You are on page 1of 12

‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫الربا‪:‬‬
‫مخاطره‪:‬‬
‫المفسدة الجوهرية للربا نص عليها القرآن الكريم قال تعالى‪ ﴿ :‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا اَل‬
‫ُون‪ ﴾ ‬آل عمران‪.130 :‬‬ ‫تَْأ ُكلُوا الرِّ بَا َأضْ َعافًا ُم َ‬
‫ضا َعفَةً َواتَّقُوا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِح َ‬
‫الربا بطبيعته يؤدي إلى فصل المديونية عن النشاط االقتصادي فالفوائد على القرض‬
‫وعلى الديون المؤجلة تنمو تلقائيا مع مرور الوقت بغض النظر عن حصول عملیات‬
‫حقيقية توظف التمويل في توليد الثروة ورفع اإلنتاجية‪ .‬ونتيجة لذلك فإن المديونية تنمو‬
‫بمعدالت أسرع من معدالت نمو الثروة والدخل‪.‬‬
‫و هذا يؤدي إلى ما يعرف بالهرم المقلوب حيث تتراكم مديونيات ضخمة على قاعدة‬
‫ضئيلة من الثروة‪ ،‬الدخل واألصول و بالتالي يصبح اإلقتصاد معرضا لمخاطر عالية و‬
‫غير قادر على الصمود أمام أدنى الهزات أو التلقبات في األسواق أو العوامل الخارجية‪.‬‬
‫ولذا فال بد من تصحيح وضع الهرم المقلوب و ذلك من خالل انهيار بسبب إفالس‬
‫المدينين وعجزهم عن السداد‪ ،‬أو من خالل تضخم جامح‪ .‬وفي الحالتين فالنتيجة هي‬
‫شطب الديون الهائلة التي لم تكن تستند إلى أصول حقيقية‪ ،‬وهو من صور المحق التي‬
‫ق هَّللا ُ الرِّ بَا﴾ البقرة ‪276‬‬
‫أشار إليها القرآن‪﴿ :‬يَ ْم َح ُ‬
‫وكلما تأخر تصحيح الوضع المقلوب كلما كانت تكلفة التصحيح أكبر‪ .‬بعد التصحيح‬
‫قد يعود االقتصاد إلى الوضع الطبيعي‪ ،‬لكن بسبب آلية الفائدة فالمديونية تعود للنمو مجددا‬
‫بمعدالت أسرع من نمو الثروة‪ ،‬وتكون النتيجة تكرر الكوارث والتخبط االقتصادي وهذا‬
‫ما يجعل الرأسمالية مضطربة بطبيعتها‪.‬‬

‫قيود المديونية‪:‬‬
‫تسعى الدول لفرض قيود تكبح جماح المديونية كتسقيف نسب العجز الحكومي كما أن‬
‫النظرية اإلقتصادية تقتضي استيفاء قيد الميزانية وهذا القيد يستوجب أن يكون التمويل في‬
‫حدود الموارد المتاحة‪ ،‬وأن يتم وفاء الدين خالل المدة التي يتم التخطيط لها‪.‬‬
‫وهناك كذلك قيود أخرى على الفائدة المركبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫فلسفة التمويل اإلسالمي‪:‬‬


‫التمويل اإلسالمي يمنع مطلقا إنشاء مديونية بهدف الربح إال من خالل عملية حقيقية‪،‬‬
‫من خالل تبادل أو إنتاج سلع أو منافع أو خدمات‪ .‬وبهذه الطريقة يصبح الدين تلقائيا تحت‬
‫السيطرة‪ ،‬ومن الممتنع حينئذ نشؤ الهرم المقلوب و هكذا يمكن تجنب تقلبات اإلقتصاد‬
‫الربوي‪.‬‬

‫التمويل وسيلة‪:‬‬
‫التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي هو وسيلة لتسهيل التبادل و اإلنتاج في اإلقتصاد‪.‬‬

