Professional Documents
Culture Documents
Tawzi 3
Tawzi 3
-VIالتوزيع االلكتروني
بعض المراجع المعتمد عليها
-د.أحمد أنور محمد ،المحل في عقد االمتياز التجاري ،دراسة مقارنة ،،لبنان ،الطبعة
األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية .0202 ،
-ردمان معمر طاهر حميد ،عقود الوساطة التجارية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
.0202
-صفوت ناجي بهنساوي ،عقود التوزيع االنتقائي ،القاهرة ،د ار النهضة العربية .0991
-ماجد عمار عقد االمتياز التجاري ،القاهرة ،دار النهضة العربية.0990 ،
-محرز أحمد ،الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي –الصناعة،
التجارة ،الخدمات ،دون ذكر الطبعة دار النشر ومكان النشر.0992 ،
-نعيم مغبغب ،الفرنشيز -دراسة مقارنة ،-بيروت ،الطبعة الثانية ،منشورات الحلبي
الحقوقية.0229 ،
-قرني ياسر سامي ،دور عقود االمتياز التجاري في نقل المعرفة الفنية-دراسة مقارنة-
كلية الحقوق ،جامعة القاهرة.0221 ،
-محمد حسن إبراهيم النجار عقد االمتياز التجاري-دراسة في نقل المعارف الفنية ،دون
ذكر الكلية.0222 ،
-إنوجال نوال ،عقد الفرنشيز في القانون الجزائري ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر2004 ،0
-إدريس النوازلي ،تطبيقات عقد االمتياز التجاري ،مجلة المحامي ،مراكش ،المغرب ،العدد
.0222 ،10
OUVRAGES EN LANGUE FRANCAISE
- ALFANDARIE (E.), Droit des Affaires (Les Cadres Généraux, l’Entreprise, les
Activités) Editions Litec, Paris, 1993.
لقد عرف التوزيع على » أنه مورد خارجي يدخل المؤسسة ضمن المدخالت األخرى من التصنيع والبحث
وغيرها ،فهو مورد خارجي بصورة اعتيادية يستغرق بناءه عدة سنوات » كما أعطت الغرفة التجارية الدولية
التعريف التالي للتوزيع هو »المرحلة التي تلي مرحلة انتاج السلع والحاجيات انطالقا من وقت وضعها في
السوق الى تسلمها من طرف المستهلك النهائي ،ويشمل ذلك مختلف النشاطات واالعمال التي تؤمن للمشترين
توفير البضائع والخدمات المنتجة» فقد أصبح اختيار طرق التوزيع يسمح للمنتج أن يتميز عن منافسيه فتطور
االمر الى تكوين ما يسمى بشبكات التوزيع.
وقد ظهرت شبكات التوزيع بظهور مشكل تحقيق التوازن بين العرض والطلب وذلك بعد الحرب العالمية الثانية
حيث زادت الطاقة اإلنتاجية للمصانع فنتج فائض في اإلنتاج إذ كان البد توزيع وايصال المنتجات الى جميع
المستهلكين بالموازاة مع اإلنتاج الضخم ومن ثم إيجاد موزعين يحترفون هذا النشاط بذلك فالتوزيع يعتبر عملية
وسطية بين اإلنتاج واالستهالك.
ف التوزيع إن كان من حيث طبيعته نشاطا اقتصاديا ومن حيث مضمونه عملية لتوصيل السلع والخدمات من
المنتح الى المستهلك ،فإنها عملية ال تتأتى اال من خالل العقد .فيعتبر في الشكل العصري والمعقد للشراء
بغرض البيع وهو ما نظمه المشرع الجزائري في القانون التجاري حسب المادة 20منه
ف دور الموزع قد شهد تطور ملحوظا خالل الحقبة السابقة ،فلم يعد الموزع مجرد أداة وصل أي أداة لنقل
المنتجات من المنتج إلى المستهلك وإنما تغير دوره بشكل أساسي وأصبح باإلضافة إلى ذلك يمد المستهلك
بالمعلومات عن أفضل المنتجات ويزود المنتج بالمعلومات عن احتياجات السوق .كل هذه التطورات التي
شهدتها عملية التوزيع أصبع يعرف حاليا بقانون التوزيع الذي يعتبر جوهر القانون االقتصادي المعاصر
وبالتالي يوحد ربط بين القواعد االقتصادية والقواعد القانونية مما أدى الى ضرورة تنظيم هذه العملية في إطار
ما يسمى بعقد التوزيع.
يعتبر من أوائل الصور القانونية التي ظهرت لعقود التوزيع سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي:
هذا ما أدى إلى ظهور صور جديدة للتوزيع أفرزتها الممارسة العملية واألعراف التجارية وعرفت فيما بعد بشبكة
التوزيع ،إذ أصبح اليوم التوزيع عصب االقتصاد نظ ار للخدمات التي يقدمها والتي تمثل مجموعة من العمليات
المادية والقانونية التي تسمح بنقل المنتجات بواسطة الموزعين المحترفين من المنتجين الى المستهلكين سواء
كانوا أشخاص عاديين أو محترفين.
الفصل األول
إن تحديد مفهوم عقد التوزيع يكتسي أهمية كبيرة ،ذلك من أجل تحديد أطراف العقد وااللتزامات التي تربط
بينهما .كما يهدف إلى وضع اإلطار العام لهذا العقد من اجل تمييزه عن التصرفات القانونية األخرى
المشابهة له .لهذا سنتعرض إلى تعريفه ثم تحديد الطبيعة القانونية له ثم خصائصه.
لم يتم االتفاق على تعريف عقد التوزيع نظ ار لتعدد المدارس ،فهناك من اعتبره "عقد يتم بين المنتج والموزع
يسمح من خالله بانتقال المنتجات من المنتج إلى المستهلك وهذا كله يتم عبر وسيط يدعى بالموزع"
وهناك جانب من الفقه عرفه" عقد يلتزم بموجبه المورد منح شخص أخر يسمى الموزع الحق في توزيع
السلع والخدمات التي يقوم بتصنيعها وانتاجها المنتج مقابل التزام الموزع بتعليمات هذا المنتج في صرف
السلعة أو الخدمة"
وأخي ار ذهب فريق من الفقه الى اعتبار "عقد توزيع المنتجات في حقيقته ما هو سوى عقدا بين شركة
التي هي بحاجة لتوزيع منتجاتها وموزع الذي يكون متخصصا في هذه المهنة"
وهناك من يرى ان المؤسسات التجارية غير قادرة على ممارسة جميع األنشطة التجارية ذلك لتشبعها من
جهة ولتعدد امكنة وقوعها من جهة أخرى االمر الذي يتطلب استعانة هذه المؤسسات بغيرها لمساعدتها
في تحقيق أغراضها التجارية او الصناعية لتصريف منتجاتها وهذا النوع من المساعدة ال يتحقق بعقود
عمل وانما عقود توسط يتولى تلبية حاجات هذه المؤسسات وهذا هو ما يسمى بعقد التوزيع.
ب-على مستوى التشريع
أما على الصعيد المجموعة االوربية فقد عرفته النظام رقم 0992/0999حول تطبيق المادة 20فقرة 21
من اتفاقية روما من فئة االتفاقات العمودية " هو االتفاق العمودي القائم بين مؤسستين فأكثر تنشط كل
واحدة على مستوى مختلف من اإلنتاج والتوزيع ويتعلق االتفاق بالشروط التي بموجبها يمكن لألطراف
أن تشتري أو تبيع بعض السلع او الخدمات"
بالرجوع إلى التشريع الجزائري نجد ان المشرع لم يعرف عقد التوزيع ،إال انه تمت اإلشارة إليه بصفة غير
مباشرة من خالل عدة نصوص مثل المادة 20من القانون 20-22المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على
الممارسات التجارية "نشاطات التوزيع"
كذلك المادة 21من قانون حماية المستهلك وقمع الغش 21/29التي نصت الى التوزيع بصفة غير
مباشرة من خالل تعريفها لعملية وضع المنتج لالستهالك " مجموع مراحل اإلنتاج واالستيراد والتخزين
والنقل والتوزيع بالجملة والتجزئة"
إن تعريف عقد التوزيع يحتم علينا التطرق الى عقد اإلطار ألن اغلب عقود التوزيع تفرغ في شكل عقد
إطار والذي يتضمن قواعد عامة تحدد مسبقا كيفية ابرام وتنفيذ عقود الحقة حيث يلتزم الطرفي العقد بهذه
القواعد .كما يلي عقد اإلطار عقود تطبيقية الحقة له وهذا لمتطلبات التوزيع المرتبط بتكرار متتالي للعملية
في مدة زم نية ،فهذه العقود ال تتم في وقت واحد بل بصفة متكررة حيث تهتم بالبيع عكس عقود اإلطار
التي تولد فقط االلتزام بين الطرفين (حجز السلع واالستجابة لهذا الحجز)
عقــــــــــــد اإلطــــــار
لم يتعرض المشرع الى تعريف عقد اإلطار او ما يسمى كذلك عقد النموذجي مثله مثل اغلب التشريعات
إال ان القانون المدني الفرنسي تطرق إليه في نص المادة " 0000عقد اإلطار هو اتفاق يحدد األطراف
1
مقتضاه الخصائص العامة لعالقاتهم التعاقدية المستقبلية وتحدد عقود التطبيق كيفية تنفيذ هذا االتفاق"
أما جانب من الفقه عرفه "عقد يعتمد صيغة مطبوعة يقدمه أحد األطراف لألخر ويقتصر دوره على ملء
الفراغات المتروكة فيه البيانات الخاصة والتوقيع عليه فيصير العقد مبرما بهذا التوقيع" ،إن الشروط
النموذجية الموجودة في مثل هذا العقد ال تلزم الطرف االخر إال إذا قبلها.
