Professional Documents
Culture Documents
الفصل الخامس :أساليب حل األزمة و كيفية التعامل معها و إجراءات الوقاية منها.
الخاتمة.
المراجع
مقدمة:
إن ظاهرة الصراع هي إحدى حقائق العالقات منذ فجــر التــاريخ ،و عــالم اليــوم يتمــيز بــالمتغيرات الســريعة الــتي
أسفرت عن توترات شتى و على الرغم من التقدم الحضاري و ثبات الدعائم و األسس الــتي تقــوم عليهــا العالقــات فــإن
العالم يتسم بتعددـ األزمات الناجمــة عن اختالل توازنــات القــوى الكــبرى مــع ســعي القــوى الصــغرى إلى تحقيــق المزيــد من
االستقالل و النمو مما أدى إلى حدوث صراعات و تحالفات تمثلت في أزمات عالمية ،إقليمية و محلية ذات طبيعــة زمانيــة
و مكانية مركبة و معقدة.
لقد كان تفاعل العالقات بين القوى و الكيانات المختلفة و صراعاتها الخفية و العلنية بهدف نقل مراكز السيطرة و
الهيمنة .إذ بينما تعمل الـدول المتقدمـة على امتالك عناصـر القـوة المختلفـة و االرتقـاء بوسـائلها الماديـة فـإن الـدول الناميـة
تختلف أزماتها ،بسبب إفرازاتها المتناقضة الناتجة عن الحقبــة االســتعمارية بــدال عن طموحـات اإلســتقالل و التنميــة .و إذا
كانت الدول المتقدة تتعامل مع أزمتها بمناهج علمية فإن الدول النامية ترفض إتباع هــذه األســاليب في مواجهــة أزماتهــا ممــا
يجعل األزمة أشد عمقا و أقوى تأثيرا بسب التفاعل الواضح بين عدم إتباع المناهج العلمية في التعامل مــع األزمــات و بين
الجهل بتلك المناهج و التمسك بتلك األساليب العشوائية..
و إذا كانت األزمات تحدث في كل زمان و مكان و بعد أن أصبح العالم وحدة متقاربة سياسيا و اقتصــاديا و ثقافيــا
و اجتماعيا بات أي من كياناته عرضة ألزمات الـتي تـأثر في مجتمعاتـه تـأثيرات متفاوتـة و لـذلك أصـبح اسـتخدام المنـاهج
العلمية في مواجهة األزمات ضرورة ملحة ،ليس لتحقيق نتائج إيجابية من التعامــل معهــا و إنمــا لتجنب نتائجهــا المــدمرة .و
علم إدارة األزمات يعد من العلوم حديثة النشأة و التي أبرزت أهميته من خالل التغيرات العالمية التي أخلت بموازين القــوى
اإلقليمية و العالمية و أوجبت تحليل حركتها و اتجاهاتها ،إذ يعمل هذا العلم على التكيف مــع المتغــيرات و تحريــك الثــوابت
ذات التأثير السياسي و االقتصادي و االجتماعي و الثقافي .
فماذا تـعني إدارة األزمة؟ و ما هي األسباب التي تؤدي إلى حدوثها ؟ و كيف تتم إدارتها و التحكم فيها؟
مفهوم األزمة:
كلمة (أزمة) هي كلمة عامة ومعروفة في الوسط االجتماعي بأنها مشـكلة يثـير اسـتخدامها في كثـير من المجـاالت
والنقاشات الحادة حول تحديد مفهوم معين أو اتجاه معين في القضايا العامــة أو الخاصــة ،قــد تكــون سياســية أو اقتصــادية أو
عسكرية أو اجتماعية .والمقصود بفكرة (أزمة) هنا -هي المشاكل أو األحداث التي تحــدث في المجتمــع وتزعــزع اســتقرار
للدولة و يكون حدوثها غير متوقع.
فقد تعددتـ تعريفات األزمة ،فــاختلفت في بعض الجــوانب ،واتفقت في جــوانب أخــرى ،وفيمــا يلي عــرض لبعض هــذه
التعريفات:
األزمة هي ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ،ويمثل نقطــة تحــول في حيــاة الفــرد ،أو الجماعــة ،أو المنظمــة ،أو المجتمــع،
وغالبا ً ما ينتج عنه تغيير كبير.
أو هي فترة حرجة أو حالة غير مستقرة يترتب عليها حدوث نتيجة مؤثرة ،وتنطوي في األغلــب علــى أحـــــداث ســــريعة
وتهــديـدـ للقيــم أو لألهداف التي يؤمن بها من يتأثر باألزمة.
أو هي موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في أحـد الكيانــات اإلداريــة من "دولـة ،مؤسســة ،مشـروع ،أسـرة" تتالحـق فيهــا
األحداث وتتشابك معها األسباب بالنتائج ،ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها أو على اتجاهاتها المستقبلية؛ إذ
تعتبر األزمة تحديا ً وصراعا ً بين متخذ القرار وبين القوى الصانعة لألزمة مرافقة لقلق أو قوى ضاغطة وتهدي ـدـ أمن الكيــان
اإلداري.
مفهوم إدارة األزمة:
تع ّددت التعريفات لمفهوم إدارة األزمات ،وإن كان المعنى العام لمجمــل هــذه التعريفــات واحــد وهــو "كيفيــة التغلب
على األزمة باألدوات العلمية اإلداريـة المختلفــة ،وتجنب سـلبياتها واالســتفادة من إيجابياتهــا" وإن كـان لكـل بــاحث تعريـف
مختلف في مفرداته ولكنه متفق في معناه.
فيعرف الباحث البريطاني (ويليامز) إدارة األزمات "بأنها سلسلة اإلجراءات الهادفة إلى السيطرة على األزمات ،والحــد من
تفاقمها حتى ال ينفلت زمامها مؤدية بذلك إلى نشـوب الحـرب ،وبـذلك تكـون اإلدارة الرشـيدة لألزمـة هي تلـك الـتي تضـمن
الحفاظ على المصالح الحيوية للدولة وحمايتها".
في حين يــرى الخبــير البعض أن إدارة األزمــات يجب أن تنطلــق من إدارة األزمــة القائمــة ذاتهــا وتتحــرك في إطــار
االستراتيجية العامة للدولـة ،وهـذا يتطلب تحديـد األهـداف الرئيسـة واالنتقائيـة للدولـة خالل األزمـة والتحليـل االسـتراتيجي
المستمر لألزمة وتطوراتها والعوامل المؤثرة فيهــا ،ووضــع البـدائل واالحتمــاالت المختلفـة وتحديــد مسـارها المسـتقبلي من
خالل التنبؤ واالختيار االستراتيجي للفرص السانحة وتحاشي أمر المخاطر التي تحملها األزمة أو التقليــل منهــا حيث يتطلب
ذلك معلومات وافرة ومعطيات مناسبة وإدارة رشيدة.
يكون المدير أسيرا لسلسلة متتالية من األزمــات و المشــكالت بســبب سـوء التخطيــط و عــدم العنايــة بــالتوقع و
انخفاض فعالية المواجهة و بالتالي ال يختار المدير ما يفعله و إنما يفرض عليه ما يفعله و أولوية أموره ال يحددها هو و إنما
تحددا األزمات المتتالية و بالتالي فبذال من أن يدير هو األزمات يصبح مدارا باألزمات.
يصعب تحديد مفهوم دقيق و شامل لألزمة و خاصة بعد اتسـاع نطـاق اســتعماله و انطباقــه على مختلــف صـور العالقـات
اإلنسانية و في مجاالت التعامل كافة .إال أن تطوره التاريخي ،قد ظهر في الطب اإلغـريقي القـديم ،تعبـيرا عن نقطـة تحـول
مصــيرية في تطـور المــرض ،يـرتهن بهـا شـفاء المـريض ،خالل فــترة زمنيــة محــددة ،أو موتـه ومن ثم ،تكـون مؤشـرات
المرض ،أو دالئل األزمـة ،هي األعـراض الـتي تظهـر على المـريض والناجمـة عن الصـراع بين الميكروبـات والجـراثيم
ومقاومة الجسم لها ،وليس عن األزمة المرضية التي ألمت به .وبعد أن شاع اصطالح األزمــة في المعــاجم والكتب الطبيــة،
بدأ استخدامه مع بداية القرن التاسع عشر في التعبــير عن ظهــور المشــاكل الــتي تواجههــا الــدول ،إشــارة إلى نقــاط التحــول
الحاسمة في تطور العالقات السياسية واالقتصادية واالجتماعية.
