You are on page 1of 15

‫‪ :‬تعديـل عقـد الشغـل‬

‫‪‬‬
‫أداة للتصرف داخل المؤسسة‬

‫النـوري مزيـد‬
‫أستاذ التعليم العالي‬
‫وعميد كلية الحقوق بصفاقس‬

‫ال شك أن العالقة الشغلية هي قبل كل شيء عالقة تعاقدية‪ ،‬حيث‬


‫(تزم‬
‫(ذي يل(‬
‫(المؤجر‪ ،‬وال(‬
‫تقوم على أساس اإلتفاق الذي يجمع األجير ب(‬
‫بمقتضاه الطرف األول بأن يقدم خدماته لفائدة الطرف الث((اني مقاب((ل‬
‫أجرة‪ ،‬على أن يتم أداء العمل تحت إشراف ومراقبة المؤجر‪.‬‬

‫(ة‬
‫هذا ما يستنتج من تعريف المشرع لعقد الشغل باعتباره " اتفاقي(‬
‫يلتزم بمقتضاها أحد الطرفين ويسمى عامال أو أجيرا بتق((ديم خدمات((ه‬
‫(ير‬
‫(ذا األخ(‬
‫للطرف اآلخر ويسمى مؤجرا وذلك تحت إدارة ومراقبة ه(‬
‫وبمقابل أجر "‪.1‬‬

‫(‬
‫وعلى ضوء هذا التعريف لعقد الشغل‪ ،‬يتفق الفقه وفقه القض((اء‬
‫على أن المقياس الرئيسي لهذا العقد يتمثل في عنصر التبعية القانوني((ة‬
‫التي يوجد فيها األجير تجاه مؤجره‪ ،‬حيث أن هذا األخير ه((و ال((ذي‬
‫(ا‬
‫(ير مطالب(‬
‫(ون األج(‬
‫(ه‪ ،‬ويك(‬
‫(راقب نتائج(‬
‫يشرف على أداء العمل وي(‬
‫بالخضوع لتوجيهات مؤجره والتعليمات التي يتلقاها منه‪.2‬‬

‫‪‬‬
‫نص المداخلة التي قدمت في إطار ملتقى " المؤسسة وتقنيات التصرف في عقود الشغل في ظ ّل التح والت اإلقتص ادية "‪،‬‬
‫الجمعية التونسية لمتفقدي الشغل‪ ،‬الحمامات‪ ،‬في ‪ 19‬و ‪ 20‬ديسمبر ‪. 2008‬‬
‫الفصل ‪ 6‬من مجلة الشغل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 3261‬في ‪ 1‬مارس ‪ ،1965‬مجلة القضاء والتشريع عدد ‪ ،7‬جويلية ‪ ،1965‬ص‪. 35 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫لكن بقطع النظر عن العناصر المميزة لعقد الش((غل‪ ،‬فإن((ه يبقى‬
‫" كسائر العقود المدنية يرضخ لمحض اتفاق الطرفين وتراضيهما على‬
‫كل الشروط واألركان "‪.3‬‬

‫(ع‬
‫ويترتب عن ذلك أن عقد الشغل‪ ،‬كسائر العقود المدنية‪ ،‬يخض(‬
‫(وم‬
‫لمبدأ القوة الملزمة للعقد‪ ،‬حيث أن "ما إنعقد على الوجه الصحيح يق(‬
‫مقام القانون فيما بين المتعاقدين وال ينقض إال برضائهما أو في الصور‬
‫المقررة في القانون "‪.4‬‬

‫واألصل أن يتقيد الطرفان بمقتضيات العقد وما يترتب عن((ه من‬


‫( حتى يتس ّنى تنفيذ هذا العقد بكل أمانة ونزاهة ‪.5‬‬
‫إلتزامات‪،‬‬

‫لكن عقد الشغل هو من العقود التي يمتد تنفيذها في الزمن‪ ،‬وق((د‬


‫(ق‬
‫تطرأ على العالقة القائمة بين الطرفين عدة عوامل من شأنها أن تعي(‬
‫تنفيذ هذا العقد أو تجعله عسيرا دون إدخال بعض التحويرات عليه‪.‬‬

‫( بإمكانية تعديل عق((د‬


‫يقر‪ ،‬في عدة حاالت‪،‬‬
‫لهذا فإن قانون الشغل ّ‬
‫الشغل استجابة لمقتضيات المرونة التي تكون المؤسسة في حاجة له((ا‬
‫(يرها‬
‫(اطها وس(‬
‫قصد التأقلم مع المستجدات العديدة التي قد تؤثر في نش(‬
‫الطبيعي أو التي من شأنها أن تهدد العالقة الشغلية الزوال‪.‬‬

‫والمقصود بتعديل عقد الشغل هو إدخال تحوير أو تغيير يش((مل‬


‫بعض عناصره أو شروطه كاألجر أو الصنف المهني لألجير أو مكان‬
‫عمله‪ ...‬لكن يتعين التمييز بين تعديل عقد الشغل وتغيير ش((روط أداء‬
‫(ؤجر‬
‫(ير الم(‬
‫(أن يغ(‬
‫العمل بالمؤسسة دون مساس بعناصر العقد ذاته ك(‬

‫قرار تعقيبي> مدني عدد ‪ 4027‬في ‪ 15‬ماي ‪. 1980‬‬ ‫‪3‬‬

‫الفصل ‪ 242‬من مجلة اإللتزامات والعقود‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫الفصل‪ 243‬من مجلة اإللتزامات والعقود‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫توقيت العمل‪ ،‬أو أن يقرر إدخال تغييرات على تقنيات اإلنتاج‪ .‬ففي هذه‬
‫الحاالت ال يجب أن نتحدث عن تعديل للعقد طالما أن األم((ر ين((درج‬
‫(ير‬
‫ضمن نفوذ المؤجر في تحديد شروط أداء العمل دون إدخال أي تغي(‬
‫بأحد عناصر العقد‪.‬‬

