إعادة انتخاب من انتهت عضويته فور انتهائها مباشرة‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫تحقيق نوع من العضوية الدائمة من الناحية العملية بالرغم من أنه ل‬
‫يوجد نص في ميثاق المم المتحدة يمنح مثل هذه العضوية كما هو‬
‫الحال بالنسبة للدول الدائمة العضوية في مجلس المن الدولي‪ ،‬كما‬
‫أن العادة جرت في الخذ بعين العتبار تمثيل المناطق الجغرافية‬
‫‪.‬المختلفة في المجلس‬
‫ثم بعد ذلك يقوم المجلس بانتخاب الرئيس ونوابه الثلثة في أول‬
‫اجتماع من كل عام‪ ،‬ويعقد المجلس اجتماعين اعتياديين في السنة‪،‬‬
‫وله أن يعقد اجتماعا طارئا إذا طالبت به أكثرية العضاء أو أوصت به‬
‫الجمعية العامة أو مجلس المن الدولي أو إحدى المنظمات أو‬
‫الوكالت الدولية المتخصصة‪ ،‬وتتخذ قرارات المجلس بأكثرية العضاء‬
‫‪136.‬الحاضرين المشاركين في التصويت‬
‫ويقوم رئيس المجلس بإخطار رؤساء الجمعية العامة ومجلس المن‬
‫الدولي‪ ،‬ومجلس الوصايا والوكالت المتخصصة والمنظمات الدولية‬
‫الحكومية والمنظمات الدولية غير الحكومية بوقت انعقاد المجلس‬
‫لمدة ل تقل عن ستة أسابيع من التاريخ المحدد لنعقاده‪ ،‬ويناقش‬
‫المجلس الموضوعات التي يقررها المجلس والجمعية العامة ومجلس‬
‫المن الدولي ومجلس الوصايا والوكالت الدولية المتخصصة‪،‬‬
‫والمنظمات الدولية غير الحكومية‪ ،‬هذا في الحالت العادية أما في‬
‫الدورة الطارئة فإنه ل يناقش إل الموضوعات التي عقدت من أجلها‬
‫‪137.‬الدورة الستثنائية‬
‫بن‪135-‬‬ ‫د‪.‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪.‬عكنون ‪ ،2005‬ص ‪193‬‬
‫د‪ .‬علي صادق أبو هيف‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬النظريات والمبادئ العامة‪ ،‬أشخاص ‪136136-‬‬
‫القانون الدولي‪ ،‬النطاق الدولي‪ ،‬العلقات الدولية‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المنازعات الدولية‪ ،‬الحرب‬
‫‪.‬والحياد‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪489‬‬
‫أنظر في ذلك القواعد الجرائية التالية‪ :‬القاعدة ‪ 43‬من قواعد إجراءات المجلس ‪137137-‬‬
‫القتصادي والجتماعي‪ ،‬القواعد ‪ 3/4/6/13‬من قواعد إجراءات المجلس القتصادي‬
‫والجتماعي‪ ،‬والفقرة الثانية من المادة ‪ 72‬من ميثاق المم المتحدة‪ .‬أنظر في ذلك العمل مع‬
‫‪89‬‬
‫والمجلس القتصادي والجتماعي يعد الجهاز الوحيد من أجهزة المم‬
‫المتحدة التي يحق لها التشاور مع الهيئات غير الحكومية‪ ،‬مثل منظمة‬
‫العفو الدولية واللجنة الدولية للصليب الحمر‪ ،‬وتتولى المانة العامة‬
‫للمم المتحدة إدارة جلسات المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬ومن بين‬
‫‪:‬الهيئات التي يحق لها المناقشة في المجلس هي‬
‫‪.‬أعضاء المجلس القتصادي والجتماعي ‪-‬‬
‫‪.‬الدول العضاء في المم المتحدة ‪-‬‬
‫‪.‬الدول غير العضاء في المم المتحدة ‪-‬‬
‫‪.‬رئيس مجلس الوصايا ‪-‬‬
‫‪.‬الوكالت الدولية المتخصصة ‪-‬‬
‫‪.‬المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ‪-‬‬
‫‪.‬حركات التحرير الوطني ‪-‬‬
‫اللجان التابعة للمجلس القتصادي والجتماعي‬
‫لقد نصت المادة ‪ 68‬من ميثاق المم المتحدة على ) أن ينشئ‬
‫المجلس القتصادي والجتماعي لجانا في الشؤون القتصادية‬
‫والجتماعية ولتعزيز حقوق النسان‪ ،‬كما ينشئ غير ذلك من اللجان‬
‫التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه(‪ .‬واستنادا إلى هذا النص أنشأ‬
‫المجلس اللجان القتصادي القليمية‪ ،‬اللجان الفنية المتخصصة‪ ،‬اللجان‬
‫‪.‬الفرعية الدائمة‬
‫اللجان القتصادية القليمية‪ :‬نظرا لتعدد المشاكل القتصادية وتباينها‬
‫وفقا للظروف الجغرافية المختلفة‪ ،‬قرر المجلس إنشاء ثلث لجان‬
‫اقتصادية لكل من أوروبا وآسيا والشرق القصى وأمريكا اللتينية‪ ،‬ولم‬
‫يكن للشرق الوسط وأفريقيا لجان خاصة حتى تقرر إنشاء لجنة‬
‫اقتصادية لفريقيا‪ ،‬وإنشاء مكتب اقتصادي واجتماعي في منطقة‬
‫‪138.‬الشرق الوسط في مدينة بيروت بلبنان‬

‫المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬دليل المنظمات غير الحكومية للحصول على مركز‬
‫استشاري‪ ،‬المم المتحدة نيويورك ‪ ،2018‬ص ‪ .09‬اللجان القليمية للمجلس القتصادي‬
‫والجتماعي تشارك المنظمات غير الحكومية بنشاط مع المم المتحدة منذ إنشائها عام‬
‫‪ ، 1945‬وتعمل تلك المنظمات مع المانة العامة للمم المتحدة وبرامجها وصناديقها ووكالتها‬
‫المتخصصة بطرق شتى‪ ،‬بما في ذلك بالتشاور مع الدول العضاء‪ ،‬وتساهم المنظمات غير‬
‫الحكومية مع عدد من النشطة بما في ذلك نشر المعلومات التوعية‪ ،‬والتثقيف في مجال‬
‫التنمية أو الدعوة في مجال السياسات والمشاريع التنفيذية المشتركة والمشاركة في‬
‫العمليات الحكومية الدولية والمساهمة في الخدمات والخبرات الفنية‪ .‬وفي هذا المعنى تنص‬
‫المادة ‪ 71‬من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬للمجلس القتصادي والجتماعي أن يجري الترتيبات‬
‫‪.‬المناسبة للتشاور مع الهيئات غير الحكومية المعنية بالمسائل الداخلة في اختصاصه‬
‫‪90‬‬
‫اللجنة القتصادية لوروبا‪ ،‬هذه اللجنة أنشئت عام ‪ ،1947‬وهي ‪-‬‬
‫تتكون من العضاء الوروبيين والوليات المتحدة المريكية‪ ،‬وذلك نظرا‬
‫للعلقات القتصادية والمالية الوثيقة والمتنوعة التي تربطها مع أوروبا‪،‬‬
‫وقد أنشأت هذه اللجنة العديد من اللجان الفرعية التابعة لها‪ ،‬مثل لجنة‬
‫الزراعة والتعمير‪ ،‬والطاقة والكهرباء والصناعة‪ ،‬والمواد الصناعية‬
‫والنقل البري واليد العاملة والصليب والخشب وتنمية التجارة بين دول‬
‫‪.‬شرق وغرب أوروبا‬
‫اللجنة القتصادية لسيا والشرق القصى‪ ،‬أنشئت هذه اللجنة ‪-‬‬
‫أيضا عام ‪ ،1947‬وتتكون هذه اللجنة من دول آسيا والوليات المتحدة‬
‫المريكية وفرنسا وبريطانيا وهولندا والتحاد السوفيتي سابقا‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا للمصالح القتصادية بين هذه الدول‪ ،‬وقامت هذه اللجنة بالكثير‬
‫من العمال والمشروعات المهمة‪ ،‬مثل طريق آسيا الدولي الذي يبدأ‬
‫من إيران إلى سنغافورة وقامت بإنشاء السدود وبنوك التنمية‬
‫‪139.‬القتصادية والصناعية‬
‫اللجنة القتصادية لمريكا اللتينية‪ ،‬أنشئت هذه اللجنة في عام ‪-‬‬
‫‪ ،1948‬وتتكون من دول أمريكا اللتينية والدول التي لها مستعمرات‬
‫في هذه القارة‪ ،‬مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا‪ ،‬وأنشأت هذه معهد‬
‫‪140.‬أمريكا اللتينية للتخطيط القتصادي والجتماعي‬
‫اللجنة القتصادية لفريقيا‪ ،‬أنشئت هذه اللجنة عام ‪- ،1958‬‬
‫وهي حديثة الوجود حيث ظهرت في أعقاب استقلل الدول الفريقية‪،‬‬
‫وتتكون هذه اللجنة من الدول الفريقية العضاء في المجلس‬
‫القتصادي والجتماعي‪ ،‬وقد قامت اللجنة ببعض العمال المهمة جدا‬
‫مثل الدراسة المطولة عن السكان في إفريقيا‪ ،‬وعهد إفريقيا للتنمية‬
‫القتصادية والتدريب في داكار السنغال‪ ،‬والبنك الفريقي للتعمير‪،‬‬
‫ومركز التجارة الفريقي‪ ،‬وفي المجال الصناعي دراسة إمكانيات‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬المم المتحدة أجهزة المم المتحدة‪ ،‬الجزء الثاني ‪138138-‬‬
‫موسوعة المنظمات الدولية دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة الهاشمية الردنية‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.‬الولى‪ ،2010 ،‬ص ‪159‬‬
‫د‪.‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية والمنظمات العالمية والقليمية ‪139139-‬‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،2006 ،‬ص ‪285‬‬
‫أنظر في ذلك المم المتحدة المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬التعاون القليمي في ‪140140-‬‬
‫الميدانين القتصادي والجتماعي والميادين المتصلة بهما‪ ،‬تقرير المين العام للمم المتحدة‬
‫دورة ‪ 26/07/2018‬بشأن المسائل التي يتطلب من المجلس القتصادي والجتماعي اتخاذ‬
‫إجراءات بشأنها أو توجيه انتباهه إليها‪ ،‬اللجنة القتصادية لمريكا اللتينية ومنطقة البحر‬
‫الكاريبي‪ ،‬اللجنة الفريقية القتصادية لفريقيا‪ ،‬واللجنة القتصادية لسيا والمحيط الهادي‪ ،‬ص‬
‫‪17.‬‬
‫‪91‬‬
‫التصنيع واستغلل مساقط المطار والمياه في توليد الكهرباء والزراعة‬
‫‪141.‬وأثر الجفاف على السكان والزراعة في القارة الفريقية‬
‫وأخيرا مكتب المم المتحدة للشؤون القتصادية والجتماعية في‬
‫الشرق الوسط‪ ،‬أنشأ في عام ‪ ،1963‬ومقره مدينة بيروت بلبنان‪،‬‬
‫ويعمل تحث إشراف القسم القتصادي والجتماعي بالمانة العامة‬
‫للمم المتحدة‪ ،‬ومؤتمر المم المتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬ومنظمة المم‬
‫المتحدة للتنمية الصناعية ويقوم المكتب بتقديم الدراسات‬
‫‪142.‬والستشارات للدول التي تحتاجها‬
‫اللجان الفنية المتخصصة‪ :‬هذه اللجان عددها ثمانية وهي على ‪-‬‬
‫‪:‬التالي‬
‫لجنة النقل والمواصلت‪ :‬وهي تساعد المجلس القتصادي ‪1-‬‬
‫والجتماعي وكذا المنظمات المتخصصة في أداء مهامه‪ ،‬وتقوم‬
‫بالدراسات اللزمة المتعلقة بإنشاء المنظمات المتخصصة وتعديل‬
‫‪143.‬التفاقيات القائمة وإبرام اتفاقيات جديدة‬
‫لجنة السكان‪ :‬وهي تختص بكل ما يرتبط بالسكان والسياسة ‪2-‬‬
‫السكانية‪ ،‬وتقديم المشورة لجهزة المم المتحدة والمنظمات الدولية‬
‫‪.‬المتخصصة وللدول العضاء‬
‫لجنة الحصاء‪ :‬وتقوم هذه اللجنة بكل ما يتعلق بالحصاءات ‪3-‬‬
‫الوطنية والدولية‪ ،‬وتقدم الخدمات المرتبطة بالحصاء للمم المتحدة‬
‫‪.‬والمنظمات المتخصصة والدول العضاء‬
‫لجنة الشؤون الجتماعية‪ :‬وهي مختصة بدراسة الشؤون ‪4-‬‬
‫التنموية الجتماعية في الدول المختلفة‪ ،‬وتقديم المشورة لجهزة المم‬
‫‪144.‬المتحدة وللمنظمات الدولية المتخصصة‬

