You are on page 1of 15

4102 ‫ جوان‬- 24 ‫عدد‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫طبيعة العالقة بين الموظف العام واإلدارة‬


‫حميد شاوش‬
‫كلية العلوم القانونية والسياسية‬
‫ عنابة‬- ‫جامعة باجي مختار‬
‫ملخص‬
،‫ فمنهم من اعتبرها عالقة تعاقدية يحكمها القانون الخاص‬،‫اختلف الفقهاء في تحديد طبيعة رابطة الموظف العام باإلدارة‬
‫ وبين من يعتبرها ذات طبيعة انتقائية يتوقف تحديدها على نوع‬.‫ومنهم من اعتبرها عالقة عقدية يحكمها القانون العام‬
‫ استقر الفقه والقضاء حديثا على اعتبارها عالقة قانونية وتنظيمية تحكمها‬.‫الوظيفة التي يشغلها الموظف داخل المرفق العام‬
.‫ اختلف في شأنها فقهاء الشريعة اإلسالمية فاعتبرها بعضهم تكليفا وكيفها بعضهم عقدا‬.‫النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫ والمصلحة الشخصية‬،‫يجب أن يراعي التكييف القانوني لهذه الرابطة المصلحة العامة وحسن سير المرفق العام من جهة‬
.‫ من أجل ضمان أدائه لمهامه بكفاءة‬،‫للموظف‬

.‫ عقد‬،‫ تكليف‬،‫ عالقة قانونية وتنظيمية‬،‫ عالقة تعاقدية‬،‫ مركز قانوني‬،‫ موظف عام‬:‫الكلمات المفاتيح‬

La Nature du lien entre le fonctionnaire public et l’administration

Résumé
Différents concepts ont étés adoptés en doctrine au sujet de la nature du lien entre le
fonctionnaire public et l’administration. Certains juriconsultes considérent qu'il s'agit d'une
relation contractuelle de droit privé, d’autres la considérent comme une relation
contractuelle de droit public, tandis que d'autres encore la définissent comme une relation
sélective. La jurisprudence actuelle opte pour la relation statutaire et réglementaire. La
chariaà islamique adopte le concept du contrat et celui de l’assignement. La détermination
du lien doit tenir compte de l’intérêt public et du bon fonctionnement du service et de
l’intérêt personnel du fonctionnaire public, et ce, pour assurer un accomplissement efficace
de sa tâche.

Mots clés: Fonctionnaire public, situation juridique, relation contractuelle, relation


statutaire et réglementaire, contrat.

The Nature of the Relationship between the Civil Servant and the Administration.

Abstract
Different concepts have been adopted by legal scholars about the nature of the relationship
between the civil servant and his administration. Some juriconsults consider it as a contract
under private law; others as a contract under public law; some others consider that it is a
selective relationship. Jurisprudence and jurisdiction are stable on the statutory and
regulatory nature. Two concepts of Islamic chariaà have been adopted: the contract and
assignment.

Keywords: Civil servant, legal status, contractual relationship, statutory and regulatory
relationship, contract.

68
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية مراعاة مصلحة‬ ‫مقـــــدمــــة‪:‬‬


‫الموظف الشخصية من خالل توفير األمن القانوني‬ ‫االقتصادية‬ ‫األوضاع‬ ‫وتباين‬ ‫اختالف‬ ‫إن‬
‫له‪ ،‬ألن عدم استق ارره يحول دون أدائه لعمله‬ ‫والسياسية واالجتماعية بين الدول أوحتى داخل‬
‫بكفاءة)‪.(5‬‬ ‫الدولة الواحدة‪ ،‬وتأثير هذه األوضاع على مقتضيات‬
‫وتبدو أهمية تكييف طبيعة عالقة الموظف‬ ‫سير العمل اإلداري(‪ ،)1‬باإلضافة إلى الطبيعة‬
‫باإلدارة من خالل تأثير هذا التكييف في الكثير من‬ ‫المتطورة للقانون اإلداري‪ ،‬والتي يتميز بها كنتيجة‬
‫المسائل المتعلقة به‪ ،‬مثل تحديد الجهة المختصة‬ ‫حتمية لتطور فلسفة اإلدارة داخل الدولة الواحدة أو‬
‫بالفصل في المنازعات التي تثور بينه وبين اإلدارة‪،‬‬ ‫في كافة دول العالم تعمل على صعوبة التسليم‬
‫ومدى حق اإلدارة في عزله‪ ،‬وحق الموظف في‬ ‫بتعريف عام ومحدد للموظف العام (‪)2‬؛ ويترتب عن‬
‫التخلي عن منصبه‪ ،‬أو مدى حق اإلدارة في تعديل‬ ‫ذلك حتما اختالف الرؤى في تكييف طبيعة عالقة‬
‫األحكام المتعلقة بالحقوق المالية للموظف بإرادتها‬ ‫الموظف باإلدارة باختالف تلك الظروف‪.‬‬
‫المنفردة؛ وعليه‪ ،‬فإن اإلشكالية الرئيسة التي يمكن‬ ‫و نظ ار لغموض طبيعة هذه العالقة‪ ،‬فقد كانت‬
‫طرحها هي‪ :‬ما هي أهم النتائج المترتبة على تكييف‬ ‫محل جدل فقهي حاد ابتداء من النصف األول من‬
‫طبيعة عالقة الموظف باإلدارة وما هو موقف‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬وقد تزعم هذا الجدل الفقهاء‬
‫المشرع الجزائري منها؟‪.‬‬ ‫الفرنسيون وعلى رأسهم موريس هوريو( ‪Maurice‬‬
‫وقد تم تقسيم الموضوع إلى ثالثة مباحث رئيسية‬ ‫‪ )MAURIOU‬والفيريير(‪ )Laferière‬وليون ديجي‬
‫كما يلي‪:‬‬ ‫(‪ )Léon DUGUIT‬وغيرهم‪ ،‬و كذا الفقهاء األلمان‬
‫المبحث األول‪ :‬النظريات التعاقدية‪.‬‬ ‫(‪)BISHOFF‬‬ ‫بيشوف‬ ‫ومنهم‬
‫المطلب األول‪ :‬عالقة تعاقدية يحكمها القانون‬ ‫هذه‬ ‫طبيعة‬ ‫ولتحديد‬ ‫وستاينوف(‪.)STAINOF‬‬
‫الخاص‪.‬‬ ‫العالقة ت ّبنى الفقهاء حلوال مختلفة بين مدافع عن‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة تعاقدية يحكمها القانون العام‪.‬‬ ‫طابعها التعاقدي ومؤيد لطابعها التنظيمي (‪ ،)3‬وبين‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة انتقائية‪.‬‬ ‫من يراها ذات طابع تعاقدي وتنظيمي في نفس‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظرية العالقة القانونية والتنظيمية‪.‬‬ ‫الوقت‪ ،‬وبين من يعتبرها ذات طبيعة انتقائية يتوقف‬
‫المطلب األول‪ :‬أساس النظرية‪.‬‬ ‫تحديدها على نوع الوظيفة التي يشغلها الموظف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عنها‪.‬‬ ‫داخل المرفق العام)‪.(4‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة الموظف العام باإلدارة في‬ ‫وتجدر اإلشارة أن التكييف القانوني لروابط‬
‫الشريعة االسالمية‪.‬‬ ‫الوظيفة العامة يستجيب العتبارين أساسيين‪،‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرية التكليف‪.‬‬ ‫يتمثالن في ضرورة مراعاة المصلحة العامة وحسن‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية العقد‪.‬‬ ‫سير المرفق العام‪ ،‬مما يستدعي أن ال تقف عالقات‬
‫الخاتمة‪.‬‬ ‫الوظيفة العامة عقبة أمام قاعدة قابلية المرفق العام‬
‫المبحث األول‪ :‬النظريات التعاقدية‬ ‫للتعديل والتغيير التي تتوخى دائما المصلحة العامة‪،‬‬

