Professional Documents
Culture Documents
المقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
تقتضي القواعد العامة لعقد اإلجيار أن "يتم الكراء برتاضي املتعاقدين على املكرى
وقيمة الكراء وغري ذلك مما عسى أن يشرتط يف العقد" (.)1
ويعترب شرط املدة من أهم شروط عقد اإلجيار ضرورة أنه بانتهاء مدته املشروطة
بني املتعاقدين يتوجب على املستأجر التخلي عن احملل وإرجاعه لصاحبه ،و ال حق له
يف طلب جتديد اإلجيار قانونا بأي وجه.
غري أن هذه القاعدة ولئن كانت نتيجة حتمية حلق املالك يف أن يتصرف باإلجيار
ألي مدة شاء وأن يسرتجع حمله يف هناية املدة بدون اهتمام مبصلحة املستأجر ،إال أن
عواقب ممارسة هذا احلق أحلقت مضرة بالتجـار الذين ميارسون نشاطا جتاريا باملكرى
والذين بذلوا جهدا يف استقطاب حرفائهم وتكوين مسعة جتارية مبحالهتم.
وأمام عدم وجود قانون حيمي هؤالء التجار فقد برزت منذ أواخر القرن التاسع
عشر فكرة امللكية التجارية اليت تقررت على مرحلتني:
املرحلة األوىل :متيزت بتحصل التجار على االعرتاف مبلكية معنوية على مجيع
العناصر املادية اليت تكون منها األصل التجاري وبالتايل فإن االستقرار باحملل أصبح ركنا
أساسيا لبقاء األصل التجاري ،فإذا كان التاجر ال ميلك احملل ولكن يتصرف فيه باإلجيار
فإن ملكيته لألصل تكون مهددة بالزوال عند هناية اإلجيار.
ــــــــــــــــــ
( )1الفصل 791من مجلةـ اإللتزامات والعقود.
لذلك كان ال بد يف املرحلة الثانية من ضمان احلفاظ على األصل التجاري
ومحاية حق التاجر يف امللكية املعنوية اليت تقررت له عليه (.)2
1
2
املرحلة الثانية :مل تكن هذه املرحلة يسرية على التجار باعتبار أن إقرار حقهم يف
امللكية التجارية يتوقف على ضمان استمرارهم يف اإلجيار وهو أمر يتعارض مع حق
امللكية العقارية باعتباره يفرض عليها قيدا ال تتحمله.
ولقد متيزت هذه املرحلة بصراع بني امللكية العقارية و امللكية التجارية نتج عنه
يف األخري حل وسط حيقق التوازن بني امللكيتني وذلك بإقرار نظام جديد لعقد إجيار
احملالت املعدة للتجارة ،أطلق عليه العموم قانون امللكية التجارية.
مضى اليوم مخسة ومثانون سنة عن صدور أول أمر تشريعي بإنشاء امللكية
التجارية بتونس وهو أمر 26أكتوبر .1926
وقد تتالت التعديالت على هذا األمر حىت بلغت األوامر اليت نقحته أو متمته
مخسة وعشرين أمرا إىل حدود صدور أمر 27ديسمرب 1954الذي متيز جبمع األحكام
اليت اشتملت عليها األوامر السابقة وقننها من جديد يف نص موحد ومتكامل (.)3
وتواصل العمل بأمر 27ديسمرب 1954إىل أن وقع نسخه بالقانون عـدد 37
لسنة 1977املؤرخ يف 25ماي 1977والذي أطلق عليه واضعوه "القانون املتعلق
بتنظيم العالقات بني املسوغني واملتسوغني فيما خيص جتديد كراء العقارات أو احملالت
ذات االستعمال التجاري أو الصناعي أو املستعملة يف احلرف" وهي تسمية طويلة ومملة
وكان من األجدر االقتصار على تسمية هذا القانون بقانون األكرية التجارية ال غري.
ــــــــــــــــــ
( )2رشيد الصباغ " الملكية التجارية " ص .9
( )3رشيد الصباغ " الملكية التجارية " ص .11
لكن وبالرغم من مرور أربعة وثالثني سنة على صدور قانون األكرية التجارية
فإنه مل يتم تنقيحه أو إمتامه مبا يتماشى مع الظروف االقتصادية الراهنة وذلك خالفا
للمشرع الفرنسي الذي أدخل عدة تعديالت على أمر 30سبتمر 1953املنظم
2
3
لألكرية التجارية كما توىل إثراءه بعدة أحكام إضافية وضعها باجمللة التجارية اجلديدة (
.)4
وعقد الكراء التجاري خيضع يف تنظيمه إىل القواعد العامة لاللتزامات وكذلك
إىل القواعد اخلاصة الواردة بقانون األكرية التجارية.
وتقتضي القوة امللزمة يف العقود أن حتديد األجرة يف عقد اإلجيار جيري العمل به
حىت هناية العقد وال ميكن مراجعتها ولو تغريت الظروف(.)6
غري أن أخطارا عدة هتدد هذا الوضع وقد متس أحيانا باملسوغ يف عقد التسويغ
إذ تضطره إىل اإلبقاء على احلالة اليت كان عليها عند التعاقد فيبحث عن خمرج للمأزق
الذي تردى فيه كالسعي حنو تقصري مدة اإلجيار ،غري أن ذلك قد يكون سببا يف حرمان
املستأجر من بعض منافعه كضمان االستقرار والتواصل وهلذا االعتبار خول املشرع
للمتعاقدين إمكانية طلب تعديل األجرة ولو كان ذلك يف املدة اليت ينص عليها العقد
بصورة مباشرة أو حبكم احملكمة الفردية ( قاضي امللك التجاري) (.)7
ــــــــــــــــــ
(4) G.Ripert / R.Roblot « Traité de Droit Commercial » Tome1 Volume 1 p
435.
3
4
فماهي طرق تعديل معني الكراء التجاري وفقا ألحكام القانون عـدد 37لسنة
، 1977وماهي إجراءاتــه ؟
إن أحكام تعديل معني الكراء يف مادة امللك التجاري متثل مثلما سبق بيانه
استثناء لقاعدة القوة امللزمة يف العقود ضرورة أن القاعدة العامة هي بقاء معني الكراء
املتفق عليه ساري املفعول بني الطرفني ببقاء وتواصل العالقة التسويغية بينهما.
وبالت ـايل فان هذه القاعدة االستثنائية يف قانون األكرية التجارية تدعم خصوصية
هذا القانون وال أدل على ذلك أن حق تعديل الكراء خمول للمسوغ وللمتسوغ على
حد السواء مىت رغب أحدمها يف ذلك مع مراعاة الشروط اليت نص عليها القانون وميكن
تعديل معني الكراء سواء يف اجتاه ترفيعه أو ختفيضه.
إن دراسة مسألة تعديل معني الكراء التجاري تفرض التعرض يف مبحث أول إىل
طرق التعديل ( ) Iويف مبحث ثان إىل اإلجراءات الواجب إتباعها (.) II
إن تعديل الكراء التجاري بأنواعه املختلفة ميكن أن يكون اتفاقيا وهو املبدأ العام
الذي يعتمده املشرع سواء كان ذلك يتعلق مبعني الكراء يف العقد األصلي أو عند
التعديل مبناسبة جتديد العقد ( الفقرة األوىل ) كما ميكن أن يكون قانونيا اعتمادا على
قانون األكرية التجارية لسنة 1977وهو مفتوح للمتعاقدين إذا مل حيتاطا لذلك يف
( الفقرة الثانية) فضال على احلالة اخلاصة من التعديل اليت نص عليها العق ـد
الفصل 20من نفس القانون ( الفقرة الثالثة).
