You are on page 1of 15

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪-1-‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫قسم‪ :‬القانون الخاص‬

‫السنة‪ :‬ثانية ماستر‬

‫تخصص‪ :‬قانون التأمينات‬

‫فوج‪2،1،3 :‬‬

‫‪:‬أعمال موجهة في مقياس‬


‫‪:‬دروس تطبيقية في مقياس‬
‫العلمي التأمينات‬
‫البحثوعقود‬ ‫منهجية‬
‫المستهلك‬ ‫حماية‬

‫من إعداد األستاذة‪ :‬قشي خديجة‬

‫‪guechi.khadidja@gmail.com‬‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬


‫محاور المقياس‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬مفاهيم عامة حول المستهلك والتأمين‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المستهلك‬

‫التعريف اللغوي والفقهي للمستهلك‬ ‫‪-1‬‬

‫التعريف اللغوي‪ :‬مص طلح "المس تهلك" من اس تهلك يس تهلك اس تهالكا ومص طلح "المس تهلك" أخ ذ‬ ‫أ‪-‬‬

‫من الفعل "استهلك" بمعنى‪ :‬أنفق‪ ،‬استنفد أو أفرغ‪.‬‬

‫التعريف الفقهي‪ :‬اختلف الفقهاء في إعطاء تعريف محدد لمصطلح "المستهلك"‪ ،‬وهذا االختالف‬ ‫ب‪-‬‬

‫نتج عنه اتجاهين رئيسيين هما‪:‬‬

‫االتجاه الضيق لمفهوم المستهلك‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويعرف مصطلح "المستهلك" وفقا لهذا االتجاه‪:‬‬

‫"كل شخص يتصرف لتحقيق أغراض ال تدخل في نشاطه المهني"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫"الشخص الطبيعي أو االعتباري في القانون الخاص والذي يقتني أو يستعمل األموال أو الخ دمات‬ ‫‪-‬‬

‫لغرض غير مهني‪ ،‬أي إلشباع حاجاته الشخصية أو العائلية"‪.‬‬

‫من خالل هاذين التعريفين‪ ،‬نستنتج أنه ال يكتسب صفة المستهلك من يحمل الصفات التالية‪:‬‬

‫التعاقد ألغ راض مهنية‪ :‬أي أن الغرض يكون مهني كإيجار محل تجاري أو ش راء سلعة إلعادة‬ ‫‪-‬‬

‫بيعه ا‪ ،‬أو ال ذي يقت ني م اال أو خدم ة لغ رض م زدوج (أي غ رض مه ني وغ ير مه ني في نفس‬

‫الوقت)‪.‬‬

‫وهذا االتجاه أخذ به غالبية الفقه والقضاء والتشريع‪.‬‬


‫االتجاه الواسع لمفهوم المستهلك‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويعرف مصطلح "المستهلك" وفقا لهذا االتجاه‪:‬‬

‫"كل شخص يتعاقد بغرض االستهالك أي بغرض االقتناء أو استعمال منتج أو خدمة"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫"المح ترف ال ذي يتص رف خ ارج مج ال اختصاص ه المه ني‪ ،‬على أس اس أن ه ذا المح ترف غ ير‬ ‫‪-‬‬

‫متخصص يظهر في الواقع هو كذلك مثله مثل المستهلك العادي"‪.‬‬

‫م ا نالحظ ه من خالل ه ذا االتج اه أن ه يأخ ذ بمعي ار التخص ص أو الخ برة‪ ،‬وه و م ا يجع ل ق انون‬

‫االستهالك غير دقيق‪ ،‬ألنه بهذا الشكل يوسع من نطاق الحماية القانونية التي قررها قانون االستهالك‪.‬‬

‫تعريف المستهلك في القانون الجزائري‬ ‫‪-2‬‬

‫أول تعري ف للمس تهلك في الق انون الجزائ ري ك ان بم وجب الم ادة ‪ 02‬من المرس وم التنفي ذي رقم‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 39-90‬الم ؤرخ في ‪ 03‬ج انفي ‪ 1990‬المتعل ق بمراقب ة الج ودة وقم ع الغش على أن ه‪" :‬ك ل‬

‫شخص يقتني بثمن أو مجانا منتوجا أو خدمة‪ ،‬معدين لالستعمال الوسيطي والنهائي لسد حاجاته‬

