Professional Documents
Culture Documents
ملخص محاضرات عن بعد لطلبة الدكتوراه في مادة قانون الصفقات وتفويضات المرفق العام
ملخص محاضرات عن بعد لطلبة الدكتوراه في مادة قانون الصفقات وتفويضات المرفق العام
1
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،236/10اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " :ﻋﻘود ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،ﺗﺑرم وﻓق اﻟﺷروط
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ،ﻗﺻد إﻧﺟﺎز أﺷﻐﺎل واﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣواد واﻟﺧدﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت ﻟﺣﺳﺎب
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻛذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ّ
وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،اﻟذي أﻟﻐﻰ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،236/10ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻫﻲ ":ﻋﻘود ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،ﺗﺑرم ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﻊ ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻓق
اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ،ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺷﻐﺎل
واﻟﻠوازم واﻟﺧدﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " :ﻋﻘود ﻣﺑرﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣن
ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز أﺷﻐﺎل أو ﻟوازم أو ﺧدﻣﺎت".
" Les marchés publics sont des contrats passés dans les conditions
prévues au présent code, par les collectivités publique en vue de la
réalisation de travaux, fournitures, et services".
ﯾﺗﺿﺢ ﺟﻠﯾﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺎت ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﺗﺿﻣن ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻟدراﺳﺎت ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺳﺗدﻋﻲ
وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﺗﻌرض ﻟدراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ)اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(،
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ)اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﺛم أﺧﯾ ار ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث(.
2
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﯾرﺗﺑط اﻟﻌﻘد اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،أي أن رواﺑط اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة اﻟذي ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﺣرﯾﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ إﺑرام ﻋﻘدﻫم
اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘد اﻹداري ﻓﻠدﯾﻪ ﺿواﺑط ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻗواﻧﯾن وأﻧظﻣﺔ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑوا إﻟﯾﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻹداري.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﺑرز وأﻫم ﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد
أﺣﺎطﻬﺎ ﺑﺂﻟﯾﺎت وأﺳﺎﻟﯾب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم وﺗﻛرﯾس ﻣﺑﺎدئ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺣﯾﺎد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣن ﺗﻌﺳف اﻹدارة.
ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم اﻟﺗﻌرض ﻟﺗﻔﺻﯾل اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻧﻣوذج ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻣن
ﺧﻼل إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض ٕواﺟراءاﺗﻪ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﻣطﻠب
اﻷول( ،ﺛم اﻟﺗطرق إﻟﻰ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ٕواﺟراءاﺗﻪ ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺷﻛل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء
)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻫو إﺟراء ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋروض ﻣن ﻋدة ﻣﺗﻌﻬدﯾن ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻣﻊ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﺻﻔﻘﺔ
دون ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﻌﻬد اﻟذي ﯾﻘدم أﺣﺳن ﻋرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر
اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﻌد ﻗﺑل إطﻼق اﻹﺟراء ،ﺣﯾث ﯾﻌﻠن ﻋن ﻋدم ﺟدوى طﻠب اﻟﻌروض ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ
ﯾﺗم اﺳﺗﻼم أي ﻋرض ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﺗم اﻹﻋﻼن ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض ﻋن ﻣطﺎﺑﻘﺔ أي ﻋرض
ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻟﻣﺣﺗوى دﻓﺗر اﻟﺷروط ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺿﻣﺎن ﺗﻣوﯾل اﻟﺣﺎﺟﺎت.
3
) ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻔﺻﯾل ﺻور طﻠب اﻟﻌروض)اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻛذا إﺟراءاﺗﻪ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻧﻣوذج ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺑرم اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻵﻟﯾﺔ طﻠب اﻟﻌروض ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
أوﻻ -طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﻔﺗوح :ﻫو إﺟراء ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أي ﻣﺗرﺷﺢ ﻣؤﻫل أن ﯾﻘدم ﺗﻌﻬدا ،وﺗﺑدوا
اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ذﻟك ﻓﻲ إرادة اﻹدارة ﻟﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎل ﻋروض اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن دون ﻗﯾود ﺑﻐﯾﺔ
اﺧﺗﯾﺎر أﻓﺿل ﻋرض ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻛرس ذﻟك ﻣﺑﺎدئ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﻔﺗوح ﻣﻊ اﺷﺗراط ﻗدرات دﻧﯾﺎ :ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺟراء ﯾﺳﻣﺢ ﻓﯾﻪ ﻟﻛل اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن
اﻟﻠذﯾن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻬم ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻗﺑل إطﻼق
اﻹﺟراء ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻌﻬد ،وﻻ ﯾﺗم اﻧﺗﻘﺎء ﻗﺑﻠﻲ ﻟﻠﻣرﺷﺣﯾن ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،وﺗﺧص اﻟﺷروط
اﻟﻣؤﻫﻠﺔ اﻟﻘدرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﺗﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ وﺗﻌﻘﯾد
وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷروع.
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﺟﻠﯾﺎ أن ﺷﻛل طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﻔﺗوح ﻣﻊ اﺷﺗراط ﻗدرات دﻧﯾﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻣؤﻫﻼت ﻣﺣددة ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
أن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﻛﺣد أدﻧﻰ ﺣﺗﻰ ﯾﺧول إﻟﯾﻪ إﯾداع ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﺣدود :ﻫو إﺟراء ﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﯾﻛون اﻟﻣرﺷﺣون اﻟذﯾن ﺗم اﻧﺗﻘﺎؤﻫم
اﻷوﻟﻲ ﻣن ﻗﺑل ﻣدﻋوﯾن وﺣدﻫم ﻟﺗﻘدﯾم ﺗﻌﻬد ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﺣدد ﻓﻲ دﻓﺗر
اﻟﺷروط اﻟﻌدد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻣرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﺳﺗﺗم دﻋوﺗﻬم ﻟﺗﻘدﯾم ﺗﻌﻬد ،ﺑﻌد اﻧﺗﻘﺎء أوﻟﻲ ﺑﺧﻣﺳﺔ )(5
4
ﻣﻧﻬم ،وﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎء اﻷوﻟﻲ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻹﺟراء اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟدراﺳﺎت أو ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻘدة أو ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﺟراء طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﺣدود ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻪ أن ﯾﺗﻘدم أي ﻣﺗرﺷﺢ ﻹﯾداع ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻬم ﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﻛﺎﻗﺗﺻﺎر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺟﻠﯾن ﻟدى ﺟﻬﺔ ﻓﻧﯾﺔ أو ﺣرﻓﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑو ازرة ﻣن اﻟو از ارت ،ﺑﻣﺎ
ﯾﺑرر ﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ ،ﻟذا ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ أو
اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻟﻬﺎ ﺗواﻓر اﻟﺷروط ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻣواﺻﻔﺎت ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﻘﺎت.
راﺑﻌﺎ -اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ :ﻫﻲ إﺟراء ﯾﺿﻊ رﺟﺎل اﻟﻔن ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﻌد رأي ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺣﻛﯾم ﻣﺧطط أو
ﻣﺷروع ﻣﺻﻣم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ أﻋدﻩ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ،ﻗﺻد إﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب
ﺗﻘﻧﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻓﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺑل ﻣﻧﺢ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻷﺣد اﻟﻔﺎﺋزﯾن ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ إﺟراء اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﻬﻧدﺳﺔ
اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ واﻟﻬﻧدﺳﺔ ،أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن إﺟراء اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذي ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛرﺟﺎل اﻟﻔن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن ﻛﺎﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻧظﯾم
ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻧﯾﺎ ﺑﯾن أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌﺗﺑر أﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻫم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ
ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن ﺧﻼل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻓﺿل اﻟﻌروض ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
5
وأﻗﻠﻬﺎ ﺳﻌرا ،وﻫذا ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﯾﺣﻘق اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم
وﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬم اﻟﺗﻘدم ﺑﻌطﺎءاﺗﻬم ﻓﻲ ظل اﻹﺟراءات اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺟﺳد ذﻟك ﻣﺑﺎدئ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد اﺳﺗوﺟب اﻟﻌﺗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ
إطﺎر إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺛم ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض إذا ﻟم ﺗﺳﺗوﻓﻲ
ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺳﻘف اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﻘرر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 13ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15
ﺑل ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﻛﯾﻔﺔ ﻹﺑرام ﻫذﻩ اﻟطﻠﺑﺎت ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﻣﻛﯾﻔﺔ ﻣﺣل
إﺷﻬﺎر ﻣﻼﺋم واﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣؤﻫﻠﯾن ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻻﻧﺗﻘﺎء أﺣﺳن ﻋرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣزاﯾﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧظم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﺟراء اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟواﺟب ﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ
ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋدد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬم اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻّ إذا ﺗواﻓر
اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻼزم ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻟذا ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن
اﻷﺣوال أن ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة إﻟﻰ ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﻏﯾﺎب اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﻘرر ﻹﺑراﻣﻪ
أو إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ،ﺑل ﯾﺳﺗوﺟب ﺗواﻓرﻩ ﺣﺗﻰ ﺗﻧطﻠق ﻓﻲ إﺟراءات إﺑراﻣﻬﺎ.
أﻣﺎ إذا ﺗوﻓر اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺎﻟﻲ و اﺳﺗوﻓت ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻌﺗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﯾﺳﺗوﺟب
ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻠﺟﺄ ﻷﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث
أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺟراءات ﻓﻲ أﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض،
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺛﯾر ذﻟك ﺑطﻼﻧﻬﺎ ،وﺗﺗﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ -ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋﻼن :ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب إﻋﻼن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن
ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻠﺟوءﻫﺎ ﻷﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض ﺑﻐﯾﺔ ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺗرﺷﺢ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺑﻣﺎ ﯾﺟﺳد ذﻟك ﻣﺑﺎدئ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺧول ﻟﻺدارة اﺧﺗﯾﺎر أﻓﺿل
ﻋرض ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻹﻋﻼن ﯾﺣدد اﻟﺷروط اﻟﻣزﻣﻊ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘد وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي
6
إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻓﻲ إطﺎر إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﯾﺗطﻠب ﻓﻲ ذﻟك
ﻣراﻋﺎة اﻟﺷروط اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن وﻛذا ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ ﻹﯾداع اﻟﻌرض.
وﻗد اﺳﺗوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض وﻫﻲ اﻵﺗﻲ:
أ /طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻋﻼن :أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻠﺟﺄ ﻟﻺﻋﻼن ﺻﺣﻔﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل أﺷﻛﺎل طﻠب اﻟﻌروض ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،ﻣن ﺛم ﻻ ﯾﺧﺿﻊ
أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻟﻺﻋﻼن اﻟﺻﺣﻔﻲ.
