Professional Documents
Culture Documents
جــامـعـة القادسية
كـلـية الــقـانـــون
بحث تقدم به الطالب(مصطفى جواد عبد )الى مجلس كلية القانون /
جامعة القادسية وهو جزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في
القانون
بأشراف
م 0نورا كاظم عواد
2018م 1439هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ون((ُق ِ
اد ص ل
َ ا ن
َّ ِ
إ و ق
ِّ ح ل
ْ اِب اك ن يتَأ((و
َ َ َ َ َ َ
َ ْ
البد لنا ونحن نخطو خطواتنا االخيرة في الحياة الجامعية من وقفة تعود الى اعوام
قضيناها في رحاب الجامعة مع اساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثيرـ باذلين بذلك
جهود كبيرة في بناء جيل الغد لتبعث االمة من جديد 0000
وقبل ان نمضي تقدم اسمى ايات الشكرـ والتقدير واالمتنان والتقدير والمحبة الى
الذين حصلو اقدس رسالة في حياة الى الذين مهدو لنا طريق العلم والمعرفة الىـ
جميع اساتذتنا االفاضل
الصفحة الموضوع
1 المقدمة
2 المبحث االول /ماهية االثراء بال سبب
2 المطلب االول /تعريف االثراء بال سبب وبيان التأصيل القانوني له
2-3 الفرع االول /تعريف االثراء بال سبب
4-5 الفرع الثاني /التأصيل القانوني لالثراء بال سبب
6 المطلب الثاني /شروط االثراء بال سبب
6 الفرع االول /اثراء في جانب المدين
7-8 الفرع الثاني /افتقار في جانب الدائن
9-10 الفرع الثالث/انعدم السبب القانوني لالثراء
11 المبحث الثاني /احكام االثراء بال سبب وتطبيقاته
11 المطلب االول /دعوى االثراء وكيفيته تقديره
11-13 الفرع االول /دعوى االثراء
14-15 الفرع الثاني /كيفيته تقدير االثراء بال سبب
16 المطلب الثاني /تطبيقات االثراء بال سبب
16-18 الفرع االول /الدفع الغير مستحق
19-20 الفرع الثاني /الفضاله
21 الخاتمه
21 النتائج
22 التوصيات
23-24 المصادر
المقدمة
اهمية البحث
تكمن اهمية هذا البحثـ في دراسته واالهتمام بالنظم الداخليه عن االثراء بال سبب
كمصدر من مصادر االلتزام وانه من مقتضيات المصلحة العامه ان كل من اثرى على
حساب غيره بدون سبب ان يلتزم برده للغير لما الحقه من خساره ودفع غير
مستحق او المصروفات الضروريه والنافعه ولهذا يجب ان نحد من تلك المعامالت
الغيرـ الشريعية الموجود في المجتمع والتصرفات المتداوله فيه
اهداف البحث
يهدف هذا البحث لتوضيح ما هو االثراء بال سبب وشروطه وكيفية تقديره والوسيله
التي يمكن من خاللها معرفة التعويض والضمان للشخص الذي لحقته خساره من
جراء ذلك االثراء ويهدف كذلك للحد من هذه المعامالت بين المجتمع وتحديد
الشخص المسؤول عن االثراء والمفتقر ويبقى هذا االلتزام قائما حتى اذا زال اثره
مشكلة البحثـ
هذا البحث هو محاولة نحو لفت االنظار الى تلك المعامالت غير شرعيه الصغيرهـ
نوعا والكثيرـ كما لتفادي اضرارها التي تؤثر في الحياة االجتماعية والمدنية التي
ينبغي ان تكون عليها معامالت في شؤونهم الخاصه والعامهـ فهذه المشكله التي جاء
بها البحثـ ليسهم في معالجتها وتوضيحها من وجهة نظر فقهاء القانون
خطة البحثـ
سوف نقسم هذا البحث الى مبحثين
المبحث االول /ماهية االثراء بال سبب
المبحث الثاني /احكام االثراء بال سبب وتطبيقاته
-1-
المبحث االول
ماهيه االثراء بال سبب
يعد االثراء بال سبب مصدر مهم من مصادر االلتزام في القانون المدني بقية القوانية
االخرى في الدول العربية وغير ها مما يحتقن االثراء بال سبب عندما تقتني ذمة
شخص بسبب افتقار ذمة شخص اخر من دون ان يكون هناك مبرر قانوني لهذا
االغتناء .
ولغرض االحاطة بماهية االثراء بال سبب سنعمد الى تقسيم هذا المبحث الى
مطلبين
االول تناول فيه تعريف االثراء بال سبب وبيان التأصيل القانوني له
والثاني .:نتناول فيه شروط االثراء بال سبب .
المطلب االول
تعريف االثراء بال سبب وبيان التأصيل القانوني له
لغرض بيان التعريفـ الدقيق لالثراء بال سبب وبيان التأصيل القانوني له سنقوم
بتقسيم هذا المطلب الى نوعين :االول نتناول فيه تعريف االثراء بالسبب والثاني
نتناول فيه التاجيل القانوني لالثراء بال سبب
الفرعـ االول
تعريف االثراء بال سبب
تناول المشرع العراقيـ االثراء بال سبب في المواد ( )244 -233من القانون المدني
العراقي رقم 40لسنة 1951اال انه لم يدور تعريفا محددا لالثراء بال سبب وانما ترك
ذلك للفقه وعند الرجوعـ الى المصادر الفقهية نجد ان بعض الفقهاء قد وضع تعريفا
لالثراء بال سبب حيث عرفه بأنه ( اغتناء ذمة شخص سبب اففتار ذمة شخص اخر
()1
دون سبب مشروع ).
