You are on page 1of 16

‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬

‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫نطاق تطبيق قانون المنافسة من حيث األشخاص وفقا لألمر‬


‫‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‬
‫أ‪ .‬هنان علي‬ ‫د‪ .‬بدوي عبد الجليل‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة غرداية –‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة غرداية –‬
‫‪Email : hennane.ali@univ-ghardaia.dz‬‬ ‫‪Email: badaoui.abdelldjalil@univ-ghardaia.dz‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫تسعى هذه الدراسة الى الكشف عن األشخاص المشمولة بتطبيق قانون المنافسة‪ ،‬وكذا تحديد الفئات التي يطالها‬
‫مصطلح مؤسسة الوارد في المادة ‪ 03‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪ ،‬ومن ناحية أخرى تبيان المعايير‬
‫المعمول بها للكشف متى تكون األشخاص العمومية خاضعة لقانون المنافسة‪ ،‬انطالقا من االستثناء الوارد في المادة الثانية‬
‫من األمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة السالف الذكر الذي ينص على » ‪ ....‬غير أنه‪ ،‬يجب أن ال يعيق‬
‫تطبيق هذه األحكام‪ ،‬أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة العمومية« ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬

‫قانون‪ ،‬منافسة‪ ،‬مؤسسة‪ ،‬أشخاص عمومية‪ ،‬األعوان اإلقتصاديين‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪This study seeks to identify persons covered by the competition law, As well as to identify‬‬
‫‪the categories covered by the term institution contained in Article III of Order 03-03‬‬
‫‪modified and completed Related a competition ; On the other hand, to show the criteria in‬‬
‫‪place when public persons are subject to competition law, Based on the exception contained‬‬
‫‪in article II of Order 03-03 modified and supplemented Related a competition Which states:‬‬

‫‪“...however, the implementation of these provisions must not impede the performance of‬‬
‫‪public service missions or the exercise of prerogatives by public authorities”.‬‬

‫‪Keywords :‬‬

‫‪Law, the competition, institution, Public persons, economic agents‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫عادة ما يرتبط مصطلح المنافسة ارتباطا مالزما لممارسات النشاط التجاري‪ ،‬كون أن الساحة التجارية هي البيئة الحيوية التي‬
‫تنتعش فيها المنافسة‪ ،‬ولما كانت المنافسة بين الشركات والمنظمات اإلقتصادية وبين التجار لها األهمية القصوى‪ ،‬كان لزاما على‬
‫الدول تنظيمها ف ي أطر قانونية لحمايتها من الممارسات الضارة بها‪ ،‬التي قد تصدر من بعض المؤسسات‪ 1‬قصد االستحواذ بالسوق‪.‬‬

‫الجزائر على غرار معظم الدول قامت بتنظيم المنافسة‪ ،‬وكان ذلك من خالل األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪2‬؛ وتسعى من‬
‫خالل هذا األمر إضافة الى ما سبق ذكره –حماية المنافسة‪ ،-‬الى دفع وثيرة النمو اإلقتصادي من جهة وتحسين ظروف معيشة‬
‫المستهلكين من جهة أخرى‪ ،‬وذلك من خالل ما تضمنه من أحكام تنظم السوق وتضبط سلوك األعوان اإلقتصاديين‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة األولى من األمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة على أنه" يهدف هذا األمر الى تحديد شروط ممارسة المنافسة في‬
‫السوق وتفادي كل ممارسات مقيدة للمنافسة ومراقبة التجميعات اإلقتصادية‪ ،‬قصد زيادة الفعالية اإلقتصادية وتحسين ظروف معيشة‬
‫المستهلكين"‪.3‬‬

‫يخاطب هذا القانون مجموعة محددة من االشخاص‪ ،‬نستخلصها من مضمون نص المادة الثانية منه حيث ورد فيها ما يلي‪:‬‬

‫» بغض النظر عن كل األحكام األخرى المخالفة‪ ،‬تطبق أحكام هذا األمر على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نشاطات اإلنتاج‪ ،‬بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي‪ ،‬ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردوا السلع‬
‫إلعادة بيعها على حالها والوكالء ووسطاء بيع المواشي وبائعوا اللحوم بالجملة‪ ،‬ونشاطات الخدمات والصناعات التقليدية والصيد‬
‫البحري‪ ،‬وتلك التي يقوم بها أشخاص معنوية عمومية وجمعيات ومنظمات مهنية مهما يكن وضعها القانوني وشكلها وهدفها‪،‬‬

‫‪ -‬الصفقات العمومية‪ ،‬بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة الى غاية المنح النهائي للصفقة‪.‬‬

‫غ ير أنه‪ ،‬يجب أن ال يعيق تطبيق هذه أألحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة العمومية « ‪.‬‬

‫إنطالقا من نص المادة اعاله نثير اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي األشخاص التي يشملها تطبيق قانون المنافسة؟‬

‫تم تقسيم هذا الموضوع الى محورين‪ ،‬سأعالج في المحور األول أشخاص القانون الخاص‬ ‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية الى ّ‬
‫الخاضعة لقانون المنافسة‪ ،‬وأتطرق في المحور الثاني لألشخاص العمومية الخاضعة لقانون المنافسة‪.‬‬

‫المحور أألول‪ :‬اشخاص القانون الخاص‬

‫أشخاص القانون الخاص قد يكونوا أشخاص طبيعيين وقد يكونوا أشخاص معنويين‪ ،‬وكالهما قد يكون تاج ار وقد يكون حرفيا‬
‫وقد يكون جمعية‪ ،4‬أو حتى منظمة مهنية‪.‬‬

‫أوال‪ /‬التاجر والشركات التجارية والمدنية‬

‫غالب ما نجد العون اإلقتصادي في صفة تاجر أو شركات تجارية‪ ،‬لذا سنتطرق لهذين الصنفين على التوالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التاجر‪ :‬عرفت المادة االولى من القانون التجاري الج ازئري‪ 5‬التاجر كمايلي " يعد تاج ار كل شخص طبيعي او معنوي يباشر‬
‫عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم ينص القانون بخالف ذلك"‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫واالعمال التجارية قد تكون كذلك بحسب موضوعها‪ 6‬منها الشراء ألجل البيع‪ ،‬العمليات المصرفية‪ ،‬السمسرة‪ ،‬المقاوالت‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫الوساطة التجارية‪ ،‬عقود التامين وعقود واتفاقيات واتفاقات التجارة البحرية‪ ،‬والرحالت البحرية‪ .‬وقد تكون تجارية بحسب شكلها‬
‫كالتعامل بالسفتجة بين األشخاص الشركات التجارية‪ ،‬وكاالت ومكاتب األعمال العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪،‬كل عقد يتعلق‬
‫بالتجارة البحرية والجوية‪ .‬كما تكون ايضا تجارية بالتبعية‪ 8‬كااللتزامات بين التجار‪ ،‬واألعمال المتعلقة بممارسة التجارة‪.‬‬

