Professional Documents
Culture Documents
التأمين ظاهرة العصر بامتياز ،نظرا لإليجابيات املهمة التي ينطوي عليها،
على املستوى القانوني واالجتماعي واالقتصادي واملالي ،كما يساعد على تقوية ودعم
مؤسسة العدالة ،وذلك عن طريق تمكين املصابين واملتضررين من التعويضات التي
تساهم بقسط مهم في جبر الضرر
ويعد دور التأمين في املجتمع كبيرا ،إذ يساهم في بت األمان والطمأنينة والثقة
في املستقبل ،حيث يجعل اإلنسان في مأمن من املخاطر واآلفات التي قد تهدده.
ً
كما يعتبر عامال مساعدا على اإلنتاج ،ومحافظا على القوى املنتجة ،ومجاال
خصبا لتجميع رؤوس أموال ضخمة يعاد توظيفها واستثمارها ،بشكل ينعكس إيجابا
على التنمية االقتصادية ككل ،باإلضافة إلى أنه من العوامل امليسرة للحصول على
القروض ،إذ تشترط البنوك وشركات القروض في حالة هالك الش يء الذي تم اقتناؤه
باملبلغ املقترض أو في حالة وفاة املقترض.
ً
وتبعا لذلك ،أصبح عقد التأمين من أكثر العقود التجارية انتشارا في الوقت
الحاضر ،كما أصبحت شركات التأمين من أكبر الشركات وأضخمها في االقتصاديات
الحديثة ،يحتاط بواسطته الشخص من األخطار التي تهدده في شخصه أو ماله أو
تلك التي قد يتسبب فيها للغير.
وبالنظر ملا للتأمين من أهمية فقد أواله املشرع الكثير من العناية تتمثل في
تنظيمه للعالقة بين املؤمن واملؤمن له ،وفي تحديده لوسائل بسط الدولة ملراقبتها
على مؤسسات التأمين ،لذلك يكون للتأمين ارتباط بكل من القانون الخاص (عقد
التأمين) والقانون العام (مراقبة الدولة).
فعلى مستوى العالقة بين املؤمن واملؤمن له لتفادي فرض املؤمن على املؤمن
له شروطا تعسفية أو إعطاؤه ضمانات أقل ما يحب.
وعلى مستوى تسيير مؤسسات التأمين عن طريق فرض أحكام خاصة على
هذه األخيرة أن تتبعها في ضبط حساباتها ،وفي تقدير التزاماتها ،وفي الوفاء بهذه
االلتزامات عن طريق بسط مراقبتها املالية على هذه املؤسسات ضمانا لحقوق املؤمن
لهم وحماية لالقتصاد الوطني.
ولم يعرف املغرب مدونة تجمع بين دفتيها كل املقتضيات املتعلقة بالتأمين
البري إال في 1أكتوبر 9339التي جاءت لتنسخ كل القوانين األخرى املتعلقة
بالقطاع.
وقد قسمت مدونة التأمينات إلى خمس كتب ،األول يتعلق بعقد التأمين
والثاني التأمينات اإلجبارية ،والثالث مقاوالت التأمين وإعادة التأمين ،والرابع عرض
عمليات التأمين ،والخامس أحكام مختلفة وانتقالية ،وقد عدلت هذه املدونة عدة
مرات ،آخرها بموجب القانون رقم .21.32
لكي نعطي تعريفا للتأمين ،يجب أن نميز بين العناصر التالية :التأمين ،ثم
عملية التأمين.
ويقصد بالتأمين كونه "نشاط يقوم على فكرة ضمان املخاطر التي تتهدد الغير،
وتمارسه مؤسسة قائمة لهذا الغرض".
كما يقوم التأمين عموما على ثالثة عناصر :وجود الخطر املؤمن ضده ثم
قسط التأمين ثم أداء املؤمن .
فعملية التأمين تعني "مجموع الخطوات التقنية واملالية التي يكون على
املؤمن أن يعتمدها من أجل ممارسة نشاطه".
وبتعبير أخر فعملية التأمين تجسد الجانب التقني أو الفني في التأمين ،إذ
أن هذا األخير ليس إال تلك العملية التي تقوم على تجميع مجموعة من األشخاص
لكي يساهموا بواسطة األقساط التي يؤدونها في تغطية الخسائر التي تصيب بعضهم،
وذلك عبر اعتماد فكرة التعاضد.
وينقسم التأمين بالنظر إلى شكل الهيئة التي تتواله ،إلى تأمينات ذات القسط
الثابت ،وتأمينات ذات قسط متغير ،كما ينقسم من الجانب املوضوعي إلى تأمينات
بحرية ،وتأمينات جوية وإلى تأمينات برية وإلى تأمينات اجتماعية وتأمينات خاصة.
ينقسم التأمين من حيث الشكل إلى تأمين تعاوني (تعاضدي) وتأمين باألقساط
الثابتة (التأمين التجاري)؛ ومن حيث املوضوع إلى تأمين اجتماعي وتأمين خاص ومن
جهة ثانية إلى تأمين بري وتأمين جوي وتأمين بحري ،ومن جهة ثالثة إلى تأمين عن
األضرار وتأمين على األشخاص.
ينقسم التأمين من حيث الشكل إلى تأمين تعاضدي أو تعاوني وإلى تامين
تجاري.
كما يتميز التأمين التعاضدي بوجود التعاضد بين األعضاء ،وهوما يتمثل في
توزيع فائض املداخيل وفق شروط محددة في النظام األساس ي لكل الشركات
التعاضد.