-ﻣوﺿوع اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
-ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣوﺟزة ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻊ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻔﺻﻠﺔ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم دﻓﺗر اﻟﺷروط ذات
اﻟﺻﻠﺔ.
-ﺗﻘدﯾم اﻟﻌروض ﻓﻲ ظرف ﻣﻐﻠق ﺑﺈﺣﻛﺎم ﺗﻛﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑﺎرة " ﻻ ﯾﻔﺗﺢ إﻻ ﻣن طرف ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ
اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض" وﻣراﺟﻊ طﻠب اﻟﻌروض.
ﻛذﻟك ﯾﻣﻛن إﻋﻼن طﻠﺑﺎت ﻋروض اﻟوﻻﯾﺎت ،واﻟﺑﻠدﯾﺎت ،واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت
وﺻﺎﯾﺗﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺻﻔﻘﺎت أﺷﻐﺎل أو ﻟوازم ودراﺳﺎت أو ﺧدﻣﺎت ﯾﺳﺎوي ﻣﺑﻠﻐﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدﯾر
إداري ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،ﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر) 100.000.000دج( ،أو ﯾﻘل ﻋﻧﻬﺎ ،وﺧﻣﺳﯾن ﻣﻠﯾون
)50.000.000دج( ،أو ﯾﻘل ﻋﻧﻬﺎ ،أن ﺗﻛون ﻣﺣل إﺷﻬﺎر ﻣﺣﻠﻲ ،ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻵﺗﯾﺔ:
-ﻧﺷر إﻋﻼن طﻠب اﻟﻌروض ﻓﻲ ﯾوﻣﯾﺗﯾن ﻣﺣﻠﯾﺗﯾن أو ﺟﻬوﯾﺗﯾنٕ ،واﻟﺻﺎق إﻋﻼن طﻠب اﻟﻌروض
ﺑﺎﻟﻣﻘرات اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ:
-1اﻟوﻻﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟﻌروض :ﺑﻌد أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗﻘدم اﻟﻣﺗرﺷﺣون
اﻟراﻏﺑون ﺑﺗﻘدﯾم ﻋطﺎءاﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ذﻟك ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة
ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ،وﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻻ ﺗﻘﺑل دراﺳﺔ اﻟﻌطﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن،
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء إذا ﻗررت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻣدﯾد ﻣدة ﻗﺑول اﻟﻌطﺎءات ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘﻠﺔ ﻋدد
اﻟﻌطﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ،ﻣن ﺛم ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺟﺎل
ﻟﻺدارات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﻰ أن ﺗراﻋﻲ
اﻹدارة اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟﻣرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وطﯾدا ﺑﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺻﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﯾﺗطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗراﻋﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻛﻲ ﯾﺗطﻠﻊ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼن
وﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن اﺳﺗﺧراج وﺗﻘدﯾم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗد.
8
وﻗد ﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﻌطﺎءات ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ":اﻟﻌروض اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘدم ﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﯾن
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟوﺻف اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺗﻘدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻠف
اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﻛذﻟك ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر اﻟذي ﺗﻘﺗرﺣﻪ واﻟذي ﯾرﺗﺿﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻓﯾﻣﺎ ﻟو رﺳت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻔﻘﺔ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﺟدﯾد ،247/15ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗوﺟب
ﺗﺣدﯾد أﺟل ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌروض ،واﻟذي ﯾﻔﺳﺢ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﺗﻌﻘﯾد وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﺗﻣدﯾد اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﺗﺣﺿﯾر
اﻟﻌروض إذا ﻣﺎ اﻗﺗﺿت اﻟظروف ذﻟك ،ﻣن ﺛم ﺗﺷرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد أﺟل
اﻟﻌروض ﻹﯾداﻋﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ أول ﻧﺷر ﻹﻋﻼن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،أو ﻓﻲ اﻟﻧﺷرة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﺻﻔﻘﺎت
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،أو ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،أو ﻓﻲ ﺑواﺑﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﯾدرج ﺗﺎرﯾﺦ آﺧر ﺳﺎﻋﺔ
ﻹﯾداع اﻟﻌروض وﺗﺎرﯾﺦ وﺳﺎﻋﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬدﯾن ،وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن
ﻣن أﻣر ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌروض اﻟﻣﺟﺎل واﺳﻌﺎ ﻷﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن
اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ،ﺣﯾث ﯾواﻓق ﺗﺎرﯾﺦ وآﺧر ﺳﺎﻋﺔ ﻹﯾداع اﻟﻌروض وﺗﺎرﯾﺦ وﺳﺎﻋﺔ ﻓﺗﺢ أظرﻓﺔ اﻟﻌروض
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وآﺧر ﯾوم ﻣن أﺟل ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌروضٕ ،واذا ﺻﺎدف ﻫذا اﻟﯾوم ﯾوم ﻋطﻠﺔ أو ﯾوم
راﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣدة ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌروض ﺗﻣدد إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﯾوم اﻟﻌﻣل اﻟﻣواﻟﻲ .
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻌرض اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ
وﻋرض ﺗﻘﻧﻲ وﻣﺎﻟﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗم وﺿﻊ ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ واﻟﻌرض اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌرض اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ أظرﻓﺔ
ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻣﻘﻔﻠﺔ ﺑﺈﺣﻛﺎم ،ﯾﺑﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻣرﺟﻊ طﻠب اﻟﻌروض وﻣوﺿوﻋﻪ وﺗﺗﺿﻣن
ﻋﺑﺎرة " ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ" أو "ﻋرض ﺗﻘﻧﻲ" أو "ﻋرض ﻣﺎﻟﻲ" ،ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺗوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻷظرﻓﺔ ﻓﻲ
ظرف آﺧر ﻣﻘﻔل ﺑﺈﺣﻛﺎم وﻣﻐﻠق وﯾﺣﻣل ﻋﺑﺎرة " ﻻ ﯾﻔﺗﺢ إﻻّ ﻣن طرف ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم
اﻟﻌروض" ،وﯾﺗطﻠب ﺗﺣدﯾد رﻗم طﻠب اﻟﻌروض ،وﻛذا ﻣوﺿوﻋﻪ.
وﯾﺧﺗﻠف ﻣﺿﻣون ﻋرض ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ ﻋن اﻟﻣﻠف اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم
اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15واﻟذي ﺳﻧﻔﺻﻠﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
9
-1ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ:
-ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺗرﺷﺢ ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻌدم إﻗﺻﺎءﻩ ﻓﻲ أي ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻋدم ورود
أي ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ.
-ﻟﯾس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳوﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺳواﺑق اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻷﻗل ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺳواﺑق
اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،واﻟﻣﺳﯾر أو اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺷرﻛﺔ.
-اﺳﺗوﻓﻰ واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺷﺑﻪ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺟزاﺋر.
-ﻣﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،أو ﺳﺟل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،واﻟﺣرف ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣرﻓﯾﯾن اﻟﻔﻧﯾﯾن
أو ﻟﻪ اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻓﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ.
-ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻹﯾداع اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣﺳﺎب ﺷرﻛﺗﻪ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري.
-ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ رﻗم اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق
ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺟزاﺋر.
-ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ.
-ﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻘﯾﯾم ﻗدرات اﻟﻣرﺷﺣﯾن أو اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن أو ،ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﻣﻧﺎوﻟﯾن:
أ /ﻗدرات ﻣﻬﻧﯾﺔ :ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗﺻﻧﯾف ،اﻋﺗﻣﺎد وﺷﻬﺎدة اﻟﺟودة ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
ب /ﻗدرات ﻣﺎﻟﯾﺔ :وﺳﺎﺋل ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺑررة ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
10
-2اﻟﻌرض اﻟﺗﻘﻧﻲ :ﯾﺣﺗوي اﻟﻌرض اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗﺻرﯾﺢ اﻻﻛﺗﺗﺎب ) وﻓق ﻧﻣوذج ﻣﺳﻠم ﻣن اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﺣدد ﺷﻛﻼ ﺑﻘرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ(.
-ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﻬد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺻﻔﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل واﻟﻠوازم اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت ﺗﻔوق %1ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌﻬد ،واﻟﺗﻲ ﯾﺟب إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط وﯾﺳﺗدﻋﻲ أن ﺗﺻدر
ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﻬد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻣن طرف ﺑﻧك ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري أو
ﺻﻧدوق ﺿﻣﺎن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺗﺻدر ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﻬد اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻣن طرف ﺑﻧك ﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ ﺿﻣﺎن ﻣﻘﺎﺑل ﺻﺎدر ﻋن ﺑﻧك أﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﺗرد ﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻬد اﻟذي ﯾﻘﺑل ،واﻟذي ﻟم ﯾﻘدم طﻌﻧﺎ ﺑﻌد ﯾوم واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿﺎء أﺟل اﻟطﻌن وﺗرد ﻛذﻟك
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬد اﻟذي رﻓض طﻌﻧﻪ ﻣن طرف ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
-دﻓﺗر ﺷروط ﯾﺣﺗوي ﻓﻲ آﺧر ﺻﻔﺣﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرة )ﻗرئ وﻗﺑل( ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺧط اﻟﯾد.
-وﯾﺧول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻣﻠف اﻹداري اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﻣرﺷﺣﯾن أو اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن ﺣﺳب
ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،واﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﻣﻊ اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن أو
ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺻﻐرة.
-رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻌﻬد.
11
وﯾﺧول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣﺳب ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻣﺑﻠﻐﻬﺎ ،أن ﺗطﻠب اﻟوﺛﺎﺋق اﻵﺗﯾﺔ:
ﻣﻼﺣظﺔ :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﺣﺗوي اﻟﻌرض ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻷظرﻓﺔ ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ واﻟﻌرض اﻟﺗﻘﻧﻲ
واﻟﻌرض اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ظرف اﻟﺧدﻣﺎت اﻟذي ﯾﺣدد ﻣﺣﺗواﻩ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط.
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺗﺿﺢ ﺟﻠﯾﺎ ﺑﺄن اﻟﻬدف اﻟذي ﺗﺻﺑوا إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ
واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻫو اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،واﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن
اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﺳس وﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻣن ﺛم إذا ﻟم ﺗﻘدم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣذﻛورة
ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣطﻠوب ،أو ﺗﺑﯾن ﺑﻌد ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺗرﺷﺢ
ﻓﯾرﻓض اﻟﻌرض اﻟﻣﻌﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌد إﻣﺿﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ أن
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻔﻘﺔ زاﺋﻔﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﻣر ﺑﻔﺳﺦ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌوض :ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻧﻌﻘد اﺧﺗﺻﺎص ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ
وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻔرز اﻟﻌطﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺛم ﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ
إطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺣدث اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻟﺟﻧﺔ داﺋﻣﺔ واﺣدة أو أﻛﺛر ﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗُ ُ
ﺑﻔﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌروض واﻟﺑداﺋل واﻷﺳﻌﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،ﺗدﻋﻰ ﻓﻲ ﺻﻠب
اﻟﻧص " ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض" ،وﺗﺗﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن ﻣوظﻔﯾن ﻣؤﻫﻠﯾن ﺗﺎﺑﻌﯾن
ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﯾﺧﺗﺎرون ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬم.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻣر ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
12
-ﺗﺛﺑت ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض ﺻﺣﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌروض.
-إﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﺣﺳب ﺗرﺗﯾب وﺻوﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺣﺗواﻫﺎ وﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت
واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ.
-ﺗوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺣروف اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق اﻷظرﻓﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻣﺣل طﻠب اﺳﺗﻛﻣﺎل.
-ﺗﺣرر ﻣﺣﺿر أﺛﻧﺎء اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺔ وﯾﺗم ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻣن طرف ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺣﺎﺿرﯾن،
ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ اﻟﺗﺣﻔظﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻣن ﻗﺑل أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ.
-ﺗوﺟﯾﻪ دﻋوة ﻟﻠﻣرﺷﺣﯾن أو اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل
ﻋروﺿﻬم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟرﻓض ﻟﻌروﺿﻬم ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ 10أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺗﺢ
اﻷظرﻓﺔ.
-اﻗﺗراح إﻋﻼن ﻋدم ﺟدوى اﻹﺟراء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
-ﺗرﺟﻊ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻷظرﻓﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ إﻟﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض :ﺑﻌد ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ﻣن طرف ﻟﺟﻧﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗﻘﯾﯾم
اﻟﻌروض ،ﺗﺷرف ذات اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻵﺗﯾﺔ:
-إﻗﺻﺎء اﻟﺗرﺷﯾﺣﺎت واﻟﻌروض ﻏﯾر اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط أو ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎء أوﻟﻲ ،ﻻ ﺗﻔﺗﺢ أظرﻓﺔ اﻟﻌروض اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗرﺷﯾﺣﺎت اﻟﻣﻘﺻﺎة.
-ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌروض اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﯾن:
13
* -ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻣﻊ إﻗﺻﺎء اﻟﻌروض اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟدﻧﯾﺎ واﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط.
* -ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗدرس اﻟﻌروض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬدﯾن اﻟﻠذﯾن ﺗم ﺗﺄﻫﯾﻠﻬم اﻷوﻟﻲ ﺗﻘﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أن
ﺗراﻋﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋروﺿﻬم ،ﺛم ﺗﻘوم طﺑﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ﺑﺎﻧﺗﻘﺎء أﺣﺳن ﻋرض ﻣن
ﺣﯾث اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟذي ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗرﺟﺢ ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺳﻌر.
-اﻗﺗراح رﻓض اﻟﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إذا ﺛﺑت ﺗﻌﺳف اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻣن ﺧﻼل وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق أو ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻓﻲ اﺧﺗﻼل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
-إذا ﻛﺎن اﻟﻌرض اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺑدو ﻣﻧﺧﻔﺿﺎ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻋﺎدي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣرﺟﻊ أﺳﻌﺎر ،ﺗطﻠب ﻣﻧﻪ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻘدﯾم ﺗﺑرﯾرات أو ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ وﺑﻌد
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻟﺗﺑرﯾرات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة رﻓض اﻟﻌرض إذا ﺗﺑﯾن
أن ﺟواب اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻏﯾر ﻣﺑرر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓض اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻫذا
اﻟﻌرض ﺑﻣﻘرر ﻣﻌﻠل.
-إذا أﻗرت أن اﻟﻌرض اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻣؤﻗﺗﺎ ،ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣرﺟﻊ
أﺳﻌﺎر ،ﺗﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗرﻓض ﻫذا اﻟﻌرض وﺗرﻓض اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻫذا
اﻟﻌرض ﺑﻣﻘرر ﻣﻌﻠل.
-رد اﻷظرﻓﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻧد إﻗﺻﺎء أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌروض اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ دون
ﻓﺗﺣﻬﺎ.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ طﻠب اﻟﻌروض اﻟﻣﺣدود ﯾﺗم اﻧﺗﻘﺎء أﺣﺳن ﻋرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا
إﻟﻰ ﺗرﺟﯾﺢ ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺟراء اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋزﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن وﺗدرس
ﻋروﺿﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻻﻧﺗﻘﺎء أﺣﺳن ﻋرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﺗرﺟﯾﺢ
ﻋدم ﻣﻌﺎﯾﯾر.
14
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﺗﺟﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ إﻋﻼن اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ اﻟﺟراﺋد اﻟﺗﻲ ﻧﺷر ﻓﯾﻬﺎ إﻋﻼن
طﻠب اﻟﻌروض ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﻣﻣﻛﻧﺎ ،ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر وآﺟﺎل اﻹﻧﺟﺎز وﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ
ﺳﻣﺣت ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﺣﺎﺋز اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
راﺑﻌﺎ -ﻣرﺣﻠﺔ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻗر ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻّ إذا واﻓﻘت
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ:
-اﻟوزﯾر.
-اﻟواﻟﻲ.
وﯾﺧول ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺣد اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﯾﺗطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻌﻠل اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻋﻧد ﻛل رﻗﺎﺑﺔ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ أي
ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻّ ﺑﻌد ﻓوات آﺟﺎل اﻟطﻌن اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﺣﯾث
ﯾﺧول ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺗﻘدﯾم طﻌوﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟدى ﻟﺟﻧﺔ
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﺣﯾث ﯾرﻓﻊ اﻟطﻌن ﻓﻲ أﺟل ﻋﺷرة 10أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ أول ﻧﺷر ﻹﻋﻼن
اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ،أو ﻓﻲ اﻟﻧﺷرة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،أو ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،أو ﻓﻲ
ﺑواﺑﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻘﺻوى اﻟﻣﺣددة ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺻﻔﻘﺎتٕ ،واذا ﺗزاﻣن اﻟﯾوم اﻟﻌﺎﺷر ﻣﻊ ﯾوم ﻋطﻠﺔ أو ﯾوم راﺣﺔ وطﻧﯾﺔ ،ﯾﻣدد اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻟرﻓﻊ
اﻟطﻌن إﻟﻰ ﯾوم اﻟﻌﻣل اﻟﻣواﻟﻲ.
15
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺧول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌون إﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن
ﺗﻘوم ﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟطﻌون ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذا ﺛﺑت ﻣﺷروﻋﯾﺔ إﺟراءاﺗﻬﺎ أو إﻟﻐﺎء ﻣﻧﺣﻬﺎ
اﻟﻣؤﻗت ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﻠم اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن ﺑﻘ ارراﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﺑرﯾر.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗراﺿﻲ أﺳﻠوﺑﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗﻔﺎدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﺗﺑﺎع
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ أﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض ،وﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ إﺗﺑﺎع إﺟراءات ﺷﻛﻠﯾﺔ
ﺑﺳﯾطﺔ ،ﻣن ﺛم ﺗﺗﺣرر اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺧﺗﺎر
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬذﻩ اﻹﺟراءات.
وﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أن :اﻟﺗراﺿﻲ ﻫو إﺟراء ﺗﺧﺻﯾص
ﺻﻔﻘﺔ ﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﺗﻌﺎﻗد واﺣد دون اﻟدﻋوة اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذ اﻟﺗراﺿﻲ ﺷﻛل
اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط أو ﺷﻛل اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،وﺗﻧظم ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻗﺎﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ إﻻّ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ،ﻣن ﺛم ﺳﯾﺗم ﺑراز ﺻور أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ وﺣﺎﻻﺗﻪ
)اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻛذا إﺟراءاﺗﻪ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟﻘد ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15ﺗﺣدﯾد ﺻور أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ،
وﻛذا ﺗﺑﯾﺎن ﺣﺎﻻﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ،ﻟذا ﺳﯾﺗم ﺗﺑﯾﺎن
ﺻور أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ وﺣﺎﻻﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﻪ:
16
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺗﺧذ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣظﻬرﯾن:
-1أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط :ﯾﻌد ﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗراﺿﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة
ﺗﺳﺗﺑﻌد ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﺗﻘوم ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻌد أن ﺗﺗﻔﺎوض ﻣﻌﻪ.
-2أﺳﻠوب اﻟراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة :ﻫو أﺳﻠوب ﻹﺑرام اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﺣدى ﺻﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك
ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن ﻋدة ﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻣدﻋوﯾن ﺧﺻﯾﺻﺎ ﻓﺗﻘوم ﺑﻌرض ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻣزﻣﻊ إﺑراﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﺟراءات
اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ أﺳﻠوب طﻠب اﻟﻌروض ،ﻟذا ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ
اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺣوزﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل ﻓﯾﻬﺎ اﻷطراف اﻷﺟﺎﻧب.
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺎﻻت اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ،واﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر
ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
طرﯾﻘﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺳﯾﺗم ﺗﺑﯾﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
-ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺎت ،إﻻّ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺗﻌﺎﻣل اﻗﺗﺻﺎدي وﺣﯾد ﯾﺣﺗل وﺿﻌﯾﺔ
اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ،أو ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق ﺣﺻرﯾﺔ أو ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺗﻘﻧﯾﺔ أو ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ،وﺗوﺿﺢ
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل اﻟﻣﻠﺢ اﻟﻣﻌﻠل ﺑﻣوﺟب ﺧطر ﯾﻬدد اﺳﺗﺛﻣﺎ ار أو ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة
أو اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ أو ﺑﺧطر داﻫم ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣﻠك ،أو اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗد ﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ،وﻻ
ﯾﺳﻌﻪ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ آﺟﺎل إﺟراءات إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺷرط ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ وﺳﻊ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗوﻗﻊ اﻟظروف اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،أو ﻻ ﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧﺎورات
ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻣن طرﻓﻬﺎ.
