Professional Documents
Culture Documents
تمييز الالتزام بالاعلام عن الالتزام بالنصيحة لضمان الصفة الخطرة للشيء المبيع - دراسة مقارنة
تمييز الالتزام بالاعلام عن الالتزام بالنصيحة لضمان الصفة الخطرة للشيء المبيع - دراسة مقارنة
اإلجتماعية واإلنسانية
ملخص
أمام قصور أثر ضمان العيوب اخلفية كمنفذ وحيد؛ القتصاره على مواجهة فروض نقص قيمة املبيع أو األضرار اليت تلحق الشيء املبيع،
دون األضرار اليت تصيب األشخاص أو األموال ،واليت مل تكن لتلفت نظر املشرع عند وضع القانون املدني الفرنسي لسنة 1804أو حتى
اجلزائري على اعتبار أن بلدنا سائر يف طريق النمو .فقد تلمس القضاء حديثا ضرورة جرب األضرار املاسة بسالمة املشرتي والناجتة عن
تعيب الشيء املبيع خارج نطاق أحكام ضمان العيوب اخلفية ،إذ جيب تعويضها يف إطار القواعد العامة للمسؤولية العقدية ،بفرض
التزامات تقع على عاتق البائع احملرتف قبل مشرتيه ،أهمها :التزام باإلعالم والتزام بالنصيحة ،مما يدعو إىل متييز كل منهما عن اآلخر.
الكلمات املفتاحية :االلتزام ،اإلعالم ،النصيحة ،الضمان ،الصفة اخلطرة ،الشيء املبيع ،املستهلك ،املنتج.
Résumé
Adopter comme seule issue le recours à la garantie des vices cachés pour réparer les atteintes à la sécurité des
personnes et des biens causés par la chose vendue ne serait pas suffisant. En effet, il convient de rappeler que
seuls les dommages causés à la chose vendue avaient été envisagés par les rédacteurs du Code civil Français
de 1804 ou même du Code civil Algérien, vu que notre pays est en voie de développement, lorsqu’ils ont mis
à la charge du vendeur une garantie des vices cachés. Cependant, dans le but de faire bénéficier en dehors du
régime de cette garantie les dommages causés par la chose, autrement dit les atteintes à la sécurité de l’acheteur
ou du consommateur, la jurisprudence en se basant sur le régime de la responsabilité contractuelle de droit
commun, a récemment créer des obligations dues par le vendeur professionnel à son acheteur, parmi les plus
privilégiées: une obligation d’Information et un devoir de Conseil, dont on doit établir une comparaison.
Mots clés : Obligation, Information, Conseil, Garantie, Qualité dangereuse, La chose vendue, Consommateur,
Producteur.
من دونها .وقد استشعر القضاء الفرنسي منذ نهاية القرن مقـــدمة
التاسع عشر قصور أحكام القواعد العامة السيما أحكام مع بداية العصر الصناعي يف منتصف القرن التاسع عشر،
ضمان العيب اخلفي يف اإلملام بالصفة اخلطرة للشيء املبيع، أين عرفت الدول الصناعية ثورة علمية هائلة ،ولدت
وذلك بسبب املهلة القصرية اليت ألزم املشرع برفع الدعوى منتجات متطورة اتسمت يف كثري منها باخلطورة سواء
خالهلا ،وبسبب التزام املضرور بإثبات وجود العيب الذي نشأ بالنظر إىل طبيعتها ،أو لظروف استخدامها؛ مما هيأ واقعا
عنه الضرر ،وغري ذلك من الصعوبات املصاحبة للجوء إىل صناعيا خمتلفا عن الواقع الزراعي الذي كان صرحاُ ،س ّن
هذا النوع من الدعاوى ،كذلك فقد تبني أن دعوى املسؤولية مبقتضاه قانون مدني فرنسي أو حتى اجلزائري؛ غدت قواعده