‫‪69‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫أمر ال يمكن التسليم به نظ ار لخروجه عن المبادئ‬ ‫اتجه الفقه في بداية األمر إلى القول بارتباط‬
‫الضابطة لسير المرافق العامة (‪.)9‬‬ ‫الموظف باإلدارة بموجب عقد‪ ،‬وتعتبر نظرية العقد‬
‫وتفاديا لبعض االنتقادات السابقة‪ ،‬اتجه الفقه إلى‬ ‫المدني من أقدم هذه النظريات‪ ،‬بحيث تقوم العالقة‬
‫اعتبار العالقة بين الموظف واإلدارة تقوم على‬ ‫بين الموظف واالدارة عند أصحاب النظرية بناء‬
‫أساس عقد إذعان‪ ،‬نظ ار لتوافر كل عناصره من‬ ‫على تبادل إرادات بين طرفين تتحقق بموجبها نشأة‬
‫حيث أهلية الطرفين في التعاقد وتطابق إرادتيهما‬ ‫العالقة الوظيفية و تتحدد التزامات كل طرف (‪.)6‬‬
‫وكذا التحديد المسبق للحقوق وااللتزامات المتبادلة‪،‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عالقة تعاقدية يحكمها القانون‬
‫ويقتصر دور الموظف على االنضمام إلى الشروط‬ ‫الخاص‪.‬‬
‫العامة المحددة لتمام العقد (‪.)11‬‬ ‫تقوم العالقة بين الطرفين على أساس عقد وكالة‬
‫ولم يسلم هذا االتجاه بدوره من االنتقاد‪ ،‬بسبب‬ ‫إذا كانت التزامات الموظف هي القيام بعمل قانوني‪،‬‬
‫غياب أهم شروط عقد اإلذعان‪ ،‬مثل االحتكار‬ ‫بينما تقوم على أساس عقد عمل أو عقد إجارة‬
‫القانوني أو الفعلي للسلعة أو المرفق‪ ،‬وتعلق العقد‬ ‫خدمات إذا كانت التزاماته هي القيام بعمل مادي‪،‬‬
‫بسلع أو خدمات حيوية‪ ،‬وأخي ار عرض االنتفاع بهذه‬ ‫بحيث تظهر الدولة كأي رب عمل في عالقة‬
‫الخدمات للمنتفعين بشروط متساوية للجميع‪ ،‬و هذا‬ ‫تعاقدية مع األفراد‪ ،‬وتخضع هذه العالقة للقواعد‬
‫كله ال ينطبق على الوظيفة العامة (‪.)11‬‬ ‫القانونية العادية المقررة لهذه العقود (‪.)7‬‬
‫ويعتبر نظام الوظيفة العامة في الواليات المتحدة‬ ‫وقد انت ِقدت هذه النظرية قديما وحديثا على أساس‬
‫األمريكية وبريطانيا مثاال حيا للنظرية التعاقدية في‬ ‫أنه اليسبِق عقد التعيين في الوظيفة العامة‬
‫العصر الحالي‪ ،‬بحيث تقوم على أساس عالقة‬ ‫أية مناقشة لاللتزامات التي تنشأ عن التعيين‪ ،‬ألن‬
‫تعاقدية‪ ،‬تلجأ االدارة بموجبها إلى إبرام عقود مع‬ ‫كل تلك االلتزامات تكون محددة مسبقا بمقتضى‬
‫األفراد بنفس الشروط واالجراءات التي تجري بين‬ ‫النصوص المنظمة لسير المرفق العام‪ ،‬ومن جهة‬
‫الخواص (‪.)12‬‬ ‫أخرى‪ ،‬فإن العالقة التعاقدية تخضع لمبدأ العقد‬
‫ففي الواليات المتحدة األمركية ال تعتبر الوظيفة‬ ‫شريعة المتعاقدين‪ ،‬بما يمنع الدولة من تعديل شروط‬
‫العامة خدمة عامة وال تتميز بالثبات واالستقرار كما‬ ‫العقد ‪-‬إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك‪ -‬دون‬
‫هو الشأن في نظام الوظيفة العامة في فرنسا‪ ،‬ولكنها‬ ‫موافقة الموظف‪ ،‬وهذا الوضع يتعارض مع مبدأ حق‬
‫عمل يتميز بالتوقيت الذي يترتب عنه عدم‬ ‫االدارة في تعديل أحكام الوظيفة العامة دون أن‬
‫االستقرار‪ ،‬فال يحق للموظفين البقاء في عملهم أكثر‬ ‫يكون للموظف حق االعتراض كلما كان ذلك‬
‫(‪.)8‬‬
‫من أربع سنوات تطبيقا ألحكام القانون الصادر سنة‬ ‫لمصلحة المرفق العام‬
‫‪ 1821‬الذي يقرر ذلك‪ ،‬بحجة أن الخسارة التي تنتج‬ ‫كما انتقدت النظرية العقدية على أساس أن‬
‫من البقاء في الوظيفة العامة فترات زمنية طويلة‬ ‫االختصاص في نظر المنازعات التي تثور بين‬
‫تفوق بكثير المزايا التي تحققها الخبرة المكتسبة من‬ ‫الطرفين سيكون للقضاء العادي بحكم أن القانون‬
‫الممارسة المستمرة للوظيفة (‪.)13‬‬ ‫الذي يسري على العالقة هو القانون الخاص‪ ،‬وهذا‬

‫‪70‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫إبرام عقود مع األفراد من أجل القيام بهذه الوظيفة أو‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬فال توجد مبادئ عامة من حيث‬
‫تلك‪.‬‬ ‫الفقه‪ ،‬وال يوجد قانون موحد يحكم الوظائف العامة‪،‬‬
‫ويظهر تطابق اإلرادتين عند التعيين‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫ولكن توجد مجموعة من النصوص التنظيمية‬
‫يبرز مرة أخرى في حالة االستقالة؛ على أساس أنه‬ ‫المتفرقة التي تسري على شؤون الموظفين(‪.)14‬‬
‫ال يوجد نص يلزم المواطنين أن يكونوا موظفين‪ ،‬كما‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة تعاقدية يحكمها القانون‬
‫ال يوجد نص يجبر اإلدارة على قبول الشخص الذي‬ ‫العام‬
‫ترشح للوظيفة‪ ،‬وانما لها أن تختار المترشح المناسب‬ ‫ونظ ار لقصور نظرية العقد المدني بمختلف صوره‬
‫في حدود النصوص التنظيمية المـعدة سلفا (‪.)16‬‬ ‫لتفسير العالقة التي تربط الموظف باالدارة‪ ،‬اتجه‬
‫وأخي ار فإن قرار التعيين يتضمن حقوق وواجبات‬ ‫الفقه‪ ،‬مستأنسا بموقف القضاء‪ ،‬إلى تكييف هذه‬
‫الطرفين‪ ،‬فيلتزم الموظف بأداء واجباته كاملة واحترام‬ ‫العالقة لتتالءم وتنسجم مع طبيعة المرافق العامة‬
‫أوامر رؤسائه‪ ،‬وتلتزم اإلدارة في المقابل بتوفير راتب‬ ‫ومقتضيات سيرها؛ فاعتبر أن العالقة بين الموظف‬
‫الموظف وضمان حمايته من اإلهانة أو التشهير‬ ‫واالدارة هي عالقة تعاقدية يحكمها القانون العام‪.‬‬
‫الذي يمكن أن يتعرض له (‪.)17‬‬ ‫تقوم العالقة بين الموظف واإلدارة حسب‬
‫أما من حيث الشكل فيرى أصحاب النظرية أنه‬ ‫أصحاب هذه النظرية على أساس عالقة عقد يمزج‬
‫ال يشترط شكل العقد‪ ،‬بحيث يعتبر القرار الصادر‬ ‫بين الطبيعة العقدية والطبيعة التنظيمية في نفس‬
‫باإلرادة المنفردة لإلدارة عقدا متى كان ناتجا عن‬ ‫الوقت‪ ،‬بحيث تتداخل هاتان الطبيعتان غير‬
‫اتفاق بين األطراف المعنية به‪ .‬كما ال يشترط وجود‬ ‫المستقلتين عن بعضهما وتتشابكان لتكوين وضعية‬
‫اتفاق صريح بين األطراف ما دام هناك اتفاق‬ ‫مختلطة‪ ،‬تسمى أحيانا عقدا إداريا وأحيانا أخرى‬
‫ضمني‪ ،‬ويمكن أن يتشكل العقد بناء على اإلرادة‬ ‫تسمى عقدا من عقود الوظيفة العامة أو عقدا من‬
‫المنفردة ألحد الطرفين شريطة عدم اعتراض الطرف‬ ‫عقود القانون العام (‪.)11‬‬
‫اآلخر (‪.)18‬‬ ‫وترتكز النظرية على دعامتين أساسيتين‪ ،‬تتمثل‬
‫ويستمر الطابع التعاقدي بين اإلدارة والموظف‬ ‫أوالهما في ارتباط الموظف باإلدارة بموجب عالقة‬
‫أثناء ممارسة الوظيفة‪ ،‬بحيث يحتفظ هذا األخير‬ ‫ذات طبيعة عقدية‪ ،‬وثانيا اعتبار أن هذا العقد له‬
‫بإمكانية تقديم استقالته بمحض إرادته ألسباب‬ ‫خصائص مميزة‪.‬‬
‫شخصية أو إذا أصبحت ظروف العمل غير‬ ‫وتبري ار للدعامة األولى المتمثلة في اعتبار‬
‫قدرت ضرورة بقائه‬
‫مناسبة‪ ،‬ولإلدارة أن ترفضها إذا ّ‬ ‫الموظف مرتبطا باإلدارة بموجب عالقة عقدية‪ ،‬يرى‬
‫في الوظيفة‪ ،‬لكن القاعدة العامة أنها تعطي موافقتها‬ ‫المدافعون عن النظرية أن قرار تعيين الموظف ال‬
‫كلما رأت أنه قدم استقالته ألسباب ال تضر بحسن‬ ‫يختلف عن العقد من حيث الموضوع؛ فمن جهة‬
‫(‪)19‬‬
‫‪.‬‬ ‫سير المرفق‬ ‫أولى تتمتع اإلدارة بسلطة مطلقة في إبرام العقود‬
‫أما بخصوص الدعامة الثانية التي تعتبر أن‬ ‫التي تخضع لقواعد القانون العام مثل عقود األشغال‬
‫العقد الذي يربط الموظف باإلدارة له خصائص‬ ‫أو عقود االمتياز‪ ،‬وعليه‪ ،‬فال يوجد ما يمنعها من‬