في حين العقود التنفيذية هي عقود تأتي الحقا بعد إبرام عقد اإلطار فتقوم بإنجاز المعامالت التجارية ،الصناعية
ضمانا لسرعة تسيرها ولتحقيق ما تم االتفاق عليه في عقد اإلطار فهي عقود تطبيقية الحقة له وهذا لمتطلبات
التوزيع المرتبط بتكرار متتالي للعملية في مدة زمنية حيث ال تتم في وقت واحد بل بصفة متكررة فهو يهتم
بالبيع عكس عقود اإلطار التي تولد فقط االلتزام بين الطرفين.
ما يجب اإلشارة اليه انه ال يوجد قانون أو تنظيم خاص يحكم نشاط التوزيع فالذي ينظم هذا النشاط هو تلك
القواعد المستمدة من العقود المبرمة بين الممون المنتج مع الموزع في إطار شبكات التوزيع.
يعتبر عقد التوزيع عقدا مميزا ،فهو من جهة عقد مثله مثل العقود األخرى ومن ناحية أخرى له ارتباط كبير
بمجال األعمال ولهذا اختلفت أراء الفقهاء حول طبيعته القانونية.
عرف القانون المدني عقد الوكالة في المادة "190الوكالة أو االنابة عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا
آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه" فالوكالة تعد شكال من أشكال النيابة القانونية حيث
فهناك من اعتبره عقد وكالة فيتم بمقتضاه تفويض شخص لشخص أخر للقيام بعمل لحساب الموكل
وباسمه .فالوكيل يتعاقد ويقوم بمختلف التصرفات القانونية في حدود وكالته باسم األصيل ولحسابه.
لكن بالرجوع إلى عقد التوزيع فالموزع ال يعمل دائما باسم ولحساب الموكل ألنه أحيانا أخرى يعمل باسمه
ولحسابه الخاص ،من هنا نرى أن عقد التوزيع أشمل وأوسع من عقد الوكالة.
محمد حسن قاسم ،قانون العقود الفرنسي الجديد باللغة العربية –تعديل -8102منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى،8102 ،
1ص38.33
الرأي الثاني :عقد التوزيع عقد تجاري
هناك من يرى الموزع في إطار ممارسة لعملية التوزيع يعتبر شخص محترف للنشاط الذي يقوم به ،بمعنى
أنه يزاول عملية توزيع المنتجات بغية الحصول على أرباح .فالصفة التجارية للنشاط الذي يمارسه أصبحت
تالزم عقد التوزيع .فحسب هذا الرأي فإن العقد يعد تجاري عند ممارسة النشاط بصفة متكررة ولكن ما يعاب
على هذا الرأي أنه ليس من الضروري أن يكون موضوع العقد هو القيام بعمل تجاري حتى نظفي عليه الوصف
التجاري بل يعد كذلك إذا كان يمارس بصيفة مشروع أي مقاولة.
يتميز عقد التوزيع بجملة من الخصائص تميزه عن غيره من العقود االقتصادية كما يشترك مع باقي العقود
بخصائص وهي:
-0عقد رضائي:
ينعقد العقد بمجرد تطابق االيجاب والقبول ،حيث الشخص الذي يباشر عملية التوزيع ال يستطيع البدء في هذه
العملية إال بعد الحصول على موافقة من الطرف الثاني.
كما يجب أن تكون رضا الطرفين غير مشوبة بأي عيب من العيوب التي تفسده كالتدليس أو اإلكراه أو العش.
إن الصفة الرضائية لهذا العقد ال يحتاج ألي إجراء شكلي ولكن يسعى األطراف عادة إلى إفراغ اتفاقهما في
شكل مكتوب و التي ال تنفي هذه الصفة كما هو الشائع ،حيث توجد عقود نموذجية ينمكن اتباعها بشكل عام
إذ تتضمن أهم بنود وشروط عقود التوزيع فقط كما يجب أن تكون صياغة هذه العقود من طرف أشخاص
متخصصين في إدارة عمل الشركات مثل مدراء المبيعات أي جانبهم أشخاص متخصصين في فن الصياغة
القانونية مثل المحامين
-0عقد زمني:
هو عقد يستغرق مدة زمنية والذي يعتبر عنصر جوهري فيه ،هذا ما يضفي عليه طابع االس ا
تمررية الن العقد
يتصف بالتعقيد وعالقات الطرفين مكثفة تستوجب مدة زمنية من أجل تنفيذه.
-1عقد غير مسمى:
هو عقد لم يتطرق إليه المشرع بالتعريف والتحديد لذا تنطبق عليه المبادئ العامة من االلتزام االبرام واألثار
واالنقضاء كما هو الحال بالنسبة لعقد وعقد الهبة مثال .إذا ورد في العقد بنود خاصة فهنا يكون العقد شريعة
المتعاقدين فيما ال يخالف االحكام العامة للعقد.
-2عقد يقوم على االعتبار الشخصي:
إن شخصية الموزع هي محل اعتبار عند المنتج ،حيث يقوم هذا األخير باختيار الموزع على أساس ما يملكه
من مؤهالت مهنية والسيرة الحسنة في مجال التوزيع .فالمنتج يضع ثقته في الموزع وعلى هذا األخير أن
يحرص على المحافظة على السمعة التجارية وسرية المعلومات الي يحصل عليها من المنتج ،لهذا فال ينبغي
للموزع أن ينيبه غيره في تنقيذ العقد مالم يؤذن له المنتج بذلك .كما أنه إذا أصيبت أهليته بأي طارئ فإن العقد
المبرم بين الطرفين يتم وضع حد له.
فعقد التوزيع من العقود التي تراعي فيها شخصية الموزع وذلك حتى يضمن المنتج توزيع المنتجات وال تصاب
سمعته بأي إساءة أو خدش.
-1عقد ملزم للجانبين:
هو عقد ينشئ التزامات متبادلة بين الطرفين كما يحقق منافع وفوائد لهما .بصفة عامة يلتزم كل طرف بتنفيذ
العقد بحسن نية وبحسب الموجبات التعاقدية التي تم االتفاق عليها.
-الكلفة االقتصادية :يحقق عقد التوزيع فوائد لكال الطرفين ،فالمنتج يمكنه زيادة مبيعاته خالل توزيع منتجاته
في مناطق جغرافيا مختلفة كما يستفيد أيضا من خبرة الموزع ألنه على دراية بالسوق المعنية وبأذواق المستهلكين
وأنه سينال سيولة نقدية حتى يتمكن له تصنيع وإنتاج أكثر مع ربح الوقت في حين الموزع له أن يحقق مبيعات
وحصة سوقية مستفيدا من ذلك من شهرة المنتجات التي يحصل عليها المنتج.
في حين الموزع له أن يحقق مبيعات وحصة سوقية من خالل شهرة المنتجات التي يحصل عليها من المنتج.
-التخصص :إن اختيار أسلوب معين للتوزيع مع تحديد الموزعين للقيام بعملية التوزيع أمر في غاية األهمية،
ألن احتراف الموزع سيجعل المنتج في وضع آمن كون خبرة الموزع في منطقة معينة في خدمة هذا المنتج،
مما يجعل ابرام عقد التوزيع مع هؤالء األشخاص المحترفين والمتخصصين أصبح ال بد منه في وقتنا الحاضر.
يعتبر كال العقدين من عقود الوساطة ولكن في عقد التوزيع الموزع يقوم بالتعاقد باسمه ولحسابه ،أما في عقد
السمسرة فإن مهمة السمسار تتمثل في تقريب وجهات النظر بين طرفي العقد ،وال يشترك في إب ارم العقد وإنما
تسهيل التعاقد عن طريق إحاطة أحدهم أو كالهما بظروف السوق وال يستحق أجرة إال إذا تمت الصفقة.
