You are on page 1of 31

‫جامعة الجزائر ‪1‬‬

‫بن يوسف بن خدة‬


‫كلية الحقوق‬

‫محاضرات في مقياس عقد التوزيع‬


‫(بعد تحيينه)‬
‫السداسي الثالث‬

‫السنة الثانية ماستر‬


‫قانون االعمال‬

‫األستاذة بن زيدان زوينة‬


‫البريد االلكتروني‪z.benzidane@univ-alger.dz:‬‬

‫السنة الدراسية ‪0202/0202‬‬


‫البرنامج المتعلق بمقياس عقد التوزيع‬

‫مفهوم عقد التوزيع‬ ‫‪-I‬‬

‫أوال ‪-‬تعريف عقد التوزيع‬

‫ثانيا ‪-‬الطبيعة القانونية لعقد التوزيع‬

‫ثالثا ‪-‬خصائص عقد التوزيع‬

‫تمييز عقد التوزيع عن العقود المشابهة له‬ ‫‪-II‬‬

‫أوال‪ :‬تمييز عقد التوزيع عن عقد السمسرة‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز عقد التوزيع عن عقد المقاولة‬

‫ثالثا‪ : :‬تمييز عقد التوزيع عن عقد نقل التكنولوجيا‬

‫التزامات طرفي عقد التوزيع‬ ‫‪-III‬‬


‫أوال‪ :‬التزامات الممون‬
‫ثانيا‪ :‬التزامات الموزع‬
‫انقضاء عقد التوزيع‬ ‫‪-IV‬‬
‫أنماط عقود التوزيع‬ ‫‪-V‬‬

‫‪-‬عقود التوزيع الكالسيكية‬

‫‪ -‬عقود التوزيع الحديثة‬

‫‪ -VI‬التوزيع االلكتروني‬
‫بعض المراجع المعتمد عليها‬

‫المـــــراجـــع باللغـــــة العـــــــربـيـــــة‬

‫‪ -‬د‪.‬أحمد أنور محمد‪ ،‬المحل في عقد االمتياز التجاري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪.0202 ،‬‬
‫‪ -‬ردمان معمر طاهر حميد‪ ،‬عقود الوساطة التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.0202‬‬
‫‪ -‬صفوت ناجي بهنساوي‪ ،‬عقود التوزيع االنتقائي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ار النهضة العربية ‪.0991‬‬
‫‪ -‬ماجد عمار عقد االمتياز التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.0990 ،‬‬
‫‪ -‬محرز أحمد‪ ،‬الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي –الصناعة‪،‬‬
‫التجارة‪ ،‬الخدمات‪ ،‬دون ذكر الطبعة دار النشر ومكان النشر‪.0992 ،‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب‪ ،‬الفرنشيز ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪.0229 ،‬‬

‫‪ -‬قرني ياسر سامي‪ ،‬دور عقود االمتياز التجاري في نقل المعرفة الفنية‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.0221 ،‬‬
‫‪ -‬محمد حسن إبراهيم النجار عقد االمتياز التجاري‪-‬دراسة في نقل المعارف الفنية‪ ،‬دون‬
‫ذكر الكلية‪.0222 ،‬‬
‫‪ -‬إنوجال نوال‪ ،‬عقد الفرنشيز في القانون الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪2004 ،0‬‬
‫‪ -‬إدريس النوازلي‪ ،‬تطبيقات عقد االمتياز التجاري‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬مراكش‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد‬
‫‪.0222 ،10‬‬
OUVRAGES EN LANGUE FRANCAISE
- ALFANDARIE (E.), Droit des Affaires (Les Cadres Généraux, l’Entreprise, les
Activités) Editions Litec, Paris, 1993.

- AMIEL COSME (L.), Les Réseaux de Distribution L.G.D.J. 1994, N°14.


- BESSID (Ph.), Le Contrat de Franchisage « Notions Actuelles et Apport
du Droit Européen » L.G.D.J, 1990.

- BLAISE (J.B.), Droit des Affaires, Commerçant, Concurrence, Distribution,


L.G.D.J Delta, 1999.
- DEMENDEZ (M.), La Franchise Commerciale, Edition Que sais-je, Paris 1984.

- DIDIER (F.), Droit de la Distribution, Edition Litec 2 éme Edition.

- GATSI (J.), Le Contrat Cadre, L.G.D.J. 1996.


- LUCSIMON (F.), Théorie et pratique du droit de la franchise, édition Lextenso,
sans année.

- MENDOZA (A) et CAMINADE, Droit de la Distribution, Editions


Lextenso, 2011.
‫مقدمة‬
‫تسمح عملية التوزيع الى إيصال المنتجات الى المستهلك عن طريق وساطة الموزعين‪ ،‬فهي العملية التي من‬
‫خاللها يتم انسياب السلع والخدمات من المنتج الى المستهلك وغالبا ما تتصل بتلك العملية نشاطات أخرى‬
‫كالتخزين والنقل للسلع وغيرها من األنشطة التي تسهل في إيصال المنتجات الى المستهلكين‬

‫لقد عرف التوزيع على » أنه مورد خارجي يدخل المؤسسة ضمن المدخالت األخرى من التصنيع والبحث‬
‫وغيرها‪ ،‬فهو مورد خارجي بصورة اعتيادية يستغرق بناءه عدة سنوات » كما أعطت الغرفة التجارية الدولية‬
‫التعريف التالي للتوزيع هو »المرحلة التي تلي مرحلة انتاج السلع والحاجيات انطالقا من وقت وضعها في‬
‫السوق الى تسلمها من طرف المستهلك النهائي‪ ،‬ويشمل ذلك مختلف النشاطات واالعمال التي تؤمن للمشترين‬
‫توفير البضائع والخدمات المنتجة» فقد أصبح اختيار طرق التوزيع يسمح للمنتج أن يتميز عن منافسيه فتطور‬
‫االمر الى تكوين ما يسمى بشبكات التوزيع‪.‬‬

‫وقد ظهرت شبكات التوزيع بظهور مشكل تحقيق التوازن بين العرض والطلب وذلك بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫حيث زادت الطاقة اإلنتاجية للمصانع فنتج فائض في اإلنتاج إذ كان البد توزيع وايصال المنتجات الى جميع‬
‫المستهلكين بالموازاة مع اإلنتاج الضخم ومن ثم إيجاد موزعين يحترفون هذا النشاط بذلك فالتوزيع يعتبر عملية‬
‫وسطية بين اإلنتاج واالستهالك‪.‬‬

‫ف التوزيع إن كان من حيث طبيعته نشاطا اقتصاديا ومن حيث مضمونه عملية لتوصيل السلع والخدمات من‬
‫المنتح الى المستهلك‪ ،‬فإنها عملية ال تتأتى اال من خالل العقد‪ .‬فيعتبر في الشكل العصري والمعقد للشراء‬
‫بغرض البيع وهو ما نظمه المشرع الجزائري في القانون التجاري حسب المادة ‪ 20‬منه‬

‫ف دور الموزع قد شهد تطور ملحوظا خالل الحقبة السابقة‪ ،‬فلم يعد الموزع مجرد أداة وصل أي أداة لنقل‬
‫المنتجات من المنتج إلى المستهلك وإنما تغير دوره بشكل أساسي وأصبح باإلضافة إلى ذلك يمد المستهلك‬
‫بالمعلومات عن أفضل المنتجات ويزود المنتج بالمعلومات عن احتياجات السوق‪ .‬كل هذه التطورات التي‬
‫شهدتها عملية التوزيع أصبع يعرف حاليا بقانون التوزيع الذي يعتبر جوهر القانون االقتصادي المعاصر‬
‫وبالتالي يوحد ربط بين القواعد االقتصادية والقواعد القانونية مما أدى الى ضرورة تنظيم هذه العملية في إطار‬
‫ما يسمى بعقد التوزيع‪.‬‬

‫يعتبر من أوائل الصور القانونية التي ظهرت لعقود التوزيع سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي‪:‬‬

‫‪-‬عقد الوكالة التجارية‬

‫‪-‬عقد الوكالة بالعمولة‬


‫مع تقدم دول العالم وإحراز الدول المتقدمة للتكنولوجيا التي تم استخدمها في كافة المجاالت أصبحت أغلب‬
‫السلع تشتمل على تكنولوجيا وقد تطلب ذلك وجود موزعين على درجة عالية من الكفاءة حتى يتمكنوا من توزيع‬
‫هذه المنتجات‪.‬‬

‫هذا ما أدى إلى ظهور صور جديدة للتوزيع أفرزتها الممارسة العملية واألعراف التجارية وعرفت فيما بعد بشبكة‬
‫التوزيع‪ ،‬إذ أصبح اليوم التوزيع عصب االقتصاد نظ ار للخدمات التي يقدمها والتي تمثل مجموعة من العمليات‬
‫المادية والقانونية التي تسمح بنقل المنتجات بواسطة الموزعين المحترفين من المنتجين الى المستهلكين سواء‬
‫كانوا أشخاص عاديين أو محترفين‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫‪ -I‬مفهوم عقد التوزيع‬

‫إن تحديد مفهوم عقد التوزيع يكتسي أهمية كبيرة‪ ،‬ذلك من أجل تحديد أطراف العقد وااللتزامات التي تربط‬
‫بينهما‪ .‬كما يهدف إلى وضع اإلطار العام لهذا العقد من اجل تمييزه عن التصرفات القانونية األخرى‬
‫المشابهة له‪ .‬لهذا سنتعرض إلى تعريفه ثم تحديد الطبيعة القانونية له ثم خصائصه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف عقد التوزيع‬

‫أ‪-‬على مستوى الفقه‬

‫لم يتم االتفاق على تعريف عقد التوزيع نظ ار لتعدد المدارس‪ ،‬فهناك من اعتبره "عقد يتم بين المنتج والموزع‬
‫يسمح من خالله بانتقال المنتجات من المنتج إلى المستهلك وهذا كله يتم عبر وسيط يدعى بالموزع"‬

‫وهناك جانب من الفقه عرفه" عقد يلتزم بموجبه المورد منح شخص أخر يسمى الموزع الحق في توزيع‬
‫السلع والخدمات التي يقوم بتصنيعها وانتاجها المنتج مقابل التزام الموزع بتعليمات هذا المنتج في صرف‬
‫السلعة أو الخدمة"‬

‫وأخي ار ذهب فريق من الفقه الى اعتبار "عقد توزيع المنتجات في حقيقته ما هو سوى عقدا بين شركة‬
‫التي هي بحاجة لتوزيع منتجاتها وموزع الذي يكون متخصصا في هذه المهنة"‬

‫وهناك من يرى ان المؤسسات التجارية غير قادرة على ممارسة جميع األنشطة التجارية ذلك لتشبعها من‬
‫جهة ولتعدد امكنة وقوعها من جهة أخرى االمر الذي يتطلب استعانة هذه المؤسسات بغيرها لمساعدتها‬
‫في تحقيق أغراضها التجارية او الصناعية لتصريف منتجاتها وهذا النوع من المساعدة ال يتحقق بعقود‬
‫عمل وانما عقود توسط يتولى تلبية حاجات هذه المؤسسات وهذا هو ما يسمى بعقد التوزيع‪.‬‬
‫ب‪-‬على مستوى التشريع‬

‫نجد ان المشرع الفرنسي عرفه في القانون ‪ 992-0201‬المؤرخ في ‪ 0201/22/20‬في مادته ‪"10‬‬


‫مجموع العقود المبرمة بين األشخاص القانون الخاص يجمع التجار غير المذكورين في الباب الرابع‬
‫والخامس ‪...‬لهذا القانون يضع او ينتج خدماته المنصوصة في المادة ‪ L330-3‬ومن جهة أخرى كل‬
‫شخص يمارس لحسابه أو لحساب الغير محل تجاري للبيع بالتجزئة مع هدف مشترك من استغالل هذا‬
‫المحل وكذلك البنود التي تلزمه باتباع مهنة معينة خالل مدة زمنية "‪.‬‬