‫الشخصية أو حاجات شخص آخر أو حيوان يتكفل به"‪.‬‬

‫نالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع استعمال عبارة "االستعمال الوسيطي" فهو توسع ال معنى‬

‫ل ه من قب ل المش رع ومتن اقض م ع عب ارة "لس د حاجات ه الشخص ية أو حاج ات‪ "...‬فال يمكن الخل ط بين‬

‫االس تعمال الشخص ي وبين االس تعمال ألغ راض مهني ة‪ ،‬إو ال فق د ق انون حماي ة المس تهلك الغ رض ال ذي‬

‫صدر من أجله‪.‬‬

‫ثم تطور مفهوم المستهلك في القانون الجزائري‪ ،‬بحيث عرفته المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪02-04‬‬ ‫‪-‬‬

‫المع دل والمتمم بالق انون رقم ‪ 06-10‬يح دد القواع د المطبق ة على الممارس ات التجاري ة على أن ه‪:‬‬
‫"كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني سلع قدمت للبيع أو يستفيد من خدمات عرضت ومجردة من‬

‫الطابع المهني"‪.‬‬

‫نالح ظ من خالل ه ذه الم ادة أن مفه وم المس تهلك يش تمل على كاف ة األش خاص الطبيعي ة والمعنوي ة‬

‫بشرط أن تكون مجردة من الطابع المهني‪ ،‬وبهذه الصفة يجعلها محل حماية من قانون المستهلك‪.‬‬

‫ثم عّر ف مصطلح المستهلك من خالل المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2009‬المع دل والمتمم بالق انون رقم ‪ 09-18‬والمتعل ق بحماي ة المس تهلك وقم ع الغش‪ ،‬على أن ه‪:‬‬

‫"كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني بمقابل أو مجانا سلعة أو خدمة موجهة لالستعمال النهائي‬

‫من أجل تلبية حاجاته الشخصية أو تلبية حاجة شخص آخر أو حيوان متكفل به"‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬ومن خالل ما سبق‪ ،‬يعتبر الشخص مستهلكا إذا توافرت فيه هذه الشروط وهي‪:‬‬

‫أن يكون هنالك اقتناء لسلعة أو خدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يكون هذا االقتناء بمقابل أو مجانا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يكون اقتناءها من طرف شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يكون اقتناءها لالستهالك النهائي أي لسد حاجات شخصية أو عائلية أو لحيوان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم التأمين‬

‫قبل التطرق لدراسة عقد التأمين‪ ،‬يجب التطرق أوال إلى مفهوم التأمين الذي نتناوله من خالل تعريف ه‪،‬‬

‫أنواعه‪ ،‬وكذا هيئاته‪.‬‬

‫تعريف التأمين‬ ‫‪-1‬‬


‫التـعريف اللغ‪SS‬وي للت‪SS‬أمين‪ :‬مص طلح "الت أمين" أخ ذ من الفع ل أمن ي أمن وال ذي معن اه‪ :‬وث ق ب ه‬ ‫أ‪-‬‬

‫ويقابله طلب األمن‪ ،‬طلب العهد‪ ،‬طلب الحماية ألمنه‪ ،‬ومعناه‪ :‬االطمئنان والراحة‪.‬‬

‫التـعريف الفقهي للت‪S‬أمين‪ :‬اختل ف الفقه اء في إعط اء تعري ف مح دد للت أمين‪ ،‬بحيث يمكن تعريف ه‬ ‫ب‪-‬‬

‫على أنه‪:‬‬

‫التأمين هو آلية تعتمد على تعويض جبر الضرر بصفة عامة في مقابل التزامات المؤمن والمؤمن‬ ‫‪-‬‬

‫له (التزامات المؤمن‪ :‬التعريض‪ ،‬التزامات المؤمن له‪ :‬دفع األقساط للمؤمن)‪.‬‬

‫التأمين هو عملية يساهم من خاللها األف راد أو المؤسسات بدفع أقساط التي تمكنهم من الحصول‬ ‫‪-‬‬

‫على حماية في حالة وقوع األخطار المؤمن عليها‪ ،‬وذلك في شكل تعويض تقدمه هيئة التأمين‬

‫التي تتحمل األخطار المؤمن عليها‪.‬‬

‫أنواع التأمين‪ :‬والتي تتمثل في‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الت ‪SS‬أمين االجب ‪SS‬اري‪ :‬ويش تمل على ك ل أن واع الت أمين ال تي تل تزم الدول ة بتوفيره ا لألف راد‬ ‫أ‪-‬‬