4
5
يضبط معني الكراء باالتفاق احلر وكذلك األمر بالنسبة لبقية شروط عقد الكراء
،وال لزوم إلقامة الدليل بالنسبة للعقد االبتدائي املوقع بني الطرفني ألن القاعدة يف ذلك
تعتمد سلطان اإلرادة وما دام االتفاق سائدا بني الطرفني فان احلاكم ال يتدخل (.)8
وقد يطرأ التعديل االتفاقي مبناسبة تعبري أحد طريف العقد عن إرادته يف تعديل
معني الكراء وذلك مبوجب مطلب يقدمه بواسطة عدل منفذ ويف هذه الصورة فان
طالب التعديل يعرض على معاقده مبلغ ماليا معينا ويرتقب ثالثة أشهر ليتمكن الطرفان
من املفامهة يف شأن الكراء املعروض وقد يتفق املسوغ واملتسوغ خالل هذه املهلة الطويلة
نسبيا إىل اتفاق خبصوص معني الكراء اجلديد وال ترفع قضايا يف هـذا املوضوع
للمحاكم وبذلك يرتفع اخلالف ويستقر املوضوع على معلوم للكراء يتحدد مبوجب
الرضى واالتفاق (.)9
وباإلضافة إىل الصورتني املذكورتني قبله فقد أجاز قانون امللك التجاري إمكانية
التعديل وخول للطرفني ضبط شرط ضمن عقد اإلجيار يضبط سلما متغريا ملراجعة املبالغ
الكرائية تراجع فيها طبق شروط معينة وهو ما يصطلح عليه أيضا بالتعديل االتفاقي (
.)10
ويتجه التنبيه يف هذا اإلطار إىل أن الشرط املضمن بعقد التسويغ الذي ينص على
زيادة جديدة ال يعد شرطا يتعلق بالسلم املتغري طاملا مل يعتمد هذا الشرط يف تقديره
ملعني الكراء على األحوال االقتصادية سواء كان بالترفيع أو بالتخفيض.
ولقد دأب املتعاقدون على وضع هذا الشرط صلب عقد الكراء ويكون عادة
يف شكل نسبة مائوية كأن ينص املتعاقدان على الرتفيع من قيمته كل سنة أو سنتني.
ــــــــــــــــــ
( )7جويدة قيقة " حق التجديد وحق التعديل" ص .27
( )8بلقاسم القروي الشابي" الملكية التجارية " ص .168
5
6
لكن هل أن الشرط املتعلق بالتعديل االتفاقي بالتنصيص على نسبة مائوية يقع
تطبيقها بصفة دورية يعترب مقبوال قانونا يف غياب نص منظم له يف قانون األكرية
التجارية لسنة 1977؟
لقد أثار الرد على هذا السؤال اختالفا بني رجال القانون ،بني شق أول يرى أن
معني الكراء خيضع تنظيمه إىل قواعد قانون 25ماي 1977ومبا أن هذا التشريع
استثنائي ويهم النظام العام فال جيوز االتفاق على خمالفته وبني شق ثان يرى أن شرط
الزيادة االتفاقية شرط صحيح وغري خمالف ألحكام قانون األكرية التجارية.
ويستند أصحاب الرأي األول إىل الفصلني 24و 25من قانون 25ماي
1977للقول أن املشرع مل يرتك مسألة ضبط معلوم الكراء حرا وال ملشيئة املتعاقدين
بل تدخل لضبطها فأرسى نظاما خاصا بتعديل األكرية التجارية وحدد طريقة التعديل
كما حدد املدة الزمنية اليت ال يتم قبلها التعديل وضبط زيادة على ذلك اجلهة اليت تتوىل
التعديل إذ أوكل هذه املهمة إىل اخلرباء وأرشد إىل اجلوانب الفنية اليت جيب األخذ هبا
عند التعديل.
ويؤكد أصحاب هذا االجتاه أن حرص املشرع على اإلحاطة جبميع اجلوانب
املتعلقة بتعديل معني الكراء يدل داللة واضحة على اتصال هذا املوضوع بالنظام العام
وال ميكن تبعا لذلك لألطراف االتفاق على خالف ما قرره املشرع (.)11
ــــــــــــــــــ
( )9بلقاسم القروي الشابي " الملكية العقارية" ص 168
( )10جويدة قيقة " حق التجديد وحق التعديل" ص 28
( )11أنيس حريزي " بعض اإلشكاليات التطبيقية لقانون " 1977ص 28و.29
6
7
ونتيجة لذلك فان االتفاق املتعلق بالزيادة هو اتفاق ملغى وال عمل عليه وال
حيول دون تعديل الكراء قضائيا عن طريق أهل اخلربة.
ويف هذا املعىن أصدرت احملكمة االبتدائية بقرمبالية حكما بتاريخ 8سبتمرب
1989حتت عدد 12816جاء فيه ما يلي ":إن الزيادةـ المشترطة بـ % 10مخالفة
للقانون التجاري واالتفاق المضمن صلب العقد ال يمكن أن يتنافى أو يتعارض مع
قانون األكرية التجارية الذي يهم النظام العام"( .)12
وعلى نقيض هذا الرأي يرى جانب غري قليل من الفقهاء أن شرط الزيادة
االتفاقية شرط صحيح وال يتعارض مع أحكام قانون 25ماي ،1977وذلك استنادا
إلى احلجج التالية:
/1الحجة األولى:
إن القول بأن الزيادة االتفاقية يف معني الكراء باطلة لتعارضها مع النظام العام هو
قول غري صحيح ألن االتفاقات اليت أبطلها املشرع واملواضيع اليت حجر التعاقد يف شأهنا
مبينة بالفصلني 32و 33من قانون 25ماي ، 1977وال جند من بينها إىل ما يشري ال
من قريب وال من بعيد للزيادات االتفاقية وال خيفى أن االستثناء ال يتجاوز القدر
احملصور مدة وصورة.
ــــــــــــــــــ
( )12جويدة قيقة " حق التجديد وحق التعديل" ص .225
/2الحجة الثانية:
7
8
إن التمسك بأن قانون 25ماي 1977توىل ضبط طريقة التعديل وتكفل
ببيان مجيع جوانبها ،وال دخل لإلرادة يف هذا األمر ،ال يستقيم ألن هذه الطريقة يف
التعديل واليت يسميها الفقهاء – التعديل القضائي -ال يقع اللجوء إليها إال عند عدم
اتفاق األطراف حول مبلغ الكراء اجلديد ،ومن مثة فان اللجوء إىل هذه الطريقة ال يتم
بشكل آيل بل يف صور االختالف فقط.
/3الحجة الثالثة:
لقد بني الفصل 24نفسه ما يلي ":يجب أن يقدم مطلب التعديل بواسطة
عدل منفذ وفي صورة عدم االتفاق بين الطرفين خالل الثالثة أشهر الموالية فان
مطلب التعديلـ يقع الحكم في شأنه"...ـ
وهو ما يعين أن املشرع مينح صراحة لطريف العقد إمكانية االتفاق على مبلغ
الكراء اجلديد وحرية حتديد نسبة الزيادة اليت يرغبان فيها عن مدة الكراء اجلديدة.
وبناء على هذه العبارات الصرحية فان التفاهم يف شأن الكراء أمر مسموح به
ومباح بدليل أن املشرع منح الطرفني من أجل ذلك مهلة طويلة نسبيا قدرها ثالثة
أشهر حىت يتسىن هلما الوصول إىل اتفاق ،يف خصوص معني الكراء اجلديد ،وخالل
هذه املهلة تكون اإلرادة حرة لتقرر ما تشاء من زيادة ،يتجدد على ضوئها الكراء لفرتة
أخرى باملراضاة واالتفاق.