د 0عبد المجيد الحكيم وعبد الباقي البكري ومحمد طه البشير ,الوجيز في نظرية االلتزام في ()1
القانون المدني العراقي ,العاتك لصناعة الكتاب ,القاهرة , 2009,ص283
-2-
وعرفه البعض من الفقهاء بأنه (الدعوى الي يستطيع بها شخص تسبب في اثراء
الغيرـ على حسابه دون ان يكون ملتزما قانونا بهذا االثراء من استرداد الذي تسبب
()1
فيه)
وعرفه اخرون بأنه (انتقال قيمة ماليه من ذمه الى اخرى دون ان يكون لهذا االنتقال
()2
سبب قانوني يتركز عليه كمصدر له)
ويتضح من التعاريف اعاله ان االثراء بال سبب هو ان القانون يلزم أي شخص اغتنى
او ثراء على حسابه غيره (اغنت ذمه الماليه)
بأن يرد ما اغتنى به مستلم ذلك من القواعد العدل التي تأبى ان يغتني شخص على
غيره من دون ان يكون لهذا االثراء سبب مشروع والمثال على ذلك هو لو دفع الى
اخر دينا غير مدين به وغير ملزم بدفعه فانه ذمته تفتقر في حين ان ذمه الشخص
()3
االخر على حسابه .
وخالصة ما تقدم نستطيع ان نعرف االثراء بال سبب بانه (االغتناء الذي حصل
لشخص ما نتيجة الفتقار ذمة شخص اخر من دون ان يكون هناك مسوغ شرعي او
قانوني لهذا االغتناء).
د.عبدالمجيد الحكيم ,الموجز في شرح القانون المدني ,مصادر االلتزام ,الجزء االول ,الطبعة )1
الرابعه ,المكتبة القانونية ,بغداد , 1974 ,ص 610
د.عبدالرزاق احمد السنهوري,الوسيط في شرح القانون المدني الجديد,النظرية االلتزام بوجه )2
عام ,مصادر االلتزام ,ص1268 -1267
د.ياسين محمد الجبوي,الوجيز في شرح القانون المدني,مصادر الحقوق الشخصية ,مصادر )3
االلتزامات,الجزء االول,الطبعة الثانية,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان ,2011,ص 675
-3-
النوع الثاني
التأصيل القانوني لالثراء بال سببب
اختلف الفقه القانوني في تأصيل نظرية االثراء بال سبب ذهب في ورده الى اربع
نظريات ونتناول كل نظرية في فقرة مستقلة.
اوال ً .:النظرية الفضول (الفضاله):كانت الفكرةـ االولىـ للتأصيل االثراء بال سبب تأصيال
قانوني تتعلق في ربط في نظرية الفضاله النها تعتبر ان الثانية هي فرع من االولىـ
التي صحا في الواقع بل على ان االولى التي تشتق من الثانية فهي من الفضاله
الفضوليـ الذي يجب ان يقصد تدبير شؤون رب العمل دون ان يفرض بفرض عليه هذا
التدخل فاذا انعدم هذا القصد او قد تولي الفضوليـ بالعمل والشؤون لغيره كان هنا
اخالل في ركن من اركان الفضاله وهنا يستوجب تعديل بعض االحكام فالشخص
المفتقر في هذه الحاله ال يتردد مثل الفضوليـ المصروفات النافعه و الضروريه بل
يتردد فيتمنى اثراء الغيرـ وافتقاره وان القول بان الثراء على حساب الغير فضاله
ناقصه من شانه ان يثره كال من النظريتين لذا يمكن القول بان الفضاله هي التطبيق
()1
لنظرية االثراء بال سبب.
النظرية الثانية .:العمل الغيرـ مشروع :فقد قام بعض الفقهاء اقامة نظرية االثراء بال
سبب على اساس قيامها على العمل الغير مشروع فقد قالو ان نظرية االثراء بال
سبب على حساب الغير تعد بعد ذاتها عمال َ غير مشروع وان من اثراء على حساب
غيره ال يجوز له ا يستبق االثراء هذا اال ارتكب خطأ يكون مسؤول عليه مسؤولية
تقصرية اال ان هذا الرأي قد تعرض الى الكثيرـ من االنتقادات حيث قال البعض ان
مصدر االلتزام المثري دون سبب هو واقعة االثراء وقالوا ان هناك فرقا بين الكسب
دون سبب والمسؤولية من حيث مدى التعويض حيث ان تعويض المتضررون
المسؤولية التقصيرية يحصل على تعويض تام في االثراء بال سبب يحصل المفتقر
()2
على تعويض ما افتقر غيره.
-4-
النظرية الثالثة .:وهي تحمل التبعه ولقد ذهب بعض الفقهاء الى اسناد تلك النظرية
الى تحمل التبعه فهذه النظرية تقدر ان من كان نشاطه مصدر لغرم تحمل تبعته
ونظرية االثراء بال سبب تقدر ان من كان نشاطه مصدرا لغنم حنى لفائدته فالمقتصر
قد كان نشاطه عمال ً كان او مال ً مصدرا ً لنقل قيمة مادية الى مال المثرى فوجب ان
يتردد هذه القيمة النها من خلقه اذ هي نتيجة نشاطه والغنم المستحدث او
()1
المستخرج ليس اال الوجه االخر للغرم المستحدث.
النظرية الرابعة :نظرية االثراء بال سبب ال تستند الى نظرية اخرى بل هي نظرية
مستقلة بذاتها والقول بهذا الرأي ان نظرية االثراء بال سبب هي اصيلة بذاتها وبذلك
تكون مستقلة بذلك وليس ملحقة بأي نظرية اخرى وهي تتصل مباشرا ً بالقواعد
العدالهـ المصدر االول لكل القواعد القانونية أليس العدل بأن كل من اثراء بحق غيره
()2
وعلى حسابه دون وجه حق هو يجب ان يعوض من افتقر
-5-
المطلب الثاني
شروط االثراء بال سبب
لتحقيق نظرية االثراء بال سبب ال بد من توافر شروط معينه اشترطها المشرع وهي
ثالثة شروط.