‫وال يكفي القيام بهذه االعمال للقول بتوافر صفة التاجر في الشخص المعني‪ ،‬بل يتعين عليه مباشرتها بشكل اعتيادي على سبيل‬
‫اإلمتهان‪ ،‬أي بصورة منتظمة ومستمرة حتى يظهر بمظهر صاحب المهنة‪.‬‬

‫ويعتبر تاج ار ايضا في مفهوم المادة ‪ 21‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬كل شخص طبيعي او معنوي مسجل في السجل‬
‫التجاري‪ .9‬أي ان القيد في السجل التجاري يعد قرينة على تمتع الشخص المسجل بصفة التاجر وبالتالي اكتسابه ألهلية ممارسة‬
‫‪10‬‬
‫التجارة‪.‬‬

‫وأخرى مدنية‪.12‬‬ ‫‪11‬‬


‫ب‪ -‬الشركات‪ :‬الشركات نوعان منها التجارية‬

‫فالشركات التجارية هي التي يكون موضوعها تجاري كشركة المحاصة‪ ،‬شركة التضامن‪ ،‬شركة التوصية بنوعيها‪ ،‬شركات‬
‫المساهمة والشركة ذات المسؤلية المحدودة‪ ،‬والشركة ذات الشخص الوحيد والمسؤولية المحدودة‪ ،‬والشركات القابضة‪.‬‬

‫أما الشركات المدنية فتعتبر كذلك من اشخاص القانون الخاص وتشملها المادة ‪ 2‬من قانون المنافسة‪ ،‬وتنشأ بموجب عقد وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 416‬من القانون المدني الجزائري وهي التي يكون موضوعها مدني وال تتخذ احد االشكال التي نصت عليها المادة ‪544‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري‪ ،13‬وقد بين القانون المدني أحكامها وكيفية إدارتها وآثارها‪ ،‬انقضائها‪ ،‬وكذا تصفيتها وقسمتها‪.‬‬

‫إن كل هذه الشركات السالف ذكرها تخضع للقواعد التي تحكم المنافسة بين ألمؤسسات أي يطبق عليها االمر ‪ 03-03‬المعدل‬
‫والمتمم المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الحرفي والمؤسسات الحرفية‬

‫يدخل في مفهوم ِ‬
‫المؤسسة حسب األمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪ ،‬الحرفي والمؤسسات الحرفية وهذا ما‬
‫سنتناوله الحقا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحرفي‪ :‬تعرف المادة ‪ 10‬من االمر ‪ 01-96‬المؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪1996‬م الذي يحدد القواعد التي تحكم الصناعة‬
‫التقليدية والحرف‪14‬الحرفي بأنه كل شخص طبيعي مسجل في سجل الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬يمارس نشاطا تقليديا يثبت تأهيال‬
‫ويتولى بنفسه مباشرة تنفيذ العمل وادارة نشاطه وتسييره وتحمل مسؤوليته‪.15‬‬

‫يعرف كل من‪:‬‬
‫وفي هذا الصدد ّ‬

‫مسجل في سجل الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬يتمتّع بمهارة تقنية خاصة وتأهيل عال في حرفته‬
‫ّ‬ ‫• الحرفي المعلم ‪ :‬كل حرفي‬
‫وثقافة مهنية‪.‬‬

‫• الصانع ‪ :‬كل عامل أجير يمتلك تأهيل مهني مثبت‪.16‬‬


‫‪50‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫متمهن واحد إلى ثالثة متمهنين يربطهم به عقد‬


‫يمكن للحرفي الفردي ممارسة نشاطه بمساعدة عائلته (زوج‪ ،‬أصول‪ ،‬فروع) أو ّ‬
‫تمهين‪.17‬‬

‫أما النشاط التقليدي حسب المادة ‪ 5‬من نفس األمر هو كل نشاط انتاج او ابداع او تحويل او ترميم فني او صيانة او تصليح‬
‫او اداء خدمة يطغى عليه الطابع اليدوي‪.‬‬

‫يمارس الحرفي نشاطه بصفة دائمة ومستمرة في احد المجاالت التالية‪:‬‬

‫الصناعة التقليدية بوجه عام‪ :‬هي كل صناعة ألشياء نفعية او تزيينية يغلب عليها الطابع اليدوي رغم استعانة الحرفي فيها‬ ‫•‬
‫باآلالت‪ ،‬كصناعة االواني الفخارية مثال‪.‬‬

‫الصناعة التقليدية الفنية‪ :‬وهي صناعة تتميز بأصالتها وطابعها االبداعي كفن الطرز وفن النسيج اليدوي‪.‬‬ ‫•‬

‫الصناعة التقليدية الحرفية النفعية الحديثة‪ :‬وهي كل صنع لمواد استهالكية عادية كالمواد الغدائية والمواد التجميلية‪.‬‬ ‫•‬

‫• الصناعة التقليدية الحرفية للخدمات‪ :‬وهي كل خدمة يدوية تقدم في ميدان التصليح او الصيانة او الترميم‪ ،‬كترميم اثاث قديم‬
‫او تنظيف مفروشات‪.‬‬

‫ب‪ -‬المؤسسات الحرفية‪ :‬وتتكون من تعاونيات ومقاوالت الصناعات التقليدية والحرف‪.‬‬

‫تعاونية الصناعة التقليدية والحرف‪ :‬طبقا للمادة ‪ 13‬من االمر ‪ 01-96‬المحدد للقواعد التي تحكم الصناعة‬ ‫‪.1‬‬
‫التقليدية والحرف‪ ،‬تعتبر شركة مدنية قائمة على حرية انضمام اعضائها ويتمتعون جميعا بصفة الحرفي‪.‬‬

‫مقاولة الصناعة التقليدية والمقاولة الحرفية إلنتاج المواد والخدمات‪ :‬وتنشأ كالهما وفق أحد االشكال المنصوص‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها في القانون التجاري‪ ، 18‬ومن خصائصها ممارسة نشاط االنتاج او التحويل او الصيانة او التصليح او اداء الخدمات‬
‫في ميدان الحرف‪ ،‬إلنتاج المواد او الخدمات في مجال نشاط الصناعة التقليدية‪ ،‬والصناعة التقليدية الفنية‪ ،‬والصناعة‬
‫التقليدية الحرفية‪.19‬‬

‫ثالثا‪ -‬الجمعية‬

‫حسب المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،202012‬الجمعية هي تجمع ألشخاص طبيعيين أو‪/‬ومعنويين‬
‫على اساس تعاقدي لمدة محددة او غير محددة كما انهم يشتركون في تسخير معارفهم ووسائلهم ولغرض غير مربح من اجل ترقية‬
‫االنشطة ذات الطابع االجتماعي والمهني والعلمي والديني والتربوي والثقافي والرياضي على الخصوص وتشجيعها‪ .‬كما ان موضوع‬
‫الجمعية البد ان يحدد بدقة وان تعبر تسميتها عن العالقة بهذا الموضوع‪.‬‬