‫التمويل في النظرية اإلقتصادية‪:‬‬


‫إن كبرى المدارس اإلقتصادية متفقة على تبعية القطاع المالي للقطاع الحقيقي و أن‬
‫التمويل مجرد وسيلة للتبادل و اإلنتاج و بناء على ذلك فإن مصدر التقلب و اإلضطراب‬
‫ليس في القطاع المالي بل في القطاع الحقيقي‪.‬‬
‫من هذه الزاوية االقتصاد اإلسالمي يمثل مدرسة مختلفة جذريا عن المدارس‬
‫االقتصادية‪ .‬فالنصوص من القرآن والسنة تبين أن مصدر االضطراب والتقلبات األخطر‬
‫يكمن في القطاع المالي وليس الحقيقي‪ ،‬وإن كان هذا ال ينفي وجود أسباب للدورات‬
‫االقتصادية من القطاع الحقيقي‪.‬‬
‫في المقابل نجد أن الشريعة اإلسالمية تجعل التمويل تابعا للتبادل‪ .‬فالشرع يجيز البيع‬
‫بثمن مؤجل أعلى من الحال ‪ ،‬بينما ال يجيز الفائدة على القرض أي أن الزيادة تجوز‬
‫مقابل األجل تبعا وال تجوز استقاللا‪ .‬وهذا واضح في أن التمويل يجب أن يكون تابعا‬
‫للنشاط الحقيقي وليس مستقال عنه‪.‬‬
‫وبهذا يكون االقتصاد اإلسالمي قد جعل تبعية التمويل وصفا نموذجيا وليس وصفا‬
‫طبيعيا للتمويل فمن حيث الواقع قد ينفصل التمويل عن النشاط الحقيقي وقد يكون تابعا له‬
‫أي المدارس االقتصادية على حق من جهة أن التمويل من شأنه أن يكون تابعا‪ ،‬لكنها‬
‫أخطأت في افتراضها أن هذا هو الواقع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫الفرق بين القرض و البيع‪:‬‬


‫البيع ‪ :‬هو أساس النشاط الحقيقي و بناء الثروة فبدونه يتعطل اإلقتصاد‬
‫يشمل البيع‪:‬‬
‫أ‪ -‬بيع العين الحاضرة و المؤجلة(السلم)‬
‫ب‪ -‬بيع المنافع (إجارة األعيان أو األشخاص)‬
‫ج‪ -‬كذلك المشاركات لوجود عنصر المعاوضة بين العمل و الربح‬
‫كل هذه الصور تشترك في معنى تبادل شيئين مختلفين أو مالين مختلفين أي أن‬
‫اإلختالف بين البدلين هو العنصر األساسي في مفهوم البيع‪ .‬السوق في الحقيقة يسمح‬
‫بالتبادل الذي يؤدي إلى التخصص و بالتالي رفع اإلنتاجية و نمو الثروة وهذا غير‬
‫متصور لو كان التبادل ألشياء متماثلة النتفاء التخصص ومن ثم التكامل بين أعضاء‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫معيار التفريق بين البيع والربا‪:‬‬


‫القرض‪ :‬مبادلة المالين متماثلين‪.‬‬
‫والتماثل بطبيعة الحال ال يمكن أن يسمح بانتفاع الطرفين ألن أي تفاوت بين البدلين‬
‫سيكون لمصلحة أحدهما على حساب اآلخر‪ .‬فالتبادل ممتنع إذا انتفي األجل‪ .‬فإذا انتفى‬
‫األجل امتنع التعاقد على الربا‪ ،‬بخالف البيع فإنه يقع ولو انتقى منه األجل‪.‬‬
‫البيع المؤجل‪ :‬نوع من البيع الذي يحقق منفعة التبادل ولو لم يوجد فيه األجل‪.‬‬
‫فإذا انضم إليه األجل كانت الزيادة في الثمن لألجل شأنها شأن أي زيادة في الثمن‬
‫مقابل أي شروط أو مواصفات إضافية في عقد البيع و نستنتج أن األجل تابع للتبادل‬
‫بحيث أن التبادل يوجد ولو لم يوجد األجل‪ ،‬بخالف الربا فإنه ال يوجد إذا انتفى منه األجل‬
‫ولذلك تنتفي منه منفعة التبادل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫منفعة التبادل هذه هي التي تجبر وتعوض تكلفة األجل على المدين‪ ،‬فإذا كانت منتفية‬
‫في الربا لم يكن في تكلفة الربا ما يعوضها‪ ،‬فتبقى الزيادة ظلما محضا على المدين‪.‬‬

