You are on page 1of 126

‫رسالة لنيل ديبلوم الماستر‬

‫تخصص القانون والبنوك التشاركية والتأمينات التكافلية‬


‫الفوج األول‬
‫تحت عنوان‬

‫الرقابة على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬


‫التكافلي في القانون المغربي والمقارن‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالب الباحث‪:‬‬


‫الدكتورة صباح كوتو‬ ‫ابراهيم بومهاوت‬
‫الدكتور محمد البوشواري‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الدكتورة‪ :‬صباح كوتو‪.....‬أستاذة بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية باكادير‪ ...‬رئيسا ومشرفا‬
‫الدكتور‪ :‬محمد البوشواري‪...‬أستاذ بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية باكادير ‪...‬مشرفا عضوا‬
‫الدكتور‪ :‬عبد الرحيم حيزوم ‪ ........‬أستاذ بكلية العلوم الشرعية جامعة ابن زهر السمارة ‪.........‬عضوا‬

‫السنة الجامعية ‪9102/9102 :‬‬


‫مقدمـــــــــة‪:‬‬
‫مما الشك فيه أن مبدأ التكافل من المبادئ التي جاء بها الدين اإلسالمي منذ أكثر‬
‫من أربعة عشر قرنا‪ ،‬حيث اقتبس الغرب هذا المبدأ من اإلسالم والذي يعرف فيما بعد‬
‫بالتأمين التجاري والذي ساد في أروبا خالل القرن الثالث عشر‪ .‬ومع بداية عصر النهضة‬
‫والثورة الصناعية التي شهدها العالم‪ ،‬انتقل التأمين التجاري بمفهومه الغربي الذي تطبق فيه‬
‫الرأسمالية ويقوم على مبدأ الفائدة والربا إلى بالد اإلسالم والمسلمين‪ ،‬حيث شرع أرباب‬
‫األموال في إنشاء شركات التأمين التجاري على النمط الغربي‪.‬‬

‫وأضحى هذا النظام سائدا في الساحة التجارية واالقتصادية وعلى الشركات‬


‫والمؤسسات التي تعمل في المجال التجاري‪ ،‬وعلى شرائح المجتمعات التي تعمل في القطاع‬
‫العام والخاص‪ ،‬وهذا سيكون له أثر اقتصادي قوي على نظام الدولة والشركات والمجتمع‬
‫واأل فراد‪ ،‬فال يخلوا أي تبادل تجاري بين الغرب والمسلمين وبين المسلمين أنفسهم إال ونرى‬
‫عقد التأمين حاض ار وباديا فيه‪.‬‬

‫وعليه فإن نظام التأمين من بيم أهم القضايا التي شغلت فكر المسلمين والفقهاء‬
‫والباحثين‪ ،‬فكثر النقاش والجدل حوله منذ ظهوره في البلدان اإلسالمية‪ ،‬فعقدت الندوات‬
‫والمؤتمرات الفقهية منذ ‪ 5511‬في مصر وغيرها من البلدان العربية واإلسالمية لبيان موفق‬
‫االسالم منه ومدى شرعيته ومالءمته لطبيعة الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫فمن خالل الندوات والمؤتمرات التي عقدت على فترات طويلة أصدر الفقهاء فتاوى‬
‫بتحريم التأمين التجاري‪ ،‬وأوصوا بالبديل الشرعي وهو التأمين التكافلي وتضمنت الفتاوى‬

‫‪2‬‬
‫كذلك مقترحات وتوصيات من شأنها تفعيل التأمين التكافلي على نطاق واسع ضمن الحدود‬
‫التي رسمتها الشريعة‪.1‬‬

‫ولما كان التأمين التكافلي من بين المواضيع المهمة في النشاط االقتصادي المعاصر‬
‫فقد تعددت التعاريف بتعدد الباحثين الذين تناولوه حيث تناوله البعض منهم كنظام في ما‬
‫تطرق له البعض األخر كعقد وفي ما يلي أبرز التعاريف التي جاءت في ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬عرفه الباحث حسين حامد حسان بأنه‪" :‬اتفاق بين شركة التأمين التكافلي‪،‬‬
‫باعتبارها ممثلة لهيئة المشتركين وشخص طبيعي أو قانوني‪ ،‬على قبوله عضوا في الئحة‬
‫المشتركين والتزامه بدفع مبلغ معلوم 'قسط' على سبيل التبرع منه ومن عوائد استثماره‬
‫ألعضاء هذه الهيئة‪ ،‬على أن تدفع له الشركة نيابة عن هذه الهيئة من أموال التأمين التي‬
‫تجمعها من غيره من المشتركين للتعويض عن الضرر الفعلي الذي أصابه جراء وقوع خطر‬
‫معين (في التأمين على األشياء أو التأمين على األشخاص)‪ ،‬على النحو الذي تحدده وثيقة‬
‫التأمين ويبين أسسه النظام األساسي للشركة"‪.2‬‬

‫‪ -‬كما عرفه الباحث رياض الخليفي بكونه ‪":‬عقد تبرع لصالح مجموعة المشتركين‪،‬‬
‫يلتزم بموجبه المؤمن له بسداد االشتراكات التكافلية المتفق عليها بالقدر واألجل المتفق عليه‪،‬‬
‫كما تلتزم هيئة المشتركين بتعويضه عن الضرر الفعلي حال تحققه‪ ،‬وذلك وفق المبادئ‬

‫‪1‬‬
‫بدأ التطبيق الفعلي لنظام التأمين التكافلي بعد صدور فتوى مجمع الفقه االسالمي التابع لرابطة العالم اإلسالمي في دورته المنعقدة‬
‫بمكة المكرمة سنة ‪5591‬م‪ ،‬وقرار أسبوع الفقه اإلسالمي المنعقد بدمشق سنة ‪5595‬م‪ ،‬ومؤتمر مجمع البحوث العلمية السابع باألزهر‬
‫سنة ‪5519‬م‪ .‬وكانت السودان صاجبة السبق في إنشاء أول شركة تأمين تكافلي سنة ‪5515‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين حامد‪،‬أسس التأمين التكافلي في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ .‬مقال منشور في موقعه االلكتروني ‪www.hh.mm-‬‬
‫‪ ss.com/pagedetails.aspx?id=116‬أطلع عليه ‪ 71‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.59:11‬‬

‫‪3‬‬
‫والشروط والضوابط ا لفنية المتفق عليها والتي ال تتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية"‪.3‬‬

‫‪ -‬وجاء في تعريف هيئة المحاسبة والمراجعة للمالية اإلسالمية‪ " :‬هو اتفاق‬
‫أشخاص يتعرضون ألخطار معينة على تالفي األضرار الناشئة عن هذه األخطار‪ ،‬وذلك‬
‫بدفع اشتراكات على أساس االلتزام بالتبرع‪ ،‬ويتكون من ذلك الصندوق تأمين له حكم‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬وله ذمة مالية مستقلة‪ ،‬يتم منه التعويض عن األضرار التي تلحق أحد‬
‫المشتركين من جراء وقوع األخطار المؤمن منها‪ ،‬وذلك طبقا للوائح والوثائق"‪.4‬‬

‫‪ -‬وقد عرفه الباحث مصطفى الزرقا على أنه‪" :‬تحويل لألضرار التي على ساحة‬
‫الفرد المستأمن الذي يكون عاج از عن احتمالها إلى ساحة الجماعة‪ ،‬لتخفيف وطأتها على‬
‫الجماعة حتى تنتهي إلى درجة ضئيلة جدا بحيث ال يحس بها أحد منهم‪ ،‬فهو ضمان لترميم‬
‫آثار األخطار إذا تحققت ووقعت"‪.5‬‬

‫‪ -‬وجاء في تعريف الباحث عبد الستار أبو غذة‪" :‬هو قيام مجموعة من األشخاص‬
‫باالشتراك في نظام يتيح لهم التعاون في تحمل الضرر الواقع على أحدهم بدفع تعويض‬
‫مناسب للمتضرر من خالل ما يتبرعون به من أقساط"‪.6‬‬

‫‪ -‬أما بخصوص تعريف اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء فترى أن‪" :‬التأمين‬
‫التكافلي هو ذلك التأمين الذي يقوم به عدة أشخاص يتعرضون لنوع من المخاطر‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق اكتتابهم بمبالغ نقدية على سبيل االشتراك‪ ،‬تخصص هذه المبالغ ألداء التعويض‬

‫‪3‬‬
‫رياض منصور الخليفي‪ ،‬قوانين التأمين التكافلي األسس الفنية والمعايير الشرعية‪ .‬بحث مقدم إلى مؤتمر التأمين التعاوني أبعاده‬
‫وآفاقه وموقف الشريعة االسالمية منه‪ ،‬المنظم بالجامعة األردنية خالل الفترة ‪ 55‬و ‪ 57‬أبريل ‪ ،7151‬الصفحة ‪.51‬‬
‫‪4‬‬
‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ .‬المنامة ‪5145‬هـ‪7151/‬م‪ ،‬الصفحة ‪.999‬‬
‫‪5‬‬
‫مصطفى الزرقا‪ ،‬نطام التأمين (حقيقته والرأي الشرعي فيه)‪ .‬مؤسسة الرسالة بيروت ‪ ،5551‬الطبعة ‪ ،1‬الصفحة ‪.17‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد الستار أبو غذة ‪ ،‬أسس التأمين التكافلي‪ .‬بحث مقدم للمؤتمر الثاني للمصارف اإلسالمية‪ ،‬المنعقد بدمشق ما بين ‪ 55‬و ‪54‬‬
‫مارس ‪7111‬م‪ ،‬الصفحة ‪.55‬‬

‫‪4‬‬
‫المستحق من يصيبه الضرر منهم‪ ،‬فإن لم تف األقساط المجموعة طولب األعضاء باشتراك‬
‫إضافي لتغطية العجز‪ ،‬إذا زادت عما صرف من تعويض كان لألعضاء حق استرداد هذه‬
‫الزيادة وكل واحد من اعضاء هذه المجموعة يعتبر مؤمن ومؤمن له وتدار هذه المجموعة‬
‫‪7‬‬
‫بواسطة أعضائها‪".‬‬

