You are on page 1of 2

‫املحور األول‪:‬مفهوم التامين والخطر‬

‫أوال ‪:‬ماهية التأمين‬


‫‪.1‬ملحة تاريخية عن نشأة التأمين‬
‫تعود بداية نشاط التأمين الى النصف الثاني من القرن السابع عشر مع ظهور مايعرف بالتأمين على‬
‫الحريق والذي جاء تبعا لزيادة عدد السكان وتطور املدن والقرى والتي كانت في معظمها تتكون من سكنات‬
‫مبنية من الخشب واملتقاربة جد في مابينها‪.‬األمر الذي جعلها شديدة التأثر بأي حريق قد يحدث‪.‬ويعتبر‬
‫تاريخ‪2‬سبتمبر‪ 1666‬أحد األيام السوداء في ذاكرة الشعب البريطاني حيث اندلع حريق في أحد املخبزات‬
‫بلندن ثم توسع شيئا فشيئا حتى أصبح من الصعب التحكم فيه وتطلب ذلك أربعة أيام كاملة وقد نتج‬
‫عنه احتراق‪13000‬منزل على مساحة‪175‬هكتار وتدمير حوالي‪400‬حي‪ .‬وكان أول من راودته فكرة انشاء‬
‫مكتب للتأمين ضد مختلف األخطار هو البريطاني ‪Edward Lioyd‬‬
‫‪.2‬تعريف التأمين‬
‫التأمين هو "اتفاق أو عقد ذو صبغة ثنائية واحتمالية والذي بموجبه يلتزم أحد األطراف يعرف باملؤمن‪-‬‬
‫مقابل دفع قسط أو اشتراك قد يكون سنوي أو ملرة واحدة فقط على تقديم خدمة (التعويض) للطرف‬
‫األخر وهو املؤمن له في حالة تحقق الحادث املتفق عليه في العقد‪".‬‬
‫من هاذين التعريفين تتضح العناصر الجوهرية لعقد التأمين وهي ‪:‬‬
‫‪-‬طرفي العقد‪:‬املؤمن واملؤمن له؛‬
‫‪-‬الخطر‪:‬الذي تم التأمين ضده؛‬
‫‪-‬القسط‪:‬وهو املبلغ الذي يدفعه املؤمن له إلى املؤمن؛‬
‫‪-‬التعويض‪:‬يقدمه املؤمن الى املؤمن له عند تحقق الخطر‪.‬‬
‫ان عقد التأمين هو عقد احتمالي فالخدمة التي يؤديها املؤمن إلى املؤمن له (التعويض)مرتبط بمدى تحقق‬
‫الخطر املؤمن ضده فان لم يتحقق اليستوجب على املؤمن دفع أي ش يء‪.‬‬
‫‪.3‬مبادئ التأمين‬
‫يقوم التأمين على مبدأين أساسين وهما‪:‬مبدأ التضامن‪ ،‬ومبدأ قانون األعداد الكبيرة‪.‬‬
‫مبدأ التضامن‪:‬‬
‫يعرف على أنه مجموع األشخاص أو املمتلكات التي تواجه أخطارا متجانسة من وجهة نظر املؤمن حيث‬
‫يتضامنون في مابينهم من أجل تقاسم األعباء التي تنتج عن إصابة أحدهم بالخطر املؤمن ضده ويشكل‬
‫مبدأ التضامن جوهر وجود النشاط التأميني‪.‬‬
‫‪-‬قانون األعداد الكبيرة ‪:‬يفهم على أساس أن املؤمن اليقوم بتأمين املؤمن له ضد خطر يواجهه وحده‬
‫فقط دون غيره فهو في هذه الحالة يصبح مجرد مراهن ‪:‬إما أن ال يتحقق الخطر فال يدفع له شيئا وإما أن‬

‫‪1‬‬
‫يتحقق الخطر فيقوم بتعويضه ويحقق خسارة‪.‬لذلك يقوم املؤمن بتأمين الخطر الذي يتعرض له‬
‫مجموعة كبيرة من الناس‪.‬‬
‫‪.4‬أهمية التأمين‬
‫لوجود التأمين فوائد على االقتصاد الوطني نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬اقبال املستثمرين والسيما الصغار منهم على النشاطات االقتصادية املعرضة للمخاطر والتي يحتاجها‬
‫املجتمع(مثال الزراعة املعرضة لتقلبات املناخ)‪،‬وبالتالي فغياب التأمين يضعف فاعلية االقتصاد ككل‬
‫بسبب وجود حالة عدم التأكد املثبطة لالستثمار؛‬
‫‪-‬ضمان استمرار املشروعات االقتصادية التي تتعرض لخسائر نتيجة تحقق خطر ما‪.‬أي اعادة تشكيل‬
‫رأس املال املنتج في حالة تحقق الخطر؛‬
‫‪-‬تجميع مبالغ ضخمة لدى شركات التأمين (املتأتية من األقساط املدفوعة من املؤمن لهم)والتي تقوم‬
‫باقراضها ملؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام ولذلك أصبحت شركات التأمين تلعب دورا مهما في‬
‫تحقيق االدخار وتمويل النشاطات االقتصادية ‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للتأمين االجتماعي والصحي وكذلك صناديق التقاعد فانها تقوم بدور هام في تحقيق التكافل‬
‫االجتماعي واملحافظة على العنصر البشري في مواجهة البطالة واملرض والعجز والشيخوخة وغير ذلك من‬
‫األحداث الطارئة التي تصيب األفراد‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مفهوم الخطرفي التأمين‬


‫يعرف الخطر على أنه ما يتعرض له اإلنسان في شخصه (بدنه أو حياته)أو في ممتلكاته أو في ذمته‬
‫(املسؤولية املدنية)بحيث ال يمكن تجنبه والذي إذا ما وقع نتجت عنه أعباء مالية وخسارة قد تصل في‬
‫بعض األحيان إلى حد يعجز معه على تحملها‪.‬‬
‫وعليه فانه ليس أي خطر يواجهه اإلنسان يكون قابال للتأمين وإنما هناك شروط معينة البد من توفرها‬
‫حتى يستطيع املؤمن قبول تأمين الخطر وهي‪:‬‬
‫‪-‬الصفة االحتمالية للحادث املراد تأمينه‪:‬بحيث يكون ال إراديا ‪،‬فال يمكن تأمين حوادث معروفة بأنها‬
‫ستحدث مستقبال(مثال شخصت سرقت سيارتة فيريد التأمين ضد السرقة وهذا غير ممكن ألن الحادث‬
‫أصبح يقينيا وليس احتماليا)؛‬
‫‪-‬التعريف الدقيق من طرف املؤمن للخطر املراد تأمينه بغرض تجنب أي تفسيرات أخرى لعقد التأمين‬
‫عند تحقق الخطر؛‬
‫شرعية عملية التأمين‪:‬اذ اليمكن التأمين مثال على مخالفة قانون املرور للتهرب من دفع الغرامة املالية‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like