‫الزيادة بين البيع والربا ‪:‬‬


‫الزيادة في الربا تعرف وتظهر من خالل تماثل البدلين‪ .‬فالتماثل بينهما يجعل أي‬
‫تفاوت في الكمية زيادة مستقلة لمصلحة أحد الطرفين ال يقابلها ما ينتفع به الطرف اآلخر‪.‬‬
‫أما إذا اختلف البدالن كما هو الشأن في البيع‪ ،‬فإن التفاوت في الكمية يعوضه التفاوت في‬
‫الكيفية‪ .‬وفي هذه الحالة ال ينفرد أحد الطرفين بالزيادة‪.‬‬

‫مغالطة التعميم‪:‬‬
‫البيع يقبل التعميم و ال يترتب عن ذلك مغالطة بل يؤدي إلى ازدهار األسواق ونمو‬
‫النشاط اإلقتصادي بعكس الربا فهو ال يقبل التعميم ألنه لو اشتغل الكل باإلقراض النهار‬
‫اإلقتصاد ألن الناس ببساطة ال يمكنهم العيش على فوائد مديونيتهم لبعضهم البعض‪.‬‬

‫قيمة الزمن‪:‬‬
‫الفائدة‪ :‬هي معدل النمو التلقائي للمديونية‪ ،‬وتمثل درجة انحراف التمويل عن القطاع‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫هامش األجل‪ :‬في البيوع اإلسالمية يمثل قيمة الزمن فحسب دون معدل نمو‬
‫المديونية المتناع نمو الدين تلقائيا في اإلقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫الفرق بين البيع والقرض‪:‬‬


‫من حيث اعتبار الزمن إن القرض ال يسمح أصال بانتفاع الطرفين بسبب تماثل‬
‫البدلين‪ .‬أما البيع فيسمح باعتبار الزمن للطرفين دون الوقوع بالضرورة في التناقض‪.‬‬
‫وهذا مرة أخرى يؤكد الفرق بين القرض والبيع وحكمة القرآن األزلية في تحريم الربا‬
‫ومشروعية البيع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫منهج الشرع في محاربة الربا‪:‬‬


‫حاصرت الشريعة اإلسالمية الربا على مستويين‪:‬‬
‫‪ -1‬على مستوى العقدالمفرد‬
‫‪ -2‬على مستوى العقد المتعدد‬
‫أ‪-‬على مستوى العقد المفرد‪:‬‬
‫أجمع العلماء على أن كل قرض شرطت فيه زيادة فهو ربا لكن الربا ال يقتصر على‬
‫النقود فقط بل هو عام في كل مادة تستخدم للتمويل أي اإلقراض و اإلقتراض‪.‬‬
‫‪-‬ضوابط تبادل األصناف الستة‪:‬‬
‫ما هي الحدود الفاصلة في اختالف البدلين المعتبر و غير المتعبر؟‬
‫جاء في الحديث المتواتر عن النبي ‪" :‬الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر‬
‫والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثال بمثل‪ ،‬سواء بسواء‪ ،‬يدا بيد فإذا اختلفت‬
‫هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد"‬
‫إن االختالف داخل الصنف الواحد من األصناف الستة غير معتبر في التبادل و ال‬
‫يكفي للسماح بالتفاوت في الكمية بين البدلين بل يجب أن يكون يدا بيد سواء بسواء‪.‬‬
‫أما االختالف الحاصل بين صنفين داخل الفئة الواحدة‪ ،‬مثل ذهب بفضة‪ ،‬تجد الشرع‬
‫يسمح بالتفاوت في الكمية دون التأجيل‪ .‬وحكمة ذلك وهللا أعلم أن االختالف في هذه الحالة‬
‫ال يمكن إهداره من جهة‪ ،‬لكنه ال يترجح على درجة التشابه القوية بين الصنفين من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫فلهذا السبب سمح الشرع بالبيع حاضرا فقط دون تأجيل وذلك أن التبادل الحاضر‬
‫للبدلين يلغي القدر المشترك بينهما‪.‬‬
‫إذا تماثل البدالن وتأجل أحدهما‪ :‬العاملة قرض وتخضع ألحكام ربا القروض أيا كانت‬
‫مادة التبادل‬