‫د‪ .‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪141141- .194‬‬
‫أنظر أيضا‪ :‬المم المتحدة المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬اللجنة القتصادية لفريقيا‪ ،‬مؤتمر‬
‫وزراء المالية والتخطيط والتنمية القتصادية‪ ،‬الدورة الربعين للجنة‪ ،29/03/2007 ،‬تسريع‬
‫النمو والتنمية في أفريقيا لبلوغ الهداف النمائية لللفية والتحديات الناشئة واستشراف‬
‫‪.‬المستقبل‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة المم المتحدة‪ ،‬المرجع السابق‪142- ،‬‬
‫‪.‬ص ‪393‬‬
‫أنظر‪ :‬المم المتحدة‪ ،‬المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬اللجنة القتصادية لفريقيا‪143143- ،‬‬
‫‪.‬اللجنة المعنية بالتجارة والتعاون والتكامل القليميين‪ 10/08/10/2007 ،‬أديس أبابا‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫أنظر‪ :‬المجلس القتصادي والجتماعي الوثائق الرسمية‪ ،2016 ،‬الملحق رقم ‪144144- ،06‬‬
‫تقرير لجنة التنمية الجتماعية‪ ،‬الدورة الرابعة والخمسون ‪ ،12/02/2016‬ص ‪ .26‬يحث التقرير‬
‫على ضرورة أن تواصل الحكومات الوطنية والمجتمع الدولي بذل الجهود لزيادة تدفق الموارد‬
‫‪.‬الجديدة والضافية لتمويل التنمية المستدامة لدعم التنمية في الدول الفقيرة‬
‫‪92‬‬
‫لجنة حقوق النسان‪ :‬وهي تقوم بدراسة كل ما يتعلق بحقوق ‪5-‬‬
‫النسان‪ ،‬وإعداد التوصيات ومشروعات التفاقيات الدولية المتعلقة‬
‫بحقوق النسان‪ ،‬وهي التي أعدت مشاريع العهدين الدوليين‪ ،‬المتعلق‬
‫بالحقوق السياسية والمدنية‪ ،‬والثاني المتعلق بالحقوق القتصادية‬
‫‪145.‬والجتماعية والثقافية‬
‫لجنة مركز المرأة‪ :‬وهي لجنة خاصة بدراسة حقوق المرأة ‪6-‬‬
‫السياسية والجتماعية والثقافية‪ ،‬وهي التي ساهمت في إصدار‬
‫‪.‬التفاقية الخاصة بالقضاء على التمييز ضد المرأة‬
‫لجنة المخدرات‪ :‬وهي تقوم بكل ما يتعلق بالمخدرات وآثارها ‪7-‬‬
‫الضارة على النسانية‪ ،‬وأن هذه اللجنة تقدم المشورة وإعداد‬
‫التفاقيات والمعاهدات الدولية لمكافحة جرائم المخدرات ومراقبة‬
‫‪146.‬تنفيذ هذه التفاقيات المرتبطة بمحاربة المخدرات‬
‫لجنة التجارة الدولية‪ :‬وهي تقوم بدراسة التجارة الدولية في ‪8-‬‬
‫مجال المواد الولية وتقلبات السعار وتأثيرها على العلقات التجارية‬
‫الدولية‪ ،‬وتقدم القتراحات لجهزة المم المتحدة والمنظمات الدولية‬
‫المتخصصة وللدول العضاء‪ ،‬وإقامة المؤتمرات الدولية المتعلقة‬
‫‪147.‬بالتجارة العالمية‬
‫أما اللجان الفرعية الدائمة‪ ،‬فهي لجنة التفاوض مع المنظمات ‪-‬‬
‫المتخصصة‪ ،‬لجنة التشاور مع المنظمات غير الحكومية‪ ،‬لجنة التحضير‬
‫‪.‬للمؤتمرات الدولية‪ ،‬لجنة التنسيق‬
‫أما اللجان الموضوعية الدائمة‪ ،‬فهي‪ :‬لجنة المعونة الفنية‪ ،‬لجنة ‪-‬‬
‫التنمية الصناعية‪ ،‬لجنة السكان والبناء‪ ،‬اللجنة الستشارية لتطبيق‬
‫العلم والتكنولوجيا‪ ،‬لجنة التمييز وحماية القليات‪ ،‬هذا بصورة مختصرة‬
‫‪.‬هي اللجان التابعة للمجلس القتصادي والجتماعي والثقافي‬
‫أما نظام التصويت في المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬فإنه يقوم‬
‫على أساس العضوية ويأخذ بقاعدة الغلبية البسيطة‪ ،‬وهذا ما نصت‬

‫‪145145-‬‬ ‫أنظر‪ :‬المم المتحدة المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬لجنة حقوق النسان‪ ،‬اللجنة‬
‫الفرعية لمنع التمييز وحماية القليات‪ ،‬الدورة الثامنة والربعون‪ ،‬إعمال الحقوق القتصادية‬
‫‪.‬والجتماعية والثقافية‪ ،‬تقرير المين العام لمم المتحدة‪ ،1996 /02/07 ،‬ص ‪24‬‬
‫أنظر‪ :‬تقرير‪ ،‬المجلس القتصادي والجتماعي لعام ‪ ،1994‬الجمعية العامة الوثائق ‪146146-‬‬
‫الرسمية‪ ،‬الدورة التاسعة والربعون‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،03‬المم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪ ،1995 ،‬ص‬
‫‪ .27‬أنظر في ذلك أيضا‪ :‬د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم‬
‫‪.‬الدولي‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪487‬‬
‫أنظر‪ :‬اللجنة القتصادية لوروبا‪ ،‬المنتدى العالمي لتنسيق اللوائح المتعلقة بالمركبات‪147147-،‬‬
‫‪.‬كيف يعمل وكيف تنضم إليه‪ ،‬المم المتحدة نيويورك‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2012 ،‬ص ‪25‬‬
‫‪93‬‬
‫عليه المادة ‪ 67‬من ميثاق المم المتحدة التي تنص على‪ :‬أنه يكون‬
‫لكل عضو من أعضاء المجلس القتصادي والجتماعي صوت واحد‪،‬‬
‫وتصدر قرارات المجلس بأغلبية أعضائه الحاضرين المشتركين في‬
‫‪.‬التصويت‬
‫اختصاصات المجلس القتصادي والجتماعي‪ :‬يهدف المجلس‪-‬‬
‫القتصادي والجتماعي إلى تحقيق مقاصد المم المتحدة في التعاون‬
‫القتصادي والجتماعي تحت إشراف الجمعية العامة للمم المتحدة‬
‫التي تمتلك الختصاص العام في هذا الموضوع‪ ،‬وذلك وفقا لنص المادة‬
‫‪ 55‬من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬وتتجلى اختصاصات المجلس القتصادي‬
‫‪:‬والجتماعي وفقا لنص المادة ‪ 62‬من الميثاق فيما يلي‬
‫تحقيق مستوى أعلى للمعيشة وتوفير أسباب الستخدام المتصل بكل ‪-‬‬
‫‪.‬فرد‪ ،‬والنهوض بعوامل التطور والتقدم القتصادي والجتماعي‬
‫تيسير الحلول للمشاكل الدولية القتصادية والجتماعية والصحية وما ‪-‬‬
‫‪.‬يتصل بها‪ ،‬وتعزيز التعاون الدولي في أمور الثقافة والتعليم‬
‫أن يشيع في العالم احترام حقوق النسان والحريات الساسية ‪-‬‬
‫للجميع بل تمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللغة ول فرق بين الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬وهذه الختصاصات للمجلس القتصادي والجتماعي التي ل‬
‫تشمل المور السياسية‪ ،‬يمارسها المجلس تحت إشراف الجمعية‬
‫‪148.‬العامة للمم المتحدة‬
‫أما فيما يتعلق بسلطات المجلس القتصادي والجتماعي فتتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬القيام بدراسات وإعداد تقارير‪- ،‬إصدار توصيات‪- ،‬إعداد مشروعات‬
‫التفاقيات الدولية‪- ،‬الدعوة إلى عقد المؤتمرات الدولية‪- ،‬مساعدة‬
‫الجهزة الخرى للمنظمة الدولية‪- ،‬التنسيق بين المم المتحدة‬
‫والوكالت الدولية المتخصصة‪.‬أما فيما يتعلق بأدوات التنسيق فتشمل‬
‫التفاقيات‪ ،‬التشاور‪ ،‬التوصيات‪ ،‬التقارير‪ ،‬التنسيق في المسائل‬
‫المالية‪ ،،‬وأخيرا الجتماعات المتبادلة بين المجلس القتصادي‬
‫والجتماعي مع أجهزة منظمة المم المتحدة والوكالت الدولية‬
‫‪.‬المتخصصة والمنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫المطلب الثاني‬
‫مجلس الوصايا‬

‫‪148148-‬‬‫د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات العالمية‬
‫‪.‬والقليمية والمتخصصة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2006 ،‬ص ‪212‬‬
‫‪94‬‬
‫تناول الفصل الثاني عشر من ميثاق المم المتحدة نظام الوصايا‬
‫الدولي‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 75‬من الميثاق يقولها‪ :‬تنشئ المم المتحدة‬
‫تحت إشرافها نظاما دوليا للوصاية‪ ،‬وذلك لدارة القاليم التي قد تخضع‬
‫لهذا النظام بمقتضى اتفاقات فردية لحقة والشراف عليها‪ ،‬ويطلق‬
‫على هذه القاليم فيما يلي من الحكام اسم القاليم المشمولة‬
‫‪.‬بالوصايا‪ ،‬وهناك ثمانية مواد من هذا الفصل تتناول نظام الوصاية‬
‫وظهر نظام الوصاية بعد قيام المم المتحدة ليطبق على القاليم غير‬
‫المتمتعة بالحكم الذاتي ول سيما القاليم التي كانت تخضع لدول‬
‫المحور‪ ،‬فأنشئ مجلس الوصاية بهدف رعاية مصالح شعوب تلك‬
‫القاليم والخذ بيدها نحو الحكم الذاتي والستقلل‪ ،‬وبحلول عام ‪1994‬‬
‫كانت كل القاليم ‪ 11‬المشمولة بالوصاية قد حصلت على الحكم‬
‫الذاتي أو الستقلل‪ ،‬إما كدول منفصلة أو بالنضمام إلى بلدان مستقلة‬
‫‪149.‬مجاورة لها‬
‫وقامت بعض الدول الوروبية بمهمة النتداب تحت رقابة عصبة المم‪،‬‬
‫وكانت تقدم تقريرا سنويا عن أعمالها تتولى فحصه لجنة خاصة هي‬
‫اللجنة الدائمة للنتداب ‪ ،‬وكان النتداب ينتهي نظريا في ثلث حالت‪:‬‬
‫إما بحصول القليم المنتدب عليه على استقلله‪ ،‬وإما بتنازل الدولة‬
‫المنتدبة عن مهمة النتداب‪ ،‬وإما بإقالة هذه الدولة عن مهمتها من قبل‬
‫‪150.‬مجلس العصبة‬
‫وفي نهاية الحرب العالمية فكر الحلفاء في استبدال النتداب الذي كان‬
‫مرتبطا بوجود العصبة بنظام آخر يتلءم والفكار والمبادئ التحررية‬
‫التي نادت بها منظمة المم المتحدة وأطلق على النظام الجديد اسم‬
‫نظام الوصاية‪ ،‬وكرس له ميثاق المم المتحدة فصلين الثاني عشر‬
‫والثالث عشر‪ ،‬خصص الول للحديث عن نظام الوصاية الدولية‪ ،‬والثاني‬
‫عالج أحكام مجلس الوصاية وبهذا اعتبر مجلس الوصاية جهازا من‬
‫‪.‬أجهزة المم المتحدة‬
‫أما عن أهداف مجلس الوصاية فقد حددتها المادة ‪ 76‬من من ميثاق‬
‫المم المتحدة وهي‪- :‬توطيد السلم والمن الدوليين‪-‬تعزيز تقدم شعوب‬
‫القاليم المشمولة بالوصاية في أمر السياسية والقتصاد والجتماع‬
‫والتعليم ‪-.‬تشجيع احترام حقوق النسان والحريات الساسية للجميع‬

‫منظمة‪149149-‬‬ ‫أنظر في ذلك‪ :‬الجمهورية اللبنانية‪ ،‬مجلس الشعب‪ ،‬قضايا عالمية إنمائية‪،‬‬
‫‪.‬المم المتحدة‪ ،‬العدد‪ ،07 ،‬الفصل الرابع‪2004 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪150-29‬‬