اولهما حدوث اثراء في الجانب المدين وثانيها حصول افتقار في جانب الدائن
وثالثهما انعدم السبب القانوني لالثراء وننتاول كل شرط من هذه الشروط في فرع
مستقل .
الفرعـ االول
اثراء في جانب المدين
االثراء هو كل منفعه مادية او معنوية تكون لها قيمة مالية يحصل عليها المثري وال بد
لتحقيق هذا الشرط لدعوى االثراء بال سبب أي ال بد من زيادة قيمة ما في ذمته
الماليه الن الزيادة هذة تحقق عليها االلتزام فاالثراء اذن حصول شخص على مال او
منفعه بالنقود وخالصة القول ان االثراء يعني كل ما شأن ان يؤدي الى اكتساب مال
جديد من منقوالت او عقارات او االنتفاع بهذا المال لبعض من الوقت واالثراء صورتين
االثراء االيجابي حيث يجب ان يكون هناك اثراء بالفعل ويكون االثراء ايجابيا عندما
تتزاد ذمة المدين الماليه واالثراء السلبي ويتم ذلك بانقاص عنصر سالب من ذمة
المثري بمعنى انقاص من ذمته الماليه فكل نقص في ناحية الذمه هي سلبية وان كان
()1
ذلك بقضاء دين او بتفادي نشوء دين جديد او بتوفير اقتصادي في جانب النفقات .
وقد يكون ذلك االثراء مباشرا وغير مباشرا ويكون االثراء مباشرا اذا تحقق في العالقة
بين المكتسب والمفتقر دون تدخل شخص ثالث حيث يكون الكسب غير مباشرا اذا
تتحقق بواسطة او تدخل شخص ثالث مثل الكسب الذي يحققه مالك السفينه نتيجة
انقاذها بفعل الربان الذي القىـ بعض البضائع المملوكة للغير والمشحونة على ظهرها
وغالبا قد يكون االثراء ماديا او معنويا كما في بعض االمثلة وقد يكون معنويا كالكسب
الذي يحصل عليه المريض صحيا من عالج طبيب له وكسب المتهم من عمل
()2
المحاميـ بالترفع عنه.
د .ياسين محمد الجبوري ,المصدر سابق ,ص 683 -681 )1
د.عدنان سرحان ,المصادر غير االرادية لاللتزام ,الحق الشخصي ,الطبعة االولى,اثراء للنشر )2
والتوزيع ,االردن ,2010 ,ص 169
-6-
الفرع الثاني
افتقار في جانب الدائن
لتحقيق االثراء ال بد من توافر هذا الشرط فيه اذن تحققت اثراء في جانب المدين ال بد
ان من تحقيق افتقار في الجانب الدائن وان توجد عالقة سيئه بين االفتقار الذي لحق
الدائن واالثراءـ الذي عاد الى المدين وعند عدم حدوث افتقار في جانب المدائن ال
تكون هذه امام كسب غير مشروع وقيام السبيبه امر هام وضروري لقيام قاعدة االثراء
بال سبب فينبغي ان يكون هناك افتقار وهو السبب الرئيسي والمباشر لالثراء الذي
تحقق أي تكون عالقة واحده هي التي ربطت بين االفتقار واالثراء قواعده قيام
المسستاجر بالترميمات التي تقع اصال على المؤجر الشك انها عالقه واحده وبطت
مابين االثراء الذي حدث للمؤجر واالفتقار الذي اجاب المستأجر واالمرـ في هذا الشان
مردود للقاضيـ الموضوع مكون له سلطة تقديريةفي شأنها ويسكن اعمال فكرة السبب
المنتج حينما تتعدت االسباب اذا تبين ان هذا السبب المنتج يرجع لالفتقار نكون
هنا امام االثراء بال سبب وعما قلنا سابقا بالنسبة لالثراء قد يقع ايجابيا او سلبيا او
()1
مباشرا او غير مباشر فان االفتقار قد يحدث ايظا في صوره من هذه الصور.
د .أمجد محمد منصور ,النظرية العامة لاللتزام ,الحق الشخصي ,الطبعة االولى االصدار الثالث )1
,دار الثقافه للنشر والتوزيع ,عمان ,2006,ص 367 -366
-7-
وقد يتحقق االفتقار بالطريقة التي يتحقق بها االثراء فهو يكون ايجابيا او سلبيا او
يكون ماديا او معنويا او مباشر او غير مباشر ويكون هناك افتقار ايجابيا عندم يكون
هناك اثراء ايجابيا وهو يتحقق عادة اذا قام المقصر باالنفاق لمصلحه المثري ويكون
هناك افتقار سلبي اذا فقد المفتقرقيمة منفعة او عمل كان من حتمة ان يحصل عليه
وقد يكون االفتقار كما قلنا سابقا ماديا ً ومعنوي وهذا كذلك يتحقق عندما يكون هناك
اثراء معنوي هنا في حالة كالطبيب الذي يصف الدواء وذهب بعض الفقهاء الى القول
بأن االفتقار يكون غير مباشر اقل ما ذهب اليه السنهوري الى القول ان(كل افتقار غير
()1
مباشر يقابله اثراء غير مباشر )....ولذلك قد يكون االفتقار غير مباشر.
وال يكفي ان يتحقق االفتقار بل يكون هذا االفتقار هو السبب في اثراء المدين
وتقوم السببيه بين االفتقار واالثراء اذا كانت هناك واقعه واحده هي التي تعبر السبب
المباشر لكل منهما كما في االمثله التي ذكرنها وعند تعدد اسباب االثراء يجوز ان
تحلل عالقة السبب المباشر بين االفتقار واالثراء على نفس النحو الذي حللنا به
العالقة السببيه ما بينالخطأ والضرر في المسؤولية التقصيرية ويمكن هنا المفاضلة بين
نظريتين تكافؤ االسباب والسبب المنتج والوقوف عند نظرية السبب المنتج للقول
بوجود سببيه مباشرة مابين االفتقار واالثراء فاذا تبين ان االفتقار كماهو السبب المنتج
()2
لالثراء وجدت العالقة المباشرة بينهما.