‫‪5‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫إذا كان الغالب على البدلين االختالف‪ :‬المعاملة بيع أيا كانت مادة البدلين‪.‬‬
‫إذا تشابه البدالن‪ :‬فالعاملة تخضع ألحكام ربا البيوع إذا كانت المادة من األصناف‬
‫الستة أو ما في حكمها‪ ،‬وما عداها فهو يدخل في البيع‪.‬‬
‫مخالفة شرط يد بيد توقع في ربا النساء‪.‬‬
‫مخالفة شرط مثل بمثل سواء بسواء توقع في ربا الفضل‪.‬‬
‫علة ربا البيوع‪:‬‬
‫األصناف الستة تشترك في كونها موادا مثلية و ضرورية‪.‬‬
‫حرم ربا البيوع سدا لذريعة ربا القروض و الديون‪.‬‬
‫أصول المداينات‪:‬‬
‫‪ ‬جواز القرض المجاني‪.‬‬
‫‪ ‬جواز مبادلة أي صنف من فئة مع صنف من فئة أخرى من األصناف الستة (ذهب‬
‫بقمح)‬
‫‪ ‬منع مبادلة دين بدين‬
‫‪ ‬الدين في المعاوضات إما أن يكون مقابل عوض مقبوض أو ال‪.‬‬
‫‪ o‬إن كان مقابل عوض مقبوض‪:‬‬
‫إن كان العوضان متماثلين‪ :‬فهو قرض ويخضع ألحكام ربا القروض‪:‬‬
‫‪ ‬إن كانا من األموال الربوية واشتركا في العلة‪ :‬فهو ربا النساء‪.‬‬
‫‪ ‬وإن لم يشتركا في العلة الربوية‪ :‬فهو بيع آجل أو سلم‪.‬‬
‫‪ o‬إن كان الدين مقابل عوض غير مقبوض‪:‬‬
‫‪ ‬إن كان العوض في ذمة الطرف اآلخر‪ :‬فهو ابتداء الدين بالدين‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان في ذمة الطرف المدين‪ :‬فهو ربا الجاهلية أو ما يسمى فسخ الدين بالدين‪.‬‬
‫دوائر الربا‪:‬‬
‫أسوء أنواع الربا هو ربا الجاهلية و يمثل الفائدة المركبة‬
‫‪6‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫يليه ربا القروض و هو الفائدة البسيطة‬


‫و يطلق على هذين النوعين ربا النسيئة‬
‫ثم يليهما ربا البيوع‬
‫ب‪-‬على مستوى العقد المتعدد‪:‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم لعن أكل الربا وموكله و كاتبه و شاهديه و قال هم سواء‪.‬‬
‫حرم الشرع الربا من جهة الدائن وجهة المدين‪:‬‬
‫من جهة الدائن‪ :‬من خالل النهي عن ربح ما لم يضمن و البيع قبل القبض و بيع ما‬
‫ليس عندك‬
‫من جهة المدين النهي عن العينة‪.‬‬
‫العينة‪ :‬هي اسم جامع لكل معاملة تنتهي بعقد حاضر في يد المدين مقابل أكثر منه في‬
‫ذمته‪.‬‬
‫من أبسط صور العينة‬
‫التورق‪:‬وهو أن يشتري سلعة بثمن مؤجل من شخص على أن يبيعها نقدا بأقل من‬
‫غيره وواضح أن المتورق يسعى إلى الحصول على النقد الحاضر أكثر منه في الذمة‪.‬‬
‫وقد حرم التورق المنظم ألنه احتيال على الربا في حين أن التورق الفردي للضرورة‬
‫مكروه‪.‬‬
‫إذا تحولت الحيل الربوية من عمل فردي إلى عمل مؤسسي منهجي أصبحت نمطا‬
‫اجتماعيا يهدد مؤسسات القرض المجاني على مستوى المجتمع و لهذا تكون محرمة‪.‬‬

