Professional Documents
Culture Documents
الربا:
مخاطره:
المفسدة الجوهرية للربا نص عليها القرآن الكريم قال تعالى ﴿ :يَا َأيُّهَا الَّ ِذ َ
ين آ َمنُوا اَل
ُون ﴾ آل عمران.130 : تَْأ ُكلُوا الرِّ بَا َأضْ َعافًا ُم َ
ضا َعفَةً َواتَّقُوا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِح َ
الربا بطبيعته يؤدي إلى فصل المديونية عن النشاط االقتصادي فالفوائد على القرض
وعلى الديون المؤجلة تنمو تلقائيا مع مرور الوقت بغض النظر عن حصول عملیات
حقيقية توظف التمويل في توليد الثروة ورفع اإلنتاجية .ونتيجة لذلك فإن المديونية تنمو
بمعدالت أسرع من معدالت نمو الثروة والدخل.
و هذا يؤدي إلى ما يعرف بالهرم المقلوب حيث تتراكم مديونيات ضخمة على قاعدة
ضئيلة من الثروة ،الدخل واألصول و بالتالي يصبح اإلقتصاد معرضا لمخاطر عالية و
غير قادر على الصمود أمام أدنى الهزات أو التلقبات في األسواق أو العوامل الخارجية.
ولذا فال بد من تصحيح وضع الهرم المقلوب و ذلك من خالل انهيار بسبب إفالس
المدينين وعجزهم عن السداد ،أو من خالل تضخم جامح .وفي الحالتين فالنتيجة هي
شطب الديون الهائلة التي لم تكن تستند إلى أصول حقيقية ،وهو من صور المحق التي
ق هَّللا ُ الرِّ بَا﴾ البقرة 276
أشار إليها القرآن﴿ :يَ ْم َح ُ
وكلما تأخر تصحيح الوضع المقلوب كلما كانت تكلفة التصحيح أكبر .بعد التصحيح
قد يعود االقتصاد إلى الوضع الطبيعي ،لكن بسبب آلية الفائدة فالمديونية تعود للنمو مجددا
بمعدالت أسرع من نمو الثروة ،وتكون النتيجة تكرر الكوارث والتخبط االقتصادي وهذا
ما يجعل الرأسمالية مضطربة بطبيعتها.
قيود المديونية:
تسعى الدول لفرض قيود تكبح جماح المديونية كتسقيف نسب العجز الحكومي كما أن
النظرية اإلقتصادية تقتضي استيفاء قيد الميزانية وهذا القيد يستوجب أن يكون التمويل في
حدود الموارد المتاحة ،وأن يتم وفاء الدين خالل المدة التي يتم التخطيط لها.
وهناك كذلك قيود أخرى على الفائدة المركبة.
1
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
التمويل وسيلة:
التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي هو وسيلة لتسهيل التبادل و اإلنتاج في اإلقتصاد.
3
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
منفعة التبادل هذه هي التي تجبر وتعوض تكلفة األجل على المدين ،فإذا كانت منتفية
في الربا لم يكن في تكلفة الربا ما يعوضها ،فتبقى الزيادة ظلما محضا على المدين.
مغالطة التعميم:
البيع يقبل التعميم و ال يترتب عن ذلك مغالطة بل يؤدي إلى ازدهار األسواق ونمو
النشاط اإلقتصادي بعكس الربا فهو ال يقبل التعميم ألنه لو اشتغل الكل باإلقراض النهار
اإلقتصاد ألن الناس ببساطة ال يمكنهم العيش على فوائد مديونيتهم لبعضهم البعض.
قيمة الزمن:
الفائدة :هي معدل النمو التلقائي للمديونية ،وتمثل درجة انحراف التمويل عن القطاع
الحقيقي.
هامش األجل :في البيوع اإلسالمية يمثل قيمة الزمن فحسب دون معدل نمو
المديونية المتناع نمو الدين تلقائيا في اإلقتصاد اإلسالمي.
4
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
5
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
إذا كان الغالب على البدلين االختالف :المعاملة بيع أيا كانت مادة البدلين.
إذا تشابه البدالن :فالعاملة تخضع ألحكام ربا البيوع إذا كانت المادة من األصناف
الستة أو ما في حكمها ،وما عداها فهو يدخل في البيع.
مخالفة شرط يد بيد توقع في ربا النساء.
مخالفة شرط مثل بمثل سواء بسواء توقع في ربا الفضل.
علة ربا البيوع:
األصناف الستة تشترك في كونها موادا مثلية و ضرورية.
حرم ربا البيوع سدا لذريعة ربا القروض و الديون.
أصول المداينات:
جواز القرض المجاني.
