You are on page 1of 56

‫ماستر الدراسات القانونية المدنية‬

‫الفوج السادس‬
‫الفصل األول‬
‫مادة‪ :‬قانون حماية المستهلك والمنافسة‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫االلتزام بالمطابقة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫‪ -‬الدكتور عبد الكبير لغلى‬ ‫اعتب حميد‬ ‫‪-‬‬
‫ايت للحمادي سومية‬ ‫‪-‬‬
‫مشنك نور الهدى‬ ‫‪-‬‬
‫الذهبي عبد الحي‬ ‫‪-‬‬
‫مناصف أميمة‬ ‫‪-‬‬
‫ضعيف خالد‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪0202/0202‬‬
‫الئحة المختصرات‬

‫‪ ‬ص‪ :‬الصفحة‬
‫‪ ‬م س‪ :‬مرجع سابق‬
‫‪ ‬ج ر‪ :‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ ‬ق ح م ‪:‬قانون حماية المستهلك‬
‫‪ ‬ق م ‪ :‬قانون المنافسة‬
‫‪ ‬ظ ل ع‪ :‬ظهير االلتزامات والعقود‬
‫‪ ‬ط‪ :‬الطبعة‬
‫‪ ‬ج‪ :‬الجزء‬
‫‪ ‬ع‪ :‬العدد‬
‫‪ ‬غ م‪ :‬غير منشور‬
‫مقدمة‬
‫كبير‪ ،‬تجسدت‬
‫ا‬ ‫لقد شهدت التجارة الدولية خالل العقدين األخيرين من القرن العشرين تطو اًر‬
‫معالمه في كل من الثورة المعلوماتية واالتصاالت ‪،‬وظهور اإلنترنت واالتفاقيات التجارية العالمية‬
‫وتحرير إقتصادات الدول ‪،‬وتطور وسائل اإلنتاج والنقل والمواصالت‪ ،‬فضالً عن بروز ظاهرة‬
‫العولمة وازدياد حدة المنافسة في األسواق الدولية على الصعيدين اإلنتاجي والخدماتي ‪،‬األمر‬
‫الذي أدى إلى ظهور منتجات متنوعة في األسواق المحلية ‪ ،‬مما فرض و بفعل هذه التحوالت‬
‫‪2‬‬
‫إقرار مجموعة من اإللتزامات األخرى حديثة‪ 1‬على البائع إلى جانب إلتزاماته التقليدية المعتادة‬
‫تجاه المستهلك‪ ،‬و ذلك لضمان حصول هذا األخير على المنتوجات و الخدمات التي تستجيب‬
‫لحاجياته و تطلعاته‪.‬‬
‫وقد دفعت هذه الوضعية التشريعات إلى التدخل لخلق وسائل وقائية وحمائية لتحقيق هذا الهدف‪،‬‬
‫ومن ضمنها التزام البائع بالمطابقة نظ ار لما يوفره هذا االلتزام من حماية للمستهلك كطرف ضعيف‬
‫في العقد‪ ،‬ومراد هذا االلتزام هو تحقيق نوع من التوازن العقدي خاصة في ظل اشتداد المنافسة‬
‫بين المحترفين ‪،‬وتفاقم ظاهرة التقليد والغش في المنتجات والتي تهدد المستهلك في سالمته وأمنه‪،‬‬
‫وعدم تمكنه من الحصول على الغاية وراء إبرام عقد االستهالك‪ ،‬لذا فقد حرص المشرع المغربي‬
‫‪ -‬شأنه شأن باقي التشريعات ‪ -‬إلى تشديد االلتزام بالمطابقة على عاتق المهني المحترف لتوفير‬
‫حماية أكثر للمستهلك ‪ ،‬وهو االلتزام ذاته الذي طالب به التجار أنفسهم لوضع حد لتصرفات‬
‫التجار غير الشرفاء ‪ ،‬والمتمثلة في طرح سلع رديئة في السوق ‪ ،‬ال تستجيب النتظارات المستهلك ‪.‬‬
‫وقد تطور الوضع إلى أكثر من ذلك‪ ،‬من خالل إلزام البائع المحترف بمراقبة منتوجاته وخدماته‪،‬‬
‫إما شخصيا أو من طرف شخص آخر‪ ،‬تتوفر فيه كل المؤهالت المطلوبة للقيام بتلك الفحوصات‬
‫الضرورية‪ ،‬من أجل التحقق من المطابقة المادية والوظيفية للسلعة أو الخدمة‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‬

‫‪1‬كااللتزام باإلعالم وااللتزام بالسالمة وااللتزام بالمطابقة‬


‫‪2‬كااللتزام بنقل الملكية وااللتزام بالتسليم‬

‫‪1‬‬
‫وتبعا لذلك تبرز مدى أهمية االلتزام بالمطابقة كآلية قانونية مقررة لحماية المستهلك من خالل‬
‫قانون حماية المستهلك وكافة النصوص القانونية المرتبطة به‪ ،‬فالتزام المتدخل بالمواصفات في‬
‫منتوجاته له دور بالغ األهمية في خلق مناخ تنافسي حر وشريف فيما بينهم‪ ،‬بما ينعكس إيجابا‬
‫على التوازن في السوق ويساهم بشكل فعال في تعزيز متطلبات الصحة والسالمة الجسدية والمالية‬
‫للمستهلك‪.‬‬
‫يضاف إلى تأطير مثل هكذا التزام والنص على أحكامه وتحديد العقوبات المترتبة في حال‬
‫اإلخالل به يعد عامال رادعا بالنسبة لكل متدخل محتال‪ ،‬يتالعب ويخادع المستهلك مستغال عدم‬
‫خبرته ودرايته الكافية بما يعرض عليه من سلع وخدمات مختلفة ومتنوعة‪.‬‬
‫إشكالية الموضوع‬
‫تثير دراسة موضوع االلتزام بالمطابقة جملة من التساؤالت أهمها‪ ،‬المقصود بهذا االلتزام وتحديد‬
‫أساسه القانوني‪ ،‬وما هو المحل الذي ينصب عليه هذا االلتزام؟ ثم ما آليات تفعيل اال لتزام‬
‫بالمطابقة وآثار اإلخالل به؟‬
‫منهجية البحث وهيكلته‬
‫انطالقا مما تقدم‪ ،‬وفي محاولة لإلجابة على التساؤالت المطروحة أعاله وغيرها‪ ،‬ارتأينا إلى‬
‫االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي من أجل تسليط الضوء على النصوص القانونية التي‬
‫تنظم االلتزام بالمطابقة‪ .‬باإلضافة إلى المنهج المقارن كلما كان ذلك ضروريا للوقوف على مختلف‬
‫اتجاهات القوانين المقارنة حول الموضوع‪.‬‬
‫التصميم المعتمد‬
‫لإلجابة على األسئلة سالفة الذكر قمنا بتقسيم الموضوع إلى الشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لاللتزام بالمطابقة ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬آليات تفعيل االلتزام بالمطابقة وآثار اإلخالل به‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لاللتزام بالمطابقة‪.‬‬
‫وقوفا على االلتزام بالمطابقة البد من التطرق إلى مفهومه وتمييزه عن المؤسسات المشابهة‬
‫خاصة وأن المطابقة كمفهوم يمكن أن تمتد لتشمل عدة ضمانات مخولة للمستهلك‪ ،‬وتحديد طبيعته‬
‫وأساسه القانوني‪ ،‬إضافة إلى تحديد أنواع االلتزام بالمطابقة وأطرافها ‪.‬‬
‫وألجل ذلك سيثم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين وفق اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬ماهية االلتزام بالمطابقة‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أنواع االلتزام بالمطابقة وأطرافه‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية االلتزام بالمطابقة‪.‬‬
‫للحديث عن ماهية االلتزام بالمطابقة سنتطرق إلى مفهومه مع تمييزه عن النظم المشابهة له‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬ثم تحديد طبيعته وأساسه القانوني (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم االلتزام بالمطابقة وتمييزه عن النظم المشابهة‬
‫في هذه الفقرة سنتناول مفهوم االلتزام بالمطابقة (أوال) ثم تمييزه عن النظم المشابهة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االلتزام بالمطابقة‬
‫إن تحديد مفهوم االلتزام بالمطابقة يقتضي التطرق إلى بيان معناه الواسع وكذا الضيق ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المعنى الواسع ‪:‬‬
‫باطالعنا على قانون حماية المستهلك المغربي ‪ ، 3‬ال نجد أي تعريف خاص بمصطلح "االلتزام‬
‫بالمطابقة" إال أن بعض التشريعات المقارنة ‪ ،‬كالتشريع الفرنسي قاربت تعريف االلتزام بالمطابقة‪،‬‬
‫وذلك من خالل مقتضيات المادة ‪ 2_212‬من قانون االستهالك الفرنسي على أنه‪:‬‬
‫"بمجرد الوضع األولي في السوق يجب أن يستجيب لكل القيود الجاري بها العمل بالنسبة‬
‫لسالمة و ص حة األشخاص و إلى األمانة المعهودة في المعامالت التجارية و لحماية‬
‫المستهلكين ‪ ".‬ويستخلص من المادة السابقة أن المشرع الفرنسي استعمل مفهوما واسعا لاللتزام‬
‫بالمطابقة‪ ،‬بحيث استغرق حتى االلتزام بالسالمة‪ ،‬إذ ينص على أن المنتوجات المعروضة يجب‬

‫‪3‬قانون رقم ‪ 80:13‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك صادر بتاريخ ‪ 01‬ربيع األول (‪ 03‬فبراير ‪ )1100‬بمقتضى ظهير‬
‫شريف رقم ‪ 0100118‬صدر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2381‬بتاريخ ‪ 7‬أبريل ‪ 1100‬ص ‪0171 :‬‬

‫‪3‬‬
‫أال تستجيب فقط لشروط الصحة والسالمة وهذا هو االلتزام بالسالمة‪ ،‬بل أيضا لألمانة المعهودة‬
‫في المعامالت التجارية‪ ،‬وبصفة عامة لحماية المستهلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المعنى الضيق‪:‬‬
‫أما المفهوم الضيق لهذا االلتزام‪ ،‬فيشمل االلتزام بتقديم المنتوج أو الخدمة تعكس الصفات‬
‫المنصوص عليها في العقد فقط ‪.‬وقد عرفه بعض الفقه على أنه ‪ :‬تعهد محله عمل يلزم به البائع‬
‫بتقديم البضاعة والمستندات الخاصة بها وفقا لما يفرضه العقد والقانون‪، 4‬وعلى الرغم من أن‬
‫النصوص التي تطرقت إلى هذا االلتزام لم تكلف نفسها عناء إعطائه تعريفا محددا ‪ ،‬فإن توفير‬
‫حماية حقيقية للمستهلك تقتضي تحديد االلتزام بالمطابقة تحديدا دقيقا ‪ ،‬وتكريسه بشكل صريح‬
‫باعتباره وسيلة وقائية يقتضي أن تكون السلع والخدمات المعروضة في السوق مطابقة لما ينتظره‬
‫المستهلكون منها بصفة مشروعة ‪ ،‬وهو ما يتطلب تقرير التزام عام بالمطابقة يقع على المحترفين‬
‫يفرض عليهم تجنب إغراق األسواق بمنتجات ال تفي بالغرض المقصود منها وأن يتحققوا قبل‬
‫طرحها وعرضها على المستهلكين ‪ ،‬من أنها تستجيب لهذا االنتظار المشروع ‪ ،‬وذلك لتفادي‬
‫الصعوبات التي قد تعترض عادة المشتري عندما يفاجأ بأن السلعة التي تسلمها ال تستجيب‬
‫إلنتظاراته ‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز االلتزام بالمطابقة عن بعض النظم المشابهة‬
‫إذا كان البائع يلتزم قبل المشتري المستهلك بعدة التزامات رغبة في حماية هذا األخير‪ ،‬فإن هذه‬
‫االلتزامات الملقاة على عاتق البائع بموجب العقد‪ ،‬قد تتداخل أو تتشابه فيما بينها‪ ،‬مما يقتضي‬
‫منها تميزها عن االلتزام بالمطابقة وذلك وفق الشكل اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االلتزام بالتسليم وااللتزام بالمطابقة‪:‬‬
‫إذا كان كل من االلتزام بالتسليم وااللتزام بالمطابقة ال يستقالن عن بعضهما البعض‪ ،‬بحيث أن‬
‫التسليم يعتبر هو السبيل لتحقيق المطابقة‪ ،‬ال سيما أن وقت تقدير مطابقة البضائع هو وقت‬
‫تسليمها‪ ،‬فإنه مع ذلك ثمة فروق بين االلتزامين‪ .‬ولقد نظم المشرع المغربي االلتزام بالتسليم في‬

‫‪4‬جمال محمود عبد العزيز اإللتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع‪ .‬مطبعة القاهرة ‪ .0331-0337‬ص ‪8 :‬‬
‫‪5‬أبو بكر مهم ‪ .‬الوسائل الوقائية لحماية المستهلك‪ .‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ .‬جامعة الحسن الثاني‪ .‬كلية الحقوق عين الشق‬
‫الدار البيضاء ‪ .1111-1118‬ص ‪118 . 111‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصول من ‪ 894‬إلى ‪ 131‬ظ ل ع‪ ،‬وباستقراء مقتضيات هذه الفصول يتبين لنا اتساع مجال‬
‫االلتزام بالتسليم‪ ،‬بحيث أصبح يتضمن أيضا االلتزام بالمطابقة‪ ،‬وذلك لتحديد االلتزام األصلي‬
‫للبائع‪ ،‬أي أن االلتزام بالتسليم ال يقتصر فقط على نقل الشيء المبيع ووضعه تحت تصرف‬
‫المشتري‪ ،‬حتى يتمكن من حيازته بدون عائق‪ ،‬بل يتجاوز ذلك ليشمل وضع الشيء رهن إشارة‬
‫المشتري ليتطابق تماما مع الهدف منه‪.‬‬
‫ويبدو أن المادة ‪ 112‬من ق ل ع والتي تنص على أنه يجب تسليم الشيء في الحالة التي كان‬
‫عليها عند البيع‪ ،‬ويمتنع على البائع اجراء تغيير فيه ابتداء من هذا الوقت‪ ،‬تسير في هذا االتجاه‬
‫وتلزم البائع بتسليم شيء مطابق تماما لما تم االتفاق عليه بالعقد‪ ،‬بدون إجراء أي تعديل عليه‪،‬‬
‫ولذلك ال يكون المشتري ملزما بقبول شيء مغاير للمبيع موضوع العقد حتى ولو كان االختالف‬
‫بينها بسيطا‪.6‬‬
‫ونجد هذا الهاجس لتوسيع مجال االلتزام بالتسليم واضحا أيضا في فرنسا‪ ،‬حيث توسع الفقه‬
‫والقضاء في مفهوم المطابقة‪ ،‬بحيث أصبحا يتطلبان ضرورة تسليم البائع للمشتري نفس الشيء‬
‫المتفق عليه‪ ،‬وأن يكون ذلك الشيء صالحا لالستعمال الذي أعد له‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ذهب بعض الفقه‪ ،‬إلى أن للمطابقة مظهرين‪ :‬أحدهما مادي وأن الضرورة‬
‫تقتضي التوسع في مفهوم التسليم المطابق‪ ،‬فلم يعد ينظر للمطابقة من زاوية مادية فقط‪ ،‬بل أيضا‬
‫من زاوية وظيفية‪ ،‬أي أن يكون الشيء الذي تم تسليمه صالحا لالستعمال المنتظر منه‪ ،‬و يظهر‬
‫أن هذا االتجاه الذي يرمي نحو توسيع مجال المطابقة و جد صدى كبي ار في اتفاقية األمم المتحدة‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫(إتفاقية ڤيينا)‬
‫واذا كان المشرع المغربي من خالل مقتضيات الفصل ‪ 112‬من ق ل ع يلزم البائع بتسليم نفس‬
‫الشيء المتعاقد عليه‪ ،‬أي مطابقا لما تم التنصيص عليه في العقد‪ ،‬وال يسوغ إجراء أي تعديل فيه‬
‫ابتداء من هذا الوقت‪ ،‬فإنه وفي حالة إخالل البائع بالتزامه هذا‪ ،‬خول للمشتري إمكانية المطالبة‬
‫بفسخ العقد بعدم التنفيذ‪.‬‬

‫‪6‬عبد الكريم عباد‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في التشريع المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الفقه والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،17‬سنة ‪ ،1101‬ص‪01 :‬‬
‫‪7‬أبو بكر مهم م س ‪ .‬ص ‪811‬‬

‫‪5‬‬
‫االلتزام بالمطابقة وضمان التعرض واالستحقاق‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 133‬من ق ل ع على ضمان التعرض‪ .‬بقوله "االلتزام‬
‫با لضمان يقتضي من البائع الكف عن كل فعل أو مطابقة ترمي إلى التشويش على المشتري أو‬
‫حرمانه من المزايا التي كان له الحق في أن يعول عليها‪ ،‬بحسب ما أعد له المبيع والحالة التي‬
‫كان عليها وقت البيع"‪ .‬بينما نص الفصل ‪ 138‬من ظ ل ع على ضمان االستحقاق بقوله "‬
‫ويلتزم البائع أيضا بقوة القانون بأن يضمن للمشتري االستحقاق الذي يقع ضده بمقتضى حق‬
‫كان موجودا عند البيع‪“.‬‬
‫وااللتزام بضمان التعرض واالستحقاق‪ ،‬كااللتزام بالتسليم‪ ،‬يتجاوز نطاقه عقد البيع إلى كل عقد‬
‫ناقل للملكية‪ ،‬بل و إلى كل عقد ينقل الحيازة واالنتفاع‪. 8‬‬
‫وهكذا ال يلزم البائع بتسليم البضاعة محل العقد للمشتري فحسب‪ ،‬وانما يلزم إضافة إلى ذلك‬
‫بضمان الحيازة للمشتري بصورة هادئة‪ ،‬من شأنها تحقيق هدف المشتري الذي تعاقد من أجله‬
‫وضمان حقوقه‪ ،‬وهذا الواجب هو ما يصطلح عليه بالمطابقة القانونية أو ضمان التعرض‬
‫واالستحقاق‪ .‬ومن هنا يمكن القول أن ضمان التعرض أو االستحقاق هو جزء من المطابقة‪ ،‬أي‬
‫يمثل المطابقة القانونية حسب المفهوم الذي أرسته اتفاقية فيينا للمطابقة بشكل عام‪. 9‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة االلتزام بالمطابقة وأساسه القانوني‬
‫تماشيا مع التعاريف التي سبق التطرق إليها بخصوص االلتزام بالمطابقة والتي تظظهر أهميته‬
‫القصوى التي يحظى بها‪ ،‬بكونه آلية قانونية تهدف باألساس وقبل كل شيء إلى توفير نوع من‬
‫الحماية واألمن التعاقديين‪ ،‬فهو من بين اآلليات التي أقرها المشرع من خالل القانون رقم ‪-99‬‬
‫األمر الذي يدفعنا قبل‬ ‫‪11‬‬
‫في إطار تحديثه للمنظومة التشريعية الخاصة بحماية المستهلك‬ ‫‪10‬‬
‫‪28‬‬

‫‪8‬عبد الرزاق السنهوري ‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪ .‬الجزء ‪ .1‬دار الشروق‪ .‬ط ‪ .1101 .0‬ص ‪ 211‬وبعد‬
‫‪9‬جمال محمود‪ .‬م س‪ .‬ص ‪7‬‬
‫‪10‬ظهير شريف رقم ‪ 0-00-011‬صادر في رمضان ‪ 07( 0181‬غشت ‪ )1100‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق بسالمة المنتوجات‬
‫والخدمات وبتتميم الظهير الشريف الصادر في ‪ 3‬رمضان ‪ 0880‬بمثابة ق ل ع‬
‫‪11‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1111-1110‬ص‪10‬‬