. في عام ،1937عرفت األزمة بأنها خلل فادح ،في العالقة بين العرض والطب ،في السلع والخدمات ورؤوس األموال
ومنذ ذلك التــاريخ بـدأ التوســع في اســتخدام مصــطلح األزمــة في إطـار علم النفس ،عنـد الحــديث عن أزمـة الهويــة .وكــذلك
اسـتخدمه الـديموغرافيون عنـد حـديثهم عن أزمـة االنفجـار السـكاني .وأسـفر اسـتخدامه عن تـداخل بين مفهـوم األزمـة و
المفاهيم المختلفة ذات االرتباط الحيوي والوثيق به.
الخطوة األولى لإلدارة السليمة لألزمة هي تحديد طبيعة أو نــوع األزمــة لكن تحديــد نــوع األزمــة ليس عمليــة ســهلة الن أي
أزمــة بحكم طبيعتهــا تنطــوي على عــدة جــوانب متشــابكة أداريــة اقتصــادية إنســانية جغرافيــة و سياســية ،و بالتــالي تتنــوع
التصنيفات بتعدد المعايير المستخدمة في عملية تحديدـ نوع األزمة .و على هذا األسـاس يمكن تصـنيف األزمـات اسـتنادا إلى
المعايير التالية:
.1حسب نوع و مضمون األزمة : فاألزمة قد تقع في المجال االقتصــادي أو السياســي أو .....الخ ،و وفــق هــذا المعيــار قــد
تظهر أزمة بيئية أو سياسية أو اقتصادية....و داخل كل نوع قـد تظهـر تصــنيفات فرعيـة مثـل :األزمـة الماليـة ضــمن
األزمة اإلقتصادية و هكذا.
.2حسب النطاق الجغرافي لألزمة : إن استخدام المعيار الجغرافي يؤدي إلى ما يعرف باألزمات المحلية الــتي تقــع في نطــاق
جغرافي محدود أو ضيق ،كما يحدث في بعض المدن و المحافظات البعيدة كانهيار جسر .
.3حسب حجم األزمة : فقد تكون األزمة صغيرة أو محدودة تقع داخل إحــدى المنظمــات أو مؤسســات المجتمــع ،و قــد تكــون
متوسطة أو كبيرة.
و يعتمد معيار الحجم على معايير مادية كالخسائر الناجمة عن أزمة المرور أو تعطل في توليد الطاقة الكهربائيــة ،ثم هنــاك
في كل أزمة معايير معنوية كاألضرار و اآلثار التي لحقت بالرأي العام و بصورة المجتمع أو المؤسسة التي تعرضت
لألزمة..
.4حسب المدى الزمني لظهور و تأثير األزمة : في هذا اإلطار هناك نوعان من األزمات :
* األزمة االنفجارية السريعة : و تحدث عادة بسرعة و فجأة كمــا تختفي بســرعة و تتوقــف نتــائج هــذه األزمــات على
الكفاءة في إدارة األزمة ،مثال ذلك :اندالع حريق ضخم في مصنع إلنتاج مواد كيماوية.
* األزمة البطيئة الطويلة : تتطور هذه األزمــة بالتـدرج ،و تظهــر على الســطح رغم كــثرة اإلشـارات الــتي صـدرت
عنها لكن المسؤولين لم يتمكنوا من استيعاب دالالت هذه اإلشارات و التعامل معها ،و ال تختفي هذه األزمة سريعا بل
قد تهددـ المجتمع لعدة أيام ،من هنا البد من تعديل الخطة الموجودة لمواجهــة األزمــة و وضــع خطـة جديــدة و التعامــل
معها بسرعة و بدون تردد.
.5حسب طبيعة التهديدات الـتي تخلـق األزمـة : تختلـف التهديـدات الـتي تواجـه المنظمـة أو المجتمـع و بالتـالي يمكن تصـنيف
األزمات استنادا إلى نوعية و مضمون التهديد ،فهناك تهديــدات خارجيــة موجهــة ضــد المعلومــات و مجموعــة متعلقــة
باألعطال و الفشل و تهديد خـارجي موجـه ضـد اقتصـاد المنظمـة و الخسـائر الفادحـة و تهديـدات نفسـية و األمـراض
المهنية.ـ
.6حسب أسباب األزمات : و يمكن تقسيمها حسب هذا المعيار إلى :
أزمات تظهر نتيجة تصرف أو عدم تصرف المنظمــة و تتضــمن األخطــاء اإلداريــة و الفنيــة أو الفشــل في تحقيــق
أساليب العمليات المعيارية.
األزمات الناتجة عن االتجاهات العامة في البيئة الخارجية.
األزمات الناتجة من خارج المنظمة و ليس للمنظمة أي دخل في حدوثها.
األزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالفيضانات و الزالزل و البراكين.
.7حسب طبيعة أطراف األزمة : استنادا إلى طبيعة الطــرف أو األطــراف المنخرطــة في األزمــة أو تأثيرهــا على الدولــة يمكن
التمييز بين األزمات الداخلية و الخارجية ،فإذا تعلق األمر بأحد جــوانب الســيادة الخارجيــة للدولــة أو انخــرط طــرف
خارجي في الموقف كانت األزمة دولية خارجيــة ،أمــا إذا ارتبــط األمــر بتفــاعالت القــوى السياســية و المجتمعيــة في
الداخل كانت األزمة داخلية
إن لكل شيء سببا ً فإن هناك عوامل تتسبب في وجود األزمــة؛ فهي ال تنشــأ مجـزأة ،وليســت وليــدة اللحظــة ،ولكنهــا نتــاج
تفاعل أسباب وعوامل نشأت قبل ظهور األزمة ،وتتعددـ األسباب التي تؤدي إلى نشوب األزمة نذكر منها:
عندما تكون المعلومات غير متاحة آو قاصرة آو غير دقيقة فان االستنتاجات تكون خاطئــة فتصــبح القــرارات أيضــا خاطئــة
وغير سليمة مما يؤدي آلي ظهور تعارض وصراعات وأزمات
-التفسير الخاطئ لألمور:
آن الخلل في عملية التقدير والتقويم لألمور واالعتماد على الجوانب الوجدانية والعاطفية أكــثر من الجــوانب العقالنيــة يجعــل
القرارات غير واقعية ويرتب ذلك نتائج تؤدي في النهاية آلي األزمة
-الضغوط:
هناك ضغوط داخلية وخارجية مثل الضرائب والمنافسة ومطالب العاملين والتكنولوجية الجديدة فتتصارع هذه الضغوط مــع
بعضها ويجد المدير نفسه وسط هذه الضغوط فيكون قد تقدم مراحل كثيرة في طريقه آلي األزمة
القيادة فن وعلم وموهبة فهي تتضمن التعامل مع الناس لــذلك علينــا توقــع التناقضـات واألمــور الــتي ال يمكن التنبــؤ بهــا الن
النفس البشرية معقدة لذلك من الصعب آن نتعامل معها دائما بمنهجية علمية لذلك علينا آن نفتح أذهاننا وعلى المدير آن يلعب
دوره بمهارة فائقة وان يرسم صور جميلة كالتي يرسمها الرسام بــاأللوان والفرشــاة وعلى المــدير آن يكــون كالموســيقي بــل
كقائد األوركسترا وعلى المدير آن يقلع عن أسلوب اإلدارة بالتهديدـ والوعيد والتعنيف.
