You are on page 1of 21

‫عقد التأمين‬

‫عقد التأمين‬
‫‪‬تعريفه‪:‬‬
‫‪ ‬فكرة تعاونية اساسها ان مجموعة من الناس معرضة الن تلحق ببعض افرادها‬
‫خسارة فيتعاون جميع المشتركين في تحمل الخسارة التي قد تقع له&ذا البعض‪.‬‬
‫‪‬وهو عقد تعاون يقدم الم&ؤم&ن له بمقتضاه اقساط او اي دفعة مالية اخرى لمواجهة‬
‫حادث او خطر م&عين ينزل بأي من المؤمن له فيكون على المؤمن أن يؤدي إلى‬
‫المؤمن له أو إلى المستفيد مبلغا ً من المال أو إيراداً مرتبا ً او اي اداء مالي اخر في‬
‫حالة وقوع الحادث او تحقق الخطر المبين في العقد‪.‬‬
‫‪‬تاريخه‪:‬‬
‫‪‬ظه&ر التام&ين البحري بداية في القرن الثاني عشر الم&يالدي في ايطاليا‬
‫‪‬ظهر التامين م&ن الحريق في القرن السابع عشر الميالدي في بريطانيا‬
‫‪‬ثم ظه&ر التام&ين على الحياة في القرن الثام&ن عشر الميالدي ‪.‬‬
‫خصائص عقد التأمين‬
‫‪ - 1‬عقد رضائي في االصل ‪ ،‬اما العرف فقد درج على اعتباره عقد عيني لكي‬
‫يتحقق يجب ان يكون هناك مقابل عيني‪ ،‬كما درج على اعتباره عقد شكلي ال ينعقد‬
‫اال بشكلية معينة حسب العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬ملزم للجانبين (الم&ؤ َّم&ن –دفع المبلغ المتفق عليه في وثيقة التام&ين ان حل سببه‪،-‬‬
‫والمستأ ِمن –دفع القسط التأميني‪)-‬‬
‫‪ -3‬م&ن عقود المعاوضة ‪ ،‬كل االطراف تاخذ مقابل لما تعطي‬
‫‪ -4‬من العقود االحتم&الية من ناحية احتمال وقوع الخطر‬
‫‪ - 5‬من العقود المحددة من ناحية تحديد مبلغ التامين‬
‫‪ -6‬م&ن الع&قود الزمنية (العقد محدد بمدة معينة يكون االلتزام قائم عليه&ا ‪ ،‬على دفع&ة‬
‫او دفعات) ويترتب على ذلك انه ان فسخ او انفسخ العقد قبل انته&اء مدته فانه ينحل‬
‫من وقت الفسخ او االنفساخ بدون اثر رجع&ي ويبقى ما نفذ م&نه قبل الفسخ قائم&ا ‪،‬‬
‫ويترتب عليه انه ان انتهت مدته انه ال يجدد من تلقاء نفسه وال يجدد ضم&نيا وانما‬
‫يتفق صراحة على تجديده)‪.‬‬
‫خصائص عقد التأمين‬
‫ من العقود النموذجية بسبب عدم وجود االحتكار (اكثر من شركة تام&ين) ويكون‬- 7
‫ لكن قد يراه البعض من عقود االذعان نظراً النه يخص سلعة‬.‫الع&قد نمطي‬
‫ضرورية يجب االلتزام به&ا كما انه في قوانين التامين عادة يكون هناك نص يحك&م‬
‫القواعد التي نص علهيا القانون بعدم جواز م&خالفة تلك القواعد اال فيم&ا يكون من‬
.‫مصلحة المستأم&ن او المستفيد‬
‫ من عقود حسن النية وذلك بناء على المعلومات الجوهرية التي يقوم باعطاها‬- 8
.‫المستامن للمؤمن ليقوم بتقدير الخطر‬
Fiduciary Duty  , A legal obligation of one party to act in the best interest of another. 
The obligated party is typically a fiduciary, that is, someone entrusted with
.the care of money or property
Uberrimae Fidei, Class of agreements (such as insurance contracts) in which 
one party (the promisee, such as an applicant) is under afundamental duty to disclose
all material facts and surrounding circumstances that could influence the decisionof
the other party (the promisor, such as an insurance company) to enter the agreement.
