You are on page 1of 16

‫المركز الجامعي عبد هللا مرسلي‬

‫معهد‪ :‬الحقوق والعلوم السياسية‬

‫تخصص‪ :‬حقوق‬

‫قسم‪ :‬السنة الثالثة‬

‫فرع‪ :‬القانون العام‬

‫الفوج‪14 :‬‬

‫مقياس‪ :‬القرارات و العقود االدارية‬

‫إنجاز بحث أكاديمي حول الموضوع أدناه‬

‫تنفيذ العقود اإلدارية‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫الطلبة أعضاء البحث‪:‬‬

‫أ‪ .‬د‪.‬‬ ‫‪ -‬أيمن مرزوق‬

‫‪ -‬وليد طاهري‬

‫‪ -‬أحمد مهني شطيطح‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024 :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬مقدمة‬

‫بعد إبرام العقد اإلداري‪ ،‬ينتقل إلى مرحلة التنفيذ مع ترتيب اآلثار المترتبة عنه‪ ،‬والتي تتجلى في‬
‫تحديد الحقوق والتزامات الخاصة بكل من الطرفين في العالقة اإلدارية‪ .‬تتميز تلك اآلثار التي تنشأ‬
‫عن العقد اإلداري عن تلك الناتجة عن العقود الخاصة بسبب تضمين اإلدارة المتعاقدة بصفتها طرفًا‬
‫في العقد العديد من الصالحيات والسلطات غير المعتادة في العقود الخاصة‪ ،‬مما يمنحها مكانة‬
‫مرموقة‪ .‬وفي السياق العكسي‪ ،‬حفاًظا على مكانة المتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬يتم تخصيص حقوق غير‬
‫مألوفة أيًض ا للمتعاقد في إطار القوانين الخاصة‪ ،‬وتلك الحقوق تشكل قيوًدا والتزامات تتحملها‬
‫اإلدارة‪ .‬وقد قام المشرع الجزائري بتدوين حقوق وواجبات السلطة المفوضة والمفوض له في‬
‫اتفاقيات التفويض للمرفق العمومي‪ ،‬وفًقا ألحكام المادة ‪ ،48‬المطلوبة بموجب المادة ‪ 8‬من المرسوم‬
‫‪.‬التنفيذي رقم ‪18-199‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سلطات اإلدارة المتعاقدة‬

‫‪2‬‬
‫بما أن العقود اإلدارية تحتل مكانة خاصة تشمل قواعًدا من نوعين‪ :‬قواعد تعاقدية وقواعد تنظيمية‪،‬‬
‫يستمد الجانب اإلداري سلطاته في التعامل مع المتعاقدين من مصادر متعددة‪ ،‬وهي‪ :‬النصوص‬
‫الواردة في العقد نفسه والقواعد العامة (القواعد التنظيمية) التي تطبق على كل عقد إداري حتى لو‬
‫لم يكن هناك إشارة صريحة إليها في النص‪ .‬يتجلى هذا التحديد من خالل مجموعة من الحقوق‬
‫‪:‬والسلطات التي ُيقّر بها التشريع والقضاء اإلداري للجهة اإلدارية‪ ،‬ويمكن تلخيصها فيما يلي‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة اإلدارة في اإلشراف و الرقابة على تنفيذ العقد‬

‫تعد سلطة اإلشراف والرقابة على تنفيذ العقد حقا ثابتا إللدارة‪ ،‬ومن أبرز االمتيازات المخولة لها‪،‬‬
‫سواء تم النص عليه صراحة في صلب العقد أوفي دفتر الشروط أوحتى في حالة إغفال ذكره‪.‬‬
‫على اعتبار أن هذا االمتياز ال يجد أساسه في البنود التعاقدية وإنما يجده في مقتضيات سير‬
‫المرافق العمومية بانتظام واطراد وتحقيق المصلحة العامة‪ 1.‬لذا تعتبر سلطة اإلشراف والرقابة‬
‫من النظام العام‪ ،‬فال يمكن تجاوز مقتضياتها أوالتنازل عنها من قبل اإلدارة المتعاقدة أواالتفاق‬
‫على ما يخالفها‪ .‬وهو ما أكده كل من القضاء اإلداري الفرنسي والمصري معتب ار أن هذه السلطة‬
‫‪.‬تدخل في دائرة النصوص ذات الطبيعة التنظيمية‬

