You are on page 1of 5

‫المحاضرة األولى التامين‬

‫التأمين ظاهرة العصر بامتياز‪ ،‬نظرا لإليجابيات املهمة التي ينطوي عليها‪،‬‬
‫على املستوى القانوني واالجتماعي واالقتصادي واملالي‪ ،‬كما يساعد على تقوية ودعم‬
‫مؤسسة العدالة‪ ،‬وذلك عن طريق تمكين املصابين واملتضررين من التعويضات التي‬
‫تساهم بقسط مهم في جبر الضرر‬

‫ويعد دور التأمين في املجتمع كبيرا‪ ،‬إذ يساهم في بت األمان والطمأنينة والثقة‬
‫في املستقبل‪ ،‬حيث يجعل اإلنسان في مأمن من املخاطر واآلفات التي قد تهدده‪.‬‬
‫ً‬
‫كما يعتبر عامال مساعدا على اإلنتاج‪ ،‬ومحافظا على القوى املنتجة‪ ،‬ومجاال‬
‫خصبا لتجميع رؤوس أموال ضخمة يعاد توظيفها واستثمارها‪ ،‬بشكل ينعكس إيجابا‬
‫على التنمية االقتصادية ككل‪ ،‬باإلضافة إلى أنه من العوامل امليسرة للحصول على‬
‫القروض‪ ،‬إذ تشترط البنوك وشركات القروض في حالة هالك الش يء الذي تم اقتناؤه‬
‫باملبلغ املقترض أو في حالة وفاة املقترض‪.‬‬
‫ً‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬أصبح عقد التأمين من أكثر العقود التجارية انتشارا في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬كما أصبحت شركات التأمين من أكبر الشركات وأضخمها في االقتصاديات‬
‫الحديثة‪ ،‬يحتاط بواسطته الشخص من األخطار التي تهدده في شخصه أو ماله أو‬
‫تلك التي قد يتسبب فيها للغير‪.‬‬

‫وبالنظر ملا للتأمين من أهمية فقد أواله املشرع الكثير من العناية تتمثل في‬
‫تنظيمه للعالقة بين املؤمن واملؤمن له‪ ،‬وفي تحديده لوسائل بسط الدولة ملراقبتها‬
‫على مؤسسات التأمين‪ ،‬لذلك يكون للتأمين ارتباط بكل من القانون الخاص (عقد‬
‫التأمين) والقانون العام (مراقبة الدولة)‪.‬‬

‫فعلى مستوى العالقة بين املؤمن واملؤمن له لتفادي فرض املؤمن على املؤمن‬
‫له شروطا تعسفية أو إعطاؤه ضمانات أقل ما يحب‪.‬‬

‫وعلى مستوى تسيير مؤسسات التأمين عن طريق فرض أحكام خاصة على‬
‫هذه األخيرة أن تتبعها في ضبط حساباتها‪ ،‬وفي تقدير التزاماتها‪ ،‬وفي الوفاء بهذه‬
‫االلتزامات عن طريق بسط مراقبتها املالية على هذه املؤسسات ضمانا لحقوق املؤمن‬
‫لهم وحماية لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وفيما يخص النظام القانوني للتأمين باملغرب‪ ،‬فالقانون املؤرخ في ‪ 13‬مارس‬


‫‪ 3131‬واملتعلق بالتجارة البحرية‪ ،‬قد كان القانون املعمول به على عمليات التأمين‪،‬‬
‫وامتد ذلك إلى أن تم إصدار مجموعة من التشريعات املتعلقة بالتأمينات البرية‪،‬‬
‫ويعد من أهمها ظهير ‪ 13‬أكتوبر ‪ 3193‬املتعلق بالشركات أو صناديق‬
‫التعاضديات الفالحية للتأمين‪ ،‬والقرار الصادر في ‪ 92‬نونبر ‪ 3111‬املتعلق بعقد‬
‫التأمين‪ ،‬وكان هذا القرار األخير نسخة طبق األصل للقانون الفرنس ي املؤرخ في ‪31‬‬
‫يوليوز ‪.3113‬‬

‫ولم يعرف املغرب مدونة تجمع بين دفتيها كل املقتضيات املتعلقة بالتأمين‬
‫البري إال في ‪ 1‬أكتوبر ‪9339‬التي جاءت لتنسخ كل القوانين األخرى املتعلقة‬
‫بالقطاع‪.‬‬
‫وقد قسمت مدونة التأمينات إلى خمس كتب‪ ،‬األول يتعلق بعقد التأمين‬
‫والثاني التأمينات اإلجبارية‪ ،‬والثالث مقاوالت التأمين وإعادة التأمين‪ ،‬والرابع عرض‬
‫عمليات التأمين‪ ،‬والخامس أحكام مختلفة وانتقالية‪ ،‬وقد عدلت هذه املدونة عدة‬
‫مرات‪ ،‬آخرها بموجب القانون رقم ‪.21.32‬‬

