You are on page 1of 10

‫الجمهوريـة الجزائـريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬


‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche‬‬
‫‪Scientifique‬‬

‫جامعة دالي إبراهيم – الجزائر ‪- 3‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫التخصص‪ :‬اإلدارة االلكترونية‬


‫المقياس‪ :‬العقود االلكترونية‬
‫المجموعة‪01 :‬‬
‫الفوج‪03 :‬‬

‫بحث حول ‪:‬‬


‫مراحل ابرام العقد االلكتروني‬

‫األستاذ‪ :‬رياض جدار‬


‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫بن دحمان صفاء الدنيا‬
‫طالب مريم فلاير‬
‫شكيب تيرمان‬
‫لعزيب ريان‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫االشكالية‬

‫اهداف الدراسة‬

‫اهمية الدراسة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العقود االلكترونية و شروطها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقود االلكترونية و خصائصها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط الالزمة إلبرام العقود االلكترونية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراحل الالزمة اتباعها في إبرام العقود اإللكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة ما قبل التعاقد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة التعاقد‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مرحلة ما بعد التعاقد‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة الحالة‬

‫الخاتمة‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫اصبحت العقود اإللكترونيـة ظـاهرة دوليـة انعكسـت إلى المنظومـة القانونيـة لمعظم الـدول ومنهـا‬
‫الجزائر التي سارعت إلى تكييف بعض القوانين بهذه التعامالت العقدية الجديدة وإن كانت العمليــة‬
‫الزالت في مهــدها إال أنهــا منحت نــوع من الحمايــة للطــرف الضــعيف في العالقــة العقديــة وهــو‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫فما هو العقد اإللكتروني وما هي مراحل إبرامه ؟‬

‫األهداف‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة ماهية العقود االلكترونية ومتطلبات إبرامها‪.‬‬

‫‪ -‬التمكن من فهم تسلسل ابرام العقد االلكتروني‪.‬‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫العقد االلكتروني ال يحمي حقوق المستهلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العقد االلكتروني خاضع و مؤطر بقوانين وتشريعات تتحكم فيه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منهجية الصياغة الشكلية للعقد اإللكتروني ليست لها قيمة كبيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫يهدف هذا البحث إلى أن يصبح الطالب متمكنا من فهم المقصود بالعقد االلكتروني والنصوص‬ ‫‪-‬‬
‫المتحكمة فيه و الخطوات الواجب اتباعها في العملية من أجل ضمان عدم ضياع حقوقه‪.‬‬

‫ويصبح في األخير قادرا على صياغته بنفسه‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪1‬المبحث األول‪ :‬مفهوم العقود االلكترونية و شروطها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقود االلكترونية و خصائصها‬

‫التعريف‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪ -‬عرفته اللجنة األوربية العقد اإللكتروني بأنھا " أداة أعمال إلكترونية تقوم على أساس التبادل‬
‫اإللكتروني للبيانات بدال من التبادل التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬أما في القانون الجزائري هو االتفاق الذي يتم بين األطراف دون الحاجة إلى وجودهم في نفس المكان‬
‫وفي نفس الزمان‪ .‬وتتم عملية إبرام هذا العقد عبر وسائل االتصال اإللكتروني‪ ،‬مما يشمل أية تقنية‬
‫تستخدم لتحقيق التواصل عبر اإلنترنت أو الشبكات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬إذن فمن التعريفات السابقة يمكننا ان نستنتج ان العقد االلكتروني هو اتفاقية بين طرفين هما التاجر‬
‫والمستهلك دون لقاء مباشر بينهما ويكون باستخدام التكنولوجيا في العملية‪.‬‬

‫الخصائص‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫للعقد االلكتروني خصائص كثيرة نذكر من بينها‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم وجود عالقة مباشرة بين أطراف العقد اإللكتروني‪ :‬حيث أن إبرام العقد اإللكتروني يتم من خالل‬
‫شبكة اإلنترنت‪ ،‬فنجد هنا وجود مسافة بين المتعاقدين‪ ،‬بحيث يصبح التعاقد اإللكتروني كأنه تعاقد تم بين‬
‫متعاقدين حاضرين حكمًا‪ ،‬في العقد اإللكتروني ال يلزم التواجد بشكل شخصي في مجلس العقد‪.‬‬