‫‪:‬الفرع األول‪ :‬مدى وحدود سلطة اإلشراف والرقابة‬

‫‪ 1‬مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬قرار رقم ‪ ،89/0038‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/11/05،‬قضية (ز‪.‬ش‪ ).‬ضد المدير العام لمؤسسة‬
‫التسيير السياحي للشرق‪ ،‬نقال عن بوعمران عادل‪ ،‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية‪ ،‬فقهية وقضائية)‪،‬‬
‫دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2010 ،‬ص‪.108‬‬

‫‪3‬‬
‫يختلف مدى هذه السلطة باختالف نوع العقد اإلداري المبرم؛ فكلما قويت صلة العقد بالمرفق كلما‬
‫‪.2‬زادت تلك السلطة‪ ،‬والعكس صحيح‬

‫ال تكون سلطة اإلدارة المتعاقدة في الرقابة مطلقة‪ ،‬إذ تكون اإلدارة ملزمة عند إعمالها لهذه السلطة‬
‫‪:‬بالتقيد بجملة من الضوابط‬

‫‪.‬ضابط االختصاص‪ ،‬الشكل واإلجراء ‪-‬‬

‫عدم استخدام اإلدارة لهذه السلطة بهدف تحقيق غرض ال يتصل بسير المرفق العمومي محل ‪-‬‬
‫‪.‬العقد‬

‫عدم تجاوز اإلدارة في ممارستها لهذه السلطة حدود العقد المبرم وإطاره‪ ،‬كتعديل موضوع ‪-‬‬
‫‪.3‬العقد‬

‫‪:‬الفرع الثاني‪ :‬صور الرقابة و اإلشراف‬

‫‪:‬تباشر اإلدارة سلطة اإلشراف والرقابة عن طريق نوعين من اإلعمال‬

‫األعمال المادية‪ :‬كاإلنتقال إلى مكان تنفيذ العقد أوإرسال اإلدارة لمهندسين من أجل زيارة‬ ‫‪‬‬
‫مواقع العمل‪ ،‬التحقق من سالمة المواد المستعملة اللطمئنان إلى جودتها عن طريق الفحص‬
‫‪4‬‬
‫واالختبار‪.‬‬
‫األعمال القانونية‪ :‬تتمثل في اإلوامر التنفيذية التي يتم إصدارها للمتعاقد مع اإلدارة تلزمه‬ ‫‪‬‬
‫بتحديد أوضاع التنفيذ والتعديل فيها‪ .‬وتأخذ هذه اآلوامر شكل القرار اإلداري‪ ،‬كتوجيه‬

‫‪ 2‬بوعمران عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫‪ 3‬يدي فتحي‪ ،‬محاضرات في مقياس العقود اإلدارية‪ ،‬السنة أولى ماستر تخصص دولة ومؤسسات ‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق ‪19‬‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور – الجلفة‪ ،2013/2014 ،‬ص‪.404‬‬

‫‪ 4‬بوعمران عادل‪ ،‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية‪ ،‬فقهية وقضائية)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ، 2010‬ص‪.91‬‬
‫‪4‬‬
‫التعليمات والآلوامر المصلحية أواإلنذارات التي تصدرها اإلدارة في مواجهة المتعاقد‬
‫‪5‬‬
‫معها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة اإلدارة في تعديل بعض شروط العقد بصفة منفردة‬

‫تعد سلطة التعديل أحد أهم السمات التي تميز العقود اإلدارية عن عقود القانون الخاص‪ .‬إذ تملك‬
‫اإلدارة سلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة دون الحاجة إلى رضا المتعاقد معها‪ ،‬إذا‬
‫اقتضى ذلك سير المرفق العمومي بانتظام وتحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬حتى ولو لم ينص العقد أودفتر‬
‫الشروط على ذلك ولم يرد نص بشأنها في القوانين واللوائح‪ ،‬بل ال يجوز اآلتفاق على خالفها‬
‫‪.‬أوالتنازل عنها من جانب اإلدارة‬

‫وتجد هذه السلطة أساسها في فكرة المرفق العمومي وضرورة مسايرته للتطورات التي تستلزمها‬
‫‪.6‬مقتضيات الصالح العام‬