‫‪6‬‬
‫الحديث عن األساس القانوني لهذا االلتزام (ثانيا)‪ ،‬إلى التعرض لطبيعة االلتزام بالمطابقة (أوال)‬
‫وهو ما سنحاول العمل على بيانه من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬طبيعة االلتزام بالمطابقة‬
‫قد يكون من واجب الملتزم في االلتزام أن يحقق نتيجة معينة‪ ،‬كما قد يكون في أحوال أخرى‬
‫الملتزم معفيا من تحقيق هذه النتيجة ويكون التزامه متحقق بمجرد بذل العناية والجهد‪.12‬‬
‫وارتباطا بااللتزام بالمطابقة باعتباره موضوع هذا البحث البد من بحث وتحديد الطائفة التي‬
‫ينتمي إليها هذا االلتزام‪ ،‬هل هو يندرج ضمن االلتزامات ببذل عناية والجهد أم ضمن االلتزامات‬
‫بتحقيق نتيجة؟‬
‫وكما قلنا فيما تقدم بأن االلتزام بالمطابقة هو التزام البائع بتسليم مبيع مطابق لما يفرضه العقد‬
‫أو القانون أو االتفاقيات الدولية‪.13‬‬
‫فقد أثارت الطبيعة القانونية لاللتزام بالمطابقة جدال فقهيا حول ما إذا كان هذا األخير التزام‬
‫ببذل عناية أم التزام بتحقيق نتيجة‪،.‬ومن خالل التعاريف التشريعية والفقهية يمكن القول بأن طبيعة‬
‫االلتزام بالمطابقة هو التزام بتحقيق نتيجة مفادها تقديم السلع أو الخدمات وفقا لما ينص عليه‬
‫العقد أو القانون‪ .‬وهذا ما تنص عليه اتفاقية فيينا‪ ،‬إذ ألزمت هذا األخيرة البائع بتقديم السلعة وفقا‬
‫لمقتضيات العقد‪.14‬‬
‫ويترتب على وصف االلتزام بالمطابقة بأنه التزام بتحقيق نتيجة عدة نتائج قانونية‪ ،‬أهمها‬
‫النتيجتين التاليتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬مسؤولية البائع عقدية ‪:‬‬
‫يرتب إخالل البائع بتنفيذ التزامه التعاقدي مسؤوليته العقدية‪ ،‬بحيث أنه إذا تعهد بتقديم البضاعة‬
‫والمستندات الخاصة بها‪ ،‬وفقا لما يفرضه عليه العقد والقانون‪ ،‬ثم أخل بتنفيذ هذا التعهد‪ ،‬فإن‬

‫‪12‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪،0331‬ص‪11‬‬
‫‪13‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪14‬تنص المادة ‪ 82‬من االتفاقية على مايلي‪" :‬يجب على البائع أن يسلم البضائع والمستندات المتعلقة بها على النحو الذي يقتضيه العقد‬
‫وهذه االتفاقية"‬

‫‪7‬‬
‫مثل هذا التصرف يع د خطأ في جانب البائع‪ ،‬ويتمثل في عدم تحقيق النتيجة التي كان يبتغيها‬
‫المشتري‪ ،‬حتى ولو بذل البائع كل ما في وسعه للعمل على تحقيق تلك النتيجة‪.15‬‬
‫وتبعا لذلك فإن البائع (المدين) في االلتزام بالمطابقة يعتبر مسؤوال في مواجهة المشتري (الدائن)‬
‫حالة تسليم مبيع غير مطابق سواء من الناحية المادية أو القانونية أو المستندية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعني تخلف النتيجة المرجوة من العقد وبذلك تقوم مسؤولية البائع العقدية وكذا القانونية وتظل‬
‫قائمة ولو أثبت أنه قام بما يلزم من مجهود وعناية الزمين‪.16‬‬
‫إثبات إخالل البائع بالتزامه‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫وحيث ما يؤكد كون االلتزام بالمطابقة التزاما بتحقيق نتيجة هو أنه يكفي أن يثبت المشتري عدم‬
‫تحقق النتيجة المرجوة من التعاقد أو بصفة عامة إثبات عدم مطابقة المبيع لما هو متفق عليه‬
‫لتتحقق مسؤولية البائع ‪.‬‬
‫وعليه فعدم تنفيذ هذا االلتزام ال يحتاج إلى إثبات تقصير في جانب الملتزم‪ ،‬بل يحتاج فقط إلى‬
‫عدم تحقق تلك النتيجة‪ ،‬واثبات ذلك يعد أيس ار بالنسبة للمشتري‪ ،‬مما لو كان االلتزام بوسيلة‪،‬‬
‫وتطبيقا لذلك يكفي عدم تحقق مطابقة البضاعة لما تم االتفاق عليه‪ ،‬إلثبات إخالل البائع بالتزامه‬
‫بالمطابقة‪ ،‬بغض النظر عما بذله من جهة‪ ،‬وهذا التوجه يمكن أن نستشفه من مختلف النصوص‬
‫القانونية الهادفة إلى حماية المشتري والمستهلك بصفة خاصة‪.17‬‬
‫ويستخلص من خالل ما تقدم أن االلتزام بالمطابقة التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬السند في ذلك مضمونه‬
‫ومحتواه الحقيقي الذي يهدف باألساس إلى ضمان الحماية الالزمة للمشتري سواء من الناحية‬
‫االقتصادية أي ضمان حصوله على مبيع يلبي رغبات المشروعية وفق ما يبتغيه‪ ،‬وحماية من‬
‫ناحية سالمته وأمنه الصحيين إذ أن ضمان حصوله على مبيع أو خدمة مطابقين يضمن له‬
‫حصوله على محل العقد سليم وال يشكل أي خطر على صحته أو أمنه الصحي والبدني‪.18‬‬

‫‪15‬عبد الكريم عباد‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪7‬‬
‫‪16‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪17‬تنص المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 11-13‬على أنه‪" :‬يلزم منتجوا ومستوردوا المنتوجات وكذا مقدموا الخدمات بأال يعرضوا في السوق إال‬
‫المنتوجات أو الخدمات السليمة كما هي معرفة طبقا ألحكام هذا الباب"‬
‫وتنص المادة ‪ 7‬من نفس القانون على أنه‪ ":‬يعتبر منتوج ما سليما أو خدمة ما سليمة عندما تكون مطابقة لمتطلبات السالمة الواجب‬
‫توافرها في هذا المنتوج أو الخدمة‪" ...‬‬
‫‪18‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساس القانوني لاللتزام بالمطابقة‬
‫ال خالف حول كون العقد آلية قانونية إلجراء مختلف تصرفات األفراد سواء كانوا طبيعيين أو‬
‫معنويين‪ ،‬األمر الذي يمنح هذه المؤسسة أهمية جد كبيرة‪ ،‬ويجعلها تحظى بتنظيم تشريعي محكم‪،‬‬
‫هذا التنظيم الذي واكب وان لم تكن هذه المواكبة في المستوى المأمول مختلف التطورات التي‬
‫يعيشها العالم الحديث‪.19‬‬
‫وباعتبار األهمية القصوى التي يحظى بها االلتزام بالمطابقة كآلية تشريعية‪ ،‬وكالتزام له أسسه‬
‫األخالقية قبل القانونية لتكريس األمن التعاقدي وضمان حصول المشتري على مبيع منتوجا كان‬
‫أو خدمة‪ ،‬يلبي كل تطلعاته من العملية التعاقدية‪ ،‬ويضمن له سالمته البدنية والصحية بل وحقه‬
‫في الحياة قبل مصالحه االقتصادية‪ ،‬فإن اإلشكال يثور في هذا النطاق عن األسس القانونية التي‬
‫تؤطر هذا االلتزام على اعتبار أن له ما يبرره من الناحية العملية والواقعية خاصة في ظل ما‬
‫تعج به األسواق الوطنية من سلع غير مطابقة ومقلدة التي تشكل تهديدا على صحة وأموال‬
‫المستهلكين وهي حقيقة ال تحتاج إلى إثبات‪ ،‬وال يمكن القول بعكسها أو حتى افت ارض ذلك‪.20‬‬
‫لذلك كان لزاما الحديث عن مختلف األسس القانونية التي تؤسس لاللتزام بالمطابقة سواء تلك‬
‫الواردة في ظ ل ع أو غيره من القوانين الالحقة أو المتممة له ‪.‬‬
‫أ‪ -‬أساس االلتزام بالمطابقة في إطار القواعد العامة‬
‫كما هو معلوم فالقاعدة القانونية هي قاعدة أخالق قبل أن تكون قاعدة قانون‪ ،‬ومبدأ حسن النية‬
‫يمكن االستناد عليه للتأسيس ألي قاعدة أو التزام ‪.‬‬
‫وااللتزام بالمطابقة هو التزام يتفرع باألساس عن قاعدة وجوب تنفيذ العقود بحسن نية‪ ،‬وحيث‬
‫أن تنفيذ أي التزام وحتى يكون متسما بحسن نية وجب على أطرافه احترام واجب التعاون ‪.‬‬
‫‪ )1‬مبدأ حسن النية كأساس لاللتزام بالمطابقة‬
‫إن االلتزام بالمطابقة هو التزام يتفرع باألساس عن قاعدة وجوب تنفيذ العقود بحسن نية‪ ،‬كما‬
‫أن العقد مرتبط وجودا وعدما بمدى مطابقة المبيع لتطلعات ورغبات المشتري ‪.‬‬

‫‪19‬إبراهيم المأمون‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك دراسة وابحاث في ضوء القانون ‪ ،80-13‬منشورات مجلة القضاء المدني‪ ،‬ط‪ ،0‬سنة‬
‫‪ ،1101‬ص‪18‬‬
‫‪20‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫ونظ ار لكون االلتزام بالمطابقة ليس كغيره من االلتزامات ذات األساس الوحيد أو المجرد‪ ،‬فهو‬
‫التزام باألساس يستمد وجوده من مبدأ حسن النية وذلك أنه التزام أخالقي قبل أن يتم التأسيس له‬
‫قانونا‪ ،‬لذلك فالبد من الحديث عن االلتزام بحسن نية وقواعد العدالة واإلنصاف باعتبارهما األساس‬
‫األول واألخير لهذا االلتزام الذي يرمي باألساس إلى ضمان حصول المشتري على مبيع يلبي‬
‫حاجاته المادية والمعنوية وبالتالي إلى تحقيق األمن التعاقدي‪.21‬‬
‫‪ (2‬واجب التعاون كأساس لاللتزام بالمطابقة‬
‫وكما تمت اإلشارة إليه سابقا فااللتزام بالمطابقة هو التزام أخالقي قبل أن يكون التزاما قانونيا‬
‫ذلك أنه ي هدف إلى تقوية فرص تنفيذ العقد وفق ما يقتضيه مبدأ حسن النية‪ ،‬ما يضمن حماية‬
‫لكال طرفي العقد وغيرهما خاصة وأن آثار المعاملة ال تنحصر فقط في العاقدين‪ ،‬إذ قد يستعمل‬
‫أشخاص آخرون الشيء المبيع خدمة كان أم منتوجا وال يخفى ما لإلخالل بالمبدأ المذكور والعمل‬
‫على تسليم مبيع غير مطابق في خرق تام وسافر لمبادئ المنافسة المشروعة ومبادئ حسن النية‬
‫من آثار سلبية قد تلحق كل من يستعمل المنتوج الغير المطابق ‪.‬‬
‫وباعتبار حسن النية أساسا لاللتزام بالمطابقة في إطار سائر العقود‪ ،‬وبصفة خاصة في عقد‬
‫البيع نظ ار ألهمية هذا العقد االقتصادي ة واالجتماعية‪ ،‬كذلك فإنه يشكل أداة قانونية وأخالقية‬
‫وبالتالي ضمانا إضافيا يكفل للمشتري(المستهلك)الحصول على مبيع مطابق خاصة وأن االلتزام‬
‫به يفرض على البائع سلوكا مبنيا على الصدق والنزاهة في التعامل وينعكس إيجابا على المعاملة‬
‫ككل‪ ،‬إذ يصبح مقيدا وملزما بإشعار واعالم المشتري وكذا االستعالم عن حاجته الخاصة حتى‬
‫يتسنى له تقديم منتوج أو مبيع وفق المنتظر ووفق ما يحتاج إليه المشتري وبالتالي يصبح البائع‬
‫هنا موفيا بالتزامه بالمطابقة‪.22‬‬
‫ب‪-‬أساس االلتزام بالمطابقة في إطار النصوص الخاصة‬
‫بالرجوع إلى مختلف النصوص التي حاول من خاللها المشرع المغربي التأسيس لاللتزام‬
‫بالمطابقة سواء بطريقة صريحة أو ضمنية نجد أنه أورده في إطار القانون ‪ 31-94‬المتعلق‬

‫‪21‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪22‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬

‫‪10‬‬
‫بتحديد تدابير لحماية المستهلك والقانون ‪ 28-99‬المنظم لسالمة المتوجات والخدمات والقانون‬
‫‪ 43-13‬المتعلق بزجر الغش في البضائع وأيضا القانون ‪ 24-90‬المنظم للسالمة الصحية‬
‫للمنتجات الغذائية ‪.‬‬
‫‪ )1‬أساس االلتزام بالمطابقة في إطار القانون رقم ‪11-80‬‬
‫شكل صدور هذا القانون تأثي ار جذريا على القواعد التقليدية الناظمة لعقد البيع‪ ،‬كونه اشتمل على‬
‫‪،‬والحق‬ ‫‪24‬‬
‫التزامات جديدة ملقاة على عاتق البائعين منها االلتزام باإلعالم ‪ ،23‬والحق في التراجع‬
‫في االختيار وكذا الحق في اإلصغاء للمشتري وهي كلها حقوق تكفل للمشتري الحصول على‬
‫مبيع مطابق للمواصفات التي يرغبها والتي يرى فيها إشباعا لحاجاته وحماية له كذلك من بعض‬
‫الشروط التعسفية والتي قد يعمد البائع بسوء نية إلى إدراجها في صلب العقد ‪.‬‬
‫ومن المواد التي تؤسس بطريقة صريحة لاللتزام بالمطابقة نجد المادة ‪ 3‬من القانون أعاله والتي‬
‫تنص بصيغة الوجوب على أنه‪ ":‬يجب على المورد أن يمكن المستهلك بأي وسيلة من معرفة‬
‫المميزات األساسية للمنتوج أو السلعة والتي من شأنها مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار‬
‫حاجياته وامكانياته" ‪..‬‬
‫وانطالقا من هذه الفقرة نجد أن المشرع المغربي قد ألزم المورد أو البائع المهني بصفة عامة‬
‫بضرورة تقديم كل المعلومات المتعلقة بالمنتوج حتى يستطيع المشتري القيام باختيار المنتوج أو‬
‫الخدمة األكثر مالءمة له ضمان ا لمصالحه االقتصادية بحصوله على منتوج مطابق للمواصفات‬
‫التي يرى فيها إشباعا لحاجياته ‪.‬‬
‫وبالرجوع لمقتضيات الفقرة ‪ 13‬من المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 31-94‬المذكور نجد أنها تنص‬
‫على مصطلح المطابقة بصفة صريحة إذ تنص هذه الفقرة "‪...‬تخويل المورد وحده الحق في تحديد‬
‫ما إ ذا كان المنتوج أو السلعة المسلمة أو الخدمة المقدمة مطابقة لما هو منصوص عليه في‬
‫العقد" ‪...‬‬

‫‪23‬بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪-‬دراسة في حماية المتعاقد والمستهلك ‪ -‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة‬
‫‪1113‬‬
‫‪24‬مزيد من التفصيل أنظر‪:‬‬
‫يوسف صديقي‪ ،‬حق التراجع عن العقد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1101-1108‬ص‪00‬‬

‫‪11‬‬
‫وانطالقا من هذه المقتضيات يمكن القول بأن القانون ‪ 31-94‬يشكل أساسا قانونيا صرفا‬
‫لاللتزام بالمطابقة وهو ما يتجلى أساسا بطريقة واضحة من النصوص التي تم التطرق إليها وما‬
‫يمكن التوصل إليه وكذلك بالتمعن في مختلف المواد المتضمنة به والتي تهدف أساسا إلى ضمان‬
‫حماية متكاملة للمستهلك في مواجهة تعسفات البائع المهني وهي نفس الغاية من المطابقة‬
‫كالتزام‪.25‬‬
‫‪ )2‬أساس االلتزام بالمطابقة في إطار القانون رقم ‪22-80‬‬
‫يعتبر القانون رقم ‪ 28-99‬أساسا قانونيا لاللتزام بالمطابقة ذلك أن هذا االلتزام وان كان يرمي‬
‫إلى توفير شقين من الحماية للمشتري‪ ،‬شق اقتصادي وآخر يرمي توفير أكبر حماية ممكنة له‬
‫فإن األمر ال يعدو أن يكون حديثا عن وجهين لعملة واحدة‪ ،‬ذلك أن سالمة األشخاص تفرض‬
‫العمل بكل الوسائل الفنية والقانونية والتقنية على مد األفراد بسلع تظحترم فيها جميع ضوابط التصنيع‬
‫والتغليف والتوزيع إلى غير ذلك مما يمكنهم من منتوجات سليمة وذات جودة‪.26‬‬
‫ولعل الهدف األساسي من القانون أعاله هو تحقيق هذه الغاية‪ ،‬فمتى كان المنتوج مستوفيا‬
‫للشروط المحددة في إطاره فهو بذلك مطابق ومتوفر على شروط السالمة والجودة المطلوبة‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك يعتبر ملبيا لرغبات المشتري متى كان متوف ار كذلك على المواصفات االتفاقية‪.27‬‬
‫وحيث إن تحديد مدى مطابقة منتوج من عدمه‪ ،‬وبالتالي تحديد مدى سالمته من عدمها رهين‬
‫حسب القانون رقم ‪ 28-99‬بمدى مطابقته لمتطلبات السالمة الواجب توفرها فيه وفق ما هو‬
‫بمعنى أن أي منتوج ال يمكن أن يعتبر سليما وبالتالي يحقق أمن وسالمة مستعمليه‬ ‫‪28‬‬
‫محدد قانونا‬
‫إال إذا كان مطابقا للمواصفات التقنية والفنية المنصوص عليها في إطار هذا القانون وكذا المقاييس‬
‫الوطنية أو الدولية‪.29‬‬

‫‪25‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21‬‬


‫‪26‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪27‬أنظر المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪11-13‬‬
‫‪28‬تنص المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 11-13‬على ما يلي‪" :‬يعتبر منتوج ما سليما أو خدمة ما سليمة عندما تكون مطابقة لمتطلبات السالمة‬
‫الواجب توفرها في هذا المنتوج أو الخدمة للتمكن من عرضها‪ ،‬كما هو منصوص عليها في هذا القسم وعند االقتضاء في النصوص‬
‫المتخذة لتطبيقه‪" ...‬‬
‫‪29‬أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪11-13‬‬