‫‪71‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫العقد‪ ،‬فإنه ال يكفي بمفرده العتبار التصرف عقدا‬ ‫مميزة‪ ،‬فيرى المدافعون عن النظرية العقدية أن‬
‫ما لم ينص صراحة على التزامات الطرفين‬ ‫خصوصية هذا العقد تكمن في طبيعة االلتزامات‬
‫المتبادلة(‪ ،)22‬فقرار تعيين الموظف ال يتضمن تحديد‬ ‫المفترضة من ِقبل الدولة؛ فمن جهة‪ ،‬يمكن لإلدارة‬
‫واجباته وال ما يتمتع به من حقوق في مواجهة‬ ‫َّ‬
‫المقدمة للموظف‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أن تقلل من المزايا‬
‫اإلدارة‪ ،‬ألن التزامات الطرفين تحددها مسبقا‬ ‫أخرى يمكنها تكليفه بالتزامات أكثر‪ ،‬دون أن يكون‬
‫نصوص تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬وال يعتبر قرار التعيين‬ ‫له حق فسخ العقد على حساب اإلدارة (‪.)21‬‬
‫مصد ار لها‪ ،‬مما يستدعي حتما استبعاد صفة العقد‬ ‫وقد أشار إلى هذه الخصوصيات بدقة محافظ‬
‫عن قرار التعيين و نفيها نظ ار لغياب هذا العنصر‬ ‫الدولة في قضية ‪ Winkell‬بمناسبة مرافعته ضد‬
‫الجوهري عنه (‪.)23‬‬ ‫حق الموظف في ممارسة اإلض ارب بقوله‪" :‬ال ريب‬
‫إضافة إلى ذلك فإن وضعية الموظف ال تستقر‬ ‫أن األمر يختلف عن عقد العمل الذي يخضع‬
‫بالضرورة على الوضع الذي كانت عليه عند إصدار‬ ‫لقواعد القانون الخاص‪ ،‬وعلى خالف ما يجري في‬
‫قرار تعيينه‪ ،‬فبحكم أن عالقته باإلدارة منظمة‬ ‫القانون الخاص فإن األطراف ليست متساوية‪ ،‬ألن‬
‫بموجب نصوص تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬فيمكن‬ ‫الدولة تضع بمحض إرادتها بنود العقد المختلفة بغية‬
‫تعديلها عن طريق نفس النصوص لمصلحته أو‬ ‫ضمان السير الحسن للمرافق العامة‪ ،‬فتحدد بمفردها‬
‫على حسابه‪ ،‬دون أن يكون له حق المطالبة بحقوق‬ ‫دون مناقشة من المترشحين للوظيفة ودون موافقتهم‬
‫مكتسبة ناتجة عن عالقة عقدية (‪.)22‬‬ ‫المسبقة‪ ،‬االلتزامات التي تقع على عاتق كل‬
‫كما ينت ِقد المعارضون للنظرية العقدية قصور‬ ‫موظف‪ ،‬وتحدد المزايا التي تعترف لهم بها؛ قيمة‬
‫جانبها الشكلي بشدة‪ ،‬على أساس أن األصل في‬ ‫الراتب وشروط وكيفيات االستفادة من المنح‬
‫العقد اإلداري أنه يتطلب دائما إجراء شكليا‬ ‫والعالوات‪ ....‬والعقوبات التأديبية التي توقَّع عليهم‬
‫كالتصديق مثال‪ .‬وبناء العقد على مجرد اتفاق‬ ‫واجراءات توقيعها وضمانات حمايتهم من التعسف‪.‬‬
‫ضمني بين األطراف وعدم اشتراط اتفاق صريح‬ ‫فاإلدارة ال تكتفي بتحديد هذه الشروط بمفردها‪ ،‬لكنها‬
‫بينهم ال يؤدي في الحقيقة إلى أي نتيجة مما ذهب‬ ‫تحتفظ بحق تعديلها أثناء التنفيذ‪ .‬وأخي ار تبقى اإلدراة‬
‫إليه هؤالء(‪ ،)21‬و رأيهم خيال خطير وغير مفيد‬ ‫حرة في إلغاء الوظائف‪ ،...‬إذن فتطابق اإلرادتين‬
‫(‪)26‬‬
‫‪.‬‬ ‫يجب تخليص القانون منه نهائيا‬ ‫الذي ينشأ بمناسبة قرار التعيين هو مصدر‬
‫وفضال عن االنتقادات الموجهة ضد النظرية‬ ‫االلتزامات المتبادلة بين الموظف واإلدراة‪ ،‬وهو الذي‬
‫العقدية من حيث الشكل والموضوع‪ ،‬فإنها لم تحظ‬ ‫سمى عقد الوظيفة العامة" (‪.)21‬‬‫ي ّ‬
‫بتأييد المشرع الذي قدم حججا حاسمة تساهم في‬ ‫وقد انت ِقدت النظرية وبيَّن المعارضون لها عدم‬
‫دحضها‪ ،‬وذلك بمناسبة إصدار نصوص تشريعية‬ ‫دقتها من جانبها الموضوعي؛ باعتبار أن أصحابها‬
‫تبين بوضوح طبيعة العالقة التي تربط الموظف‬ ‫قد غالوا كثي ار في اعتبار قرار التعيين عقدا إداريا‬
‫باالدارة‪.‬‬ ‫وبنوه على أساس تطابق إرادتي الموظف واإلدارة؛‬
‫فإذا كان تطابق اإلراديتن شرطا جوهريا النعقاد‬

‫‪72‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫المادة ‪ 31‬من قانون اإلعالم التي خصت بالحماية‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العالقة االنتقائية‬
‫بعض أنواع الموظفين الذين يمارسون أعمال السلطة‬ ‫ونتيجة لعدم كفاية النظرية العقدية لتكييف طبيعة‬
‫دون غيرهم‪ ،‬وكذا أحكام القانون الصادر في ‪19‬‬ ‫رابطة الموظف باإلدارة‪ ،‬فقد حاول الفقه التمييز بين‬
‫أفريل ‪ 1898‬المتعلق بالوقاية من حوادث العمل‬ ‫الموظفين‪ ،‬مستأنسا في ذلك بالمعيار الذي كان‬
‫الذي يسري فقط على أعوان البريد وعمال السكك‬ ‫متّبعا آنذاك بخصوص تحديد مجال اختصاص‬
‫الحديدية‪ ،‬وقانون ‪ 11‬أفريل ‪ 1911‬المتعلق‬ ‫القضاء اإلداري‪ ،‬والقائم على التمييز بين أعمال‬
‫بمعاشات بعض أنواع العمال‪ ،‬بحيث يالحظ أن هذه‬ ‫السلطة وأعمال التسيير العادية‪ .‬ويتوقف تحديد‬
‫النصوص اقتصرت على وظائف التنفيذ التي ال‬ ‫طبيعة العالقة بين الموظف واالدارة حسب أصحاب‬
‫تعتبر من وظائف السلطة وانما هي وظائف‬ ‫النظرية االنتقائة على نوع الوظيفة التي يشغلها هذا‬
‫خدماتية‪ ،‬حيث أخضعها النص ألحكام قانون‬ ‫األخير‪ ،‬فيعتبر الموظف الذي يمارس أعمال‬
‫(‪)31‬‬
‫‪.‬‬ ‫العمل‬ ‫التسيير العادية مرتبطا بعالقة عقدية مع اإلدارة بينما‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االنتقادات الموجهة لها‬ ‫يرتبط الموظف الذي يمارس أعمال السلطة بإدارته‬
‫انتقدت النظرية االنتقائية من حيث األساس الذي‬ ‫بعالقة تنظيمية قانونية(‪.)27‬‬
‫جانب من الفقه أن‬‫ٌ‬ ‫بنِيت عليه‪ ،‬بحيث اعتبر‬ ‫الفرع األول‪ :‬أساس النظرية‬
‫ازدواجية صفة الدولة وازدواجية طبيعة الق اررات‬ ‫وتقوم هذه النظرية حسب أصحابها على أساس‬
‫(‪)31‬‬
‫أمر يتجاوز الفهم واإلدارك‬
‫الصادرة عنها ٌ‬ ‫نظري يتمثل في الطابع االزدواجي الذي تتميز به‬
‫وتنقصه الموضوعية‪ ،‬ويحتاج إلى الكثير من‬ ‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬المنبثق بدوره عن ازدواجية صفة‬
‫ازدواجية‬ ‫النقاش(‪ ،)32‬كما ال يمكن التسليم بفكرة‬ ‫الدولة؛ فالدولة تتصرف أحيانا بصفتها سلطة عامة‬
‫صفة الدولة على أساس استحالة وجود إرادتين للدولة‬ ‫تضمن احترام القانون بموجب ما توجهه من أوامر‬
‫أو وجود إرادة واحدة بميزتين مختلفتين ومتناقضتين‪،‬‬ ‫وتعليمات لحسن سير المرافق العامة وحفظ النظام‬
‫فإرادة الدولة هي نفسها دائما سواء مارست أعمال‬ ‫العام‪ ،‬وتمارس الدولة بهذه الصفة نشاطها بواسطة‬
‫التسيير العادية أو تصرفت كسلطة عامة‪.‬‬ ‫موظفيها الذين يرتبطون بها بعالقة قانونية (‪.)28‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه إذا أمكن التمييز أحيانا‬ ‫بينما تمارس الدولة أحيانا أخرى أعمال التسيير‬
‫بين طبيعة الق اررات اإلدارية‪ ،‬فإن هذا التمييز يبقى‬ ‫العادية‪ ،‬ويتعلق األمر بتسيير ذمتها المالية عن‬
‫استثناء من القاعدة وال يمكن تعميمه‪ ،‬ألنه ال يوجد‬ ‫طريق اكتساب الموارد المختلفة وتوجيها نحو المرافق‬
‫معيار حاسم وضوابط دقيقة للتفرقة بين أعمال‬ ‫العامة وكذا إبرام العقود‪ .‬وتقوم الدولة بهذا الدور عن‬
‫السلطة وأعمال التسيير العادية(‪.)33‬‬ ‫طريق موظفيها الذين يرتبطون بها بموجب عالقة‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن قصور النظرية يتأكد إذا‬ ‫عقدية تخضع لقواعد القانون الخاص (‪.)29‬‬
‫قام الموظف بعمل من أعمال السلطة وعمل من‬ ‫ويبرر أصحاب النظرية مذهبهم على أساس‬
‫أعمال التسيير في نفس الوقت‪ ،‬ألنه في مثل هذه‬ ‫تشريعي قام لديهم على استخالص الفكرة من أحكام‬
‫بعض النصوص التشريعية‪ ،‬منها على سبيل المثال‬