‫‪:‬وهذا ما أكدته محكمة القضاء اإلداري المصرية‬

‫جهة اإلدارة تملك من جانبها وحدها وبإرادتها المنفردة – وعلى خالف المألوف في معامالت"‬
‫االفراد فيما بينهم ‪ -‬حق تعديل العقد أثناء تنفيذه وتعديل مدى التزامات المتعاقد معها وبصورة لم‬
‫"‪.‬تكن معروفة وقت إبرام العقد‬

‫‪:‬الفرع األول‪ :‬صور التعديل‬

‫‪:‬تبرز سلطة اإلدارة المتعاقدة في تعديل عقودها بإرادتها المنفردة في الصور التالية‬

‫‪ 5‬بوعمران عادل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪5‬‬
‫سلطة اإلدارة المتعاقدة في تعديل محل العقد زيادة أونقصانا‪ ،‬كتغيير كمية المواد واالعمال‬ ‫‪‬‬
‫أواالشياء محل العقد‪ .‬وهو ما اصطلح عليه "التعديل الكمي"‪.‬‬
‫سلطة اإلدارة في تعديل طرق ووسائل التنفيذ والتحكم فيها زيادة أوإنقاصا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪7‬‬
‫سلطة اإلدارة في تعديل آجال تنفيذ العقد والتحكم فيها زيادة أونقصاها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجاء في أحكام القضاء اإلداري أنه ال يحق للمتعاقد مع اإلدارة االحتجاج أواالعت ارض طالما‬
‫كان التعديل ضمن اإلطار العام للعقد واستوجبته مقتضيات المصلحة العامة وحسن سير المرفق‬
‫‪.‬العمومي‬

‫‪:‬الفرع الثاني‪ :‬حدود سلطة التعديل‬

‫ال تكون سلطة اإلدارة في التعديل االنف اردي للعقد مطلقة‪ ،‬بل تكون مقيدة بمجموعة من‬
‫‪.‬الضوابط أوالشروط الجوهرية التي يتوجب عليها مراعاتها عند مباشرتها لتلك السلطة‬

‫‪:‬وتتمثل أهم هذه الضوابط فيمايلي‬

‫بما أن التعديل سيكون بموجب ق ارر إداري صادر عن اإلدارة المتعاقدة فإنه يجب أن‬ ‫‪‬‬
‫‪8‬‬
‫يكون هذا القرار مستوفيا لجميع عناصر المشروعية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالصفقات العمومية فال يتم التعديل إال من خالل مالحق للصفقة العمومية‬
‫االصلية‪ .‬بمعنى يتم التعديل كتابة في ملحق يشكل وثيقة تعاقدية تابعة للصفقة االصلية‪،‬‬
‫طبقا لنص المادتين‪ 135‬و ‪ 136‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 15-247.‬كما أشارت‬
‫المادتان ‪ 58‬و ‪ 59‬إلى المالحق كإجراء لتعديل اتفاقيات تفويض المرفق العمومي‪ ،‬حيث‬
‫نستشف الصيغة التعاقدية للمالحق من خالل استعمال المشرع لعبارة "إبرام مالحق" في‬
‫نص المادة ‪ 58‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.18-199‬‬

‫‪ 7‬بوعمران عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪ 8‬بوعمران عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪6‬‬
‫أن تمارس التعديالت في إطار العقد االصلي وأن ال تؤدي إلى تغيير العقد تغييرا جذريا‬ ‫‪‬‬
‫بشكل يطال مضمونه جوهريا ويغير من طبيعته ويجعل المتعاقد أمام عقد جديد ما كان‬
‫ليقبله لو عرض عليه عند التعاقد ألول مرة‪.‬‬
‫أن ال يمس التعديل بالشروط المالية المتعلقة بالمزايا المالية للمتعاقد معها‪ ،‬بحيث يقتصر‬ ‫‪‬‬
‫التعديل على الشروط التنظيمية المتعلقة بتسيير وتنظيم المرفق العمومي مثال‪.‬‬

‫إذا طرأت تبعات تقنية لم تكن متوقعة وخارجة عن إرادة االطراف‪ ،‬أوإذا حصل ارتباط بين‬
‫الشروط التنظيمية والشروط التعاقدية‪ ،‬يمكن إللدارة المتعاقدة استعمال سلطتها في التعديل‪ .‬لكن إذا‬
‫انجر عن تعديل تلك الشروط تعديل الشروط المالية تكون اإلدارة ملزمة بإعادة التوازن المالي‬
‫‪. 9‬للعقد والتعويض‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات على المتعاقد معها‬