Non-disclosure or a partial-disclosure makes such agreements voidable. Latin
.for, utmost good faith
http://www.businessdictionary.com/definition/uberrimae-fidei.html 
‫انواع التأمين‬
‫‪ -1 ‬تقسيم التامين من حيث الشكل الى ‪:‬‬
‫‪ ‬تامين تعاوني وتامين تجاري‪.‬‬
‫‪ ‬التامين التعاوني ‪ :‬هو التامين الذي يقوم به المستامنون نانفسهم من حيث يتعاونون فيما بينهم‬
‫على مواجهة الخطر الذي انزل باحدهم ‪ .‬ومن المهم القول بان التامين التعاوني ال يهدف الى‬
‫الربح‪.‬‬
‫اما التامين التجاري‪ :‬عقد معاوضة يلتزم احد طرفيه وهو الم&ؤمن ان يؤدي الى الطرف االخر‬
‫وهو المستامن او من يعينه عوضا ً م&اليا ً يتفق عليه يدفع عند وقوع الخطراو تحقق الخساره‬
‫الواردة في العقد وذلك نظير قسط التامين يدفع بالطريقه المتفق عليها في وثيقة التامين‪.‬‬
‫‪ -2 ‬تقسيم التامين من حيث الموضوع الى ‪:‬‬
‫‪ ‬تام&ين اجتماعي وتامين خاص‬
‫‪ ‬التامين االجتماعي وهو التامين على العم&ال من خطر العجز والمرض والشيخوخه والوفاة‪.‬‬
‫المؤمن هنا تكون الدولة ويحكم عقد التامين االجتماعي قانون التامينات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬اما التامين الخاص وهو الذي يقوم به شركة او خالفه لتغطية مخاطر االفراد التي تصيب‬
‫اشخاصهم او اموالهم او مسؤوليتهم‪.‬‬
‫انواع التأمين‬
‫‪ -2‬تقسيم التامين من حيث الموضوع الى ‪:‬‬
‫‪‬ينقسم التامين الخاص الى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تامين بحري‬
‫‪‬وهو اول انواع التامين‪ ،‬وهو تام&ين ضد مخاطر وخسائر النقل البحري التي تصيب‬
‫السفينة او حمولتها او الم&وانئ من ميناء خروج تلك السفينة الى وصولها الى نقطة‬
‫انتهاء رحلته&ا م&روراً بكل الم&وانئ التي قد تقف عندها ويدخل فيه التامين النهري‪.‬‬
‫‪‬ص‪25‬‬
‫‪ -2‬التامين الجوي‬
‫‪ ‬وهو تامين ضد مخاطر النقل في الجو التي تصيب الطائرة وحمولتها‪.‬‬
‫‪ -3‬التامين البري‬
‫‪ ‬وهو التامين على االشخاص ضد المخاطر التي تصيبهم في ارواحه&م واموالهم‬
‫وم&سؤولياتهم وذلك على البر‪ ،‬وينقسم الى‪:‬‬
‫انواع التأمين‬
‫‪ - 2 ‬تقسيم التامين من حيث الموضوع الى ‪ :‬ينقسم التامين الخاص الى ‪:‬‬
‫‪ -3 ‬التامين البري‪ ،‬وينقسم الى‪:‬‬
‫‪ - ‬التامين على االشخاص‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬التامين على الحياة ( في حالة الوفاة تامين لحال الوفاة او ان عاش الى سن معين‬
‫تامين لحال الحياة او تامين مختلط)‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬التامين من االصابات التي قد تصيب الشخص بسبب خارجي مفاجئ كاالصابة‬
‫نتيجة عمل او اصابة القدم او اصابة الحبال الصوتية مثالً‪.‬‬
‫‪ - ‬التامين على االشياء ‪:‬‬
‫‪ ‬التامين من االضرار التي تصيب مال الشخص ال شخصه (تامين ضد المخاطر) كتامين‬
‫السيارة او المنزل‪.‬‬
‫‪ - ‬التامين من المسئولية‪:‬‬
‫‪ ‬التامين من االضرار التي تصيب ذمة المستامن المالية ان تحققت مسؤوليته قبل‬
‫المضرور ورجع عليه بالتعويض ‪ ،‬مثل التامين ضد حوادث السيارات وحوادث‬
‫اصابات العمل‪.‬‬
‫اركان عقد التأمين‬
‫‪‬التراضي والمحل‬
‫‪ -1‬الرضا‬
‫‪ ‬التامين عقد رضائي من الناحية النظرية وشكلي او عيني من الناحية العملية‬
‫‪ -2‬المحل‬
‫‪‬الخطر هو محل عقد التامين ‪ ،‬شروط يجب توافرها في الخطر‬
‫‪‬أ‪ -‬ان يكون الخطر محتمال‬
‫‪‬ب‪ -‬اال يتوقف وقوعه على محض ارادة المستامن‬
‫‪‬ج‪ -‬ان يكون الخطر مشروعا‬
‫اثار عقد التأمين‬
‫‪ ‬التزامات المستامن ‪:‬‬
‫‪ - 1 ‬التزامه بتقديم البيانات الجوهرية المتعلقة بالخطر‬
‫‪ ‬أ‪ -‬ان تكون جوهرية بالنسبة لتحديد الخطر‬
‫‪ ‬بيانات موضوعية متعلقة بالشيء المؤمن السفينة المنزل الص&حة الخ‪.‬‬