أما الموزع فهو يعمل باسمه ِ
ومسؤول مباشرة أمام المستهلك.
ثانيا -تمييز عقد التوزيع عن عقد المقاولة
يعتبر عقد التوزيع من العقود التجارية في حين أعمال المقاولة هي من قبيل األعمال المادية ،لكن يتشبهان أن
كالهما يمارس فيهما األعمال بصفة مستقلة قانونيا كما انهما من العقود الملزمة للجانبين.
كما ان المقاول ال يعتبر نائبا عن صاحب العمل وفي حين في عقد التوزيع يتحمل الموزع المسؤولية الكاملة
اتجاه المستهلكين إال في حالة العيوب الخفية
يعتبر عقد التوزيع عقد يربط بين طرفي العقد ،فيلتزم الطرف األول(المنتج) بتصنيع أو إنتاج سلعة معينة ويقوم
الطرف الثاني (الموزع) بتوزيعها فيتفاوض الطرفان على األحكام العامة للعقد.
بينما عقد نقل التكنولوجيا هو اتفاق يتعهد بمقتضاه (مورد التكنولوجيا) بأن ينقل بمقابل ،معلومات فنية إلى
(مستورد التكنولوجيا) الستخدمها في طرق فنية خاصة إلنتاج سلعة معينة أو تطويرها أو تركيب أو تشغيل
آلة.
ال يعتبر نقال للتكنولوجيا مجرد شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار او ترخيص باستعمالها إال إذا ورد كجزء من
عقد نقل التكنولوجيا أو كان مرتبطا به فيتضح من هذا التعريف أن محل عقد نقل التكنولوجيا يجب ان يكون
نقال للمعلومات الفنية إلنتاج سلع معينة أو تطويرها.
ن كان العقدان يتشبهان في انهما من العقود الملزمة للجانبين وانهما يحتويان على حقوق والتزامات.
أوال-التزامات المنتج
-التزام المنتج بإيصال المنتجات إلى الموزع في الفترة الزمنية المتفق عليها ،الن هذا العقد من العقود الزمنية
والذي يعتبر فيه الزمن عنصر جوهري.
إذا كان العقد يحوي شرط الحصرية ،يلتزم المنتج بتوقير المنتجات إلى الموزع الوحيد في الرقعة الجغرافيا
المحددة حيث يمتنع هذا المنتج بتوزيع تلك المنتجات إلى باقي منافسي الموزع.أما إذا كان العقد غير حصري
فيكون المنتج حر في بيعها ألكثر من موزع.
ما يجب اإلشارة اليه ان المنتج او المورد مهم كان نوع العقد فهو ملزم بشرط التموين خالل المدة الزمنية المتفق
عليها كونه عنصر جوهري في عملية التوزيع.
-التزام المنتج بتقديم عمولة أحيانا أو ثمن المبيع أحيانا أخرى ،فيعد عمل الموزع من خالل عقد التوزيع عمال
تجاريا وهو من عقود المعاوضة أي الغاية منه تحقيق أرباح معينة.
فالموزع ال يعمل على سبيل التبرع مما يستلزم على المنتج بتقديم عمولة له أحيانا التي تكون في الغالب نسبة
مئوية تستقطع من قيمة البضاعة المباعة.
ما يجب اإلشارة إليه أن العمولة في هذا النوع من العقود ال تعتبر تسديد مبلغ نقدي الى الموزع بل تتمثل في
احتساب قيمة أسعار المنتجات التي ينتجها فيعهد بتوفيرها الى الموزع يتولى هذا األخير توزيعها حيث تكون
قيمة هذه األسعار أقل من القيمة االصلية بمعنى ان ها مش الربح او العمولة تدفع للموزع بشكل غير مادي
وهو عن طريق التقليل من األسعار المنتجات التي يتولى انتاجها.
قد تكون نسبة مئوية من قيمة المنتجات الي يقوم الموزع ببيعها مباشرة ،فتحدد على أساس مقدار المقابل الذي
يستحقه الموزع.
يفترض أنه متى تحددت العمولة ال يجوز للقضاء تعديلها الن عقد التوزيع يتم بين أشخاص مهنيين لهم الخبرة
في تقدير هذه العمولة.
يتولى الموزع مهمة توزيع المنتجات التي يتم اقتنائها من المنتج والذي يربطه بهذا األخير عقد توزيع ،حيث
يترتب على هذه العالقة التزامات على عاتق الموزع وتتمثل في:
-االلتزام بتوزيع المنتجات استنادا لما تم االتفاق عليه في العقد ويأخذ هذا االلتزام عدة أشكال حسب طبيعة
العقد ،فقد يكون مرتبط بشبكة توزيع سواء توزيع استئثاري او انتقائي وقد يكون موزع حر .حيث يشتري السلع
وبيعها في اإلقليم الذي يريده وبالطريقة التي تمليها عليه احتجاجات التجارة أو في شكل وكيل بالعمولة أو في
شكل وسيط يقوم بالتفاوض ،لصالح مؤسسة اقتصادية باعتبار أن قانون التوزيع هو قانون الوساطة.
على كل فإن الموزع ملزم بالحدود القانونية التي يضعها عقد التوزيع والمقصود بالحدود القانونية هو االلتزام
بالموقع الجغرافي مع تحديد وتوفير التجهيزات الالزمة للتوزيع مع وجود كفاءة وخبرة مهنة وطريقة عرض هذه
المنتجات والحمالت الدعائية ومواكبة التطورات مع بذل الجهود الضرورية لتوزيع تلك المنتجات ذلك من اجل
الحفاظ وعلى سمعتها.
-التزام الموزع بجمع كل المعلومات المتعلقة بالسوق الذي يمارس فيه عملية التوزيع ،فالسوق حسب المادة 21
من االمر 21/21المتعلق بالمنافسة " هو كل سوق السلع او الخدمات المعنية ...كذلك تلك التي يعتبرها
المستهلك مماثلة او تعويضيةـ ال سيما بسبب مميزاتها واسعارها واالستعمال الذي خصصت له والمنطقة
الجغرافيا التي تعرض المؤسسات فيها السلع او الخدمات "..فيقوم الموزع بجمع المعلومات المتعلقة برغبات
برغبات المستهلكين وكذا تصرفات المتنافسين حيث يستفيد المنتج منها من أجل تحديد سياسته المستقبلية
والخاصة بعناصر المزيج التسويقي.
-االلتزام بالسرية ،حيث يقتضي عقد التوزيع التزاما على الموزع الحفاظ على سرية المعلومات والخبرات التي
يحصل عليها من المنتج .يعد هذا االلتزام ساريا أثناء تنفيذ العقد و حتى بعد انقضائه .وال يجوز افشاء
المعلومات للغير عامة او المنافسين خاصة.
كما يحق للمنتج ان يحدد ماهي أنواع المعلومات التي تعتبر سرية ومن هم األشخاص الذين يسمح لهم االطالع
على تلك المعلومات ،بالمقابل يمكن للموزع ان ال يكشف عن األسماء الذين يتعامل معهم هذا األخير حتى ال
يقوم المنتج االتصال بهم مباشرة وبالتالي قد يستغني عن خدمات الموزع.
-االلتزام بعدم توزيع سلع أخرى منافسة خالل مدة العقد خاصة إذا تضمن هذا العقد شرط االستئثار ،كما يلتزم
الموزع ببيع المنتجات في المنطقة الجغرافيا المتفق عليها.
-التزام الموزع بعدم المنافسة وهو ما يرد عادة كبند في العقد مفاده امتناع الموزع في ممارسة النشاط في حدود
معينة ولمدة متفق عليها أي يجب أ يكون هذا البند محدد من حيث المكان والزمان.
مالحظة :نظ ار ألن عقد التوزيع يفرغ في عدة أشكال وصور فغن البنود وااللتزامات تختلف من عقد آلخر
حسب طبيعة العقد والظروف المحيطة به.
إن عقد التوزيع ال يعتبر من العقود الفورية التنفيذ ،بل هي من العقود الزمنية حيث الزمن يعتبر عنصر جوهري
فيه ومقياسا لتنفيذ االلتزامات والحقوق الناشئة عنه .فال ينقضي قبل نهاية المدة المحددة له في العقد .أما إذا
كان غير محدد فال ينتهي اال بشرط أن يبلغ الطرف الراغب في إنهائه الطرف االخر وهذا ما يتماشى مع
القواعد العامة لكن هذا ال يمكن تصوره اال ناذرا.