‫والمؤسس ات أو تل زمهم بالتعاق د عملي ا‪ ،‬وهي تش مل كاف ة التأمين ات االجتماعي ة (الم رض‪،‬‬

‫إصابات العمل‪ ،‬الوفاة‪ ،‬العجز‪ ،‬الشيخوخة‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫الت‪SS‬أمين االختي‪SS‬اري (الخ‪SS‬اص)‪ :‬ويش تمل على ك ل أن واع الت أمين ال تي يتعاق د عليه ا األف راد‬ ‫ب‪-‬‬

‫والمؤسس ات بمحض إرادتهم‪ ،‬وذل ك للحاج ة الملح ة‪ ،‬ومنه ا‪ :‬الت أمين على الحري ق‪،‬‬

‫السرقة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫هيئات التأمين (شركات التأمين‪ ،‬أجهزة التأمين)‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫هي شركات يديرها أشخاص طبيعية أو معنوية غير مسبوقين قضائيا‪ ،‬ويزاولون نشاطهم بعد‬

‫حصولهم على االعتماد من وزير المالية‪ ،‬والتي تأخذ إما شكل شركة أسهم أو شركة في شكل تعاضديات‪.‬‬
‫شركة التأمين بالمساهمة‪ :‬هدف هذه الشركات تحقيق ال ربح‪ ،‬منها‪ :‬شركة التأمين ‪ ،SAA‬شركة‬ ‫أ‪-‬‬

‫التأمين إو عادة التأمين ‪.CAAR‬‬

‫شركات في شكل تعاضديات‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫الشركة التبادلية‪ :‬ه ذا الن وع من الش ركات ال يه دف إلى تحقي ق ال ربح ب ل تق ديم خدم ة لألعض اء‬ ‫‪-‬‬

‫بأق ل تكلف ة‪ ،‬منه ا‪ :‬مؤسس ات الت أمين التب ادلي الجزائ ري للعم ال في س لك التعليم والثقاف ة‬

‫‪.MAATEC‬‬

‫جمعيات التعاونية للتأمين‪ :‬ال تسعى إلى تحقيق ال ربح‪ ،‬وهي تنشأ لمزاولة جميع أن واع التأمينات‬ ‫‪-‬‬

‫ومن أشكاله التأمين على المحاصيل الزراعية‪ ،‬منها‪ :‬التعاونية للمزارعين‪.‬‬

‫صناديق التأمين الخاصة‪ :‬هدفها ليس تحقيق ال ربح إو نما توفر إلى أعضائها أو المستفيدين منها‬ ‫‪-‬‬

‫تعويض ات أو مزاي ا مالي ة أو معاش ات مح ددة‪ ،‬منه ا‪ :‬الص ندوق المرك زي إلع ادة الت أمين التب ادلي‬

‫الفالحي ‪.CNMA‬‬

‫ثالثا‪ :‬مدى توافق مصطلح المستهلك مع المؤمن له‪:‬‬

‫من خالل تعريف المستهلك في التشريع الجزائري ومن خالل تعريف التأمين‪ ،‬والمتمثلين في‪:‬‬

‫المس تهلك ه و ك ل ش خص ط بيعي أو معن وي يقت ني بمقاب ل أو مجان ا س لعة أو خدم ة موجه ة‬ ‫‪-‬‬

‫لالستعمال النهائي من أجل تلبية حاجاته الشخصية أو تلبية حاجة شخص آخر أو حي وان متكفل‬

‫به‪.‬‬

‫التأمين هو الضمان لخطر ما محتمل الوقوع في المستقبل مقابل أداء مادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن خالل إسقاط التعريف الثاني على التعريف األول‪ ،‬فنستنتج أن التأمين هو الخدمة االستهالكية‪،‬‬

‫وأن المؤمن هو مقدم خدمات التأمين‪ ،‬أما عن مدى اعتبار المؤمن له مستهلك لخدمة التأمين‪ ،‬فسبقا وقلن ا‬
‫أن المستهلك هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقتني سلعة أو خدمة لتلبية حاجة معينة‪ ،‬وبما أن‬

‫الخدمة يمكن أن تكون مادية أو معنوية‪ ،‬مثلما هو الحال في خدمة التأمين التي تهدف إلى تلبية حاجة‬