-8-
الفرع الثالث
انعدم السبب القانوني لالثراء
لكيـ يقوم االثراء يبنغي ان اليكون هناك سبب يبرره فهو اثراء يحدث لشخص دون
سبب وانعدام السبب هذا امر ضروريـ لنشوء االلتزام المدين برد ما اثرى به على
حساب الغيرـ
ويراد بالسبب ان يكون للمثرى حق قانوني في كسب االثراء الذي حصل عليه وهذا
الحق ال يعد ومصدره ان يكون احد المصدرين تتولد منهما هذا كل الحقوق وهي العقد
والقانون وعند العقد نقف عند هذا المعنىـ المحدد المنضبط فنظرية الكسب او االثراء
تكون ذلك اكثر ثباتا وصالبة وتزداد احكاما ودقة ويتزاح عنها هذا الغموض الذي
()1
يسودها وهذا المعنىـ الذي اجرى به القضاء في مصر وفرنسا.
وحتى تقوم دعوى االثراء ان يتجرد االثراء عن أي سبب يبرره وذلك اذا كان لالثراء
سبب يبرره فال محل السترداده وللمثرىـ ان يحتفظ باالثراء ما دام هناك سبب يبرره
للحصول عليه ولكن الفقهاء اختلفوا في معنى السبب وكان هذا االختالف من اهم
العواملـ التي ادت الى تعقيد نظرية االثراء والغموض الذي احيط بها وسوف نعرض
بعض االراء في الرايـ االول وهو المعنى االدبي ويرأى االستاذ بيير ان معنى السبب
(هو معنى ادبي وعنده يكون االثراء له سبب اذا كان من العدل ان يستبقى المثرى ما
افادة من االثراء دون ان يرد منه شيء للمفتقر ولذلك نراه يسمى الثراءـ بال سبب او
االثراء غير العادل) وذهب طائفة اخرى تعتبر وتسمى االثراء هو ذو المعنىـ االقتصادي
في تحديد معنى الغموض ويرى االستاذ مورى انه هو البديل من الناحية االقتصادية
وهو الحق االدبي من الناحية الخلقيةـ ويرى االستاذ ديموج ان الغموض هو النظير الذي
()2
يرجح حق المثرى في استيفاء االثراء على حق المفتقر في استرداده.
-9-
ويرى فريق اخر من الشراح ان االثراء يعتبر بال سبب اذا كان غير عادل غير ان الرأيـ
السائد بان القول بالسبب ان المقصود به هو ( الواقع القانونيه الذي يرتب القانون
عليها نشوء حق للمثرى وبالتالي يولد له حقا ً في االحتفاظ بما اثرى به او يولد التزاما
على المفتقر بتأديته ما افتقر به او بان يتحمل ما فات من منفعه فالسبب حسب هذا
الرأيـ هو السبب المنشأ او الواقعه الذي تعد مصدرا للحق او لاللتزام ) فهو المبرر
القانوني الثراء المثري وافتقار المفتقر النه متى ما وجد سند قانوني يرتب عليه
القانون نشوء حق في اثراء او التزام بتحمل افتقار ال يبقى معه محل االدعاء بان
االثراء او االفتقار قد وقع دون سبب ومثال ذلك المتبرع له ال يحقق اثراء بال سبب الن
االثراء هنا قام على سبب وهو الهبه ومن حصل على تعويض جراء الفعل الضار نتيجة
()1
اصابة تسبب به الغير فان هنا يكون الثراءه سبب .
وقد يكون العقد هو السبب القانوني للكسب كما لو خول عقد االيجار المؤجر وبدون
مقابل ان يحتفظ بعد انتها عقد االيجار بالتحسينات التي اجراها المستأجر في العين
الللموهب له والمتمثل في المؤجره كما يعد عقد الهبة سبب في الكسب الذي َ
ملكية المال الموهوب دون مقابل كما يمكن ان يكون السبب القانوني هو التصرف
االنفرادي كالوصية التيـ يكسب فيها الموصى له ملكية المال الموصى به وفي االمثلة
السابقة ال يستطيع المؤجر او الواهب او ورثت الموصي الرجوع على المؤجر او
الموهوب له او الموصى له بالدعوى االثراء بال سبب لوجود تصرف قانوني وقد اعطى
حق للمكتسب في االحتفاظ بالكسب فيمتنع تحقق االثراء بى سبب وانم االي منهما
()2
ان يستخدم دعوى العقد او التصرف االنفرادي ذاتها ان كان لذلك مقتضىـ .
-10-
المبحث الثاني
احكام االثراء بال سبب وتطبيقاته
اذا تحقق االثراء ترتب في ذمة المشتري التزام بتعويض المفتقر عن الخسارة التيـ
لحقته ولما كانت دعوى االثراء هي وسيلة المفتقر في الحصول على الضمان ولهذا
سوف نقسم هذا المبحث الى مطلبين نتاول في المطلب االول دعوى االثراء وكيفية
تقديره وفي المطلب الثاني تطبيقاته
المطلب االول
دعوى االثراء وكيفية تقدير
سوف نقسم هذا المطلب الى فرعين سنتاول في االول دعوى االثراء وفي الفرعـ
الثاني كيفية تقديره
الفرعـ االول
دعوى االثراء
يجب على المفتقر ان يقيم دعوى المطالبه بالتعويض خالل ثالث سنوات من علمه
باالفتقار وذا لم يتحقق العلم فبمرور خمسة عشر سنة من تاريخ نشوء حقه في الرجوع
أي من تاريخ تحقق االفتقار واكدت على ذلك المادة ( )311من قانون المدني االردني
وذا قام المفتقر دعوى المطالبة خالل المدة المحدد اعاله الزم المشتري بدفع
التعويض للمفتقر طبقا لنص المادة ( )294من قانون المدني االردني يقدر التعويض
بالنظر الى قيمة ما ضر المفتقر ولكن لكيـ يتم ذلك يجب ان نقدر االثراء اوال وماهي
المنفعة التيـ تحققت للمثرى بغض النظر سواء كانت نقدية ام غير نقدية وكذلك سواء
()1
كان المثري حسن النية ام سيئها .