‫‪12‬‬
‫بل إن المشرع ال مغربي لم يقف فقط عند هذا الحد من الحماية بل تجاوزه إلى إلزام كل من‬
‫المستورد أو المنتج والذي يعرض ألول مرة في السوق منتوجا خاضعا لنظام تقني معين لتحرير‬
‫تصريح بالمطابقة‪.30‬‬
‫كما حدد المشرع كذلك مجموعة من البيانات والمعلومات التي يتعين أن يتضمنها هذا التصريح‬
‫م ن معطيات خاصة بالمنتوج ومراجع المقاييس التي تم اعتمادها للقول بمطابقة المنتوج سواء‬
‫كانت هذه المراجع وطنية أو دولية وهي التي تمكن من القول بمدى سالمة المنتوج وخضوعه‬
‫واستجابته لهذه المقاييس المعمول بها‪ ،‬كما ألزم المشرع هؤالء بضرورة االحتفاظ بالتصريح‬
‫بالمطابقة لمدة ال تقل عن ‪ 19‬سنوات مع وضعه لنسخة من هذا التصريح رهن إشارة موزع‬
‫المنتوج إذا طلب ذلك‪.31‬‬
‫‪ )1‬أساس االلتزام بالمطابقة في القانون رقم ‪01-11‬‬
‫يعتبر الربح السريع أكبر مطامع المنتجين والموردين بصفة عامة كما أن الخداع والغش يعتبران‬
‫بالنسبة ألغلبهم أقرب السبل لتحقيق هذا الربح ولو على حساب أمن وسالمة المشترين‪ ،‬هذا‬
‫الخداع الذي ينال أساسا من مكونات المنتوج أو حجمه أو عناصره‪ ،‬وعدم المطابقة قد يكون إما‬
‫ناتجا عن عدم احترام النظم القانونية الواجبة اإلعمال‪ ،‬كما قد يكون ناتجا عن عدم استجابة‬
‫المبيع للشروط الموضوعة من قبل المشتري أو تلك التي تعهد البائع بتحققها ويتوفر المبيع‬
‫عليها‪.32‬‬
‫كما يكون ناتجا عن الخداع والغش المرتكب من طرف البائع أو المنتج والذي يعمد إلى استعمال‬
‫تصرفات غير نزيهة وبسوء نية والتي تهدف إلى المبالغة في تقدير قيمة المنتوج وصورته تظجاه‬
‫المتعاقد والنقصان من قيمته مخالفة للقانون أو إخفاء عيوبه أو خطورته على الصحة‪.‬‬
‫وحيث إن عدم المطابقة قد ينتج كذلك عن عدم احترام المنتوج أو الخدمة للمواصفات والمقاييس‬
‫المعمول بها قانونا أو بموجب اتفاقيات وطنية أو دولية‪ ،‬وهو ما قد يطال نوع البضاعة أو كميتها‬
‫أو هويتها أو إحدى محتوياتها ‪.‬‬

‫‪30‬المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪11-13‬‬


‫‪31‬أنظر الفقرة األخيرة من المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪11-13‬‬
‫‪32‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬

‫‪13‬‬
‫كما أنه يتعين اإلشارة إلى أن جريمة الغش أو الخداع تختلف كليا عن العيب الذي ينظمه‬
‫الفصل ‪ 189‬وما يليه من ظ ل ع على اعتبار أن هذا األخير يكون الحقا بالمبيع نفسه ويؤثر‬
‫عليه أو ينقص من قيمته أصال‪ ،‬أما العيب الناجم عن الخداع هو ناجم عن فعل جرمي ناجم‬
‫عن سوء نية البائع الذي يعمد إلى تغيير أو تزييف ماهية الشيء المبيع سواء كميته أو نوعيته‬
‫أو هويته‪ ...‬مما يجعل من المبيع منتوجا كان أو خدمة غير مطابقا‪ ،‬األمر الذي يعني باألساس‬
‫يعتبر أساسا قانونيا لاللتزام بالمطابقة خاصة وأنه بمراجعة المواد‬ ‫‪33‬‬
‫أن القانون رقم ‪43-13‬‬
‫كما ووصفا ووطيفة‪ ،34‬ومتى‬
‫المضمنة به نجدها تعالج مجموعة الصور التي يتحقق بها الغش ًّ‬
‫تحقق ذلك فإن المبيع يغدو غير مطابق بطريقة عمدية غير نزيهةً الشيء الذي يعرض البائع‬
‫للمساءلة طبقا لما هو محدد في إطار هذا القانون وكذا في إطار القوانين ذات الصلة أو المحال‬
‫عليها بموجبه‪.35‬‬
‫وعليه يشكل هذا القانون حسب بعض الفقه المبدأ األساسي للوقاية من الغش التجاري وذلك عن‬
‫طريق تدخالته الزجرية والتنظيمية في مجال التجارة واالنتاج‪.36‬‬
‫‪ (4‬أساس االلتزام بالمطابقة في إطار القانون ‪20-80‬‬
‫يعتبر القانون رقم ‪ 3724-90‬المتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية من بين أهم القوانين‬
‫التي تضع وتحدد المبادئ العامة للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية بصفة عامة ‪.‬‬
‫ومادام أن أي منتوج ال يعتبر مطابقا إال إذا كان سليما‪.38‬‬
‫وال تخفى أهمية المنتوجات المعدة للتغذية في حياة األفراد خاصة في إطار ما يعرفه المجتمع‬
‫من تطور ديمغرافي كبير وما يواكب ذلك من زيادة في الطلب على هذه المنتوجات‪ ،‬إضافة إلى‬
‫وهو بذلك يحدد‬ ‫‪39‬‬
‫انتشار اآلفات والحوادث التي تتسبب فيها هذه المنتوجات الموجهة لالستهالك‬

‫‪33‬قانون رقم ‪ 38-08‬المتعلق بزجر الغش في البضائع‪ ،‬ظهير شريف رقم ‪ 0-38-13‬مؤرخ في ‪ 31-01-2‬جريدة رسمية عدد ‪8777‬‬
‫بتاريخ ‪0338-18-11‬‬
‫‪34‬أنظر الفصل ‪ 0‬من القانون رقم ‪38-08‬‬
‫‪35‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪23‬‬
‫‪36‬بوعبيد عباسي‪ ،‬الغش التجاري عن طريق الخداع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪37‬ظهير شريف رقم ‪ 0-01-33‬صادر في صفر ‪ 0180‬موافق ل ‪ 00‬فبراير ‪ 1101‬بتنفيذه القانون رقم ‪ 13-17‬المتعلق بالسالمة‬
‫الصحية للمنتجات الغذائية‬
‫‪38‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪23‬‬
‫‪39‬عثمان تويحري‪ ،‬تعويض األضرار الناتجة عن عيوب الشيء‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1103‬ص‪01‬‬

‫‪14‬‬
‫الضوابط والقواعد العامة التي تهدف باألساس إلى عدم السماح إال بتسويق المنتجات الغذائية‬
‫السليمة‪ ،‬وهو بذلك يعتبر كذلك أساسا خاصا لاللتزام بالمطابقة إذ أن المنتوج ال يعتبر مطابقا إال‬
‫إذا كان محترما الضوابط العامة والمقاييس المحددة في إطار القانون أعاله إنتاجا وتغليفا‬
‫وتسويقا‪.40‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االلتزام وأطرافه‬

‫نظ ار لما يميز االلتزام بالمطابقة من شمولية تجعله يمزج بين ما هو اتفاقي نابع من مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة‪ ،‬وفقا لما اشتراطه المتعاقدان في صلب تعاقداتهم‪ ،‬وبين ما هو قانوني يشمل ما‬
‫يقرره ويحدده المشرع من أحكام حماية لمصالح المستهلك االقتصادية‪ ،‬وكذلك ضمانا ألمنه‬
‫وسالمته الصحية‪ ،‬فإنه يفرض ضرورة مطابقة المبيع أو المنتوج لما يشترطه المستهلك من‬
‫موصفات وشروط‪ ،‬وأن يكون المنتوج كذلك مطابقا لما هو مفروض بموجب القانون‪ ،‬لذلك‬
‫فالمطابقة تشمل ما هو مادي والذي يشمل بدوره ما هو كمي ووصفي ووظيفي‪ ،‬إضافة كذلك‬
‫إلى ما هو قانوني) الفقرة االولى) ‪،‬وااللتزام بالمطابقة في عموميته وباعتباره رابطة قانونية بين‬
‫شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين‪ ،‬فإنه البد من تحديد كل منهما بالتدقيق ‪،‬من خالل التطرق‬
‫ألهم االلتزامات التي يفرضها هذا اإللتزام بالمطابقة في كل طرف من طرفيه(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬انواع االلتزام بالمطابقة‬
‫يمكن التمييز بين نوعين أساسيين من المطابقة وهما المطابقة للشروط المتفق عليها بين‬
‫الطرفين في العقد‪ ،‬والمطابقة للنظم والقواعد القانونية المنظمة لهذا االلتزام ‪ ،‬لذا سنحاول‬
‫توضيح كل نوع من أنواع المطابقة على حدة ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬المطابقة المادية‬
‫يعتبر العقد هو مناط المطابقة المادية ومعيار تحديد توافر هذه المطابقة من عدمه وبموجبه‬
‫يتم تحديد عناصر هذه المطابقة‪ ،‬ذلك ان اتفاقية فينا أكدت ذلك من خالل الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 31‬والتي تفرض على البائع أن يسلم بضائع تكون كميتها ونوعيتها وأوصافها وكيفية‬

‫‪40‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪23‬‬

‫‪15‬‬
‫تغليفها وتعبئتها‪ ،‬مطابقة لما يشترط العقد ‪،‬كما نجد أيضا المادة ‪ 33‬من اتفاقية الهاي لسنة‬
‫‪، 1998‬التي تطرقت إلى حاالت عدم المطابقة والتي حددتها في الحالة التي ال يتوافر في‬
‫البضائع التي وقع تسليمها الخصائص والصفات التي نص عليها في العقد أو التي يمكن‬
‫إستخالصها منه‪.‬‬
‫وبالعودة إلى مقتضيات ظهير االلتزامات والعقود المغربي وبالضبط‪ ،‬إلى الفصول المنظمة‬
‫لعقد البيع باعتباره أحد أبرز وأهم العقود المسماة‪ ،‬نجده قد نص بطريقة ضمنية في بعض‬
‫على اعتبار العقد هو مناط تحديد االلتزام بالمطابقة‪،‬‬ ‫‪42‬‬
‫الفصول كالفصلين ‪41112‬و ‪119‬‬
‫وفي هذا الصدد تعددت اآلراء الفقهية والتي ترى بأن هناك أكثر من معيار لتحديد المطابقة‬
‫أن العقد هو الضابط األول كونه تعبير صريح عن الفصل‬ ‫‪43‬‬
‫المادية‪ ،‬حيث يرى التوجه األول‬
‫المشترك ألطرافه لتحديد المطابقة المادية في كافة صورها ‪،‬أما الضابط الثاني حسب نفس‬
‫التوجه الفقهي والذي يرى أنه ال تتحقق المطابقة إال إذا كانت البضاعة أو الخدمة المقدمة‬
‫تتوفر على الصفات االزم توافرها في مثيالتها ‪ ،44‬بينما يرى توجه فقهي آخر بأن البضاعة ال‬
‫تكون مطابقة ما لم تكن موافقة مع وصفها المحدد عقدا هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يتعين‬
‫أن تلبي الخدمة أو البضاعة الرغبات المشروعة التي يتوقعها المشتري كما وصفا ووظيفة‪،45‬‬
‫والمطابقة في صورتها المادية تشمل مجموعة من العناصر منها ما يتعلق بالوصف ومنها ما‬
‫يرتبط بالكم والوظيفة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المطابقة الكمية‬
‫بخصوص المطابقة الكمية فيقصد بها‪ :‬التزام المنتج بتسليم المنتج بالمقدار والكم المتفق عليه‬
‫في العقد ‪،‬ومفهوم الكمية هنا ينصرف إلى السعة والكيل والطول‪ ،‬كما ينصرف إلى العدد‬
‫والحجم ‪،‬وفي هذا الصدد تطرح مسألة مهمة تتعلق بالمنتوجات والسلع التي تتميز بالتعقيد‪،‬‬

‫‪41‬ينص الفصل ‪ 201‬من ظ ل ع على مايلي ‪ :‬يجب تسليم الشيء في الحالة التي كان عليها عند البيع ويمتنع على البائع إجراء التغيير فيه ابتداء من‬
‫هذا الوقت‬
‫‪ 42‬ينص الفصل ‪ 201‬من ظ ل ع على مايلي االلتزام بتسليم الشيء يشمل أيضا توابعه وفقا لما يقضي به اتفاق الطرفين أو يجري به العرف‬
‫‪43‬‬
‫‪ ben abderrahamane la conformité des marchandises dans la convention de vienne du 11 avril 1980 sur les‬انظر‬
‫‪contrat de vente iternationale de marchandises D. P. C. I. 1989 T. 15 N4 page 553‬‬
‫‪44‬خالد العنادي اإللتزام بالمطابقة في عقد البيع اطروحه لنيل الدكتوراه في العلوم القانونية جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واإلجتماعية مراكش السنة الجامعية ‪ 1111 1110‬ص ‪11‬‬
‫‪45‬‬
‫‪VIENNE HEUZE la vente internationale de marchandises droit uniforme joliy edition 1992 N 284 page 217‬‬

‫‪16‬‬
‫الشيء الذي يصعب على المستهلك تحديد مدى مطابقتها من الناحية الكمية‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫جعل المشرع يتدخل من أجل مواجهة ذلك إذ أخد على عاتقه مسألة تحديد بعض األوزان‬
‫الخاصة ببعض المنتوجات‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد مقدار بعض العناصر التي تدخل في تكوين‬
‫هذه المنتوجات ‪،‬وهي مقاييس وأوزان يصعب على الشخص العادي إدراكها ‪ ،‬لذلك ورغبة منه‬
‫في إضفاء نوع من الحماية الالزمة للمشتري والذي غالبا ما يكون مستهلكا – تميي از له عن‬
‫المشتري المهني والذي يتعاقد في دائرة اختصاصه _ عمد المشرع إلى تقرير العديد من‬
‫المعايير والموازين التي يرى فيها اسهاما في حماية هذا األخير ‪ ،‬إلى جانب ما تقرره القواعد‬
‫العامة الواردة في ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬والتي تكفل حصول المشتري على مبيع وفق‬
‫المقدار المتعلق بشأنه‪.46‬‬
‫وعليه فالمطابقة الكمية كالتزام يعتبر متحققا في الحالة التي يقوم فيها البائع بتسليم بيع‬
‫مطابق لما تم تحديده بموجب العقد‪ ،‬وكذا في الحالة التي يكون فيها هذا األخير مطابقا‬
‫للموصفات والشروط التي تكون محددة بموجب نصوص تشريعية خاصة والتي تهم مقدار‬
‫بعض العناصر التي تدخل في تكوين بعض المنتوجات وكذا أوزانها ‪.‬‬
‫المطابقة الوصفية‬ ‫ب‪-‬‬
‫أما المطابقة الوصفية فيقصد بها استفاء المبيع لصفة او صفات معينة بناء على اتفاق طرفي‬
‫العقد‪ ،‬أو عن تعهد صريح من جانب البائع لذلك أو كأثر الشتراط المشتري وجودها فيها‪،47‬‬
‫فالمستهلك قد يلجأ إلى اشتراط توافر صفات معينة في المنتوج صفات تحقق له غرضه من‬
‫عملية التعاقد ‪ ،‬وتحقق له نوعا من الضمان في مواجهة المهني المحترف خصوصا إذا كانت‬
‫السلعة دقيقة الصنع سريعة التعرض للخلل والعطل‪.48‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اشتراط صفة معينة في المبيع‪ ،‬قد يرد صريحا بموجب شرط يقترن‬
‫بالعقد‪ ،‬كما قد يرد ضمنا كما في المبيع على وفق نموذج‪ ،‬إذ يقدم البائع عينة من المبيع‬

‫‪46‬دريس بن شقرون أثر التحوالت اإلقتصادية على العقد مجلة القصر العدد ‪ 1‬ماي ‪ 1111‬ص ‪73‬‬
‫‪47‬منى ابو بكر الصديق محمد حسان االلتزام بالمطابقة في عقد البيع دراسة تحليلية في ضوء القانون المدني وتشريعات حماية المستهلك في القانونين‬
‫المصري والفرنسي كلية الحقوق جامعة المنصورة ص ‪718‬‬
‫‪48‬خالد العنادي م س ص ‪38‬‬

‫‪17‬‬
‫لتعيينه ورؤيته‪ ،‬ويحيط المشتري علما بطبيعته واوصافه وغالبا ما يكون ذلك في البيوع اآلجل‬
‫حيث يتم تعيين المبيع المثلي من خالل النموذج الذي يعد المبيع مصغ ار وتغني رؤيته عن‬
‫رؤية المبيع وفي هذه الحالة يتعين على البائع أن يقدم مبيعا مطابقا للنموذج‪.49‬‬
‫ويرى بعص الفقه بأن تخلف الصفات التي تعهد بها البائع بوجودها في المبيع ‪ ،‬يعدا عيبا‬
‫مؤث ار موجبا لاللتزام بالمطابقة ‪،‬ولو لم يكن عيبا لجلب المألوف في التعامل طالما البائع قد كفل‬
‫للمشتري هذه الصفات‪.50‬‬
‫المطابقة الوظيفية‬ ‫ت‪-‬‬
‫يقصد بالمطابقة الوظيفية صالحية المبيع الستعماله في الغايات التي تستعمل من أجلها‬
‫منتجات من نفس النوع‪ ،‬فضال صالحيتها لالستعمال في األغراض الخاصة التي يأملها‬
‫‪،‬أي أن المطابقة الوظيفية تعني بتعبير آخر صالحية المعقود عليه لالستعمال‬ ‫‪51‬‬
‫المشتري‬
‫المقصود ويتعين ان تكون هذه الصالحية معاصرة لوقت التسليم‪.52‬‬
‫وبذلك فالمطابقة الوظيفية تتضمن عنصرين‪ :‬األول عام يتمثل في المطابقة الوظيفية العامة‬
‫‪،‬والتي تشير إلى صالحية المنتوج لمباشرة وظيفته العادية أي الوظيفة التي خصص لها ‪،‬دون‬
‫أن يتوقف ذلك على رغبة المشتري فيلتزم البائع هنا بأن يقدم منتوج مؤهال لالستعمال في‬
‫األغراض التي يستعمل من أجلها مبيع من نفس النوع ‪.‬‬
‫أما العنصر الثاني فيتمثل في المطابقة الوظيفية الخاصة‪ ،‬والتي يقصد بها صالحية المنتوج‬
‫لمباشرة الوظيفة التي قصدها المشتري‪ ،‬فهي تقوم على األساس األغراض الخاصة الستعمال‬
‫الشيء المبيع والتي ينشدها المشتري‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد المتعلق بعناصر المطابقة المادية يطرح اشكال بخصوص التغليف والتعبئة‬
‫وحول مدى إمكانية اعتبارهما عنصرين من عناصر المطابقة المادية؟‬

‫‪49‬اسعد دياب ضمان عيوب المبيع المخفية دار اقرأ بيروت دون سنة نشر ص ‪78‬‬
‫‪50‬عبد الرزاق السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء الرابع ص ‪117‬‬
‫‪51‬امال طرافي التزام المنتج بمطابقة المنتجات في ظل القانون رقم ‪ 18113‬رسالة لنيل دبلوم الماستر جامعة علي محند اولحاج البويرة كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية قسم القانون الخاص السنة الجامعية ‪1101 1108‬‬
‫‪52‬اشرف رشوان وفواز عبد هلل السعيد االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع وفقا التفاقية فينا مقال منشور على شبكة اإلنترنت بالموقع التالي‬
‫‪www. egyption_awcaf. blogspot.com‬‬

