You are on page 1of 11

‫األكادميية للدراسات‬

‫اإلجتماعية واإلنسانية‬

‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة‬


‫لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع‬
‫‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬
‫د‪ .‬حاج بن علي حممد‪ .‬أستاذ حماضر جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‬
‫‪mouhmed.hadjbenali@yahoo.fr‬‬

‫ملخص‬
‫أمام قصور أثر ضمان العيوب اخلفية كمنفذ وحيد؛ القتصاره على مواجهة فروض نقص قيمة املبيع أو األضرار اليت تلحق الشيء املبيع‪،‬‬
‫دون األضرار اليت تصيب األشخاص أو األموال‪ ،‬واليت مل تكن لتلفت نظر املشرع عند وضع القانون املدني الفرنسي لسنة ‪ 1804‬أو حتى‬
‫اجلزائري على اعتبار أن بلدنا سائر يف طريق النمو‪ .‬فقد تلمس القضاء حديثا ضرورة جرب األضرار املاسة بسالمة املشرتي والناجتة عن‬
‫تعيب الشيء املبيع خارج نطاق أحكام ضمان العيوب اخلفية‪ ،‬إذ جيب تعويضها يف إطار القواعد العامة للمسؤولية العقدية‪ ،‬بفرض‬
‫التزامات تقع على عاتق البائع احملرتف قبل مشرتيه‪ ،‬أهمها‪ :‬التزام باإلعالم والتزام بالنصيحة‪ ،‬مما يدعو إىل متييز كل منهما عن اآلخر‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االلتزام‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬النصيحة‪ ،‬الضمان‪ ،‬الصفة اخلطرة‪ ،‬الشيء املبيع‪ ،‬املستهلك‪ ،‬املنتج‪.‬‬

‫‪Résumé‬‬
‫‪Adopter comme seule issue le recours à la garantie des vices cachés pour réparer les atteintes à la sécurité des‬‬
‫‪personnes et des biens causés par la chose vendue ne serait pas suffisant. En effet, il convient de rappeler que‬‬
‫‪seuls les dommages causés à la chose vendue avaient été envisagés par les rédacteurs du Code civil Français‬‬
‫‪de 1804 ou même du Code civil Algérien, vu que notre pays est en voie de développement, lorsqu’ils ont mis‬‬
‫‪à la charge du vendeur une garantie des vices cachés. Cependant, dans le but de faire bénéficier en dehors du‬‬
‫‪régime de cette garantie les dommages causés par la chose, autrement dit les atteintes à la sécurité de l’acheteur‬‬
‫‪ou du consommateur, la jurisprudence en se basant sur le régime de la responsabilité contractuelle de droit‬‬
‫‪commun, a récemment créer des obligations dues par le vendeur professionnel à son acheteur, parmi les plus‬‬
‫‪privilégiées: une obligation d’Information et un devoir de Conseil, dont on doit établir une comparaison.‬‬
‫‪Mots clés : Obligation, Information, Conseil, Garantie, Qualité dangereuse, La chose vendue, Consommateur,‬‬
‫‪Producteur.‬‬

‫من دونها‪ .‬وقد استشعر القضاء الفرنسي منذ نهاية القرن‬ ‫مقـــدمة‬
‫التاسع عشر قصور أحكام القواعد العامة السيما أحكام‬ ‫مع بداية العصر الصناعي يف منتصف القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫ضمان العيب اخلفي يف اإلملام بالصفة اخلطرة للشيء املبيع‪،‬‬ ‫أين عرفت الدول الصناعية ثورة علمية هائلة‪ ،‬ولدت‬
‫وذلك بسبب املهلة القصرية اليت ألزم املشرع برفع الدعوى‬ ‫منتجات متطورة اتسمت يف كثري منها باخلطورة سواء‬
‫خالهلا‪ ،‬وبسبب التزام املضرور بإثبات وجود العيب الذي نشأ‬ ‫بالنظر إىل طبيعتها‪ ،‬أو لظروف استخدامها؛ مما هيأ واقعا‬
‫عنه الضرر‪ ،‬وغري ذلك من الصعوبات املصاحبة للجوء إىل‬ ‫صناعيا خمتلفا عن الواقع الزراعي الذي كان صرحا‪ُ ،‬س ّن‬
‫هذا النوع من الدعاوى‪ ،‬كذلك فقد تبني أن دعوى املسؤولية‬ ‫مبقتضاه قانون مدني فرنسي أو حتى اجلزائري؛ غدت قواعده‬
‫لإلخالل بااللتزام بتسليم مبيع مطابق للمواصفات ال حتقق‬ ‫تقليدية ال ميكن أن تتناسب مع جمتمع صناعي أصبحت‬
‫محاية املشرتي يف فروض كثرية‪ ،‬وخصوصا أنه يشرتط‬ ‫تتحكم فيه اآللة‪ ،‬اليت خرجت من الرتفيه والكماليات إىل‬
‫إلقامتها أن تكون هذه املواصفات قد اتفق عليها بني املشرتي‬ ‫الضرورة واحلاجة امللحة اليت ال يستطيع املرء أن يعيش‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص‪84-74‬‬ ‫‪74‬‬
‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع ‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حتديد مفهوم االلتزام باإلعالم‪:‬‬ ‫والبائع‪ .‬وبالنظر إىل الغاية أو املصلحة حمل االعتبار‬
‫اليت ترمي أحكام ضمان العيب اخلفي إىل حتقيقها؛ ذات‬
‫للحديث عن مفهوم االلتزام باإلعالم (‪Obligation‬‬
‫‪ ،)d’Information‬تستوجب الدراسة حتديد معنى االلتزام‬ ‫طابع مالي أو اقتصادي‪ ،‬يتمثل يف ضمان حصول املشرتي‬
‫باإلعالم‪ ،‬ومن ثم استخالص اخلصائص املميزة هلذا‬ ‫أو املستهلك على مبيع صاحل لالستعمال‪ ،‬وقادر على تأدية‬
‫االلتزام‪ ،‬وصوال إىل متييز االلتزام باإلعالم ومقارنته‬ ‫الوظائف املنوطة به‪ ،‬بينما الواقع االقتصادي ذاته اليوم‪،‬‬
‫بااللتزام بالنصيحة‪.‬‬ ‫أصبح يرمي إىل حتقيق غاية أكثر أبعادا و أهمية‪ ،‬تتمثل‬
‫يف ضمان حصول املشرتي أو املستهلك على مبيع تتوافر‬
‫الفرع األول‪ :‬معنى االلتزام باإلعالم‪ :‬هو تعريف البائع‬ ‫فيه مقومات األمان مبا ال يكون معه مصدرا لألضرار‪ ،‬سواء‬
‫احملرتف للمستهلك بكيفية استعمال السلعة بالشكل الذي‬ ‫بالنسبة حلائزه‪ ،‬أم ملستعمله‪ ،‬أم لغريه‪.‬‬
‫حيقق له أقصى مدى من األهداف اليت يبتغيها من شرائها(‪،)2‬‬ ‫وأمام ما تبينه القضاء من هذا القصور‪ ،‬وأمام الصفة‬
‫أو بوح للمستهلك بكل ما جيعله على بينة من عيوب الشيء‬ ‫اخلطرة للمبيع‪ ،‬توجه رافعا لواء النزعة احلمائية لصاحل‬
‫املبيع وإدراك خصائصه(‪ ،)3‬وإبراز االحتياطات اليت جيب‬ ‫املستهلك إىل إنشاء التزامات على عاتق احملرتف إذا مل يوفها‬
‫على املستهلك اختاذها عند حيازته أو استعماله للمنتوج‪ ،‬وأن‬ ‫قامت مسؤوليته العقدية‪ ،‬أهمها‪ :‬التزام البائع احملرتف‬
‫حيذره بوضوح من مغبة عدم اختاذ هذه االحتياطات(‪ .)4‬أو‬ ‫بإعالم‪ ،‬والتزام بتبصري مشرتيه خبطورة املبيع أو املنتوج‪.‬‬
‫أنه تنبيه وإعالم طالب التعاقد بصورة من شأنها إلقاء الضوء‬
‫على واقعة ما أو عنصر ما من عناصر التعاقد املزمع إقامته‬ ‫ويرى بعض الفقه أن الدور اخلالق للقضاء الفرنسي يف‬
‫حتى يكون الطالب على بينة من أمره‪ ،‬حبيث يتخذ القرار‬ ‫جمال محاية املستهلك املضرور تكون من خالل تفسري‬
‫الذي يراه مناسبا يف ضوء حاجته وهدفه من إبرام العقد(‪.)5‬‬ ‫القواعد العقدية تفسريا يسمح بإنشاء التزامات غري‬
‫منصوص عليها صراحة يف القانون‪ ،‬واعتماده اعتمادا‬
‫واإلخبار من هذه الزاوية يقتصر بداهة على طريقة‬ ‫كبريا على املادة ‪ 1135‬من القانون املدني الفرنسي(‪،)1‬‬
‫استعمال املنتوج بوجه صحيح وفق الغرض املخصص له‬
‫تقابلها الفقرة الثانية من املادة ‪ 107‬مدني جزائري‪ ،‬واليت‬
‫بطبيعته‪ ،‬يستدعي رفع املسؤولية على احملرتف منتجا‬
‫تقرر وجوب تنفيذ العقد ليس فقط على أساس ما ورد به‬
‫كان أو موزعا إذا جتاهل املستهلك الغرض املبني يف طريقة‬
‫من التزامات‪ ،‬ولكن أيضا وفقا ملا يعد من مستلزماته‪ ،‬أي‬
‫االستعمال‪ ،‬واستعمل املنتوج يف غرض آخر ليس معد له‬
‫وفقا للقانون والعرف والعدالة حبسب طبيعة االلتزام‪ .‬وملا‬
‫بطبيعته‪ ،‬مما أدى إىل اإلضرار به‪.‬‬
‫كانت الصفة اخلطرة للمبيع هي حمل اهلدف من وراء‬
‫من خالل هذه التعريفات اليت جاد بها الفقه‪ ،‬جند أن‬ ‫هذا االجتهاد لتحقيق محاية أكرب للمستهلك‪ ،‬هيأة اجملال‬
‫مضمون االلتزام باإلعالم بالبيانات يف مرحلة تنفيذ العقد‪،‬‬ ‫لتداخل كل من االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة من‬
‫يشمل نوعني من املعلومات‪ ،‬أوهلما‪ :‬املعلومات الالزمة لتعرف‬ ‫حيث املعنى واملفهوم‪ ،‬مما يستدعي التمييز بينهما؛ على‬
‫املستهلك على كيفية االستخدام الصحيح للمنتجات‪.‬‬ ‫حنو إجابة إشكالية‪ ،‬مفادها حتديد ماهية جمال ونطاق‬
