العقود المدنية

‫ملخص دروس مقياس العقود املدنية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ /‬بلدي كريمة‬
‫جامعة اإلخوة منتوري ـ قسنطينة ‪1‬ـ‬

‫كلية الحقو\شق ـ تيجاني هدام ـ‬
‫ملخص دروس مقياس العقود المدنية‬

‫من إعداد األستاذة‪ :‬بلدي كريمة‬
‫موجهة لطلبة السنة أولى ماستر تخصص قانون خاص معمق األفواج ‪1،2،1‬‬
‫وضع المشرع في نظرية العقد القواعد العامة التي تحكم العالقات التعاقدية بين األشخاص‪ ،‬والتي‬
‫يلجأ إليها طرفا العقد إذا لم يوجد اتفاق خاص على مخالفتها في حدود النظام واآلداب العامين‪ ،‬واضافة‬
‫إلى نظرية العقد نظم المشرع طائفة من العقود في القانون المدني تعتبر تطبيقا خاصا للقواعد العامة‬
‫الواردة في نظرية العقد‪ ،‬وجاء هذا التنظيم الخاص نظ ار ألهمية هذه العقود واالستعمال الواسع لها في‬
‫الحياة اليومية‪ .‬وسنتعرض في هذا المقياس إلى بعض العقود التي نظمها المسرع في القانون المدني‬
‫والمتمثلة في كل من عقد البيع عقد الرهن وعقد االيجار‪.‬‬
‫عقد البيع‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬عرف المشرع الجزائري عقد البيع بموجب المادة ‪ 153‬من القانون المدني بقوله‪" :‬البيع عقد‬
‫يلتزم بمقتضاه‪ ،‬البائع أن ينقل للمشتري شيء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي"‪.‬‬
‫خصائص عقد البيع‪ :‬يستشف من نص المادة ‪ 153‬المذكورة أعاله أن عقد البيع يتميز بعدة خصائص‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬عقد ملزم لجانبين‪ :‬يمتاز عقد البيع بوجود طرفان هما البائع والمشتري بحيث يرتب‬
‫التزامات متقابلة في ذمة كل منهما‪ ،‬فيلتزم البائع بنقل الملكية ويلتزم المشتري بدفع ثمن‬
‫الشيء المبيع‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫موجهة لطلبة السنة أولى ماستر تخصص قانون خاص معمق‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬
‫‪ ‬عقد معاوضة‪ :‬أي البد أن يقدم كل طرف مقابل ما يأخذه وهو بذلك يتميز عن عقد الهبة‪،‬‬
‫ويجب أن يقابل الشيء المبيع بمبلغ من النقود يسمى الثمن وهو بذلك يتميز عن‬
‫المقايضة‪.‬‬
‫‪ ‬عقد رضائي‪ :‬فينعقد بمجرد تطابق اإلرادتين دون مراعاة شكلية ما إال أن المشرع استثنى‬
‫من هذا األصل بيع العقارات والحقوق العقارية إذ ال ينعقد عقد البيع إال إذا أفرغ على شكل‬
‫رسمي فقد نصت المادة ‪ 123‬مكرر ‪ 13‬مدني على أنه " زيادة على العقود التي يأمر‬
‫القانون بإخضاعها إلى شكل رسمي يجب تحت طائلة البطالن تحرير العقود التي تتضمن‬
‫نقل ملكية عقار أو حقوق عقارية أو محالت تجارية أو صناعية أو كل عنصر من‬
‫عناصرها‪ ... ،‬في شكل رسمي"‪.‬‬
‫‪ ‬عقد ناقل للملكية‪ :‬إن أهم خاصية لعقد البيع أنه ينقل الملكية من البائع إلى المشتري‬
‫مقابل ثمن نقدي‪ ،‬إذا كان محله منقول معين بالذات‪ ،‬أما إذا كان منقول معين بالنوع فإن‬
‫دور عقد البيع يقتصر على انشاء التزام في ذمة البائع بنقل الملكية والتي يتم نقلها بفعل‬
‫مادي هو االفراز‪ ،‬وكذلك األمر إذا كان محل العقد عقار أو أحد الحقوق العينية األصلية‬
‫الواردة عليه‪ ،‬فإن عقد البيع ال ينقل الملكية بل تنتقل بموجب الشهر‪.‬‬
‫أركان عقد البيع‪:‬‬
‫التراضي‪:‬‬
‫يشترط النعقاد عقد البيع اقتران إرادتين متطابقتين‪ ،‬أي وجود إيجاب معين وقبول مطابق له‪ ،‬و‬
‫يستوي أن يصدر اإليجاب من البائع أو المشتري‪ ،‬كما ينبغي االتفاق على العناصر الجوهرية للبيع و هي‬
‫طبيعة العقد و المبيع و الثمن‪ ،‬أما العناصر الثانوية كمكان تسليم المبيع و مكان دفع الثمن‪ ،‬فال يجب أن‬
‫يتم اإلتفاق عليها‪ ،‬بل يكفي أال يحصل خالف بين الطرفين بشأنها‪ ،‬إذ تكفل المشرع الجزائري بتنظيم عقد‬
‫البيع و بيان أحكامه‪ ،‬و تحديد التزامات البائع و المشتري‪ ،‬و هذا عند عدم وجود اتفاق بين الطرفين في‬
‫هذا الصدد‪.‬‬
‫وتسري على تبادل اإليجاب والقبول األحكام العامة التي نص عليها المشرع الجزائري في المواد‬
‫من ‪ 55‬إلى ‪ 01‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫شروط صحة التراضي‪:‬‬