17
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻣوﯾن ﻣﺳﺗﻌﺟل ﻣﺧﺻص ﻟﺿﻣﺎن ﺗوﻓﯾر ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺷرط أن
اﻟظروف اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﺟﺑت ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،وﻟم ﺗﻛن
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧﺎورات ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻣن طرﻓﻬﺎ.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺷروع ذي أوﻟوﯾﺔ وذي أﻫﻣﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﯾﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺎ ،ﺑﺷرط
أن اﻟظروف اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﺟﺑت ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،وﻟم
ﺗﻛن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧﺎورات ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻣن طرﻓﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ
ﯾﺳﺎوي أو ﯾﻔوق ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾر دﯾﻧﺎر )10.000.000.000دج(ٕ ،واﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ أﺛﻧﺎء
اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺣﻛوﻣﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﯾﻘل ﻋن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج و /أو اﻷداة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﺟب أن
ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت إﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻣن
ﻣﺟﻠس اﻟوزراء إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﯾﺳﺎوي أو ﯾﻔوق ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾر دﯾﻧﺎر
)10.000.000.000دج(ٕ ،واﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ أﺛﻧﺎء اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺣﻛوﻣﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻎ
اﻟﺻﻔﻘﺔ ﯾﻘل ﻋن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﺻﻧﺎﻋﻲ وﺗﺟﺎري ﺣﻘﺎ
ﺣﺻرﯾﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺟز ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛل ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻣﻊ
اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري.
وﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-2ﺣﺎﻻت اﻟﻠﺟوء ﻷﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة :ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ
أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻵﺗﯾﺔ:
18
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣل ﻓﺳﺦ وﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ آﺟﺎل
طﻠب ﻋروض ﺟدﯾد.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ،ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،أو ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﺎت
ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻹﻣﺗﯾﺎزﯾﺔ وﺗﺣوﯾل اﻟدﯾون إﻟﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﻧﻣوﯾﺔ أو ﻫﺑﺎت ،ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﻧص اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن
ﺗﺣﺻر اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ،أو اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻘدم ﻟﻸﻣوال
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى.
وﺗﺣدد ﻛذﻟك ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣن
اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن إﺟراءات إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻷﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻻ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟدﻋوة اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث أﻋﻔﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن إﺟراء اﻹﻋﻼن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻟﻸﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟذي ﺗﺑﺎﺷرﻩ ﺑﻌد
اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻗدرات اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣراﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻟﻛﻲ ﺗﺧﺗﺎر ﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑﺧﻼف أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻬو ﯾﺗﺿﻣن إﺟراء
اﻹﻋﻼن ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻹﻋﻼن ﻋن اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة
وﺗدﻋوﻫم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﺗﻘﯾﯾم ﻋروﺿﻬم واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺑﻌد اﻧﺗﻘﺎء اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻘوم ﺑﺈﺟراء اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻣﻧﺢ
اﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أو ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﺳرﯾﺎ ﯾﻌوض إﻋﻼن اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ﺑﻣراﺳﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
اﻟذﯾن ﺗﻣت اﺳﺗﺷﺎرﺗﻬم.
19
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﺛﺑﺎت ﺗواﻓر إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط أو اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،وﺗﻌﻠل ﻟﺟوءﻫﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻋﻧد ﻛل
رﻗﺎﺑﺔ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ أي ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻌدﻣﺎ ﯾﺗم إﻣﺿﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﯾدﺧل ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻛﻼ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻠزم
اﻷﻣر اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟذي ﯾﺛﯾر وﯾرﺗب ﺣﻘوق
واﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ،
ﻟذا ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺳﺗﻠزم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺳﻠطﺎت وﺣﻘوق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﻛذا ﺗﺑﯾﺎن
اﻟﺗزاﻣﺎت و ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻬدف اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﻟﺷروط ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻛذا ﺗوﺟﯾﻪ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻣﺎ ﯾﺧول ﻟﻬﺎ ذﻟك ﺻﻼﺣﯾﺔ إﺻدار أواﻣر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ
ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺣدد وﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻟذا ﻧﺟد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺧﺿوع اﻟﻣﻘﺎول ﻹﺷراف وﺗوﺟﯾﻪ ﻣﺗواﺻل ﻣن طرف اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻐﯾﺔ
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﻬﻧدسٕ ،واﻻّ ﺗﻌرض
ﻟﻠﺟزاءات اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﻻ ﺗﻐﻠو ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺗطﻠب
ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗراﻋﻲ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ واﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﻔرض
رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ آﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﺗﺟﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻹداري إﻟﻰ أن ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﯾﺳت ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘررﻫﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻓﻛرة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث
ﯾؤﻛدون أن ﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ذﻫﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﻣﺻر إﻟﻰ أن ":اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﻌﻘود
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑطﺎﺑﻊ ﺧﺎص ﻣﻧﺎطﻪ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻌﻘد ﺗﺳﯾﯾرﻩ وﺗﻐﻠﯾب وﺟﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن اﻹدارة ﺗﻣﺗﻠك ﺳﻠطﺔ اﻹﺷراف واﻟﺗوﺟﯾﻪ
ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻧدرج ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺛم ﯾﺳﺗﺷف ﺑﺄن ﺳﻠطﺔ
21
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻓﻲ اﻷﻏﻠب ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳﯾر ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻛون أﻛﺛر ﺷدة ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت ،اﻟذي
ﯾﺧﺿﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻘﺎول ﻹﺷراف داﺋم وﻣﺗواﺻل ﻣن طرف اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷروع ﻋن
طرﯾق اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت واﻷواﻣر ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻓق اﻟﺷروط واﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ،ﺑﺧﻼف إذا ﺗﻌﻠق
ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌﻘد اﻟﻠوازم ﻓﺗﻘل ﺷدة ،أو ﻗد ﺗﻛون ﻣﺣدودة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻗل ﺻﻠﺔ وارﺗﺑﺎطﺎ
ﺑﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻹﺷراف ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻠوازم ﺗﻛون ﻻﺣﻘﺔ ﻋﻧد ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻠوازم ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻠوازم اﻟﻣوردة وﻣدى ﺗطﺎﺑﻘﻬﺎ ﻟﻠﺷروط.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ اﺗﺳﻊ
ﻧطﺎﻗﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺳﻠطﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﺣدﻫﺎ ﻗﯾود ،ﺑل ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
واﻟﺗوﺟﯾﻪ أن ﻻ ﺗﺳﺊ اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻋدم ﺗﺟﺎوز اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،أي
إﻟﻰ ﺣد ﺗﻌدﯾل ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻣن ﺛم ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗراﻋﻲ دوﻣﺎ ﺑﻌض اﻟﻘﯾود واﻟﺿواﺑط
ﻟﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ.
ﯾﺳﺗﺧﻠص أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻣﻬﺎم
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻐﻠو ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﯾﻔﺿﻲ ﻟﻌدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ إﻻّ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﻓﺈن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻫﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﻧدرج ﺿﻣن
ﻣظﺎﻫر اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
22
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ذﻟك ﺗﺿﻣن اﻟرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺟدﯾد إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ أن
ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ إﺑرام ﻣﻠﺣق ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻟذا ﯾﺷﻛل اﻟﻣﻠﺣق وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ وﯾﺑرم ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت إذا ﻛﺎن ﻫدﻓﻪ زﯾﺎدة اﻟﺧدﻣﺎت أو ﺗﻘﻠﯾﻠﻬﺎ أو ﺗﻌدﯾل ﺑﻧد أو ﻋدة ﺑﻧود ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻣن ﺛم ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻌدﯾل اﻟﺻﻔﻘﺔ أن ﺗﻌرض اﻟﻣﻠﺣق ﻋﻠﻰ
ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟدراﺳﺗﻪ إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ واﻟﻣﺧﻔﺿﺔ
اﻟﻧﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،139وﯾﺟب أن ﺗﻧص أواﻣر اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻠﻰ آﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺎت ،و ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻛون اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣﻧﺢ ﺑﺄواﻣر اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻠﺣق.
ﯾﺳﺗﺷف ﺑﺄن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت ﻗد ﺧول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣق ﺗﻌدﯾل اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء
ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة أو ﺑﺎﺗﻔﺎق طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﺗﻌدﯾل اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ أن ﯾﺗواﻓر
اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻼزم اﻟﻣﺗطﻠب ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ،ﺛم ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻛذا أن
ﯾﺻدر اﻟﺗﻌدﯾل ﺧﻼل ﺳرﯾﺎن اﻟﻌﻘد أي ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎءﻩ ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب
ﻋطﺎﺋﻪ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺿﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻟﯾﺳت ﺳﻠطﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﺑل ﻣﺣددة ﺑﺿواﺑط ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﺗﻬك ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﯾﺗﺄﺛر ﻣرﻛزﻩ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﻠب ،وﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺧﺿوع ﺗﺎم وﻣطﻠق ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﺳف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة،
ﻣن ﺛم ﯾﺗطﻠب أن ﺗراﻋﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋدة ﻗﯾود ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻐﯾر
اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗدرج ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
ﺗﻌدﯾل ﻧوع اﻟﻌﻘد أو ﻣوﺿوﻋﻪ ﻛﺄن ﺗطﻠب ﺗﺣوﯾل ﻋﻘد ﺗورﯾد إﻟﻰ ﻋﻘد أﺷﻐﺎل ﻋﺎﻣﺔ.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﺗﺷﻣل اﻟﺻور
اﻵﺗﯾﺔ:
23
-اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل أو اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل اﻟﻌﻘد.
-اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ وﺳﺎﺋل وطرق اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﻣدة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺗﻌدﯾل اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣراﻋﺎة اﻟﺿواﺑط اﻵﺗﯾﺔ:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻧدرج ﺿﻣﻧﻬﺎ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات ،ﻟذا اﺳﺗﻘر ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
ﻋﻠﻰ أن ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات ﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺿد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺣﺎل
إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ إﻟﯾﻪ دون اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺎت
ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺗﻌدد ﺻور اﻟﺟزاءات اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺻور ﺟزاءات ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺟزاءات ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،ﻟذا ﺳﯾﺗم اﻟﻌروج إﻟﻰ ﺗﻔﺻﯾل ﻫذﻩ
اﻟﺟزاءات ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
أوﻻ -اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاءات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗؤﺳس ﻋﻠﻰ آﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺛم أﺗﺎح اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻣﺗﯾﺎزات
24
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ :ﻓرض اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
وﻣﺻﺎدرة اﻟﺗﺄﻣﯾن ،وﻛذا اﻟﺗﻌوﯾض.
-1اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﯾؤدي إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻓﻘﺎ
ﻟﻶﺟﺎل اﻟﻣﺣددة واﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري أو ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻏﯾر اﻟﻣطﺎﺑق ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺷرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺎت ﻓرﺿﻬﺎ ،أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻧﺻر ﻣﻛوﻧﺎ
ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﺧﻼل ذﻟك أن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻊ اﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﯾن أطراف اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
وﯾﺣدد ﻣﻘدارﻫﺎ وﻓﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ،وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺗم اﻗﺗطﺎع اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣوﺟب ﺑﻧود اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣن اﻟدﻓﻌﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺣﺳب اﻟﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ.