‫( الفرنسي منذ سنة ‪ 1996‬في هذا اإلتجاه‪،6‬‬


‫وقد ذهب فقه القضاء‬
‫(مى‬
‫حيث تخلى عن النظرية القديمة التي كانت تعتمد التمييز بين ما يس(‬
‫بالتعديل الجوهري لعقد الشغل والتعديل غير الجوهري لهذا العقد‪ ،‬ليقر‬
‫تمييزا جديدا بين تعديل عقد الشغل وتغيير شروط العمل‪ .‬ف((إذا تعل((ق‬
‫األمر بتحوير يشمل أحد عناصر العقد‪ ،‬يتعين على المؤجر‪ ،‬حسب هذا‬
‫( الفرنسي‪ ،‬أن يحصل على موافقة األج((ير‬
‫الموقف الجديد لفقه القضاء‬
‫سواء تعلق األمر بعنصر أساسي أو غير أساسي في العقد‪ .‬أما إذا تعلق‬
‫األمر بتغيير في شروط العمل‪ ،‬فإنه يكون من واجب األجير أن يخضع‬
‫(ذا‬
‫ألوامر مؤجره باعتبار أن هذا التغيير يندرج في نطاق صالحيات ه(‬
‫األخير في تسيير المؤسسة‪ ،‬دون مساس بالعقد‪.‬‬

‫ولم يأخذ فقه القضاء التونسي بهذا التوجه‪ ،‬كما أن((ه لم يك((رس‬
‫بصفة صريحة التمييز بين ما يسمى بالتعديل الجوهري والتعديل غ((ير‬
‫ّ‬
‫ولعل ذلك يعود أساسا إلى أن القانون التونس((ي‬ ‫الجوهري لعقد الشغل‪.‬‬
‫يختلف عن القانون الفرنسي من حيث أنه نظم ممارسة المؤجر لنف((وذه‬
‫في تحوير عقد الشغل‪ ،‬حسب شروط محددة‪ ،‬بحيث أن دور المح((اكم‬
‫( على مراقبة مدى احترام تلك الشروط وتحدي(د‬ ‫يقتصر في ّ‬
‫جل الحاالت‬
‫النتائج المترتبة عن ذلك‪.‬‬

‫أنظر قرار محكمة التعقيب> الفرنسية عدد ‪ 3822‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1996‬وهو المعروف بــ ‪Arrêt Rubin :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪3‬‬
‫(د‪،‬‬
‫(انوني واح(‬
‫والحقيقة‪ ،‬ال يخضع تعديل عقد الشغل إلى نظام ق(‬
‫وإنما تختلف شروطه وآثاره حسب تنوع الحاالت‪ .‬ويمكن أن نميز هنا‬
‫بين وضعيتين مختلفتين تماما وهما ‪ :‬تعديل عقد الشغل بصفة أحادي((ة‬
‫الجانب من طرف المؤجر في نطاق نفوذه في تسيير المؤسسة وذلك من‬
‫أجل تمكين هذه األخيرة من التأقلم مع المستجدات الناجم((ة عن بعض‬
‫ـ وتعديل عقد الشغل كحل بديل عن‬
‫العوامل الطارئة‪ ،‬من ناحية أولى (‪)I‬‬
‫الطرد وذلك من أجل إنقاذ هذا العقد وضمان اإلس((تقرار في العالق((ة‬
‫(ة‬
‫(د في الحال(‬
‫(وير العق(‬
‫الشغلية‪ ،‬من ناحية أخرى (‪ . )II‬فإذا كان تح(‬
‫األولى يندرج ضمن ممارسة المؤجر لصالحياته في تسيير للمؤسس((ة‪،‬‬
‫فإنه في الحالة الثانية يبرز باألحرى كحد لنفوذ المؤجر في قطع العالقة‬
‫الشغلية‪.‬‬

‫ـؤجر في‬
‫‪ – I‬التعديل األحادي الجانب للعقد ‪ :‬تكريس لنفوذ المـ‬
‫تسيير المؤسسة‬

‫يكرس قانون الشغل مرونة واسعة في مجال التشغيل‪ ،‬فإنه‬ ‫مثلما ّ‬


‫يستجيب‪ ،‬أثناء تنفيذ العقد أيضا‪ ،‬إلى مقتضيات المرونة ال((تي تك((ون‬
‫المؤسسة في حاجة لها قصد التأقلم مع المستجدات العديدة التي تح((دث‬
‫داخلها أو حولها‪.‬‬

‫(ة‪ ،‬وبحكم‬
‫(يير المؤسس(‬
‫وقد يلجأ المؤجر‪ ،‬في إطار نفوذه في تس(‬
‫اعتبارات إقتصادية أو تنظيمية‪ ،‬إلى تغيير عمل األجير‪ ،‬مما يقتض((ي‬
‫(نف‬
‫(ا بالص(‬
‫(ير إم(‬‫التعديل في عقد الشغل‪ .‬ويمكن أن يتعلّق هذا التغي(‬
‫(دث عن‬
‫المهني لألجير أو بمكان عمله‪ .‬في الحالة األولى يمكن أن نتح(‬
‫تغيير وظيفي ألنه يتصل بخطة األجير داخل المؤسس((ة (أ)‪ .‬أم((ا في‬

‫‪4‬‬
‫الحالة الثانية فيجوز أن نتحدّث عن تغيير جغرافي ألنه يؤدي إلى نقلة‬
‫األجير خارج المؤسسة (ب)‪.‬‬