‫‪73‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫للمرفق العام‪ ،‬فمن البديهي أن تنتظم عالقته باإلدارة‬ ‫الحالة ال يمكن إخضاعه لعالقة عقدية وعالقة‬
‫بشكل ينسجم مع متطلبات سير المرفق العام(‪.)38‬‬ ‫قانونية في نفس الوقت (‪.)32‬‬
‫وتجسيدا لمبدأ التكيف الذي يحكم سير المرافق‬ ‫كما أن الموظف يتصرف دائما من أجل تحقيق‬
‫العامة‪ ،‬يمكن للسلطة المختصة إعادة تنظيم المرفق‬ ‫المصلحة العامة‪ ،‬وال يمكن بأي حال من األحوال أن‬
‫بما يحقق المصلحة العامة‪ ،‬كإلغاء وظيفة معينة‬ ‫يؤثر ويتح ّكم القرار الذي يتخذه في طبيعة العالقة‬
‫أوزيادة التزامات الموظف أونقله أو تخفيض راتبه‪،‬‬ ‫التي تربطه باإلدارة (‪.)31‬‬
‫بما يتناسب مع التطورات التي تمس نشاط المرفق‬ ‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬فقد انت ِقدت النظرية من حيث‬
‫العام‪ ،‬دون أن يكون للموظف حق االدعاء بمراكز‬ ‫التي اعتمدها‬ ‫فالنصوص‬ ‫أساسها التشريعي‪،‬‬
‫قانونية مكتسبة؛ وبناء على هذه المعطيات‪ ،‬فمن‬ ‫المدافعون عنها لم ت ِشر صراحة وال ضمنا إلى وجود‬
‫البديهي أن تكون عالقة الموظف باإلدارة عالقة‬ ‫عالقة عقدية أوعالقة قانونية تربط الموظف باإلدارة‬
‫قانونية تحكمها النصوص التشريعية والتنظيمية(‪.)39‬‬ ‫بحسب طبيعة األعمال التي يقوم بها‪ ،‬كما أن‬
‫المطلب األول‪ :‬مضمون النظرية‬ ‫التطبيقات القضائية لتلك النصوص قد تناولتها على‬
‫لبيان مضمون النظرية‪ ،‬يمكن فحص مدى‬ ‫غير الوجه الذي استنتجه أصحاب النظرية‪ ،‬بحيث‬
‫خضوع هذه العالقة للقانون بمفهومه الواسع‪ ،‬من‬ ‫شملت الحماية بعض أصناف الموظفين الذين ال‬
‫خالل فحص العناصر األساسية التي تحكم وضعية‬ ‫يمارسون أعمال السلطة كعمال البريد ورجال‬
‫الموظف وهي‪ :‬االختصاص والمزايا المادية أو‬ ‫المطافئ وأعوان مصالح المياه‪ ،‬مما يستدعي حتما‬
‫المالية والقانون األساسي وأخي ار الواجبات (‪.)21‬‬ ‫رد االستنتاج(‪.)36‬‬
‫بخصوص عنصر االختصاص‪ ،‬والذي يمثل‬ ‫وأخي ار يجب التأكيد على أن وضعية الموظف‬
‫سلطة الموظف في القيام بتصرفات قانونية أو مادية‬ ‫ترتكز أساسا على عناصر جوهرية هي االختصاص‬
‫عند تسيير المرفق العام وفقا للقانون(‪ ،)21‬يمكن‬ ‫القانون‬ ‫يتضمنها‬ ‫التي‬ ‫وااللتزامات‪،‬‬ ‫والحقوق‬
‫الجزم أن الموظف يستمد هذه السلطة من التشريع‬ ‫األساسي‪ ،‬وأن كل هذه العناصر تتحدد أو تعدل‬
‫بمفهومه الواسع‪ ،‬ويتعلق األمر بالنصوص التشريعية‬ ‫بموجب القوانين أو التنظيمات‪ ،‬كما أن الفصل في‬
‫أو التنظيمية المتعلقة بالمرفق العام سواء فيما يخص‬ ‫المنازعات التي تثور بينه وبين اإلدارة يكون من‬
‫إنشاءه وتنظيمه وتحديد اختصاصاته أو وسائل‬ ‫اختصاص القضاء اإلداري دون التمييز بين من‬
‫مباشرة عمله؛ وال يختلف األمر إذا باشر الموظف‬ ‫يمارس أعمال السلطة أو من يقوم بأعمال التسيير‬
‫اختصاصاته بموجب تفويض من رئيسه اإلداري‬ ‫العادية؛ و عليه‪ ،‬فإن طبيعة العالقة التي تربط‬
‫المباشر‪ ،‬ألن التفويض ال يكون إال بمقتضى‬ ‫مختلف الموظفين باإلدارة هي نفسها في كل‬
‫القانون(‪.)22‬‬ ‫الحاالت (‪.)37‬‬
‫وفيما يتعلق بالرواتب والمنح والمعاش ومختلف‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نظرية العالقة القانونية‬
‫المزايا المالية‪ ،‬فمقدارها ال يتحدد عن طريق االتفاق‬ ‫يرى المدافعون عن نظرية العالقة القانونية أنه‬
‫بين الموظف واإلدارة وانما تحدده دائما النصوص‬ ‫بحكم أن الموظف يمثل عنص ار جوهريا بالنسبة‬