‫أما المشرع المغربي فقد عرف التأمين التكافلي في المادة ‪ 5‬من القانون ‪51.55‬‬
‫المتعلق بمدونة التأمينات‪ ،8‬بأنه‪" :‬عملية تأمين تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن‬
‫المجلس العلمي األعلى المنصوص عليه في الظهير الشريف رقم ‪ 5.14.411‬الصادر في‬
‫‪ 7‬ربيع األول ‪ 77( 5171‬أبريل ‪ )7111‬بإعادة تنظيم المجالس العلمية كما تم تتميمه‪،‬‬
‫بهدف تغطية األخطار المنصوص عليها في عقد التأمين التكافلي بواسطة حساب التأمين‬
‫التكافلي يسير‪ ،‬مقابل أجرة التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة للتأمين واعادة التأمين معتمدة لمزاولة‬
‫عمليات التأمين التكافلي‪ .‬وال يمكن في أي حال من األحوال أن يترتب قبض أو أداء أي‬
‫فائدة على عمليات التأمين التكافلي من لدن مقاولة للتأمين واعادة التأمين‪".‬‬

‫التعريف بالموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر انفتاح المغرب على منتجات المالية اإلسالمية بعد مصادقته على القانون‬
‫‪ 514.57‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬نقطة تحول في السياسة‬
‫التشريعية المغربية‪ ،‬جعلت المشرع المغربي يلتفت إلى منتجات االقتصاد االسالمي الشيء‬
‫الذي جعله يتبنى نظام التأمين التكافلي بموجب القانون ‪ 51.55‬المتعلق بمدونة التأمينات‬
‫والذي نظم بموجبه األحكام الخاصة بالتأمين التكافلي إلى جانب نظيره التجاري‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬التأمين‪ .‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬الجزء ‪ ،5595 ،55‬الصفحة ‪.74‬‬
‫‪8‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.17.749‬صادر في ‪ 71‬رجب ‪ 4( 5174‬أكتوبر ‪ 7117‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 51.55‬المتعلق بمدونة التأمينات‬
‫كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،1111‬بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪ ،7117‬الصفحة ‪.1141‬‬

‫‪5‬‬
‫إن التأمين التكافلي باعتباره بديل شرعي للتأمين التجاري يعد من القضايا المعاصرة‬
‫التي تحتاج إلى ضوابط وأحكام شرعية لتمييز المشروع منها من المحظور‪ ،‬وال يتأتى ذلك‬
‫أبدا إال من خالل خلق جهاز رقابي يضطلع بمهمة التدقيق في مدى مطابقة العمليات التي‬
‫تقوم بها مقاوالت التأمين التكافلي مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫وبالتالي فوجود هيئة رقابية ضمن هيكل مؤسسات التأمين التكافلي يعد أحد أهم‬
‫الدعائم األساسية للمؤسسة‪ ،‬فهي تمثل دو ار أساسيا في ضبط ممارسات وأعمال المؤسسة بما‬
‫يتالءم ومبادئ الشريعة‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المشرع قد أخضع مقاوالت التأمين و إعادة التأمين التكافلي إلى‬
‫رقابة قانونية على غرار مقاوالت التأمين التجاري الهدف منها السهر على احترام المقتضيات‬
‫القانونية الواردة في مدونة التأمينات‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتجلى أهمية دراسة الرقابة على مقاوالت التأمين و إعادة التأمين التكافلي باعتبارها‬
‫من منتجات االقتصاد اإلسالمي في عدة جوانب‪:‬‬

‫الجانب النظري‪ :‬تكمن أهمية الدراسة في بيان مدى مشروعية العمليات التي‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم بها المقاوالت المعتمدة لمزاولة هذه العمليات‪ ،‬إضافة إلى دراسة الهيئات الرقابية‬
‫المعتمدة من قبل المشرع المغربي واآلليات التي خولها إياها من أجل القيام بمهامها‪.‬‬
‫الحانب العملي‪ :‬تتجلى أهمية دراسة الرقابة على مقاوالت التأمين و إعادة‬ ‫‪-‬‬
‫التأمين التكافلي في تعزيز الدور الذي تقوم به هذه المقاوالت لفائدة االقتصاد الوطني‪ .‬كما‬
‫ستعزز الرقابة ثقة الجمهور من المتعاملين مع هذه المقاوالت‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتمثل االسباب الذاتية في االهتمام بالمواضيع القانونية ذات الصلة باالقتصاد‬


‫اإلسالمي الذي كان وال زال يفرض نفسه كبديل ناجح وأقل خطورة من النظام الرأسمالي‪ .‬أما‬
‫االسباب الموضوعية فتتمثل كون القطاع التأميني ورغم انتمائه إلى النظام المالى إال أنه لم‬
‫ينل من األهمية القدر الكافي‪ ،‬وال تتم دراسته إال من منظور اقتصادي تقني‪ ،‬إذ هناك نقص‬
‫في الدراسات القانونية المتعلقة بالرقابة على قطاع التأمين‪. 9‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن التأمين التكافلي باعتباره من منتجات المالية اإلسالمية فهو يخضع ألحكام‬
‫ومبادئ الشريعة اإلسالمية كأصل‪ ،‬فضال عن خضوعه لألحكام والقواعد القانونية المنظمة‬
‫للقطاع التأميني‪ .‬وبالتالي فاإلشكالية المطروحة تتجلى في مدى توفق المشرع في المزاوجة‬
‫بين النظا م القانوني والشرعي بخصوص المقتضيات القانونية المتعلقة بالرقابة على هذا‬
‫القطاع؟ وبعبارة أخرى مدى انضباط الجانب القانوني للجانب الشرعي في الرقابة على‬
‫مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي؟‬

‫‪ 9‬هناك دراسات في المغرب ‪-‬وان قلت‪ -‬من اهتمت بتحليل نظام التأمين التكافلي ومن خالل اطالعنا على هذه الدراسات‬
‫التي لها عالقة مباشرة بموضوع بحثتا اخترنا ما يلي‪:‬‬

‫محمد خلوقي‪ :‬خصوصيات التأمين التكافلي في ضوء التشريع المغربي والمقارن‪ .‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬ ‫‪-‬‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة الحسن األول‪ -‬سطات السنة الجامعية ‪.7151/7159‬‬
‫حليمة السباعي‪ :‬التأمين التكافلي في القانون المغربي‪ .‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪-‬‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال جامعة محمد الخامس‪ -‬الرباط السنة الجامعية ‪.7155/7159‬‬
‫عبد الرحيم حيزوم‪ :‬التأمين التعاوني اإلسالمي وتطبيقاته المعاصرة‪ :‬دراسة فقهية تقويمية‪ .‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫االداب والعلوم االنسانية جامعة محمد الخامس السنة الجامعية ‪.7154/7157‬‬

‫‪7‬‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يستلزم موضوع البحث اتباع مجموعة من المناهج حيث اعتمدنا المنهج الوصفي‬
‫لوصف وتحديد الهيئات الرقابية المخول لها سلطة الرقابة قطاع التأمين التكافلي بالمغرب‪،‬‬
‫وكذا المنهج التحليلي قصد تحليل النصوص القانونية وآراء الباحثين المختصين في هذا‬
‫المجال‪ .‬اضافة إلى المنهج المقارن من أجل إدراج بعض التجارب المقارنة في مجال الرقابة‬
‫على التأمين‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫من أجل معالجة االشكال المطروح ارتأينا تقسيم هذه الدراسة إلى فصين‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول تطرقت فيه إلى الرقابة القانونية على مقاوالت التأمين و إعادة‬
‫التأمين التكافلي حيث تناولت في المبحث األول الرقابة القانونية الخارجية والتي تمارسها‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬بينما تناولت في المبحث الثاني الرقابة القانونية‬
‫الداخلية والتي تعتبر من اختصاص مراقب الحسابات‬

‫‪ -‬الفصل الثاني عالجت فيه الرقابة الشرعية على مقاوالت التأمين و إعادة التأمين‬
‫التكافلي حيث تطرقت في المبحث األول إلى مقومات الرقابة الشرعية‪ ،‬بينما خصصت‬
‫المبحث الثاني الختصاصات الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫الرقابة القانونية على مقاولة‬


‫التأمين واعادة التأمين التكافلي‬

‫‪9‬‬
‫يخضع النشاط التأميني للرقابة واإلشراف في معظم دول العالم‪ ،‬وتزداد أهمية هذا‬
‫الدور الرقابي كلما زاد انفتاح السوق الحرة على صناعة التأمين‪ .‬ولم تظهر أجهزة الرقابة‬
‫واإلشراف بشكل منظم إال خالل القرنين األخيرين فبدأت في المملكة المتحدة سنة ‪،5911‬‬
‫وفي النمسا في سنة ‪ ،5991‬وفي سويس ار سنة ‪ ،5991‬وفي فرنسا سنة ‪ ،5959‬وفي‬
‫المانيا سنة ‪ ،5515‬وفي هوالندا سنة ‪.105577‬‬

‫وتهدف الرقابة على قطاع التأمين إلى حماية جميع العناصر الفاعلة في هذا‬
‫القطاع وعلى رأسهم مستهلك التأمين‪ ،‬إضافة إلى تحقيق التأمين لدوره على مستوى النمو‬
‫االقتصادي وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬إن نظام الرقابة على قطاع التأمين يهدف إلى تنظيم سوق التأمين وذلك بالعمل على‬
‫القضاء على حاالت المنافسة غير المشروعة وتجنب االحتكار‪ ،‬باإلضافة إلى التقييم‬
‫المستمر للوضع المالي لمختلف الهيئات التأمينية بما يقضي على الغش والخداع وكثرة‬
‫حاالت االفالس‪.‬‬

‫إن نظام الرقابة على قطاع التأمين يهدف إلى تنمية أسوق التأمين ورفع كفاءاتها‬ ‫‪-‬‬
‫وفاعليتها من خالل إنشاء إطار قانوني وفني سليم لتنمية صناعة التأمين من خالل السهر‬
‫على احترام القواعد المنظمة له وضمان التقيد بها من طرف الفاعلين في سوق التأمين‪.‬‬

‫التحقق من كفاية االحتياطات التي تقابل التزامات المؤمنين وتعهداتهم‪ ،‬مع التأكد من‬ ‫‪-‬‬
‫وجودها‪ ،‬وسالمة السياسة االستثمارية من حيث تحقيقها للضمان والعائد المناسب‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة عمليات إبرام عقود التأمين وذلك من خالل مراقبة أسس حساب األقساط وشروط‬
‫وثائق التأمين‪ ،‬بما ال يؤدي إلى المغاالة في تحديد األقساط أو التعسف في تحديد الشروط ‪.‬‬