‫ونشير الى انه وان كانت الغاية التي تأسست من اجلها ليست القيام بالنشاط االقتصادي لتحقيق الربح‪ ،‬إال ان هذا ال يعني‬
‫عدم القيام بنشاطات لتحصيل موارد مالية ألجل انجاز المشاريع المسطرة في البرامج السنوية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫اشارت المادة الثانية من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم الى الجمعيات ضمن النشاطات التي يطبق عليها قانون المنافسة‬
‫الجزائري‪ ،‬وعليه متى رفضت الجمعيات البيع بدون مبرر شرعي مثال او غيره من الممارسات المقيدة للمنافسة تتعرض للجزاء من قبل‬
‫سلطة ضبط المنافسة‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬المنظمات المهنية‪:‬‬

‫تعتبر المنظمات المهنية من بين المستجدات التي استحدثها القانون ‪ 12-08‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‬
‫في المادة الثانية منه وأكد عليها القانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬اوت ‪ 2010‬الذي يعدل ويتمم بدوره االمر ‪ 03-03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة‪ ،‬في حين لم يشير األمران السابقان لها – االمر ‪ 05-95‬المتعلق بالمنافسة الملغى‪ ،‬واألمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪-‬‬
‫وعلى الرغم من عمومية المادة الثانية من القانون ‪ ،12-08‬وعدم اعطائها مفهوم للمنظمات المهنية‪ ،‬وعلى الرغم من تنوع أدوار‬
‫وأهداف هذه المنظمات‪ ،‬تبقى وبشكل عام إحدى الوسائل التي توحد وجهات النظر وأسلوب التعامل المهني بما يخدم الصالح العام‬
‫ألبناء المهنة الواحدة‪ ،‬ومن امثلة المنظمات المهنية نجد مثال اتحادات المنتجين وجمعيات المزارعين ونقابات المحامين‪ ،‬واألطباء‬
‫والصيادلة‪....‬الخ‪ .‬وبالتالي فكل هذه االتحادات المهنية أيا كان قانونها االساسي وشكلها أو موضوعها‪ ،‬فهي تخضع لقانون‬
‫المنافسة‪.21‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬أشخاص القانون العام‬

‫لم يستثني المشرع الجزائري على غرار التشريعات االخرى االشخاص العمومية من الخضوع لقانون المنافسة لكن كيف يمكن‬
‫تطبيق قانون المنافسة على االشخاص العمومية؟‬

‫إن تحديد انواع االشخاص المعنوية العامة ورد في المادة ‪ 49‬من القانون المدني التي تنص على ّ‬
‫أن‪ " :‬األشخاص االعتبارية‬ ‫ّ‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬الدولة والوالية والبلدية‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬الشركات المدنية والتجارية‪.‬‬

‫‪ -‬الجمعيات والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬الوقف‪.‬‬

‫‪ -‬كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية‪."22‬‬

‫أما بمفهوم المادة ‪ 800‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية فإن اشخاص القانون العام هي الدولة والوالية والبلدية والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الصبغة االدارية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 03‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم والمتعلق بالمنافسة فان النشاط االقتصادي المتمثل في االنتاج او‬
‫بمفهوم االمر السالف الذكر (معيار قانوني)‬ ‫على الشخص‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬
‫التوزيع او الخدمات او االستيراد هو الذي يضفي صفة" مؤسسة "‬
‫وبناءا على ذلك يخضع هذا الشخص لقانون المنافسة‪ ،‬لذا سيكون لدراستنا منطلق يعتمد على النشاطات االقتصادية التي تقوم بها‬
‫االشخاص العمومية‪ ،‬أي المعيار الموضوعي لمعرفة االشخاص المعنوية العمومية الخاضعة ألحكام هذا القانون‪.‬‬

‫لكن هل هذا المعيار كافي لوحده ؟ خاصة وانه في بعض االحيان يحصل بأن تقوم هذه المؤسسات العمومية بتصرفات ال‬
‫تدخل في زمرة النشاطات االقتصادية مع انها قد تحدث آثار في الميدان االقتصادي او داخل السوق وذلك بالتأثير على التوازن‬
‫ان المشرع قد استثنى تصرفات الشخص العام التي تتم في إطار ممارسة أداء مهام المرفق العام‬
‫التنافسي بين المؤسسات‪ ،‬مع العلم ّ‬
‫و صالحيات السلطة العامة من الخضوع ألحكام هذا القانون‪.25‬‬

‫إن اإلجابة عن هذا التساؤل نسبية و تتطلب التفصيل األتي‪:‬‬


‫ّ‬

‫األشخاص العمومية عند إبرامها للعقود تتبع أحد النظامين التاليين‪:‬‬

‫‪ -‬إما تتعامل كسلطة عامة‪ ،‬فتبرم عقودا إدارية لها طبيعتها و صفتها اإلدارية الخاصة والذاتية و هي تنظم و تحكم في إبرامها‬
‫و تنفيذها بقواعد القانون العام‪.‬‬

‫‪ -‬واما أال تتعامل كشخص عام‪ ،‬فتتخلى عن امتيازات السلطة العامة و بالتالي تخضع إلى القانون الخاص‪.26‬‬

‫لكن متى تتعامل االشخاص العمومية بامتيازات السلطة العامة‪ ،‬ومتى تتخلى عن امتيا ازت السلطة العامة وتكون في قدم‬
‫المساواة مع اشخاص القانون الخاص ؟‬

‫لمعرفة ذلك يجب ان نميز بين‪:‬‬

‫االشخاص العمومية ذات الصبغة اإلقتصادية‪ ،‬واألشخاص العمومية ذات الصبغة االدارية‪.27‬‬

‫اوال ‪ -‬االشخاص العمومية ذات الصبغة االقتصادية‪:‬‬

‫ضمن كل االشخاص العمومية ذات الصبغة االقتصادية ال توجد إال الهيئات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي‬
‫تجتمع فيها الصفات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اشخاص معنوية‪.‬‬

‫‪ -‬عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ذات صبغة اقتصادية‪.‬‬

‫فنستثني من قائمة هذه االشخاص المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬رغم التسمية التي تحملها إال انها تعتبر من اشخاص‬
‫ذلك لعدة اسباب‪:‬‬ ‫‪28‬‬
‫القانون الخاص‬

‫‪53‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫‪ -1‬تنشا بموجب عقد امام الموثق وليس على اساس التنظيم‪.‬‬

