You are on page 1of 6

‫محاضرات قانون األعمال‬

‫ـ تخصص تسويق ـ سنة ثالثة‬


‫قانون المستهلك (‪)2‬‬

‫قانون المستهلك (‪:)2‬‬


‫توسيع مفهوم المستهلك ‪.‬‬
‫لو وس عنا مفه وم المس تهلك إلى أش خاص آخ رين ف إنهم س وف يس تفيدون من‬
‫القواعد التي تحمي المستهلك‪.‬وهذا ال يعني أنهم حتما مس تهلكون‪،‬ب ل يمكنن ا تش بيههم‬
‫بالمستهلكين‪.‬وهناك ثالث أنواع من األشخاص ‪:‬‬
‫أ ـ المهنيون الخارجون عن إطار تخصصهم‪:‬كالفالح الذي يقوم بتأمين اس تغالله‬
‫الزراعي‪،‬والتاجر الذي يركب منبه ض د الس رقة في محل ه‪،‬والمح امي ال ذي يش تري‬
‫جهاز لإلعالم اآللي لحاجاته المهنية‪.‬فكل هذه األعم ال له ا ه دف مه ني‪،‬واألش خاص‬
‫الذين يقومون بها ال يدخلون في مفهوم الضيق للمستهلك‪.‬ولكنهم يعملون خارج نط اق‬
‫اختصاصهم‪.‬وقد يجدون أنفسهم في وض عية ض عف أم ام متعاق دهم المه ني المختص‬
‫وهي وضعية تشبه وض عية المس تهلك‪.‬وق د ت أثر ج زء من االجته اد القض ائي به ذا‪،‬‬
‫فوس ع إف ادة قواع د ق انون االس تهالك له ؤالء األش خاص ال ذين يعمل ون خ ارج‬
‫اختصاصهم بهدف مهني كما تبنى بعض الفقهاء هذه الفكرة‪.‬وجزء آخر من االجتهـاد‬
‫القضـائي ومن الفقه يرفض تماما توسيع مفهوم المستهلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫ـ المهني الخارج عن إط ار تخصص ه لم يكن فاق د الخ برة تمام ا كالمس تهلك‪.‬وه ذا‬
‫حسب الحاالت‪.‬وبصفة عامة الشخص الذي يعمل الحتياجاته المهنية ه و أك ثر فعالي ة‬
‫وحماس من الشخص الذي يعمل الحتياجاته الخاصة إذن األول أكثر دفاعا عن نفسه‪.‬‬
‫ـ إّن المفهوم الواسع للمستهلك يجعل حدود قانون االستهالك غير دقيق ة لمعرف ة م ا‬
‫إذا كان المهني يعمل في إط ار اختصاص ه أم ال يجب البحث حال ة بحال ة‪،‬لكن نتيج ة‬
‫هذا البحث غير مضمونة(أو احتمالية)‪.‬والحقيقة يجب على المتعاقدين معرف ة الق انون‬
‫الذي يطبق عليهم مسبقا‪.‬وبهذا المفهوم الضيق يكون أكثر دقة ويحم ل حماي ة قانوني ة‬
‫أكبر التي ال نجدها في المفهوم الواسع ‪.‬‬
‫ـ أخيرا لو اعتبرنا أّن المهنيين ال ذين يعمل ون في إط ار تخصص هم‪.‬مثال لم ا ي برم‬
‫المحامي عقودا الحتياجاته الخاصة يمكن أن يتفادى المص ائد القــانونية للعق ود ألن ه‬
‫يعتبر صاحب خبرة وهذا دون حاجة لقواعد الحمــايــة‪.‬‬
‫وبهذه الطريق ة يح ل الثن ائي ذوي االختص اص‪/‬غ ير المختص مح ل الثن ائي المه ني‬
‫المستهلك‪.‬‬
‫ويصبح الثنائي األول معيار تطبيق قواعد الحماية‪.‬هذا المعيار نظري ا يك ون مرض يا‬
‫ولكن يفقد كل دقته‪.‬‬
‫ولكن هذا المفهوم الضيق يعدل بمالحظتين ‪:‬‬
‫ـ من جهة بعض قواعد ق انون االس تهالك غ ير مخصص ة للمس تهلكين فق ل وإنم ا‬
‫يمكنها أن تثار من طرف أشخاص آخرين‪،‬مث ل القواع د ال تي ظه رت مس بقا لمفه وم‬
‫المستهلك هذه القواعد الواسعة المجال يحتمل تقلصها مستقبال وال تزول كليا ‪.‬‬
‫ـ ومن جه ة أخ رى توج د قواع د خاص ة لحماي ة المهن يين ال ذين هم في وض عية‬