‫‪ -2‬وجود الوسيط اإللكتروني‪ :‬حيث تعد شبكة االتصاالت اإللكترونية الحديثة أو شبكة اإلنترنت‪ ،‬هي‬
‫الوجه المقرر لمجلس انعقاد العقد اإللكتروني‪ ،‬وهي التي يتم من خاللها التفاوض على بنود وشروط‬
‫العقد‪ ،‬حيث أصبح التواجد بمجلس انعقاد العقد اإللكتروني متوافق مع التقدم التكنولوجي الذي يشهده‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة العلوم اإلنسانية (مجلد ‪ 32‬ص ‪)419,433‬‬

‫اإلطار القـانوني للعقد اإللكتـروني 'دراســــة مقارنة (جامعـة أحــمد درایــة‪ -‬أدرار)‬

‫مقال من موقع (سهل للمحاماة) السعودي‬


‫‪ -3‬السرعة في إنجاز األعمال‪ :‬حيث تعد السرعة في إنجاز كافة األعمال من خالل الوسائل اإللكترونية‪،‬‬
‫من إحدى المميزات األساسية العاملة على انتشار التعاقدات اإللكترونية في السعودية‪ ،‬سواء في األعمال‬
‫التجارية أو الغير تجارية‪ ،‬فال مشقة وال تكلفة باهظة وال جهد في التفاوض‪.‬‬

‫‪ -4‬األمان والحماية‪ :‬تقنيات األمان الرقمي تجعل العقد اإللكتروني أكثر حمايًة وأماًن ا من التزوير أو‬
‫الوصول غير المصرح به‪.‬و كذلك تقنيات التشفير تحمي بيانات العقد وتحافظ على خصوصيته‪.‬‬

‫‪ -25‬التوقيت والشمولية‪ :‬يتيح العقد اإللكتروني إتمام الصفقات بسرعة وفي أي وقت وفي أي مكان‪ ،‬مما يقلل من‬
‫الوقت والجهد المطلوبين للتعاقد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الالزمة إلبرام العقود االلكترونية‬

‫هناك مجموعة من القوانين و التشريعات التي نصها القانون الجزائري عند ابرام اي عقد الكتروني‬
‫لتكون لها مصداقية قانونية وتتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ /‬الشروط المتعلقة بمحل العقد االلكتروني‪ :‬منع القانون الجزائري إبرام العقود اإللكترونية في مجموعة‬
‫من المجاالت و الميادين وتتمثل في لعب القمار والرهان‪ ،‬و المشروبات الكحولية و التبغ‪ ،‬و المنتجات‬
‫الصيدالنية والمنتجات التي تمس حقوق الملكية الفكرية أو الصناعية أو التجارية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬الشروط المتعلقة بأطراف العقد االلكتروني‪ :‬حيث يجب أن يتوفر لدى أطراف العقد االلكتروني أهلية‬
‫التراضي وأن تكون ال إرادتها مشوبة بعيب من عيوب اإلرادة و هي الغلط و التدليس و اإلكراه‬
‫واالستغالل‪.‬‬

‫ج‪/‬الشروط المتعلقة بالشكلية في العقد االلكتروني‪ :‬حيث هناك قسمين من اإلجراءات الواجب احترامها و‬
‫المتمثلة في‪:‬‬

‫* بالنسبة لمضمون العقد االلكتروني‪:‬‬


‫‪2‬مقالة بعنوان (اآلليات القانونية لحماية المستهلك االلكتروني وفق القانون رقم ‪ 05/18‬المتعلق التجارة اإللكترونية) لهبة حمزة و بن قادة محمد امين‬