‫أما على الصعيد المجموعة االوربية فقد عرفته النظام رقم ‪ 0992/0999‬حول تطبيق المادة ‪ 20‬فقرة ‪21‬‬
‫من اتفاقية روما من فئة االتفاقات العمودية " هو االتفاق العمودي القائم بين مؤسستين فأكثر تنشط كل‬
‫واحدة على مستوى مختلف من اإلنتاج والتوزيع ويتعلق االتفاق بالشروط التي بموجبها يمكن لألطراف‬
‫أن تشتري أو تبيع بعض السلع او الخدمات"‬

‫بالرجوع إلى التشريع الجزائري نجد ان المشرع لم يعرف عقد التوزيع‪ ،‬إال انه تمت اإلشارة إليه بصفة غير‬
‫مباشرة من خالل عدة نصوص مثل المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 20-22‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارية "نشاطات التوزيع"‬

‫كذلك المادة ‪ 21‬من قانون حماية المستهلك وقمع الغش ‪ 21/29‬التي نصت الى التوزيع بصفة غير‬
‫مباشرة من خالل تعريفها لعملية وضع المنتج لالستهالك " مجموع مراحل اإلنتاج واالستيراد والتخزين‬
‫والنقل والتوزيع بالجملة والتجزئة"‬
‫إن تعريف عقد التوزيع يحتم علينا التطرق الى عقد اإلطار ألن اغلب عقود التوزيع تفرغ في شكل عقد‬
‫إطار والذي يتضمن قواعد عامة تحدد مسبقا كيفية ابرام وتنفيذ عقود الحقة حيث يلتزم الطرفي العقد بهذه‬
‫القواعد‪ .‬كما يلي عقد اإلطار عقود تطبيقية الحقة له وهذا لمتطلبات التوزيع المرتبط بتكرار متتالي للعملية‬
‫في مدة زم نية‪ ،‬فهذه العقود ال تتم في وقت واحد بل بصفة متكررة حيث تهتم بالبيع عكس عقود اإلطار‬
‫التي تولد فقط االلتزام بين الطرفين (حجز السلع واالستجابة لهذا الحجز)‬
‫عقــــــــــــد اإلطــــــار‬

‫لم يتعرض المشرع الى تعريف عقد اإلطار او ما يسمى كذلك عقد النموذجي مثله مثل اغلب التشريعات‬
‫إال ان القانون المدني الفرنسي تطرق إليه في نص المادة ‪ " 0000‬عقد اإلطار هو اتفاق يحدد األطراف‬
‫‪1‬‬
‫مقتضاه الخصائص العامة لعالقاتهم التعاقدية المستقبلية وتحدد عقود التطبيق كيفية تنفيذ هذا االتفاق"‬

‫أما جانب من الفقه عرفه "عقد يعتمد صيغة مطبوعة يقدمه أحد األطراف لألخر ويقتصر دوره على ملء‬
‫الفراغات المتروكة فيه البيانات الخاصة والتوقيع عليه فيصير العقد مبرما بهذا التوقيع" ‪ ،‬إن الشروط‬
‫النموذجية الموجودة في مثل هذا العقد ال تلزم الطرف االخر إال إذا قبلها‪.‬‬

‫في حين العقود التنفيذية هي عقود تأتي الحقا بعد إبرام عقد اإلطار فتقوم بإنجاز المعامالت التجارية‪ ،‬الصناعية‬
‫ضمانا لسرعة تسيرها ولتحقيق ما تم االتفاق عليه في عقد اإلطار فهي عقود تطبيقية الحقة له وهذا لمتطلبات‬
‫التوزيع المرتبط بتكرار متتالي للعملية في مدة زمنية حيث ال تتم في وقت واحد بل بصفة متكررة فهو يهتم‬
‫بالبيع عكس عقود اإلطار التي تولد فقط االلتزام بين الطرفين‪.‬‬

‫ما يجب اإلشارة اليه انه ال يوجد قانون أو تنظيم خاص يحكم نشاط التوزيع فالذي ينظم هذا النشاط هو تلك‬
‫القواعد المستمدة من العقود المبرمة بين الممون المنتج مع الموزع في إطار شبكات التوزيع‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬الطبيعة القانونية لعقد التوزيع‬

‫يعتبر عقد التوزيع عقدا مميزا‪ ،‬فهو من جهة عقد مثله مثل العقود األخرى ومن ناحية أخرى له ارتباط كبير‬
‫بمجال األعمال ولهذا اختلفت أراء الفقهاء حول طبيعته القانونية‪.‬‬

‫الرأي األول‪ :‬عقد التوزيع عقد الوكالة‬

‫عرف القانون المدني عقد الوكالة في المادة ‪ "190‬الوكالة أو االنابة عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا‬
‫آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه" فالوكالة تعد شكال من أشكال النيابة القانونية حيث‬
‫فهناك من اعتبره عقد وكالة فيتم بمقتضاه تفويض شخص لشخص أخر للقيام بعمل لحساب الموكل‬
‫وباسمه‪ .‬فالوكيل يتعاقد ويقوم بمختلف التصرفات القانونية في حدود وكالته باسم األصيل ولحسابه‪.‬‬
‫لكن بالرجوع إلى عقد التوزيع فالموزع ال يعمل دائما باسم ولحساب الموكل ألنه أحيانا أخرى يعمل باسمه‬
‫ولحسابه الخاص‪ ،‬من هنا نرى أن عقد التوزيع أشمل وأوسع من عقد الوكالة‪.‬‬

‫محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون العقود الفرنسي الجديد باللغة العربية –تعديل ‪ -8102‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪،8102 ،‬‬
‫‪1‬ص‪38.33‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬عقد التوزيع عقد تجاري‬

‫هناك من يرى الموزع في إطار ممارسة لعملية التوزيع يعتبر شخص محترف للنشاط الذي يقوم به‪ ،‬بمعنى‬
‫أنه يزاول عملية توزيع المنتجات بغية الحصول على أرباح‪ .‬فالصفة التجارية للنشاط الذي يمارسه أصبحت‬
‫تالزم عقد التوزيع‪ .‬فحسب هذا الرأي فإن العقد يعد تجاري عند ممارسة النشاط بصفة متكررة ولكن ما يعاب‬
‫على هذا الرأي أنه ليس من الضروري أن يكون موضوع العقد هو القيام بعمل تجاري حتى نظفي عليه الوصف‬
‫التجاري بل يعد كذلك إذا كان يمارس بصيفة مشروع أي مقاولة‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬خصائص عقد التوزيع‬

‫يتميز عقد التوزيع بجملة من الخصائص تميزه عن غيره من العقود االقتصادية كما يشترك مع باقي العقود‬
‫بخصائص وهي‪:‬‬

‫‪-0‬عقد رضائي‪:‬‬
‫ينعقد العقد بمجرد تطابق االيجاب والقبول‪ ،‬حيث الشخص الذي يباشر عملية التوزيع ال يستطيع البدء في هذه‬
‫العملية إال بعد الحصول على موافقة من الطرف الثاني‪.‬‬

‫كما يجب أن تكون رضا الطرفين غير مشوبة بأي عيب من العيوب التي تفسده كالتدليس أو اإلكراه أو العش‪.‬‬
‫إن الصفة الرضائية لهذا العقد ال يحتاج ألي إجراء شكلي ولكن يسعى األطراف عادة إلى إفراغ اتفاقهما في‬
‫شكل مكتوب و التي ال تنفي هذه الصفة كما هو الشائع‪ ،‬حيث توجد عقود نموذجية ينمكن اتباعها بشكل عام‬
‫إذ تتضمن أهم بنود وشروط عقود التوزيع فقط كما يجب أن تكون صياغة هذه العقود من طرف أشخاص‬
‫متخصصين في إدارة عمل الشركات مثل مدراء المبيعات أي جانبهم أشخاص متخصصين في فن الصياغة‬
‫القانونية مثل المحامين‬
‫‪-0‬عقد زمني‪:‬‬
‫هو عقد يستغرق مدة زمنية والذي يعتبر عنصر جوهري فيه‪ ،‬هذا ما يضفي عليه طابع االس ا‬
‫تمررية الن العقد‬
‫يتصف بالتعقيد وعالقات الطرفين مكثفة تستوجب مدة زمنية من أجل تنفيذه‪.‬‬
‫‪-1‬عقد غير مسمى‪:‬‬
‫هو عقد لم يتطرق إليه المشرع بالتعريف والتحديد لذا تنطبق عليه المبادئ العامة من االلتزام االبرام واألثار‬
‫واالنقضاء كما هو الحال بالنسبة لعقد وعقد الهبة مثال‪ .‬إذا ورد في العقد بنود خاصة فهنا يكون العقد شريعة‬
‫المتعاقدين فيما ال يخالف االحكام العامة للعقد‪.‬‬
‫‪-2‬عقد يقوم على االعتبار الشخصي‪:‬‬
‫إن شخصية الموزع هي محل اعتبار عند المنتج‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير باختيار الموزع على أساس ما يملكه‬
‫من مؤهالت مهنية والسيرة الحسنة في مجال التوزيع‪ .‬فالمنتج يضع ثقته في الموزع وعلى هذا األخير أن‬
‫يحرص على المحافظة على السمعة التجارية وسرية المعلومات الي يحصل عليها من المنتج‪ ،‬لهذا فال ينبغي‬
‫للموزع أن ينيبه غيره في تنقيذ العقد مالم يؤذن له المنتج بذلك‪ .‬كما أنه إذا أصيبت أهليته بأي طارئ فإن العقد‬
‫المبرم بين الطرفين يتم وضع حد له‪.‬‬
‫فعقد التوزيع من العقود التي تراعي فيها شخصية الموزع وذلك حتى يضمن المنتج توزيع المنتجات وال تصاب‬
‫سمعته بأي إساءة أو خدش‪.‬‬
‫‪-1‬عقد ملزم للجانبين‪:‬‬
‫هو عقد ينشئ التزامات متبادلة بين الطرفين كما يحقق منافع وفوائد لهما‪ .‬بصفة عامة يلتزم كل طرف بتنفيذ‬
‫العقد بحسن نية وبحسب الموجبات التعاقدية التي تم االتفاق عليها‪.‬‬

‫لإلشارة فان هناك خصائص خاصة بهذا العقد تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬الكلفة االقتصادية ‪ :‬يحقق عقد التوزيع فوائد لكال الطرفين‪ ،‬فالمنتج يمكنه زيادة مبيعاته خالل توزيع منتجاته‬
‫في مناطق جغرافيا مختلفة كما يستفيد أيضا من خبرة الموزع ألنه على دراية بالسوق المعنية وبأذواق المستهلكين‬
‫وأنه سينال سيولة نقدية حتى يتمكن له تصنيع وإنتاج أكثر مع ربح الوقت في حين الموزع له أن يحقق مبيعات‬
‫وحصة سوقية مستفيدا من ذلك من شهرة المنتجات التي يحصل عليها المنتج‪.‬‬
‫في حين الموزع له أن يحقق مبيعات وحصة سوقية من خالل شهرة المنتجات التي يحصل عليها من المنتج‪.‬‬

‫‪-‬التخصص‪ :‬إن اختيار أسلوب معين للتوزيع مع تحديد الموزعين للقيام بعملية التوزيع أمر في غاية األهمية‪،‬‬
‫ألن احتراف الموزع سيجعل المنتج في وضع آمن كون خبرة الموزع في منطقة معينة في خدمة هذا المنتج‪،‬‬
‫مما يجعل ابرام عقد التوزيع مع هؤالء األشخاص المحترفين والمتخصصين أصبح ال بد منه في وقتنا الحاضر‪.‬‬