‫يمكن إللدارة العمومية‪ ،‬باعتبارها سلطة عامة تملك كل الصالحيات التي تمكنها من ضمان حسن‬
‫سير المرافق العمومية‪ ،‬يمكنها أن توقع جزاءات على المتعاقد معها متى أخل هذا االخير بالتزاماته‬
‫التعاقدية أوقصر في تنفيذها على أي وجه من االوجه‪ ،‬سواء باإلمتناع الكلي عن التنفيذ أوالتأخير‬
‫‪10‬فيه أو بالتنفيذ السيئ له‬

‫وقد استقر غالبية فقهاء القانون اإلداري على عدم اقتضاء حصول اإلدارة على سند قضائي من‬
‫أجل ممارس سلطتها في توقيع الج ازءات‪ .‬وبذلك يكون إللدارة كامل السلطة في اختيار الجزاء‬
‫المالئم والوقت المناسب لتوقيعه دون أن تحتاج في ذلك إلى استصدار حكم قضائي أوإللجازة‬
‫‪.‬الصريحة بموجب النصوص القانونية‬

‫‪ 9‬بوعمران عادل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.110‬‬


‫‪ 10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬تأخذ هذه الجزاءات صور مختلفة‪ ،‬قد تكون مالية أو جزاءات ضاغطة أوجزاءات فاسخة‬

‫‪:‬الفرع االول‪ :‬الجزاءات المالية‬

‫هي عبارة عن مبالغ مالية يجوز إللدارة أن تطالب بها المتعاقد معها إذا أخل بالتزاماته التعاقدية‪.‬‬
‫‪:‬وتأخذ هذه الجزاءات صورا عديدة‪ ،‬منها‬

‫أ‪ -‬التعويضات‪ :‬يمكن إللدار ة المطالبة بالتعويضات االلزمة لجبر االضرار التي ألحقها بها‬
‫المتعاقد معها‪ .‬وتقدرها اإلدارة و تحصلها دون اللجوء إلى القضاء‪ .‬في المقابل يكون للمتعاقد معها‬
‫منازعتها في ذلك أمام القضاء‪ .‬وقد أدرجها المشرع الج ازئري ضمن البيانات اإللزامية التفاقية‬
‫تفويض المرفق العمومي طبقا لنص المطة ‪ 14‬من المادة ‪ 48‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-199‬‬
‫‪18.‬‬

‫ب‪ -‬الغرامات المالية‪ :‬تأخذ هذه الغرامات المالية عادة صورة غرامة التأخير‪ ,‬وقد نصت عليها‬
‫مثال المادة ‪ 147‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 15-247.‬حيث أشارت هذه المادة إلى حالتين‪ ،‬إذا ما‬
‫‪:‬توافرت إحداهما يحق للمصلحة المتعاقدة فرض عقوبات مالية على المتعامل المتعاقد معها وهما‬

‫حالة عدم تنفيذ المتعامل المتعاقد الللتزامات التعاقدية في االجال المتفق عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حالة التنفيذ غير المطابق لموضوع الصفقة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫على المتعاقد معها الذي يتراخى في تنفيذ التزاماته المالية‪ .‬وقد أدرج المشرع العقوبات المالية‬
‫ضمن البيانات اإللزامية التي يجب ذكرها في اتفاقية تفويض المرفق العمومي‪ ،‬طبقا لنص المادة‬
‫‪ 48‬المطة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪. 18-199‬‬

‫‪8‬‬
‫ج‪ -‬مصادر مبالغ الضمان (الكفالة أو التأمين)‪ :‬تعتبر مصادرة الكفالة (التأمين) التي يقدمها‬
‫المتعاقد مع اإلدارة مسبقا شرطا جزائيا يقضي بتوقيع جزاء مالي على المتعاقد مع اإلدارة المقصر‬
‫‪.‬في حالة فسخ العقد بسبب تقصيره‬

‫ويعد حق اإلدارة في المصادرة حقا مفترضا ال يشترط النص عليه في العقد‪ .‬وتلجأ إليه اإلدارة‬
‫‪.‬مباشرة دون الحاجة إلى إذن قضائي‬

‫‪:‬الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات الضاغطة (التدابير القسرية)‬