‫المؤمن له بالشعور باألمان‪ ،‬وعلى ذلك فإن المؤمن له عندما يبرم عقد تأمين‪ ،‬فإنه بذلك يجري عملية‬

‫اس تهالكية وه و الط رف المس تهلك‪ ،‬وخدم ة الت أمين هي الحماي ة واألمن ال تي يحص ل عليه ا الم ؤمن ل ه‬

‫بمجرد إبرام العقد‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬ومن خالل كل ما تقدم يمكن القول أن المؤمن له يعتبر مستهلكا لخدمة التأمين‪ ،‬وبالتالي فإن‬

‫كافة القواعد واآلليات المضمونة لحماية المستهلك تنطبق عليه بشكل عام‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬عقود التأمينات وآثارها‬

‫أوال‪ :‬تعريف عقد التأمين وخصائصه وشروطه وأركانه‬

‫تعريف عقد التأمين‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عّر ف المشرع الجزائري عقد التأمين في القانون المدني على أنه‪" :‬التأمين عقد يلتزم بمقتضاه المؤمن‬

‫أن ي ؤدي للم ؤمن ل ه أو إلى المس تفيد الذي اشترط التأمين لص الحه مبلغ ا من الم ال أو إي راد مرتبا أو أي‬

‫ع وض م الي آخ ر في حال ة وق وع ح ادث أو تحق ق من الخط ر الم بين في العق د وذل ك مقاب ل قس ط أو أي‬

‫دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن"‪.1‬‬

‫خصائص عقد التأمين‪ :‬يتميز عقد التأمين بجملة من الخصائص نلخصها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عقد التأمين عقد معاوضة‪ :‬هو العقد الذي يأخذ فيه كل من المتعاقدين مقابال لما أعطاه‪ ،‬فعقد‬ ‫‪-‬‬

‫التأمين يرتب حق للمؤمن في الحصول على أقساط من المؤمن له‪ ،‬وفي مقابل ذلك حق المؤمن‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 619‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المتعلق بالقانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪.05-07‬‬
‫ل ه في الحص ول على تع ويض معل وم عن د حل ول الخط ر‪ ،‬لكن بالنس بة للم ؤمن ل ه يمكن أن ين ال‬

‫التعويض كما يمكن أن ال ينال التعويض فهو مرتبط بوقوع الخطر أو ال‪.‬‬

‫عقد ملزم لجانبين‪ :‬التزام الطرفين في عقد التأمين‪ ،‬فمن جانب المؤمن له يلتزم بدفع األقساط وفقا‬ ‫‪-‬‬

‫لما هو متفق عليه في العقد‪ ،‬وجهة أخرى يلتزم المؤمن بدفع تعويض في حالة تحقق خطر أو‬

‫ضرر‪.‬‬

‫عقد احتم‪SS‬الي‪ :‬مح ل العق د ينص ب على موض وع غ ير موج ود أثن اء إب رام العق د‪ ،‬إو ن ك ان ج انب‬ ‫‪-‬‬

‫القسط معلوم أثناء إبرامه‪ ،‬فإن الخطر لم يقع بعد فهو احتمالي‪.‬‬

‫عقد إذعان‪ :‬األصل في العقود أنها مساومة بمعنى تناقش األطراف شروط العقد ثم ت درجها‪ ،‬على‬ ‫‪-‬‬

‫عكس عقد التأمين فالمؤمن يعرض شروط دون مناقشتها مع الطرف اآلخر (أي المؤمن له) ولهذا‬

‫األخير القبول أو الرفض‪.‬‬

‫عقد مسمى‪ :‬عقد خصه القانون باسم معين وتولى تنظيمه بأحكام خاصة‪ ،‬بحيث ورد تعريف عقد‬ ‫‪-‬‬

‫الت أمين في مجموع ة من بن ود الق انون الم دني الجزائ ري في الكت اب الث اني الب اب العاش ر الفص ل‬

‫الثالث‪.‬‬

‫عقد رضائي‪ :‬بمعنى أن العقد ال ينعقد إال بتوافر إرادة الطرفين وذلك بتوافر إيجاب وقبول والتعبير‬ ‫‪-‬‬

‫عن اإلرادة يكون بتوقيع وثيقة التأمين نفسه‪.‬‬

‫عقد مستمر‪ :‬يكون العقد مستم ار عندما يمتد تنفيذ التزاماته على فترات متعددة أو دورية‪ ،‬حيث أن‬ ‫‪-‬‬