‫‪ -II‬تمييز عقد التوزيع عن العقود المشابهة له‬


‫يتميز عقد التوزيع عن غيره من العقود المشابهة له في عدة نقاط ومن بين هذه العقود‬

‫أوال‪-‬تمييز عقد التوزيع عن عقد السمسرة‬

‫يعتبر كال العقدين من عقود الوساطة ولكن في عقد التوزيع الموزع يقوم بالتعاقد باسمه ولحسابه‪ ،‬أما في عقد‬
‫السمسرة فإن مهمة السمسار تتمثل في تقريب وجهات النظر بين طرفي العقد‪ ،‬وال يشترك في إب ارم العقد وإنما‬
‫تسهيل التعاقد عن طريق إحاطة أحدهم أو كالهما بظروف السوق وال يستحق أجرة إال إذا تمت الصفقة‪.‬‬
‫أما الموزع فهو يعمل باسمه ِ‬
‫ومسؤول مباشرة أمام المستهلك‪.‬‬
‫ثانيا ‪-‬تمييز عقد التوزيع عن عقد المقاولة‬

‫يعتبر عقد التوزيع من العقود التجارية في حين أعمال المقاولة هي من قبيل األعمال المادية‪ ،‬لكن يتشبهان أن‬
‫كالهما يمارس فيهما األعمال بصفة مستقلة قانونيا كما انهما من العقود الملزمة للجانبين‪.‬‬
‫كما ان المقاول ال يعتبر نائبا عن صاحب العمل وفي حين في عقد التوزيع يتحمل الموزع المسؤولية الكاملة‬
‫اتجاه المستهلكين إال في حالة العيوب الخفية‬

‫ثالثا ‪-‬تمييز عقد التوزيع عن عقد نقل التكنولوجيا‬

‫يعتبر عقد التوزيع عقد يربط بين طرفي العقد‪ ،‬فيلتزم الطرف األول(المنتج) بتصنيع أو إنتاج سلعة معينة ويقوم‬
‫الطرف الثاني (الموزع) بتوزيعها فيتفاوض الطرفان على األحكام العامة للعقد‪.‬‬
‫بينما عقد نقل التكنولوجيا هو اتفاق يتعهد بمقتضاه (مورد التكنولوجيا) بأن ينقل بمقابل‪ ،‬معلومات فنية إلى‬
‫(مستورد التكنولوجيا) الستخدمها في طرق فنية خاصة إلنتاج سلعة معينة أو تطويرها أو تركيب أو تشغيل‬
‫آلة‪.‬‬

‫ال يعتبر نقال للتكنولوجيا مجرد شراء أو بيع أو تأجير أو استئجار او ترخيص باستعمالها إال إذا ورد كجزء من‬
‫عقد نقل التكنولوجيا أو كان مرتبطا به فيتضح من هذا التعريف أن محل عقد نقل التكنولوجيا يجب ان يكون‬
‫نقال للمعلومات الفنية إلنتاج سلع معينة أو تطويرها‪.‬‬

‫ن كان العقدان يتشبهان في انهما من العقود الملزمة للجانبين وانهما يحتويان على حقوق والتزامات‪.‬‬

‫‪-III‬التزامات طرفي عقد التوزيع‬


‫إن إبرام عقد التوزيع يولد لطرفيه التزامات كونه عقد ملزم للجانبين‪ ،‬فهو اتفاق عمودي يربط بين متعاملين وهما‬
‫المنتج والموزع إضافة إلى المستهلك لكن دون أن يكون طرفا في عقد التوزيع‪.‬‬
‫فاألثار القانونية المترتبة على العقد تتمثل في التزامات الطرفين‬

‫أوال‪-‬التزامات المنتج‬

‫إن التزامات المنتج في األصل تعتبر حقوق للموزع وتتمثل في االتي‪:‬‬

‫‪ -‬التزام المنتج بإيصال المنتجات إلى الموزع في الفترة الزمنية المتفق عليها‪ ،‬الن هذا العقد من العقود الزمنية‬
‫والذي يعتبر فيه الزمن عنصر جوهري‪.‬‬
‫إذا كان العقد يحوي شرط الحصرية‪ ،‬يلتزم المنتج بتوقير المنتجات إلى الموزع الوحيد في الرقعة الجغرافيا‬
‫المحددة حيث يمتنع هذا المنتج بتوزيع تلك المنتجات إلى باقي منافسي الموزع‪.‬أما إذا كان العقد غير حصري‬
‫فيكون المنتج حر في بيعها ألكثر من موزع‪.‬‬

‫ما يجب اإلشارة اليه ان المنتج او المورد مهم كان نوع العقد فهو ملزم بشرط التموين خالل المدة الزمنية المتفق‬
‫عليها كونه عنصر جوهري في عملية التوزيع‪.‬‬

‫‪-‬التزام المنتج بتقديم عمولة أحيانا أو ثمن المبيع أحيانا أخرى‪ ،‬فيعد عمل الموزع من خالل عقد التوزيع عمال‬
‫تجاريا وهو من عقود المعاوضة أي الغاية منه تحقيق أرباح معينة‪.‬‬
‫فالموزع ال يعمل على سبيل التبرع مما يستلزم على المنتج بتقديم عمولة له أحيانا التي تكون في الغالب نسبة‬
‫مئوية تستقطع من قيمة البضاعة المباعة‪.‬‬

‫ما يجب اإلشارة إليه أن العمولة في هذا النوع من العقود ال تعتبر تسديد مبلغ نقدي الى الموزع بل تتمثل في‬
‫احتساب قيمة أسعار المنتجات التي ينتجها فيعهد بتوفيرها الى الموزع يتولى هذا األخير توزيعها حيث تكون‬
‫قيمة هذه األسعار أقل من القيمة االصلية بمعنى ان ها مش الربح او العمولة تدفع للموزع بشكل غير مادي‬
‫وهو عن طريق التقليل من األسعار المنتجات التي يتولى انتاجها‪.‬‬

‫قد تكون نسبة مئوية من قيمة المنتجات الي يقوم الموزع ببيعها مباشرة‪ ،‬فتحدد على أساس مقدار المقابل الذي‬
‫يستحقه الموزع‪.‬‬

‫يفترض أنه متى تحددت العمولة ال يجوز للقضاء تعديلها الن عقد التوزيع يتم بين أشخاص مهنيين لهم الخبرة‬
‫في تقدير هذه العمولة‪.‬‬

‫ثانيا ‪-‬التزامات الموزع‬

‫يتولى الموزع مهمة توزيع المنتجات التي يتم اقتنائها من المنتج والذي يربطه بهذا األخير عقد توزيع‪ ،‬حيث‬
‫يترتب على هذه العالقة التزامات على عاتق الموزع وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬االلتزام بتوزيع المنتجات استنادا لما تم االتفاق عليه في العقد ويأخذ هذا االلتزام عدة أشكال حسب طبيعة‬
‫العقد‪ ،‬فقد يكون مرتبط بشبكة توزيع سواء توزيع استئثاري او انتقائي وقد يكون موزع حر‪ .‬حيث يشتري السلع‬
‫وبيعها في اإلقليم الذي يريده وبالطريقة التي تمليها عليه احتجاجات التجارة أو في شكل وكيل بالعمولة أو في‬
‫شكل وسيط يقوم بالتفاوض‪ ،‬لصالح مؤسسة اقتصادية باعتبار أن قانون التوزيع هو قانون الوساطة‪.‬‬

‫على كل فإن الموزع ملزم بالحدود القانونية التي يضعها عقد التوزيع والمقصود بالحدود القانونية هو االلتزام‬
‫بالموقع الجغرافي مع تحديد وتوفير التجهيزات الالزمة للتوزيع مع وجود كفاءة وخبرة مهنة وطريقة عرض هذه‬
‫المنتجات والحمالت الدعائية ومواكبة التطورات مع بذل الجهود الضرورية لتوزيع تلك المنتجات ذلك من اجل‬
‫الحفاظ وعلى سمعتها‪.‬‬

‫‪-‬التزام الموزع بجمع كل المعلومات المتعلقة بالسوق الذي يمارس فيه عملية التوزيع‪ ،‬فالسوق حسب المادة ‪21‬‬
‫من االمر ‪ 21/21‬المتعلق بالمنافسة " هو كل سوق السلع او الخدمات المعنية ‪...‬كذلك تلك التي يعتبرها‬
‫المستهلك مماثلة او تعويضيةـ ال سيما بسبب مميزاتها واسعارها واالستعمال الذي خصصت له والمنطقة‬
‫الجغرافيا التي تعرض المؤسسات فيها السلع او الخدمات‪ "..‬فيقوم الموزع بجمع المعلومات المتعلقة برغبات‬
‫برغبات المستهلكين وكذا تصرفات المتنافسين حيث يستفيد المنتج منها من أجل تحديد سياسته المستقبلية‬
‫والخاصة بعناصر المزيج التسويقي‪.‬‬

‫‪-‬االلتزام بالسرية‪ ،‬حيث يقتضي عقد التوزيع التزاما على الموزع الحفاظ على سرية المعلومات والخبرات التي‬
‫يحصل عليها من المنتج‪ .‬يعد هذا االلتزام ساريا أثناء تنفيذ العقد و حتى بعد انقضائه‪ .‬وال يجوز افشاء‬
‫المعلومات للغير عامة او المنافسين خاصة‪.‬‬
‫كما يحق للمنتج ان يحدد ماهي أنواع المعلومات التي تعتبر سرية ومن هم األشخاص الذين يسمح لهم االطالع‬
‫على تلك المعلومات‪ ،‬بالمقابل يمكن للموزع ان ال يكشف عن األسماء الذين يتعامل معهم هذا األخير حتى ال‬
‫يقوم المنتج االتصال بهم مباشرة وبالتالي قد يستغني عن خدمات الموزع‪.‬‬

‫‪-‬االلتزام بعدم توزيع سلع أخرى منافسة خالل مدة العقد خاصة إذا تضمن هذا العقد شرط االستئثار‪ ،‬كما يلتزم‬
‫الموزع ببيع المنتجات في المنطقة الجغرافيا المتفق عليها‪.‬‬

‫‪-‬التزام الموزع بعدم المنافسة وهو ما يرد عادة كبند في العقد مفاده امتناع الموزع في ممارسة النشاط في حدود‬
‫معينة ولمدة متفق عليها أي يجب أ يكون هذا البند محدد من حيث المكان والزمان‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬نظ ار ألن عقد التوزيع يفرغ في عدة أشكال وصور فغن البنود وااللتزامات تختلف من عقد آلخر‬
‫حسب طبيعة العقد والظروف المحيطة به‪.‬‬

‫‪ -IV‬انقضاء عقد التوزيع‬


‫المبدأ العام العقد ينقضي بتنفيذه‪ ،‬أي بوفاء المدين اللتزامه على النحو المتفق عليه وهو الطريق الطبيعي‬
‫لزوله‪ .‬غير ان هناك طرق أخرى النقضاء العقد باعتباره من العقود غير المسماة فتطبق عليه القواعد العامة‬
‫واهم حاالت النقضائه هي‪:‬‬
‫أوال‪-‬انقضاء مدة العقد‬

‫إن عقد التوزيع ال يعتبر من العقود الفورية التنفيذ‪ ،‬بل هي من العقود الزمنية حيث الزمن يعتبر عنصر جوهري‬
‫فيه ومقياسا لتنفيذ االلتزامات والحقوق الناشئة عنه‪ .‬فال ينقضي قبل نهاية المدة المحددة له في العقد‪ .‬أما إذا‬
‫كان غير محدد فال ينتهي اال بشرط أن يبلغ الطرف الراغب في إنهائه الطرف االخر وهذا ما يتماشى مع‬
‫القواعد العامة لكن هذا ال يمكن تصوره اال ناذرا‪.‬‬