‫الغرر‪:‬‬
‫الغرر يعني الخطر ويتضمن أيضا معنى الخداع و اإلغراء و المقصود بالخطر‬
‫احتمال التلف أو الهالك أو الخسارة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫الخطر في اإلقتصاد اإلسالمي‪:‬‬


‫الخطر غير مرغوب به في الشريعة اإلسالمية ألنه تعريض للمال للتلف والضياع‬
‫وهذا ما ينافي مقصد الشريعة في حفظ المال وتنميته‪ ،‬وقد اشترطت الشريعة اإلسالمية‬
‫الضمان في الربح أي تحمل مسؤولية النشاط الحقيقي من خالل ملكية السلع والخدمات‬
‫والمنافع الالزمة لتوليد الثروة‪ .‬فقد قال الرسول عليه الصالة و السالم (الخراج بالضمان)‬

‫الوظيفة اإلقتصادية للمخاطر‪:‬‬


‫في غياب المخاطر ال توجد الحوافز الكافية لإلجتهاد و الحرص و التخطيط السليم‬
‫إلنجاز أي مشروع‪.‬‬

‫أنواع الغرر‪:‬‬
‫يمكن تقسيم الغرر إلى مستويين‪ :‬األول على مستوى الفرد (درجة المخاطر) وهو‬
‫ينافي مقصد الغنى ألنه تضييع للمال و الثاني على مستوى العقد و هو ينافي العدل ألنه‬
‫ربح ألحد طرفي العقد على حساب اآلخر‪.‬‬
‫أ‪-‬درجة المخاطر‪ :‬الغرر ما كان فيه احتمال الخسارة أكبر من أو يساوي احتمال‬
‫الربح و هذا هو الممنوع شرعا‪ .‬فالنصوص والقواعد الفقهية واضحة أنه إذا كان الغالب‬
‫هو الخسارة فالمعاملة ممنوعة بغض النظر عن حجم العائد‪.‬‬
‫ب‪-‬الغرر على مستوى العقد‪ :‬المستوى الثاني من الغرر يتعلق بتوزيع ثمرات العقد‬
‫بين الطرفين بحيث تكون النتيجة أن يكسب أحدهما على حساب اآلخر وهذا مايسمى بأكل‬
‫أموال الناس بالباطل‪.‬‬

‫ضابط القمار‪:‬‬
‫ضابط القمار هو أن يكون كل من الطرفين غانما أو غارما‪ ،‬بحيث ما يغنمه أحدهما‬
‫هو ما يغرمه اآلخر وهذا هو حقيقة أكل المال بالباطل المحرم شرعا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫الطريقة التي يتبعها الفقهاء عادة في تحديد ما إذا كانت معاوضة معينة من القمار أو‬
‫ال‪ ،‬تتفق مع ما يسمى في نظرية القرار باالستنتاج العكسي وتتلخص هذه الطريقة بحصر‬
‫النتائج المحتملة للعقد‪ ،‬ثم تقدير العلم بتحقق واحدة منها تلو األخرى‪ ،‬فإن كان أحد‬
‫الطرفين يرفض الدخول في العقد لو قدر تحقق كل واحدة من هذه النتائج‪ ،‬فالمعاملة غرر‬
‫محض أو قمار وال تكون مقبولة شرعا ً‪.‬‬
‫فبيع البعير الشارد بثمن قليل طبعا‪ ،‬له احتماالن أن يجد المشتري البعير سليما أو ال‬
‫يجده كذلك‪ ،‬فإن وجده سليما قال البائع ‪ :‬قمرتني (بمعنى خدعتني) وإال قال المشتري‬
‫قمرتني‪.‬‬

‫ضمان سلعة معينة‪:‬‬


‫هو أن يأتي شخص و يطلب من اآلخر أن يضمن له سلعة معينة مقابل مبلغ محدد لمدة‬
‫محددة فإن تلفت السلعة خالل تلك المدة على الضامن أن يدفع ثمنها للمضمون‪ .‬وهذا‬
‫غرر ممنوع شرعا بإجماع العلماء ألنه البد و أن يرفض أحد الطرفين الدخول في العقد‬
‫في كل حالة من حاالت النتائج المحتملة‬
‫وسبق أن مفهوم القمار عند الفقهاء مبني على هذا المعنى وهو النظر في نتائج العقد‪،‬‬
‫وأن أحدهما البد أن يعترض ويقول لآلخر قمرتني‪.‬‬