‫تنفيذ التزامات عقد التأمين ال تتم دفعة واحدة‪.‬‬

‫شروط وأركان عقد التأمين‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أركان عقد التأمين‪ :‬ال تختلف عن بقية العقود األخرى‪ ،‬فهي تتمثل في‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الرضا ‪ :‬المؤمن عادة هو شركة التأمين أو مؤسسات تأمين تتمتع بالشخصية المعنوية والتي تجيز‬ ‫‪-‬‬

‫أن ينوب عنها موظفين مؤهلين ذوي اختصاص إلبرام عقد‪ ،‬حيث تخول لهم صالحية التعاقد مع‬

‫المؤمن لهم مباش رة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى المؤمن له س واء يؤمن على نفسه أو ماله أو‬

‫لصالح شخص آخر (مستفيد)‪ ،‬ويجب أن تت وافر في أط راف العقد أهلية التعاقد وأن تكون خالية‬

‫من جميع العيوب‪.‬‬

‫المح‪SS‬ل‪ :‬مح ل عق د الت أمين ه و الخط ر ال ذي يخش ى الم ؤمن ل ه من وقوع ه في المس تقبل‪ ،‬ول ه‬ ‫‪-‬‬

‫عناصره‪:‬‬

‫القس‪SS‬ط (المبل غ الم الي ال ذي يدفع ه الم ؤمن ل ه مقاب ل تغطي ة الخط ر)‪ ،‬م‪SS‬دة الت‪SS‬أمين (الف ترة ال تي‬

‫يسري خاللها عقد التأمين وعند انتهائه ال يمكن للمؤمن له المطالبة بمبلغ التأمين أو التعويضات‬

‫ما لم يتم وقوع الخطر في وقت سريان عقد التأمين)‪.‬‬

‫السبب‪( :‬الغاية‪ ،‬المصلحة التي ينبغي للمتعاقد تحقيقها من وراء تعاقده) فمصلحة المؤمن له هي‬ ‫‪-‬‬

‫الحفاظ على الممتلكات أو الحياة من المخاطر التي يمكن أن تحدث‪ ،‬والمؤمن يهدف إلى تحقيق‬

‫الربح‪.‬‬

‫شروط عقد التأمين‪ :‬عقد التأمين من العقود التي يجب أن تشملها الشكلية القانونية مثله مثل أي‬ ‫ب‪-‬‬

‫عقد ملكية عقارية (الشكلية القانونية في عقد ملكية عقارية هي التوثيق‪ ،‬الكتابة كشرط أساسي في‬

‫العقد)‪ ،‬أما في عقد التأمين فالكتابة شرط شكلي وليس جوهري‪ ،‬بمعنى لم يحدد المشرع أن يكون‬

‫العق د مح ر ار عرفي ا أو رس ميا‪ ،‬ولم يح دد لغ ة العق د‪ ،‬ولم يح دد ش كال معين ا‪ ،‬والمعم ول ب ه ل دى‬

‫شركات التأمين في الجزائر أن هيئات التأـمين هي التي تحدد أشكال عقود التأمين‪ ،‬وتقدم للمؤمن‬

‫له للتوقيع عليها‪ ،‬كما تسلم له نسخة طبق األصل منها‪ ،‬وتحتوي وثيقة التأمين (على أطراف العقد‬
‫ه ويتهم عن اوينهم ت اريخ ميالدهم واألخط ار المغط اة واألخط ار المس تثناة من الت أمين وتحدي د‬

‫القسط‪.)...‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثاره (التزامات المؤمن والمؤمن له)‪.‬‬

‫التزامات المؤمن له‪ :‬هي االل تزام ب دفع القس ط‪ ،‬ويك ون الوف اء بالقس ط من حيث الزم ان (ال ذي يتم‬ ‫‪-1‬‬

‫تحدي ده وقت اب رام العق د) ومن حيث المك ان (الذي يتم وفق ا للقواع د العام ة بحيث أن القسط ي دفع‬

‫في م وطن الم دين‪ ،‬بحيث يعت بر في ه ذه الحال ة أن الم ؤمن ل ه ه و الم دين وش ركة الت أمين هي‬