وإذا كان أمر حتديد معني الكراء املتجدد مرتوكا إلرادة األط راف ،فانه ال شيء
مينع هذه اإلرادة من التنصيص مسبقا عند إبرام عقد الكراء على نسبة مائوية معينة يرتفع
8
9
به الك راء بص ورة دورية ( كل س نتني أو ثالث )...وه ذا ال رأي هو ال ذي أقرته حمكمة
االس تئناف يف قرارها ع دد 13825املؤرخ يف 1987-12-16وال ذي تض من ما
" إن أحكـ ـ ــام الفصل 32من القـ ـ ــانون المـ ـ ــؤرخ في 25مـ ـ ــاي 1977 يلي:
المتعلق بتنظيم العالقـ ــات بين المسـ ــوغين والمتسـ ــوغين ال يمنع من اتفـ ــاق المسـ ــوغ
والمتســوغ طبق أحكــامـ الفصل 242م ا ع على اشــتراطـ ســلم تصــاعدي في الزيــادةـ
في معين الكراء دون اللجوء إلى المحكمة "(.)13
وعلى خالف االجتاهني السابقني فقد رفضت حمكمة التعقيب بأحد قراراهتا طلب
التعديل لوجود شرط ينظم هذه املسألة بعقد الكراء وعللت قضاءها مبقولتهــا التاليــة:
" وحيث اتضح من أوراق الملف أن الطرفين قد اتفقا على كيفية الترفيع في ثمن
الكراء وأن ما اتفق عليه الطرفين يقوم مقام القانون...
وحيث أن التنبيه المؤرخ في 22أكتوبر 1997المتضمن رغبة المالكـ في الترفيع
في معين الكراء إلى 10.000،000دينارا يتعارض مع ما اتفق عليه الطرفان على
الوجه الصحيح ويهدف إلى نقض ما وقع االتفاق عليه بصورة أحاديةـ خالفا لما نص
عليه الفصل 242م ا ع من أن ما انعقدـ على الوجه الصحيح بين المتعاقدين ال
ينقضي إال برضائهما ...وقد نازعت الطاعنة في ذلك التنبيه وأعربت عن عدم
رضائهاـ به صلب القضية المرفوعة لدى دائرة الملك التجاري )14( "...
وإذا كان حيق لألطراف االتفاق مسبقا على الزيادة يف معني الكراء ،فهل ميكن
هلما كذلك االتفاق على عدم الزيادة يف الكراء مهما طالت املدة؟
ــــــــــــــــــ
( )13م ق ت عدد 4لسنة 1990ص .127
( )14قرار تعقيـبي مدني عدد 2004/ 2251مؤرخ في ( 8/10/2004غير منشور).
ال يتعلق األمر بتساؤل نظري حمض ،بل عرضت هذه املسألة بصورة فعلية على
حمكمة االستئناف بتونس ،ومتثلت وقائع هذا النزاع يف أن مالكا وجه ملتسوغ حمله
9
10
حمضر تنبيه يف تعديل معني الكراء يطلب فيه الرتفيع يف الكراء ،فعارضه املتسوغ بوجود
شرط بعقد التسويغ يقتضي عدم الزيادة يف معاليم الكراء مهما طال الكراء ،فقضت
حمكمة االستئناف مبا يلي" :إن الشرط التعاقديـ المتمثل في عدم الزيادةـ في معين
الكراء مهما طالت مدة التسويغ يعد الغيا عمال بالفصل 32من قانون األكرية
التجارية" (.)15
أما بالنسبة للتعديل االتفاقي الذي نظمه قانون األك ـرية التجارية فانه يتمثل يف
التعديـل املبـين على السلم املتغيـر أو مـا يعرب عن ـه يف القانون الفرنـسي ب ـLa " :
، " clause de l'échelle mobileولئن مل يعرف املشرع شرط السلم
املتغري فقد توىل الفقه وفقه القضاء هذه املهمة.
ويف هذا اجملال نورد التعريف الذي نقله السيد Jacques L’assierيف
كتابه العقود التجارية معتمدا يف ذلك عدة كتب قبله وهو " الشرط الذي مبقتضاه يربط
الطرفان تغيري معني الكراء برقم قياسي يتفقان عليه".
ويضيف التعريف أن أهم عنصر يف هذا االتفاق هو جعل مقدار الكراء مرتبطا هبذا ال رقم
القياسي مما ينفي ت داخل إرادة الط رفني أو الغري يف التط بيق وتع يني الك راء .وتس مية
التع ديل االتف اقي بالس لم املتغري تس مية اص طالحية ال تتفق ألفاظها مع معانيها فال وج ود
يف حقيقة األمر ألي س لم يف املوض وع وإمنا قصد بكلمة الس لم ذلك التسلسل ال ذي قد
ينشأ عن تعاقب التغيريات اليت قد حتصل يف الكراء يف آماد متفاوتة طوال وقصرا وبدون
أجل حمدود وفق دان األجل هو خاص ية التغيري االتف اقي فال وج ود لش رط الثالثة أع وام
املشروطة يف املراجعة
ــــــــــــــــــ
( )15جويدة قيقة " حق التجديد وحق التعديل " القرار االستئنافي عدد 34760بتاريخ 1991-12-18
10
11
احلكمية وال وج ود لش رط تغيري األح وال االقتص ادية لكن املش رع مل ي رتك احلبل على
الغ ارب يف ه ذا املوضوع وقد أحاطه بش روط أقل ش دة من ش روط املراجعة احلكمية إال
أهنا شروط ال بد من توفرها كي ينطبق شرط السلم املتغري (.)16
ويف هذا املعىن اقتضى الفصل 26من قانون 25ماي 1977أنه إذا كان عقد
التسويغ يتضمن شرطا يتعلق بالسلم املتغري ( )L’echelle mobileفإن التعديل
ميكن أن يطلب كلما اعرتى معني الكراء من جراء ذلك الشرط زيادة أو نقص يتجاوز
الربع بالنس بة للقيمة الكرائية احملددة س ابقا بوجه التعاقد أو مبوجب حكم ع ديل ،ول ذلك
فإن التعديل يف هذه الصورة يستلزم توفر شرطني:
األول :أن يك ون ش رط الس لم املتغري متفقا عليه يف عقد الك راء األص لي أو اجملدد (
الفصل 24من قانون )1977أي من ضمن شروطه التعاقدية وليس اتفاقا الحقا عنه.
الثــانيـ :أن يك ون الك راء املعم ول به بني املتعاق دين قد ت أثر مبفع ول ش رط الس لم املتغري
املدرج بالعقد بأن حصلت له من جرائه زيادة إذا كان مطلب التعديل مقدما من املالك
أو نقص إذا ك ان ه ذا املطلب مق دما من املتس وغ وذلك بنس بة تتج اوز الربع من مثن
الكراء احلايل.
وإذا حتقق ه ذان الش رطان ج از لكل من ط ريف العالقة التس ويغية أن يط الب
بالتعديل حبسب أثر شرط السلم املتغري عليه ودون أن يكــون مقيــداـ بأجل الثالثة أعــوام
املنصوص عليه بالفصل 25من قانون األكرية التجارية.
كما ميكن للط رف اآلخر أن يرفع دع وى قض ائية لتع ديل معني الك راء املط الب
مبراجعته وإقرار القيمة الكرائية العادلة .أما إذا مل يتحقق الشرطان املذكوران قضي برفض
مطلب التعديل.