-الجمود والتكرار:
بعض مدراءنا والعاملين يختارون طريق الجمود والتكرار في أداء العمل ألنه الطريق الذي يعــود بنــا ســالمين وهنــاك كثــير
من الناس يضيعون حياتهم منتظرين انفراج المشكالت وفي هذه الحالة تتراكم المشكالت وتكـون مقدمـة لحـدوث األزمـة فال
يقبلون التغير والتطوير بسهولة ولألســف آن اغلب المــديرين يتصــفون بــالجمود الفكــري والـروحي والضــميري واإلبــداعي
والتطويري والتشريعي
-غياب آو تعارض األهداف:
آن المديرون الذين يسمحون للحريــق آن ينشــب ثم بعــد ذلــك يوظفــون كــل طاقــاتهم إلخمـاد هــذا الحريــق ألنهم يشــعرون آن
األزمات تواجههم باستمرار فهم ببساطة سيقولون انه ليس لديهم وقت لوضع األهداف
-البحث عن الحلول السهـلة:
إن حل المشكالت واألزمات يتطلب بذل الجهد والعرق وأعمال العقل أما البحث عن الحلول السهلة يزيد المشكالت ويعقــدها
ويحولها آلي أزمات.
- ســوء اإلدراك : يمثــل اإلدراك مرحلــة اســتيعاب المعلومــات الــتي أمكن الحصــول عليهــا والحكم التقــديري على األمــور
المعروضة .
-سوء التقييم : و ينشأ في كثير من األحيان من المغاالة في الثقة بالنفس وفي القدرة الذاتية على مواجهة الطرف اآلخر .
-تعارض األهداف : إن تعارض األهداف الخاصة ،يؤدي إلى انهيار الثقة في متخــذ القــرار ،األمــر الــذي يوســع من دائــرة
عدم المصداقية والشك في قدراته ،وتزداد بالتالي وتتفاقم األزمة.
المفاجأة العنيفة و الشديدة لدرجة أنها تكون قادرة على شد االنتباه لجميع األفراد و المنظمات. -1
التشابك و التداخل في عناصرها و عواملها و أسبابها. -2
عدم التأكد و عدم توفير المعلومات مما يسبب األخطاء في اتخاذ القرار و بالتالي تفاقم و تدهور األوضاع. -3
غالبا ما يصاحبها أمراض سلوكية غير مستحبة كالقلق و التوتر و حاالت عدم االنتباه و الالمباالة. -4
وجود مجموعة من الضغوط المادية و النفسية و االجتماعية تشكل في مجملها ضغطا ازموي على الجهاز اإلداري. -5
ظهور القوى المعارضة و المؤيدة ( أصحاب المصالح ) يؤدي إلى تفاقم األزمة. -6
مرحلة الصدمة : وهو ذلك الموقــف الــذي يتكــون نتيجــة الغمــوض ويــؤدي إلى اإلربــاك والشــعور بــالحيرة وعــدم -1
التصديق لما يجري وهي مرحلة تتناسب عكسيا مع مدى معرفة وإدراك اإلنسان.
مرحلة التراجع : تحدث هذه المرحلة بعدـ حدوث الصدمة ،وتبدأ بوادر االضطراب والحيرة بالظهور بشكل متزايد -2
ويصاحب ذلك أعراض منها زيادة حجم األعمال التي ال جدوى منها (األعمال الفوضوية).
مرحلة االعتراف : وهنا تتجلى عقالنيـة التفكــير -فيمــا بعـد امتصـاص -الصــدمة حيث تبــدأ عمليـة إدراك واسـعة -3
ومراجعة لالزمة بغية تفكيكها.
مرحلــة التــأقلم : حيث يتم اســتخدام اســتراتيجيات معين ـةـ باالضــافة إلى اســتخدام المــوارد البشــرية والماديــة في -4
المنظمة للتعامل والتخفيف من آثار الالزمة .وما لم يتم التعامل بذكاء وحــذر في هــذه المرحلــة فــان األمــور سـوف
تتجه بخط بياني نحو الكارثة .وقد أطلقت على هذه المرحلة تسميات أخرى من أبرزها ،مرحلــة اإلنــذار المبكــر أو
مرحلة اكتشـاف إشـارات الخطـر ،وهي بهـذا المعـنى أولى خطـوات إدارة األزمـة تليهـا مجموعـة أسـاليب وقائيـة
وسيناريوهات معينة تتابع أحداث األزمة وتحدد لكل فرد في فريق األزمة ،دوره بمنتهى الوضوح .وتهــيئ وســائل
عمل تحد من اإلضرار وتمنعها من االنتشار.
والى هنا نكون قد وصلنا إلى المرحلة التاليــة من مراحــل إدارة األزمــة أال وهي مرحلــة اســتعادة النشــاط وتشــتمل على
إعداد وتنفيذ برامج قصيرة وطويلة األجل سبق وان تم اختبارها بنجاح على أزمات مشابهة وعادة ما تكتنــف هــذه المرحلــة،
روح الحماس تقود إلى تماسك الجماعة وتكاتفها،في مواجهة الخطر.
مواجهة األزمة منذ نشأتها مرورا بمرحلة الحد من خطرهــا و حــتى التغلب عليهــا تتطلب االلــتزام بعــدة مبــادئ أساســية هي
بداية نجاحها ،و تتمثل مواجهتها في اآلتي:
يعد هذا العامل من أهم عوامل النجاح في مواجهة األزمة و السيما الهدف الرئيسي الذي كثيرا ما يكون غير واضح .فمعرفة
السبب الرئيسي يمثل % 50من معالجتها و مواجهتها .و البد من تنسيق األهــداف و تحديـدـ أســبقيتها إذ أن الهــدف الرئيســي
المتمثل في مواجهة األزمة برمتها قد يكون غير ممكن أو خارج اإلمكانيات و القدرات المتاحة فيعمدـ إلى تجزئته ،و تحديــدـ
الهدف ال يعني انتقاء عامل المخاطرة الذي قد ينطوي على بعض اإلخفاقات أو النجاحات.
هذه الخطوة هي أول خطوات تحقيق الهدف ،إذ تنأى بمتخذي القرار عن التأثر بالصدمات و تتيح لهم المبــادأة الــتي تخضــع
األزمة لعامل رد الفعل العكسي فيمكن السيطرة عليها و الحد من خطرها.
المباغتة: -3
تكاد المفاجأة تحقق السيطرة الكاملة على األزمة و لفترات مالئمة إذ إن إعالن أسلوب مواجهتهــا يمكن أن يســفر عن فشــل
الجهود المبذولة لحلها بينما نتائج المفاجأة تتيح الحد من خطرها و القضاء عليها و لتحقيــق المباغــة البـدـ من الكتمــان الشــديدـ
في حشدة القوة المكلفة بالتعامل مع األزمة و لتوصيلها إلى أقرب ما يمكن من الهدف .
امتالك القوة من عوامل النجاح في مواجهة األزمة و إحداث التأثير المطلــوب في المحيــط المحلي و الــدولي وفقــا لنطاقهــا و
يهدف تنظيم القوى إلى حشد كافة اإلمكانيات المادية و البشرية و تعبئتها معنويا تعبئة تمكنها من مواجهــة األزمــة و القضــاء
عليها و القوة تنظمن مقومات متعددة بعضها مرتبط بمكان األزمة و اآلخر يرتبط بزمان األزمة و المرحلة الــتي بلغتهــا .و
يتضمن من حشد القوة خمسة جوانب أساسية تتمثــل في القــوة الجغرافيــة الناتجــة من تفاعــل اإلنســان مــع المكــان و المــوارد
البيئية و القوى االقتصادية التي تتمثل في الموارد المتاحــة و القـوة العسـكرية من حيث حجمهـا و نـوع تشـكيالتها و روحهـا
المعنوية ،و الجانب التاثيري ما يعني الجهد التاثيري المنظم في الرأي العام في الداخل و الخارج بما يحــد من قــدرة الطــرف
اآلخر و فعاليته و يضعف قواه .و يجب أال يكون الحشد وهميا فالبد أن تراعى فيه التقنيـات و الخـبرات البشـرية الـتي يمكن
تفعيلها لمواجهة األزمة.
قد تعجز القدرات المتاحة عن مواجهة األزمة الناشئة سواء كانت محليـة أو دوليـة فتتحتم االسـتعانة عليهـا بمسـاندة خارجيـة
تضاعف الطاقات على مواجهتها ،بل تساعد على اتســاع الرؤيــة و الشــمولية و التخصــص و تكامــل المواجهــة ،إضــافة إلى
السرعة و الدقة الناجمتين عن تنوع الخبرات و المهارات ة القدرات.