‫أ) التغيير الوظيفي ‪ :‬إعادة التصنيف المهني‬

‫كل أج((ير " يرسم " عن((د‬‫أن ّ‬


‫تنص اإلتفاقيات المشتركة على ّ‬
‫ّ‬
‫إنتدابه بصنف مهني حسب خطته داخل المؤسسة ‪ .7‬وهذا " الترس((يم "‬
‫(ي‬
‫(ردي ‪ ،8‬يكتس(‬
‫في الصنف الذي يعبّر عنه كذلك بالترتيب المهني الف(‬
‫(بر‬
‫صبغة إتفاقية‪ ،‬حيث يت ّم باإلتفاق بين الطرفين في عقد الشغل‪ ،‬ويعت(‬
‫عنصرا جوهريا في العقد ‪ .9‬فهل يجوز للمؤجر تغي((ير الص((نف‬
‫المهني لألجير إستجابة لمقتضيات سير العمل بالمؤسسة؟‬

‫حسب النظرية العامة في مادة اإللتزامات والعقود ال يجوز مبدئيا‬


‫(ذا‬
‫( من ه(‬
‫(انب‬
‫(ة الج(‬
‫إدخال أي تحوير أو تعديل في العقد بصفة أحادي(‬
‫‪ ،‬وال يجوز بالتالي تعديل((ه‬ ‫‪10‬‬
‫الطرف أو ذاك‪ .‬فالعقد شريعة الطرفين‬
‫إال باإلرادة المشتركة لهما‪ .‬لهذا يتعيّن مبدئيا على رئيس المؤسس((ة أن‬
‫يسند لألجير نفس الصنف الذي انتدب فيه حسب الخطة التي اتفق على‬
‫تكليفه بها ‪.11‬‬

‫لكن هذه القاعدة ال تمنع في قانون الشغل إمكانية تغي((ير خط((ة‬


‫(ادة‬
‫(ة‪ ،‬إع(‬
‫(االت معين(‬
‫(ؤجر‪ ،‬في ح(‬
‫فالمشرع يخول للم(‬
‫ّ‬ ‫(‬
‫األجير الحقا‪.‬‬
‫(ة‪.‬‬‫(ل بالمؤسس(‬
‫التصنيف المهني لألجير إذا اقتضت ذلك ضرورة العم(‬
‫الفصل ‪ 8‬من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫أنظ>ر الفص>ل ‪ 51‬م‪.‬ش‪ .‬وك>ذلك الفص>ل ‪ 1‬من األم>ر ع>دد ‪ 247‬الم>ؤرخ في ‪ 26‬م>اي ‪ 1973‬حيث يس>تعمل المش>رّع عب>ارة "‬ ‫‪8‬‬

‫الترتيب> الفردي في كل صنف مهني "‪.‬‬


‫حول هذا الموضوع أنظر خاصة ‪:‬‬ ‫‪9‬‬

‫;‪M. DESPAX, La qualification professionnelle et ses problèmes juridiques, J.C.P ; 1962, I, 1710 ‬‬
‫‪PH. LANGLOS, « La hiérarchie des salariés »,in Etudes offertes à G.H. CAMERLYNCK,‬‬
‫‪Dalloz 1978, p. 185.‬‬
‫الفصل ‪ 242‬م‪.‬ا‪.‬ع‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫أنظر في هذا اإلتجاه تعقــ‪ .‬مدني عدد ‪ 4580‬في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،1982‬النشرية ‪ 1982‬ج ‪ 4‬ص ‪ ، 30‬تعقــ‪ .‬م>دني ع>دد ‪14547‬‬ ‫‪11‬‬

‫في ‪ 11‬ماي ‪ ،1987‬غير منشور‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(ه " يمكن‬
‫(نة ‪ 1996‬على أن(‬
‫نصت مجلة الشغل‪ ،‬منذ تنقيحها س(‬‫وفعال ّ‬
‫(نف أدنى أو أعلى من‬
‫(ال لص(‬
‫(ل بأعم(‬‫(ف العام(‬‫لضرورة العمل تكلي(‬
‫صنفه" ‪.12‬‬

‫نص على‬
‫المشرع طرق تطبيق هذا الفصل وإنم((ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكن لم يحدّد‬
‫( المشتركة أو العقود الفردية أو بقرار من وزي((ر‬
‫أنها تضبط باإلتفاقيات‬
‫الشؤون اإلجتماعية بعد إستشارة المنظمات المهنية المعنية‪.‬‬

‫(ذه‬ ‫(تنتج ّ‬
‫أن ه(‬ ‫(تركة‪ ،‬نس(‬
‫( المش(‬
‫(ات‬
‫وبالرجوع إلى أحكام اإلتفاقي(‬
‫(رع‬
‫األخيرة قد سبق لها أن نظمت الصورتين اللتين أشار لهم((ا المش( ّ‬
‫صلب الفصل ‪ 2 -76‬من مجلة الشغل‪.‬‬

‫( القطاعية بإمكاني((ة تكلي((ف‬ ‫تقر ّ‬


‫كل اإلتفاقيات‬ ‫فمن ناحية أولى‪ّ ،‬‬
‫(ب‬
‫(ك " حس(‬ ‫األجير بعمل من صنف دون الصنف الذي ينتمي له‪ ،‬وذل(‬
‫متطلبات سير العمل " ‪ .13‬وتشترط اإلتفاقية اإلطاري((ة المش((تركة أن‬
‫(هر‪،‬‬
‫يكون التغيير في الصنف مقيدا في الزمن ‪ ،‬إذ ال تتجاوز مدّته الش(‬
‫(رار‬
‫(ا بق(‬
‫(ير كتابي(‬‫مرة واحدة في السنة‪ .‬كما تشترط إعالم األج(‬
‫وذلك ّ‬
‫وتنص على ّ‬
‫أن العامل يحتفظ خالل م((دّة التغي((ير ب((األجر‬ ‫ّ‬ ‫المؤجر‪،‬‬
‫واإلمتيازات المقابلة لرتبته األصلية‪.‬‬