‫الدائن)‪.‬‬

‫التزامات المؤمن‪ :‬يلتزم المؤمن بأداء مبلغ التأمين الذي هو رأسمال أو إي رادات دورية وقد يكون‬ ‫‪-2‬‬

‫تعويضا عن الضرر الناتج عن الخطر الذي شمله عقد التأمين‪.‬‬

‫من خالل كل ما سبق دراسته يمكن أن نستخلص‪ ،‬صفة المستهلك تخص الشخص الطبيعي‬

‫والمعن وي وه ذا بع د م ا وس ع المش رع من دائ رة الحماي ة لتش مل ح تى ه ذا األخ ير‪ ،‬غ ير أن ه إلض فاء ه ذه‬

‫الص فة يجب أن يك ون هن اك اس تهالك س لعة أو خدم ة من ط رف ه ؤالء األش خاص وأن تس د حاج اتهم‬

‫الشخص ية والعائلي ة أي اس تهالك نه ائي للس لعة أو الخدم ة‪ ،‬بحيث أن الت أمين يرتك ز على فك رة الخط ر‬

‫المحتم ل الوق وع والتي ب دورها ترتكز على دف ع أقس اط دوري ة وفي المقاب ل دف ع تعويض ات في حال ة تحقق‬

‫الخط ر الم ؤمن من ه‪ ،‬وعلي ه خدم ة الت أمين عن د إب رام عق د الت أمين تك ون خدم ة معنوي ة وهي تلبي ة حاج ة‬

‫المؤمن له بالشعور باألمان أي خدمة التأمين هي الحماية واألمن التي يحصل عليها المؤمن له بمجرد‬

‫إب رام العق د‪ ،‬وتك ون خدم ة الت أمين مادي ة عن دما يتحق ق الخط ر ويق وم الم ؤمن ب التعويض للم ؤمن ل ه عن‬

‫الضرر الناتج عن الخطر الذي شمله عقد التأمين‪ ،‬وللتأمين عدة خصائص تميزه عن غيره من العقود‪،‬‬

‫وله أنواع‪ ،‬ويمارس التأمين هيئات التأمين منها على شكل شركات مساهمة ومنها على شكل تعاضديات‪،‬‬
‫وإلبرام عقد التأمين يتطلب عدة شروط من الشكليات الالزمة إلبرامه‪ ،‬وكذا األركان التي يرتكز عليها عقد‬

‫الت أمين من الرض ا وس المته من العي وب والمح ل ال ذي يتض من عناص ر عق د الت أمين من قس ط وغ يره‬

‫ومشروعية السبب‪ ،‬بعد اكتمال هذه األمور يرتب عقد التأمين على الط رفين التزامات متقابلة ويترتب على‬

‫اخاللها عدة جزاءات‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الحماية القانونية المقررة للمستهلك في عقود التأمينات‬

‫يعد المؤمن له كمستهلك لخدمة التأمين وكطرف مذعن باعتباره الطرف الغير خبير وباعتبار أنه‬

‫غالب ا ال ينتب ه إلى ش روط العق د فيوق ع علي ه دون ق راءة ش روطه واثق ا ب المؤمن‪ ،‬وبالت الي فه و يس تفيد من‬

‫الحماية القانونية التي يوفرها قانون حماية المستهلك‪ ،‬والتي تتجسد من خالل اآلليات التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حماية المؤمن له من خالل االلتزام باإلعالم‪:‬‬

‫مفهوم االلتزام باإلعالم‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫نصت المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المحدد لشروط وكيفيات إعالم المستهلك‪،‬‬

‫على‪" :‬يجب على مق ‪SS‬دم الخدم ‪SS‬ة إعالم المس ‪SS‬تهلك عن طري ‪SS‬ق اإلش ‪SS‬هار أو اإلعالم أو أي وس ‪SS‬يلة أخ ‪SS‬رى‬

‫مناسبة للخدمات المقدمة والتعريف‪S‬ات والح‪S‬دود المحتمل‪S‬ة للمس‪S‬ؤولية التعاقدي‪S‬ة والش‪S‬روط الخاص‪S‬ة بتق‪S‬ديم‬

‫الخدمة"‪ ،‬كما نصت الم ادة ‪ 53‬من نفس المرس وم على‪" :‬يجب على مقدم الخدمة قبل إب‪S‬رام العق‪SS‬د‪ ،‬إعالم‬