يزيد التالحق السريع و المتنامي إلحداث األزمة من حدة آثارها السلبية الناتجة من استقطاب عوامل خارجية مدعمة لهــا و
لدلك فان التعامل معها يتطلب التفوق في السيطرة على أحداثها من خالل المعرفة الكاملة بتطوراتها كما تتطلب هــذه العمليــة
التعامل مع العوامل المسببة لالزمة و القوى المدعمة لها.
يعد التامين المادي لألشخاص و الممتلكات ضرورة حتمية لمواجهة األزمة إذ يجب توقير الحــد األدنى من التــامين الطــبيعي
لكل من األشخاص و الممتلكات و المعلومات قبل حدوثها و توفير سبل الوقاية منها .و كذلك التأمين الحيــوي اإلضــافي عنــد
حدوث األزمة فعال و لدى يجب مواجهة قواها بقــوى أشـد منهـا إليقـاف تناميهــا ،و الحـد من امتـدادـ مجاالتهــا .و قوامــه هــو
تكوين احتياطات فعالة قد يحتاج إليها الكيان للتغلب على األزمة.
لدى فوجود نظام للتأمين هو ضرورة حتمية لمواجهة األزمات و هذا النظام يحــول دون اخــتراق الجــانب المعــادي و يحجب
المعلومات عنه و يعزله داخليا و خارجيا و هو بداية نهاية األزمة.
كان للتقدم العلمي الذي شهده العالم اثر بالغ في طبيعة األزمات ،التي أصبحت سريعة التطور فاستدعت التصدي السريع لها
ما يحتم وجود الكوادر العلمية المدربة على مواجهة األزمات .إذ كانت المواجهــة الســريعة أمــر حيــوي فإنهــا يجب أن تتســم
بالدقة كي ال تتزايد حدة األزمة.
يجب أن يكون تحديد اإلمكانيات و القدرات المخصصة لمواجهة األزمــة خاضــعة لحســابات دقيقــة ،فاإلســراف في اســتخدام
القوة يكون إهدارا لإلمكانيات من حيث نفقتهما مقارنة بمعدل األمان الــذي وفرتــه ،و رد الفعــل العكســي النــاتج عن األزمــة.
إضافة إلى أن اإلفراط و المبالغة في استخدام القوة يكون لهما رد فعــل و تحويــل مظــاهر األزمــة العلنيــة إلى ضــغط مســتتر
يصعب متابعته أو مالحظة تطوره بشكل دقيق.
إستراتيجية العنف
وتستخدم هذه االستراتيجية مع األزمة المجهولة التي ال يتوفر عنها معلومــات كافيــة وكــذلك تســتخدم مــع األزمــات المتعلقــة
بالمبادئ والقيم ومع األزمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع األزمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك
من خالل تحطيم مقومات األزمة وضرب الوقود المشـعل لالزمـة آو وقــف تغذيـة األزمــة بـالوقود الالزم الســتمرارها كمـا
يمكن حصار العناصر المسببة لالزمة وقطع مصادر اإلمداد عنها.
إستراتيجية وقف النمو:
تهدف هذه االستراتيجية آلي التركيز على قبول األمر الواقـع وبـذل الجهـد لمنـع تـدهوره وفي نفس الـوقت السـعي آلي تقليـل
درجة تأثير األزمة وعدم الوصول آلي درجة االنفجار وتستخدم هذه االستراتيجية في حالة التعامــل مــع قضــايا الــرأي العــام
واإلضـــرابات ويجب هنـــا االســـتماع لقـــوى األزمـــة وتقـــديم بعض التنـــازالت وتلبيـــة بعض المتطلبـــات من اجـــل تهيئـــة
الظروف للتفاوض المباشر وحل األزمة.
إستراتيجية التجزئة:
تعتمــدـ هــذه االســتراتيجية على دراســة وتحليــل العوامــل المكونــة لالزمــة والقــوى المــؤثرة فيهــا وخاصــة في األزمــات
الكبير والقوية حيث يمكن تحويلها آلي أزمات صغيرة ذات ضغوط اقل مما يسهل التعامل معها ويمكن هنا خلــق تعــارض
في المصالح بين األجزاء الكبير لالزمة والصراع على قيادة األجزاء واستمالتها وتقديم إغراءات لضرب التحالفات.
إســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتراتيجية اإلجهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاض :
يمثــل الفكــر الصــانع لالزمــة و الــذي يقــف وراء األزمــة في صــورة اتجاهــات معينــة تــأثير شــديد على قــوة األزمــة
وتركز هذه االستراتيجية على التأثير في هــذا الفكــر وإضــعاف األســس الــتي يقــوم عليهــا حيث ينصــرف عنــه بعض القــوى
وتضعف األزمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضـامن مـع هـذا الفكـر ثم التخلي عنـه وإحـداث
االنقسام.
وتهدف هذه االستراتيجية آلي اإلسراع بدفع القوى المشاركة في صناعة األزمة آلي مرحلة متقدمة تظهر خالفاتهم وتســرع
بوجـود الصـراع بينهم ويسـتخدم في هـذه االسـتراتيجية تسـريب معلومـات خاطئـة وتقـديم تنـازالت تكتيكيـةـ لتكـون مصـدر
للصراع ثم يستفاد منها.
إستراتيجية تغير المسار:
وتهدف آلي التعامل مع األزمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف أمامها و تركز على ركوب عربة قيادة األزمة
والسير معها ألقصر مسافة ممكنة ثم تغير مسارها الطبيعي وتحويلها آلي مسارات بعيدة عن اتجاه قمة األزمة ويستخدم
هنا الخيارات التالية :
.Iسجل األزمات:
البد من وجود سجل لألزمات توثق به المنظمات كل المواقف التي تعتبرها أزمات من شــانها تهديـدـ كيــان المنظمــة و يكــون
بمثابة ذاكرة للمنظمة.
تكوين فريق إلدارة األزمــات يكــون تمــثيالً ألعلى سـلطة ألن األزمــة تتطلب ردود أفعــال غــير تقليديــة مقيــدة
بضيق الوقت و ضغوط الموقف هذا نرى معظم الشركات اليابانية تتجه نحــو الالمركزيــة في عمليــة اتخــاذ
القرارات كما أن الشركات اليابانية تفضّل دائ ًما استخدام االجتماعات كوسيلة لحل األزمات و يطلق على هذا
النوع من هذه االجتماعات بحلقــات الجــودة اليابانيــة و الــتي تعتــبر بــدورها واحــدة من المهــام المســتخدمة في
تحديد األزمات و المشاكل و كيفية تحليلها" لذا نــرى أهميـة تبــني المنظمــات لعمليــة الالمركزيــة عنــد تكوينهــا
لفرق إدارة األزمات .و هناك نوعان من الفرق :
.IIIفريــق إلدارة األزمــات المحليــة :ينبثــق تكــوين الفريــق من حجم الكيــان اإلداري و تكوينــه و نطــاق
عمله ،المحلي و هو بصفة عامة يضم:
أخصائي قانوني :يكلف بمراجعة خطة األزمات و تحديد ما يجب إصداره من بيانات تتناول األزمة و
النتائج المترتبة عليها.
أخصــائي بالعالقــات العامــة :مهمتــه تفهم األســلوب اإلعالمي الالزم لتغطيــة األزمــة و كــذلك عقــد
المؤتمرات الصحفية.
خبراء فنيين :يعملون في الوحدات اإلنتاجية و يكون هدفهم تحسين األداء عندما تقع األزمة.
أخصائي مالي :يتدارك االرتباك المالي الناجم عن األزمات العنيفة على أن يكون ذا دراية كاملة
بالموقف المالي و االحتياطات المالية و يكلف بإعداد خطط مواجهة األزمات و مصــادر التمويــل
عند حدوثها.
أخصائي اتصاالت :يجهز مركز األزمات بوسائل اتصال متقدمــة تكنولوجيــا يــؤمن عنــد احــتراق
شبكتها.