‫‪ -2‬شكلها القانوني اما شركات مساهمة او شركات ذات مسؤولية محدودة‪.‬‬

‫‪ -3‬ابرام العقود ال يخضع لقانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -4‬المنازعات مع المؤسسات العمومية االقتصادية من اختصاص القضاء العادي‪.‬‬

‫‪ -5‬تخضع ألحكام قواعد االفالس‪.‬‬

‫في حين عرفها القانون التجاري بالقول "المؤسسات العمومية االقتصادية اشخاص معنوية تخضع لقواعد القانون التجاري‪.‬‬
‫وتؤسس هذه المؤسسات في شكل شركة مساهمة أو في شكل شركة محدودة المسؤولية"‪.29‬‬

‫بعد احصاء النصوص القانونية المتعلقة ب األشخاص العمومية لم نجد إال نوع واحد من االشخاص العمومية ذات الطابع‬
‫االقتصادي وهي "الهيئات‪ "30‬العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي وردت في القسم الثاني من الفصل االول للباب الثالث‬
‫المعنون " الهيئات العمومية والتجميعات األخرى للقانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬فهذه الفئة تدخل ضمن االشخاص العمومية من جهة ولها طابع اقتصادي من جهة اخرى‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 01-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فإنها تعرف بأنها هيئة‬
‫عمومية صناعية و تجارية‪ ،‬الهيئة العمومية التي تتمكن من تمويل أعبائها اإلستغاللية جزئيا أو كليا عن طريق عائد بيع إنتاج تجاري‬
‫يحقق طبقا لتعريفة معدة مسبقا لدفتر الشروط العام الذي يحدد األعباء والتقييدات التي تعود على عاتق الهيئة و الحقوق و‬
‫الصالحيات المرتبطة بها و كذا عند اإلقتضاء حقوق وواجبات المستعملين‪.‬‬

‫وعن نظامها القانوني جاء في المادة ‪ 45‬من نفس القانون حيث تخضع الهيئة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬
‫للقواعد المطبقة على االدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير وتخضع لقواعد القانون التجاري‪.31‬‬

‫وهذا يعني أن المؤسسات العمومية ذات الصبغة التجارية و الصناعية تخضع الختصاص القضاء اإلداري كلما تعلق األمر‬
‫بالمنازعات الخاصة بعالقة هذه المؤسسات بالدولة‪ ،‬أما المنازعات التي تتعلق بعالقاتها الخارجية اي مع اشخاص غير الدولة‬
‫والمتعلقة باإلنتاج و التوزيع والخدمات واالستيراد فتخضع فيها لقواعد القانون الخاص‪.‬‬

‫ومن المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري في الساحة االقتصادية الوطنية نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬الشركة الوطنية للكهرباء والغاز‬

‫‪ -‬الشركة الوطنية للتبغ والكبريت‬

‫‪ -‬الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية‬

‫‪ -‬الج ازئرية للمياه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫– الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -‬الديوان الوطني لإلرصاد الجوي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬واألشخاص العمومية ذات الصبغة االدارية‬

‫يمكن اعتبار فئة االشخاص العمومية ذات الطابع االداري قلب االشخاص المعنوية العمومية أي االشخاص المعنوية للقانون‬
‫العام حيث ان كلها تنشأ بموجب نص قانوني ( تشريع او تنظيم) وتتميز كلها بقيامها على هياكل‪ ،‬ذمة مالية وصالحيات سلطة‬
‫عامة تتمتع بها لمزاولة نشاطها‪.‬‬

‫هذه االشخاص العمومية تقوم بنشاط يسمى االدارة العمومية التي يختلف موضوعها عن النشاط االقتصادي‪.32‬‬

‫ال يوجد لحد اليوم قائمة لألشخاص العمومية ذات الطابع االداري عندنا في الجزائر لكن يمكن ذكر اهمها على ضوء ما جاء‬
‫وهي‪:‬‬ ‫‪33‬‬
‫في المادة ‪ 800‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‬

‫الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات الصبغة االدارية‪.‬‬

‫من خالل ما ورد في المادة ‪ 800‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬بإمكاننا استخالص ان كل مؤسسة ذات صبغة ادارية‬
‫يمكن اعتبارها كـ "سلطة إدارية"‪ .‬االصل ان مزاولة الوظيفة االدارية في مفهومها المادي من طرف الهيئات االدارية يتم بموجب‬
‫تصرفات تكيف على انها تصرفات ادارية )‪.(actes administratifs‬‬

‫الحقيقة انه ال يوجد تعريف قانوني "للتصرفات اإلدارية ‪ ،‬االّ انه يمكننا التمييز بين‪:‬‬

‫‪ -‬التصرفات التي تقتصر على الوظائف الداخلية لهياكل اإلدارة كتنظيم مصالحها‪ ،‬او تخويل صالحيات لبعض اعوانها‪.‬‬

‫‪ -‬وبين التصرفات التي يمتد نطاقها الى خارج هياكلها‪ ،‬كأن تتولى البلدية إتخاد تصرفات ذات طابع تنظيمي لتنظيم اسواق‬
‫اسبوعية على مستوى تراب البلدية‪ ،‬أو ان تتولى الوالية اتخاذ تصرفات ذات طابع تنظيمي لتنظيم انشاء هياكل مصنفة ذات طابع‬
‫اقتصادي‪.‬‬

‫في كال الحالتين يكتسي تصرف االدارة شكل قانوني معين‪ ،‬يطلق عليه في الغالب تسمية "قرار" وتتبع في اتخاذه اجراءات‬
‫تنظيمية وتشريعية محددة‪.‬‬

‫في التصنيفات الموجودة حاليا والتي تعتمد على الجهة صاحبة التصرف‪ ،‬هناك تصرفات ادارية انفرادية‪ ،‬وأخرى مشتركة‪ ،‬او‬
‫كلها تشترك في أنها‪:‬‬ ‫‪34‬‬
‫باألحرى ق اررات ادارية انفرادية‪ ،‬وق اررات ادارية مشتركة‬

‫‪ -‬تصرفات صادرة عن سلطة ادارية‪.‬‬

‫‪ -‬تصرفات قانونية‬

‫‪ -‬ق اررات نافدة (او ذات قوة تنفيذية)‬


‫‪55‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫ان االول صادر عن سلطة ادارية لها صالحيات السلطة العامة‪،‬‬ ‫وما يميز التصرف االداري عن التصرف الخاص‪ ،‬هو ّ‬
‫تستطيع فيه التصرف عن ارادتها بصورة ملزمة ومفترضة مطابقة للقانون بينما الثاني تتصرف بموجبه االدارة كشخص عادي وتتعامل‬
‫مع الخواص على قدم المساواة معهم وفي نفس الوقت امام القانون‪ .35‬حسب مركز السلطة االدارية داخل هرم الدولة‪ ،‬يكتسي‬
‫التصرف مواصفات واجراءات دقيقة‪ ،‬وحتى التسمية تختلف من تصرف آلخر‪ ،‬فهناك‪:‬‬