‫األهلية‪ :‬كما يجب لصحة الرضاء أن يكون صاد ار من ذي أهلية‪ ،‬و عقد البيع من التصرفات‬
‫الدائرة بين النفع و الضرر‪ ،‬و لذلك يشترط لصحته توفر أهلية األداء‪ ،‬فإن صدر من ناقص أهلية كان‬
‫قابال لإلبطال‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 31‬من قانون األسرة الجزائري و التي جاء فيها ما يلي " من‬
‫بلغ سن التمييز و لم يبلغ سن الرشد طبقا للمادة ‪ 31‬من القانون المدني تكون تصرفاته نافذة إذا كانت‬
‫نافعة له‪ ،‬و باطلة إذا كانت ضارة به‪ ،‬و تتوقف على إجازة الولي أو الوصي فيما إذا كانت مترددة بين‬
‫النفع و الضرر‪ ،‬و في حالة النزاع يرفع األمر للقضاء‪ ".‬وسن التمييز طبقا لنص المادة ‪ 32‬من القانون‬
‫المدني الجزائري هو ‪ 31‬سنة‪ ،‬أما سن الرشد فهو ‪ 35‬سنة كاملة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 31‬من‬
‫القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫سالمة اإلرادة من العيوب‪ :‬كما يشترط لصحة البيع خلو اإلرادة من العيوب‪ ،‬أي أال تكون إرادة أحد‬
‫المتعاقدين مشوبة بغلط أو تدليس أو إكراه أو استغالل‪ ،‬فإذا شاب إرادة البائع أو المشتري عيب من هذه‬
‫العيوب كان عقد البيع قابال لإلبطال‪ ،‬ويقصد من هذه العيوب ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الغلط‪ :‬هو توهم يقع في ذهن الشخص‪ ،‬فيصور له األمر على غير حقيقته‪ ،‬ويكون هذا التوهم‬
‫هو الدافع إلى التعاقد‪.‬‬
‫‪ ‬التدليس‪ :‬استخدام وسائل احتيالية من قبل أحد المتعاقدين إليقاع المتعاقد اآلخر في غلط من‬
‫شأنه أن يدفعه للتعاقد‪.‬‬
‫مما يدفعه‬
‫حق بخطر يحيط به أو بآخرين غيره ّ‬
‫‪ ‬االكراه‪ :‬هو إجبار المتعاقد أو التّهديد دون وجه ّ‬
‫بموجب هذا التّهديد إلى إبرام العقد‪.‬‬
‫‪ ‬االستغالل‪ :‬هو استغالل الطيش البين أو الهوى الجامح الذي يعتري المتعاقد بغرض دفعه إلى‬
‫إبرام عقد يتحمل بمقتضاه التزامات ال تتعادل بتاتا مع العوض المقابل أو من غير عوض‬
‫وتجدر المالحظة أن المشرع الجزائري وضع أحكاما خاصة بحالة الغبن في بيع العقار غبنا يزيد‬
‫عن خمس قيمة المبيع وقت البيع‪ ،‬وذلك في المواد من ‪ 153‬إلى ‪ 161‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫العلم الكافي بالمبيع‪ :‬كما اشترط المشرع الجزائري في عقد البيع ضرورة علم المشتري بالمبيع علما كافيا‬
‫ليصح عقد البيع‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق رؤية المبيع ومعاينته‪ ،‬أو أن يشتمل عقد البيع على بيان المبيع‬
‫وأوصافه األساسية‪ ،‬واذا أقر المشتري في عقد البيع بأنه عالم بالمبيع سقط حقه في طلب إبطال عقد البيع‬
‫بحجة عدم العلم الكافي بالمبيع إال إذا أثبت غش البائع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 152‬من القانون‬
‫المدني الجزائري‪.‬‬
‫المحل في عقد البيع‪:‬‬
‫قصد بالمحل في عقد البيع الحق الذي يرد على شيء من األشياء وقد يكون الحق عينيا كحق‬
‫الملكية أو حق االرتفاق أو انتفاع أو ما إلى غير ذلك وقد يكون حقا شخصيا كما في حوالة الحق وقد‬
‫يكون حقا أدبيا معنويا كحق المؤلف‪ ،‬أي أنه الحق المتفق على نقل ملكيته في قالب قانوني أي االلتزامات‬
‫التي يراد إنشائها سواء التزام البائع بنقل الملكية والتزام المشتري بدفع الثمن‪.‬‬
‫ويشترط في المحل أربعة شروط‪ ،‬أن يكون مشروعا غير مخالف للنظام العام واآلداب‪ ،‬أن يكون‬
‫ممكنا غير مستحيل استحالة مطلقة وان يكون معينا بذاته أو بنوعه أو قابال للتعين وان يعلم المشتري‬
‫بالمبيع علما كافيا‪.‬‬
‫السبب‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في تعريف السبب‪ ،‬وتوجد في هذا الصدد نظريتان أساسيتان‪ ،‬النظرية األولى تعرف‬
‫بالنظرية التقليدية التي يتزعمها الفقيه دوما ‪ Domat‬ويرى أنصار هذه النظرية أن سبب التزام كل متعاقد‬
‫في العقود التبادلية كعقد البيع هو التزام المتعاقد اآلخر‪ ،‬فسبب التزام البائع بتسليم المبيع هو التزام‬
‫المشتري بدفع الثمن‪ .‬أما النظرية الثانية فهي النظرية الحديثة‪ ،‬ويرى أنصار هذه النظرية أن سبب العقد‬
‫أمر ذاتي خارج عن العقد‪ ،‬ويختلف باختالف شخص المتعاقد‪ ،‬وهو الدافع إلى التعاقد‪ ،‬كأن يكون الدافع‬
‫إلبرام عقد البيع رغبة البائع في سداد ما عليه من ديون‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري " إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع أو لسبب‬
‫مخالف للنظام العام أو لآلداب كان العقد باطال‪ ".‬وبناء على هذا النص فإن عقد البيع الذي يكون سببه‬
‫غير مشروع أو مخالف للنظام العام واآلداب يكون باطال بطالنا مطلقا"‪.‬‬
‫عقد الرهن‬
‫عقد الرهن من عقود توثيق الديون والحقوق كالكفالة والحوالة والكتابة وغيرها‪ ،‬غايته توثيق الحقوق‬
‫والديون وحفظها وصيانتها من الضياع عند الجحود أو النسيان أو الوفاة‪ ،‬وضمان تحصيلها‪ ،‬وقد قسم‬
‫المشرع الجزائري هذا الصنف من العقود إلى نوعين‪ ،‬عقد رهن رسمي وعقد رهن حيازي‪.‬‬