‫من موقع قانون فور ديزاد ( خصائص العقد اإللكتروني على ضوء قانون التجارة االلكترونية رقم ‪ 18‬ـــ ‪(05‬‬
‫يجب أن تكون كل معاملة تجارية مسبوقة بعرض تجاري الكتروني‪.‬‬ ‫●‬
‫يجب أن يتضمن العقد االلكتروني على الخصوص المعلومات اآلتية‪ :‬الخصائص التفصيلية‬ ‫●‬
‫للسلع أو الخدمات ‪ ،‬شروط و كيفيات التسليم‪ ،‬شروط الضمان وخدمات ما بعد البيع ‪،‬‬
‫شروط فسخ العقد االلكتروني‪ ،‬شروط و كيفيات إعادة المنتج ‪.‬‬

‫* بالنسبة للمورد االلكتروني‪:‬‬

‫إلزام المورد بتسجيل نشاطه المتعلق بالتجارة االلكترونية في السجل التجاري أوفي سجل‬ ‫●‬
‫الصناعات التقليدية والحرفية‪.‬‬
‫ال يمكن للمورد االلكتروني ممارسة نشاط التجـارة األلكترونيـة إال بعـد إيـداع اسـم النطـاق لـدى مصـالح‬
‫المركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إبرام العقد اإل لكتروني‪.‬‬


‫إن العقد االلكتروني كغیره من العقود یخضع لمبـدأ سـلطان اإلرادة إذ یـتم بتوافـق‬
‫اإلرادتـین بتالقي اإلیجاب والقبول وانعقاد العقد ‪ ،‬إال أنه قبل ذلك البد من المرور بمرحلة‬
‫ما قبل التعاقـد والتــي تعــرف بالتفــاوض اإللكترونــي والتــي یــتم مــن خاللهــا االتفــاق‬
‫علــى العناصـر األساسـیة للعقـد وبمجـرد أن یتفـق األطـراف علـى ذلـك ‪ ،‬فإنـه یـتم‬
‫االنتقـال إلـى مرحلـة التعاقد ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مرحلة ما قبل التعاقد‪.‬‬
‫إن العقــود اإللكترونیــة ال یمكــن تصــور فیهــا تطــابق اإلرادتــین دفعــة واحــدة علــى‬
‫جمیــع المسـائل‪ ،‬بـل ینبغـي التفـاوض بشـأنها علـى فتـرة زمنیـة ‪ ،‬حیـث أن الشـخص‬
‫الـذي یرغـب فـي التعاقــد ال یســتقر بــه الــرأي فــي أغلــب األحیــان علــى إصــدار‬
‫‪3‬‬
‫إجابات إال بعــد عملیــة التفاوض والتي من خاللها یتم تحدید العناصر الرئیسیة‬
‫وعلیه ‪ ،‬فإن التفاوض اإللكتروني له دور هام في إبـرام العقـد اإللكترونـي ‪ ،‬حیـث‬ ‫‪‬‬
‫یـؤدي إلـى قیـام األطـراف بتنفیـذ التزامـاتهم بطـرق سـلیمة ‪ ،‬كمـا یـؤدي إلـى‬
‫تجنـب النز اعـات التـي قـد تنشـأ أثناء تنفیذ العقد اإللكتروني‪.‬‬
‫تعریف التفاوض اإل لكتروني ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫بشار طالل المومني‪ ،‬مشكالت التعاقد عبر اإلنترنت‪ ،‬عالم الكتب الحدیث‪ ،‬األردن‪ 2004،‬ص ‪.46‬‬
‫یعرف التفاوض بصــفة عامــة علــى أنــه تبــادل االقتراحــات والمساومات والتقـاریر‬
‫والدارسـات الفنیـة بـل واالستشـارات القانونیـة التـي یتبادلهـا أطـراف التفـاوض ولیكـون‬
‫كـل منهمـا علـى بینـة مـن أفضـل األشـكال القانونیـة التـي تحقـق مصـلحة األطـراف‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وللتعـرف على ما قد یسفر عنه اإلتفاق من حقوق والتزامات لطرفیه‪.‬‬
‫وفي الحقیقة‪ ،‬أن أغلـب التقنینـات المدنیـة كالقـانون المصـري واألردنـي والعراقـي‬ ‫‪‬‬
‫والجزائـري لــم تــنظم أحكامــا خاصــة لمرحلــة مــا قبــل التعاقــد تاركــة هــذه‬
‫المهمــة للفقــه والقضــاء إال أنهــا أشارت إلیها ضمنیا‪.‬‬
‫التفاوض اإللكتروني یتم بین األطـراف مـن خـالل رسـائل البیانـات عبـر اإلنترنـت‪،‬‬
‫ویجـب أن تتضمن هذه الرسائل ثالث خصائص تتمثل في‪:‬‬
‫بیان االحتیاجات األساسـیة‪ ،‬أي أن العمیـل یقـوم بتوضـیح احتیاجاتـه والغایـة منهـا‬ ‫‪-‬‬
‫بدقـة لیتم التفاوض بناءا علیها‪.‬‬
‫التفـاوض مـن خـالل صـفحة البیانـات التـي تكـون ظـاهرة علـى شاشـة الحاسـوب‬ ‫‪-‬‬
‫والتـي تتضــمن الشــروط التــي یرغــب كــل مــن الطــرفین توفرهــا لتحدیــد رغباته‬
‫األساسیة من موضوع االلتزام‪.‬‬
‫إرسال رسائل البیانات التـي تتضـمن عـروض التفـاوض التـي یـتم مـن خاللهـا‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫التفـاوض إلى حین االنتهاء من إبرام العقد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة التعاقد اإل لكتروني‪.‬‬