)1د .عدنان ابراهيم السرحان و نوري حمد خاطر ,مصادر الحقوق الشخصية ,االلتزامات ,الطبعة
االولى /االصدار الثالث ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان , 2008,ص535
-11-
اما االهليه الواجبة في طرفي الدعوى ال يشترط في المدعى أي المفتقر وال في
المدعى عليه أي المثرى اهلي ًة ما فناقص االهليه او عديم اتميز يجوز ان يكون مدعيا
او مدعى عليه في دعوى االثراء وهذا ما تقوله المادة( )179التقنين االردني ((كل
شخصا ً ولو غير مميز يثرى دون سبب مشروع على حساب شخص اخر يلتزم )).......
وحكم هذا النص يمليه منطق القانون الذي ال يصرف قواعد االهليه التزامات االراديه
ولما كان مصدر التزام المثرى هي الواقعه القانونية ال العمل القانوني فال محل لتطلب
اهلية ما فيه واذا كان القانون قد خرج على هذه القاعدة بالنسبة للعمل غير المشروع
وهو بدوره واقعه قانونية فتطلب التميز لقيام المسؤولية في ذلك راجعة الى تاسيس
()1
المسؤولية التقصرية على الخطأ وان الخطأ ركنه التميز .
ونعتقد ان القانون المدني االردني قد ساوى بين المميز وغير المميز وذلك بالقياس الىـ
النص المادة ( )256في المسؤولية عن الفعلـ الضار التي الزمتـ غير المميز بالتعويض
()2
الكاملـ للضرر الذي سببه بفعله .
وهذا ما اخذ المشرع العراقي صراحة في المادة ( )243من القانون المدني العراقي
حيث نصت على ان (كل شخص لو غير مميز يحصل على كسب دون سبب مشروع
على حساب شخص اخر يلتزم في حدود ما كسبه بتعويض من لحقه ضرر بسبب هذا
()3
الكسب ويبقى هذا االلتزام قائما ولو زاله كسبه فما بعد ).
د .انور سلطان ,الموجز في النظرية العامة لاللتزام ,مصادر االلتزام ,دار المطبوعاتـ الجامعية )1
,االسكندرية , 1998 ,ص 438 -437
د .عدنان ابراهيم السرحان ونوري حمد خاطر ,مصدر سابق ,ص 536 )2
)3انظر المادة( ) 243من قانون المدني العراقي
-12-
اما بخصوص التعويض فقد نصت المادة ( )179على ان المثري اليلتزم في حدود ما
اثرى به بتعويض هذا الشخص عما لحقه من خساره ويبقى هذا االلتزام قائما ولو زال
االثراء فيما بعد "والظاهر من هذا النص ان المثرى يلتزم برد اقل القيمتين قيمه
مااثرى به وقيمه ماافتقد به الدائن فاما االلتزام بتعويض في حدود االثراء فعلته ان
المثرى اليحاسب على خطا ارتكبه فيلزم بتعويض كامل الخساره وانما يحاسب على
ماناله من اثراء فعال ولذا اليدخل لحسن اوسوء نيه في تقدير التعويض واما االلتزام
بالتعويض في حدود الخساره فيرجع الى استناد الدعوى الى المصلحه فان تخلفت
الثانيه انتفت االولىـ ولما كان وازداد من اثراء على خساره المفتقر المصلحه لالخير
()1
فيه فالدعوى للمطالبه به
لم يحدد المشرع االردني الوقت الذي يستند اليه القاضي في تقدير التعويض فما هو
الوقت الذي يقدر به التعويض اختلف الفقهاء بشان ذلك فذهب رأي بالقول هو الوقت
الذي يقدر بالنظر الى وقت حصول االثراء بالقياس الى قواعد دفع مستحق وذهب رأي
اخر الى ان وقت تقدير التعويض هو يوم صدور الحكم في حين ذهب اتجاه اخر انه
يجب التفرقه بين المثري حسن النية ام سيء والنيه فاالول يلزم به
()2
وقت صدور الحكم .
اما المشرع االردني فلم يتخذ موقف صريحا من هذا الموضوع وال يمكن القول بأن
تقدير التعويض من االفتقار في وقت وقوعه قياسا على حاله تقدير التعويض من فعل
()3
الضار.
)1د .انور سلطان ,مصدر سابق ,ص 439
)2د.عدنان ابراهيم السرحان ونوري حمد خاطر ,مصدر سابق ,ص 536
)3انظر المادة ( )363من القانون المدني االردني
-13-
الفرع الثاني
كيفية تقدير االثراء بال سبب
كيفية تقدير االثراء :قد يكون االثراء الذي دخل في ذمة المثري نقدا او تحسينات او
منفعه او خدمة كما ان يكون اثراء سلبي فاذا كان االثراء نقدا كما استولى المثري
على مبلغ من النقود للمفتقر فان قيمة االثراء هو هذا المبلغ النقدي نقدره العددي دون
النظر الى ارتفاع وانخفاض قيمة العملة اما الفوائد فال تستحق اال وقت المطالبة بها
اما اذا كان االثراء عباره عن تحسينات استحدثها المفتقر في مال المثري كأعمال
الترميمات مثال فيقدر االثراء بما زاد في مال المثري هذه التحسينات وقت احدثها
واذا كان االثراء منفعه لو سكن المثري منزل المفتقر بغير حق او استهلك الكهرباء او
ماء فتقوم المنفعه باجرة المثل اما اذا كان االثراء خدمة او عمال فيقوم بقدر الفائدة
التي عادت على المثري نتيجة لهذه الخدمة وفي جميع الصور سالفة الذكر سواء كان
()1
االثراء ايجابيا ولكن قد يكون االثراء سلبيا في حالة قضاء دين الغير.