ـــــــــــــــــــ
( )16بلقاسم القروي الشابي " الملكية التجارية " ص .177
11
12
وجتدر اإلش ارة يف ه ذا الس ياق أنه مهما ك ان أس اس مطلب التع ديل
(الظ روف االقتص ادية أو السلم املتغري) ف إن دع وى تع ديل القيمة الكرائية تتوافق مع
دع وى التجديد بش رط جديد خبص وص احملكمة املختصـة ب النظر حكميا وترابيا ،
ووجوبية استمرار املتسوغ على دفع معاليم الكراء اليت حل أجلها حبساب املقدار القدمي
أو عند االقتض اء حسب املق دار الواقع تعيينه بص فة وقتية من احملكمة املتعه دة بإح دى
الدعويني وذلك ما دامت القضية منشـورة ( يراجع الفصل 29الفقرة األوىل من ق انون
غري أن دعوى التعديل ختتلف عن دعوى التجديد يف .)1977
مسائل ثالث :
األولى – أن املتعاقد ( مالكا كان أو متسوغا ) الذي يعرض عليه تعديل القيمة الكرائية
يتمتع مبهلة قدرها ثالثة أشهر من اليوم املوايل لتبليغه اإلعالم مبطلب التعديل حملاولة إجياد
حل ت وفيقي مع معاق ده اآلخر ح ول القيمة الكرائية املراد تع ديلها ( )17وإن فشال يف
ذلك حق لألحرص منهما القيام قضائيا للمنازعة يف التعديل املعروض فإن مل يفعال تظل
العالقة الكرائية مستمرة بنفس معني الكراء املعمول به بينهما (.)18
12
13
الثانية :إن دع وى التع ديل ال تس توجب القي ام هبا يف أجل حمدد ( كما هو احلال يف
دع وى التجديد يف الثالثة أش هر املوالية لت اريخ اإلعالم بالتجديد بش روط جدي دة) ألن
األجل املفقد حلق االلتجاء إىل احملكمة املنصوص عليه بالفصل 27من ق انون 1977ال
يهم دع وى التع ديل ( )19يف شيء وإمنا خيص منازعة الش روط املعروضة يف شأن العقد
اجلديد يف حني أن مطلب التعديل يتعلق بعقد مستمر.
الثالثة :أنه بعد تعديل القيمة الكرائية يكون معني الكراء اجلديد واجب الدفع من تاريخ
تقدمي مطلب التعديل إال إذا اتفق الطرفان سواء قبل رفع الدعوى أو أثناءها على تاريخ
أق دم أو أح دث من ذلك ( الفصل 24من ق انون )1977أما يف دع وى التجديد ف إن
الش روط اجلدي دة تس ري ابت داء من ت اريخ الك راء اجلديد أي بعد انقض اء أجل الك راء
السالـ ـف ( الفصل 6من قانون .)1977
تش تمل ه ذه الص ورة على ن وعني من التع ديل ومها تع ديل املؤجر الع ادي ()1
وتع ديل املالك ال ذي أحيل عق اره عند بيع األصل التج اري من ط رف مالكه إىل الغري (
.)2
ــــــــــــــــــ
( )19حكم استئنافي عدد 1259في ( ،24/10/2000نابل – دائرة الرئيس األول) ":وحيث طالمـا ثبت
تعلق محضر التنبيه بطلب في تعديل معين الكراء فإن المستأنف بوصفه متسوغا غير مطــالب قانونــا بــاالعتراض
على محتــواه في ظــرف ثالثــة أشــهر لخــروج هــذه الصــورة عن صــور الفصــل 27ق 77وعــدم انضــوائها تحت
جزاء فقدان حق القيام وآثاره المنصوص عليهما".
13
14
قد يلوح للمالك أن معني عقد الكراء اجلاري زهيد جدا أو يرتاءى للمتسوغ أن هذا
املعني مشط فيس ارع بالتنبيه على معاق ده بض رورة العمل على ال رتفيع يف القيمة الكرائية
احلالية أو التنقيص منها إىل الق در املع روض عليه وذلك ض من مطلب يف التع ديل يوجه
إليه طبقا للصيغ القانونية بقطع النظر عن كون عقد الكراء أصليا أو جمددا مثلما يسرتوح
من نص الفصل 24من قانون .1977على أنه ولئن كان باإلمكان طلب التعديل عند
طروئ تغيريات على األحوال االقتصادية فإن االستجابة لتعديل القيمة الكرائية ترفيعا أو
ختفيضا تس تلزم على األقل ت وفر ش رطني متالزمني ( يراجع الفصل 25من ق انون
: )1977
جيب أن تك ون الظ روف االقتص ادية اليت ط رأت من ش أهنا أن تبلغ حد إدخ ال
تغي ريات تتج اوز ربع ( )4/1القيمة الكرائية املعم ول هبا بني ط ريف التس ويغ اتفاقا أو
قض اء وذلك إما بالزي ادة يف ه ذه القيمة إذا ك ان مطلب التع ديل مق دما من املالك أو
بالتخفيض إذا كان مقدما من املسوغ.
وجتدر اإلشارة يف هذا اإلطار إىل أن شرط تغيري األحوال االقتصادية يعترب شرطا غامضا
خللوه من ضابط يقاس به هذا التغيري وبالتايل فإنه يبقى رهني اجتهاد اخلرباء والقضاة مما
قد جيعل منه مصدر خطأ أو تشوش وذلك الختالف مقاييس االجتهاد (.)20
ــــــــــــــــــ
14
15
وحيث اس تقر فقه القض اء على اعتم اد مؤشر ارتف اع األس عار من خالل اجلدول
الرمسي الص ادر عن املص احل الفنية املختصة للتحقق من ت وفر ش رط تغيري األح وال
االقتص ادية من عدمه ك احلكم ب رفض مطلب التع ديل أو قبوله بن اء على نتيجة االختب ار
من قبل احملكمة. املأذون بـ ـه
وقد عللت حمكمة االس تئناف بت ونس بأحد قراراهتا رفض ها مطلب التع ديل بن اء
على عدم حتقق شروط تغيري األحوال االقتصادية مبقولتها التالية :
" وحيث يتبين بــالرجوع إل الجــدول الرســميـ الصــادر عن وزارة االقتصــادـ الوطــني أن
مؤشر ارتفــاع األســعار كــان في مــاي 1987تــاريخ بدايــة العمــل بمعين الكــراء الحــالي
البالغ 1.620 ،000د في مستوى رقم 7،219ثم ارتفع في تاريخ عرض التعديل
وهــو شــهر مــاي 1990إلى مســتوى رقم 3،268أي بفــارق ( )6،48واعتمــادا على
ما تقدم تكون النسبة المئوية الرتفاع األسعار:
% 1،22
= 6،48 ــــــــــــــــــــ
7،219
وحيث أن نسـ ــبة ارتفـ ــاع األسـ ــعار والحال ـ ـةـ مـ ــا ذكـ ــر لم تتجـ ــاوز ربـ ــع قيمـ ــة األمـ ــاكنـ
المسوغة وبذلك فلم يتحقق الشرط الثاني التعديلي.
حيث بات الحكم االبتدائيـ تبعــا لـذلكـ في طريقـه النبنائــه على أســانيدـ واقعيــة وقانونيــة
صحيحة لم تأتـ المستأنفة بما يوهنها واتجه إقراره وإجراء العمل به”(. )21
ــــــــــــــــــ
15
16
أما املشرع الفرنسي فقد عدل عن إتباع قاعدة تغيري األحوال االقتصادية مبقدار
الربع لقب ول مطلب التع ديل واعتمد ش رط تغيري أس عار البن اء اليت تنشر كل ثالثة أش هر
من طرف املؤسسة املختصة بذلك.