‫وألن تحديد المدة أم ار ضروريا من أجل معرفة مدى حجم االلتزامات‪ ،‬وبما أن عقد التوزيع ينعقد في اغلب‬
‫األحيان بين طرفين ال يتكافان في القوة االقتصادية فالطرف القوي في العقد يلجأ إلى فرض عقود محددة المدة‬
‫في حين الطرف الثاني يسعى إلى طلب تمديد المدة ألنه بذل جهدا ووقتا وماال من أجل تنفيذ العقد‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬زوال الشخصية القانونية‬

‫عقود التوزيع من العقود التي تقوم على االعتبار الشخصي والذي يتمثل في الثقة المتبادلة بين طرفي العقد‪.‬‬
‫فالشخصية القانونية للموزع مهمة في هذا النوع من العقود‪ ،‬حيث أن المنتج يتعامل معه على أساس الثقة‬
‫والمزايا الشخصية لهذا األخير‪ .‬في هذا النطاق يجب التمييز ما إذا كان الموزع شخص طبيعيا أم معنويا لتحديد‬
‫األثر المترتب على انقضاء الشخصية القانونية لكل منهما‪.‬‬

‫فالشخصية القانونية للموزع مهمة لهذا النوع من العقود‪ ،‬حيث ان المنتج يتعامل معه على أساس الثقة والمزايا‬
‫الشخصية لهذا األخير‪ .‬في هذا النطاق يجب التمييز ما إذا كان الموزع شخصا طبيعيا أو معنويا لتحديد األثر‬
‫المترتب على انقضاء الشخصية القانونية لكل منهما‪.‬‬

‫فإذا كان الموزع شخصا طبيعيا فإن زوال شخصيته القانونية بالوفاة‪ ،‬تؤدي بالضرورة إلى فك الرابطة العقدية‬
‫التي كانت تربطه بالمنتج والسبب في ذلك يعود إلى أن الموزع عندما يقوم بتنفيذ العقد يكون على أساس الثقة‬
‫التي وضعها المنتج فيه لتوافر مزايا شخصية فيه قد ال تتوافر في غيره ففي هذه الحالة ينتهي العقد بموت‬
‫الموزع‪.‬‬

‫‪-‬كما ينقضي العقد بزوال أهلية الموزع كإصابته بجنون وعليه يجب توافر أهلية التصرف واإلدارة للموزع عند‬
‫ابرام العقد وتستمر الى غاية نهاية العقد‪.‬‬

‫‪-‬كما أن اإلفالس من األسباب التي تؤدي الى حل الرابطة العقدية بين الطرفين‪ ،‬ألن هذا الموزع تعاقد مع‬
‫المنتج بناء على اعتبارات شخصية‪ .‬وبإفالسه ستكف يده عن إدارة أمواله بنفسه ومن ثم ال يستطيع تلبية‬
‫متطلبات العقد‪.‬‬
‫أما إذا كان الموزع ينشط في شكل مشروع أي مقاولة او شركة هي الحالة أكثر شيوعا كون الموزع يتخذ شكل‬
‫شركة لتوزيع منتجات معينة فإن الشخصية القانونية تنقضي ألسباب حددها القانون‪.‬‬

‫‪-‬هناك كذلك طريق أخر لحل الرابطة العقدية بناء على طلب أحد األطراف أو إذا أخل الطرف األخر‬
‫بالتزاماته فيؤدي إلى الفسخ هذا مراعاة لشروط الفسخ كإخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته أو ان يكون طالب‬
‫الفسخ قادر على تنفيذ التزاماته او مستعد لتنفيذها ولكن ال يقوم بالتنفيذ فهنا يترتب الفسخ والتعويض للطرف‬
‫المتضرر‪ ،‬ومع ذلك فإن طالب الفسخ يجب اشعار الطرف األخر بذلك ولمدة كافية أي يجب االخذ بعين‬
‫االعتبار مدة العالقة التجارية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪ -I‬أنماط عقود التوزيع‬


‫تتنوع عقود التوزيع وفقا لعدد الوسطاء المتواجدين بين كل من المنتج والمستهلك النهائي‪ ،‬وتختلف أيضا وفقا‬
‫للسياسة التجارية المعتمدة والتي ترتكز على جودة السلع والخدمات وعليه ينقسم عقد التوزيع إلى قسمين وهما‪:‬‬

‫‪-‬عقود التوزيع الكالسيكية‬

‫‪-‬عقود التوزيع الحديثة‬

‫أوال‪ :‬عقود التوزيع الكالسيكية‬

‫تعتبر هذه العقود أول نماذج عقود التوزيع وذلك بعد ازدهار التجارة والصناعة ورغبة المنتجين في إيصال هذه‬
‫المنتجات إلى مختلف أنحاء العالم وتتمثل في عقود الوكالة التجارية‪ ،‬وعقود الوكالة بالعمولة‪.‬‬

‫أ‪ -‬عقد الوكالة التجارية‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من القانون التجاري" يعتبر عقد الوكالة التجارية اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص بإعداد‬
‫أو ابرام البيوع أو الشراءات وبوجه عام جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر والقيام عند االقتضاء‪،‬‬
‫بعمليات تجارية لحسابه الخاص ولكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجازة خدمات «إذن عقد الوكالة التجارية‬
‫عقد يلتزم بمقتضاه‪ ،‬شخص بالقيام بتصرفات قانونية متعلقة بمصالح الموكل باسم ولحساب هذا األخير مقابل‬
‫مبلغ يلتزم بدفعه الموكل‪.‬‬

‫خصائصه‪ :‬يتميز بعدة خصائص وهي‬


‫عقد تجاري‪ :‬فهو عمل تجاري بحسب الموضوع‪ ،‬أي عمل الوكيل‪ ،‬تجاري بغض النظر أن كان تاج ار أم ال وال‬
‫يشترط أن يمارس على سبيل االحتراف أو في شكل مقاولة‪ ،‬فالعبرة بطيعة العمل وليس بأطراف العقد‪.‬‬

‫عقد رضائي‪ :‬يكفي النعقاده تطابق االيجاب والقبول‪ ،‬مع توافر باقي األركان الواجب توافرها في باقي العقود‪.‬‬

‫عقد ملزم للجانبين‪ :‬االلتزامات متقابلة في ذمة طرفيه‪.‬‬

‫عقد معاوضة‪ :‬يتلقى الوكيل أج ار لما قام به من عمل الوكيل‪.‬‬

‫عقد غير الزم‪ :‬أي يجوز الرجوع عنه دون أن يتوقف على إرادة الطرف االخر‪ ،‬فيجوز للموكل عزل الوكيل‬
‫كما يجوز التنحي دون انتهاء الوكالة‪.‬‬

‫عقد قائم على االعتبار الشخصي‬

‫ب‪ -‬التزامات الطرفين‬

‫أ – التزامات الوكيل في عقد الوكالة التجارية‬

‫*التزام الوكيل بتنفيذ الوكالة دون أن يتجاوز حدودها‪ ،‬إال أنه يمكن أحيانا ان يتعدى حدود الوكالة شريطة أن‬
‫يخطر الموكل واال كان تصرفه قابل لإلبطال‪.‬‬

‫*التزام الوكيل بالتعاقد باسم الموكل ولحسابه‪ ،‬وعليه يلتزم الوكيل بالكشف عن صفته للغير الذي يتعامل معه‬
‫عند التعاقد وان آثار العقد تنصرف الى الموكل‪.‬‬

‫*التزام الوكيل بالمحافظة على أموال الموكل‪ ،‬الن هذا األخير يضع أمواله سواء كانت بضاعة أو نقود لدى‬
‫الوكيل الذي يستوجب المحافظة عليها وعدم تبديدها بل االتخاذ كل اإلجراءات للمحافظة عليها وصيانتها‪.‬‬

‫*التزام الوكيل بعدم منافسة الموكل‪ ،‬إن المنافسة تنبع عن مبدأ حرية التجارة ولكن إذا خرجت عن المألوف مما‬
‫يقتضه حسن المعاملة من نزاهة وثقة تحولت إلى صراع بين التجار‪ .‬بما ان الوكيل تاجر يعمل لحساب موكله‪،‬‬
‫أي ينوب عنه في أعمال تجارته فهو ملزم بعدم منافسته في تلك التجارة‪.‬‬

‫*التزام الوكيل بعدم إفشاء أسرار موكله‪ ،‬حيث ان الوكالة هي تجارية والموكل يعتبر تاجر فلديه أسرار تجارية‬
‫بحيث يجعله يتميز عن باقي التجار لذا فإن الوكيل يلتزم بعدم إفشاء أي معلومة والمحافظة عليها و إطالع‬
‫الغير عليها‬

‫ب‪-‬التزامات الموكل في عقد الوكالة التجارية‬

‫*دفع اجر الوكيل‪ ،‬وهو التزام يقع عليه وذلك مقابل الخدمات التي يقدمها هذا األخير الن الوكالة التجارية‬
‫ليست من عقود التبرع الن الوكيل يقدم خبرته ودرايته في فنون التجار‪.‬‬
‫*التزام الموكل بدفع مصاريف تنفيذ الوكالة وتنقسم هذه المصاريف‪ ،‬إلى مصاريف عامة والمرتبطة بأعمال‬
‫الوكالة كأجور العمال وايجار المحالت التي يباشر فيها النشاط‪ .‬اما المصاريف الخاصة(نفقات) وهي المتعلقة‬
‫بنقل السلع والرسوم الجمركية أي النفقات التي يقتضها التنفيذ المعتاد للوكالة‪.‬‬

‫*التزام الموكل بتقديم المعلومات‪ ،‬وهي كل المعلومات الالزمة لتنفيذ الوكالة مثل المواصفات المتعلقة بالسلع‬
‫والنماذج ‪...‬الخ كما يجب اعالمه بكمية المنتجات التي يجب أن يقوم بتسويقها ومواعيدها‪.‬‬

‫*التزام الموكل بتعويض الوكيل‪ ،‬يتمثل ذلك بتعويضه عن الضرر الذي أصابه أثناء تأدية عمله في إطار‬
‫الوكالة مثل تعرضه لتسمم بسبب غازات أو مواد كيماوية‪.‬‬

‫ب‪-‬عقد الوكالة بالعمولة‬

‫هو العقد الذي يتم بين طرفين أحدهما يسمى الوكيل واالخر يسمى الموكل وموضوعه التزام الوكيل بالقيام‬
‫بالعمل المكلف من قبل الموكل باسمه ولحسابه مقابل أجر‪.‬‬
‫فتع تبر الوكالة بالعمولة من أعمال الوساطة حيث يتوسط الوكيل بين طرفين‪ ،‬المنتج والموزع أو بين البائع‬
‫والمشتري‪.‬‬
‫المشرع الجزائري لم يقم بتعريف عقد الوكالة بالعمولة كما فعلت بعض التشريعات فهي تعتبر خروجا عن‬
‫الوكالة التجارية‪ .‬وتعتبر هذه الوكالة مفيدة للتجارة حيث تيسر تداول الثروات والبضائع كما تقدم مزايا عديدة‬
‫ألطراف التعامل‪ .‬فالتجار قد يفضلون التعامل مع الوكيل بالعمولة بحكم أنهم يعرفونه ويثقون فيه على خالف‬
‫الموكل الذي قد يجهلونه بحكم بعد المسافة التي تفصل بينهم وبينه‬
‫وقد يكون للموكل مصلحة في إخفاء اسمه كمن يتعاقد معه ووسيلة الى ذلك االلتجاء الى الوكيل بالعمولة‪.‬‬