‫‪10‬سعد اهلل امال‪ ،‬الرقابة على قطاع التأمين في التشريع الجزائري‪ .‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الخامس عشر‪/‬يونيو ‪،7159‬‬
‫الصفحة ‪.917‬‬

‫‪01‬‬
‫‪ -‬إقامة نظام مالي سليم‪ ،‬وال يكون ذلك إال بإرساء ثقة الجمهور بالمؤسسات التي تشكل‬
‫القطاع المالي إلى جانب االستقرار السياسي واالقتصادي‪ ،‬وهذا ما ينطبق مع سوق التأمين‬
‫فال يمكن أن تكون هناك ثقة ما لم تقم الجهات المكلفة بالمراقبة بالتدخل في رسم السياسة‬
‫االستثمارية في مجال التأمين وتوجيهها تحو إصالح قطاع التأمين‪ ،‬وخلق الضمانات الكفيلة‬
‫لحماية حقوق المؤمن لهم ومختلف العناصر الناشطة في سوق التأمين‪.‬‬

‫‪ -‬حسن استخدام أموال التأمين لغرض التنمية‪ ،‬إذ توجد أموال طائلة تحت يد شركات‬
‫التأمين تستثمر لتدر عوائد إضافية األمر الذي يستلزم وجود قواعد رقابية مناسبة لتوجيه هذه‬
‫األموال نحو المجاالت اإلنمائية للمساهمة في التنمية االقتصادية‪.11‬‬

‫أما على المستوى الوطني فقد شهد قطاع التأمين تطو ار تشريعيا مهما سعى المشرع‬
‫من خالله إلى سن قواعد تمكن الدولة من بسط رقابتها على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‪،‬‬
‫وذلك بواسطة القرار المؤرخ في ‪ 9‬شتنبر ‪ 5515‬الموحد لمراقبة الدولة على مقاوالت التأمين‬
‫واعادة التأمين‪ ،‬ولكي تتمكن الدولة من مراقبة عقود الـتأمين ومراقبة محتواها وآثارها على‬
‫المتعاقدين وخصوصا المتضررين‪ ،‬أصدر المشرع القرار المؤرخ في ‪ 71‬مارس ‪5517‬‬
‫المتعلق بعقود التأمين البري‪ ،‬تلى ذلك مجموعة من التشريعات التي تنظم التأمين في جميع‬
‫فروعه إلى أن صدر القانون ‪ 51.55‬المتعلق بمدونة التأمينات‪ .‬والرقابة هنا هي مجموع‬
‫العمليات واإلجراءات التي تتخذها الدولة بهدف متابعة أعمال مقاوالت التأمين والعمليات‬
‫التي تقوم بها‪ ،‬وتصحيح مسارها في حالة خرقها للقانون‪.‬‬

‫وسنحاول في هذا الفصل تناول الرقابة القانونية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫بنوعيه التجاري والتكافلي بحكم أنهما يقتسمان القواعد واألحكام نفسها‪ ،‬اللهم تلك التي‬
‫تتعارض مع طبيعة التأمين التكافلي وذلك حسب مقتضيات المادة ‪ 519-5‬من مدونة‬

‫‪11‬‬
‫سعد اهلل امال‪ ،‬الرقابة على قطاع التأمين في التشريع الجزائري‪ .‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الخامس عشر‪/‬يونيو‬
‫‪ ،7159‬الصفحة ‪.914‬‬

‫‪00‬‬
‫التأمينات‪ .12‬من خالل التفصيل في الرقابة القانونية الخارجية في المبحث األول و دراسة‬
‫الرقابة القانونية الداخلية في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تنص المادة ‪ 519-5‬من مدونة التأمينات على ما يلي‪:‬‬
‫" تطبق على المقاوالت المعتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي واعادة التأمين التكافلي األحكام الخاصة بها الواردة في هذا‬
‫القانون‪ .‬وعند عدم وجود أحكام خاصة بها‪ ،‬تطبق عليها باقي أحكام هذا القانون ما لم تتناف مع طبيعة وغرض المقاوالت المذكورة‪،‬‬
‫وذلك بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى فيما يخص العمليات السالفة الذكر‪".‬‬

‫‪02‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الرقابة الخارجية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫التكافلي‬
‫شهد قطاع التأمينات بالمغرب عدة تطورات منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي‪،‬‬
‫وذلك بعد أن شهد برنامج إلعادة التأهيل كان من بين أهم نتائجه تصفية خمس مقاوالت‬
‫للتأمين سنة ‪ 5551‬وما تال ذلك من تدابير واجراءات تهدف إلى تنظيم وتحسين أدائه‪.‬‬

‫وتتجلى هذه التطور الملحوظ للقطاع في عدة مجاالت أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة اإلطار القانوني واعادة صياغته ليتالءم مع ما استجد في مجال صناعة التأمين‬
‫محليا ودوليا مع العناية بتجميع وتعريب نصوص هذا اإلطار في شكل مدونة التأمينات‬
‫صد ار في ‪ 7117‬وكذا النصوص المتخذة لتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -‬التحرير المتدرج لتعريفات التأمين المتعلقة بعدد من أصناف التأمين كان آخرها تحرير‬
‫تعريفة المسؤولية المدنية للسيارات سنة ‪ ،7119‬وما أتاحه هذا التحرير من فتح لمجال‬
‫المنافسة بين مقاوالت التأمين واعادة التأمين لتطوير وتحسين خدمتها الموجهة للمؤمن لهم‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على مالءمة عدد من مقتضيات النصوص المنظمة لصناعة التأمين بالمغرب مع‬
‫المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال من خالل إدراج القواعد االحت ارزية المتعلقة بالمالءة‬
‫والحكامة والمراقبة والتدبير الفعال لألخطار‪.‬‬

‫ونظ ار لمستوى التطور الذي يشهده هذا القطاع‪ ،‬وفي سياق تحديث وعصرنة اإلطار‬
‫المنظم لهذا القطاع ليواكب الدينامية والتحوالت المتسارعة التي تعرفها هذه الصناعة ورغبة‬
‫في مزيد من الفعالية والتحسين ألعمال الرقابة على هذا القطاع فقد أصبح من الضروري‬
‫االنتقال باإلدارة المكلفة بالمراقبة إلى مرحلة جديدة تصبح فيها مستقلة على غرار ما هو‬
‫معمول به في البلدان المتقدمة في هذا المجال‪ ،‬ومتكاملة مع باقي أجهزة الرقابة على القطاع‬

‫‪03‬‬
‫المالي ببالدنا والمتمثلة في بنك المغرب والهيئة المغربية لسواق الرساميل (مجلس القيم‬
‫المنقولة سابقا) وهو ما من شأنه أن يعزز جهود التنسيق واليقظة الالزمة لنجاعة وفعالية‬
‫الرقابة على قطاع حيوي أصبح يحتل الصدارة في مجال االدخار والتمويل‪ ،‬ونظ ار لما قد‬
‫يتهدده من أخطار تنعكس آثارها السلبية على مجمل قطاعات االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ألجل هذا كله ذهب المشرع في اتجاه إحداث هيئة مستقلة تحمل اسم هيئة مراقبة‬
‫التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬يعهد إليها بتنظيم ومراقبة قطاع التأمين بالمغرب بعد ما‬
‫كانت هذه المهمة من اختصاص مديرية التأمينات واالحتياط االجتماعي التابعة لو ازرة‬
‫االقتصاد والمالية‪.‬‬

‫ولتسليط الضوء على هذه الهيئة سنتناول اإلطار القانوني المنظم لها في المطلب‬
‫األول ثم سندرس اآلليات الرقابية المخولة للهيئة التأمينات واالحتياط االجتماعي للقيام بعملها‬
‫في المطب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‬


‫يعد إحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي سنة ‪ 7159‬بموجب القانون‬
‫‪ ،1391.57‬نقطة تحول في مجال الرقابة على التأمين‪ ،‬حيث أسندت للهيئة مهام تنظيم‬
‫ومراقبة قطاع التأمين واالحتياط االجتماعي بعدما كانت من اختصاص جهاز تابع لو ازرة‬
‫االقتصاد والمالية‪ .‬فبفضل استقالليها االدارية والمالية‪ ،‬تعتبر الهيئة احدى الركائز الثالث ‪-‬‬
‫إلى جانب كل من بنك المغرب و الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ -‬التي يعتمد عليها لتنظيم‬
‫القطاع المالي المغربي حيث تساهم في استق ارره وعصرنته تماشيا مع المعايير الدولية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.51.11‬الصادر بتاريخ ‪ 1‬حمادى األولى ‪ 9( 5141‬مارس ‪ )7151‬القاضي بتنفيذ القانون رقم ‪91.57‬‬
‫القاضي بإحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9711‬الصادرة بتاريخ ‪ 59‬جمادى األولى‬
‫‪ 71( 5141‬مارس ‪ )7151‬ص‪.4791‬‬

‫‪04‬‬
‫تلعب هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بموجب الصالحيات الواسعة التى‬
‫خولها إياها المشرع‪ ،‬دو ار أساسيا على مستوى ضبط ومراقبة نزاهة وجودة الخدمات المقدمة‬
‫من طرف القطاعين الخاضعين لرقابتها‪ ،‬وكذا حماية المؤمن لهم والمنخرطين والمشتركين‪.‬‬

‫ولدراسة هذا الجهاز كان لزاما علينا البحث عن تعريف للهيئة واألجهزة المرتبطة بها‬
‫(الفقرة األولى) ثم دراسة االختصاصات المسندة إلى الهيئة بموجب القانون ‪( 91.57‬الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الهيئة واألجهزة المرتبطة بها‬


‫تنص المادة األولى من القانون ‪ 91.57‬على إحداث هيئة تحث إسم "هيئة مراقبة‬
‫التأمينات واالحتياط االجتماعي" والتي تتمتع بالشخصية المعنوية باعتبارها من أشخاص‬
‫القانون العام لها استقالل مالي واداري يعهد لها بتنظيم ومراقبة قطاعي التأمين واالحتياط‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫وسنحاول أن نتطرق في هذه الفقرة لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي من‬
‫خالل البحث عن تعريف دقيق لها (أوال) ثم سنتناول التنظيم الهيكلي للهيئة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‬