إﻻّ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﻋﻔﺎء اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧدﻣﺎ
ﻻ ﯾﻛون اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻗد ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻧﺎﻫﯾك أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﺗﻌﻠق اﻵﺟﺎل وﻻ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﯾﺳﺗﺧﻠص أن ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺗﺗﺧذ
ﺻورﺗﯾن ،اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﺄﺧﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
واﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺗرم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻫﻪ.
-2ﻣﺻﺎدرة اﻟﺗﺄﻣﯾن :ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻﺎدرة اﻟﺗﺄﻣﯾن أو اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد
ﺗطﺑﻘﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗم إﯾداﻋﻬﺎ
ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻛﺿﻣﺎن ﻟدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﺗﺗوﻗﻰ ﺑﻬﺎ آﺛﺎر اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﯾﻣﺛل ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر ﻗدرة
25
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن أو اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
اﯾدﻋﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌطﺎء.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أو اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣودع ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﯾﻌﺗﺑر ﺷرطﺎ ﺟزاﺋﯾﺎ،
ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻛﺟزاء ﻣﺎﻟﻲ ،إﻻّ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ.
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺑﻠﻎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن %5ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ،وﻋﺷرة ﻓﻲ
%10اﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟواﺟب ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺑدال ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻋن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎوي ﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻗﺑل ﻟﺟوءﻫﺎ إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﺗﻧﺑﯾﻪ ٕواﻋذار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ،أو أﺧطﺎءﻩ ،أو
ﺗﻘﺻﯾراﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻋدم ﺗﺣﻠﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻟﯾﺗﺟﻠﻰ ﻟﻪ ﺗﺻﺣﯾﺢ أﺧطﺎﺋﻪ
اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻋذارﻩ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن
ﺑﯾﺎن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗدراﻛﻬﺎ ،وﻫو أﻣر ﻣﻧطﻘﻲ ﺗﻔرﺿﻪ
ﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ رد اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ،وﻫو ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺟدﯾد ﺣﯾﻧﻣﺎ أﻗر ﻋﻠﻰ أن... ":إذا ﻗدم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺈرﺟﺎع اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﯾﺻدرﻫﺎ ﺑﻧك ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري أو ﺻﻧدوق
اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬدﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن.
ﯾﺳﺗﺷف أن ﻣﺻﺎدرة اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻧدرج ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﻛﻔﺎﻟﺔ رد اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ ﺑﺈﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
26
-3اﻟﺗﻌوﯾض :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌوﯾض ﺟزء ﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ إطﺎر ﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن ﺧﻼل
إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ.
وﻗد ﺗﺿﻣﻧت أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑذاﺗﻬﺎ أي دون
اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟﻺﻋﺎدة
اﻟﻧظر واﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﺗﺟﺎﻩ إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛذا دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻹدارﯾﺔ ،ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ
طرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض وﻟم ﯾوﺿﺣﺎ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ،ﻓﻘط اﻛﺗﻔت ﺑﺎﻻﻋﺗراف ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣﻘﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺟﺑر
اﻟﺿرر.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻋدم ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻧﺻوص ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣدد آﻟﯾﺔ ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻟﺟوء اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺳﺑب إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻋدم ﺗﻘﯾدﻩ ﺑﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻘررة،
ﻣن ﺛم ﯾﺑﺣث اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات اﻟﺿﺎﻏطﺔ :ﺗﺣوز اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻌدﯾد ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺿﻐط اﻟﻣﻛرﺳﺔ
ﻗﺿﺎء وﻓﻘﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوي ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد
ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺑوا إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣن ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات
اﻟﺿﺎﻏطﺔ ،وﺗﺗﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات اﻟﺻور اﻵﺗﻲ ﺑﯾﻧﻬﺎ:
-اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻬﺎك ﻗواﻋد اﻟﺗﻬﯾﺋﺔ واﻟﻌﻣران ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو
اﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﺗواطﺋﯾن ﻣﻌﻪ.
27
-إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻧﻔﯾذ ﺻﻔﻘﺔ اﻟﻠوازم ﻟﺷﺧص آﺧر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟذي
أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-ﺗوﻗﯾف اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺳﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ٕواﺳﻧﺎدﻩ ﻟﻣﻘﺎول آﺧر ﺑﻌد ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻹﺟراءات ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻣن ﺛم ﺗﻌﻬد اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل أو اﻟﻣﺷروع
إﻟﻰ ﻣﻘﺎول آﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻷول وﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أﻫﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﻧوطﺔ إﻟﯾﻪ ،واﻟذي ﯾﺗﺧذ أﺣد اﻹﺟراءﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن:
/1اﻟﻔﺳﺦ اﻟﺟزاﺋﻲ :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15اﻟﺟدﯾد ،ﺗﺿﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟذي ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ أﺣوال ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ
اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ،ﺣﯾث ﺗوﺟﻪ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻋذا ار ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ إطﺎر اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪٕ ،واذا ﻟم
ﯾﺗدارك أﺧطﺎءﻩ وﺗﻘﺻﯾراﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻹﻋذار ،ﻓﺗﺗﺟﻪ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ
إﺟراء ﻓﺳﺦ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،أو ﻟﻔﺳﺦ ﺟزﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق
ذﻟك ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
/2ﺳﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول :وﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺑذات اﻟﺷروط واﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،وذﻟك ﺑطرق اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟذي ﺗﺿﻣن ﻓﻲ
طﯾﺎﺗﻪ إﻣﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ طﻠب ﻋروض ﺟدﯾد ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻵﺟﺎل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﻠﺟﺄ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻸﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة.
ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺧول ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ أﺣوال اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﺳﺣﺑﻬﺎ أن ﯾطﺎﻟب
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻷﺿرار و اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘﺗﻪ ﺑﺳﺑب إﺟراء اﻟﻔﺳﺦ ،أو اﻟﺳﺣب ﻟﻣوﺿوع
اﻟﺻﻔﻘﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﺧﺳﺎﺋر ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ وﺧﺳﺎﺋرﻩ.
28
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﻟﻘد أﺗﺎح اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣق إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﻣﺎ ﺗﺣوزﻩ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﻧدرج ﺿﻣن ﻣظﺎﻫر اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﺗطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗراﻋﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻹﺟراء اﻟﺧطﯾر اﻟﻣﺗﺿﻣن
إﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،واﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ أن ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15اﻟﺟدﯾد ،أﻗر ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﺣق إﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ أن " :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺑر ار ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﺣﺗﻰ ﺑدون ﺧطﺄ ﻣن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻛذﻟك اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋن طرﯾق اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟذي ﯾﺗم ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﯾﻛون ﻣﺑر ار ﺑظروف ﺧﺎرﺟﺔ
ﻋن إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣراﻋﺎة ﺿواﺑط
ﻣن طرﻓﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻐﻠو ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻹﺟراء اﻟﺧطﯾر ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد واﻟﺗﻲ
ﯾﻧدرج ﺿﻣﻧﻬﺎ:
-ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض وﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد.
29
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌد إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﻘوق ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن
ﯾﻘوم ﺑﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة واﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط،
ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺳﺎﻫم ﺑدور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ
اﻟذي ﯾﺻﺑو إﻟﯾﻪ ﻣن وراء إﻧﺟﺎز اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﺑﯾﺎن اﻟﺗزاﻣﺎت )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(،
ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺗﺧذ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد طﺎﺑﻌﺎ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ وﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ ذﻟك ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ،ﺣﯾث
ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ) اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ،ﻟذا ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
30
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻷداء اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻬﺎم اﻟﻣﺎﻧطﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣراﻋﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺟواﻧب اﻹﺟراﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن
طرف اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗطﻠب أن ﯾﻌﻬد إﻟﯾﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻣﻬﺎﻣﻪ
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻌﻔﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن
اﻷﺣوال ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘررة إﻟﯾﻪ ﺣﺗﻰ إذا ﻗﺎم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﺟزء ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧوطﺔ إﻟﯾﻪ إﻟﻰ ﻣﺗﻌﺎﻗد
ﺛﺎﻧوي ) اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن اﻟﺑﺎطن( ،ﻣن ﺛم ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﺳؤوﻻ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧول ﻛﺄﺻل ﻋﺎم أداء اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ،إﻻّ اﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎءا
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻧﺢ ﺟزء ﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف أﻋﺑﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا أﺑرم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻬﺎﻣﻪ أن ﯾﻠﺟﺄ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﺛﺎﻧوي )اﻟﻣﻧﺎول( ،ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ
ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﻘد اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ أرﺑﻌﯾن
) ،(%40ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻫو اﻟﻣﺳؤول
اﻟوﺣﯾد ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﺛﺎﻧوي )اﻟﻣﻧﺎول( ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ:
-ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺎل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺗدﺧل اﻟﻣﻧﺎول ﻣن ﺧﻼل اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻧﻔذ
ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط.
-ﯾﺗطﻠب أن ﯾﺣظﻰ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧﺎول وﺷروطﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﺟوﺑﺎ
ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻘدﻣﺎ وﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣؤﻫﻼﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﺑض اﻟﻣﻧﺎول ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌﻧوان اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﺑﺗﻧﻔﯾدﻫﺎ.
-ﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻣﺗﻌﻬد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل اﻟﻣواﻓق ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ.