‫‪95‬‬
‫بل تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين والتضامن بين‬
‫شعوب العالم‪-.‬كفالة المساواة في المعاملة في الشؤون الجتماعية‬
‫والقتصادية والتجارية لجميع أعضاء المم المتحدة ‪ ،‬ولشعوبهم وكفالة‬
‫‪151.‬المساواة في المعاملة بين هذه الشعوب في الدارة والقضاء‬
‫أما عن تكوين مجلس الوصاية فقد نصت المادة ‪ 86‬من ميثاق المم‬
‫المتحدة على تشكيل مجلس الوصاية الذي يتكون من ثلث أنواع من‬
‫العضاء‪ ،‬النوع الول‪ :‬ويشمل الدول التي تتولى إدارة القاليم‬
‫المشمولة بالوصاية‪ ،‬والنوع الثاني‪ :‬يشمل العضاء الدائمين في مجلس‬
‫المن الدولي المذكورين بالسم في المادة ‪ 23‬الذين ل يتولون إدارة‬
‫القاليم المشمولة بالوصاية‪ ،‬النوع الثالث‪ :‬يتكون من عدد من الدول‬
‫‪.‬العضاء تقوم الجمعية العامة بانتخابهم لمدة ثلث سنوات‬
‫أما عن نظام التصويت في مجلس الوصاية فهو نظام مبسط وليس‬
‫معقدا‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 89‬من ميثاق المم المتحدة بقولها‬
‫على أن يكون لكل عضو في المجلس صوت واحد‪ ،‬وعلى أن تصدر‬
‫قرارات المجلس بأغلبية العضاء الحاضرين المشتركين في التصويت‪،‬‬
‫وتنص المادة الولى من النظام الداخلي للمجلس على أن يجتمع في‬
‫كل سنة في دورتين عاديتين ويمكن أن يعقد دورات استثنائية إذا دعت‬
‫الضرورة لذلك‪ ،‬وذلك بناء على طلب أغلبية أعضاء المجلس أو بطلب‬
‫‪152.‬من الجمعية العامة ومجلس المن الدولي‬
‫أما عن وظائف مجلس الوصاية فإنه يباشر وظائفه وصلحياته تحث‬
‫إشراف الجمعية العامة للمم المتحدة ومجلس المن الدولي‪ ،‬وتتخلص‬
‫‪:‬هذه الوظائف في النقاط التالية‬
‫فحص التقارير التي ترفعها السلطة المسؤولة عن إدارة القاليم‪-،‬‬
‫وترفع التقارير إلى الجمعية العامة ومجلس المن الدولي‪ ،‬عن الوضاع‬
‫‪.‬السياسية والجتماعية في القليم الخاضع لنظام الوصاية‬
‫قبول العرائض وفحصها بالتشاور مع السلطة المكلفة بإدارة القليم‪-،‬‬
‫‪.‬لن هذه العرائض يقدمها سكان القاليم الواقعة تحت الوصاية‬
‫تنظيم زيارات دورية للقاليم المشمولة بالوصاية في أوقات يتفق‪-‬‬
‫‪.‬عليها مع السلطة القائمة على إدارة القليم‬

‫‪151-‬‬
‫‪.‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪291‬‬
‫‪.‬د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪152-216‬‬

‫‪96‬‬
‫وضع مجموعة من السئلة عن مدى تقدم سكان كل إقليم خاضع‪-‬‬
‫للوصاية في الميادين القتصادية والجتماعية والسياسية والتعليمية‪،‬‬
‫‪153.‬هذه أهم وظائف مجلس الوصاية‬
‫المطلب الثالث‬
‫المانة العامة لمنظمة المم المتحدة‬
‫خصص ميثاق المم المتحدة الفصل الخامس عشر منه للمانة العامة‬
‫للمم المتحدة‪ ،‬ونصت المادة ‪ 97‬من الميثاق على أنه) يكون للهيئة‬
‫أمانة تشمل أمينا عاما ومن تحتاجهم الهيئة من الموظفين‪،‬‬
‫وتعين الجمعية العامة المين العام بناء على توصية من‬
‫مجلس المن‪ ،‬والمين العام هو الموظف الداري الكبر في‬
‫الهيئة( ‪ .‬انطلقا من هذا النص يمكن القول المانة العامة هي الجهاز‬
‫الداري أو التنفيذي لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وهي ل تضم ممثلين عن‬
‫الدول العضاء وإنما تضم مجموعة من الموظفين التابعين للمنظمة‬
‫الدولية بشكل مستقل عن إرادة الدول العضاء في المنظمة‪ ،‬لن‬
‫المين العام للمم المتحدة يتولى إدارة شؤون المنظمة‪ ،‬وهو الشخص‬
‫الوحيد الذي يتولى إدارة مهام المنظمة أكثر من غيره من الجهزة‬
‫‪.‬الخرى‬
‫إذ أنه ينتخب لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬بخلف‬
‫الجهزة الباقية للمم المتحدة‪ ،‬مثل ينتخب رئيس الجمعية العامة لدورة‬
‫واحدة‪ ،‬ورئيس مجلس المن الدولي لمدة شهر ورئيس المجلس‬
‫القتصادي والجتماعي ورؤساء اللجان الخرى لمدة سنة ولدورة‬
‫واحدة‪ ،‬و جميع هولء يعتبرون مساعدون للمين العام للمم‬
‫‪154.‬المتحدة‬
‫وقد جرى العمل الدولي أي الممارسة الدولية على أن يكون المين‬
‫العام للمم المتحدة من الشخصيات السياسية المرموقة لنه الموظف‬
‫الداري العلى في منظمة المم المتحدة‪ ،‬وله طبيعة دولية وسياسية‬
‫على اعتبار أنه من الشخصيات التي تتمتع بقدر كبير من التأثير في‬
‫السياسة والعلقات الدولية‪ ،‬وهو المسؤول عن تنفيذ القرارات الدولية‬
‫السابق‪153-،‬‬‫د‪ .‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة للمم المتحدة‪ ،‬المرجع‬
‫‪.‬ص ‪446‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬المم المتحدة أجهزة المم المتحدة‪ ،‬موسوعة المنظمات ‪154154-‬‬
‫الدولية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة الردنية الهاشمية‪ ،2010 ،‬ص ‪.221‬‬
‫أنظر أيضا‪ :‬المادة ‪ 07‬من ميثاق المم المتحدة التي نصت على إنشاء الفروع الرئيسية‬
‫‪.‬لمنظمة المم المتحدة وذكرت من بينها المانة العامة‬
‫‪97‬‬
‫الصادرة عن منظمة المم المتحدة‪ ،‬ولهذا السبب فإن المين العام‬
‫‪155.‬يعتبر من الموظفين الداريين‬
‫كما أنه يجب أن يراعى في تعيين المين العام أن يتوافر فيه المستوى‬
‫العالي من القدرة والكفاءة والنزاهة‪ ،‬وأن يكون من ذوي المؤهلت‬
‫العلمية والخبرة التي تؤهله للقيام بمهامه ووظيفته العليا على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬وأن يراعى في تعيين المين العام أيضا التوزيع‬
‫الجغرافي العادل‪ ،‬وذلك من أجل أن تعكس المنظمة الدولية جميع‬
‫الثقافات واللغات والتباينات السياسية والقتصادية واليديولوجية للدول‬
‫العضاء‪ ،‬ول يكون من رعايا دولة مقر المنظمة الدولية‪ ،‬أيضا يجب أن‬
‫يراعى في اختيار المين العام الولء الوظيفي وذلك وفقا للمادة ‪100‬‬
‫من ميثاق المم المتحدة التي تنص على أنه) ليس للمين العام ول‬
‫للموظفين أن يطلبوا أو أن يتلقوا في تأدية واجباتهم‬
‫تعليمات من أية حكومة أو من أية سلطة خاارجة عن الهيئة‪،‬‬
‫وعليهم أن يمتنعوا عن القيام بأي عمل قد يسيء إلى‬
‫مراكزهم بوصفهم موظفين دوليين مسؤولين أمام الهيئة‬
‫وحدها‪ ،‬ويتعهد كل عضو في المم المتحدة باحترام الصفة‬
‫الدولية البحتة لمسؤوليات المين العام وبال يسعى إلى‬
‫‪.‬التأثير فيهم عند اضطلعهم بمسؤولياتهم(‬
‫الخاتصاصات الدارية والفنية للمين العام للمم المتحدة‬
‫يعتبر المين العام للمم المتحدة هو الموظف الداري الكبر في‬
‫المنظمة الدولية‪ ،‬ويعاونه موظفو المانة العامة الذين يقوم بتعينهم‬
‫وفقا لختصاصاته الدارية والفنية وعلى هذا الساس أن له عدة‬
‫‪:‬سلطات من بينها‬
‫متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن منظمة المم المتحدة‪ ،‬وتعتبر هذه ‪-‬‬
‫الوظيفة من أهم وظائف المانة العامة وأمينها‪ ،‬حيث أن المانة العامة‬
‫تسعى إلى تنفيذ كل ما يصدر ويتخذ من قرارات وتدابير في منظمة‬
‫‪.‬المم المتحدة‬
‫الشتراك في اجتماعات أجهزة المنظمة وتمثيلها‪ ،‬بمعنى يحق للمين ‪-‬‬
‫العام حضور اجتماعات كل أجهزة المنظمة‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫الجتماعات داخل مقر المنظمة أو خارجها‪ ،‬ويحضر المؤتمرات الدولية‬

‫والنشر‪155-‬‬ ‫د‪ .‬عبد السلم عرفة‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬الدار الجماهيرية للتوزيع‬
‫‪.‬والعلن‪ ،‬ليبيا‪ ،1993 ،‬ص ‪92‬‬
‫‪98‬‬
‫كممثل لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وهو الذي يعد التفاقيات والمعاهدات‬
‫‪.‬الدولية‬
‫إعداد جدول العمال لجهزة منظمة المم المتحدة‪ ،‬يقوم المين ‪-‬‬
‫العام بإعداد جدول العمال لمختلف أجهزة المنظمة‪ ،‬سواء كانت‬
‫الجتماعات عادية أو غير عادية‪ ،‬وتحديد موعد الجتماعات ومكانها‬
‫‪.‬وإعداد الوثائق اللزمة للجتماعات‬
‫تلقي البيانات الخاصة بالقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي‪ ،‬حيث أن ‪-‬‬
‫‪.‬الدول المشرفة على هذه القاليم ملزمة بتقديم تلك التقارير الدورية‬
‫تلقي طلبات النضمام إلى عضوية منظمة المم المتحدة‪ ،‬لنه هو ‪-‬‬
‫الذي يقوم بإحالتها إلى مجلس المن الدولي لصدار التوصية المناسبة‬
‫‪.‬المتعلقة بهذا الطلب‪ ،‬سواء بالرفض أو القبول‬
‫إعداد مشروع الميزانية لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬لنه هو الذي يتولى ‪-‬‬
‫عرض المشروع على الجمعية العامة‪ ،‬لن ميزانية المنظمة تتكون من‬
‫اشتراكات الدول العضاء في منظمة المم المتحدة والتبرعات التي‬
‫‪.‬تجود بها الدول غير العضاء في تمويل برامج المم المتحدة‬
‫إعداد التقرير السنوي لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وهو اختصاص إداري أنه‪-‬‬
‫يتولى إعداد تقرير سنوي شامل في سير العمل في المنظمة خلل‬
‫سنة كاملة‪ ،‬ما الذي تم إنجازه وما الذي لم ينجز‪ ،‬ويتضمن التقرير‬
‫غالبية برامج المنظمة الدولية في مجالت متعددة‪ ،‬منها السياسية‬
‫والقتصادية والجتماعية وحقوق النسان وحفظ السلم والمن‬
‫‪.‬الدوليين‬
‫كما أن هناك اختصاصات سياسية للمين العام للمم المتحدة تتجلى‬
‫في تنبيه مجلس المن الدولي إلى أية مسألة تهدد السلم والمن‬
‫الدوليين‪ ،‬أو إبداء الرأي والمشورة عند حضوره اجتماعات الجمعية‬
‫العامة ومجلس المن الدولي‪ ،‬وتقديم التقارير‪ ،‬القيام بتنفيذ المهام‬
‫السياسية التي يكلف بها من منظمة المم المتحدة‪ ،‬القيام بالمهام‬
‫السياسية إذا طلبت منه بعض الدول العضاء وغير العضاء‪ ،‬مثل القيام‬
‫بالوساطة والمساعي الحميدة والتوفيق والمفاوضات المباشرة وغير‬
‫‪156.‬المباشرة‬
‫المبحث الرابع‬
‫‪156156-‬‬ ‫د‪ .‬هديل صالح الجنابي‪ ، ،‬دور المين العام في حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬المركز‬
‫‪.‬القومي للصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،2014 ،‬ص ‪57‬‬

‫‪99‬‬
‫محكمة العدل الدولية‬
‫السؤال الذي يطرحا نفسه ما هو مفهوم أو مدلول أو تعريف محكمة‬
‫العدل الدولية التي تعتبر من الجهزة الرئيسية لمنظمة المم المتحدة؟‬
‫الجابة هي أن محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي‬
‫لمنظمة المم المتحدة‪ ،‬وقد أنشئت بموجب ميثاق المم المتحدة‬
‫الموقع في حزيران يونيو عام ‪ 1945‬بسان فرانسيسكو لتحقيق أحد‬
‫أهداف منظمة الم المتحدة‪ ،‬وهو التمسك بالوسائل السلمية وفقا‬
‫لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل النزاعات الدولية التي قد تؤدي‬
‫إلى تهديد السلم والمن الدوليين‪ ،‬وتعمل محكمة العدل الدولية‬
‫بموجب نظامها الساسي الذي يشكل جزء ل يتجزء من ميثاق المم‬
‫المتحدة وبموجب قواعدها الخاصة بها‪،‬وقد بدأت العمل في عام ‪1946‬‬
‫عند ما حلت محل محكمة العدل الدولية الدائمة التي أنشئت في عام‬
‫‪ 1920157.‬في عهد عصبة المم‬
‫ويوجد مقر المحكمة في قصر السلم بلهاي‪ ،‬وهي الجهاز الرئيسي‬
‫الوحيد من بين الجهزة الستة الرئيسية لمنظمة المم المتحدة الذي‬
‫يوجد خارج مدينة نيويورك‪ ،‬والجهزة الخمسة الخرى للمم المتحدة‬
‫هي‪ :‬الجمعية العامة‪ ،‬مجلس المن الدولي‪ ،‬والمجلس القتصادي‬
‫‪.‬والجتماعي والثقافي‪ ،‬ومجلس الوصايا‪ ،‬والمانة العامة‬
‫وتضطلع المحكمة بدور ثنائي يتمثل في تسوية النزاعات القانونية التي‬
‫تعرضها عليها الدول وفقا للقانون الدولي‪ ،‬وإصدار الراء الستشارية‬
‫المتعلقة بالمسائل القانونية التي تحال إليها من الجهزة ووكالت المم‬
‫المتحدة المتخصصة المأذون لها بذلك‪ ،‬ويعد حكم محكمة العدل‬
‫الدولية في هذه الحالة‪ ،‬هو الحكم القضائي واجب التنفيذ وغير قابل‬
‫لي طريقة من طرق الطعن‪ ،‬وإن امتناع الطراف المتنازعة عن‬
‫‪158.‬تنفيذه يعرضهم لعقوبات من قبل مجلس المن الدولي‬
‫المطلب الول‬
‫تشكيل محكمة العدل الدولية‬

