Professional Documents
Culture Documents
بحث عقود ادارية
بحث عقود ادارية
تخصص :حقوق
الفوج14 :
-وليد طاهري
1
:مقدمة
بعد إبرام العقد اإلداري ،ينتقل إلى مرحلة التنفيذ مع ترتيب اآلثار المترتبة عنه ،والتي تتجلى في
تحديد الحقوق والتزامات الخاصة بكل من الطرفين في العالقة اإلدارية .تتميز تلك اآلثار التي تنشأ
عن العقد اإلداري عن تلك الناتجة عن العقود الخاصة بسبب تضمين اإلدارة المتعاقدة بصفتها طرفًا
في العقد العديد من الصالحيات والسلطات غير المعتادة في العقود الخاصة ،مما يمنحها مكانة
مرموقة .وفي السياق العكسي ،حفاًظا على مكانة المتعاقد مع اإلدارة ،يتم تخصيص حقوق غير
مألوفة أيًض ا للمتعاقد في إطار القوانين الخاصة ،وتلك الحقوق تشكل قيوًدا والتزامات تتحملها
اإلدارة .وقد قام المشرع الجزائري بتدوين حقوق وواجبات السلطة المفوضة والمفوض له في
اتفاقيات التفويض للمرفق العمومي ،وفًقا ألحكام المادة ،48المطلوبة بموجب المادة 8من المرسوم
.التنفيذي رقم 18-199
2
بما أن العقود اإلدارية تحتل مكانة خاصة تشمل قواعًدا من نوعين :قواعد تعاقدية وقواعد تنظيمية،
يستمد الجانب اإلداري سلطاته في التعامل مع المتعاقدين من مصادر متعددة ،وهي :النصوص
الواردة في العقد نفسه والقواعد العامة (القواعد التنظيمية) التي تطبق على كل عقد إداري حتى لو
لم يكن هناك إشارة صريحة إليها في النص .يتجلى هذا التحديد من خالل مجموعة من الحقوق
:والسلطات التي ُيقّر بها التشريع والقضاء اإلداري للجهة اإلدارية ،ويمكن تلخيصها فيما يلي
تعد سلطة اإلشراف والرقابة على تنفيذ العقد حقا ثابتا إللدارة ،ومن أبرز االمتيازات المخولة لها،
سواء تم النص عليه صراحة في صلب العقد أوفي دفتر الشروط أوحتى في حالة إغفال ذكره.
على اعتبار أن هذا االمتياز ال يجد أساسه في البنود التعاقدية وإنما يجده في مقتضيات سير
المرافق العمومية بانتظام واطراد وتحقيق المصلحة العامة 1.لذا تعتبر سلطة اإلشراف والرقابة
من النظام العام ،فال يمكن تجاوز مقتضياتها أوالتنازل عنها من قبل اإلدارة المتعاقدة أواالتفاق
على ما يخالفها .وهو ما أكده كل من القضاء اإلداري الفرنسي والمصري معتب ار أن هذه السلطة
.تدخل في دائرة النصوص ذات الطبيعة التنظيمية
1مجلس الدولة الجزائري ،قرار رقم ،89/0038الصادر بتاريخ 2002/11/05،قضية (ز.ش ).ضد المدير العام لمؤسسة
التسيير السياحي للشرق ،نقال عن بوعمران عادل ،النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية ،فقهية وقضائية)،
دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر ، 2010 ،ص.108
3
يختلف مدى هذه السلطة باختالف نوع العقد اإلداري المبرم؛ فكلما قويت صلة العقد بالمرفق كلما
.2زادت تلك السلطة ،والعكس صحيح
ال تكون سلطة اإلدارة المتعاقدة في الرقابة مطلقة ،إذ تكون اإلدارة ملزمة عند إعمالها لهذه السلطة
:بالتقيد بجملة من الضوابط
عدم استخدام اإلدارة لهذه السلطة بهدف تحقيق غرض ال يتصل بسير المرفق العمومي محل -
.العقد
عدم تجاوز اإلدارة في ممارستها لهذه السلطة حدود العقد المبرم وإطاره ،كتعديل موضوع -
.3العقد
األعمال المادية :كاإلنتقال إلى مكان تنفيذ العقد أوإرسال اإلدارة لمهندسين من أجل زيارة
مواقع العمل ،التحقق من سالمة المواد المستعملة اللطمئنان إلى جودتها عن طريق الفحص
4
واالختبار.