‫‪ -‬الق اررات الفردية‪.‬‬

‫‪ -‬الق اررات التنظيمية‪.‬‬

‫‪ -‬المراسيم الفردية‪.‬‬

‫‪ -‬المراسيم التنظيمية‪.‬‬

‫هذا ما يؤدي بنا الى التساؤل عما اذا كانت التصرفات االدارية خاضعة إلحكام قانون المنافسة؟‬

‫سنقوم في كل مرة بتصنيف التصرفات االدارية ثم البحث في تلك التي يمكن ان تلحق آثار بالمنافسة لمعرفة ما اذا كانت قابلة‬
‫إلخضاعها ألحكام قانون المنافسة‪.‬‬

‫‪ -1‬التصرفات االدارية االنفرادية‪.‬‬

‫هي التصرفات الصادرة عن هيئة او سلطة ادارية بإرادتها المنفردة‪ .‬وال يمكن تحديد قائمة للتصرفات االدارية أالنفرادية إال انه‬
‫يمكن ان نميز بين‪:‬‬

‫‪ -‬التصرفات االدارية ذات النطاق الداخلي بالنسبة لالدارة‪.‬‬

‫‪ -‬التصرفات االدارية ذات النطاق الخارجي بالنسبة لإلدارة‪.‬‬

‫أ‪ -‬التصرفات االدارية ذات النطاق الداخلي بالنسبة لإلدارة‪.‬‬

‫هي جميع التصرفات التي تتخذها السلطات االدارية او الهيئات االدارية في اطار مزاولة وظائفها الداخلية‪ ،‬لتسيير مواردها‬
‫البشرية والمادية‪ ،‬وتنظيم المصالح الداخلية التابعة لها‪.‬‬

‫من ضمن هذه التصرفات‪:‬‬

‫‪ -‬تلك الموجهة لشخص معين بذاته ينشط بداخل هذه الهيئة اإلدارية قد يتعلق االمر بتعيينه على مستوى مصلحة داخليه او‬
‫تفويضه بصالحيات على مستوى وظيفة ما‪.‬‬

‫واضح ان هذه الفئة من التصرفات االدارية تبقى بعيدة عن مجال المنافسة في مفهومه أالقتصادي وبالتالي ليس لها اي آثار‬
‫على المنافسة‪ ،‬وال سلطان لقانون المنافسة عليها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫‪ -‬التصرفات التي تتضمن توجيهات )‪ (directives‬وتعليمات )‪ (instructions‬لتسيير العمل وتنسيقه بين المصالح داخل‬
‫الهيئة اإلدارية فهي في الغالب ق اررات تنظيمية داخلية عامة موجهة لجميع المصالح واألعوان اإلداريين وال تتعدى احكامها االطار‬
‫الداخلي للمصالح التابعة للهيئة االدارية المصدرة لها‪.‬‬

‫كل هذه التصرفات ال ترتب اي أثار على المراكز القانونية للمواطنين‪ ،‬إذ ليست موجهة لهم وليسوا بدورهم ملزمون بها ألنها ال‬
‫تعنيهم؛ فقرار مدير هيئة عمومية ذات طابع اداري يتضمن تحديد اوقات العمل لضمان استمرار الخدمة العمومية على مستوى الهيئة‬
‫االدارية التي يشرف عليها‪ ،‬يعتبر ق ار ار انفراديا تنظيميا داخليا‪.‬‬

‫في كل هذه االحوال ال يمكن ربط هذه التصرفات االدارية بمسائل تتعلق بالمنافسة‪ ،‬لذا تبقى هذه التصرفات سواء كانت ق اررات‬
‫تنظيمية داخلية او مراسيم تنظيمية داخليه خارجة كلها عن نطاق تطبيق قانون المنافسة وبالتالي ال سلطان لتطبيق قانون المنافسة‬
‫عليها‪.36‬‬

‫ب‪ -‬التصرفات االدارية ذات النطاق الخارجي بالنسبة لإلدارة‪.‬‬

‫في هذه الحالة االمر يختلف عن الحالة االولى إذ ان التصرف االداري سيكتسي دائما شكل‪:‬‬

‫‪ -‬قرار اداري فردي‪.‬‬

‫‪ -‬مرسوم اداري فردي‪.‬‬

‫‪ -‬قرار تنظيمي‪.‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنظيمي‪.‬‬

‫بالنسبة لفئة الق اررات الفردية ذات النطاق الخارجي‪ ،‬فهي تعني شخص معين بذاته سواء كان طبيعيا او معنويا‪ ،‬حيث بموجبه‬ ‫•‬
‫يتحصل هذا الشخص على امتيازات او رخصة‪ ،‬كما قد تسحب منه‪ ،‬اي قد يكون هذا القرار لصالحه كما قد يكون ضده‪.‬‬

‫ذلك هو الحال مثال بالنسبة لبعض الق اررات التي تتخذها السلطات االدارية بالسماح لبعض االشخاص باستعمال الدومين العام‪،‬‬
‫او مساحات تابعة لها او حتى هياكلها‪ ،‬او تلك الق اررات التي تمنح ترخيص لشخص لاللتحاق بنشاط اقتصادي معين‪ ،‬مثال ذلك "البد‬
‫من الحصول على ترخيص من السلطات االدارية المشرفة على البريد والمواصالت لاللتحاق بنشاط تقديم خدمات االنترانت‪ ،‬او‬
‫ترخيص من السلطات االدارية المشرفة على قطاع الصحة لاللتحاق بنشاطات الصناعة والتوزيع للمواد الصيدالنية"‪.‬‬

‫االصل ان هذه النشاطات مفتوحة للمنافس ة‪ ،‬وبالتالي هي حرة لالستثمار فيها‪ ،‬لكن البد من توافر شروط مسبقة ومحددة قانونا‬
‫والتي تتمثل في القرار االداري المانح لرخصة النشاط او رخصة االمتياز‪.‬‬

‫بالنظر الى احكام قانون المنافسة‪ ،37‬كل هذه التصرفات مرتبطة بصالحيات السلطة العامة اذ تزاولها الهيئات االدارية في إطار‬
‫يدخل في نشاطها الطبيعي‪ ،‬والهيئة االدارية باتخاذها لمثل هذه التصرفات السلطوية ال تسعى من ورائها إلقحام حصص في سوق‬
‫ما‪ ،‬او حتى االخالل بالمنافسة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫لكن كل هذا ال يعفي االدارة من االلتزام بتوظيف هذه الصالحيات في اطار مبدأ المساواة بين االعوان االقتصاديين في‬
‫حصولهم على التأشيرات المتمثلة في الرخص او االمتيازات التي تشرف عليها لاللتحاق بالميادين التي ينوون النشاط فيها‪.‬‬

