You are on page 1of 25

‫محاضرات في العقود االدارية االلكترونية‬

‫السنة الثالثة ادارة الكترونية‬


‫لالستاذة ‪:‬نمديلي رحيمة‬
‫السنة الجامعية ‪0202/0202‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ترتب على ظهور الثورة المعلوماتية في مجال تكنولوجيا االتصاالت ظهور نوع‬
‫جديد من العقود يتم من خالل الوسائط اإللكترونية الحديثة والسيما شبكة اإلنترنت‬
‫وهي العقود اإللكترونية‪ ،‬والتي بموجبها يكون ألطراف العقد إمكانية قيام حوار‬
‫تبادل عبر هذه الشبكة من خالل شاشة الحاسب اآللي‪ ،‬فضالً على أن ظهور هذا‬
‫النوع من العقود وانتشاره قد أدى إلى تطوير النشاط اإلداري‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬
‫قيام المشرع الفرنسي والسيما في قانون العقود اإلدارية إلى النص على إمكانية‬
‫إبرام العقود اإلدارية عبر شبكة اإلنترنت من خالل نص المادة ‪ 65‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ .‬فضالً عن انتشارها في الواليات المتحدة األمريكية وبعض‬
‫الدول األوربية‪ .‬و العربية منها االمارات العربية المتحدة و الجزائر ‪.‬‬
‫وتكمن أهمية دراسة هذا الموضوع ‪ ,‬في أن شبكة اإلنترنت أصبحت في‬
‫الوقت الحاضر مجاالً خصبا ً إلبرام العقود بعد أن تعدت طبيعتها التقليدية المتمثلة‬
‫في تبادل ونقل البيانات والمراسالت اإللكترونية‪ ،‬نظرا لالثار القانونية الناتجة عن‬
‫ابرام و تنفيذ هذه العقود ‪.‬‬
‫وأمام هذه األهمية ‪ ,‬تبرز ضرورة بحث العقد اإلداري اإللكتروني في ضوء‬
‫حقائق تعد مشاكل تقف في وجه هذه العقود وهي عدم وجود نظام متكامل يحكم‬
‫إبرام هذا النوع من العقود لينسجم مع خصوصيته‪ ،‬األمر الذي يتطلب تحديد ماهية‬
‫طبيعة العقد اإللكتروني‪ ،‬و كذا اساليب ابرامه عبر البوابة االلكترونية و كيفية‬
‫إثبات هذه العقود وحجيتها‪.‬‬
‫و عليه ‪ ,‬سنحاول في هذه الدراسة ‪ ,‬االجابة على االشكالية الرئيسية‬
‫التالية‪ " :‬ما هي خصوصية العقد االداري االلكتروني في القانون الجزائري و‬
‫القوانين المقارنة"‪.‬‬
‫كما تتفرع هذه االشكالية الى التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ما المقصود بالعقد االداري االلكتروني؟‬
‫ما هي اهم اساليب ابرام الصفقات العمومية عبر البوابة االلكترونية‬
‫ماهي شروط اثبات العقد االداري االلكتروني؟‬
‫و لالجابة على هذه االشكالية ‪ ,‬سنقسم هذه الدراسة الى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬ماهية العقد االداري االلكتروني‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬ابرام العقد االداري االلكتروني‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اثبات العقد االداري االلكتروني‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماهية العقد االداري االلكتروني‪:‬‬