أخصائي بالشؤون العامة :البـد من وجـود أخصـائي بالشـؤون العامـة لـه معرفـة كاملـة بالتعليمـات
الحكوميــة المتعلقــة باألحــداث و األزمــات الــتي تنتج من النشــاط الخــارجي للشــركة ،كمــا يتــولى
المراجعة الشاملة لخطة إدارة األزمة لتحديد المصادر المســؤولة عن التبليــغ و الجهــات الــواجب
إبالغها إضافة إلى صياغة التقارير.
رئيس الكيان اإلداري أو نائبه :يشارك في إعداد خطــط األزمــات نظــرا لدرايتــه الكاملــة بمختلــف
األدوار التي يمكن إسنادها للعاملين.
- .IVفريق إلدارة األزمات الدولية : و يظم:
جماعة اتخاذ القرار :تتألف من ممثلين دائمين على مستوى الدولة يرابطون في مركز إدارة األزمــات
و يمكنهم االستعانة بالعديد من الخبراء و المستشارين في مختلف التخصصات طبقا لطبيعة األزمــة و
نوعها و مكانها .و تتضح أهمية هذه الجماعة خالل المرحلة األولى إلدارة األزمة الدولية حينما تضــع
مقترحات القرار و خياراته المختلفة.
جماعة دعم القرار :وهي جماعة عمل يضمها تنظيم مركز إدارة األزمات و تتكون من:
-قسم التحليل و التقييم يشمل متخصصين بتحليل األزمات أيا كان نوعها و إعداد الخيارات للقرارات
المتخذة خالل مرحلة إدارة األزمة.
-قسم االتصاالتـ و المكلف بتوفير وسائل االتصال المختلفة لمركز إدارة األزمات.
-قسم التنسيق و عرض النتائج و الذي يتولى وســائل عــرض البيانــات و قواعــد المعلومــات و يكلــف
بتنظيم مركز إدارة األزمات و تشغيله في الفترات العادية و خالل اإلدارة الفعلية لالزمة.
-قسم اإلعالم و هو القسم المسؤول عن اإلعالم المحلي و اإلقليمي و الدولي الذي يهيئ الرأي العام
من خالل الوسائل المتاحة لتقبل القرارات المتخذة خالل األزمة .
جماعة المعاونة :تشمل األقسام المتعلقة بالتــدريب و التأهيــل و التخطيــط و األمن و اإلدارة الماليــة و
العالقات العامة و تكلف بتنظيم العمل الداخلي لمركز إدارة األزمات.
جماعة المستشارين :و هي جماعة منتقاة ،متمرسة بإدارة األزمات يستعين بها متخذوا القرار.
جماعة التنسيق :و هم مندوبون دائمون من مختلف الوزارات و خاصة الدفاع و األمن و الخارجيــة
و االقتصــاد و الماليــة و اإلعالم و الصــحة ،مهمتهم تنســيق الجهــود المختلفــة في إدارة األزمــات
اإلقليمية و الدولية على أن يستمر عملهم و يدوم في مركز إدارتها.
التخطيط كمتطلب أساسـي مهم في عمليـة إدارة األزمـات الن أفعالنـا مـا هي إال رد فعـل و شـتان مـا بين رد
الفعل العشوائي و رد الفعل ال ُمـــخطط لــه فمعظم األزمــات تتــأزم ألن أخطــاء بشــرية و إداريــة وقعت بســبب
غيــــــــاب القاعـــــــدة التنظيميــــــــة للتخطيـــــــط إن لم يكن لـــــــدينا خطـــــــط لمواجهــــــــة األزمــــــــات
فــــإن األزمــــات ســــوف تنهي نفســــها بالطريقــــة الــــتي تريــــدها هي ال بالطريقــــة الــــتي نريــــدها نحن .
من خالل ما تقدم يتضح لنا أن التدريب على التخطيـط لألزمــات يـــعد من المســلّمات األساســية في المنظمــات
الناجحة فهو يساهم في منع حدوث األزمة أو التخفيف من آثارها وتالفى عنصر المفاجآت المصاحب لها .
اســتخدام وســائل علميــة في التعامــل مــع األزمــات مثــل المحاكــاة و الســيناريو فالســيناريو هــو مجموعــة من
االفتراضات المتعلقــة بــالموقف في مجــال محــدد يقــوم فيــه النظــام بتحليلــه و دراســته ممــا يســاعد على وضــع
تصورات لألزمة و أيجاد بدائل عديدة للحلول الموضوعة
أهمية وجود نظام اتصاالت داخلي و خارجي فعّال يساعد على توافر المعلومات و اإلنذارات في وقت مبكر.
.VIIIالتنبؤ الوقائي :
يجب تبــني التنبــؤ الوقــائي كمتطلب أساســي في عمليــة إدارة األزمــات من خالل إدارة ســبّاقة وهي اإلدارة
المعتمدة على فكر التنبؤ اإلنذاري لتفادي حدوث أزمة مبكراً عن طريق صياغة منظومة وقائية مقبولة تعتمد
على المبادأة و االبتكار.
يفضل إنشاء مركز إلدارة األزمات الستخدامه عند تعرض الكيان اإلداري ألزمة معينة
تجميع المعلومات و تحليلها للمساعدة على بلورة سيناريوهات و استكشاف التحديات المختلفة.
توقع ردود الفعل في كل حالة وفقا للمتغيرات كي يمكن احتواء األزمة من دون اللجــوء إلى وســائل و
أساليب عنيفة كلما أمكن ذلك.
إعداد الدراسات المتكاملة للعوامل اإلدراكية و السيكولوجية و العقائدية لدى صانعي األزمــات تمهيــدا
الستنتاج تصرفاتهم عند وقوعها.
تطوير أجهزة صنع القرار و أحكام عملها و خاصة ما يتعلق بالمسؤوليات و المعلومات و االتصاالتـ
و االستفادة من الدراسة الحديثة.
الدراسة المستمرة للرأي العام الناجم عن األزمة و ما يطرأ عليه من تغيرات .
التنسيق المستمر مع األجهزة المختصة و إيجاد وسائل االتصال السريعة معها.
على المســتوى الــدولي ،إعــداد الدراســات المتكاملــة و المســتمرة عن مفــاهيم األزمــات و تطورهــا و
إدارتهــا و مــوازين القــوى و التركــيز في تلــك التطبيقيــة و العمليــة و إجــراء المقارنــات المختلفــة بين
األزمات .التنســيق مــع المراكــز المتخصصــة في إدارة األزمــات و تبــادل المعلومــات و اآلراء ســواء
كانت تلك المراكز محلية أو إقليمية أو عالمية.
العمل المستمر لتنمية مهارات العاملين و قدراتهم على مستوياتهم كافــة و تــدريبهم على االشــتراك في
اتخاذ القرارات و تنفيــذها .و ذلــك من خالل محاكــاة األزمــات الســابقة و المتوقعــة و عقــد النــدوات و
الدورات التدريبية التي ينظمها مركز إدارة األزمات.
يعد التعامل مع األزمـات احـد المحـاور المهمـة في اإلدارة ،حيث يقتضـي التعامـل مـع األزمـات وجـود نـوع
خاص من المديرين الذين يتسمون بالعديد من المهارات منها الشجاعة و الثبــات و االتــزان االنفعــاليـ و القــدرة
على التفكــير اإلبــداعي و القــدرة على االتصــال و الحــوار و صــياغة و رســم التكتيكــات الالزمــة للتعامــل مــع
األزمة.
و لقد اتفق معظم الكتاب و الباحثين على المراحل الخمس إلدارة األزمة و هي:
المرحلة األولى :اكتشاف إرشادات اإلنذار : و تتمثــل في التصــرفات الــتي تتخــذ للحــد من أســباب األزمــة و
تقليل مخاطرها ،و تتضمن هذه المرحلــة استشــعار اإلنــذار المبكــر الــذي ينــبئ بقــرب وقــوع األزمــة ،و تمثــل
إشارات اإلنذار المبكر مشكلة حيث يستقبل المديرون العديد من أنواع اإلشارات في نفس الــوقت ،و يكــون من
الصعب عليها التقاط اإلشارات الحقيقية و الهامة ،و قد يصعب التفرقة بين اإلشارات الخاصة بكل أزمــة على
حدا .إن جرس اإلنذار أو صــفارة الخطــر همــا بدايـة التفاعـل اإليجـابي للـدفاع عن النفس و هــو أمـر مشـروع
وواجب.
