Professional Documents
Culture Documents
التأمين أو ِن َظ اُم التأمين أو الَّض َم ان هو وسيلٌة ِلُم واجهة المخاطر التي يتعَّر ض لها اإلنسان في كيانه أو أمواله أثناء فترة
حياته في سبيل التخفيف من وطأتها .جوهُر هذه الوسيلة هو التعاون الذي يتحقق باشتراك األشخاص الُم عَّر ضين ِل ذات الخطر
في ُم واجهة اآلثار التي تنجم عن تحقيقه بالنسبة ِل بعضهم ،وذلك بدفع كل منهم الشتراك أو لقسٍط ،وُت جَّم ع المبالغ الُم تحِّص لة
ُث َّم ُت وَّز ع على من تحُّل بهم الكارثة .وبهذا ُت حقق آثار الكارثة على الُم شتركين في تحقيق هذا التعاون ]3[.فالتأمين هو واقٌع
عملّي ،وهو من أفضل الوسائل التي ُت مِّكُن اإلنسان من التخفيف من آثار الكوارث ،سواء وقعت هذه الكوارث بفعل الشخص
نفسه ،بتقصيٍر منُه أو بإهماله ،أو ِب فعل الغير .وهو وسيلُة األمان التي تتفق وروح العصر الحديث الذي كُث رت فيه ُم تطلبات
[]3
الحياة وازداد فيه خطر اآللة وأصبحت مخاطر التطّو ر فيه واضحة.
كانت فعالَّي ة التأمين ،باعتباره الوسيلة الحديثة ِلُم واجهة المخاطر وما ُت رتبُه من آثار ،هي السبب األبرز الذي أَّد ى إلى ازدهاره،
وتنُّو ع مجاالته ،وتطُّو ره ،وامتداده إلى المجاالت الُم ختلفة ،لُي ؤمن األفراد من ُكِّل خطٍر يتعَّر ضون له سواء في أموالهم أو
أشخاصهم .وفعالَّي ة التأمين أيًض ا أَّد ت إلى قيام بعض الُد ول ِب فرض بعض أنواعه ضماًن ا ِلُح صول بعُض فئات الشعب على
[]3
تعويٍض عن ُو قوع حادٍث ُم عَّي ن.
ونظاُم التأمين يفترض ُو جود أداة قانونَّي ة ُت نِّظ م عالقة الُم ؤِّم ن بالُم ؤَّم ن لهم ،هي عقُد التأمين .غير أَّن التأمين ال يقتصر على
هذا الجانب ،فالتأمين باإلضافة إلى ذلك عملَّي ة فنَّي ة تستعين فيها شركاُت التأمين بوسائل فنَّي ة حَّت ى تتمَّكن من تحقيق
أهدافها في تغطية ما يقع من مخاطر ،فهي تستعمل العناصر الفنَّي ة الاَّل زمة إِل دارة عملَّي ات التأمين ،كالقواعد الُم ستمَّد ة من علم
اإلحصاء وِن ظام الُم قاَّص ة بين المخاطر وتطبيق قانون الِك ثرة ،إضافًة إلى قواعد اإلدارة المالَّي ة .وبذلك تتمَّكن من تحقيق هدف
تغطية المخاطر التي ُت حيق بالُم ؤَّم ن لهم ،وفي ذات الوقت
تأمين يتمَّكن الُم ؤِّم ن -شركة التأمين -من إدارة مشروع التأمين بما
ُي حقق أغراضه االستثمارَّي ةِ ،ل ُي جني بعض الربح وُي ساهم في
[]4
تحقيق أغراض االقتصاد القومي.
تعريف التأمين
في الُلغة
«الَّت ْأ ِم ْي ُن » ُلغًة من «َأ َّم َن » ،واألمن ضَّد الخوف ،وهو يعني:
ُس كوُن القلب واطمئنانه وثقته .قيلَ« :و َأ ْص ُل اَألْم َط َم ْأ ِن ْي َن ُة
ِن
ُة ُل
الَّن ْف ِس َو َز َو ا الَخ ْو ِف َ ،و اَألْم ُن َو اَألَم اَن َو اَألَم اُن ِف ي اَألْص ِل
َم َص اِد رَ ،و ُي ْج َج ُل اَألَم اُن َت اَر ًة اْس ًم ا ِل ْلَح اَلِة اَلِت ي َي ُكوُن َع َلْي َه ا
[]5
اِإل ْن َس اُن ِف ي اَألْم ِن َ ،و َت اَر ًة اْس ًم ا ِلَم ا ُي َؤ َّم ُن َع َلْي ِه اِإل ْن َس اُن ».
[]6
وهو ُي جمُع على َت ْأ ِم ْي َنات.
التعريفات الفقهَّي ة
تعَّد دت التعريفات الفقهَّي ة للتأمين واختلفت فيما بينها.
ويرجع ذلك بصفٍة أساسَّي ٍة إلى أَّن التأمين ينطوي على
جانبين ،الجانب األَّو ل قانوني ،واآلخر فني .فمن الُف قهاء من
رَّكز على الجانب األَّو ل ُم برًز ا أداة التأمين القانونَّي ة ،أي عقد
التأمين ،ومنهم من رَّكز على الجانب الفني للتأمين على
حساب جانبه القانوني .فيما يذهب جمهور الُف قهاء إلى أَّن
التعريف الدقيق للتأمين يجب أن يتعَّر ض ِل جانبيه القانوني
والفني ،وإاَّل كان تعريًف ا ناقًص ا .والجانب القانوني للتأمين
يتمَّث ل في العالقة بين الُم ؤِّم ن والُم ؤَّم ن له ،والتي تنشأ عن
عقد التأمين الذي يربط بينهما .وهذه العالقة تفترض أَّن
معلومات عامة ُه ناك خطًر ا ،أو حادًث اُ ،ي خشى ُو قوعه للُم ؤَّم ن لُه .فيسعى هذا
األخير ِل تأمين نفسه من هذا الخطر ،أو الحادث ،وذلك عن
صنف فرعي منتج مالي طريق التعاقد مع الُم ؤّم ن .وهو عادًة شركة التأمين .الذي
يلتزم بتغطية هذا الخطر عند وقوعه ،مقابل قسٍط ُم عَّي ٍن
خدمات من يلتزم ِب دفعه المؤَّم ن له ]7[.أَّم ا الجانب الفني للتأمين،
فيتجاوز تلك العالقة الفردَّي ة ،ويتمَّث ل في اُألسس الفنَّي ة
مالية التي يستند إليها الُم ؤّم ن في تغطية الخطر .ذلك أَّن الُم ؤِّم ن
تخفيف بيئي عند قيامه بتغطية الخطر الُم ؤَّم ن منُه ال يقبل ذلك على وجه
[]8
الُم ضاربة ،وإاَّل أصبح التأمين عملَّي ة ُم قامرة أو ُم راهنة،
وكان عقًد ا غير مشروع ،وإَّن ما تقوم شركة التأمين بالتعاقد
مع عدٍد كبيٍر من الُم ؤَّم ن لهم وتتقاضى من ُكٍّل منهم قسًط ا
القطاع جزء من ُم عيًنا بحيُث أَّن ُه عند تحقق الخطر أِل حدهم ،تقوم الشركة
ِب تعويضه بمجموعة األقساط التي تتقاضاها من سائر الُم ؤَّم ن
الرباعي لهم .وتقوم الشركة عند تحديد القسط الواجب على الُم ؤَّم ن
له دفعه باالستعانة ِب قوانين اإلحصاء ،بحيُث ُي مكُن تحديده
لالقتصاد[]1
بدَّق ة على نحٍو ال ُي عِّر ضها للِخ سارة أو ِل خطٍر جسيٍم .وُم ؤّد ى
إدارة ذلك أَّن عملَّي ة التأمين تقوُم على تعاون الُم ؤَّم ن لهم ِلُم واجهة
األخطار التي يتعرضون لها ،ويكون دوُر الُم ؤِّم ن إدارة هذا
المخاطر التعاون وتنظيمه ،استناًد ا إلى اُألسس الفنَّي ة وقوانين
اإلحصاء ]7[.ومن ُه نا ُي مكُن ُم الحظة ما يؤخذ على الكثير من
)Natoli (en المؤثر عَّر ف الفقيه الفرنسي مارسيل فرديناند پالنيول التأمين بأَّن ُه
«عقٌد يتعَّه د ِب ُم قتضاُه شخٌص ُي سّم ى الُم ؤِّم ن أن ُي عِّو ض
[]2 شخًص ا آخر ُي سَّم ى الُم ؤَّم ن لُه عن خسارٍة احتمالَّي ٍة يتعَّر ُض
لها هذا األخيرُ ،م قابل مبلٍغ من الُنقود هو القسط الذي يقوم
insurance وسم الُم ؤّم ن له بدفعه إلى الُم ؤِّم ن» ]1 [ْ.وذهب جانٌب من الفقه
المصري في تعريف التأمين بأَّن ُه «عقٌد يأُخ ُذ فيِه الُم ؤِّم ن على
عاتقِه طائفة ُم عَّي نة من األخطار ،يخشى العاقدان ُو قوعها،
ويرغب الُم ستأمن أاَّل يتحَّم لها ُم نفرًد ا ،في ُم قابل جعل ُي سّم ى
insurance ممثلة بـ قسط التأمين أو االشتراك يدفعُه الُم ستأمن» ]9[.وقد ُأ خذ
)type (en على هذين التعريفين وما شابههما ،النظر إلى التأمين من
ناحيته القانونَّي ة فقط باعتباره عقًد ا يتُّم بين شخصين ُه ما
الُم ؤِّم ن والُم ؤَّم ن لُه ،وإغفاله الناحية الفنَّي ة للتأمين واُألسس
الفنَّي ة التي تقوم عليها عملَّي ة التأمين ،وعدم إبرازه لفكرة
التعاون بين الُم ؤَّم ن لهم .كما ُأ خذ على هذا التعريف أيًض ا أَّن ُه
ليس تعريًف ا جامًع ا ،فهو ُي قِّي ُم التأمين على أساس أَّن ُه يؤّد ي
تاريخ تاريخ هذا إلى تعويض الُم ؤَّم ن لُه عن خسارٍة احتمالَّي ٍة ،فهذا الوصف ال
التأمين الموضوع يصدق إاَّل على التأمين من األضرار ،كالتأمين ضَّد الحريق أو
[]7
ضَّد السرقة.
خبير تسوية يمارسها وأراد بعض الفقهاء وضع تعريٍف للتأمين يجمع بين جانبيه
الفني والقانوني ،فعَّر فوه بأَّن ُه « :عملَّي ة فنَّي ة ُت زاولها هيئاٌت
المطالبات ُم نظمٌة ُم همتها جمع أكبر عدٍد ُم مكن من المخاطر الُم تشابهة،
التعريفات التشريعَّي ة
ُي قصُد بالتعريف التشريعي للتأمين ذلك التعريف الذي وضعُه الُم شرعون في دولٍة ما ،لذا فهو قد يختلف شكاًل بين دولٍة
وُأ خرى ،دون أن يختلف جوهًر ا .فالفرق بين تعريف الُم شّر ع المصري والُم شّر ع الُلبناني للتأمين على سبيل الِم ثال يكمن في
الُم صطلحات الُم ستخدمة .فالُم شِّر ع الُلبناني يستخدم ُم صطلح «الضمان» بداًل من «التأمين» ،و«الضامن» بداًل من «المؤِّم ن»،
و«المضمون» بداًل من «الُم ؤَّم ن لُه » .وُي راعى أَّن السائد في القوانين العربَّي ة استخدام ُم صطلح التأمين ،ومؤِّم ن وُم ؤَّم ن ل .