‫ضعف‪.‬وهذه القواعد ال تدخل ضمن قانون االستهالك ‪.‬‬
‫ب ـ المــدخرون الــذين يــوفرون أمــوالهم‪.‬إّن االقتص اديين يفرق ون بين المس تهلكين‬
‫والمدخرين ‪:‬‬
‫ـ المستهلكون يستعملون سيولتهم النقدية من أجل إشباع حاجياتهم فورا ‪.‬‬
‫ـ المدخرون ( الموفرون ) يحفظون أموالهم عادة كاحتياط لحاجيتهم المستقبلية ‪.‬‬
‫ولما يملك شخص ما مبلغا معينا له نظريا اختياران ‪:‬‬
‫ـ إما أن يستهلك بشرائه سيارة‪،‬إما أن يوفر بشـرائه أسهم في البورصة‪.‬‬
‫ـ االدخار عكس االستهالك‪،‬فيبدو لنا للوهلة األولى بأنه يتملص من قانون االستهالك‪،‬‬
‫لكن الحقيقة غير ذلك ‪.‬‬
‫فالمستهلكون والمدخرون يشتركون في كونهم‪:‬ليسوا مهنيين‪،‬ويتعاقدون مع المحترفين‬
‫وحينها يبدو أن القوانين التي تحمي المدخر تشبه تلك المتعلقة بقانون االستهالك‪.1‬‬
‫ب ل توج د قواع د تحمي دون تمي يز ك ل من هم غ ير مهن يين س واء ك انوا‬
‫مستهلكيـــــــــــــن أو مدخرين‪.‬ورغم هذا‪،‬فإنه ال يجب حتما أن تشبه قانونا المدخرين‬
‫‪ -‬تلك القواعد التي توجد في مجال السعي إلبرام عقود البيع(البيع المتجول)( ‪ ) Démarchage‬واإلشهار والتقاضي ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫بالمس تهلكين والعكس ص حيح حيث أن ه وج دت بعض القواع د وض عت من أج ل‬
‫المستهلكين وال يمكن ربطــــها أو تطبيقها على المدخرين ( الموفرين ) ‪.‬‬
‫ج ـ المستفيدون من المرافق العامة‪:‬نسمي المرفق مرفقا عاما إذا وجد هناك ش خص‬
‫من القانون العام(الدولة‪،‬الوالية‪،‬البلدية‪ ،‬المؤسسات العمومي ة) ال ذي ي ؤمن أو يض من‬
‫إشباع في االحتياجات ذات المصلحة العامة ‪.‬‬
‫عن دما تك ون الخدم ة لص الح شخص ي أو ع ائلي‪،‬ه ل نس تطيع اعتب ار المس تفيدين‬
‫كمستهلكين؟والمرافق العامة كخبراء أو مختص ين ؟أهمي ة الس ؤال هي معرف ة م ا إذا‬
‫كان قانون االستهالك يمكن أن يطبق‪.‬إن اإلجابة على هذا التساؤل تكون باإليح اب إذا‬
‫كانت المرافق العامة ذات طابع ص ناعي أو تج اري‪:‬من ذ الحكم الش هير الص ادر عن‬
‫محكمة المنازع ات الفرنس ية في ‪ 22‬ج انفي ‪ 1921‬المراف ق العام ة الم ذكورة أعاله‬
‫تخضع في عالقاتها مع المستفيدين للقانون الخاص والختصاص القضاء الع دلي‪.‬ينتج‬
‫إذن أن المستفيدين غير المهنيين يعتبرون مستهلكين كزبائن المؤسسة الخاصة ‪.‬‬
‫وتكون اإلجابة أكثر صعوبة بالنسبة للمراف ق العام ة اإلداري ة ال تي ال تبحث عن‬
‫الربح بل هدفها يبرز في تحقيق المنفعة العامة‪.‬إذا تمسكنا بهذا التصور النظري يمكننا‬
‫أن نستخلص بأن قانون االستهالك لم يكن له دور في ه ذا المج ال‪.‬ولكن إذا تمعن ا في‬
‫األمر جيدا نالحظ أن المستفيدين في وضعية ضعف أمام س لطة المراف ق العام ة وهم‬
‫بحاجة إلى حماية كالمستهلكين‪.‬توجد هناك نصوص خاصة بحماية مستفيدي المراف ق‬
‫العام ة ون ذكر من بينه ا الق انون الفرنس ي الم ؤرخ في ‪ 07/1978 /17‬والمرس وم‬