‫‪ ‬بيانات ذاتية او شخصية متعلقة بشخصية المستامن& والتي& تؤثر في تحديد الخطر محل& العقد كمعرفة وظيفته ومهنته‬
‫واخالقه في التامين من المسؤولية او مقدار ما يبذله من عناية بصحته في التامين على الحياة او ماضيه التاميني في&‬
‫التامين& على االشياء‬
‫‪ ‬االهمية تكمن في البيانات الموضوعية لتحديد قسط التامين ‪ ،‬اما البيانات الشخصية يتوقف& عليها تحديد مسالة ابرام‬
‫العقد او عدمه‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد المسائل& الجوهرية امر متروك للقاض&ي‬
‫‪ ‬ب‪ -‬ان تكون البيانات معلومة للمستامن ومجهولة للمؤمن ( اي شخص& في شركة التامين له عالقة بالعقد)‪.‬‬
‫‪ ‬هذا يقتض&يه مبدا حسن النية ولو لم ينص عليه في العقد‪ ،‬وهو التزام مستمر يبدا من ابرام العقد وينتهي بانتهائه‬
‫‪ ‬جزاء االخالل ابطال العقد للغلط او التدليس كلما استطااع& المؤمن اثبات ان المستامن اخفى المعلومات بغرض&‬
‫تضليله سواء قام بطلب المعلومات او كان المستامن يعلم باهمية تلك& المعلومات ولو لم يطلبها المؤمن‪.‬‬
‫‪ -2 ‬التزامه بدفع القسط‬
‫‪ ‬يعد هذا هو االلتزام الجوهري بالنسبة للمستامن سواء كان القسط التاميني دفعة واحدة او على دفعات‬
‫‪ ‬جزاء االمتناع& عن الوفاء بالقسط او التاخر في دفعه بعد اعذار المستامن اما التنفيذ الجبري العيني بواسطة القضاء او‬
‫الفسخ ‪ ،‬وعليه فان المؤمن ال يتحلل من التزامه بضمان الخطر المؤمن منه اال ان حصل& على حكم بفسخ العقد ومن&‬
‫اثار عقد التأمين‬
‫‪ ‬التزامات المستامن ‪:‬‬
‫‪ -3 ‬االلتزامات المترتبة على وقوع الكارثة (االلتزام باالخطار)‬
‫‪ ‬يلتزم المستامن عند وقوع الخطر (الكار&ثة ) ان يبلغ المؤمن حال وقوعها في خالل مدة‬
‫معينة يتم االتفاق عليها صراحة في وثيقة التامين‪.‬‬
‫‪ ‬جزاء االخالل بااللتزامات المترتبة على وقوع الكارثة وهو سقوط حق المستامن في مبلغ‬
‫التامين وضياع االقساط التي دفعها عليه واحتفاظ المؤمن بها رغم وقوع الكارثة المؤمن‬
‫منها لذا فالسقوط ليس بطالن للعقد بل حرمان المستامن من مبلغ التامين ولذا فالع&قد قائم‬
‫ومستمر لكوارث اخرى خالل المدة الزمنية المتفق عليها لذا فالسقوط جزاء قابل لالنقسام‪.‬‬
‫‪ ‬شروط صحة اشتراط السقوط‪:‬‬
‫‪ -1 ‬ان يرد النص عليه صراحة وبوضوح في وثيقة التامين‬
‫‪ -2 ‬اال يكون السقوط بسبب مخالفة القوانين واللوائح اال في المخالفة التي تتضمن جناية او‬
‫جنحه عمدية‬
‫‪ -3 ‬اال يكون لدى الم&ستامن عذر مقبول لعدم القيام بالتزامه‬
‫‪ -4 ‬اال ينزل المؤمن صراحة او ضمنا عن جزاء السقوط‬
‫اثار عقد التأمين‬
‫‪ ‬التزامات المؤمن‪:‬‬
‫‪  ‬تدل النصوص القانونية على أنه يجب على المؤمن عند تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬أو حلول األجل المنص&وص‬
‫عليه في العقد أن يدفع مبلغ التأمين‬
‫‪  ‬وعلى ضوء ذلك فإن حلول االلتزام هو متى تحقق الخطر المؤمن منه‬
‫‪ ‬في التأمين على الحياة متى حل أجل العقد حيث قد يكون موت المستأمن ‪ ،‬أو يكون أجالً معينا ً ‪ ،‬وأن الدائن الذي‬
‫يدفع له هو المستأمن نفسه ‪ ،‬أو المستفيد ‪ ،‬وقد ينتقل إلى خلف& عام أو خاص& وأن محل االلتزام في التأمين على‬
‫األشخاص هو مبلغ التأمين المذكور في وثيقة التأمين يدفعه كامالً إذا حل أجل العقد ‪ ،‬أو تحقق الخطر المؤمن‬
‫منه ‪.‬‬
‫‪  ‬وأما محل االلتزام في التأمين من األضرار هو المبلغ المذكور في وثيقة التأمين كحد أقص&ى ‪ ،‬ولكن ال يجوز أن‬
‫يز&يد على قيمة الضرر الذي لحق المستأمن ‪ ،‬وذلك وفقا ً لمبدأ التعويض ‪ ،‬كما ال يجوز& أن يز&يد& على نسبة من مبلغ‬
‫التأمين تعادل نسبة الجزء الذي تلف إلى الشيء المؤمن عليه كله وفقا ً للقاعدة النسبية إذا كان مبلغ التأمين أقل من‬