‫شكل إحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بموجب القانون ‪91.57‬‬
‫والذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 51‬ابريل ‪ 7159‬مرحلة جديدة من مسار تطور وعصرنة‬
‫القطاع المالي المغربي حيث ثم إحداث هيئة مستقلة لتحل محل مديرية التأمينات واالحتياط‬
‫االجتماعي والتي كانت تابعة لو ازرة االقتصاد والمالية‪ .‬وقد عهد إلى الهـيئة بمراقبة مقاوالت‬
‫التأمين واعادة التأمين ووسطاء التأمين وأنظمة االحتياط االجتماعي (صناديق التقاعد‪،‬‬

‫‪05‬‬
‫تعاضديات االحتياط االجتماعي‪ ،‬الهيئات المسيرة للتأمين االجباري على المرض)‪ .‬وقد أناط‬
‫المشرع بالهيئة مسؤوليات عدة‪ ،14‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ o‬تقنين وتحديد المعايير من خالل منح االعتمادات والتراخيص ووضع قواعد‬


‫ومعايير تنظيم السوق‪.‬‬
‫‪ o‬مراقبة مالءة التأمين واعادة التأمين والديمومة المالية ألنظمة وهيئات االحتياط‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ o‬السهر على احترام القواعد المطبقة على كل قطاع من طرف الخاضعين لمراقبتها‪.‬‬
‫‪ o‬حماية المؤمن لهم والمنخرطين والمستفيدين من الحقوق‪.‬‬

‫وأوضح وزير االقتصاد والمالية على هامش حفل تنصيب رئيس هيئة مراقبة‬
‫التأمينات واالحتياط االجتماعي بالرباط يوم ‪ 51‬فبراير ‪ ،7159‬أن الغرض من إحداث‬
‫الهيئة مالئمة التشريع المغربي المتعلق بالمراقبة على قطاع التأمينات مع المعايير الدولية‬
‫المعمول بها في هذا المجال‪ ،‬والتي تقر بضرورة استقالل هيئة الرقابة كما هو معمول به‬
‫على مستوى القطاع البنكي‪.‬‬

‫وأكد الوزير من جهة أخرى على ضرورة إعطاء المزيد من الفعالية ألعمال الرقابة‬
‫على هذا القطاع‪ ،‬وتمكين الهيئة من اطار تنظيمي أكثر مرونة‪ ،‬وكذا تحديث وعصرنة‬
‫االطار المنظم لمراقبة قطاع التأمينات واالحتياط االجتماعي ليواكب الدينامية والتحوالت التي‬

‫‪14‬‬
‫هناك مهام أخرى تضطلع بها هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي نجد من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬التحسيس والتربية المالية‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام المقتضيات الخاصة بمكافحة غسل األموال وتمويل االرهاب‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في جهاز المراقبة الشمولية االحت ارزية الخاص بتجنب األزمات وادارتها في إطار لجنة التنسيق ومراقبة المخاطر‬
‫النظامية إلى جانب بنك المغرب والهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫يعرفها القطاع‪ .‬كما أشار الوزير إلى ضرورة تحقيق تكامل مع باقي االجهزة الرقابية على‬
‫القطاع المالي بالمغرب‪.15‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنظيم الهيكلي للهيئة‬


‫يتكون التنظيم الهيكلي لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي من‪:‬‬

‫‪-1‬أجهزة الهيئة‬

‫تناول المشرع المغربي أجهزة هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي في المادة‬
‫‪ 51‬من القانون ‪ 91.57‬والتي حددها في‪:‬‬

‫مجلس الهيئة‪:‬‬

‫يتألف مجلس الهيئة حسب المادة ‪ 59‬من القانون اعاله من‪:‬‬

‫‪ )5‬رئيس الهيئة‪ ،‬رئيسا؛‬

‫‪ )7‬ممثل عن اإلدارة؛‬

‫‪ )4‬المدير العام لمجلس القيم المنقولة؛‬

‫‪ )1‬ثالثة أعضاء يتم تعيينهم بمرسوم لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬يتم اختيارهم‬
‫نظ ار لكفاءتهم في ميادين التأمين أو التعاون المتبادل أو التقاعد؛‬

‫‪ )1‬قاض من محكمة النقض‪ ،‬يكون ملما بالمجال االقتصادي والمالي‪ ،‬يعينه الرئيس األول‬
‫للمحكمة المذكورة‪.16‬‬

‫‪15‬‬
‫الموقع االلكتروني لو ازرة االقتصاد والمالية ‪ www.finances.gov.ma‬اطلع عليه يوم ‪ 59‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.55:71‬‬
‫‪16‬‬
‫الملحق رقم ‪ 5‬يتضمن أسماء وصفات أعضاء مجلس الهيئة‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫يجتمع المجلس‪ ،‬بمبادرة من رئيسه‪ ،‬كلما دعت الظروف إلى ذلك وعلى األقل مرتين‬
‫في السنة للمصادقة على القوائم التركيبية الخاصة بالسنة المحاسبية المختتمة وعلى ميزانية‬
‫السنة المحاسبية المقبلة‪ ،‬كما يجتمع كلما طلب ذلك ثالثة من أعضائه على األقل‪.‬‬

‫رئيس الهيئة‬

‫يعين الرئيس طبقا للتشريع الجاري به العمل‪ .‬وتناط به مهمة بتدبير الهيئة وتسييرها‬
‫مع مراعاة االختصاصات المخولة إلى المجلس حيث يتولى‪:‬‬

‫رئاسة المجلس ويستدعيه ويحدد جدول أعمال جلساته؛‬ ‫‪‬‬

‫إصدار المناشير الضرورية لممارسة مهام الهيئة‪ ،‬بعد استطالع رأي لجنة التقنين‬ ‫‪‬‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 71‬؛‬

‫إتخاد جميع الق اررات المتعلقة بالعقوبات‪ ،‬باستثناء تلك المنصوص عليها في‬ ‫‪‬‬
‫المواد ‪ 579‬و‪ 719‬و‪ 715‬و‪ 791‬وفي البندين ‪ 1‬و‪ 9‬من المادة ‪ 715‬من‬
‫مدونة التأمينات‪.‬‬

‫إعداد مشاريع الميزانية السنوية والتعديالت التي تط أر عليها خالل السنة المالية‬ ‫‪‬‬
‫ويحصر حسابات الهيئة؛‬

‫ت نظيم مصالح الهيئة وفق الهيكل التنظيمي الذي صادق عليه المجلس ويحدد‬ ‫‪‬‬
‫مهامها؛‬

‫اقتراح تعيين المديرين على المجلس ويتولى التوظيف والتعيين في باقي الدرجات‬ ‫‪‬‬
‫والمناصب حسب الهيكل التنظيمي للهيئة‪ ،‬ووفق الشروط المحددة في النظام‬
‫األساسي الخاص بمستخدمي الهيئة؛‬

‫‪08‬‬
‫القيام بعمليات االقتناء والتفويت والمعاوضة المتعلقة بالعقارات التي يوافق عليها‬ ‫‪‬‬
‫المجلس‪.17‬‬

‫يساعد الرئيس كاتب عام يعمل تحت سلطته ويقوم بأعمال التنسيق بين مختلف‬
‫مصالح الهيئة‪ ،‬ويمارس كافة السلط والمهام التي يفوضها له الرئيس‪.‬‬

‫‪-2‬اللجان االستشارية‬

‫نظم المشرع المغربي المقتضيات الخاصة باللجان االستشارية والتي يعهد إليها بتقديم‬
‫آراء استشارية لرئيس الهيئة‪ .‬وتتكون هذه اللجان من‪:‬‬

‫اللجنة التأديبية‬

‫يعهد للجنة التأديبية بإبداء رأي استشاري لرئيس الهيئة حول ما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬العقوبات التي تتخذها الهيئة تطبيقا لألحكام التشريعية والتنظيمية‪ ،‬باستثناء تلك‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 591‬و‪ 715‬و‪ 711‬و‪ 719‬وفي البندين ‪ )5‬و‪)7‬‬
‫من المادة ‪ 715‬وفي ‪ 5-715‬و‪ 419‬و‪ 471‬و‪ 474‬وفي البنود ‪ )5‬إلى ‪ )4‬من‬
‫المادة ‪ 471‬وفي ‪ 471‬من القانون رقم ‪ 51.55‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪ o‬مخططات التقويم التي تقدمها مقاوالت التأمين واعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ o‬مخططات التصحيح ومخططات التقويم التي تقدمها مؤسسات التقاعد‪.‬‬

‫وتتكون لجنة التأديب باإلضافة إلى القاضي من محكمة النقض المشار إليه في‬
‫المادة ‪ ،59‬بصفته رئيسا‪ ،‬من ‪:‬‬

‫‪ )5‬عضو واحد من بين األعضاء المشار إليهم في البند ‪ 1‬من المادة ‪ 59‬يتم تعيينه من‬
‫لدن المجلس‪ ،‬كنائب لرئيس هذه اللجنة؛‬

‫‪17‬‬
‫المادة ‪ 55‬من القانون ‪91.57‬‬

‫‪09‬‬
‫‪ )7‬عضو واحد يمثل الهيئة يعينه المجلس من بين مستخدميها؛‬

‫‪ )4‬شخص يتم اختياره نظ ار لكفاءته في الميادين التي تدخل في مجال اختصاص الهيئة‪،‬‬
‫عضوا؛‬

‫‪ )1‬عضو يمثل مقاوالت التأمين واعادة التأمين باقتراح من الجمعية المهنية المنصوص‬
‫عليها في الفقرة األولى من المادة ‪ 791‬من القانون رقم ‪ 51.55‬السالف الذكر‪ .‬وفي حالة‬
‫عدم قيام هذه الجمعية باقتراح ممثلها داخل األجل المحدد لها‪ ،‬يقوم المجلس بتعيينه تلقائيا‪.‬‬
‫ال يحضر هذا العضو اجتماعات اللجنة إال إذا كان موضوع االستشارة يتعلق بهيئة تمارس‬
‫إحدى العمليات المشار إليها في البندين ‪ 5‬و‪ 4‬من الفقرة األولى من المادة ‪7‬؛‬