األعمال القانونية :تتمثل في اإلوامر التنفيذية التي يتم إصدارها للمتعاقد مع اإلدارة تلزمه
بتحديد أوضاع التنفيذ والتعديل فيها .وتأخذ هذه اآلوامر شكل القرار اإلداري ،كتوجيه
4بوعمران عادل ،النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية ،فقهية وقضائية) ،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر،
، 2010ص.91
4
التعليمات والآلوامر المصلحية أواإلنذارات التي تصدرها اإلدارة في مواجهة المتعاقد
5
معها.
المطلب الثاني :سلطة اإلدارة في تعديل بعض شروط العقد بصفة منفردة
تعد سلطة التعديل أحد أهم السمات التي تميز العقود اإلدارية عن عقود القانون الخاص .إذ تملك
اإلدارة سلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة دون الحاجة إلى رضا المتعاقد معها ،إذا
اقتضى ذلك سير المرفق العمومي بانتظام وتحقيقا للمصلحة العامة ،حتى ولو لم ينص العقد أودفتر
الشروط على ذلك ولم يرد نص بشأنها في القوانين واللوائح ،بل ال يجوز اآلتفاق على خالفها
.أوالتنازل عنها من جانب اإلدارة
وتجد هذه السلطة أساسها في فكرة المرفق العمومي وضرورة مسايرته للتطورات التي تستلزمها
.6مقتضيات الصالح العام
جهة اإلدارة تملك من جانبها وحدها وبإرادتها المنفردة – وعلى خالف المألوف في معامالت"
االفراد فيما بينهم -حق تعديل العقد أثناء تنفيذه وتعديل مدى التزامات المتعاقد معها وبصورة لم
".تكن معروفة وقت إبرام العقد
:تبرز سلطة اإلدارة المتعاقدة في تعديل عقودها بإرادتها المنفردة في الصور التالية
وجاء في أحكام القضاء اإلداري أنه ال يحق للمتعاقد مع اإلدارة االحتجاج أواالعت ارض طالما
كان التعديل ضمن اإلطار العام للعقد واستوجبته مقتضيات المصلحة العامة وحسن سير المرفق
.العمومي
ال تكون سلطة اإلدارة في التعديل االنف اردي للعقد مطلقة ،بل تكون مقيدة بمجموعة من
.الضوابط أوالشروط الجوهرية التي يتوجب عليها مراعاتها عند مباشرتها لتلك السلطة
بما أن التعديل سيكون بموجب ق ارر إداري صادر عن اإلدارة المتعاقدة فإنه يجب أن
8
يكون هذا القرار مستوفيا لجميع عناصر المشروعية.
أما فيما يتعلق بالصفقات العمومية فال يتم التعديل إال من خالل مالحق للصفقة العمومية
االصلية .بمعنى يتم التعديل كتابة في ملحق يشكل وثيقة تعاقدية تابعة للصفقة االصلية،
طبقا لنص المادتين 135و 136من المرسوم الرئاسي رقم 15-247.كما أشارت
المادتان 58و 59إلى المالحق كإجراء لتعديل اتفاقيات تفويض المرفق العمومي ،حيث
نستشف الصيغة التعاقدية للمالحق من خالل استعمال المشرع لعبارة "إبرام مالحق" في
نص المادة 58من المرسوم التنفيذي رقم .18-199
إذا طرأت تبعات تقنية لم تكن متوقعة وخارجة عن إرادة االطراف ،أوإذا حصل ارتباط بين
الشروط التنظيمية والشروط التعاقدية ،يمكن إللدارة المتعاقدة استعمال سلطتها في التعديل .لكن إذا
انجر عن تعديل تلك الشروط تعديل الشروط المالية تكون اإلدارة ملزمة بإعادة التوازن المالي
. 9للعقد والتعويض
يمكن إللدارة العمومية ،باعتبارها سلطة عامة تملك كل الصالحيات التي تمكنها من ضمان حسن
سير المرافق العمومية ،يمكنها أن توقع جزاءات على المتعاقد معها متى أخل هذا االخير بالتزاماته
التعاقدية أوقصر في تنفيذها على أي وجه من االوجه ،سواء باإلمتناع الكلي عن التنفيذ أوالتأخير
10فيه أو بالتنفيذ السيئ له
وقد استقر غالبية فقهاء القانون اإلداري على عدم اقتضاء حصول اإلدارة على سند قضائي من
أجل ممارس سلطتها في توقيع الج ازءات .وبذلك يكون إللدارة كامل السلطة في اختيار الجزاء
المالئم والوقت المناسب لتوقيعه دون أن تحتاج في ذلك إلى استصدار حكم قضائي أوإللجازة
.الصريحة بموجب النصوص القانونية
هي عبارة عن مبالغ مالية يجوز إللدارة أن تطالب بها المتعاقد معها إذا أخل بالتزاماته التعاقدية.