‫وثانيهما‪ :‬املعلومات اليت تعمل على وقاية املستهلك من‬ ‫تطبيق كل من االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة‬
‫األخطار اليت قد تهدده أثناء حيازة السلعة أو استعماهلا؛‬ ‫كوجه تباين‪ ،‬وحدود تطبيق‪ ،‬األساس القانوني‪ ،‬إثبات‬
‫أو بعبارة أخرى االلتزام باإلعالم هو تعريف خبصائص‬ ‫وطبيعة كل منهما‪ ،‬كوجه تقارب؟ ووفق هذا الرتتيب‬
‫السلعة كالتزام بإفضاء‪ ،‬وحتذير من أخطارها كالتزام‬ ‫تتم الدراسة‪.‬‬
‫بتحذير‪ ،‬ليجسد االلتزام باإلعالم فكرتني متميزتني إال‬
‫أنهما متكاملتني كمفردتني مشكلتني هلذا االلتزام‪ .‬على‬ ‫املبحث األول‪ :‬وجه التباين بني االلتزام باإلعالم وااللتزام‬
‫أن هذه التعريفات الفقهية مل تتأتى إال بناءا على حكم‬ ‫بالنصيحة‪:‬‬
‫حمكمة النقض الفرنسية‪ ،‬الصادر يف ‪ 31‬يناير ‪، )6(1973‬‬ ‫خيتلف االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة من حيث‬
‫واليت أسست لشقي التزام البائع احملرتف باإلعالم؛ إفضاء‬ ‫املعنى الختالف جمال أو نطاق تطبيق كل منهما؛ إذ يعد‬
‫مبعلومات من جانب‪ ،‬وحتذير من أخطار املنتوج من جانب‬ ‫االلتزام باإلعالم أكثر اتساعا من االلتزام بالنصيحة؛ على‬
‫آخر‪ .‬يتم التعرف عليهما تباعا‪.‬‬ ‫اعتبار أنه متكون من شقني‪ :‬الشق األول؛ هو إعالم املستهلك‬
‫أوال‪ -‬االلتزام باإلفضاء‪:‬‬ ‫املشرتي بطريقة استعمال الشيء املبيع‪ ،‬وهو ما أصطلح‬
‫متثل طريقة استعمال السلعة احلد األدنى من املعلومات‬ ‫عليه لدى الفقه بااللتزام باإلفضاء‪ .‬والشق الثاني؛ التحذير‬
‫اليت يتعني على احملرتف اإلدالء بها إىل املستهلك على النحو‬ ‫من املخاطر اليت ميكن أن ترتتب على استعمال الشيء‬
‫الذي حيقق له األمان الكامل يف مواجهة األخطار اليت‬ ‫املبيع‪ ،‬أي االلتزام بالتحذير‪ .‬مما يستدعي حبث مفهوم‬
‫قد تهدده كأثر هلذا االستعمال(‪ ،)7‬وهو الواقع الذي حذا‬ ‫االلتزام باإلعالم على هذا النحو‪ ،‬يتبع بعدها بتحديد ملعنى‬
‫بالقضاء الفرنسي إىل أن ينشئ التزاما تعاقديا على البائع‬ ‫االلتزام بالنصيحة‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص ‪84-74‬‬


‫حاج بن علي حممد‬
‫الثانية منه بتخصيص إجراءات قانونية متميزة للحؤول‬ ‫احملرتف باإلفضاء بالبيانات املتعلقة باستخدام هذه املنتجات‬
‫دون تعرض املستعملني أو غريهم إىل األضرار الناجتة عن‬ ‫على الوجه األكمل‪ .‬وهذا ما يتطلب خصوصا بالنسبة‬
‫مكمن خطورتها(‪ .)15‬ويفهم من ذلك أن املشرع اجلزائري‬ ‫للمنتجات اجلديدة أو املبتكرة(‪.)8‬‬
‫تدارك هذا الفراغ يف حتديد خطورة املنتوج من خالل قانون‬ ‫فقد قضت الغرفة اجلزائية حملكمة النقض الفرنسية‪ ،‬بأن‬
‫محاية املستهلك وقمع الغش اجلديد‪ ،‬ملا هلا أي اخلطورة‬ ‫صانع املفرقعات الذي ال يرفق بها بيانا بطريقة االستعمال‪،‬‬
‫من أثر يف إقرار التزام باإلعالم وحتى بالسالمة على عاتق‬ ‫ويدلي شفاهة إىل املشرتي مبعلومات غري صحيحة يكون‬
‫احملرتف أو كل حمرتف وليس فقط املنتج‪.‬‬ ‫مسؤوال عن اإلصابة اليت حلقت بإحدى املشاهدات(‪.)9‬‬
‫ثانيا‪ -‬االلتزام بالتحذير‪:‬‬
‫كذلك أيدت حمكمة النقض الفرنسية قضاء حمكمة‬
‫ال يكفي أن يقوم املنتج أو البائع احملرتف بإحاطة املستهلك‬ ‫استئناف «‪ »Lyon‬الصادر بإلزام املنتج وهو البائع عن تعويض‬
‫بطرق االستخدام الصحيحة للمبيع واليت تكفل له االنتفاع‬ ‫األضرار املادية واجلسدية اليت نشأت عن حادث تعرض له‬
‫به على أكمل وجه خاصة إذا كان خطرا؛ بل جيب عليه‬ ‫خيت للنزهة بسبب إحباره يف منطقة أمواج مرتفعة‪ ،‬وذلك‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬أن يربز له كافة االحتياطات اليت جيب‬ ‫بالنظر إىل أن هذا املنتج مل يوضح للمشرتي عدم صالحية‬
‫عليه أن يتخذها لدى حيازته هلذه املنتجات أو استعماهلا‪ ،‬وأن‬ ‫اليخت لإلحبار يف مثل هذه األجواء(‪.)10‬‬
‫(‪)16‬‬
‫حيذره بكل وضوح من خماطر عدم اختاذ هذه االحتياطات‬
‫أو التقصري يف إتباعها‪ .‬وأمام الطابع اخلاص ألجهزة وبرامج‬ ‫كما قضي يف هذا الشأن مبسئولية منتج الغراء الذي اكتفى‬
‫احلاسوب‪ ،‬حيتل االلتزام بالتحذير مكانة هامة‪ ،‬حيث يتعني‬ ‫بأن كتب على العبوة أن السلعة «قابلة لالشتعال» دون أن‬
‫حتذير العميل من خماطر التعرض لعدوى الفريوس وسائل‬ ‫يربر ضرورة تهوية املكان الذي سوف تستعمل فيه(‪.)11‬‬
‫احلماية والوقاية وحظر استخدام برامج معينة(‪.)17‬‬ ‫أما خبصوص املشرع اجلزائري الذي رأى بوجوب متكني‬
‫ويعد التزام احملرتف بالتحذير أحد مفردات االلتزام‬ ‫املشرتي من اإلطالع بكفاية على املنتوج الذي يتوافق مع‬
‫باإلعالم‪ ،‬بل إنه أهم مكون من مكونات االلتزام باإلعالم‬ ‫رغباته وتطلعاته املشروعة تطبيقا حلكم العلم باملبيع علما‬
‫ألنه يوجب على احملرتف أن حيذر املستهلك من خماطر‬ ‫يقينا واملانع للجهالة وفق ما تقضي به الفقرة األوىل من‬
‫استخدام السلعة وحيدد له كيفية جتنبها(‪ .)18‬فالبائع‬ ‫املادة ‪ 352‬من القانون املدني اجلزائري(‪ ،)12‬واملادة ‪ 49‬منه‬
‫احملرتف ال يستطيع أن حيتج جبهله باملخاطر اليت تكمن‬ ‫املتعلقة بتعيني احملل‪ ،‬وتطبيقا كذلك حلكم املادة ‪ 17‬من‬
‫يف الشيء املبيع‪ ،‬أو اليت ميكن أن ترتتب على استعماله‪ ،‬وذلك‬ ‫قانون محاية املستهلك وقمع الغش اجلديد الصادر بتاريخ‬
‫نظرا لصفته االحرتافية‪ ،‬ويلتزم بالتحذير أيا كانت صفة‬ ‫‪ 25‬فرباير لسنة ‪ 2009‬حتت رقم ‪ ،03 – 09‬والذي ألزم فيها‬
‫املشرتي‪ ،‬أي سواء كان شخصا عاديا أو مشرتي حمرتف(‪)19‬؛‬ ‫املشرع كل متدخل يف مسار عرض املنتوج لالستهالك؛ أي‬
‫حتى وإن انعكست هذه الصفة االحرتافية للمشرتي على‬ ‫كل حمرتف‪ ،‬بأن يعرف املستهلك باخلصوصيات األساسية‬
‫مدى كفاية التحذير من عدمه‪ ،‬والذي يبقى يف جممله‬ ‫للمنتوج أو اخلدمة‪ ،‬وجعل من هذه اخلصوصيات سبيال‬
‫خاضع للسلطة التقديرية لقاضي املوضوع‪.‬‬ ‫الحرتام البائع احملرتف أو كل متدخل وفائه اللتزامه‬
‫حبفظ أمن منتجاته‪ ،‬كما هومبني من خالل املادة ‪10‬‬
‫ولكي يؤتى هذا التحذير مثاره املرجوة يف إحاطة املستهلك‬ ‫الفقرة األوىل من ذات القانون‪ ،‬واليت نصت على أنه « يتعني‬
‫بهذه املعلومات‪ ،‬بالشكل الذي ميكن معه القول بوفاء املنتج‬ ‫على كل متدخل احرتم إلزامية أمن املنتوج الذي يضعه‬
‫بالتزامه يف هذا اخلصوص‪ ،‬دفعا ملسئوليته عن األضرار اليت‬ ‫لالستهالك فيما خيص‪:‬‬
‫قد تنجم عن خطورة الشيء املبيع‪ ،‬فإنه جيب أن يتوافر يف‬ ‫‪ -‬مميزاته وتركيبه وتغليفه وشروط جتميعه وصيانته؛‬
‫هذا التحذير أربعة خصائص‪ ،‬هي أن يكون كامال‪ ،‬مفهوما‪،‬‬ ‫أي أن تكون بيانات وسيلة اإلعالم وافية واضحة‪ ،‬مفهومة‬
‫دقيقا‪ ،‬ظاهرا(‪.)20‬‬ ‫ودقيقة(‪.)13‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص االلتزام باإلعالم‪:‬‬ ‫على أن يف هذا القانون على عكس ما كان عليه األمر يف‬
‫من خالل تعريف االلتزام باإلعالم؛ على اعتبار أنه تعريف‬ ‫قانون ‪ - )14( 02- 89‬امللغي مبقتضى قانون ‪ ،03- 09-‬عرف‬
‫خبصائص السلعة كالتزام بإفضاء‪ ،‬وحتذير من أخطارها‬ ‫املنتوج اخلطر من خالل املادة الثالثة اليت رأى فيها املشرع‬
‫كالتزام بتحذير‪ ،‬وحبكم أن هذا األخري يعد أحد مفردات‬ ‫اجلزائري أنه حتى يعد املنتوج خطرا وجب توافر شروط‬
‫االلتزام باإلعالم‪ ،‬بل إنه أهم مكون من مكونات االلتزام‬ ‫فيما أورده بالتسمية املنتوج أو املنتوج السليم والنزيه القابل‬
‫باإلعالم؛ ميكن استخالص اخلصائص اليت يتسم بها‬ ‫للتسويق و املنتوج املضمون؛ موسعا يف مفهوم املنتوج مبا يشمل‬
‫االلتزام باإلعالم واليت تعد يف آن واحد خصائص االلتزام‬ ‫خطورته‪ .‬وهو ما مل يتجسد يف قانون ‪ 02- 89‬الذي مل يعرف‬
‫بالتحذير(‪ )21‬أال وهي‪ :‬أن يكون اإلعالم أو التحذير كامال‪،‬‬ ‫فيه املشرع اجلزائري املنتوج أو السلعة اخلطرة‪ ،‬تاركا األمر‬
‫مفهوما‪ ،‬ظاهرا‪ ،‬دقيقا‪.‬‬ ‫للسلطة التقديرية للقضاء‪ ،‬ومكتفيا بنص املادة ‪ 03‬الفقرة‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص‪84-74‬‬ ‫‪76‬‬


‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع ‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫وهو ذات االلتزام الذي كرسه املشرع اجلزائري يف املادة‬ ‫‪ - 1‬أن يكون اإلعالم أو التحذير كامال‪ :‬أي وافيا‪ ،‬ويكون‬
‫‪ 18‬من قانون ‪ 25‬فرباير ‪ 2009‬املتضمن قانون محاية‬ ‫كذلك عندما يلفت انتباه املشرتي إىل كافة األخطار اليت‬
‫املستهلك وقمع الغش‪ ،‬واليت حددت كيفية حتقيق أساليب‬ ‫ميكن أن تلحق به‪ ،‬سواء يف شخصه أو يف ماله‪ ،‬أثناء استعماله‬
‫هذا اإلعالم أو التحذير ووضعها يف متناول املستهلك؛ بأن‬ ‫الشيء أو حيازته له‪ ،‬وكيفية جتنب هذه األخطار(‪.)22‬‬
‫تكون بيانات الوسم والعالمات أو أي وسيلة أخرى مناسبة‬ ‫فينبغي للمنتج أن يبدي حرصا يف هذا الشأن وخاصة‬
‫واحملررة باللغة العربية وجوبا وبلغة أجنبية أخرى على‬ ‫إذا كان منتجه من النوعية اليت يستخدمها حمرتفني‬
‫سبيل االختيار‪.‬‬ ‫وغري حمرتفني(‪ ،)23‬وتطبيقا لذلك قضت حمكمة النقض‬
‫وقد عرب عن هذا الشرط القضاء الفرنسي يف قضية شهرية‬ ‫الفرنسية بإلغاء حكم حمكمة استئناف «‪ »Reins‬الصادر يف‬
‫تسمى « ‪ » Cinq-Sept‬وقد رفعت القضية أمام احملكمة‬ ‫‪ 23‬يوليو‪ 1981‬الذي قضى بعدم مسؤولية صانع كيماوي‬
‫اجلنائية الرتكاب جرائم اإلهمال اجلسيم الذي متثل يف‬ ‫يستخدم يف تطهري األراضي الزراعية من الطفيليات تسبب‬
‫وفاة حنو مئة ومخسني شخصا يف حريق التهم أحد املباني‪،‬‬ ‫يف إصابة املزارع املشرتي بعجز دائم يف عينه اليسرى نتيجة‬
‫وقد تبني أن سبب احلريق يعود إىل عدم مراعاة قواعد‬ ‫تطاير بعض ذرات هذا املنتج بفعل عاصفة قوية نظرا‬
‫السالمة املطلوبة يف مثل هذه املباني ومن هذه القواعد‬ ‫لكفاية التحذيرات اخلاصة باملنتج وندرة فرض اتصال هذا‬
‫حظر استعمال مواد قابلة لالشتعال‪ .‬وقد دافع املتهمون عن‬ ‫املنتج بالعني‪ .‬وقد رأت حمكمة النقض عكس ما ذهبت إليه‬
‫أنفسهم مبسؤولية منتج هذه املواد تأسيسا على أنه قصر يف‬ ‫حمكمة االستئناف‪ ،‬حيث ذهبت إىل عدم كفاية حتذيرات‬
‫واجب تنبيه عمالئه لضرورة اختاذ التدابري الالزمة للوقاية‬ ‫االستخدام املصاحبة هلذا املنتج‪ ،‬وأنه كان واجبا على املنتج‬
‫من خطورتها‪ .‬وأيدت حمكمة النقض حكم استئناف « ليون‬ ‫أن يلفت انتباه عمالئه بوجوب غسل اليدين والوجه جيدا‬
‫« الصادر يف ‪ 13‬يوليو ‪ 1973‬فيما ذهب إليه من مسؤولية أي‬ ‫بعد استعمال املنتج وإبعادها عن متناول األطفال وحتذيره‬
‫شخص يصنع أو يبيع مواد أو أشياء ميكن أن متثل خطرا‬ ‫من أثار تلك املادة شديدة اخلطر إذا بقي مدة طويلة على‬
‫دون أن ينبه إىل هذا اخلطر بأن حيذر ويوصي باالحتياطات‬ ‫اجللد وتنبيهه إىل خطورتها إذا ما اتصلت بالعني(‪ . )24‬وقد‬
‫الضرورية لكل مستعمل‪ .‬وبناءا على ذلك فإن تسليم مادة‬ ‫جسد املشرع اجلزائري هذا التوجه احلديث بالنص صراحة‬
‫خطرة دون تقديم بيانات إرشادية مرفقة بها تتضمن‬ ‫يف الفقرة األخرية من املادة ‪ 10‬من قانون ‪ 03-09‬لـ ‪ 25‬فرباير‬
‫حتذيرا كامل وصرحيا ومفهوما لكل املستعملني مكون‬ ‫‪ 2009‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش اجلديد؛ على‬
‫جلرمية اإلهمال(‪.)27‬‬ ‫وجوب حفظ أمن املنتجات املوضوعة لالستهالك‪ ،‬حتى‬
‫كما قضت حمكمة النقض بتأييد حكم حمكمة استئناف‬ ‫ال تهدد سالمة فئات املستهلكني املعرضني خلطر جسيم‬
‫«تولوز» فيما ذهب إليه من أن وضع عبارة «مادة قابلة‬ ‫نتيجة استعمال املنتوج‪ ،‬وخباصة األطفال‪.‬‬
‫لالشتعال» على أي مادة الصقة تتصاعد منها غازات سريعة‬ ‫‪ - 2‬أن يكون اإلعالم أو التحذير واضحا‪ :‬أي أن يكون اإلعالم‬
‫االشتعال عند االستعمال تعد غري كافية وغري واضحة‬ ‫دقيق الصياغة وسهل األسلوب يدل داللة كافية على‬
‫لتحذير املشرتي‪ ،‬ألن هذه العبارة قد تفسر على أن املادة‬ ‫املخاطر اليت ميكن أن ترتتب على استعمال الشيء املبيع‬
‫الالصقة ال جيب أن تالمس أو توضع بالقرب من النار أو‬ ‫يف حالة عدم إتباع التعليمات واإلرشادات‪ ،‬وعدم اختاذ‬
‫الشرار دون أن يطرأ على بال املشرتي أن األخبرة املتصاعدة‬ ‫االحتياطات اليت تضمنها التحذير‪ .‬وهذا ما يقتضي خلو‬
‫منها ميكن حتدث انفجارا يف بعض الظروف‪ ،‬كما هو احلال‬ ‫اإلعالم من املصطلحات الفنية املعقدة اليت يصعب على‬
‫يف القضية املطروحة واليت أدت إىل مصرع املشرتي و إصابة‬ ‫املستعمل فهمها(‪ ،)25‬ومن البديهي أن سهولة أو صعوبة فهم‬
‫ابنه‪ ،‬نتيجة اندالع النار على إثر قيام االبن بإشعال عود ثقاب‬ ‫التحذير هي مسألة نسبية ختتلف حبسب صفة املستعمل‬
‫يف الغرفة اجملاورة‪ .‬إذ كان يتعني على منتج هذه السلعة‬ ‫وطبيعة املنتجات‪ ،‬يستقل بتقديرها قاضي املوضوع وفق‬
‫أن ينبه بطريقة يف غاية الوضوح إىل ضرورة تهوية املكان‬ ‫ظروف كل حالة على حدة(‪ .)26‬وإذا كانت املنتجات مما‬
‫األمكنة اليت قد تستعمل فيها تلك املادة وإىل خماطر انبعاث‬ ‫يتعدى استعماهلا بلد املنتج فقد يكون من املناسب أن يكتب‬
‫غازات قابلة لالشتعال عنها‪ .‬وقد أقرت احملكمة مبسؤولية‬ ‫التحذير بعدة لغات أساسية إىل جانب لغة بلد اإلنتاج ولغة‬
‫املنتج دون البائع على اعتبار أن األخري يصعب عليه معرفة‬ ‫البلد الذي ستصدر إليه السلعة‪ .‬وقد حرص املشرع الفرنسي‬
‫خصائص السلعة كافة(‪.)28‬‬ ‫على النص على ذلك صراحة بالنسبة للسلع الغذائية اليت‬
‫‪ - 3‬أن يكون اإلعالم أو التحذير ظاهرا‪ :‬واإلعالم الظاهر هو‬ ‫تطرح للتداول يف فرنسا‪ ،‬والسيما إذا تعلق األمر مبنتجات‬
‫الذي جيذب على الفور انتباه املستعمل‪ ،‬أي يصطدم بنظره‬ ‫مستوردة‪ ،‬حيث أوجب كتابة البيانات اإللزامية باللغة‬
‫من الوهلة األوىل‪ .‬وللمحرتف املنتج اختاذ ما يراه مناسبا من‬ ‫الفرنسية أيا كان بلد اإلنتاج وبلغة عاملية شائعة االنتشار‬
‫السبل لتحذير املستهلك مما قد يعرتي املنتوج من خماطر‪.‬‬ ‫كاللغة اإلجنليزية‪ ،‬تطبيقا للمرسوم رقم ‪ 973-72‬لـ ‪12‬‬
‫ولعل السبيل األمثل لذلك يكمن يف فصل البيانات التحذيرية‬ ‫أكتوبر ‪ 1972‬املتعلق بوسم املنتجات الغذائية‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص ‪84-74‬‬


‫حاج بن علي حممد‬
‫وما قصد إليه املتعاقدين‪ ،‬أدى ببعض الفقه إىل إحلاق‬ ‫عن بقية البيانات األخرى املتعلقة خبصائص املنتوج وطريقة‬
‫اإلعالم بالتسليم يف التسمية «التزام بالتسليم واإلعالم»‬ ‫استعماله(‪ ،)29‬كما أن يكون التحذير حمررا بأحرف بارزة‬
‫(‪)Obligations de délivrance et d’information) (36‬؛‬ ‫وبلون مغاير يلفت انتباه املستعمل أو املستهلك إليه(‪.)30‬‬
‫مما جيعل عبء إثبات ختلف اإلعالم على عاتق املشرتي‪ ،‬أي‬ ‫وهذا أيضا ما عمد املشرع الفرنسي على تنظيمه بالنص‬
‫عليه أن يثبت عدم إمداد البائع له باملعلومات‪ ،‬أو أنه أمده‬ ‫من خالل الفقرة الثانية من املادة الثانية من املرسوم‬
‫بها ولكن كانت معلومات غري كافية إلعالمه خبصائص‬ ‫رقم ‪ 973-72‬لـ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1972‬املتعلق بوسم املنتجات‬
‫وخماطر الشيء املبيع‪ .‬ومثل هكذا نتيجة ال تلم بدقة‬ ‫الغذائية‪ ،‬حيث أوجب على منتجي السلع الغذائية كتابة‬
‫املالحظة‪ ،‬إذا ما أخذنا يف عني االعتبار سبب استحداث‬ ‫بعض البيانات اإللزامية على غالف السلعة حبروف‬
‫القضاء لاللتزام باإلعالم بغية حتقيق أقصى محاية‬ ‫ظاهرة وبصورة تسهل رؤيتها وقراءتها يف الظروف العادية‪.‬‬
‫للطرف املضرور من اليت حتققها دعوى ضمان العيب‬ ‫وساير املشرع هذا التوجه؛ بوجوب كتابة الوسم وطريقة‬
‫اخلفي؛ مما يثري التساؤل هل االلتزام باإلعالم هل جمرد‬ ‫االستخدام ودليل االستعمال وشروط الضمان وما إىل ذلك‬
‫تزويد املشرتي عند تسلمه املبيع بكافة البيانات واملعلومات‬ ‫من البيانات اإللزامية‪ ،‬بطريقة مرئية ومقروءة ومتعذر‬
‫الضرورية املتعلقة باستخدام الشيء املبيع‪ ،‬ويف ذلك هو‬ ‫حموها تطبيق لنص املادة ‪ 18‬دائما من قانون ‪ 25‬فرباير‬