‫ال شك في ان السلطة القضائية المختصة في النزاعات المحتمل نشوبها بين السلطات االدارية واألعوان االقتصاديين هي‬
‫الجهات القضائية اإلدارية بالنسبة للق اررات االدارية الصادرة عن السلطات المركزية فاالختصاص يعود لمجلس الدولة‪.38‬‬

‫اما اذا كانت صادرة عن سلطات ادارية ادنى درجة من الهرم االداري للدولة كالبلديات و الواليات‪ ،‬يعود االختصاص للمحاكم‬
‫االدارية‪.39‬‬

‫• هناك ايضا فئة من الق اررات التنظيمية او المراسيم التنظيمي ة ذات النطاق الخارجي كتلك التي تتخذها هيئة ادارية مركزية او‬
‫محلية؛ هذه الق اررات ال تعني شخص بذاته بل تخص قطاع بكامله‪ ،‬وطابعها التنظيمي ينصرف الى مسألة خارجة عن تنظيم الهياكل‬
‫الداخلية للهيئة صاحبة الق اررات (او المراسيم)؛ في هذه الحالة قد نرتقب إمكانية المساس بالمنافسة‪ ،‬خاصة اذا كان القرار التنظيمي‬
‫ينظم مسالة ترتبط بالمجال االقتصادي‪.‬‬

‫مبدئيا تعتبر هذه الق اررات التنظيمية تصرفات سلطوية ال تهدف من ورائها السلطة االدارية مزاحمة اي احد او غزو اي سوق‪،‬‬
‫فبالتالي تبقى خارجة عن سلطان قانون المنافسة‪ ،‬إال ان ذلك ليس مطلقا‪ ،‬اذ قد يؤثر القرار على المنافسة بصورة غير مباشرة‪،‬‬
‫خاصة اذا كان ينظم مسائل ترتبط بالقطاعات أالقتصادية وفي هذا الشأن يجب ان تخضع هذه التصرفات الى نص المادة ‪ 36‬من‬
‫االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪.40‬‬

‫كلما كان محتوى القرار التنظيمي يتضمن احدى هذه ا لمواضيع والتي قد تمس بالمنافسة‪ ،‬يجوز لكل من له مصلحة في ذلك ان‬
‫يطعن فيها باإللغاء او البطالن امام الجهات القضائية االدارية المختصة اقليميا ونوعيا‪ ،‬والتي تتولى مشروعية هذا القرار بالنظر‬
‫لألحكام الموضوعية لقانون المنافسة‪.41‬‬

‫‪ -2‬التصرفات االدارية المشتركة‪.‬‬

‫ق د يستلزم االمر في بعض االحيان ان تتحد وتجتمع عدة سلطات ادارية التحاد ق اررات تنظيمية بهدف تنظيم قطاع مشترك او‬
‫تنظيم مصالح تتقاطع؛ في هذه الحالة التطبيقات االكثر تك ار ار هي الق اررات الو ازرية المشتركة‪ ،‬اذ انها عبارة عن ق اررات تتخذ بالتنسيق‬
‫بين و ازرتين او أكثر‪.‬‬

‫اذا كان القرار التنظيمي المتعدد االطراف ال شأن له بأي نشاط ذو طبيعة اقتصادية‪ ،‬فال سلطان لقانون المنافسة عليه‪.‬‬

‫أما عندما يتعلق االمر بقرار يتضمن مسائل ترتبط بالقطاع االقتصادي فاألمر يختلف‪ ،‬ونستعين هنا بالمثال التالي‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫• القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 08‬افريل ‪ ، 1995‬المحدد لقائمة منتوجات الصناعة الحرفية التقليدية التي تخضع لنسبة‬
‫الرسم على القيمة المضافة الخاصة التي مقدارها ‪ %7‬والصادر عن‪:‬‬

‫– وزير المالية‪.‬‬

‫‪ -‬وزير السياحة والصناعة التقليدية‪.‬‬

‫هذا القرار التنظيمي المشترك قد يحمل بذور المساس بالمنافسة داخل قطاع الصناعات التقليدية‪ ،‬لذا يكون لكل من له مصلحة‬
‫وينشط في هذا القطاع وتضرر من هذا القرار‪ ،‬ان يتمسك امام الجهات القضائية المختصة بأن هذا االخير يمس بأحكام قانون‬
‫المنافسة إذ يخلق وضعيات تمييزية‪.‬‬

‫يمكن ان يؤسس صاحب االدعاء دعوته على احكام المطة الثانية من المادة ‪ 36‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق‬
‫بالمنافسة والتي تنص على " يستشار مجلس المنافسة في كل مشروع نص تشريعي وتنظيمي له صلة بالمنافسة او يدرج تدابير من‬
‫شأنها السيما‪:‬‬

‫‪ -‬وضع رسوم حصرية في بعض المناطق او بعض النشاطات"‪.‬‬

‫مادام القرار صادر عن سلطات ادارية مركزية فاالختصاص في دعاوى االلغاء وفحص المشروعية يعود لمجلس الدولة‪ ،‬وفقا‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬والمتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪.‬‬ ‫‪42‬‬
‫لنص المادة ‪ 09‬من القانون العضوي ‪01-98‬‬

‫بالمقابل اذا كانت الق اررات التنظيمية المشتركة صادرة عن سلطات غير مركزيه وتتضمن احكاما قد ترتبط بالمنافسة‪ ،‬يجوز لكل‬
‫كما نصت علية المادة االولى‬ ‫‪43‬‬
‫من له مصلحة رفع دعوى امام الجهات القضائية االدارية لكن في هذه الحالة امام المحاكم االدارية‬
‫التي تنص‪ " :‬تنشأ محاكم ادارية كجهات قضائية‬ ‫‪44‬‬
‫من القانون رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‬
‫للقانون العام في المادة اإلدارية"‪.‬‬

‫مما سبق ذكره نخلص الى القول الى ان االشخاص العمومية تخضع ألحكام االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‬
‫وكذا القضاء العادي‪ ،‬متى تخلت عن امتيازات السلطة العامة‪ ،‬وتعاملت كشخص معنوي يمارس نشاطات االنتاج والتوزيع والخدمات‬
‫واالستيراد ‪ ،45‬ويكون ذلك عندما تبرم عقود عن طريق المؤسسات العمومية االقتصادية (اي أن سلطان قانون المنافسة يقتصر على‬
‫القواعد الموضوعية )‬