‫عقد الرهن الرسمي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف الرهن الرسمي و تمييزه عن بعض المصطلحات المشابهة‪:‬‬
‫الرهن الرسمي هو حق عيني ينشأ بموجب عقد رسمي هو الرهن‪ ،‬ويتقرر ضمانا للوفاء بدين على‬
‫عقار مملوك للمدين أو لكفيل عيني‪ ،‬ويكون بموجبه للدائن الحق في استيفاء دينه من ثمن هدا العقار‬
‫متقدما في دلك على الدائنين العاديين لمالك هدا العقار و الدائنين أصحاب الحقوق العينية على هدا‬
‫العقار المتأخرين في المرتبة و متتبعا هدا العقار تحت يد من انتقلت إليه ملكيته‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف الرهن الرسمي‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 332‬من القانون المدني الجزائري الرهن الرسمي على أنه‪" :‬عقد يكسب به الدائن حقا‬
‫عينيا على عقار لوفاء دينه‪ ،‬يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التالين له في المرتبة في استيفاء‬
‫حقه من ثمن دلك العقار في أي يد كان‪".‬‬
‫ونخلص من هدا النص أن الرهن الرسمي يطلق على العقد الذي يترتب به للدائن حق عيني على‬
‫عقار مخصص لوفاء دينه‪ ،‬ويكون للدائن بموجبه حق تقدم في استيفاء دينه من ثمن العقار المرهون‬
‫ويتقدم الدائن بموجب هدا الحق العيني ليس فحسب على الدائنين العاديين لمالك العقار المرهون‪ ،‬بل‬
‫وعلى الدائنين الدين لهم حق عيني آخر على هدا العقار‪ ،‬من دائنين مرتهنين وأصحاب حقوق اختصاص‬
‫إدا كانوا متأخرين في المرتبة أي مقيدين بعد تاريخ قيد الدائن المرتهن‪.‬‬
‫وعادة ما يلجأ الدائن المرتهن في استيفاء دينه من ثمن العقار المرهون إلى التنفيذ على هدا العقار‬
‫وبيعه بالمزاد العلني ولكن العقار المرهون قد يهلك قبل بيعه بالمزاد العلني كأن يتعدى الغير على العقار‬
‫المرهون فيتحول حق الدائن المرتهن إلى قيمة هذا العقار كمبلغ تعويض أو مبلغ تأمين في حالة التأمين‬
‫على العقار عند إحدى شركات التأمين أو مبلغ مقابل في حالة نزع ملكية العقار المرهون للمنفعة العامة‬
‫‪-2‬تمييز الرهن الرسمي عن بعض المصطلحات المشابهة‪:‬‬
‫الرهن الرسمي وحق التخصيص‪ :‬حسب نص المادة ‪ 533‬و‪ 532‬مدني جزائري فإن حق‬
‫التخصيص هو حق يتقرر بأمر على عريضة من رئيس المحكمة لصالح الدائن الذي بيده حكم واجب‬
‫التنفيذ على عقار أو أكثر من عقارات مدينه‪.‬‬
‫وعلى هدا يتفق حق التخصيص مع الرهن الرسمي في أن كل منهما يرد على عقار وأن كل منهما‬
‫أداة لضمان استيفاء الدين‪ ،‬ويختلفان في المصدر المنشئ لهدا الضمان‪ ،‬فالرهن الرسمي مصدره العقد‬
‫اإلرادي (االتفاق)بينما مصدر الضمان في حق التخصيص القضاء‪.‬‬
‫الرهن الرسمي والرهن الحيازي‪ :‬تنص المادة ‪ 533‬مدني جزائري (الرهن الحيازي عقد يلتزم به‬
‫شخص ضمانا لدين عليه أو على غيره‪ ،‬أن يسلم إلى الدائن أو إلى أجنبي يعينه المتعاقدان‪ ،‬شيئا يرتب‬
‫عليه للدائن حقا عينيا يخوله حبس الشيء إلى أن يستوفي الدين‪ ،‬وأن يتقدم الدائنين العاديين والدائنين‬
‫التالين له في المرتبة في أن يتقاضى حقه من ثمن هدا الشيء في أي يد يكون)‪.‬‬
‫وعلى هذ ا فيتفق الرهنان الرسمي والحيازي من حيث أن كل منهما حق عيني وحق تبعي وغير قابل‬
‫للتجزئة وناشئ بمقتضى عقد‪ ،‬ويختلفان من حيث موضوع الرهن فالحيازي يرد على العقارات كما يرد‬
‫على المنقوالت أما الرسمي فهو في األصل ال يرد إال على العقارات‪.‬‬
‫الرهن الرسمي وحق االمتياز‪ :‬فنصت المادة ‪ 532‬مدني جزائري على االمتياز أولوية يقررها‬
‫القانون لدين معين مراعاة منه لصفته‪ .‬وال يكون للدين امتياز إال بمقتضى نص قانوني‪.‬‬
‫وعليه يتفق حق االمتياز مع الرهن الرسمي في أن كل منهما يضمن الوفاء بالدين كما تنص المادة ‪536‬‬
‫مدني جزائري ف‪ :3‬تسري على حقوق االمتياز العقارية‪ ،‬أحكام الرهن الرسمي بالقدر الذي ال تتعارض‬
‫فيه مع طبيعة هده الحقوق‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 530‬مدني جزائري على‪ :‬يسري على االمتياز ما يسري‬
‫على الرهن الرسمي من أحكام متعلقة لهالك الشيء أو تلفه‪.‬‬
‫وأيضا المادة ‪ 533‬مدني جزائري نصت على‪ :‬ينقضي حق االمتياز بنفس الطرق التي ينقضي بها‬
‫حق الرهن الرسمي وحق رهن الحيازة‪ ،‬ووفقا ألحكام انقضاء هدين الحقين‪ ،‬ما لم يوجد نص يقضي بغير‬
‫دلك‪.‬‬
‫ويختلف الرهن الرسمي عن حق االمتياز من حيث المصدر فاألخير مصدره القانون حسب مص‬
‫المادة ‪ 532‬مدني وأما الرهن الرسمي مصدره االتفاق‪.‬‬
‫الرهن الرسمي والكفالة‪ :‬فيتفقان أن كل منهما يعد من عقود الضمان ويختلفان في أن االلتزام في‬
‫الكفالة يكون في أموال الكفيل (ذمته المالية) وأما االلتزام في الرهن الرسمي فيكون على المال محل الرهن‬
‫فقط‪.‬وكذلك يتباينان من حيث محل الضمان‪ ،‬فالكفيل يقدم ماال لضمان دين غيره بينما الراهن في الرهن‬
‫الرسمي يقدم ماال لضمان دين عليه نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬خصائص الرهن الرسمي‪:‬‬