‫بناءا على توصيات منظمة االمم المتحدة و قوانين االتحاد االوربي ‪ ,‬شهدت‬
‫قوانين الدول المقارنة و القانون الفرنسي بصفة خاصة طفرة قانونية في مجال‬
‫ابرام الصفقات العمومية عبر االنترنت في ظل تبنيها لمشاريع الحكومة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫و عليه ‪ ,‬حاول المشرع الجزائري مسايرة هذا االتجاه من خالل تعديل قانون‬
‫الصفقات العمومية بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 035-22‬و الصادر في ‪20‬‬
‫اكتوبر ‪ 0222‬لينص على امكانية االتصال االلكتروني في مجال الصفقات‬
‫العمومية من خالل المواد ‪203‬و ‪ 201‬من نفس المرسوم ‪ .‬و لقد اكد ذلك‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 010-26‬المتعلق بالصفقات العمومية و تفويض المرفق‬
‫العام من خالل المواد ‪ 023‬الى ‪ 025‬منه ‪ .‬كما صدر القرار الصادر في ‪20‬‬
‫نوفمبر ‪ 0223‬و المتعلق بالبوابة االلكترونية وتسييرها ‪.‬‬
‫و ترتيبا على ذلك ‪ ,‬سنحاول في هذا المبحث ‪ ,‬دراسة ماهية العقد االداري‬
‫االلكتروني من خالل تعريف العقد االداري و عناصره في مطلب اول ‪ ,‬و تعريف‬
‫العقد االلكتروني وخصائصه في مطلب ثان ‪ ,‬ثم تحديد تعريف العقد االداري‬
‫االلكتروني في مطلب ثالث ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف العقد االداري و عناصره‪:‬‬
‫العقد في اللغة ‪ :‬الربط و التوثيق ‪ ,‬ماديا ام معنويا ‪ ,‬فيقال عقد الحبل اي ربط‬
‫الحبل بين طرفيه و يقال عقد العزم اي الزم نفسه بامر مستقبل‪.‬‬
‫اما العقد االداري فهو اتفاق بين شخص معنوي عام مع شخص معنوي اخر على‬
‫تنفيذ او تنظيم او تسيير مرفق عام مع تضمين العقد احد الشروط االستثنائية غير‬
‫المالوفة في عقود القانون الخاص ‪.‬‬
‫و تحليال لهذا التعريف ‪ ,‬يقوم العقد االداري على العناصر التالية‪:‬‬
‫العنصر الشكلي او العضوي‪:‬‬
‫و معناه ان يكون احد اطراف العقد االداري شخصا من اشخاص القانون العام وإذا‬
‫كانت القواعد العامة في هذا المعيار توجب وجود الشخص المعنوي العام في‬
‫العقد‪ ،‬إال أن القضاء اإلداري والسيما في فرنسا ومصر لم يعد يتشدد في شرط‬
‫إبرام الشخص العام للعقد بذاته وأخذ يقر بإمكانية إبرامه من خالل شخص آخر‬
‫بالوكالة‪ ،‬وفي السنوات األخيرة ذهب القضاء اإلداري في فرنسا خطوة أبعد‬
‫بإقراره إمكانية إبرام العقد من قبل أشخاص من أشخاص القانون الخاص باإلنابة‬
‫الضمنية عن شخص معنوي عام إذا كان شخص القانون الخاص قد تعاقد لحساب‬
‫الشخص العام كما لو كان مخوالً بذلك(‪. .)1‬‬
‫‪ -0‬المعيار الموضوعي ‪:‬‬
‫و معناه ان يكون موضوع العقد يتصل بتسيير المرفق العام او تنفيذه او تنظيمه ‪,‬‬
‫و ان يتضمن العقد شرطا من الشروط االستثنائية غير المألوفة في عقود القانون‬
‫الخاص ‪ ,‬كان تفرض المصلحة المتعاقدة عقوبات تأخير على المتعاقد معها او‬
‫تقوم بفسخ العقد بإرادة منفردة‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬ماهر صالح عالوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،6991 ،‬ص‪.222‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف العقد االلكتروني و خصائصه‪:‬‬
‫اختلف الفقه في تعريف العقد االلكتروني ‪ ,‬فمنهم من عرفها بالوسيلة التي‬
‫يبرم بها و البعض االخر عرفه على اساس اطرافه ‪ ,‬كما جمع البعض بين كل هذه‬
‫العناصر‪.‬‬
‫فقد عرفه الدكتور صالح المنزالوي (بأنه اتفاق يتالقى فيه اإليجاب بالقبول على‬
‫شبكة دولية لالتصال عن بعد‪ ،‬وذلك بوسيلة مسموعة مرئية بفضل التفاعل بين‬
‫الموجب والقابل)(‪.)2‬‬
‫وعرفه الدكتور أحمد عبد الكريم سالمة بأنه ذلك العقد الذي تتالقى فيه‬
‫عروض السلع والخدمات التي يعبر عنها بالوسائط التكونلوجية المتعددة خصوصا ً‬
‫شبكة اإلنترنت‪ ،‬من جانب أشخاص متواجدين في دولة أو دول مختلفة‪ ،‬بقبول‬
‫يمكن التعبير عنه من خالل تلك الوسائط بإتمام العقد(‪.)3‬‬
‫أما الدكتور ماجد راغب الحلو فقد عرف العقد اإللكتروني بأنه اتفاق يبرم‬
‫وينفذ جزئيا ً وكليا ً عبر شبكة اتصاالت دولية باستخدام التبادل اإللكتروني للبيانات‪،‬‬
‫بقصد إنشاء التزامات تعاقدية‪ ،‬وذلك بإيجاب وقبول يمكن التعبير عنهما من خالل‬
‫ذات الوسيط(‪.)4‬‬
‫كما عرف بأنه "هو اتفاق يتالقى فيه اإليجاب بالقبول على شبكة دولية‬
‫مفتوحة لالتصال عن بعد وذلك بوسيلة مسموعة مرئية بفضل التفاعل بين‬
‫الموجب والقابل"(‪.)5‬‬
‫كما عرفه قانون المعامالت اإللكترونية األردني لعام ‪ 0222‬بأنه "االتفاق‬
‫الذي يتم انعقاده بوسائل الكترونية‪ ،‬كليا ً أو جزئيا ً"(‪.)6‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬صالح المنزالوي‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقوود التجوارا اإللرترونيوة‪ ،‬دار الن اوة الةربيوة‪ ،‬القواهرا‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.62‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬أحمد عبد الرريم سالمة‪ ،‬اإلنترنت والقانون الدولي الخواص‪ ،‬روراق أم توالق‪ ،‬بحود مقودم لمولتمر الرمبيووتر والقوانون‬
‫واإلنترنت‪ ،‬رلية الشريةة والقانون‪ ،‬اإلمارات الةربية المتحدا‪ ،‬أيار‪ ،2000 ،‬ص‪ .22‬نقالً عن د‪.‬ماجود رابوب الحلوو‪،‬‬
‫الةقد اإلداري اإللرتروني‪ ،‬دار الجامةة الجديدا‪ ،‬اإلسرندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬ماجد رابب الحلو‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ .42‬راجع رذلك د‪.‬هادي مسلم يونس‪ ،‬التنظيم القانوني للتجارا اإللرترونية‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة درتوراه‪ ،‬جامةة الموصل‪ ،‬رلية القانون‪ ،2002 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )5‬د‪.‬سالمة أبو الحسن مجاهد‪ ،‬خصوصية التةاقد عبر اإلنترنت‪ ،‬بحد مقدم إلى مولتمر القوانون والرومبيووتر واإلنترنوت‪،‬‬
‫المنةقد ري اإلمارات الةربية المتحدا‪ ،2000 ،‬ص‪.99‬‬
‫(‪ )6‬راجع المادا (‪ )2‬من قانون المةامالت اإللرترونية األردني لسنة ‪.2006‬‬
‫وقد عرف القانون المدني الةراقي ري المادا (‪ )29‬الةقد بأنه "ارتباط اإليجاب الصادر من أحود الةاقودين بقبوول ا خور‬
‫على وجه يثبت أثره ري المةقود عليه"‪.‬‬
‫اما المشرع الجزائري فقد عرف العقد االلكتروني في القانون ‪ 26-21‬المتعلق‬
‫بالتجارة االلكترونية في المادة ‪ 5‬منه بانه "" ‪.....‬العقد الذي يتم عن بعد دون‬
‫الحضور الفعلي و المتزامن للطرفين و باستعمال تقنية االتصال االلكتروني حصريا‬
‫"‪.‬‬
‫يتبين لنا من استعراض التعريفات ‪ .‬أن للعقد اإللكتروني تعريفا ً ضيقا ً وهو‬
‫الذي يتم عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬وآخر واسع يتضمن العقد اإللكتروني الذي يتم‬
‫بكل الوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬كشبكة اإلنترنت أو الفاكسميل أو التلكس أو‬
‫الفاكس‪.‬‬
‫ومن وجهة نظرنا ‪ ,‬نرى أن العقد اإللكتروني هو العقد الذي يتم إبرامه من‬
‫خالل جميع الوسائل اإللكترونية الحديثة كالفاكس والتلكس أو عن طريق شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وهو وإن كان دوليا ً فإنه يمكن أن يتم بين أطراف متواجدين في المنطقة‬
‫نفسها‪ ،‬وهو العقد الذي ال يتم بين التجار والمستهلكين فحسب‪ ،‬بل يتم أيضا ً بين‬
‫الهيئات الحكومية فيما بينها وبين المستهلكين‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص العقد االلكتروني ‪:‬‬
‫سنعالج في هذا الفرع خصائص العقد اإللكتروني لغرض تمييزه عن العقود‬
‫العادية وتتمثل تلك الخصائص باآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من سمات العقد اإللكتروني أنه يتميز بالطابع الدولي‪ ،‬كون أن وسيلة إبرامه‬
‫السائدة هي شبكة اإلنترنت التي تشترك بها غالبية دول العالم‪ ،‬وهذه السمة تثير‬
‫الكثير من المسائل القانونية كمعرفة القانون الواجب التطبيق‪ ،‬فضالً عن المحكمة‬
‫المختصة بمنازعات إبرام العقد اإللكتروني‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬كما أن تنفيذ العقد اإللكتروني يتميز عن تنفيذ العقد العادي‪ ،‬إذ يمكن أن يتم‬
‫هذا العقد وينفذ عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬إذ أصبح هناك إمكانية للتسليم المعنوي‬
‫للمنتجات أو تسليمها مثل برامج الحاسوب واالستشارات الطبية(‪.)7‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬تتسم العقود اإللكترونية أيضا ً بأنها نوع خاص من العقود التي تتم عن‬
‫بعد(‪ .)8‬حيث أن أهم ما يميز العقد الذي يبرم عن بعد بأنه ينتفي فيه الحضور‬
‫المادي لألطراف ويتم نقل اإليجاب والقبول فيه بوسائل سمعية وبصرية مثل‬
‫(‪ )7‬نزار حازم الدملوجي‪ ،‬التةاقد عن طريق شبرة المةلومات الةالمية (اإلنترنت)‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة الموصل‪ ،‬كلية القانون‪ ،0220 ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )8‬يقصد بمصطلح العقود عن بعد كل عقد يتعلق بتقديم منتج أو خدمة يتم بمبادرة من المورد‪ ،‬دون حضور مادي‬
‫متزامن بينه وبين المستهلك‪ ،‬باستخدام تقنية االتصال عن بعد بغية نقل السلعة وطلب الشراء من المستهلك‪.‬‬
‫د‪.‬أسامة أبو الحسن مجاهد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫التلفاز أو المنتيل‪ ،‬فضالً عن ذلك فإن عنصر الزمن يتالشى في العقد عن بعد‬
‫فتكون بصدد تعاقد بين حاضرين من حيث الزمان وغائبين من حيث المكان(‪.)9‬‬
‫رابعا ً‪ :‬يتسم العقد اإللكتروني عن العقد التقليدي باإلثبات والوفاء‪ ،‬إذ يمكن أن يتم‬
‫إثبات العقد اإللكتروني عبر التوقيع اإللكتروني(‪ ،)10‬والمحرر اإللكتروني‪ ،‬فضالً‬
‫عن أنه يمكن استعمال وسائل الدفع اإللكترونية للوفاء بالثمن من ذلك مثالً‬
‫البطاقات البنكية واألوراق التجارية اإللكترونية والنقود اإللكترونية‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬يتميز العقد اإللكتروني بإبرامه عن طريق الوسائل اإللكترونية‪ ،‬وهذه‬
‫الخاصية تعد أهم ما يميز العقد اإللكتروني عن باقي العقود التقليدية‪ ،‬فهما ال‬
‫يختلفان من حيث الموضوع أو األطراف‪ ،‬بل من حيث طريقة اإلبرام ووسائل‬
‫اإلثبات‪ ،‬إذ يمكن أن يرد محل العقد على كافة األشياء والخدمات التي يجوز‬
‫التعامل بها‪ ،‬أما عن أطرافه فهم أنفسهم في أي عقد آخر‪ ،‬فهم مستهلكون أو‬
‫مستأجرون أو مقدمو خدمات أو بائعون‪ ،‬فضالً عن أنه يتم إبرام العقد بين األفراد‬
‫واألشخاص المعنوية العامة(‪ )11‬من مؤسسات وهيئات عامة(‪.)12‬‬
‫سادسا ً‪ :‬العقد اإللكتروني غير مثبت على دعامة ورقية على خالف العقد التقليدي‬
‫الذي يكون مثبتا ً في أغلب األحوال على دعامة ورقية ففي العقد اإللكتروني تتجرد‬
‫اآللية التعاقدية من ركزيتها المادية(‪.)13‬‬
‫نستنتج مما تقدم أن العقد اإللكتروني يتسم بطابع خاص يميزه عن العقود العادية‬
‫كونه يخضع للقواعد العامة في القانون المدني تارة‪ ،‬فضالً عن خضوعه ألحكام‬
‫العقود عن البعد والسيما تلك المنصوص عليها في التوجيه األوربي الخاص‬
‫بحماية المستهلك عن بعد والقانون الفرنسي الخاص بالتعاقد عن بعد تار ًة أخرى‪.‬‬
‫األمر الذي يعني أن العقد اإللكتروني يخضع لنظام قانوني خاص نظراً للخصوصية‬
‫التي يتمتع بها‪.‬‬

‫(‪ )9‬نزار حازم الدملوجي‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫(‪ )10‬عررته المادا (‪ )2‬من التوجيه األوربي الصادر ري ‪ 69‬رانون األول "بأنه بيان يأخذ الشرل اإللرتروني ويرتبط أو‬
‫يتصل بشرل منطقي بمةطيات إلرترونية أخرى‪ ،‬والذي يمرن أن يخرج بشرل موثق"‪.‬‬
‫(‪ )11‬يقصد بالشخصية المةنوية عموما ً‪ :‬بأن ا تلك الشخصية اإلدارية الذي تثبت له أهلية ارتساب الحقوق والتحمل‬
‫بااللتزامات‪ ،‬ويمارس نشاطه من أجل تحقيق الصالح الةام‪ .‬د‪.‬عاصم أحمد عجيلة وآخرون‪ ،‬القانون اإلداري اليمني‪،‬‬
‫جامةة صنةاء‪ ،‬الطبةة الثالثة‪ ،6922 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )12‬د‪.‬ماجد رابب الحلو‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ .42‬د‪.‬صالح أحمد عبطان‪ ،‬الشرلية ري الةقود اإللرترونية‪ ،‬رلية القانون‪،‬‬
‫جامةة الموصل‪ ،‬الطبةة األولى‪ ،2001 ،‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )13‬د‪.‬صالح أحمد عبطان‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف و خصائص العقد االداري االلكتروني‪:‬‬
‫إن العقد اإلداري اإللكتروني هو ذلك العقد الذي تبرمه الدولة مع دولة أخرى أو‬
‫ً‬
‫أصالة‬ ‫شخص معنوي عام أو شخص من أشخاص القانون الخاص سواء أكان ذلك‬
‫أو من خالل تفويض صريح أو ضمني من أشخاص القانون العام‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تسيير وتنظيم المرفق العام عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬وذلك من خالل تضمين‬
‫العقد شروطا ً استثنائية غير مألوفة في المعامالت اإللكترونية في القانون الخاص‪.‬‬