ُه []13
التاريخ
ُت شيُر الدالئل والُم كتشفات األثرَّي ة إلى أَّن بعض الُت َّج ار الُق دماء في بابل والصين اتبعوا أشكااًل من نظام نقل أو توزيع المخاطر
ُم نُذ األلفيتين الثالثة والثانية قبل الميالد ]3 [ْ.فالُت َّج ار الصينّي ون الُم تنقلون الذين كانوا ُي سافرون عبر مجاري النهر السريعة
الخطيرة ،كانوا ُي وزعون سلعهم في ُس فٍن عديدٍة للحد من الخسارة بحال انقلبت السفينة أو غرقت أو ُس رقت .وطَّو ر البابلّي ون
نظاًم ا للضمان ورد ِذ كره في شريعة حمورابي الشهيرة حوالي سنة 1750ق.م ،كان ُي طَّب ُق في بالد ما بين النهرين وفي بعض
ُبلدان حوض البحر الُم توِّس ط .ووفًق ا ِل هذا النظام ،فقد كان يحُّق للتاجر الذي استلف مبلًغ ا من المال ِل تمويل تجارته أن يدفع
للدائن مبلًغ ا إضافًّي ا ِل قاء ضمانة األخير أن ُي لغي القرض بحال ضاعت ُح مولة البضائع أو ُس رقت في البحر.
وفي األلفَّي ة األولى ق.م ،ابتكر أبناء جزيرة رودس نظاًم ا تأمينًّي ا ُع رف باسم «الُم توّس ط العام» ،بحيُث كانت مجموعٌة من
الُت َّج ار تدفُع مبلًغ ا من المال ِل ضمان شحن بضائعها في ذات الوقت في السفينة ذاتها .وكانت األقساط المجموعة ُت ستخدم
ْ[ ]4
إِل يفاء ُد يون أي تاجٍر تضررت بضائعه ،أو ُف قدت أثناء الشحن ،سواء أكان السبب عاصفة أم الغرق.
ابُت كرت ُع قوُد التأمين الخاَّص ة أو الُم نفصلة (مثل بوليصات التأمين غير الُم ثقلة بالُق روض أو الُد يون أو أي شكٍل آخر من أشكال
الُع قود) في ُج مهورَّي ة جنوة ِخ الل القرن الَّر ابع عشر الميالدّي ،وأَّو ُل عقد تأميٍن مكتوب معروف فيها يرجُع إلى سنة 1347م.
وفي القرن التالي تطَّو رت فكرة التأمين تطُو ًر ا ملحوًظ ا ،وانتشرت بين ُت َّج ار الُم دن اإليطالَّي ة ،واختلفت أقساطها اختالًف ا
حدسًّي ا باختالف المخاطر الُم توقعة ]5 [ْ.سمحت ُع قوُد التأمين الحديثة هذه بفصل التأمين عن االستثمار ألَّو ل مَّر ة في
التاريخ ،وقد أثبت هذا الفصل جدواه بدايًة بالتأمين البحري.
من الُم سَّلم به بين الُش َّر اح أَّن التأمين البحري كان أَّو ل صورة ظهرت للتأمين الحديث بمعناه الساِل ف الِذ كر ،وذلك في القرن
الَّر ابع عشر الميالدّي إثر ازدهار التجارة البحرَّي ة وانتشارها بين الُم دن اإليطالَّي ة وُد ول حوض البحر الُم توِّس ط .ويرجع انتشار
التأمين البحري إلى عقد القرض البحري الُم سّم ى «عقد المخاطر الجسيمة» .وهو نوٌع من الُع قود كان ذائًع ا من قبل في روما
وأثينا .وِب ُم قتضى هذا العقد يقترض صاحب السفينة مبلًغ ا من المال إِل صالحها وتجهيزها ،أو يحصل ِب ُم قتضاه صاحب الشحنة
على مبلٍغ يوفي به ثمن البضاعة التي تتكَّو ن منها الشحنة ،وتكون السفينة أو شحنتها في الحالتين ضامنة السترداد مبلغ
القرض وفوائده .ويتضَّم ن هذا االتفاق أيًض ا شرًط ا يقضي بأَّن ُه إذا غرقت السفينة أو أصاب ُش حنتها تلف ،ال يسترد الُم قرض
شيًئ ا ،أَّم ا إذا وصلت سالمة ،التزم الُم قترض ِب رد مبلغ القرض مع فائدته الباهظة ]18[.غير أَّن الكنيسة الكاثوليكَّي ة اعتبرت أَّن
هذا العقد غير شرعي ِل ما يتضَّم نه من فوائد ُم حَّر مة في العقيدة المسيحَّي ة ،فحَّر مت اشتراط الفائدة في جميع الُق روض ومنها
القرض البحري ،وقد تَّم ذلك بُم قتضى مرسوٍم من البابا گريگوري الَّت اسع سنة 1234م ]6 [ْ.أَّد ت فتوى الكنيسة ساِل فة الِذ كر إلى
ُظ هور نظاٍم جديد ،يقترب إلى حٍد بعيٍد من عقد التأمين بمعناه الحاليِ ،لُم واجهة المخاطر البحرَّي ة .وقد تمَّث ل هذا النظام في
عقد بيٍع ُم عَّلق على شرٍط فاسخ ِب ُم قتضاه يَّت فق شخص على شراء السفينة وما عليها من البضاعة ِب ثمٍن يدفعُه هذا الُم شتري
(الُم ؤِّم ن) إذا لم تصل البضاعة سالمة ،وهذا العقد كان يتضَّم ن شرًط ا فاسًخ اِ ،ب ُم قتضاُه يكوُن البيُع مفسوًخ ا إذا وصلت السفينة
ِل ميناء الُو صول ،مع تعُّه د صاحب السفينة ،وهو في نفس الوقت البائع والُم ؤَّم ن لُه ،بدفع مبلٍغ ُم عَّي ٍن للُم شتري ُم قابل تحُّم لُه هذه
الُم خاطرة .ويرى الُش َّر اح أَّن عناصر عقد التأمين األساسَّي ة قد ُو جدت ِخ الل تطُّو ر هذه العملَّي ة ،فُه ناك العوض المالي الذي يجب
[]19
دفعه عند ُو قوع الكارثة ،وُه ناك الِق سط وهو ُم قابل تحُّم ل الخطر ،وكذلك الخطر الُم ؤَّم ن منُه .
أَّم ا فيما يتعَّلق بالتأمين البّر ي فقد تأَّخ ر ُظ هوره إلى القرن الَّس ابع عشر الميالدّي .ففي هذا القرن ،وتحديًد ا سنة 1666م ،اندلع
حريٌق هائٌل في لندن دَّم ر كاتدرائَّي ة القّد يس بولس الكبيرة و 89كنيسة وأكثر من 13,000منزل .ولم توجد أي وسيلة
ِل تعويض الخسائر الناجمة عن هذا الحريق .وقد دفع هذا إلى ُظ هور الحاجة إلى التأمين البّر ي ،فظهرت صورته األولى في شكل
التأمين ضَّد الحريق ،وقد أشار الُم هندس السير كريستوفر رن إلى تخصيصه موقًع ا «ِل مكتٍب تأميني» في مخطوطة إعادة
إعمارها سنة 1667م ]7 [ْ.بعد ذلك جرت عَّد ة ُم حاوالت لوضع نظاٍم تأمينّي ُم عين ،يقي الناس من خطر الحرائق ،إاَّل أَّن أًّي ا
منها لم ُي كتب له النجاح ،ولكن في سنة 1681م أقدم االقتصادي ِن قوال باربون على تأسيس أَّو ل شركة تأمين ضَّد الحريق
بالتعاون مع أحد عشر شخًص ا ،وُأ طلق عليها تسميه «مكتب التأمين للُد ور» (باإلنگليزَّي ةThe Insurance Office for :
،)Housesوأبرم حوالي 5,000صاحب منزل عقوًد ا معها ]8 [ْ.ومن إنگلترا انطلقت فكرة التأمين ضَّد الحريق إلى كثيٍر من
الُب لدان منها فرنسا ،والتي تكَّو نت فيها أَّو ل شركة ِل تأمين مخاطر الحريق في سنة 1750م .وُي الحظ أَّن التأمين ضَّد خطر
الحريق كان في البداية مقصوًر ا على العقارات فقط دون المنقوالت ،ولكن تطّو ر األمر أّد ى إلى شمله إَّي اها أيًض ا .وشهدت نهاية
القرن الثامن عشر الميالدّي انتشار التأمين ضَّد الحريق في البالد األوروپَّي ة واألمريكَّي ة ِب كاَّف ة خصائصه القانونَّي ة والفنَّي ة
[]20
المعروف بها اآلن.
مقهى لويد ،أَّو ُل شركات التأمين البحرّي .
ترافق ُظ هور أولى شركات التأمين مع أولى الُم خططات التأمينَّي ة لالكتتاب بواسطة رؤوس األموال االستثمارَّي ة .وبُح لول
أواخر القرن الَّس ابع عشر ،أَّد ى تنامي أهمَّي ة لندن كمركٍز تجارٍّي عالمّي إلى ارتفاع الطلب على التأمين البحري .وفي أواخر عقد
الثمانينَّي ات من القرن سالف الِذ كر ،افتتح إدوارد لويد مقهًى أصبح فيما بعد ُم لتقى جميع الُف رقاء العاملين في التجارة البحرَّي ة
والشحن ،والراغبين بتأمين بضائعهم وُس فنهم ،وأولئك الُم ستعدين للُم وافقة على الُد خول في مثل هذه المشاريع .أَّد ت هذه
البدايات الُم تواضعة الالرسمَّي ة إلى تأسيس سوٍق ائتمانَّي ةُ ،ع رفت ُم نُذ ذلك الوقت باسم «لويدز لندن» (باإلنگليزَّي ةLloyd's :
ْ[ ]9
،)of Londonوعَّد ة شركات ومشاريع تأمين وشحن ُأ خرى ُم رتبطة بها.
أَّم ا التأمين على الحياة فقد تأَّخ ر في الُظ هور نظًر ا العتباره في البداية عماًل ُم نافًي ا لألخالق والدين المسيحّي ونوًع ا من
الُم قامرة على حياة اإلنسان .لذلك فقد حَّر مه الُم شِّر عون في الكثير من أنحاء أوروَّپ ا ،وُح ِّر م في فرنسا باألمر الذي أصدرُه
الملك لويس الَّر ابع عشر سنة 1681م ]20[.غير أَّن ُه في القرن الثامن عشر بدأت تظهر اإلحصاءات الخاَّص ة ِب الوفاة مَّم ا أمكن
معه تحديد درجة احتمال خطر الوفاة ]21[،وبذلك أصبح من الُم مكن تحديد قسط التأمين على ُأ سٍس علمَّي ٍة وفنَّي ٍة ،بعد أن
كانت نوًع ا من الُم قامرة ،وأَّد ى ذلك إلى ُظ هور التأمين على الحياة .وكانت أَّو ل شركة تأمين من هذا النوع في إنگلترا هي
«مكتب الُم جتمع الُم تحاب للتأمين الدائم» (باإلنگليزَّي ة،)Amicable Society for a Perpetual Assurance Office :
وقد تأسست سنة 1706م على يد القس ِو ليم طالبوت والسير طوماس أالن ]11 [ْ]10 [ْ.وفي سنة 1762م ،أسس إدوارد رو
موريس شركة تأميٍن ُأ خرى هي «ُم جتمع تأمين الحياة الُم نصف» (باإلنگليزَّي ةThe Equitable Life Assurance :
.)Societyوظهرت أَّو ل شركة فرنسَّي ة للتأمين على الحياة سنة 1787م ،وكان اسمها «الشركة الملكَّي ة للتأمين» (بالفرنسية:
)Compagnie Royale d’assurances .وُم نُذ ذلك التاريخ ومع تقّد م ُأ سس اإلحصاء التي ُي عتمد عليها في تحديد درجة
[]20
احتمال خطر الوفَّي ات وقيمة األقساط ذاع التأمين على الحياة وانتشر.
منشور ُي رِّو ُج ِلقانون التأمين البريطاني ِلسنة
1911م.