‫جمرد التزام تابع لاللتزام بالتسليم‪ ،‬أم يتعداه إىل تقديم‬ ‫‪ 2009‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش اجلديد‪.‬‬
‫معلومات للمشرتي عن األخطار اليت ترتتب على استعمال‬
‫الشيء أو عن حيازته مما من شأنه حفظ سالمته‪ ،‬ولعل‬ ‫‪ - 4‬أن يكون اإلعالم أو التحذير لصيقا باملنتوج‪ :‬وترتبط‬
‫يف ذلك االلتزام العام بالسالمة؟‪ ،‬ومن ثم حتديد على من‬ ‫هذه اخلاصية بسمة الوضوح‪ ،‬حيث يكون البيان أكثر‬
‫يقع عبء إثبات ختلف التزام باإلعالم بالنظر إىل الطبيعة‬ ‫وضوحا عندما يكون مالزما للمبيع ال ينفك عنه(‪ .)31‬و حيدث‬
‫القانونية لاللتزام بالسالمة من حيث أنه التزام بوسيلة أو‬ ‫ذلك عادة بوضع امللصقات على العبوة أو الشكل أو النموذج أو‬
‫بتحقيق نتيجة‪ ،‬وليس قبل ذلك‪ ،‬وإذا ما راعينا كذلك يف‬ ‫طباعة هذه البيانات عليها مباشرة إن أمكن ذلك(‪ .)32‬وتقرتن‬
‫جانب آخر أن املتسلم للشيء املبيع ليس دائما أو بالضرورة‬ ‫طريقة التحذير بطبيعة املنتوج؛ فإذا كان الشيء املبيع من‬
‫هو شخص املشرتي‪ ،‬وليس مبقدوره حتديد ما إذا كانت‬ ‫قبيل املنتجات الصلبة كاآلالت واألجهزة‪ ،‬أو ذات الطبيعة‬
‫املعلومات املقدمة من البائع تفي غرض التحذير من عدمه‪.‬‬ ‫الصناعية اليت تسمح بطبع التحذير عليها وجب كتابة‬
‫التحذير على جسمها مباشرة‪ ،‬أما إذا كانت املنتجات ذات‬
‫املطلب الثاني‪ :‬حتديد مفهوم االلتزام بالنصيحة‪:‬‬ ‫طبيعة رخوة كاألطعمة ومواد التغليف‪ ،‬أو من املنتجات‬
‫كما أنشأ القضاء الفرنسي التزاما باإلعالم على عاتق‬ ‫السائلة كاملشروبات واألدوية‪ ،‬فإنه جيب كتابة التحذير‬
‫البائع احملرتف‪ ،‬أنشأ كذلك على عاتقهم التزاما أو واجبا‬ ‫على هذه العبوات نفسها كاألنابيب أو الزجاجات(‪ .)33‬وقد‬
‫بتقديم النصيحة أو املشورة(‪ ، )devoir de conseil‬ال ميكن‬ ‫قضت حمكمة النقض الفرنسية مبسؤولية بائع منتج جهاز‬
‫تطلبه حبسب األصل إال بشروط معينة‪ ،‬أو أنه ليس الزما‬ ‫طالء كهربائي لعدم تسليمه املشرتي الوثائق واملستندات‬
‫إال بصدد أنواع معينة من املعامالت؛ ليتجسد أكثر يف املهن‬ ‫اخلاصة باجلهاز واملبني فيها طريقة وحماذر استخدام‬
‫اليت حترتف تقديم خدمات ذهنية؛ ومن ثم يقع بوجه خاص‬ ‫اجلهاز‪ .‬وإذا كان املشرتي بإمكانه أن يرجع إىل البائع مطالبا‬
‫على عاتق أصحاب املهن احلرة‪ .‬مما يستدعي حبث جمال‬ ‫إياه بتسليم تلك الوثائق‪ ،‬إال أن هذا ال يعد التزاما على عاتق‬
‫تطبيق هذا االلتزام احملدود‪ ،‬والوقوف على بعض تطبيقات‬ ‫املشرتي يرتب عليه املسؤولية يف حالة عدم القيام به‪ .‬كما‬
‫هذا االلتزام‪ ،‬تباعا‪.‬‬ ‫جيب على املنتج‪ ،‬يف حالة وضع بيانات التحذير اخلاصة‬
‫الفرع األول‪ :‬معنى االلتزام بالنصيحة يف عقود اخلدمات‪:‬‬ ‫باستخدام املنتوج يف وثيقة منفصلة‪ ،‬أن يلفت انتباه عميله‬
‫إذا كان األصل يف التزامات البائع‪ ،‬تنبيه املشرتي إىل األوجه‬ ‫إىل وجوب النظر إىل هذه الوثيقة(‪ .)34‬مع العلم أن اجمللس‬
‫اليت يستخدم فيها املبيع بالنظر إىل أن السلعة شاسعة‬ ‫األوروبي ال حيبذ هذا النوع من اإلعالم إلمكانية فقد الوثيقة‬
‫االستخدام‪ ،‬ويعرف املشرتي العادي بالضرورة األغراض‬ ‫املنفصلة من جهة وحلاجة املستعمل إىل تنبيه مستمر من‬
‫اليت تستخدم من أجلها‪ ،‬فإن ذلك يعين بالضرورة قيام‬ ‫جهة أخرى؛ ويف هذا الشأن أوصى بأن املنتجات املعبأة يف‬
‫التزام على البائع بتوجيه املشرتي وتنبيهه إىل املعدات األنسب‬ ‫زجاجات‪ ،‬وجب حفر التحذير على جدار املادة نفسها‪ ،‬متى‬
‫الحتياجاته‪ ،‬وذلك عندما تكون السلعة حمل التعامل سلعة‬ ‫كان خيشى سقوط لبطاقة التحذير امللصقة عليها(‪.)35‬‬
‫خاصة‪ ،‬أو عندما تكون ظروف التعامل تدعو إىل التوجيه‬ ‫ومن خالل عرض خصائص االلتزام باإلعالم‪ ،‬جند يف‬
‫وتقديم النصيحة(‪ ،)37‬السيما عندما يسهم البائع يف توجيه‬ ‫جمملها أنها توحي بأن هذا االلتزام تابع لاللتزام بالتسليم‪،‬‬
‫إرادة املشرتي وتثبيت قناعته يف التعاقد‪ .‬و قد أكدت بعض‬ ‫على اعتبار أن هذا األخري يف القانون الفرنسي أو اجلزائري‪،‬‬
‫األحكام الفرنسية هذا املعنى؛ إذ قضت الغرفة التجارية‬ ‫يشمل ملحقات الشيء املبيع وكل ما أعد بصفة دائمة‬
‫حملكمة النقض الفرنسية يف حكم صادر بتاريخ ‪ 25‬جوان‬ ‫الستعماله وذلك طبقا ملا تقضي به طبيعة األشياء والعرف‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص‪84-74‬‬ ‫‪78‬‬
‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع ‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫وقضت كذلك حمكمة النقض الفرنسية يف حكم هلا صدر‬ ‫‪ ،1980‬عن قضية تتلخص وقائعها‪ ،‬يف إدعاء تعاونية زراعية‬
‫سنة ‪ 1983‬أيدت حمكمة استئناف «‪ »Rouen‬يف حكمها‬ ‫أقدمت على شراء مادة طالء موجهة لالستعمال على‬
‫الصادر يف‪ 27‬أفريل سنة ‪ ،1982‬مبسؤولية منتج املادة‬ ‫واجهات إمسنتية‪ ،‬واليت مل تؤدي الغرض املخصص هلا‪،‬‬
‫الالصقة الذي اكتفى بأن كتب على منتجه أنه «قابل‬ ‫الختفائها متاما يف بعض األماكن وعدم ثباتها يف أماكن‬
‫لالشتعال» دون أن يبني أن تلك املادة تفرز غازات سامة‬ ‫أخرى‪ ،‬فدفع البائع أن السبب يعود إىل نوعية البناء وليس‬
‫طيارة ميكن أن يرتتب عليها االشتعال جملرد سوء تهوية‬ ‫إىل مادة الطالء‪ ،‬اليت ال حتمل أي عيب خفي أو وصف غري‬
‫املكان‪ ،‬ذلك أن عبارة القابلة لالشتعال ال تكفي للداللة على‬ ‫مطابق لبنود العقد‪ .‬مؤيدة حملكمة االستئناف اليت رأت‬
‫مدى خطورة تلك املادة(‪ .)46‬وتتلخص وقائع الدعوى‪ ،‬يف أن‬ ‫مسؤولية البائع احملرتف‪ ،‬قضت حمكمة النقض بأن البائع‬
‫أحد األشخاص اشرتى منتجا سريع االشتعال‪ ،‬عبارة عن‬ ‫حدد طريقة استعمال مادة الطالء املهيأة خصيصا للغرض‬
‫مادة صبغية الصقة للسرياميك و البالط‪ .‬وأثناء استخدامها‬ ‫املوجه إليها من طرف املستعمل‪ .‬ومن ثم أقدم على تقديم‬
‫صدرت منها أخبرة تفاعلت بفعل تيار هوائي‪ ،‬مع شعلة نريان‬ ‫نصيحة دقيقة بوصفه حمرتفا‪ ،‬حتى وإن أخطأ يف التقدير‪،‬‬
‫موقد كهربائي كان يستخدمه أحد أفراد األسرة أثناء‬ ‫مما جيعله مسؤوال؛ وأن هذه املسؤولية هي ذات طبيعة‬
‫اللصق‪ ،‬األمر الذي أدى إىل حدوث حريق جنم عنه إصابة‬ ‫عقدية‪ ،‬على اعتبار أن اإلخالل بااللتزام بالنصيحة متعلق‬
‫بعض األفراد‪ .‬طالب بعض املضرورين حبقهم يف التعويض‪،‬‬ ‫غالبا بطريقة االستعمال(‪.)38‬‬
‫فقضت حمكمة االستئناف هلم بذلك‪ .‬فطعنت الشركة‬
‫املدعية‪ ،‬على أساس أنها مل ختطيء‪ ،‬نظرا ألن السلعة املبيعة‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بعض تطبيقات االلتزام بالنصيحة‪:‬‬
‫مكتوب على غالفها اخلارجي أنها سريعة االشتعال‪.‬كما أن‬ ‫يضاف إىل احلكم السابق لسنة ‪ ،1980‬عديد األحكام‬
‫املنتج موجود بالسوق قبل فرتة طويلة‪ ،‬وصفاته معروفة‬ ‫اليت أرست واجب تقديم النصيحة على عاتق احملرتفني؛‬
‫للجميع‪ .‬وكان أوىل باملشرتي أن يعلم خبصائصه‪ ،‬وخاصة‬ ‫خصوصا جتاه السلع ذات التقنيات العالية واملعقدة(‪ ،)39‬واليت‬
‫أنه مهين حمرتف يعمل بذات اجملال‪ .‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬فان‬ ‫تعد جتهيزات اإلعالم اآللي أو احلاسوب أكثرها شيوعا يف‬
‫الشركة مل تتعاقد مع هؤالء األشخاص‪ ،‬ومن ثم فليس‬ ‫الوقت احلالي(‪ ،)40‬فال يكفي فيها بتقديم معلومات عن طبيعة‬
‫هلم احلق يف اإلدعاء املباشر عليها طبقا لقاعدة نسبية أثر‬ ‫املنتوج‪ ،‬بل يتعداه إىل واجب تقديم النصيحة؛ حيث يتعني‬
‫العقد‪ .‬إال أن احملكمة ردت على الدفع‪ ،‬مؤكدة أن صانع‬ ‫على احملرتف بالنسبة ألجهزة وبرامج احلاسوب توصيف‬
‫املنتجات عالية اخلطورة عليه التزام خاص بالنصيحة‪ ،‬وهو‬ ‫مستندي هلا كدليل للمستخدم يتضح منه طبيعة ونظام‬
‫إبالغ مستخدمي هذه املواد مبدى اخلطورة اليت ميكن أن‬ ‫ومضمون الربنامج وكيفية التعامل معه واملعلومات الالزمة‬
‫ترتتب على مستعمليها‪ ،‬وال يكفيه يف تلك احلالة أن يكتب‬ ‫للتشغيل اجليد(‪ .)41‬ومن هذه األحكام ما ذهبت إليه حمكمة‬