‫‪ ‬الرهن الرسمي حق عيني عقاري‬
‫‪ ‬الرهن الرسمي حق من الحقوق العينية العقارية‪ ،‬غير أنه حق تبعي و ليس من الحقوق العينية‬
‫األصلية‪.‬‬
‫‪ ‬الرهن الرسمي حق غير قابل للتجزئة و ينشأ بمقتضى عقد رسمي ال ينقل الحيازة‪.‬‬
‫‪ -4‬إنشاء الرهن‪:‬‬
‫بما أن الرهن الرسمي ينشأ عن طريق عقد فإن األمر يتطلب وجود أركان موضوعية وأركان شكلية‬
‫لقيامه‪.‬‬
‫أ‪ -‬األركان الموضوعية لعقد الرهن الرسمي‪:‬‬
‫التراضي‪ :‬يمثل العنصر الرئيسي في العقد ويكون بتوافق إرادتي الراهن ( المدين أو شخص آخر) والدائن‬
‫المرتهن حول المسائل الجوهرية للعقد وهي‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة عقد الرهن‬
‫‪ ‬طبيعة العقار المرهون وموقعه‬
‫‪ ‬مصدر الدين المضمون وقيمته‪.‬‬
‫المحل‪ :‬إن محل عقد الرهن الرسمي هو العقار المرهون من جهة والدين المضمون من جهة أخرى‪.‬‬
‫شروط العقار المرهون‪ :‬طبقا لنص المادة ‪ 336‬ق م ج فإن عقد الرهن الرسمي ال يجوز أن ينعقد إال‬
‫على عقار ويشترط في هذا العقار أن موجودا ومعينا تعيينا دقيقا وأن يكون عقار مما يصح التعامل فيه‬
‫وبيعه بالمزاد العلني‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون العقار موجود‪ :‬لم يقرر المشرع بطالن رهن األموال المستقبلية بنص خاص لذلك صار‬
‫جائ از رهن البناء تحت االنشاء ‪-‬مع احترام مبدأ التخصيص‪-‬جدبا لالئتمان في مجال أعمال‬
‫البناء وبالخصوص التشجيع على تدبير التمويل العقاري إلنشاء مساكن لذوي الدخل المحدود‪ ،‬لذا‬
‫يكون رهن منزل لم يبنى بعد صحيحا إذا كان سيوجد في المستقبل إذا كان مملوك للراهن ومعينا‬
‫بالذات تعينا دقيقا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون العقار معينا تعينا دقيقا‪ :‬وهذا من أجل تقرير مبدأ تخصيص الرهن من حيث العقار‬
‫المرهون والمقصود بالتخصيص هو أن يتقرر الرهن على عقار بالذات وليس كل أموال المدين‪.‬‬
‫وتعيين العقار يجب أن يكون دقيقا من حيث طبيعته وموقعه‪ ،‬ويقصد بتحديد طبيعته تحديد ما إذا‬
‫كان أرضا أو مبنى وفي حالة كونها أرضا ما إذا كانت زراعية أم بور‪ ،‬أما إذا كان مبنى هل هو‬
‫منزل أو مصنع أم غير ذلك مما خصص له المبنى‪ .‬ويرد هذا التعيين في عقد الرهن نفسه أو‬
‫في عقد رسمي الحق واال وقع الرهن باطال‪ ،‬فمبدأ التخصيص مبدأ جوهري ال يقوم الرهن بدونه‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون العقار المرهون مما يصح التعامل فيه وبيعه بالمزاد العلني‪ :‬لما كان الغرض‬
‫األساسي من توقيع الرهن هو تمكين الدائن المرتهن من التنفيذ على العقار المرهون الستيفاء حقه‬
‫من ثمنه في حالة عدم وفاء المدين بدينه‪ ،‬فإنه يشترط أن يكون العقار المرهون ممال يجوز‬
‫التعامل فيه ومما يجوز بيعه بالمزاد العلني واال كان الرهن باطال بطالنا مطلقا‪ .‬لذلك ال يجوز‬
‫رهن األموال العامة أو األموال الموقوفة وكل حق ال يجوز التصرف فيه‪.‬‬
‫إذا تم رهن العقار فإن الرهن الوارد عليه يمتد لملحقاته بقوة القانون دون حاجة إلى اتفاق خاص وذلك‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 330‬ق م ج والتي تنص على‪ ":‬يشمل الرهن ملحقات العقار المرهون التي تعتبر‬
‫عقارا‪ ،‬ويشمل بوجه خاص حقوق االرتفاق والعقارات بالتخصيص وكافة التحسينات واالنشاءات التي تعود‬
‫على المالك‪ ،‬ما لم يتفق على غير ذلك"‬
‫والمالحظ في نص المادة أن الملحقات المشار إليها ليست على سبيل الحصر كما أن النص قاعدة مكملة‬
‫يجوز االتفاق على خالفه باستبعاد كل الملحقات من الرهن مثال‪ ،‬ويقصد بالملحقات‪:‬‬
‫‪ ‬حقوق االرتفاق‪ :‬يشمل الرهن حقوق االرتفاق المقررة لخدمة العقار المرهون سواء نشأت هذه‬
‫الحقوق قبل الرهن أو بعده وال يجوز رهنها استقالال عن العقار المرهون‪.‬‬
‫‪ ‬العقارات بالتخصيص‪ :‬وهي المنقوالت بطبيعتها التي رصدت لخدمة عقار معين‪ ،‬فتأخذ حكمه‬
‫وتعتبر عقا ار والكتساب هذه المنقوالت صفة العقار يجب أن يكون تخصيصها تخصيصا عيني‪،‬‬
‫أي تخصيصا لخدمة العقار ال لخدمة صاحب العقار‪ ،‬ويجب أن يكون أيضا مالك العقار هو‬
‫نفسه مالك المنقول وهو من قام بهذا التخصيص‪.‬‬
‫‪ ‬التحسينات والمنشآت‪ :‬ويقصد بها كل ما يلحق بالعقار من زيادات مادية بفعل االنسان أو‬
‫الطبيعة‪ ،‬كأن يتم البناء على قطعة األرض المرهونة أو توسعة البناء المرهون بإضافة طابق‬
‫آخر ‪ ،‬فالرهن يمتد ليشمل هذه المنشآت بقوة القانون حتى لو تمت بعد قيد الرهن‪ ،‬شريطة أن‬
‫يكون مالك المنشآت هو مالك العقار المرهون‪ .‬وتبقى ثمار العقار من حق الراهن إلى غاية حلول‬
‫أجل الدين وتسجيل نزع الملكية طبقا لنص المادة ‪ 333‬والتي تنص‪" :‬توقف وتوزع ثمار العقار‬
‫المرهون وايراده مثلما يوقف ويوزع ثمن العقار ابتداء من تسجيل نزع الملكية الذي هو بمثابة‬
‫الحجز العقاري"‪.‬‬
‫تخصيص الدين المضمون‪ :‬يتم تعيين الدين المضمون في عقد الرهن نفسه أو في ورقة رسمية ملحقة‪،‬‬
‫وال يعد عقد الرهن الرسمي منعقدا إال من تاريخ تعيين الدين المضمون‪ ،‬ويكون التعيين بتعيين مصدر‬
‫الدين ومقداره‪ ،‬وتكمن أهمية تحديد مصدر الدين في إنارة المدين الراهن من أسباب بطالن أو عدم صحة‬
‫أو انقضاء الدين‪ ،‬أما تحديد القيمة فتفيد في معرفة مدى تناسب قيمة الدين مع قيمة العقار المرهون‪ .‬واذا‬
‫لم يحدد الدين بمصدره ومقداره أو مقداره األقصى الذي ينتهي إليه إذا كان مستقبليا كان عقد الرهن باطال‬
‫بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫السبب‪ :‬يعتبر سبب الرهن هو االلتزام المضمون بالرهن أيا كان موضوع االلتزام على أن يكون سبب عقد‬
‫الرهن مشروعا واال كان العقد باطال بطالنا مطلقا طبقا للمادة ‪ 50‬ق م ج‪.‬‬
‫ب‪ -‬ركن الشكلية إلنشاء عقد الرهن‪:‬‬
‫تنص المادة ‪" 331‬ال ينعقد الرهن إال بعقد رسمي" يفهم من هذا النص أن الشكلية المطلوبة النعقاد‬
‫عقد الرهن هي الرسمية‪ ،‬وعليه يجب أن يبرم عقد الرهن أمام موظف عام أو ضابط عمومي وفقا لما نص‬
‫عليه القانون تحت طائلة البطالن‪.‬‬
‫‪ -5‬أهلية الراهن وملكيته للعقار المرهون‪:‬‬