‫و عليه ‪ ,‬فان من اهم خصائص العقد االداري االلكتروني ‪:‬‬


‫‪-‬العقد االداري االلكتروني هو من العقود الدولية سواء من حيث وسيلة ابرامه و‬
‫هي شبكة االنترنت ‪ ,‬او من حيث وجود طرف اجنبي في العقد ‪.‬‬
‫‪-‬العقد االداري االلكتروني من العقود عن بعد فهو اتفاق بين غائبين في المكان‬
‫و حاضريين في الزمان ‪.‬‬
‫‪-‬العقد االداري االلكتروني هو عقد الكتروني باالساس يخضع لقانون التجارة‬
‫االلكترونية و قانون التوقيع و التصديق االلكتروني و قانون الجرائم االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-‬يثبت العقد االداري االلكتروني و ينفذ بوسائل الكترونية كوسائل الدفع االلكتروني‬
‫و البطاقات االلكترونية و النقود االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ -‬ان اهم مايميز العقد االلكتروني هو قابلية العدول عن العقد نظرا لطبيعته‬
‫االلكترونية ‪ ,‬لكن بالنسبة للعقد االداري االلكتروني المرتبط بالمصلحة العامة‬
‫والحاجيات العمومية فال مجال لتطبيق هذا الشرط في ظل وجود شروط استثائية‬
‫غير مالوفة في عقود القانون الخاص و اتصال العقد بتنظيم و تسيير و تنفيذ‬
‫مرفق عام ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ابرام العقد االداري االلكتروني ( الصفقات العمومية االلكترونية)‪:‬‬


‫لقد كان إلنتشار العقود اإلدارية اإللكترونية الدور البارز في تطوير النشاط اإلداري‬
‫في الجزائر‪ ،‬حيث إتجهت جل القوانين إلى إبرام العقد اإلداري بالوسائط‬
‫اإللكترونية‪،‬‬
‫ولعل البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية تعتبر إحدى أهم مجاالت تطبيق‬
‫العقود اإلدارية اإللكترونية‪. 14‬‬
‫المشرع الجزائري‪ ،‬تكريس ذلك في قانون الصفقات العمومية‬ ‫ّ‬ ‫لذا حاول‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬سواء في المرسوم الرئاسي ‪ 035-22‬أو في المرسوم‬
‫‪ 010-26‬المتعلق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬وكذا من خالل‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪.0223‬‬
‫المشرع الجزائري بإستحداث البوابة االلكترونية للصفقات‬
‫ّ‬ ‫و بناءا عليه قام‬
‫العمومية بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 035-22‬المتضمن قانون الصفقات العمومية‬
‫‪ ،‬لكن جاء المرسوم الرئاسي الجديد ‪ 010-26‬المتعلق بالصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام ‪ ،‬ليعطي تفاصيل أكثر عليها ‪ ،‬ويبين كيفية تسييرها‬
‫ومحتواها في القرار الصادر في‪ 17‬نوفمبر‪ 0223‬الذي يحدد محتوي و كيفية‬
‫تسيير البوابة االلكترونية وكيفيات تبادل المعلومات فيها ‪ ،‬بحيث يتم تسييرها من‬
‫طرف وزير المالية ووزير تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪. 15‬‬
‫لقد جاء في المرسوم الرئاسي ‪ ، 010-26‬المتضمن لقانون الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام ‪ ،‬في الباب األول في الفصل السادس ‪،‬‬
‫بعنوان اإلتصال وتبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية في القسم األول المعنون ‪:‬‬
‫اإلتصال بالطريقة اإللكترونية في المادة ‪ ، 023‬التي تؤكد على اإلبقاء على إنشاء‬
‫وإستحداث بوابة إلكترونية بالصفقات العمومية‪،‬‬
‫و بناءا عليه‪ ,‬سنحاول دراسة ماهية البوابة االلكترونية ووظائفها و كذا اساليب‬
‫ابرام الصفقات العمومية طبقا لقانون الصفقات العمومية ‪010/26‬‬
‫وفقا للخطة التالية‪:‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف البوابة االلكترونية ووظائفها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اساليب ابرام الصفقات العمومية عن طريق البوابة االلكترونية‬
‫في الجزائر‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف البوابة االلكترونية ووظائفها‪:‬‬
‫تعريف البوابة اإللكترونية من خالل إستقراء قانوني ‪ 035-22‬المعدل‬
‫والمتتم و ‪ 010-26‬المتعلق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ‪:‬‬

‫‪14‬عبد اهلل خليل ابراهيم عبد اهلل الكندري ‪ ،‬أساليب إبرام العقد اإلداري اإللكتروني ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لنيل درجة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬مصر‪ ،7102 ،‬ص‪.98‬‬
‫عبد اللطيف والي‪ ،‬جمال الدين دندن ‪ "،‬إستحداث مفهوم البوابة اإللكترونية في مادة الصفقات العمومية"‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫مجلة العلوم القانونية واإلجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد األول ‪ ،‬جامعة زيان عاشور ‪ ،‬الجلفة‪ ،‬مارس ‪،7108‬‬
‫ص ‪.009‬‬
‫ُعرفت البوابة اإللكترونية بأنها ‪ ":‬موقع متخصص في الصفقات العمومية‪،‬‬
‫فهي عبارة عن فضاء واسع لجميع المتعاملين العموميين في مجال تطبيق‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ولكل المهتمين بها‪ ،‬فهي تهدف إلى السماح بنشر وتبادل‬
‫المعلومات والوثائق المتعلقة بالصفقات العمومية وكذا إبرامها إلكترونيا"‪.16‬‬
‫وأيضا عرفت بأنها "عبارة عن مدخل موحد لمجموعة كبيرة من الخدمات‬
‫اإللكترونية أو التطبيقات التي تشترك في نطاق محدود‪ ،‬لتساعد المواطن على‬
‫إيجاد جميع المعلومات والخدمات المتعلقة بالقطاع‪ ،‬فهي تعتبر مدخال يسهل‬
‫الوصول إلى المعلومات و إضفاء صفة الديناميكية على العالم الخارجي‪. 17‬‬
‫ويمكن تعريفها بأنها "عبارة عن قاعدة بيانات تسهل الوصول إلى‬
‫المعلومات المتعلقة أساسا بالمصالح المتعاقدة‪ ،‬المتعاملين اإلقتصاديين وملفاتهم‬
‫اإلدارية‪ ،‬الصفقات المعلن عنها‪ ،‬مع تحديد التواريخ الهامة التي لها عالقة‬
‫بالصفقة ‪ ،‬بطاقات اإلحصاء اإلقتصادي للطالب العمومي ‪،18‬وتعتبر‬
‫أيضا وسيلة لتبادل الوثائق والمعلومات بين المصالح المتعاقدة والمتعاملين‬
‫اإلقتصاديين إلكترونيا"‪.19‬‬
‫عرف البوابة اإللكترونية بأنها‪ :‬عبارة عن موقع‬ ‫وترتيبا على ذلك ‪ ،‬يمكن أن ُت ّ‬
‫إلكتروني متخصص بتبادل وتجميع المعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬وتقدم‬
‫خدمات للمصالح المتعاقدة ‪،‬والمتعاملين اإلقتصاديين ‪،‬ودعوة كل المهتمين إلى‬
‫المنافسة فيها بطريقة إلكترونية‪ ،‬وتقدم تفاصيل على محتوى هذه البوابة و كيفية‬
‫تسييرها ‪ ،‬من خالل قرار ‪ 20‬نوفمبر ‪ 0223‬المحدد لمحتوى وكيفية تسيير‬
‫البوابة و تبادل المعلومات فيها‪ ،‬و هذا من أجل التسهيل على المتعاملين‬
‫اإلقتصاديين فهم طريقة عمل هذه البوابة وتحفيزهم لإلقبال على اإلبرام فيها‬
‫كخطوة جديدة في هذا المجال‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬وظائف البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية طبقا لقرار ‪ 20‬نوفمبر‬
‫‪:0223‬‬

‫‪16‬خيرة مقطف ‪" ،‬المعامالت اإللكترونية في مجال الصفقات العمومية" ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني السادس‬
‫حول قانون الصفقات العمومية في حماية المال العام‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة يحي فارس ‪ ،‬المدية‪ ،‬في ‪71‬‬
‫و‪ 70‬ماي ‪ ،7102‬ص ‪.10‬‬
‫‪17‬‬
‫محمد بودالي ‪ ،‬يوسف بوشنب‪ " ،‬رقمنة اإلدارة كأسلوب لتحسين الخدمة العمومية في الجزائر ‪ ،‬اإلدارة‬
‫الجبائية نموذجا"‪ ،‬مجلة الدراسات الجبائية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ، 17‬الجزائر ‪ ،‬في ‪ ، 7102/07/02‬ص‬
‫‪.759‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلحصاء االقتصادي يتمثل في جمع و تقييم و إستغالل و معالجة و تحليل و نشر المعطيات‪ .‬من خال‬
‫تعداد كافة النشاطات و كافة القطاعات القانونية قصد وضع بطاقة عامة للمؤسسات و المؤسسات االقتصادية ‪،‬‬
‫منقول من موقع تم اإلطالع عليه في ‪09‬اوت‪https://www.djazairess.com/aps/200782 7171‬‬
‫‪19‬‬
‫محمد البشير مركان ‪ ،‬البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية نحو تحسين أفضل للخدمة العمومية في‬
‫إطار اإلدارة اإللكترونية ‪ " ،‬ورقة بحثية ألقيت في فعاليات الملتقى الوطني حول الخدمة العمومية في الجزائر‪،‬‬
‫جامعة التكوين المتواصل‪ ،‬مستغانم ‪ ،‬في ‪ 21-78‬أكتوبر ‪ ، 7100‬ص ‪.02‬‬
‫تقوم البوابة اإللكترونية على أداء جملة من الوظائف‪ ،‬حسب ما نصت عليه‬
‫المادتين ‪ 20‬و‪ 21‬من القرار الصادر في‪ 20‬نوفمبر ‪ 0223‬الذي يحدد محتوى‬
‫البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية‪ ،‬وكيفية تسييرها وكيفية تبادل المعلومات‬
‫بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬بناءا على هذا األخير وظائفها كاآلتي‪:‬‬
‫‪-1‬نشر المعلومات بطريقة إلكترونية ‪:‬‬
‫لقد تم ذكر وظيفة النشر في المادة ‪ 20‬من قرار ‪ 20‬نوفمبر ‪ ، 0223‬حيث‬
‫ُع ّرف النشر اإللكتروني بالتخزين الرقمي للمعلومات‪ ،‬مع ترتيبها وتوصيلها‬
‫وب ّثها إلكترونيا أو رقميا عبر شبكات اإلتصال‪ ،‬هذه المعلومات تكون في شكل‬
‫نصوص وعروض التعاقد من طرف المصلحة المتعاقدة إلى المتنافسين‪ ،‬و يتم‬
‫معالجتها آليا من خالل إستخدام األجهزة اإللكترونية في مختلف مجاالت اإلنتاج‬
‫اإلداري اإللكتروني وتوزيع المعلومات على جميع المستخدمين‪.20‬‬