‫ما‪157157-‬‬ ‫أنظر نص الماد الولى من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية التي تنص على‬
‫يلي‪) :‬تكون محكمة العدل الدولية التي ينشئها ميثاق المم المتحدة‪ ،‬الداة القضائية الرئيسية‬
‫للهيئة وتباشر وظائفها وفقا لحكام هذا النظام الساسي‪(.‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم علوان‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪158158-‬‬
‫عمان الردن‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2006 ،‬ص ‪ .217‬أنظر أيضا في ذلك‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪.‬سلمة حسن‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪139‬‬
‫‪100‬‬
‫تتشكل محكمة العدل الدولية من خمسة عشر عضوا قاضيا‬
‫ويساعدهم قلم المحكمة وهو جهازها الداري‪ ،‬وهم مجموعة من‬
‫القضاة المستقلين الذين يتم انتابهم بغض النظر عن جنسيتهم من بين‬
‫الشخاص ذوي الصفات الخلقية العالية‪ ،‬والذين تولوا مناصب عليا في‬
‫بلدانهم ولهم خبرة في مجال القانون الدولي‪ ،‬منتخبين لمدة تسع‬
‫سنوات من قبل الجمعية العامة ومجلس المن الدولي‪ ،‬يصوت هذان‬
‫الجهازان في آن واحد ولكن بصفة مستقلة أحدهما عن الخر‪ ،‬ول‬
‫تشمل المحكمة أكثر من قاض واحد من الجنسية نفسها‪ ،‬ويجرى‬
‫النتخاب كل ثلث سنوات لثلث المقاعد ويجوز إعادة انتخاب العضاء‬
‫المنتهية مدتهم‪ ،‬ول يمثل أعضاء المحكمة حكوماتهم وهم قضاة‬
‫‪159.‬مستقلون‬
‫ويجب أن تتوفر في قضاة محكمة العدل الدولية المؤهلت العلمية‬
‫المطلوبة في بلدانهم للتعيين في أرفع المناصب القضائية أو أن يكونوا‬
‫من رجال القانون ذوي الكفاءات ومشهود لهم بها في القانون الدولي‬
‫كما قلنا‪ ،‬ويجب أن تعكس المحكمة في تكوينها أبرز الحضارات‬
‫والنظمة القانونية الرئيسية في العالم‪ ،‬وهذا ما يعرف بمبدأ التوزيع‬
‫الجغرافي المتساوي‪ ،‬ويجب أن يتقن المرشحون لهذا المنصب إحدى‬
‫اللغتين النكليزية أو الفرنسية‪ ،‬وترشيح القضاة لهذه المحكمة يجب أن‬
‫يخضع لشروط متبعة تحددها الجمعية العامة للمم المتحدة بناء على‬
‫توصية من مجلس المن الدولي ‪ .160‬ولعل محكمة العدل الدولية‬
‫قصدت من وراء ذلك الستفادة من التراث القانوني العالمي المكون‬
‫للمجتمع الدولي برمته‪ ،‬على الرغم من اختلف النظمة القانونية‬
‫والقتصادية والسياسية والثقافية واليديولوجية ونظرتها إلى مفاهيم‬

‫ما‪159159-‬‬ ‫أنظر نص المادة الثانية من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية التي تنص على‬
‫يلي‪) :‬تتكون هيئة المحكمة من قضاة مستقلين ينتخبون من الشخاص ذوي الصفات الخلقية‬
‫العالية الحائزين في بلدهم للمؤهلت المطلوبة للتعيين في أرفع المناصب القضائية أو‬
‫المشرعين المشهود لهم بالكفاية في القانون الدولي وكل هذا بغض النظر عن جنسيتهم‪(.‬‬
‫أيضا أنظر نص المادة الثالثة من النظام الساسي للمحكمة التي تنص على ما يلي‪ ):‬تتألف‬
‫المحكمة من خمسة عشر عضوا‪ ،‬ول يجوز أن يكون بها أكثر من عضو واحد من رعايا دولة‬
‫بعينها‪(.‬‬
‫أنظر في ذلك‪ :‬الجمعية العامة للمم المتحدة الوثائق الرسمية‪ ،‬الدورة الثامنة‪160160-‬‬
‫والستون‪ ،‬الملحق رقم ‪ 04‬تقرير محكمة العدل الدولية‪ .2013 ،05 ،14،20 ،‬أنظر أيضا في‬
‫ذلك‪ :‬عبد السلم صالح عرفة‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬منشورات الجامعة المفتوحة‪ ،‬السكندرية‪،‬‬
‫‪.‬الطبعة الثانية‪ ،1997 ،‬ص ‪119‬‬
‫‪101‬‬
‫ومضامين الحق والعدل والمساواة بالضافة إلى ما يقدمه ذلك من‬
‫‪161.‬تبادا للخبرات وإثراء عمل محكمة العدل الدولية‬
‫ولكن هناك تشابه بين محكمة التحكيم الدائمة ومحكمة العدل الدولية‪،‬‬
‫في محكمة التحكيم الدائمة تقوم الطراف بتعيين المحكمين‪ ،‬توافق‬
‫الطراف على الجراءات‪ ،‬تختار الطراف اللغات الرسمية‪ ،‬تتم‬
‫الجراءات بطريقة سرية‪ ،‬تتحمل الطراف جميع التكاليف والنفقات‪.‬‬
‫أما محكمة العدل الدولية فهي مشكلة بالفعل‪ ،‬الجراءات موضوعة‬
‫مقدما بموجب النظام الساسي للمحكمة وقواعدها‪ ،‬اللغات الرسمية‬
‫هي اللغات المعتمدة في منظمة المم المتحدة‪ ،‬تكون إجراءات‬
‫المحكمة علنية في الغالب‪ ،‬تتحمل منظمة المم المتحدة تكاليف‬
‫‪.‬المحكمة لن المحكمة تعد جهاز من أجهزة المم المتحدة‬
‫وتنتخب المحكمة رئيسها ونائبه لمدة ثلث سنوات قابلة للتجديد وقد‬
‫أحيط قضاة محكمة العدل الدولية بمجموعة من المتيازات والحصانات‬
‫التي تتفق ومقتضيات استقلل القاضي وتحصين نزاهته وحياده وتجرده‬
‫لعمله‪ ،‬ولذلك ل يجوز لعضو محكمة العدل الدولية أن يتولى مناصب‬
‫سياسية وإدارية وهو يمارس مهامه كقاضي في المحكمة‪ ،‬كما ل يجوز‬
‫للقاضي أن يباشر وظيفة وكيل أو مستشار في أية قضية ول الشتراك‬
‫في أية دعوى سبق له أن كان وكيل عن أحد أطرافها أو مستشارا له‬
‫أو محاميا عنه أو سبق عرضها عليه بوصفه عضوا في محكمة وطنية أو‬
‫دولية أو لجنة تحقيق أو أية صفة أخرى‪ ،‬وعند قيام الشك في أي من‬
‫‪162.‬هذه الحالت فإن المحكمة هي التي تفصل في الموضوع‬
‫قلم محكمة العدل الدولية‪ :‬محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي‬
‫الرئيسي الوحيد لمنظمة المم المتحدة الذي يملك إدارة خاصة‪ ،‬وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 98‬من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬وقلم المحكمة هو المانة‬
‫العامة الدولية الدائمة للمحكمة‪ ،‬ويحدد النظام الساسي للمحكمة‬
‫ولئحتها دور هذا الجهاز ول سيما المواد ‪ 22/29‬من اللئحة‪ ،‬وحيث أن‬
‫على‪161161-‬‬ ‫أنظر نص المادة التاسعة من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية التي تنص‬
‫ما يلي‪ ) :‬على الناخبين عند كل انتخاب أن يراعوا أنه ل يكفي أن يكون المنتخبون حاصل كل‬
‫فرد منهم على المؤهلت المطلوبة إطلقا‪ ،‬بل ينبغي أن يكون تأليف الهيئة في جملتها كفيل‬
‫بتمثيل المدنيات الكبرى والنظم القانونية الرئيسية في العالم‪(.‬‬
‫أنظر نص المادة السابعة عشر من النظام الساسي من محكمة العدل الدولية التي‪162162-‬‬
‫تنص على ما يلي‪ ):‬ل يجوز لعضو المحكمة مباشرة وظيفة وكيل أو مستشار أو محام في أية‬
‫قضية‪ ،‬الفقرة الثانية ل يجوز له الشتراك في الفصل في أية قضية سبق له أن كان وكيل عن‬
‫أحد أطرافها أو مستشارا أو محاميا أو سبق عرضها عليه بصفته عضوا في محكمة أهلية أو‬
‫دولية أو لجنة تحقيق أو أية صفة أخرى‪ ،‬الفقرة الثالثة عند قيام الشك في هذا الشأن تفصل‬
‫المحكمة في المر‪(.‬‬
‫‪102‬‬
‫المحكمة هيئة قضائية ومؤسسة دولية في ذات الوقت فإن دور قلم‬
‫المحكمة يتمثل في آن واحد في توفير الدعم القضائي والعمل كجهاز‬
‫إداري دائم‪ ،‬فأنشطة قلم المحكمة هي بالدرجة الولى أنشطة إدارية‬
‫‪.‬وقضائية ودبلوماسية‬
‫أيضا هذا هو الشق الداري لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬هذا الشق يتكون‬
‫من قلم أو مسجل المحكمة ومجموعة كبيرة من الموظفين لتسيير‬
‫المحكمة‪ ،‬تعينهم المحكمة والتسمية الحقيقية للشعبة التي يعمل فيها‬
‫المسجل تسمى بقلم المحكمة‪ ،‬والذي يعتبر أحد أهم الجهزة الدائمة‬
‫في محكمة العدل الدولية‪ ،‬ورئيس هذا القلم هو المسجل نفسه‬
‫ويساعده نائبه الذي ينوب عنه عند غيابه‪ ،‬ورئيس قلم المحكمة يعتبر‬
‫من أكبر الموظفين الداريين في المحكمة ويتمتع برتبة كبيرة في‬
‫منظمة المم المتحدة‪ ،‬ومدة تعيين قلم المحكمة ونائبه سبع سنوات‬
‫قابلة للتجديد‪ ،‬ويعمل في قلم المحكمة موظفون قانونيون ومترجمون‬
‫تحريريين وشفويين موظفو الرشيف والطباعة والمكتبات‪ ،‬وموظفون‬
‫لشؤون العلم والمحاسبة واختصاصيون في العلم اللي‪ ،‬ومساعدون‬
‫إداريون ومراسلون وعمال اتصالت وحراس أمن‪ ،‬ورئيس القلم هو‬
‫المسؤول الول عن إدارة القلم وتوجيه المحكمة والدول والمنظمات‬
‫الدولية المتخصصة والمم المتحدة‪ ،‬ويعد قائمة القضايا المحالة‬
‫للمحكمة للنظر فيها‪ ،‬ويحضر جلسات المحكمة وهو الذي يعد محضر‬
‫‪163.‬الجلسات ويوقع على قرارات المحكمة ويختمها‬
‫كما أنه يعتبر المسؤول عن أرشيف المحكمة ومنشوراتها وصياغة‬
‫ميزانياتها‪ ،‬والرد على الستفسارات المتعلقة بالمحكمة‪ ،‬ويخضع جميع‬
‫موظفي قلم المحكمة للنظام الساسي للموظفين الذي يتطابق من‬
‫حيث المضمون مع النظام الساسي والداري لموظفي منظمة المم‬
‫المتحدة‪ ،‬وتتطابق أوضاع عملهم وحقوقهم المالية مع أوضاع موظفي‬
‫المم المتحدة ومتساوين من حيث الرتبة ويتمتعون بالحصانات‬
‫‪164‬والمتيازات التي يتمتع بها أعضاء البعثات الدبلوماسية‬