أَّم ا التأمين من المسؤولَّي ة فقد ظهر نتيجة التغييرات االقتصادَّي ة ،والتطُّو رات التي أَّد ت إليها الثورة الصناعَّي ة ،وانتشار اآلالت
الميكانيكَّي ة ،والسَّي ارات ،ووسائل النقل البّر ي والبحري والجّو ي .فقد أّد ى هذا التطّو ر إلى زيادة نشاط اإلنسان وتوُّس عه،
وصاحب ذلك كثرة الحوادث ،وكثرة دعاوى المسؤولَّي ة المدنَّي ة عن اإلصابات التي تحدث للغير .ودفع ذلك إلى ُظ هور وتطّو ر
نظام التأمين ضَّد المسؤولَّي ة ،حيُث يؤِّم ن الشخص مسؤولَّي ته الناتجة عن استخدام وسائل المدنَّي ة الحديثة مثل التأمين ضَّد
حوادث السَّي ارات ،والتأمين ضَّد المسؤولَّي ة عن الحوادث التي تقع للُع َّم ال بسبب اآلالت الميكانيكَّي ة وأدوات المدنَّي ة الحديثة،
حيُث يقوُم أصحاب األعمال بالتأمين ضَّد مسؤولَّي تهم بسبب تلك الحوادث ،أو بتأمين ُع َّم الهم ُم باشرًة ضَّد الحوادث التي
يتعَّر ضون لها أثناء قيامهم بعملهم ]20[.وُي الحظ أَّن التأمين ضَّد الحوادث كان في بداية األمر أشبه بالتأمين ضَّد العجز
الُم عاصر ]13 [ْ]12 [ْ.وأَّو ُل الشركات التي قَّد مت تأميًنا ضَّد الحوادث كانت «شركة تأمين ُر َّكاب السكك الحديدَّي ة» (باإلنگليزَّي ة:
،)Railway Passengers Assurance Companyوهي شركٌة إنگليزَّي ٌة تأسست سنة 1848م ِل ضمان األضرار الحاصلة
بسبب ارتفاع نسبة ضحايا القطارات.
بُح لول أواخر القرن التاسع عشر ،أخذت الُح كومات األوروپَّي ة ُت طلق برامًج ا تأمينَّي ة وطنَّي ة ضَّد المرض والعجز ،وكانت ألمانيا
من الُد ول الرائدة في هذا المجال ،إذ كانت قد شرعت في تطبيق مشاريع خيرَّي ة في ُكٍّل من بروسيا وسكسونيا ُم نُذ عقد
األربعينَّي ات من القرن ساِل ف الِذ كر ،وخالل عقد الثمانينَّي ات منه أدخل الُم ستشار أوتو ڤون بسمارك نظام معاشات العجزة،
والتأمين ضَّد الحوادث ،والِر عاية الطبَّي ة ،فشَّكلت هذه اُألسس التي نمت عليها ألمانيا كدولٍة رفاهَّي ة ]15 [ْ]14 [ْ.وفي بريطانيا
ُش ِّر عت عَّد ة قوانين وأنظمة على نحٍو أوسع ِخ الل عهد الُح كومة الليبرالَّي ة سنة 1911م ،ومن أبرزها قانون التأمين الوطني
الذي منح الطبقة الكادحة البريطانَّي ة أَّو ل نظاٍم تأمينٍّي ُم ساهٍم ضَّد المرض والبطالة ]16 [ْ.وِّس َع هذا النظام على نحو ُم كَّث ٍف
ْ[ ]17
بعد الحرب العالمَّي ة الثانية بفضل تقرير بڤريدجِ ،ل تدخل البالد بفضله في عداد ُد ول الرفاهَّي ة.
هذا وقد تطَّو ر التأمين ِخ الل القرن العشرين تطوًر ا هاًّم ا ،وأصبح ُم الزًم ا أِل وجه النشاط اإلنساني الُم ختلفة ،ال سَّي ما في مجال
التأمين ضَّد المسؤولَّي ة ،ومن أهمها تأمين أرباب المهن الُح َّر ة ،كاألطَّب اء والصيادلة والُم هندسين المعماريين والُم حامين وغيرهم،
من المسؤولَّي ة المدنَّي ة الناشئة عن أخطائهم .كما ظهرت صوٌر ُأ خرى للتأمين لم تكن معروفٌة من قبل ،كالتأمين من المخاطر
[]22
الذرَّي ة ،والتأمين من أخطار استخدام الحاسبات اآللَّي ة واإللكترونَّي ة.
أمثلة عن التنظيم التشريعي للتأمين
في مصر
أقدم الُب لدان العربَّي ة اعتماًد ا للتأمين هي مصر .وقد بدأ الُم شّر عون المصرّي ون بتنظيم التأمين البحري في المواد من 173إلى
234من قانون التجارة البحري الصادر سنة 1883م ،والذي حَّل محّله الحًق ا قانون التجارة البحرَّي ة رقم ِ 8ل سنة 1990م.
وفي الُم قابل ظَّلت األنواع اُألخرى من التأمين بال تنظيم تشريعي في القانون المدني القديم ،حَّت ى صدر التقنين المدني الحالي
حيُث ضَّم ن الُم شّر ع هذا التقنين تنظيم عقد التأمين في المواد 747وما بعدها ،وقد تأَّث ر الُم شِّر ع المصري في هذه األحكام
ِب قانون التأمين الفرنسي الَّص ادر في سنة 1930م .هذا وُي راعى أَّن عدم تنظيم عقد التأمين البّر ي قبل ُص دور التقنين المدني
الحالي لم يكن يعني عدم االعتراف ِب نظام التأمين أو بالُع قود التي كانت ُت برم والُم تعِّلقة ِب صور التأمين الُم ختلفة .فقد انتشر
نظام التأمين ُم نُذ وقٍت ُم بكٍر في مصر وُع رضت على القضاء ُم نازعاٍت كثيرٍة تتعَّلق بأنواع التقنين الُم ختلفة ]23[.وكان القضاء
المصري يلجُأ بدايًة في سبيل الفصل في ُم نازعات التأمين إلى القواعد العاَّم ة ،وكان من الطبيعي أن يلجأ أواًل إلى قياس
أحكام التأمين البري على أحكام التأمين البحري التي تضَّم نها قانون التجارة البحرَّي ة .وعلى هذا النحو كانت أحكام التأمين
البحري تمتد إلى التأمين البّر ي وذلك بالقدر الذي يتالءم فيه معها .غير أَّن هذا القياس لم يكن ُم جدًي ا في كثيٍر من األحيان،
نظًر ا ِل ما بين النظامين من فوارق جوهرَّي ة ]24[.لذلك كان القضاء ُي طّب ق القواعد العاَّم ة في االلتزامات والُع قود ِلُم واجهة الُص ور
الُم ختلفة التي لم يكن ُم جدًي ا القياس فيها على التأمين البحري .وقد أعمل القضاء في هذا النطاق القاعدة األساسَّي ة التي
تقضي بأَّن العقد شريعة الُم تعاقدين .هذا وُي الحظ أَّن المشروع التمهيدي للتقنين المدني المصري الحالي كان يتضَّم ن تسًع ا
وتسعين ماَّد ة في التأمين ،وقد حذفت لجنة الُم راجعة بعض المواد التي تتناول أحكاًم ا تفصيلَّي ةُ ،ث َّم رأت لجنة القانون المدني
َّل
ِب مجلس الُش يوخ حذف الكثير من ُن صوص هذا المشروع استناًد ا إلى أَّن تنظيم تفاصيل هذا العقد يتط ب اإلفاضة على نحٍو
يخُّل بتناسق القسم الخاص بالُع قود ،وأَّن عقد التأمين ال يزال في ُع نفوان تطُّو ره ومن األنسب أن تكون تفاصيله بعيدة عن
نطاق التقنين ،وعلى هذا األساس أصبحت المواد التي ُت نظم التأمين في القانون المدني المصري خمًس ا وعشرين ماَّد ة ،األمر
[]25
الذي جعل البعض يصُف التشريع المصري بأَّن ُه تشريٌع ناقص في هذا الُخ صوص.
وقد دعت الحاجة إلى ُص دور بعض التشريعات الخاَّص ة بأنواٍع ُم عَّي نٍة من التأمين جعلها القانون إجبارَّي ة حمايًة ِل بعض الفئات،
ومن ذلك التأمين ضَّد المسؤولَّي ة الناشئة عن حوادث وأمراض المهنة وغيرها من المخاطر االجتماعَّي ة التي تضَّم نتها قوانين
التأمين االجتماعي .ولَّم ا اتسع نشاط شركات التأمين في مصر وازدادت أهمَّي تها على الُم ستوى االقتصادي واالجتماعي ،تدَّخ ل
الُم شِّر ع ِل تنظيم الرقابة واإلشراف على هيئات التأمين ِب قصد الُو قوف على مدى اتباعها لُأل سس التي يقوم عليها التأمين
وحماية ُح قوق الُم ؤَّم ن لهم وُم راقبة مدى وفاء هذه الهيئات ِب تعُه داتها .وقد كان أَّو ل تدخل تشريعي في هذا الصدد بُم قتضى
القانون رقم ِ 92ل سنة 1939م .وفي شهر تّم وز (يوليو) 1960صدر القانون رقم ِ 1961ب تأميم شركات التأمينُ ،ث م تبع ذلك
إنشاء الُم ؤسسة المصرَّي ة العاَّم ة للتأمين ِل تضم جميع شركات التأمين وتنسيق العمل بينها .وعلى أثر سياسة االنفتاح
االقتصادي ُأ تيحت الفرصة للقطاع الخاص للعمل في مجال التأمين من جديد ،واستتبع ذلك ضرورة ُم راقبة التشريعات
الُم نظمة ِل هيئات التأمين والَّر قابة عليها بما يَّت فق والتوُج هات االقتصادَّي ة الجديدة ،فصدر ِل ذلك القانون رقم ِ 119ل سنة 1975م
بشأن شركات التأمين ليُح ل محل القانون رقم ِ 195ل سنة 1959م ،كما صدر قرار رئيس الُج مهورَّي ة رقم ِ 221ل سنة 1976م
بإنشاء الهيئة المصرَّي ة العاَّم ة للتأمين ِل تحل محل المؤسسة العاَّم ة للتأمينُ .ث َّم صدر بعد ذلك القانون رقم ِ 10ل سنة 1981م
الذي ألغى القانون والقرار السابقين وأحَّل محلهما قانوًن ا جديًد ا هو قانون اإلشراف والرقابة على التأمين في مصر ]26[.وفي
ُم نتصف التسعينَّي ات ونتيجة ِلُم تطلبات سياسات اإلصالح االقتصادي وتحرير السوق تَّم تعديل القانون رقم ِ 10ل سنة 1981م
بموجب القانون رقم ِ 91ل سنة 1995م ِل يسمح بُم شاركة أجنبَّي ة ِب نسبة ُ ،%49ث َّم تَّم تعديُل القانون األخير بُم وجب القانون رقم
ِ 156ل سنة 1998م ليسمح بُم شاركة أجنبَّي ة حتى نسبة .%100وأخيًر ا ،فقد صدر القانون رقم ِ 118ل سنة 2008م والذي ألزم
شركات التأمين التي تجمع بين نشاطّي تأمينات الحياة وتأمينات الُم متلكات بأن تفصل بينهم في خالل سنتين من تاريخ
[]27
ُص دور القانون ويجوز مد هذه المهلة لمهلة ُأ خرى بموافقة الهيئة.