‫قيمة الشيء المؤمن عليه ‪ ،‬وكان بعض هذ&ا الشيء هو الذي لحقه التلف‪.‬‬
‫‪  ‬قد يتحقق الخطر المؤمن منه بفعل الغير فتنعقد& مسؤوليته التعاقد&ية او التقصيرية قبل المستأمن ‪ ،‬وحينئ ٍذ‬
‫يكون‪ ‬له‪ ‬الحق في مطالبة المسؤول بتعويض ما أصابه من ضرر& وفقا ً للقواعد العامة في المسؤولية المدنية ‪ ،‬ولكنه‬
‫من جانب آخر فله عقد التأمين الذ&ي يغطي هذا الخطر ‪ ،‬ولذلك فإن المؤمن ال يحق له التحلل من التزامه بد&فع مبلغ‬
‫التأمين إلى المستأمن تنفيذاً للعقد بل يجب‪ ‬عليه‪ ‬ذ&لك ‪ ،‬ولكن إذا قام بتعويضه كان‪ ‬له الحق في الرجوع على ذلك‬
‫الشخص المسؤول عن الحادث ‪ ،‬بالدعوى التقصيرية عند بعض ‪ ،‬او الرجوع بدعوى الحلول ‪ ،‬أي أن المؤمن‬
‫يحل محل المستأمن في سائر الدعاوى التي تنشأ قبل الغير المسؤول عن الحادث‬
‫انتهاء عقد التأمين‬
‫‪ ‬لما كان عقد التأمين عقداً زمنيا ً فإنه ينته&ي بانقضاء مدته ‪ ،‬وقد ينتهي ألسباب أخرى ‪،‬‬
‫من أهمها الفسخ ‪ ‬‬
‫‪‬أن عقد التأمين ال يجدد تجديداً ضمنيا ً بل ال بد من تجديد صريح من خالل اتفاق صريح‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫‪‬أن شروط تمديد عقد التامين أربعة شروط وهي ‪ :‬‬
‫‪ -1‬أن يك&ون عقد تأمين م&ن األضرار‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يك&ون هناك شرط صريح في وثيقة التأمين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تنقضي مدة العقد بأكملها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يسكت المستأمن ‪ ،‬وال يعارض في امتداد العقد‪.‬‬
‫‪ ‬ويترتب على التمديد استمرار العقد السابق األصلي بك&ل شروطه‪ ‬وآثاره ‪.‬‬
‫حكم عقد التأمين التجاري والتعاوني‬
‫‪ ‬بناء على قرار مجلس المجمع المتخذ بجلسة األربعاء ‪ 14‬شعبان ‪1398‬هـ المتضمن تكليف& كل من أصحاب الفضيلة‬
‫الشيخ‪ /‬عبد العزيز& بن باز‪ ،‬والشيخ‪ /‬محمد محمود& الصواف‪ ،‬والشيخ‪ /‬محمد بن عبد هللا السبيل بصياغة قرار&‬
‫مجلس& المجمع حول التأمين بشتى أنواعه وأشكاله‪ .‬‬
‫وعليه فقد& حضرت اللجنة المشار& إليها وبعد المداولة أقر&ت ما يلي‪ :‬‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه أما بعد‪ :‬‬
‫فإن مجمع الفقه اإلسالمي في دورته األولى المنعقد&ة في ‪ 10‬شعبان ‪1398‬هـ بمكة المكر&مة بمقر رابطة العالم‬
‫اإلسالمي قد نظر في موضوع التأمين بأنواعه المختلفة‪ ،‬بعد ما اطلع على كثير مما كتبه العلماء في ذلك‪ ،‬وبعد& ما‬
‫اطلع أيضا ً على ما قرره مجلس& هيئة كبار العلماء في المملكة العر&بية السعودية في دور&ته العاشر&ة بمدينة الرياض&‬
‫بتاريخ ‪1397 /4/4‬هـ بقراره رقم (‪ )55‬من التحريم للتأمين التجاري بأنواعه‪ .‬‬
‫وبعد الدراسة الوافية وتد&اول الرأي في ذلك قرر مجلس المجمع الفقهي باإلجماع عدا فضيلة الشيخ‪ /‬مصطفى‬
‫الزر&قاء تحر&يم التأمين التجاري بجميع أنواعه سواء كان على النفس‪ ،‬أو البض&ائع التجارية‪ ،‬أو غير ذلك لألدلة اآلتية‪:‬‬
‫األول‪  :‬عقد التأمين التجاري من عقود المعاوضات المالية االحتمالية المشتملة على الغر&ر الفاحش‪ ،‬ألن المستأمن ال‬
‫يستطيع أن يعر&ف وقت العقد& مقدار ما يعطي‪ ،‬أو يأخذ&‪ ،‬فقد يدفع قسطاً‪ ،‬أو قسطين‪ ،‬ثم تقع الكار&ثة فيستحق ما التزم به‬
‫المؤ ِمن‪ ،‬وقد& ال تقع الكارثة أصالً‪ ،‬فيدفع جميع األقساط‪ ،‬وال يأخذ شيئاً‪ ،‬وكذلك المؤ ِمن ال يستطيع أن يحدد ما يعطي‬
‫ويأخذ بالنسبة لكل عقد بمفر&ده‪ ،‬وقد& ورد& في الحديث الصحيح عن النبي صلى هللا عليه وسلم النهي عن بيع الغرر‪ .‬‬
‫الثاني‪ :‬عقد التأمين التجار&ي ضرب من ضر&وب المقامرة لما فيه من المخاطرة في معاوضات مالية‪ ،‬ومن الغرم بال‬
‫جناية أو تسبب فيها‪ ،‬ومن الغنم بال مقابل‪ ،‬أو مقابل غير مكافئ‪ ،‬فإن المستأمن قد يدفع قسطا ً من التأمين‪ ،‬ثم يقع‬