‫الولى‪163-،‬‬‫خليل حسن‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،2010.‬ص ‪351‬‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬التعليق على قضايا محكمة العدل الدولية‪ ،‬المجلة المصرية ‪164164-‬‬
‫‪.‬للقانون الدولي‪ ،‬العدد ‪ ،1992 ،48‬ص ‪17‬‬
‫‪103‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫اخاتصاص المحكمة وإجراءات التقاضي أمامها‬
‫لحكمة العدل الدولية اختصاصان‪ ،‬اختصاص قضائي تفصل فيه‬
‫بين الدول فيما يتعلق بالنزاعات التي تعرضها عليها‪ ،‬واختصاص‬
‫استشاري تحيله الجمعية العامة للمم المتحدة فيما يرتبط‬
‫بالمسائل القانونية التي تنشأ بين المنظمات الدولية أو الدول‬
‫‪.‬العضاء وغير العضاء‬
‫الخاتصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية‪ :‬يقتصر ‪1-‬‬
‫الختصاص القضائي للمحكمة على النزاعات الناشئة بين الدول‬
‫ولها وحدها الحق في أن تكون أطرافا في الدعاوى التي تعرض‬
‫أو ترفع على محكمة العدل الدولية‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 34‬من‬
‫النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية التي تنص على أنه‬
‫للدول وحدها الحق في أن تكون أطرافا في الدعاوى التي‬
‫‪.‬ترفع للمحكمة‬
‫الدول العضاء في المم المتحدة وهي عادة ما تكون أطرافا ‪-‬‬
‫في النظام الساسي للمحكمة بحكم عضويتها في منظمة‬
‫‪.‬المم المتحدة‬
‫الدول غير العضاء في المم المتحدة لكنها أصبحت أطرافا ‪-‬‬
‫في النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية بعد قبولها‬
‫بالشروط التي ألزمتها بها الجمعية العامة للمم المتحدة بناء‬
‫على توصية مجلس المن الدولي‪ .165‬وهو ما فعلته الجمعية‬
‫العامة للمم المتحدة عند ما طلبت التحاد السويسري‬
‫النضمام إلى النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬بحيث‬
‫ألزمتها بالخضوع لحكام النظام الساسي للمحكمة وقبول‬
‫اللتزامات الدولية المقررة على العضاء بموجب المادة ‪94‬‬
‫يتعهد‪165165-‬‬ ‫أنظر المادة الرابعة والتسعون من ميثاق المم المتحدة التي تنص على أنه‪):‬‬
‫كل عضو من أعضاء المم المتحدة أن ينزل على حكم محكمة العدل الدولية في أية قضية‬
‫يكون طرفا فيها‪ ،‬الفقرة الثانية من المادة تنص على أنه إذا امتنع أحد المتقاضين في قضية ما‬
‫عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة‪ ،‬فللطرف الخر أن يلجأ إلى مجلس المن‪،‬‬
‫ولهذا المجلس إذا رأى ضرورة لذلك أن يقدم توصياته أو يصدر قرارا بالتدابير التي يجب‬
‫اتخاذها لتنفيذ هذا الحكم‪(.‬‬
‫‪104‬‬
‫من ميثاق المم المتحدة والتعهد بدفع نصيب من الموال‬
‫‪.‬كمساهمة في ميزانية المحكمة‬
‫الدول غير العضاء في المم المتحدة ول في النظام الساسي‪-‬‬
‫لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬وإنما تريد عرض نزاعاتها علة محكمة‬
‫العدل الدولية وتمثل أمامها كطرف في هذا النزاع أو نزاعات‬
‫معينة‪ ،‬ويجوز لها بشروط يضعها مجلس المن الدولي‪ ،‬وقد‬
‫انتهى مجلس المن الدولي من تحديد الشروط العامة‪ ،‬وهي‬
‫ضرورة إخطار مجلس المحكمة بقبول هذه الدول لختصاص‬
‫وفقا لميثاق المم المتحدة والنظام الساسي للمحكمة‪،‬‬
‫والتعهد بتنفيذ حكم المحكمة بحسن نية وقبول اللتزامات‬
‫الواردة في المادة ‪ 94‬من ميثاق المم المتحدة فيما يتعلق‬
‫‪166.‬باختصاص مجلس المن الدولي في تنفيذ أحكام المحكمة‬
‫وفي جميع الحالت فإن اختصاص محكمة العدل الدولية يقوم‬
‫على مبدأ القبول الختياري لما يسمى بالولية الجبرية من قبل‬
‫أطراف النزاع‪ ،‬وهو مبدأ ورثه القانون الدولي الحالي من‬
‫أصول التحكيم الدولي الذي كان سائدا في القانون الدولي‬
‫الكلسيكي‪ ،‬وهو وجب القبول المسبق بولية المحكمة إذ ل‬
‫يجوز لمحكمة العدل الدولية أن تمارس اختصاصها إل إذا ثبت‬
‫عندها أن الدولة المدعى عليها قد سبق أن قبلت بطريقة‬
‫صريحة اختصاص المحكمة وأن هذا القبول ينطبق على وقائع‬
‫‪.‬النزاع المعروض على المحكمة‬
‫ويمكن قبول الولية الجبرية بناء على تصريح صادر من أية‬
‫دولة من الدول الطراف في النظام الساسي تتعهد فيها بأنها‬
‫مستعدة في أي وقت بموجب تصريحها هذا دون اللجوء إلى‬
‫اتفاق خاص بالقرار للمحكمة بوليتها الجبرية في نظر جميع‬

‫لمحكمة‪166166-‬‬ ‫أنظر الفقرة الولى من المادة السادسة والثلثون من النظام الساسي‬


‫العدل الدولية التي تنص على أنه‪ ) :‬تشمل ولية المحكمة جميع القضايا التي يعرضها عليها‬
‫المتقاضون‪ ،‬كما تشمل جميع المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة في ميثاق المم المتحدة‬
‫أو في المعاهدات والتفاقيات المعمول بها‪(.‬‬
‫‪105‬‬
‫النزاعات القانونية التي تنشأ بينها وبين دول تقبل اللتزام ذاته‬
‫‪:‬متى كانت هذه النزاعات القانونية تتعلق بالمسائل التالية‬
‫‪.‬تفسير المعاهدات الدولية ‪-‬‬
‫أية مسألة قانونية من مسائل القانون الدولي ‪-‬‬
‫حدوث واقعة من الوقائع التي إذا ما ثبت أنها تعد خرقا ‪-‬‬
‫للتزام دولي‬
‫نوع التعويض المترتب على خرق التزام دولي ومقدار هذا ‪-‬‬
‫‪.‬التعويض‬
‫وتعتمد محكمة العدل الدولية في الفصل في النزاعات‬
‫المعروضة عليها على مصادر القانون الدولي الواردة في نص‬
‫المادة ‪ 38‬من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية نفسها‬
‫التي نصت بقولها‪-1 ،‬وظيفة المحكمة أن تفصل في المنازعات‬
‫التي ترفع إليها وفقا لحكام القانون الدولي‪ ،‬وهي تطبق في‬
‫هذا الشأن‪ :‬أ‪-‬التفاقيات الدولية العامة والخاصة التي تضع‬
‫قواعد معترفا بها صراحة من جانب الدول المتنازعة‪ .‬ب‪-‬‬
‫العادات المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه تواتر‬
‫الستعمال‪ .‬ج‪-‬مبادئ القانون العامة التي أقرتها المم المتمدنة‪.‬‬
‫د‪-‬أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في‬
‫مختلف المم ويعتبر هذا أو ذاك مصدرا احتياطيا لقواعد‬
‫‪.‬القانون وذلك مع مراعاة أحكام المادة ‪59‬‬
‫ل يترتب على النص المتقدم ذكره أي إخلل بما للمحكمة‪2-‬‬
‫من سلطة الفصل في القضية وفقا لمبادئ العدل والنصاف‬
‫‪.‬متى وافق أطراف الدعوى عل ذلك‬
‫إجراءات التقاضي أمام محكمة العدل الدولية‪ :‬تبدأ ‪-‬‬
‫مراحل التقاضي لدى المحكمة برفع الدعوى إلى المحكمة إما‬
‫عن طريق التفاق الخاص أو عن طريق طلب تحريري يرسل‬
‫إلى قلم المحكمة ويتضمن تحديد موضوع النزاع وأطرافه‪،‬‬
‫ويتولى قلم المحكمة إخطار أطراف النزاع بهذا الطلب فورا‪،‬‬
‫وتبلغ الدول العضاء في المم المتحدة عن طريق المين العام‬
‫‪106‬‬
‫للمم المتحدة‪ ،‬كما أن المين العام يخطر أية دولة لها صلة‬
‫بذلك‪ ،‬ويمثل أطراف النزاع وكلء عنهم ولهم أن يستعينوا أمام‬
‫المحكمة بمستشارين ومحامين ‪ ،‬ويتمتع وكلء المتنازعين‬
‫ومستشاريهم ومحاموهم أمام المحكمة بالمزايا والحصانات‬
‫اللزمة لداء واجباتهم بكل حرية واستقلل‪ ،‬والصل أن تعقد‬
‫محكمة العدل الدولية جلساتها بكامل أعضائها غير أن النصاب‬
‫‪.‬يكتمل بحضور تسعة قضاة من أعضائه الخمسة عشر‬
‫وتنقسم الجراءات إلى قسمين‪ ،‬إجراءات تحريرية وأخرى‬
‫شفوية‪ ،‬وتشمل الجراءات التحريرية ما يقدم إلى المحكمة من‬
‫وثائق ومذكرات ومستندات من قبل الدولة المدعية مشفوعة‬
‫بعرض الوقائع والسانيد القانونية والتكييف القانوني لها‪،‬‬
‫والطلبات التي تلتمس من المحكمة تحقيها وكذلك تتضمن‬
‫المذكرات والمستندات والوثائق التي تقدمها الدولة المدعى‬
‫عليها مقرونة بطلب يقر بالتسليم بالوقائع المعروضة في‬
‫مذكرة الخصم وكل الدلة والسانيد القانونية المضادة التي‬
‫تقدم من أحد أطراف الدعوى ترسل صورة منها مصدقة إلى‬
‫‪.‬الطرف الخر من قبل قلم المحكمة‬
‫أما الجراءات الشفوية فتشمل استماع المحكمة أو إلى أقوال‬
‫الخبراء والوكلء والمستشارين والمحامين وشهادات الشهود‪،‬‬
‫وللمحكمة توجيه ما تراه مناسبا من السئلة إلى الوكلء‬
‫والمستشارين والمحامين والممثلين لطراف النزاع‪ ،‬والصل‬
‫أن تكون جلسات المحاكمة علنية وليست سرية ما لم تقرر‬
‫المحكمة خلف ذلك بإرادتها أو بطلب من أحد أطراف النزاع‪،‬‬
‫وللمحكمة الحق في اتخاذ التدابير المؤقتة حتى الفصل في‬
‫القضية إلى أن يصدر الحكم النهائي ويبلغ أطراف النزاع‬
‫‪167.‬ومجلس المن الدولي بالتدابير التي اتخذتها المحكمة‬
‫أنظر في ذلك المادة الواحد والربعين من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‪167167-‬‬
‫التي تنص على أنه‪ ) :‬للمحكمة أن تقرر التدابير المؤقتة التي يجب اتخاذها لحفظ حق كل من‬
‫الطراف وذلك متى رأت أن الظروف تقضي بذلك‪ ،‬الفقرة الثانية تنص على أنه إلى أن يصدر‬
‫الحكم النهائي يبلغ فورا أطراف الدعوى ومجلس المن نبأ التدابير التي يرى اتخاذها‪ (.‬أنظر‬
‫أيضا المادة الثانية والستون من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية بقولها‪ ) :‬إذا رأت‬
‫‪107‬‬
‫ن الحكم الذي‬ ‫أما الطبيعة القانونية لحكام محكمة العدل الدولية فإ ن‬
‫تصدره محكمة العدل الولية ليس له قوة اللزام إل بالنسبة لطراف‬
‫النزاع وفي خصوص النزاع الذي فصل فيه وهو حكم واجب الحترام‬
‫والنفاذ‪ ،‬ويكون نهائي غير قابل للستئناف أو الطعن عدا حالت طلب‬
‫التفسير أو التعديل أو الخطأ‪ ،‬ويمكن اعتبار أحكام محكمة العدل‬
‫ن كان هذا‬ ‫الدولية مصدرا هاما من مصادر القانون الدولي العام و إ ن‬
‫المصدر غير مباشر في ظل القيد الوارد في المادة )‪ (59‬من النظام‬
‫الساسي للمحكمة الذي جعل إلزامية الحكم بين أطراف المنازعة‬
‫وفي القضية التي يتم الفصل فيها‪ ،‬فالقضاء الدولي كالقضاء الداخلي ل‬
‫ينشئ قاعدة قانونية إذ يأتي دور المحكمة بعد نشوء القانون وهي بل‬
‫شك تسهم في استخلص القاعدة القانونية وتحديد المقصود بها تمهيدا‬
‫لتطبيقها على المنازعات المرفوعة لها‪ ،‬فهي تتنبأ بوجود القاعدة‬
‫ن أحكام المحكمة‬ ‫القانونية وتكشف عنها لكنها ل تخلقها‪ ،‬ولهذا يقال إ ن‬
‫تعد مصدرا استدلليا مجردا ا منه يستدل منه على وجود القاعدة‬
‫القانونية‪.168‬‬