‫إن العقــد االلكترونــي كمــا قلنــا ســابقا أنــه عقــد یــتم إبر امــه وتنفیــذه بــین طــرفین‬
‫بوســیلة إلكترونیـة وبالتـالي‪ ،‬فـإن العقـد اإللكترونـي كالعقـد التقلیـدي یختلـف عنـه فـي‬
‫الوسـیلة التـي یـتم فیها إبرامه وتنفیذه‪ ،‬وعلیه فإنه ال خالف بینهمـا مـن حیـث تـوافر‬
‫األركـان ‪ ،‬وكـذا من حیث تحدید وقت اإلبرام‪.‬‬

‫اركان العقد اإللكتروني‪:‬‬


‫إن العقد عموما یقوم على أركان أساسیة البد من توفرهـا‪ ،‬ومـن أهـم هـذه األركـان‪،‬‬
‫الرضـا والـذي یعبـر عـن قبـول المتعاقـد لمضـمون العقـد‪ ،‬ولكـي یكـون هـذا التعبیـر ذو‬
‫قیمـة یجـب أن یكــون المتعاقــد كامــل األهلیــة والبــد مــن تــوفر المحــل والســبب‬
‫واللــذان یشــترطا أن یكونــا مــن النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ 4‬عقیل فاضل حمد الدهان‪ ،‬منقذ عبد الرضا الفردان‪ ،‬اإلطار القانوني لعقد التفاوض اإللكتروني‪ ،‬مجلة أهـل البیـت‪ ،‬جامعـة البصرة‪ ،‬العراق‪ ،‬ع‬
‫‪ ،2009، 08‬ص ‪.56.‬‬
‫‪ 5‬یــاد أحمــد ســعید الســاري‪ ،‬النظــام القــانوني إلبــرام العقــد اإللكترونــي علــى ضــوء قــانون التوقیــع اإللكترونــي والمعــامالتاإللكترونیة'‬
‫'دراسة مقارنه في ظل القوانین العربیة واألجنبیة'‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقیة‪ ،‬لبنان‪ ، ،2016‬ص‪51.‬‬
‫التراضي في العقد اإللكتروني‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫إذا كانت البیئة الرقمیة أثرت على ركن التراضي في طریقة إبرام العقود وتنفیذها‪ ،‬إال أنهـا‬
‫لم تتمكن من ذلك من حیث تكوینها لهذه العقود‪ ،‬إذ أن التراضـي الزال فـي العقـود‬
‫‪6‬‬
‫اإللكترونیـة ‪ 1‬یحتاج إلى عنصرین وهما اإلیجاب والقبول اإللكترونیین‪.‬‬
‫یقصــد باألهلیـــة أحـــد المعنیـین ‪ ،‬مـــدى صـــالحیة الشـــخص الكتســـاب الحقـــوق‬
‫والتحمـــل االلتزامـات‪ ،‬مـن حیـث قصـورها أو شـمولها لجمیـع الحقـوق وااللتزامـات أیـا‬
‫كـان نوعهـا‪ ،‬وهـذه هي أهلیة الوجوب‪ ،‬أما أهلیة األداء فهي قدرة الشخص للتعبیر عـن‬