وألن تحديد المدة أم ار ضروريا من أجل معرفة مدى حجم االلتزامات ،وبما أن عقد التوزيع ينعقد في اغلب
األحيان بين طرفين ال يتكافان في القوة االقتصادية فالطرف القوي في العقد يلجأ إلى فرض عقود محددة المدة
في حين الطرف الثاني يسعى إلى طلب تمديد المدة ألنه بذل جهدا ووقتا وماال من أجل تنفيذ العقد.
عقود التوزيع من العقود التي تقوم على االعتبار الشخصي والذي يتمثل في الثقة المتبادلة بين طرفي العقد.
فالشخصية القانونية للموزع مهمة في هذا النوع من العقود ،حيث أن المنتج يتعامل معه على أساس الثقة
والمزايا الشخصية لهذا األخير .في هذا النطاق يجب التمييز ما إذا كان الموزع شخص طبيعيا أم معنويا لتحديد
األثر المترتب على انقضاء الشخصية القانونية لكل منهما.
فالشخصية القانونية للموزع مهمة لهذا النوع من العقود ،حيث ان المنتج يتعامل معه على أساس الثقة والمزايا
الشخصية لهذا األخير .في هذا النطاق يجب التمييز ما إذا كان الموزع شخصا طبيعيا أو معنويا لتحديد األثر
المترتب على انقضاء الشخصية القانونية لكل منهما.
فإذا كان الموزع شخصا طبيعيا فإن زوال شخصيته القانونية بالوفاة ،تؤدي بالضرورة إلى فك الرابطة العقدية
التي كانت تربطه بالمنتج والسبب في ذلك يعود إلى أن الموزع عندما يقوم بتنفيذ العقد يكون على أساس الثقة
التي وضعها المنتج فيه لتوافر مزايا شخصية فيه قد ال تتوافر في غيره ففي هذه الحالة ينتهي العقد بموت
الموزع.
-كما ينقضي العقد بزوال أهلية الموزع كإصابته بجنون وعليه يجب توافر أهلية التصرف واإلدارة للموزع عند
ابرام العقد وتستمر الى غاية نهاية العقد.
-كما أن اإلفالس من األسباب التي تؤدي الى حل الرابطة العقدية بين الطرفين ،ألن هذا الموزع تعاقد مع
المنتج بناء على اعتبارات شخصية .وبإفالسه ستكف يده عن إدارة أمواله بنفسه ومن ثم ال يستطيع تلبية
متطلبات العقد.
أما إذا كان الموزع ينشط في شكل مشروع أي مقاولة او شركة هي الحالة أكثر شيوعا كون الموزع يتخذ شكل
شركة لتوزيع منتجات معينة فإن الشخصية القانونية تنقضي ألسباب حددها القانون.
-هناك كذلك طريق أخر لحل الرابطة العقدية بناء على طلب أحد األطراف أو إذا أخل الطرف األخر
بالتزاماته فيؤدي إلى الفسخ هذا مراعاة لشروط الفسخ كإخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته أو ان يكون طالب
الفسخ قادر على تنفيذ التزاماته او مستعد لتنفيذها ولكن ال يقوم بالتنفيذ فهنا يترتب الفسخ والتعويض للطرف
المتضرر ،ومع ذلك فإن طالب الفسخ يجب اشعار الطرف األخر بذلك ولمدة كافية أي يجب االخذ بعين
االعتبار مدة العالقة التجارية.
الفصل الثاني
تعتبر هذه العقود أول نماذج عقود التوزيع وذلك بعد ازدهار التجارة والصناعة ورغبة المنتجين في إيصال هذه
المنتجات إلى مختلف أنحاء العالم وتتمثل في عقود الوكالة التجارية ،وعقود الوكالة بالعمولة.
نصت المادة 12من القانون التجاري" يعتبر عقد الوكالة التجارية اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص بإعداد
أو ابرام البيوع أو الشراءات وبوجه عام جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر والقيام عند االقتضاء،
بعمليات تجارية لحسابه الخاص ولكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجازة خدمات «إذن عقد الوكالة التجارية
عقد يلتزم بمقتضاه ،شخص بالقيام بتصرفات قانونية متعلقة بمصالح الموكل باسم ولحساب هذا األخير مقابل
مبلغ يلتزم بدفعه الموكل.
عقد رضائي :يكفي النعقاده تطابق االيجاب والقبول ،مع توافر باقي األركان الواجب توافرها في باقي العقود.
عقد غير الزم :أي يجوز الرجوع عنه دون أن يتوقف على إرادة الطرف االخر ،فيجوز للموكل عزل الوكيل
كما يجوز التنحي دون انتهاء الوكالة.
*التزام الوكيل بتنفيذ الوكالة دون أن يتجاوز حدودها ،إال أنه يمكن أحيانا ان يتعدى حدود الوكالة شريطة أن
يخطر الموكل واال كان تصرفه قابل لإلبطال.
*التزام الوكيل بالتعاقد باسم الموكل ولحسابه ،وعليه يلتزم الوكيل بالكشف عن صفته للغير الذي يتعامل معه
عند التعاقد وان آثار العقد تنصرف الى الموكل.
*التزام الوكيل بالمحافظة على أموال الموكل ،الن هذا األخير يضع أمواله سواء كانت بضاعة أو نقود لدى
الوكيل الذي يستوجب المحافظة عليها وعدم تبديدها بل االتخاذ كل اإلجراءات للمحافظة عليها وصيانتها.
*التزام الوكيل بعدم منافسة الموكل ،إن المنافسة تنبع عن مبدأ حرية التجارة ولكن إذا خرجت عن المألوف مما
يقتضه حسن المعاملة من نزاهة وثقة تحولت إلى صراع بين التجار .بما ان الوكيل تاجر يعمل لحساب موكله،
أي ينوب عنه في أعمال تجارته فهو ملزم بعدم منافسته في تلك التجارة.
*التزام الوكيل بعدم إفشاء أسرار موكله ،حيث ان الوكالة هي تجارية والموكل يعتبر تاجر فلديه أسرار تجارية
بحيث يجعله يتميز عن باقي التجار لذا فإن الوكيل يلتزم بعدم إفشاء أي معلومة والمحافظة عليها و إطالع
الغير عليها
*دفع اجر الوكيل ،وهو التزام يقع عليه وذلك مقابل الخدمات التي يقدمها هذا األخير الن الوكالة التجارية
ليست من عقود التبرع الن الوكيل يقدم خبرته ودرايته في فنون التجار.
*التزام الموكل بدفع مصاريف تنفيذ الوكالة وتنقسم هذه المصاريف ،إلى مصاريف عامة والمرتبطة بأعمال
الوكالة كأجور العمال وايجار المحالت التي يباشر فيها النشاط .اما المصاريف الخاصة(نفقات) وهي المتعلقة
بنقل السلع والرسوم الجمركية أي النفقات التي يقتضها التنفيذ المعتاد للوكالة.
*التزام الموكل بتقديم المعلومات ،وهي كل المعلومات الالزمة لتنفيذ الوكالة مثل المواصفات المتعلقة بالسلع
والنماذج ...الخ كما يجب اعالمه بكمية المنتجات التي يجب أن يقوم بتسويقها ومواعيدها.
*التزام الموكل بتعويض الوكيل ،يتمثل ذلك بتعويضه عن الضرر الذي أصابه أثناء تأدية عمله في إطار
الوكالة مثل تعرضه لتسمم بسبب غازات أو مواد كيماوية.
هو العقد الذي يتم بين طرفين أحدهما يسمى الوكيل واالخر يسمى الموكل وموضوعه التزام الوكيل بالقيام
بالعمل المكلف من قبل الموكل باسمه ولحسابه مقابل أجر.
فتع تبر الوكالة بالعمولة من أعمال الوساطة حيث يتوسط الوكيل بين طرفين ،المنتج والموزع أو بين البائع
والمشتري.
المشرع الجزائري لم يقم بتعريف عقد الوكالة بالعمولة كما فعلت بعض التشريعات فهي تعتبر خروجا عن
الوكالة التجارية .وتعتبر هذه الوكالة مفيدة للتجارة حيث تيسر تداول الثروات والبضائع كما تقدم مزايا عديدة
ألطراف التعامل .فالتجار قد يفضلون التعامل مع الوكيل بالعمولة بحكم أنهم يعرفونه ويثقون فيه على خالف
الموكل الذي قد يجهلونه بحكم بعد المسافة التي تفصل بينهم وبينه
وقد يكون للموكل مصلحة في إخفاء اسمه كمن يتعاقد معه ووسيلة الى ذلك االلتجاء الى الوكيل بالعمولة.