‫يحق إللدارة أن تلجأ إلى استعمال "وسائل الضغط واإلكراه" في حالة ما إذا قصر أوأهمل المتعاقد‬
‫معها في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية وذلك لحثه على أداء اللتزاماته كاملة‪ ،‬وبالتالي تكفل ضمان تنفيذ‬
‫العقد على وجه يؤمن حسن سير الم ارفق العمومية‪ .‬ويكون ذلك في كل االحوال على حساب‬
‫وعلى مسؤولية المتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬على اعتبار أن الزيادات الحاصلة في النفقات الناجمة عن هذه‬
‫التدابير يتم اقتطاعها من المبالغ التي يستحقها المتعاقد‪ .‬لكن تبقى العالقة التعاقدية بين اإلدارة و‬
‫‪.‬المتعاقد المقصر قائمة و منتجة آلثارها‬

‫تأخذ الجزاءات الضاغطة عدة صور‪ ،‬منها‬

‫حلول اإلدارة محل المتعاقد معها في تنفيذ العقد بنفسها مباشرة وعن طريق عمالها وموظفيها‪- .‬‬
‫‪.‬ويكون ذلك في حاالت االستعجال التي ال تحتمل البحث عن متعاقد جديد‬

‫تعهد اإلدارة تنفيذ العقد إلى متعامل آخر‪ ،‬مثال‪ :‬تكليف جهة أخرى بإدارة المرفق في عقود ‪-‬‬
‫‪.‬االمتياز‬

‫تلجأ اإلدارة إلى الشراء على حساب المتعاقد‪ ،‬مثال‪ :‬تلجأ اإلدارة في عقود التوريد إلى مورد آخر ‪-‬‬
‫‪.‬مع تغطية المورد المتعاقد للفارق في السعر‬

‫‪9‬‬
‫لم ينص المشرع الجزائر ي ص ارحة في تنظيم الصفقات العمومية على حق المصلحة المتعاقدة‬
‫في توقيع جزاءات ضاغطة‪ ،‬ماعدا إشارته في نص المادة ‪ 2/142‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 15-247‬إلى سلطة المصلحة المتعاقدة في اتخاذ تدابير قسرية ضد المتعامل المتعاقد الذي ال‬
‫‪.‬يمتثل إلى إعذار المصلحة المتعاقدة بسبب منحه تنفيذ جزء من الصفقة لمناول غير مصرح به‬

‫في حين أقرت بنود دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات االشغال صراحة بسلطة‬
‫المصلحة المتعاقدة في توقيع "تدابير قسرية" إذا لم يتقيد المتعامل االقتصادي المتعاقد بعد إعذاره‬
‫‪.‬بشروط الصفقة أو بأوامر المصلح ة التي يتلقاها مهندس الدائرة أو المهندس المعماري‬

‫‪:‬الفرع الثالث‪ :‬حق اإلدارة في فسخ العقد بإرادتها المنفردة‬

‫اعترف كل من التشريع والقضاء بسلطة اإلدارة في فسخ العقد اإلداري بإرادتها المنفردة إذا أخل‬
‫المتعاقد معها بالت ازماته التعاقدية‪ ،‬دون الحاجة إلى رضا المتعاقد معها أواللجوء إلى القضاء‬
‫‪.‬للحصول على قرار قضائي يتيح لها ذلك‬

‫يعد الفسخ من أشد الجزاءات التي توقعها اإلدارة على المتعاقد معها‪ ،‬إذ يؤدي إلى وضع نهاية‬
‫‪.11‬للعالقة التعاقدية بين الطرفين‬

‫لذا يؤكد الفقهاء على ضرورة تجنب توقيعه ما عدا في بعض الحاالت التي تتخذ وصف‬
‫"المخالفات الجسيمة الللتزامات التعاقدية" بما يعرقل حسن سير المرفق العمومي و نظرا لخطورة‬
‫هذا اإلجراءات فقد نظمه المشرع الج ازئري في القسم ‪ 10‬من الباب االول من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ . 15-247‬كما أدرجه المشرع ضمن البيانات اإللزامية في اتفاقية تفويض المرفق العمومي‬
‫طبقا للمطة ‪ 27‬من المادة ‪ 48‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ,18-199‬وأشار إلى شروط الفسخ‬
‫‪.‬كجزاء ضمن المادة ‪ 62‬من المرسوم التنفيذي نفسه‬

‫‪ 11‬مجيدي فتحي‪ ،‬محاضرات في مقياس العقود اإلدارية‪ ،‬السنة أولى ماستر تخصص دولة ومؤسسات ‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫‪ 19‬والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور – الجلفة‪ ، 2013/2014 ،‬ص‪.406‬‬
‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق المتعاقد مع اإلدارة‬