في ُلبنان
وفي ُلبنان عرض الُم شِّر ع للضمان البحري في القانون البحري في الماَّد ة 293وما بعدها من هذا القانون .أَّم ا التأمين البّر ي فلم
يوجد له تنظيم تشريعي قبل ُص دور المجموعات القانونَّي ة الحديثة حَّت ى صدر قانون الموجبات والُع قود ،حيُث عرض أِل حكام
الضمان في الباب األَّو ل من الكتاب العاشر .وقد جاء قانون الُم وجبات والُع قود الُلبناني أكثر تفصياًل في هذا الصدد من القانون
المدني المصري ،حيُث تناول األحكام العاَّم ة للتأمين وكيفَّي ة إثبات عقد الضمان وُم وجبات الضامن والمضمون وأسباب الُب طالن
والفسخ ،وتأثير ُم رور الزمن على العقد ،وخصص ُف صواًل للحديث عن ضمان الحريق وضمان الحياة وضمان الحوادث .وقد تأَّث ر
الُم شِّر ع الُلبناني في صياغته للُنصوص ساِل فة الِذ كر ِب قانون التأمين الفرنسي الَّص ادر في سنة 1930م ،هذا باإلضافة إلى تأثره
ببعض القوانين اُألخرى في هذا المجال كالقانون السويسري الصادر في سنة 1908م والقانون األلماني الصادر في ذات
السنة ]26[.وُي الحظ أَّن القانون الُلبناني لم يهتم بالضمان اإلجباري عن طوارئ العمل أو عن أمراض المهنة أو غيرها إاَّل في
مرحلٍة حديثٍة بإصدار قانون الضمان االجتماعي بالمرسوم رقم 13955في 26أيلول (سپتمبر) 1963م .وبُم قتضى هذا
القانون أنشأ الُم شِّر ع الُلبناني ُص ندوًق ا وطنًّي ا للضمان االجتماعي اعُت بر مؤسسًة ُم ستقَّلًة ذات طابٍع اجتماعٍّي ،تتمتع بالشخصَّي ة
المعنوَّي ة وباالستقالل المالي واإلداري .ويُض ُّم هذا الُص ندوق جهة الضمان التي تتعَّلق بضمان اُألمومة ،وطوارئ العمل
واألمراض المهنَّي ة ونظام التعويضات العائلَّي ة ونظام تعويض نهاية الخدمة ]28[.وبذلك بدأ نظام التأمين اإلجباري يدخل في
مجال التشريع الُلبناني ]26[.مع ُم الحظة أَّن هذا الضمان يدخل في إطار الضمان االجتماعي وليس الضمان الخاص الذي يتم
بين األشخاص وشركات التأمين ]26[.أَّم ا بالنسبة للضمان اإلجباري عن حوادث السَّي ارات فالُم الحظ أَّن ُه ُر غم إشارة قانون السير
رقم 76الَّص ادر في 26كانون األَّو ل (ديسمبر) 1967م إلى هذا الضمان بُم قتضى الماَّد ة « 734ب» منه إاَّل أَّن القانون الخاص
بهذا الضمان تأَّخ ر ُص دوره إلى سنة 1977م ،حيُث صدر المرسوم االشتراعي رقم 105في ُ 3ح زيران (يونيو) من تلك السنة،
الخاص بالضمان اإللزامي للمسؤولَّي ة المدنَّي ة عن األضرار الجسدَّي ة التي ُت سببها المركبة البرَّي ة للغير ]30[]29[.ووفًق ا للماَّد ة
الثامنة من المرسوم ،يجب إنشاء مؤسسة خاَّص ة ذات منفعة عاَّم ة ُت عرف باسم «المؤسسة الوطنَّي ة للضمان اإللزامي» تتوّلى
المهام الُم حددة في المرسوم االشتراعي ،غير أَّن القانون الُم نظم للضمان اإللزامي عن حوادث السَّي ارات لم يدخل حِّي ز التنفيذ
إاَّل بعد 26سنة ،وتحديًد ا في 5نيسان (أبريل) 2003م ،بعد إجراء بعض التعديالت عليه ]31[.أَّم ا عن تنظيم عملَّي ات الضمان
واإلشراف على الهيئات القائمة بها ،فقد تأَّخ ر هذا التنظيم أيًض ا في ظل التشريع الُلبناني .فلم يصدر مثل هذا التنظيم إاَّل
بالمرسوم رقم 9812الَّص ادر في 4أَّي ار (مايو) 1968م وذلك بقصد تنظيم هيئات الضمان في ُلبنان .وقد أخضع هذا القانون
أِل حكامه جميع الشركات والجماعات والمؤسسات الُلبنانَّي ة واألجنبَّي ة ،التي ُت زاول أو قد ُت زاول في ُلبنان ُكل أو بعض العملَّي ات
التي تتعَّلق بصفة عاَّم ة بالضمان وإعادة الضمان في كاَّف ة المجاالت التي ذكرها ،سواء اتصلت بضمان الحياة والعجز
والشيخوخة ،وعملَّي ات االستثمار الُم شترك ،أم بعملَّي ات الضمان وإعادة الضمان ضَّد األضرار الناجمة عن أخطار النقل ،وضمان
أجسام السفن البحرَّي ة والجوَّي ة ،أم ِب عملَّي ات الضمان وإعادة الضمان الناجمة عن جميع الحوادث والمسؤولَّي ة المدنَّي ة
والمركبات وطوارئ العمل والحوادث الشخصَّي ة ،وضمان الُق روض وغير ذلك من األخطار التي لم ُي نص عليها صراحًة في هذا
[]26
القانون.
في الُكويت
تأسست شركة الُكويت للتأمين سنة 1960م بموجب المرسوم األميري رقم ِ 7ل ذات السنةِ ،ل تكون بذلك الشركة الرائدة في
مجاالت التأمين الحيوَّي ة ِل قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج العربي .وكان الغرض من تأسيسها القيام بأعمال التأمين
بجميع أنواعه كالتأمين على الحياة والتأمين ضد الحريق والسرقة والحوادث العاَّم ة والتأمين البحري والجوي والتأمين على
السيارات ،وكذلك القيام باستثمار رأس المال والموجودات المنقولة وغير المنقولة بالطريقة التي يقررها مجلس األدارة مع
ُم راعاة أحكام القانون ]32[.وكانت الُكويت قد بدأت في تطبيق أنظمة المعاشات التقاعدَّي ة في 1كانون الثاني (يناير) 1955م
وذلك ضمن نظام الموظفين والتقاعد في الحكومة ،ثم صدر أَّو ل قانون ُم ستقــل للمعاشات بالمرسوم بالقانون رقم ِ 3ل سنة
1960م الذي بــدأ تطبيقـــه في 1نيسان (أبريل) من ذات السنة ،وشمل موظفي الحكومـــة من مدنيين وعسكريين ،ثم تبعه
قانون ُم ستقـــل ِل معاشات وُم كافآت التقاعد للعسكريين الصـادر بالمرسوم بالقانون رقم 27لسنة 1961م والذي بدأ تطبيقه
في 9أيلول (سبتمبر) من ذات السنة .ولم يكن أٌّي من األنظمة السابقة نظامـًـا ُم تكاماًل للتأمينات االجتماعَّي ة حيُث كانـــت
تتنـاول جانبـًــا محدوًد ا منها ُي غطي فئاٍت ُم حَّد دٍة هي العاملون فـي الُح كومـــة مــــن الُم عينين على وظائف دائمة
والعسكرّي ون .صدر أَّو ل قانون ُم تكامل للتأمينات االجتماعَّي ة في 1تشرين األَّو ل (أكتوبر) 1976م وذلك باألمر األميري
بالقانون 61للسنة المذكورة وقد ُأ نشئت بموجبه المؤسسة العاَّم ة للتأمينات االجتماعَّي ة ِل تتوّلى تطبيق النظام الصادر به ،وهو
يشمل تأمين الشيخوخة والعجز والمرض والوفاة للعاملين المدنيين في القطاع الحكومــي وفـي القطاعين األهلي والنفطي،
وتأمين الشيخوخة والعجز والمرض والوفاة ِل غير العاملين لدي الغير من الُم شتغلين ِل حسابهم الخاص ومن في ُح كمهم .وقد بدأ
تطبيق القسم األَّو ل من القانون في 1تشرين األَّو ل (أكتوبر) 1977م ،والثاني في 1آذار (مارس) 1981م ،وقد بدأ التطبيق
اختيارًّي ا ِلُم َّد ة خمس سنوات اعتباًر ا من التاريخ المذكورُ ،ث َّم أصبح هذا التأمين إلزامًّي ا اعتباًر ا من 1آذار (مارس) 1986م.
كذلك صدر القانون رقم ِ 11ل سنة 1988م بتطبيــق نظــام التأمينـــات االجتماعَّي ة اختيارًّي ا على الكويتيين العاملين لدي
صاحــب عمل غير ُم خاطب بقانون التأمينات االجتماعَّي ة داخل وخارج الكويت ،وبدأ التطبيـــق في 1تشرين األَّو ل (أكتوبر)
1988م .وفي سنة 1992م صدر القانون رقم ِ 128ب نظام التأمين التكميلي الذي ُع مل به اعتباًر ا من 1كانون الثاني (يناير)
1995م ،حيث اعتبر أنظمة التأمينات ساِل فة الِذ كر مدنَّي ة كانت أو عسكرَّي ة أنظمة أساسَّي ة ُي كملها النظام التكميلي الذي ُي غطي
عناصر الُم رتب التي ال تدخل في مفهوم الُم رتب في التأمين األساسي ،وُي قرر عنها معاًش ا ُي حسب وفًق ا ِل قواعد خاَّص ةُ ،ي ضاف
[]33
إلى المعاش التقاعدي وُي عتبر ُج زًء ا منه.
ُي نظُم التأمين في الواليات الُم تحدة األمريكَّي ة عبر قانون ماكاران -فيرگسون ،المشهور باسم «القانون العام رقم ]21[،»15وهو
قانوٌن فدرالٌّي ُي عفي شركات التأمين من أغلب التنظيمات والقوانين االتحادَّي ة ،بما فيها قوانين ُم كافحة االحتكار الفدرالَّي ة
حَّت ى مقداٍر ُم عَّي ن .وقد تَّم إقراُر هذا القانون سنة 1945م في االجتماع التاسع والسبعين للكونغرس األمريكي وذلك بعد أن
أصدرت المحكمة الُع ليا للواليات الُم تحدة قراًر ا في قضَّي ة الُح كومة ضَّد جمعَّي ة وكالء اإلقليم الجنوبي الشرقي للبالد يقتضي
بالسماح للُح كومة الفدرالَّي ة أن ُت نظم وتضبط عمل شركات التأمين استناًد ا إلى ما نَّص عليه بند التجارة في الُد ستور
األمريكي ]18 [ْ.ويُن ُّص هذا القانون على ُو جوب تقديم شركات التأمين األمريكَّي ة مجموعة من الُم قترحات الدورَّي ة تضمن
تدّخ ل الُح كومة االتحادَّي ة في مجال التأمين ،وإنشاء تحالف الربحي من وكاالت التأمين في ُكِّل واليٍة على حدى ُي دعى
«الجمعَّي ة الوطنَّي ة ِلُم فوضي التأمين» (باإلنگليزَّي ة )National Association of Insurance Commissioners :تعمل
ِب غرض التوفيق بين قوانين وتشريعات البالد الُم ختلفة الُم تعِّلقة بهذا الشأن ]19 [ْ.وأن يجري العمل بالتنسيق مع الُم ؤتمر
الوطني ِلُم شرعي التأمين (باإلنگليزَّي ة )National Conference of Insurance Legislators :الذي يجب عليه كذلك أن
يعمل على التوفيق بين قوانين التأمين في الواليات الُم ختلفة ]20 [ْ.هذا وُي الحظ أَّن التشريعات الُم تعِّلقة بالتأمين بالواليات
الُم تحدة كانت تاريخًّي ا ُت سن من ِق بل ُح كومات الواليات الُم نفردة ،وأَّو ُل ُم فَّو ٍض تأمينّي تَّم تعيينه في نيوهامشير سنة 1851م،
وُم نُذ ذلك الحين ونظاُم التأمين األمريكي في تطوٍر ُم ستمر ]21 [ْ.وفي سنة 2010م ،أصدر الكونغرس قانون «دود فرانك
إلصالح سوق األوراق المالية في وول ستريت وحماية الُم ستهلك» في سبيل الرفع من ُم ستويات الشفافَّي ة والقابلَّي ة للُم ساءلة
في النظام المالي األمريكي ،في ُخ طوٍة اعتبرها البعض ُت مثُل تغييًر ا هاًّم ا في اللوائح المالَّي ة األمريكَّي ة ُم نذ فترة الكساد
الكبير ]34[.وكان ِل هذا القانون تأثيًر ا ملحوًظ ا على نظام التأمين في الواليات الُم تحدة ،إذ ُأ نشئ بموجبه «مكتب التأمين
الفدرالي» التابع ِل وزارة الخزانة ،وُأ نيطت به صالحَّي ة ُم راقبة جميع جوانب أعمال شركات التأمين في سبيل ضبط وتحديد أَّي ة
ثغرات قانونَّي ة وتشريعَّي ة في النظام التنظيمي للوالية حيُث تتمركز تلك الشركة .كما ُأ نشئ ِب موجب هذا القانون مجلس رقابة
االستقرار المالي الُم كَّلف ِب ُم راقبة أسواق الخدمات المالَّي ة ،بما فيها شركات التأمين ،في سبيل تحديد المخاطر التي قد تؤثر
ْ[ ]23 [ْ]22
على االستقرار المالي للواليات الُم تحدة.