المرحلة الثانية :االستعداد و الوقاية : و تمثل األنشــطة الهادفــة إلى تغطيــة اإلمكانيــات و القــدرات و تــدريب
األفراد و المجموعات على كيفية التعامل مع األزمة و يجب أن يتوافر لــدى المؤسســة اســتعدادات و أســاليب
كافية للوقاية من األزمات و يتلخص الهدف من الوقاية في اكتشاف نقاط الضعف في المؤسسة و معالجتها قبـل
أن تستفحل و يصعب عالجها ،و السعي من اجل منع األزمة من الوقوع أو أن نديرها بشكل أفضل و يتطلب
ذلك إعداد مجموعة من السيناريوهات البديلة لمقابلة جميع االحتماالت و توقع المسارات التي يمكن أن تتخذها
األحداث و اختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد مألوفا و واضحا.
المرحلة الثالثة :احتواء األضرار أو الحد منها :تعني هذه المرحلة تنفيذ خطة المواجهة الــتي تم وضــعها في
المرحلــة الســابقة لتقليص األضــرار الناجمــة عن األزمــة ،إن الهــدف من هــذه المرحلــة هــو إيقــاف سلســلة
التأثيرات الناجمة عن األزمة و يتم احتواء اآلثار الناجمة عن األزمة و عالجها و تعتبر مهمة أساسية من مهام
إدارة األزمات التي تهدف في المقام األول إلى تقليل الخسائر ألدنى حد ممكن و ال شك إن كفاءة و فعاليــة هــذه
المرحلة تعتمد إلى حد كبير على المرحلة السابقة التي تم فيهــا االســتعداد و التحضــير لمواجهــة األزمــة ،و من
الضروري عزل األزمة لمنعها من االنتشار في بقية أجزاء المؤسسة أو في بقية الدول ،كمــا يجب أن يتفــرغ
المديرون للتعامل مع األزمة و ترك األمور العادية و اتخاذ القرارات الروتينية لمن يمكن إنابتهم.
المرحلة الرابعة :استعادة النشاط :يجب أن تتوفر للمؤسسة خطط طويلة و قصــيرة األجــل إلعــادة األوضــاع
لما كانت عليه قبل األزمة و استعادة مســتويات النشــاط ،و هــذه المرحلــة هي مرحلــة إعــادة التــوازن و تتطلب
قدرات فنية و إدارية و إمكانيات كبيرة و دعم مالي.
المرحلة الخامسة :التعلم :و تتضمن دروس هامة تتعلمها المؤسسة من خبراتها السابقة و كذلك من الخبرات
األخــرى لمؤسســة الــتي تمــر بأزمــات معينــة يمكن للمؤسســة أن تمــر بهــا ،و نجــد قليال من المؤسســات تقــوم
بمراجعة الدروس السابقة للتعلم من األزمات التي حدثت ،فاألمم الرشــيدة هي الــتي ال تلقي بتجاربهــا المريــرة
في سلة النسيان.
الفصل الخامس :أساليب حل األزمة و كيفية التعامل معها و إجراءات الوقاية منها:
هناك نوعان من أساليب حل األزمات ،األول معروف و متــداول و يصــطلح عليــه بــالطرق التقليديــة و الثــاني
عبارة عن طرق ال تزال في معظمها قيد التجريب و تدعى الطرق الغير تقليدية.
إنكار األزمة :حيث تتم ممارسة تعتيم إعالمي على األزمة و إنكار حدوثها و إظهار صالبة الموقــف
و أن األحوال على أحسن ما يرام و ذلــك لتـدمير األزمــة و الســيطرة عليهــا .و تســتخدم هـذه الطريقــة
غالبا في ظل األنظمة الديكتاتوريــة و الــتي تفــرض االعــتراف بوجــود أي خلــل في كيانهــا اإلداري و
أفضل مثال لها إنكار التعرض للوباء أو أي مرض صحي و ما إلى ذلك
كبت األزمة :و تعني تأجيل ظهور األزمة و هو نوع من التعامل المباشر مع األزمة قصد تدميرها.
إخماد األزمة :و هي طريقة بالغة العنف تقوم على الصدام العلني العــنيف مــع قــوى التيــار االزمــوي
بغض النظر عن المشاعر و القيم اإلنسانية.
بخس األزمة :أي التقليل من شان األزمة و هنا يتم االعــتراف بوجـود األزمــة و لكن باعتبارهــا أزمــة
غير هامة.
تنفيس األزمة :و تسمى طريقة تنفيس البركان حيث يلجــا المــدير إلى تنفيس الضــغوط داخــل البركــان
للتخفيف من حالة الغليان و الغضب و الحيلولة دون االنـفجار.
تفريغ األزمة :حسب هذه الطريقــة يتم إيجــاد مســارات بديلـة و متعــددة أمــام قــوة الــدفع الرئيســية و
الفرعية المولدة لتيار األزمة ليتحول إلى مسارات عديدة و بديلة تستوعب جهده و تقلل من خطورته.
-مرحلة الصدام :أو مرحلة المواجهة العنيفة مع القوى الدافعـة لألزمـة لمعرفـة مـدى قوتهـا و تماسـك القـوى
التي أنشأتها.
-مرحلة وضع البدائل :و هنا يقوم المدير بوضع مجموعة من األهداف البديلـة لكـل اتجـاه أو فرقـة انبثقت عن
الصدام
-مرحلة التفاوض مع أصحاب كل فرع أو بـديل :أي مرحلــة اسـتقطاب و امتصـاص و تكــييف أصـحاب كـل
بديل عن طريق التفاوض مع أصحاب كل فرع من خالل رؤية علمية شاملة على عدة تساؤالت مثل ماذا تريـد
من أصحاب الفرع اآلخر و ما يمكن تقديمه للحصول على ما تريد ؟.
عزل قوى األزمة :يقوم مدير األزمات برصد و تحديــد القــوى الصــانعة لالزمــة و عزلهــا عن مســار
األزمة و عن مؤيديها و ذلك من اجل انتشــارها و توســعها و بالتــالي ســهولة التعامــل معهــا و حلهــا و
القضاء عليها.
و هي طرق مناسبة لروح العصر و متوافقة مع متغيراته و أهم هذه الطرق ما يلي :
طريقة فرق العمل :و هي من أكثر الطرق استخداما في الوقت الحالي حيث يتطلب األمر وجود أكــثر
من خبير و متخصص في مجاالت مختلفة حتى يتم حساب كل عامل من العوامــل و تحديــد التصــرف
المطلوب مع كل عامل.
و هذه الطرق إما تكون طرق مؤقتة أو تكون طرق عمــل دائمــة من الكــوادر المتخصصــة الــتي يتم تشــكيلها و
تهيئتها لمواجهة األزمات و أوقات الطوارئ.
طريقة االحتياطي التعبوي للتعامل مع األزمات :حيث يتم تحديد مواطن الضعف و مصــادر األزمــات
فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه إذا حصلت أزمة و تستخدم هــذه الطريقــة غالبــا في
المنظمات الصناعية عند حدوث أزمة في المواد الخام أو نقص في السيولة.
طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع األزمات :و هي أكثر الطرق تأثيرا و تستخدم عندما تتعلق
األزمة باألفراد أو يكون محورها عنصــر بشــري و تعــني هــذه الطريقــة اإلفصــاح عن األزمــة و عن
خطورتها و كيفية التعامل معها بين الرئيس و المرؤوسين بشكل ديمقراطي شفاف.
طريقة االحتواء :أي محاصرة األزمة في نطاق ضيق و محدود و مثال ذلـك األزمـات العماليـة حيث
يتم استخدام طرق الحوار و التفاهم مع قيادات تلك األزمات.