‫المتنافسين‪ ،‬و يتم معالجتها آليا من خالل إستخدام األجهزة اإللكترونية في‬
‫مختلف مجاالت اإلنتاج اإلداري اإللكتروني وتوزيع المعلومات على جميع‬
‫المستخدمين‪.21‬‬
‫لقد جاء في المادة ‪ 021‬من المرسوم الرئاسي ‪ 010-26‬لتعزيز آلية النشر‬
‫المشرع أقر بإجبارية النشر اإللكتروني‬
‫ّ‬ ‫اإللكتروني وتبادل المعلومات ‪ ،‬نجد‬
‫لمعلومات ووثائق الصفقة المعلن عنها بعدما كان جوازيا في المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 035-22‬في المادة ‪ 201‬منه‪ ،‬حيث إستعمل عبارة " يمكن " والتي تدل على‬
‫جوازية النشر اإللكتروني‪ ،‬مما يجعل المصالح المتعاقدة تقوم بنشر وثائق الدعوة‬
‫للصفقة العمومية تحت تصرف المتعهدين عبر البوابة في فترة زمنية محددة‪.22‬‬
‫وكذا يجب على المصلحة المتعاقدة نشر النصوص التشريعية والتعليمية‬
‫واالستشارية القانونية المتعلقة بالصفقات العمومية عبر البوابة اإللكترونية مثل‬
‫نظيره المغربي‪ ،‬ونشر قائمة المتعاملين اإلقتصاديين الممنوعين من المشاركة في‬
‫إبرام الصفقات العمومية وكذا البرامج التقديرية لمشاريع المصالح المتعاقدة‬
‫وقوائم الصفقات المبرمة والمؤسسات المستفيدة منها‪. 23‬‬

‫‪20‬‬
‫أ حمد نافع مدادحة‪ ،‬النشر اإللكتروني وحماية المعلومات‪ ،‬دار الصفا للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن‪،7100 ،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫‪21‬‬
‫أ حمد نافع مدادحة‪ ،‬النشر اإللكتروني وحماية المعلومات‪ ،‬دار الصفا للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن‪،7100 ،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫‪22‬‬
‫المادة ‪ 710‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،702-05‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪23‬‬
‫المادة ‪ 12‬من قرار ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،7102‬المتضمن لمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات‬
‫تسييرها وكييفية تبادل المعلومات فيها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬عدد ‪ ،70‬الصادر في ‪ 8‬أفريل‬
‫‪ ،7100‬ص ‪.72‬‬
‫وتنشر البوابة أيضا تقارير المصالح المتعاقدة المتعلقة بتنفيذ الصفقات وقائمة‬
‫المؤسسات التي سحب منها شهادة التصنيف والكفاءة و األرقام اإلستداللية‬
‫لألسعار‪.24‬‬
‫و تكمن أهمية النشر في البوابة اإللكترونية ‪،‬في مساعدة المهتمين لمتابعة‬
‫المستجدات المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬بحكم أنه يجسد وسيط إتصال ف ّعال ال‬
‫يمكن توفيره بسهولة في ظل إستخدام التقنيات التقليدية‪ ،‬والتي تعتمد على الورق‬
‫مثل النشر في الجريدة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي أو في الصحافة‬
‫اإللكترونية‪.25‬‬
‫‪ 0‬التسجيل في البوابة االلكترونية‪:‬‬
‫إن عملية التسجيل في البوابة يتم بتزويدها لكل من المصالح المتعاقدة‬
‫والمتعاملين اإلقتصاديين بحساب إلكتروني على شبكتها الخاصة‪ ،‬مما يمكنهم من‬
‫تنفيذ معامالتهم إلكترونيا عن طريق التسجيل إلكترونيا في البوابة‪ ،‬بحيث يكون‬
‫دخول المصالح المتعاقدة والمتعاملين اإلقتصاديين عبر حساباتهم في البوابة‬
‫ويكون ذلك بعد ملء االستمارة‪ ،‬و إمضائها و إرسالها إلى مسير البوابة عن‬
‫طريق بريد إلكتروني ‪ ،‬ويمكن إيداع اإلستمارة مباشرة لدى مس ّير البوابة وتكون‬
‫مرفقة بنماذج‪.26‬‬
‫ويجب على المصالح المتعاقدة والمتعاملين اإلقتصاديين المعنيين باألمر‬
‫تعيين شخص طبيعي‬
‫مرخص له بالدخول إلى البوابة من أجل النشر والتسجيل ويكون مزود بعنوان‬
‫إلكتروني‪.27‬‬
‫‪ 3‬البحث االلكتروني‪:‬‬

‫يعتبر البحث اإللكتروني من أهم الطرق‪ ،‬و أنجعها في البحث عن‬


‫المعلومات في البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية‪ ،‬فهي توفر عددا هائال من‬
‫الم علومات ‪ ،‬حيث جاء البحث اإللكتروني كوسيلة لتوفير وتسهيل العثور على‬
‫المحتوى للمستخدمين‪ ،‬وذلك من خالل تحديد محتوى البحث بكلمات أو عبارات‬
‫معينة دون التنقل إلى موقع الويب‪.‬‬
‫فالبوابة اإللكترونية تعتمد في بحثها على أحدث التقنيات لتلبية الخدمات‬
‫العامة مثل صندوق البريد اإللكتروني وساحة التخزين العامة وغيرها‪.28‬‬

‫‪24‬‬
‫أحمد نافع مدادحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪25‬‬
‫عبد اهلل ودان ‪ ،‬محمد البشير مركان‪ "،‬البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية نحو تحسين أفضل للخدمة‬
‫العمومية في إطار اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬مجلة المالية األسواق‪،‬العددالثالث‪،‬جامعة مستغانم‪،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر‬
‫‪ ،7105‬ص ‪.002‬‬
‫‪26‬‬
‫المادة ‪ ،10‬من القرار المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ، 7102‬المحدد لحتوى البوابة وكيفية تسييرها ‪،‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪27‬‬
‫المادة ‪ ،01‬من القرار المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ، 7102‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫فميزة البحث في البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية ‪ ،‬توفر‬
‫للمستخدمين حرية الوصول إلى المنشورات الخاصة بالصفقات المعلن عنها ‪ ،‬مع‬
‫التنبيه لكل المستجدات وذلك بالضغط على زر تشغيل البحث‪ ،‬فهي من أهم وظائف‬
‫البوابة التي تقدمها للمستخدمين باعتبارها إقتصادا للوقت والجهد‪.‬‬
‫فالقيام بالبحث المتعدد يهدف إلى تحديد المعايير األساسية المعتمدة في‬
‫إبرام الصفقة ‪ ،‬إما المعيار المالي أ التقني‪ ،‬و إبراز آخر المستجدات التي تستلزم‬
‫التعرف عليها والعمل على تحقيقها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اساليب ابرام الصفقات العمومية عبر البوابة االلكترونية‪:‬‬


‫تعددت اساليب ابرام الصفقات العمومية االلكترونية بين اساليب تقليدية تتم عبر‬
‫البوابة االلكترونية كطلب العروض االلكتروني و اجراء التراضي االلكتروني ‪ ,‬و‬
‫اساليب حديثة ظهرت نتيجة التزاوج بين اساليب ابرام العقود االدارية و اساليب‬
‫ابرام العقود المدنية و من بينها ‪ ,‬المزادات االلكترونية العكسية و الفهارس‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫وعليه ‪ ,‬سنقوم في هذا المطلب بدراسة اجراءات ابرام الصفقات العمومية‬
‫االلكترونية وفقا لالساليب التقليدية في الفرع االول ‪ ,‬و في الفرع الثاني‬
‫اجراءات ابرام الصفقات العمومية وفقا لالسايب الحديثة‪.‬‬
‫و ترتيبا على ذلك ‪ ,‬سنقسم هذا المطلب الى فرعين اساسيين‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬اجراءات ابرام الصفقات العمومية االلكترونية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االساليب الحديثة إلبرام الصفقات العمومية االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬اجراءات ابرام الصفقات العمومية االلكترونية‪:‬‬


‫سنقوم في هذا الفرع بدراسة اجراءات ابرام طلب العروض االلكتروني‬
‫‪ :2‬اإلعالن عن الصفقة العمومية إلكترونيا ً‬
‫إن المرسوم الرئاسي ‪ 010-26‬الخاص بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬نص على إجبارية نشر إعالن الصفقة بالطريق‬
‫اإللكتروني وهذا ما توضحه المادة ‪ 021‬منه ‪ ":‬تضع المصالح المتعاقدة وثائق‬
‫الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف المتعهدين أو المترشحين للصفقة العمومية‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫‪PARENT )J( ,op cit , p28.‬‬
‫بالطريق اإللكتروني ‪ ،‬حسب جدول زمني يحدد بموجب قرار من الوزير المكلف‬
‫بالمالية " ‪ ،‬عكس المرسوم الرئاسي ‪ 035-22‬الملغى‪ ،‬الذي نصت المادة ‪201‬‬
‫منه " يمكن المصالح المتعاقدة أن تضع وثائق الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف‬
‫المتعهدين"‪.29‬‬
‫يتم اإلعالن عن الصفقة العمومية عبر الوسائط اإللكترونية‪ ،‬من خالل الموقع‬
‫الرسمي للمصالح المتعاقدة الذي يتمثل في البوابة اإللكترونية للصفقة العمومية ‪،‬‬
‫و هذا اإلجراء يتم دون التخلي عن اإلعالن على الصفقة العمومية‪ ،‬بإتباع الطرق‬
‫العادية اإلجبارية المتعارف عليها في الصفقة العمومية وذلك من خالل النشر في‬
‫الجرائد والنشرات الرسمية للمتعامل العمومي‪.30‬‬
‫فنشر اإلعالن في البوابة يكون في نفس الوقت مع إرسال اإلعالن في الجرائد‬
‫والنشرة الرسمية للمتعامل العمومي‪ ،‬وعليه فاإلرسال الذي تقوم به المصالح‬
‫المتعاقدة هو الذي يتزامن مع إرسال النشر في الجرائد‪.31‬‬
‫‪ -‬ويعتبر اإلعالن عن فتح العروض بمثابة دعوة رسمية للمتعاملين ‪ ،‬من أجل‬
‫الترشح إلبرام الصفقة وفقا للشروط المحددة في اإلعالن وفي أجل محدد يقدر‬
‫عادة بـ ‪ 02‬يوم‪ ،‬وفي هذه الفترة يبدأ سحب دفتر الشروط من طرف المتعاملين‪،‬‬
‫إذ يشترى بمقدار مالي محدد حسب المصلحة المتعاقدة وتسجل العروض في أجل‬
‫مع تحديد اليوم وساعة الشراء‪.32‬‬
‫أو في بعض الحاالت يتم اإلعالن عن الصفقة من خالل الموقع اإللكتروني الخاصة‬
‫باإلدارة العمومية كما هو معمول به حاليا ‪ ،.‬وتم التأكيد على إجراء اإلعالن عن‬
‫الصفقة بموجب المادة‪ 26‬من القرار المتعلق بإنشاء البوابة اإللكترونية للصفقات‬
‫العمومية‪. 33‬‬
‫‪ -0‬تقديم العروض الكترونيا‪:‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 021‬من المرسوم ‪ ، 010-26‬المتعلق بقانون الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام السالف الذكر ‪ ،‬فإن الرد على الدعوة إلى المنافسة يكون بنفس‬
‫الطريقة التي يتم بها اإلعالن عن الدعوة ‪ ،‬وبالتالي يستوجب على المتعهدين أو المترشحين‬
‫تقديم العروض والعطاءات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬كما يعتبر تقديم العروض بالوسائل‬
‫اإللكترونية إيجابا من قبل مقدمه وتعبيرا منه عن رغبته في التعاقد‪.34‬‬