د .انور سلطان ,مصادر االلتزام في القانون المدني االردني ,الطبعة الثانية ,الناشر والمكتب )1
القانوني ,القاهره ,2002 ,ص447
-14-
كيفية تقدير االفتقار ويقدر االفتقار وعلى النحو الذي يقدر به مدى االثراء فاذا كان
االفتقار نقدا فان مدى االفتقار هو عين مدى االثراء ذلك ان مقدار النقد الذي دخل في
ذمة المثري هو عين مقدار النقد الذي خرج من مال المفتقر ويكون التعويض هو هذا
المبلغ وفوائدة على نحو الذي بيناه عندما يكون االثراء نقدا دخل في ذمة المثري
واذا كان االفتقار تحسينات استحدثها المفتقر قدر مداه بما انفقه في استحداثها
ويعطى اقل القيمتين ما انفقه في استحداث التحسينات وهذا هو مدى االفتقار وما
زاد في مال المثري بسبب هذه التحسينات وهذا هو مدى االثراء اما اذا كان االفتقار
منفعه استهلكها المثري فيغلب ان يكون لالفتقار واالثراء مدى واحد وهو اجر هذه
المنفعة فيعطى المفتقر قيمة االجر تعويضا اما وقت تقدير االفتقار هو امر مهم ويجب
القول هنا ان االفتقار ال يقدر وقت تحققه كما هو االمر عند االثراء وال وقت رفع
الدعوى بل وقت صدور الحكم ذلك ان االفتقار في دعوى االثراء يقابل الضرر في
()1
دعوى المسؤولية التقصيرية .
ويعللون الفرق بين االفتقار واالثراء فيما يتعلق بوقت تقدير كل منهما بأن االثراء
يدخل في ذمه المثري من وقت تحقه ويصير جزء من ماله له غنمه وعليه غرمه اما
االفتقار ويقابل الضرر في المسؤولية التقصيرية فان طبيعته ال تسمح بتقديره تقديرا
()2
نهائيا اال من وقت صدور الحكم وذلك ال حتمال تغيره حتى هذا الوقت.
)1د .عبدالرزاق احمد السنهوي ,مصدر سابق ,ص 1337 -1336
)2د .انور سلطان ,مصدر سابق ,ص441
-15-
المطلب الثاني
تطبيقات االثراء بال سبب
لغرض بيان تطبيقات بال سبب سوف نقسم هذا المطلب الى فرعين نتناول في
الفرعـ االول الدفع الغير مستحق وفي الفرع الثاني الفضاله واركانها .
الفرعـ االول
الدفع الغيرـ مستحق
نظم المشرع العراقيـ احكام المدفوع دون حق في مادة ( )457وجاء فيها (كل من
تسلم ماال ً غير مستحق له وجب عليه رد) وهذا ما اتجه اليه المشرع الكويتي في
المادة ( )264كما يبدأ ان المشرع المدني العراقيـ والكويتي قد تأثر بما نادى به
الدكتور سليمان مرقس الذي يفضل تسميت المقبوض دون حق بدال ًمن المدفوع دون
()1
حق الن مصدر االلتزام هو قبض غير المستحق ال دفع غير المستحق.
شيء ضانا ً انه
ً اما القانون المدني االردني فقد نصت المادة ( )296على انه (من ادى
واجب عليه ثم تبين عدم وجوبه فله استرداده ممن قبض ان كان قائما ومثله او
قيمته ان لم يكن قائم)وهذا النص يبن ان كل من ادى شيء على ضن انه دين عليه
ثم بان خالف ذلك فانه يرجع على من قبضه بما ادى ان كان قائما او قيمته ان كان
تالفا ً ويتبن كذلك من كل هذا ان دفع غير مستحق في الفقه االسالمي والذي اخذ
()2
بأحكامه المشرع االردني يعتبر مصدر لاللتزام في اوسع الحدود.
د .منذر الفضل ,النظرية العامة لاللتزامات ,الجزء االول ,مكتبة دار الثقافه للنشر والتوزيع, )1
عمان , 1996,ص 518
د .عبد القادر الفاو و بشار عدنان ملكاوي ,مصادر االلتزام ,مصادر الحق الشخصي في القانون )2
المدني ,الطبعة الثالثة ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان , 2011,ص 246
-16-
ولقيام دفع الغير المستحق يجب ان تتوفر ثالثة شروط اولهما عدم وجود التزام
مستحق على عاتق الدافع وثانيهما ان ال ينطوي الدفع على تصرف قانوني وثالثهما
ان ال يكون من شأن الرد االضرار بالدائن الموفى له حسن النيه فيما لو سيئها
اما اوال ً يتحقق دفع الغير مستحق ان اليوجد على الدافع التزام مستحق الدفع اتجاه
المدفوع له سواء وقت الدفع او لم يعد ملزماـ بناء على امر الحق للدفع فعدم وجود
الدين قد يكون قائما وقت الدفع ومن ثم يقال ان سبب الرد يكون قائما وقت الدفع
وقد ال يتقرر انعدام الدين او عدم وجوده اال في وقت الحق للدفع ولكن يرد اثره وقت
الدفع ومن ثم يصبح الدفع بغير وجه التزام المدفوع له بالرد وقد يوجد االلتزام ولكنه
ال يكون مستحقا وقت الدفع ومن ثم ال يوجد التزام مستحق وقت الدفع بما يبرر الرد.