طريقة تصعيد األزمة :و تستخدم عندما تكون األزمة غير واضحة المعالم و عندما يكون هناك تكتل
عند مرحلة تكوين األزمة فيعمد التعامل مع الموقف إلى تصعيد األزمة لفك هذا التكتل و تقليل ضــغط
األزمة.
طريقة تفريغ األزمة من مضمونها :وهي من انجح الطرق المستخدمة حيث يكون لكل أزمة مضــمون
نعين قد يكون سياسي أو اجتماعي أو ديني أو إداري.....و غيرهــا ،و مهمــة المــدير هي إفقــاد األزمــة
هويتها و مضمونها و بالتالي فقدان قوة الضغط لدى القوى االزموية و من طرقها الشائعة :
-التحالفات المؤقتة.
طريقة تفتيت األزمات :و هي األفضل إذا كانت األزمات شديدة و خطــرة و تعتمــد هــذه الطريقــة
على دراسة جميع جوانب األزمة لمعرفة القوى المشكلة لتحالفات األزمة و تحديد اطـار المصـالح
المتضاربة و المنافع المحتملة ألعضاء هذه التحالفات و من ثم ضــربها من خالل إيجــاد زعامــات
مفتعلة و إيجــاد مكاســب لهـذه االتجاهــات متعارضــة مـع اســتمرار التحالفـات االزمويـة و هكـذا
تتحول األزمة الكبرى إلى أزمات صغيرة مفتتة.
طريقة تدمير األزمة ذاتيا و تفجيرها من الداخل :و هي من أصعب الطرق غير التقليدية للتعامــل
مع األزمات و يطلق عليها اسم المواجهة العنيفة أو الصدام المباشر و غالبــا مــا تســتخدم في حالــة
عدم توفر المعلومات ،و تستخدم في حالـة الـتيقن من عـدم وجـود البـديل و يتم التعامـل مـع هـذه
األزمة على النحو التالي :
طريقة الـوفرة الوهميـة :و هي تسـتخدم األسـلوب النفسـي للتغطيـة على األزمـة كمـا في حـاالت
فقدان الموارد التموينية حيث يراعي متخــذ القــرار تــوفر هــذه المــواد للســيطرة على األزمــة و لــو
مؤقتا.
طريقة احتواء و تحويل مسار األزمة :و تستخدم في األزمات بالغة العنف و التي ال يمكن وقــف
تصاعدها و هنا يتم تحويل األزمــة إلى مســارات بديلــة و يتم احتــواء األزمــة عن طــرق اســتيعاب
نتائجها و الرضوخ لها و االعتراف بأسبابها ثم التغلب عليها و معالجة إفرازاتها و نتائجها بالشكل
الذي يؤدي إلى التقليل من إخطارها.
.IXالمسببات الخارجية:
أما إذا كانت األزمة ناتجة عن مسبب خارجي فيمكن استخدام إحدى الطرق اآلتية:
يتوسع بض الباحثين في رصد و تحليــل العوامـل الـتي تضــمن اإلدارة الفعالــة و الناجحـة لالزمـات حـتى أنهـا
تشمل كل العوامل و اإلجراءات الالزمة لنجاح أي نوع من اإلدارة في مجاالت الحيــاة المختلفــة ،لكن الرصــد
العلمي الدقيق لعوامل النجاح في إدارة األزمة يجب أن يركز على أهم العوامل ذات الصلة المباشــرة بموقــف
األزمة و بالمراحل المختلفة لتطورها في هذا اإلطار نركز على العوامل التالية :
إدراك أهمية الوقت ألنه أهم المتغيرات الحاكمة في إدارة األزمات فالوقت هـو العنصــر الوحيـد الـذي -1
تشكل ندرته خطرا بالغا على إدراك األزمة و على عملية التعامل معها فهو عامل مطلــوب الســتيعاب
األزمة و التفكير في البدائل و اتخاذ القرارات المناسبة و السرعة في تحريك فريق إدارة األزمات.
إنشاء قاعدة شاملة و دقيقة من المعلومات و البيانات الخاصة بكافة أنشطة المنظمــة و بكافــة األزمــات -2
و المخطر التي قد تتعرض لها .و آثار و تداعيات ذلك على مجمل نشاطاتها.
و من المؤكــد أن المعلومــات هي المــدخل الطــبيعي لعمليــة اتخــاذ القــرار في مراحــل األزمــة المختلفــة و
اإلشــكالية أن األزمــة بحكم تعريفهــا تعــني الغمــوض و نقص في المعلومــات،ـ من هنــا فوجــود قاعــدة أساســية
للبيانات و المعلومات تتسم بالدقة و التصنيف و سهولة االستدعاء قد يساعد كثيرا في وضع أسس قويــة لطــرح
البدائل و االختيار بينها .
توافر نظم إنذار مبكر تتسم بالكفاءة و الدقة و القدرة على رصد عالمات الخطر و تفســيرها وتوصــيل -3
هذه اإلشارات إلى متخذي القرار ،و يمكن تعريــف نظم اإلنــذار المبكــر بأنهــا أدوات تعطي عالمــات
مسبقة الحتمالية حدوث خلل ما يمكن من خاللها التعرف على أبعاد موقف ما قبل التدهور ،و تحولــه
إلى أزمة تمثل مصدر للخطر على المنظمة.
االستعداد الدائم لمواجهة األزمات عملية تعني تطـير القـدرات العلميــة لمنـع أو مواجهـة األزمـات و -4
مراجعة إجراءات الوقاية ووضع الخطط و تدريب األفراد على األدوار المختلفــة لهم أثنــاء مواجهــة
األزمات ،و قد سبقت اإلشارة إلى تدريب فريق إدارة األزمات.
القدرة على حشد و تعبئة الموارد المتاحة مع تعظيم الشعور المشترك بين أعضاء المنظمة أو المجتمع -5
بالمخاطر التي تطرحها األزمة .و بالتالي حشد و استنفار الطاقات من اجل مواجهة األزمــة و الحفــاظ
على الحياة ،و نشير إلى أن التحديات الخارجيــة الــتي تواجــه المنظمــات أو المجتمعــات قــد تلعب دور
كبير في توحيد فئات المجتمع و بلورة هوية واحدة له في مواجهة التهديد الخارجي.
نظام اتصال يقيم بالكفاءة و الفعاليــة :لقــد أثبتت دراســات و بحــوث األزمــة و الــدروس المســتفادة من -6
إدارة أزمــات و كــوارث عديــدة أن اتصــاالت األزمــة تلعب دور بــالغ األهميــة في ســرعة و تــدفق
المعلومات داخل المنظمة و بين المنظمة و العالم الخــارجي و بقــدر ســرعة و وفــرة المعلومــات بقــدر
نجاح اإلدارة في حشد و تعبئة الموارد و مواجهة الشائعات و كسب الجماهير الخارجيــة الــتي تتعامــل
معها المنظمة ،عالوة على كسب الرأي العام .