:وتأخذ هذه الجزاءات صورا عديدة ،منها
أ -التعويضات :يمكن إللدار ة المطالبة بالتعويضات االلزمة لجبر االضرار التي ألحقها بها
المتعاقد معها .وتقدرها اإلدارة و تحصلها دون اللجوء إلى القضاء .في المقابل يكون للمتعاقد معها
منازعتها في ذلك أمام القضاء .وقد أدرجها المشرع الج ازئري ضمن البيانات اإللزامية التفاقية
تفويض المرفق العمومي طبقا لنص المطة 14من المادة 48من المرسوم التنفيذي رقم -199
18.
ب -الغرامات المالية :تأخذ هذه الغرامات المالية عادة صورة غرامة التأخير ,وقد نصت عليها
مثال المادة 147من المرسوم الرئاسي رقم 15-247.حيث أشارت هذه المادة إلى حالتين ،إذا ما
:توافرت إحداهما يحق للمصلحة المتعاقدة فرض عقوبات مالية على المتعامل المتعاقد معها وهما
حالة عدم تنفيذ المتعامل المتعاقد الللتزامات التعاقدية في االجال المتفق عليها.
حالة التنفيذ غير المطابق لموضوع الصفقة العمومية.
على المتعاقد معها الذي يتراخى في تنفيذ التزاماته المالية .وقد أدرج المشرع العقوبات المالية
ضمن البيانات اإللزامية التي يجب ذكرها في اتفاقية تفويض المرفق العمومي ،طبقا لنص المادة
48المطة 26من المرسوم التنفيذي رقم . 18-199
8
ج -مصادر مبالغ الضمان (الكفالة أو التأمين) :تعتبر مصادرة الكفالة (التأمين) التي يقدمها
المتعاقد مع اإلدارة مسبقا شرطا جزائيا يقضي بتوقيع جزاء مالي على المتعاقد مع اإلدارة المقصر
.في حالة فسخ العقد بسبب تقصيره
ويعد حق اإلدارة في المصادرة حقا مفترضا ال يشترط النص عليه في العقد .وتلجأ إليه اإلدارة
.مباشرة دون الحاجة إلى إذن قضائي
يحق إللدارة أن تلجأ إلى استعمال "وسائل الضغط واإلكراه" في حالة ما إذا قصر أوأهمل المتعاقد
معها في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية وذلك لحثه على أداء اللتزاماته كاملة ،وبالتالي تكفل ضمان تنفيذ
العقد على وجه يؤمن حسن سير الم ارفق العمومية .ويكون ذلك في كل االحوال على حساب
وعلى مسؤولية المتعاقد مع اإلدارة ،على اعتبار أن الزيادات الحاصلة في النفقات الناجمة عن هذه
التدابير يتم اقتطاعها من المبالغ التي يستحقها المتعاقد .لكن تبقى العالقة التعاقدية بين اإلدارة و
.المتعاقد المقصر قائمة و منتجة آلثارها
حلول اإلدارة محل المتعاقد معها في تنفيذ العقد بنفسها مباشرة وعن طريق عمالها وموظفيها- .