‫التمييز بين الوكالة بالعمولة والوكالة التجارية‬

‫إن الوكالة بالعمولة معيارها األساسي هو أن يباشر الوكيل التصرفات باسمه الشخصي ولحساب الموكل وكما‬
‫يشترط إلصباغ الصفة التجارية على أعمال الوكالة بالعمولة أن تكون العمليات التي يبرمها الوكيل بالعمولة‬
‫يتعاقد باسمه الشخصي ولحساب موكله الذي يبقى أجنبيا عن العقد وال تنشأ بينه وبين من تعاقد مع الوكيل‬
‫بالعمولة عالقة قانونية تجيز ألحدهما الرجوع على االخر بدعوى مباشرة‪ ،‬في حين نجد الوكالة التجارية الوكيل‬
‫يعمل كوكيل عادي باسم ولحساب موكله‬

‫األثار المترتبة عن الوكالة بالعمولة‬

‫إن إبرام عقد الوكالة بالعمولة يرتب آثار قانونية بالنسبة لكل طرف حيث التزامات أحدهما هي حقوق للطرف‬
‫االخر وعليه سنتطرق لها‬
‫‪-0‬إلتزامات الوكيل بالعمولة‬

‫أ‪-‬التزامات الوكيل بالعمولة بتنفيذ العمل المكلف به‬

‫‪-‬يجب على الوكيل بالعمولة أن يقوم بالعمل الذي كلف به الموكل وبنفسه ومعنى ذلك يحترم التعليمات الصادرة‬
‫عن الموكل والمتمثلة في كل الشروط التي يجب عليه مراعاتها عند التعاقد مع الغير من حيث طبيعة البضائع‬
‫ونوعها وصنفها ودرجة جودتها‪.‬‬
‫‪-‬كما يلتزم الوكيل باألهداف العامة والغرض الذي يرمي إلى تحقيقه من خالل العقد محل الوكالة‪ ،‬تاركا للوكيل‬
‫تحد يد أفضل السبل لتحقيق غرض الموكل على أساس خبرة هذا الوكيل‪ .‬مع ذلك يالحظ أنه يجوز للوكيل‬
‫بالعمولة أن يحيد عن بعض التعليمات إذا كانت ظروف الحال تقتضي ذلك‪.‬‬

‫ب‪-‬التزام الوكيل بالعمولة أال يكون طرفا في العملية‬

‫أي حظر تعاقد الوكيل بالعمولة مع نفسه‪ ،‬فال يجوز أن يحل محل الغير في إبرام العقد محل الوكالة‪ ،‬ذلك أنه‬
‫يخشى أن يرجح الوكيل مصالحه الخاصة على مصالح الموكل الذي يفترض أنه يمثله‪ .‬وإذا تعاقد مع نفسه‬
‫فإن العقد باطال نسبيا لمصلحة الموكل إال إذا اجازه هذا األخير‪.‬‬

‫ج‪-‬الحفاظ على سرية اسم الموكل‬

‫قد تنشأ للموكل مصلحة في إبقاء اسمه خفيا عن الغير‪ ،‬خاصة إذا كان يخشى فشل الصفقة محل الوكالة‪.‬‬
‫فإذا وجد هذا االلتزام فعلى الوكيل عدم كشف االسم وفي حالة حدوث العكس أدى إلى إلحاق الضرر بالموكل‬
‫أصبح مسؤول تجاه هذا الوكيل‪.‬‬

‫إال أن مسألة السرية تتعلق بالموكل وحده‪ ،‬حيث يستطيع أن يتنازل عنها فيسمح بإفشاء اسمه على الغير وهذا‬
‫ال يؤثر في طبيعة العقد أي ال ينقلب من عقد الوكالة بالعمولة إلى وكالة عادية‬

‫د‪-‬التزام الوكيل بالعمولة بالتأمين على البضاعة والمحافظة عليها‬

‫إن التأمين على البضاعة كأصل عام ال يلتزم به الوكيل ولكن إذا طلب منه الموكل بذلك أو قضت األعراف‬
‫التجارية بالتأمين على البضاعة‪ ،‬في هذه الحالة بلتزم بذلك وفي حالة تقاعسه يكون مسؤول عن كل األضرار‬
‫التي تصيب البضاعة كما يجب أن يحافظ عليها والتأكد من سالمتها‬

‫و‪-‬التزام الوكيل بتقديم حساب عن الوكالة‬

‫يشمل الحساب األعمال القانونية التي قام بها الوكيل وكذلك العمال المادية‪ ،‬أي يتعين عليه ان يبين للموكل‬
‫ما نفقه وما تحصل عليه من مبالغ بمناسبة الوكالة‪.‬‬
‫‪-0‬التزامات الموكل‪ :‬من بين االلتزامات ما يلي‬

‫ا‪-‬التزام الموكل بدفع العمولة‪ :‬يعتبر التزام رئيسي يستوجب على الموكل القيام به وال تستحق هذه العمولة إال‬
‫بعد تمام العقد‪.‬‬

‫األصل أنه تحدد قيمة العمولة باالتفاق وليس ما ينفع الطرفين على استحقاق الوكيل بالعمولة مبلغا مقطوعا‬
‫على سبيل االجر نظير خدماته ولكن جرت العادة أن تتحدد عمولة الوكيل بنسبة معينة من قيمة البضائع التي‬
‫يكلف الوكيل ببيعها أو شرائها‪.‬‬

‫ب‪-‬التزام الموكل برد المصاريف‬

‫يلتزم الموكل برد المصاريف والنفقات التي ينفقها الوكيل بالعمولة من أجل تنفيذ وكالته‪ ،‬كما يلتزم بتعويض‬
‫عن كل االضرار التي لحقته دون خطأ منه فقد يضطر الوكيل بالعمولة الى الوفاء للغير المتعاقد ألنه ملتزم‬
‫شخصيا وبالتالي تعتبر حاالت رجوع الوكيل بالعمولة بالنفقات والتعويضات على الموكل أكثر حدوث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقود التوزيع الحديثة‬


‫أصبح التوزيع الحديث يشكل أحد أهم الركائز التي تقوم عليها التجارة حاليا‪ ،‬ونظ ار للتطور الذي أحدثته‬
‫التكنولوجيا في مجال التجارة فأصبح من الضروري إيجاد طرق جديدة عصرية في تسويق المنتجات‪ .‬إذ ال‬
‫يستقيم تحقق توزيع هذه المنتجات بالتطبيق البسيط لعملية البيع و الشراء‪ ،‬ألن العالقة بين الموزع و المنتج ال‬
‫تقتصر على تطوير البيع وتقديم الخدمات فقط بل يستهدف المنتج الى جمع مجموعة من التجار وهم الموزعون‬
‫الذين يقومون بتغطية كامل السوق من خالل الوصول الى جميع العمالء مع الحفاظ على مستوى سعر معين‬
‫يؤمن بمقتضاه هامش ربحي كاف مع فرض نوع الخدمة للمبيعات وبذلك فإن هذا المنتج يسعى الى تحقيق ما‬
‫يعرف بشبكة التوزيع التي يتم من خاللها اختيار نمط معين من التوزيع ذلك حسب نوعية السلعة ومدى ارتباطها‬
‫بتكنولوجيا أو جودة العالمة ذات ميزة عالمية‪ ،‬لذا سنتطرق إلى األنماط‬

‫الثالث للتوزيع الحديث الذي يكون ضمن شبكة التوزيع‪.‬‬

‫أوال‪-‬التوزيع االستئثاري‬

‫ويسمى كذلك بالتوزيع الحصري أو االمتياز التجاري لقد جاء هذا العقد كتقنية من أجل تحسين نظام التوزيع‬

‫لهذا سنتعرض الى تعريفه ثم الطبيعة القانونية له وأخي ار خصائصه‬

‫‪-0‬تعريف عقد التوزيع االستئثاري‬


‫حيث يعرف أن" عقد توزيع لمدة محددة الذي بمقتضاه بمنح تاجر يدعى متنازل بصفة اسئثارية الحق في إعادة‬
‫بيع منتوجه لتاجر آخر أو متعامل اقتصادي يدعى صاحب االمتياز في منطقة اقليمية محددة وبالمقابل هذا‬
‫األخير يلتزم بالتمويل استئثاريا عنده مع تحمله الرقابة الممارسة من طرف المتنازل"‬

‫عقد التوزيع االستئثار تم النص عليه في االمر ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 09‬جمادى االولى عام ‪ 0202‬الموافق‬
‫ل ‪ 09‬يوليو ‪ 0221‬المتعلق بالمنافسة في المادة ‪ 02‬بحيث سميت الممارسة في فحوى النص ب "عقد شراء‬
‫االستئثار" وجاء فيها‪" :‬يعتبر عرقلة لحرية‬
‫‪0‬‬
‫المنافسة أو الحد منها أو إخالل بها كل عقد شراء استئثاري يسمح لصاحبه باحتكار التوزيع في السوق "‪.‬‬
‫نص المادة ‪ 02‬لم يبين لنا بالضبط المقصود بعقود التوزيع االستئثارية‪ ،‬ولتحديد مفهومها يجب توضيح معنى‬
‫االستئثار لغة واصطالحا‪.‬‬
‫االستئثار لغة يقصد به االستحواذ على شيء ما واالنفراد به اما اصطالحا وبالرجوع الى المادة ‪ 02‬من‬
‫االمر ‪ 21-21‬المتعلق بالمنافسة نجد انه يدل على قدرة المؤسسة على االنفراد بممارسة نشاط اقتصادي‬
‫معين في السوق او ممارسة نشاط بصفة حصرية دون ان تكون هناك منافسة من الغير‪.‬‬
‫تم تعديل المادة ‪ 02‬من االمر ‪ 21-21‬السالف الذكر بموجب القانون ‪ 22-00‬المؤرخ في جوان ‪0222‬‬
‫المعدل و المتمم لألمر ‪ 21-21‬المتعلق بالمنافسة في المادة ‪ 20‬منه ‪ ،‬و قام من خاللها المشرع باستبدال‬
‫"عقد الشراء االستئثاري" ب " عقود استئثار ممارسة األنشطة االقتصادية" فأصبحت المادة تنص على انه ‪":‬‬
‫يعتبر عرقلة لحرية المنافسة او الحد منها أو االخالل بها و يحظر كل عمل و‪/‬أو عقد مهما كانت طبيعته‬
‫‪1‬‬
‫و موضوعه يسمح لمؤسسة باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل في مجال تطبيق هذا االمر"‪.‬‬
‫من خالل المادة نالحظ انه أصبحت عقود التوزيع االستئثارية شاملة لعقود شراء أو بيع أو عقود استئثارية‬
‫متبادلة مقارنة عما كانت عليه محصورة فقط في عقد الشراء االستئثار‪.‬‬

‫تعرف عقود التوزيع االستئثارية بأنها االتفاقات التي بموجبها يضع المنتج أو الصانع أو المستورد قيدا على‬
‫الموزع يتمثل في االقتصار على التعامل مع بعضهم بعض في سلع معينة ومحددة في رقعة جغرافية محدودة‬
‫وخالل فترة زمنية محددة‪ ،‬وعمالء معينين دون ان يكون أحدهم تابعا أو نائبا على األخر‪.‬‬

‫نستنتج أن التوزيع االستئثاري يقوم على ركيزتين هما‪:‬‬

‫‪-‬عنصر االستئثار الذي يعد الركيزة األساسية لهذا العقد‬

‫‪-‬ضرورة تحديد المنطقة جغرافيا التي يتم فيها توزيع المنتجات لتفادي االستئثار المطلق‬