‫الحاد&ث‪ ،‬فيغر&م المؤمن كل مبلغ التأمين‪ ،‬وقد ال يقع الخطر‪ ،‬ومع ذلك يغنم المؤمن أقساط التأمين بال مقابل‪ ،‬وإذا‬
‫استحكمت فيه الجهالة كان قماراً‪ ،‬ودخل في عموم النهي عن الميسر في قوله تعالى‪( :‬يآ أيها الذين آمنوا إنما الخمر‬
‫حكم عقد التأمين التجاري والتعاوني‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬عقد التأمين ا&لتجاري يشتمل على ربا ا&لفضل والنسأ‪ ،‬فإن الشركة إذا دفعت ل&لمستأمن‪ ،‬أو لورثته‪ ،‬أو‬
‫للمستفيد أكثر مما دفعه من النقود لها‪ ،‬فهو ربا فضل‪ ،‬والمؤمن يدفع ذل&ك للمستأمن بعد مدة‪ ،‬فيكون ربا نسأ‪ ،‬وإذا‬
‫دفعت الشركة لل&مستأمن مثل ما دفعه لها يكون ربا نسأ فقط‪ ،‬وكالهما محرم بالنص وا&إلجماع‪ .‬‬
‫‪ ‬الرابع‪  :‬عقد التأمين التجاري من الرهان المحرم‪ ،‬ألن كال منهما فيه جهالة وغرر ومقامرة‪ ،‬ولم يبح الشرع من‬
‫الرهان إال ما فيه نصرة لإلسالم‪ ،‬وظهور ألعالمه بالحجة والسنان‪ ،‬وقد حصر النبي صلى هللا عليه وسلم رخصة‬
‫ال سبق إال في خف أو حافر أو نصل" وليس ا&لتأمين من‬ ‫الرهان بعوض في ثالثة بقول&ه صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ذلك‪ ،‬وال شبيها ً به فكان محرماً‪ .‬‬
‫الخامس‪ :‬عقد التأمين التجاري فيه أخذ مال الغير بال مقابل‪ ،‬وأخذ ا&لمال بال مقابل في عقود المعاوضات التجارية‬
‫محرم‪ ،‬لدخوله في عموم النهي في قوله تعالى‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون‬
‫تجارة عن تراض منكم)‪ .‬‬
‫‪ ‬السادس‪ :‬في عقد التأمين التجاري اإللزام بما ال يلزم شرعاً‪ ،‬فإن المؤمن لم يحدث ا&لخطر منه‪ ،‬ولم يتسبب في‬
‫حدوثه‪ ،‬وإنما كان منه مجرد التعاقد مع المستأمن على ضمان الخطر على تقدير وقوعه مقابل مبلغ يدفعه‬
‫المستأمن له‪ ،‬والمؤمن لم يبذل عمالً للمستأمن فكان حراماً‪.‬‬
‫‪ ‬وأما ما استدل به المبيحون للتأمين التجاري مطلقاً‪ ،‬أو في بعض أنواعه فالجواب عنه ما يلي‪ :‬‬
‫‪ /1‬االستدالل باالستصالح غير صحيح‪ ،‬فإن المصالح في الشريعة اإلسالمية ثالثة أقسام‪ :‬قسم شهد الشرع‬
‫باعتباره فهو حجة‪  .‬وقسم سكت عنه الشرع فلم يشهد له بإلغاء وال اعتبار فهو مصلحة مرسلة‪ ،‬وهذا محل اجتهاد‬
‫المجتهدين‪ .‬والقسم الثالث ما شهد ال&شرع بإلغائه‪.‬‬
‫‪ ‬وعقود التأمين التجاري فيها جهالة وغرر وقمار وربا‪ ،‬فكانت مما شهدت الشريعة بإلغائه لغلبة جانب المفسدة فيه‬
‫حكم عقد التأمين" التجاري والتعاوني‬
‫‪ / 2 ‬اإلباحة األصلية ال تصلح دليالً هنا‪ ،‬ألن عقود التأمين التجاري قامت األدلة على مناقضتها ألدلة الكتاب والسنة‪ .‬والعمل‬
‫باإلباحة األصلية مشروط بعدم الناقل عنها‪ ،‬وقد وجد فبطل االستدالل بها‪ .‬‬
‫‪" / 3 ‬الضرورات تبيح المحظورات "ال يصح االستدالل به هنا‪ ،‬فإن ما أباحه هللا من طرق كسب الطيبات أكثر أضعافا ً‬
‫مضاعفة مما حرمه عليهم‪ ،‬فليس هناك ضرورة معتبرة شرعا ً تلجئ إلى ما حرمته الشريعة من التأمين‪.‬‬
‫‪/ 4 ‬ال يصح االستدالل بالعرف فإن العرف ليس من أدلة تشريع األحكام‪ ،‬وإنما يبنى عليه في تطبيق األحكام وفهم المراد‬
‫من ألفاظ النصوص‪ ،‬ومن عبارات الناس في إيمانهم وتداعيهم وأخبارهم وسائر ما يحتاج إلى تحديد المقصود منه من‬
‫األفعال واألقوال‪ ،‬فال تأثير له فيما تبين أمره وتعين المقصود منه‪ ،‬وقد دلت األدلة داللة واضحة على منع التأمين فال‬
‫اعتبار به معها‪ .‬‬
‫‪ / 5‬االستدالل بأن عقود التأمين التجاري من عقود المضاربة‪ ،‬أو في معناه غير صحيح‪ ،‬فإن رأس المال في المضاربة لم‬
‫يخرج عن ملك صاحبه‪ ،‬وما يدفعه المستأمن يخرج بعقد التأمين من ملكه إلى ملك الشركة حسبما يقضي به نظام التأمين‪،‬‬