ويف ه ذه احلالة ال ميكن أن يقبل مطلب تع ديل الك راء س واء ب الرتفيع أو
ب التخفيض فيه إال إذا ط رأ تغيري على مؤشر أس عار البن اء وهو رقم قياسي يص دره املعهد
القومي لإلحصاء والدراسات االقتصادية فيما يتعلق بالتغيريات احلاصلة يف قيمة البناءات
(. )22
فلئن قبلت حمكمة االس تئناف مبدينة Rouenمب دأ اعتم اد قيمة كرائية أدىن
من القيمة احملددة اتفاقا بعقد الك راء ف إن حمكمة االس تئناف بب اريس " " PARIS
اعت ربت أنه ال ميكن ب أي ح ال من األح وال أن تك ون القيمة الكرائية اجلدي دة أدىن من
القيمة املعمول هبا يف تاريخ صدور مطلب التعديل (.)23
ــــــــــــــــــ
16
17
وقد اعترب بعض الفقهاء أن التشريع التونسي يعرتيه نقص لعدم ضبطه للمؤشرات
االقتص ادية اليت ميكن للمص احل املختصة أن حتسب على أساس ها نس بة التغيري يف العوامل
االقتص ادية وتأثريها عل قيمة األكرية التجارية مبا يس هل عمل اخلبري والقاضي وجيعل
عملية التعديل أكثر مصداقية مثلما هو احلال يف القانون الفرنسي.
وحيث يتجه معرفة بداية األعوام الثالثة ففي صورة العقد األصلي املطلوب
تعديل كرائه ألول مرة تكون بداية املدة إما بداية استغالل املتسوغ للمحل أو تاريخ
عقد التسويغ أو تاريخ تسجيله.
ويف صورة حصول جتديد العقد فإن بداية األعوام الثالثة تكون بداية اإلجيار
اجلديد لكن إذا وقع بني األطراف تعديل سابق ملعني اإلجيار فإن بداية الثالثة أعوام هي
بداية تنفيذ القرار الصادر بالتعديل.
17
18
وحيث جتدر اإلشارة إىل أن مدة التسويغ قد تكون يف بعض العقود ذات أمد
واحد معني ومثال ذلك تأجري حمل ملدة أربعة أعوام وقد تكون ذات آجال أو آماد
متعاقبة مثل تأجري عقار ملدة 3أعوام وبعدها ملدة ثالثة أعوام أخرى وبعدها ملدة ثالثة
أعوام أخرى أي ملدة ستة أو تسعة أعوام فإن هذا التعاقب ال يغرّي شيئا يف قاعدة بداية
األعوام الثالثة اليت تفتح باب التعديل (. )24
غري أن شقا من الفقهاء اعترب أن اعتماد مدة الثالثة أعوام لطلب التعديل ال مربر
هلا ضرورة أن القانون م ّكن املتسوغ من اكتساب حق التجديد يف الكراء بعد مرور
سنتني فحسب ميكن بعدها جتديد الكراء بشروط جديدة منها معني الكراء وهذا ما
جيعل عملية التعديل الثالثي فاقدة لكثري من اجلدوى على املستوى التطبيقي وال أدل على
ذلك قلة القرارات الصادرة من احملاكم يف هذا الشأن ،األمر الذي يستوجب تدخل
املشرع مع األخذ بعني االعتبار للجانب العملي والواقعي لتعديل الكراء التجاري خاصة
بعد مرور ما يناهز الثالثني عاما من صدور قانون األكرية التجارية.
ــــــــــــــــــ
18
19
وتكون ممارسة التعديل عن طريق اللجوء للقضاء طبقا ألحكام الفصل 25من
قانون األكرية التجارية.
وإن هذه اإلحالة ال تثبت بالنسبة ملالك احملل إال إذا وقع إعالمه أو صدر منه
رضا بكتب ثابت التاريخ.
وتنتقل مبوجب هذا اإلعالم أو الرضا مجيع التزامات املستأجر حنو مالك اجلدران
إىل احملال له ،لكن هذا االنتقال خيتلف باختالف ما إذا وقع جمرد إعالم املالك ومل
يصرح برضاه وبني الصورة اليت يصرح فيها املالك بأنه رضي باإلحالة ويعفي املستأجر
كل تبعية (.)25 األول من
ــــــــــــــــــ
19
20
يصرح املالك برضاه باإلحالة بقي املستأجر ضامنا يف أداء كراء احملل
وإن مل ّ
احملال أما احمليل فإنه يضمن للمحال له سالمة عقد اإلجيار من كل عيب كما يضمن له
استمرار املدة القانونية ويضمن أن املالك لن يصدر منه تنبيه باسرتجاع احملل أو تنهية
وقوع اإلحالة. املدة قبل
وجتدر اإلشارة يف هذا اجملال إىل أن أحكام الفصل 33من قانون األكرية
التجارية لسنة 1977املؤرخ يف 25ماي 1977اقتضت ما يلي :
" تلغى أيضا االتفاقيات – مهما كان شكلها – التي ترميـ إلى ا لتحجير على
المكتري إحالةـ تسويغه لمشتري ملكه التجاري أو مشروعه ".
إن هذا النص الذي يبطل كل حتجري ومنع إحالة عقد اإلجيار جعل من بيع
األصل التجاري شرطا صرحيا جلواز إحالة عقد اإلجيار فإذا مل مي ّكن من بيع األصل
التجاري تصبح اإلحالة غري جائزة.
وإن السؤال املطروح يف هذا اإلطار هو ما هو حكم املشرع فيما يتعلق بإحالة
عقد الكراء عندما يكون األمر متعلقا هببة أو بإرث أو مبسامهة يف شركة ؟
20
21
قد ينتقل عقد الكراء للوارث كما ينتقل إليه األصل التجاري املستغل باملكرى
ألن اإلرث أمر طبيعي النتقال املخلّف من املالك إىل ورثته فليس فيه تصرف أو تفويت
بعوض أو غري ذلك.
ويف هذه الصورة فإن الورثة يتمتعون حبق جتديد العقد مبوجب حلوهلم حمل
مورثهم وكذا جبميع احلقوق املرتتبة عن عقد التسويغ .
اجتمع رأي الفقهاء على القول بأن املسامهة العينية بأصل جتاري يف شركة جتارية
جائزة ذلك أن املسامهة يف مثل هذا املوضوع مثل البيع إذ فيها خروج األصل التجاري
من ملك صاحبه وجعله على ذمة مؤسسة أخرى هلا ذاتيتها واستقالهلا وعقد اإلجيار
تابع لألصل التجاري.
ــــــــــــــــــ
( )26بلقاسم القروي الشابي " الملكية التجارية " ص .184
21
22
على أن املشرع وضع شروطا خاصة جلواز التسويغ الثاين وذلك مثلما يستشف
من منطوق الفصل املذكور الذي نص على ما يلي:
" يحجر كل كراء ثان كامل أو جزئي إال إذا تضمنت عقدة الكراء شرطا
مخالفا أو باتفاق مع المسوغ.
وفي صورة كراء ثان مرخص فيه يطلب من المالك المشاركة في العملية
وإذا كان مبلغ الكراء الثاني يفوق ثمن الكراء األصلي فان للمالك الخيار في طلب
زيادة موافقة لكراء العقدةـ األصلية وفي صورة عدم االتفاق بين الطرفين تضبط هذه
الزيادةـ حسب الفصل 28من هذا القانون.