31
ﺛﺎﻧﯾﺎ-أداء ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ﺣﺳب اﻟﻣواﺻﻔﺎت واﻵﺟﺎل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﻪ ﺑﻧود دﻓﺗر اﻟﺷروط،
ﺣﯾث ﯾﺣدد ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣوﺿوع اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣواﺻﻔﺎت
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﻘدرﯾﻬﺎ وآﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻣن ﺛم ﯾﺣﺗوي اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺟواﻧب
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﯾﻌﺗﺑر وﺛﯾﻘﺔ واﺟب اﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ) اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد( ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن اﺗﻔﺎق إرادﺗﻬﻣﺎ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﻛون ﻣﺣﯾطﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺣل اﻟﻌﻘد،
وﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ أﻣ ار أو ﺷﯾﺋﺎ ﻣوﺟودا ،أو ﻗﺎﺑل ﻟﻠوﺟود وأن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺗطﻠب أن ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ وﯾﺟوز اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻪ ،ﻟذا ﻓﺈن ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻋﻠﻰ أﻣ ار ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﯾﻌد ﺑﺎطﻼ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﯾﺷرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ أﻣر
ﻏﯾر ﻣﻣﻛن أو ﺑﻌﻣل ﺷﻲء ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا أﻏﻔﻠت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺷروع أو ﻣﻘﺎدﯾرﻩ أو
ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﯾﻌﺎد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗؤول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،وﺑﺧﻼف
ذﻟك ﯾﺗﺣﻣل ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة
طﺑﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ،وﻛذا اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﻬد ،وﻛذا ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻛﻔﺎﻟﺔ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻛﺿﻣﺎن ﻣﺎﻟﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر ﺣﺳن ﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻬد ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم
ﺗﺑﯾﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
32
/1ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﻬد :ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وطﯾدا ﺑﺻﻔﻘﺎت اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻠوازم اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗوﺟب أن ﺗﻔوق
واﺣد ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ) (%1ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻌرض ،ﺗﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻌرض ،وﺗرد ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌد وﺿﻊ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
/2ﻛﻔﺎﻟﺔ رد اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﻘدم ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺈرﺟﺎع
اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﯾﺻدرﻫﺎ ﺑﻧك ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،أو ﺻﻧدوق ﺿﻣﺎن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﻬدﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ،وﯾﺟب أن ﺗﺻدر ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬدﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻣن ﺑﻧك ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ ﺿﻣﺎن ﻣﻘﺎﺑل ﺻﺎدر ﻋن ﺑﻧك أﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻔﺎﻟﺔ رد اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت
ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﺳﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ أﺷرﻓت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،واﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻬﺎ
ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.
/3ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ :ﻟﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟذي ﻗدم
ﻋرﺿﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗوﺟب دﻓﻊ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻹﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
ﻓﻬﻲ ﺗﺷﻛل ﺿﻣﺎن ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ
ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺗرم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
وﯾﺧول ﻟﻺدارة ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ أي ﻣﺻﺎدرة ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء دون اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل
وﺟﻪ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻗرر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺑﻠﻎ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﺧﻣﺳﺔ ،%5وﻋﺷرة ،%10
ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟواﺟب ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،وﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﺣد ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن ﺣددﻩ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 184ﻣن اﻟﻣطﺔ ،1إﻟﻰ اﻟﻣطﺔ ،4ﯾﺣدد ﻣﺑﻠﻎ ﺣﺳن
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺗرواح ﺑﯾن وﺣد ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ،%1وﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ،%5ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻸﺷﻐﺎل ﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺑﻠﻎ اﻟﺣد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ) اﻟﻌﺗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﻲ( ،اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣطﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ،184وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻗﺗطﺎﻋﺎت ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ
33
،%5ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻛﺷف اﻷﺷﻐﺎل ﺑدﯾﻼ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﯾﺣول اﻟرﺻﯾد اﻟﻣﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوع
اﻗﺗطﺎﻋﺎت ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ اﻗﺗطﺎع ﺿﻣﺎن ﻟدى اﻻﺳﺗﻼم اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺑدال ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻋن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎوي
ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﺳﺗرﺟﺎع ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﺎن أو اﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن ﻛﻠﯾﺎ ﯾﺗم ﻓﻲ ﻣدة ﺷﻬر واﺣد
اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺣﻠﻰ ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌرج إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻵﺗﻲ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺣق ﻣن أﻫم اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،أو ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﯾﺗﺧذ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ
اﻹدارة ﺻو ار ﻋدﯾدة ،ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻧوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻓﻘد ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺛﻣن أو رﺳم أو
ﺳﻌر ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎدي ﯾﻘدم ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻧﺟﺎز اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫذا اﻟﻐﺎﻟب ،وﻗد ﯾدﻓﻊ ﺟﺎﻧب
ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﻘدﻣﺎ أو أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺗﺗطﻠب ﻛﺛﯾ ار ﻣن
اﻟﻧﻔﻘﺎت.
34
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺳﺗدﻋﻲ أن ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺑﻠﻎ إﻧﺟﺎز اﻟﺻﻔﻘﺔ وﺷروط اﻟﺗﺳدﯾد ،ﺣﯾث ﯾﺣدد ﺳﻌر اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺷﻛﺎل
اﻵﺗﯾﺔ:
-ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠط.
وﯾﺧول ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣراﻋﺎة ﻻﺣﺗرام اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻔﺿﯾل دﻓﻊ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺻﻔﺔ وﻓق ﺻﯾﻐﺔ
اﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺟزاﻓﻲ.
ﯾﺳﺗﺷف أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺧﻔق ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ "
دﻓﻊ أﺟر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد" ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﺳﻌﺎر ﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ وطﯾدا ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣﺻول اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ وﻟﯾس ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺂﻟﯾﺔ اﻟدﻓﻊ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﻔﺻﯾل طرق ﺣﺻول اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
-1اﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺟزاﻓﻲ :ﻫو اﻟﺳﻌر اﻟذي ﺳﯾدﻓﻊ ﺟﻣﻠﺔ وﻣﺳﺑﻘﺎ ﻗﺑل اﻧﺟﺎز اﻟﺻﻔﻘﺔ وﺑﺻﻔﺔ
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺣدد ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻛل اﻟﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺷﻐل اﻟﻣطﻠوب إﻧﺟﺎزﻩ واﻟﺳﻌر اﻟﺷﺎﻣل
واﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻪ .
-2ﺻﻔﻘﺎت أﺳﻌﺎر اﻟوﺣدة :ﻫﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرى ﺗﺳدﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟوﺣدات وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎدﯾر
اﻟﻣﻧﻔذة ﻓﻌﻠﯾﺎ ،وﯾﺟوز ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ إﻋداد أﺳﻌر اﻟوﺣدات ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة أو إﻋدادﻫﺎ ﻋﻠﻰ
أﺳﻌﺎر اﻟﻧﺷرة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ.
35
ﯾﺗﺿﺢ ﺟﻠﯾﺎ أن طرﯾﻘﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟوﺣدة ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻏﯾر ﻣﺣددة،
ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺣﺳب وﻓﻘﺎ ﻟﺳﻌر أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺳﻌﺎر ﻣﺣدد ﺳﻠﻔﺎ ﻟﻛل ﺧدﻣﺔ أو ﺷﻐل ،وﯾﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدد
اﻟوﺣدات اﻟﻣﻧﻔذة ﻓﻌﻠﯾﺎ.
ﯾﺳﺗﺧﻠص أن ﺻﻔﻘﺎت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﻔﻘﺎت ﺑدون ﺳﻌر ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
إﺑراﻣﻬﺎ ،إﻻ أن ﺳﻌرﻫﺎ ﻻﺣق ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﯾﻧﺗﺞ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ
ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﻧﻔذﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﺧﺻوﺻﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﺗﻣد
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻋن اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻷﺧرى اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ ) اﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺟزاﻓﻲ ،ﺳﻌر
اﻟوﺣدة(.
-4اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺧﺗﻠط :ﻟم ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 247/15اﻟﺟدﯾد ،وﻛذا دﻓﺗر اﻟﺷروط
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳﻌر ﯾﺗﺿﻣن ﻛﯾﻔﯾﺗﯾن ﻣدﻣﺟﺗﯾن ،إﻻّ أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺑﯾن أن اﻷﺳﻌﺎر
ﺗﻛون ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻗﺳﻣﺎ ﯾؤﺟر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺟزاﻓﻲ ،وﻗﺳﻣﺎ
ﯾؤﺟر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟوﺣدة.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻟذي
ﻗد ﯾﻛون ﺛﺎﺑﺗﺎ ،أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻣراﺟﻌﺔ ،وﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﺷﺗﻣل اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ ﻣراﺟﻌﺗﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺗم
ﺗﺑﯾﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﻪ:
-اﻟﺳﻌر اﻟﺛﺎﺑت :ﻗد ﺗﺷﺗﻣل اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺳﻌر ﺛﺎﺑﺗﺎ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻘوم ﺑﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻻﺣﻘﺎ ﺳواء ﺑرﻓﻊ ﺳﻌرﻩ أو ﺗﺧﻔﯾﺿﻪ ،اﺳﺗﻧﺎدا
إﻟﻰ ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد.
36
-اﻟﺳﻌر اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﻣراﺟﻌﺔ )اﻟﺗﺣﯾﯾن( :ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ﻣﺎ ﯾرد ﺑﻧد ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﯾﯾن اﻟﺳﻌر وﻓﻘﺎ آﻟﯾﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗواﻛب ﺗطورات اﻷﺳﻌﺎر.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺳﺗدﻋﻲ أن ﺗراﻋﻲ ﺻﯾﻎ ﻣراﺟﻌﺔ اﻷﺳﻌﺎر اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻛل ﺧدﻣﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق ﻣﻌﺎﻣﻼت وأرﻗﺎم اﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ ﺗﺧص "اﻟﻣواد" و" اﻷﺟور" و "اﻟﻌﺗﺎد" ،إﻻّ أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
ﺻﯾﻎ ﻣراﺟﻌﺔ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗدﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻐﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ
اﻟﺻﻌﺑﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷرﻗﺎم اﻻﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﺑﻠد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو أرﻗﺎم اﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ
رﺳﻣﯾﺔ أﺧرى .
وﻗد ﯾﺧول ﻗﺑول ﺗﺣﯾﯾن اﻷﺳﻌﺎر إذا ﻛﺎن ﯾﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻹﯾداع اﻟﻌروض وﺗﺎرﯾﺦ
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺷروع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺔ ،أﺟل ﯾﻔوق ﻣدة ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌرض زاﺋد ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﻬر ،وﻛذﻟك إذا
ﺗطﻠﺑت اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذﻟك ،وﺗﺳﺗﺛﻧﻰ ﺻﻔﻘﺎت أﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻣن ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺗﺣﯾﯾن
اﻟﺳﻌر ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻠﺟﺄ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺳﻠوب إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎوض.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟدﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ﻓﺗﺄﺧذ ﻋدة آﻟﯾﺎت ،ﺣﯾث ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
-اﻟﺗﺳﺑﯾق :ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﻠﻎ ﯾدﻓﻊ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ،وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺎدي
ﻟﻠﺧدﻣﺔ.
ﻣن ﺛم ﯾﺳﺗﺷف ﺑﺄن اﻟﺗﺳﺑﯾق ﯾﻣﺛل ﻣﺳﺎﻋدة ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺟوازﯾﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻟﯾس إﺟﺑﺎرﯾﺎ ،ﺛم ﺗﻘﺗطﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﻌد ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ.
-اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب :ﻫو ﻛل دﻓﻊ ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزﺋﻲ ﻟﻣوﺿوع
اﻟﺻﻔﻘﺔ.
-اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد ﺣﺳﺎب :ﻫو اﻟدﻓﻊ اﻟﻣؤﻗت أو اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ
ﺑﻌد اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻛﺎﻣل واﻟﻣرﺿﻲ ﻟﻣوﺿوﻋﻬﺎ.