‫وأن رأس مال المضاربة يستحقه ورثة مالكه عند موته‪ ،‬وفي التأمين قد يستحق الورثة نظاما ً مبلغ التأمين‪ ،‬ولو لم يدفع‬
‫مورثهم إال قسطا ً واحداً‪ ،‬وقد ال يستحقون شيئا ً إذا جعل المستفيد سوى المستأمن وورثته‪ ،‬وأن الربح في المضاربة يكون‬
‫بين الشريكين نسبا ً مئوية بخالف التأمين فربح رأس المال وخسارته للشركة‪ ،‬وليس للمستأمن إال مبلغ التأمين‪ ،‬أو مبلغ غير‬
‫محدد‪.‬‬
‫‪ / 6‬قياس عقود التأمين على والء المواالة عند من يقول به غير صحيح‪ ،‬فإنه قياس مع الفارق‪ ،‬ومن الفروق بينهما أن عقود‬
‫التأمين هدفها الربح المادي المشوب بالغرر وبالقمار وفاحش الجهالة‪ ،‬بخالف عقد والء المواالة‪ ،‬فالقصد األول فيه التآخي‬
‫في اإلسالم والتناصر‪ ،‬والتعاون في الشدة والرخاء وسائر األحوال‪ ،‬وما يكون من كسب مادي‪ ،‬فالقصد إليه بالتبع‪ .‬‬
‫‪ / 7‬قياس عقد التأمين التجاري على الوعد الملزم عند من يقول به ال يصح‪ ،‬ألنه قياس مع الفارق ومن الفروق‪ ،‬أن الوعد‬
‫بقرض‪ ،‬أو إعارة‪ ،‬أو تحمل خسارة مثالً من باب المعروف المحض‪ ،‬فكان الوفاء به واجباً‪ ،‬أو من مكارم األخالق بخالف‬
‫عقود التأمين‪ ،‬فإنها معاوضة تجارية باعثها الربح المادي‪ ،‬فال يغتفر فيها ما يغتفر في التبرعات من الجهالة والغرر‪ .‬‬
‫حكم عقد التأمين التجاري والتعاوني‬
‫‪ /8 ‬قياس& عقود& التأمين التجاري على ضمان المجهول‪ ،‬وضمان ما لم يجب قياس& غير& صحيح ألنه قياس مع الفارق‬
‫أيضا ً‪ ،‬ومن الفروق أن الضمان نوع من التبرع يقصد به اإلحسان المحض بخالف التأمين‪ ،‬فإنه عقد معاوضة‬
‫تجارية يقصد& منها أوالً الكسب المادي‪ ،‬فإن تر&تب عليه معروف&‪ ،‬فهو تابع غير مقصود إليه‪ ،‬واألحكام يراعى فيها‬
‫األص&ل ال التابع ما دام تابعا ً غير مقصود إليه‪ .‬‬
‫‪ /9‬قياس عقود التأمين التجاري على ضمان خطر الطر&يق ال يصح فإنه قياس مع الفارق كما سبق في الدليل قبله‪ .‬‬
‫‪ /10 ‬قياس عقود التأمين التجاري على نظام التقاعد غير صحيح‪ ،‬فإنه قياس مع الفارق أيضاً‪ ،‬ألن ما يعطى من‬
‫التقاعد حق التزم به ولي األمر باعتباره مسئوالً عن رعيته‪ ،‬ور&اعى في صر&فه ما قام به الموظف من خدمة األمة‪،‬‬
‫ووضع له نظاما ً راعى فيه مصلحة أقرب الناس إلى الموظف‪ ،‬ونظر إلى مظنة الحاجة فيهم‪ ،‬فليس نظام التقاعد من‬
‫باب المعاوض&ات المالية بين الدولة وموظفيها‪ ،‬وعلى هذا ال شبه بينه وبين التأمين الذي هو من عقود المعاوضات‬
‫المالية التجارية التي يقصد بها استغالل الشركات للمستأمنين‪ ،‬والكسب من ورائهم بطرق غير& مشروعة‪ .‬ألن ما‬
‫يعطى في حالة التقاعد& يعتبر حقا ً التزم به من حكومات مسئولة عن رعيتها‪ ،‬وتصرفها لمن قام بخد&مة األمة كفاء‬
‫لمعر&وفه‪ ،‬وتعاونا ً معه جزاء تعاونه ببدنه‪ ،‬وفكره وقطع الكثير من فراغه في سبيل النهوض معها باألمة‪ .‬‬
‫‪ /11‬قياس نظام التأمين التجار&ي وعقوده على نظام العاقلة ال يصح‪ ،‬فإنه قياس& مع الفار&ق‪ ،‬ومن الفر&وق أن األصل‬
‫في تحمل العاقلة لدية الخطأ وشبه العمد ما بينها وبين القاتل خطأ‪ ،‬أو شبه العمد من الر&حم والقرابة التي تدعو إلى‬
‫النصرة والتواصل والتعاون وإسداء المعروف‪ ،‬ولو دون مقابل‪ ،‬وعقود التأمين التجارية استغاللية تقوم على‬
‫معاوضات مالية محضة ال تمت إلى عاطفة اإلحسان‪ ،‬وبواعث المعر&وف بصلة‪ .‬‬
‫‪ /12‬قياس عقود التأمين التجار&ي على عقود الحر&اسة غير& صحيح‪ ،‬ألنه قياس مع الفارق أيض&ا ً‪ .‬ومن الفروق أن‬
‫األمان ليس محالً للعقد في المسألتين‪ ،‬وإنما محله في التأمين األقساط ومبلغ التأمين‪ ،‬وفي الحر&اسة األجرة وعمل‬
‫الحارس‪ ،‬أما األمان فغاية ونتيجة‪ ،‬وإال لما استحق الحارس& األجرة عند ضياع المحروس‪ .‬‬
‫حكم عقد التأمين التجاري والتعاوني‬