‫‪ )1‬عضو يمثل وسطاء التأمين باقتراح من الجمعية المهنية األكثر تمثيلية المنصوص عليها‬
‫في الفقرة الثانية من المادة ‪ 791‬من القانون رقم ‪ 51.55‬السالف الذكر؛‬

‫‪ )9‬عضو يتم اختياره من بين مسيري جمعي ات التعاون المتبادل المشار إليها في الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ .7‬ال يحضر هذا العضو اجتماعات اللجنة إال إذا كان موضوع االستشارة‬
‫يتعلق بإحدى هذه الجمعيات؛‬

‫‪ )1‬عضو يتم اختياره من بين مسيري الهيئات التي تمارس عمليات التقاعد المشار إليها في‬
‫البند ‪ )7‬من الفقرة األولى من المادة ‪ .7‬ال يحضر هذا العضو اجتماعات اللجنة إال إذا كان‬
‫موضوع االستشارة يتعلق بإحدى هذه الهيئات‪.18‬‬

‫يتم رفع األمر إلى اللجنة التأديبية من قبل رئيس الهيئة الذي يحدد لها أجال إلبداء‬
‫رأيها‪ .‬كما يتم في نفس الوقت إخبار الشخص المعني أو الممثل القانوني للهيئة المعنية من‬
‫طرف رئيس الهيئة باألجل المذكور‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الملحق رقم ‪ 7‬يتضمن أسماء وصفات أعضاء اللجنة التأديبية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تجتمع اللجنة التأديبية بدعوة من رئيسها وتتداول بصفة صحيحة بحضور ثالثة‬
‫على األقل من األعضاء الرسميين أو األعضاء النواب‪.19‬‬

‫لجنة التقنين‬

‫تتألف لجنة التقنين من‪:‬‬

‫‪ )5‬ثالثة أعضاء يمثلون الهيئة‪ ،‬من بينهم الكاتب العام رئيسا؛‬

‫‪ )7‬عضوين يمثالن اإلدارة؛‬

‫‪ )4‬ثالثة أعضاء يمثلون الجمعية المهنية المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 791‬من القانون رقم ‪ 51.55‬السالف الذكر‪ ،‬من بينهم الرئيس؛‬

‫‪ )1‬عضوين يمثالن وسطاء التأمين باقتراح من الجمعية المهنية األكثر تمثيلية المنصوص‬
‫عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 791‬من القانون رقم ‪ 51.55‬السالف الذكر‪ ،‬من بينهما‬
‫الرئيس؛‬

‫‪ )1‬أربعة أعضاء يتم اختيارهم من بين مسيري الهيئات التي تمارس عمليات التقاعد المشار‬
‫إليها في البند ‪ 7‬من الفقرة األولى من المادة ‪207‬؛‬

‫يعهد إلى "لجنة التقنين" بإبداء رأي استشاري لرئيس الهيئة حول ما يلي‪:‬‬

‫مشاريع النصوص التشريعية أو التنظيمية وكذا مشاريع المناشير المشار إليها في‬ ‫‪‬‬

‫المادة ‪4‬؛‬

‫طلبات االعتماد المقدمة من طرف مقاوالت التأمين واعادة التأمين‪ ،‬وتكوين‬ ‫‪‬‬

‫اتحادات الشركات التعاضدية للتأمين‪ ،‬وانخراط وانسحاب شركة تعاضدية للتأمين‬

‫‪19‬‬
‫المادة ‪ 79‬من القانون ‪.91.57‬‬
‫‪20‬‬
‫الملحق رقم ‪ 4‬يتضمن أسماء وصفات أعضاء لجنة التقنين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫من االتحاد‪ ،‬وعمليات اإلدماج أو االنفصال أو الضم لمقاوالت التأمين واعادة‬
‫التأمين‪ ،‬والموافقة على طلب التحويل الجزئي أو الكلي لمحفظة مقاولة للتأمين‬
‫واعادة التأمين؛‬

‫طلبات المصادقة على األنظمة األساسية المقدمة من لدن مؤسسات التقاعد‬ ‫‪‬‬

‫وتحويل مجموع الحقوق وااللتزامات من مؤسسة للتقاعد إلى أخرى؛‬

‫طلبات المصادقة على األنظمة األساسية المقدمة من قبل جمعيات التعاون‬ ‫‪‬‬

‫المتبادل والتغييرات المدخلة عليها‪ ،‬وطلبات المصادقة على اندماج جمعيتين أو‬
‫عدة جمعيات للتعاون المتبادل‪ ،‬وتخصيص الفاضل من أموال جمعية للتعاون‬
‫المتبادل المشار إليه في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 45‬من الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 5.11.591‬السالف الذكر‪ ،‬وطلبات المصادقة على أنظمة صناديق‬
‫التعاون المتبادل المستقلة في ماليتها بخصوص الشيخوخة والحوادث والوفيات‪،‬‬
‫وطلبات المصاد قة على أنظمة المشاريع االجتماعية لجمعيات التعاون المتبادل‬
‫والتغييرات المدخلة عليها‪.‬‬

‫تجتمع لجنة التقنين بدعوة من رئيسها وتتداول بصفة صحيحة بحضور نصف‬
‫أعضائها على األقل‪ .‬إذا لم يكتمل النصاب‪ ،‬تجتمع اللجنة مرة ثانية وتتداول بصفة‬
‫صحيحة باألعضاء الحاضرين‪.‬‬

‫وتتخذ ق اررات لجنة التقنين بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تساوي‬
‫األصوات‪ ،‬يرجح الجانب الذي فيه صوت الرئيس‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاصات هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‬
‫باعتبار الشخصية المعنوية التي تتمتع بها هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط‬
‫االجتماعي‪ ،‬فقد خول لها المشرع بموجب القانون ‪ 91.57‬عدة اختصاصات وسنتناولها‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاصات ذات الطابع االقتراحي‬

‫تنص المادة الثالثة من القانون ‪ 91.57‬على ما يلي‪ " :‬يمكن للهيئة‪ ،‬بمبادرة منها أو‬
‫بناء على طلب من الحكومة‪ ،‬أن تقترح على هذه األخيرة مشاريع نصوص تشريعية أو‬
‫تنظيمية لها عالقة بمجال اختصاصها‪".‬‬

‫انطالقا من النص أعاله يتضح أن المشرع المغربي قد مكن هيئة مراقبة التأمينات‬
‫واالحتياط االجتماعي من قوة اقتراحية حيث لها أن تبادر إما من تلقاء نفسها أو بطلب من‬
‫الحكومة باقتراح مشروع قانون تشريعي أو تنظيمي في مجال تخصصها كلما دعت الضرورة‬
‫إلى ذلك‪.‬‬

‫كما عهد إلى الهيئة بموجب الفقرة الثانية من نفس المادة بإبداء رأي استشاري‬
‫بخصوص أي مشروع قانون متعلق بمجال إشتغالها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع التمثيلي‬


‫تصنيف هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ضمن أشخاص القانون العام‬
‫يمكنها من تمثيل الدولة في نطاق التعاون الثنائي أو متعدد األطراف وذلك في الميادين التي‬
‫تدخل في مجال اختصاصها‪ .‬وتكريسا لهذا الدور قامت الهيئة بتمثيل الحكومة في عدة‬
‫لقاءات‪ ،21‬أبرزها‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الموقع االلكتروني لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪ www.acaps.ma‬إطلع عليه يوم ‪ 55‬يونيو ‪ 7155‬على‬
‫الساعة ‪.54:57‬‬

‫‪23‬‬
‫مشاركة الهيئة في أعمال الندوة السادسة واألربعون والجمع العام لمنظمة التأمين‬ ‫‪‬‬
‫االفريقية المنعقدة في الفترة من ‪ 5‬إلى ‪ 57‬يونيو ‪ 7155‬في جوها نسبرج بجنوب‬
‫افريقيا‪.‬‬

‫مشاركة الهيئة في عمل اللجان في الندوة العالمية للجمعية الدولية للتأمين‬ ‫‪‬‬
‫المنعقدة ببوينس آيرس باالرجنتين ما بين ‪ 51‬و ‪ 51‬يونيو ‪.7155‬‬

‫مشاركة الهيئة في اجتماع منتدى الهيئات العربية لإلشراف والرقابة على التأمين‬ ‫‪‬‬
‫المنعقدة في دبي بدولة االمارات العربية المتحدة في ‪ 41‬شتنبر ‪.7159‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع التنظيمي‬

‫بموافقة من االدارة‪ ،22‬يمكن للهيئة إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف‪ ،‬مع‬
‫الهيئات المكلفة في دول أجنبية بمهمة مماثلة للمهمة المعهود بها إليها طبقا لهذا القانون‪،‬‬
‫يكون الغرض منها تحديد الشروط التي يمكن وفقها لكل طرف من الطرفين أن يبعث ويتلقى‬
‫المعلومات المفيدة لمزاولة مهمته‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد قامت الهيئة بإبرام عدة اتفاقيات مع جهات عدة‪ ،23‬نذكر منها‪:‬‬

‫توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الخدمات واألسواق المالية وذلك في ‪ 59‬مارس‬ ‫‪‬‬
‫‪ 7155‬ببروكسل‪.‬‬
‫توقيع اتفاقية شراكة مع الجمعية الوطنية لمراقبي التأمينات بالواليات المتحدة‬ ‫‪‬‬
‫األمريكية في ‪ 51‬يناير ‪.7155‬‬
‫توقيع اتفاقية شراكة مع هيئة التأمين في دولة االمارات في اطار تطوير‬ ‫‪‬‬
‫استراتيجيات التعاون وتبادل الخبرات وذلل في ‪ 41‬شتنبر ‪.7159‬‬

‫‪22‬‬
‫يقصد باالدارة في هذه المادة و ازرة االقتصاد والمالية‪.‬‬
‫‪23‬الموقع االلكتروني لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪ www.acaps.ma‬إطلع عليه يوم ‪ 55‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة‬
‫‪.51:41‬‬

‫‪24‬‬
‫رابعا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع الرقابي‬
‫تعتبر الرقابة على قطاع التأمين واالحتياط االجتماعي االختصاص االصيل للهيئة‬
‫والغاية من تأسيسها حيث عهد إليها المشرع المغربي بالسهر على احترام المقتضيات الواردة‬
‫في مدونة التأمين والكفيلة بحماية المؤمن لهم والمستفيدين من عقود التأمين والمنخرطين‪.‬‬