‫‪29‬عبد الطيف والي‪ ,‬جمال الدين دندن ‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪154‬‬


‫‪30‬حورية بن أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪31‬‬
‫خلود كالش‪ ،‬محمد بوكماش‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.09‬‬
‫‪32‬حورية بورعدة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 007‬‬
‫‪33‬المادة ‪ 05‬من القرار المؤرخ في ‪02‬نوفمبر ‪ ،7102‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪. 78‬‬

‫‪34‬المادة ‪ 710‬المرسوم ‪ 702-05‬المتعلق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬المرحع‬


‫السابق‪،‬ص‪.02‬‬
‫و في حالة ر ّد المتعهدون على اإلعالن الخاص بصفقة معينة أو إعالن الدعوة إلى‬
‫المنافسة‪ ،‬فإن يتعين عليهم باإلضافة إلى ذلك إعداد نسخة من العرض على حامل‬
‫ورقي أو إلكتروني ويوضع ذلك العرض في ظرف مختوم يحمل عبارة" نسخة‬
‫بديلة " ويتم إيصاله إلى المصالح المتعاقدة في اآلجال القانونية‪ ،‬كما ال تفتح‬
‫النسخة البديلة إال إذا كان العرض المرسل بالطريقة اإللكترونية‪ :‬يحمل فيروس أو‬
‫لم يصل في اآلجال القانونية أو لم يتمكن من فتحه‪.35‬‬
‫‪ -3‬البت في العروض و ارساء الصفقة‪:‬‬
‫فتتولى لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض فتح األظرفة بالطريقة التقليدية ‪ ،‬أي ال‬
‫يتم فتح العروض إلكترونيا ‪ ،‬و إنما يتم ذلك في جلسة علنية بعد توجيه الدعوة‬
‫إلى المترشحين‪ ،‬فيتم حضورهم أو حضور من ينوبهم لفتح األظرفة ودراسة‬
‫العروض والتحقق من مطابقاتها للشروط والمواصفات الفنية والمالية‪ ،‬ويكون‬
‫للجنة الدور األساسي في القيام بكافة اإلجراءات المتعلقة بتقييم العروض‪ ،‬بداية‬
‫من فتح األظرفة إلى غاية اإلعالن عن النتائج‪.36‬‬
‫وبعد دراسة العروض من طرف لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‪ ،‬وتقوم‬
‫المصلحة المتعاقدة بإتخاذ القرار الذي يمكن أن يكون إما‪:‬‬
‫‪-2‬اإلعالن عن منح الصفقة‪ .‬يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تنشر في البوابة‬
‫اإللكترونية المنح المؤقت للصفقة العمومية‪ ،‬التي ينجر عنها إختيار عارض نظرا‬
‫لتوافر العارض على مجموعة من الشروط والمواصفات المطلوبة من طرف جهة‬
‫المصلحة المتعاقدة‪ ،‬مما يم ّكن المتعهدين غير المقبولين من تقديم طعونهم بعد‬
‫نشر نتائج التقيم في البوابة اإللكترونية ‪. 37‬‬
‫‪-0‬عدم جدوى اإلجراء أو إلغائه ‪ ،‬يكون عندما يتعلق األمر في حالة نقص إحدى‬
‫الوثائق الضرورية‬
‫المنصوص عليها في العروض ‪ ،‬و تطلب المصلحة المتعاقدة إستكمال النقص‬
‫وتوضيح العرض إذا كان هناك غموض عند االقتضاء ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 9‬من القرار‬
‫المؤرخ في ‪20‬نوفمبر‪، 0223‬في هذه الحالة تقوم المصلحة المتعاقدة باإلعالن‬
‫بأن الصفقة غير مجدية بعد إتباع كل اإلجراءات الخاصة باإلعالن واإلشهار‪،‬‬
‫وتقيمها حيث يتم اإلعالن عن عدم جدوى المنافسة‪ ،‬إذا تم إستالم عرض واحد‬
‫‪38‬‬
‫فقط أو لم يتم إستالم أي عرض في حالة العرض اإللكتروني أو بطريقة عادية ‪.‬‬
‫‪-3‬إلغاء المنح المؤقت للصفقة عندما يتعلق األمر بالمصلحة العامة فإنه يتم إلغاء‬
‫منح الصفقة ويكون ذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 03‬و المادة ‪ 10‬من المرسوم‬

‫‪35‬ودان بوعبد اهلل‪ ،‬مركان محمد البشير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.005‬‬


‫‪36‬‬
‫خلود كالش ‪ ،‬محمد بوكماش ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪37‬‬
‫المادة ‪ 18‬من القرار المؤرخ في ‪02‬نوفمبر ‪ ، 7102‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪38‬‬
‫المرجع نفسه ‪،‬ص‪. 79‬‬
‫الرئاسي رقم ‪ 010-26‬السالف الذكر‪ ،‬وعلى المصلحة المتعاقدة إعالم‬
‫المترسحين بذلك عبر رسالة مع وصل إستالم‪. 39‬‬
‫إن إرساء الصفقة و إبرام العقد اإلداري اإللكتروني يعني إقتران اإليجاب بالقبول ‪،‬‬
‫والتعبير عن إرادة الطرفين في إبرامه‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه إلتزامات تعاقدية‬
‫للطرفين‪ ،‬وكل إخالل بهذه اإللتزامات يترتب عليه قيام المسؤولية ‪ ،‬كما أنه في‬
‫هذه المرحلة يستوجب التحديد وبدقة مكان وزمان إبرام العقد والتساؤل عن‬
‫إمكانية إتمام كافة اإلجراءات عبر الوسائط اإللكترونية فقط دون التعامل‬
‫المادي‪.40‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االساليب الحديثة البرام الصفقات العمومية االلكترونية‪:‬‬


‫المشرع وألول مرة من خالل‬
‫ّ‬ ‫لتحول الدولة من التعامل الورقي إلى اإللكتروني‪ ،‬أخذ‬
‫ّ‬ ‫تأكيداً‬
‫قانون الصفقات العمومية الجديد ‪ 010/26‬بأسلوب المزاد اإللكتروني‪ ،‬و أسلوب الفهارس‬
‫اإللكترونية للمتعهدين‪ ،‬وهذا األمر من شأنه إختصار الكثير من اإلجراءات الروتينية التي‬
‫كانت تشهدها التعاقدات اإلدارية‪ ،‬وما يترتب عنه من بطئ في اإلبرام وتأخر تنفيذ المشاريع‬
‫والبرامج التنموية المسطرة‪ ،‬كما أن اإلجراءات الجديدة تقتصد الكثير من األموال التي كانت‬
‫تضيعها الدولة في اإلجراءات الورقية السابقة في جميع مراحل التعاقد بداية من اإلعالن عن‬
‫الصفقات إلى غاية تنفيذها‪. 41‬‬
‫و عليه ‪ ,‬سنتناول في هذا المطلب اسلوبا المزادات االلكترونية و الفهارس‬
‫االلكترونية في فرعين أساسيين ‪ :‬في الفرع األول ‪ :‬أسلوب المزاد اإللكتروني‬
‫العكسي‪ ،‬و في الفرع الثاني ‪:‬أسلوب الفهارس اإللكترونية ‪.‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬المزادات االلكترونية‪:‬‬
‫لقد نصت القوانين المقارنة والقانون الجزائري على إجراءات المزادات‬
‫اإللكترونية العكسية في قانون الصفقات العمومية‪ .‬وفقا لمراحل معينة تديرها‬
‫المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫وبناءا عليه‪ ،‬نصت المادة ‪ 21‬من التوجيه األوربي رقم ‪ 21-0221‬المتعلق‬


‫بإجراءات ابرام صفقات التوريد واألشغال والخدمات والمعدل بالتوجيه األوربي‬
‫‪01 -0221‬الصادر في المعدل والمتمم ‪ . )0( ,‬وكذا المادة ‪ 11‬من المرسوم‬

‫‪39‬‬
‫المادة ‪ 97‬الفقرة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،702-05‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 40‬خلود كالش ‪ ،‬محمد بوكماش ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪41‬‬
‫نوال إيراين ‪ ،‬النظام القانوني للعقود اإلدارية اإللكترونية ‪،‬دراسة حالة الصفقات العمومية اإللكترونية ‪ ،‬ورقة‬
‫بحثية القيت في فعاليات المؤتمر الدولي حول النظام القانوني للمرفق العام اإللكتروني واقع _ تحديات –‬
‫أفاق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬المسيلة ‪ ،‬الجزائر‪،‬أيام ‪ 26‬و‪ 27‬نوفمبر ‪ ، 2018‬ص‪. 19‬‬
‫رقم ‪ 35-0225‬الصادر في ‪ 06‬مارس ‪ 0225‬الخاص بالصفقات العمومية في‬
‫فرنسا والمعدلة بموجب المادة ‪ 21‬من المرسوم رقم ‪ 2206 - 0221‬الصادر‬
‫في ‪ 23‬ديسمبر ‪.)1(0221‬‬