‫( الفرنس ي ) الم ؤرخ في ‪ 28/11/1983‬الل ذان يتض منان ع دة إج راءات لتحس ين‬
‫العالق ات بين اإلدارة والم واطن ون ذكر أيض ا المرس وم الجزائ ري رقم ‪131 -88‬‬
‫المؤرخ في ‪ 4‬يوليو سنة ‪ 1988‬الذي ينظم العالقات بين اإلدارة والمواطن ‪.‬‬
‫ه ل يمكن توف ير حماي ة إض افية للمس تفيدين بإخض اع المراف ق العام ة اإلداري ة‬
‫لقواعد قانون االستهالك ؟‬
‫إن المرافق العامة اإلدارية ال تخض ع إلى قواع د ق انون االس تهالك حيث أن الخدم ة‬
‫جماعية ومجانية(بدون مقابل)كمرفق العدالة‪،‬الشرطة ومرفق الطرق والمستفيدين من‬
‫هذه الخدمات ليسوا مستهلكين‪.‬لكن يوجد هناك نوع من المرافق العامة اإلداري ة ال تي‬
‫تقدم خدمات بمبالغ مالية مثل المستشفيات‪،‬إن المستفيدين غير المهن يين له ذه المراف ق‬
‫هم بالتأكيد من المستهلكين يمكنهم أن يثيروا قواعد قانون االستهالك ‪.‬‬
‫ويكون الحل أقل تأكيدا أو دقة عندما يتعلق األم ر بمراف ق عام ة أخ رى كمراف ق‬
‫التربية الوطنية ‪.‬‬
‫ونستطيع مالحظة هذا في القانون الفرنسي وكذا في الق انون المعم ول ب ه في االتح اد‬
‫األوروبي الذي يتجه إلى توسيع قواعد قانون االستهالك إلى مفهوم المرفق العام‪.‬‬
‫مضمون قانون االستهالك ‪.‬‬
‫يعد قانون االستهالك قانونا متعدد الفروع ‪.‬‬
‫الفروع التي تخص أو يختص بها قانون االستهالك‬
‫أ ـ القانون المدني يختص باالهتمام األول ‪ ،‬ألن العالقات بين المهنيين والمس تهلكين‬
‫تكون محل عقود للقانون الخاص في أغلب الحاالت ‪ .‬بعض نظريات الق انون الم دني‬
‫مثل ضمان العيوب الخفي ة واالل تزام ب األمن و االل تزام ب اإلعالم تح وز على أهمي ة‬
‫خاصة للمستهلكين‪،‬وت دخل كله ا في مج ال أو نط اق ق انون االس تهالك‪.‬ونج د ك ذلك‬
‫بعض أحكام قانون االستهالك وخاصة تلك المتعلقة بالش روط التعس فية يمكن ربطه ا‬
‫بالقانون المدني ‪.‬‬
‫ب ـ للق انون التج اري دور مقلص ألن ق انون االس تهالك ال يهتم بالتج ار فق ط لكن‬
‫بكل المهنيين ‪ .‬لكن قانون االستهالك يتضمن أحكاما تخص التج ار ‪ ،‬وم ع ذل ك يمكن‬
‫ربطها بقانون االستهالك مثال كتلك المتعلقة بتنظيم األساليب التجارية كاإلشهار ‪.‬‬
‫ج ـ يحوز القانون الجنائي بمكانة هامة في قانون االس تهالك وهن اك ع دة التزام ات‬
‫خاصة تلك ال تي تلقى على ع اتق المهن يين به دف حماي ة المس تهلك فإن ه تواكبه ا أو‬
‫تقابله ا عقوب ات جزائي ة‪.‬فمث اال الغش والت دليس أو ال تزوير توص ف بأنه ا ج رائم‬
‫جنائية‪.‬كما نجد أيضا عقوبات جزائية في مجال اإلشهار والبيع المتنقل والقرض‪.‬‬
‫للعقوبات الجزائية دور أكثر وقاية بسبب التهديدات التي تحتوي عليها ‪ .‬فوجود بعض‬
‫العقوبات الجزائية تبدو ضرورية وأكيدة لضمان احترام القانون بشرط أن تك ون ه ذه‬
‫العقوبات متطابقة مع المصالح واألهداف التي يصبوا القانون لحمايتها ‪.‬‬
‫د ـ لق انون المرافع ات دور في ق انون االس تهالك س واء ك ان في اإلج راءات‬
‫المدنيـــــــة أو اإلجراءات الجنائية‪،‬ألنه يجب أيضا تسهيل وصول إلى العدالة‪.‬في هذا‬