‫‪18‬‬
‫بالعودة إلى مقتضيات المادة ‪ 31‬من اتفاقية فينا في الفقرة األولى‪ ،‬نجدها قد جعلت من‬
‫التغليف والتعبئة عنص ار من عناصر المطابقة المادية‪ ،‬ذلك أنها ألزمت البائع بأن يسلم‬
‫البضاعة‪ ،‬والتي يتعين أن تكون من حيت كميتها وصفها ونوعها وكذلك تغليفيها وتعبئتها‬
‫مطابقة ألحكام العقد‪.53‬‬
‫وبالرجوع إلى ظهير االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬نالحظ أن المشرع لم يتناول هذين العنصرين‬
‫ولم ينص عليهما صراحة‪ ،‬لكنه في المقابل الزم البائع بضرورة تسليم المبيع وفقا للحالة التي‬
‫كان عليها وقت إبرام العقد‪.54‬‬
‫تانيا‪ :‬المطابقة القانونية‬
‫يقصد بالمطابقة القانونية ذلك االلتزام للملقى على عاتق البائع‪ ،‬والذي بموجبه يلتزم باالمتناع‬
‫عن كل ما من شانه حرمان المشتري المستهلك من سلطاته المخولة له قانونا وعقدا‪ ،‬على‬
‫المعقود عليه وانتفاعه به على النحو الذي يتوخاه‪ ،‬إضافة إلى التزامه بضمان ودفع أي تعرض‬
‫قد يصدر عن الغير ويحرم المشتري من حقوقه على المبيع كذلك‪.55‬‬
‫فالمطابقة القانونية إذن وسيلة لحماية حقوق المشتري الواردة على المبيع تملكا و انتفاعا‬
‫واستغالال ‪ ،‬وهذا ما يظهر من خالل الرجوع إلى ظهير االلتزامات والعقود المغربي ذلك أن‬
‫المشرع قد نص في للفصل ‪ 132‬على أن الضمان الواجب على البائع للمشتري يشمل أمرين‬
‫‪ :‬أولهما حوز المبيع والتصرف فيه بال معارض‪ ،‬وثانيهما عيوب الشيء المبيع ‪ ،‬يتضح إذن أن‬
‫أول التزام في إطار االلتزام بالمطابقة القانونية ملقى على عاتق البائع في مواجهة المشتري‪ ،‬هو‬
‫ضمان حوز المبيع والتصرف فيه بدون معارض و إعتراض سواء صادر عنه أو عن الغير‪،‬‬
‫أي خلو المبيع من أي حق أو ادعاء ‪،‬وهو ما أكده كذلك المشرع المغربي من خالل‬
‫الفصل‪ 133‬من نفس الظهير‪.56‬‬

‫‪53‬لمزيد من االيضاحات ينظر‬


‫‪Ph kahn et j.p BERAUDO le nouveau droit du vent international de convention de marchandises 11 avril 1980‬‬
‫‪chambre de commerce et d'industrie de pans page 84‬‬
‫‪54‬خالد العنادي م س ص ‪11‬‬
‫‪55‬خالد العنادي م س ص ‪017‬‬
‫‪56‬ينص الفصل ‪ 288‬من ظ ل ع عل‪ .‬مايلي ‪ :‬االلتزام بالضمان يقتضي من البائع الكف عن كل فعل أو مطالبة ترمي إلى التشويش على المشتري أو‬
‫حرمانه من المزايا التي كان له الحق في أن يعول عليها‪ ،‬بحسب ما أعد له المبيع والحالة التي كان عليها وقت البيع‬

‫‪19‬‬
‫كما نصت كذلك اتفاقية فينا على المطابقة القانوني في المواد من ‪ 81‬الى ‪، 88‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 81‬على أنه على البائع أن يسلم للمشتري بضاعة خالصة من أي حق أو ادعاء للغير‪،‬‬
‫إال إذا وافق المشتري المستهلك على أخد البضاعة مع وجود مثل هذا الحق أو االدعاء‪.‬‬
‫ولتفعيل المطابقة القانونية من توافر ثالثة شروط هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشرط األول‪ :‬ضرورة أن يكون قانونيا‬
‫أوال اإلدعاء هو كل فعل مادي من شأنه أن يؤدي إلى حرمان المشتري من كل أو من‬
‫بعض السلطات المخولة له على المعقود عليه ‪ ،‬الشيء الذي يترتب عليه عدم استفادة‬
‫وتمتع المشتري بحقه كامال‪ ،‬والبائع ملزم قانونا بأن يضمن أي تعرض شخصي قد يصدر‬
‫عنه ماديا أو قانونيا ‪،‬كما يضمن أي تعرض او ادعاء يصدر من األغيار‪ ،‬ويرمي‬
‫االعتداء على الشيء الذي باعه ‪ ،‬إال أنه ال يكون ملزما بهذا الضمان إال إذا كان هذا‬
‫التعرض قانوني أي مستندا على حق أو ادعاء يدعيه الغير على المبيع ‪ ،‬وال يكفي القول‬
‫به أن يكون مثبتا على مجرد الزعم أو االدعاء‪.57‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون التعرض حاال ومتحققا‬ ‫ب‪-‬‬
‫البد لتفعيل االلتزام بالمطابقة القانونية أن يقع هناك تعرض بالفعل قد يؤدي إلى التأثير سلبا‬
‫‪،‬وال يكفي مجرد الخوف من وقوع هذا االدعاء أو احتمال‬ ‫‪58‬‬
‫على حق المشتري على المبيع‬
‫وقوعه حتى يتسنى للمشتري إلزام البائع بالضمان‪ ،‬بل البد من تحققه فعال ‪ ،59‬وهو ما أكدته‬
‫محكمة النقض المغربية في قرار لها والذي جاء فيه أنه‪" :‬إذا كان البائع ملزما بضمان كون‬
‫المبيع والتصرف فيه بدون معارض‪ ،‬أي بضمان االستحقاق فإنه يشترط قانونا وفقها في دعوى‬
‫الضمان‪ ،‬باإلضافة إلى حصول تعرض فعلي من الغير أن يدعي هذا الغير حقا على‬
‫‪60‬‬
‫المبيع"‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬وجود سبب التعرض أثناء إبرام العقد‬ ‫ت‪-‬‬

‫‪57‬خالد العنادي م س ص ‪001‬‬


‫‪58‬عبد الرزاق السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني م س ص ‪302‬‬
‫‪59‬جالل الدين محمد حسين صبره االلتزام بضمان التعرض الصادر عن الغير في العقود في القانون المدني المصري والفرنسي رسالة دكتوراه كلية‬
‫الحقوق جامعة أسيوط ص ‪011‬‬
‫‪60‬قرار عدد ‪ 711‬صدر بتاريخ ‪ 1111/2/01‬في الملف التجاري عدد ‪ 0333/0213‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 27‬و‪ 23‬ص ‪101‬‬

‫‪20‬‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 138‬من ظهير االلتزامات والعقود المغربي نجده ينص في ففرته‬
‫األولى على أن البائع يلتزم بقوة القانون بأن يضمن للمشتري االستحقاق الذي يقع ضده‬
‫بمقتضى حق كان موجودا عند البيع‪ ،‬فالمشرع حدد التزامات البائع المتعلقة أساسا بضمان‬
‫المطابقة القانونية‪ ،‬والذي بقوة القانون يكون شامال لكل ادعاء حق يكون موجودا عند البيع‪ ،‬أي‬
‫أن المشرع يشترط لتحقق الضمان الناشئ عن االلتزام بالمطابقة القانونية وبالتالي قيام ضمان‬
‫البائع أن يكون المدعى من طرف الغير ثابت وقت إبرام العقد ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أطراف االلتزام بالمطابقة‬
‫باعتبار االلتزام بالمطابقة عالقة قانونية بين طرفين اثنين هما الدائن (المستهلك) والمدين‬
‫(المنتج) ‪،‬كان لزاما العمل على تحديد كل منهما بنوع من التدقيق‪ ،‬لذا سنحاول في هذه الفقرة‬
‫التطرق لكل طرف على حدة من خالل إبراز أهم االلتزامات التي يفرضها االلتزام بالمطابقة في‬
‫كل طرف من طرفيه ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدائن‬
‫إن الطرف الدائن في االلتزام بالمطابقة هو المستهلك ‪،‬ويمكن تعريفه بأنه ذلك الشخص‬
‫الطبيعي أو المعنوي الذي يعمل على شراء منتوج أو خدمة بهدف االستعمال الشخصي أو‬
‫العائلي‪ ،‬حيت نص المشرع المغربي في المادة الثانية من القانون رقم ‪ 94 .31‬المتعلق‬
‫التدابير حماية المستهلك على أنه ‪ :‬يقصد فالمستهلك كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني أو‬
‫يستعمل لتلبية حاجاته غير المهنية‪ ،‬منتوجات أو خدمات أو سلع أو خدمات ما الستعماله‬
‫الشخصي أو العائلي ‪.‬‬
‫وأهم ما يالحظ على هذا التعريف التشريعي‪ ،‬هو أنه حدد كمستهلك الشخص المعنوي وكذا‬
‫الطبيعي‪ ،‬واحد على ضرورة أن يكون المتعاقد عليه منتوجا أو خدمة معدة الستهالك أو‬
‫االستعمال الشخصي أو العائلي‪ ،‬كما أنه اشتراط ضرورة أال يكون هذا التعاقد لغرض معني‪،‬‬
‫وهو نفس التوجه الذي كرسه األستاذ ‪ jean calaiis auloy‬والذي عرف المستهلك بأنه ذلك‬
‫الشخص الذي يحصل أو يستعمل سلعة أو إما له أو لالستعمال غير مهني ‪ ،61‬والمستهلك‬

‫‪61‬‬
‫‪ Jean Calais auloy droit de consommation 2ème éd dalloz 1986 p 7‬ينظر‬

‫‪21‬‬
‫باعتباره دائن في االلتزام بالمطابقة تترتب عليه بعض االلتزامات الناتجة عن هذا االلتزام العام‬
‫المتعلق بالمطابقة ومن بين هذه االلتزامات نذكر االلتزام بالفحص وااللتزام باإلخطار‪.‬‬
‫أ‪ -‬االلتزام بالفحص‬
‫يقصد بالفحص مجموع العمليات التي يقوم بها المشتري بمجرد تسلمه الشيء‪ ،‬والتي تمكنه‬
‫من التحقق بكيفية مباشرة من مدى توفر الشيء المبيع على مختلف المواصفات والصفات‬
‫التي تم االتفاق عليها عقدا ‪ ،‬وبتالي التأكد من مدى مطابقتها لشروط العقد ‪ ،62‬وترتبط عملية‬
‫الفحص بالتسليم المادي لمحل العقد على اعتبار أنه ال يمكن للمستهلك القيام بأعمال الفحص‬
‫مادام لم يتوصل بالمبيع ماديا ولم يدخل تحت حيازته وتصرفه‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن اتفاقية‬
‫فينا لم تعرف هذه العملية‪ ،‬وهو نفس األمر بالنسبة المشرع المغربي‪.63‬‬
‫وتعد عملية الفحص واجبا يقع على عاتق المستهلك في العديد من األنظمة القانونية كالقانون‬
‫المدني المصري الذي نص في المادة ‪ 889‬من القانون المدني المصري على ضرورة تحقق‬
‫المشتري من حالة المبيع عند تسلمه‪ ،‬وأيضا القانون المغربي حيت نص الفصل ‪ 113‬من‬
‫ظهير االلتزامات والعقود على أنه إذا ورد البيع على األشياء المنقولة وكذا الحيوانات وجب على‬
‫المشتري أن يفحص الشيء المبيع ‪.‬‬
‫وهو نفس المقتضى المكرس في إطار المادة ‪38‬من اتفاقية فيينا والذي نص على أنه‪ :‬يجب‬
‫على المشتري أن يفحص البضاعة بنفسه أو بواسطة الغير ‪.64‬‬
‫ونظ ار ألهمية عملية الفحص في التأكد من مدى مطابقة المبيع للمتفق عليه وباعتبارها التزاما‬
‫ملقى عاتق المستهلك‪ ،‬فإن المشرع المغربي رتب كجزاء اإلخالل بهذا االلتزام اعتبار المشتري‬
‫قد قبل الشيء المبيع على الحالة التي سلم بها أي أنه قد قبل المبيع ولو لم يتوافر على بعض‬
‫المواصفات المتفق عليها مع استثناء الحالة التي تكون فيها العيوب‪ ،‬مما ال يمكن التعرف عليها‬
‫بالقيام بالفحص لسبب خارج عن إرادته‪.)65‬‬

‫‪62‬ينظر ‪D ollart dutillen François et delebecque Philip op. cit p 221‬‬


‫‪ 63‬خالد العنادي م س ص ‪038 031‬‬
‫‪64‬جمال محمود عبد العزيز االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع مطبعة القاهرة ‪ 0337 0331‬ص ‪028‬‬
‫‪65‬الفصل ‪ 228‬من ظ ل ع والذي جاء فيه "‪....‬وإذا لم يجر ما سبق‪ ،‬اعتبر الشيء مقبوال‪ ،‬ما لم تكن العيوب مما ال يمكن التعرف عليه بالفحص‬
‫العادي‪ ،‬أو كان المشتري قد منع لسبب خارج عن إرادته‪ ،‬من فحص الشيء المبيع‬

‫‪22‬‬
‫وهو ما أكدته محكمة النقض من خالل قرار لها والذي جاء في حيثياته ما يلي ‪" :‬أن مشتري‬
‫األشياء المنقولة ملزم بفحصها فور تسليمها‪ ،‬وأن يخطر البائع بكل عيب يلزمه الضمان داخل‬
‫األجل القانوني‪.66‬‬
‫االلتزام باإلخطار‬ ‫ب‪-‬‬
‫في الحالة التي يتم فيها اكتشاف عيب أو تخلف صفة مشترطة نتيجة للقيام بعملية الفحص‪،‬‬
‫يجب على المستهلك أن يبادر إلى إخطار البائع بوجود هذا العيب وطبيعته والقيام بما يلزم‬
‫قصد إصالحه أو العمل على استبدال المبيع او إثبات سالمة هذا االخير‪.67‬‬
‫حيث يعتبر اإلخطار أحد أهم االلتزامات التي تلقى على عاتق المستهلك‪ ،‬والمشرع بالرجوع‬
‫إلى مقتضبات الفصل ‪ 113‬من ظهير االلتزامات والعقود باعتباره اإلطار العام لاللتزامين‬
‫بالفحص واإلخطار نجده قد حدد كأجل لإلخطار سبعة أيام التالية للتسليم‪ ،‬أي أن المستهلك‬
‫ملزم بالقيام بالفحص مباشرة بعد التسليم واإلخطار بكل عيب خالل أجل سبعة أيام الموالية‬
‫الكتشافه ‪ ،‬واتفاقية فيينا تلزم كذلك على المشتري في إطار البيوع الدولية بأن يقوم بإخطار‬
‫البائع داخل مدة معقولة دون أن تحدد أي مدة كل ذلك تحت طائلة سقوط حق المشتري في‬
‫التمسك بعيب عدم المطابقة‪.68‬‬
‫وبالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 113‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬نجد أن المشرع لم يحدد‬
‫شكال معينا لإلخطار ‪،‬وفي هذا اإلطار ذهبت محكمة النقض في قرار لها إلى القول بأنه "اذا‬
‫ظهر عيب في المبيع وجب على المشتري أن يعمل فو ار على إثبات حالته بواسطة السلطة‬
‫‪69‬‬
‫القضائية أو بواسطة خبراء مختصين"‪.‬‬
‫وعموما يستفاد من نص الفصلين ‪ 133‬و‪ 118‬من ظهير االلتزامات والعقود المغربي أن‬
‫المشرع وان كان لم يحدد شكل اإلخطار‪ ،‬فإن الذي يلزم هو اثبات حالة التغييب‪ ،‬والتي تم‬

‫‪ 66‬قرار صادر عن محكمة النقض ‪ :‬المجلس األعلى سابقا بتاريخ ‪ 1111 .1 .2‬عدد ‪ 823‬ملف تجاري عدد ‪ 11 - 0330‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى عدد ‪ 17‬ص ‪101‬‬
‫‪67‬خالد العنادي م س ص ‪111‬‬
‫‪68‬المادة ‪ 83‬من إتفاقية فيينا لسنة ‪ 0331‬المنظمة للبيع الدولي للبضائع‬
‫‪69‬قرار لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 1110 .00 .17‬تحت عدد ‪ 0111‬ملف مدني عدد ‪ 10 .0118‬منشور بالمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت‬
‫عدد ‪ 33 .1‬وما بعدها‬

‫‪23‬‬
‫اكتشافها هذا اإلثبات الذي يتعين أن يكون بموجب السلطة القضائية المختصة أو بواسطة‬
‫خبراء من ذوي االختصاص‪ ،‬والذي يتعين أن يتضمن وصفا كامال ودقيقا المبيع وللعيوب التي‬
‫تم اكتشافها‪ ،‬هذا التقرير الذي يتم إرسال نسخة منه إلى البائع في حالة عدم حضوره ومعاينته‬
‫لعملية الفحص حتى يكون على بينة من العيوب أو مظاهر عدم المطابقة التي عليها المبيع‪.70‬‬
‫ثانيا‪ :‬المدين‬
‫إن االلتزام بالمطابقة باعتباره التزام يفرض لزوما تقديم منتوج خال من أي نقص أو عيب‬
‫مهما كانت طبيعته‪ ،‬فإنه يمكن حصر المسؤول عن هذا العيب في المسؤول األول واألخير عن‬
‫المنتج أو الخدمة في المنتج وحده ال غير ‪ ،71‬والمنتج هو كل شخص طبيعي أو معنوي يعمل‬
‫على إنتاج مواد مصنعة أو طبيعية أو مواد أولية‪.72‬‬
‫والمنتج باعتباره الطرف المدين في هذا االلتزام‪ ،‬يجب عليه احترام مجموعة من القواعد‬
‫والشروط القانونية واالتفاقية‪ ،‬التي من شأنها كفالة حماية المستهلك‪ ،‬لذا فااللتزامات المدين هنا‬
‫يمكن تقسيمها إلى التزامات قانونية والتزامات اتفاقية‪.‬‬
‫أ‪ -‬االلتزامات القانونية‬
‫بالنسبة االلتزامات القانونية فهي تتجلى في ضرورة احترام المنتج للمقاييس والمواصفات‬
‫القانونية المحددة بنصوص خاصة والمنظمة لقواعد السالمة و األمن والجودة ‪ ،73‬وتعرف‬
‫الموصفات القياسية بأنها عبارة عن وثيقة قانونية متاحة للجميع ‪ ،‬وتكون مصاغة من قبل‬
‫جميع المتدخلين في مجال التسويق(أجهزة رقابة ومصالح إدارية صناع وتجار وممثلين عن‬
‫المستهلكين ) ‪،‬وذلك بغرض صياغة وثيقة مرجعية تحتوي على حلول لمشاكل تقنية وتجارية‬
‫تخص المنتوجات والسلع والخدمات التي يتم طرحها للتداول ويكون الهدف األساسي منها‬

‫‪70‬خالد العنادي م س ص ‪111 112‬‬


‫‪71‬عبد الحميد الديسطي عبد الحميد حماية المستهلك في ضوء القواعد القانونية لمسؤولية المنتج دراسة مقارنة دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‬
‫المنصورة مصر الطبعة األولى ‪ 1101‬ص ‪21‬‬
‫‪72‬خالد العنادي م س ص ‪081‬‬
‫‪73‬خالد العنادي م س ص ‪078‬‬

‫‪24‬‬
‫تحسين جودة السلع والخدمات وضمان مطابقتها للمقاييس المعمول بها بما يضمن أمن وسالمة‬
‫‪.‬‬ ‫‪74‬‬
‫المستهلكين‬
‫إذن فالموصفات القياسية هي مجموع المتطلبات واالشتراطات الفنية والتقنية الواجب توافرها‬
‫في المنتوج أو الخدمة موضوع المعاملة عرضها للتداول ‪ ،‬والتي تشمل مختلف المراحل من‬
‫اإلنتاج التعبئة التغليف البيانات وغيرها مما يجعل منه مطابقا وسليما تبعا لذلك ‪ ،75‬والمنتج‬
‫ملزم بأن ال يعرض في السوق إال المنتوجات والخدمات المطابقة‪ ،‬والتي تحترم سواء من خالل‬
‫تصنيعها أو تغليفها او تعبئتها المقاييس والمعايير المعمول بها والمحددة من قبل الجهات‬
‫المختصة ‪ ،76‬وفي هذا الصدد نجد أن المشرع المغربي قد الزم عند تقييم سالمة أي منتوج او‬
‫خدمة األخذ بعين االعتبار المقاييس الوطنية ان وجدت واال فالمقاييس الدولية‪.77‬‬
‫االلتزامات االتفاقية‬ ‫ب‪-‬‬
‫إن الدائن في إطار احترام االلتزام بالمطابقة ملزم بتمكين المستهلك من الحصول على‬
‫منتوج مطابق للمواصفات المتفق عليها سواء بموجب العقد أو العينة أو النموذج الذي بناء عليه‬
‫تم اإلتفاق‪ ،78‬فالمفروض في المنتوج ان يلبي ويتوفر على مختلف المواصفات واالشتراطات‬
‫المحددة عقدا‪ ،‬والتي ال يعتبر المنتج موفيا بالتزامه إال بتوافر المنتوج عليها فالقوة الملزمة للعقد‬
‫يفترض لزاما أنه يحقق مصلحة كال الطرفين ‪ ،79‬وعموما فالدائن في إطار االلتزام بالمطابقة‬
‫يكون ملزما باستقصاء حاجة المستهلك ورغبته والعمل على نصحه و إعالمه بمميزات المنتوج‬
‫ونواقصه‪ ،‬في بعد تام عن األساليب االحتيالية من غش وتدليس وغيرها من السلوكيات‬
‫الالمشروعة ‪ ،‬مما يعني أن مجرد تحقق واقعة التسليم ال تعني تنفيد االلتزام بالمطابقة ‪ ،‬بل البد‬
‫من تسليم المبيع وفق االتفاق ووفقا للقواعد الواجبة اإلعمال بها ‪ ،‬إضافة إلى وجوب اإلستعالم‬