()1
اما ثانيا ً فقد اقتضته المادة ( )233من قانون المدني العراقيـ حيث جاءت (من دفع
شيء ضانا انه واجب عليه فتبين عدم وجوده) ونصت عليه الفقره االولىـ من المادة
(( )35واذا وفى المدين التزاما لم يحل اجله ضانا ً انه قد حل ) ....ويستفاد من هذين
النصين انه ينبغي ال مكان استرداد ما دفع دون حق ان يكون الدافع قد وفى وهو
يعتقد عن غلط انه يوفي بدين واجب في ذمته مستحق االداء اما اذا كان وفى وهو
عالم بعدم وجوب ما دفع فال حق له على الرجوع على المثري بدعوى المدفوع
()2
بدون حق.
)1د .محمد علي عمران ,مصادر االلتزام ,مصادر االراديه والغير اراديه ,دار نصرت للطباعه ,
القاهره , 2007 – 2006 ,ص 322
)2د .عبد المجيد الحكيم ومحمد طه البشير و عبد الباقي البكري ,مصدر سابق ,ص 295
-17-
اما ثالثا والذي يتضمن اال يكون من شأن الرد االضرار بالدائن الموفى له حسن النيه
فقد نصت المادة ( )184على انه ال محل لالسترداد غير المستحق اذا حصل الوفاء
من غير المدين وترتب عليه ان الدائن وهو حسن النيه قد تجرد من سند الدين او ما
حصله عليه من تأمينات او ترك دعواه قبل المدين الحقيقيـ تسقط بالتقادم ويتلزم
المدين الحقيقيـ في هذه الحاله بتعويض الغيرـ الذي قام بالوفاء وتكون االحوال التي
يكون فيها الرد ضارا بالدائن الموفي هي ضياع حق الدائن اتجان المدين الحقيقيـ
ويضيع حق الدائن في حاالت ثالث حددها المشرع يجمعها ان الوفاء قد تم الى
الدائن الحقيقيـ ولكن من غير المدين أي ان الغلطـ قد وقع من جانب الموفي غير
المدين اما حسن النيه الدائن الموفى له فال يجوز للدائن ان يتمسك بسقوط حق
الموفى في استرداد ما وفاه دون حق ال اذا كان الدائن حسن النيه ويقصد بحسن
النيه ان يكون الدائن معتقدا ان يسوفي حقه ممن يلزم بذلك سواء بعتقاده ان
الموفى هو المدين او بعتقاده ان الموفى قصد الوفاء بدين الغيرـ )1(.
د .محمد علي عدنان ,مصدر سابق ,ص 344 -341 )1
-18-
الفرع الثاني
الفضالة
الفضاله هي ان يتولى شخص يسمى (الفضولي) من قصد دون ان يكون ملزما بذلك
شأنا ً عاجال ً لحساب شخص اخر يطلق عليه (رب العمل) كأن ينهض شخص بأقامة
جدار يوشك ان يسقط في بيت جاره الغائب او يبادر الىـ اسعاف ابن الجار من
اصابة مفاجئة واالصل ان ال يجوز لشخص ان يتدخل في شؤون االخرين اذا لم تربطهم
به صلة قرابه او عالقة زوجية ولكن القانون قد يسمح القانون لالفراد بالتدخل بعضهم
في شؤونهم البعض عند الحاجة الضرورية فيطلق على هذا التدخل بالفضاله التي
ينشأعنها التزامات متبادلة على عاتق طرفيها الفضوليـ ورب العمل والفضاله امر
غير شاذ في التعامل مع الناس خاصة ان الله تعالى في محكم كتابة بسمه تعالى
()1
((وتعاونو على البر والتقوى ))
اركان الفضاله
الركن االول ان يكون فعل الفضولي عمال ماديا ال تصرفا ً قانونيا ً ولكن يذهب جانب
من الفقه الى ان يكون عمل الفضوليـ تصرف قانوني فعمله يمكن ان يتم في
صورتين اما بصورة التصرفـ القانوني مثل قبول هبه صادرة من الغيرـ او بيع مال يعود
الى رب العمل كان معرضاـ للتلفـ او ان يوفي بضريبة واجبة على رب العمل تفاديا
لتوقيف الحجز عليه وقد يكون بصورة مادية مثل التعاقد مع مقاول العادة بناء الجدار
او التعاقد مع الناقل ال نقاذ المريض فهذه االعمال تكون تابعة للعمل المادي
()2
الفضولي . االساسي الذي قام به
د .عدنان ابراهيم السرحان و نوري حمد خاطر ,مصدر سابق ,ص 543 )1
د .عبد القادر الفاو و بشار عدنان ملكاوي ,مصدر سابق ,ص 251 )2
-19-
اما الركن الثاني ان يكون عمل الفضوليـ لمصلحة رب العمل ويشترط ان يكون
لمصلحته ال لمصلحته الخاصه فلو قام شخص سرا ً لمنع دخول المياه الىـ ارضه
واستفاده منه الجيران ال يحق له المطالبة بالنفقات ولو حفر بئرأ واستفاد منه احد
الجيران لسقي مزروعاته او اغتنامه فال يلتزم بدفع مقابل لذلك وقد ذهب بعض
الفقهاء اال ان شرط كون العمل لمصلحة رب العمل ال يكفي اذ يجب ان يكون
ضروريا وان المشرع االردني في المادة ( )301من قانون المدني االردني قد اشار الى
ضرورة الىـ ان يكون عمل الفضولي نافعا ً لرب العمل وذلك فهو ان يجب ان يكون
()1
ضروريا الى جانب المصلحة .