‫الشأن‪،‬تم تبس يط اإلج راءات واس تفادت الجمعي ات بح ق التقاض ي لحماي ة المص لحة‬
‫الجماعية للمستهلكين ‪.‬‬
‫هـ ـ يساهم القانون اإلداري في إثراء قانون االستهالك من جهتين ‪:‬‬
‫ـ الجه ة األولى هي من ناحي ة أع وان اإلدارة وخاص ة أع وان مديري ة المنافس ة‬
‫والقم ع والغش إذ أن مهم ة األع وان هي مراقب ة تط بيق النص وص ال تي تحمي‬
‫المستهلكين ‪.‬‬
‫ـ الجه ة الثاني ة‪:‬إن بعض المراف ق العام ة مث ل البري د والمستش فيات لهم م ع‬
‫مستخدميهم عالقات تث ير نفس المش اكل بين المهن يين والمس تهلكين‪.‬ويب دو من خالل‬
‫ذلك التحليل أن قانون االستهالك غير منسجم(أو متجانس)‪.‬واألمر غير ذلك‪،‬ألن فكرة‬
‫مشتركة تنشط(تحرك) مجموع هذه الفروع القانونية‪:‬ض رورة حماي ة المس تهلكين من‬
‫سيطرة شركائهم االقتصاديين‪.‬وهك ذا ت زول الح واجز ال تي تفص ل الف روع التقليدي ة‬
‫للقانون ‪.‬‬
‫وال يجب أيضا اعتب ار ق انون االس تهالك كق انون مس تقل بذات ه عن القواع د العام ة‬
‫للقانون المدني والقانون الجنائي وقانون المرافعات وكذا قواعد الق انون اإلداري‪.‬فك ل‬
‫هذه القواعد تظل أو تبقى دائما قابلة للتطبيق ‪ .‬فقانون االستهالك يقدم فقط في الميدان‬
‫الخاص به قواعد خاصة تتجاوز التقسيمات التقليدية للقانون ‪.‬‬
‫الفروع المجاورة لقانون االستهالك ‪.‬‬
‫إذا خرجنا اآلن من حدود قانون االستهالك نالحظ بأن ع دة م واد تلمس ه من ق ريب‬
‫وتتفق معه في بعض النقاط ‪.‬‬
‫أ ـ وهو الشأن بالنسبة لقانون المنافسة الذي يسري على عالقات المؤسس ات بعض ها‬
‫ببعض‪،‬ولكن توج د مجموع ة من القواع د ال تي تع ود إلى ق انون االس تهالك وق انون‬
‫المنافسة مثل‪:‬منع الممارسات التجارية التعس فية أو العدواني ة‪.‬وعموم ا تك ون لقواع د‬
‫قانون المنافسة نتائج بالنس بة للمس تهلكين‪،‬وفي المقاب ل قواع د ق انون االس تهالك له ا‬
‫تأثير على المنافسة ويمكن دمج(جمع)المادتين االستهالك والمنافسة‪.‬فيما يسمى ق انون‬
‫السوق ‪.‬‬
‫ب ـ ف رع مج اور آخ ر ه و ق انون التوزي ع ال ذي يخص النش اطات التوس طية بين‬
‫اإلنتاج واالستهالك‪.‬إال أنه هناك بعض التشعبات التي تظهر لكون القواعد الهادفة إلى‬
‫حماية المستهلك تشمل في العموم نشاطات التوزيع‪.‬ومع ذل ك يبقى ه ذا الق انون أك ثر‬
‫وصفا‪،‬في حين أن قانون االستهالك يتميز بطابعه القائم على الغاية‬
‫ج ـ يخضع قانون االستهالك وقانون البيئ ة إلى نفس الفلس فة‪:‬ويح ذران من مخ اطر‬
‫النظام الذي يبحث دائما على المردودية في اإلنتاج على حساب المصالح البشرية ‪.‬‬
‫ومن خالل المضمون نجد أن قانون البيئة يتم يز عن ق انون االس تهالك ‪ :‬فيه دف‬
‫األول لحماية األشخاص ضد مخ اطر محيطهم الط بيعي فيم ا يبحث الث اني لحم ايتهم‬
‫ضد تنمية المؤسسات التي تزودهم بمنتجات وخدمات ‪ .‬ويمكن التقارب بين الق انونين‬
‫مثل تلوث المياه ‪ :‬فهو في آن واحد مسألة بيئية واستهالكية ‪.‬‬

You might also like