.ويكون ذلك في حاالت االستعجال التي ال تحتمل البحث عن متعاقد جديد
تعهد اإلدارة تنفيذ العقد إلى متعامل آخر ،مثال :تكليف جهة أخرى بإدارة المرفق في عقود -
.االمتياز
تلجأ اإلدارة إلى الشراء على حساب المتعاقد ،مثال :تلجأ اإلدارة في عقود التوريد إلى مورد آخر -
.مع تغطية المورد المتعاقد للفارق في السعر
9
لم ينص المشرع الجزائر ي ص ارحة في تنظيم الصفقات العمومية على حق المصلحة المتعاقدة
في توقيع جزاءات ضاغطة ،ماعدا إشارته في نص المادة 2/142من المرسوم الرئاسي رقم
15-247إلى سلطة المصلحة المتعاقدة في اتخاذ تدابير قسرية ضد المتعامل المتعاقد الذي ال
.يمتثل إلى إعذار المصلحة المتعاقدة بسبب منحه تنفيذ جزء من الصفقة لمناول غير مصرح به
في حين أقرت بنود دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات االشغال صراحة بسلطة
المصلحة المتعاقدة في توقيع "تدابير قسرية" إذا لم يتقيد المتعامل االقتصادي المتعاقد بعد إعذاره
.بشروط الصفقة أو بأوامر المصلح ة التي يتلقاها مهندس الدائرة أو المهندس المعماري
اعترف كل من التشريع والقضاء بسلطة اإلدارة في فسخ العقد اإلداري بإرادتها المنفردة إذا أخل
المتعاقد معها بالت ازماته التعاقدية ،دون الحاجة إلى رضا المتعاقد معها أواللجوء إلى القضاء
.للحصول على قرار قضائي يتيح لها ذلك
يعد الفسخ من أشد الجزاءات التي توقعها اإلدارة على المتعاقد معها ،إذ يؤدي إلى وضع نهاية
.11للعالقة التعاقدية بين الطرفين
لذا يؤكد الفقهاء على ضرورة تجنب توقيعه ما عدا في بعض الحاالت التي تتخذ وصف
"المخالفات الجسيمة الللتزامات التعاقدية" بما يعرقل حسن سير المرفق العمومي و نظرا لخطورة
هذا اإلجراءات فقد نظمه المشرع الج ازئري في القسم 10من الباب االول من المرسوم التنفيذي
رقم . 15-247كما أدرجه المشرع ضمن البيانات اإللزامية في اتفاقية تفويض المرفق العمومي
طبقا للمطة 27من المادة 48من المرسوم التنفيذي رقم ,18-199وأشار إلى شروط الفسخ
.كجزاء ضمن المادة 62من المرسوم التنفيذي نفسه
11مجيدي فتحي ،محاضرات في مقياس العقود اإلدارية ،السنة أولى ماستر تخصص دولة ومؤسسات ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق
19والعلوم السياسية ،جامعة زيان عاشور – الجلفة ، 2013/2014 ،ص.406
10
المبحث الثاني :حقوق المتعاقد مع اإلدارة
خوفا من تعسف اإلدارة و ما يترتب عن ذلك من افتقادها ألحد أهم وسائل تسيير الم ارفق العمومية
بنفور وعزوف االف ارد عن التعامل معها ،فقد أقر القضاء اإلداري للمتعاقد مع اإلدارة جملة من
الحقوق التي ال مثيل لها في العقود الخاصة ،في مقابل تلك االمتيا ازت التي تتمتع بها اإلدارة.
:ويمكن حصر هذه الحقوق فيما يلي
يعتبر المقابل المالي من أهم الحقوق التي يتمتع بها المتعاقد مع اإلدارة .ويتمثل فيما يتحصل عليه
من عائد مالي مقابل تنفيذ العقد .ويتخذ المقابل المالي هذا عدة صور تختلف باختالف العقود
:اإلدارية ،فقد تأخذ شكل
رسوم يتقاضاها المتعاقد من المرتفقين ومن المستفيدين من خدمات المرفق محل االمتياز كما هو -
.الحال في عقود االمتياز
.مرتب شهري أوم ازيا مالية تمنح للموظف كما هو في عقود التوظيف -
قيم وأسعار يتم تحديدها في متن العقد اإلداري ،وهو الطبع الغالب على عقود اإلدارة خصوصا -
.12فيما يخص الصفقات العمومية
فمثال ،تحدد االسعار في الصفقة العمومية بصفة إجمالية أو بناء على قائمة سعر الوحدة أوبناء
.على النفقات الم ارقبة أوبصفة مختلطة؛ علما أن ذلك السعر قد يكون ثابتا أوقابال للمراجعة
يقع على اإلدارة مسؤولية تعويض المتعاقد معها عما لحقه من ضرر نتيجة استعمالها لسلطتها،