‫‪-0‬الطبيعة القانونية لعقد التوزيع االستئثاري (االمتياز التجاري)‬


‫لقد حاول الفقهاء تكييف هذا العقد عن طريق تحديد الطبيعة القانونية له وتصنيفه في فئة معينة من العقود‪،‬‬
‫فهناك من اعتبره نوع خاص من البيع التجاري حيث المتنازل يعتبر بائع وصاحب االمتياز يقوم بالشراء إلعادة‬
‫البيع‪.‬‬

‫هناك من اعتبره بيع احتكاري‪ ،‬حيث يلتزم البائع بعدم بيع نفس المنتوج في نفس اإلقليم لمتعامل آخر ويحتكر‬
‫التوزيع في تلك المنطقة‪.‬‬

‫وهناك من اعتبره أن صاحب االمتياز يعتبر كالممثل التجاري؛ حيث يقوم بإعادة البيع بفضل سياسة االشهار‬
‫المطبقة من طرف الممول مع حصوله على نسبة معينة من األرباح‪.‬‬

‫كما يوجد من اعتبره كمقاولة توريد إذ يعتبر شراء من أجل إعادة البيع الذي يحوي على تسليم المنتوج بدفعات‪.‬‬

‫إن صعوبة تكييف هذا العقد في صنف معين من العقود نظ ار الختالف أراء الفقهاء واالجتهاد القضائي على‬
‫حد السواء مما جعل االتفاق على أنه عبارة عن عقد من نوع خاص فهو تقنية قانونية قائمة بذاتها وذات طبيعة‬
‫خاصة‬

‫‪-2‬خصائص عقد التوزيع االستئثاري‬

‫يتميز عقد التوزيع االستئثاري (عقد االمتياز التجاري) بالخصائص التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬االستقاللية القانونية‪ :‬يعتبر الموزع تاجر فهو يملك المحل التجاري حتى إن كانت عالمة المنتوج هي التي‬
‫تجذبهم‪ .‬فهو يلتزم شخصيا ومباشرة اتجاه الزبون وله الحق في تحديد الثمن وفق مبدأ حرية األسعار‪ ،‬هذا ما‬
‫يميزه عن الممثل األجير وعن مدير الفرع اللذان يعتبران تابعان كما يتميز عن العون التجاري الذي يعمل باسم‬
‫الوكيل‪.‬‬

‫إن الرقابة الممارسة على الموزع من طرف المنتج ماهي إال طريقة لتحقيق التنسيق داخل شبكة التوزيع التي‬
‫ينتمي إليها هذا الموزع ومن أجل الحصول على تنظيم محكم لتوزيع المنتوج‪.‬‬

‫ما ينتج عن هذه االستقاللية أن‪:‬‬


‫‪-‬ملكية المنتوج تصبح للموزع إذ هو حر في إعادة بيعها‬

‫‪ -‬كما أن االستقاللية القانونية تجعل انعدام مسؤولية المنتج اتجاه الغير (إال ما يتعلق بضمان العيوب الخفية)‪.‬‬

‫ب‪-‬التبعية االقتصادية‪ :‬إن التبعية االقتصادية مكرسة رغم االستقاللية القانونية فالشرط المتعلق باستئثار‬
‫التموين لدى المنتج (المتنازل) يعزز هذه التبعية ذلك بمنع الموزع االلتجاء الى الممونين أو المنتجين اآلخرين‪.‬‬
‫تتجسد هذه التبعية بموجب عدة بنود في العقد منها‪:‬‬

‫‪-‬االلتزام بضمان خدمة ما بعد البيع‪.‬‬

‫‪-‬الوعد بتنظيم تجاري محكم للمؤسسة‪.‬‬


‫‪-‬الوعد بشراء كمية وبيع حد أدنى من السلع‪.‬‬

‫‪-‬ضرورة تحقيق سياسة اقتصادية لشبكة التوزيع‪.‬‬

‫رغم ان هذه البنود تبين هذه التبعية إال أنها تحقق استقرار العالقة بين الطرفين‪ ،‬كما أن تترجم هذه التبعية عن‬
‫طريق المساعدات التي يتلقاها الموزع من طرف المنتج وهي‪:‬‬

‫‪-‬المساعدة التقنية‪ :‬يلتزم المتنازل(المنتج) بتقديم العون في الجانب التقني خاصة إذا كان المنتوج ذو تقنيات‬
‫عالية حيث يقدم له تجربته في هذا الميدان ويساعده خالل مراحل التنفيذ‬

‫‪-‬المساعدة التجارية‪ :‬يدخل ضمن هذا اإلطار السماح للموزع بيع المنتوج تحت اسم وعالمة المتنازل‪ ،‬كما‬
‫يقدم هذا األخير الحمالت االشهارية من أجل التعريف بالسلعة‬

‫‪-‬المساعدة المالية‪ :‬تأخذ هذه المساعدة شكل كفالة قرض أو تسبيق وقد تستمر خالل مرحلة التنفيذ في شكل‬
‫مزايا تمنح له‬

‫ثانيا‪-‬عقد الفرنشيز‬
‫ظهر عقد الفرنشيز بعد الحرب العالمية الثانية كأسلوب جديد للتوزيع وكان ذلك في الواليات المتحدة االمريكية‬
‫ثم انتقل إلى فرنسا والتي كانت تحتل الصدارة بالمقارنة مع باقي الدول األوربية في استعمال هذا العقد‬

‫في حين الجزائر تعاملت مع هذا النوع من العقد مع بداية االنفتاح االقتصادي بدليل عدة عالمات عالمية أبدت‬
‫رغبتها في االستثمار عن طريق عقود الفرنشيز‬

‫‪-1‬تعريف عقد الفرنشيز‬

‫هو عقد بموجبه تمنح إشارة مميزة عادة (تكون من قيل صاحب العالمة) الستغاللها من طرف تاجر مستغل‬
‫(المستغل للعالمة) على ان يلتزم األول بوظيفة االرشاد والمساعدة التجارية مقابل دفع الثاني إتاوات على رقم‬
‫االعمال وتموينه من عند صاحب العالمة‪.‬‬

‫لقد تم تعريفه من طرف الفيدرالية الفرنسية لعقد الفرنشيز أنه طريقة تعاون بين مؤسسة صاحب العالمة من‬
‫جهة ومؤسسة المستغل لهذه العالمة من جهة أخرى‪.‬‬

‫يقع على عاتق صاحب العالمة ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬ملكية أو حق استعمال العالمة الصناعية‪.‬‬

‫‪-‬معرفة فنية‪.‬‬

‫‪-‬مجموعة من مواد –خدمات أو تكنولوجيا‬


‫اتحاد هذه العناصر الثالث يكون ما يسمى بالفرنشيز‪ ،‬بحيث يكون صاحب العالمة هو مصدر شبكة الفرنشيز‬
‫إذ يسعى من ورائها تحقيق الدوام واالستم اررية‬

‫‪-0‬عناصر عقد الفرنشيز‪ :‬تتمثل في‬

‫‪ -‬شرط الحصرية‪ :‬يمكن ان يقع هذا االلتزام على عاتق صاحب العالمة ويتمثل في عدم إفادة شخص آخر‬
‫بحق استغالل عالمته في حدود إقليم المحدد في العقد‬

‫أما االلتزام الذي يقع على عاتق المستغل في عدم تزويده بالمواد األولية أو المنتجات االمن عند صاحب‬
‫العالمة‬

‫هذا الشرط ال يعتبر أساسي في عقد الفرنشيز ولكن من الناحية العملية ال يمكن تصور العقد دون هذا الشرط‬

‫‪ -‬حق ترخيص العالمة‪ :‬أن العالمة لها دور فعال في هذا العقد وتلعب دو ار أساسيا لكال الطرفين‪ ،‬بحيث‬
‫المستغل أو المتلقي للعالمة الذي يستفيد عقديا من حق استغاللها واستعمالها على مجموع منتجاته او عند‬
‫تأدية خدماته تضمن له وجود فئة من العمالء األوفياء لها‬

‫اما صاحب العالمة فإنه يضمن عرض منتجاته أو خدماته في محالت المستغل مما يزيده شهرة وكثرة الطلب‬

‫‪-‬العنوان التجاري‪ :‬كل إشارة واضحة التي تستخدم لتمييز مؤسسة تجارية وتسمح للجمهور بتميزها عن غيرها‬
‫من المؤسسات‬

‫‪-‬المعرفة الفنية‪ :‬إن مصطلح المعرفة الفنية كلمة أمريكية األصل‪ How to do‬أي معرفة كيف العمل‪ ،‬يقصد‬
‫بها أنها معرفة تطبيقية قابلة لالنتقال غير منتشرة عند عامة الناس وغير محمية وناتجة عن تجربة صاحب‬
‫العالمة ومختبرة من قبله وانها مجموع أسرار جوهرية مشخصة‬

‫‪-‬المساعدة التقنية‪ :‬وتتمثل في تقديم النصائح واالرشادات بما يتعلق بالفرنشيز وتكون قبل وأثناء وبعد مباشرة‬
‫النشاط‬

‫‪-2‬أنواع الفرنشيز‬

‫يتفرع الفرنشيز إلى عدة أنواع وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬الفرنشيز الصناعي‪ :‬ويشمل اإلنتاج الصناعي الذي يتم تحقيقه بحسب قواعد محددة مسبقا حيث يقدم صاحب‬
‫العالمة المعرفة السرية التي تسمح بإنتاج السلع كما يعطي موافقته لتصنيع هذه المنتجات‬

‫‪-‬الفرنشيز اإلنتاجي‪ :‬ويعني توزيع السلع المنتجة دون التطرق إلى أساليب ووسائل تصنيعها‬

‫‪-‬الفرنشيز الخدماتي‪ :‬ويتعلق هذا النوع بتقديم سرية المعرفة المعتبرة أساسا للتجارة وتطور هذا النوع في مجال‬
‫الفندقة‪.‬‬
‫الفرنشيز االستثماري‪ :‬وبموجبه يكون استثمار المؤسسة بحيث ال يتوقف تقديم سرية المعرفة وأساليب التقنية‬
‫وإنما يتم العمل على استثمار المؤسسة بذاتها بما في ذلك استراتيجية العمليات التجارية‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬التوزيع االنتقائي‬
‫إن تطور المنتجات وتنوعها وظهور منتجات عالية التقنية تحتاج لترويجها موزعين على درجة عالية من الكفاءة‬
‫إلى إفراز عقد التوزيع االنتقائي‪ ،‬الذي بمقتضاه يحتاج المنتج أفضل الموزعين الذين تتناسب إمكاناتهم مع‬
‫طبيعة المنتجات‪.‬‬

‫لقد ظهر هذا العقد في السبعينات كوسيلة لتسويق السلع والخدمات ذات الجودة العالية أو تلك ذات التقنية‬
‫والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬لهذا الغرض اهتم الفقه والقضاء بهذا العقد نظ ار لألثار المترتبة عنه وكذلك مساسه‬
‫بالمنافسة‬

‫‪-1‬تعريفه‬

‫عقد يلتزم بمقتضاه مورد بتزويد بعض الموزعين الذين تم انتقائهم بناء على خبراتهم والتي يتم تقيمها بصفة‬
‫موضوعية بمقتضى شروط وضعت وأعدت من جانب المنتج وتطبق على كل الموزعين المنتمين الى شبكته‪.‬‬

‫وهناك من عرفه كذلك‪ :‬تقنية خاصة في التعامل يتم من خاللها التنظيم المحكم لعملية التوزيع ويتعلق بوضع‬
‫المنتج الستراتيجية تجارية خاصة يلتزم من خاللها الموزع المنظم الى الشبكة بتنفيذها واحترامها‪.‬‬