‫‪74‬فتاك علي تأثير المنافسة على اإللتزام بضمان سالمة المنتوج اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون كلية الحقوق جامعة وهران ‪ 1113 1117‬ص‬
‫‪078‬‬
‫‪75‬أشار إلى ذلك المشرع الجزائري من خالل القانون رقم ‪ 11 .11‬المتعلق بالقياسية وذلك من خالل المادة الثانية منه والتي تنص على ان ‪ :‬الهدف‬
‫الشرعي من القياسية يتعلق باألمن الوطني وحماية المستهلكين والنزاهة في المعامالت التجارية وصحة األشخاص وأمنهم وحب الحيوانات أو صحتها‬
‫والحفاظ على النباتات وحماية البيئة وكل هدف اخر من الطبيعة ذاتها‬
‫‪76‬خالد العنادي م س ص ‪073‬‬
‫‪77‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪11 .13‬‬
‫‪78‬وائل حمدي احمد حسن النية في البيوع الدولية ودكتوراه في القانون التجاري كلية الحقوق جامعة عين شمس دار الفكر والقانون طبعة أولى ‪1101‬‬
‫ص ‪111‬‬
‫‪79‬خالد العنادي م س ص‪073‬‬

‫‪25‬‬
‫عن الحاجة الحقيقية وما يتناسب فعال مع حاجة المستهلك‪ ،‬وان كانت تخالف نسبيا إرادة هذا‬
‫األخير ذلك أن إحاطة المنتج بالمنتوج تمكنه من معرفة ما يرغب فيه المستهلك وما يتناسب‬
‫معا حاجاته ‪ ،‬في حين أن هذا االخير قد يكون فقط مدفوعا برغبة جامحة في الحصول على‬
‫مبيع معين في ظل أساليب الترويج واإلشهار قد ال يتناسب معا حاجته الحقيقية‪.80‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تفعيل االلتزام بالمطابقة وآثار اإلخالل به‬
‫كما جاء في قانون ‪ 18.99‬أن شهادة المطابقة‪ ،‬هي العملية التي تتمثل في إثبات أن‬
‫منتوجا أو خدمة أو منظومة للتدبير أو طريقة أو مادة أو كفاءة شخص طبيعي في مجال‬
‫معين‪ ،‬يتطابق مع المواصفات القياسية المغربية المصادق عليها أو المرجعيات المعترف بها أو‬
‫الموافق عليها وفقا ألحكام القانون‪ ، 12.99‬وذلك بعد التحقق من ذلك‪ .81‬ولتفعيل ذلك البد‬
‫من وضع آليات فعالة تتمثل في إحداث عدة مؤسسات وأجهزة إدارية ‪،‬هذه الهيئات تقوم‬
‫بإصدار شهادة المطابقة وكذالك عالمة المطابقة (المطلب األول)‪ ،‬ويترتب على اإلخالل بهذا‬
‫النوع من االلتزام آثار عدة (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬آليات تفعيل االلتزام بالمطابقة‬
‫لقد اقتضت حماية المشتري من تعسف البائع عند إخالله بالتزامه بالمطابقة إحداث عدة‬
‫مؤسسات‪ ،‬لضمان حماية فعالة لحقوق المشتري المستهلك‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد تم فتح المجال لهذا األخير للجوء إلى القضاء‪ ،‬وكذا إمكانية لجوئه إلى أجهزة‬
‫إدارية ( الفقرة األولى) ‪،‬ومن بين هذه الهيئات اإلدارية خصوصا المعهد المغربي للتقييس الذي‬
‫يمنح شهادة المطابقة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االليات اإلدارية‬
‫لقد تعددت األجهزة اإلدارية التي تقوم بمراقبة وتقييم المطابقة‪ ،‬والوقوف على مدى احترام‬
‫كافة المعنيين بااللتزام بالمطابقة من موردين ومصنعين وغيرهم‪ ،‬للمواصفات القياسية المغربية‬

‫‪80‬خالد العنادي م س ص ‪030‬‬


‫‪81‬المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 01111‬المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‬

‫‪26‬‬
‫هذه األجهزة وتنوعها‪ ،83‬فإننا سنقتصر على‬ ‫‪82‬‬
‫وللمعايير الفنية والقانونية المتطلبة‪ .‬وبحكم تعدد‬
‫أهمها‪ ،‬وهي تلك الواردة بالقانون رقم ‪ 12.06‬المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‪،‬‬
‫وذلك وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المجلس األعلى للتقييس والشهادات و االعتماد (‪)CSNCA‬و المعهد المغربي‬
‫للتقييس(‪:)IMANOR‬‬
‫تتنوع الهيئات التي تنجز تقييم المطابقة قصد القيام‪ ،‬في مجاالت معينة‪ ،‬بتسليم عالمات أو‬
‫شهادات أو شارات أو بإعداد تقارير عن تحاليل أو اختبارات أو معايرات أو عن مراقبة أو‬
‫تفتيش أو بتأهيل أشخاص لممارسة مهنة معينة أو مهام خاصة تتعلق بالمجاالت التي يشملها‬
‫االقانون ‪ ،12.99‬ومن أهمها المجلس األعلى للتقييس و الشهادات و االعتماد (‪،)CSNCA‬‬
‫وكذلك المعهد المغربي للتقييس(‪.)IMANOR‬‬
‫أ‪ -‬للتقييس والشهادات واالعتماد المجلس األعلى (‪)CSNCA‬‬
‫جاء مدلول للتقييس في المادة األولى من قانون ‪ ، 12.99‬الذي تعرف التقييس على أنه‬
‫إعداد وثائق مرجعية‪ ،‬تسمى مواصفات قياسية‪ ،84‬ونشرها وتطبيقها‪ ،‬وتتضمن هذه الوثائق قواعد‬
‫وارشادات وخصائص متعلقة بأنشطة معينة أو نتائجها وتوفر حلوال لمشاكل تقنية وتجارية‬
‫يتكرر وقوعها‪ ،‬قصد تحقيق التراضي بين الشركاء االقتصاديين والعلميين والتقنيين‬
‫واالجتماعيين‪.‬‬
‫وعرفته المنظمة الدولية للتقييس إيزو "‪ " ISO‬بأنه وضع وتطبيق قواعد لتنظيم نشا معين‬
‫لصالح جميع األطراف المعنية‪ ،‬ولتعاونها‪ ،‬وبصفة خاصة لتحقيق اقتصاد متكامل مع االعتبار‬

‫‪ 82‬وذلك من قبيل المكتب المغربي لمراقبة سالمة المنتجات الغذائية والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية والمجلس األعلى‬
‫للتقييس والمعهد المغربي للتقييس وهيئات االعتماد وإدارة الجمارك والضرائب الغير مباشرة مؤسسة المحتسب وعدة مديريات ومكاتب‬
‫مركزية أو محلية‪....‬‬
‫‪ 83‬تبين المواصفات القياسية‪ ،‬وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة عند االقتضاء‪ ،‬تعاريف المنتجات والسلع والخدمات‬
‫وخصائصها من حيث األبعاد أو الحجم أو الجود وقواعد استعمال المنتجات والسلع والخدمات ومراقبتها ومتطلبات أنظمة التدبير وال‬
‫سيما أنظمة تدبير الجودة والبيئة والصيانة والصحة والسالمة في الشغل والجوانب االجتماعية‪ ،‬وكذا المتطلبات المتعلقة بهيئات تقييم‬
‫المطابقة لهذه المواصفات القياسية‪.‬‬
‫‪(84‬ساندروز‪ .‬ر‪ .‬أهداف التقييس ومبادئه‪ ،‬ترجمة المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس‪ ،‬سنة ‪0310‬‬

‫‪27‬‬
‫الواجب لظروف األداء ومقتضيات الضمان ‪ ،85‬ويهدف التقييس إلى وضع مواصفات قياسية‬
‫تحدد خصائص وأبعاد ومعايير الجودة‪ ،‬وكذلك الخصائص التقنية للمنتوجات‪ ،‬بهدف التوحيد‬
‫وحماية حياة اإلنسان‪ ،‬وكذا من أجل التأكد من مطابقة‬ ‫‪87‬‬
‫وفرض مبدأ التبادلية‬ ‫‪86‬‬
‫والتبسيط‬
‫السلع والمنتجات والخدمات للمواصفات المعتمدة‪ ،‬وأخي ار إلزالة معيقات التجارة الدولية‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق وضع مواصفات دولية تتضمن نوعية السلع وطرق ضمانها‪ .‬وتتم اإلحالة عليها عند‬
‫وضع المواصفات واألنظمة الوطنية‪ ،‬حتى يتم التقارب بين هذه األخيرة والمواصفات الدولية ‪...‬‬
‫ولتحقيق هذه األهداف المنشودة‪ ،‬عمل المشرع المغربي بموجب القانون على إحداث هيئة‬
‫جديدة تسهر على ضمان ومراقبة االلتزام بمطابقة المواصفات القياسية‪ ،‬باإلضافة إلى مهام‬
‫أخرى تسمى " المجلس األعلى للتقييس"‪ ،‬حيث أشار المشرع إلى كيفية تأليفه ‪،88‬ومهامه كما‬

‫‪ 85‬التبسيط‪ ،‬حسب المنظمة العالمية للتقييس هو اختصار عدد نماذج المنتجات واستبعاد النماذج الزائدة بإحالل نموذج محل نموذجين أو‬
‫أكثر على أال يخل ذلك بحاجة المجتمع ورغبة المستهلكين‪ ،‬ويهدف التبسيط إلى عدم تعدد وتنوع النماذج المختلفة في السلع رغبة في‬
‫حفظ التكاليف وزيادة اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ 86‬أي قدرة الصانع على إنتاج مجموعة كبيرة من األجزاء المتماثلة في الحجم والشكل واألداء‪ ،‬حتى يضمن استبدال جزء منها بجزء‬
‫أخر له نفل درجة األداء‪.‬‬
‫‪( 87‬المادة ‪ 8‬من الباب الثاني )هيئات التقييس من قانون‪01111 .‬‬
‫‪ 88‬جاء في المادة ‪1‬من قانون‪ ": 12.99‬يتألف المجلس األعلى للتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد من ممثلي الدولة المعينين بنص‬
‫تنظيمي ومن‬
‫األعضاء التالي بيانهم‪:‬‬
‫رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات أو ممثله ؛‬
‫رئيس جمعية الغرف الفالحية أو ممثله ؛‬
‫رئيس جامعة غرف الصيد البحري أو ممثله ؛‬
‫رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية أو ممثله ؛‬
‫رئيس الكنفدرالية العامة للمقاوالت بالمغرب أو ممثله ؛‪-‬‬
‫ممثل عن النقابات األكثر تمثيلية للمأجورين‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫ممثل عن جمعيات المستهلكين‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫ممثل عن مؤسسات البحث العلمي والتكوين‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫رئيس المختبر أو المركز التقني األكثر تمثيلية واألكثر مشاركة في أعمال التقييس‪ ،‬أو ممثله‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي؛‬
‫رئيس الجمعية المهنية األكثر تمثيلية والمعنية أكثر بالتقييس من بين المنظمات المهنية‪ ،‬أو ممثله‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫ممثل عن هيئات الشهادة بالمطابقة والتحقق والمراقبة ويعين بنص تنظيمي‪.‬‬
‫يمكن للمجلس األعلى للتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد أن يضم إليه بصفة استشارية ممثلين عن قطاعات و ازرية أخرى بالنسبة إلى‬
‫المسائل التي تعنيها وكذا كل هيئة أو شخص آخر يرى فائدة في مشاركته‪.‬‬
‫تحدد بنص تنظيمي كيفيات سير المجلس األعلى للتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫جاء في المادة ‪ 8‬من قانون ‪ 12.99‬أنه يحدث رئيس الحكومة مجلس أعلى للتقييس والشهادة‬
‫بالمطابقة واالعتماد تناط به على الخصوص مهمة مساعدة الحكومة في تحديد السياسة‬
‫الوطنية في ميدان التقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد وفي االرتقاء بالجودة‪ .‬ويكلف المجلس‬
‫المذكور كذلك بإبداء رأيه للحكومة حول كل مسألة تتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‬
‫واالرتقاء بالجودة‪ .‬ومن هنا يتضح لنا الدور االستشاري لهذا المجلل في مجاالت التقييس‬
‫ومراقبة المطابقة‪.‬‬
‫معهد المغربي للتقييس‪IMANOR89‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أنشئ هذا المعهد بموجب القانون ‪ ، 12.99‬وهو مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي المادة ‪90 9‬خاضعة لوصاية الدولة ولمراقبتها المالية المادة ‪ 9‬الفقرة ‪.2‬‬
‫وطريقة إدارته‬ ‫‪91‬‬
‫وبغض النظر عن تركيبة المعهد حسب المادة ‪ 19‬من القانون ‪12.99‬‬
‫وتسييره المادة ‪ 4‬من القانون‪ 12.99‬فقد أنيطت به عدة مهام وصالحيات‪ ،‬تتعلق أساسا بمباشرة‬
‫كل عمل يتعلق بالتقييس وتقييم المطابقة‪ ،‬وهو مكلف كذلك بمنح حق استعمال العالمات أو‬
‫الشارات أو شهادات بالمطابقة للمواصفات القياسية المغربية‪.‬‬

‫‪ 89‬أصبح هذا المعهد‪ ،‬منذ دخول قانونه حيز التنفيذ يقوم بجميع األنشطة التي كانت منوطة بمصالحة المواصفات الصناعية بموجب ظهير‬
‫شريف ‪ 01711027‬الصادر بتاريخ ‪ 81‬يونيو ‪ . 0371‬المحدثة ‪ SNIMA‬المغربية‬
‫‪ 90‬تحدث مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي تسمى "المعهد المغربي للتقييس" ويشار إليها في هذا القانون‬
‫والنصوص المتخذة لتطبيقه باسم "معهد التقييس‪ ".‬يخضع معهد التقييس لوصاية الدولة التي يكون الغرض منها التأكد من احترام األجهزة‬
‫المختصة بالمعهد المذكور ألحكام هذا القانون والسيما تلك المتعلقة بالمهام المنوطة به وبصفة عامة السهر فيما يخصه على تطبيق‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمؤسسات العامة‪ .‬ويخضع معهد التقييس كذلك للمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة‬
‫وهيئات أخرى طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ 91‬جاء في المادة ‪ 01‬من قانون ‪ ":01111‬يتألف مجلس إدارة معهد التقييس‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلي الدولة الذين يتم تعيينهم بنص تنظيمي‪،‬‬
‫من األعضاء التالي بيانهم‪:‬‬
‫رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات أو ممثله ؛‬
‫رئيس جمعية الغرف الفالحية أو ممثله ؛‬
‫رئيس جامعة غرف الصيد البحري أو ممثله ؛‬
‫رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية أو ممثله ؛‬
‫رئيس الكونفدرالية العامة للمقاوالت بالمغرب أو ممثله ؛‬
‫ممثل عن جمعيات المستهلكين‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫ممثل عن مؤسسات البحث العلمي والتكوين‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي ؛‬
‫رئيس المختبر أو المركز التقني األكثر تمثيلية واألكثر مشاركة في أنشطة التقييس أو ممثله‪ ،‬ويتم تعيينه‪ -‬بنص تنظيمي ؛‬
‫رئيس الجمعية المهنية األكثر تمثيلية والمعنية بدرجة أكثر بالتقييس أو ممثله‪ ،‬ويتم تعيينه بنص تنظيمي‪. -‬‬
‫يمكن لمجلس اإلدارة أن يدعو لحضور اجتماعاته‪ ،‬على سبيل االستشارة‪ ،‬ممثلين عن قطاعات وزارية أخرى كلما تعلق األمر بدراسة‬
‫قضايا تتعلق باختصاصاتهم وكذلك كل شخص‪ ،‬طبيعي أو معنوي‪ ،‬يرى فائدة في مشاركته‪".‬‬

‫‪29‬‬
‫ويمكن أن نجمل أهم صالحيات المعهد ومهامه فيما يلي‪:92‬‬
‫‪ -‬استقصاء الحبيات من المواصفات القياسية لدى اإلدارات والفاعلين االقتصاديين‬
‫واالجتماعيين‪.‬‬
‫‪-‬إعداد البرنامج السنوي ألشغال التقييس والسهر على تتبعه‪.‬‬
‫‪-‬صياغة المواصفات القياسية الدولية أو اإلقليمية على شكل مواصفات قياسية مغربية تطبيقا‬
‫التفاقيات دولية أو إقليمية‪ ،‬كلما كان في اعتماد تلك المواصفات فائدة لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪-‬تدوين واصدار المواصفات القياسية المغربية وكل وثيقة ذات طابع تقييسي‪.‬‬
‫‪-‬القيام بتدبير العالمات وشهادات المطابقة للمواصفات القياسية المغربية ومراقبة استعمالها‪.‬‬
‫‪-‬إعداد أو تعديل القواعد التي تنظم العالمات والشارات وشهادات المطابقة للمواصفات‬
‫القياسية المغربية والمرجعيات المشار إليها في هذا القانون ‪.12.99‬‬
‫‪-‬بيع المواصفات القياسية المغربية والوثائق أو المنتجات ذات الطابع التقييسي المغربية‪ ،‬وكذا‬
‫تلك التي تصدرها المنظمات األجنبية أو اإلقليمية أو الدولية ذات النشا المماثل‪.‬‬
‫‪-‬العمل على نشر المعلومات حول المواصفات القياسية واألنظمة التقنية الوطنية واألجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بكل مبادرة قصد االرتقاء بالتقييس والشهادة بالمطابقة على المستوى الوطني ‪...‬‬
‫ويتضح من خالل هذه المهام المذكورة وغيرها‪ ،‬الدور المهم لهذا المعهد‪ ،‬في اتجاه خلق مناخ‬
‫مالئم يضمن التنافسية السليمة والعادلة داخل السوق واالرتقاء بالمواصفات القياسية المغربية‪،‬‬
‫بهدف حماية المستهلك المشتري عن طريق منع الغش والتزوير‪ ،‬وضمان حصوله على خدمات‬
‫ومنتجات ذات جودة عالية من جهة‪ ،‬وحماية االقتصاد الوطني بمنع دخول المنتجات ذات‬
‫الجودة الرديئة أو غير اآلمنة إلى األسواق المغربية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬هيئات االعتماد وهيئة التفتيش ورقابة السوق‬
‫يتم اعتماد الهيئات المنصوص عليها في المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 12.99‬من قبل الو ازرة المكلفة‬
‫بالصناعة بعد استطالع رأي لجنة استشارية تسمى "اللجنة المغربية لالعتماد" كما يتم اعتماد‬

‫‪ 92‬انظر في هذا إلطار مقتضيات المواد ‪ 7‬و ‪ 1‬و ‪ 00‬و ‪ ..... 00‬من القانون ‪01111‬‬