إن الوكالة بالعمولة معيارها األساسي هو أن يباشر الوكيل التصرفات باسمه الشخصي ولحساب الموكل وكما
يشترط إلصباغ الصفة التجارية على أعمال الوكالة بالعمولة أن تكون العمليات التي يبرمها الوكيل بالعمولة
يتعاقد باسمه الشخصي ولحساب موكله الذي يبقى أجنبيا عن العقد وال تنشأ بينه وبين من تعاقد مع الوكيل
بالعمولة عالقة قانونية تجيز ألحدهما الرجوع على االخر بدعوى مباشرة ،في حين نجد الوكالة التجارية الوكيل
يعمل كوكيل عادي باسم ولحساب موكله
إن إبرام عقد الوكالة بالعمولة يرتب آثار قانونية بالنسبة لكل طرف حيث التزامات أحدهما هي حقوق للطرف
االخر وعليه سنتطرق لها
-0إلتزامات الوكيل بالعمولة
-يجب على الوكيل بالعمولة أن يقوم بالعمل الذي كلف به الموكل وبنفسه ومعنى ذلك يحترم التعليمات الصادرة
عن الموكل والمتمثلة في كل الشروط التي يجب عليه مراعاتها عند التعاقد مع الغير من حيث طبيعة البضائع
ونوعها وصنفها ودرجة جودتها.
-كما يلتزم الوكيل باألهداف العامة والغرض الذي يرمي إلى تحقيقه من خالل العقد محل الوكالة ،تاركا للوكيل
تحد يد أفضل السبل لتحقيق غرض الموكل على أساس خبرة هذا الوكيل .مع ذلك يالحظ أنه يجوز للوكيل
بالعمولة أن يحيد عن بعض التعليمات إذا كانت ظروف الحال تقتضي ذلك.
أي حظر تعاقد الوكيل بالعمولة مع نفسه ،فال يجوز أن يحل محل الغير في إبرام العقد محل الوكالة ،ذلك أنه
يخشى أن يرجح الوكيل مصالحه الخاصة على مصالح الموكل الذي يفترض أنه يمثله .وإذا تعاقد مع نفسه
فإن العقد باطال نسبيا لمصلحة الموكل إال إذا اجازه هذا األخير.
قد تنشأ للموكل مصلحة في إبقاء اسمه خفيا عن الغير ،خاصة إذا كان يخشى فشل الصفقة محل الوكالة.
فإذا وجد هذا االلتزام فعلى الوكيل عدم كشف االسم وفي حالة حدوث العكس أدى إلى إلحاق الضرر بالموكل
أصبح مسؤول تجاه هذا الوكيل.
إال أن مسألة السرية تتعلق بالموكل وحده ،حيث يستطيع أن يتنازل عنها فيسمح بإفشاء اسمه على الغير وهذا
ال يؤثر في طبيعة العقد أي ال ينقلب من عقد الوكالة بالعمولة إلى وكالة عادية
إن التأمين على البضاعة كأصل عام ال يلتزم به الوكيل ولكن إذا طلب منه الموكل بذلك أو قضت األعراف
التجارية بالتأمين على البضاعة ،في هذه الحالة بلتزم بذلك وفي حالة تقاعسه يكون مسؤول عن كل األضرار
التي تصيب البضاعة كما يجب أن يحافظ عليها والتأكد من سالمتها
يشمل الحساب األعمال القانونية التي قام بها الوكيل وكذلك العمال المادية ،أي يتعين عليه ان يبين للموكل
ما نفقه وما تحصل عليه من مبالغ بمناسبة الوكالة.
-0التزامات الموكل :من بين االلتزامات ما يلي
ا-التزام الموكل بدفع العمولة :يعتبر التزام رئيسي يستوجب على الموكل القيام به وال تستحق هذه العمولة إال
بعد تمام العقد.
األصل أنه تحدد قيمة العمولة باالتفاق وليس ما ينفع الطرفين على استحقاق الوكيل بالعمولة مبلغا مقطوعا
على سبيل االجر نظير خدماته ولكن جرت العادة أن تتحدد عمولة الوكيل بنسبة معينة من قيمة البضائع التي
يكلف الوكيل ببيعها أو شرائها.
يلتزم الموكل برد المصاريف والنفقات التي ينفقها الوكيل بالعمولة من أجل تنفيذ وكالته ،كما يلتزم بتعويض
عن كل االضرار التي لحقته دون خطأ منه فقد يضطر الوكيل بالعمولة الى الوفاء للغير المتعاقد ألنه ملتزم
شخصيا وبالتالي تعتبر حاالت رجوع الوكيل بالعمولة بالنفقات والتعويضات على الموكل أكثر حدوث.
أوال-التوزيع االستئثاري
ويسمى كذلك بالتوزيع الحصري أو االمتياز التجاري لقد جاء هذا العقد كتقنية من أجل تحسين نظام التوزيع
عقد التوزيع االستئثار تم النص عليه في االمر 21-21المؤرخ في 09جمادى االولى عام 0202الموافق
ل 09يوليو 0221المتعلق بالمنافسة في المادة 02بحيث سميت الممارسة في فحوى النص ب "عقد شراء
االستئثار" وجاء فيها" :يعتبر عرقلة لحرية
0
المنافسة أو الحد منها أو إخالل بها كل عقد شراء استئثاري يسمح لصاحبه باحتكار التوزيع في السوق ".
نص المادة 02لم يبين لنا بالضبط المقصود بعقود التوزيع االستئثارية ،ولتحديد مفهومها يجب توضيح معنى
االستئثار لغة واصطالحا.
االستئثار لغة يقصد به االستحواذ على شيء ما واالنفراد به اما اصطالحا وبالرجوع الى المادة 02من
االمر 21-21المتعلق بالمنافسة نجد انه يدل على قدرة المؤسسة على االنفراد بممارسة نشاط اقتصادي
معين في السوق او ممارسة نشاط بصفة حصرية دون ان تكون هناك منافسة من الغير.
تم تعديل المادة 02من االمر 21-21السالف الذكر بموجب القانون 22-00المؤرخ في جوان 0222
المعدل و المتمم لألمر 21-21المتعلق بالمنافسة في المادة 20منه ،و قام من خاللها المشرع باستبدال
"عقد الشراء االستئثاري" ب " عقود استئثار ممارسة األنشطة االقتصادية" فأصبحت المادة تنص على انه ":
يعتبر عرقلة لحرية المنافسة او الحد منها أو االخالل بها و يحظر كل عمل و/أو عقد مهما كانت طبيعته
1
و موضوعه يسمح لمؤسسة باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل في مجال تطبيق هذا االمر".
من خالل المادة نالحظ انه أصبحت عقود التوزيع االستئثارية شاملة لعقود شراء أو بيع أو عقود استئثارية
متبادلة مقارنة عما كانت عليه محصورة فقط في عقد الشراء االستئثار.
تعرف عقود التوزيع االستئثارية بأنها االتفاقات التي بموجبها يضع المنتج أو الصانع أو المستورد قيدا على
الموزع يتمثل في االقتصار على التعامل مع بعضهم بعض في سلع معينة ومحددة في رقعة جغرافية محدودة
وخالل فترة زمنية محددة ،وعمالء معينين دون ان يكون أحدهم تابعا أو نائبا على األخر.
-ضرورة تحديد المنطقة جغرافيا التي يتم فيها توزيع المنتجات لتفادي االستئثار المطلق
هناك من اعتبره بيع احتكاري ،حيث يلتزم البائع بعدم بيع نفس المنتوج في نفس اإلقليم لمتعامل آخر ويحتكر
التوزيع في تلك المنطقة.
وهناك من اعتبره أن صاحب االمتياز يعتبر كالممثل التجاري؛ حيث يقوم بإعادة البيع بفضل سياسة االشهار
المطبقة من طرف الممول مع حصوله على نسبة معينة من األرباح.
كما يوجد من اعتبره كمقاولة توريد إذ يعتبر شراء من أجل إعادة البيع الذي يحوي على تسليم المنتوج بدفعات.
إن صعوبة تكييف هذا العقد في صنف معين من العقود نظ ار الختالف أراء الفقهاء واالجتهاد القضائي على
حد السواء مما جعل االتفاق على أنه عبارة عن عقد من نوع خاص فهو تقنية قانونية قائمة بذاتها وذات طبيعة
خاصة
أ-االستقاللية القانونية :يعتبر الموزع تاجر فهو يملك المحل التجاري حتى إن كانت عالمة المنتوج هي التي
تجذبهم .فهو يلتزم شخصيا ومباشرة اتجاه الزبون وله الحق في تحديد الثمن وفق مبدأ حرية األسعار ،هذا ما
يميزه عن الممثل األجير وعن مدير الفرع اللذان يعتبران تابعان كما يتميز عن العون التجاري الذي يعمل باسم
الوكيل.