‫على منتجه أنه سريع االشتعال‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فان هناك خطأ‬ ‫باريس من افرتاض التزام بائع املعدات االلكرتونية واملعدات‬
‫عقديا يرتب مسئولية املنتج‪.‬‬ ‫ذات التقنيات العالية أو املعقدة بنصح املشرتي وتوجيهه‬
‫ويف حكم آخر قضت حمكمة النقض بتأييد حكم حمكمة‬ ‫عند الشراء إىل أفضل اختيار(‪ ،)42‬تطبيقا خاصا ملبدأ تنفيذ‬
‫استئناف «‪ »Douai‬الصادر يف ‪ 10‬نوفمرب ‪ ،1978‬ورفض‬ ‫العقود حبسن نية‪ .‬و ما يربر ذلك أن مشرتي هذا النوع من‬
‫الطعن املقدم فيه فيما ذهب إليه من مسؤولية املنتج والبائع‬ ‫السلع شديدة التعقيد والتقنية يصعب عليه عادة أن يقدر‬
‫متضامنني جتاه املشرتي ملنتج عبارة عن طاولة طعام‬ ‫أو حيدد خصائص ووظائف تلك السلع من تلقاء نفسه دون‬
‫متحركة تدور على بكرة دوران أوتوماتيكيا‪ ،‬حيث أصيب‬ ‫الرجوع إىل البائع احملرتف‪ .‬وقد ذهب بعض الفقه إىل اعتبار‬
‫أحد أطفال املشرتي نتيجة تقصري املنتج والبائع يف واجب‬ ‫االلتزام باإلعالم التزاما ببذل عناية يقع على املضرور عبء‬
‫نصيحة املشرتي بطريقة استخدام املنتج واملخاطر اليت‬ ‫إثبات إخالل املنتج به‪ ،‬وربط بينه وبني االلتزام التعاقدي‬
‫ميكن أن تنتج عن هذا االستخدام(‪.)47‬‬ ‫بضمان السالمة‪ ،‬بل واعترب أنه يستند يف وجوده إىل هذا‬
‫االلتزام األخري‪ ،‬واعتباره التزام مكمال لاللتزام بالسالمة‬
‫كذلك رأت حمكمة استئناف «‪ »Lyon‬بإلزام املنتج وهو‬
‫أو على األقل ضامنا لسالمة املستهلك(‪ ،)43‬وما يؤيد ذلك‬
‫البائع عن تعويض األضرار املادية واجلسدية اليت نشأت‬
‫أن االلتزام باإلعالم نشأ قضائيا يف حاالت بيوع السلع ذات‬
‫عن حادث تعرض له خيت للنزهة بسبب إحباره يف منطقة‬
‫أمواج عاتية‪ ،‬معتربة إياه خمال بالتزامه بإسداء النصيحة‪،‬‬ ‫الطبيعة اخلطرة‪ ،‬سواء أكانت اخلطورة ترجع لطبيعة‬
‫ألنه مل يوضح للمشرتي عدم صالحية اليخت لإلحبار يف‬ ‫السلعة كاملتفجرات واملواد القابلة لالشتعال(‪ ،)44‬أو إىل‬
‫مثل هكذا أجواء(‪.)48‬‬ ‫تعقيد استعمال السلعة كاألجهزة الكهربائية الدقيقة(‪.)45‬‬
‫ويف ذلك أقامت حمكمة النقض الفرنسية مسؤولية املنتج‬
‫وقد تبنى املشرع اجلزائري االلتزام بوجوب تقديم النصح‬ ‫بوصفه بائعا حمرتفا على أساس االلتزام بضمان السالمة‪،‬‬
‫كلما دعت ضرورة محاية املستهلك لذلك‪ ،‬حتى وإن مل‬ ‫بدون أي إشارة إىل نص من النصوص املنظمة هلا يف‬
‫يتضح ذلك بصريح املصطلح لوروده ضمن املفهوم العام‬ ‫القانون املدني‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص ‪84-74‬‬
‫حاج بن علي حممد‬
‫بتاريخ ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،2001‬بأن املوثق ال يعد خمال بالتزامه‬ ‫لاللتزام باإلعالم‪ .‬إذ يستخلص من تطبيق أورده املشرع‪،‬‬
‫باإلعالم وبالنصيحة؛ عندما يكون العيب معلوما لدى‬ ‫حينما اعترب وجوب تقديم نصيحة مفادها إحاطة املستهلك‬
‫العامة‪ ،‬كعلم السكان اجملاورين بوجود نزاع قضائي على‬ ‫بالتأثريات اليت قد تنجم بني تداخل خمتلف املنتجات‪ ،‬سبيال‬
‫حديقة عقار أقدم موثق على إبرام عقد بيعه لفائدة مشرتي‬ ‫الحرتام البائع احملرتف أو كل متدخل وفائه اللتزامه حبفظ‬
‫ادعى مبسؤولية املوثق الذي مل يعلمه بذلك(‪ .)51‬فال ضرورة‬ ‫أمن منتجاته‪ ،‬كما هو مبني من خالل الفقرة الثالثة من‬
‫إىل نصيحة أو إعالم شخص يود شراء سيارة فيما لو كانت‬ ‫املادة ‪ 10‬من قانون ‪ 25‬فرباير ‪ 2009‬املتعلق حبماية املستهلك‬
‫سياحية أ ونفعية(‪)52‬؛ ألن مثل هكذا توجيه يعد مألوفا لدى‬ ‫وقمع الغش اجلديد‪ ،‬واليت نصت على أنه « يتعني على كل‬
‫العامة‪.‬‬ ‫متدخل احرتم إلزامية أمن املنتوج الذي يضعه لالستهالك‬
‫‪ - 3‬خروج العيب عن الغرض املباشر للشيء املبيع؛ متثل هذه‬ ‫فيما خيص‪:‬‬
‫احلالة طرح جدلي قوامه‪ ،‬أن االلتزامات اليت استحدثها‬ ‫‪ -‬تأثري املنتوج على املنتوجات األخرى عند توقع استعماله‬
‫القضاء ال تتأتى يف حال كان املشرتي حمرتفا‪ ،‬إال إذا مل‬ ‫من هذه املنتوجات»‬
‫يتمكن خبربته حتديد طبيعة الصفات التقنية للشيء املبيع‪.‬‬
‫على أن السؤال الذي يثار‪ ،‬هل نفس األثر يسري عكسيا‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬وجه التقارب بني االلتزام باإلعالم وااللتزام‬
‫على البائع احملرتف‪ ،‬عندما خيفق خبربته يف حتديد بعض‬ ‫بالنصيحة‪:‬‬
‫الضوابط املالبسة للشيء املبيع؟ ويف هذا قضت الغرفة‬ ‫من خالل عرض األحكام السابقة يتضح اختالف االلتزام‬
‫األوىل حملكمة النقض الفرنسية يف حكم صادر بتاريخ ‪25‬‬ ‫باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة؛ على أن مثة قواسم‬
‫جوان ‪ ،2002‬مؤيدة حلكم حمكمة «‪ »Rennes‬الصادر يف ‪18‬‬ ‫مشرتكة بينهما يضاف إىل اهلدف املقصود من خالهلما‬
‫مارس ‪ ،1999‬برفض الطعن املقدم فيه فيما ذهب إليه بعدم‬ ‫‪-‬توفري محاية أكرب للمستهلك‪ ،-‬يكمن هذا التقارب يف‬
‫مسؤولية شركة خمتصة يف تركيب كمرات مراقبة‪،‬‬ ‫حدود تطبيق االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة‪ ،‬األساس‬
‫حينما مل تعلم املؤسسة املستفيدة من اخلدمة‪ ،‬بأن قانون‬ ‫القانوني‪ ،‬إثبات وطبيعة كل منهما‪.‬‬
‫العمل الفرنسي مينع وضع كمرات مراقبة يف نادي العمال‬
‫باملؤسسة‪ ،‬كلفها نزاع مع عماهلا عند تأديبها ألحدهم ضبط‬ ‫املطلب األول‪ :‬حدود تطبيق التزامي احملرتف باإلعالم‬
‫عن طريق كمرا املراقبة بسرقة صندوق النادي أو املقهى‪،‬‬ ‫والنصيحة وإثباتهما‪:‬‬
‫مما جعل هذه القضية تعرف باسم «كمرا كايف» (اقتباسا‬ ‫رغم اختالف نطاق تطبيق كل من االلتزام باإلعالم‬
‫من سلسلة تلفزيونية شهرية)‪ .‬مؤسسة حكمها أن التزام‬ ‫وااللتزام بالنصيحة‪ ،‬إال أن القضاء الفرنسي قضى بوحدة‬
‫احملرتف يتحدد باالرتباط السبـيب املباشر بني غرض الشيء‬ ‫سبيل إثبات كل منهما‪ ،‬وأن حدود تطبيق االلتزامني هي‬
‫املبيع والعيب الذي يلحقه‪ ،‬ويثريه املشرتي(‪ .)53‬ويتحدد‬ ‫نفسها‪.‬‬
‫هذا االرتباط يف جمال عمل وختصص احملرتف‪ ،‬حبيث مل‬ ‫الفرع األول‪ :‬حدود تطبيق التزامي احملرتف باإلعالم‬
‫يكن تنظيم قانون العمل من صميم عمل شركة تركيب‬ ‫والنصيحة‪:‬‬
‫كمرات مراقبة‪.‬‬
‫ميكن حصر حدود تطبيق االلتزامني يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات االلتزام باإلعالم و االلتزام بالنصيحة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إرادة املستهلك بالتعاقد؛ ففي جمال مسؤولية املوثق‪،‬‬
‫قضت الغرفة األوىل املدنية حملكمة النقض الفرنسية يف‬ ‫قضت الغرفة الثانية املدنية حملكمة النقض لفرنسية يف‬
‫حكم صادر بتاريخ ‪ 15‬مايو ‪ ،2002‬بأن من يلتزم قانونا أو‬ ‫حكم صادر بتاريخ ‪ 21‬نوفمرب ‪ ،2001‬بأن املوثق ال يعد خمال‬
‫تعاقديا بإعالم خاص أو نصيحة‪ ،‬عليه إثبات الوفاء بهما(‪.)54‬‬ ‫بالتزامه باإلعالم وبالنصيحة؛ حلظة أنه أعلم زبونه ببقاء‬
‫وبكافة وسائل اإلثبات مبا فيها القرائن(‪)55‬؛ لوحدة طبيعتهما‬ ‫بعض االلتزامات التقنية لوكيل عقاري‪ ،‬رغم ذلك أبدى‬
‫القانونية‪ ،‬على اعتبار أن كل من االلتزام باإلعالم وااللتزام‬ ‫الزبون متسكه بالتعاقد وحتمله مسؤولية قراره باستعمال‬
‫بالنصيحة عن املخاطر احملتمل وقوعها نتيجة استعمال‬ ‫عبارة «قراري بالتعاقد يعد أمرا شخصيا وأحتمل كل ما‬
‫الشيء املبيع‪ ،‬يعد حبسب األصل التزاما ببذل عناية(‪.)56‬‬ ‫ينتج عن ذلك»(‪.)49‬‬
‫يقع على عاتق كل بائع حمرتف‪ ،‬وإن اتسع نطاقهما كلما‬ ‫من خالل هذا احلكم؛ جند أن قرار املشرتي األخري أو املستهلك‬
‫كان البائع متخصصا‪ ،‬بينما يضيق بالنسبة للبائع غري‬ ‫بالتعاقد يعد حدا اللتزامي اإلعالم والنصيحة‪ ،‬ليس فقط‬
‫املتخصص أو العرضي(‪.)57‬‬ ‫للبائع احملرتف أو املنتج وإمنا كل حمرتف (‪Cette limite‬‬
‫ومبقتضى هذا االجتهاد‪ ،‬جند أن القضاء اجته إىل حتديد‬ ‫‪.)vaut pour tous les professionnel) (50‬‬
‫مسؤولية البائع احملرتف بناءا على فكرة اخلطأ املفرتض‪،‬‬ ‫‪ - 2‬علم العامة بالعيب؛ إضافة إىل إرادة الطرف اآلخر‬