‫إضافة إلى قيام الهيئة إلى جانب بنك المغرب والهيئة المغربية لسوق الرساميل‬
‫بالتأكد من تقيد الجهات الخاضعة لرقابتهم بأحكام القانون المتعلق بمكافحة غسل األموال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات الرقابة الخارجية‬


‫إن ما يمكن تسجليه أن المشرع المغربي‪ ،‬من خالل نصوص مدونة التأمينات قد منح‬
‫لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي آليات واسعة في مجال الرقابة‪ ،‬ويمكن تصنيفها‬
‫إلى آليات رقابية سابقة على ممارسة النشاط التأميني والتي تتمثل في اجراءات منح االعتماد‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬وآليات رقابية بعدية والتي تتمثل في سحب االعتماد (الفقرة الثانية) والذي‬
‫ينتج عن عدم احترام المقاولة للمقتضيات القانونية المتضمنة في مدونة التأمينات‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة من خالل منح االعتماد‬


‫ال يحق لمقاوالت التأمين واعادة التأمين أن تبدأ عملياتها إال إذا تم اعتمادها من‬
‫طرف الهيئة‪ ،‬وينشر مقرر منح االعتماد بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫ويعتبر منح االعتماد رهين باالستجابة لمجموعة من الشروط التي يتطلبها القانون‬
‫لممارسة النشاط التأميني (أوال) كما يتم تحديد مجال لالعتماد الممنوح حسب نوع األنشطة‬
‫التي ستزاولها المقاولة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أوال‪ :‬شروط منح االعتماد‬
‫إن الشروط التي فرضها المشرع للحصول على االعتماد مختلفة‪ ،‬حيث يتعلق بعضها‬
‫بطبيعة المقاول ة‪ ،‬والبعض األخر يتعلق بالجهاز المسير للمقاولة‪ ،‬في حين بتعلق البعض‬
‫األخر بالضمانات المالية الواجب توفرها لمزاولة عمليات التأمين‪.‬‬

‫‪-1‬الشروط المتعلقة بطبيعة المقاولة‬

‫حسب المقتضيات الواردة في المادة ‪ 591‬من القانون ‪ 54/15‬المغير والمتمم‬


‫للقانون رقم ‪ 51.55‬والتي تنص على أنه‪ " :‬مع مراعاة االلتزامات المتخذة في إطار‬
‫االتفاقيات الدولية المصادق عليها قانونا من لدن المملكة المغربية والمنشورة بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ال يمنح االعتماد المنصوص عليه في المادة ‪ 595‬من هذا القانون إال للمقاوالت‬
‫التي قدمت طلبا في هذا الصدد‪ ،‬والخاضعة للقانون المغربي والموجود مقرها االجتماعي‬
‫بالمغرب‪ ،‬وذلك بعد استطالع رأي لجنة التقنين‪ .‬ويمنح هذا االعتماد حسب أصناف عمليات‬
‫التأمين واعادة التأمين المنصوص عليها في المادتين ‪ 515‬و‪ 591‬أعاله‪.‬‬

‫ال يمكن منح اعتماد لنفس المقاولة لمزاولة عمليات التأمين على الحياة والرسملة‬
‫ولمزاولة باقي عمليات التأمين واعادة التأمين‪ .‬وعالوة على ذلك‪:‬‬

‫ال يمكن منح اعتماد عمليات اإلسعاف لمقاولة معتمدة للقيام بعمليات تأمين أخرى؛‬

‫ال يمكن من ح اعتماد عمليات التأمين ضد أخطار القرض والكفالة لمقاولة معتمدة‬
‫للقيام بعمليات تأمين أخرى؛‬

‫ال يمكن منح اعتماد عمليات التأمين التكافلي أو إعادة التأمين التكافلي لمقاولة‬
‫معتمدة للقيام بعمليات تأمين أو إعادة تأمين أخرى‪.‬‬

‫غير أنه‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫يمكن للمقاولة المعتمدة لمزاولة عمليات اإلسعاف أو عمليات التأمين ضد أخطار‬
‫القرض والكفالة أن تعتمد لمزاولة إعادة التأمين بالنسبة؛‬

‫يمكن للمقاولة المعتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي أن تعتمد لمزاولة إعادة‬
‫التأمين التكافلي بالنسبة لعمليات التأمين التي تمارسها؛‬

‫يمكن للمقاولة المعتمدة لمزاولة عمليات التأمين على الحياة والرسملة أن تعتمد‬
‫لمزاولة عمليات التأمين المغطية للمرض واألمومة وأخطار األضرار البدنية المرتبطة‬
‫بالحوادث واعادة التأمين‪.‬‬

‫يتضح من خالل هذا النص أن منح االعتماد يؤخذ فيه بعين االعتبار طبيعة‬
‫المقاولة واألنشطة المزمع ممارستها‪ ،‬وكذا المساهمة االقتصادية واالحترافية الممكن للمقاولة‬
‫تقديمها‪ ،‬إضافة إلى حجم التأثير على استقرار السوق ووضعيتها التنافسية‪.‬‬

‫ويمكن أن يتوقف منح االعتماد على إيداع مسبق لكفالة يتحملها مؤسسو المقاولة‪،24‬‬
‫تحدد الكفالة وتودع وتسحب وفق االحكام المحددة بمنشور تصدره الهيئة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق فاالعتماد يتقادم بعدم االستعمال فقد جاء في المادة ‪ 591‬من‬
‫نفس القانون ما يلى‪ " :‬إذا لم تشرع مقاولة خالل أجل سنة ابتداء من تاريخ نشر مقرر الهيئة‬
‫القاضي بمنحها االعتماد بالجريدة الرسمية في مزاولة صنف أو عدة أصناف من عمليات‬
‫الت أمين التي اعتمدت من أجلها أو إذا لم تكتتب مقاولة‪ ،‬خالل سنتين ماليتين متتاليتين‪ ،‬أي‬
‫عقد يتعلق بصنف من عمليات التأمين الذي اعتمدت من أجله‪ ،‬تنتهي بقوة القانون صالحية‬
‫االعتماد المتعلق بالصنف المذكور‪ .‬وتعاين الهيئة هذه الوضعية‪".‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه لكي يتم اعتمادها‪ ،‬يجب على مقاوالت التأمين واعادة‬
‫التأمين‪ ،‬مع مراعاة االلتزامات المتخذة في إطار االتفاقيات الدولية المصادق عليها قانونا‬

‫‪24‬‬
‫المادة ‪ 599‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫من لدن المملكة المغربية والمنشورة بالجريدة الرسمية‪ ،‬أن تكون مؤسسة على شكل شركات‬
‫مساهمة أو شركات تعاضدية للتأمين‪.‬‬

‫‪-2‬الشروط المتعلقة بجهاز التسيير‬

‫ال يمكن ألحد بأي صفة كانت أن يؤسس أو يسير أو يدير أو يدبر أو يصفي‬
‫مقاولة للتأمين واعادة التأمين إذا‪:‬‬

‫‪ ‬صدر فـي حقه حكم غير قابل للطعن بسبب جناية أو إحدى الجنح المنصوص‬
‫والمعاقب عليها في المواد ‪ 759-1‬ومن ‪ 441‬إلى ‪ 455‬و‪ 111‬إلى ‪ 111‬إلى‬
‫‪ 111-7‬من القانون الجنائي؛‬

‫‪ ‬صدر في حقه حكم غير قابل للطعن بسبب مخالفة للتشريع المتعلق بالصرف؛‬

‫‪ ‬صدر فـي حقه أو في حق المقاولة التي يديرها‪ ،‬بالمغرب أو بالخارج‪ ،‬حكم‬


‫بالتصفية القضائية ولم يرد له االعتبار؛‬

‫‪ ‬صدر في حقه حكم غير قابل للطعن طبقا ألحكام المواد ‪ 791‬إلى ‪ 794‬و‪471‬‬
‫و‪ 479‬و‪ 441‬من مدونة التأمينات؛‬

‫‪ ‬أصدرت في حقه محكمة أجنبية حكما حاز قوة الشيء المقضي به بسبب إحدى‬
‫الجنايات أو الجنح الواردة أعاله؛‬

‫‪ ‬شطب عليه لسبب تأديبي من مهنة منظمة‪.‬‬

‫صدرت في حقه عقوبة بموجب قرار غير قابل للطعن صادر تطبيقا للمادة ‪79‬‬ ‫‪‬‬
‫من القانون رقم ‪ 14.11‬المتعلق بمكافحة غسل األموال‪.25‬‬

‫‪25‬‬
‫المادة ‪ 771‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫كما يمكن للهيئة حسب المادة ‪ 771-5‬أن تعترض بقرار معلل‪ ،‬على تعيين‬
‫األشخاص المكلفين بإدارة أو تسيير مقاولة للتأمين واعادة التأمين‪ ،‬والسيما إذا اعتبرت أن‬
‫هؤالء االشخاص ال يتوفرون على االستقامة والكفاءة والتجربة الالزمة ألداء مهامهم‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي لم يشترط على المسيرين التوفر على مستوى تعليمي‬
‫معين أو خبرة مهنية محددة‪ ،‬خالفا للتشريع الجزائري الذي اشترط بموجب المرسوم رقم ‪-59‬‬
‫‪ 719‬المحدد لشروط وكيفيات منح شركات التأمين واعادة التأمين االعتماد على المتصرفين‬
‫اإلداريين إثبات شهادة جامعية وخبرة ال تقل عن خمس سنوات في المجال االقتصادي‬
‫المالي أو التجاري أو القانوني‪ ،‬أما بالنسبة للمسيرين الرئيسين فعليهم إثبات سواء شهادة‬
‫جامعية وخبرة مهنية ال تقل عن عشر سنوات في مجال التأمين أو شهادة ما بعد التدرج في‬
‫التأمين وخبرة مهنية ال تقل عن خمس سنوات في مجال التأمين‪.26‬‬

‫‪-3‬الشروط المتعلقة بالضمانات المالية‬

‫أما بخصوص الضمانات المالية الواجب توفرها للممارسة نشاط التأمين فالمشرع‬
‫فرض على مقاوالت التأمين واعادة التأمين في كل وقت أن تدرج في خصومها وأن تمثل في‬
‫أصولها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االحتياطيات التقنية الكـافية لألداء الكامل لاللتزامات التعاقدية تجاه المؤمن‬