إن الرقابة الممارسة على الموزع من طرف المنتج ماهي إال طريقة لتحقيق التنسيق داخل شبكة التوزيع التي
ينتمي إليها هذا الموزع ومن أجل الحصول على تنظيم محكم لتوزيع المنتوج.
-كما أن االستقاللية القانونية تجعل انعدام مسؤولية المنتج اتجاه الغير (إال ما يتعلق بضمان العيوب الخفية).
ب-التبعية االقتصادية :إن التبعية االقتصادية مكرسة رغم االستقاللية القانونية فالشرط المتعلق باستئثار
التموين لدى المنتج (المتنازل) يعزز هذه التبعية ذلك بمنع الموزع االلتجاء الى الممونين أو المنتجين اآلخرين.
تتجسد هذه التبعية بموجب عدة بنود في العقد منها:
رغم ان هذه البنود تبين هذه التبعية إال أنها تحقق استقرار العالقة بين الطرفين ،كما أن تترجم هذه التبعية عن
طريق المساعدات التي يتلقاها الموزع من طرف المنتج وهي:
-المساعدة التقنية :يلتزم المتنازل(المنتج) بتقديم العون في الجانب التقني خاصة إذا كان المنتوج ذو تقنيات
عالية حيث يقدم له تجربته في هذا الميدان ويساعده خالل مراحل التنفيذ
-المساعدة التجارية :يدخل ضمن هذا اإلطار السماح للموزع بيع المنتوج تحت اسم وعالمة المتنازل ،كما
يقدم هذا األخير الحمالت االشهارية من أجل التعريف بالسلعة
-المساعدة المالية :تأخذ هذه المساعدة شكل كفالة قرض أو تسبيق وقد تستمر خالل مرحلة التنفيذ في شكل
مزايا تمنح له
ثانيا-عقد الفرنشيز
ظهر عقد الفرنشيز بعد الحرب العالمية الثانية كأسلوب جديد للتوزيع وكان ذلك في الواليات المتحدة االمريكية
ثم انتقل إلى فرنسا والتي كانت تحتل الصدارة بالمقارنة مع باقي الدول األوربية في استعمال هذا العقد
في حين الجزائر تعاملت مع هذا النوع من العقد مع بداية االنفتاح االقتصادي بدليل عدة عالمات عالمية أبدت
رغبتها في االستثمار عن طريق عقود الفرنشيز
هو عقد بموجبه تمنح إشارة مميزة عادة (تكون من قيل صاحب العالمة) الستغاللها من طرف تاجر مستغل
(المستغل للعالمة) على ان يلتزم األول بوظيفة االرشاد والمساعدة التجارية مقابل دفع الثاني إتاوات على رقم
االعمال وتموينه من عند صاحب العالمة.
لقد تم تعريفه من طرف الفيدرالية الفرنسية لعقد الفرنشيز أنه طريقة تعاون بين مؤسسة صاحب العالمة من
جهة ومؤسسة المستغل لهذه العالمة من جهة أخرى.
-معرفة فنية.
-شرط الحصرية :يمكن ان يقع هذا االلتزام على عاتق صاحب العالمة ويتمثل في عدم إفادة شخص آخر
بحق استغالل عالمته في حدود إقليم المحدد في العقد
أما االلتزام الذي يقع على عاتق المستغل في عدم تزويده بالمواد األولية أو المنتجات االمن عند صاحب
العالمة
هذا الشرط ال يعتبر أساسي في عقد الفرنشيز ولكن من الناحية العملية ال يمكن تصور العقد دون هذا الشرط
-حق ترخيص العالمة :أن العالمة لها دور فعال في هذا العقد وتلعب دو ار أساسيا لكال الطرفين ،بحيث
المستغل أو المتلقي للعالمة الذي يستفيد عقديا من حق استغاللها واستعمالها على مجموع منتجاته او عند
تأدية خدماته تضمن له وجود فئة من العمالء األوفياء لها
اما صاحب العالمة فإنه يضمن عرض منتجاته أو خدماته في محالت المستغل مما يزيده شهرة وكثرة الطلب
-العنوان التجاري :كل إشارة واضحة التي تستخدم لتمييز مؤسسة تجارية وتسمح للجمهور بتميزها عن غيرها
من المؤسسات
-المعرفة الفنية :إن مصطلح المعرفة الفنية كلمة أمريكية األصل How to doأي معرفة كيف العمل ،يقصد
بها أنها معرفة تطبيقية قابلة لالنتقال غير منتشرة عند عامة الناس وغير محمية وناتجة عن تجربة صاحب
العالمة ومختبرة من قبله وانها مجموع أسرار جوهرية مشخصة
-المساعدة التقنية :وتتمثل في تقديم النصائح واالرشادات بما يتعلق بالفرنشيز وتكون قبل وأثناء وبعد مباشرة
النشاط
-2أنواع الفرنشيز
-الفرنشيز الصناعي :ويشمل اإلنتاج الصناعي الذي يتم تحقيقه بحسب قواعد محددة مسبقا حيث يقدم صاحب
العالمة المعرفة السرية التي تسمح بإنتاج السلع كما يعطي موافقته لتصنيع هذه المنتجات
-الفرنشيز اإلنتاجي :ويعني توزيع السلع المنتجة دون التطرق إلى أساليب ووسائل تصنيعها
-الفرنشيز الخدماتي :ويتعلق هذا النوع بتقديم سرية المعرفة المعتبرة أساسا للتجارة وتطور هذا النوع في مجال
الفندقة.
الفرنشيز االستثماري :وبموجبه يكون استثمار المؤسسة بحيث ال يتوقف تقديم سرية المعرفة وأساليب التقنية
وإنما يتم العمل على استثمار المؤسسة بذاتها بما في ذلك استراتيجية العمليات التجارية.
ثالثا-التوزيع االنتقائي
إن تطور المنتجات وتنوعها وظهور منتجات عالية التقنية تحتاج لترويجها موزعين على درجة عالية من الكفاءة
إلى إفراز عقد التوزيع االنتقائي ،الذي بمقتضاه يحتاج المنتج أفضل الموزعين الذين تتناسب إمكاناتهم مع
طبيعة المنتجات.
لقد ظهر هذا العقد في السبعينات كوسيلة لتسويق السلع والخدمات ذات الجودة العالية أو تلك ذات التقنية
والتكنولوجيا الحديثة ،لهذا الغرض اهتم الفقه والقضاء بهذا العقد نظ ار لألثار المترتبة عنه وكذلك مساسه
بالمنافسة
-1تعريفه
عقد يلتزم بمقتضاه مورد بتزويد بعض الموزعين الذين تم انتقائهم بناء على خبراتهم والتي يتم تقيمها بصفة
موضوعية بمقتضى شروط وضعت وأعدت من جانب المنتج وتطبق على كل الموزعين المنتمين الى شبكته.
وهناك من عرفه كذلك :تقنية خاصة في التعامل يتم من خاللها التنظيم المحكم لعملية التوزيع ويتعلق بوضع
المنتج الستراتيجية تجارية خاصة يلتزم من خاللها الموزع المنظم الى الشبكة بتنفيذها واحترامها.
أما القضاء الفرنسي فقد عرفه :على انه ذلك العقد الذي بموجبه يلتزم من جهة الممون بتموين تاجر أو
مجموعة من التجار الذين تم انتقائهم وفقا لمعايير موضوعية متعلقة بالكفاءة والخبرة دون أي تمييز ذلك في
منطقة جغرافيا محددة.
في حين عرفه النظام األوربي رقم 0202/112المتعلق بتطبيق المادة 020فقرة 1من االتفاق حول سير
المجموعة االوربية على فئة من االتفاقات العمودية واألعمال المدبرة " أن عقد التوزيع االنتقائي أنه النظام الذي
من خالله يلتزم الممون ببيع السلع أو الخدمات محل العقد فقط لموزعين الذين تم انتقائهم وفقا لمعايير محددة
من خالل التعاريف السابقة يتضح أن هذا العقد يرتكز أساسا على العناصر التالية:
يجب أن تطبق هذه المعاير بصفة غير تميزية بالنسبة لكل موزع تقدم بطلب االنضمام الى شبكة التوزيع
االنتقائي .يعتمد هذا النمط من التوزيع بالنسبة لبعض السلع والخدمات بسبب طبيعتها.
-0معايير انتقاء الموزعين
أ -معايير االنتقاء النوعي :عند انتقاء الموزعين يجب االستناد الى معايير موضوعية ال ذاتية أي يجب النظر
الى مؤهالت الموزعين ،خبرتهم ،وكفاءتهم وكذلك النظر الى المحل الذي سيمارسون في النشاط.