‫نستنتج مما تقدّم ّ‬


‫أن تكليف األجير بعمل من صنفه المه((ني ليس‬
‫(من‬
‫(دخل ض(‬
‫(ه ي(‬
‫عقوبة وال يمكن أن يقع إلعتبارات تأديبية ‪ .14‬بل إن(‬
‫سلطة المؤجر في تسيير المؤسسة‪ ،‬ويتقرر إستجابة لمتطلب((ات س((ير‬
‫(تي‬ ‫(ير العمل " يبقى من المف(‬
‫(اهيم ال(‬ ‫العمل‪ .‬لكن مفهوم " متطلبات س(‬
‫الفصل ‪ 2 -76‬م‪.‬ش‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫الفصل ‪ ، 15‬الفقرة األولى من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫لهذا فه>و يختل>ف عن "إس>قاط الس>لم " ال>ذي يمث>ل عقوب>ة تأديبي>ة من الدرج>ة الثاني>ة حس>ب الفص>ل ‪ 37‬من اإلتفاقي>ة اإلطاري>ة‬ ‫‪14‬‬

‫أن إعادة تصنيف األجير لحاجة سير العمل أو لظروف إقتصادية أوجبت ذلك ال يعت>>بر من‬ ‫المشتركة‪ .‬وقد أكدت محكمة التعقيب> ّ‬
‫قبيل تسليط العقاب بدون موجب أنظر تعقــ‪ .‬مدني عدد ‪ 11873‬في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،1985‬النشرية ‪ 1985‬ج ‪ 2‬ص ‪.46‬‬

‫‪6‬‬
‫(ذا‬
‫(وفر ه(‬
‫(دى ت(‬
‫يكتنفها الغموض‪ .‬فال توجد مقاييس محددة لمعرفة م(‬
‫الشرط‪ .‬ويبقى رئيس المؤسسة هو المؤهل ‪ ،‬تحت رقابة القاضي الحقا‪،‬‬
‫(ير في‬
‫( مرتبطة بسير العمل تستوجب التغي(‬
‫لتقدير مدى وجود مقتضيات‬
‫صنف األجير‪.‬‬

‫( لصالح العمال‬
‫وحتى توفر اإلتفاقيات المشتركة بعض الضمانات‬
‫أقرت حق األجير‪ ،‬إذا تراءى له أن‬‫( ّ‬ ‫إزاء نفوذ المؤجر في هذا المجال‪،‬‬
‫قرار المؤجر كان اعتباطيا أو تعسفيا‪ ،‬الطعن في ذلك القرار أمام اللجنة‬
‫(ر والبت في‬
‫( للنظ(‬
‫(الحيات‬
‫اإلستشارية للمؤسسة‪.‬وهذه اللجنة " لها الص(‬
‫هذه المسألة " ‪.15‬‬

‫(ة ‪ .16‬وفي‬
‫( لم تضبط أجال أقصى لتدخل اللجن(‬ ‫لكن ّ‬
‫جل اإلتفاقيات‬
‫(وذ‬
‫(ع بنف(‬
‫(ذي يتمت(‬
‫( ال(‬ ‫( ّ‬
‫فإن ما تقرره اللجنة ال يقيّد القاضي‬ ‫ّ‬
‫كل الحاالت‬
‫(برره من حيث‬
‫(ا ي(‬
‫تقديري واسع للتأكد من أن قرار المؤجر كان له م(‬
‫(ير‬ ‫مصلحة المؤسسة‪ .‬وإذا تبيّن عكس ذلك‪ّ ،‬‬
‫فإن القاضي قد يعتبر التغي(‬
‫الجوهري في العقد من طرف المؤجر بمثابة الطرد التعسفي‪.‬‬

‫( المشتركة إمكاني((ة تكلي((ف‬


‫أقرت اإلتفاقيات‬
‫ومن ناحية أخرى‪ّ ،‬‬
‫األجير بعمل من الصنف الذي فوق صنفه المهني‪ .17‬وق((د اش((ترطت‬
‫(ا على‬
‫( أن يكون التغيير قائم(‬
‫اإلتفاقيات المشتركة‪ ،‬في هذه الحالة أيضا‪،‬‬
‫(ا‬
‫(ة‪.‬كم(‬
‫(لحة المؤسس(‬
‫(ل أو مص(‬
‫( سير العم(‬
‫إعتبارات تتعلق بمقتضيات‬
‫اشترطت أن يقع إعالم األجير كتابيا بقرار المؤجر‪.‬‬

‫الفصل ‪ ، 15‬الفقرة األولى‪ ،‬من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة‪ .‬أنظر في هذا المعنى القرار التعقيبي المدني عدد ‪ 23652‬في ‪12‬‬ ‫‪15‬‬

‫جوان ‪ ،1989‬النشرية ‪ 1989‬ص ‪.279‬‬


‫بعض اإلتفاقيات> القليلة حددت أجال للنظر في الموضوع من طرف اللجنة‪ .‬ومن ذلك ّ‬
‫أن اإلتفاقية المشتركة للبنوك ح>ددت أجال‬ ‫‪16‬‬

‫أقصى بأسبوع بداية من تقديم مطلب األجير‪.‬‬


‫تراجع أحكام الفصل ‪ ،15‬الفقرة الثانية ‪ ،‬من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪7‬‬
‫(ارق بين‬
‫(ل الف(‬ ‫ونصت كذلك على ّ‬
‫أن األجير يتقاضى منحة تمث(‬
‫األجر المطابق لصنفه األصلي واألجر المطابق للصنف الذي عيّن فيه‬
‫مؤقتا‪ .‬وحسب الفصل ‪ 15‬من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة ف( ّ‬
‫(إن ه((ذه‬
‫(ا يتعيّن على‬
‫(هر‪ .‬وبإنتهائه(‬
‫الوضعية ال يمكن أن تتجاوز مدّة ثالثة أش(‬
‫المؤجر أن يقرر إما تثبيت األجير نهائيا في الصنف الجديد أو إرجاعه‬
‫إلى صنفه األصلي‪.‬‬

‫ب) التغيير الجغرافي ‪ :‬نقلة األجير خارج مكان عمله األصلي‬

‫( لكن اإلتفاقيات المشتركة‬


‫تتعرض مجلة الشغل إلى هذه الحالة‪،‬‬
‫لم ّ‬
‫نصت على إمكانية نقلة األجير بتغيير مكان عمله األص((لي إس((تجابة‬
‫لمقتضيات سير العمل ‪.18‬‬