لإلخالل بااللتزام بتسليم مبيع مطابق للمواصفات ال حتقق تقليدية ال ميكن أن تتناسب مع جمتمع صناعي أصبحت
محاية املشرتي يف فروض كثرية ،وخصوصا أنه يشرتط تتحكم فيه اآللة ،اليت خرجت من الرتفيه والكماليات إىل
إلقامتها أن تكون هذه املواصفات قد اتفق عليها بني املشرتي الضرورة واحلاجة امللحة اليت ال يستطيع املرء أن يعيش
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية 2011 - 6 .ص84-74 74
متييز االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة لضمان الصفة اخلطرة للشيء املبيع -دراسة مقارنة-
املطلب األول :حتديد مفهوم االلتزام باإلعالم: والبائع .وبالنظر إىل الغاية أو املصلحة حمل االعتبار
اليت ترمي أحكام ضمان العيب اخلفي إىل حتقيقها؛ ذات
للحديث عن مفهوم االلتزام باإلعالم (Obligation
،)d’Informationتستوجب الدراسة حتديد معنى االلتزام طابع مالي أو اقتصادي ،يتمثل يف ضمان حصول املشرتي
باإلعالم ،ومن ثم استخالص اخلصائص املميزة هلذا أو املستهلك على مبيع صاحل لالستعمال ،وقادر على تأدية
االلتزام ،وصوال إىل متييز االلتزام باإلعالم ومقارنته الوظائف املنوطة به ،بينما الواقع االقتصادي ذاته اليوم،
بااللتزام بالنصيحة. أصبح يرمي إىل حتقيق غاية أكثر أبعادا و أهمية ،تتمثل
يف ضمان حصول املشرتي أو املستهلك على مبيع تتوافر
الفرع األول :معنى االلتزام باإلعالم :هو تعريف البائع فيه مقومات األمان مبا ال يكون معه مصدرا لألضرار ،سواء
احملرتف للمستهلك بكيفية استعمال السلعة بالشكل الذي بالنسبة حلائزه ،أم ملستعمله ،أم لغريه.
حيقق له أقصى مدى من األهداف اليت يبتغيها من شرائها(،)2 وأمام ما تبينه القضاء من هذا القصور ،وأمام الصفة
أو بوح للمستهلك بكل ما جيعله على بينة من عيوب الشيء اخلطرة للمبيع ،توجه رافعا لواء النزعة احلمائية لصاحل
املبيع وإدراك خصائصه( ،)3وإبراز االحتياطات اليت جيب املستهلك إىل إنشاء التزامات على عاتق احملرتف إذا مل يوفها
على املستهلك اختاذها عند حيازته أو استعماله للمنتوج ،وأن قامت مسؤوليته العقدية ،أهمها :التزام البائع احملرتف
حيذره بوضوح من مغبة عدم اختاذ هذه االحتياطات( .)4أو بإعالم ،والتزام بتبصري مشرتيه خبطورة املبيع أو املنتوج.
أنه تنبيه وإعالم طالب التعاقد بصورة من شأنها إلقاء الضوء
على واقعة ما أو عنصر ما من عناصر التعاقد املزمع إقامته ويرى بعض الفقه أن الدور اخلالق للقضاء الفرنسي يف
حتى يكون الطالب على بينة من أمره ،حبيث يتخذ القرار جمال محاية املستهلك املضرور تكون من خالل تفسري
الذي يراه مناسبا يف ضوء حاجته وهدفه من إبرام العقد(.)5 القواعد العقدية تفسريا يسمح بإنشاء التزامات غري
منصوص عليها صراحة يف القانون ،واعتماده اعتمادا
واإلخبار من هذه الزاوية يقتصر بداهة على طريقة كبريا على املادة 1135من القانون املدني الفرنسي(،)1
استعمال املنتوج بوجه صحيح وفق الغرض املخصص له
تقابلها الفقرة الثانية من املادة 107مدني جزائري ،واليت
بطبيعته ،يستدعي رفع املسؤولية على احملرتف منتجا
تقرر وجوب تنفيذ العقد ليس فقط على أساس ما ورد به
كان أو موزعا إذا جتاهل املستهلك الغرض املبني يف طريقة
من التزامات ،ولكن أيضا وفقا ملا يعد من مستلزماته ،أي
االستعمال ،واستعمل املنتوج يف غرض آخر ليس معد له
وفقا للقانون والعرف والعدالة حبسب طبيعة االلتزام .وملا
بطبيعته ،مما أدى إىل اإلضرار به.