في حالة السلع ذات الجودة العالية أو ذات شهرة يمكن للمنتج أن يفرض على الموزع الحصول على محل انيق
يتواجد في منطقة تتناسب مع شهرة العالمة التجارية ،كما قد يشترط المنتج على
الموزعين أن يوظفوا عمال يتميزون بالكفاءة الالزمة لالستجابة لطلبات الزبائن واإلجابة على جميع استفساراتهم
كما يقوم المنتج بالبحث عن الموزعين للمنتجات المتميزة بالتقنية العالية والذين تتوفر فيهم الكفاءة التقنية وقد
يقومون بتربص لتحسين معارفهم من اجل التحكم في تسيير هذا النوع من السلع والخدمات.
يلزم المنتج على الموزع ان يتوفر لديه حد أدنى من المخزون الذي يجب أن يوفره الموزع لكي يستجيب لطلبات
المستهلكين.
ب-معايير االنتقاء الكمي :مضمونه هو فرض حد أدنى أو عدد أقصى للموزعين المحتملين لالنتماء لشبكة
التوزيع االنتقائي ،رغم ان تحديد العدد للموزعين يمس بالمنافسة إال ان القضاء الفرنسي اعتبر أن االنتقاء
الكمي للموزعين في إطار عقود التوزيع االنتقائي ال يتعارض مع أحكام المنافسة شريطة أن يكون هذا الحد قد
تم بطريقة معقولة ولم يتم االسراف فيه.
لقد اعتبرت االتفاقات التي تبرم بهدف تنظيم شبكة التوزيع االنتقائي غير مقيدة للمنافسة متى كان انشاء الشبكة
ضروري بسبب طبيعة السلعة المعنية باالتفاق ،المنتجات المعنية بالتوزيع االنتقائي.
يقتضي عقد التوزيع االنتقائي تحديد الممون لعدد معين من التجار الموزعين وتكليفهم بتوزيع منتجاته بالتالي
ال يحق لموزعين غير المنتمين لهذه الشبكة القيام بهذه المهمة.
حيث المنتجات ذات الجودة العالية أو التي تعتمد على تقنية متطورة فإن توزيعها يقتضي أن يكون انتقائيا
لضمان حماية طابع الجودة والشهرة.
وقد اعتبرت الهيئات المكلفة بالمنافسة أن بعض السلع بحاجة الى حماية خاصة منها أجهزة االعالم االلي،
األجهزة االلكترونية ،مواد التجميل المشهورة ،بعض العطور المتميزة ونوع خاص من الساعات المشهورة التي
تقتضي تقنية وتكنولوجيا.
إال أن ليس كل السلع عند رفض بيعها تبرر على أنها وفق التوزيع االنتقائي على هذا األساس يجب تبرير
اعتماد تقنية التوزيع االنتقائي استنادا على المعايير االنتقاء النوعي والكمي دون تمييز في تطبيقها ومبررة.
أن الممون يسعى في هذا النمط من التوزيع إلى طريقة البيع وفق لطبيعة المنتجات كما يسعى الى التطبيق
الموحد لسياسة شبكته ومن أجل السير الحسن هناك التزامات تقع على الموزع وكذا الرقابة المطبقة عليه وتتمثل
فيما يلي:
يهدف من وراء التزامات الموزع تحسين توزيع المنتجات حيث هناك التزامات المسموحة وأخرى ممنوعة وهي
كمايلي:
-كما يلتزم بالتوفير حد من رقم االعمال سواء في الشراء أو البيع دون ان يعيق اختيارهم للتوزيع االنتقائي
في هذا الصدد قررت اللجنة األوربية فيما يتعلق بمواد التجميل والعطور بان المبلغ السنوي للمشتريات لكل
واحد من الموزعين ال يجب أن يتعدى 22بالمئة من الرقم المتوسط للمشتريات المحققة للسنة الفارطة في
مجمل نقاط البيع المتواجدة في اإلقليم المعني باألمر
-يمكن إلزام الموزع بإعادة بيع المنتوجات موضوع التوزيع في غالفها األصلي وفي نقاط البيع المختارة وفقط
بيعه إلى المستهلك أو إلى تجار التجزئة عندما يكون الموزع تاجر الجملة أو إلى موزع آخر ينتمي إلى نفس
الشبكة.
-كما يمكن أن يلزم الموزع بضمان ترقية المنتوج وعلى الممون المشاركة في الحمالت
والدعايات الخاصة بذلك ،مع تفادي بيع منتوجات أخرى اقل قيمة التي قد تضر بعالمة منتوجات المتعلقة
بالتوزيع االنتقائي.
إن بيع منتوج إلى موزع آخر خارج الشبكة يعتبر إخالال بنظام التوزيع االنتقائي رغم أن هذا التصرف قد يعيق
المنافسة إال أن الممون عليه أن يثبت أن هذه المعايير لاللتزامات المطبقة بصفة موحدة تجاه كل الموزعين
الذين تم انتقائهم غرضها حسن سير التوزيع.
-ال يمكن منع الموزع من بيع منتوجات أخرى خاصة بممولين آخرين حتى وإن كانت منافسة.
-ال يمكن للممون أن يقوم بتحديد ثمن إعادة البيع لمنتوجاته ويلزم الموزعين المنتمين
إلى شبكته بتطبيقها ،لكنه إذا فعل ذلك عليه بتبرير هذا االلتزام حتى يصبح مسموحا من أجل حماية صورة
منتوجه الراقي أو ذي التقنيات العالية ،لتفادي إعادة بيعه بسعر بخس ومن جهة أخرى ينبغي إلزام الموزع
التسويق بطريقة المتعلقة العقد بنود كافة باحترام
-يمكن للممون أن يقترح على الموزع سعر إعادة البيع أو أن يقدم له المؤشرات الخاصة بذلك ،شرط أن يبقى
للموزع حرية تحديد الثمن الذي يراه مناسب.
يمارس الممون سلطة الرقابة على الموزع بصفته مسؤوال عن ترقية شبكته ،حيث يلتزم الموزع بإعالمه بكافة
نشاطاته فيما يتعلق بتوزيع المنتوج موضوع العقد خاصة إذا كان لديه سلع أخرى منافسة.
لهذا الغرض فقد قررت اللجنة األوربية أن للممون هذا الحق والمتمثل في تقديم الموزع للممون كافة المعلومات
الخاصة بحالة التخزين ،رقم األعمال ،الفواتير المتعلقة بإعادة البيع ذلك إذا أثبت الممون وبصفه ملموسة أن
الموزع يقوم ببيع السلع خارج شبكة التوزيع التي ينتمي إليها.
-إذا أثبت الممون أن الموزع الذي ينتمي إلى شبكته قام ببيع منتوجاته ،لموزع آخر خارج الشبكة وأخل
له يتعرض أن يمكن أجنبي لموزع البيع عدم في المتمثلة بااللتزامات
ويطلب فسخ العقد على أساس المسؤولية التعاقدية المادة 009من القانون المدني.
-إما الموزع اعتقد أنه قام بالبيع للمستهلك وهو في الحقيقة كان يجهل صفة البائع لهذا المشتري(المستهلك)
-أو تم البيع خارج الشبكة أي في سوق الموزع حيث الممون لم يبرم فيه عقود التوزيع االنتقائي.
لقد تم النظر في مثل هاتين الحالتين من طرف القضاء الفرنسي ولكن الموقف كان في تطور .في األول كانت
القضاة طرف من صارمة بطريقة االنتقائي التوزيع شبكة حماية
وذلك بإدانة تجار التجزئة الذين ال ينتمون إلى الشبكة ورغم ذلك يقومون ببيع منتوجات خاصة بهذا النوع من
التوزيع وهذه اإلدانة تعتمد على ثالثة أسس.
-1استعمال عالمة الغير دون علمه ،بحيث تاجر التجزئة يبيع منتوج الممون و يستعمل عالمته بدون ترخيص
منه .ذلك حسب المادة – 9/ 900ل من قانون الملكية الفرنسية في هذا الصدد عبر عن ذلك المشرع الجزائري
في المادة 1/09من القانون 20-22التي تنص "...تعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة في مفهوم أحكام هذا
القانون ...استغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها"...
-2على أساس المادة 0/000من قانون االستهالك الفرنسي التي تعاقب كل من يقوم باإلشهار الذي يوحي
بالغلط la publicité de nature induire en erreurحيث التاجر الذي ال ينتمي إلى شبكة التوزيع
تاجر موزعا منتق من طرف الممون صاحب عالمة
ا االنتقائي يجعل المستهلك يقع في خطأ ،وإنه بالفعل يعتبر
المنتوج.
-1على أساس المادة 0120من القانون المدني الفرنسي الذي يعاقب على المنافسة غير النزيهة الممارسة من
طرف الموزع خارج الشبكة ،فيقوم ببيع المنتجات التي تكون في إطار التوزيع االنتقائي .في حين هذا الموزع
لم يهتم أصال أن يكون عضوا في هذه الشبكة وخطأه أنه ساهم مع الموزع المعتمد الذي قدم له هذا المنتوج
بخرق بند في عقد التوزيع االنتقائي المتمثل في عدم بيع المنتوجات خارج هذه الشبكة.