والركن الثالث المتمثل بأنعدام التفويض او االلزام والنهي ويعني هذا ان يكون
الفضوليـ قد قام بالعمل دون ان يكون ملزما بذلك قانونا او اتفاقا ً كذلك يجب ان ال
يكون منهيا ً عن العمل صراحة او ضمنا ً ويترتب على ذلك ان ال تقوم الفضاله اذا كان
رب العمل ال يعلم بتدخل الفضوليـ او كان يعلم بهذا التدخل ولكن يقف منه موقفا
()2
سلبيا ال يأمر به وال ينهي .
د .عدنان ابراهيم السرحان ونوري حمد خاطر ,مصدر سابق ,ص 545 )1
د .عبدالقادر الفاو وبشار عدنان ملكاوي ,مصدر سابق 251 , )2
-20-
الخاتمة
بعد انتهاء من هذا البحث القانوني عن االثراء بال سبب سوف نقسم الخاتمة الىـ
نتائج وتوصيات من قبل الباحث.
النتائج
-1يعد االثراء بال سبب مصدرا ً مهم من مصادر االلتزام في القانون المدني العراقي وبقية
القوانين المدنية االخرى
يتحقق االثراء بال سبب عندما يحصل شخصا ً على منفعة على ذمة شخص اخر يؤدي -2
الى ذلك الشخص افتقار دون ان يكون مبرر قانوني لهذا االغتناء للمثري
لتحقيق االثراء بال سبب ال بد من توافر ثالث شروط او اركان وهي حدوث اثراء في -3
جانب المدين وحصول افتقار في جانب الدائن وانعدام السبب القانوني لذلك االثراء
اذا تحقق االثراء ترتب في ذمة المشتري (المثري ) التزام بتعويض المفتقر عن -4
الخسارة التي لحقته جراء ذلك االثراء وتعويض بحدود ما كسبه من منفعه
تعد دعوى االثراء هي الوسيلة القانونيه للمفتقر للحصول على الضمان او التعويض -5
جراء االفتقار الذي تعرض اليه ودخل في ذمة المشتري
-21-
التوصيات
تعد التوصيات هي جزء ما توصله اليه الباحث او ابتكر عند كتابة البحث ولهذا
سوف نقسم تلك التوصيات الى النقاط االتية .
-1هذا البحث هو محاولة لفت االنظار على االثراء بال سبب كونه يعد مصدرا من مصادر
القانون المدني العراقيـ وماله من اهميه في التطبيقات اليوميه
نوصي المشرع با ّن يكون اكثر توسعا ّ في المواد القانونيه للثراءـ بالسبب والتوسع في -2
نطاقه في القانون المدني العراقيـ
نوصي المشرع العراقيـ با ّن يضع حدا ّ قانونيا ّ لالهليه الواجبه في االثراء بال سبب -3
وعدم تركها فهو لم يحدد االهليه الالزمه وفق الماده ()243
على المشرع تنظيم مواد قانونيه مختصه لالثراء و تطبيقاته وعدم جعلها متفرقه -4
والنصوص عليها في القانون المدني العراقيـ و االهتمام بها النها اكثر تطبيق في
الواقع العمليـ
واخيرا ّ يعد االثراء بال سبب مهما ّ وعلىـ المشرع استنباط مواد قانونيه في كيفيه -5
تقديره ووقت تقدير االثراء و االفتقار على مثيل المشرع االردني الذي نظم التقدير في
مواد قانونية مختصه .
-22-
المصادر
اوال ً
القران الكريم (سورة الحجرة ايه )64
ثانيا
المؤلفات
د .عبدالمجيد الحكيم وعبد الباقي البكريـ ومحمد طه البشير ,الوجيز في نظرية -1
االلتزام في القانون المدني العراقيـ ,العاتك لصناعة الكتاب ,القاهره2009 ,
د .عبدالمجيد الحكيم ,الموجز في شرح القانون المدني ,مصادر االلتزام ,الجزءـ -2
االول ,الطبعة الرابعة ,المكتبة القانونية ,بغداد ,1974 ,
د .عبدالرزاق احمد السنهوي ,الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ,نظرية -3
االلتزام بوجه عام ,مصادر االلتزام ,الجزءـ االول ,المجلد الثاني ,الطبعة الثالثه ,
منشورات الحلبي الحقوقيه ,بيروت 2005 ,
د .ياسين محمد الجبوري ,الوجيز قي شرح القانون المدني ,مصادر الحقوق -4
الشخصية ,مصادر االلتزامات ,الجزء االول ,الطبعة الثانية ,دار الثقافة للنشر
والتوزيع ,عمان2011 ,
د .عدنان سرحان ,المصادر الغيرـ االرادية لاللتزام ,الحق الشخصي ,الطبعة االولى , -5
اثراء للنشر والتوزيع ,االردن 2010 ,
د .امجد محمد منصور ,النظرية العامة لاللتزام ,مصادر االلتزام ,الطبعة االولى, -6
االصدار الثالث ,دار الثقافه للنشر والتوزيع ,عمان2006 ,
-23-
د .عدنان ابراهيم السرحان و نوري حمد خاطر ,مصادر الحقوق الشخصية -7
,االلتزامات ,الطبعة االولى ,االصدار الثالث,دار الثقافه للنشر والتوزيع ,عمان ,
2008
د .انور سلطان ,الموجز في النظرية العامة لاللتزام ,دار المطبوعات الجامعية , -8
االسكندرية 1998,
د .انور سلطان ,مصادر االلتزام في القانون المدني االردني,الطبعه الثانية ,الناشر -9
والمكتب القانوني ,القاهرهـ 2002 ,
د .منذر الفضلـ ,النظرية العامه لاللتزامات ,الجزء االول ,دار الثقافه للنشر والتوزيع , -10
عمان 1996 ,
د.محمد علي عمران ,مصادر االلتزام ,مصادر االرادية والغيرـ االرادية ,دار نصرت -11
للطباعة ,القاهره 2007 -2006,
القوانين
-1القانون المدني العراقي المادة ()243
-2القانون المدني االردني المادة ()363
-24-
-24-