‫‪74‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫بحيث تتميز بالعمومية واالستم اررية‪ ،‬وقابيليتها‬ ‫التشريعية والتنظيمية التي تحكم سير المرفق العام‪،‬‬
‫للتعديل باإلرادة المنفردة للجهة المختصة‪.‬‬ ‫وهي ال تمنح للموظف مقابل العمل الذي ينجزه وانما‬
‫فمن حيث العمومية‪ ،‬فإن العالقة هي واحدة‬ ‫لتوفر له مرك از اجتماعيا مالئما‪ ،‬وت ِّ‬
‫مكنه من ضمان‬
‫بالنسبة لكل الموظفين الذين يحملون نفس الرتبة‪،‬‬ ‫حسن سير المرفق العام‪ ،‬فبمجرد إفصاح المشرع‬
‫ويتحملون نفس‬ ‫فيمارسون نفس االختصاص‬ ‫عن نيته‪ ،‬ال يمكن للرئيس اإلداري أن يمنع الموظف‬
‫االلتزامات ويتمتعون بنفس الحقوق كحق الحماية‬ ‫من راتبه إذا توفرت فيه الشروط القانونية أو‬
‫وحق االستقرار في المنصب والتساوي في قيمة‬ ‫التنيظيمة‪ ،‬كما ال يمكن للموظف المطالبة براتب‬
‫الراتب وشروط الحصول على المعاش التي تح َّدد‬ ‫أو‬ ‫التشريعية‬ ‫النصوص‬ ‫حددته‬ ‫الذي‬ ‫غير‬
‫جميعا استنادا إلى نصوص تشريعية أو تنظيمية‬ ‫التنظيمية(‪.)23‬‬
‫تؤكد عموميتها (‪.)26‬‬ ‫أما فيما يخص النظام األساسي والمتمثل في‬
‫وتتميز عالقة الموظف باإلدارة كذلك بأنها دائمة‬ ‫الوضعية التي يتمتع بها الموظف تطبيقا لألحكام‬
‫أو مستمرة‪ ،‬بحيث تستمد هذه الخاصية من النص‬ ‫التشريعية والتنظيمية التي تضمن حماية مصالحه‬
‫التشريعي أو التنظيمي الذي أنشأها؛ ويتجلى ذلك‬ ‫المادية والمعنوية من تعسف اإلدارة‪ ،‬فإنه يكون دائما‬
‫في ديمومة واستم اررية مختلف العناصر التي تحكم‬ ‫من تحديد وتنظيم التشريع‪ ،‬ما يجعله مرك از‬
‫وضعية الموظف العام حيال اإلدراة؛ بدءا‬ ‫موضوعيا عاما‪ ،‬ساريا على كل الوضعيات‪ ،‬ما لم‬
‫باالختصاص الذي ال يستنفذ بالممارسة وانما يست ِمر‬ ‫عدل النصوص التي أنشأته (‪.)22‬‬ ‫تلغ أو ت ّ‬
‫ويتجدد للموظف طوال بقائه في الوظيفة‪ ،‬وال يتنهي‬ ‫وأخيرا‪ ،‬يحدد التشريع والتنظيم التزامات الموظف‬
‫إال بانتهاء عالقته باإلدارة‪ ،‬وانتهاء بااللتزامات‬ ‫المختلفة؛ ومن أجل ضمان أداء وظيفته بفعالية‬
‫وجميع الحقوق التي تستمر وتدوم بدوام النصوص‬ ‫داخل المرفق العام‪ ،‬تفرض النصوص التشريعية‬
‫التي أنشأتها (‪.)27‬‬ ‫والتنظيمية أحيانا بعض القيود على حرية التجارة أو‬
‫وأخيرا‪ ،‬تتميز هذه العالقة بأنها قابلة للتعديل‬ ‫حق الترشح على بعض أصناف الموظفين‪ ،‬كما‬
‫باإلرادة المنفردة للجهة المختصة‪ ،‬ذلك أنها نابعة من‬ ‫تحدد النصوص طبيعة ومجال وظيفتهم وتجبرهم‬
‫قاعدة تشريعية أو تنظيمية قابلة للتعديل بدورها من‬ ‫على أدائها بشكل معين(‪.)21‬‬
‫ِقبل الجهة المختصة التي وضعتها(‪.)28‬‬ ‫يبدو من خالل فحص هذه العناصر أن التشريع‬
‫فوضعية الموظف حيال اإلدارة يمكن أن تع ّدل‬ ‫والتنظيم هما أساس عالقة الموظف باإلدارة‪ ،‬فهو‬
‫من قبل المشرع ألنه هو الذي أنشأها ونظمها في‬ ‫الذي ينشئها وهو الذي ينظمها‪ ،‬ما يؤكد طابعها‬
‫كل من‬‫البداية‪ ،‬فتعود إليه وحده سلطة تعديل ٍ‬ ‫القانوني‪.‬‬
‫االختصاص والقانون األساسي والواجبات والمزايا‬ ‫واضافة إلى بيان أن مصدر العالقة بين‬
‫المادية شريطة مراعاته لإلجراءات المنصوص عليها‬ ‫الموظف واإلدارة هو التشريع‪ ،‬يواصل المدافعون عن‬
‫مسبقا (‪.)29‬‬ ‫النظرية القانونية سرد حج ِجهم من خالل بيان أن‬
‫هذه العالقة تحمل خصائص القاعدة القانونية؛‬

‫‪75‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫وليست مهنة‪ .‬وقد أكدت المادة الرابعة من قانون ‪13‬‬ ‫إن الجدل بين هذه المذاهب حول وضعية‬
‫جويلية ‪ 1983‬هذه العالقة بقولها‪ '' :‬يكون الموظف‬ ‫الموظف تجاه اإلدارة أدى إلى مناقشة الموضوع من‬
‫في وضعية قانونية وتنظيمية مع اإلدارة" (‪.)13‬‬ ‫قبل القضاء اإلداري الفرنسي بقيادة مجلس الدولة‪،‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد حسم األمر مبك ار وتبنى‬ ‫الذي تبنى في البداية نظرية العقد في مجال الوظيفة‬
‫الوضعية القانونية بمختلف مقتضياتها صراحة‬ ‫العامة وطورها لتتكيف مع مقتضيات القانون العام‬
‫بموجب المادة السادسة من األمر ‪ 133-66‬المؤرخ‬ ‫بهدف تبرير حظر الحق في اإلضراب (‪.)11‬‬
‫في ‪ 2‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن القانون األساسي‬ ‫بعد ذلك تحول مجلس الدولة الفرنسي إلى‬
‫العام للوظيفة العامة‪ ،‬ثم المادة الخامسة من المرسوم‬ ‫المذهب الراجح واعترف بالوضعية التنظيمية‬
‫‪ 19/81‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 1981‬المتضمن‬ ‫للموظفين تجاه اإلدارة‪ ،‬وذلك في قرار ‪Prefet de‬‬
‫القانون األساسي النموذجي لعمال المؤسسات‬ ‫‪ la Creuse‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1919‬عندما‬
‫واإلدارات العمومية‪ ،‬وأخي ار المادة السابعة من أمر‬ ‫قرر أن الوضعية التي يوجد عليها الموظفون‬
‫‪ 13-16‬المؤرخ في ‪ 11‬يوليو ‪ 2116‬المتضمن‬ ‫العامون في فرنسا هي وضعية قانونية تنظيمية‬
‫القانون األساسي العام للوظيفة العامة‪ ،‬حينما أشار‬ ‫محددة بمقتضى قواعد عامة ومجردة‪ ،‬يتجلى ذلك‬
‫إلى أن الموظف يكون في وضعية قانونية أساسية‬ ‫من خالل الراتب باعتباره أحد عناصر النظام‬
‫وتنظيمية تجاه اإلدارة‪.‬‬ ‫األساسي للموظف بمعناه الدقيق‪ ،‬بحيث ال يستطيع‬
‫إن الوضعية القانونية والتنظيمية تشكل النتيجة‬ ‫الرئيس اإلداري الذي قام بتعيين الموظف العام أن‬
‫المنطقية العتبار الموظف معينا من ِقبل اإلدارة؛‬ ‫يقرر راتبا غير الذي حددته النصوص القانونية‬
‫وقد ّبين ذلك بوضوح السيد ‪Yves FARGON‬‬ ‫والتنظيمات(‪ ،)11‬ثم تاله قرار‪ Minaire‬لسنة ‪1937‬‬
‫بصفته نائبا في الجمعية التأسيسية أمام هذه األخيرة‬ ‫الذي اعترف بالوضعية القانونية والتنيظيمة التي‬
‫في تقريره الذي تحول فيما بعد إلى القانون المؤرخ‬ ‫تربط الموظف باإلدراة(‪.)12‬‬
‫في ‪ 19‬أكتوبر ‪ '' 1926‬إن الوظيفة العامة ليست‬ ‫جسد القانون المؤرخ في ‪ 12‬سبتمبر ‪1921‬‬ ‫وقد ّ‬
‫مهنة كغيرها‪ ،‬وانما يتعلق األمر بمصالح عامة عليا‪،‬‬ ‫المتضمن النظام األساسي للوظيفة العامة في فرنسا‬
‫تفوق المصالح الخاصة؛ فالعالقة التي تربط‬ ‫هذا المفهوم بشكل جلي في المادة الرابعة‪ " :‬يخضع‬
‫الموظف باإلدارة ال يمكن أن تقوم على أساس عقد‬ ‫الموظف بمجرد دخوله الوظيفة لألحكام التشريعية‬
‫كيف‬
‫يناقش بحرية بين األطراف بحيث يمكن أن ت ّ‬ ‫والتنظيمية التي تسري على الوظيفة العامة‪ ،‬وتطبق‬
‫الوضعيات‬ ‫مختلف‬ ‫مع‬ ‫لتتالءم‬ ‫بنوده‬ ‫كل‬ ‫عليه التعديالت الالحقة بمجرد نشرها دون أن يكون‬
‫الخاصة(‪.)12‬‬ ‫له حق االدعاء بحقوق سابقة مكتسبة بموجب‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عنها‬ ‫النصوص السابقة السارية المفعول "‪ ،‬وأكدته كذلك‬
‫وتترتب عن هذه الوضعية ثالث نتائج أساسية؛‬ ‫المادة الخامسة من قانون ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1926‬والمادة‬
‫أولها أنه ال يمكن للموظفين ادعاء أي حق مكتسب‬ ‫الخامسة من أمر ‪ 12‬فيفري ‪ 1919‬اللتان نفتا عن‬
‫للحفاظ على وضعيتهم‪ ،‬بحيث يمكن أن ت َّ‬
‫عدل في‬ ‫الموظف صفة األجير واعتبرت وظيفته خدمة‬