‫خوفا من تعسف اإلدارة و ما يترتب عن ذلك من افتقادها ألحد أهم وسائل تسيير الم ارفق العمومية‬
‫بنفور وعزوف االف ارد عن التعامل معها ‪ ،‬فقد أقر القضاء اإلداري للمتعاقد مع اإلدارة جملة من‬
‫الحقوق التي ال مثيل لها في العقود الخاصة‪ ،‬في مقابل تلك االمتيا ازت التي تتمتع بها اإلدارة‪.‬‬
‫‪:‬ويمكن حصر هذه الحقوق فيما يلي‬

‫المطلب األول‪ :‬حق المتعامل المتعاقد في الحصول على المقابل المالي‬

‫يعتبر المقابل المالي من أهم الحقوق التي يتمتع بها المتعاقد مع اإلدارة‪ .‬ويتمثل فيما يتحصل عليه‬
‫من عائد مالي مقابل تنفيذ العقد‪ .‬ويتخذ المقابل المالي هذا عدة صور تختلف باختالف العقود‬
‫‪:‬اإلدارية‪ ،‬فقد تأخذ شكل‬

‫رسوم يتقاضاها المتعاقد من المرتفقين ومن المستفيدين من خدمات المرفق محل االمتياز كما هو ‪-‬‬
‫‪.‬الحال في عقود االمتياز‬

‫‪.‬مرتب شهري أوم ازيا مالية تمنح للموظف كما هو في عقود التوظيف ‪-‬‬

‫قيم وأسعار يتم تحديدها في متن العقد اإلداري‪ ،‬وهو الطبع الغالب على عقود اإلدارة خصوصا ‪-‬‬
‫‪.12‬فيما يخص الصفقات العمومية‬

‫فمثال‪ ،‬تحدد االسعار في الصفقة العمومية بصفة إجمالية أو بناء على قائمة سعر الوحدة أوبناء‬
‫‪.‬على النفقات الم ارقبة أوبصفة مختلطة؛ علما أن ذلك السعر قد يكون ثابتا أوقابال للمراجعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق المتعاقد في التعويض‬

‫يقع على اإلدارة مسؤولية تعويض المتعاقد معها عما لحقه من ضرر نتيجة استعمالها لسلطتها‪،‬‬
‫‪.‬سواء ترتبت هذه المسؤولية على أساس الخطأ أودونه‬
‫‪ 12‬مجيدي فتحي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.407‬‬

‫‪11‬‬
‫‪:‬الفرع االول‪ :‬مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ‬

‫تترتب هذه المسؤولية عن أي خطأ عقدي‪ ،‬ناتج عن إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية أواستعمالها‬
‫لسلطاتها على نحو غير مشروع‪ ،‬يؤدي إلى إحداث أضرار بالمتعاقد معها تتولد معها حقه في‬
‫‪.‬التعويض‬

‫يأخذ الخطأ العقدي المرتب لمسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ‬
‫‪:‬صورتين‬

‫إخالل اإلدارة بأحد التزاماتها العقدية المقررة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪13‬‬
‫مجانبة اإلدارة لقواعد المشروعية عند مباشرتها لسلطاتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪:‬الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها دون خطأ‬

‫يتمثل أساس التزام اإلدارة بالتعويض هنا استنادا إلى نظرية اإلثراء بال سبب أوفي إطار ضمان‬
‫‪.‬التوازن المالي للعقد‬

‫‪:‬أ‪ -‬التعويض على أساس نظرية اإلثراء بال سبب‬

‫تكون اإلدارة مسؤولة عن تعويض المتعاقد معها في حال قيامه بإنجازات إضافية وثبت أنها‬
‫ضرورية إلنجاز محل العقد على أحسن وجه أو أنها ذات فائدة تعود على اإلدارة‪ ،‬وأن اإلدارة‬
‫‪.‬كانت راضية عن قيامه بها وهو في إطار التنفيذ اللتزامه التعاقدي‬

‫‪ .14‬يكون التعويض في هذه الحالة استنادا إلى قاعدة "اإلثراء بال سبب" المقررة في الشريعة العامة‬

‫‪ 13‬بوعمران عادل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪ 14‬بوعمران عادل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.118 ،117‬‬
‫‪12‬‬
‫‪:‬ب‪ -‬التعويض في إطار الحفاظ على التوازن المالي للعقد اإلداري‬