‫لهم والمكتتبين والمستفيدين من العقود وكذا تلك المتعلقة بعمليات القبول في إعادة التأمين‪،‬‬
‫وتحسب هذه االحتياطيات دون خصم إحاالت إعادة التأمين ؛‬

‫‪ -‬البنود المتعلقة بالديون ذات االمتياز والديون المستحقة؛‬

‫‪ -‬االحتياطي المخصص الستهالك االقتراض ؛‬

‫‪26‬‬
‫بوسعيد زينب‪ ،‬سلطة الدولة في ضبط نشاط التأمين في الجزائر‪ .‬مذكرة الستكمال متطلبات شهادة ماستر اكاديمي الطور الثاني‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح –ورقلة‪ ،-‬السنة الجامعية ‪ ،7151/7159‬الصفحة ‪.91‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬احتياطي يساوي مجموع االحتياطيات التقنية التي يتحملها نظام االحتياط‬
‫االجتماعي الذي وضعته المقاولة لفائدة مستخدميها ؛‬

‫‪ -‬إيداعات الضمان للوكالء والمؤمن لهم واألغيار‪.‬‬

‫تكون االحتياطيات التقنية حسب طبيعة العمليات التي تمارسها مقاوالت التأمين‬
‫واعادة التأمين وتحدد شروط تكوينها وتقييمها وتمثيلها وايداعها بمنشور تصدره الهيئة‪.‬‬

‫يجب أن تكون الحسابات المتعلقة بإيداع األصول‪ ،‬مبالغ نقدية كانت أو قيما‪،‬‬
‫الممثلة لالحتياطات التقنية لدى مؤسسة وديعة مخولة لهذا الغرض‪ ،‬منفصلة بوضوح عن‬
‫االلتزامات واألموال األخرى لمقاولة التأمين واعادة التأمين لدى نفس المؤسسة‪ .‬وال يمكن أن‬
‫تكون هذه الحسابات موضوع أية مقاصة مع هذه االلتزامات واألموال وال يمكن أن تكون‬
‫مثقلة بأي امتياز أو أية ضمانة غير تلك المنصوص عليها في المادة ‪.719‬‬

‫وفي جميع الحاالت‪ ،‬تبقى المؤسسة الوديعة مدينة بما يعادل األصول‪ ،‬مبالغ نقدية‬
‫كانت أو قيما‪ ،‬موضوع عملية تمت خالفا ألحكام هذه المادة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن اشتراط المشرع هذه الضمانات والزام المقاولة بإعداد تقرير المالءة‬
‫الذي تضمنه تحليال للشروط التي ستجعلها قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها‪ ،‬يكرس حرصه‬
‫على حماية المؤمن لهم باعتبارهم الحلقة األضعف في العملية التأمينية‪.‬‬

‫عند استيفاء الشروط المتعلقة بمنح االعتماد‪ ،‬يتم تقديم الطلب والذي يجب أن يحدد‬
‫فيه العملية أو عمليات التأمين التي تود المقاولة مزاولتها‪ .‬ويرفق بطلب االعتماد مجموعة‬
‫من الوثائق المحددة من طرف الهيئة بمنشور‪.27‬‬

‫‪27‬‬
‫الملحق رقم ‪ 1‬يتضمن الوثائق الالزمة للحصول على االعتماد لمزاولة عمليات التأمين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجاالت منح االعتماد‬
‫يتم تقديم طلب االعتماد كما هو منصوص عليه في مدونة التأمينات في حالة إنشاء‬
‫مقاولة جديدة للتأمين أو في حالة اندماج مقاولتين أو انفصالهما أو في حالة ممارسة‬
‫أصناف جديدة من التأمينات‪.‬‬

‫‪-1‬حالة إنشاء شركة جديدة للتأمين‬

‫في حال انشاء مقاولة جديدة نكون أمام والدة شخص معنوي جديد‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يجب تقديم طلب االعتماد من خالل تقديم طلب للهيئة وفق الشروط االجراءات المعتمدة‬
‫لذلك‪.28‬‬

‫ويجب على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‪ ،‬أن تؤسس كما سبقت االشارة إليه على‬
‫شكل شركات مساهمة أو شركات تعاضدية للتأمين‪.‬‬

‫والمتعارف عليه أن شركات التأمين تتمتع بقيمة اقتصادية سواء تأسست في شكل‬
‫شركة مساهمة أو شكل تعاضدي‪ ،‬ومن بين هذه المؤشرات التي تدعم هذه القيمة رأسمالها‪،‬‬
‫ويعتبر توفير الحد األدنى للرأسمال أو أموال التأسيس المطلوبة إلنشاء شركات التأمين و‪/‬أو‬
‫إعادة التأمين حسب طبيعة فروع التأمين شرطا من الشروط التي تمكن الشركة من الحصول‬
‫على االعتماد ويجب أن تحرره كليا وبشكل نقدي عند االكتتاب‪.29‬‬

‫أنظر الملحق ‪.11‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪29‬بوسعيد زينب‪ ،‬سلطة الدولة في ضبط نشاط التأمين في الجزائر‪ .‬مذكرة الستكمال متطلبات شهادة ماستر اكاديمي الطور الثاني‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح –ورقلة‪ ،-‬السنة الجامعية ‪ ،7151/7159‬الصفحة ‪.99‬‬

‫‪30‬‬
‫‪-2‬حالة اندماج مقاولتين أو انفصالهما‬

‫يقصد باالندماج تلك العملية التي تجمع بموجبها شركتان أو أكثر لتكون شركة واحدة‬
‫أو التحام شركتين كانتا موجودتين وتتمتعان بالشخصية المعنوية سواء بابتالع احداهما‬
‫االخرى أو باختالطهما قصد إنشاء شركة جديدة‪.30‬‬

‫وقد ربط المشرع قيام مقاوالت التأمين واعادة التأمين بعمليات االدماج أو االنفصال‬
‫بموافقة الهيئة حيث نصت المادة ‪ 741‬من مدونة التأمينات على ما يلي‪ " :‬ال يمكن‬
‫لمقاوالت التأمين واعادة التأمين أن تقوم بعمليات اإلدماج أو االنفصال أو الضم إال بعد‬
‫موافقة مسبقة من طرف الهيئة‪ .‬تمنح بعد استطالع رأي لجنة التقنين‪ .‬ويعتبر مقبوال كل‬
‫طلب ظل دون رد بعد مرور ستين (‪ )91‬يوما ابتداء من تاريخ تسلمه من طرف الهيئة‪.‬‬
‫ويجب على الهيئة تعليل رفضها‪".‬‬

‫في حالة اندماج مقاولتين للتأمين‪ ،‬فإنه ينشأ عنهما شخص معنوي جديد هذه المقاولة‬
‫الجديدة يجب أن تحصل على اعتماد جديد يتم فيه اتباع نفس اجراءات طلب االعتماد‬
‫السالف الذكر‪ .‬وفي حالة انفصال شركتين ينتج عنه تواجد أشخاص معنوية جديدة لتنشط‬
‫في السوق يجب حصولها على اعتماد جديد‪ .31‬وفي كلتا الحالتين يتم منح االعتماد بعد‬
‫استشارة لجنة التقنين‪.‬‬

‫‪-3‬حالة ممارسة أصناف جديدة من التأمينات‬

‫مقاولة التأمين عند حصولها على االعتماد فإن قرار االعتماد يتضمن وجوبا نوع‬
‫العمليات المعتمدة من أجلها وال يمكن أن تمارس عمليات غيرها إال بعد الحصول على‬

‫‪30‬عبد الرحمان اللمنوني‪ ،‬اندماج الشركات التجارية‪.‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪،7154‬‬
‫الصفحة ‪.771‬‬
‫‪31‬‬
‫عبد الرحمان بن حميدوش‪ ،‬رقابة الدولة علة مؤسسات التأمين‪ .‬مذكرة الستكمال متطلبات نيل شهادة الماستر ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسلية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7159/7151‬الصفحة ‪.71‬‬

‫‪32‬‬
‫االعتماد‪ ،‬في هذه الخالة ال يكون االعتماد جديد بل يكون االعتماد على شكل تعديل‬
‫لالعتماد الممنوح عند االنشاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة من خالل سحب االعتماد‬


‫بعد الحصول على االعتماد يجب على مقاولة التأمين البدء في مزاولة نشاطه‬
‫التأميني‪ ،‬ويعتبر سحب االعتماد بصفة كلية أو جزئية عقوبة أو جزاء يطبق من طرف‬
‫الهيئة على المقاولة بسبب اخاللها بالمقتضيات القانونية المنظمة لهذا المجال‪.‬‬

‫يتوقف سحب االعتماد على مجموعة من الشروط (أوال) كما أنه يشمل عدة حاالت‬
‫سواء كان السحب كليا أو جزئيا (ثانيا) اضافة إلى كونه يولد آثا ار قانونية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط سحب االعتماد‬


‫ال يمكن سحب االعتماد كليا أو جزئيا من قبل الهيئة إال بعد استشارة اللجنة‬
‫التأديبية‪ ،‬التي تبدي رأيها االستشاري في ذلك‪ ،‬ويحدد رئيس الهيئة أجال لذلك حسب ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 74‬من القانون ‪.91.57‬‬

‫ويجب مسبقا توجيه إنذار للمقاولة المعنية بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار‬
‫بالتوصل إلى آخر عنوان معروف لمقرها االجتماعي‪ ،‬ذلك من أجل أن تدلي بمالحظاتها‬
‫كتابة داخل أجل خمسة عشر يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالرسالة المذكورة‪.‬‬

‫وتجدر اال شارة إلى أنه عندما تصدر الهيئة مقر ار يقضي بالسحب الجزئي أو الكلي‬
‫لالعتماد الممنوح لمقاولة التأمين واعادة التأمين‪ ،‬يجب نشره بالجريدة الرسمية‪.32‬‬

‫عموما يمكن إجمال شروط سحب االعتماد في ما يلي‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫المادة ‪ 799‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ضرورة توجيه إنذار للمقاولة المعنية بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار‬ ‫‪‬‬
‫بالتوصل‪.‬‬
‫استشارة اللجنة التأديبية إلبداء رأيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نشر مقرر سحب االعتماد بالجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت سحب االعتماد‬