‫بعدما كان يف إطار القواعد العامة للمسؤولية العقدية‬ ‫بالتعاقد‪ ،‬ودائما يف جمال مسؤولية املوثق‪ ،‬قضت الغرفة‬
‫خيضع لفكرة اخلطأ الشخصي الواجب اإلثبات‪ ،‬وهذا نتيجة‬ ‫األوىل املدنية حملكمة النقض لفرنسية يف حكم صادر‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص‪84-74‬‬ ‫‪80‬‬
‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع ‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫ومن شأن هذه األحكام رفع العبء من على عاتق املشرتي‬ ‫الفرتاض القضاء يف البائع احملرتف وجوب تقدميه ملنتوج‬
‫أو املستهلك يف إثبات خفاء العيب باللجوء إىل خبري وسبيل‬ ‫خال من العيوب ومن أي نقيصة‪ ،‬وال يهدد أمن وسالمة‬
‫تعيينه؛ بتحويل عبء اإلثبات من على املستهلك إىل عاتق‬ ‫األشخاص واألموال(‪.)58‬‬
‫احملرتف‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وحدة الطبيعة القانونية لاللتزام باإلعالم‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لاللتزام باإلعالم وااللتزام‬ ‫وااللتزام بالنصيحة ومن ثم أساسهما القانوني‪:‬‬
‫بالنصيحة‪:‬‬
‫تضاربت اآلراء حول حتديد الطبيعة القانونية لكال‬
‫استنادا إىل الصفة االحرتافية للشخص املسؤول‪ ،‬إذ مل يعد‬ ‫االلتزامني‪ ،‬بني كونهما التزام ببذل عناية أو حتقيق‬
‫موضع املسؤولية عن املنتجات املعيبة قاصرا على املوزع‬ ‫نتيجة؛ مما انعكس على ضبط األساس القانوني لكل‬
‫واملنتج وإمنا كل حمرتف وفق ما قضى به القضاء يف‬
‫منهما‪ ،‬مما يستوجب حبث الطبيعة القانونية لاللتزام‬
‫إثبات االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة‪ .‬ومن ثم خطى‬
‫خطوات واسعة حنو حتقيق قدر من احلماية للمستهلك؛‬ ‫باإلعالم وااللتزام بالنصيحة‪ ،‬ثم األساس القانوني هلما‬
‫من خالل إرساء قاعدة موضوعية مفادها إلزام كل‬ ‫على التتابع‪.‬‬
‫حمرتف بتعويض األضرار النامجة عن خطورة املنتجات‬ ‫الفرع األول‪ :‬وحدة الطبيعة القانونية لاللتزام باإلعالم‬
‫سواء كان عاملا بالعيب أم مل يعلم‪ ،‬ويبدو أن هذا يف حقيقته‬ ‫وااللتزام بالنصيحة‪:‬‬
‫التزام بنتيجة‪ ،‬جوهره سالمة املتعاقد اآلخر بصرف النظر‬
‫عن أي ظروف أو مالبسات أخرى‪ ،‬وهذا هو مفهوم االلتزام‬ ‫إال أن جانب من الفقه رأى على ضوء هذا االجتهاد ‪ -‬والذي‬
‫بضمان السالمة‪ ،‬الذي يعين التزام املنتج احملرتف بتسليم‬ ‫نعتقد بصحته ‪ ،-‬أن وصول القضاء إىل حتويل عبء اإلثبات‬
‫منتجات خالية من العيوب أو العوارض اليت من شأنها أن‬ ‫من على عاتق املستهلك إىل عاتق كل حمرتف وليس فقط‬
‫تعرض حياة األشخاص أو األموال للخطر‪.‬‬ ‫املنتج؛ يعد من قبيل افرتاض اخلطأ يف جانب احملرتف(‪.)59‬‬
‫من شأنه إرساء لتحول الطبيعة القانونية لاللتزام باإلعالم‬
‫وما يؤيد قيام االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة على‬
‫و النصيحة إىل التزام بتحقيق نتيجة يف إطار التوجه حنو‬
‫أساس ضمان السالمة‪ ،‬هو اعتبارهما التزامني مكملني‬
‫لاللتزام بالسالمة أو على األقل ضامنا لسالمة املستهلك(‪،)69‬‬ ‫التشدد يف أحكام مسؤولية احملرتف(‪ .)60‬ألن األصل يف االلتزام‬
‫ويف هذا االجتاه قررت حمكمة السني « أن البائع الذي يسلم‬ ‫بتحقيق نتيجة أن خطأ املدين يعد مفرتضا وأنه ال يستطيع‬
‫للمشرتي زجاجة مياه غازية يكون مسؤوال عن احلادثة‬ ‫أن يدفع مسؤوليته إال بإثبات السبب األجنيب(‪ ،)61‬وأن هذا‬
‫اليت نتجت عن انفجارها‪ ،‬متى ثبت أن املشرتي قد استعملها‬ ‫االلتزام قد يقرتن بالتزام املدين بتوريد آالت أو معدات من‬
‫استعماال عاديا‪ ،‬وأن الزجاجة‪ ،‬كان بها عيب جسيم جيعل‬ ‫شأنها تعريض سالمة الدائن للخطر‪ ،‬فإن حتديد مضمونه‬
‫استعماهلا العادي حمفوفا باخلطر»(‪ .)70‬فمسؤولية املنتج‬ ‫يتم وفق ملفاهيم هندسية جتعل منه التزاما بتحقيق نتيجة‪،‬‬
‫تتحقق مبجرد وضعه بني يدي املشرتي املستهلك مبيعا‬ ‫هذا من جانب‪.‬‬
‫معيبا‪ .‬وعلى ذلك تكيف مسؤوليته تبعا لسالمة الشيء من‬
‫عدمه(‪ .)71‬ليس هذا فقط فاحملرتف املنتج هو من يقع عليه‬ ‫من جانب آخر يكرس هذا االجتهاد القضائي امتداد احلكم‬
‫أساسا االلتزام باإلعالم‪ ،‬وال يعد البائع أو املوزع مسؤوال عن‬ ‫إىل كل حمرتف يقدم منتجا عبارة عن سلعة أو خدمة؛‬
‫القيام به إال إذا ثبت أنه كان يعلم أخطار املنتوج‪ ،‬ومن ثم‬ ‫بعدما كان األمر واضحا يف املهن اليت حترتف تقديم خدمات‬
‫ميكن إلزامه باإلعالم باعتباره مسؤوال عن التقصري يف هذا‬ ‫وحيتاج إىل الداللة يف املهن اليت حترتف تقديم سلع‪ ،‬أي فيما‬
‫االلتزام(‪ ، )72‬على أن عبء إثبات إخالل املنتج بهذا االلتزام‬ ‫تعلق بالبائع احملرتف‪ .‬فتحويل عبء إثبات الوفاء بالتزامي‬
‫يقع على عاتق املضرور حبسب األصل باعتباره التزام‬ ‫اإلعالم والنصيحة على عاتق احملرتف توسعا يف تطبيق‬
‫ببذل عناية(‪)73‬؛ وردد هذا االجتهاد كثريا إىل أن ظهر‬ ‫نص املادة ‪ 1135‬من القانون املدني الفرنسي(‪ ،)62‬ظهر يف‬
‫اجتهاد آخر منقلبا على ما ذهب إليه االجتهاد األول جاعال‬ ‫عقود اخلدمات؛ بداية من سنة ‪ 1997‬قضت حمكمة النقض‬
‫إياه اجتهادا تقليديا‪ ،‬قضى بأن االلتزام باإلعالم يقع على‬ ‫الفرنسية مبسؤولية الطبيب الذي مل يتمكن من تقديم‬
‫كل حمرتف(‪ ،)74‬وأن عبء إثبات أداء االلتزام يقع على هذا‬ ‫دليل على وفائه بالتزامي اإلعالم والنصيحة(‪ ،)63‬ومن ثم‬
‫احملرتف‪ ،‬وهو ما تبنته حمكمة النقض الفرنسية يف حكمها‬ ‫(‪)64‬‬
‫إعفاء املريض من إثبات خطأ الطبيب بوفائه اللتزاماته‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 25‬فيفري ‪ 1997‬بأن كل من يقع على عاتقه‬
‫االلتزام باإلعالم إما تعاقديا أو قانونيا عليه إثبات أنه قام‬ ‫– وأصبح هذا احلكم منظما تشريعيا من خالل نص املادة‬
‫بتنفيذ هذا االلتزام‪ ،‬وهو ما يفسر جتسيد حتول الطبيعة‬ ‫‪ 2-1111‬الفقرة السابعة من قانون الصحة الفرنسي الصادر‬
‫القانونية لاللتزام باإلعالم و النصيحة إىل التزام بتحقيق‬ ‫يف ‪ 04‬مارس ‪ 2002‬واليت قضت‪ ،‬بأنه يف حال وجود نزاع‪ ،‬يقع‬
‫نتيجة كما سبق اإلشارة إليه‪.‬‬ ‫على عاتق الطبيب أو املصحة تقديم دليل إثبات على إعالم‬
‫فضال عما تقدم فإن املشرع الفرنسي‪ ،‬اعتد بفكرة‬
‫(‪)65‬‬
‫املعين‪ ،‬وبكل الوسائل‪ ،-.‬ونفس احلكم طبق عل احملامي‬
‫ضمان السالمة‪ ،‬واعتربها االلتزام األساسي الذي يتفرع‬
‫(‪)67‬‬
‫ووسطاء التأمني(‪ )66‬يف نفس السنة أي ‪ ،1997‬املوثق‬
‫عنه االلتزامات األخرى يف عقد البيع‪ ،‬حيث نص يف املادة‬ ‫واحملضر القضائي يف سنة ‪.)68(1998‬‬
‫‪81‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص ‪84-74‬‬
‫حاج بن علي حممد‬
‫خصوص مسؤولية املنتجني لوحدة اخلطر ومن ثم الضرر‪.‬‬ ‫األوىل من القانون رقم ‪ 660‬لسنة ‪ ،1983‬واخلاص‬
‫وعلى ضوء هذا االجتهاد القضائي‪ ،‬ومن خالل االلتزامني‬ ‫بسالمة املستهلكني على أنه «جيب أن تنطوي املنتجات‬
‫باإلعالم والنصيحة الذين شكال صرحا تبنى املشرع‬ ‫واخلدمات على ضمانات السالمة املرتقبة منها قانونا‪،‬‬
‫الفرنسي انطالقا منه املسؤولية املوضوعية للمحرتف املنتج‬
‫عن منتجاته املعيبة‪ ،‬وإعماال كذلك للتعليمة األوروبية‬ ‫وال تؤدي إىل األضرار بصحة األشخاص‪ ،‬سواء يف‬
‫باعتبار فرنسا دولة عضو يف اإلحتاد األوروبي‪ ،‬إذ عمد إىل‬ ‫حاالت االستعمال املألوف هلا‪ ،‬أم يف احلاالت األخرى‬
‫نقل التعليمة األوروبية الصادرة حتت رقم ‪ 85- 374‬املؤرخة‬ ‫اليت تدخل – عادة – يف توقع ذوي املهن»‪.‬‬
‫يف ‪ 25‬جويلية ‪ 1985‬املتعلقة باملسؤولية عن املنتجات املعيبة‪،‬‬ ‫ويف هذا الصدد يذهب بعض الفقه الفرنسي إىل أنه‬
‫مبقتضى القانون رقم ‪ 389/98‬املؤرخ يف ‪ 19‬ماي ‪1989‬؛‬
‫ولكنه مل يصدر يف شكل مستقل‪ ،‬وإمنا مضافا للقانون املدني‬ ‫ليس من حسن السياسة التشريعية التفرقة يف املعاملة‬
‫الفرنسي باملواد من ‪ 1/1386‬إىل ‪ ،18/1386‬حتت عنوان‬ ‫بني مضرورين حمتملني‪ ،‬يفرتض أنهم تعرضوا ملصدر‬
‫ضمنه يف الكتاب الثالث‪ ،‬حتت بند (‪ bis) IV‬وأمساه‪:‬‬ ‫جديد ّ‬ ‫واحد من الضرر‪ ،‬كما أن هذه التفرقة لن يكون هلا‬