‫أما في الجزائر‪ ،‬فقد نصت عليها المواد ‪ 023‬إلى ‪ 025‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،010 26‬حيث تم في المادة ‪ 023‬التعريف‬
‫بالبوابة اإللكترونية بإعتبارها المنصة التي تتم من خاللها المزايدات اإللكترونية‬
‫كغيرها من األساليب التقليدية األخرى ‪,‬أما المادة ‪ 021‬تبين كيفية الدعوة إلى‬
‫تحدد‬ ‫المنافسة إلكترونيا من طرف المصلحة المتعاقدة‪ ،‬بينما المادة ‪026‬‬
‫اجراءات تبادل البيانات اإللكترونية بين الموردين والمصلحة المتعاقدة‪ ،‬اما‬
‫و‬ ‫المادة ‪ ،025‬تعرف كل من المزايدات اإللكترونية والفهارس اإللكترونية‬
‫اجراءاتها‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف المزادات االلكترونية العكسية‪:‬‬


‫و لقد نصت المادة ‪ 211‬من المرسوم رقم ‪ 352-0225‬المتعلق بالعقود اإلدارية‬
‫في فرنسا‪ .‬والمعدل بالمرسوم رقم ‪ 2206-0221‬الصادر في ‪ 3‬ديسمبر ‪0221‬‬
‫بموجب المادة ‪ 21‬منه على أن (المزايدات اإللكترونية هي ذلك اإلجراء الذي يتم‬
‫من خالله تحديد العروض بوسيط إلكتروني ويسمح للمترشحين بمراجعة األثمان‬
‫(‪) 3‬‬
‫إلى األقل أو تعديل بعض العناصر القابلة للقياس بعروضهم)‪.‬‬

‫وبناءا على هذه المادة‪ ،‬فإن المزادات اإللكترونية هي تلك التي يتقدم المترشح‬
‫بموجبها إلبرام العقد اإلداري بعطاء الثمن عن طريق وسيط إلكتروني‪ ،‬وفي مدة‬
‫زمنية محددة تحددها المصلحة المتعاقدة ويعلم بها جميع المترشحين كما يجوز‬
‫وفقا لهذه المادة‪ ،‬التنافس بين المترشحين على عناصر قابلة للقياس الكمي‪،‬‬
‫خاصة في عقود االشغال و التوريد‪.‬‬

‫ولقد ظهرت هذه اآللية في اإلبرام ألول مرة في عقود التجارة اإللكترونية في‬
‫الموقع‬ ‫في‬ ‫‪2996‬‬ ‫سنة‬ ‫األمريكية‬ ‫المتحدة‬ ‫الواليات‬
‫اإللكتروني‪ ،www.ebay.com:‬بينما ظهرت في أوروبا في تشيكوسلوفاكيا‬
‫(‪)1‬‬
‫عام ‪ 2992‬في المؤسسات الصغيرة الصناعية‪.‬‬

‫وال تختلف هذه اآللية عن طريقة المزادات العلنية إال من حيث الوسيلة وهي‬
‫الوسائط اإللكترونية‪ ،‬فهذا النوع من المزادات اإللكترونية‪ ،‬تعد وسيلة منتشرة‬
‫لشراء المنتجات أو القيام باألشغال وتقديم الخدمات التي تتاح فيها للمورد‬
‫معلومات عن العروض األخرى المقدمة‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق موقع المزاد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬مستخدمين المعلومات الخاصة بالترتيب أو بالمبلغ للتفوق على‬
‫عروض الموردين اآلخرين ويستطيع الموردين أن يطلعوا إلكترونيا على سير‬
‫العروض خالل المزاد وأن يدخلوا تعديالت على عروضهم تبعا لذلك‪ .)6( .‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 025‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 010/26‬المتعلق بالصفقات العمومية و‬
‫تفويض المرفق العام في الجزائر على أسلوب المزاد اإللكتروني العكسي الختيار‬
‫أحسن عرض من حيث االمتيازات االقتصادية وذلك في حالة اقتناء اللوازم وتقديم‬
‫الخدمات العادية بنصها على (يمكن للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬إختيار أحسن عرض من‬
‫بين االمتيازات االقتصادية في حالة صفقات اقتناء اللوازم وتقديم الخدمات العادية‬
‫باللجوء‪ :‬إلجراء المزاد اإللكتروني العكسي‪ ،‬بالسماح للمتعهدين بمراجعة أسعارهم‬
‫أو عناصر أخرى من عروضهم القابلة للقياس الكمي)‪.‬‬

‫للفهارس اإللكترونية للمتعهدين في إطار نظام اقتناء دائم تنفيذا لعقد‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج أو عقد طلبات‪.‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة بموجب قرار من وزير المالية)‪..‬‬

‫وبهذا يختلف المزاد اإللكتروني عن المزاد اإللكتروني العكسي ‪ ,‬كون هذا األخير‬
‫يهدف من وراءه الحصول على أقل سعر على خالف المزادات اإللكترونية التي‬
‫تسعى إلى الحصول على أعلى سعر في عقود التجارة اإللكترونية لذا سمي بالمزاد‬
‫االلكتروني العكسي‪.‬‬

‫‪ -0‬إبرام المزاد اإللكتروني العكسي عبر البوابة اإللكترونية‪:‬‬


‫لما كان المزاد اإللكتروني العكسي نوعا من أنواع المناقصات لشراء المنتجات أو‬
‫الخدمات‪ ،‬يقوم فيها الموردون بتعديل عروضهم بشكل مستمر لمنافسة العروض‬
‫األخرى‪ ،‬فإن إجراءاتها في القانون الجزائري ال تختلف عن إجراءات األساليب‬
‫التقليدية إلبرام الصفقات العمومية كإعالن المناقصة أو المزايدة وتقديم العروض‬
‫والبت فيها و ارساءها ‪.‬‬
‫حيث تقوم المصالح المتعاقدة باإلعالن عن المزاد اإللكتروني العكسي على البوابة‬
‫اإللكترونية مع كراسة الشروط ونظام االستشارة‪ ،‬مبينة مدة المزايدة وموضوعها‬
‫وكل الشروط الفنية والقانونية لذلك وكذلك الثمن المبدئي للمزايدة أو العقد‬
‫وبعد بدء المزايدة إذا كانت محدودة‪ ،‬تقوم المصلحة المتعاقدة بإعالم المترشحين‬
‫بالعروض المقدمة‪ ،‬في كل مرحلة من مراحلها ويتم ترتيبهم بناءا على عروض‬
‫األسعار المقدمة من اعلى ثمن إلى أقل ثمن خالل المدة الزمنية المحددة في دفتر‬
‫الشروط دون الكشف عن هوية المرشحين‪.‬‬
‫ويتم إنتهاء المزاد اإللكتروني سواء بإنتهاء المدة المقررة في كراسة الشروط أو‬
‫في حالة عدم وجود عروض جديدة أو حالة التوصل إلى أفضل عرض من الناحية‬
‫(‪)29‬‬
‫الفنية أو المالية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفهارس االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -‬أسلوب الفهارس اإللكترونية في التشريع الفرنسي‬


‫تعتبر الفهارس اإللكترونية نموذجا عن الفهرس الورقي العادي المعمول به في عملية‬
‫اإلبرام بالطريق التقليدي‪ ،‬و مرجعا تستخدمه المصلحة المتعاقدة من أجل معرفة أسعار‬
‫الموردين ‪ ،‬وذلك إلختيار أحسن عرض من الجانب المالي الذي هو في هذه الحالة األقل‬
‫عرضاً‪ ،‬وذلك في إطار نظام إقتناء دائم‪ ،‬وتنفيذا لصفقة برنامج أو صفقة طلبات‪. 42‬‬
‫وهو ما ورد في تنظيم الصفقات العمومية الجزائري الذي أحالنا في كيفيات تطبيق أحكامه‬
‫إلى قرار من الوزير المكلف بالمالية‪.43‬‬
‫‪ -‬أسلوب الفهارس االلكترونية في التشريع الجزائري‬

‫‪42‬‬
‫‪Ordonnance n° 2018-1074 , op cit ,p46.‬‬
‫‪43‬‬
‫المادة ‪،712‬الفقرة ‪، 7‬من المرسوم الرئاسي ‪، 702-05‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫تلجأ الدولة الجزائرية إلى هذا األسلوب من أجل التعاقد في إطار نظام إقتناء دائم‪ ،‬تنفيذاً لعقد‬
‫برنامج أو لعقد طلبات طبقا للمادة ‪ 025‬من المرسوم الرئاسي ‪ 010-26‬السالف الذكر‪ ،‬فقد‬
‫تكون الفهارس نسخا ً إلكترونية من فهارس ورقية تقليدية ‪ ،‬أو تتضمن مرافق إلرسال‬
‫الطلبات إلكترونيا‪ ،‬وهي أساليب تزايد إستخدامها على المستوى العملي كوسيلة إلستبيان‬
‫الموردين‪ ،‬من أجل الحصول على بيانات‬

‫األسعار أو على عروض مستمرة‪ ،‬ويكون لهذه الوسيلة في الواقع أثر مماثل لمفعول قائمة‬
‫التأهل اإللزامية أو اإلتفاق إطاري متعدد الموردين‪.44‬‬