يجب على المتسوغ أن يشعر المالكـ بعزمه على إبرام كراء ثان بواسطة
عدل منفذ ويجب على المالك أن يعرف في اجل خمسة عشر يوما من تاريخ
اإلعالم بما إذا كان يعتزم المشاركة في انجاز العملية المذكورة.
وإذا امتنع المسوغ من المشاركة أو غفل عن الجواب بالرغم عن
الترخيص المنصوص عليه بالمادة األولىـ فانه يستغني عنه".
ــــــــــــــــــ
( )27جويدة قيقة نفس المؤلف ص .29
وجتدر اإلشارة يف هذا السياق إىل أنه خالفا للتعديل االتفاقي والتعديل القانوين
فان التعديل اخلاص املنصوص عليه بالفصل املتقدم ال يتوقف على شروط وآجال إذ
22
23
ميكن للمالك أن يطلب من املتسوغ الرتفيع يف معني الكراء بعد موافقته على الكراء
الثاين وقد يتم ذلك التعديل إما باالتفاق مع املتسوغ وإما باللجوء إىل احملكمة وفقا
ألحكام الفصل 28من قانون األكرية التجارية وذلك دون التوقف على توفر شرط
تغيري الظروف االقتصادية وشرط مرور ثالث سنوات على العمل بعقد الكراء كما ال
يلزم التنبيه املسبق على املتسوغ لطلب التعديل وهو املبدأ الذي أكدته القرارات
االستئنافية التالية:
-القرار االستئنافي عدد 43253الصادر بتاريخ 1978-11-8
-القرار االستئنافي عدد 58560الصادر بتاريخ .)28( 1983-12-28
إن تعديل معني الكراء التجاري يفرض أن يوجه طالب التعديل مطلبا يف ذلك إىل
الطرف الثاين ( الفقرة األوىل) ويف صورة عدم االتفاق يف ظرف الثالثة أشهر املوالية فان
التعديل يصبح من مشموالت القضاء ( الفقرة الثانية).
23
24
أما بالنسبة ملطلب التعديل املبىن على السلم املتغري فانه غري مقيد بأجل الثالثة
أعوام املنصوص عليه بالفصل 25من قانون 1977وميكن لكل طرف أن يرفع دعوى
يف تعديل معني الكراء للمطالبة مبراجعته و إقرار القيمة الكرائية العادلة ويتوجب على
احملكمة يف هذه احلالة أن تتخذ من يوم تقدمي مطلب التعديل تارخيا للتنسيق بني مفعول
السلم املتغري والقيمة الكرائية العادلة املراد بلوغها ( الفقرة 2من الفصل 26من قانون
.)1977
لكن يبدو أن املشرع أعفى املالك من هذا األجل يف صورة إحالة املتسوغ أصله
التجاري إىل الغري وكذا يف صورة الكراء الثاين ،ضرورة أن تقدمي مطلب التعديل يبقى
مرتبطا حبدوث اإلحالة.
/2صيغة التنبيه:
إن صيغة التنبيه اختلفت حسب التشريع القدمي والتشريع اجلديد فقد كان الفصل
26من األمر العلي املؤرخ يف 27ديسمرب 1954ينص بفقرته الثانية على ما يلي":
ويجب أن يقدم المطلب ضمن حجة غير عادلة أو بواسطة مكتوب مضمون
الوصول مع مطلب في اإلعالم بالوصول " ،واملقصود بعبارة احلجة غري العادلة أن
يكون التنبيه بواسطة عدل منفذ.
أما اليوم ويف ظل القانون عدد 37لسنة 1977فقد أوجب املشرع صلب
الفقرة 2من الفصل 24أن يقدم املطلب بواسطة عدل منفذ وإال بطل.
وهنا جتدر اإلشارة إىل وجوب احرتام رقيم العدل املنفذ للشروط الشكلية
والتنصيصات الوجوبية اليت وردت بالفصل 6من م م م ت وقانون مهنة عدول التنفيذ
الصادر بتاريخ 1995-3-13باعتبارها شكليات هتم اإلجراءات األساسية الواردة
بالفصل 14م م م ت وتثريها احملكمة من تلقاء نفسها فضال عن كوهنا موجبة
للبطالن.
24
25
كما قد يبطل التنبيه التجاري خلرقه إحدى القواعد اإلجـرائية املتعلقة بعمليــة
التبليغ ( الفصول 7و 8و 9و 10و 11م م م ت ) أو بصفة مصدره أو املوجـه
( الفصل 19م م م ت) أو توجيهه ألحد املالكني أو املتسوغني دون الباقي إليــه
عند تعددهم خاصة إذا حتقق سبق تعودهم التنبيه بكافتهم وانعدام التوكيل واشرتاط
االقتصار على أحدهم فقط.
كما جيب أن يكون التنبيه موجها لشخص متمتع بأهلية كاملة وان كان قاصرا
فان مثل ذلك التصرف ينجزه املقدم عنه قانونا بإذن من قاضي التقادمي.
/3محتوى التنبيه:
إن قانون األكرية التجارية مل يوجب ذكر تنصيصات خاصة صلب مطلب تعديل
معني الكراء بل يكفي أن يقدم بواسطة عدل تنفيذ وأن يتضمن عرضا ملعني الكراء
اجلديد ال غري ،ضرورة أن املوضوع البحت لتعديل معني الكراء أي الذي ال يكون
مقرتنا مبوضوع أو مبطلب آخر مثل طلب اخلروج من املكرى أو عدم التجديد أو
التجديد بشروط إمنا خيضع إىل أحكام الفصل 24من القانون عدد 37لسنة 1977و
ال تنطبق عليه باملرة أحكام الفصل 27من القانون املذكور.
وفعال فانه ب الرجوع إىل أحك ام الفصل 24واليت هتم مس ألة تع ديل معني الك راء
البحتة فإننا جند أهنا تنص بص ورة ص رحية على أن ه ذه املس ألة يقع حلها طبق احك ام
الفص لني 28و 29من ق انون 1977ومع مراع اة االحتياطي ات املنص وص عليها
بالفصلني 25و 26من نفس القانون.
مع املالحظ أن فقه القض اء قد اس تقر على مب دأ التفريق بني التنبيه التج اري
املؤسس على الفص لني 4و 27من الق انون ع دد 37لس نة 1977والتنبيه التج اري
املؤسس على الفص ول 24و 25و 26من نفس القان ـــون و ن ذكر على سبيــل املث ال
القــرار االستئنايف املدين عدد 94718املؤرخ يف 16أكتوبر 1991والذي ج ـ ـ ـ ـ ـــاء فيه
ما يلي:
25
26
" الفـ ــرق بين التنبيه التجـ ــاري المؤسس على معـ ــنى الفصـ ــلين 4و 27من القـ ــانون
عــدد 37لســنة 1977والتنبيه التجــاري المؤسس على معــنى الفصــول 24و 25و
26من نفس القـ ـ ـ ـ ـ ــانون هو أن األولـ يتعلق بتجديد العالقة الكرائية والثـ ـ ـ ـ ـ ــانيـ يتعلق
بتعديلها".ـ
وقد حنت حمكمة التعقيب نفس املنحى بقرارها التعقيبـي املدين عدد 24869
الصادر بتاريخ 2003-10-14والذي جاء فيه ما يلي " :حيث أن الفصل 25من
قانون 1977يهم طلب تعديلـ الكراء وهو طلب ينبغي أن تراعى فيه الشروط التي
تعرض إليها وال يهم إطالقا طلب تجديد الكراء الذي تعرض إليه الفصل 5من نفس
القانون".