لم و لن تكن المكتبات و مراكز المعلومات في يوم ما بمنــأى و معـزل عن احتماليـة وقـوع كــوارث أو أزمــات
بهــا .فالمكتبــات على اختالف أنواعهــا و مراكــز المعلومــات شــأنها شــأن أي منظمــة أو مؤسســة في المجتمــع
مع ّرضة لحدوث أزمة أو كارثة و لكن يبقى السؤال هل المكتبات و مراكز المعلومــات على اســتعداد لمواجهــة
احتمالية تعرضها ألزمات أو كـوارث .يقـال إن تحديـد االسـتراتيجيات الوقائيـة من الكـوارث أو األزمـات هـو
مماثل تما ًما لما يتم في المكتبة من تحديد مسبق لسياسة التزويد للمقتنيات ،أو سياســة خــدمات المعلومــاتـ الــتي
سوف تقدمها للمستفيدين .فإن كل هذه السياســات تعتــبر ناقصــة ،إذا لم تلحــق بهــا سياســة خاصــة بــالكوارث و
األزمات و خطة مفصلة للتعامل معها ،و إجراءات تنفيذية واضــحة" .ال تتوقــف االســتراتيجيات الوقائيــة على
ضا تأمين األثاث و الممرات و المخارج و الفهارس و قواعــد البيانــات األفراد العاملين في المكتبة ،بل تشمل أي ً
و النسخ االحتياطية البديلة ،مع تأمين خاص بالمقتنيات .و االستراتيجية الحقيقة لوقاية المكتبــة من الكــوارث و
األزمات يجب أن تشمل رؤية واضحة للتأمين على جميع مكونات المكتبة ،من خالل عقد تأميني شامل ،يحقق
ضا مناسبًا للخسائر ،التي يمكن أن تقع على المكتبة في حال وقوعـ كارثــة مــا .و في دراســة :توصــلت إلى تعوي ً
أن هناك ضعفا في البنية األمنيــة لـدى المكتبــات وذلــك عــبر غيــاب السياســات المكتوبــة والممارســات المهنيــة
المتخصصة في مجـال أمن مرافـق المعلومـات .فقـد تـبين غيـاب السياسـات والخطـط المكتوبـة لـدى كثـير من
المكتبات ومراكز المعلومات التسع وعشرين التي شاركت في الدراسة ،حيث أوضــحت ســت مكتبــات فقــط أن
لديها سياسات أمنية معتمدة ،في حين تعتمد المكتبات ومراكز المعلومات التي ليس لديها سياسات وخطط أمنية
على عدد من األساليب عنـدما تواجـه مشـكالت أمنيـة منهـا االتصـال بالجهـات ذات العالقـة بحسـب موضـوعـ
المشكلة التي تواجهها أو تــترك التصــرف إلدارة المكتبــة لحــل المشــكلة في حينهــا ،بجــانب بعض الممارســات
واإلجراءات المتعارف عليها بين العاملين ولكنها غير مكتوبة .كمــا كشــفت الدراســة عن تــدني مســتوى كفــاءة
اإلجراءات األمنية في المكتبات ومراكز المعلومات المشاركة في الدراسة من وجهة نظــر العــاملين بهــا ،حيث
أفادت نسبة تصل إلى( )% 72.4بعدم رضاها عن كفاءة اإلجراءات األمنية التي تتخذها هذه المرافق .كما تبين
أن أبرز المشكالت والمعوقات األمنية الـتي يعـاني منهـا مجتمـع الدراسـة بحسـب رأي العـاملين هي التخـريب
المتعمد لمقتنيات المكتبة ومجموعاتها من قبل الرواد ،وتعرض المقتنيات للسرقة ،وجود تسر بات ميــاه تــؤدي
إلى تعرض مقتنيات المكتبة للتلف ،ووجود قــوارض وحشــرات تســببت في تلــف مقتنيــات المكتبــة وأجهزتهــا،
بجانب مشاكل التسليك الكهربائي .وأعاد المشاركون في الدراسة أسباب تلــك المشــكالت األمنيــة إلى قلــة عــدد
الموظفين المخصصــين للمهــام األمنيــة ،ونقص التجهــيزات والوســائل األمنيــة اآلليــة ،وضــعف المخصصــات
المالية ،وضعف االختبارات الدورية إلجراءات األمن والسالمة في المكتبة ،وقلة وعي المستفيدين من المكتبــة
وعدم التزامهم بالتعليمات ،مع صعوبة التغيير في المكتبة والتوسع في بعض مرافقها لتلبية حاجــة المســتفيدين.
وقد أوصت الدراسة بضرورة الحرص على إتباع سياسات أمن مكتوبة ومدروسة تتالءم مع طبيعة العمــل في
المكتبة واحتياجاتها الخاصة ،والسعي لتخصيص ميزانيات كافية للمتابعة الدورية للمكتبات وصيانتها وإعطــاء
موضوعـ األمن والسالمة في المكتبات أهمية خاصة .تعقيبًا على الدراسة يتبين لنــا مــدى أهميـة وضــع الخطــط
األمنية التي تحصر جميع األزمات و المشكالت التي من الممكن أن تتعرض لها المكتبات و مراكز المعلومات
فالنسبة التي أشارت لها الدراسة %72.4و التي تعبر عن عدم رضا العاملين هي نسبة كبـيرة و يتطلب األمـر
ضا يتبين لنا غياب السياسات األمنية في مجال مرافق المعلومات. إعادة نظر .أي ً
أن يكون مرجع إدارة األزمة نابع من كتاب هللا وسنة رسوله – صلى هللا عليه وسلم . -
الشعور 6بالطمأنينة والثقة باهلل سبحانه وتعالى 6ثم الثقة بالذات والنفس ويضع في اعتباره قوله
تعالى ومن يتوكل على هللا فهو حسبه) .
التعلق باهلل جل وعال واإلكثار من الدعاء ...يقول تعالى ( :وقال 6ربكم 6أدعوني أستجب لكم إن
الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ...
الثقة باهلل جل وعال ...يقول تعالى ( :فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ) ...
االستفادة مما سبق من تجارب ماضية ...يقول عليه الصالة والسالم ( :اليلدغ المؤمن من جحر
مرتين ) متفق عليه ...
عدم تقليد المنظمات األخرى 6في حلول األزمات التي تتبعها ،فما يناسب منظمة ليس بالضرورة
أن يناسب أخرى لعدم تكافؤ الظروف ...
المبادأة واالبتكار فيما يخدم تغيير المنظمة نحو األفضل ...
ان يتبنى إدارة األزمات داخل المنظمة قائد يتمتع بصفات تؤهله إلدارة األزمات وحل المشكالت
ومن هذه الصفات العلم -الخبرة -الذكاء سرعة البديهة – القدرة في التأثير على األفراد– 6التفكير
اإلبداعي والقدرة على حل المشكالت والسيطرة على األزمات – الرغبة والحماس) ..
الموازنة الموضوعية بين البدائل المتاحة واختيار 6أقربها إلى حل األزمة وتحقيق 6مصلحة العمل
والمنظمة فيما ال يخالف الشريعة ...
يعتبر ( الصبر ) من أهم الصفات التي يجب على القائد التحلي بها عند األزمة ...
االستخارة – كان الرسول صلى هللا عليه وسلم يقول ( :ما خاب من استخار 6وما ندم من استشار
) .
التمسك بالقيم والمثل واألخالق 6والسلوكيات الحسنة ...
الشجاعة ...
التفاؤل وعدم التشاؤم 6:فيجب على المسلم أال ينظر لألزمة على إنها كلها شر ،فالنظرة السلبية
تعوق 6التفكير السليم ...
ً
على القائد ان يتذكر دائما قاعدة ( :ما أصابك لم يكن ليخطئك ) :هذه الوصية تجعلك تظفر
بثمرة ( اإليمان بالقضاء والقدر ) ...
تجنب الغضب وقت األزمة :ألن الغضب يؤدي إلى تشويش التفكير وعدم التركيز وبالتالي
قرارات عشوائية ...
توسيع نطاق المشاورة :يقول تعالى ( :وشاورهم 6في األمر فإذا عزمت فتوكل على هللا ).
التعاون بين األفراد داخل المنظمة للعمل على حل المشكالت واألزمات التي يمكن أن تواجهها
المؤسسة ،وقد قال تعالى ( :وتعاونوا 6على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان ).
االستعانة والتوكل على هللا ..يقول صلى هللا عليه وسلم ( :أعقلها وتوكل ) .ويقول تعالى:
( كتب هللا ألغلبن أنا ورسولي 6إن هللا قوي عزيز ) .
العزم والعمل وعدم التخاذل والتردد :يقول تعالى ( :فإذا عزمت فتوكل على هللا ) .
الخاتمة:
من كل ما سبق نجد أن المتطلب األساسي في مجال إدارة األزمات هو التخطيط التنبــؤي من خال إنشــاء فريــق
إلدارة كل أزمة تمر بها الدولة أو المؤسســة و الــذي يــتيح تــدريب العــاملين بأفضــل الطــرق العلميــة لمجابهــة
األزمات المحتملة .فكل خطوة تقوم بهـا اإلدارة بـدون تخطيـط مسـبق هـو رد الفعـل تقليـدي و ال وجـود للفكـر
المبادر ال ُمـخطط لألزمات قبل حدوثها.