‫‪30‬‬
‫على هيئة التفتيش ورقابة السوق والتي هي األخرى تلعب دو ار مهما في مراقبة المطابقة‪ ،‬ويتمثل‬
‫هذا الدور أساسا في مراقبة المنتجات والخدمات‪.‬‬
‫أ‪ -‬هيئات االعتماد‪:‬‬
‫يقصد باالعتماد‪ ،‬االعتراف الرسمي من لدن اإلدارة بكفاءة الهيئات التي تنجز تقييم المطابقة‬
‫قصد القيام في مجاالت معينة بتسليم عالمات أو شهادات أو شارات أو بإعداد تقارير عن‬
‫تحاليل أو اختبارات أو معايرات أو عن مراقبة أو تفتيش أو بتأهيل أشخاص لممارسة مهنة‬
‫معينة أو مهام خاصة تتعلق بالمجاالت التي يشملها قانون التقييس‪.‬‬
‫وينظم االعتماد القانون ‪ 12.99‬في بابه الخامس المتعلق باالعتماد‪ ،‬وكذلك القانون رقم‬
‫‪ 28.99‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات خصوصا في بابه الرابع منه‪.‬‬
‫ويتم منح شهادات االعتماد من طرف "اللجنة المغربية لالعتماد" و"المصلحة المغربية‬
‫لالعتماد"‪ ،‬ففيما يخص المؤسسة األولى‪ ،‬فهي تعتبر لجنة استشارية عهد إليها المشرع منح‬
‫االعتماد بعد استطالع رأيها‪ ،‬وقد أناطها المشرع بصفة خاصة المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬إبداء رأي تقني فيما يخص االعتماد‪.‬‬
‫‪-‬التعريف بالنظام المغربي لالعتماد على المستويات الوطنية واإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة في الهيئات واألجهزة اإلقليمية والدولية المختصة باالعتماد‪ ،‬بالتنسيق مع الو ازرة‬
‫المكلفة بالصناعة من أجل تمثيل المصالح الوطنية في هذا المجال المادة ‪ 84‬من قانون‬
‫‪93‬‬
‫‪.12.99‬‬
‫أما فيما يتعلق بالمؤسسة الثانية‪ ،‬أي المصلحة المغربية لالعتماد‪ ،‬فقد خول لها المشرع إمكانية‬
‫إصدار شهادات االعتماد لمؤسسات وهيئات تقييم المطابقة‪ ،‬حسب ما جاء به القانون رقم‬
‫‪ 28.99‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات‪ ،‬وخصوصا في مواده من ‪ 29‬إلى ‪ ، 29‬بحيث‬
‫تعتبر شهادة االعتماد إثباتا رسميا بأن الهيئة المعنية مختصة في مهام تقييم المطابقة‪.‬‬

‫‪ 93‬جاء في المادة ‪ 13‬من قانون ‪ ":01111‬تناط باللجنة المغربية لالعتماد المشار إليها في المادة ‪ 12‬أعاله بصفة خاصة المهام التالية‪:‬‬
‫*إبداء رأي تقني فيما يخص االعتماد وفقا ألحكام هذا القانون ؛‬
‫*التعريف بالنظام المغربي لالعتماد على المستويات الوطنية واإلقليمية والدولية ؛‬
‫*المشاركة في الهيئات واألجهزة اإلقليمية والدولية المختصة باالعتماد بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالصناعة من أجل تمثيل المصالح‬
‫الوطنية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وتنحصر مهام هذه الهيئات في تقييم مطابقة منتوج أو خدمة لمتطلبات السالمة المعمول بها‪،‬‬
‫كما تنحصر تدخالتها في أعمل المراقبة والتحقق والمساطر ذات الصلة المباشرة بتقييم مطابقة‬
‫المنتوج أو الخدمة للمعايير التقنية المعمول بها في المادة ‪ 29‬من قانون ‪ 28.99‬كما تلتزم‬
‫هذه الهيئات بكتمان السر المهني‪ ،‬فيما يخص الوقائع واألفعال والمعلومات التي تمكنت من‬
‫االطالع عليها‪ ،‬بحكم مهامها المادة ‪ 21‬من قانون ‪ 28.99‬وفي حالة المخالفة‪ ،‬تتعرض‬
‫إضافة إلى سحب اعتماد‬ ‫‪94‬‬
‫للعقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪ 889‬من القانون الجنائي‬
‫وعقوبات أخرى منصوص عليها في المادتين ‪ 19‬و ‪ 99‬من قانون ‪. 28.99‬‬
‫هيئة التفتيش ورقابة السوق‬ ‫ب‪-‬‬
‫تلعب هيئة التفتيش ورقابة السوق هي األخرى دو ار مهما في مراقبة المطابقة‪ ،‬ويتمثل هذا‬
‫الدور أساسا في مراقبة المنتجات والخدمات والتأكد من مطابقتها للمعايير المرجعية وللخصاص‬
‫التقنية ولتدابير السالمة‪ ،‬وذلك حفاظا على سالمة المستهلك وتنافسية السوق‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الهيئة في مديرية الجودة ومراقبة السوق التابعة لو ازرة الصناعية والتجارية‬
‫واالستثمار واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حيث تهتم بمراقبة السلع والمنتوجات والخدمات المعروضة في‬
‫السوق المحلية أو المستوردة من اجل ضمان حماية صحة وسالمة المستهلك من مخاطر‬
‫بعض السلع التي ال تتطابق مع المعايير التقنية والقانونية‪ ،‬وكذلك حماية االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫كلما تعلق األمر بسلع مستوردة ال تحترم المعايير والمواصفات‪.‬‬
‫وتتم مراقبة السوق عن طريق الجهة المكلفة بذلك وهي مصلحة مركزية تسمى قسم المختبرات‬
‫والمصالح الخارجية‪ ،‬كما تتم المراقبة على مستويين‪ :‬محلي وعند االستيراد في النقط الحدودية‬
‫قبل تعشير البضائع‪...‬‬
‫وتستند مهمة مراقبة السوق إلى نصوص قانونية عديدة ومتفرقة‪ ،‬كل في مجل اختصاصاته‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ 94‬ينص الفصل على أنه‪" :‬األطباء والجراحون ومالحظو الصحة‪ ،‬وكذلك الصيادلة والمولدات‪ ،‬وكل شخص يعتبر من األمناء على‬
‫األسرار‪ ،‬بحكم مهنته او وظيفته‪ ،‬الدائمة أو المؤقتة‪ ،‬إذا أفشى سرا أودع لديه‪ ،‬وذلك في غير األحوال التي يجيز له فها القانون أو يوجب‬
‫عليه فها التبليغ عنه‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهر إلى‪1‬أشهر وغرامة من ‪ 0111‬إلى ‪ 11111‬درهم"‬

‫‪32‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 12.99‬المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‪ ،‬وخصوصا في مادته‬
‫‪ 38‬منه‪ ،‬والتي أكدت على إلزامية مراقبة مطابقة المنتجات والسلع والخدمات للمواصفات‬
‫القياسية المغربية‪ ،‬ويتم الكشف عن المخالفات بعد إجراء تحاليل على العينات من طرف‬
‫المختبرات المعينة لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 13.43‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪ ،‬ال سيما الباب األول من القسم‬
‫الثاني بخصوص البحث عن المخالفات واثباتها‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 28.99‬المتعلق بسالمة المنتجات والخدمات وتحديدا الباب ا لسادس منه‬
‫المتعلق بمراقبة السوق‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 21.94‬القاضي بإحداث المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪..‬‬
‫ورغم أهمية الدور التي تلعبه هذه األجهزة وغيرها في مراقبة عملية المطابقة‪ ،‬فإن نشاط‬
‫التقييس والمطابقة عموما ال زالت تعترض مجموعة من العراقيل والصعوبات القانونية والواقعية‪،‬‬
‫وذلك بحكم التعقيد الذي يطال إجراءات اعتماد المواصفات الوطنية وغياب إجراءات قانونية‬
‫حول أنشطة االعتماد من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ضعف وقلة عمليات التفتيش وتقصي الحقائق‬
‫حول طبيعة بعض المنتوجات غير المطابقة لمواصفات الجودة والسالمة الحية‪ ،‬والتي تغرق‬
‫السوق المحلية (خصوصا تلك المستوردة من الصين) أمام مرأى من الجميع دون أي تدخل من‬
‫الجهات المعنية بعملية المراقبة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شهادة وعالمة المطابقة وفق القانون ‪ 12.81‬المتعلق بالتقييس والشهادة‬
‫بالمطابقة واالعتماد‬
‫أوال ‪:‬شهادة المطابقة وفق القانون ‪12.81‬‬
‫تعد شهادة المطابقة من بين أهم الشهادات التي يصدرها المعهد المغربي للتقييس وتمنح‬
‫للمقاوالت والمؤسسات‪ ،‬تثبت مدى احترام المنتجات والخدمات التي تنتجها‪ ،‬للمعايير والمقاييس‬
‫المعمول بها في نظام الصحة والسالمة والجودة والتدبير‪ ،‬ويمكن للمعهد أن يمنح الشهادة‬
‫لألشخاص الطبيعيين تزكي مدى كفاءتهم وفنيتهم في مجال أو تخصص معين‪ ،‬وفقا للمعايير‬
‫والمواصفات المغربية أو المعترف بها‪ .‬وعليه فإن شهادة المطابقة تمثل معيا ار وعالمة للجودة‬

‫‪33‬‬
‫يضمن خاللها المستهلك مدى جودة المنتوج أو الخدمة من خالل إعالمه المسبق وفقا لما يلزمه‬
‫قانون حماية المستهلك‪ ،‬غير أن العديد من المقاوالت تضيف العديد من األمور بشكل طوعي‬
‫دون التزام قانوني‪.‬‬
‫فوفق المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 06 . 12‬المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‬
‫يراد بالشهادة بالمطابقة‪ ،‬العملية التي تتمثل في إثبات أن منتوجا أو خدمة أو منظومة للتدبير‬
‫أو طريقة أو مادة أو كفاءة شخص طبيعي في مجال معين‪ ،‬يتطابق مع المواصفات القياسية‬
‫المغربية المصادق عليها أو المرجعيات المعترف بها أو الموافق عليها وفقا ألحكام هذا القانون‪،‬‬
‫وذلك بعد التحقق من ذلك‪ .‬تتم الشهادة بالمطابقة بتسليم شهادة‪ ،‬ويتم تجسيدها بوضع عالمة‬
‫المطابقة للمواصفات القياسية المغربية على المنتوج المستفيد من ذلك أو على غالفه أو على‬
‫الوثائق التجارية أو اإلدارية للمستفيد‪ ،‬إذا تعلق األمر بالشهادة بالمطابقة للمواصفات القياسية‬
‫المغربية الخاصة بالخدمات أو نظم التدبير‪.‬ويمكن لبعض المنتجات أو الخدمات التي تستجيب‬
‫لمواصفات قياسية أو لمتطلبات خاصة أن تستفيد من عالمة تميزية تسمى" شارة"‪ ،‬يتم تجسيدها‬
‫بوضع عالمة مميزة على المنتوج أو على غالفه‪ .‬ويتم تجسيد شهادة مطابقة كفاءة األشخاص‬
‫بمنح شهادة تأهيل في مجاالت محددة‪.95‬‬
‫إضافة إلى الشهادة بالمطابقة للمواصفات القياسية المغربية المنصوص عليها في المادة ‪41‬‬
‫من القانون ‪ ،12.99‬يمكن لمعهد التقييس أن يشهد بالمطابقة للوثائق ذات الطابع التقييسي‬
‫‪96‬‬
‫المشار إليها في المادة ‪ 7‬هذا القانون ‪.12.99‬‬
‫ويتم تسجيل عالمات وشارات المطابقة المشار إليها في المادتين ‪ 41‬و ‪ 43‬من قانون‬
‫‪12.99‬من قبل ومعهد التقييس وفقا للشروط المنصوص عليها في النصوص التشريعية‬
‫‪97‬‬
‫المتعلقة بالملكية الصناعية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالمة المطابقة وفق القانون ‪ 22.80‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات‬

‫‪ 95‬المادة ‪ 10‬من قانون ‪01111‬‬


‫‪ 96‬المادة ‪ 18‬من قانون ‪01111‬‬
‫‪ 97‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪01111‬‬

‫‪34‬‬
‫المحدثة بموجب القانون ‪ 28-99‬المتعلق بسالمة المنتوجات‬
‫َ‬ ‫تمثل العالمة اإللزامية "م ‪"C‬‬
‫والخدمات‪ ،‬مرحلة هامة في مسلسل تعزيز سالمة المنتوجات الصناعية والخدمات الذي تسهر‬
‫على تفعيله و ازرة الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‪.‬‬
‫وبتأكيده لمطابقة المنتوج للقوانين التقنية‪ ،‬فهذه العالمة اإللزامية – التي تهم حاليا المعدات‬
‫الكهربائية ذات الضغط المنخفض والتوافق الكهرومغنطيسي للمعدات ولعب األطفال – تسمح‬
‫بتوجيه المستهلك المغربي نحو المنتوجات اآلمنة‪ ،‬وضمان منافسة عادلة بين مختلف الفاعلين‬
‫االقتصاديين وتيسير عمليات المراقبة‪.‬‬
‫ال ظـمنتِج أو المستورد مدعو إلى تقييم منتوجه واعداد الملف التقني الذي يتضمن أساسا‬
‫تصريح المطابقة والوثائق الخاصة بإنجاز تقييمات االمتثال للمتطلبات والخصوصيات التقنية‪،‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬وضع عالمة "م ‪ " C‬والعنونة المطلوبة على المنتوج‪.‬‬
‫رخص لمستوردي المنتوجات المعنية بوضع العالمات بمقار شركاتهم‪ ،‬وهذا حتى تاريخ‬ ‫وي َّ‬
‫ظ‬
‫‪ 31‬يوليوز ‪ ،2919‬شريطة إثبات مطابقة المنتوجات لمتطلبات السالمة التي تستلزمها القوانين‬
‫التي دخلت حيز التنفيذ‪ ،‬وذلك بتقديم الوثائق التقنية ذات الصلة خالل عمليات المراقبة‪.‬‬
‫وبوسع المصنعين االستمرار بعد فاتح غشت ‪ ،2919‬في وضع العالمات على المنتوجات التي‬ ‫ظ‬
‫يستوردونها بأنفسهم‪ ،‬شريطة امتثالهم للمتطلبات األساسية للسالمة التي تخضع لها المنتوجات‬
‫صنع)‪.‬‬
‫المعنية (وضع العالمة "م " ‪ C‬هو أساسا مسؤولية ال ظـم ّ‬
‫تسمح عالمة "م ‪ " C‬بتعزيز ثقة المستهلك وسلطات المراقبة في المنتوجات المتوفرة في‬
‫السوق‪ ،‬وهي تظمثل التزاما واضحا ألي فاعل وامتثاله للتشريع الجاري به العمل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بااللتزام بالمطابقة‬
‫األصل هو تنفيذ االلتزامات بحسن نية واحترام ما اتفق عليه المتعاقدين لكن تحقيق ذلك ال‬
‫يكون دائما فغالبا ما يخل أحد المتعاقدين بالتزاماته التعاقدية والقانونية مهما كانت صفته‪ ،‬وما‬
‫يهمنا في هذا الصدد هو المورد كطرف قوي في العقود االستهالكية الذي يخل بااللتزام‬
‫بالمطابقة ويقدم سلعة أو منتوج فاقد للصفات المحددة في العقد وفي النصوص القانونية مما‬

‫‪35‬‬
‫يعرضه للمسألة القانونية ويتحمل بذلك مسؤولية مدنية (الفقرة األولى) وجنائية (الفقرة الثانية)‬
‫على هذا االخالل‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المسؤولية المدنية للمورد عن االخالل بااللتزام بالمطابقة‬
‫تتحقق المسؤولية المدنية للمورد بمجرد االخالل بالمطابقة القانونية والمادية للسلعة المعروضة‬
‫على المستهلك بعد االتفاق على جميع مواصفاتها في العقد‪.‬‬
‫وتقوم مسؤولية المورد على أساس شخصي الذي يقتضي توفر كل من الخطأ والضرر والعالقة‬
‫السببية‪ ،‬وهذا ما نص عليه القانون ‪ 28.99‬في باب المسؤولية المدنية الناجمة عن المنتوجات‬
‫المعيبة حيث أحيل إلى مقتضيات ظ ل ع المتعلقة بمسؤولية المنتج طبقا للفصل ‪( 199‬أوال)‬
‫ويترتب عن هذه المسؤولية مجموعة من الجزاءات المقررة لصالح المستهلك (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط المسؤولية المدنية للمورد‬
‫تتجلى شروط المسؤولية المدنية عن االخالل بااللتزام بالمطابقة في الخطأ والضرر والعالقة‬
‫السببية بينهما‪.‬‬
‫أ‪-‬الخطأ‬
‫يقصد بالخطأ في االلتزام بالمطابقة ذلك الخطأ العقدي الذي يقوم به المورد أو المهني عند‬
‫تسليم السلعة أو المنتوج للمستهلك أو المشتري وهي غير مطابقة للمواصفات والشروط المحددة‬
‫سلفا من طرف هذا األخير‪ ،‬ولو كان ذلك غير راجع للبائع لخطئه أو إهماله على اعتبار أن‬
‫االلتزام بالمطابقة هو الت ازم بتحقيق نتيجة‪ ،‬فتسلم المشتري لمبيع ال يلبي رغباته المشروعة‬
‫وتطلعاته التي حددها في العقد يعني قيام الخطأ العقدي‪.98‬‬
‫ب‪ -‬الضرر‬
‫الضرر هو ما يلحق المضرور في جسمه أو ماله أو عاطفته أو شرفه وسمعته‪.99‬وعرفه‬
‫المشرع المغربي في الفصل ‪ 299‬من ظ ل ع بأنه ما لحق الدائن من خسارة حقيقية وما فاته‬

‫‪ 98‬خالد العناني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪123‬‬


‫‪99‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ص ‪031‬‬

‫‪36‬‬
‫من كسب متى كانت نتيجة مباشرة عن عدم تنفيذ االلتزام‪ ،‬ولكي يستحق من خالله المتضرر‬
‫التعويض يجب أن يكون شخصيا ومباش ار ومتوقعا ‪.‬‬
‫والضرر الذي يصيب المستهلك جراء االخالل بااللتزام بالمطابقة يختلف حسب نوع المطابقة‬
‫مادية كانت أو قانونية‪ ،‬المهم أن هذا االخالل يلحق ض ار ار فادحا يطال مصالحه االقتصادية‬
‫والمعنوية كحرمانه من منفعة أساسية كان يتوقع الحصول عليها من العملية التعاقدية‪.100‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الضرر الذي يلحق المستهلك قد يصيب أيضا أشخاصا أخرين ولم لو‬
‫يكونوا طرفا في العملية التعاقدية ولكنهم استهلكوا موادا لم يقتنوها وبالتالي فاالعتماد على أحكام‬
‫المسؤولية العقدية وحدها سيحرم هؤالء من التعويض‪ ،‬والمشرع وعى بأهمية هذه المسألة وقام‬
‫بتعريف المستهلك في القانون ‪ 31.94‬بأنه كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني أو يستعمل‬
‫لتلبية حاجياته غير المهنية منتوجات أو سلعا أو خدمات معدة الستعماله الشخصي أو‬
‫العائلي‪.101‬‬
‫ج‪-‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬
‫ال تقل العالقة السببية كشرط أساسي لقيام المسؤولية المدنية للمورد عن االخالل بااللتزام‬
‫بالمطابقة أهمية عن الخطأ والضرر‪ ،‬وتتمثل في تقديمه بنفسه أو من تابعيه سلعة غير متطابقة‬
‫لما تم االتفاق عليه مع المستهلك وغير مستوفية للشروط المحددة في النصوص القانونية‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 0-199‬فالضحية أي المستهلك هو المسؤول عن إثبات الضرر الذي تعرض‬
‫له جراء استهالكه لمنتوج غير مطابق للشروط القانونية والمادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار المسؤولية المدنية للمورد‬
‫يترتب عن المسؤولية المدنية للمورد المخل بااللتزام بالمطابقة مجموعة من الجزاءات‬
‫المستلهمة من القواعد العامة حيث يمكن تصنيفها إلى جزاءات مرتبطة بعدم المطابقة الجوهرية‬
‫(أ) وأخرى مرتبطة بعدم المطابقة غير جوهرية(ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬الجزاءات المرتبطة بعدم المطابقة الجوهرية‬