37
ﺛﺎﻧﯾﺎ-اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد
ﺗرﺗﺑط ﻓﻛرة اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺗوازﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﺣﯾث ﺗﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ أوﺿﺎع ﯾﻘﻊ
ﻓﯾﻬﺎ اﺧﺗﻼل ﻟﺗوازن اﻟﻌﻘد اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﻔﻌل اﻹدارة ،أو ﻷﻣر ﺧﺎرج
ﻋن ﻧطﺎق إرادﺗﻬﺎ.
وﻗد أطﻠق ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺗﻌﺑﯾر اﻟﺗوازن اﻟﺷرﯾف ﺑﯾن ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻣﻊ اﻹدارة واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،وذﻟك ﻷن ﻓﻛرة اﻟﺗوازن ﻫﻲ ﻓﻛرة ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺣق اﻟﺗﻌدﯾل ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣق
ﻟﯾس ﻟﻪ وﺟود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﺑدأ " اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن" ،ﻓﺈن ﻓﻛرة
اﻟﺗوازن ﻻ وﺟود ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗرﺗﻛز ﻣﻌﺎﻟم ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ وﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ،وﺑﯾن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺗوازن ﺑﯾن
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﺗﻌﺎدل ﻛﻔﺗﻲ اﻟﻣﯾزان ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك اﺳﺗﻘر ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس
ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﻣﺎ:
-ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟﻣﻧوطﺔ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺧل ذﻟك ﺑﻣﺑدأ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
-ﯾﺳﺗوﺟب ﺗدﺧل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻬدف ﻣﻧﻊ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ،وﻛذا ﺗﺣﻣل
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻐﯾر ﺑﻌض اﻟظروف وظﻬور ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ذﻟك.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ :ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل
اﻷﻣﯾر ،وﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ وﺗﻔﺻﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
38
-1ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر :ﺗؤﺳس ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ
ﻟﺣﻘت ﺑﻪ ﺳﺑب اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘد ،أو ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋن ذﻟك إﺛﻘﺎل ﻛﺎﻫل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑزﯾﺎدة اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣﺛﺎﻟﻬﺎ
ﻓرض ﺿراﺋب ورﺳوم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗدﺧل اﻹدارة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺗﻲ ﻧﺟﻣت ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
وﻗد ذﻫﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﻣﺻر إﻟﻰ أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر " :ﻫو ﻛل إﺟراء
ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻪ زﯾﺎدة اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة أو ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ،ﻣﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ " اﻟﻣﺧﺎطر اﻹدارﯾﺔ" ،وﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺑرﻣت اﻟﻌﻘد ،وﻗد ﺗﺗﺧذ ﺷﻛل ﻗرار ﻓردي
ﺧﺎص ،أو ﺗﻛون ﺑﻘواﻋد ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ".
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧص وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﺟدﯾد
،247/15ﻋﻠﻰ أن " :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﺑﺣث ﻋن ﺣل ودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗط أر
ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺻﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺣل ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﻗد أﺣﺳن ﺻﻧﻌﺎ ﻋﻧدﻣﺎ اﺣﺗوى إرﺳﺎء اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن
طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﻼل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ،ﺑﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺗطﻠب ﻹﻋﻣﺎل ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر ﺗواﻓر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷروط ﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻵﺗﻲ:
39
-ﺻدور ﺗﺻرف إداري ،أو إﺟراء ﻣﺷروع ﻋن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﯾﺣدث ﺿر ار ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
-أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻹدارة ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ ﺑﺄن ﯾﺣدث ﺿر ار.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﺗﺷﻣل ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ
اﻹدارة ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ إطﺎر إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ،ﻧﺎﻫﯾك أﻧﻪ
ﯾﺧول إﻟﯾﻪ طﻠب ﺗوﻗﯾف اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﺗﺄﺧر ﻧﺎﺟم ﻋن ﺳﺑب ﻓﻌل اﻷﻣﯾر،
وﺑﺧﻼف ذﻟك ﯾﺣق ﻟﻪ طﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،أو اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب
وﻣﺎ ﻟﺣﻘﻪ ﻣن ﺧﺳﺎرة.
-2ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ :إذا ﻛﺎﻧت ﻧظرﯾﺔ ﻋﻣل اﻷﻣﯾر ﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺻرﻓﺎت أو إﺟراءات ﻣﺷروﻋﺔ ﺗﻣت ﻣن طرف ﺳﻠطﺔ
إدارﯾﺔ )اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة( ،ﻗﺎﻣت ﺑﺈﺣداﺛﻬﺎ ﻓﺄدت إﻟﻰ إرﻫﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺈن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ
ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﺗوازن ﻟﻠﺧﻠل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﺎرض ﺧﺎرﺟﻲ أو ظروف ﻟﯾﺳت
ﻣن إﺣداث اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻣن ﺛم ﺗﺧﺗﻠف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻋن اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﻓﻲ ﻛون
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﯾﺳت ﻣن إﺣداث ﻷطراف اﻟﻌﻘد وﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،ﺑﺧﻼف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف
اﻟطﺎرﺋﺔ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺑﺷﻛل ﻣرﻫق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
ﻟذﻟك أﻗر ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﺋﻪ إﻟﻰ أن " :طﻠﺑﺎت اﻟﺷرﻛﺔ اﻟطﺎﻋﻧﺔ ﺗﺳﺗﻬدف إﻟزام
ﻣدﯾﻧﺔ ﺑوردو ﺑﺗﺣﻣل زﯾﺎدة اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ارﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﻔﺣم ،وأﻧﻪ ﺑذﻟك اﻷﻣر ﻣﺣﻠﻪ ﺻﻌوﺑﺔ
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺗﻛون اﻟﺷرﻛﺔ اﻟطﺎﻋﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎﺗﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أول درﺟﺔ وأﻣﺎم
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻘوم ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻣﺧﺎطر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أي ﺑﺳﺑب
ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗوﻗﻌﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أدت إﻟﻰ ﻗﻠب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻪ ،ﻣﻣﺎ ﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ إرﻫﺎق
وﻋﺳر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،وﻗد ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻓﻲ ظل ﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟظروف
40
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،ﻟذا ﯾﺗطﻠب إذا ﺗﺟﺎوز اﻟﻌﺑﺊ ﺗﻘدﯾ ار ﺗﺟﺎوز اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻫق ﻛﺎﻫل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،أن ﺗﺗدﺧل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻛطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺟزﺋﯾﺎ ﻋﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﺳﺎرة.
-أن ﺗﺗﻌﻠق اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﺑظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،أي ﺧﺎرج
إرادة طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
-ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻘﻊ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﺧﻼل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد اﻹداري ) اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(.
-ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﺟزﺋﻲ وﻣؤﻗت ﻧظﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺛﻧﺎء
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد.
ﺛﺎﻟﺛﺎ-اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض
ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﺗرﺗﻛب ﺗﺻرﻓﺎت ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ أﺿرار ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ أﺣوال اﻟﻔﺳﺦ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﯾﻊ إﺟراء
ﺟزاﺋﻲ دون إﻧذار ﻣﺳﺑق ،أو ﺳﺣب اﻟﻌﻣل دون اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،أو ﻓﻲ أوﺿﺎع ﺗﺗﺟﺎوز ﻓﯾﻬﺎ
اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﻣﻧﺢ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺧﺎرج ﻧطﺎق
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز
ﻋﻠﻰ ﺧطﺄ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ دون أن ﺗﻛون واردة ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣﺎ ﯾﻧدرج ذﻟك
ﺿﻣن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن ﻋﻧﺻر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣن
طرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺗطﻠب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن
ﺧطﺄ ،وﺿرر ،وﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،أو اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ،وﯾﺳﺗدﻋﻲ
ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض أن ﺗﻘوم اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أو اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﺿرر وﻣﻘدارﻩ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض دون ﺗﺑﯾﺎن
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺿرر أﺳﺎس اﻟﺗﻌوﯾض.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺄي ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﻌد إﻧﺟﺎزﻫﺎ وﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
وﻓﻘﺎ ﻟﻶﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻛذﻟك ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣﺑﺗﺳرة أي ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻗﺑل
اﻧﻘﺿﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻓﻘﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌددة ،ﻟذا ﺳﯾﺗم اﻟﻌروج ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻟﺗﺑﯾﺎن أوﺿﺎع اﻧﺗﻬﺎء
42
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ) اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﯾﺗم اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد اﻹداري اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻛﺄي ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻘﻊ ذﻟك ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ﺗﻧﻔﯾذا ﻛﺎﻣﻼ ﻣن ﺧﻼل ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد )اﻟﻔرع اﻷول( ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧﻼل زوال اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري
)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻓﻌﻧد اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋﻠﻰ أن أطراف
اﻟﻌﻘد ﯾﻣﻛن ﻟﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن وﻓق ﺻﯾﻐﺔ رﺿﺎﺋﯾﺔ ،أو ﺑﻔﻌل ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﺗﺟﻌل
ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،ﻟذا ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺻور اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻵﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﻪ:
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾرﺗب اﻟﻌﻘد اﻹداري آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻌد إﺑراﻣﻪ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث ﯾﻠﺗزم ﻛﻼ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد
)اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد( ،ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد
اﻷطراف أن ﯾﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣن ﺧﻼل ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺈﻧﺟﺎز أﺷﻐﺎﻟﻪ اﻟﻣﻧوطﺔ إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻬﺎﻣﻪ واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺗﯾن اﻵﺗﯾﺗﯾن:
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣؤﻗت :ﺑﻌد إﻧﺟﺎز ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد اﻹداري وﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﯾﺗوﻟﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺷروع أو ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﺣﯾث ﺗﺑﺎدر اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ
43
ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺗطﻊ اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟدﻓﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت.
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ:اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ :ﻗد ﺗﺷﻌر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ﺑوﺟود
ﺗﺣﻔظﺎت ﺗرﺗﺑط ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣؤﻗت ،ﻣن ﺛم ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
أن ﯾﻣﺗﺛل إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺗﺣﻔظﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،وﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻔظﺎت
ورﻓﻌﻬﺎ ﺗﺷرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻼم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ وﻋﻧدﺋذ ﺗﻘوم ﺑرد اﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن
وﺷطب اﻟﻛﻔﺎﻻت.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري)اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ،ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﻓﺗزول ﻛل اﻵﺛﺎر
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣددة ﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻣﯾﻌﺎد ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ
ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾم طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﻧﺷﺄ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أي ﻧوع
ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء أﺟﻠﻪ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻘد ﺗﺗوﻟد ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻌد ﻣرور
ﻣدة اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺣق اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ
ﻓﺗﻧﻘﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ ﻣﯾﻌﺎدﻩ وﻻ ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺑر
اﻟزﻣن ،وﻟﻬذﻩ اﻟدواﻋﻲ ﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ ﻷن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻫو اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻧوط ﻟﻛﻼ
طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎءﻩ ،إﻻّ ﺑﻌد اﺗﻔﺎق إرادة طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻹرادة اﻟﺻرﯾﺣﺔ أو اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟدﯾد اﻟﻌﻘد
ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻرﯾﺢ
ﻟﻺرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ إﺑداء رأﯾﻬم ﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻌﻘد ،وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺿﻣﻧﻲ.