‫المستهلك بالخصائص األساس‪SS‬ية للخدم‪SS‬ة المقدم‪SS‬ة"‪ ،‬وكم ا نص ت الم ادة ‪ 17‬من ق انون حماي ة المس تهلك‬

‫وقمع الغش على‪ " :‬يجب على كل متدخل أن يعلم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج‪."...‬‬

‫ما يمكن استخالصه من النصوص السابقة أن االلتزام باإلعالم هو التزام قانوني سابق على‬

‫التعاق د يتض من إعالم الم ؤمن ل ه بكاف ة التفاص يل‪ ،‬ال تي تس مح ل ه ب التعرف على الخص ائص األساس ية‬

‫للخدمة المذكورة في العقد وكذا جميع الشروط التي ترد فيه‪ ،‬كون عقد التأمين من عقود اإلذعان التي ال‬
‫يناقش فيها المؤمن له بنود العقد كونه الطرف الضعيف في العقد‪ ،‬وبالتالي بعد إعالمه له حق القبول أو‬

‫الرفض‪ ،‬مما يجعل من المؤمن أنه ملزم بإعالمه إعالما كافيا وصحيحا وخاليا من عيوب الرضا للمؤمن‬

‫له قبل إبرام العقد تفاديا للمالبسات والنزاعات التي يمكن أن تثور بمناسبة إبرام عقد التأمين‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإن األصل هو أن االلتزام بإعالم المؤمن له كمستهلك لخدمة التأمين هو التزام يقع‬

‫على عاتق محترف التأمين‪ ،‬بمعنى يقع على عاتق كل من شركة التأمين وكذا وسطائها‪ ،‬فوسطاء ش ركات‬

‫الت أمين هم األش خاص األك ثر احتكاك ا ب العمالء ط البي الت أمين حيث أن أغلبي ة عق ود الت أمين يتم إبرامه ا‬

‫من خالل وس طاء الت أمين‪ ،‬وبن اء على ذل ك ف إن ال تزام اإلعالم يك ون مفروض ا عليهم وعلى األش خاص‬

‫العاملين لديهم‪ ،‬وهنا تكمن أهمية الوساطة في عمليات التأمين‪ ،‬وذلك بمساعدة المؤمن له في اتخاذ ق ارره‬

‫بإبرام عقد التأمين أو العدول عنه‪ ،‬فواجب اإلعالم في عقود التأمين‪ ،‬هو التزام مؤسس على عاتق ك ل من‬

‫يقوم بعرض عمليات محددة تتحدد بامتهان عمليات التأمين‪.‬‬

‫مضمون االلتزام باإلعالم‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يتمثل مضمون االلتزام باإلعالم في إعالم المؤمن له بالخطر موضوع الضمان وحدود الضمان‬

‫ومدته‪ ،‬وكذا االلتزامات المترتبة في العقد‪ ،‬حيث أنه لتوضيح هذه االلتزامات أهمية بالغة بالنسبة للمؤمن‬

‫له‪ ،‬وحتى وعند علمه بهذه االلتزامات‪ ،‬فإنه يجهل إج راءات تنفيذها وكذا الج زاءات في حال اإلخالل بها‪،‬‬

‫وهنا يبرز دور المؤمن في إعالم المؤمن له بذلك‪.‬‬

‫جزاء اإلخالل بااللتزام باإلعالم‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫يترتب عن اإلخالل بااللتزام باإلعالم الجزاءات التالية‪:‬‬

‫مجموعة من التدابير اإلدارية ذات الطابع الوقائي قد تصل إلى حد توقيف النشاط (المادة ‪ 65‬من‬ ‫‪-‬‬

‫األمر رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش)‪.‬‬


‫مجموعة من الجزاءات المالية والمتمثلة في الغرامات التي قد تصل إلى مليون ‪ 1.000.000‬دج‬ ‫‪-‬‬

‫(الم ادة ‪ 78‬من نفس الق انون والم ادة ‪ 32‬من الق انون رقم ‪ 04-02‬المح دد لقواع د المطبق ة على‬

‫الممارسات التجارية)‪.‬‬

‫مجموعة من الج زاءات المدني ة والمتمثلة في قابلية العقد لإلبط ال‪ ،‬أو قيام المس ؤولية المدني ة من‬ ‫‪-‬‬

‫خالل تعويض المخل بالتزامه في حالة حدوث ضرر مادي أو معنوي للمستهلك (المادة ‪ 19‬من‬