‫‪100‬محمود عبد العزيز جمال‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع‪ ،‬النسر الذهبي للطباعة‪ ،‬القاهرة ‪ 0331/0337‬ص ‪.813‬‬
‫‪101‬المادة ‪ 1‬من القانون ‪80113‬‬

‫‪37‬‬
‫يقصد بعدم المطابقة الجوهرية حرمان المستهلك بشكل كلي من منفعة السلعة أو المنتوج الذي‬
‫تعاقد من أجله‪ ،‬ولقد عرفت اتفاقية فيينا المخالفة الجوهرية بأنها مخالفة العقد من جانب أحد‬
‫الطرفين وتلحق ضر ار بالطرف األخر بما من شأنه أن يحرمه بشكل أساسي مما كان يحق له‬
‫أن يتوقع الحصول عليه بموجب العقد‪.102‬وتتجلى أهم هذه الجزاءات في الفسخ واستبدال السلعة‬
‫والتعويض‪.‬‬
‫‪-1‬الفسخ كجزاء على عدم المطابقة‬
‫حسب القواعد العامة فعدم وفاء البائع بااللتزام بتسليم المبيع مطابقا للموصفات المتفق عليها‬
‫‪.‬‬ ‫‪103‬‬
‫يخول للمشتري فسخ العقد وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 119‬من ظ ل ع‬
‫وتطبيقا لهذا الفصل اعتبرت محكمة النقض في قرار لها أن البائع ملزم بتسليم المبيع وفقا‬
‫للمواصفات والمساحة الموجودتين في العقد والتصميم المرفق به أنه لما تبين للمحكمة اختالف‬
‫بين القطعة المسلمة وبين التصميم وافتقارها للمواصفات المشترطة عقدا‪ ،‬فإنها لما قضت بفسخ‬
‫العقد ورد الثمن والتعويض يكون حكمها معلال ‪-‬رفض الطلب‪ .104-‬ومنه فالمستهلك يمكن له‬
‫فسخ العقد إذا كانت السلعة المسلمة له غير مطابقة للمواصفات والشروط التي تعاقد من أجلها‬
‫ويمارس بذلك حق التراجع المخول بمقتضى المادة ‪ 39‬من القانون ‪. 31.94‬‬
‫‪-2‬استبدال السلعة‬
‫يمكن للمشتري تبديل البضاعة أو السلعة إذا كانت من األشياء المثلية وهذا ما نص عليه‬
‫المشرع المغربي في الفصل ‪ 110‬من ظ ل ع ‪ ،105‬وأشارت إليه أيضا اتفاقية فيينا‪.‬‬

‫‪102‬المادة ‪ 12‬من اتفاقية فيينا المنظمة للبيع الدولي للبضائع‬


‫‪103‬ينص الفصل ‪ 221‬من ظ ل ع على ما يلي" إذا ثبت الضمان بسبب العيب أو بسبب خلو المبيع من صفات معينة كان للمشتري أن‬
‫يطلب فسخ البيع ورد الثمن‪"...‬‬
‫‪104‬قرار لمحكمة النقض عدد‪ 8731‬صادر بتاريخ ‪ 13/01/1111‬في إطار الملف المدني عدد‪ 1118/1121‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى عدد‪ 11‬ص ‪.11‬‬
‫‪105‬ينص الفصل ‪ 227‬من ظ ل ع على ما يلي ‪" :‬إذا ورد البيع على مجموع من األشياء محددة ‪،‬وكان جزء منها معيبا كان للمشتري أن‬
‫يستعمل حق االختيار المخول له بمقتضى الفصل ‪ 221‬وإذا ورد البيع على أشياء مثلية‪ ،‬لم يكن للمشتري إال أن يطلب تسليم مثلها في‬
‫النوع خالية من العيب ‪،‬مع حفظ حقه في المطالبة بالتعويض إذا كان له محل‪".‬‬

‫‪38‬‬
‫أما قانون حماية المستهلك ‪ 31.94‬لم يتطرق لهذه إلمكانية استبدال السلعة بشكل صريح‬
‫لكنه أشار إلى أن في المادة ‪ 14‬في بندها الثاني إلى أن احتفاظ المورد بالحق في أن يغير من‬
‫جانب واحد خصائص المنتوج أو السلعة المزمع تسليمها للمستهلك يعتبر شرطا تعسفيا‪.‬‬
‫‪-3‬المطالبة بالتعويض‬
‫إذا أثبت المستهلك أن استهالكه لمنتوج غير مطابق لما هو متفق عليه في العقد أو مخالف‬
‫لشروط السالمة الصحية فإنه يستحق التعويض عن ما تعرض إليه من ضرر وخسارة‪.‬‬
‫وهذا طبقا لما هو منصوص عليه في الفصل ‪" 19-199‬يجب على الشخص المسؤول إصالح‬
‫كل االضرار التي تعرضت لها الضحية"‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاءات المرتبطة بعدم المطابقة غير الجوهرية‬
‫تتحقق المطابقة غير الجوهرية كمبدأ عام عندما يتم حرمان المشتري من بعض الصفات‬
‫والشروط التي كان يريد أن تتوفر في السلعة‪ ،‬وتتجلى الجزاءات المرتبطة بها في الدفع بعدم‬
‫التنفيذ واصالح العيب‪.‬‬
‫‪-1‬الدفع بعدم التنفيذ‬
‫يجوز ألي متعاقد أن يتوقف عن تنفيذ التزامه إذا تبين له أن الطرف االخر لم ينفذ التزامه‪ ،‬ولقد‬
‫أشار المشرع لهذا الجزاء في الفصل ‪ 231‬من ظ ل ع‪.106‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون حماية المستهلك نجده يعتبر الشرط الذي يلزم المستهلك بالوفاء بالتزامه أوال‬
‫شرطا تعسفيا‪ ،‬ومنه نستنتج أن تنفيذ االلتزام أوال يكون من طرف المورد وليس المستهلك وهذا‬
‫األخير يفترض فيه حسن النية وبذلك يمكنه التمسك بعدم التنفيذ تجاه المورد‪.‬‬
‫‪-2‬إصالح العيب‬
‫قد تكون السلعة المقدمة من طرف المورد للمستهلك معيبة وغير مطابقة لما تم االتفاق عليه‬
‫وبالتالي يكون ملزما على إصالحها وصيانتها لكي تلبي حاجيات المستهلك‪ ،‬ولقد أدرج المشرع‬
‫هذا االلتزام ضمن ما يسمى بالخدمة بعد البيع المنصوص عليه في المادة ‪ 99‬من قانون حماية‬

‫‪106‬نص الفصل ‪ 182‬على أنه "في العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬يجوز لكل متعاقد منهما أن يمتنع عن أداء التزامه‪ ،‬إلى أن يؤدي المتعاقد‬
‫االخر التزامه المقابل‪ ،‬وذلك ما لم يكن أحدهما ملتزما‪ ،‬حسب االتفاق أو العرف بأن ينفذ التزامه أوال‪".‬‬

‫‪39‬‬
‫المستهلك‪ ،‬حيث عرف الخدمة بعد البيع بأنها عقد يحدد جميع الخدمات التي يمكن أن يقدمها‬
‫مورد سلعة أو منتوج سواء أكان ذلك بعوض أم بالمجان والسيما صيانة المبيع وتركيبه وتجريبه‬
‫واصالحه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤولية الجنائية للمورد عن االخالل بااللتزام بالمطابقة‬
‫باإلضافة إلى المسؤولية المدنية‪ ،‬يتحمل المورد مسؤولية جنائية عند إخالله بااللتزام بالمطابقة‪،‬‬
‫حيث يكون معرضا لعقوبات مالية وسالبة للحرية‪.‬‬
‫ومن بين أهم الجرائم التي على أساسها يمكن متابعة المورد بسبب االخالل بااللتزام بالمطابقة‬
‫جريمة الغش في البضائع عن طريق الخداع (أ) وجريمة الغش عن طريق التزييف (ب)‬
‫المنصوص عليهما في الفصل األول من القانون ‪ 13.43‬المتعلق بزجر الغش في البضائع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬جريمة الغش في البضائع عن طريق الخداع‬
‫نص الفصل األول من القانون ‪ 13.43‬في فقرته األولى على أنه" يعد مرتكبا الغش عن‬
‫طريق الخداع أو التزييف كل من غالط المتعاقد بوسيلة ما في جوهره أو كمية الشيء المصرح‬
‫به أو قام‪ ،‬خرقا ألحكام هذا القانون أو النصوص المتخذة لتطبيقه أو لتطبيقه أو خالفا لألعراف‬
‫المهنية والتجارية‪ ،‬بعملية تهدف عن طريق التدليس إلى تغييرهما"‪.‬‬
‫وقبل الخوض في دراسة أركان هذه الجريمة البد من تعريف المقصود بها‪ ،‬حيث يمكن‬
‫تعريف جريمة الغش في البضائع بأنها كل فعل عمدي ينال بضاعة ما بتغيير خصائصها أو‬
‫ذاتيتها أو صفاتها الجوهرية‪ ،‬وبشكل عام العناصر الداخلة في تركيبها‪ ،‬بحيث ينخدع المستهلك‬
‫أو المتعاقد على شراء البضاعة‪.‬‬
‫والخداع هو استعمال وسائل احتيالية من طرف شخص ليوقع غيره في غلط وهو ما يؤدي‬
‫إلى اعتقاد المستهلك بأن التعاقد أنصب على الشيء المصرح به بالرغم من مخالفته للحقيقة‪،‬‬
‫أو هو الباس الشيء مظهر يخالف ما هو عليه في الحقيقة‪ ،107‬أو هو حمل المستهلك على‬
‫االعتقاد بأن السلعة والخدمة لها من السمات ما يفوق الحقيقة وبالتالي االخالل بااللتزام‬

‫‪107‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك‪ ،‬في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1107/1101‬ص ‪.00‬‬

‫‪40‬‬
‫بالمطابقة‪ .‬ولقيام هذه الجريمة البد من توفر الركن المادي (أ) والمعنوي (ب) ويترتب عن تحقق‬
‫هذه األركان جزاء جنائي لمعاقبة الجاني وردعه (ج)‪.‬‬
‫أ‪-‬الركن المادي‬
‫يتحقق الركن المادي لهذه الجريمة بإتيان المنتج أو المورد أحد األفعال المنصوص عليها في‬
‫الفصل الرابع من القانون‪ 13.43108‬وسنتعرض إليها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الخداع أو محاولته في ماهية البضاعة‬
‫تتحقق جريمة الخداع في ذاتية البضاعة عندما يقع استبدال أو تغيير محل التعاقد بغير علم‬
‫المستهلك وبالتالي يكون الشيء المسلم ليس ما تم االتفاق عليه‪ ،‬ألن كل سلعة لها خصائص‬
‫وصفات تميزها عن األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الخداع ومحاولته في خصائص البضاعة الجوهرية‬
‫الصفات الجوهرية هي التي ترفع قيمة السلعة التي يقتنيها المستهلك وعلى أساسها يتعاقد‬
‫ويلتزم تلقائيا المورد على تقديمها كما تم االتفاق عليها‪ ،‬وفقدانها يغير السلعة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق صدر لمحكمة النقض الفرنسية بتحقق الخداع في الصفات الجوهرية إذا قام‬
‫الجاني ببيع سيارات مستعملة على أنها سيارات جديدة سبق ارتكابها حادثة سير وأجريت عليها‬
‫بعض اإلصالحات على أنها سيارات جديدة‪.109‬‬
‫‪-3‬الخداع أو محاولته في تركيب البضاعة‬
‫تتحقق الجريمة في هذه الحالة بمجرد أن يكون الشيء المعروض أو المسلم تحت اسم مختلف‬
‫في تركيبه ومواصفاته عن تلك المنصوص عليها قانونا وتقوم كذلك بمجرد أن يكون التركيب‬

‫‪108‬ينص الفصل الرابع من القانون ‪ 08138‬على أنه "تطبق العقوبات المنصوص عليها في الفصل األول على كل من خادع المتعاقد أو‬
‫حاول خداعه‪:‬‬
‫‪ -‬في ماهية البضائع وخصائصها الجوهرية وتركيبها ومحتواها من العناصر المفيدة‬
‫‪ -‬أو في نوعها أو منشئها عندما يتبين من االتفاق أو األعراف أن تعيين النوع أو المنشأ المنسوب زورا إلى البضائع يجب اعتباره السبب‬
‫األساسي اللتزام المتعاقد‬
‫‪ -‬أو في كمية األشياء المصنوعة أو المعبأة أو المخزونة من أجل البيع أو المبيعة المسلمة‬
‫‪ -‬أو في هويتها وذلك بتسليم بضاعة غير البضاعة المعينة التي كانت محل العقد‪...‬‬
‫‪ 109‬قرار أورده عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪41‬‬
‫مختلفا في درجته أو كميته عن المسموح به قانونا كالخبز والدقيق والحلويات حيث تم تحديد‬
‫المواد الداخلة في تركيبه ونسبها بالنصوص القانونية والتنظيمية‪.110‬‬
‫‪ -8‬الخداع أو محاولته في محتوى البضاعة من العناصر المفيدة‬
‫يقتني المستهلك بضاعة معينة بسبب المنافع والمزايا التي تحتوي عليها والمورد يقع على‬
‫عاتقه التعريف بكل مميزات البضاعة واال سيكون مخال بااللتزام باإلعالم‪.‬‬
‫ورغبة في بيع أكبر قدر من السلع وتحقيق الربح ولو على حساب مصلحة المستهلك يلجأ‬
‫الكثير من الموردين إلى ذكر مواصفات غير متوفرة في السلع وبالتالي إخداع المستهلكين‬
‫وتحقق الجريمة‪.‬‬
‫‪-1‬الخداع أو محاولته في البضاعة‬
‫عنصر النوع هو الذي يميز بضاعة عن أخرى وعلة التجريم على أساس نوع البضاعة ترجع‬
‫إلى أن البضائع قد تتشابه من حيث الشكل والمظهر لكنها تختلف من ناحية النوع‪.‬‬
‫‪ -9‬الخداع أو محاولته في منشأ البضاعة‬
‫يقصد بمنشأ البضاعة المكان األصلي الذي صنعت أو أنتجت فيه‪ ،‬وعلى سبيل المثال يتحقق‬
‫الخداع ببيع النسيج المغربي على أنه تركي‪.‬‬
‫‪ -0‬الخداع أو محاولته في كمية األشياء هوية البضاعة‬
‫ينصرف الخداع في الحالة األولى إلى السعة أو الكيل أو العدد أو الحجم وكل ما يفيد‬
‫التحديد‪ ،‬فالمستهلك عندما يشتري سلعة أو منتوج معين فإنه يحدد الكمية المطلوبة ويتفق عليها‬
‫مع البائع‪ ،‬فيجب على هذا األخير أن يسلم له مقداره بدون نقص‪ ،‬وفي حالة حدوث تغيير في‬

‫‪110‬وبهذا الخصوص صدر قرار عن محكمة االستئناف بمكناس‪ ،‬تحت عدد ‪ 011/10‬في ملف جنحي رقم ‪ 0111/03‬بتاريخ‬
‫‪ ،1110/10/02‬حيث جاء فيه‪ ":‬وبناء على الشكاية المقدمة من طرف الوكالة القضائية للمملكة المغربية في شخص رئيس‬
‫مصلحة القضايا الجنائية عدد ‪ 01111‬بتاريخ ‪ 02/01/00‬والتي يستفاد منها أن لجنة تابعة لمندوبية التجارة والصناعة بمكناس‬
‫قامت بتاريخ ‪ 11/01/03‬في إطار مراقبتها لجودة المنتوجات الصناعية بأخذ ثالث عينات من لعبة األطفال من مؤسسة )‪(...‬‬
‫تبين بعد عرضها على المختبر المعتمد أنها غير مطابقة للمواصفات الميكانيكية والفزيائية الخاصة بلعب األطفال مما يشك‬
‫مساسا بصحة وسالمة المستهلك الفتقار المنتوج ألوجه السالمة الواجب توفرها فيه‪ ،‬وتكون بذلك قد خالفت مقتضيات الفصول‬
‫‪ 1‬و ‪ 1‬و ‪ 1‬من ظهير ‪ ،0331/01/2‬وارفقت شكايتها بمذكرة بيانية وتقديمية ومحضر اخذ العينات وتقرير الخبرة المنجز‬
‫عليها‪ ،‬والتمست متابعتها وفق ما يقتضيه القانون‪ "...‬قرار غير منشور‬

‫‪42‬‬
‫الكمية فيجب عليه أن يخبر الزبون ليخصم النقص الحاصل من االتفاق واال أصبح األمر‬
‫غشا‪.111‬‬
‫بينما في الحالة الثانية‪ ،‬فيقوم الخداع في حالة تسليم بضاعة غير تلك التي تم االتفاق عليها‪،‬‬
‫كتسليم منتوج من الجودة الرديئة بيد أن االتفاق انصب على منتوج عالي الجودة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الركن المعنوي‬
‫تعتبر هذه الجريمة من الجرائم العمدية التي يشترط فيها القصد الجنائي للمورد أو المنتج الذي‬
‫يتمثل في العلم واإلرادة‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير باالعتداء على مصالح المستهلك التي حماها‬
‫المشرع الجنائي‪ ،‬فأساس الركن المعنوي في جريمة الخداع هو سوء النية المبني على عنصري‬
‫العلم واإلرادة‪ ،‬إذ يتعين على النيابة العامة إثبات نية الخداع وفقا للمبادئ العامة أو االستنتاج‪،‬‬
‫وبالتالي إقامة الدليل عليه‪.112‬‬
‫ج‪ -‬العقوبة المقررة لجريمة الغش في البضائع عن طريق الخداع‬
‫تشكل هذه الجريمة خطورة كبيرة على صحة المستهلك ومصالحه االقتصادية‪ ،‬وحماية لهذا‬
‫األخير أقر المشرع المغربي مجموعة من العقوبات الحبسية والمالية لكل من سولت له نفسه‬
‫التعدي على حقوق المستهلك والحاق الضرر به من خالل الغش في البضائع عن طريق‬
‫الخداع‪ .‬حيث يعاقب الفاعل طبقا للفصل األول من القانون ‪ 13.43‬بالحبس من ستة أشهر‬
‫إلى خمس سنوات وبغرامة من ألف ومائتي درهم إلى أربعة وعشرين الف درهم أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين فقط‪.‬‬
‫ويمكن مضاعفة العقوبات الواردة في الفصل السابق‪ ،‬إذا ارتكب الخداع بواسطة منتجات او‬
‫معالجات فيها خطر على صحة االنسان أو الحيوان أو باع الفاعل أو عرض للبيع لحما أو‬
‫اسقاطا لحيوانات يعلم أنها ماتت بأمراض أقبت الفحص أنها معدية أو امراض طفيلية تنتقل إلى‬

‫‪111‬نسرين برغوت‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1111‬ص‪.11‬‬
‫‪112‬مريم سرغيني شيب‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من خالل ظهير زجر الغش في البضائع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص تخصص العلوم الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس السنة الجامعية‬
‫‪ ،1113/1117‬ص ‪. 10‬‬