‫إذا قامت اإلدارة المتعاقدة بإجراءات مشروعة تنصب على العقد وانجر عنها زيادة في أعباء‬
‫المتعاقد معها وإخالل بالتوازن المالي للعقد فإنها تكون ملزمة بتعويض المتعاقد معها وإعادة‬
‫‪.‬التوازن المالي للعقد‬

‫ال تنحصر الحماية المقررة للمتعاقد مع اإلدارة هنا في الحماية من المخاطر اإلدارية أواالقتصادية‬
‫فقط بل تمتد إلى الحماية من المخاطر و الصعوبات المادية غير المتوقعة و التي قد تعترض‬
‫‪.‬المتعاقد أثناء التنفيذ و تؤدي إلى إرهاقه‬

‫‪:‬خاتمة‬

‫في ختام هذا النقاش حول تنفيذ العقود اإلدارية‪ ،‬يظهر بوضوح أن هذا الجانب يمثل مرحلة حيوية‬
‫وحساسة في حياة العالقات اإلدارية‪ .‬فإن مراعاة القواعد التعاقدية والتنظيمية تكمن في أهمية فهم‬
‫آليات تنفيذ العقود وتأثيراتها على حقوق والتزامات األطراف المعنية‪ .‬تتعدد المصادر التي ُتسهم‬
‫في تحديد سلطات اإلدارة وحقوق المتعاقدين‪ ،‬حيث يتعين على الجهة اإلدارية استنباط سلطاتها من‬
‫‪.‬النصوص العقدية والقواعد التنظيمية‪ ،‬وذلك بما يحقق التوازن والعدالة في تفاعل الطرفين‬

‫إن فهم عمق التزامات اإلدارة والحقوق المتاحة للمتعاقدين يسهم في تعزيز الشفافية والنزاهة في‬
‫سياق التنفيذ العقدي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يتعين على جميع األطراف المعنية العمل بجد لضمان تنفيذ العقود‬
‫بناًء على مبادئ النزاهة والمساواة‪ .‬في الختام‪ ،‬يظل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الثقة بين‬

‫‪13‬‬
‫اإلدارة والمتعاقدين هو هدف مشترك يتطلب التعاون والتفاهم المتبادل‪ ،‬مما يسهم في بناء عالقات‬
‫‪.‬إدارية فاعلة وفّعالة‬

‫‪:‬خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬سلطات اإلدارة المتعاقدة‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة اإلدارة في اإلشراف و الرقابة على تنفيذ العقد‬

‫الفرع األول‪ :‬مدى وحدود سلطة اإلشراف والرقابة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور الرقابة و اإلشراف‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة اإلدارة في تعديل بعض شروط العقد بصفة منفردة‬

‫الفرع األول‪ :‬صور التعديل‬

‫‪14‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حدود سلطة التعديل‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات على المتعاقد معها‬

‫الفرع االول‪ :‬الجزاءات المالية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات الضاغطة (التدابير القسرية)‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حق اإلدارة في فسخ العقد بإرادتها المنفردة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق المتعاقد مع اإلدارة‬

‫المطلب األول‪ :‬حق المتعامل المتعاقد في الحصول على المقابل المالي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق المتعاقد في التعويض‬

‫الفرع االول‪ :‬مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها دون خطأ‬

‫‪:‬قائمة المراجع‬

‫مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬قرار رقم ‪ ،89/0038‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/11/05،‬قضية (ز‪.‬ش‪ ).‬ضد المدير ‪-‬‬
‫العام لمؤسسة التسيير السياحي للشرق‪ ،‬نقال عن بوعمران عادل‪ ،‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية‬
‫‪(.‬دراسة تشريعية‪ ،‬فقهية وقضائية)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬‬

‫مجيدي فتحي‪ ،‬محاضرات في مقياس العقود اإلدارية‪ ،‬السنة أولى ماستر تخصص دولة ومؤسسات ‪ ،‬قسم ‪-‬‬
‫‪.‬الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق ‪ 19‬والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور – الجلفة‪2013/2014 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫بوعمران عادل‪ ،‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية‪ ،‬فقهية وقضائية)‪ ،‬دار الهدى‪- ،‬‬
‫‪.‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬‬

‫‪16‬‬

You might also like