‫مغالطة التعميم‪:‬‬
‫يجب أن يحب المرء آلخيه ما يحب لنفسه ولذا فالقمار ينافي مبدأ األخوة وال يقبل‬
‫التعميم وكذلك يولد البغضاء و العداوة بين الناس‪.‬‬

‫الغرر اليسير و الكثير‪:‬‬


‫المبادالت اإلحتمالية‪:‬‬
‫أ‪-‬مبادالت تسمح بانتفاع الطرفين‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫مبادالت إيجابية‪ :‬هذه المبادالت مشروعة طالما كان الغالب على ظن الشريكين هو‬
‫ربح المشروع و نجاحه كما في عقود المشاركات التي يربح فيها الشريكان معا أو‬
‫يخسران معا‪.‬‬
‫مبادالت غير صفرية‪:‬‬
‫القاعدة في هذا النوع من المبادالت أن يكون الحكم بناء على الغالب ومقصود‬
‫الطرفين‬
‫‪-‬فإذا كان احتمال انتفاع الطرفين هو الغالب‪ :‬وهو مقصود الطرفين فإن المعاملة تكون‬
‫مشروعة‪ ،‬ويكون حينئذ احتمال انتفاع أحدهما وخسارة اآلخر من باب الغرر اليسير‬
‫المغتفر شرعا‪ ،‬كعقود المزارعة الجعالة و العربون و السلم و اإلجارة‪.‬‬
‫*العربون‪ :‬وهو أن يدفع المشتري مبلغا من المال على أنه إن أمضى البيع احتسب من‬
‫الثمن‪ ،‬وإن ألغي البيع خسر العربون‪.‬‬
‫هو إذن يحتمل انتفاع الطرفين فيما لو تم الشراء‪ ،‬ويحتمل انتفاع البائع على حساب‬
‫المشتري إذا لم يتم الشراء‪ ،‬و العبرة هنا بالغالب وبمقصود الطرفين‪.‬‬
‫فإن كان الغالب على الظن هو إمضاء العقد‪ ،‬وهذا هو مقصود الطرفين‪ ،‬فإن حالة‬
‫انتفاع البائع على حساب المشتري تعتبر من الغرر اليسير‪ .‬وإذا كان البيع لسلعة حقيقية‬
‫فإن هذين الشرطين متحققان في األغلب ومن هنا يتبين وجه القول بجواز العربون‪.‬‬
‫*عقد السلم‪ :‬وجه انتفاع الطرفين في السلم أن المشتري يحصل على خصم من الثمن‬
‫مقابل تأجيل المبيع‪ ،‬فيكون قد استفاد مقدار الخصم‪ ،‬بينما ينتفع البائع من خالل الحصول‬
‫على السيولة مقدما ً وتأخير تسليم المبيع‪.‬‬
‫إنما يتحقق الضرر ألحدهما عندما يتغير سعر المبيع وقت التسليم فإذا كان مقدار‬
‫التغير في السعر أكبر من مقدار انتفاعه بالعقد‪ ،‬في هذه الحالة يتضرر أحدهما وينتفع‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫وضع الفقهاء العديد من الشروط المختلفة للسلم لضمان ترجح احتمال انتفاع الطرفين‪.‬‬
‫وبسبب تقلب األسعار في العصر الحاضر يكون احتمال تضرر أحد الطرفين هو األقوى‬
‫لذا يمكن تطوير العقد بما يمنع أو يقلل هذا االحتمال‪ ،‬دون الوقوع في محذور شرعي‪.‬‬
‫ومن ذلك ما وقع في السودان من تطوير ما سمي بمعادلة اإلحسان بحيث يسري العقد كما‬