‫أما فيما يتعلق بالمصادر التي تستند إليها المحكمة في الفصل في‬
‫النزاعات التي ترفع إليها فهي نفس مصادر القانون الدولي الواردة في‬
‫المادة ‪ 38‬من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬الذي هو على‬
‫غرار النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية الدائمة‪ ،‬وتشير هذه‬
‫المادة إلى وظيفة المحكمة في الفصل في المنازعات التي ترفع إليها‬
‫دون أن تعكس صورة كاملة لها‪ ،‬حيث ل تتناول بالمثل وظيفة المحكمة‬
‫في الفتاء والراء الستشارية‪ ،‬ومهما كان المر فإن المحكمة في‬
‫ممارستها لوظيفة الرأي الستشاري تأخذ في اعتبارها قائمة المصادر‬
‫الرسمية المدرجة في المادة ‪ 38‬من نظامها الساسي‪ ،‬المعاهدات‬
‫الدولية العامة والخاصة والعرف الدولي والمبادئ العامة للقانون‪،‬‬
‫إحدى الدول أن لها مصلحة ذات صفة قانونية يؤثر فيها الحكم في القضية جاز لها أن تقدم إلى‬
‫المحكمة طلبا بالتدخل‪ ،‬والبت في هذا الطلب يرجع فيه إلى المحكمة‪(.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 59‬من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية التي تنص على أنه‪ ) :‬ل‪168168-‬‬
‫يكون للحكم قوة اللزام إل بالنسبة لمن صدر بينهم وفي خصوص النزاع الذي فصل فيه‪،‬‬
‫والمادة ‪ 60‬من النظام الساسي للمحكمة التي تنص على أنه‪ :‬يكون الحكم نهائيا غير قابل‬
‫للستئناف وعند النزاع في معناه أو في مدى مدلوله تقوم المحكمة بتفسيره بناء على طلب‬
‫أي طرف من أطرافه‪(.‬‬
‫‪-international court of justice, application four revision and interpretation of the juge;ent of 24‬‬
‫‪February 1982, in the case concerning the continental shelf Tunisia Libyan Arab Jamahiriya‬‬
‫‪judgment ICJ Reports 1985, p.192.‬‬
‫‪108‬‬
‫والجتهاد القضائي والمذاهب الفقهية للقانون الدولي ومبادئ العدل‬
‫والنصاف والمساواة‪ ،‬والقائمة الواردة في نص المادة على سبيل‬
‫المثال ل الحصر‪ ،‬وهذه المصادر الرسمية هي السبيل الذي يعرب‬
‫القانون الدولي عن نفسه بواسطته‪ ،‬وذلك ل يستبعد سبل أخرى مثل‬
‫الفعال القانونية التي تتخذها الدول من طرف واحد‪ ،‬وقرارات‬
‫المنظمات الدولية‪.‬‬

‫والملحظة الهامة في هذا الموضوع هي أن المادة ‪ 38‬من النظام‬


‫الساسي لمحكمة العدل هي نفس المادة ‪ 38‬من النظام الساسي‬
‫لمحكمة العدل الدائمة نقلت حرفيا‪ ،‬والمبادئ العامة للقانون تشمل‬
‫مبادئ القانون العامة المدرجة في جملة ما تورده قائمة المادة ‪ 38‬من‬
‫النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬وهي المبادئ الكائنة في‬
‫جميع النظم القانونية الداخلية والمبادئ العامة للقانون الدولي‪ ،‬وأن‬
‫هذه المبادئ المشتركة هي تجسيد لفكرة العدالة الحقيقية فهي تهد‬
‫الطريق أمام تطبيق القانون الدولي بمفهومه الشامل في سياق قانون‬
‫المم الجديد في وقتنا الحالي‪.‬‬

‫الخاتصاص الستشاري لمحكمة العدل والدولية‪ :‬تقضي‪2-‬‬


‫الفقرة الولى من المادة السادسة والتسعين من ميثاق المم المتحدة‬
‫أن )لي من الجمعية العامة أو مجلس المن أن يطلب إلى محكمة‬
‫العدل الدولية استشارتها في أية مسالة قانونية(‪ ،‬كما تنص الفقرة‬
‫الثانية من المادة السادسة والتسعين أنه لسائر فروع هيأة المم‬
‫المتحدة والوكالت المتخصصة المرتبطة بها طلب استشارتها بعد أن‬
‫تأذن لها بذلك الجمعية العامة‪ ،‬كما نصت المادة )‪ (65‬من النظام‬
‫الساسي للمحكمة أن )للمحكمة أن تفتي في أية مسالة قانونية بناءء‬
‫على طلب أية هيأة رخص لها ميثاق المم المتحدة باستفتائها‪ ،‬أو حصل‬
‫الترخيص لها بذلك طبقا لحكام الميثاق(‪ ،‬والملحظة الهامة هنا على‬
‫النص المذكور هو أن ميثاق المم المتحدة قد جعل رخصة طلب الرأي‬
‫الستشاري قاصرة على أجهزة المم المتحدة والوكالت الدولية‬
‫المتخصصة المرتبطة بهذه الخيرة وهو بذلك يحجبها عن الدول سواء‬
‫كانت أعضاء في المم المتحدة أو لم تكن كذلك‪ ،‬وهذا هو عكس ما‬

‫‪109‬‬
‫رأيناه في حالة رفع الدعاوى التي جعل منها رخصة يقصر استعمالها‬
‫‪169.‬على الدول فقط‬
‫ويلحظ ثانيا أنه ميز في استعمال رخصة طلب الرأي الستشاري بين‬
‫طائفتين من الجهزة‪ ،‬فالجمعية العامة ومجلس المن جعل لهما‬
‫اختصاص أصيل في طلب الرأي الستشاري من المحكمة دون التوقف‬
‫على صدور إذن من جهاز آخر‪ ،‬بينما علق ممارسة هذه الرخصة من‬
‫جانب الجهزة الرئيسة الخرى وكذلك الوكالت الدولية المتخصصة أو‬
‫الجهزة الفرعية على صدور إذن لها بذلك من الجمعية العامة‪ ،‬وقد‬
‫أذنت الجمعية العامة للكثير من الفروع والوكالت الدولية المتخصصة‬
‫بطلب الفتاء من المحكمة ومنها مثل‪ ،‬المجلس القتصادي والجتماعي‬
‫ومجلس الوصاية ومنظمة العمل الدولية وهيئة المم المتحدة للتغذية‬
‫والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وهيئة المم المتحدة للتربية والعلوم‬
‫والثقافة والهيئة الدولية للطيران المدني حيث تتمتع حاليا الكثير من‬
‫المنظمات والوكالت المرتبطة بالمم المتحدة بهذا الحق‪.‬‬
‫ويقدم طلب الفتوى بموجب كتاب يتضمن توضيحا دقيقا للموضوعات‬
‫المستفتى فيها ويرفق بالطلب جميع المستندات المطلوبة ويقوم‬
‫سجل المحكمة بتبليغ الدول أو المنظمات الدولية التي يعنيها المر أو‬
‫إنها تستطيع تقديم المعلومات‪ ،‬وتتسلم المحكمة البيانات الكتابية‬
‫المتعلقة بالموضوع أو تسمع في جلسة علنية تعقد لهذا الغرض‪ ،‬ويجوز‬
‫للدول الخرى التي لم تبلغ أن تعلن عن رغبتها في أن تقدم بيانا كتابيا‬
‫أو شفهيا أمام المحكمة‪ ،‬كما يجوز للدول التي تقدمت بالبيانات الكتابية‬
‫أو الشفهية أن تناقش البيانات التي قدمتها الدول الخرى‪ ،‬وتتبع‬
‫محكمة العدل الدولية في إجراءات إصدار الفتوى الجراءات المتبعة‬
‫في إصدار القرارات القضائية حسب ما تراه مناسبا مع طبيعة الفتوى‪،‬‬
‫وبعد انتهاء الجراءات المذكورة تصدر المحكمة فتواها في جلسة علنية‬
‫وتبلغ ذلك إلى المين العام للمم المتحدة ومندوبي الدول العضاء في‬
‫المم المتحدة والدول الخرى والهيئات الدولية ذات العلقة‪.‬‬
‫ومن المثلة الحديثة في إصدار الراء الستشارية قضية الجدار العازل‬
‫ففي ‪ 8/12/2004‬طلبت الجمعية العامة للمم المتحدة من محكمة‬
‫العدل الدولية بيان رأيها الستشاري بخصوص بناء الجدار العازل التي‬
‫تقوم به إسرائيل في الراضي الفلسطينية‪ ،‬وبعد التصويت على مدى‬
‫للطباعة‪169169-‬‬ ‫أبو الخير مصطفى أحمد‪ ،‬فتوى الجدار العازل والقانون الدولي‪ ،‬إيتراك‬
‫‪.‬والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪82‬‬
‫‪110‬‬
‫صلحيتها بالختصاص أقر جميع قضاة المحكمة الخمسة عشر‬
‫بالختصاص‪ ،‬ومن ثم انتقلت المحكمة لبحث موضوع الفتوى لتقرر بعد‬
‫ذلك بعدم مشروعية الجدار العازل وضرورة تفكيكه وتعويض‬
‫الفلسطينيين المتضررين من بناءه باعتباره يشكل مخالفة لمبادئ‬
‫القانون الدولي النساني وقد أيد القرار أربعة عشر قاضيا من قضاة‬
‫المحكمة الخمسة عشر‪.‬‬
‫وللمنظمات الدولية التالية تقديم طلب الستشارة إلى محكمة العدل‬
‫الدولية في المسائل القانونية التي تقع ضمن أنشطتها وفقا للفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 96‬من ميثاق المم المتحدة‪.‬‬
‫منظمة العمل الدولية‪ ،‬منظمة المم المتحدة للغذية والزراعة‪ ،‬منظمة‬
‫المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬منظمة الطيران المدني‬
‫الدولي‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬مؤسسة التمويل‬
‫الدولية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬المؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬التحاد‬
‫الدولي للتصالت‪ ،‬المنظمة العالمية للرصاد الجوية‪ ،‬المنظمة البحرية‬
‫الدولية‪ ،‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ ،‬الصندوق الدولي للتنمية‬
‫الزراعية‪ ،‬منظمة المم المتحدة للتنمية الصناعية‪ ،‬الوكالة الدولية‬
‫للطاقة الذرية‪.‬‬
‫خلصة القول لهذا المبحث المتعلق بمحكمة العدل الدولية هي‪ :‬أن‬
‫محكمة العدل الدولية هي الداة القضائية الرئيسية لمنظمة المم‬
‫المتحدة‪ ،‬وتقوم بعمله وفقا للنظام الساسي الملحق بميثاق المم‬
‫المتحدة‪ ،‬وهو مبني على النظام الساسي لمحكمة العدل الولية‬
‫الدائمة‪ ،‬وهو جزء ل يتجزء من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬والمادة ‪ 92‬من‬
‫الميثاق تحدد بوضوحا العلقة الوثيقة بين محكمة العدل الدولية والمم‬
‫المتحدة وتصف المحكمة بأنها الداة القضائية الرئيسية للمم المتحدة‪،‬‬
‫حيث تنص المادة على أن محكمة العدل الدولية هي الداة القضائية‬
‫الرئيسية للمم المتحدة وتقوم بعملها وفق نظامها الساسي الملحق‬
‫بهذا الميثاق‪ ،‬وهو مبني على النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‬
‫الدائمة وجزء ل يتجزء من الميثاق‪ ،‬وتشهد المادة ‪ 93‬من الميثاق على‬
‫هذه الرابطة المتينة‪ ،‬فهي تدل على أن جميع الدول العضاء في المم‬
‫المتحدة تعتبر بحكم عضويتها أطرافا في النظام الساسي لمحكمة‬
‫العدل الدولية‪ ،‬حيث نصت المادة بقوله‪ :‬يعتبر جميع أعضاء المم‬
‫المتحدة بحكم عضويتهم أطرافا في النظام الساسي لمحكمة العدل‬

‫‪111‬‬
‫الدولية‪ ،‬كما يجوز للدول غير العضاء في المم المتحدة أن تنضم إلى‬
‫النظام الساسي للمحكمة بشروط تحددها الجمعية العامة للمم‬
‫المتحدة لكل حالة بناء على توصية من مجلس المن الدولي وفقا‬
‫للفقرة الثانية من المادة ‪ 93‬من الميثاق‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬في ختام هذه المطبوعة تناولنا الطار المفاهيمي لمفهههوم‬