أَّد ى إقرار القرار التوجيهي الثالث بشأن الضمان الالحياتي والقرار التوجيهي الثالث بشأن تأمين الحياة سنة 1992م،
ووضعهما موضع التنفيذ سنة 1994م ،أَّد ى إلى خلق سوٍق تأمينَّي ٍة ُم وحدٍة في أوروبا ،بحيُث أصبح باإلمكان ألي شركة تأمين
تحمُل جنسَّي ة أي دولة من الدول األعضاء في االتحاد األوروپي أن تمنح خدماتها ألي شخص ُم قيم فيها بعد أن تستحصل على
اإلذن الالزم من المركز الرئيسي ]24 [ْ.أَّم ا بالنسبة للتأمين في المملكة الُم تحدة فإَّن هيئة الخدمات المالَّي ة تتوّلى تنظيمه ُم نذ
أن حَّلت محل مجلس المعايير العاَّم ة للتأمين سنة 2005م؛ْ[ ]25ومن أبرز القوانين البريطانَّي ة الُم تعِّلقة بالتأمين قانون
شركات التأمين ِل سنة 1973م ونظيره ِل سنة 1982م ]26 [ْ،وقانون سنة 2012م الذي أجرى عَّد ة إصالحات ِل نظام
الضمان ]27 [ْ.وفي فرنسا ،فقد تَّم تجميع األحكام الُم تعِّلقة بالتأمين في تقنيٍن واحٍد سنة 1976م ،وتضَّم ن هذا التقنين
باإلضافة إلى أحكام قانون التأمين الصادر في 13تّم وز (يوليو) 1930م أحكام قانون التأمين البحري الصادر في 3تّم وز
(يوليو) 1967م ،وكذلك كاَّف ة القوانين واللوائح والقرارات الُم تعِّلقة بالتأمين .ويحتوي التقنين الحالي على ثالثة أقسام :األَّو ل
يتضَّم ن األحكام التشريعَّي ة ،والثاني ُي خصص للوائح ،والقسم الثالث يتضَّم ن القرارات الوزارَّي ة في شأن التأمين .وُم نُذ إصدار
تقنين التأمين الفرنسي في سنة 1976م صدرت عَّد ة قوانين أَّد ت إلى تعديل أحكام هذا التقنين .ومن أهم هذه القوانين:
القانون الصادر في 13تّم وز (يوليو) 1982م الخاص بالتعويض عن المخاطر الطبيعَّي ة ،والقانون الصادر في ُ 11ح زيران
(يونيو) 1985م بهدف تدعيم إعالم المؤَّم ن لهم والشفافَّي ة في ُع قود التأمين على الحياة وتكوين األموال ،وقانون 5تّم وز
(يوليو) 1985م الهادف إلى تحسين تعويض ضحايا حوادث الُم رور .وأخيًر ا القانون رقم 89الصادر في 31كانون األَّو ل
[]35
(ديسمبر) 1989م ،والهادف إلى تطويع تقنين التأمين الفرنسي الفتتاح السوق األوروپَّي ة.
وظائف التأمين
وإذا كان للتأمين مثل هذه الوظيفة على الُم ستوى الفردي ،أي على ُم ستوى الُم ؤَّم ن لُه ،فإَّن األمان الذي ُي حققُه التأمين بالنسبة
ِل مجموع الُم ؤَّم ن لهم يتُر ُك آثاًر ا هاَّم ة على الُم ستوى االجتماعي .فهو من هذه الناحية ،ونظًر ا للثقة في الُم ستقبل التي يُب ُث ها في
روح الُم ؤَّم ن لهمُ ،ي حقق مصلحًة اجتماعَّي ًة عاَّم ًة ،فبمنحِه األمان للُم ؤَّم ن لهم ُي حقق التأمين ازدهار االقتصاد القومي ،وُي صبح
أداًة ِل زيادة اإلنتاج في الُم جتمع .فهو ُي ؤدي إلى الُم حافظة على عناصر اإلنتاج خاَّص ًة اليد العاملة ورؤوس األموال ]28 [ْ.ففي
التأمين على األشخاص ال ُي صبح الفرد عند تعُط له أو مرضه عالة على الُم جتمع ألَّن ُه يجد في مبلغ التأمين مصدر رزٍق له إذا
كان في شكل إيراد ُم رَّت ب مدى الحياة ،كما ُي مكنُه استثمار هذا المبلغ إذا قبضُه دفعًة واحدة .وفي التأمين على األشياء يؤدي
[]37
التأمين إلى استبدال أشياء جديدة باألشياء الهالكة أو التاِل فة ،وتكون األولى ذات ُق َّو ة إنتاجَّي ة تفوق تلك الخاَّص ة بالثانية.
وسيلة ِل تكوين رؤوس األموال
ِع ند ُح لول األجل أو تحقق الخطر الُم ؤَّم ن منه ،يلتزم الُم ؤِّم ن بأن يدفع للُم ؤَّم ن له مبلغ التأمين ،وُي ؤدي هذا المبلغ من مجموع
األقساط التي قام الُم ؤَّم ن لهم ِب دفعها ،ومن هذه الناحية ُي عتبر التأمين نوًع ا من االدخار ،وبالتحديد ادخاًر ا إجبارًّي ا ]38[،حيُث
يلتزم فيه الُم ؤَّم ن لُه بأن يقتطع ُج زًء ا صغيًر ا وبصفٍة دورَّي ٍة من دخله ،يؤّد ى للُم ؤِّم نُ ،م قابل الُح صول على مبلغ التأمين عند
استحقاقه .ورؤوس األموال التي تتكَّو ن لدى شركات التأمين من مجموع أقساط الُم ؤَّم ن لهم لها أهميتها بالنسبة للُم ؤَّم ن لهم
وكذلك بالنسبة لالقتصاد القومي .فبالنسبة للُم ؤَّم ن لهم ُت مِّث ُل هذه األموال الُم تجِّم عة لدى شركات التأمين ضماًن ا الستيفاء
ُح قوقهم من قبل هذه الشركاتِ .ل ذلك ُي لزم القانون شركات التأمين ِب تكوين احتياطات لديها ُت مِّث ُل إحدى ضمانات الوفاء
بالتزاماتها ،وتقوم شركات التأمين باستثمار ذلك االحتياطي ،بما ُي حقق في النهاية مصلحة الُم ؤَّم ن لهم .وعلى ُم ستوى
االقتصاد القومي ،تلعب رؤوس األموال التي تتكَّو ن لدى شركات التأمين دوًر ا هاًم ا في تنميته وازدهاره .فشركات التأمين
ُت زِّو د االقتصاد القومي ِب رؤوس األموال التي تتكَّو ن لديها وذلك باستثمارها في المشروعات التي تعود بالنفع على أفراد
الُم جتمع ،كما ُي مكُن إعطاء هذه األموال للدولة أو لألشخاص العاَّم ة في شكل ُق روض ُت ساعدها على تحقيق أهداف التنمية
االقتصادَّي ة .فعلى سبيل الِم ثال بلغ مجموع األقساط الُم باشرة ِل شركات التأمين في القطاعين العام والخاص في مصر عن
السنة المالَّي ة 1989\1988حوالي ُ 541,317ج نيه مصري ]39[،وفي الواليات الُم تحدة األمريكَّي ة بلغ رأس المال الُم توِّف ر لدى
[]40
المجلس األمريكي للتأمين على الحياة في سنة 1982م حوالي 528مليار دوالر أمريكي.
وسيلة لالئتمان
يؤدي التأمين وظيفته كوسيلٍة لالئتمان على الُم ستوى الفردي وعلى ُم ستوى الدولة أيًض ا .فبالنسبة لألفرادُ ،ي سِّه ُل التأمين لهم
الُح صول على االئتمان بوسائل ُم تعددة .فالتأمين يؤدي إلى تدعيم الضمان الذي ُي قِّد مُه الُم ؤَّم ن لُه إلى دائنه ،وبالتالي ُي سِّه ل لُه
الُح صول على االئتمان .فإذا رهن الُم ؤَّم ن لُه عقاًر ا أو منقواًل مملوًكا له ضماًن ا ِل تنفيذ ما عليه من ديون تجاه دائنه ،فال شك أَّن
من مصلحة هذا األخير بقاء المال المرهون حتى ُي مكنُه التنفيذ الجبري عليه في حالة عدم الوفاء االختياري من ِق بل المدين.
ولكن هذا المال قد ُي فقد أو ُي سرق أو يهلك بفعل حادٍث ُم عَّي ن كالحريق مثاًل ،فيضيع ضمان الدائن .فتفادًي ا لهذه النتيجة كثيًر ا
ما يفرض الدائن على مدينه أن يؤِّم ن له على الشيء المرهون ،ضَّد السرقة أو ضَّد الحريق مثاًل ،حَّت ى إذا تحقق خطر من هذا
القبيل حَّل مبلغ التأمين محل الشيء المرهون ،واستطاع الدائن الُم رتهن أن يستوفي حَّق ُه من مبلغ التأمين ]41[.وقد ُي ريد
الشخص الُح صول على ائتمان ولم يكن لديه ماٌل ُي قدمه للدائن كضمان ،وإَّن ما كان يعتمد على عمله ومجهوده في سداد الدين،
فإَّن ُه ُي مكنُه ،لكي ُي شجع الدائن على منحه االئتمان أن ُي برم عقد تأمين على حياته ِل صالح الدائن بحيُث إذا توفي المدين قبل
سداد الدين فإَّن الدائن يستوفي حَّق ُه من مبلغ التأمين .كما أَّن ُه ناك التأمين من إعسار المدين أو تأمين االئتمان ،وبُم قتضاه
يستطيُع الدائن أن يؤِّم ن نفسُه من خطر إعسار المدين فيضمن ِل نفسِه عن طريق عقد التأمين استيفاء ما ال يستطيع اقتضاءه
[]41
من المدين.
وفي التأمين على الحياة يستطيع الُم ؤَّم ن لُه أن ُي رهن وثيقة التأمين وُي قِّد م هذا الرهن ضماًن ا للوفاء ِب ُد يونه ِل دائنه ،حيُث
يكون ِل ُكِّل وثيقة تأمين على الحياة قيمة مالَّي ة في ذاتها بعد دفع عدٍد ُم عَّي ٍن من األقساط ،بحيُث يستطيع الُم ستفيد من هذه
الوثيقة أن يقترض األموال من الغير ِب ضمان هذه الوثيقة ،وعند عدم الوفاء بالدين يستطيع الدائن أن يحصل على حقه من
قيمة الوثيقة .بل ويستطيع الُم ؤَّم ن له أن يقترض من الُم ؤِّم ن نفسه ِب ضمان وثيقة التأمين ،فإذا لم يوِف للمدين يخصم الُم ؤِّم ن
الدين من المبلغ الذي يستحقه الُم ؤِّم ن له أو الُم ستفيد ِب موجب عقد التأمين ]42[.وباإلضافة إلى ما سبق ،فإَّن التأمين ُي عتبر
وسيلة ائتمان بالنسبة للدولة وفروعها ،التي تجد في رؤوس األموال الُم تجَّم عة لدى شركات التأمين من األقساط المدفوعة
واحتياطاتها مصدًر ا هاًّم ا لالقتراض عن طريق السندات التي ُت صدرها الدولة أو األشخاص العاَّم ة ،والتي تقوم بشرائها شركات
[]41
التأمين.