كانت الصفة اخلطرة للمبيع هي حمل اهلدف من وراء
من خالل هذه التعريفات اليت جاد بها الفقه ،جند أن هذا االجتهاد لتحقيق محاية أكرب للمستهلك ،هيأة اجملال
مضمون االلتزام باإلعالم بالبيانات يف مرحلة تنفيذ العقد، لتداخل كل من االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة من
يشمل نوعني من املعلومات ،أوهلما :املعلومات الالزمة لتعرف حيث املعنى واملفهوم ،مما يستدعي التمييز بينهما؛ على
املستهلك على كيفية االستخدام الصحيح للمنتجات. حنو إجابة إشكالية ،مفادها حتديد ماهية جمال ونطاق
وثانيهما :املعلومات اليت تعمل على وقاية املستهلك من تطبيق كل من االلتزام باإلعالم وااللتزام بالنصيحة
األخطار اليت قد تهدده أثناء حيازة السلعة أو استعماهلا؛ كوجه تباين ،وحدود تطبيق ،األساس القانوني ،إثبات
أو بعبارة أخرى االلتزام باإلعالم هو تعريف خبصائص وطبيعة كل منهما ،كوجه تقارب؟ ووفق هذا الرتتيب
السلعة كالتزام بإفضاء ،وحتذير من أخطارها كالتزام تتم الدراسة.
بتحذير ،ليجسد االلتزام باإلعالم فكرتني متميزتني إال
أنهما متكاملتني كمفردتني مشكلتني هلذا االلتزام .على املبحث األول :وجه التباين بني االلتزام باإلعالم وااللتزام
أن هذه التعريفات الفقهية مل تتأتى إال بناءا على حكم بالنصيحة:
حمكمة النقض الفرنسية ،الصادر يف 31يناير ، )6(1973 خيتلف االلتزام باإلعالم عن االلتزام بالنصيحة من حيث
واليت أسست لشقي التزام البائع احملرتف باإلعالم؛ إفضاء املعنى الختالف جمال أو نطاق تطبيق كل منهما؛ إذ يعد
مبعلومات من جانب ،وحتذير من أخطار املنتوج من جانب االلتزام باإلعالم أكثر اتساعا من االلتزام بالنصيحة؛ على
آخر .يتم التعرف عليهما تباعا. اعتبار أنه متكون من شقني :الشق األول؛ هو إعالم املستهلك
أوال -االلتزام باإلفضاء: املشرتي بطريقة استعمال الشيء املبيع ،وهو ما أصطلح
متثل طريقة استعمال السلعة احلد األدنى من املعلومات عليه لدى الفقه بااللتزام باإلفضاء .والشق الثاني؛ التحذير
اليت يتعني على احملرتف اإلدالء بها إىل املستهلك على النحو من املخاطر اليت ميكن أن ترتتب على استعمال الشيء
الذي حيقق له األمان الكامل يف مواجهة األخطار اليت املبيع ،أي االلتزام بالتحذير .مما يستدعي حبث مفهوم
قد تهدده كأثر هلذا االستعمال( ،)7وهو الواقع الذي حذا االلتزام باإلعالم على هذا النحو ،يتبع بعدها بتحديد ملعنى
بالقضاء الفرنسي إىل أن ينشئ التزاما تعاقديا على البائع االلتزام بالنصيحة.