‫إرادتـه تعبیـرا منتجـا آلثـاره القانونیة‬
‫وما یهمنا في دراسـتنا لصـحة التراضـي فـي العقـد اإللكترونـي هـي أهلیـة األداء والتـي‬
‫تقـوم على التمییز واإلدراك‪ ،‬والتي یمكن للشخص من خاللها التعبیر عن إرادة سلیمة‬
‫إلبرام العقد‪ .‬ونظرا ألن التعاقـد فـي العقـد اإللكترونـي یـتم عـن بعـد‪ ،‬فإنـه ال یمكـن‬
‫التحقـق مـن شخصـیة المتعاقدین ؛ وال التأكد من الهویة الحقیقیة ‪ ،‬أو األهلیة الالزمة‬
‫لمباشرة إبرام عقد سلیم‪ .‬وفـي هــذا الصـدد تثــور إشــكالیة األهلیـة المتعلقــة بالمتعاقـد‬
‫اآلخــر فــي العقـد المبــرم عبــر ‪ .‬اإلنترنت‪ ،‬ألنه یتم عن بعد دون الحضور المادي‬
‫للمتعاقدین‪ ،‬خصوصا أن غالبیة المتعـاملین عبر اإلنترنت قد یكونوا ناقصي أو فاقدي‬
‫األهلیة‪ ،‬فمن المحتمل أن یقو م قاصـر بالتعامـل مـع تاجر حسن النیة بالبطاقة الخاصة‬
‫بوالده‪ ،‬حیث یظهر في الغالب بمظهر الراشد‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ولمعالجة هذه المسألة وجدت العدید من الحلول ‪:‬‬
‫‪ ‬البطاقــة اإللكترونیــة ‪ :‬وهـــي تشــبه الحاســوب المتنقـــل حیــث یــتم فیهـــا‬
‫تخــزین كافـــة المعلومات الشخصیة‪ ،‬إذ یمكن التعرف علـى أهلیـة مسـتخدمها‪ ،‬وٕا‬
‫ن كـان مـن الصـعب التأكد على ما سوف یطرأ على الشخص من بیانات جدیدة‬
‫غیر مخزن فیها ‪.‬‬
‫‪ ‬الوسیط اإللكترونـي‪ :‬حیـث یسـند إلیـه تنظـیم العالقـة بـین أطـراف العقـد‪ ،‬كمـا‬
‫یلجـأ إلیـه للتحقـق مـن هویـة المتعاقـدین وأهلیـتهم القانونیـة وٕاصـدار شـهادة‬
‫مصـادق علیهـا تتعلـق بأطراف العقد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬الوســائل التحذیریــة‪ :‬حیــث تتضــمن بعــض المواقــع اإللكترونیــة عبــارات‬
‫تحذیریــة تفیــد بعــدم الــدخول إلــى الموقــع إال مــن قبــل شــخص یتمتــع باألهلیــة‬
‫القانونیــة‪ ،‬حیــث یلتــزم الشــخص الــذي یریــد الــدخول اإلفصــاح عــن هویتــه‬
‫وعمــره عــن طریــق مــلء نمــاذج معروفــة علــى اإلنترنــت‪ ،‬فمتــى تــوفر ت فــي‬