‫‪76‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫وتجدر اإلشارة بخصوص هذه المسألة إلى‬ ‫أي وقت بوساطة نصوص تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬ألن‬
‫إطالق نقاش حول ما إذا كان ينبغي االعتراف‪-‬‬ ‫سلطة اإلدارة تخول لها تكييف وضعيات أعوانها بما‬
‫على األقل بشكل غير مباشر‪ -‬بالقيمة القانونية لهذه‬ ‫يتماشى ومقتضيات المصلحة العامة في حدود‬
‫االتفاقيات من خالل اعتماد إجراءات للتصديق على‬ ‫النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬دون أن يكون‬
‫هذه االتفاقيات وتبني أحكامها (‪.)19‬‬ ‫للموظفين حق االعتراض على تعديل وضعياتهم(‪.)11‬‬
‫ويعتبر نظام الوظيفة العامة الفرنسي الحالي هو‬ ‫ثم إن الوضعية القانونية والتنظيمية للموظف‬
‫نموذج نظرية العالقة القانونية التنظيمة‪ ،‬وقد حذا‬ ‫تحول بالضرورة دون ربطه باإلدارة بموجب عقد من‬
‫حذوه النظام الجزائري والمصري‪ ،‬بحيث تبنى المشرع‬ ‫يعدل من حقوق أو واجبات هذا الطرف أو‬
‫شأنه أن ّ‬
‫في كلتا الدولتين ما ذهب إليه رأي الفقه الحديث في‬ ‫ذاك؛ فال مجال للحديث عن إجراءات العقد سواء‬
‫تكييف عالقة الموظف باإلدارة بكل ما يترتب عليها‬ ‫عند دخول الوظيفة أو عند تنظيم حقوق وواجبات‬
‫من نتائج‪.‬‬ ‫المنتسبين لها‪ ،‬أو عند تحديد مدة الوظيفة أو شروط‬
‫المبحث الثالث‪ :‬طبيعة عالقة الموظف باإلدارة في‬ ‫الخروج منها(‪.)16‬‬
‫الشريعة االسالمية‬ ‫وبهدف التخفيف من حدة هذه الوضعية والسماح‬
‫عرف النظام اإلسالمي مفهوم الوظيفة العامة‬ ‫بالتسيير األفضل للموارد البشرية‪ ،‬فقد أصدر مجلس‬
‫التي اتسمت بطبيعة خاصة متميزة تقتضيها الشريعة‬ ‫الدولة الفرنسي بموجب تقريره المتعلق بآفاق الوظيفة‬
‫اإلسالمية وما تقوم عليه من مبادئ في رسم حياة‬ ‫العامة لسنة ‪ 2113‬اقتراحا يتضمن آلية تضاف إلى‬
‫المجتمع اإلسالمي‪ ،‬ومعالم نظ ِمه السياسية‬ ‫الوضعية القانونية أو التنظيمية ال لتحل محلها‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫سمى )‪(contrat d’affectation sur emploi‬‬ ‫ت ّ‬
‫إن اإلسالم يسعى بمختلف وسائله التشريعية‪،‬‬ ‫عقد التخصيص في الوظيفة(‪.)17‬‬
‫األخالقية أو العملية إلى رسم عالقة السلطة باألفراد‬ ‫والنتيجة األخيرة المترتبة على طبيعة الوضعية‬
‫وتحقيقها في شكل عالقة تكافل وتعاون (‪ ،)61‬يدرك‬ ‫القانونية والتنظيمية للموظف هي أن االتفاقيات‬
‫ك ٌل منهما في ظل هذه العالقة ما له من حقوق وما‬ ‫الجماعية المبرمة بين اإلدارة وممثلي الموظفين‬
‫عليه من واجبات‪ ،‬بمقتضى ما شرع اهلل سبحانه‬ ‫مجردة من أية قيمة قانونية‪ .‬ويبدو ذلك جليا من‬
‫وتعالى‪ ،‬وتكون السلطة في الموقع األهم ألنها‬ ‫خالل حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر‬
‫مؤتمنة على المصلحة العامة وممثلة لها‪ ،‬أما الفرد‬ ‫الصادر في ‪ 1917/11/23‬الذي قضى أن اإلدارة‬
‫فيمثل مصلحته الخاصة؛ ومن المعلوم أن اعتناء‬ ‫إذا اعترفت للموظف بوضع معين مخالف للقانون‪،‬‬
‫الشرع بالمصالح العامة أوفر و أكثر من اعتنائه‬ ‫فإن ذلك ال يمنع المحكمة من إنزال حكم القانون في‬
‫بالمصلحة الخاصة (‪)61‬؛ لذلك فإن السلطة في‬ ‫المنازعات المطروحة أمامها على الوجه الصحيح‬
‫قد منحت في اإلسالم من‬ ‫عالقتها مع األفراد‬ ‫لتعلق األمر بأوضاع إدارية تحكمها القوانين واللوائح‬
‫االمتيازات ما ِّ‬
‫يمكنها من أداء مهمتها حتى لو أدى‬ ‫وال تخضع إلرادة ذوي الشأن أو اتفاقهم(‪.)18‬‬
‫ذلك إلى تقييد مصالح فردية خاصة (‪.)62‬‬

‫‪77‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫إن البعد الديني للعمل في اإلسالم يفرض تأثيره‬ ‫إن الشريعة اإلسالمية تحترم حق الفرد وتعترف‬
‫على أحكام العالقة عند تنظيمها‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫به‪ ،‬كما تحترم حق الجماعة ومصلحتها وتعترف‬
‫الوظيفة العامة تسعى إلى تحقيق أهداف شرعية‪،‬‬ ‫بها‪ ،‬غير أنها ال تساوي بينهما‪ ،‬وانما ترى أن‬
‫لذلك فإن الوظائف في اإلسالم توصف من قبل‬ ‫مصلحة الجماعة أهم‪ ،‬وأنه عند تعارض المصلحتين‬
‫الفقهاء بأنها مناصب وواليات دينية وشرعية (‪.)67‬‬ ‫فإنه يجب محاولة التوفيق بين مقتضيات كل منهما‬
‫وقد اختلف الفقهاء في تكييف عالقة الموظف‬ ‫ما أمكن دون اللجوء إلى إهدار المصلحة الخاصة‬
‫باإلدراة في النظام اإلسالمي‪ ،‬فحدد البعض مفهومها‬ ‫بشكل كلي‪ ،‬فإذا تعذر ذلك‪ ،‬ت َّ‬
‫قدم المصلحة العامة‬
‫بأنها تكليف بخدمة محددة لقاء أجر معين‪ ،‬بينما‬ ‫مع ضمان ما يلحق بالفرد من ضرر (‪.)63‬‬
‫ذهب آخرون إلى اعتبارها عالقة عقدية (‪.)68‬‬ ‫ووفاء بما تتطلبه‬ ‫وانسجاما مع هذه النظرة‪،‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرية التكليف‬ ‫المصلحة العامة‪ ،‬يعطي اإلسالم السلطة العامة‬
‫خالفا لألصل العام المتمثل في ضرورة قيام‬ ‫امتياز تنظيم المرافق ابتداء وتنظيم عالقتها كإدارة‬
‫رضا صاحب الشأن حفاظا على سالمة تولية‬ ‫عامة بموظفي هذه المرافق‪ ،‬وكذا امتياز تغيير‬
‫الوظيفة‪ ،‬على أساس أن ترك األمر لمحض إرادة‬ ‫وتعديل النظم بما يتماشى والظروف المتغيرة‪ ،‬تحقيقا‬
‫ذوي الكفاءة قد يكون فيه إضرار للمصلحة العامة و‬ ‫للمصلحة العامة‪ ،‬بحيث تتمكن اإلدارة من تقديم‬
‫سببا لتعطيل قيام الدولة بدورها في إشباع حاجات‬ ‫ماهو أصلح في إدارة وتسيير شؤونها بما ال يخالف‬
‫مواطنيها األساسية‪ ،‬بسبب عزوف هؤالء واحجامهم‬ ‫الشريعة نصا أو مقصدا (‪.)62‬‬
‫عن التقدم لشغل الوظائف نظ ار لجسامة المسؤولية‬ ‫وقد اشترط اإلمام الماوردي لشرعية تعديل نظم‬
‫أمام اهلل عن التقصير في تأديتها‪ ،‬وبناء على ذلك‪،‬‬ ‫تسيير المرافق العامة شرطين أساسيين‪ ،‬أولهما أن‬
‫فال يكون أمام الدولة مناص لسد النقص الحادث في‬ ‫تستهدف اإلدارة من خالل التعديل المصلحة العامة‬
‫الوظائف إال أن تتغاضى عن الرضا(‪.)69‬‬ ‫فقط‪ ،‬المتمثلة في حقوق الرعية وحقوق بيت المال‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن طبيعة عالقة الفرد بالسلطة في‬ ‫ال أن يكون الباعث على التعديل هو الهوى‬
‫الشريعة االسالمية كما حددها بعض الفقهاء تتجلى‬ ‫والمصلحة الخاصة للقائمين على السلطة‪ ،‬وثانيا أن‬
‫في بعض العناصر؛ منها أن التعيين يتم باإلرادة‬ ‫يكون هذا التعديل ثمرة اجتهاد صحيح منضبط‬
‫المنفردة للسلطة‪ ،‬فيأخذ في الحقيقة صورة التكليف‬ ‫بقواعد االجتهاد الشرعي المعروفة (‪.)61‬‬
‫من جانبها‪ ،‬والخضوع من جانب الشخص‪ ،‬ذلك أن‬ ‫ويؤكد هذا الرأي قول الفقيه أبو يوسف القاضي‬
‫الفقهاء يرون إمكانية إجبار الشخص على الوظيفة‬ ‫مخاطبا هارون الرشيد‪ " :‬وأما الزيادة في أرزاق‬
‫دون مراعاة إلرادته إذا لم يوجد لها غيره (‪.)71‬‬ ‫القضاة والعمال والوالة‪ ،‬والنقصان مما يجري عليهم‪،‬‬
‫ومرد عدم مراعاة رضا الموظف إنما يعود لما‬ ‫فذلك إليك‪ ،‬يكون ذلك موسعا عليك‪ ،‬وكلما رأيت أن‬
‫يتمتع به اإلمام من حق الطاعة على أفراد الجمهور‬ ‫اهلل تعالى يصلح به أمر الرعية فافعله‪ ،‬وال تؤخره‪،‬‬
‫استنادا إلى عقد البيعة الذي بينهم‪ ،‬وعليه‪ ،‬يعتبر‬ ‫فإني أرجو لك بذلك أعظم األجر‪.)66( "...‬‬
‫التعيين من السلطة أم ار للموظف‪ ،‬لقول اإلمام ابن‬

