Professional Documents
Culture Documents
الدرس التاسع- المنظمة الدولية
الدرس التاسع- المنظمة الدولية
1
المنظمة ضمن المعاهدة المنشئة( الميثاق) ،وتجدر اإلشارة إلى أنه في بداية نشأة المنظمات
الدولية اقتصرت جهود الدول على تنظيم المالحة في األنهار الدولية ،النقل بالسكك الحديدية
ثم تنوعت بتنوع التعامل الدولي لتشمل المجال االقتصادي ،السياسي ،العسكري ،الثقافي،
الطاقة ،التجارة ،التكنولوجيا ،البيئة ،النشاطات الجوية ،القضائية ...و توسعت هذه النشاطات
ومجال العمل أدى إلى تنوع المنظمات الدولية حسب طبيعة النشاط والنطاق اإلقليمي
الختصاصها.
ثانيا :أنواع المنظمات الدولية
تنقسم المنظمات الدولية حسب طبيعة نشاطها إلى طائفتين:
-منظمات دولية ذات إختصاص عام وتسمى كذلك المنظمات السياسية واختصاصها
يغطي أغلب المجاالت سياسية ،إقتصادية ،ثقافية ...وفي مقدمتها األمم المتحدة ،االتحاد
االفريقي ،جامعة الدول العربية.
-منظمات دولية متخصصة هي منظمات تهتم بمجال محدد من مجاالت التعاون وغالبا
مايظهر ميدان اختصاصها من خالل تسميتها مثل منظمة الصحة العالميةم منظمة
التغذية والزراعة ،منظمة العمل الدولية.
و تنقسم حسب طبيعة اختصاصها اإلقليمي إلى طائفتين:
-منظمات عالمية وهي مفتوحة لالنضمام لكل دول العالم ومنه تكتسب الصفة العالمية
وامكانية بسط اختصاصها على كل أقاليم المعمورة مثل منظمة األمم المتحدة.
-منظمات جهوية أو إقليمية ويقتصر اختصاصها على قارة معينة مثل االتحاد االفريقي
أو منظمة الدول األمريكية ،وقد يمتد االختصاص إلى أكثر من قارة كجامعة الدول
العربية .وهذا التقسيم هو التقسيم الغالب ألنه يمكن الحديث عن منظمات دولية سياسية،
قضائية ومنظمات مالية.
المطلب الثالث :الشخصية القانونية للمنظمة الدولية
تعد عصبة األمم أول منظمة دولية ذات طابع سياسي إال أن تشكيلتها كانت أوروبية
بامتياز ألن أغلب الدول اإلفريقية واآلسيوية كانت مستعمرة ،لذا من الصعب الحديث في
هذه الفترة عن الكيانات وعن شخصيتها القانونية .وتلت عصبة األمم هيئة األمم المتحدة سنة
1945دون أن ينص ميثاقها على تمتيعها بالشخصية القانونية ،فالقضية ليست عدم تفطن
للمسالة وإنما هي عدم اتفاق بين الدول وعدم الرضا بإقرار هذه الشخصية القانونية الدولية
للمنظمة الدولية .فكانوا يرون في منح المنظمة الدولية الشخصية القانونية الدولية يؤدي إلى
خلق هيئة دولية فوق الدول وهذا فيه خرق لسيادتها .1غير أن مقتل وسيط األمم المتحدة إلى
فلسطين من طرف اإلسرائيليين اللورد بربدوت عام 1948ادى إلى طرح إشكالية مدى تمتع
منظمة األمم المتحدة بالشخصية القانونية الدولية كمسألة أولية ينبغي الفصل فيها حتى يتسنى
للمنظمة الدولية المطالبة بالتعويض عن ما لحقها من أضرار ،فأول مشكل واجه هيئة األمم
المتحدة بعد إنشائها احتاجت فيه هذه األخيرة إلى جواب عن مسالة التمتع بالشخصية
القانونية.
2
أمام هذا األشكال قامت الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة بطلب رأي استشاري من
محكمة العدل الدولية في مدى تمتع هيئة األمم المتحدة بالشخصية القانونية الدولية وطرحت
المسالة على محكمة العدل الدولية لتصدر المحكمة رأيها االستشاري عام .1949
وفي أول قضية عرضت على محكمة العدل الدولية المتعلقة بالشخصية القانونية
المنظمة األمم المتحدة قررت المحكمة االعتراف بالشخصية القانونية لألمم المتحدة،
هذه الشخصية التي تتمتع بها المنظمة الدولية ليست شبيهة بشخصية الدول كما ال
يعني ذلك خلق منظمة آو هيئة دولية فوق الدول بل نبقى هنا أمام مجتمع دولي أفقي ال
عمودي.
كما أنه من سمات الشخصية القانونية للمنظمة الدولية أنها شخصية محدودة فهي تقيّد
مقرر في النظام األساسي للمنظمة الدولية.
بما لها من اختصاص ّ
و كحوصلة لما سبق تحليله فان بناء الشخصية القانونية للمنظمة الدولية يكون من
خالل:
-1الرأي االستشاري.
-2على أساس أيضا ممارسة دولية وعرف دولي بمجرد توافر نفس المعايير.
-3بعض المنظمات أصبح ينص نظامها األساسي صراحة على تمتعها بالشخصية
القانونية كمنظمة قانون البحار لعام ،1982المحكمة الجنائية الدولية لعام .1998
3