‫المنظمهات الدوليهة ‪ ،‬وذلهك مهن حيهث المههدلول اللغههوي والصههطلحي‬
‫للمنظمههات الدوليههة‪ ،‬ثههم الجهههزة الرئيسههية الههتي تعمههل مههن خللههها‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬والسههلطات أو الصههلحيات الممنوحههة لههها كههل فههي‬
‫إطار التفاقية أو الميثاق أو العهد أو النظام الساسي للمنظمة الدولية‪.‬‬
‫كما تطرقنا إلى تقسيم المنظمات الدولية‪ ،‬سواء مههن حيههث العضههوية‬
‫والتركيبة ‪ ،‬حيث أن المنظمات الدوليههة تنقسههم إلههى منظمههات عالميههة‬
‫ومنظمههات إقليميههة‪ ،‬ومنظمههات حكوميههة ومنظمههات غيههر حكوميههة‪،‬‬
‫ومنظمات دولية متخصصة‪ ،‬وهناك منظمات تعتبر فاعلة فههي المجتمههع‬
‫الههدولي‪ ،‬ثههم المسههؤولية الدوليههة للمنظمههة الدوليههة والمركههز القههانوني‬
‫للمنظمات الدولية غيههر الحكوميههة‪ ،‬ثههم بينهها مهدى اعتبههار قههرارات هههذه‬
‫المنظمات كمصدر من مصادر القانون الدولي‪.‬‬
‫كما تطرقنا إلى تعريف منظمة المم المتحدة وأخذنا ها كنمههوذج وذلههك‬
‫باعتبارها المنظمة العالمية العملقة في المجتمههع الههدولي‪ ،‬بينهها مفهههوم‬
‫وأهمية هذه المنظمة والطريق إلههى إنشههائها والجهههزة الرئيسههية الههتي‬
‫تتكون منها منظمة المم المتحدة‪ ،‬وهي الجمعية العامة للمم المتحدة‪،‬‬
‫ومجلس المن الههدولي‪ ،‬والمجلههس القتصههادي والجتمههاعي والثقههافي‪،‬‬
‫ومجلههس الوصههاية‪ ،‬والمانههة العامههة للمههم المتحههدة ومحكمههة العههدل‬
‫الدولية‪ ،‬وهي الجهاز القضائي الرئيسي لمنظمة المم المتحدة‪.‬‬
‫وتجدر الشارة في هذا الموضوع هو أن منظمة المم المتحههدة بههالرغم‬
‫أن الهدف من إنشائها هو حفظ السلم والمن الدوليين‪ ،‬إل أن المنظمة‬
‫اليوم نجد نشاطها شههمل كههل منههاحي حيههاة المجتمههع الههدولي‪ ،‬الصههحة‬
‫والتعليم‪ ،‬والغذية والزراعة‪ ،‬المومة والطفولة‪ ،‬السلم والمن‪ ،‬التنميههة‬
‫المستدامة‪ ،‬اللجئين والمهجرين في الداخل والخارج‪ ،‬النزاعات الدولية‬
‫وغير الدولية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة ‪1-‬‬
‫‪.‬الرابعة‪2009 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬إبراهيم أحمد شبلي‪ ،‬أصول التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية السكندرية‪2-1985 /‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬أماني قنديل‪ ،‬المجتمع المدني في العالم العربي‪ ،‬مطابع سيفكس‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪-4‬د‪ .‬إبراهيم العناني‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬جامعة عين شمس القاهرة‪.1982 ،‬‬
‫د‪.‬السيد أبو عطية‪ ،‬الجزاءات الدولية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية ‪5-‬‬
‫‪.‬السكندرية‪ ،‬بدون سنة نشر‬
‫د‪.‬إبراهيم الشبلي أحمد‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دراسة في النظرية العامة والمنظمات الدولية‪6-،‬‬
‫‪.‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت لبنان‬
‫‪-7‬د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط فههي قههانون المنظمههات الدوليههة‪ ،‬دار الثقافههة العربيههة‪ ،‬القههاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1983‬ص ‪ .58‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬محمد سههعيد الههدقاق‪ ،‬القههانون الههدولي‪ ،‬المصههادر الشههخاص‪،‬‬
‫الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1993‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم على‪ ،‬المنظمات الدولية النظرية العامة المم المتحدة‪ ،‬دار النهضة العربية‪8-،‬‬
‫‪.‬القاهرة‪2001 ،‬‬
‫‪-9‬د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الوسيط فههي قههانون المنظمههات الدوليههة‪ ،‬دار النهضههة العربيههة‪ ،‬القههاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الولي ‪.1985‬‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬منظمة المم المتحدة والمنظمات المتخصصة والقليمية‪ ،‬دراسة ‪10-‬‬
‫‪.‬للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1997 ،‬‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬التعليق على قضايا محكمة العدل الدولية‪ ،‬المجلة المصرية للقانون ‪11-‬‬
‫‪.‬الدولي‪ ،‬العدد ‪1992 ،48‬‬
‫د‪ .‬أحمد رفعت‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول طبيعة أشخاص القانون الدولي‪ ،‬دار‪12-‬‬
‫‪.‬النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪1994 ،‬‬
‫إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمم المتحدة‪ ،‬الدار الجامعية‪13-،‬‬
‫‪.‬بيروت لبنان‪1988 ،‬‬
‫د‪ .‬الطاهر بو جلل‪ ،‬دليل آليات المنظومة الممية لحماية حقوق النسان‪ ،‬المعهد العربي ‪14-‬‬
‫‪.‬لحقوق النسان‪2001 ،‬‬
‫أبو الخير مصطفى أحمد‪ ،‬فتوى الجدار العازل والقانون الدولي‪ ،‬إيتراك للطباعة والنشر‪15-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬‬
‫د‪ .‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪16- ،‬‬
‫‪.‬الجزائر‪ ،‬الطبعة السادسة‪2005 ،‬‬
‫بدر الدين بوذياب‪ ،‬الطابع التشريعي لقرارات المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة نموذجا‪17- ،‬‬
‫مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون الدولي‪ ،‬فرع القانون الدولي العام‪ ،‬جامعة مولود‬
‫‪.‬معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر ‪2011‬‬
‫بن جديدي محمد‪ ،‬قرارات المنظمات الدولية ومدى فاعليتها‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون ‪18-‬‬
‫‪.‬الدولي والعلقات الدولية‪ ،‬معهد العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الجزائر‪1993 ،‬‬
‫د‪ .‬بن عامر تونسي‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن ‪19-‬‬
‫‪.‬عكنون الجزائر‪ ،‬الطبعة السادسة‪2005 ،‬‬
‫تقية محمد‪ ،‬الرادة المنفردة كمصدر لللتزام في القانون الجزائري والشريعة السلمية‪20-،‬‬
‫‪.‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪1984 ،‬‬
‫د‪ .‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬المنظمات العالمية والقليمية ‪21-‬‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولى‪2006 ،‬‬

‫‪113‬‬
‫د‪ .‬جمال عبد الفتاحا عثمان‪ ،‬المسؤولية الدولية عن عمليات البث المباشر العابر للحدود ‪22-‬‬
‫‪.‬في ضوء القانون الدولي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتاب القانوني للفكر مصر‪2009 ،‬‬
‫د‪ .‬جوتيار محمد رشدي‪ ،‬المسؤولية الدولية عن انتهاكات الشركات متعددة الجنسيات ‪23-‬‬
‫‪.‬لحقوق النسان‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية ‪2009‬‬
‫د‪ .‬حسام هنداوي‪ ،‬حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير على ضوء قواعد النظام‪24-‬‬
‫‪.‬العالمي الجديد‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬المجلد ‪1991 ،47‬‬
‫حسن الجلبي‪ ،‬مبادئ المم المتحدة وخصائصها التنظيمية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‪25-‬‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬بغداد‪1970 ،‬‬
‫د‪ .‬جعفر عبد السلما‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامأة للتنظيم الدولي والمأم المتحدة ‪26-‬‬
‫‪ .‬والوكالت المتخصصة والمنظمات القإليمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة السادسة‪1990 ،‬‬
‫د‪.‬حسام هنداوي‪ ،‬حدود سلطات مجلس المن في ضوء النظام العالمي الجديد‪ ،‬القاهرة‪27-،‬‬
‫‪ ،1994‬ص ‪93‬‬
‫د‪ .‬خليل حسين‪ ،‬موسوعة القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول النشأة والمصادر‪ ،‬الدولة‪28-‬‬
‫والمنظمات الدولية والفراد‪ ،‬المعاهدات الدولية والقانون الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬منشورات‬
‫‪.‬الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الولى ‪2012‬‬
‫د‪ .‬خلف رمضان محمد الجبوري‪ ،‬دور المنظمات الدولية في تسوية المنازعات الدولية‪ ،‬دار ‪29-‬‬
‫‪.‬الجامعة الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى‪2013 ،‬‬
‫د‪ .‬خالد حساني‪ ،‬سلطات مجلس المن في تطبيق الفصل السابع بين أحكام الميثاق ‪30-‬‬
‫والممارسة الدولية المعاصرة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪2015.‬‬
‫د‪ .‬خليل حسين‪ ،‬موسوعة المنظمات االيمية والقارية‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬النظرية العامة ‪31-‬‬
‫للمنظمات االيمية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التكتلت القليمية العربية‪ ،‬التحادات القطرية العربية‪،‬‬
‫المنظمات غير الحكومية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬
‫‪.2005‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬مصطفى فؤاد‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫‪.‬السكندرية‪1998 ،‬‬
‫د‪.‬خليل حسن‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية العامة والمنظمات العالمية‪ ،‬البرامج والوكالت‪32-‬‬
‫‪.‬المتخصصة‪ ،‬المجلد الول‪ ،‬دار المنهل اللبناني بيروت‪2010 ،‬‬
‫د‪ .‬رجب عبد المنعم متولي‪ ،‬المعجم الوسيط في شرحا قواعد القانون الدولي العام‪33- ،‬‬
‫‪.‬مقارنا بأحكام الشريعة السلمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬‬
‫د‪ .‬رجب عبد المنعم‪ ،‬المسؤولية الدولية للتحالف النجلو أمريكي لحتلل العراق في ضوء ‪34-‬‬
‫قواعد القانون الدولي العام‪ ،‬دراسة مقارنة بأحكام شريعة السلم ‪ ،2010‬ص ‪.30‬أنظر أيضا‪:‬‬
‫‪.‬د‪ .‬غسان الجندي‪ ،‬المسؤولية الدولية‪ ،‬مطبعة التوفيق‪ ،‬عمان الردن‪1990 ،‬‬
‫رياض الصمد‪ ،‬العلقات الدولية في القرن العشرين تطور الحداث ما بعد الحرب العالمية ‪35-‬‬
‫‪.‬الثانية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت لبنان‪1986 ،‬‬
‫د‪ .‬رقيب محمد جاسم الحماوي‪ ،‬تطور وظائف المم المتحدة وأثرها على سيادة الدول‪36-،‬‬
‫‪.‬دراسة قانونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬السكندرية‪2013 ،‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت ‪37-‬‬
‫‪.‬لبنان‪ ،‬الطبعة الولى ‪2002‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬مبادئ المنظمات الدولية العالمية‪ ،‬والقليمية‪ ،‬دار الثقافة ‪38-‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪2010 ،‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬موسوعة‪39-‬‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪2018.‬‬

‫‪114‬‬
‫د‪ .‬سمير محمد فضيل‪ ،‬المسؤولية الدولية عن الضرار الناتجة عن استخدام الطاقة ‪40-‬‬
‫النووية وقت السلم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪ .64‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬السيد‬
‫مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬إستراتيجية فض العولمة‪ ،‬الليات ووسائل الحماية‪ ،‬إيتراك‪ ،‬القاهرة‬
‫‪2008.‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬القانون الدولي العام في السلم‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪41- ،‬‬
‫‪.‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪2010 ،‬‬
‫د‪ .‬سعيد سالم جيلي‪ ،‬مواجهة الضرار بالبيئة بين الوقاية والعلج‪ ،‬جامعة المارات ‪42- ،1999‬‬
‫‪.‬ص ‪12‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬نظرية المنظمة الدولية‪ ،‬موسوعة المنظمات الدولية‪ ،‬الجزء ‪43-‬‬
‫‪.‬الول‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪2010 ،‬‬
‫د‪.‬سعيد محمد أحمد باناجة‪ ،‬الوجيز في قانون المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬مؤسسة ‪44-‬‬
‫‪.‬الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة الولى‪1985 ،‬‬
‫د‪ .‬سهيل حسين الفتلوي‪ ،‬المم المتحدة أجهزة المم المتحدة‪ ،‬الجزء الثاني موسوعة ‪45-‬‬
‫المنظمات الدولية دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة الهاشمية الردنية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪2010.‬‬
‫‪-46‬د‪ .‬طالب عبد الله فهد العلواني‪ ،‬تنفيذ اللتزامات الدولية ومبدأ حسن النية في القانون‬
‫الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2015‬ص ‪.70‬‬
‫د‪ .‬طه محمد جاسم الحديدي‪ ،‬التزامات دولة المقر تجاه المنظمة الدولية‪ ،‬دار الكتب ‪47-‬‬
‫‪.‬القانونية‪ ،‬دار شتات نشأت للنشر مصر‪ ،‬الطبعة الولى ‪167 ،2015‬‬
‫د‪ .‬عبد الملك يونس محمد‪ ،‬مسؤولية المنظمات الدولية عن أعمالها والقضاء المختص ‪48-‬‬
‫بمنازعاتها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪1984 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز رمضان الخطابي‪ ،‬أسس القانون الدولي المعاصر‪ ،‬دراسة في ضوء نظرية ‪49-‬‬
‫‪.‬الختصاص‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية‪2013 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬على صادق أبو هيف‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪50-2015 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز محمد سرحان‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪51- ،‬‬
‫‪1990.‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز سرحان محمد‪ ،‬النظام الدولي الجديد والشرعية الدولية‪ ،‬دار النهضة ‪52-‬‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬القاهرة‪1993 ،‬‬
‫‪ -53‬د‪ .‬عادل أحمد الطائي‪ ،‬تفسير المعاهدات الدولية‪ ،‬دراسههة فههي قههانون المعاهههدات الدوليههة‪،‬‬
‫كلية الحقوق جامعة الزيتونة الردنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ -54‬د‪ .‬عبد العزيز رمضان علي الخطابي‪ ،‬الدفاع الوقائي في القانون الدولي العام‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة الولي‪.2011 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز رمضان الخطابي‪ ،‬أساس القانون الدولي المعاصر‪ ،‬دراسة في ضوء نظرية ‪55-‬‬
‫‪.‬الختصاص‪ ،‬دار الفكر الجامعي السكندرية‪ ،‬الطبعة الولى ‪2014‬‬
‫د‪ .‬عبد السلم صالح‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬الدار الجماهيرية‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الطبعة ‪56-‬‬
‫‪،‬الولى‪1992 ،‬‬
‫د‪ .‬هارون هاشم رشيد‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬دار سراس للنشر‪ ،‬تونس‪57- 1980 ،‬‬
‫د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬د‪ .‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات ‪58-‬‬
‫‪.‬الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪2005 ،‬‬
‫‪ -59‬د‪.‬عمر سعد اللهه‪ ،‬المنظمههات الدوليههة غيهر الحكوميههة فهي القهانون الههدولي بيههن النظريههة‬
‫والتطور‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولي‪.2009 ،‬‬
‫‪- 60‬د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬د‪ .‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.315‬‬