وحيث يترتب على ذلك أن محكمة القرار المطعون فيه لما طبقت أحكامـ
الفصل 25من قانون األكريةـ التجارية والحال أن التنبيه سند القيام لم يتضمن
تعديل الكراء وإنما تضمن إنهاء العالقة الكرائيةـ مع عرض التجديد تكون قد
أساءت فهم القانون وخلطت بين مؤسستي التعديل والتجديد وعرضت بالتاليـ
قضاءها للنقض".
26
27
وقد أثريت إشكالية تطبيقية خبصوص صياغة التنبيه التجاري الذي موضوعه
تعديل معني الكراء فهل ميكن التنصيص فيه على أحكام الفصل 27من قانون 1977
حىت جيرب الشخص املوجه إليه التنبيه باالعرتاض عليه يف أجل الثالثة أشهر أم يكفي أن
يكون التنبيه موجها بواسطة عدل التنفيذ ومتضمنا ملعني الكراء اجلديد املقرتح.
إن إقحام الفصل 27من قانون األكرية التجارية يف حماضر التنبيه بتعديل معني
الكراء حسب رأينا ال يغري صفة التنبيه وال طبيعته القانونية إذ يعترب ذلك اإلنذار موجه
على معىن الفصل 24من قانون 1977الذي ينص على أن مطلب التعديل يوجه من
أحد الطرفني إىل اآلخر بواسطة عدل تنفيذ ومل حيدد أجال للمتسوغ للقيام.
وعليه فان ما أضيف للتنبيه من فقرات تعد الغية وال يعتد هبا ألن العربة جبوهر
احملضر وهو ما أدخله حتما ضمن مقتضيات الفصل املنطبق يف باب التعديل والذي ال
يوجب التنصيص على أحكام الفصل 27من قانون 1977فضال على أن التنصيص
عليه ال يعلق أجل القيام مبرور ثالثة أشهر عن توجيه التنبيه.
ويف هذا السياق فان حمكمة التعقيب أكدت بقرارها التعقييب املدين عدد 1795
الصادر بتاريخ 31أكتوبر 2005على أن أجل القيام باالعرتاض على تنبيه بتعديل
الكراء التجاري يبقى قائما ومفتوحا بعد مرور اجل الثالثة اشهر على توجيه ذلك
التنبيه.
إذ جاء حبيثيات هذا القرار التعقييب ما يلي :
" حيث يؤخذ من ذلك ( من الفقرةـ 2من الفصل 24من قانون ) 1977ـ أن تعهدـ
قاضي األكريةـ التجارية في دع ــوى التع ــديلـ على مع ــنى الفص ــلين 28و 29يك ــون
ممكنا بعد انقضاء أجل الثالثة أشهر المرصودة للتفاهمـ بين مالكـ الجدران وصـاحب
الحق التجـ ــاري عسى أن يتوفقـ ـ ـ ـا إلى صـ ــلح كما يكـ ــون رفع الـ ــدعوى جائ ـ ـ ـزا قبـ ـ ـل
انصـرام
27
28
ذلك األجل إذا رأى أحـ ـ ــدهماـ أو كالهما عـ ـ ــدم الجـ ـ ــدوى من الصـ ـ ــلح ويكـ ـ ــون رفع
الـ ــدعوى أمـ ــام قاضي األكريةـ إعالنا وتخليا عن األخذـ بهـ ــذه الوسـ ــيلة لحسم الـ ــنزاع
القائمـ بينهما حول تعديل الكراء.
ويحق لألح ــرص من الط ــرفين على ذلك األس ــاسـ تعهيد قاضي الملكية التجارية وفق
أحكام وضوابط الفصلين من القانون عــدد 37لسـنة 1977سـواء في خالل الثالثة
أشهر الموالية للتنبيه أوبعده.
وحيث خالفا لما ذهبت إليه محكمة القـ ــرار المطعـ ــون فيه فـ ــإن أجل القيـ ــام ال يـ ــزال
قائما ومفتوحا ألن األمر ال يتعلق بتجديد الكـ ــراء على معـ ــنى الفصل 27و إنما هو
تعــديلـ للكــراء ولكل من التجديد والتعــديل وجهة على مع ــنى الفصل 24من قــانون
األكرية التجارية (".)29
إن طلب تعديل معني الكراء يفتح أوال اجملال إىل إجياد حلول اتفاقية أي بالرتاضي
بني طريف عقد التسويغ وذلك يف أجل ثالثة أشهر من تاريخ توجيه التنبيه التجاري
للطرف اآلخر وإذا مل يقع التوصل إىل اتفاق بينهما فعلى األحرص من الطرفني عرض
األمر على احملكمة املختصة للبت يف شأنه طبق أحكام الفصلني 28و 29من قانون
األكرية التجارية.
ــــــــــــــــــ
( )29بوابة وزارة العدل وحقوق االنسان www.e-justice.tn.com
28
29
وجتدر اإلشارة يف هذا اجملال إىل أن املشرع التونسي ولئن م ّكن املسوغ واملتسوغ
على حد السواء من أجل الثالثة أشهر إلجياد اتفاق خبصوص تعديل معني الكراء على
أساس السلم املتغري وكذلك فيما يتعلق بالتعديل الثالثي فإنه مل يتعرض إىل حالة طلب ا
لتعديل عند الكراء الثاين أو عند إحالة امللك التجاري وبالتايل فإن السؤال الذي يطرح
هو مدى جواز إعمال هذا احلل االتفاقي من عدمه.
لقد وردت أحكام التعديل عند إحالة امللك التجاري صلب الفقرة األخرية من
الفصل 25من قانون 1977وهو كما سبق التعرض إليه فصل ينظم مسألة التعديل
الثالثي وتأسيسا على ذلك فإنه يتجه إعمال نفسه األجل االتفاقي املنصوص عليه صلب
ذلك الفصل وبالتايل فبعد توجيه مطلب التعديل يكون للمالك واملتسوغ احملال إليه امللك
التجاري أجل ثالثة أشهر لالتفاق على معني كراء جديد.
أما فيما يتعلق بصورة التعديل عند الكراء الثاين للأصل التجاري الذي نظمته
أحكام الفصل 20من قانون األكرية التجارية فإنه ال يوجد يف هذا الفصل وال يف غريه
ما يفيد حتديد أجل معني لالتفاق بني الطرفني.
وقد ذهب البعض إىل القول بأنه يتجه اللجوء إىل إعمال القياس على نفس
األجل املمنوح لألطراف املتعاقدة عند طلب التعديل يف سائر الصور األخرى.