‫والموردين‬
‫ّ‬ ‫الموردين (قائمة التأهل) ‪ :‬فهي قوائم تسجل فيها المنتجات‬
‫ّ‬ ‫وبالنسبة لقوائم‬
‫الذين تتوفر‬
‫فيهم معايير األداء وشروط أهلية معينة‪ ،‬و تستعمل القوائم كمصادر للمعلومات عند طلب‬
‫وعروض‬
‫‪45‬‬
‫من الموردين المعتمدين على أساس تنافسي ‪.‬‬
‫المورد في‬
‫ّ‬ ‫وتستعمل إما كقوائم إلزامية أو إختيارية ‪ ،‬فتقضي القوائم اإللزامية تسجيل‬
‫للمورد في حالة القوائم اإلختيارية أن‬
‫ّ‬ ‫القائمة كشرط للمشاركة في عملية التوريد‪ ،‬بينما يجوز‬
‫يختار التسجيل دون المساس باألهلية‪ ،‬وقد يستلزم قبول إدراج مورد في القائمة إجراء تقييم‬
‫المورد لبعض العقود أو إجراء تقييم جزئي‪ ،‬أو قد ال يلزم إجراء أي تقييم ولكنه‬
‫ّ‬ ‫كامل لمالئمة‬
‫يستدعي عادة إجراء تقييم أولي لبعض المؤهالت‪ ،‬مع ترك بقية المؤهالت للتقييم عندما ينظر‬
‫المورد لعقود معينة‪.46‬‬
‫ّ‬ ‫في أهلية‬
‫إن اللجوء إلى الفهارس اإللكترونية و إستخدام المصالح المتعاقدة القوائم سواء كانت‬
‫الموردين‪ ،‬يتطلب األمر اللجوء إلى اإلعالن اإللكتروني الذي‬
‫ّ‬ ‫اإللزامية أو اإلختيارية إلختيار‬
‫يظهر فيه تكريس مبدأ المنافسة‪ ،‬وزيادة كفاءة إدارة المعلومات مما يعود بالفائدة على‬
‫والموردين على حدّ سواء‪.47‬‬
‫ّ‬ ‫المشترين‬

‫‪44‬اإلتفاق إطاري متعدد الموردين هو االتفاقيات اإلطارية ترتيبات بين مشتر واحد أو أكثر‪ ،‬ومورد واحد أو‬
‫أكثر تنص على الشروط التي تحكم العقود المراد ابرامها لفترة من الزمن‪ ،‬وبخاصة فيما يتعلق بالسعر‪ ،‬وحيثما‬
‫كان ذلك ضرورياً‪ ،‬بالكمية المتوقعة‪ .‬ويمكن تضمين أي شروط أخرى معروفة مقدماً‪ ،‬مثل موقع التسليم‪.‬‬
‫وتُسمى هذه االتفاقيات اتفاقيات شراء شاملة‪ ،‬واتفاقيات أوامر شراء رئيسة‪ .‬والمقصود منها في األساس تسريع‬
‫أوامر شراء السلع الجاهزة التي تُشترى على أساس السعر األقل‪ .‬ومن األمثلة على هذه السلع لوازم الطباعة‪،‬‬
‫والقرطاسية‪ ،‬واألجهزة والبرامج الحاسوبية‪ ،‬واإلمدادات الدوائية‪ .‬متوفر على موقع‬
‫‪ http://tfig.itcilo.org/AR/contents/framework -agreements.htm‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪05‬اوت‪.7171‬‬
‫‪45‬‬
‫مذكرة األمانة العامة للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪46‬خلود كالش‪ ،‬محمد بوكماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪47‬‬
‫مذكرة األمانة العامة للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اثبات العقد االداري االلكتروني‪:‬‬

‫إن من أبرز مزايا العقد اإلداري اإللكتروني أنه ذلك العقد الذي يبرم عن‬
‫طريق الوسائل اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي تثار مشكلة كيفية إثبات هذا العقد أمام‬
‫القضاء‪ ،‬ولكون أن اإلثبات بالكتابة اإللكترونية والمحررات اإللكترونية والتوقيع‬
‫اإللكتروني يشكل أهمية خاصة في موضوع بحثنا‪ ،‬لذلك سنقوم ببحث هذه المشكلة‬
‫في هذا المبحث من خالل تقسيمه إلى مطلبين اساسيين ‪:‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬الكتابة االلكترونية الثبات العقد االداري االلكتروني‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التوقيع االلكتروني الثبات العقد االداري االلكتروني‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الكتابة االلكترونية الثبات العقد االداري االلكتروني‪:‬‬


‫البد من توافر شروط معينة اقتضتها القوانين(‪ )48‬لكي تكون الكتابة‬
‫اإللكترونية دليالً يمكن تقديمه للقضاء إلثبات المعامالت اإللكترونية ومنها إثبات‬
‫العقد إلداري اإللكتروني وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬وجوب أن تكون الكتابة اإللكترونية قابلة للقراءة‪:‬‬
‫حتى يمكن االحتجاج بمضمون المحرر المكتوب في مواجهة اآلخرين فإن‬
‫المحرر يجب أن يكون مقروءاً‪ ،‬وبالتالي يجب أن يكون المحرر الكتابي مدونا ً‬
‫بحروف أو رموز معروفة ومفهومة للشخص الذي يراد االحتجاج عليه بهذا‬
‫المحرر‪ .‬ولغرض حسم هذه المسألة فقد أضاف المشرع الفرنسي في شأن اإلثبات عن طريق‬
‫الوسائل اإللكترونية الحديثة نص المادة ‪ 2325‬من القانون المدني الفرنسي والذي تم تعريف‬
‫المحرر المستخدم في اإلثبات بأنه "كل تتابع للحروف أو الرموز أو األرقام أو أي إشارات‬
‫أخرى تدل على المقصود منها ويستطيع الغير أن يفهمها ‪ ,‬كما أشار إلى هذا الشرط‬
‫التوجيه األوربي الخاص بالتوقيع اإللكتروني(‪ ،)49‬والمادة (‪ )10‬من التوجيه‬
‫ألوربي رقم ‪ ،0221-21‬والتوجيه األوربي الخاص بالتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫اما المشرع الجزائري لقد اكد ذلك من خالل المادة ‪ 303‬مكرر من القانون‬
‫‪ 22-26‬المتعلق بالقانون المدني الجزائري ‪ ,‬بتعريفه للكتابة و من بينها الكتابة‬

‫(‪ )2‬القانون الفرنسي والتوجيه األوربي الخاص بالتجارا اإللرترونية‪.‬‬


‫(‪ )6‬حيد اعتبر أن أشخاص القانون الةام تخاع ألحرام التوجيه ومن بين ا الخاصة بحجية الرتابة اإللرترونية ري اإلثبوات‪.‬‬
‫راجع ري هذا الشأن أياا ً د‪.‬رائق محمود الشماع‪ ،‬التجارا اإللرترونية‪ ،‬بحد منشور ري مجلة دراسوات قانونيوة‪ ،‬الةودد‬
‫‪ ،2000 ،4‬ص‪.92‬‬
‫االلكترونية على انها تسلسل للحروف و االوصاف و االرقام و اية عالمات او‬
‫رموز ذات معنى مفهوم ‪.‬مهما كانت الوسيلة التي تتضمنها و كذا طرق ارسالها‬
‫ثانيا ً‪ :‬استمرارية الكتابة اإللكترونية‪:‬‬
‫يشترط االعتداد بالكتابة في اإلثبات أن يتم التدوين على وسيط يسمح بثبات‬
‫الكتابة عليه واستمرارها بحيث يمكن الرجوع إلى المحرر كلما كان ذلك الزما ً‬
‫لمراجعة بنود العقد أو لعرضه على القضاء عند حدوث خالف بين أطرافه‪ .‬فإذا ما‬
‫كانت الوسائط الورقية بحكم تكوينها المادي تسمح بتحقيق هذه الشروط‪ ،‬فإن‬
‫استخدام الوسائط اإللكترونية يثير التساؤل عن مدى تحقق هذا الشرط حتى يمكن‬
‫اعتبارها من قبيل المحررات الكتابية ‪.‬‬
‫و بناءا عليه ‪ ,‬نص المشرع الفرنسي من خالل المرسوم رقم ‪192-2002‬‬
‫الخاص بإبرام الةقود اإلدارية بوسائط الرترونية ري ررنسا‪ ،‬ري المادا (‪ )60‬على‬
‫إلزام اإلدارا بإعالم المرشحين بحفظ طلبات م من أي ريروس مةلوماتي‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق واة ا ري نظام حماية خاص ‪ ,‬رما نص المشرع الجزائري ‪ ،‬في الفقرة‬
‫‪ 20‬من المادة‪ 20‬من قرار ‪ 20‬نوفمبر ‪ 0223‬السالف الذكر‪ ،‬على اإللتزام بسرية‬
‫الوثائق و امنها و حفظها و هو واجب يقع على عاتق البوابة اإللكترونية‪ ،‬التي‬
‫تضمن إستخدام نظام حماية يعمل على ترميز الوثائق‪ ،‬و هو ما يحقق مبدا‬
‫استمراية المحررات االلكترونية للصفقات العمومية الستخدامها امام القضاء‪.‬‬

‫‪ :‬ثالثا ً‪ :‬عدم قابلية الكتابة للتعديل أو بإتالف المحرر أو ترك أثر مادي عليه‪:‬‬
‫إن تقدير قوة المحرر الكتابي في اإلثبات يتحدد في ضوء السالمة المادية‬
‫للمحرر وعدم إدخال تعديالت عليه باإلضافة أو المحو أو بالتحشير‪ ،‬إال بظهور أي‬
‫عيوب مادية في المحرر‪ .‬فإذا حدثت تلك التعديالت فإن ذلك يجب أن يكون له أثر‬
‫مادي ظاهر على المحرر حتى يمكن للقاضي تقدير ما يترتب عن ذلك من آثار‬
‫قانونية‪،‬‬
‫وعلى خالف ذلك فإن الكتابة على الوسائط اإللكترونية فإنها ستفتقد بحسب‬
‫األصل هذه القدرة‪ .‬فاألصل في التدوين على الوسائط اإللكترونية هي قدرة كل‬
‫طرف من األطراف على تعديل مضمون المحرر وإعادة تنسيقه باإلضافة أو اإللغاء‬
‫أو المحو بدون أن يظهر لهذا التعديل أي أثر مادي يمكن اكتشافه ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن التطور التكنلوجي قد أدى إلى حل هذه المشكلة أيضا ً عن‬
‫طريق استخدام برامج حاسب آلي بتحويل النص الذي يمكن التعديل فيه إلى صورة‬
‫‪Document‬ثابتة ال يمكن التدخل فيها أو تعديلها ويعرف هذا النظام باسم (‬
‫)‪image processing.‬‬
‫وهكذا أصبح باإلمكان إنشاء وثائق تتساوى مع الوثائق المدونة على األوراق‬
‫في إمكانية قراءتها دون التالعب في مضمونها‪ .‬فضالً عن ذلك فقد أمكن حفظ‬
‫المحررات اإللكترونية في صيغتها النهائية وبشكل ال يقبل التعديل أو التبديل من‬
‫خالل حفظها في صناديق الكترونية ال يمكن فتحها إال بمفتاح خاص تسيطر عليه‬
‫جهات معتمدة من الدولة‪ .‬او إستخدام جدار الحماية في عملية حفظ الوثائق‬
‫وسالمتها ليمنع من الوصول إلى الكومبيوتر من خالل شبكة األنترنيت‪ ،‬فهذا‬
‫الجدار له وظيفة أمنية يقوم بفحص المعلومات سواء الداخلة أو الخارجة منه‪،‬‬
‫ويتم حماية الوثائق عن طريق تقنية التشفير‪.50‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التوقيع االلكتروني الثبات العقد االداري االلكتروني ‪:‬‬