‫وتخضع ألحكام القانون االداري والختصاص القضاء االداري عندما تتصرف بصفتها سلطة ادارية عمومية تتمتع بامتيازات‬
‫السلطة العامة في إطار اداء وظيفتها االدارية ( إصدار المراسيم والق اررات التنظيمية) ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن نطاق تطبيق قانون المنافسة واسع جدا وهذا ما يبدو من خالل المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 03-03‬المتمم والمعدل والمتعلق‬
‫ّ‬
‫بالمنافسة‪ ،‬حيث أنها تميز بين األشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص كّلما باشروا نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو‬
‫الخدمات أو االستيراد؛ وقد مكنتنا هذه الدراسة من استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫ال يطرح أي إشكال في تطبيق قانون المنافسة بالنسبة ألشخاص القانون الخاص‪ ،‬حيث تبين لنا خضوع الشركات بمختلف‬
‫أنواعها ومهما كان غرضها لقانون المنافسة‪ ،‬عندما تمارس نشاطا اقتصاديا‪ ،‬وكذلك خضوع مؤسسات المجتمع المدني لقانون‬
‫المنافسة حال ممارستها ألنشطة إقتصادية‪ ،‬إضافة الى ذلك يخضع الحرفي والمؤسسات الحرفية لذات القانون عند ممارسته لنشاط‬
‫يهدف لتحقيق الربح‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألشخاص العمومية‪ ،‬فاعتمدنا تصنيف يقوم على معيار قانوني‪ ،‬الذي يتضمن طبيعة النشاط الذي تباشره‬
‫األشخاص العمومية‪ ،‬فمنها تلك التي تزاول نشاطات ذات طابع اقتصادي‪ ،‬وأطلقنا عليها تسمية أشخاص عمومية ذات طابع‬
‫إقتصادي‪ ،‬وأخرى تزاول نشاطات ذات إداري وأطلقنا عليها تسمية أشخاص عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬فضال عن هذا‪ ،‬كال الصنفين‬
‫لألشخاص يمكنهم مزاولة نشاطات تتداخل فيها الطبيعتين اإلدارية واإلقتصادية‪.‬‬

‫في الحالة االولى أو بالنسبة للفئة االولى من األشخاص العمومية فهي تشارك في لعبة المنافسة‪ ،‬ويجد قانون المنافسة تطبيقا‬
‫كّليا‪ ،‬من حيث قواعده اإلجرائية والموضوعية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفئة الثانية من االشخاص العمومية‪ ،‬فهي ال تشارك في لعبة المنافسة‪ ،‬لكنها تبقى خاضعة ألحكام قانون المنافسة‬
‫في نشاطها اإلداري‪ ،‬إذ بإمكان القاضي اإلداري فحص مشروعية تصرفاتها في إطار األحكام الموضوعية لقانون المنافسة‪ ،‬فنقول‬
‫بالنسبة لهذه الفئة من االشخاص يلقى قانون المنافسة تطبيقا جزئيا‪.‬‬

‫الصنف االخير من النشاطات‪ ،‬ال يلقى قانون المنافسة إالّ تطبيقا جزئيا‪ ،‬يقتصر على قواعده الموضوعية‪.‬‬

‫ويبقى أن التصرف أو السلوك الذي يعتمده الشخص العمومي هو الذي تتحدد به القواعد القانونية الواجبة التطبيق‪ ،‬فكلما يقوم‬
‫الشخص العمومي بسلوك مماثل لشخص من القانون الخاص داخل السوق مهما كانت طبيعة نشاط هذا الشخص‪ ،‬يخضع لقانون‬
‫المنافسة بكل أحكامه اإلجرائية والموضوعية‪ ،‬لكنه إذا تحلى بسلوك السلطة العامة داخل السوق أو خارجها وفي الحالة األخيرة يؤثر‬
‫سلوكه على السوق‪ ،‬فيطبق قانون المنافسة فقط في إطار أحكامه الموضوعية‪.‬‬

‫نذكر لألسف ال يوجد في الجزائر إجتهادات في هذا الموضوع‪ ،‬لكن مع كل هذا نصل للقول بأن تدخل أو دور القاضي سيكون‬
‫راجحا‪ ،‬خاصة عندما نكون بصدد تداخل النشاطين اإلداري واإلقتصادي‪.‬‬

‫‪ -1‬المؤسسة‪ :‬كل شخص طبيعي او معنوي ايا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة نشاطات االنتاج او التوزيع او الخدمات او االستيراد‪ .‬أنظر المادة‬
‫‪/3‬أ من األمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪.‬‬
‫‪ -2‬االمر ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادي االولى عام ‪ 1424‬الموافق لـ ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة‪،‬ج ر عدد ‪ 43‬والمعدل والمتمم‬
‫بالقانون ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادي الثانية عام ‪ 1429‬الموافق لـ‪ 25‬يونيو ‪ ، 2008‬ج ر عدد ‪ 36‬والقانون ‪ 05-10‬الصادر بتاريخ ‪8‬‬
‫رمضان ‪ 1431‬هـ الموافق ل ‪ 18‬غشت ‪2010‬م ج ر عدد ‪.46‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 01‬من األمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬موالك بختة‪ ،‬التعليق على األمر ‪ 03-03‬الصادر في ‪ 19‬جمادي األولى عام ‪ 1424‬الموافق ‪ 19‬يوليو ‪.2003‬المتعلق بالمنافسة‪،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،41‬رقم ‪.2004/01‬‬

‫‪60‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫‪ -5‬األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪1975 - 09 -26‬م والمتضمن القانون التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 1975-09 -26‬والمتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 3‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -9‬كل شخص طبيعي او معنوي مسجل في السجل التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها ويخضع لكل النتائج الناجمة عن‬
‫هذه الصفة‪.‬‬
‫‪ -10‬مزغيش عبير‪ ،‬التعسف في استغالل وضعية التبعية االقتصادية كممارسة مقيدة للمنافسة‪ ،‬مقال‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة بسكرة‪.،‬‬
‫‪ -11‬تم تنظيمها بموجب األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪1975-09-26‬م والمتضمن القانون التجاري‪ ،.‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬في المواد ‪ 544‬الى ‪.840‬‬
‫‪ -12‬تم تنظيمها بموجب االمر ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني ‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬المواد من ‪ 416‬الى ‪.449‬‬
‫‪ -13‬باطلي غنية‪ ،‬نطاق تطبيق قانون المنافسة في الجزائر‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -14‬االمر رقم ‪ 01-96‬مؤرخ في ‪ 19‬شعبان عام ‪ 1416‬الموافق ‪ 10‬يناير سنة ‪ ،1996‬يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ ، 03‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -15‬موالك بختة‪ ،‬التعليق على األمر ‪ ،03-03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -16‬االمر رقم ‪ 01-96‬يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -17‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -18‬المادة الثانية من األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪1975-09-26‬م والمتضمن القانون التجاري‪ ،.‬المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ -19‬المادة ‪ 20‬و‪ 21‬من االمر ‪ 01-96‬المؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪1996‬م الذي يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 3‬لسنة ‪1996‬‬
‫‪ -20‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪،2012‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2‬لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ -21‬مزغيش عبير‪ ،‬التعسف في استغالل وضعية التبعية االقتصادية كممارسة مقيدة للمنافسة‪ ،‬مقال‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 49‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 03‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬المقصود بالشخص هنا الشخص العمومي على االطالق حيث ال يوجد في القانون شخص عمومي طبيعي‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬تنص المادة ‪ 2‬من القانون ‪ -03-03‬المعدل والمتمم والمتعلق بالمنافسة على‪ " :‬بغض النظر على كل االحكام االحرى المخالفة‪ ،‬تطبق‬ ‫‪25‬‬