‫(ان‬
‫(ير مك(‬ ‫(ارة " تغي(‬
‫( المشتركة تستعمل عب(‬ ‫ورغم ّ‬
‫أن اإلتفاقيات‬
‫اإلقامة أو النقلة "‪ّ ،‬‬
‫فإن األصح هو أن نتحدث عن تغيير مكان العم((ل‪،‬‬
‫ألن مكان اإلقامة يهم الحياة الخاصة لألجير‪ ،‬في حين ّ‬
‫أن مكان العم((ل‬ ‫ّ‬
‫يعتبر عنصرا في عقد الشغل‪.‬‬

‫(ا ربطت‬
‫(بيّن أنه(‬
‫(تركة نت(‬
‫وبالرجوع إلى أحكام اإلتفاقيات المش(‬
‫إمكانية تغيير مكان العمل بشرط أساسي وهو أن يكون ه((ذا التغي((ير‬
‫(ارات‬ ‫(لحة العمل " ‪ ،‬أي قائم(‬
‫(ا على اعتب(‬ ‫(رورة مص(‬
‫تستوجبه " ض(‬
‫موضوعية تتصل بظروف العمل داخل المؤسسة أو الظروف المحيطة‬
‫بنشاطها‪ .‬فإذا تبيّن مثال ّ‬
‫أن المؤسسة اضطرت إلى اإلنتقال من منطق((ة‬
‫(ذر‬
‫(ويغ وتع(‬
‫(د التس(‬
‫(د عق(‬
‫إلى أخرى بسبب رفض مالك المحل تجدي(‬
‫الحصول على محل آخر بالمنطقة األولى‪ّ ،‬‬
‫فإن هذا التغيير له ما يبرره‬

‫تراجع أحكام الفصل ‪( 22‬جديد) من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪8‬‬
‫وال يعتبر بمثابة الطرد التعسفي للعمال الذين يتعيّن عليهم اإللتحاق بمقر‬
‫(ان‬
‫(ة ك‬
‫(رار النقل‬
‫(ة أن ق‬
‫(بيّن للمحكم‬
‫(ا ت‬
‫(ورة عامة كلم‬
‫‪ .‬وبص‬ ‫‪19‬‬
‫العمل الجديد‬
‫(ل‪ ،‬ال‬
‫( س(ير العم(‬
‫قائما على إعتبارات موضوعية ويستجيب لمقتضيات‬
‫(ير‬
‫(بر رفض األج(‬ ‫(ة وتعت(‬
‫تقر بشرعية النقل(‬
‫لمصلحة شخصية ‪ ،‬فإنها ّ‬
‫(رده ‪ .20‬وعلى العكس‬
‫(برر ط‬‫(ة ت‬
‫(وة فادح‬
‫(د هف‬
‫(ل الجدي‬
‫(ان العم‬
‫(اق بمك‬
‫اإللتح‬
‫(برره من حيث‬‫(ا ي(‬
‫(ه م(‬‫(ة ليس ل(‬‫(رار النقل(‬ ‫من ذلك ‪ ،‬كلما تبيّن ّ‬
‫أن ق(‬
‫(ه يح( ّ‬
‫(ق‬ ‫مجرد عقاب تأديبي مقنّ(‬
‫(ع‪ ،‬فإن(‬ ‫مقتضيات سير العمل أو كان ّ‬
‫لألجير رفض اإللتحاق بمكان العمل الجديد‪ ،‬وإذا رفض المؤجر تشغيله‬
‫(في‬
‫(ع التعس(‬
‫(ة القط(‬
‫(رفض بمثاب(‬
‫في مكان عمله األصلي يعتبر هذا ال(‬
‫للعقد‪.21‬‬

‫(تركة‬
‫إضافة للشرط المتعلق بسبب النقلة ضبطت اإلتفاقيات المش(‬
‫بعض المقاييس التي يتعيّن على المؤجر اعتمادها لتحديد العمال ال((ذين‬
‫ستشملهم النقلة‪ .‬فنصت على ّ‬
‫أن إمكانية النقلة تق((رر مب((دئيا للعم((ال‬
‫الراغبين فيها والذين تتوفر فيهم شروط الكفاءة المطلوبة‪ .‬وإذا لم يوجد‬
‫(فة‬
‫من ضمن العمال من يرغب في النقلة يجوز للمؤجر أن يح(دّد بص(‬
‫(ذه‬
‫(ة‪ " .‬وفي ه(‬
‫(ك النقل(‬
‫(ملهم تل(‬
‫( األشخاص الذين ستش(‬
‫أحادية الجانب‬
‫(ذلك‬
‫(كني وك(‬
‫الصورة تقع مراعاة أقدمية العامل ووضعه العائلي والس(‬
‫مسؤوليته النقابية " ‪.22‬‬

‫(تركة‬
‫( المش(‬
‫(ات‬ ‫(ف ّ‬
‫أن اإلتفاقي(‬ ‫من خالل هذه المقاييس يتجلى كي(‬
‫تذهب في اتجاه التوفيق بين مقتضيات سير العمل التي ترتبط بمصلحة‬

‫تعقــ‪ .‬مدني عدد ‪ 27846‬في ‪ 18‬مارس ‪ ،1993‬النشرية ‪ 1993‬ص ‪.151‬‬ ‫‪19‬‬

‫أنظر مثال ‪ :‬تعقــ‪ .‬مدني عدد ‪ 32280‬في ‪ 23‬ج>انفي ‪ ،1992‬النش>رية ‪ 1992‬ص ‪ 160‬وك>ذلك تعقــ‪ .‬م>دني ع>دد ‪ 11839‬في‬ ‫‪20‬‬