جواز مبادلة أي صنف من فئة مع صنف من فئة أخرى من األصناف الستة (ذهب
بقمح)
منع مبادلة دين بدين
الدين في المعاوضات إما أن يكون مقابل عوض مقبوض أو ال.
oإن كان مقابل عوض مقبوض:
إن كان العوضان متماثلين :فهو قرض ويخضع ألحكام ربا القروض:
إن كانا من األموال الربوية واشتركا في العلة :فهو ربا النساء.
وإن لم يشتركا في العلة الربوية :فهو بيع آجل أو سلم.
oإن كان الدين مقابل عوض غير مقبوض:
إن كان العوض في ذمة الطرف اآلخر :فهو ابتداء الدين بالدين.
وإن كان في ذمة الطرف المدين :فهو ربا الجاهلية أو ما يسمى فسخ الدين بالدين.
دوائر الربا:
أسوء أنواع الربا هو ربا الجاهلية و يمثل الفائدة المركبة
6
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
الغرر:
الغرر يعني الخطر ويتضمن أيضا معنى الخداع و اإلغراء و المقصود بالخطر
احتمال التلف أو الهالك أو الخسارة.
7
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
أنواع الغرر:
يمكن تقسيم الغرر إلى مستويين :األول على مستوى الفرد (درجة المخاطر) وهو
ينافي مقصد الغنى ألنه تضييع للمال و الثاني على مستوى العقد و هو ينافي العدل ألنه
ربح ألحد طرفي العقد على حساب اآلخر.
أ-درجة المخاطر :الغرر ما كان فيه احتمال الخسارة أكبر من أو يساوي احتمال
الربح و هذا هو الممنوع شرعا .فالنصوص والقواعد الفقهية واضحة أنه إذا كان الغالب
هو الخسارة فالمعاملة ممنوعة بغض النظر عن حجم العائد.
ب-الغرر على مستوى العقد :المستوى الثاني من الغرر يتعلق بتوزيع ثمرات العقد
بين الطرفين بحيث تكون النتيجة أن يكسب أحدهما على حساب اآلخر وهذا مايسمى بأكل
أموال الناس بالباطل.
ضابط القمار:
ضابط القمار هو أن يكون كل من الطرفين غانما أو غارما ،بحيث ما يغنمه أحدهما
هو ما يغرمه اآلخر وهذا هو حقيقة أكل المال بالباطل المحرم شرعا.
8
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
الطريقة التي يتبعها الفقهاء عادة في تحديد ما إذا كانت معاوضة معينة من القمار أو
ال ،تتفق مع ما يسمى في نظرية القرار باالستنتاج العكسي وتتلخص هذه الطريقة بحصر
النتائج المحتملة للعقد ،ثم تقدير العلم بتحقق واحدة منها تلو األخرى ،فإن كان أحد
الطرفين يرفض الدخول في العقد لو قدر تحقق كل واحدة من هذه النتائج ،فالمعاملة غرر
محض أو قمار وال تكون مقبولة شرعا ً.
فبيع البعير الشارد بثمن قليل طبعا ،له احتماالن أن يجد المشتري البعير سليما أو ال
يجده كذلك ،فإن وجده سليما قال البائع :قمرتني (بمعنى خدعتني) وإال قال المشتري
قمرتني.
مغالطة التعميم:
يجب أن يحب المرء آلخيه ما يحب لنفسه ولذا فالقمار ينافي مبدأ األخوة وال يقبل
التعميم وكذلك يولد البغضاء و العداوة بين الناس.
9
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
مبادالت إيجابية :هذه المبادالت مشروعة طالما كان الغالب على ظن الشريكين هو
ربح المشروع و نجاحه كما في عقود المشاركات التي يربح فيها الشريكان معا أو
يخسران معا.
مبادالت غير صفرية:
القاعدة في هذا النوع من المبادالت أن يكون الحكم بناء على الغالب ومقصود
الطرفين
-فإذا كان احتمال انتفاع الطرفين هو الغالب :وهو مقصود الطرفين فإن المعاملة تكون
مشروعة ،ويكون حينئذ احتمال انتفاع أحدهما وخسارة اآلخر من باب الغرر اليسير
المغتفر شرعا ،كعقود المزارعة الجعالة و العربون و السلم و اإلجارة.
*العربون :وهو أن يدفع المشتري مبلغا من المال على أنه إن أمضى البيع احتسب من
الثمن ،وإن ألغي البيع خسر العربون.
هو إذن يحتمل انتفاع الطرفين فيما لو تم الشراء ،ويحتمل انتفاع البائع على حساب
المشتري إذا لم يتم الشراء ،و العبرة هنا بالغالب وبمقصود الطرفين.
فإن كان الغالب على الظن هو إمضاء العقد ،وهذا هو مقصود الطرفين ،فإن حالة
انتفاع البائع على حساب المشتري تعتبر من الغرر اليسير .وإذا كان البيع لسلعة حقيقية
فإن هذين الشرطين متحققان في األغلب ومن هنا يتبين وجه القول بجواز العربون.