‫‪ 6‬طمـین سـهیلة‪ ،‬الشـكلیة فـي عقـود التجـارة اإللكترونیـة‪ ،‬مـذكرة ماجسـتیر‪ ،‬كلیـة الحقـوق‪ ،‬جامعـة مولـود معمـري‪ ،‬تیـزو وزو ‪ 1‬السنة‬
‫الجامعیة ‪ 2010-2011،‬ص ‪55.‬‬
‫‪ 7‬نبیل إبراهیم سعد‪ ،‬المبادئ العامة للقانون نظریـة القـانون‪-‬نظریـة الحـق‪ ،‬دار الجامعـة الجدیـدة‪ ،‬مصـر‪ 2013، ،‬ص ‪189‬‬
‫الشــخص األهلیــة القانونیــة‪ ،‬فإنــه یســتطیع الدخول إلى هذا الموقع وٕابرام العقود‬
‫وفي حالة العكس فال یمكنه ذلك‪.‬‬
‫المحل والسبب في العقد اإللكتروني‪:‬‬
‫المحل‪:‬‬
‫المحــل هــو االلتــزام الناشــئ عــن العقــد‪ ،‬ألن هــذا األخیــر یولــد التزامــات یكــون‬
‫لكــل منهــا محل‪ ،‬وعلیه یكون محل االلتزام هو األداء الذي یتعهد به المدین ویعـرف‬
‫محـل العقـد اإللكترونـي علـى أنـه‪ :‬العملیـة القانونیـة التـي أرادهـا طرفـا العقـد سـواء‬
‫بــأداء شــيء معــین كالبضــاعة أو المعــدات أو بــرامج الحاســوب أو أداء عمــل معــین‬
‫كتقــدیم الخدمات‪.‬‬
‫السبب‪:‬‬
‫یقصد بالسبب الغرض المباشر الذي یقصد الملتزم الوصول إلیه من وراء التزامه‪ ،‬والفرق‬
‫بینه وبین المحل هو أن هذا األخیر یعد جواب لمن یسأل عن‪ :‬لماذا التزم المدین؟‬
‫أما السبب فجواب لمن یسأل عن‪ :‬بماذا التزم المدین؟ والسبب في العقد اإللكترونـي یخضـع‬
‫لـنفس األحكـام الخاصـة بالسـبب فـي العقـد التقلیـدي ‪ .‬إذ یفترض في كل عقد وجود سبب‬
‫فعدم وجوده یترتب عنه بطالن العقد‪ ،‬كمـا یجـب أن یكـونمشــروعا وذلــك بــأن ال یكــون‬
‫مخالفــا للنظــام العــام واآلداب العامــة ‪ ،‬غیــر أن اإلشــكال الــذي یعیــق مشــروعیة‬
‫الســبب هــو إذا كــان هــذا األخیــر مشــروعا لــدى طــرف وغیــر مشــروع لــدى‬
‫اآلخــر‪.‬‬
‫وقت إبرام العقد اإللكتروني‪:‬‬
‫یعتبـر العقـد منعقـدا منـذ اللحظـة التـي یـتم فیهـا اقتـران اإلیجـاب بـالقبول‪ ،‬علـى أسـاس‬
‫أن تالقــي اإلرادتــین هــو الــذي ینشــأ العقــد ویحــدد وقــت تحقــق الر ابطــة القانونیــة‪.‬‬
‫إال أن العقــد اإللكترونـي یطـرح اإلشـكال لكونـه یـتم عـن بعـد‪ ،‬وقـد أثـار ذلـك خالفـا‬
‫حـول الطبیعـة القانونیـة لهذا العقد مما أثر ذلك على مفهوم مجلـس العقـد ‪ ،‬وهـذا األخیـر‬
‫یسـاهم فـي إیجـاد حلـول لإلشكاالت القانونیة التي یثیرها تالقي إرادة األطراف كالمكان‬
‫والزمان‪.‬‬

You might also like