‫‪43‬‬
‫االنسان أو الحيوان أنها ذبحت إلصابتها باألمراض المذكورة‪ ،‬وتشمل هذه العقوبات على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ -‬الحبس من سنتين إلى ست سنوات‪ ،‬إذا سبب ابتالع المواد المذكورة إصابة الغير بمرض أو‬
‫عجز عن العمل تتجاوز مدته عشرين يوما‪.‬‬
‫‪ -‬السجن من خمس إلى عشر سنوات‪ ،‬إذا سبب ابتالع المواد المذكورة إصابة الغير بمرض‬
‫يظهر أنه عضال أو بفقدان استعمال عضو ما أو بعاهة دائمة‪.‬‬
‫‪ -‬السجن من عشر سنوات إلى عشرين سنة‪ ،‬إذا سبب ابتالع المواد المذكورة الموت دون نية‬
‫القتل‪.113‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف‬
‫إن االخالل بااللتزام بالمطابقة ال يقتصر فقط على مخالفة ما تم تضمينه في العقد بشأن‬
‫السلعة المراد الحصول عليها من طرف المستهلك‪ ،‬بل يتجاوز االمر ذلك عندما يمس المورد‬
‫بمبادئ الممارسة الشريفة ويضر بمصالح المستهلك عن طريق تزييف السلع بشكل تظهر فيه‬
‫أنها مطابقة للسلع االصلية ومستوفية للشروط القانونية واالتفاقية‪ ،‬وبالتالي قيام جريمة التزييف‬
‫في البضائع المنصوص عليها في الفصل األول من القانون ‪.114 13.43‬‬
‫وبقصد بالتزييف في هذا السياق تغيير حقيقة البضاعة تغيي ار من شأنه أن يخلق اقتناعا معاكسا‬
‫لحقيقة الشيء المزيف لدى المتعاقد بما في شأنه إخفاء حقيقة المعقود عليه سواء تعلق بجوهره‬
‫أو بتركيبته ومحتواه ومضمونه‪.115‬‬
‫ولقيام جريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف البد من توفر الركن المادي (أ) والركن‬
‫المعنوي (ب) كما يترتب على ارتكابها عقوبة حبسية ومالية (ج)‪.‬‬
‫أ‪-‬الركن المادي‬

‫‪ 113‬الفصل الثاني من القانون ‪ 08138‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪.‬‬


‫‪114‬ينص الفصل األول من القانون ‪ 08138‬في فقرته األولى على ما يلي‪ ":‬يعد مرتكبا الغش عن طريق الخداع أو التزييف كل من غالط‬
‫المتعاقد بوسيلة ما في جوهر أو كمية الشيء المصرح به أو قام‪ ،‬خرقا ألحكام هذا القانون أو النصوص المتخذة لتطبيقه أو خالفا‬
‫لألعراف المهنية والتجارية‪ ،‬بعملية تهدف عن طريق التدليس إلى تغييرهما‪"...‬‬
‫‪115‬أحمد محمد محمود علي خلف‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في القانون المصري والفرنسي والشريعة االسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬سنة ‪ 1112‬ص ‪.032‬‬

‫‪44‬‬
‫يجد الركن المادي لجريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف أساسه في الفصل الخامس‬
‫من القانون ‪ 13.43‬الذي جاء فيه‪ :‬تطبق العقوبات المنصوص عليها في الفصل األول على‪:‬‬
‫‪ -‬كل من زيف مواد غدائية يستهلكها االنسان أو الحيوان أو مواد مستعملة للمداواة أو‬
‫مشروبات أو منتجات فالحية أو طبيعية معدة للبيع أو التوزيع‪...‬‬
‫ويأخذ الركن المادي لهذه الجريمة ثالثة صور أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬التزييف عن طريق الخلط‬
‫تتحقق هذه الصورة بمجرد خلط السلعة االصلية بمادة مختلفة عنها من حيث الكم والكيف‬
‫أو بمادة من نفس الطبيعة ولكن ذات نوعية أقل جودة بهدف زرع االعتقاد بأن السلعة خالصة‬
‫أو بغرض إخفاء رداءة نوعيتها أو إظهارها بوصفها ذات جودة عالية كخلط حليب صناعي‬
‫بآخر طبيعي بشرط أن ال يكون هذا الخلط أو اإلضافة مرخص به بنصوص قانونية أو‬
‫تنظيمية‪.116‬‬
‫‪-2‬التزييف عن طريق النزع أو اإلنقاص‬
‫يتحقق التزييف عن طريق النزع عندما يقوم المورد أو المنتج بنقص عنصر من العناصر‬
‫التي تدخل في تكوين المنتوج األصلي حيث ال يظهر هذا النقص في شكله الخارجي‪.‬‬
‫أما التزييف عن طريق النقص‪ ،‬قد يكون مشروعا إذا تم وفق النصوص القانونية التي تسمح‬
‫بذلك كنزع مادة الكافيين من البن شريطة أال تحرمه العملية التي تعرض من باقي خصائصه‬
‫الجوهرية‪ ،‬وقد يأتي غير مشروع ويعتبر غشا إذا تم بدون ترخيص ومخالفا للقانون‪.‬‬
‫‪-3‬التزييف عن طريق الصنع‬
‫يتم التزييف في هذه الصورة بصناعة مواد غدائية أو مشروبات معدة لالستهالك اإلنساني أو‬
‫الحيواني‪ ،‬أو مواد فالحية أو طبيعية أو مخصصة للمداوة‪ ،‬بمواد ومكونات ال تدخل كلها أو‬
‫‪،‬وكمثال على ذلك صنع الحليب بمادة بيضاء تشبهه‪.‬‬ ‫‪117‬‬
‫بعضها في تكوين البضاعة االصلية‬
‫ب‪-‬الركن المعنوي‬

‫‪116‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬خالد العنادي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.811‬‬


‫‪117‬عبد العالي لعديري‪ ،‬حماية المستهلك من جريمة الغش في البضائع‪ ،‬المجلة االلكترونية لألبحاث القانونية‪ ،‬العدد الخامس‪ 1111 ،‬ص‬
‫‪.031‬‬

‫‪45‬‬
‫إن جريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف من الجرائم الشكلية يلزم لقيامها توافر القصد‬
‫الجنائي وتتحقق بمجرد ارتكاب فعل التزييف ولو لم تتحقق نتيجة تغير البضاعة‪ ،‬ومسألة تحديد‬
‫وقوع فعل التزييف يخضع لسلطة القضاء وال يخضع في ذلك لرقابة محكمة النقض‪.118‬‬
‫ج‪-‬العقوبة المقررة لجريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف‬
‫أقر المشرع المغربي لهذه الجريمة نفس العقوبات المقررة لجريمة الغش في البضائع عن‬
‫طريق الخداع والتي سبق لنا التطرق لها في هذا البحث‪.‬‬
‫والمالحظ على هذه العقوبات المقررة سواء لجريمة الغش عن طريق الخداع أو التزييف‪ ،‬أن‬
‫المشرع لم يقرنها بعقوبات أخرى كالمنع من مزاولة مهنة التجارة لمدة محددة كما فعل المشرع‬
‫الفرنسي الذي أقر عقوبة المنع من مزاولة التجارة لمدة خمس سنوات‪ ،‬بحيث يبدو أن مثل هذه‬
‫العقوبات من شأنها الضرب على أيادي الغشاشين والمخادعين وبالتالي تحقيق الغاية من‬
‫العقوبات المقررة أال وهي الردع بشقيه العام والخاص‪ ،‬وتوفير حماية فعالة للمستهلك‪.119‬‬

‫‪ 118‬يونس النكري‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك المقرض‪ ،‬المجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مؤلف جماعي‬
‫حول حماية المستهلك‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬مطبعة فارير ‪،‬سطات ‪1111‬ن ص ‪.13‬‬
‫‪119‬عمر القبوري‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك على ضوء التشريع المغربي‪،‬مجلة الباحث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‬
‫‪،‬العدد‪،30‬السنة‪.1107‬‬

‫‪46‬‬
‫خاتمة‬
‫لقد حاولنا من خالل هذا العرض ‪ ،‬إبراز ماهية المطابقة ‪ ،‬باعتباره التزاما حديثا يقع على عاتق‬
‫البائع هدفه حماية المشتري المستهلك من تجاوزات الباعة المحترفين‪ ،‬وذلك حتى يتسنى له تسلم‬
‫شيء مطابق لحاجاته ويلبي تطلعاته ‪ ،‬وال يتم إال بإقرار هذا االلتزام بشكل مستقل و منظم من‬
‫حيث القواعد واآلثار القانونية الناتجة عنه‪ ،‬بدل تشتت أحكامه بين التزامات أخرى‪ ،‬لم تعد تحقق‬
‫الحماية الكافية للمشتري ‪ ،‬وبين نصوص قانونية متفرقة كل منها ينظم صورة من صور المطابقة‪.‬‬
‫وفي سبيل الوقوف إلى جانب المشتري المستهلك ‪ ،‬بصفة الطرف الضعيف في العقد ‪ ،‬تدخل‬
‫القضاء عن طريق التوسع في مفهوم المطابقة ليصبح لها مفهوما وظيفيا يتمثل في ضرورة مطابقة‬
‫المبيع لالستعمال المعد له‪ ،‬وبالتالي أضحى االلتزام بالمطابقة يحتضن ضمان العيب الخفي ‪،‬‬
‫وهو ما يسمح للمشتري باالختيار بين دعوى الضمان للعيب و دعوى المسؤولية العقدية الناتجة‬
‫عن اإلخالل بالتسليم المطابق بالنظر إلى المهلة الطويلة المقررة لها‪.‬‬
‫واذا ما سمحنا ألنفسنا بأن ندلي برأينا في هذا الموضوع فإنه وجب مثال ‪:‬‬
‫‪ ‬القيام بحمالت توعوية و تحسيسية لوعي المستهلك بخطورة استهالك منتوجات غير مطابقة‬
‫للشروط القانونية‬
‫‪ ‬نهيب المشرع بتكريس االلتزام بالمطابقة في قانون حماية المستهلك بشكل صريح‬
‫‪ ‬تفريد عقوبات جنائية و مالية لكل من خالف االلتزام بالمطابقة‬

‫‪47‬‬
‫الئحة المراجع بالعربية‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب العامة‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬نظرية العقد‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪،1999 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الحميد الديسطي عبد الحميد حماية المستهلك في ضوء القواعد القانونية لمسؤولية‬
‫المنتج دراسة مقارنة دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع المنصورة مصر الطبعة األولى‬
‫‪2919‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء ‪ .8‬دار الشروق‪.‬‬
‫ط ‪..2919 .1‬‬
‫‪ ‬عثمان تويحري‪ ،‬تعويض األضرار الناتجة عن عيوب الشيء‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪2914‬‬
‫‪ ‬الكتب الخاصة‬
‫‪ ‬أحمد محمد محمود علي خلف‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في القانون المصري‬
‫والفرنسي والشريعة االسالمية ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬سنة ‪.2991‬‬
‫‪ ‬اسعد دياب ضمان عيوب المبيع المخفية دار اق أر بيروت دون سنة نشر أو رقم الطبعة‬
‫‪ ‬بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪-‬دراسة في حماية المتعاقد والمستهلك ‪-‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪2994‬‬
‫‪ ‬جمال محمود عبد العزيز اإللتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع‪ .‬مطبعة‬
‫القاهرة ‪.1999-1990‬‬
‫‪ ‬منى ابو بكر الصديق محمد حسان االلتزام بالمطابقة في عقد البيع دراسة تحليلية في‬
‫ضوء القانون المدني وتشريعات حماية المستهلك في القانونين المصري والفرنسي كلية‬
‫الحقوق جامعة المنصورة‬

‫‪48‬‬
‫‪ ‬يونس النكري‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك المقرض‪ ،‬المجلة العربية للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مؤلف جماعي حول حماية المستهلك‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬مطبعة‬
‫فارير ‪،‬سطات ‪.2929‬‬
‫‪ ‬األطروحات‬
‫‪ ‬أبو بكر مهم ‪ .‬الوسائل الوقائية لحماية المستهلك‪ .‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪.‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ .‬كلية الحقوق عين الشق الدار البيضاء ‪.2998-2993‬‬
‫‪ ‬خالد العنادي‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2922-2921‬‬
‫‪ ‬جالل الدين محمد حسين صبره االلتزام بضمان التعرض الصادر عن الغير في العقود‬
‫في القانون المدني المصري والفرنسي رسالة دكتوراه كلية الحقوق جامعة أسيوط‬
‫‪ ‬فتاك علي تأثير المنافسة على اإللتزام بضمان سالمة المنتوج اطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون كلية الحقوق جامعة وهران ‪2994 2990‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك‪ ،‬في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2910/2919‬‬
‫‪ ‬الرسائل‬
‫‪ ‬امال طرافي التزام المنتج بمطابقة المنتجات في ظل القانون رقم ‪ 93.99‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر جامعة علي محند اولحاج البويرة كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم‬
‫القانون الخاص السنة الجامعية ‪2918 2913‬‬
‫‪ ‬كبيرة المنتاج‪ .‬المسؤولية المدنية للمنتج وفق القانون رقم ‪ .28.99‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون المدني‪ .‬السنة الجامعية ‪. 2919/2911‬‬
‫‪ ‬مريم سرغيني شيب‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من خالل ظهير الغش في البضائع‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص العلوم الجنائية‪ ،‬كلية العلوم‬

‫‪49‬‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس السنة‬
‫الجامعية ‪2994/2990‬‬
‫‪ ‬نسرين برغوت‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية‪.2992 ،‬‬
‫‪ ‬يوسف صديقي‪ ،‬حق التراجع عن العقد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2913‬‬
‫‪،2918‬‬
‫‪ ‬المقاالت‬
‫‪ ‬إبراهيم المأمون‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك دراسة وابحاث في ضوء القانون ‪،31-94‬‬
‫منشورات مجلة القضاء المدني‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪2918‬‬
‫‪ ‬إدريس بن شقرون أثر التحوالت اإلقتصادية على العقد مجلة القصر العدد ‪ 2‬ماي‬
‫‪2992‬‬
‫‪ ‬اشرف رشوان وفواز عبد هلل السعيد االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع‬
‫وفقا التفاقية فينا مقال منشور على شبكة اإلنترنت بالموقع التالي ‪www.‬‬
‫‪egyption_awcaf. blogspot.com‬‬
‫‪ ‬عبد العالي لعديري‪ ،‬حماية المستهلك من جريمة الغش في البضائع‪ ،‬المجلة االلكترونية‬
‫لألبحاث القانونية‪ ،‬العدد الخامس‪،‬السنة ‪.2929‬‬
‫‪ ‬عمر القبوري ‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك على ضوء التشريع المغربي‪،‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪،‬العدد‪،91‬السنة‪.2910‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم عباد‪ ،‬االلتزام بالمطابقة في التشريع المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الفقه‬
‫والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،80‬سنة ‪،2919‬‬
‫‪ ‬وائل حمدي احمد حسن النية في البيوع الدولية ودكتوراه في القانون التجاري كلية‬
‫الحقوق جامعة عين شمس دار الفكر والقانون طبعة أولى ‪2919‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ‬القوانين‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.10.15‬صادر في ‪ 26‬من صفر بتنفيذ القانون رقم ‪06 . 12‬‬
‫المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة واالعتماد‬
‫‪ ‬دستور ‪2911‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 28.99‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 13.43‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 21.94‬القاضي بإحداث المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات‬
‫الغذائية ‪.‬‬
‫‪ ‬القانون ‪ 31.94‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‬
‫‪ ‬إتفاقية فيينا لسنة ‪ 1949‬المنظمة للبيع الدولي للبضائع‬
‫‪ ‬الق اررات القضائية‬
‫‪ ‬قرار لمحكمة النقض عدد‪ 3048‬صادر بتاريخ ‪ 29/12/2998‬في إطار الملف المدني‬
‫عدد‪ 2993/8919‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد‪ 99‬ص‪22‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بمكناس‪ ،‬تحت عدد ‪ 122/21‬في ملف جنحي رقم‬
‫‪ 1288/19‬بتاريخ ‪2921/91/11‬‬
‫‪ ‬قرار عدد ‪ 022‬صدر بتاريخ ‪ 2999/1/19‬في الملف التجاري عدد ‪1999/1194‬‬
‫منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 10‬و‪ 14‬ص ‪212‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عن محكمة النقض ‪ :‬المجلس األعلى سابقا بتاريخ ‪ 2999 .8 .1‬عدد‬
‫‪ 319‬ملف تجاري عدد ‪ 98 - 1991‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪90‬‬
‫ص ‪219‬‬
‫‪ ‬قرار لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 2991 .11 .20‬تحت عدد ‪ 1898‬ملف مدني عدد‬
‫‪ 91 .1923‬منشور بالمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت عدد ‪ 49 .2‬وما بعدها‬

‫‪51‬‬
‫الئحة المراجع بالفرنسية‬
 Ben Abderrahamane la conformité des marchandises dans la
convention de vienne du 11 avril 1980 sur les contrat de vente
internationale de marchandises D. P. C. I. 1989 T. 15 N4
 Jean Calais auloy droit de consommation 2ème éd dalloz 1986
 Ph kahn et j.p BERAUDO le nouveau droit du vent international
de convention de marchandises 11 avril 1980 chambre de
commerce et d'industrie de pans
 VIENNE HEUZE la vente internationale de marchandises droit
uniforme joliy édition 1992 N 284

52
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪1.................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لاللتزام بالمطابقة‪3....................................................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية االلتزام بالمطابقة‪3............................................................. .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم االلتزام بالمطابقة وتمييزه عن النظم المشابهة ‪3................................‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االلتزام بالمطابقة ‪3...................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز االلتزام بالمطابقة عن بعض النظم المشابهة ‪8........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة االلتزام بالمطابقة وأساسه القانوني ‪9...........................................‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعة االلتزام بالمطابقة ‪0...................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس القانوني لاللتزام بالمطابقة ‪9.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االلتزام وأطرافه ‪11 ...............................................................‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬انواع االلتزام بالمطابقة ‪11 ...........................................................‬‬

‫اوال‪ :‬المطابقة المادية‪11 .........................................................................‬‬

‫تانيا‪ :‬المطابقة القانونية ‪19 ......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أطراف االلتزام بالمطابقة ‪21 ..........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الدائن ‪21 ...................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدين ‪28 .................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تفعيل االلتزام بالمطابقة وآثار اإلخالل به ‪29 .......................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬آليات تفعيل االلتزام بالمطابقة ‪29 .....................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االليات اإلدارية ‪29 ...................................................................‬‬

‫‪53‬‬
‫أوال ‪ :‬المجلس األعلى للتقييس والشهادات و االعتماد (‪)CSNCA‬و المعهد المغربي‬
‫للتقييس(‪20 ....................................................................... :)IMANOR‬‬

‫ثانيا ‪ :‬هيئات االعتماد وهيئة التفتيش ورقابة السوق ‪39 ..........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شهادة وعالمة المطابقة وفق القانون ‪ 12.81‬المتعلق بالتقييس والشهادة بالمطابقة‬
‫واالعتماد ‪33 .......................................................................................‬‬

‫أوال ‪:‬شهادة المطابقة وفق القانون ‪33 ................................................... 12.81‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالمة المطابقة وفق القانون ‪ 22.80‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات ‪38 ............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بااللتزام بالمطابقة ‪31 ....................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المسؤولية المدنية للمورد عن االخالل بااللتزام بالمطابقة ‪39 ..........................‬‬

‫أوال‪ :‬شروط المسؤولية المدنية للمورد ‪39 ........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار المسؤولية المدنية للمورد ‪30 ..........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤولية الجنائية للمورد عن االخالل بااللتزام بالمطابقة ‪89 .........................‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة الغش في البضائع عن طريق الخداع ‪89 .............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة الغش في البضائع عن طريق التزييف ‪88 ...........................................‬‬

‫خاتمة ‪80 ...............................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع بالعربية‪84 .............................................................................. :‬‬

‫الئحة المراجع بالفرنسية ‪12 .............................................................................‬‬

‫الفهرس ‪13 .............................................................................................‬‬

‫‪54‬‬

You might also like