*عقد السلم :وجه انتفاع الطرفين في السلم أن المشتري يحصل على خصم من الثمن
مقابل تأجيل المبيع ،فيكون قد استفاد مقدار الخصم ،بينما ينتفع البائع من خالل الحصول
على السيولة مقدما ً وتأخير تسليم المبيع.
إنما يتحقق الضرر ألحدهما عندما يتغير سعر المبيع وقت التسليم فإذا كان مقدار
التغير في السعر أكبر من مقدار انتفاعه بالعقد ،في هذه الحالة يتضرر أحدهما وينتفع
اآلخر.
وضع الفقهاء العديد من الشروط المختلفة للسلم لضمان ترجح احتمال انتفاع الطرفين.
وبسبب تقلب األسعار في العصر الحاضر يكون احتمال تضرر أحد الطرفين هو األقوى
لذا يمكن تطوير العقد بما يمنع أو يقلل هذا االحتمال ،دون الوقوع في محذور شرعي.
ومن ذلك ما وقع في السودان من تطوير ما سمي بمعادلة اإلحسان بحيث يسري العقد كما
10
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
هو إال إذا بلغ التغير في السعر الثلث بالنسبة لرأسمال السلم ،ففي هذه الحالة يتم تحديد
مقدار المبيع بالقيمة وليس بالكمية.
-إذا كان اإلنتفاع المفرد أرجح فهذا:
غرر فاحش :إذا كان احتمال انفراد أحدهما باالنتفاع هو الغالب فإن هذا من الغرر
الفاحش أو الكثير الذي يوجب تحريم المعاملة،
كالبيع قبل بدو الصالح و المخابرة.
*المخابرة:هي أن يقوم رب األرض بتأجيرها للمزارع على أن لرب األرض
محصول قطعة معينة منها ،وللمزارع قطعة أخرى وعادة يختار رب األرض القطعة
األوفر حظا ً وأغزر إنتاجاً ،بينما يكون نصيب المزارع أقل حظا ً وأعلى مخاطرة.
ب -مبادالت ال تسمح بانتفاع الطرفين :
المبادالت الصفرية:
-مع ملكية:كالقمار كالمشتقات المغطاة و التأمين التجاري.
-بدون ملكية :كالرهان كالمشتقات الغير مغطاة.
*المشتقات المالية :هي عقد على نقل مخاطر أصل ما (سهم أو غيره من أنواع
األصول) من طرف آلخر مقابل رسوم أو ثمن محدد ،وهي من حيث الجوهر ال تختلف
عن التأمين التجاري ،ألنها مبادلة لمخاطر أصل وليس لذلك األصل ،ولذلك فإن تسوية
العقد تتم غالبا ً من خالل فروق األسعار وليس نقل ملكية األصل .فإذا انخفض سعر السهم
في اختيار البيع مثال فإن الطرف المقابل يدفع الفرق في السعر بين سعر السوق والسعر
المتفق عليه في العقد .وهي نوعان مشتقات مع ملكية األصل و بدون ملكية.
الفرق بين العربون و اإلختيارات المالية:
اختيار الشراء ليس الهدف منه هو شراء األصل من أجل تملكه و اإلنتفاع به أو من
غلته،بل من أجل بيعه بربح أثناء مدة العقد،و هو من المبادالت الصفرية أما العربون
الفقهي فينتمي إلى المبادالت الغير صفرية.
العربون ال يستخدم من أجل التربص بالسعر بل من أجل التروي و التثبت من مدى
مناسبة المبيع للمشتري ،الفرق بين التربص بالسعر و التروي هو أنه في حالة التربص
11
:قميحة نريمان الفوج 6تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي
أن سعر األصل يمكنه أن يتغير بدرجةكبيرة لكن في حالة التروي فإن المبيع معلوم و
منفعته معلومة مستقرة.
التفريق بين التحوط والمجازفة:
اتجه بعض المعاصرين إلى جواز المشتقات ،مثل اختيار الشراء واختيار البيع ،إذا
كانت تستخدم للتحوط أي لتجنب المخاطر ،وليس للمجازفة
ال يمكن أن يوجد تحوط دون مجازفة ،ألنه ال يمكن أن يتخلص شخص من المخاطر
إال إذا وجد أخر يقبلها بمقابل ،وهذه هي طبيعة المجازفة فالقول بجواز العقد للتحوط ال
للمجازفة تناقض ألنه ال يوجد األول إال إذا وجد الثاني .ثم إن هذا يناقض منهج التشريع
في العقود ،فالشرع حدد ضوابط العقود المشروعة والممنوعة .فإذا كان العقد ممنوعا ً لم
يحل الدخول فيه ،سواء كان لهدف مشروع أو ال.
12