عامل وقائي
ُر غم أَّن الهدف الُم باشر للتأمين هو تعويض الُم ؤَّم ن لُه عن الخسائر التي تلحق به ،إاَّل أَّن التأمين يؤدي دوًر ا هاًّم ا آخر بطريقٍة
غير ُم باشرة هو الوقاية من المخاطر والعمل على تقليل نسبة ُو قوع الحوادث عن طريق تالفي أسبابها ،والعمل على تجُّنب
وقوعها ،بحيُث أصبح عاماًل من عوامل الوقاية في الُم جتمع .ويؤدي التأمين هذا الدور الوقائي ِب وسائل ُم تعددة .فشركات
التأمين ،رغبًة منها في حصر مبالغ التعويض في أضيق الحدود ،تعمل ِب ُط رق ُم تعددة على التقليل من نسبة ُو قوع المخاطر
الُم ختلفة ووقاية الُم ؤَّم ن لهم منها .وِل تحقيق ذلك كثيًر ا ما تلجأ شركات التأمين ِل تكوين جمعَّي اٍت ُم شتركٍة بينها ِب قصد دراسة
أسباب المخاطر واتخاذ االحتياطات الكافية ِل توقي ُو قوعها .وهي في سبيل ذلك تقوم باالستعانة بالُخ براء واألخصائيين
ِل زيارة المصانع والمنازل ِل توعية الُع َّم ال والُم واطنين وإرشادهم إلى ُط رق الوقاية من الحوادث وتقليل نسبتها ،كما تستعين في
ذلك بإرسال النشرات التي ُت بِّي ن الوسائل الفنَّي ة في ُم كافحة الحرائق أو مخاطر العمل .وبالنسبة ِل حوادث الُم رور فكثيًر ا ما
تشترك شركات التأمين مع غيرها من الهيئات المعنَّي ة في التوعية ِب قواعد الُم رور والدعوة إلى اتباعها وبيان مخاطر عدم
[]41
االلتزام بها.
كما تلجأ الكثير من شركات التأمين إلى وسائل ُم تعددة ِل تشجيع الُم ؤَّم ن لهم على ُم راعاة الحيطة وتفادي ُو قوع الخطر الُم ؤَّم ن
منه .من ذلك إنقاص قسط التأمين في حالة عدم تحقق الخطر ِخ الل ُم َّد ة ُم عَّي نة .فمثاًل في التأمين على السَّي ارات إذا مضت
عَّد ة سنوات على الُم ؤَّم ن لُه دون أن تقع فيها حوادث فإَّن الشركة في السنة التالية ُت خِّف ض لُه القسط بنسبٍة ُم عَّي نة أو ُت عفيه
من بعض األقساط ُم كافأًة له ]43[.وقد تلجأ شركات التأمين في هذا الصدد إلى أن ُت حِّم ل الُم ؤَّم ن له نسبًة من الخسارة وذلك
دفًع ا لُه على الحرص والترّو ي ،وحَّت ى يشعر بالِخ سارة التي قد تلحق به إذا أهمل في قيادة السَّي ارة مثاًل أو في اتخاذ إجراءات
وقاية منزله أو مصنعه من الحريق .وتلجأ بعض الشركات في سبيل تحقيق هذا الهدف إلى إشراك الُم ؤَّم ن لُه في الربح الذي
[]44
ُت حققه الشركة مَّم ا ُي شجعه على أن يكون حريًص ا على تجُّنب وقوع الحوادث.
أنواع التأمين
تتنَّو ع ُص ور التأمين في الوقت الحاضر حَّت ى أصبحت ال تقع تحت حصر ،وبصفٍة خاَّص ة مع التطورات السريعة في العصر
الحديث ،حيُث أصبح التأمين يمتد إلى مجاالٍت لم يكن لُه فيها أُّي دوٍر فيما مضى ]45[.وقد استقَّر الفقه على تقسيم أنواع
التأمين إلى نوعين أساسيين ُه ما :التأمين من حيُث الشكل والتأمين من حيُث الموضوع.
يتمَّي ز عقد التأمين بخصائص ُم تعددةُ ،ي مكن إجمالها في أَّن ُه :عقٌد رضائّي يقُع بتراضي الُم تعاقدين ،وعقُد ُم عاوضة يحصُل ُكل
طرٍف فيه على ُم قابل ِل ما ُي عطيه ،وهو عقٌد احتمالّي ال يعرُف فيه ُكٌّل من الُم تعاقدين أو احدُه ما عند إبرامه مقدار ما يأخذه أو
ُي عطيه من العقد ،فيتحدد مدى التزاماته أو منفعته في الُم ستقبل عند ُح دوث أمٌر غير ُم حقق الوقوع أو غير معروف وقت
ُح صوله؛ وهو عقٌد ُم لزٌم للجانبين إذ يكون ُكٌل منهما ُم لتزٌم تجاه اآلخر ،وهو عقٌد زمنٌّي ُم ستمر يلعُب الزمن دوًر ا رئيسًّي ا فيه
بحيُث تكوُن االلتزامات الناشئة عنه أداءات ُم تكررة يستمُّر الوفاء بها ُم َّد ًة من الزمن ،وهو عقُد إذعان أي ينفرد أحد
الُم تعاقدين بوضع ُش روط التعاقد وتحديد مضمونه بحيُث ال يكون أمام الُم تعاقد اآلخر ،إذا ما أراد التعاقد ،إاَّل أن يقبل هذه
الُش روط الُم عَّد ة سلًف ا دون أن يكون له حق ُم ناقشتها؛ وكذلك يحتمل أن يكون عقد التأمين عقًد ا تجارًّي ا أو مدنًّي ا بالتوقف
[]73
على صفة أطرافه ،وهو عقد ُح سن نَّي ة شأنُه في ذلك شأن ُكل الُع قود القانونَّي ة.
طرفا العقد
عقُد التأمين هو عقٌد ُي برُم بين الُم ؤِّم ن والُم ؤَّم ن لُه ،يلتزم بُم قتضاه الُم ؤِّم ن أن يدفع تعويض للُم ؤَّم ن لُه أو الُم ستفيد يتمثل في
المبلغ المالي المنصوص عليه في عقد التأمين ،كما يلتزم الُم ؤَّم ن لُه في الُم قابل بدفع قسط التأمين دفعًة واحدًة أو على
أقساٍط ُم نتظمة ]74[،وكثيًر ا ما يشهُد الواقع قيام شخٍص مقام الُم ؤِّم ن بإبرام عقد التأمين ،وكذلك الحال بالنسبة للُم ؤَّم ن لُه .
والغالب أن يكون الُم ؤِّم ن شركة ُم ساهمة ،وقد يتخذ الُم ؤِّم ن شكاًل آخر ،وهو جمعَّي ة التأمين التبادلي أو التعاوني .وال ُي ثيُر
تحديد أطراف عقد التأمين في حالة التأمين التبادلي أو التعاوني ُص عوبًة خاَّص ة ،إذ أَّن ُكل ُع ضو في جمعَّي ة التأمين التبادلي
أو التعاوني ُي عتبُر ُم ؤِّم ًنا وُم ؤَّم ًنا لُه في ذات الوقت .أَّم ا بالنسبة إلى شركات التأمين ،حيُث تنفصل شخصَّي ة الُم ؤِّم ن عن
شخصَّي ة الُم ؤَّم ن لُه ،فالتعاقد يتُّم في األصل بين شركة التأمين باعتبارها الُم ؤِّم ن وبين الُع مالء وهم الُم ؤَّم ن لهم .غير أَّن هذا
التعاقد ال يتم عادًة بطريقٍة ُم باشرة بين شركة التأمين وبين الُع مالء ،إذ يغلب أن يتوَّس ط بينهم ُو سطاء ]75[.وتختلف الُس لطة
التي يتمَّت ع بها الوسيط باختالف صورته .فقد يكون الوسيط وكياًل ُم فوًض ا ،وهو يتمَّت ع ِب أوسع الُس لطات التي قد يتمَّت ع بها
ُو سطاء التأمين ،حيُث يكون لُه أن ُي برم العقد ،كما يكوُن لُه إجراء أي تعديل للعقد ومد وإنهاء العقد ،ولُه إذا ما أبرم العقد أن
يقبض األقساط وُي سّو ي المبالغ الُم ؤَّم ن بها .ويلي الوكيل الُم فَّو ض في الُس لطة المندوب ذو التوكيل العام ،وِل هذا الوسيط إبرام
عقد التأمين مع الُم ؤَّم ن لُه وفًق ا ِل ُش روط التأمين العاَّم ة المألوفة دون أن يكون لُه تعديلها سواء ِل مصلحة الُم ؤِّم ن أو الُم ؤَّم ن
[]76
لُه .
وقد يكون وسيط التأمين سمساًر ا ،وهو يملك أضيق الُس لطات التي يملُكها ُو سطاء التأمين ،ومدى ما يتمتع به من ُس لطة
يختلُف بحسب األحوال ،فقد تكون ُس لطة هذا الوسيط غير موضحة الُح دود ،ففي هذه الحالة ال تكون لُه ُس لطة في إبرام عقد
التأمين مع الُم ؤَّم ن لُه ،بحيُث يقتصر دوره في هذا الصدد على البحث عن العميل الذي يتعاقد ُم باشرًة مع شركة التأمين،
وتقوم هذه بعد ذلك بتسليم وثيقة التأمين إليه ِل ُي سلمها بدوره إلى الُم ؤَّم ن لُه ُ ،م قابل ذلك يكوُن للسمسار في هذه الحالة بعُض
الُس لطات المحدودة في مجال تنفيذ العقد ،كقبض األقساط والتعويضات الواجب دفعها ،وتسليم وثائق التأمين ُو عقود
االمتداد الصادرة من الُم ؤِّم ن ،وتسليم البيانات التي يجب على الُم ؤِّم ن لُه أن ُي قدمها للُم ؤِّم ن في أثناء قيام العقد .أَّم ا إذا كانت
ُس لطة السمسار قد تحددت بوضوح بحيُث اقتصرت على ُم جَّر د البحث عن مؤَّم ن لُه ،فإَّن ُم همته تتحدد بذلك وينتهي دوره
بأداء هذه الُم هَّم ة ،ويتُّم إبرام عقُد التأمين بين الُم ؤِّم ن والُم ؤَّم ن لُه ُم باشرًة ،وِل هذا ال يكوُن ُم لزًم ا بصفته الشخصَّي ة وال بصفته
ضامًنا عن دفع مبلغ التأمين ،كما ال تكون شركة التأمين مسؤولة عَّم ا وعد به السمسار من تعديل ُش روط التأمين العاَّم ة التي
[]77
تتضمنها وثيقة التأمين أو من إضافة هذه الُش روط.
الطرف اآلخر في عقد التأمين ،وهو الُم ؤَّم ن لُه ،يجمع عادًة ،وبصفٍة خاَّص ة في التأمين من األضرار ،بين صفاٍت ثالث :فهو أواًل
الطرف الُم تعاقد مع الُم ؤِّم ن ،وهو بهذه الصفة يتحَّم ل جميع االلتزامات الناشئة عن عقد التأمين والتي ُت قابُل التزامات الُم ؤِّم ن،
وُي سَّم ى بهذه الصفة «طالُب التأمين» وُي سميه البعض «الُم ستأمن» .وهو ثانًي ا الشخص الذي ُي هددُه الخطر الُم ؤَّم ن منُه ،
وُي سميه البعض في ُخ صوص هذه الصفة بالُم ستأمن ،وُي سميه البعض اآلخر «الُم ؤَّم ن عليه» ،وُي طلق عليه أيًض ا «الُم ؤَّم ن لُه »
وهي التسمية الغالبة في الفقه .وهو ثالًث ا الشخص الذي يقبض مبلغ التأمين الذي تلتزُم شركة التأمين بدفعه عند تحقق
الخطر ،وُي سّم ى بهذه الصفة «الُم ستفيد» .وقد يقوم هذا الطرف في عقد التأمين -الُم ؤَّم ن لُه -بالتعاقد مع الطرف اآلخر -
()1
الُم ؤِّم ن ُ -م باشرًة بصفته أصياًل .وقد ُي برم عقد التأمين نائًب ا عن الُم ؤَّم ن لُه ،والنائب قد يكوُن وكياًل كما قد يكوُن ُف ضولًّي ا
متى توافرت ُش روُط الفضالة .وقد ال تتوافر ُش روُط الفضالة ومع ذلك يعقد الشخص تأميًنا ِل حساب غيره دون وكالة ،فإذا أقَّر
[]78
الغير ذلك اعُت بر من قام بالتأمين ِل حسابه وكياًل عنه.