‫احكام هذا االمر على مايلي‪:‬‬


‫‪ -‬نشاطات اإلنتاج‪ ،‬بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي‪ ،‬ونشاطات التوريع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردوا السلع إلعادة بيعها على‬
‫حالها والوكالء ووسطاء بيع المواشي وبائعوا اللحوم بالجملة‪ ،‬ونشاطات الخدمات والصناعات التقليدية والصيد البحري‪ ،‬وتلك التي يقوم بها أشخاص‬
‫معنوية عمومية وجمعيات ومنظمات مهنية مهما يكن وضعها القانوني وشكلها وهدفها‪،‬‬
‫‪ -‬الصفقات العمومية‪ ،‬بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة الى غاية المنح النهائي للصفقة‪.‬‬
‫غير انه ‪ ،‬يجب ان ال يعيق تطبيق هذه االحكام‪ ،‬اداء مهام المرفق العام او ممارسة صالحيات السلطة العمومية‪".‬‬
‫‪ -26‬براهيمي نوال‪ ،‬االتفاقات المحظورة في قانون المنافسة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2004-2003 ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫‪ -27‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الج ازئر‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.178‬‬
‫‪ -28‬نظمها القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬ج ر عدد ‪ 02‬مؤرخة‬
‫في ‪ 13‬ينير ‪ .1988‬المادة ‪ ،03‬المادة ‪ .04‬واالمر ‪ 04-01‬مؤرخ في ‪ 29‬جمادي االولى عام ‪ 1422‬الموافق ‪ 19‬غشت سنة ‪ 2001‬المتعلق‬
‫بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪.‬‬
‫‪ -29‬االمر ‪04 -88‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬والمحدد للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ .‬ج ر رقم ‪.02‬‬
‫‪ -‬قد يطلق عبارة "هيئات" )‪ ( institution‬على فئة اشخاص القانون العام‪ ،‬االصل ّ‬
‫ان هذا المصطلح واسع في محتواه إذ انه يعني "ما هو ثابت‬ ‫‪30‬‬

‫او موضوع"‪ ،‬كما يدل عليه اصله االيتيمولوجي‪.‬‬


‫كل الفقهاء يتفقون اليوم على ان عبارة "هيئات" تحيل الى مفهومين‪:‬‬
‫أحدهما عضوي واآلخر وظيفي )‪( la notion d’institutions revoit à deux sens, l’un organique et l’autre fonctionnel‬‬
‫فالمفهوم العضوي يرصد عبارة "هيئات" لالشخاص القانونية ( مجموع االشخاص الطبيعية والمعنوية) اماّ المفهوم الوظيفي يرصدها للعمليات‬
‫القانونية او للقواعد التي تحدد نظاهها القانوني اي بمعنى عام لكل التصرفات القانونية‪ .‬او بعبارة اخرى‪:‬‬
‫‪ -‬المفهوم العضوي‪ :‬الهيئات العضوية )‪ (institutions organiques‬وهي جميع االشخاص العمومية والهيئات العمومية بما فيها تلك التي ال‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬كالدوائر‪ ،‬الو ازرات‪ ،‬والجهات القضائية‪.........‬إلخ‬
‫‪ -‬المفهوم التقني (المادي) نظام قانوني‪ ،‬وهي مجموعة قواعد قانونية وضعت لتحقيق أهداف محددة (اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪..... ،‬الخ)‪ .‬نقال عن قايد‬
‫ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابقن ص‪.8‬‬
‫‪ -31‬المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -32‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.241‬‬
‫‪ -33‬انظر المادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2008‬المتضمن قانون االجراءات‬
‫المدنية واالدارية‪.‬‬
‫‪ -34‬نقصد بالقرار االداري االنفرادي ذلك التصرف الصادر عن الهيئة االدارية بإرادتها المنفردة‪ ،‬ام القرار االداري المشترك هو ذلك التصرف الذي‬
‫تجتمع فيه ارادتين لسلطتين اداريتين او اكثر‪.‬‬
‫‪ -35‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.246-245‬‬
‫‪ -36‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.248-247‬‬
‫‪ -37‬جاء في المادة ‪ 02‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة "غير انه‪ ،‬يجب أن ال يعيق تطبيق هذه االحكام ‪ ،‬اداء مهام المرفق‬
‫العام او ممارسة صالحيات السلطة العامة"‪.‬‬
‫‪ -38‬قانون عضوي رقم ‪ 01-98‬مؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪،1998‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -39‬قانون رقم ‪ 02-98‬مؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،1998‬يتعلق بالمحاكم االدارية‪.‬‬
‫‪ -40‬تنص المادة ‪ 36‬من االمر ‪ 03-03‬المعدل والمتمم المتعلق بالمنافسة على انه "يستشار مجلس المنافسة في كل مشروع نص تشريعي‬
‫وتنظيمي له صلة بالمنافسة او يدرج تدابير من شانها ال سيما‪:‬‬
‫‪ -‬اخضاع ممارسة مهنة ما او نشاط ما‪ ،‬او دخول سوق ما الى قيود من ناحية الكم‪،‬‬
‫‪ -‬وضع رسوم حصرية في بعض المناطق او النشاطات‪،‬‬
‫‪ -‬فرض شروط خاصة لممارسة نشاط االنتاج والتوزيع والخدمات‪،‬‬
‫‪ -‬تحديد ممارسة موحدة في ميدان شروط البيع"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مجلد‪ 06 :‬عدد‪11:‬‬
‫‪ISSN: 2477-9814‬‬
‫ديسمبر ‪2020‬‬

‫‪ -41‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.251-250‬‬
‫‪ -42‬القانون العضوي ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬والمتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 37‬مؤرخة في ‪01‬‬
‫يونيو ‪.1998‬‬
‫‪ -43‬قايد ياسين‪ :‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫‪ -44‬القانون رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 85‬مؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر ‪.1998‬‬
‫‪ -45‬تنص المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية على أن‬
‫" تخضع الهيئة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير‬
‫وتخضع لقواعد القانون التجاري‪ ،‬ويكون لها في حياتها ذمة مالية متميزة وموازنة خاصة طبق لألحكام القانونية والتنظيمية المطبقة في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪63‬‬

You might also like