غيـر أن مرور الثالثة أشهر دون جلوء أي طرف إىل القضاء للنزاع يف خصوص
معني الكراء اجلديد جيعلنا نتساءل عن مصري مطلب التعديل ،فهل يبقى معني الكراء
القدمي سائر املفعول أم يصبح معني الكراء اجلديد نافذا بني الطرفني ؟
29
30
إن اإلجابة عن هذا السؤال ليس باألمر اهلنّي وذلك لقلة القرارات واألحكام
الصادرة يف مادة تعديل معني الكراء التجاري لكن البحث يف فقه القضاء أوصلنا إىل
موقفني متباينني:
" حيث ضبط المشرع في الفصل 24من قانون 1977وعلى عكس حالةـ
التجديد مهلة للتفاهم وبمضيها يمكن لمن تقتضي مصلحته ذلك القيام طبق
الفصلين 28و 29من القانون ذاته وإن لم يفعل فالعالقة مستمرة بنفس المعين
القديمـ وال تأثير لهاتهـ الوضعية على أية قاعدة قانونية أو حقيقة تجارية أو اقتصادية
" (.)30
الموقف الثاني :بقاء معين الكراء الجديد المعروض في التنبيه فاعال :
أقرت حمكمة التعقيب مسألة بقاء معني الكراء اجلديد املعروض صلب مطلب
التعديل فاعال ونافذا عند سكوت الطرف اآلخر وعدم متابعة دعوى االعرتاض على
طلب التعديل إذ جاء بقرارها املدين عدد 3016الصادر يف غرة فيفري 2005ما يلي
:
" ال يكفيـ القي ـ ـ ــام ب ـ ـ ــدعوى في التع ـ ـ ــديل وإنما يجب التوصل من خاللها إلى حكم
يضبط معين التسوي ـ ـغ فإذا اختلت تلك الـدعوى شك ـ ـال أو مضمـ ـونا أو ع ـدل القـ ـائم
بها عن
ــــــــــــــــــ
30
31
متابعتهاـ وأدى ذلك إلى ص ــدور الحكم برفض ــها أو ع ــدم س ــماعها فإنه ال من ــاص من
تـ ــرتيب النتيجة الحتمية وهي بقـ ــاء الشـ ــروط المعروضة في التنبيه فاعلة لعـ ــدم توصل
المتسوغ إلى إلغائهاـ أو تعديلها")31(.
ولعل غموض مسألة بقاء الكراء املعمول به ساري املفعول من عدمه يف صورة ّ
عدم االعرتاض على التنبيه املتضمن لطلب تعديل الكراء التجاري هو ما دفع احملامني
وأهل االختصاص يف مادة الكراء التجاري بصفة عامة إىل التنصيص على أحكام الفصل
27من قانون 1977بآخر حمضر التنبيه املوجه بواسطة عدل تنفيذ وذلك درءا لوضعية
سكوت الطرف املوجه إليه مطلب التعديل عن اإلدالء مبوقفه خبصوص قبول معني الكراء
املعروض عليه من عدمه بعد مرور أجل الثالثة أشهر وكذا عزوفه عن االعرتاض على
ذلك التنبيه.
إن دعوى التعديل ال تستوجب القيام هبا يف أجل حمدد خالفا لدعوى التجديد
اليت أوجب املشرع القيام هبا يف "الثالثة أشهر املوالية لتاريخ االعالم باخلروج أو جلواب
صاحب امللك املنبه عليه مبقتضى الفصل اخلامس من هذا القانون".
وقد أقر فقه قضاء حمكمة التعقيب (والذي سبق التعرض إليه مبحاضرة احلال) مبدأ
عدم تقييد القيام بدعوى التعديل بأجل حمدد.
أما يف صورة اللجوء إىل القضاء فإن املتسوغ يبقى ملزما بدفع معني الكراء كما
هو ريثما يتم حتديد املعني اجلديد وهو ما اقتضاه الفصل 29من قانون ، 1977وميكن
للمحكمة أن تعني بصفة وقتية معني كراء وقيت يدفعه املكرتي للمالك إىل حني البت
هنائيا يف النزاع.
31
32
إن دراسة إجراءات التقاضي يف خصوص تعديل معني الكراء تستوجب النظر يف
كيفية حتديد االختصاص احلكمي وكذا االختصاص الرتايب.
ختتص احملكمة الفردية للملك التجاري املتألفة من رئيس احملكمة االبتدائية أو من
ينوبه من القضاة بدعاوى تعديل معني الكراء التجاري سواء تعلق األمر بالتعديل الثالثي
أو بالتعديل املؤسس على السلم املتغري أو بالتعديل مبناسبة إحالة األصل التجاري أو
بالكراء الثاين.
إذ نصت الفقرة األوىل من الفصل 28من القانون املذكور على ما يلي ":إذا
قبل المسوغ التجديد وكان النزاع يتعلق بالثمن أو بالمدة أو بالشروطـ الثانوية أو
بجملة هذه العناصر فإن الطرفين يحضران مهما كان مبلغ الكراء أمام رئيس
المحكمة االبتدائيةـ بالجهة الكائنـ بها العقار أو أمام الحاكم الذي ينوبه".
كما نصت الفقرة الثانية من الفصل 24من قانون 1977أنه يف "صورة عدم
االتفاق بين الطرفين خالل الثالثة أشهرـ الموالية فإن مطلب التعديلـ يقع الحكم فيه
في شأنهـ طبق أحكام الفصلين 28و 29من هذا القانون".
وقد اقتضى الفصل 20من قانون 1977أنه ":في صورة كراء ثان مرخص
فيه يطلب من المالكـ المشاركة في العملية ،وإذا كان مبلغ الكراء الثانيـ يفوق
ثمن الكراء األصلي فإن للمالك الخيار في طلب زيادة موافقة لكراء العقدة األصلية
وفي صورة عدم االتفاق بين الطرفين تضبط هذه الزيادة حسب الفصل 28من هذا
القانون".
32
33
/2االختصاص الترابي:
يتعني االختصاص الرتايب مبدئيا باملكان اجلغرايف الذي يوجد به مقر املطلوب أو
مكان إقامته ويف بعض األحيان عندما يتعلق األمر بالقانون الدويل اخلاص فمكان تكوين
العقد وتنفيذه ميكن أن يتعني هبما مرجع النظر الرتايب ( .)32
غري أن االختصاص الرتايب يف دعاوى تعديل معني الكراء التجاري يتحدد طبقا
لقاعدة استثنائية أوردها الفصل 28من قانون 25ماي 1977الذي عهد بذلك إىل
"رئيس احملكمة االبتدائية باجلهة الكائن هبا العقار".
ويربر البعض من شراح القانون إسناد املشرع التونسي االختصاص الرتايب إىل
رئيس احملكمة االبتدائية اليت بدائرهتا يوجد احملل التجاري موضوع التسويغ يف أن ذلك
جيعل مهمة القاضي أيسر يف حتديد معني الكراء اجلديد وحفاظا على حقوق األطراف.
واعتبارا للصبغة اآلمرة لقانون األكرية التجارية لسنة 1977فإنه ال ميكن االتفاق
على ختصيص جهة ترابية معينة للنظر يف النزاعات اليت قد تطرأ مبناسبة تنفيذ عقد الكراء
ومثال ذلــك دعاوى التعديل.
ويف صورة وجود شرط تعاقدي حيدد االختصاص الرتايب فإن ذلك الشرط يعترب باطال
و ال عمل عليه.
ــــــــــــــــــ
( )31بوابة وزارة العدل وحقوق االنسان www.e-justice.tn.com
( )32بلقاسم القروي الشابي " الملكية التجارية " ص .241
33
34
ولعل طريقة صياغته خاصة يف نصه العريب سبب من أسباب ذلك االختالف لغموض
العبارات أحيانا وقصورها عن تبليغ املعىن الصحيح للنص و ال أدل على ذلك أن دعوى
تبدأ يف التجديد مث ما يلبث أن تصبح يف التعديل.
ولعل احلد من االختالف الفقه قضائي يف مادة الكراء التجاري والذي أضر بعدد غري قليل
من مالكي األصول التجارية الذين اكتسبوا حق امللك التجاري بعد استيفائهم لشروطه
أمــر يستوجب تنقيح قانون امللك التجاري بصياغة عربية واضحة جيتنب فيها غريب
الرتاكيب وعدم دقة العبارات مع اعتماد رؤيا حديثة تتماشى مع الوضعية االقتصادية
الراهنة.
34