وكما يُج وُز اجتماع صفات الُم تعاقد والُم ؤَّم ن لُه والُم ستفيد كما سلف ،فإَّن ها قد تتفَّر ق على عَّد ة أشخاص .فقد يكون الُم تعاقد
أو طالب التأمين والُم ؤَّم ن لُه شخًص ا واحًد ا ويكون الُم ستفيد شخًص ا آخر .ويقع هذا كثيًر ا في حالة التأمين على الحياة عندما
يؤِّم ُن شخص على حياته ِل مصلحة أوالده مثاًل ،فيكون هذا الشخص هو طالب التأمين ألَّن ُه هو الذي تعاقد مع شركة التأمين،
وهو في ذات الوقت الُم ؤَّم ن لُه ،أِل َّن ُه أَّم ن على حياته هو ،أَّم ا الُم ستفيد الذي يعود إليه مبلغ التأمين فهم أوالده .وقد يكون
الُم تعاقد أو طالب التأمين والُم ستفيد شخًص ا واحًد ا ،والُم ؤَّم ن لُه شخٌص آخر ،ويكون ذلك مثاًل في حالة ما إذا أَّم ن شخص
على حياة مدينه ،حيُث يكون الُم تعاقد هو الُم ستفيد من التأمين ،والمدين هو الُم ؤَّم ن لُه ،أو الُم ؤَّم ن على حياته .ويجوز كذلك
أن يكون الُم ؤَّم ن لُه والُم ستفيد شخًص ا واحًد ا ،ويكون الُم تعاقد ،أي طالب التأمين شخًص ا آخر .ويكون ذلك في حالة التأمين
ِل حساب من يثبت لُه الحق فيه ،أو بصفٍة عاَّم ة التأمين ِل حساب الغيرِ .م ثال ذلك أن ُي برم شخٌص تأميًنا ضَّد المسؤولَّي ة عن
حوادث السَّي ارات ِل حساب أي سائق يقود سَّي ارته ،فمالك السَّي ارة هو الُم تعاقد ،والُم ؤَّم ن لُه والُم ستفيد هو أي سائق يقود
السَّي ارة ]79[.وأخيًر ا فقد تتفَّر ق الصفات الَّس ابقة على ثالثة أشخاص إذ يكون الُم تعاقد ،أو طالب التأمين ،شخًص ا آخر غير
الُم ؤَّم ن لُه والُم ستفيد ،ويكون الُم ؤَّم ن لُه شخًص ا ُم ستقاًل غير الُم تعاقد والُم ستفيد ،ويكون ُه ناك الُم ستفيد الذي يستقل عن
[]80
الُم ؤَّم ن لُه والُم تعاقد ،مثاُل ذلك التأمين الذي ُي برمُه شخٌص على حياة آخر.
إبرام العقد
يُم ُّر إبرام عقد التأمين من الناحية العملَّي ة ِب مراحل ُم تعددة يتمَّي ُز بها هذا العقد عن غيره من الُع قود .فيتُّم ذلك بتقديم طلب
من طالب التأمين إلى الُم ؤِّم ن .وقد يحتاُج البت في هذا الطلب من ِق بل الُم ؤِّم ن إلى فترٍة قد تطول حَّت ى يحسم األخير أمره
ويقبل تغطية الخطر الُم راد التأمين منهِ .ل هذا قد ُي تفق على تغطية هذا الخطر تغطيًة مؤقتًة خالل تلك الفترة إلى حين توقيع
وثيقة التأمين النهائَّي ة .والغالب أَّن طالب التأمين ال يسعى بنفسه إلى الُم ؤِّم ن في مقِّر ه وإَّن ما يسعى إليه وسيُط التأمين في
موطنه ِل حِّث ه على إبرام العقد وبيان مزايا التأمين ونوع التأمين الذي ُي ناسبه ،فإذا اقتنع قَّد م لُه الوسيط نموذًج ا مطبوًع ا
ِل طلب التأمين أعَّد ُه الُم ؤِّم ن من قبل .وهذا الطلب يتضَّم ن عادًة مجموعًة من األسئلة تتعَّلق بالعناصر الرئيسَّي ة للعقد الُم راد
إبرامه وخاَّص ًة الخطر المطلوب التأمين منه والُظ روف التي ُت حيط بهذا الخطر ومبلغ التأمين الذي يتعَّه د الُم ؤِّم ن ِب دفعه عند
تحقق هذا الخطر ومقدار األقساط الواجب دفعها ومواعيد الدفع .ويقوم طالب التأمين باإلجابة على تلك األسئلة وتوقيع
الطلب وتسليمه للوسيط لُي رسله إلى الُم ؤِّم ن .وال ُي عُّد ُم جَّر د اإلجابة على األسئلة التي يتضمنها طلب التأمين والتوقيع على
هذا الطلب وتسليمه على النحو الَّس ابق من جهة طالب التأمين إيجاًبا بالتعاقد من ناحيته .كما أَّن قيام شركة التأمين أو
مندوبها ِب تسليم الطلب إلى طالب التأمين ال ُي عُّد إيجاًبا من جهة الُم ؤِّم ن .وِل هذا فإَّن هذا الطلب ال ُي لزم أًّي ا من الطرفين .فمن
ناحية الُم ؤِّم ن ال ُي مكُن القول بأَّن ُم جَّر د تسليمه الطلب المطبوع إلى طالب التأمين يعني أَّن ُه أصدر إيجاًبا ُم لزًم ا ،فهو بهذا العمل
إَّن ما يرمي إلى الُح صول على البيانات الالزمة التي يستطيع من خاللها الُو قوف على الخطر الُم راد التأمين منُه وُظ روفُه وتقرير
ُق بوله التعاقد على بينة من األمر ،كما ُي مكنُه كذلك تحديد القسط واجب األداء .لذلك يحتفظ الُم ؤِّم ن ِب ُق درته على قبول الطلب
[]81
ورفضه .وإذا رفض التعاقد لم يكن ُم لزًم ا بشيٍء نحو طالب التأمين وال ُي طالب ببيان أسباب هذا الرفض.
ومن ناحية طالب التأمين فإَّن ُم جَّر د تقديم طلب التأمين الُم وقع منُه ال ُي لزمُه كذلك ،سواء اتخذ صورة إجابات على األسئلة
الواردة بالنموذج المطبوع بمعرفة الُم ؤِّم ن ،أو صورة طلب حَّر رُه طالب التأمين ِب معرفته على ورقة عادَّي ة ،ذلك أَّن تقديم هذا
الطلب إَّن ما ُي قصُد به ،من ناحية طالب التأمين ،معرفة ُش روط التعاقد وخاَّص ًة القسط الذي يجب أن يدفعُه في ُم قابل التأمين.
وِل هذا فإَّن ُه إذا وصل رد الُم ؤِّم ن على الطلب فال يكون طالب التأمين ُم لزًم ا بالتعاقد ]83[]82[.ومع ذلك فإَّن طلب التأمين الُم قَّد م
من طالب التأمين ُي عُّد إيجاًبا من ناحيته إذا تضَّم ن جميع العناصر األساسَّي ة الالزمة النعقاد عقد التأمين .فإذا ما ُع ِّي ن في هذا
الطلب ميعاًد ا ِل قبول الُم ؤِّم ن فإَّن طالب التأمين يلتزُم باإلبقاء على إيجابه وال يستطيع الُع دول عنه في الميعاد الُم حدد قبل أن
ُي عِّب ر الُم ؤِّم ن عن إرادته خالل هذا الميعاد .فإذا رجع عن إيجابه خالل هذا الميعاد فال ُي ؤِّث ر ذلك على انعقاد العقد .ويتحقق
ذات األثر إذا لم ُي حدد ميعاًد ا في الطلب متى أمكن استخالصه من ُظ روف الحال أو من طبيعة الُم عاملة .أَّم ا إذا لم يتضَّم ن
الطلب ميعاًد ا للقبول ولم ُي مكن استخالص هذا الميعاد من الُظ روف ،فيجوز ِل طالب التأمين الُر جوع عن إيجابه ما دام أَّن ُه لم
يقترن ِب قبول الُم ؤِّم ن ]84[.وقد يستغرق النظر في قبول طلب التأمين والَّر د عليه وقًت ا طوياًل ،كما أَّن ُه في حالة قبول طلب
التأمين من قبل الُم ؤِّم ن فإَّن تحرير وثيقة التأمين وتوقيعها من طالب التأمين قد يتطَّلب وقًت ا طوياًل ،وال شَّك أَّن طالب
التأمين يتعَّر ض خالل هذه الُم َّد ة أو تلك للخطر الذي ُي ريد أن ُي ؤِّم ن نفسُه منه مما يؤّد ي إلى أن يتحَّم ل آثاره وحده إذا تحقق
خالل هذه الفترة .لذلك ،وفي سبيل الرغبة في تغطية الخطر ُم باشرًة خالل الفترة الَّس ابقة على قيام العقد بصفٍة نهائَّي ٍة وترُت به
آِل ثاره ،يَّت فق طالب التأمين مع الُم ؤِّم ن على تغطيٍة وقتَّي ٍة للخطر ِخ الل تلك الفترة .ويتم ذلك عن طريق ُم ذكرة وقتَّي ة
[]85
ِب ُم قتضاها يلتزُم الُم ؤِّم ن ِب تحُّم ل الخطر عند ُو قوعه وذلك بالُش روط التي يتُّم االتفاق عليها بين الطرفين.
محل العقد
ُه ناك عناصر ُم تعِّد دة ِل محل عقد التأمين وُكل االلتزامات الناشئة عنه ،وهذه العناصر هي الخطر والقسط وأداء الُم ؤِّم ن
[]86
والمصلحة.
أَّم ا اجتماعًّي ا فمن الملحوظ أَّن التأمين ُي قوي الروابط بين بعض أفراد الُم جتمع بما يفرضُه من تعاوٍن بينهم على مواجهة ما
يتعرضون له من أخطار ،كذلك فهو ُي نّم ي لدى الفرد الُش عور بالمسؤولَّي ة حيال األشخاص المعني بهم .كذلك فإَّن التأمين ُي ساهم
بصورٍة ملموسٍة في التصدي لُم شكلة تأتي على رأس الُم شكالت االجتماعَّي ة هي مشكلة البطالة ،حيُث أَّن ُه من المعلوم أَّن قطاع
التأمين من القطاعات كثيفة العمالة .وفي ظل التأمين الصحّي اإللزامّي يسوُد ُم جتمٌع صحٌّي قادٌر على التفاعل اإليجابي من
خالل توافر الرعاية الطبَّي ة الُم تكاملة وإتاحة الخدمات العالجَّي ة لجميع أفراد المجتمع ]92[.ومن الثابت أَّن التأمين ال يؤدي إلى
التعويض عن الضرر فحسب ،بل يؤدي إلى تحُّس ن ُم ستوى السالمة ،وتقليل حجم األخطار؛ ألن ِل شركات التأمين مصلحة دائمة
في تقليل الحوادث وسّد الذرائع إلى وقوع المكروه وتفادي أسباب حدوث الخسائر .ويقتضي هذا تمويل األبحاث ،وتطوير
البرامج واإلجراءات التي تولد الحوافز لدى الُم شتركين باالهتمام بالَّس المة ،واشتراط إجراءات يلتزم بها الُم ستأمنون ]91[.على
الُر غم من ذلك ،أظهر استبيان الُم ستهلك العالمي للتأمين الذي أصدرته شركة إرنست ويونگ سنة 2014م تراجع ثقة بعض
الناس بشركات التأمين ،فعلى سبيل الِم ثال تبَّي ن أَّن ُم عَّد ل ثقة الُم ستهلك في شركات التأمين بلغت %52فقط في كٍّل من
المملكة العربَّي ة الُس عودَّي ة واإلمارات العربَّي ة الُم تحدة ،مقارنة مع %73للمتاجر الُكبرى ،و %71للبنوك ،وِ %67ل شركات األدوية.