‫أ‪ -‬أهلية الراهن‪:‬‬
‫إذا كان الراهن هو المدين فالرهن يعتبر بالنسبة له من أعمال التصرف الدائرة بين النفع والضرر‪،‬‬
‫لهذا يشترط أن يكون بالغ سن التمييز‪ ،‬أما إذا كان غير ذلك فالرهن باطل بطالن مطلقا‪ ،‬غير أنه‬
‫طبقا للنص يجب أن يكون كامل األهلية‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان ال ارهن غير المدين أي كفيال عينيا‪ ،‬فالتصرف بالنسبة له يعتبر ضا ار ضر ار محضا‪،‬‬
‫لذلك يشترط في الراهن أن يكون بالغ سن الرشد كاملة واال كان العقد باطال ألن المطلوب هنا هو‬
‫أهلية التبرع وليس أهلية التصرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬ملكية العقار‪:‬‬
‫على اعتبار أن تقرير رهن على عقار من شأنه تمكين الدائن المرتهن من التنفيد عليه اقتضاءا لحقه‬
‫في حالة عدم وفاء المدين بدينه‪ ،‬فلقد اشترط المشرع أن يكون الراهن سواء كان المدين أو كان كفيال‬
‫عينيا مالكا للعقار المرهون حسب نص المادة ‪ 333‬ق م ج‪.‬‬
‫واذا كالنت الصورة المألوفة لملكية الراهن أن تكون ملكية مفرزة حقيقية باتة مؤكدة وخالصة له‪ ،‬فإن‬
‫هناك صور أخرى نص عليها المشرع نبينها فيما يلي‪:‬‬
‫رهن المباني المقامة على أرض الغير‪:‬‬
‫يمكن أن يكون مالك األرض غير مالك المباني المقامة عليها كما جاء في المادة ‪ 032‬ق م ج‪،‬‬
‫ويعتبر صاحب المباني مالكا لها ملكية تامة‪ ،‬ولهذا فإنه يستطيع رهنها وانقضاء ملكيته بعد هذا ال‬
‫يؤثر على الرهن الصادر منه ولكن حق الدائن المرتهن مرتبط بمصير الملكية‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا الزالت في ذمة الراهن استطاع المتهن التنفيذ عليها‪.‬‬
‫‪ ‬إذا انتقلت ملكيتها بالبيع فالدائن المرتهن يتبعها وينفذ عليها كقاعدة عامة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا هدمت المباني يكون للدائن المرتهن حق التقدم في استيفاء الدين من ثمن األنقاض‬
‫‪ ‬إذا انتقلت ملكية المباني لصاحب األرض طبقا ألحكام االلتصاق كان للدائن المرتهن‬
‫حق التقدم في استيفاء الدين من التعويض الذي يدفعه مالك األرض‬
‫الرهن الصادر ممن زالت ملكيته بأثر رجعي‪:‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 335‬ق م ج يكون الرهن قائما وصحيحا لمصلحة الدائن المرتهن إذا صدر من مالك‬
‫لعقار تقرر إبطال سند ملكيته أو فسخه أو إلغائه أو زواله ألي سبب آخر‪ ،‬شرط أن يكون الراهن حسن‬
‫النية وقت ابرام العقد‪.‬‬
‫رهن القار المملوك على الشيوع‪:‬‬
‫يجوز رهن العقار المملوك على الشيوع طبقا ألحكام المادة ‪ 335‬ف م ج ونميز بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬إذا صدر الرهن من جميع المالك على الشيوع فالرهن ال يتأثر ويبقى نافذا مهما كانت النتيجة‬
‫التي تترتب على قسمة العقار فيما بعد أو بيعه لعدم إمكانية قسمته‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صدر الرهن من أحد المالك فقط‪ ،‬فإن الرهن يبقى نافذا إذا وقع الجزء المرهون في نصيب‬
‫الراهن‪ ،‬أما إذا وقع نصيب الراهن في جزء غير الذي رهنه انتقل الرهن بمرتبته للجزء المخصص‬
‫له بقدر يعادل قيمة العقار الذي كان مرهونا في األصل‪.‬‬
‫عقد الرهن الحيازي‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫تناول المشرع الرهن الحيازي في المواد ‪533‬الى ‪ 551‬ق م وقد تم تعريفه في المادة بقولها ‪:‬‬
‫الرهن الحيازي عقد يلتزم به شخص ضمانا لدين عليه او على غيره ان يسلم الى الدائن او الى‬
‫أجنبي يعينه المتعاقدان ‪ ،‬شيئا يرقب علية الدائن حقا عينيا يخوله حق حبس الشيء الى ان‬
‫يستوفي دينه وان يتقدم الدائنين العاديين والدائنين التالين له في المرتبة في ان يتقاضى حقه من‬
‫ثمن هذا الشيء في أي يد يكون‪.‬‬
‫خصائص الرهن الحيازي‪:‬‬
‫الرهن الحيازي هو عقد رضائي‪:‬‬
‫أي ملزم لجانبين لم يكن الرهن الحيازي عقد رضائي في التقنين المدني القديم بل كان عقدا عينيا فكان‬
‫ال ينعقد اال اذا تم تسليم الشيء المرهون تسليما فعليا الى الدائن أما في التقنين المدني الجزائري الحديد‬
‫فقد اصبح الرهن الحيازي عقد رضائي ينعقد بمجرد تبادل اإليجاب والقبول متطابقين وال ضرورة لتسليم‬
‫الشيء المرهون اذ ان التسليم ركنا ال التزام فهو يعتبر في الغالب عقد ملزم لجانب واحد هو جانب الدائن‬
‫المرتهن اما في الغالب عقد ملزم لجانب واحد هو جانب الدائن المرتهن اما في التقنين المدني الجديد‬
‫فالرهن الحيازي ال شك انه عقد ملزم للجانبين اذ الى جانب التزامات الدائن المرتهن بالمحافظة على‬