‫‪78‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫هي مصدر االلتزامات التي تقررها العقود و إنما‬ ‫تيمية‪" :‬واإلمام لو عَّين أهل الجهاد للجهاد تعَّين‬
‫مصدرها هو شرع اهلل (‪.)77‬‬ ‫عليهم‪ ،‬كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ( :‬واذا‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه ال يوجد تعارض بين إبرام العقود‬ ‫استنفرتم فانفروا ) " (‪.)71‬‬
‫سواء كانت عامة أو خاصة وفكرة تدخل السلطة‬ ‫ومنها كذلك تحقيق األمن الوظيفي للعامل من‬
‫بهدف تحقيق مقاصد الشارع‪ ،‬وذلك بموجب تنظيم‬ ‫خالل تقرير حقه في االستقرار في وظيفته وعدم‬
‫العقد وتحديد جل أو كل االلتزامات المتبادلة فيه‪،‬‬ ‫إمكانية عزله شريطة إثبات كفاءته واستقامته (‪،)72‬‬
‫وتقييد سلطان اإلرادة وحصره في الرضا بالدخول في‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية وجوب تأمين معاش‬
‫العقد أو رفضه مثل عقد الزواج وعقد اإلرزاق (‪.)78‬‬ ‫من تلزمه نفقتهم إذا مات أو عجز (‪.)73‬‬
‫ويمكن أن تتدخل السلطة العامة بتعديل أو تغيير‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية العقد‬
‫التزامات العقود القائمة تحقيقا للمصلحة العامة‬ ‫ومن الذين أخذوا بالنظرية العقدية اإلمام‬
‫وحفاظا على توازن العقد؛ مثال ذلك فسخ اإلجارة‬ ‫الماوردي عند حديثه عن عملية تقليد العمال‬
‫بالعذر (‪.)79‬‬ ‫والموظفين وما يحكمها من شروط تصح بها (‪،)72‬‬
‫سمى عقد الوظيفة العامة في النظام اإلسالمي‬
‫وي ّ‬ ‫وعن تولي الو ازرة وانعقاد اإلمارة‪ ،‬و العهد بالخالفة‬
‫عقد اإلرزاق‪ ،‬ويتميز بأنه عقد عام بسبب كون‬ ‫باعتبارها عقد والية‪ ،‬وما تتم به والية القضاء وما‬
‫الدولة أحد طرفيه‪ ،‬وهو عقد قائم بنفسه ال يقاس‬ ‫تصح به كعقد (‪.)71‬‬
‫على غيره من العقود األخرى كعقد الوكالة أو عقد‬ ‫وسلك اإلمام ابن تيمية نفس االتجاه في سياق‬
‫اإلجارة بسبب أحكامه المتميزة الخاصة به‪ ،‬فهو عقد‬ ‫إشارته إلى أن الجهاد واجب شرعي على أفراد‬
‫خدمة عامة وهو عبادة ورسالة يتعاون طرفاه على‬ ‫الجيش الذين يتقاضون أجرا‪ ،‬وأكد أن فرضيته‬
‫المصلحة العامة ومرضاة اهلل‪ ،‬وهو أحد الوسائل‬ ‫مستم ّدة من أحكام الشرع أوال‪ ،‬ثم من عقد البيعة‬
‫التي تحقق بها الدولة االسالمية أهدافها العامة (‪.)81‬‬ ‫الذي بين المجاهدين وبين ولي األمر المتضمن‬
‫الطاعة على الجهاد؛ ثم َّ‬
‫شبهه بعقد العمل أو عقد‬
‫خــــاتـــــمـة‪:‬‬ ‫البيع الذي يوجب القيام بالعمل أو تسليم المبيع‬
‫نظ ار إلى أهمية المكانة التي يتمتع بها الموظف‬ ‫مقابل العوض (‪.)76‬‬
‫العام بحكم أنه يعتبر من أهم األدوات التي تمارس‬ ‫وتبدو أهمية العقد في النظام اإلسالمي في أن‬
‫بها الدولة سلطاتها ونشاطها لتحقيق األهداف‬ ‫مفهومه ينسجم مع مقتضيات العدل واألخالق‬
‫المنوطة بها‪ ،‬فقد كان موضوع تحديد طبيعة عالقته‬ ‫ويحقق المصلحة العامة‪ ،‬وعليه فإن سلطان اإلرادة‬
‫باإلدارة محل جدل حاد ونقاش جاد بين الفقهاء؛ ذلك‬ ‫الذي تبنى عليه العقود ليس مطلقا‪ ،‬وال ينطبق عليه‬
‫أنه من مقتضيات تكييف هذه العالقة معرفة الجهة‬ ‫مبدأ العقد شريعة المتعاقدين إال إذا كان ال يتعارض‬
‫القضائية المختصة بالفصل في المنازعات التي تثور‬ ‫مع المصلحة العامة والعدل والدين‪ ،‬فإذا تعارض‬
‫بينه وبين اإلدارة ومدى حقه في تقديم استقالته‪ ،‬وحق‬ ‫معها وجب على السلطة العامة أن تتدخل إللغاء‬
‫العقد أو تعديله؛ وسبب ذلك أن إرادة األفراد ليست‬

‫‪79‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫العامة‪ ،‬وعليه‪ ،‬يمكن للسلطة المختصة تعديل مركزه‬ ‫اإلدارة في عزله أو في تعديل األحكام المتعلقة‬
‫التنظيمي في أي وقت تحقيقا للمصلحة العامة دون‬ ‫بالحقوق المالية للموظف بإرادتها المنفردة‪.‬‬
‫موافقته ودون االحتجاج بفكرة الحق المكتسب أو‬ ‫وقد عرفت هذه العالقة تطورات مهمة ابتداء من‬
‫المطالبة باستمرار سريان األنظمة التي تحكم وضعه‬ ‫اعتبارها عالقة تعاقدية تحكمها قواعد القانون‬
‫الوظيفي وقت تعيينه‪.‬‬ ‫الخاص‪ ،‬ثم عالقة تعاقدية تخضع لقواعد القانون‬
‫‪ -‬يجب أن يتم التعديل بمقتضى قواعد عامة‬ ‫العام‪ ،‬و وصوال في النهاية إلى ما استقر عليه الفقه‬
‫ومجردة‪ ،‬تجسد تماثل مراكز كافة الموظفين المنتمين‬ ‫والقضاء على تكييفها عالقة قانونية تنظيمية تخضع‬
‫لنفس الطائفة‪ ،‬بحيث يعتبر أي اتفاق على مخالفتها‬ ‫للنصوص التشريعية والتنظيمية‪.‬‬
‫سواء لصالح اإلدارة أم لصالح الموظفين مجردا من‬ ‫وقد حسم المشرع هذا الخالف في كل من فرنسا‬
‫كل قيمة قانونية‪.‬‬ ‫والجزائر حين نص صراحة على اعتبار الموظف‬
‫‪ -‬ومن المنطقي أن تكون المنازعات الناشئة عن‬ ‫في وضعية قانونية وتنظيمية تجاه اإلدارة‪ .‬و يترتب‬
‫هذه الروابط من اختصاص القضاء اإلداري إلغاء‬ ‫عن هذا التكييف جملة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫وتعويضا‪.‬‬ ‫‪ -‬أن الموظف يستمد حقوقه و واجباته مباشرة من‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية المنظمة للوظيفة‬

‫الهوامش و المراجع‬
‫‪1- Docteur Ekaterina Mělník, Les reformes dans la fonction publique, Rapport de recherche établi et‬‬
‫‪financé par la DGAFP, commandité par le Bureau des statistiques, des études et de l’évaluation,‬‬
‫‪Revue du Centre d’étude de l’emploi, Numéro 57, Aout 2010, page 9 et suites.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬يحي الجمل‪ ،‬الموظف العام فقـهـا و قضاء‪ ،‬ج ‪ ،1‬النظرية العــامة للموظف العــام‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬القاهرة‪،1191 ،‬‬
‫ص ‪.139‬‬
‫‪-P.Stainof, Le fonctionnaire, Bibliothèque de l’institut international de droit public III, Librairie‬‬
‫‪Delagrave, Paris, 1993, page 51‬‬
‫‪3- P. Stainof, op. cit, pp. 51 et suites.‬‬
‫‪4- P. Tchao Tchung-han, Etude sur la définition et la situation juridique du fonctionnaire dans le droit‬‬
‫‪administratif français, thèse de doctorat, Faculté de droit, UniversitéLyon, 1942, page 69.(éd. BOSC‬‬
‫‪Frères  L.RIOU, Lyon, 1942).‬‬
‫‪ -5‬فوزي حبيش‪ ،‬الوظيفة العامة و إدارة شؤون الموظفين‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1991 ،‬ص‪.11‬‬
‫د‪ .‬عبد الحميد كمال حشيش‪ ،‬دراسات في الوظيفة العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،7711 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬يحي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1112‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬يحي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1104‬‬
‫‪8- Maurice Hauriou, Précis de droit administratif et de droit publique, réédité par Pierre delvolvé et‬‬
‫‪Franck Moderne, Dalloz, 2002, page 591.‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬المطول في القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -‬سلميان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2117 ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪ -9‬أنور أحمد رسالن‪ ،‬وسيط القانون اإلداري‪ -‬الوظيفة العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪10- Maurice Hauriou, Précis de droit administratif et de droit public, op. cit, page 738‬‬
‫‪ -11‬محمد محمد حسن شرف الدين‪ ،‬النظرية العامة للوظائف واألجور والمرتبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2112 ،‬ص‪- 21‬‬
‫محمد محمد بدران‪ ،‬قانون الوظيفة العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪80‬‬
4102 ‫ جوان‬- 24 ‫عدد‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