[]93
وخُلصت الدراسة إلى أَّن التفاعل بين شركات التأمين والُم ستهلكين يجري حالًّي ا بشكٍل نادٍر في تلك البالد.
رأي الدين في التأمين
أبدى بعُض ُع لماء وأحبار اليهود عَّد ة تحُّف ظات على نظام التأمين قائلين أَّن اتباعُه ُي مثُل اعتراًض ا على مشيئة اهلل ،غير أَّن
غالبَّي ة هؤالء يقبلون به طالما كان ُي طبُق باعتدال دون ُم غاالةُ ]31 [ْ.ي شيُر بعض رجال الدين المسيحّي ون أَّن التأمين نظًر ا ألَّن ُه
لم ُي ذكر بصورة ُم حَّد دة في الكتاب الُم قَّد س فال ُبد من الُلجوء إلى االعتماد على المبادئ والتعليم الكتابي بصورٍة إجمالَّي ة.
ونظًر ا ألَّن بعُض المبادئ الكتابَّي ة تنُّص على ُو جوب طاعة المسيحي المؤمن للُس لطات ،فيجُب عليه اإلذعان ِل ما تفرضه الدولة
على الُم واطنين ،ومن أمثلة ذلك التأمين اإللزامي على الصَّح ة أو السَّي ارة مثاًل .وألَّن اهلل يدعو اإلنسان إلى رعاية أسرته
وحماية مصالحها والتخطيط للُم ستقبل ،فُي مكُن أن ُي عتبر التأمين على الحياة تدبيًر ا حكيًم ا أو وكالة حكيمة على المصادر
المالَّي ة ،كونه يصب في خانة التخطيط واالستعداد لوفاة أحد الوالدين المفاجئ غير الُم توقع ،ويستشهُد هؤالء بآياٍت من
الكتاب الُم قَّد س تقول بأَّن المرء إذا أراد أن يخدم اآلخرين يجب عليه أن يبدأ بخدمة عائلته .فالتأمين ،في هذا الضوءُ ،ي مكن
أن يكون وسيلًة جِّي دة وُم ناسبة ِل تحقيق هذه األهدافُ ]94[.ر غم ذلك فإَّن ُه ناك بعض الطوائف والجماعات المسيحَّي ة التي
ُت عارض التأمين ُم عارضًة شرسة وتعتبُر تطبيقُه دليٌل على ضعف اإليمان ،ومن أبرز تلك الجماعات طوائف تجديدَّي ة العماد،
مثل :المينوناتَّي ة واألميش والهوتيرتّي ون واألخوة في المسيح ،لكن ُر غم ذلك فإَّن كثيًر ا من هؤالء ُي شارُك في برامج تأمينَّي ة
ْ[ ]34 [ْ]33 [ْ]32
خاَّص ة بالطائفة تعمل على توزيع المخاطر بين أبنائها فقط.
ُي فِّر ق اإلسالم بين نوعين من التأمين ،وُه ما التأمين التعاوني والتأمين التجاري .أَّم ا عن التأمين التعاوني فهو يقوم على
تبرعات يتم جمعها من مجموعة من الُم شتركين بهدف استخدامها في مساعدة الُم حتاجين .وال يعود للُم شتركين من هذه
التبرعات شيء ،سواء رؤوس األموال أو األرباح أو أي عائد استثماري آخر .ألن هذه األموال تعتبر تبرعات من المشتركين
يرجي منها الثواب من اهلل ال الربح .وبالتالي فهذا النوع من التأمين ليس تجارًّي ا .أَّم ا النوع اآلخر وهو التأمين التجاري فهو
عقد بين شركة التأمين والُم ستأمن .يقضي بأن يدفع الُم ستأمن مبلغ من المال في صورة أقساط ُم حددة على أن يأخذ تعويض
في حالة تحقق خطر معين .وتحصل شركة التأمين على أرباحها ،أواًل :من الفرق بين األقساط المدفوعة من ُع مالئها
والتعويضات التي يتم أنفاقها في حالة تحقق الخطر ،وثانًي ا :من عوائد استثمارات الدخل .وفقًا للمعادلة اآلتية :الربح =
األقساط المحصلة +استثمارات الدخل – الخسائر المحققة – مصروفات عملية التأمين .والتأمين التعاوني جائٌز في
اإلسالم حيث يعتبر شكٌل من أشكال التعاون على البر والتقوى والتصدق وُم ساعدة اُلمحتاجين والمنكوبين كما ورد في
القرآنَ﴿ :وَتَعأَوُنوا َعَلى الِبِّر َوالَّت ْقَوى َولَا َتَعأَوُنوا َعَلى الِإ ْثِم َواْلُعْدَواِن ﴾ .وفي قول النبي« :واُهلل في عون العبد ما كان العبُد في
عون أخيه» ]95[.ويعتبر عقد التأمين التعاوني عقد من عقود التبرعات ال عقد من ُع قود المعاوضات كالتأمين التجاري.
أَّم ا عن التأمين التجاري فقد أجمعت ُكُّل المجامع الفقهَّي ة الُم عتبرة في العالم العربي واإلسالمي على حرمته[ ]96وعدم جواز
التعامل به بكافة صوره وأشكاله ،ومن هذه المجامع ،مجمع الفقه اإلسالمي الدولي بجدة التابع ِلُم نظمة الُم ؤتمر اإلسالمي،
والمجمع الفقهي بمَّكة التابع لرابطة العالم اإلسالمي ]97[،والمجلس األوروبي لإلفتاء والُب حوث ،ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا،
وغيرها .وقد اجمع على ذلك أيضًا كبار ُف قهاء اإلسالم الُم عاصرين باستثناء بعض اآلراء الفردَّي ة القليلة .ومن أشهر الُع لماء الذين
أفتوا بُح رمة التأمين التجاري :الشيخ الحنفي ابن عابدين ،والشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ األزهر ،والشيخ ُم حَّم د ناصر
الدين األلباني والشيخ ُم حَّم د بن صالح العثيمين والشيخ ابن باز والدكتور يوسف القرضاوي .وقد جاء هذا التحريم بناء علي
[]100[]99[]98
توافر عدة أشكال لمعامالت مالية محرمة في عقد التأمين ،ومنها:
حواٍش
بالُلغة العربَّي ة
.1وصلة مرجع:
.http://www.roiw.org/1987/359.pdfالصفحة:
.363
.2وصلة مرجع:
https://search.iisg.amsterdam/Record/102
.6726/Details
.3قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.457 - 455 .
.4شرف الدين ،أحمد السعيد ( .)1991أحكام التأمين في
القانون والقضاء (ط .الثالثة) .الكويت العاصمة،
الكويت :منشورات جامعة الكويت .ص.8 .
.5الَّر اغب األصفهاني ،أبو القاسم الُح سين بن ُم حَّم د؛
تحقيق ُم حَّم د سِّي د الكيالني ( .)1985الُم فردات في
غريب الُق رآن (ط .األولى) .بيروت ُ -لبنان :دار المعرفة.
ص.25 .
.6قاموس المعاني :معنى تأمين في معجم المعاني الجامع
نسخة محفوظة 17يناير 2015على موقع واي باك
مشين.
.7قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.461 - 459 .
.8البدراوي ،عبُد المنعم السعيد ( .)1963عقد التأمين:
األحكام العاَّم ة .ص.13 .
ُ .9م رسيُ ،م حَّم د كامل ( .)1938الُع قود المدنَّي ة الصغيرة
(ط .الثانية) .القاهرة -مصر :مطبعة فتح اهلل إلياس
نوري .ص.545 .
.10عرفهُ ،م حَّم د علي ( .)1950شرح القانون المدني
الجديد في التأمين والُع قود الصغيرة (ط .الثانية).
القاهرة -مصر :مطبعة فؤاد األَّو ل .ص.11 .
.11المهدي ،نزيه ُم حَّم د الَّص ادق ( .)1990عقد التأمين.
القاهرة -مصر :دار النهضة العربَّي ة .ص.30 .
.12المهدي ،نزيه ُم حَّم د الَّص ادق ( .)1990عقد التأمين.
القاهرة -مصر :دار النهضة العربَّي ة .ص.39 .
.13قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.465 .
.14قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.464 - 463 .
.15موقع الجيش الُلبناني :مجلة الجيش -العدد 340؛ عقد
التأمين (الضمان) وأبرز أحكامه ومشاكله .إعداد :د.
نادر عبد العزيز شافيُ ،م حاٍم باالستئناف نسخة
محفوظة 05ديسمبر 2014على موقع واي باك مشين.
.16المؤسسة العاَّم ة للتأمينات االجتماعَّي ة في الُج مهورَّي ة
العربَّي ة السورَّي ة :خصائص عقد التأمين .بقلم زياد
الخطيبُ ،م عاون المدير العام ،وُم دير الشؤون القانونَّي ة
نسخة محفوظة 07يناير 2018على موقع واي باك
مشين.
.17شركة التأمين الرئيسَّي ة بالُج مهورَّي ة اإلسالمَّي ة اإليرانَّي ة:
قانون التأمين نسخة محفوظة 12أغسطس 2013
على موقع واي باك مشين.
.18قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.466 .
.19البدراوي ،عبُد المنعم السعيد ( .)1963عقد التأمين:
األحكام العاَّم ة .ص.31 .
.20قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.468 .
Today and History:The History of Equitable" .21
Life". 26يونيو .2009مؤرشف من األصل في
.15-08-2010اطلع عليه بتاريخ .16-08-2009
ُ .22لطفيُ ،م حَّم د ُح سام ( .)1990األحكام العاَّم ة ِل عقد
التأمين :دراسة ُم قارنة بين القانونين المصري والفرنسي
(ط .الثانية) .القاهرة -مصر :دار النهضة العربَّي ة.
ص.11 .
.23قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.470 - 469 .
.24فرج ،توفيق (دون تاريخ) .أحكام الضمان (التأمين) في
القانون الُلبناني .بيروت ُ -لبنان :الدار الجامعَّي ة.
ص.29 .
.25عطا اهلل ،برهام ( .)1984التأمين من الوجهة القانونَّي ة،
وُم ذَّي ل ِب دراسة عن التأمين والشريعة .بيروت ُ -لبنان:
مؤسسة الثقافة الجامعَّي ة .ص.55 .
.26قاسمُ ،م حَّم د حسن ( .)2007الُع قود الُم سَّم اة :البيع -
التأمين (الضمان) -اإليجار ،دراسة ُم قارنة .بيروت -
ُلبنان :منشورات الحلبي الُح قوقَّي ة .ص.478 - 473 .
.27الهيئة العاَّم ة المصرَّي ة للرقابة المالَّي ة :التطور التاريخي
ِل ُس وق التأمين في مصر نسخة محفوظة 11سبتمبر
2017على موقع واي باك مشين.
.28قانون الضمان االجتماعي الُلبناني كما هو معدل لغاية
1/7/2001نسخة محفوظة 11ديسمبر 2014على
موقع واي باك مشين.
.29شؤون جنوبَّي ة ،العدد 90تشرين األَّو ل .2009بقلم
نبيل سرور نسخة محفوظة 05مارس 2016على
موقع واي باك مشين.
.30الجريدة الرسمَّي ة الُلبنانَّي ة ،العدد .20تاريخ 7 :تّم وز
1977
.31مجَّلة الجيش الُلبناني :العدد ،215أَّي ار .2003مفاعيل
التأمين اإللزامي بدأت اعتبارًا من نيسان والشركات
الضامنة تتجه إلى التسوية مع حملة البوالص .تحقيق:
تريز منصور نسخة محفوظة 10ديسمبر 2014على
موقع واي باك مشين.
.32الموقع الرسمي ِل شركة الُكويت للتأمين :عن الشركة
نسخة محفوظة 08يناير 2018على موقع واي باك
مشين[.وصلة مكسورة]
وصالت خارجَّي ة
مجلوبة من «?https://ar.wikipedia.org/w/index.php
&oldid=66380701تأمين=»title