‫لقد نص المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 21-26‬الصادر في‬
‫‪ 0226/20/22‬المتعلق بالتوقيع االلكتروني ‪ ,‬على اهم الشروط الواجب توافرها‬
‫في التوقيع االلكتروني الثبات المحررات االلكترونية ‪ ,‬في المادة السابعة منه بعدما‬
‫قام بتعريفه من خالل المادة الثانية من نفس القانون بقولها " التوقيع االلكتروني‬
‫بيانات في شكل الكتروني مرفقة او مرتبطة منطقيا ببيانات الكترونية اخرى ‪,‬‬
‫تستعمل كوثيقة توثيق‪" .‬‬
‫و من خالل استقراء المادة السابعة من القانون ‪ , 21-26‬يتضح ان‬
‫التوقيع االلكتروني المستخدم في االثبات امام القضاء هو التوقيع و الذي تتوفر‬
‫فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬ان يكون التوقيع مميزا لشخص صاحبه ‪:‬‬
‫حتى يتيح التوقيع اإللكتروني آثاره القانونية البد أن يعبر عن هوية‬
‫صاحبه‪ ،‬وليس معنى ذلك أن التوقيع اإللكتروني يغني أو يحل محل بطاقة اإلثبات‬
‫الشخصية‪ ،‬كما ال يعني ذلك أن يحل التوقيع اإللكتروني محل االسم المستعار‪،‬‬
‫ولكن المقصود بمعرفة هوية الموقع من خالل التوقيع أن تكون وسيلة التوقيع‬
‫اإللكتروني تحت سيطرة الموقع وحده دون غيره‪ .‬و لقد اكد المشرع هذا الشرط‬
‫من خالل المادة السادسة من القانون ‪ 21-26‬بقولها ان التوقيع االلكتروني‬

‫‪50‬‬
‫حورية بن أحمد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫يستعمل لتوثيق هوية الموقع ‪ ,‬كما اضافت المادة ‪ 20‬في فقرتيها ‪0‬و ‪ 3‬ان‬
‫التوقيع االلكتروني يحدد هوية الموقع و يرتبط به دون سواه ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ضرورة أن يكون التوقيع مقروءاً وأن يكون وجوده متصفا ً باالستمرارية‪:‬‬

‫ليس التوقيع إال شكالً خاصا ً من أشكال الكتابة‪ ،‬وهو بالتالي يخضع لذات‬
‫الشروط التي تخضع لها الكتابة من حيث إمكان االطالع عليه وقراءته سواء‬
‫بشكل مباشر أو عن طريق استخدام آلة معينة (كالحاسب اآللي)(‪.)51‬‬
‫كذلك يجب أن يتم تحرير التوقيع بشكل يسمح بالرجوع إليه طوال الفترة‬
‫الكافية الستخدامه في اإلثبات‪ .‬وحيث أن التوقيع وبوصفه شكالً من أشكال الكتابة‬
‫ال يتميز بأحكام مستقلة في هذا الشأن(‪.)52‬‬
‫يتضح مما تقدم أن شروط الحفاظ على صحة التوقيع اإللكتروني يعد مطلبا ً‬
‫ضروريا ً لالعتراف بصحة التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪ ،‬والسيما في ظل‬
‫المخاطر التي تتعرض لها الرسائل اإللكترونية كتغييرها أو حذفها أو اإلضافة‬
‫إليها‪ ،‬وذلك من لحظة إرسالها إلى لحظة وصولها‪ .‬و لقد اكد المشرع الجزائري‬
‫هذا الشرط من خالل الفقرتين ‪ 1‬و ‪ 5‬من المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 21-26‬المتعلق‬
‫بالتوقيع االلكتروني ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اتصال التوقيع بالمحرر الكتابي‪:‬‬

‫حتى يمكن للتوقيع أن يؤدي وظيفته في إثبات إقرار الموقع بما ورد في‬
‫مضمون المحرر‪ ،‬فالبد أن يكون هذا التوقيع متصالً اتصاالً ماديا ً ومباشراً‬
‫بالمحرر المكتوب‪.‬‬
‫وبالرغم من أن العرف قد استقر على وضع التوقيع في نهاية المحرر‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ليس شرطا ً من شروط وجود التوقيع أو صحته‪ ،‬فالمهم أن يدل التوقيع‬
‫على إقرار صاحبه بمضمون المحرر أو قبوله‪.‬‬

‫(‪ )2‬راجع ري هذا الشأن المادا (‪ )2‬من التوجيه األوربي رقم ‪ 99/99‬الخاص بالتوقيةات اإللرترونية‪ .‬المادا ‪ 6961‬الفقرا‬
‫‪ 4‬من قانون التوقيع اإللرتروني الصادر سنة ‪ 2000‬ري ررنسا‪.‬‬
‫(‪ )9‬د‪.‬حسن عبد الباسط جميةي‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ .96‬وقد أقر القانون الفرنسي ري المادا ‪ 6961‬الفقرا (‪ )6‬من القانون‬
‫المدني الفرنسوي اورورا الحفواظ علوى صوحة المحورر اإللرترونوي المشوتمل علوى التوقيوع اإللرترونوي‪ ،‬وروذلك أحروام‬
‫المرسوم رقم ‪ 912-2002‬الخاص بإبرام الةقود اإلدارية‪ .‬راوالً عون الموادا (‪ )2‬مون قوانون التوقيوع اإللرترونوي روي‬
‫مصر‪.‬‬
‫و قد اكدت هذا الشرط المادة السابعة من القانون ‪ 21-26‬في فقرتها‬
‫السادسة بقولها ان يكون التوقيع مرتبطا بالبيانات الخاصة به و يتحقق هذا‬
‫االرتباط في الواقع من خالل شهادة التصديق االلكتروني التي يقدمها مقدم خدمات‬
‫التصديق االلكتروني ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل تعديل قانون الصفقات العمومية ‪ ,‬اراد المشرع الجزائري مواكبة‬
‫اهم التطورات في مجال ابرام و اثبات العقود االدارية االلكترونية من خالل النص‬
‫على اساليب حديثة إلبرام الصفقات ىالعمومية و هي المزادات االلكترونية العكسية‬
‫و الفهارس االلكترونية و كذا النص على توفير الحماية و االمن المعلوماتي‬
‫للبوابة االلكترونية كالية البرام الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫و ترتيبا على ذلك ‪ ,‬يمكن التوصل الى النتائج القانونية التالية‪:‬‬
‫‪-‬العقد االداري االلكتروني هو نوع من العقود عن بعد بصفة عامة و العقود‬
‫االلكترونية بصفة خاصة ‪ , .‬و عليه فهو يخضع للقواعد العامة للعقود عن بعد و‬
‫النظام القانوني لعقود التجارة االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-‬يختلف العقد االداري االلكتروني عن العقود االدارية في وسيلة ابرامه و‬
‫هي الوسائط االلكترونية ‪ ,‬و ما يترتب من نتائج قانونية المتمثلة في القانون‬
‫الواجب التطبيق و االختصاص القضائي و الخضوع للتحكيم و الوساطة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر المزادات االلكترونية و الفهارس االلكترونية اساليب حديثة إلبرام‬
‫الصفقات العمومية االلكترونية ‪ ,‬و هي وسائل لتحقيق التزاوج بين المزادات‬
‫االلكترونية في التجارة االلكترونية و المزايدات العمومية في مجال الصفقات‬
‫العمومية النتقاء اهم العروض من الناحية االقتصادية و تحديد قوائم المشترين و‬
‫الموردين‪.‬‬
‫‪ -‬البوابة االلكترونية للصفقات العمومية هي الية حديثة إلبرام الصفقات‬
‫العمومية ‪ ,‬و موقع متخصص لهذه العقود ‪ ,‬تتيح النشر و التسجيل و البحث على‬
‫كل ما يتعلق بالصفقات العمومية و الموردين و المتعاملين االقتصاديين و اهم‬
‫الصفقات التي تم ابرامها ‪.‬‬
‫‪ -‬تتوفر البوابة االلكترونية على نظام معلوماتي متكامل يقوم على مبادئ‬
‫سرية الوثائق االلكترونية و ارشفتها و حفظها ‪.‬‬
‫‪ -‬يتم اثبات العقد االداري االلكتروني بشروط اثبات العقد االلكتروني و‬
‫المحررات االلكترونية التي اعتبرها الفقه و القضاء محررات عرفية ‪ ,‬وعليه‬
‫يجب ان يكون كل من الكتابة و التوقيع االلكترونيين قابليين للقراءة و‬
‫الفهم و لالستمرارية و مرتبطيين بالمحرر االلكتروني و ان يكون التوقيع‬
‫االلكتروني محددا لهوية الموقع و تحت سيطرته لوحده ‪.‬‬
‫و بناءا على هذه النتائج القانونية ‪ ,‬نوصي المشرع الجزائري بتفعيل هذه‬
‫النصوص القانونية الخاصة بإبرام الصفقات العمومية االلكترونية كما هو الحال‬
‫في فرنسا و تعديل قواعد القانون المدني لتتالءم مع قواعد حجية المعامالت‬
‫االلكترونية االدارية ‪.‬‬

You might also like