‫‪ 10‬جوان ‪ ،1985‬النشرية ‪ 1985‬ج ‪ 2‬ص ‪ ،37‬وتعقــ‪ .‬م>>دني ع>>دد ‪ 9445‬في ‪ 26‬م>>ارس ‪ ، 1984‬النش>>رية ‪ 1984‬ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.18‬‬
‫تعقــ‪ .‬مدني ‪ 45707‬في ‪ 19‬جانفي ‪ ،1995‬النشرية ‪ 1995‬ص ‪.205‬‬ ‫‪21‬‬

‫الفصل ‪( 22‬جديد) من اإلتفاقية اإلطارية المشتركة ‪ ،‬الفقرة الثانية‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪9‬‬
‫(يه‬
‫(ذي تقتض(‬
‫(ائلي ال(‬
‫(اعي والع(‬
‫المؤسسة ومتطلبات اإلستقرار اإلجتم(‬
‫مصلحة األجير‪.‬‬

‫( المشتركة بالخصوص‬‫أ ّما عن آثار النقلة فقد تعرضت اإلتفاقيات‬


‫فأقرت أنه "‬
‫إلى ما يترتب عن تلك النقلة من مصاريف بالنسبة لألجير‪ّ ،‬‬
‫(رة‬
‫في سائر الحاالت تحمل على المؤجر كافة المصاريف الناشئة مباش(‬
‫عن هذه النقلة " ‪ .23‬والمقصود بذلك المصاريف التي إستوجبها تغي((ير‬
‫اإلقامة مثل المصاريف المتعلقة بسفر أفراد العائلة أو نقل األدباش‪.‬‬

‫(د‬
‫يجس(‬
‫(ابقا ّ‬
‫( المذكورة س(‬
‫وإذا كان تعديل عقد الشغل في الحاالت‬
‫أساسا نفوذ المؤجر في تسيير المؤسسة من أج((ل حماي((ة مص((لحتها‬
‫وتوفير ما تتطلبّه من مرونة في التصرف في اليد العامل((ة‪ ،‬فإن((ه في‬
‫(تقرار‬
‫(مان إس(‬
‫(ل في ض(‬
‫حاالت أخرى يستجيب إلى غاية مختلفة تتمث(‬
‫العالقة الشغلية وتجنب الطرد قدر اإلمكان وذلك ب((البحث عن حل((ول‬
‫بديلة له‪.‬‬

‫‪ -II‬التعديل اإلتفاقي لعقد الشغل كحل بديل عن الطرد‬

‫(‬
‫بصورة عامة‪ ،‬يتجه قانون الشغل المعاصر نحو تكريس آلي((ات‬
‫وحلول تسمح بتجنب قطع العالقة الشغلية قدر اإلمكان‪ ،‬وذلك لتف((ادي‬
‫اإلنعكاسات السلبية والنزاعات التي يمكن أن تترتب عن فقدان األج((ير‬
‫لعمله ألسباب خارجة عن إرادته‪.‬‬

‫(ق‬
‫لهذا تعددت الحلول البديلة عن الطرد‪ ،‬فمنها ما يقوم على تعلي(‬
‫عقود الشغل مؤقتا‪ ،‬مثلما هو الشأن في صورة البطالة الفنية‪ ،‬ومنها ما‬

‫نفس الفصل ‪ ،‬الفقرة األخيرة‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪10‬‬
‫(ل‬
‫يقتضي إدخال بعض التعديالت على تلك العقود أو على شروط العم(‬
‫بالمؤسسة‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يندرج التعديل اإلتفاقي لعقد الشغل كحل ب((ديل‬
‫عن الطرد‪ ،‬وذلك إما ألسباب اقتصادية أو فنية تتعلق بوضعية المؤسسة‬
‫(أ) أو ألسباب صحية تتعلق باألجير(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعديل العقد كحل بديل عن الطرد ألسباب إقتصادية أو فنية‬

‫إذا كان التشريع اإلجتماعي يستجيب اليوم أكثر فأكثر للمقتضيات‬


‫المتعلقة بحماية المؤسسة من المخاطر اإلقتصادية والصعوبات الفني((ة‬
‫(باب‬
‫(رد ألس(‬
‫(وء إلى الط(‬
‫(ؤجر في اللج(‬
‫التي تجابهها‪ ،‬فيقر بحق الم(‬
‫إقتصادية أو فنية ‪ ،24‬فإنه ال يتخلى كليا عن وظيفته التقليدية المتمثلة في‬
‫(ة عن‬
‫(باب خارج(‬
‫(ني ألس(‬
‫(اء المه(‬
‫حماية العمال إزاء مخاطر اإلقص(‬
‫إرادتهم‪.‬‬

‫وقصد التوفيق بين المصلحة اإلقتصادية للمؤسس((ة والمص((الح‬


‫(باب‬
‫(رد ألس(‬
‫(ق الط(‬
‫(ة ح(‬
‫اإلجتماعية للعمال‪ ،‬أخضع المشرع ممارس(‬
‫إقتصادية إلى إجراءات خاصة تقوم على تدخل جهاز تفقدي((ة الش((غل‬
‫ولجان مراقبة الطرد من أجل القيام بالمساعي الصلحية التي تهدف إلى‬
‫تجنب الطرد قدر اإلمكان مع مراعاة الوضعية اإلقتصادية للمؤسسة‪.‬‬

‫في هذا اإلطار تندرج الحلول البديلة عن الطرد وال((تي ذكره((ا‬


‫(تي‬
‫(ول ال(‬
‫(من الحل(‬
‫المشرع صلب الفصل ‪ 9-21‬من مجلة الشغل ض(‬
‫تستطيع لجنة مراقبة الطرد أن تقترحها على الطرفين المعنيين‪.‬‬

‫أنظر أحكام الفصل ‪ 21‬وما يلي>ه من مجل>ة الش>غل‪ .‬يراج>ع الن>وري مزي>د ‪ " ،‬النظ ام الق انوني للط رد ألس باب إقتص ادية "‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬عدد ‪ ،3‬مارس ‪ ،2008‬ص‪. 89 .‬‬