‫أما القضاء الفرنسي فقد عرفه‪ :‬على انه ذلك العقد الذي بموجبه يلتزم من جهة الممون بتموين تاجر أو‬
‫مجموعة من التجار الذين تم انتقائهم وفقا لمعايير موضوعية متعلقة بالكفاءة والخبرة دون أي تمييز ذلك في‬
‫منطقة جغرافيا محددة‪.‬‬

‫في حين عرفه النظام األوربي رقم ‪ 0202/112‬المتعلق بتطبيق المادة ‪ 020‬فقرة‪ 1‬من االتفاق حول سير‬
‫المجموعة االوربية على فئة من االتفاقات العمودية واألعمال المدبرة " أن عقد التوزيع االنتقائي أنه النظام الذي‬
‫من خالله يلتزم الممون ببيع السلع أو الخدمات محل العقد فقط لموزعين الذين تم انتقائهم وفقا لمعايير محددة‬

‫من خالل التعاريف السابقة يتضح أن هذا العقد يرتكز أساسا على العناصر التالية‪:‬‬

‫‪-‬انتقاء عدد محدود من الموزعين الذين يتكفلون بتسويق منتجات الممون‬

‫‪-‬انتقاء الموزعين يتم وفق المعايير موضوعية محددة مسبقا‬

‫يجب أن تطبق هذه المعاير بصفة غير تميزية بالنسبة لكل موزع تقدم بطلب االنضمام الى شبكة التوزيع‬
‫االنتقائي‪ .‬يعتمد هذا النمط من التوزيع بالنسبة لبعض السلع والخدمات بسبب طبيعتها‪.‬‬
‫‪-0‬معايير انتقاء الموزعين‬

‫يعتمد عند انتقاء الموزعين الى عدة معايير وتتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬معايير االنتقاء النوعي‪ :‬عند انتقاء الموزعين يجب االستناد الى معايير موضوعية ال ذاتية أي يجب النظر‬
‫الى مؤهالت الموزعين‪ ،‬خبرتهم‪ ،‬وكفاءتهم وكذلك النظر الى المحل الذي سيمارسون في النشاط‪.‬‬

‫في حالة السلع ذات الجودة العالية أو ذات شهرة يمكن للمنتج أن يفرض على الموزع الحصول على محل انيق‬
‫يتواجد في منطقة تتناسب مع شهرة العالمة التجارية‪ ،‬كما قد يشترط المنتج على‬

‫الموزعين أن يوظفوا عمال يتميزون بالكفاءة الالزمة لالستجابة لطلبات الزبائن واإلجابة على جميع استفساراتهم‬

‫كما يقوم المنتج بالبحث عن الموزعين للمنتجات المتميزة بالتقنية العالية والذين تتوفر فيهم الكفاءة التقنية وقد‬
‫يقومون بتربص لتحسين معارفهم من اجل التحكم في تسيير هذا النوع من السلع والخدمات‪.‬‬

‫يلزم المنتج على الموزع ان يتوفر لديه حد أدنى من المخزون الذي يجب أن يوفره الموزع لكي يستجيب لطلبات‬
‫المستهلكين‪.‬‬

‫ب‪-‬معايير االنتقاء الكمي‪ :‬مضمونه هو فرض حد أدنى أو عدد أقصى للموزعين المحتملين لالنتماء لشبكة‬
‫التوزيع االنتقائي‪ ،‬رغم ان تحديد العدد للموزعين يمس بالمنافسة إال ان القضاء الفرنسي اعتبر أن االنتقاء‬
‫الكمي للموزعين في إطار عقود التوزيع االنتقائي ال يتعارض مع أحكام المنافسة شريطة أن يكون هذا الحد قد‬
‫تم بطريقة معقولة ولم يتم االسراف فيه‪.‬‬

‫لقد اعتبرت االتفاقات التي تبرم بهدف تنظيم شبكة التوزيع االنتقائي غير مقيدة للمنافسة متى كان انشاء الشبكة‬
‫ضروري بسبب طبيعة السلعة المعنية باالتفاق‪ ،‬المنتجات المعنية بالتوزيع االنتقائي‪.‬‬

‫يقتضي عقد التوزيع االنتقائي تحديد الممون لعدد معين من التجار الموزعين وتكليفهم بتوزيع منتجاته بالتالي‬
‫ال يحق لموزعين غير المنتمين لهذه الشبكة القيام بهذه المهمة‪.‬‬

‫حيث المنتجات ذات الجودة العالية أو التي تعتمد على تقنية متطورة فإن توزيعها يقتضي أن يكون انتقائيا‬
‫لضمان حماية طابع الجودة والشهرة‪.‬‬

‫وقد اعتبرت الهيئات المكلفة بالمنافسة أن بعض السلع بحاجة الى حماية خاصة منها أجهزة االعالم االلي‪،‬‬
‫األجهزة االلكترونية‪ ،‬مواد التجميل المشهورة‪ ،‬بعض العطور المتميزة ونوع خاص من الساعات المشهورة التي‬
‫تقتضي تقنية وتكنولوجيا‪.‬‬
‫إال أن ليس كل السلع عند رفض بيعها تبرر على أنها وفق التوزيع االنتقائي على هذا األساس يجب تبرير‬
‫اعتماد تقنية التوزيع االنتقائي استنادا على المعايير االنتقاء النوعي والكمي دون تمييز في تطبيقها ومبررة‪.‬‬

‫‪-2‬األثار المترتبة عن انتقاء الموزعين‬

‫أن الممون يسعى في هذا النمط من التوزيع إلى طريقة البيع وفق لطبيعة المنتجات كما يسعى الى التطبيق‬
‫الموحد لسياسة شبكته ومن أجل السير الحسن هناك التزامات تقع على الموزع وكذا الرقابة المطبقة عليه وتتمثل‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التزامات الموزع‪:‬‬

‫يهدف من وراء التزامات الموزع تحسين توزيع المنتجات حيث هناك التزامات المسموحة وأخرى ممنوعة وهي‬
‫كمايلي‪:‬‬

‫االلتزامات المسموحة وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬التزام الموزع بشراء المنتوج من الممون المتعاقد معه‬

‫‪-‬كما يلتزم بالتوفير حد من رقم االعمال سواء في الشراء أو البيع دون ان يعيق اختيارهم للتوزيع االنتقائي‬

‫في هذا الصدد قررت اللجنة األوربية فيما يتعلق بمواد التجميل والعطور بان المبلغ السنوي للمشتريات لكل‬
‫واحد من الموزعين ال يجب أن يتعدى ‪ 22‬بالمئة من الرقم المتوسط للمشتريات المحققة للسنة الفارطة في‬
‫مجمل نقاط البيع المتواجدة في اإلقليم المعني باألمر‬

‫‪ -‬يمكن إلزام الموزع بإعادة بيع المنتوجات موضوع التوزيع في غالفها األصلي وفي نقاط البيع المختارة وفقط‬
‫بيعه إلى المستهلك أو إلى تجار التجزئة عندما يكون الموزع تاجر الجملة أو إلى موزع آخر ينتمي إلى نفس‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫‪-‬كما يمكن أن يلزم الموزع بضمان ترقية المنتوج وعلى الممون المشاركة في الحمالت‬
‫والدعايات الخاصة بذلك‪ ،‬مع تفادي بيع منتوجات أخرى اقل قيمة التي قد تضر بعالمة منتوجات المتعلقة‬
‫بالتوزيع االنتقائي‪.‬‬
‫إن بيع منتوج إلى موزع آخر خارج الشبكة يعتبر إخالال بنظام التوزيع االنتقائي رغم أن هذا التصرف قد يعيق‬
‫المنافسة إال أن الممون عليه أن يثبت أن هذه المعايير لاللتزامات المطبقة بصفة موحدة تجاه كل الموزعين‬
‫الذين تم انتقائهم غرضها حسن سير التوزيع‪.‬‬

‫االلتزامات الممنوعة‪ :‬وهذه االلتزامات تعتبر قيودا على الممون إذ‪:‬‬

‫‪ -‬ال يمكن منع الموزع من بيع منتوجات أخرى خاصة بممولين آخرين حتى وإن كانت منافسة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن للممون أن يقوم بتحديد ثمن إعادة البيع لمنتوجاته ويلزم الموزعين المنتمين‬
‫إلى شبكته بتطبيقها‪ ،‬لكنه إذا فعل ذلك عليه بتبرير هذا االلتزام حتى يصبح مسموحا من أجل حماية صورة‬
‫منتوجه الراقي أو ذي التقنيات العالية‪ ،‬لتفادي إعادة بيعه بسعر بخس ومن جهة أخرى ينبغي إلزام الموزع‬
‫التسويق‬ ‫بطريقة‬ ‫المتعلقة‬ ‫العقد‬ ‫بنود‬ ‫كافة‬ ‫باحترام‬
‫‪-‬يمكن للممون أن يقترح على الموزع سعر إعادة البيع أو أن يقدم له المؤشرات الخاصة بذلك‪ ،‬شرط أن يبقى‬
‫للموزع حرية تحديد الثمن الذي يراه مناسب‪.‬‬

‫ب‪-‬مراقبة الممون للموزع‬

‫يمارس الممون سلطة الرقابة على الموزع بصفته مسؤوال عن ترقية شبكته‪ ،‬حيث يلتزم الموزع بإعالمه بكافة‬
‫نشاطاته فيما يتعلق بتوزيع المنتوج موضوع العقد خاصة إذا كان لديه سلع أخرى منافسة‪.‬‬

‫لهذا الغرض فقد قررت اللجنة األوربية أن للممون هذا الحق والمتمثل في تقديم الموزع للممون كافة المعلومات‬
‫الخاصة بحالة التخزين‪ ،‬رقم األعمال‪ ،‬الفواتير المتعلقة بإعادة البيع ذلك إذا أثبت الممون وبصفه ملموسة أن‬
‫الموزع يقوم ببيع السلع خارج شبكة التوزيع التي ينتمي إليها‪.‬‬

‫‪ -‬كل موزع يخل بالتزامات التعاقدية بكون معرض لفسخ العقد‪.‬‬

‫‪ -‬إذا أثبت الممون أن الموزع الذي ينتمي إلى شبكته قام ببيع منتوجاته‪ ،‬لموزع آخر خارج الشبكة وأخل‬
‫له‬ ‫يتعرض‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫أجنبي‬ ‫لموزع‬ ‫البيع‬ ‫عدم‬ ‫في‬ ‫المتمثلة‬ ‫بااللتزامات‬
‫ويطلب فسخ العقد على أساس المسؤولية التعاقدية المادة ‪ 009‬من القانون المدني‪.‬‬

‫ج‪-‬اآلثار المترتبة تجاه الغير‬


‫كمبدأ عام ال يرتب العقد االلتزامات في ذمة الغير وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 001‬من القانون المدني‪ .‬ونظام‬
‫التوزيع االنتقائي هو اآلخر في األصل ال يرتب التزامات إال فيما بين المتعاقدين‪.‬‬
‫لكن هل يمكن للموزعين الذين تم إقصاؤهم عن طريق االنتقاء القيام بتوزيع المنتوجات المعنية بنظام التوزيع‬
‫االنتقائي؟ يطرح هذا السؤال عندما يتمكن الموزعون الذين ال ينتمون إلى هذه الشبكة أن يتحصلوا على هذه‬
‫المنتوجات من طرف ممون أو موزع معتمد والذين خرقوا أحكام العقد وذلك‪:‬‬

‫‪ -‬إما الموزع اعتقد أنه قام بالبيع للمستهلك وهو في الحقيقة كان يجهل صفة البائع لهذا المشتري(المستهلك)‬

‫‪ -‬أو تم البيع خارج الشبكة أي في سوق الموزع حيث الممون لم يبرم فيه عقود التوزيع االنتقائي‪.‬‬