‫‪10‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫هو إال إذا بلغ التغير في السعر الثلث بالنسبة لرأسمال السلم‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم تحديد‬
‫مقدار المبيع بالقيمة وليس بالكمية‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان اإلنتفاع المفرد أرجح فهذا‪:‬‬
‫غرر فاحش‪ :‬إذا كان احتمال انفراد أحدهما باالنتفاع هو الغالب فإن هذا من الغرر‬
‫الفاحش أو الكثير الذي يوجب تحريم المعاملة‪،‬‬
‫كالبيع قبل بدو الصالح و المخابرة‪.‬‬
‫*المخابرة‪:‬هي أن يقوم رب األرض بتأجيرها للمزارع على أن لرب األرض‬
‫محصول قطعة معينة منها‪ ،‬وللمزارع قطعة أخرى وعادة يختار رب األرض القطعة‬
‫األوفر حظا ً وأغزر إنتاجاً‪ ،‬بينما يكون نصيب المزارع أقل حظا ً وأعلى مخاطرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبادالت ال تسمح بانتفاع الطرفين ‪:‬‬
‫المبادالت الصفرية‪:‬‬
‫‪-‬مع ملكية‪:‬كالقمار كالمشتقات المغطاة و التأمين التجاري‪.‬‬
‫‪-‬بدون ملكية‪ :‬كالرهان كالمشتقات الغير مغطاة‪.‬‬
‫*المشتقات المالية‪ :‬هي عقد على نقل مخاطر أصل ما (سهم أو غيره من أنواع‬
‫األصول) من طرف آلخر مقابل رسوم أو ثمن محدد‪ ،‬وهي من حيث الجوهر ال تختلف‬
‫عن التأمين التجاري‪ ،‬ألنها مبادلة لمخاطر أصل وليس لذلك األصل‪ ،‬ولذلك فإن تسوية‬
‫العقد تتم غالبا ً من خالل فروق األسعار وليس نقل ملكية األصل‪ .‬فإذا انخفض سعر السهم‬
‫في اختيار البيع مثال فإن الطرف المقابل يدفع الفرق في السعر بين سعر السوق والسعر‬
‫المتفق عليه في العقد‪ .‬وهي نوعان مشتقات مع ملكية األصل و بدون ملكية‪.‬‬
‫الفرق بين العربون و اإلختيارات المالية‪:‬‬
‫اختيار الشراء ليس الهدف منه هو شراء األصل من أجل تملكه و اإلنتفاع به أو من‬
‫غلته‪،‬بل من أجل بيعه بربح أثناء مدة العقد‪،‬و هو من المبادالت الصفرية أما العربون‬
‫الفقهي فينتمي إلى المبادالت الغير صفرية‪.‬‬
‫العربون ال يستخدم من أجل التربص بالسعر بل من أجل التروي و التثبت من مدى‬
‫مناسبة المبيع للمشتري‪ ،‬الفرق بين التربص بالسعر و التروي هو أنه في حالة التربص‬
‫‪11‬‬
‫‪:‬قميحة نريمان الفوج‪ 6‬تلخيص جزئي الربا و الغرر من كتاب مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي‬

‫أن سعر األصل يمكنه أن يتغير بدرجةكبيرة لكن في حالة التروي فإن المبيع معلوم و‬
‫منفعته معلومة مستقرة‪.‬‬
‫التفريق بين التحوط والمجازفة‪:‬‬
‫اتجه بعض المعاصرين إلى جواز المشتقات‪ ،‬مثل اختيار الشراء واختيار البيع‪ ،‬إذا‬
‫كانت تستخدم للتحوط أي لتجنب المخاطر‪ ،‬وليس للمجازفة‬
‫ال يمكن أن يوجد تحوط دون مجازفة‪ ،‬ألنه ال يمكن أن يتخلص شخص من المخاطر‬
‫إال إذا وجد أخر يقبلها بمقابل‪ ،‬وهذه هي طبيعة المجازفة فالقول بجواز العقد للتحوط ال‬
‫للمجازفة تناقض ألنه ال يوجد األول إال إذا وجد الثاني‪ .‬ثم إن هذا يناقض منهج التشريع‬
‫في العقود‪ ،‬فالشرع حدد ضوابط العقود المشروعة والممنوعة‪ .‬فإذا كان العقد ممنوعا ً لم‬
‫يحل الدخول فيه‪ ،‬سواء كان لهدف مشروع أو ال‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like