‫لذلك سنتأول بالدرس والتحليل املحاور اآلتية‪:‬‬

‫أحكام التأمين بشكل عام من خالل التطرق لكل من التقسيم املوضوعي‬


‫والشكلي للتأمين‪ ،‬والتطرق كذلك ألنواع التأمين‪ ،‬والتطرق ألركان التأمين ‪.‬‬

‫لكي نعطي تعريفا للتأمين‪ ،‬يجب أن نميز بين العناصر التالية‪ :‬التأمين‪ ،‬ثم‬
‫عملية التأمين‪.‬‬
‫ويقصد بالتأمين كونه "نشاط يقوم على فكرة ضمان املخاطر التي تتهدد الغير‪،‬‬
‫وتمارسه مؤسسة قائمة لهذا الغرض"‪.‬‬
‫كما يقوم التأمين عموما على ثالثة عناصر‪ :‬وجود الخطر املؤمن ضده ثم‬
‫قسط التأمين ثم أداء املؤمن ‪.‬‬
‫فعملية التأمين تعني "مجموع الخطوات التقنية واملالية التي يكون على‬
‫املؤمن أن يعتمدها من أجل ممارسة نشاطه"‪.‬‬
‫وبتعبير أخر فعملية التأمين تجسد الجانب التقني أو الفني في التأمين‪ ،‬إذ‬
‫أن هذا األخير ليس إال تلك العملية التي تقوم على تجميع مجموعة من األشخاص‬
‫لكي يساهموا بواسطة األقساط التي يؤدونها في تغطية الخسائر التي تصيب بعضهم‪،‬‬
‫وذلك عبر اعتماد فكرة التعاضد‪.‬‬
‫وينقسم التأمين بالنظر إلى شكل الهيئة التي تتواله‪ ،‬إلى تأمينات ذات القسط‬
‫الثابت‪ ،‬وتأمينات ذات قسط متغير‪ ،‬كما ينقسم من الجانب املوضوعي إلى تأمينات‬
‫بحرية‪ ،‬وتأمينات جوية وإلى تأمينات برية وإلى تأمينات اجتماعية وتأمينات خاصة‪.‬‬

‫التقسيم الشكلي واملوضوعي للتامين‬

‫ينقسم التأمين من حيث الشكل إلى تأمين تعاوني (تعاضدي) وتأمين باألقساط‬
‫الثابتة (التأمين التجاري)؛ ومن حيث املوضوع إلى تأمين اجتماعي وتأمين خاص ومن‬
‫جهة ثانية إلى تأمين بري وتأمين جوي وتأمين بحري‪ ،‬ومن جهة ثالثة إلى تأمين عن‬
‫األضرار وتأمين على األشخاص‪.‬‬

‫‪ -‬التقسيم الشكلي للتامين‬

‫ينقسم التأمين من حيث الشكل إلى تأمين تعاضدي أو تعاوني وإلى تامين‬
‫تجاري‪.‬‬

‫التامين التعاوني( التعاضدي)‬

‫يقوم التأمين التعاوني (التعاضدي) على شكل الشركات التعاضدية للتأمين‪،‬‬


‫وهي شركات ال تستهدف الربح‪ ،‬بحيث تضمن ألعضائها والذين يدعون بالشركاء‪،‬‬
‫مقابل دفع اشتراك ثابت أو متغير الوفاء الكامل بالتزاماتها في حالة وقوع األخطار التي‬
‫تعهدت بتحملها ‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من التأمين‪:‬‬


‫بأن كل عضو فيه يقوم بدور املؤمن واملؤمن له في نفس الوقت‪ ،‬لذلك فإن‬
‫التأمين التعاضدي التعاوني ال يهدف إلى تحقيق الربح ألعضائه‪ ،‬وإنما إلى توزيع‬
‫األضرار التي تلحق على مجموع املنخرطين‪.‬‬

‫كما يتميز التأمين التعاضدي بوجود التعاضد بين األعضاء‪ ،‬وهوما يتمثل في‬
‫توزيع فائض املداخيل وفق شروط محددة في النظام األساس ي لكل الشركات‬
‫التعاضد‪.‬‬

You might also like