‫‪11‬‬
‫(غل‪،‬‬
‫بعض هذه الحلول ال يستوجب بالضرورة تحويرا لعقود الش(‬
‫مثلما هو الشأن بالنسبة إلمكانية " وضع برنامج إعادة تكوين أو رسكلة‬
‫(اج جديد " ‪،26‬‬
‫للعمال " ‪ ،25‬أو " إمكانية توجيه نشاط المؤسسة حول إنت(‬
‫أو كذلك الشأن بالنسبة " لإليقاف المؤقت لنش((اط المؤسس((ة كلي((ا أو‬
‫جزئيا "‪.27‬‬

‫(ال‬
‫(بر إدخ(‬
‫(رد إال ع(‬
‫لكن في حاالت أخرى ال يمكن تجنب الط(‬
‫بعض التغييرات على شروط العمل أو بعض عناصر العقد‪ .‬وفي ه((ذا‬
‫(ة‬
‫(ة " مراجع(‬
‫اإلطار نص الفصل ‪ 9-21‬من مجلة الشغل على إمكاني(‬
‫شروط العمل كالتخفيض في عدد الفرق أو ساعات العم((ل " ‪ .28‬وعلى‬
‫هذا األساس يمكن مثال تغيير نظام العمل وذلك باعتماد نظ((ام العم((ل‬
‫لوقت جزئي عوضا عن نظام العمل اإلعتيادي‪ ،‬إستنادا ألحكام الفصول‬
‫‪ 2-94‬إلى ‪ 11-94‬من مجلة الشغل‪ ،‬وهو ما يستوجب موافقة األجير‬
‫(وقت‬
‫(ل ل(‬
‫كتابيا على إنتقاله من نظام العمل لوقت كامل إلى نظام العم(‬
‫جزئي ‪.29‬‬

‫لكن ال يبدو أن المشرع التونسي يشجع كثيرا على اللج((وء إلى‬


‫نظام العمل لوقت جزئي كحل بديل عن الطرد‪ ،‬إذ ال توجد أية ح((وافز‬
‫قانونية لفائدة المؤجر الذي يلجأ إلى هذا الحل‪ ،‬كما ال توجد ض((مانات‬
‫كافية بالنسبة للعمال من حيث حقوقهم المرتبطة بالضمان اإلجتم((اعي‬
‫والتي قد تتأثر سلبا نتيجة إنخفاض أجورهم في صورة قبولهم بالعم((ل‬
‫لوقت جزئي‪.‬‬
‫الفصل ‪( 9-21‬ب) من مجلة الشغل‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫الفصل ‪( 9-21‬ج) من مجلة الشغل‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫الفصل ‪( 9-21‬د) من مجلة الشغل‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫الفصل ‪( 9-21‬هـ) من مجلة الشغل‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫نص الفصل ‪ 3-94‬من مجلة الشغل على أنه " يجب أن يكون عقد الشغل لوقت جزئي كتابيا> " ‪ .‬كما نص الفصل ‪ 9-94‬من‬ ‫‪29‬‬

‫نفس المجلة على أنه " ال يمكن أن يكون انتقال العامل من نظام العمل كامل الوقت إلى نظام العم>>ل ل>>وقت ج>>زئي أو العكس إال‬
‫بموافقته كتابيا "‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وإذا كانت مجلة الشغل لم تتعرض صراحة إلمكانية التخفيض في‬
‫(ل‬
‫(انون ‪ 17‬أفري(‬
‫األجور كحل لتجنب الطرد ألسباب إقتصادية‪ ،‬فإن ق(‬
‫‪ 1995‬المتعلق بإنقاذ المؤسسات التي تشكو صعوبات إقتص((ادية نص‬
‫(ا في‬
‫(ة تخفيض(‬
‫صراحة على إمكانية أن يتضمن برنامج إنقاذ المؤسس(‬
‫األجور واإلمتيازات المسندة للعمال بشرط أن يعلم المتصرف القضائي‬
‫تفقدية الشغل وينتظر خمسة عشر يوما نتيجة المساعي الصلحية قب((ل‬
‫إحالة البرنامج على لجنة متابعة المؤسس((ات اإلقتص((ادية والقاض((ي‬
‫المراقب‪.30‬‬

‫وكما هو واضح‪ ،‬فإن المشرع يعطي هنا األولوية إلنقاذ المؤسسة‬


‫(اطر‬
‫(ة المخ(‬
‫(زءا من تبع(‬
‫(ال ج(‬
‫(ل العم(‬
‫حتى إذا أدى ذلك إلى تحمي(‬
‫(د‬
‫اإلقتصادية بالتخفيض في أجورهم‪ ،‬وهو ما يشكل تعديال جوهريا لعق(‬
‫(ك لم‬
‫(د‪ ،‬ورغم ذل(‬
‫(ذا العق(‬
‫الشغل باعتباره يشمل عنصرا أساسيا في ه(‬
‫يشترط المشرع‪ ،‬صلب قانون اإلنقاذ‪ ،‬موافقة العمال إلقرار مثل ه((ذا‬
‫الحل‪ .‬كما أنه لم ينص أيضا على إستشارة ممثلي العملة أو تش((ريكهم‬
‫في تصور الحلول الممكنة إلنقاذ المؤسسة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحوير العقد الناجم عن إعادة التصنيف المهني لألجــير‬


‫ألسباب صحية‬

‫(ل أو‬
‫(اء العم(‬
‫(واء أثن(‬
‫يتعرض األجير لحادث أو مرض‪ ،‬س(‬ ‫قد ّ‬
‫خارجه‪ ،‬يؤدي إلى تقلص قدراته المهنية وعجزه بالتالي عن مواص((لة‬
‫(ة‬
‫(ير بحماي(‬
‫(ذا األج(‬
‫نفس الخطة التي كان يشغلها سابقا‪ .‬فهل يتمتع ه(‬
‫قانونية من أجل المحافظة على مكانته داخل المؤسسة ؟‬