‫‪ / 13 ‬قياس التأمين ع&لى اإليداع ال يصح ألنه قياس مع الفارق أيضا ً‪ ،‬فإن األجرة في اإليداع عوض عن قيام األمين&‬
‫بحفظ شيء في حوزته يحوطه بخالف التأمين‪ ،‬فإن ما يدفعه المستأمن ال يقابله عمل من المؤ&من‪ ،‬ويعود إلى المستأمن&‬
‫بمنفعة إنما هو ضمان األمن والطمأنينة‪ ،‬وشرط العوض عن الضمان ال يصح‪ ،‬بل هو مفسد للعقد وإن جعل& مبلغ‬
‫التأمين في مقابلة األقساط كان معاوضة تجارية جعل فيها مبلغ التأمين‪ ،‬أو زمنه ‪ ،‬فاختلف في عقد اإليداع بأجر‪ .‬‬
‫‪ / 14‬قياس التأمين على ما عرف& بقضية تجار البز مع الحاكة ال يصح‪ .‬والفرق بينهما أن المقيس عليه من التأمين&‬
‫التعاوني‪ ،‬وهو تعاون محض& والمقيس تأمين& تجاري وهو معاوضات تجارية فال يصح القياس‪ .‬‬
‫كما قرر مجلس المجمع باإلجماع& الموافقة على قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم (‪)51‬‬
‫وتاريخ ‪ 1397 /4/4‬ه من جواز التأمين التعاوني بدالً ع&ن التأمين التجاري المحرم والمنوه عنه آنفا ً لألدلة اآلتية‪ .‬‬
‫‪ ‬األول&‪ :‬أن التأمين التعاوني من& عقود التبرع& التي يقصد بها أصالة التعاون على& تفتيت األخطار‪ ،‬واالشتراك& في تحمل&‬
‫المسئولية عند نزول& الكوارث‪ ،‬وذلك& عن طريق إسهام أشخاص بمبالغ نقدية تخصص لتعويض& من يصيبه الض&رر‪،‬‬
‫فجماعة التأمين التعاوني ال يستهدفون تجارة‪ ،‬وال ربحا ً من أموال& غيرهم‪ ،‬و&إنما يقص&دون توزيع األخطار بينهم‬
‫والتعاون على تحمل الضرر‪ .‬‬
‫الثاني‪  :‬خلو التأمين التعاوني من الربا بنوعيه‪ :‬ربا الفضل&‪ ،‬وربا النسأ‪ ،‬فليست عقود المساهمين ربوية‪ ،‬وال يستغلون ما‬
‫جمع من األقساط في معامالت ربوية‪ .‬‬
‫الثالث& ‪ :‬أنه ال يضر جهل المساهمين في التأمين التعاوني بتحديد ما يعود عليهم من النفع‪ ،‬ألنهم متبرعون‪ ،‬فال مخاطرة‬
‫وال غرر وال مقامرة بخالف& التأمين التجاري‪ ،‬فإنه عقد معاو&ضة مالية تجارية‪ .‬‬
‫الرابع ‪ :‬قيام جماعة من المساهمين‪ ،‬أو من يمثلهم باستثمار ما جمع من األقساط لتحقيق الغرض& الذي من أجله أنشئ‬
‫هذا التعاون‪ ،‬سواء كان القيام بذلك تبرعاً‪ ،‬أو مقابل أجر معين‪ .‬‬
‫حكم عقد التأمين" التجاري والتعاوني‬
‫ورأى المجلس أن يكون التأمين التعاوني على شكل شركة تأمين تعاونية مختلطة لألمور اآلتية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬‬
‫االلتزام بالفكر االقتصادي اإلسالمي الذي يترك لألفراد مسئولية القيام بمختلف المشروعات االقتصادية‪ ،‬وال يأتي دور الدولة إال‬
‫كعنصر مكمل لما عجز األفراد عن القيام به‪ ،‬وكدور موجه ورقيب لضمان نجاح& هذه المشروعات وسالمة عملياتها‪ .‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬‬
‫االلتزام بالفكر التعاوني التأميني الذي بمقتضاه يستقل المتعاونون بالمشروع كله من حيث تشغيله‪ ،‬ومن حيث الجهاز التنفيذي‬
‫ومسئولية إدارة المشروع‪ .‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬‬
‫تدريب األهالي على مباشرة التأمين التعاوني وإيجاد المبادرات الفردية واالستفادة من البواعث الشخصية‪ ،‬فال شك أن مشاركة‬
‫األهالي في اإلدارة تجعلهم أكثر حرصا ً ويقظة على تجنب وقوع المخاطر التي يدفعون مجتمعين تكلفة تعويضها مما يحقق بالتالي‬
‫مصلحة لهم في إنجاح التأمين التعاوني‪ ،‬إذ أن تجنب المخاطر يعود عليهم بأقساط أقل في المستقبل‪ ،‬كما أن وقوعها قد يحملهم أقساطا ً‬
‫أكبر في المستقبل‪ .‬‬
‫رابعا ً‪:‬‬
‫صورة الشركة المختلطة ال يجعل التأمين كما لو كان هبة‪ ،‬أو منحة من الدولة للمستفيدين منه‪ ،‬بل بمشاركة منها معهم فقط لحمايتهم‬
‫ومساندتهم باعتبارهم هم أصحاب المصلحة الفعلية‪ ،‬وهذا موقف أكثر إيجابية ليشعر معه المتعاونون بدور الدولة‪ ،‬وال يعفيهم في‬