‫الشيء المرهون واستثماره ورده عند انقضاء الرهن وتقديم حساب عن ذلك فإن المدين الراهن يلتزم بتسليم‬
‫العين المرهونة منقوال كانت او عقا ار الى الدائن المرتهن‪.‬‬
‫الرهن الحيازي حق تبعي‪ :‬الرهن الحيازي حق تابع فهو يستلزم وجود التزام أصلي يضمنه شانه في ذلك‬
‫شان الكفالة والرهن الرسمي وحق االختصاص وهذا االلتزام األصلي اذا كان باطال او قابال لإلبطال او‬
‫انقضى يتبعه الرهن الحيازي في ذلك‪،‬فيكون باطال او قابال لإلبطال او منقضيا وااللتزام األصلي الذي‬
‫يضمنه الذي يضمنه الرهن الحيازي يصح ان يكون محله كما هو الغالب مبلغا من النقود كما يصح أيضا‬
‫ان يكون االلتزام األصلي مقرونا بأجل او معلقا على شرط وعند ذلك يكون الرهن الحيازي ذاته مقرونا‬
‫بنفس األجل او معلقا على نفس الشرط‪ ،‬وفي غالب األحوال يضمن الرهن الحيازي قرضا كالتزام أصلي‬
‫ولكن قد يعقد الرهن الحيازي لضمان التزامات ناشئة عن بيع او إجازة او شركة او أي بيع عقد أخر‪.‬‬
‫وقد يضمن الرهن الحيازي التزاما أصليا هو التزام مستقبل او احتمالي كالتزام الناتج عن فتح اعتماد‬
‫ويسقط الرهن اذا كان االلتزام األصلي ال يتولد‬
‫الرهن الحيازي عقد غير قابل للتجزئة‪ :‬المقصود بذلك هو ان كل جزء من الدين مضمون بكل الرهن‬
‫وبأن كل جزء من الرهن ضمانا لكل الدين وعدم تجزئة الرهن الحيازي ومن طبيعته الرهن ال من‬
‫مستلزماته‪.‬‬
‫شروط الرهن الحيازي‪:‬‬
‫بالنسبة للمتعاقدين‬
‫‪ -‬الراهن قد يكون المدين او كفيال عينيا في اغلب األحيان يكون الراهن هو نفس المدين يرهن شيئا‬
‫من ماله رهن حيازة تأمينا لقرض حصل عليه او تأمينا ألي التزام أخر يثبت في ذمته وقد يكون‬
‫الراهن غير المدين فيكون كفيال عينيا يرهن ماله ضمانا اللتزام ليس في ذمته هو بل في ذمة‬
‫أجنبي يكون هو المدين وفي هذه الحالة ينعقد رهن الحيازة بين الدائن المرتهن والراهن الذي هو‬
‫كفيل عيني والمدين هنا ليس طرفا في عقد رهن الحيازة فطرفاه هي الدائن المرتهن و الرهن أي‬
‫الكفيل العيني ‪.‬‬
‫تطبيق القواعد العامة بالنسبة الى الدائن المرتهن‪ ،‬رهن الحيازة بالنسبة الى الدائن المرتهن عقد‬ ‫‪-‬‬
‫يدور بين النفع والضرر بخالف الرهن الرسمي فالدائن يعتبر الرهن بالنسبة اليه نافعا له نفعا‬
‫محضا وعلى ذلك يجب ان يكون الدائن المرتهن في رهن الحيازة كامل االهلية الن االرتهان‬
‫حيازة في معنى استيفاء الدين واذا كان الدائن المرتهن حيازة صبيا ممي از او كان في حكمه كان‬
‫العقد قابال لإلبطال فيجب إذن ان يكون الدائن المرتهن حيازة بالغا سن الرشد غير محجور عليه‬
‫‪ -‬يجب ان يكون الراهن كامل االهلية ‪:‬أي بالغا سن الرشد غير محجور عليه ذلك ألنه يلتزم اذ‬
‫رهن الحيازة ملزما للجانبين فالرهن الحيازي بالنسبة للراهن مدينا كان او كفيال عينيا عقد يدور‬
‫بين النفع والضرر‪.‬‬
‫‪ -‬الراهن يجب ان يكون مالكا لشيء المرهون وأهال للتصرف فيه‪ ،‬فيشترط في من يرهن شيئا‬
‫ضمانا لدين عليه او لدين على غيره ان يكون مالكا لشيئ المرهون وأهال للتصرف فيه الرهن‬
‫الحيازي لمال الغير تسري عليه االحكام الخاصة بالرهن الرسمي لمال الغير دون إخالل بالقواعد‬
‫المتعلقة برهن المنقول‪ .‬ويجب ان يكون الراهن حيازة مالكا للمال المرهون ‪ ،‬كما كان الرهن لمال‬
‫حيازة بمثابة التصرف فيه ولما كان المتصرف يجب ان يكون مالكا للمال المتصرف فيه لذلك‬
‫يجب ان يكون الراهن حيازة مالكا تحت شرط فاسخ او واقف فإذا كان مالكا تحت شرط فاسخ ولم‬
‫يتحقق الشرط فإن الراهن يصبح مالكا بشكل بات لعدم تحقق الشرط فإن الراهن يزول ملكه بأثر‬
‫رجعي ‪ ،‬واذا كان الراهن مالكا تحت شرط واقف ولم يتحقق الشرط فيزول رهنه باثر رجعي من‬
‫أول األمر ويعتبر رهنه صحيحا ومتى كان الراهن هو المالك للمال المرهون فإنه يستطيع ان‬
‫يرهنه بنفسه اذا كان كامل االهلية فإذا لم يكن كامل األهلية جاز لوليه او لوصيه او للقيم ان‬
‫يرهن المال نيابة عن مالكه بالشروط التي قررها القانون لذلك‪ .‬ويجوز لكامل االهلية ان يوكل‬
‫عنه من يرهن ماال معينا له رهن الحيازة من أعمال التصرف وقد يكون الراهن غير مالك للمال‬
‫المرهون حيازة يتكون رهنه إياه قابال لإلبطال وسنرى ذلك في رهن ملك الغير رهن الحيازة‪,‬‬
‫رهن ملك الغير رهن حيازة‪ :‬وهي تنطبق أيضا على الرهن الرسمي ويفهم من ذلك ان رهن ملك‬
‫الغير رهن حيازة ال يكون باطال بل انه يكون قابال لإلبطال اذ يصبح صحيحا اذا اقره المالك‬
‫الحقيقي ويصبح حقيقيا وذلك من الوقت الذي يصبح فيه هذا المال مملوكا للراهن‪.‬‬