‫«املسؤولية عن فعل املنتجات املعيبة»‬ ‫مربر يف خصوص مسؤولية املنتجني ما دام وقوع الضرر‬
‫‪«De la responsabilité du fait des produits défectueux» .‬‬ ‫من املنتجات اخلطرة‪ ،‬بشخص املضرور أو بأمواله‪،‬‬
‫وقد حاول املشرع اجلزائري انتهاج منهج التعليمة األوربية‬ ‫إمنا هو أمر يتوقف يف الواقع على املصادفات البحتة‬
‫لسنة ‪ ،1985‬والقانون الفرنسي لسنة ‪ ،1998‬خمتلفا معهما‬ ‫يف الكثري من األحيان‪ ،‬بل وقد حيدث أن تتسبب إحدى‬
‫يف أسلوب التشريع‪ .‬فقط خطى من املشرع اجلزائري خطوة‬
‫حنو تبين املسؤولية املوضوعية للمحرتف – املنتج مبفهومه‬ ‫هذه املنتجات يف إصابة املستهلك أو املستعمل بالضرر يف‬
‫الواسع ‪-‬؛ إذ جاء تعديل القانون املدني لسنة ‪ 2005‬الصادر‬ ‫كل من شخصه وماله يف آن واحد(‪.)75‬‬
‫رقم ‪ 10/05‬املؤرخ يف ‪ 20‬يونيو ‪ – 2005‬وهو ذات النهج الذي‬ ‫وهو ذات املبدأ الذي لذي كرسه املشرع اجلزائري يف‬
‫انتهجه املشرع الفرنسي بإضافة أحكام املسؤولية الناجتة‬
‫عن املنتجات املعيبة ضمن نصوص القانون املدني ‪ -‬يف املادة‬ ‫املادة ‪ 09‬من قانون ‪ 25‬فرباير ‪ 2009‬املتعلق حبماية‬
‫‪ 140‬مكرر منه‪ ،‬والذي جاء يف فقرتها األوىل بأن «يكون املنتج‬ ‫املستهلك وقمع الغش اجلديد‪ ،‬واليت نصت على أنه «‬
‫مسؤوال عن الضرر الناتج عن عيب يف منتجه حتى ولو مل‬ ‫جيب أن تكون املنتوجات املوضوعة لالستهالك مضمونة‬
‫تربطه باملتضرر عالقة تعاقدية»؛ جمسدا ألحكام دعوى‬ ‫وتتوفر على األمن بالنظر إىل االستعمال املشروع‬
‫مباشرة للمستهلك‪ ،‬ميكن مبوجبها محل املنتج على ضمان‬ ‫املنتظر منها‪ ،‬وأن ال تلحق ضررا بصحة املستهلك وأمنه‬
‫عيوب السلعة‪ ،‬يف احلاالت اليت تنعدم فيها العالقة العقدية‬ ‫ومصاحله‪ ،‬وذلك ضمن الشروط العادية لالستعمال أو‬
‫بينهما‪.‬‬ ‫الشروط األخرى املمكن توقعها من قبل املتدخلني»‪.‬‬
‫كما أردف املشرع اجلزائري سياسته التشريعية املتعلقة‬ ‫اخلامتة‬
‫حبماية املستهلك‪ ،‬بسنه قانون محاية مستهلك جديد؛ فبعد‬
‫تعديله للقانون املدني اجلزائري لسنة ‪ ،2005‬نظم قانون‬ ‫إن الدور اخلالق للقضاء الفرنسي يف جمال محاية املستهلك‬
‫جديد حلماية مستهلك صادر حتت رقم ‪ 03- 09‬لسنة‬ ‫املضرور من األضرار الناجتة عن الشيء املبيع أو اجلسمانية‬
‫‪ ،2009‬بعد إلغائه قانون ‪ 07‬فرباير ‪ 1989‬اجلزائري الصادر‬ ‫اليت مل تكن معروفة لدى واضعي نصوص القانون املدني‬
‫حتت رقم ‪ 02-89‬املتعلق بالقواعد العامة حلماية املستهلك‬ ‫الفرنسي‪ ،‬الذين اقتصروا على األضرار الناجتة عن البيع‬
‫مبقتضى قانون محاية املستهلك اجلديد لسنة ‪ .2009‬كما‬ ‫أو األضرار التجارية وقت وضع تقنني ‪1804‬؛ دفع به إىل‬
‫جعل املشرع اجلزائري يف هذا القانون‪ ،‬قمع الغش والتدليس‬ ‫تطويع القواعد العقدية من خالل تفسريها تفسريا يسمح‬
‫من ضمن أحكامه‪ ،‬ومن خالل الصياغة اليت اعتمدها املشرع‬ ‫بإنشاء التزامات غري منصوص عليها يف القانون‪ ،‬واعتماده‬
‫اجلزائري فيه « قانون محاية املستهلك وقمع الغش» ‪.‬‬ ‫اعتمادا كبريا على املادة ‪ 1135‬من القانون املدني الفرنسي‪،‬‬
‫تقابلها الفقرة الثانية من املادة ‪ 107‬مدني جزائري‪ ،‬واليت‬
‫اإلحـاالت‪:‬‬ ‫تقرر وجوب تنفيذ العقد ليس فقط على أساس ما ورد به‬
‫‪- Le TOURNEAU. (ph), La responsabilité des Vendeurs et Fabricants,‬‬
‫من التزامات‪ ،‬ولكن أيضا وفقا ملا يعد من مستلزماته‪ ،‬أي‬
‫وفقا للقانون والعرف والعدالة حبسب طبيعة االلتزام‪.‬‬
‫‪D. 2001, p. 72.‬‬
‫وهو ما أنتج كال من االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة‬
‫‪ - 2‬حممد عبد القادر علي احلاج‪ ،‬مسؤولية املنتج واملوزع‪ ،‬دراسة يف قانون‬ ‫ضمانا للصفة اخلطرة للشيء املبيع؛ من خالل إرساء قاعدة‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬حقوق القاهرة‪ ،1982 ،‬ص ‪.78‬‬ ‫موضوعية مفادها إلزام كل حمرتف بتعويض األضرار‬
‫‪ - 3‬محدي أمحد سعد‪ ،‬االلتزام باإلفضاء بالصفة اخلطرة للشيء املبيع‪،‬‬ ‫النامجة عن خطورة املنتجات سواء كان عاملا بالعيب أم مل‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ‪.43‬‬ ‫يعلم‪ ،‬وهو ما هيأ األمر إىل اعتبار الطبيعة القانونية لكل من‬
‫‪ - 4‬حممد شكري سرور‪ ،‬مسؤولية املنتج عن األضرار اليت تسببها منتجاته‬ ‫االلتزامني تبدو يف حقيقتها التزام بنتيجة‪ ،‬جوهره سالمة‬
‫اخلطرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1983 ،‬ص ‪.23‬‬ ‫املتعاقد اآلخر بصرف النظر عن أي ظروف أو مالبسات‬
‫‪ - 5‬سهري منتصر‪ ،‬االلتزام بالتبصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫أخرى‪ ،‬مرسية لدعائم مسؤولية موضوعية الخطئية تبنتها‬
‫‪ ،1999‬ص‪.41‬‬ ‫خمتلف التشريعات احلديثة‪ ،‬مع نبذ كل تفرقة يف املعاملة‬
‫‪6 - Civ., 31 janv. 1973, Bull. Civ.I, n° 40, p. 37; JCP. 1974. II. P. 17846.‬‬
‫بني مضرورين حمتملني‪ ،‬يفرتض أنهم تعرضوا ملصدر‬
‫‪note MALINVAUD. (ph).‬‬
‫واحد من الضرر‪ ،‬كما أن هذه التفرقة لن يكون هلا مربر يف‬
‫‪7- ROBERT. (j-c)., La responsabilité des vendeurs‬‬ ‫‪professionnels‬‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص‪84-74‬‬ ‫‪82‬‬
‫متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع ‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫‪30 - OVERSTAKE. (j.f), la responsabilité du fabricant... , précité. 495.‬‬ ‫‪pour les dommages causés aux personnes et aux biens par le défaut de‬‬
‫‪ - 31‬ينظر‪ :‬حممد شكري سرور‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.29‬؛ مريفت ربيع‬ ‫‪leurs produits. Thèse. Paris I, 19921993-, p. 24.‬‬
‫عبد العال‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪ - 8‬مريفت ربيع عبد العال‪ ،‬االلتزام بالتحذير يف جمال عقد البيع‪ ،‬دار‬
‫‪ - 32‬ثروت فتحي إمساعيل ‪ ،‬املسؤولية املدنية للبائع املهين‪ ،‬رسالة‬ ‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،2004‬ص ‪.67‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،1978 ،‬ص ‪.348‬‬ ‫‪9 - Crim., 12 déc.1952, D., 1953, p. 166.‬‬
‫‪ - 33‬جابر حمجوب علي‪ ،‬ضمان سالمة املستهلك من أضرار املنتجات‬ ‫‪10 - C.A. Lyon, 13 juillet 1973, Gaz. Pal., 1973, 2, 830.‬‬
‫الصناعية املعيبة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1995‬ص ‪347‬؛ حممد‬ ‫‪11 - Civ., 1re. 13 Avr. 1988. Bull. Civ. III. n° 67. p. 39.‬‬
‫شكري سرور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪ - 12‬حيث جاء نص املادة ‪ 1/ 352‬من القانون املدني اجلزائري على‬
‫‪34 - Civ. 1 re. 7 fév. 1979. Bull. civ. n°. 7713735-.‬‬ ‫النحو التالي‪ « :‬جيب أن يكون املشرتي عاملا باملبيع ويعترب العلم كافيا‬
‫‪35- Conseil de l’Europe- Ass. Constit. 22e session ord., 3e partie,‬‬ ‫إذا اشتمل العقد على بيان املبيع وأوصافه األساسية حبيث ميكن‬
‫‪2028- janv. 1971- Docum. De Séance 2902, 20 janv. 1971. Citer par :‬‬ ‫التعرف عليه «‪ .‬وتقضي املادة ‪ 94‬من على أنه‪ « :‬إذا مل يكن حمل االلتزام‬
‫‪OVERSTAK. (j.f), la responsabilité du fabricant... ,op. cit. p. 494.‬‬ ‫معينا بذاته‪ ،‬وجب أن يكون معينا بنوعه ‪ ،‬ومقداره ( والصحيح جبنسه‬
‫‪36- HUET. (J), Les principaux contrats spéciaux - La vente -, E.T.A.‬‬
‫ونوعه ومقداره‪ ،‬ألن اجلنس يسبق النوع كالقول بن كوبي قدره ‪100‬‬
‫‪1996, p. 215.‬‬
‫قنطار ) وإال كان باطال‪».‬‬
‫‪ - 37‬حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬شروط التخفيف واإلعفاء من ضمان‬
‫‪ - 13‬قبل صدور قانون محاية املستهلك اجلديد رقم ‪ 03 09-‬لـ ‪25‬‬
‫العيوب اخلفية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬منشورات جامعة القاهرة‪ ،1993 ،‬ص‬