.سواء ترتبت هذه المسؤولية على أساس الخطأ أودونه
12مجيدي فتحي ،المرجع نفسه ،ص.407
11
:الفرع االول :مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ
تترتب هذه المسؤولية عن أي خطأ عقدي ،ناتج عن إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية أواستعمالها
لسلطاتها على نحو غير مشروع ،يؤدي إلى إحداث أضرار بالمتعاقد معها تتولد معها حقه في
.التعويض
يأخذ الخطأ العقدي المرتب لمسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ
:صورتين
يتمثل أساس التزام اإلدارة بالتعويض هنا استنادا إلى نظرية اإلثراء بال سبب أوفي إطار ضمان
.التوازن المالي للعقد
تكون اإلدارة مسؤولة عن تعويض المتعاقد معها في حال قيامه بإنجازات إضافية وثبت أنها
ضرورية إلنجاز محل العقد على أحسن وجه أو أنها ذات فائدة تعود على اإلدارة ،وأن اإلدارة
.كانت راضية عن قيامه بها وهو في إطار التنفيذ اللتزامه التعاقدي
.14يكون التعويض في هذه الحالة استنادا إلى قاعدة "اإلثراء بال سبب" المقررة في الشريعة العامة
إذا قامت اإلدارة المتعاقدة بإجراءات مشروعة تنصب على العقد وانجر عنها زيادة في أعباء
المتعاقد معها وإخالل بالتوازن المالي للعقد فإنها تكون ملزمة بتعويض المتعاقد معها وإعادة
.التوازن المالي للعقد
ال تنحصر الحماية المقررة للمتعاقد مع اإلدارة هنا في الحماية من المخاطر اإلدارية أواالقتصادية
فقط بل تمتد إلى الحماية من المخاطر و الصعوبات المادية غير المتوقعة و التي قد تعترض
.المتعاقد أثناء التنفيذ و تؤدي إلى إرهاقه
:خاتمة
في ختام هذا النقاش حول تنفيذ العقود اإلدارية ،يظهر بوضوح أن هذا الجانب يمثل مرحلة حيوية
وحساسة في حياة العالقات اإلدارية .فإن مراعاة القواعد التعاقدية والتنظيمية تكمن في أهمية فهم
آليات تنفيذ العقود وتأثيراتها على حقوق والتزامات األطراف المعنية .تتعدد المصادر التي ُتسهم
في تحديد سلطات اإلدارة وحقوق المتعاقدين ،حيث يتعين على الجهة اإلدارية استنباط سلطاتها من
.النصوص العقدية والقواعد التنظيمية ،وذلك بما يحقق التوازن والعدالة في تفاعل الطرفين
إن فهم عمق التزامات اإلدارة والحقوق المتاحة للمتعاقدين يسهم في تعزيز الشفافية والنزاهة في
سياق التنفيذ العقدي .ومن ثم ،يتعين على جميع األطراف المعنية العمل بجد لضمان تنفيذ العقود
بناًء على مبادئ النزاهة والمساواة .في الختام ،يظل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الثقة بين
13
اإلدارة والمتعاقدين هو هدف مشترك يتطلب التعاون والتفاهم المتبادل ،مما يسهم في بناء عالقات
.إدارية فاعلة وفّعالة
:خطة البحث
المطلب الثاني :سلطة اإلدارة في تعديل بعض شروط العقد بصفة منفردة
14
الفرع الثاني :حدود سلطة التعديل
الفرع االول :مسؤولية اإلدارة عن تعويض المتعاقد معها على أساس الخطأ
:قائمة المراجع
مجلس الدولة الجزائري ،قرار رقم ،89/0038الصادر بتاريخ 2002/11/05،قضية (ز.ش ).ضد المدير -
العام لمؤسسة التسيير السياحي للشرق ،نقال عن بوعمران عادل ،النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية
(.دراسة تشريعية ،فقهية وقضائية) ،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر2010 ،
مجيدي فتحي ،محاضرات في مقياس العقود اإلدارية ،السنة أولى ماستر تخصص دولة ومؤسسات ،قسم -
.الحقوق ،كلية الحقوق 19والعلوم السياسية ،جامعة زيان عاشور – الجلفة2013/2014 ،
15
بوعمران عادل ،النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية (دراسة تشريعية ،فقهية وقضائية) ،دار الهدى- ،
.عين مليلة ،الجزائر2010 ،
16