12- Gérard CONAC, la fonction publique aux états unis, Armand Colin, 1985, page 15.
- Charles DEBBASCH, Frédéric COLIN, Administration publique, 6ème éd, Economica, Paris, 2005,
pp. 685 et 708.
.72-71 ‫ ص‬،1983 ،‫ دمشق‬،‫ المطبعة الجديدة‬،‫ الوظيفة العامة في دول عالمنا المعاصر‬،‫ عبد اهلل طلبة‬-11
14- Estelle Mongbé, Simon Biausse et autres, La gestion des ressources humaines dans la fonction
publique au sein de quelques administrations de l’OCDE, étude réalisée pour l’observatoire de
l’administration publique, Université du Québec, septembre 2005, pp 85 et s.
15- Bischoffe, Qu’est-ce qu’un fonctionnaire ? Fonction publique et contrat, Recueil SIREY, 1927,
page 77.
16- Bischoffe, Op. cit, page 171.
17- Laferrière, Traité de la juridiction administrative, 2ème éd. Tome I, 1901, page 619.
18- Bischoffe, Op. cit., page 172.
19- Bischoffe, Op. cit., page 187-188.
20- Bischoffe, Op. cit., page 253.
21- C.E, 7 Aout 1909, affaire Winkel, cité dans Maurice Hauriou, La jurisprudence administrative de
1892 à 1929Tome 3, Recueil Sirey, 1931, pp 155-165.
22- M.Hauriou, Précis élémentaire de droit administratif, 4ème éd. Op. cit. page 69.
23- TchaoTchung-han, op. cit. pp 107- 110.
24- Duguit, Traité de droit constitutionnel, T III, 2è éd. De Boccard, 1923,page 384.
25- M. Hauriou, Précis de droit administratif, Op. cit. page 175
26- Duguit, Traité de droit constitutionnel, op. cit. page 121.
.23-22 ‫ ص ص‬،2111 ،‫ جامعة دمشق‬،‫ القانون اإلداري‬،‫ نجم األحمد‬-‫ عبد اهلل طلبة‬-27
28- Nézard, théorie générale de la fonction publique, 1901, pp. 460-461.
29- Laferrière, Traité de la juridiction administrative, 2ème éd. Tome I, 1901, page 5.
30- Berthélémy, Traité élémentaire de droit administratif, 13è éd. 1921, page 57.
31- Léon Duguit, Traité de droit constitutionnel, 3ème éd. Tome II, ancienne librairie fontemoin, Paris,
1927, page 349.
32- Rolland, Précis de droit administratif, 6ème éd., page 66.
27‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬،‫ عبد الحميد حشيش‬-‫ د‬-11
.27‫ ص‬،‫ نفس المرجع‬-34
35- Léon Duguit,op. cit. page 350.
36- TchaoTchung-han, op. cit. page 85.
37- TchaoTchung-han, op. cit. page 89, -Duguit, op. cit, page 104.
38- TchaoTchung-han, op. cit. pp. 120-121.
39- Waline, Manuel élémentaire de droit administratif, 3è éd. Sirey, Paris, 1945,page 361.
40- Duguit, op. cit. page 104.
41- Duguit, op. cit. page153.
42- TchaoTchung-han, op. cit. page 125.
43- Gaston Jèze, Les principes généraux du droit administratif, Tome II, réédité par Serge Salon et
Jean Charles Savignac, Dalloz, 2004,page 792.
44- Duguit, op. cit. page 110.
45- TchaoTchung-han, op. cit. page 127.
46- Lafferrière, op. cit, page 619.
47- Tchao Tchung-han, op. cit. page 130.
48- Duguit, op. cit. Page 240.
49- TchaoTchung-han, op. cit. pp131-136.
50- Bichoffe, Qu’est-ce qu’un fonctionnaire, op. cit., page 18
51- Revue de Droit Public et de la science politique, 1920, Tome 37, Année XXVII, page 90.
52- C.E, 22 octobre 1937, Demoiselle Minaire et autres, concl. Lagrange, note Gaston Jèze, RDP
1938, page 121.
53- Alain Plantey, Traité pratique de la fonction publique, T1, 3ème éd., LJDG (sans date d’édition),
page 57.

81
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪54- Y. Fargon, rapport paru dans Revue Administrative, numéro spécial, 1995, page 86.‬‬
‫‪55- J.F. Lachaume et autres, Droits des services publics, 3è éd., Armant Colin, 2004, pp 382-385.‬‬
‫‪56-Gaston Jèze, Les principes généraux du droit administratif, T II, op. cit. pp 244-245.‬‬
‫‪57- C.E. Perspectives pour la fonction publique, Rapport public, 2003, La documentation française,‬‬
‫‪2003, page 242.‬‬
‫‪ -55‬طلعت حرب محفوظ محمد‪ ،‬مبدأ المساواة في الوظيفة العامة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1111 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪59- V. Melleray, Droit de la fonction publique, Corpus, Economica, 2005, page198.‬‬
‫‪60- Siwek-Pouydesseau Jeanne, « Les syndicats de la fonction publique et les réformes managériales‬‬
‫‪depuis 2002 », Revue française d'administration publique, 2009/4 n° 132, pp. 745-756.‬‬
‫‪ -61‬الماوردي‪ ،‬قوانين الو ازرة و سياسة الملك‪ ،‬دار الطليعة للطباعة و النشر‪ ،‬بيروت‪،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األول‪ ،‬مارس ‪ ،1979‬ص ‪-81‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ -62‬عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم‪ ،‬قواعد األحكام في إصالح األنام (القواعد الكبرى)‪ ، ،‬ج‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ -61‬محمد ابن الحسن‪ ،‬السير الكبير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.992‬‬
‫‪ -66‬فتحي الدريني‪ ،‬الحق‪ ،‬ص ‪ 73‬و ‪.86‬‬
‫‪ -65‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري األردني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪321‬‬
‫‪ -66‬الماوردي‪ ،‬األحكام السلطانية و الواليات الدينية‪ ،‬مكتبة دار ابن قتيبة‪ ،‬الكويت‪ ،1989 ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ -67‬أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬كتاب الخراج‪ ،‬دار المعرفة للطباعة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1979 ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -65‬مختار عيسى سليمان مصطفى‪ ،‬الوظيفة العامة في الفقه اإلسالمي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه في الفقه و أصوله‪ ،‬الجامعة‬
‫األردنية‪ ،1998 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -69‬طلعت حرب محفوظ‪ ،‬مبدأ المساواة في الوظيفة العامة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1989 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -77‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬االختيار على أساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام اإلداري اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬االسكندرة‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ص ‪.222-221‬‬
‫‪ -71‬ابن عابدين‪،‬الحاشية (رد المحتار على الدر المختار)‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة والنش ـر‪ ،‬الـري ـ ـاض‪،2113 ،‬‬
‫ص ‪.368‬‬
‫‪ -72‬أحمد بن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬المجلد الثامن و العشرون‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة المنورة‪،‬‬
‫‪ ،2112‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -71‬الماوردي‪ ،‬قوانين الو ازرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪" :121‬وان كان عجزه لقصور منه وضعف حزمه‪ ،‬لم يكن أهال لتقليد وال‬
‫عمل‪"......‬‬
‫‪ -76‬الماوردي‪ ،‬األحكام السلطانية و الواليات الدينية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ " :217‬و إذا مات أحدهم أو قتل‪ ،‬كان ما يستحقه من‬
‫عطائه موروثا عنه على فرائض اهلل‪"....‬‬
‫‪ -75‬الماوردي‪ ،‬األحكام السلطانية و الواليات الدينية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -76‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪89 -88 – 39 -26 -11‬‬
‫‪ -77‬أحمد بن تيمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -87‬مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،1998 ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ -79‬ابن عابدين ‪،‬الحاشية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬ص ‪ " :81‬كل عذر ال يمكن معه استيفاء المعقود عليه إال بضرر يلحقه‬
‫في نفسه أو ماله يثبت له حق الفسخ "‬
‫‪ -78‬مختار عيسى سليمان مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪82‬‬

You might also like