‫القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حماية المؤمن له من خالل نظام مكافحة الشروط التعسفية في عقود االستهالك‪:‬‬

‫مفهوم الشرط التعسفي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫من بين التعاريف الفقهية للشرط التعسفي‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫هو تلك الشروط التي يفرضها المتعاقد القوي على المتعاقد الضعيف‪ ،‬وال يستطيع هذا األخير إال‬ ‫‪-‬‬

‫أن يقبلها نظ ار للمركز الضعيف الذي هو فيه‪.‬‬

‫يكون الشرط تعسفيا إذا كان مجحفا أو في غير مصلحة المستهلك بشرط مفرط أو مبالغ فيه بما‬ ‫‪-‬‬

‫يتنافى وحسن النية الواجب في المعامالت‪.‬‬

‫ه و ك ل ش رط في العق د ي ترتب علي ه ع دم الت وازن الواض ح بين حق وق والتزام ات ك ل من المه ني‬ ‫‪-‬‬

‫والمستهلك والمترتبة في عقد االستهالك‪.‬‬

‫مضمون الشروط التعسفية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫نص ت الم ادة ‪ 662‬من الق انون الم دني الجزائ ري على قائم ة من الش روط التعس فية ح تى يمن ع العم ل‬

‫بها‪ ،‬حيث نصت على أنه‪ " :‬يكون باطال ما يرد في وثيقة التأمين من الشروط اآلتية‪:‬‬
‫الش روط ال تي تقض ي بس قوط الح ق في التع ويض بس بب خ رق الق وانين أو النظم إال إذا ك ان ذلك‬ ‫‪-‬‬

‫الخرق جناية أو جنحة عمدية‪.‬‬

‫الش رط ال ذي يقض ي بس قوط ح ق الم ؤمن ل ه بس بب ت أخره في إعالن الح ادث الم ؤمن من ه إلى‬ ‫‪-‬‬

‫السلطات أو تقديم المستند إذا تبين من الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول‪.‬‬

‫كل شرط مطبوع لم يبرر بشكل ظاهر كان متعلقا بحالة من األح وال التي تؤدي إلى البطالن أو‬ ‫‪-‬‬

‫السقوط‪.‬‬

‫ش رط التحكيم إذا ورد في الوثيق ة بين ش روطها العام ة المطبوع ة في ص ورة اتف اق خ اص منفص ل‬ ‫‪-‬‬

‫عن الشروط العامة‪.‬‬

‫كل شرط تعسفي آخر يتبين أنه لم يكن لمخالفته أثر في وقوع الحادث المؤمن منه"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وعلي ه‪ ،‬من خالل م ا س بق ذك ره‪ ،‬ف إن المن ع من وض ع الش روط التعس فية في العق ود ه و توف ير‬

‫الحماي ة الش املة للمس تهلك من األض رار العقدي ة ك أن يق وم المهن يين بوض ع ش روط تعس فية دون وض ع‬

‫اعتبار للمتعاقد معه‪ ،‬وهذا يؤثر في رضا هذا األخير وال يلبي رغباته المشروعة من خالل اقتناء الخدمة‪.‬‬

‫الجزاء المترتب عن إدراج الشروط التعسفية في عقد االستهالك‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫بالرجوع إلى قانون حماية المستهلك وقمع الغش فإننا نجده لم ينص ص راحة على الج زاء المدني‬ ‫‪-‬‬

‫المترتب في حالة ما إذا وردت إحدى الشروط التعسفية المشار إليها سابقا في عقد االستهالك‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون رقم ‪ 04-02‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬ومن خالل‬ ‫‪-‬‬

‫المادة ‪ 30‬منه أنه أجاز حذف الشروط التعسفية من نماذج العقود (عقد التأمين) مع بقاء العقد‬

‫قائما‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 38‬منه على أنه يعاقب على الممارسات التعاقدية التعسفية بغرامة مالية‬

‫من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى خمسة ماليين دينار (‪ 5.000.000‬دج)‪.‬‬
‫أم ا ب الرجوع إلى القواع د العام ة في الق انون الم دني‪ ،‬ومن خالل الم ادة ‪ 110‬من ه فإن ه يج وز‬ ‫‪-‬‬

‫للقاضي التدخل وذلك من أجل إعفاء المستهلك من هذا الشرط التعسفي أو على األقل تعديله‪.‬‬

You might also like