44
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻟم ﯾﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾد اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن
اﻷﺣوال ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة طرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﯾﺧول ﻟﻬﺎ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد
اﻹداري ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺑﻠوغ أﺟﻠﻪ ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟذا ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺳواء
ﻛﺎن ذﻟك ﻗﺑل أﺟﻠﻪ ،أو ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء أﺟﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺟدﯾدﻩ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟدﯾد.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗد ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘد إداري ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟﻠﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﻲ،
أي ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ واﻧﻘﺿﺎء آﺟﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث ﯾﺗم ذﻟك ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ) اﻟﻔﺳﺦ
اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ( )اﻟﻔرع اﻷول( ،أو ﺑﺳﺑب اﺗﺟﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد اﻹداري ﻋن
طرﯾق اﻟﻔﺳﺦ اﻹداري )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﻧﻬﺎﺋﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟذي ﯾﺧول
إﻟﯾﻪ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث( ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗم إﻧﻬﺎﺋﻬﺎ ﺑﻔﺳﺦ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون
ﻟذا ﺳﻧﻌرج إﻟﻰ ﺗﻔﺻﯾل ﺻور اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري )اﻟﺻﻔﻘﺔ )اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ(،
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ،و ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﻪ:
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﺄﺧذ اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ طﺎﺑﻌﺎ رﺿﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة وﻛذا
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣدد ﻟﻪ وﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻣن ﺛم
ﺗﺑدي اﻹدارة واﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺈرادة ﺣرة ﻧﺣو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إدراج اﻟﺗﻌوﯾض
واﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ إطﺎر إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد ﺑواﺳطﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺗﺑﯾﺎن ﻣﺎ
ﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻛﺳب ،وﻣﺎ ﻟﺣﻘﻪ ﻣن ﺧﺳﺎرة ﻗﺑل أوان إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد اﻹداري ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ
45
ذﻟك ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣن ﻧظﺎم اﻹﻗﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺗﺿﻣن إﺟراء اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ ،واﻟﺗﻲ ﻧص ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ... ":ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ
اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺑر ار ﺑظروف ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺣﺳب
اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض".
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﺟﻠﯾﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺷﺎر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أﺧطﺄ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻟم ﯾﺟﺳد اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻓﻌﻠﯾﻪ أن ﯾﺑرر ذﻟك ﻷﺳﺑﺎب ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋن ﻧطﺎﻗﻪ
ﺣﺗﻰ ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺈﺟراء اﻟﻔﺳﺦ اﻟﺗﻌﺎﻗدي.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔﺳﺦ اﻹداري
ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻹداري ﻟﻔض اﻟراﺑطﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧﻼف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻋدم ﺗﻘﯾدﻩ ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗﻛب ﻓﯾﻬﺎ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻣن ﺛم
ﺗﻣﻠك اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧوﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾد ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":إذا ﻟم ﯾﻧﻔذ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،ﺗوﺟﻪ ﻟﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻋذا ار ﻟﯾﻔﻲ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ أﺟل ﻣﺣددٕ ،واذا
ﻟم ﯾﺗدارك اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗﻘﺻﯾرﻩ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟذي ﺣددﻩ اﻹﻋذار اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻛذﻟك اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺳﺦ ﺟزﺋﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ.
46
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻗد أﺣﺎطﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺿواﺑط ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻹﻋذار اﻟذي ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت
إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻹداري اﻟذي ﺗﺗﺣﻠﻰ ﺑﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻪ إﻻّ ﺑﺿواﺑط ٕواﺟراءات ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗوﺟب ﺗوﺟﯾﻪ إﻋذارﯾن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎﺟز ﻋن أداء
اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻵﺗﯾﺔ:
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﺗﺧذ إﺟراء اﻟﻔﺳﺦ اﻹداري ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﺑدون
ﺧطﺄ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻧد ﻟﺟوءﻫﺎ إﻟﻰ ذﻟك أن ﺗﺑرر ﻟﺟوءﻫﺎ إﻟﻰ ﻫذا اﻹﺟراء.
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺧول اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗوﻗﯾﻊ إﺟراء ﺧطﯾر ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻓﺳﺦ إداري ﺑدون ﺧطﺄ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ أﺣوال اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ
أﻧﻪ ﻟم ﯾﺑرز ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﺳف اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا
اﻟﺣق.
47
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﯾﺟوز اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﻋن طرﯾق رﻓﻊ دﻋوى ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء،
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗم ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﻼف اﻟﻧﺎﺷﺊ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ،
أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻋدم وﺟود ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋذار اﻟطرف
ﻏﯾر اﻟﻣﻧﻔذ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ ﻟﺟوء اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑدون إﻧذار
وﺗﻘدﻣﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﯾﻛون ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ وﻧوﻋﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﺳﺗﻧد أﺣد أطراف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋوى) ﺳواء اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد( ،إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺟدﯾﺔ اﻟﻣﻔﺿﯾﺔ ﻟطﻠب اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي
إﻟﻰ اﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﺑذﻟك ﺳواء ﺑﻘﺑول اﻟدﻋوى أو رﻓﺿﻬﺎ ﻟﻌدم اﻟﺗﺄﺳﯾس.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون إذا ﺗواﻓرت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة اﻟذي ﯾؤﺳس ﻓﯾﻪ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻛﺎﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗﻠك ﻓﯾﻬﺎ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ،أو ﻧص
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻹداري )اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺗﺳرة ،وﻛذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﺧﻰ
اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻫﻼك ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،ﻟذا ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ
اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن إرادة اﻟطرﻓﯾن ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘد دون أن ﯾﺗﺣﻣل أي طرف
ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ﺑﺧﻼف اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف اﻹدارة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻷﺳﺑﺎب ﻗﺎﻫرة ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻷﻣر ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك
48
ﺣﺎﻻت أﺧرى ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗم ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ
ﺷروط ﻣﺣددة ،ﻓﯾﻌد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺎت أو اﻟﺣﺎﻻت،
وﻛذا ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق أﺳﺑﺎب أﺧرى ﻣﻧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،ﺑﺣﯾث إذا ﺗﺣﻘﻘت ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد
اﻹداري ﻣﻔﺳوﺧﺎ.
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﯾﻧدرج ﻛل ﻣن اﻟﻘرار اﻹداري واﻟﻌﻘد اﻹداري ﺿﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ
اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﺑذﻟك ﻣظﺎﻫر اﻣﺗﯾﺎزات
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻻ أن اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﺑدو واﺿﺣﺎ ،ﻓﻲ ﻛون أن اﻟﻘرار اﻹداري ﯾﺗﺧذ طﺎﺑﻌﺎ اﻧﻔرادﯾﺎ
ﺻﺎد ار ﻣن طرف اﻹدارة ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘد اﻹداري اﻟذي ﯾﺗم ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،إﻻ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻠزﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺧﺿوع ﻟﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗد.
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺣدث اﻟﻘرار اﻹداري أﺛرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻼﺑد أن ﯾﺣوز ﻛل ﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻣﻼ
ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻧﻔرادي ﺻﺎدر ﺑﺈرادة ﻋن إﺣدى اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﯾﺣدث أﺛﺎ ار ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء
وﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺟدﯾد ،أو ﺗﻌدﯾل ،أو إﻟﻐﺎء وﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗﺎﺋم ،وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻘرار ﺧﺎرج إرادة اﻹدارة وﻓﻘﺎ
ﻟﺣﺎﻻت طﺑﯾﻌﯾﺔ ،أو ﺗﺑﻌﺎ ﻹﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﺎدر اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﯾﻪ ،أو ﺑواﺳطﺔ اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻗد
ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺈرادة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺣب اﻹداري اﻟذي ﯾﺟردﻩ ﻣن أﺛرﻩ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ،أو ﺑﻘرار اﻹﻟﻐﺎء اﻹداري اﻟذي ﯾﺣدث أﺛرﻩ ﺑﺄﺛر ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري ﻓﯾﺣوز ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻹداري ذاﺗﻪ ،وﻫﻲ ﻛون اﻹدارة طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،واﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﻧﺷﺎط ﻣرﻓق ﻋﺎم،
واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻸﺳﻠوب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﻗد ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد ﻣن
اﻟﻌﻘود وﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻌﻘد إدارﯾﺎ دون ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث
ﻗد ﯾﺗوﻓر ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻹداري وﯾﻛون اﻟرأي ﻗﺎطﻌﺎ ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ.
49
إﻻ أن أﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻫو اﻟﺷروط ﻏﯾر اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺻﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري.
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺗطﻠب ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد اﻹداري ) اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻧﻣوذﺟﺎ( ،إﺗﺑﺎع اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺣدد
وﻓﻘﺎ ﻟﻶﻟﯾﺔ طﻠب اﻟﻌروض اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وآﻟﯾﺔ اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟطرﯾق اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ
ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﺑﻌد اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وزوال آﺟﺎل اﻟطﻌون ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
اﻹداري )اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ،ﺣﯾث ﺗﺗﺣﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل ذﻟك اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
ﻓﻲ إطﺎر ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻧدرج ﺿﻣﻧﻬﺎ :ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ،و ﺳﻠطﺔ ﺗﻌدﯾل ﺷروط
اﻟﻌﻘد ،وﺣق ﺗوﺟﯾﻪ ﺟزاءات ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،وﻛذا ﺣق إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘد ،وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ،واﻻﻟﺗزام ﺑدﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎﻻت و
ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن ،و أداء ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺣﺳب اﻟﻣواﺻﻔﺎت واﻵﺟﺎل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟذا إذا ﻣﺎ
أدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،و اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ واﻹﺟراءات
اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،أو ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧل اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﺗرﺗﻛب ﺗﺻرﻓﺎت
ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ أﺿرار ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ،أو اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ
ﺗﺗم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﺗﻔﺎق طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،أو ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ اﻹداري اﻟذي ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ إﺧﻼل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻋدم ﺗﻘﯾدﻩ ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،أو ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗم
ﺑدﻋوى ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺿﺎء.
50
51