ثم الحقا تغير موقف القضاء الفرنسي تغيي ار جذريا عن موقفه األول بقضائه أن الموزعين غير المنتقين لم
يستعملوا العالمة بطريقة غير شرعية ،حيث الحق في العالمة ثم استعمالها واستغاللها في المرة األولى عند
تسويق المنتوج من الممون إلى الموزع منتق ،ولم يقم بجنحة اإلشهار الذي يوحي بالغلط ،ولم يدع أبدا أنه
موزع منتق ولم يرتكب أي أخطاء عند التموين ألنه تلقاها بطريقة منتظمة ولم يثبت حصوله لهذه السلع بطريقة
غير شرعية.
بالتالي ليس بمجرد حصول هذا الموزع (غير المنتق) على منتوجات أو إعادة بيعها منافسة غير مشروعة،
بالنتيجة ال يمكن أن يكون هناك جزاء مدني أو جزائي.
قد ذهب القضاء إلى أبعد من ذلك في حالة غياب l’étanchéitéفإن الشبكة ال يمكن حمايتها من طرف
القضاء .وبالتالي الممون عليه أن يثبت الطابع الشرعي للشبكة التي أقامها وكذلك الطابع غير العادي للتموين
الذي يقوم بيه الموزع غير المعتمد.
في مرحلة أخرى توصل القضاء إلى حل وسطي ،أن عقد التوزيع االنتقائي المشروع يجب أن يحترم من طرف
الموزع الذي ال ينتمي إلى الشبكة وذلك في تدابير معينة.
فنزاهة العقد يجب أن يتم إثباتها من طرف الممون كما يمكن استنتاجه سواء من موافقه المسبقة الصادرة من
طرف سلطات المنافسة أو من طرف القاضي وذلك باالعتراف
بمطابقته لشروط التوزيع االنتقائي وأن الموزع البائع الذي ال ينتمي إلى شبكة التوزيع يمكن له أن يتحصل على
منتوجاته في السوق الموازية ويعيد بيعها خارج الشبكة فال يعتبر ذلك في حد ذاته خطاء و لكن عليه أن:
-ال يشتري سلع في ظروف غير مشروعة (كانتحاله الصفة من اجل الحصول على السلع) ويظهر ذلك عندما
يرفض إظهار مصدر تموينه.
-ال يبيع منتوجات تحمل مالحظة عدم جواز بيعها إال من طرف موزع منتقي في حين هو يعتبر أجنبي
عن الشبكة ،كما ال يمكن نزع هده المالحظة على المنتوج ،و لكن له أن يبعها بإعالنه أنه ال يعتبر عضو
في شبكة التوزيع االنتقائي حتى ال يترك أي مجال للوقوع في خطاء أو أن المشتري يعتقد انه موزع منتقي.
-أن ال يقوم يبيع منتوجات التي تتمتع بالضمان الناتج عن إبرام العقد و يتمتع بها فقط الموزعين المنتقين
المنتمين إلى الشبكة ،أو عليه أن يصرح عند بيعه للمستهلك أن هذا
النوع من الضمان (الناتج عن عقد التوزيع االنتقائي) ال يمكن التمسك به أمام الممون صاحب العالمة كون
هذا الموزع يعتبر أجنبي عن شبكة التوزيع.
في كل الحاالت فإن المسؤولية المدنية تقام على هذا الموزع خارج الشبكة على أساس دعوى المنافسة غير
النزيهة دون المساس بالجزاء المترتب على األفعال غير شرعية من بينها المساس بالعالمة l’image de
marqueالتي تؤثر على تسويق المنتوج أو حتى المساس بحق الممون على عالمته.
في األخير فإذا كانت مشروعية التوزيع االنتقائي مقبولة بطريقة سهلة فإن فعاليتها محدودة.
وما يمكن مالحظته إن القضاء الفرنسي ال يعترف مباشرة أن تسويق منتوجات التي
ال تكون موضوع عقد االنتقاء يعتبر عمل منافس غير نزيه.
أما بالنسبة للقانون الجزائري فإن مثل هذه العقود متعامل بها بصفة محتشمة مثل مجال العطور والساعات
السويسرية وغيرها ألنها تخص مجال الخدمات والسلع الراقية وباهظة الثمن وكذلك نظ ار لحداثة سوق األعمال
عندنا .لهذا السبب لم نجد قضايا من هذا النوع مما جعلنا نستعين بالقضاء الفرنسي من أجل تبيان األحكام
التي تنظمه ،لكن هذا ال يمنع أن نقول هناك أحكام تطبق على هذا النمط من التوزيع طبقا للمادة 20من
القانون 20-22والمعدلة بموجب القانون 20-02والتي تنص"...يطبق هذا القانون على نشاطات اإلنتاج
وعلى نشطات التوزيع"...مع اإلشارة أنه لم يدرج مصطلح الموزع في تعريف العون االقتصادي في المادة 21
من نفس القانون.
التوزيع االلكتروني
لقد تأثر نشاط التوزيع بظهور شبكة االنترنت والتزايد المستمر للتجارة االلكترونية مما أدى الى استحداث وسيلة
توزيع حديثة تعتمد على شبكة االنترنت فأصبح يسمى بالتوزيع االلكتروني e.distribution
يعتبر التوزيع االلكتروني من أبرز النشاطات التجارة االلكترونية التي تتم عبر االنترنت والتي تعتبر كوسيلة
اتصال سريعة وذات تكلفة قليلة .كما يشمل نشاط التوزيع االلكتروني جميع األنشطة المحققة عبر النشاطات
االلكترونية.
لقد ركز المشرع الجزائري في اهتمامه بتنظيم نشاط التوزيع االلكتروني في ظل قانون 21/02على تأطير
العالقة بين كل من الموزع والمستهلك ولم يهتم بتنظيم العالقة بين المورد والموزع.
ما يجب اإلشارة إليه أن اللجوء الى التوزيع اإللكتروني من طرف الموزعين المنتمين لشبكة التوزيع يجب أن
يكون حسب ما ورد في عقد التوزيع بين الموزع والمنتج المورد ،أي هناك عقود توزيع تتضمن بند حظر التوزيع
االلكتروني وأخرى تسمح بذلك وهذا العتبارات بين الطرفين.
فقد تأثر نشاط التوزيع كما سبق اإلشارة إليه بظهور شبكة االنترنت والتزايد المستمر للتجارة االلكترونية مما
أدى استحداث ما يسمى بالتوزيع االلكتروني كما أطلق على مجال المتعلق بالتجارة عبر االنترنت باالقتصاد
الرقمي.
فقد تم تعريف التوزيع االلكتروني على " أنه كل األنشطة االلكترونية التي تسهل اشباع حاجات العميل وأنه
تداول السلع والخدمات عن طريق شبكة االنترنت" فكانت هناك قنوات التوزيع االلكتروني والموضوعة تحت
تصرف العمالء وذلك بتنوع السلع والخدمات موضوع التوزيع حيث ظهرت عدة طرق أهمها تتمثل في:
-التعامل العمودي حيث يمكن لمقدمي الخدمات أو المنتجين توزيع منتجاتهم عبر االنترنت لعمالئهم مباشرة
وذلك بالتسيير المباشر لمواقعهم الخاصة.
-منصات رقمية متعددة األوجه حيث تضم عدة تجار ،إذ تسهل هذه المنصات تبسيط المعامالت بين البائعين
والمشترين كما انها منصة ترابط في تزايد تأخذ مكان الموزعين في األسواق التقليدية.
يتميز نشاط التوزيع االلكتروني بحركية خاصة قهو مرتبط بصفة أساسية بتحدي التنافس في السوق الرقمي من
حيث الحركية والنتائج فمنها السلبة ومنها اإليجابية خاصة للمستهلكين وتتمثل في:
-تنوع خيارات المستهلكين حيث بإمكانهم اقتناء حاجياتهم من أي موقع الكتروني متخصص بالتوزيع.
-كما يسمح هذا النوع من التوزيع الوصول بشكل أكثر مرونة للعمالء والزبائن.
-يعتبر بعض المختصين في هذا النوع من النشاط أن االنترنت ال تشكل اقتصاد جديد بل بنية تحتية جديدة
للنشاطات االقتصادية مثل …Amazon, Google
-تحسين وفرة المعلومات وشفافية أسواق التجارة االلكترونية حيث هذه الشفافية تسمح للموزعين االلكترونيين
مقارنة أسعارهم بأسعار منافيسهم.