‫ورهن ملك الغير هو غير رهن مال المستقبل فرهن مال الغير هو رهن المال ال يملكه الراهن‬
‫حيازة وهو مال معي ن بالذات رهنه غير مالكه العتقاده ان المالك سيقر الرهن او ألن الرهن‬
‫يسعى حتى يصبح المال مملوكا له على هذا يستقر رهنه من ذلك الوقت أما الرهن المال‬
‫المستقبل فهو رهن مال غير معين بالذات فيكون باطال ال قابال لإلبطال‪.‬‬
‫القابلية لإلبطال في رهن مال الغير رهن الحيازة لمصلحة الدائن المرتهن ال لمصلحة الراهن‪.‬‬
‫رهن مال المستقبل رهن حيازة وهي تنطبق أيضا على الرهن الرسمي اذ يقع باطال رن المال‬
‫المستقبل فإذا كان الراهن واقعا على مال غير معين بالذات فهذا هو رهن المال المستقبل كما اذا‬
‫رهن شخص ما يؤول اليه من مال غير معين بالذات عن طريق الميراث او عن طريق الوصية‪.‬‬
‫ورهن المال المستقبل رهن حيازة كرهنه رهنا رسميا باطل ال قابل لإلبطال وعلة بطالنه هو عدم‬
‫تعيين المال المرهون تعيينا كافيا ‪.‬‬
‫‪ -‬أهلية الراهن حيازة للتصرف في المال المرهون‪ :‬ال يكفي ان يكون الراهن حيازة مالكا للمال‬
‫المرهون بل يجب أيضا ان يكون أهال للتصرف فيه فالرهن الحيازي عمل من أعمال التصرف‬
‫فيجب ان يكون الراهن أهال للتصرف فيه أي المال المرهون‪ ،‬أما اذا كان الراهن كفيال عينيا‬
‫فيجب كما في المدين الراهن ان يكون مالكا للمال المرهون وأهال لتصرف فيه ولكن التصرف فيه‬
‫ولكن التصرف هنا ال يكون عادة بمقابل الن الكفيل العيني ال ينتفع عادة بالرهن الذي يقدمه‬
‫ضمانا للوفاء بدين في ذمة غيره فيكون عمله في العادة من أعمال التبرع ال أهلية التصرف‬
‫فحسب أما اذا لم تتوفر لديه أهلية للتصرف فيكون رهنه باطال ال قابال لإلبطال‪.‬‬
‫بالنسبة للمال المرهون‬
‫‪ -‬المال المرهون رهن حيازة قد يكون عقا ار او منقوال او دينا فالرهن الحيازي يختلف في محله عن‬
‫الرهن الرسمي‪ ،‬الرهن الحيازي الذي يرد على المنقول وخاصة المنقوالت الثمينة كالحلي والجواهر‬
‫والمفروشات الثمينة‪.‬‬
‫‪ -‬محل الرهن الحيازي يمكن بيعه بالمزاد العلني استقالل إذا يشترط في المحل المرهون وهو محل‬
‫رهن الحيازة ان يكون مما يمكن التعامل فيه وبيعه بالمزاد العلني من منقول او عقار فجميع‬
‫العقارات التي يمكن رهنها رهنا رسميا يجوز كذلك رهنا رهن حيازة كما يجوز رهن المنقول رهن‬
‫حيازة كالمفروشات والحلي والمجوهرات والسيارات والمركبات والمواشي والدواب وغير ذلك من‬
‫المنقوالت ويجوز رهن النقود ( الكفالة النقدية ) ويوصف الرهن هنا بأنه رهن ناقص كالوديعة‬
‫الناقصة‪.‬‬
‫ويجوز رهن األموال المعنوية القابلة للبيع بالمزاد العلني كحق المؤلف وبراءة االختراع والعالمات‬
‫والبيانات واألسماء التجارية وحق اإليجار ويجوز رهن الديون والسندات لحاملها واألسهم االسمية‪،‬‬
‫ولكن ال يجوز رهن المعاشات والديون والسندات غير القابلة للتحويل كذلك ال يجوز رهن الحقوق‬
‫العينية كحق الرهن الرسمي وحق الرهن الحيازي وحق االختصاص وحقوق االمتياز وبالتالي ال‬
‫يمكن رهن ماال ال يمكن بيعه بالمزاد العلني ( االستقالل ) كالعقارات بالتخصيص فإنه رهنها‬
‫مستقلة عن العقار الذي خصصت له فإذا كان هذا العقار غير مرهون جاز للمالك ان يفصل‬
‫العقارات بالتخصيص ورهنها مستقلة رهن حيازة‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة التخصيص في الرهن الحيازي‪ :‬يجب ان يكون محل الرهن الحيازي معينا او قابال للتعيين‬
‫طبقا للقوا عد العامة ‪ ،‬ولكن ال يشترط تعيينه تعيينا دقيقا كما في الرهن الرسمي فلم يرد في‬
‫نصوص الرهن الحيازي نص يوجب تعيين محل الرهن الحيازي تعيينا دقيقا‪.‬‬
‫بالنسبة للدين المضمون‬
‫يجوز ان يترتب الرهن ضمانا لدين معلق على شرط او دين مستقبل او دين احتمالي كما يجوز ان‬
‫يترتب ضمانا العتماد مفتوح او فتح حساب جار على ان يحدد في عقد الرهن مبلغ الدين المضمون او‬
‫الحد األقصى الذي ينتهي إليه ‪ ،‬المادة ‪ 353‬من ق م ج كل جزء من العقارات المرهونة ضامن لكل‬
‫الدين وكل جزء من الدين مضمون بالعقار او العقارات المرهونة كلها ما لم بنص القانون او يقضي بغير‬
‫ذلك‪ .‬ال يفصل الرهن عن الدين المضمون بل يكون تابعا له في صحته وفي انقضائه ما لم بنص القانون‬
‫على غير ذلك ‪ 351‬من ق م ج‪ .‬واذا كان الراهن غير المدين كان الى جانب تمسكه بأوجه الدفع‬
‫الخاصة به ان يتمسك بما للمدين التمسك به من أوجه الدفع المتعلقة بالدين ويبقى له هذا الحق واو نزل‬
‫عنه المدين‪.‬‬
‫مقارنة بين الرهن الرسمي والرهن الحيازي‬