‫‪115‬‬
‫‪-61‬د‪ .‬غازي صبار يني‪ ،‬الوجيز فههي مبههادئ القههانون الههدولي العههام‪ ،‬مكتبههة دار الثقافههة عمههان‪،‬‬
‫الطبعة الولي ‪.1992‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم سلمة‪ ،‬نظرات في الحماية الدبلوماسية ودور فكرة الجنسية في ‪62-‬‬
‫المسؤولية الدولية عن الضرار البيئية‪ ،‬مقال منشور في المجلة المصرية للقانون الدولي‪،‬‬
‫‪.‬المجلد ‪2002 ،58‬‬
‫د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬شروط المصلحة في دعوى المسؤولية الدولية عن انتهاك ‪63-‬‬
‫‪.‬الشرعية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت لبنان‪1982 ،‬‬
‫‪-64‬د‪.‬عبد الملك يونس محمهد‪ ،‬مسهؤولية المنظمهات الدوليهة عههن أعمالههها والقضهاء المختهص‬
‫بمنازعاتها‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولي‪.2009 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم علوان خضير‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي العام‪ ،‬الكتاب الرابع‪ ،‬المنظمات‪67-‬‬
‫الدولية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1997 ،‬ص ‪ .88‬أنظر‬
‫أيضا‪ :‬حامد سلطان‪ ،‬أحكام القانون الدولي في الشريعة السلمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.‬القاهرة‪1970 ،‬‬
‫د‪ .‬علوان محمد يوسف‪ ،‬القانون الدولي‪ ،‬الجزء الول المقدمة والمصادر‪ ،‬دار وائل للنشر‪68- ،‬‬
‫‪473 ،2007‬‬
‫‪-69‬د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬دراسات في القانون الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.2005 ،‬‬
‫د‪ .‬علي صادق أبو هيف‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬النظريات والمبادئ العامة‪ ،‬أشخاص القانون‪70-‬‬
‫الدولي‪ ،‬النطاق الدولي‪ ،‬العلقات الدولية‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬المنازعات الدولية‪ ،‬الحرب والحياد‪،‬‬
‫‪.‬منشأة المعارف السكندرية‪2015 ،‬‬
‫د‪.‬على يوسف شكري‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية والمتخصصة‪ ،‬دار وائل للنشر‪71-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪2004 ،‬‬
‫د‪ .‬عمر سعد الله‪ ،‬مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها في ميثاق وأعمال منظمة المم‪72-‬‬
‫‪.‬المتحدة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم الدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪1984 ،‬‬
‫د‪.‬علي إبراهيم‪ ،‬الحقوق والواجبات الدولية في عالم متغير‪ ،‬المبادئ الكبرى والنظام الدولي ‪73‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.‬الجديد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1997 ،‬‬


‫د‪ .‬علوي أمجد علي‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي العام‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬دولة ‪74-‬‬
‫‪.‬المارات العربية المتحدة‪2003 ،‬‬
‫د‪ .‬غازي حسن صاريني‪ ،‬الوجيز في مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬دار الثقافة للنشر ‪75-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬عمان الردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪2009 ،‬‬
‫فخري رشيد مهنا‪ ،‬ياسين داوود‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬مطابع التعليم العالي‪ ،‬دار الكتب في ‪76-‬‬
‫‪.‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪1989 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد السلم عرفة‪ ،‬المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬الدار الجماهيرية للتوزيع والنشر‪78-‬‬
‫والعلن‪ ،‬ليبيا‪1993. ،‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول الجماعة الدولية‪79- ،‬‬
‫‪.‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬الطبعة السادسة‪2002 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد طلعت الغنيمي‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬دار المطبوعات ‪80-‬‬
‫‪.‬الجامعية‪ ،‬السكندرية‪2009 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬مأحمود مأرشحة‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬النظرية العامأة‪ ،‬مأديرية الكتب والمطبوعات الجامأعية‪ ،‬حلب دمأشق‪81- 1990 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬المقدمة والمصادر‪ ،‬دار وائل للنشر‪82-‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪2007 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬قانون المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة‪ ،‬دار الجامعة ‪83-‬‬
‫‪.‬الجديدة‪ ،‬السكندرية‪2015 ،‬‬

‫‪116‬‬
‫د‪ .‬محمد مصطفى الغربي‪ ،‬حق المساواة في القانون الدولي‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار ‪84-‬‬
‫‪.‬المطبوعات الجامعية‪ ،‬السكندرية ‪2007‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬الجزء الول الجماعة الدولية ‪85-‬‬
‫‪.‬القاعدة الدولية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬السكندرية الطبعة السابعة ‪2008‬‬
‫د‪ .‬مصطفى سلمة حسين‪ ،‬المنظمة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت لبنان‪86- 1988 ،‬‬
‫د‪ .‬مأمون المنان‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬وقوانين المعاهدات ‪87-‬‬
‫والمنظمات الدولية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬دار شتات للنشر والبرمجيات‪ ،‬مصر ‪89-.2010‬‬
‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية والمنظمات الدولية العالمية والقليمية ‪90-‬‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪2007 ،‬‬
‫‪ 91‬د‪ .‬محمد فؤاد رشاد‪ ،‬قواعد تفسير المعاهدات في الشريعة السلمية والقانون الههدولي‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬السكندرية الطبعة الولي‪.2008 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد السعيد الدقاق‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار المطبوعات ‪92-‬‬
‫‪.‬الجامعية‪ ،‬السكندرية‪2002 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪93-،‬‬
‫‪2007.‬‬
‫ص ‪ .244‬أنظر أيضا‪ :‬د‪ .‬أحمد الرشيدي‪ ،‬بعض التجاهات الحديثة في دراسة القانون ‪. 66‬‬
‫‪.‬الدولي العام‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي العام‪ ،‬المجلد ‪1999 ،55‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬أصول القانون الدولي العام‪ ،‬القاعدة الدولية‪ ،‬دار الجامعة ‪94-‬‬
‫‪.‬الجديدة‪ ،‬السكندرية‪2015 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬القيمة القانونية لقرارات المنظمات الدولية كمصدر لقواعد ‪95-‬‬
‫‪.‬القانون الدولي العام‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪1968 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد بجاوي‪ ،‬من أجل نظام اقتصادي جديد‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪96- ،‬‬
‫‪ .171 ،1985:‬أنظر أيضا‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬محمد سعيد الدقاق‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم خليفة أحمد‪ ،‬القانون ‪97-‬‬
‫الدولي العام‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪ .338‬أنظر أيضا‪ :‬بن عامر تونسي‪،‬‬
‫‪.‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1993 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد مصطفى يونس‪ ،‬حسن النية في القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪98- ،‬‬
‫‪.‬القاهرة‪1993 ،‬‬
‫د‪ .‬حسن الجلبي‪ ،‬مبادئ المم المتحدة وخصائصها التنظيمية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات ‪99-‬‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬بغداد‪ ،‬بدون سنة نشر‬
‫‪.‬د‪ .‬محمد عبد الواحد الفار‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬عالم الكتاب‪ ،‬القاهرة‪100-1991 ،‬‬
‫‪.‬د‪.‬مصطفى سلمة حسين‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪101-2000 ،‬‬
‫‪962009.‬‬
‫د‪ .‬محمد سامي عبد الحميد‪ ،‬قانون المنظمات الدولية‪ ،‬المم المتحدة‪ ،‬دار الجامعة‪102-‬‬
‫‪،‬الجديدة السكندرية‪2014 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬النظرية والمنظمات العالمية والقليمية‪103-‬‬
‫‪.‬والمتخصصة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثامنة‪2006 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد أبو سلطان‪ ،‬القانون الدولي العام وحرب التحرير الجزائرية‪ ،‬المؤسسة الوطنية‪104-‬‬
‫‪.‬للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الولى‪1986 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن البياري‪ ،‬المنظمات الدولية الحديثة وفكرة الحكومة العالمية‪ ،‬الهيئة‪105-‬‬
‫‪.‬المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬‬
‫‪.‬د‪ .‬مفيد شهاب‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪106-1989 ،‬‬

‫‪117‬‬
107- ‫ النظرية والمنظمات العالمية والقليمية‬،‫ التنظيم الدولي‬،‫محمد المجذوب‬.‫د‬
2006 ،‫ الطبعة الثامنة‬،‫ بيروت لبنان‬،‫ منشورات الحلبي الحقوقية‬،‫والمتخصصة‬.
108-،‫ دور مجلس المن في حل النزاعات الدولية بين النص والتطبيق‬،‫نوري عبد الرحمان‬
‫ كلية الحقوق‬01 ‫ جامعة الجزائر رقم‬،‫مذكرة ماجستير في القانون الدولي والعلقات الدولية‬
2013/2014 ،‫بن عكنون‬.
109- ،‫ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‬،‫ القانون الدولي العام‬،‫ وليد بيطار‬.‫د‬
2008 ،‫ الطبعة الولى‬،‫بيروت لبنان‬.
110-‫ المجلد‬،‫ المجلة المصرية للقانون الدولي العام‬،‫ مستقبل المم المتحدة‬،‫وحيد رأفت‬.‫د‬
1975 ‫ عام‬،‫الحادي والثلثون‬،
‫المراجع الجنبية‬
1- une Organisation internationale, est l, association d, Etats souverains établie par un accord, c, est
généralement un traité international qui définit son statut entre ses membres et dotée d, une appareil
permanent d, organes communs, chargés de la relation des intérêts communs par une coopération entre
eux.

2- Paul Reuter, les organes subsidiaires des organisations internationales, articles publies dans
les mélanges intitules Hommages dune génération de juristes au président Ras devant, édition
A, pedone, paris, 1960.
3- Les organisations internationales contemporaines peuvent être divisées en deux grandes
catégories, a savoir les institutions intergouvernementales dites publique, et les organisations
non gouvernementales dites privées ONG. Voir louis Sabourin, organisation internationale,
école nationale d, administration publique, France, 2012.
4-Dupuy(P.M) droit international public, Dalloz, paris, 1998.
5-Gilles cottereau, système juridique de la responsabilité, la responsabilité dans le système
international, pedone, paris, 1991.
6-Ralph Zacklin, la responsabilité dans le système international, responsabilité de l’organisation
internationale, pedone paris, 1991.

-7 L, ONU n, est pas un gouvernement mondial, Elle ne peut que ce veulent collectivement
les Etats qui la composent, les gouvernements lui imposent ses mandats,, lui donnent ses
moyens humains, militaires et financiers, la Famille des nations Unies comparent l,onu
proprement dite et les Institutions spécialisés qui lui sont rattachées, telle qu’elle est prévue
par la charte de San Francisco, l,organisation des nations Unies Forme un imposant ensemble
de xix organes principaux.
8-assemblée générale 193 membres 1 pays = 1 voix l, Assemblée générale est l, organe
centrale des nations unies elle est Formé de les Etats membres.2-conseil de sécurité, 5
membre permanents avec droit de veto, 10 membre non- permanents élus pour 2 ans. 3-
conseil économique et social.4-conseil de tutelle.5-sécuritaire générale. 6-cour international
de justice.
-9International court of justice, application four revision and interpretation of the juge;ent of 24
February 1982, in the case concerning the continental shelf Tunisia Libyan Arab Jamahiriya
judgment ICJ Reports 1985.

118
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪.............................................................................:‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل الول‪........................................................................:‬‬
‫‪04‬‬
‫المبحث‬
‫الول‪05.......................................................................:‬‬
‫المطلب الول‪................................................................ .....:‬‬
‫‪05‬‬
‫المطلب‬
‫الثاني‪15............................................ .........................:‬‬
‫المطلب‬
‫الثالث‪16......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الرابع‪19.......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الخامس‪26....................................................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪......................................................................:‬‬
‫‪31‬‬
‫المطلب الول‪......................................................................:‬‬
‫‪32‬‬
‫المطلب الثاني‪.....................................................................:‬‬
‫‪37‬‬
‫المطلب‬
‫الثالث‪45......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الرابع‪48............................................................... ......:‬‬
‫‪119‬‬
‫المطلب‬
‫الخامس‪57...................................................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪.....................................................................:‬‬
‫‪64‬‬
‫المطلب الول‪......................................................................:‬‬
‫‪64‬‬
‫المطلب الثاني‪.....................................................................:‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪......................................... ................ ...........:‬‬
‫‪73‬‬
‫المبحث‬
‫الول‪75.......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الول‪76.......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الثاني‪78......................................................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪....................................... ..............................:‬‬
‫‪82‬‬
‫المطلب‬
‫الول‪83.......................................................................:‬‬
‫المطلب‬
‫الثاني‪90......................................................................:‬‬
‫المبحث الثالث‪....................................................................:‬‬
‫‪102‬‬
‫المطلب الول‪.....................................................................:‬‬
‫‪103‬‬
‫المطلب الثاني‪.....................................................................:‬‬
‫‪111‬‬
‫المطلب الثالث‪............................................... .....................:‬‬
‫‪114‬‬
‫المبحث الرابع‪.....................................................................:‬‬
‫‪117‬‬

‫‪120‬‬
‫المطلب الول‪.....................................................................:‬‬
‫‪119‬‬
‫المطلب الثاني‪.....................................................................:‬‬
‫‪122‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................:‬‬
‫‪132‬‬
‫الفهرس‪............................................................................:‬‬
‫‪133‬‬

‫‪121‬‬

You might also like