‫فرباير ‪ ،2009‬عرف االلتزام باإلفضاء وقصره على أسعار املنتوج من‬
‫‪.175‬‬
‫خالل املادة اخلامسة من قانون ‪ 02 04-‬املؤرخ يف ‪ 23‬يونيو ‪ 2004‬احملدد‬
‫‪38- DURRY. (G)., responsabilité civile, R.T.D. civ. 1981. p. 157.‬‬
‫للقواعد املطبقة على املمارسات التجارية )ج‪.‬ر العدد ‪ 41‬مؤرخة يف‬
‫‪39 - GAUTIER. (p-v), Contrats spéciaux, R.T.D. civ., Janv. Mars, 2003,‬‬
‫‪ ،( 2004 --6 27‬واليت نصت على أنه « جيب أن يكون إعالم املستهلك‬
‫‪p. 105.‬‬
‫بأسعار وتعريفات السلع واخلدمات عن طريق وضع عالمات أو وسم أو‬
‫‪40 - HUET. (J), Les contrats spéciaux…, op. cit., p. 220.‬‬
‫معلقات أو بأية وسيلة أخرى مناسبة‪.‬‬
‫‪ - 41‬حممد حسني منصور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.365‬‬
‫جيب أن تبني األسعار والتعريفات بصفة مرئية ومقروءة «‪.‬‬
‫‪42 - C. paris, 15 mai 1975, JCP. 1976, 18265, note Boitard et Dubarr.‬‬
‫‪ - 14‬ألغى املشرع اجلزائري قانون ‪ 02 89-‬لـ ‪ 07‬فرباير من سنة ‪1989‬‬
‫‪43 - MAZEAUD. (H.L). J .et CHABAS. (F). leçons de droit civil, T. II. 1.‬‬
‫املتعلق بتنظيم القواعد العامة حلماية املستهلك مبقتضى قانون ‪09‬‬
‫‪V. Obligations, DELTA, 2000.p. 401.‬‬
‫‪44 - Civ. 1re., 13 Janv. 1973, Bull. civ. n° 71- 13449.‬‬ ‫– ‪ 03‬املؤرخ يف ‪ 29‬صفر لعام ‪ 1430‬املوافق لـ ‪ 25‬فرباير لسنة ‪2009‬‬
‫‪45 - Civ. 1re., 28 Nov. 1979. D. 1985, p. 485 et s.‬‬ ‫املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش‪ .‬ج‪ .‬ر‪ .‬صادرة بتاريخ ‪ 08‬مارس‬
‫‪46 - Civ., 11 oct. 1983, Bull. civ. I, p. 228.‬‬ ‫لسنة ‪ ،2009‬عدد ‪ .15‬ص ‪ 12‬وما يليها‪.‬‬
‫‪47 - Civ. 1re., 10 Juin 1980, Bull. civ. n° 179, p. 146.‬‬ ‫‪ - 15‬قادة شهيدة‪ ،‬املسؤولية املدنية للمنتج – دراسة مقارنة ‪ ،-‬دار‬
‫‪48 - C.A. Lyon, 13 juill. 1973, Gaz. Pal., 1973, 2, p. 830.‬‬ ‫اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬طبعة ‪ ،2007‬ص ‪.114‬‬
‫‪49 - BORE. (J), les limites du devoir de conseil du rédacteur d’actes,‬‬ ‫‪16 - MARKOVITS. (y), La directive C.E.E. du 25 juillet 1985 sur la‬‬
‫‪L.G.D.J., 2001, p. 139.‬‬ ‫‪responsabilité du fait des produits défectueux, L.G.D.J., 1990, p. 92.‬‬
‫‪50- MESTRE. (J)- FAGES. (B),Obligations et contrats spéciaux, Chr.‬‬ ‫‪ - 17‬حممد حسني منصور‪ ،‬أحكام البيع التقليدية و االلكرتونية‬
‫‪R.T.D. civ., Janv. Mars, 2003, p. 81.‬‬ ‫والدولية ومحاية املستهلك‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬طبعة ‪ ،2006‬ص ‪.365‬‬
‫‪51 - MESTRE. (J)- FAGES. (B),Obligations..., pécité, p. 82.‬‬
‫‪ - 18‬عبد احلميد الديسطي عبد احلميد‪ ،‬محاية املستهلك يف ضوء‬
‫‪52 - HUET. (J), Les principaux contrats spéciaux - La vente -, E.T.A.‬‬
‫القواعد القانونية ملسؤولية املنتج‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،2009 ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪1996, p.221.‬‬
‫‪19 - Com. 25 nov. 1963, D. 1964, p. 106.‬‬
‫‪53 - GAUTIER. (p-v), Contrats spéciaux, R.T.D. civ., 2003, p. 105.‬‬
‫‪54 - Civ. 1re, 15 mai 2002. R.T.D. civ., 2003, p. 84, obs. Mestre. (J)- Fages. (B).‬‬ ‫‪ - 20‬عمر حممد عبد الباقي‪ ،‬احلماية العقدية للمستهلك‪ ،‬منشأة‬
‫‪55 - Civ. 1re, 14 oct. 1997. R.T.D. civ., 1998, p. 100, obs. Mestre .(J).‬‬ ‫املعارف‪ ،‬طبعة ‪ ،2004‬ص ‪.640‬‬
‫‪ - 56‬ينظر‪ :‬حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬شروط التخفيف ‪ ،...‬املرجع‬ ‫‪ - 21‬يعترب جانب من الفقه يف حتديد ماهية االلتزام باإلعالم‪ ،‬وضع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪ 171‬و ‪.190‬؛ بودالي حممد‪ ،‬االلتزام بالنصيحة يف نطاق‬ ‫خصائص هلذا األخري بالعودة إىل خصائص االلتزام بالتحذير؛ باعتباره‬
‫عقود اخلدمات‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،2005‬ص ‪.27‬؛‬ ‫مكون لاللتزام باإلعالم‪ ،‬مما جيعله يستقيم واملنطق‪ .‬ويف هذا الرأي‬
‫مريفت ربيع عبد العال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫عبد احلميد الديسطي عبد احلميد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬؛ قادة‬
‫‪ - 57‬ينظر‪ :‬مريفت ربيع عبد العال‪ ،‬االلتزام بالتحذير يف جمال عقد‬ ‫شهيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫البيع‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪ - 22‬مريفت ربيع عبد العال‪ ،‬االلتزام بالتحذير يف جمال عقد البيع‪ ،‬دار‬
‫‪58 - Civ.1re, 20 Mars 1989, D. 1989, p.381. note Malaurie.‬‬ ‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،2004‬ص ‪.68‬‬
‫‪23 - OVERSTAKE. (j.f), la responsabilité du fabricant lorsque le produit‬‬
‫‪ - 59‬حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬اخلطأ املفرتض يف املسؤولية املدنية‪،‬‬
‫‪est dangereux par suit d’un défaut, RTD civ., 1972. p. 495.‬‬
‫منشورات جامعة القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪ 57‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪24 - Civ. 1 re. 14 déc. 1982. Bull. civ., 8116122-.‬‬
‫‪60 -Civ. 1er, 02 déc. 1997. JCP., 1998, I, p. 129, obs. Labarthe.‬‬
‫‪ - 61‬على أن بعض الفقه الفرنسي ذهب إىل القول بوجود حاالت من‬ ‫‪ - 25‬مريفت ربيع عبد العال‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪26 - OVERSTAKE. (j.f), la responsabilité du fabricant... , précité. P. 495.‬‬
‫االلتزام املشدد بتحقيق نتيجة ال يستطيع املدين فيها دفع املسؤولية‬
‫‪27 - Crim. 14mars 1974, Bull. n°. 7392507-.‬‬
‫بإثبات خطأ املضرور أو خطأ الغري؛ وإمنا ال بد أن يثبت توفر شروط‬
‫‪28 - Civ. 1re. 31 janv. 1973, Bull. civ. n°. 71- 13449.‬‬
‫القوة القاهرة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬اخلطأ املفرتض‪ ،...‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫‪ - 29‬ينظر‪ :‬حممد شكري سرور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27 ،26‬؛ مريفت‬
‫‪62 - MESTRE. (J), Obligation et contrats spéciaux, R.T.D. civ., 1999, p. 83.‬‬ ‫ربيع عبد العال‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪83‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2011 - 6 .‬ص ‪84-74‬‬
‫حاج بن علي حممد‬
70 - Trib. Civ. seine, 24 mars 1972, Gaz. Pal., 1927-I-j-663. 63 - Civ. 1er, 25 fév. 1997. R.T.D. civ., 1997, p. 924.
71 - MALINVEAUD. (Ph), La responsabilité civile du vendeur à raison 64 - BACCHE-GIBEILI. (M), La responsabilité civile extracontractuelle,
des vices de la chose, JCP., 1968.I. Doc. 2153. p. 463. T.V. 1re. éd., Delta 2008, p. 704.
.205 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ عبد احلميد الديسطي عبد احلميد‬- 72 65 - Civ. 1er, 29 avr. 1997. R.T.D. civ., 1997, p. 925.
73- BACACHE-GIBEILI. (M), La responsabilité civile extracontractuelle, 66 - Civ. 1er, 9 déc. 1997. Bull. civ. I, n° 356, p. 240.
T.V. 1re. éd., Delta 2008, p. 704. 67 - Civ. 1er, 3 fév. 1998. R.T.D. civ., 1999, p. 84.
74 - MAZEAUD. (H.L). J. et CHABAS.(F), leçons de droit civil, précité, 68 - Civ. 1er, 15 déc. 1998. Bull. civ. I, n° 364.
p. 401. 69 - MAZEAUD.(H.L). J. et CHABAS.(F), leçons de droit civil, op. cit.
75 - OVERSTAKE. (j.f), La responsabilité …,op. cit. p. 523. p. 401.

84-74‫ ص‬2011 - 6 .‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‬ 84

You might also like