‫الفصل ‪ 36‬من القانون عدد ‪ 34‬المؤرخ في ‪ 17‬أفريل ‪ 1995‬المتعلق بإنقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪13‬‬
‫المشرع في مجلة الشغل لهذه المسألة‪ .‬لكن بالرجوع‬
‫ّ‬ ‫يتعرض‬
‫لم ّ‬
‫(ق‬
‫(ري ‪ 1994‬والمتعل(‬ ‫إلى أحكام القانون عدد ‪ 28‬المؤرخ في ‪ 21‬فيف(‬
‫(ير‬
‫(اء األج(‬
‫نستنتج أنه يتعيّن إبق(‬ ‫‪31‬‬
‫بحوادث الشغل واألمراض المهنية‬
‫(غلها‬
‫(ان يش(‬
‫المتضرر من حادث شغل في نفس الدرجة المهنية التي ك(‬
‫كلما كان العجز الجزئي ال يمنعه من تعاطي عمله بصفة عادية‪ .‬و " ال‬
‫تت ّم إعادة تصنيف العامل المتضرر أو فصله عن العمل بسبب ح((ادث‬
‫(د‬
‫الشغل إال إذا كانت نسبة العجز الدائم تحول دون مباشرته للعمل وبع(‬
‫موافقة تفقدية طب الشغل المختصة ترابيا " ‪.32‬‬

‫ونفهم من ذلك أنه يتعيّن على المؤجر‪ ،‬في صورة عجز األج((ير‬
‫(ادة‬
‫(ة إع(‬
‫عن مواصلة عمله بنفس القدرة المهنية‪ ،‬أن يبحث عن إمكاني(‬
‫تصنيفه‪ ،‬بتكليفه بخطة جديدة تتماشى مع مؤهالته المهنية بعد الحادث‪،‬‬
‫(د‬
‫(ل بع(‬
‫(ير عن العم(‬
‫(ل األج(‬
‫كلما كان ذلك ممكنا‪ ،‬وإال فإنه يقع فص(‬
‫الحصول على موافقة تفقدية طب الشغل‪.‬‬

‫( مع تعميم((ه‬
‫وقد ذهبت اإلتفاقيات المشتركة في اتجاه نفس الحل‪،‬‬
‫على جميع حاالت عجز األجير ألسباب صحية‪ ،‬سواء كان العجز ناتجا‬
‫عن حادث شغل أم ال‪.‬‬

‫( ‪ 19‬من اإلتفاقية اإلطارية المش((تركة ال يج((وز‬


‫فحسب الفصل‬
‫إقصاء األجير من العمل إثر العجز الناجم عن أسباب ص((حية " إال في‬
‫(ه من‬
‫(ا ب(‬
‫(ه رغم م(‬
‫حدود صورة إنعدام مركز شغل قد يمكن تكليفه ب(‬
‫النقصان البدني بالنظر لمؤهالته المهنية "‪.‬‬

‫الرائد الرسمي عدد ‪ 15‬في ‪ 22‬فيفري ‪.1994‬‬ ‫‪31‬‬

‫الفصل ‪ 27‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪14‬‬
‫إذن يمكن أن نقر بصفة عامة أنه‪ ،‬كلما صار األجير عاجزا عن‬
‫مواصلة عمله السابق ألسباب صحية‪ ،‬يتعيّن على المؤجر‪ ،‬قبل فص((له‬
‫عن العمل‪ ،‬أن يبحث عن إمكانية إعادة تصنيفه مهنيا لتشغيله في خطة‬
‫( أو‬
‫جديدة مع األخذ بعين اإلعتبار تقلص قدراته المهنية نتيجة الح((ادث‬
‫المرض ‪.33‬‬

‫وختاما‪ ،‬يمكن أن نستنتج من كل ما تقدم أن القانون اإلجتماعي‪،‬‬


‫من خالل تناوله لموضوع تعديل عقود الشغل‪ ،‬يكرس مرونة واسعة في‬
‫اتجاه تمكين المؤسسة من التأقلم مع المستجدات التي يمكن أن تح((دث‬
‫(ة أو‬
‫(عية المؤسس(‬
‫(واء تعلقت بوض(‬
‫(ة‪ ،‬س(‬
‫بفعل بعض العوامل الطارئ(‬
‫(ت في‬
‫(غل ليس(‬
‫( وهذه المرونة التي يكرسها قانون الش(‬
‫بوضعية العامل‪.‬‬
‫اتجاه واحد‪ ،‬وإنما تقوم على السعي من أجل التوفيق قدر اإلمك((ان بين‬
‫المصلحة اإلقتصادية للمؤسسة وضمان ديمومتها‪ ،‬من ناحية‪ ،‬والمصالح‬
‫اإلجتماعية للعمال وخاصة من حيث المحافظة على مواطن الشغل‪ ،‬من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫في ه>ذا اإلتج>اه أنظ>ر تعقــ‪ .‬م>دني ع>دد ‪ 9792‬في ‪ 20‬فيف>ري ‪ ،1984‬النش>رية ‪ ، 1984‬ج ‪ 1‬ص ‪ . 24‬وق>د أق>رّت محكم>ة‬ ‫‪33‬‬

‫التعقيب> ّ‬
‫أن إرجاع األجير لعمله األصلي‪ ،‬بعد المرض ‪ ،‬دون إنتظار قرار اللجنة الطبية المنص>>وص عليه>>ا اإلتفاقي>>ة المش>>تركة‬
‫قصد التأكد من مدى قدرته على مواصلة نفس الخطة ‪ ،‬فيه إجحاف بحقوق العامل ويع ّد بمثابة الطرد التعسفي‪ .‬تعقــ‪ .‬م>>دني ع>>دد‬
‫‪ 20244‬في ‪ 23‬جانفي ‪ ،1989‬النشرية ‪ 1989‬ص ‪.43‬‬

‫‪15‬‬

You might also like