‫نفس الوقت من المسئولية‪ .‬‬
‫ويرى المجلس أن يراعى في وضع المواد التفصيلية للعمل بالتأمين التعاوني األسس اآلتية‪:‬‬
‫األول‪:‬‬
‫أن يكون لمنظمة التأمين التعاوني مركز له فروع في كافة المدن‪ ،‬وأن يكون بالمنظمة أقسام تتوزع بحسب األخطار المراد تغطيتها‪،‬‬
‫وبحسب مختلف فئات‪ ،‬ومهن المتعاونين‪ ،‬كأن يكون هناك قسم للتأمين الصحي‪ ،‬وثان للتأمين ضد العجز والشيخوخة‪ ..‬الخ‪ .‬أو يكون‬
‫هناك قسم لتأمين الباعة المتجولين‪ ،‬وآخر للتجار‪ ،‬وثالث للطلبة‪ ،‬ورابع ألصحاب المهن الحرة كالمهندسين واألطباء المحامين‪..‬الخ‪ .‬‬
‫حكم عقد التأمين" التجاري والتعاوني‬
‫الثاني‪ :‬‬
‫أن تكون منظمة التأمين التعاوني على د&رجة كبيرة من المرونة‪ ،‬والبعد عن األساليب المعقدة‪ .‬‬
‫الثالث‪ :‬‬
‫أن يكون للمنظمة مجلس أعلى يقر&ر خطط العمل‪ ،‬ويقترح ما يلز&مها من لوائح وقرارات تكون نافذ&ة إذ&ا اتفقت مع‬
‫قواعد الشريعة‪ .‬‬
‫الر&ابع‪ :‬‬
‫يمثل الحكومة في هذا المجلس من تختاره من األعضاء‪ ،‬ويمثل المساهمين من يختارونه ليكونوا أعضاء في‬
‫المجلس ليساعد ذلك على إشراف الحكومة عليها‪ ،‬أو اطمئنانها على سالمة سيرها‪ ،‬وحفظها من التالعب والفشل‪ .‬‬
‫الخامس‪ :‬‬
‫إذا تجاوز&ت المخاطر موار&د الصندوق بما قد يستلز&م ز&يادة األقساط‪ ،‬تقوم الدولة والمشتركون بتحمل هذ&ه الزيادة‪ .‬‬
‫ويؤيد مجلس المجمع الفقهي ما اقتر&حه مجلس هيئة كبار العلماء في قراره المذكور بأن يتولى وضع المواد‬
‫التفصيلية لهذه الشركة التعاونية جماعة من الخبراء المختصين في هذا الشأن‪ .‬‬
‫وهللا ولي التوفيق‪ .‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه‪ .‬‬
‫نائب الرئيس الرئيس محمد علي الحركان عبد هللا بن حميد األمين العام ر&ئيس مجلس القضاء األعلى لرابطة العالم‬
‫اإلسالم في المملكة العربية السعود&ية‬
‫األعضـاء‪ :‬عبد& العزيز بن عبد هللا بن باز& الرئيس العام لإلد&ار&ات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد في‬
‫المملكة العربية‪ .‬محمد محمود& الصواف‪ ،‬صالح بن عثيمين‪ ،‬محمد بن عبد هللا السبيل‪ ،‬محمد& رشيد قباني‪ ،‬مصطفى‬
‫الزر&قاء‪ ،‬محمد رشيدي‪ ،‬عبد القودس الهاشمي الندوي‪ ،‬أبو بكر& جومي‪ .‬‬
‫حكم عقد التأمين التجاري والتعاوني‬

‫قرار رقم ‪2‬‬


‫بشأن التأمين وإعادة الـتأمين‪:‬‬
‫أما بعد‪ :‬‬
‫فإن مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق عن منظمة المؤتمر اإلسالمي في دورة انعقاد مؤتمره الثاني بجدة من ‪ 16 - 10‬ربيع الثاني‬
‫‪1406‬هـ‪ 28-22/‬ديسمبر ‪1985‬م‪.‬‬
‫بعد أن تابع العروض المقدمة من العلماء المشاركين في الدورة حول موضوع " التأمين وإعادة التامين"‪ .‬‬
‫وبعد أن ناقش الدراسات المقدمة‪.‬‬
‫وبعد تعمق البحث في سائر صوره وأنواعه‪ ،‬والمبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬والغايات التي يهدف إليها‪ .‬‬
‫وبعد النظر فيما صدر من المجامع الفقهية والهيئات العلمية بهذا الشأن‪ .‬‬
‫قرر‪ :‬‬
‫‪ -1‬أن عقد التأمين التجاري ذا القسط الثابت الذي تتعامل به شركات التأمين التجاري عقد فيه غرر كبير مفسد للعقد‪ ،‬ولذا فهو حرام‬
‫شرعا ً‪ .‬‬
‫‪ -2‬أن العقد البديل الذي يحترم أصول التعامل اإلسالمي هو عقد التأمين التعاوني القائم على أساس التبرع والتعاون‪ .‬وكذلك الحال‬
‫بالنسبة إلعادة التأمين القائم على أساس التأمين التعاوني‪ .‬‬
‫‪ -3‬دعوة الدول اإلسالمية للعمل على إقامة مؤسسات التأمين التعاوني وكذلك مؤسسات تعاونية إلعادة الـتأمين‪ ،‬حتى يتحرر االقتصاد‬
‫اإلسالمي من االستغالل‪ ،‬ومن مخالفة النظام الذي يرضاه هللا لهذه األمة‪ .‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫ص‪13‬‬

You might also like