‫لقد تم النظر في مثل هاتين الحالتين من طرف القضاء الفرنسي ولكن الموقف كان في تطور‪ .‬في األول كانت‬
‫القضاة‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫صارمة‬ ‫بطريقة‬ ‫االنتقائي‬ ‫التوزيع‬ ‫شبكة‬ ‫حماية‬
‫وذلك بإدانة تجار التجزئة الذين ال ينتمون إلى الشبكة ورغم ذلك يقومون ببيع منتوجات خاصة بهذا النوع من‬
‫التوزيع وهذه اإلدانة تعتمد على ثالثة أسس‪.‬‬

‫‪-1‬استعمال عالمة الغير دون علمه‪ ،‬بحيث تاجر التجزئة يبيع منتوج الممون و يستعمل عالمته بدون ترخيص‬
‫منه‪ .‬ذلك حسب المادة ‪ – 9/ 900‬ل من قانون الملكية الفرنسية في هذا الصدد عبر عن ذلك المشرع الجزائري‬
‫في المادة ‪ 1/09‬من القانون ‪ 20-22‬التي تنص "‪...‬تعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة في مفهوم أحكام هذا‬
‫القانون ‪...‬استغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها‪"...‬‬

‫‪ -2‬على أساس المادة ‪ 0/000‬من قانون االستهالك الفرنسي التي تعاقب كل من يقوم باإلشهار الذي يوحي‬
‫بالغلط ‪ la publicité de nature induire en erreur‬حيث التاجر الذي ال ينتمي إلى شبكة التوزيع‬
‫تاجر موزعا منتق من طرف الممون صاحب عالمة‬
‫ا‬ ‫االنتقائي يجعل المستهلك يقع في خطأ‪ ،‬وإنه بالفعل يعتبر‬
‫المنتوج‪.‬‬
‫‪-1‬على أساس المادة ‪ 0120‬من القانون المدني الفرنسي الذي يعاقب على المنافسة غير النزيهة الممارسة من‬
‫طرف الموزع خارج الشبكة‪ ،‬فيقوم ببيع المنتجات التي تكون في إطار التوزيع االنتقائي‪ .‬في حين هذا الموزع‬
‫لم يهتم أصال أن يكون عضوا في هذه الشبكة وخطأه أنه ساهم مع الموزع المعتمد الذي قدم له هذا المنتوج‬
‫بخرق بند في عقد التوزيع االنتقائي المتمثل في عدم بيع المنتوجات خارج هذه الشبكة‪.‬‬

‫ثم الحقا تغير موقف القضاء الفرنسي تغيي ار جذريا عن موقفه األول بقضائه أن الموزعين غير المنتقين لم‬
‫يستعملوا العالمة بطريقة غير شرعية‪ ،‬حيث الحق في العالمة ثم استعمالها واستغاللها في المرة األولى عند‬
‫تسويق المنتوج من الممون إلى الموزع منتق‪ ،‬ولم يقم بجنحة اإلشهار الذي يوحي بالغلط‪ ،‬ولم يدع أبدا أنه‬
‫موزع منتق ولم يرتكب أي أخطاء عند التموين ألنه تلقاها بطريقة منتظمة ولم يثبت حصوله لهذه السلع بطريقة‬
‫غير شرعية‪.‬‬

‫بالتالي ليس بمجرد حصول هذا الموزع (غير المنتق) على منتوجات أو إعادة بيعها منافسة غير مشروعة‪،‬‬
‫بالنتيجة ال يمكن أن يكون هناك جزاء مدني أو جزائي‪.‬‬

‫قد ذهب القضاء إلى أبعد من ذلك في حالة غياب ‪ l’étanchéité‬فإن الشبكة ال يمكن حمايتها من طرف‬
‫القضاء‪ .‬وبالتالي الممون عليه أن يثبت الطابع الشرعي للشبكة التي أقامها وكذلك الطابع غير العادي للتموين‬
‫الذي يقوم بيه الموزع غير المعتمد‪.‬‬

‫في مرحلة أخرى توصل القضاء إلى حل وسطي‪ ،‬أن عقد التوزيع االنتقائي المشروع يجب أن يحترم من طرف‬
‫الموزع الذي ال ينتمي إلى الشبكة وذلك في تدابير معينة‪.‬‬
‫فنزاهة العقد يجب أن يتم إثباتها من طرف الممون كما يمكن استنتاجه سواء من موافقه المسبقة الصادرة من‬
‫طرف سلطات المنافسة أو من طرف القاضي وذلك باالعتراف‬

‫بمطابقته لشروط التوزيع االنتقائي وأن الموزع البائع الذي ال ينتمي إلى شبكة التوزيع يمكن له أن يتحصل على‬
‫منتوجاته في السوق الموازية ويعيد بيعها خارج الشبكة فال يعتبر ذلك في حد ذاته خطاء و لكن عليه أن‪:‬‬

‫‪ -‬ال يشتري سلع في ظروف غير مشروعة (كانتحاله الصفة من اجل الحصول على السلع) ويظهر ذلك عندما‬
‫يرفض إظهار مصدر تموينه‪.‬‬

‫‪ -‬ال يبيع منتوجات تحمل مالحظة عدم جواز بيعها إال من طرف موزع منتقي في حين هو يعتبر أجنبي‬
‫عن الشبكة‪ ،‬كما ال يمكن نزع هده المالحظة على المنتوج‪ ،‬و لكن له أن يبعها بإعالنه أنه ال يعتبر عضو‬
‫في شبكة التوزيع االنتقائي حتى ال يترك أي مجال للوقوع في خطاء أو أن المشتري يعتقد انه موزع منتقي‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يقوم يبيع منتوجات التي تتمتع بالضمان الناتج عن إبرام العقد و يتمتع بها فقط الموزعين المنتقين‬
‫المنتمين إلى الشبكة ‪ ،‬أو عليه أن يصرح عند بيعه للمستهلك أن هذا‬
‫النوع من الضمان (الناتج عن عقد التوزيع االنتقائي) ال يمكن التمسك به أمام الممون صاحب العالمة كون‬
‫هذا الموزع يعتبر أجنبي عن شبكة التوزيع‪.‬‬

‫في كل الحاالت فإن المسؤولية المدنية تقام على هذا الموزع خارج الشبكة على أساس دعوى المنافسة غير‬
‫النزيهة دون المساس بالجزاء المترتب على األفعال غير شرعية من بينها المساس بالعالمة ‪l’image de‬‬
‫‪marque‬التي تؤثر على تسويق المنتوج أو حتى المساس بحق الممون على عالمته‪.‬‬

‫في األخير فإذا كانت مشروعية التوزيع االنتقائي مقبولة بطريقة سهلة فإن فعاليتها محدودة‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته إن القضاء الفرنسي ال يعترف مباشرة أن تسويق منتوجات التي‬
‫ال تكون موضوع عقد االنتقاء يعتبر عمل منافس غير نزيه‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون الجزائري فإن مثل هذه العقود متعامل بها بصفة محتشمة مثل مجال العطور والساعات‬
‫السويسرية وغيرها ألنها تخص مجال الخدمات والسلع الراقية وباهظة الثمن وكذلك نظ ار لحداثة سوق األعمال‬
‫عندنا‪ .‬لهذا السبب لم نجد قضايا من هذا النوع مما جعلنا نستعين بالقضاء الفرنسي من أجل تبيان األحكام‬
‫التي تنظمه‪ ،‬لكن هذا ال يمنع أن نقول هناك أحكام تطبق على هذا النمط من التوزيع طبقا للمادة ‪ 20‬من‬
‫القانون ‪ 20-22‬والمعدلة بموجب القانون ‪ 20-02‬والتي تنص"‪...‬يطبق هذا القانون على نشاطات اإلنتاج‬
‫وعلى نشطات التوزيع‪"...‬مع اإلشارة أنه لم يدرج مصطلح الموزع في تعريف العون االقتصادي في المادة ‪21‬‬
‫من نفس القانون‪.‬‬
‫التوزيع االلكتروني‬
‫لقد تأثر نشاط التوزيع بظهور شبكة االنترنت والتزايد المستمر للتجارة االلكترونية مما أدى الى استحداث وسيلة‬
‫توزيع حديثة تعتمد على شبكة االنترنت فأصبح يسمى بالتوزيع االلكتروني ‪e.distribution‬‬

‫يعتبر التوزيع االلكتروني من أبرز النشاطات التجارة االلكترونية التي تتم عبر االنترنت والتي تعتبر كوسيلة‬
‫اتصال سريعة وذات تكلفة قليلة‪ .‬كما يشمل نشاط التوزيع االلكتروني جميع األنشطة المحققة عبر النشاطات‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫لقد ركز المشرع الجزائري في اهتمامه بتنظيم نشاط التوزيع االلكتروني في ظل قانون ‪ 21/02‬على تأطير‬
‫العالقة بين كل من الموزع والمستهلك ولم يهتم بتنظيم العالقة بين المورد والموزع‪.‬‬

‫ما يجب اإلشارة إليه أن اللجوء الى التوزيع اإللكتروني من طرف الموزعين المنتمين لشبكة التوزيع يجب أن‬
‫يكون حسب ما ورد في عقد التوزيع بين الموزع والمنتج المورد‪ ،‬أي هناك عقود توزيع تتضمن بند حظر التوزيع‬
‫االلكتروني وأخرى تسمح بذلك وهذا العتبارات بين الطرفين‪.‬‬

‫فقد تأثر نشاط التوزيع كما سبق اإلشارة إليه بظهور شبكة االنترنت والتزايد المستمر للتجارة االلكترونية مما‬
‫أدى استحداث ما يسمى بالتوزيع االلكتروني كما أطلق على مجال المتعلق بالتجارة عبر االنترنت باالقتصاد‬
‫الرقمي‪.‬‬

‫فقد تم تعريف التوزيع االلكتروني على " أنه كل األنشطة االلكترونية التي تسهل اشباع حاجات العميل وأنه‬
‫تداول السلع والخدمات عن طريق شبكة االنترنت" فكانت هناك قنوات التوزيع االلكتروني والموضوعة تحت‬
‫تصرف العمالء وذلك بتنوع السلع والخدمات موضوع التوزيع حيث ظهرت عدة طرق أهمها تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬التعامل العمودي حيث يمكن لمقدمي الخدمات أو المنتجين توزيع منتجاتهم عبر االنترنت لعمالئهم مباشرة‬
‫وذلك بالتسيير المباشر لمواقعهم الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬منصات رقمية متعددة األوجه حيث تضم عدة تجار‪ ،‬إذ تسهل هذه المنصات تبسيط المعامالت بين البائعين‬
‫والمشترين كما انها منصة ترابط في تزايد تأخذ مكان الموزعين في األسواق التقليدية‪.‬‬

‫مميزات التوزيع االلكتروني‬

‫يتميز نشاط التوزيع االلكتروني بحركية خاصة قهو مرتبط بصفة أساسية بتحدي التنافس في السوق الرقمي من‬
‫حيث الحركية والنتائج فمنها السلبة ومنها اإليجابية خاصة للمستهلكين وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬تنوع خيارات المستهلكين حيث بإمكانهم اقتناء حاجياتهم من أي موقع الكتروني متخصص بالتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬كما يسمح هذا النوع من التوزيع الوصول بشكل أكثر مرونة للعمالء والزبائن‪.‬‬

‫‪-‬يعتبر بعض المختصين في هذا النوع من النشاط أن االنترنت ال تشكل اقتصاد جديد بل بنية تحتية جديدة‬
‫للنشاطات االقتصادية مثل …‪Amazon, Google‬‬

‫‪ -‬تحسين وفرة المعلومات وشفافية أسواق التجارة االلكترونية حيث هذه الشفافية تسمح للموزعين االلكترونيين‬
‫مقارنة أسعارهم بأسعار منافيسهم‪.‬‬

You might also like