‫حق الرهن الحيازي‬ ‫حق الرهن الرسمي‬ ‫عناصر التمييز‬
‫بموجب اتفاق‬ ‫بموجب اتفاق‬ ‫من حيث النشأة‬
‫عقد رضائي‬ ‫عقد رسمي‬ ‫من حيث الشكلية‬
‫العقار والمنقول‬ ‫العقار والمنقول القابل لإلشهار‬ ‫من حيث المحل‬
‫ميزة حبس الشيء المرهون في‬ ‫ميزة التتبع والتقدم‬ ‫من حيث اآلثار‬
‫يد المدينوالتقدم‬
‫‪-‬انقضاء الدين المضمون‬ ‫‪ -‬انقضاء الدين المضمون‬ ‫من حيث االنقضاء‬
‫‪ -‬تنازل الدائن المرتهن عن حق‬ ‫‪ -‬هالك العقار محل الرهن‬
‫‪-‬الرهن الحيازي‬ ‫‪ -‬البيع الجبري للعقار بالمزاد العلني‬
‫‪-‬هالك محل الرهن‬
‫‪-‬إذا اجتمع حق الملكية وحق‬
‫الرهن في يد شخص واحد‪.‬‬

العقود المدنية

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

العقود المدنية

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫جامعة اإلخوة منتوري ـ قسنطينة ‪1‬ـ‬

‫ملخص دروس مقياس العقود المدنية‬

‫شروط صحة التراضي‪:‬‬

‫‪ -1‬خصائص الرهن الرسمي‪:‬‬

‫‪ -5‬أهلية الراهن وملكيته للعقار المرهون‪:‬‬

‫عقد الرهن الحيازي‬

‫مقارنة بين الرهن الرسمي والرهن الحيازي‬

‫بموجب اتفاق‬ ‫بموجب اتفاق‬ ‫من حيث النشأة‬

‫عقد رضائي‬ ‫عقد رسمي‬ ‫من حيث الشكلية‬

‫العقار والمنقول‬ ‫العقار والمنقول القابل لإلشهار‬ ‫من حيث المحل‬

You might also like