‫بالرجوع إلى المادتين ‪ 719‬و ‪ 791‬من مدونة التأمينات نجد أن المشرع المغربي قد‬
‫حدد الحاالت الممكنة لسحب االعتماد علة سبيل الحصر‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لهيئة التأمينات‬
‫واالحتياط االجتماعي التوسع فيها وهي‪:‬‬

‫‪ )5‬رفض مقاولة التأمين واعادة التأمين تقديم مخطط التقويم‪.‬‬

‫‪ )7‬رفض الهيئة لمخطط التقويم المقدم من لدن مقاولة التأمين واعادة التأمين‪.‬‬

‫‪ )4‬عدم التنفيذ داخل اآلجال المحددة لمخطط التقويم الذي تم قبوله‪.‬‬

‫‪ )1‬إذا اقتضت المصلحة ذلك‪.‬‬

‫‪ )1‬إذا لم تسير المقاولة وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪ )9‬إذا رفضت المقاولة اكتتاب تأمين على أخطار العربات المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 579‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪ )1‬إذا لم تستوف المقاولة للضمانات المالية المنصوص عليها في القسم الخامس من مدونة‬
‫التأمينات‪.‬‬

‫وتجدر االشارة في هذا الصدد أن السحب من حيث طبيعته يتقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-‬السحب الكلي‪ :‬هو الذي ال يتم إال في إطار التحويل الكلي لمحفظة العقود‪ ،‬إذ‬

‫يمكن لمقاولة التأمين بعد موافقة الهيئة تحويل مجموع محفظات عقودها مع حقوقها‬
‫والتزاماتها لمقاولة أو عدة مقاوالت معتمدة‪.‬‬

‫ويجب أن تخبر المقاولة المعنية دائنيها بطلب التحويل المقدم للهيئة بواسطة إعالن‬
‫في نشرة االعالنات القانونية والقضائية واإلدارية للجريدة الرسمية‪ ،‬ويمنح هذا االعالن لهؤالء‬
‫الدائنين أجل ثالثة أشهر من تاريخ نشره لإلدالء بمالحظاتهم للمقاولة‪ ،‬ويجب إرسال نسخة‬
‫من المالحظات للهيئة‪.33‬‬

‫كما يمكن للهيئة بعد انتهاء هذا األجل أن توافق طبقا للشروط المحددة بمنشور‬
‫تصدره‪ ،‬على التحويل المطلوب إذا ارتأت أنه يتطابق مع مصالح المؤمن لهم والمستفيدين‬
‫من العقود‪ ،‬وتجعل هذه الموافقة على التحويل والتي ال يمكن أن تصدر إال بعد استطالع‬
‫رأي لجنة التقنين قابال لالحتجاج بها تجاه المؤمن لهم والمستفيدين من العقود والدائنين‪.34‬‬

‫‪-‬السحب الجزئي‪ :‬وهو الذي يتم بالنسبة للصنف أو أصناف من العمليات المفوتة‬

‫إذا كان التحويل جزئيا‪.‬‬

‫وسواء في حالة السحب الكلي أو الجزئي فإن مقاولة التأمين المفوتة تلتزم بتحويل‬
‫تدبير الحوادث الخاصة بالصنف أو األصناف المعنية بالتحويل إلى الشركة المفوت إليها‪.35‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار سحب االعتماد‬


‫في حالة السحب لالعتماد فإن آثار هذا السحب يسري مفعوله ابتداء من الساعة‬
‫الثانية عشر زواال من يوم العشرين الموالي لنشر مقرر الهيئة القاضي بسحب االعتماد‬

‫‪33‬‬
‫المادة ‪ 745‬من مدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫المادة ‪ 747‬من مدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫المادة ‪ 747‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫بالجريدة الرسمية‪ ،‬وبالتالي تتوقف بقوة القانون آثار كل العقود التي تكون المقاولة قد أبرمتها‪،‬‬
‫ويجب أن ترجع للمؤمن لهم كافة األقساط المتعلقة بالمدة الجارية من يوم الفسخ بقوة القانون‬
‫إلى غاية تاريخ حلول األجل المنصوص عليه غي العقد‪.‬‬

‫غير أنه وفي هذا الصدد ال بد من االشارة إلى أن عقود التأمينات البحرية والتأمينات‬
‫على الحياة والتأمينات الزوجية‪ ،36‬أو المهرية‪ ،37‬والرسملة‪ ،‬وتملك العقارات بواسطة تكوين‬
‫إيرادات عمرية وتأمين القرض أو الكفالة تبقى خاضعة لشروطها العامة والخاصة إلى غاية‬
‫نشر مقرر الهيئة المشار إليه بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫هذا ويمكن للمقرر المذكور إما أن يحدد التاريخ الذي يتوقف فيه آثر العقود المبرمة‬
‫واما أن يرخص بتحويلها جزئيا أو كليا لمقاولة أو عدة مقاوالت للتأمين واعادة التأمين‪ ،‬كما‬
‫يمكنه أن يمدد آجال تلك العقود أو يقرر تخفيض المبالغ المؤداة في حالة الحياة أو الوفاة‪،‬‬
‫وكذا األرباح الممنوحة وقيم االسترداد‪ ،‬بحيث تقلص قيمة التزامات المقاولة إلى المبالغ التي‬
‫تسمح وضعية المقاولة بتغطيتها‪.38‬‬

‫تصبح أحكام السحب الجزئي أحكاما مشتركة بين السحبين‪( ،‬الكلي والجزئي) إال أنه‬
‫في هذه الحالة السحب الكلي يتم تصفية المقاولة‪ ،‬وهي عملية ال يمكن أن تنجز من طرف‬
‫المقاولة نفسها‪ ،‬وانما تعهد إلى مصف يعين من طرف هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫يقصد بالتأمينات الزوجية ذلك العقد الذي بمقتضاه يلتزم المؤمن بأداء مبلغ معين من النقود إلى المؤمن له إذا تزوج قبل سن‬
‫معين‪ ،‬واذا توفي قبل هذا السن انقضى التزام المؤمن‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫تأمين المهر عقد يلتزم المؤمن بأداء مبلغ معين من النقود للمستفيد في تاريخ معين شرط البقاء حيا في هذا التاريخ‪ ،‬واذا مات‬
‫المستفيد في هذا التاريخ ال يلتزم المؤمن بأداء مبلغ التأمين‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫المادة ‪ 791‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة الداخلية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫التكافلي‬
‫تعتبر مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي إلى جانب نظيرتها التقليدية من أهم‬
‫الركائز التي يقوم عليها النظام االقتصادي والمالي ألي دولة‪ ،‬الشيء الذي حدا بالمشرع‬
‫المغربي إلى التدخل لتنظيمها‪ .‬ولقيام هذه المقاوالت بالدور المنوط بها وتعزيز فعاليتها‬
‫أحدث المشرع مجموعة من األجهزة مهمتها تتبع وتقييم عمل مقاوالت التأمين واعادة‬
‫التأمين‪.‬‬

‫ولعل مراقب الحسابات أبرز األجهزة التي خصها المشرع بمراقبة نشاط مقاوالت‬
‫التأمين‪ ،‬وذلك بالنظر إلى موقعة داخل المقاولة وطبيعة المهام المسندة إليه‪.‬‬

‫ويعتبر مراقب الحسابات ذلك الخبير المحاسب الذي تكون مهمته االعتيادية مراجعة‬
‫وتق دير وتنظيم محاسبة المنشأة والهيئات الذي ال يرتبط معها بعقد عمل‪ ،‬وله وحدة أهلية‬
‫إثبات صحة وصدق الموازنات وحسابات النتائج والقوائم المحاسبية والمالية‪.‬‬

‫ولدراسة مؤسسة مراقب الحسابات باعتباره الجهة التي تمارس الرقابة الداخلية على‬
‫مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي البد من النظر في النظام القانوني لهذه المؤسسة‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬ثم تناول اآلليات التي خولها المشرع لمؤسسة مراقب الحسابات للقيام‬
‫بدورها الرقابي (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني لمراقب الحسابات‬


‫يعد مراقب الحسابات جها از أوجده المشرع لبسط الرقابة على الشركة والتدقيق في‬
‫ماليتها وحساباتها‪ ،‬حماية للشركة ذاتها وللمساهمين والمتعاملين معها‪ ،‬حيث نص على‬
‫تعيين مراقب أو مراقبين للحسابات إما وجوبا أو اختياريا في بعض الشركات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ومراقب الحسابات إما شخص ذاتي أو معنوي فقد نص المشرع على تعينه وجوبا‬
‫كلما تعلق األمر بشركة المساهمة حيث أكد ذلك القانون ‪ 51-51‬وذلك من خالل المادة‬
‫‪ 515‬والتي نصت على أنه‪" :‬يجب أن يتم في كل شركة مساهمة تعيين مراقبين للحسابات‬
‫يعهد إليهم بمهمة مراقبة وتتبع حسابات الشركة وفقا للشروط واألهداف المنصوص عليه في‬
‫القانون"‪ ،‬كما يمتد هذا الحكم ليشمل الشركات التي يفوق رقم معامالتها خمسين مليون‬
‫درهم‪.‬‬

‫وستحاول في هذا المطلب تسليط الضوء على األحكام العامة المتعلقة بتعين مراقب‬
‫الحسابات (الفقرة األولى) ثم مسوؤلية مراقبي الحسابات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام العامة المتعلقة بتعيين مراقب الحسابات‬


‫يختلف عدد مراقبي الحسابات باختالف ما إذا كانت شركة مساهمة ال تدعو‬
‫الجمهور إلى االكتتاب أو تدعو لذلك‪ ،‬وبذلك يجب أن يتم في كل شركة ال تدعو الجمهور‬
‫إلى االكتتاب تعيين مراقب أو مراقبين للحسابات‪،‬‬

‫أما إذا كانت تدعو الجمهور لالكتتاب فوجب عليها أن تعين مراقبين اثنين على‬
‫األقل‪.39‬‬

‫وقد حدد المشرع مجموعة من الشروط من أجل تعيين مراقب الحسابات‪ ،‬فهناك‬
‫‪40‬‬
‫(أوال)‪ ،‬و كذلك‬ ‫شروط منصوص عليها في القانون المتعلق بتنظيم مهنة محاسب معتمد‬

‫‪39‬‬
‫محمد دبالي‪ ،‬آليات مراقبة شركات المساهمة في ظل التشريع الجديد للشركات‪ .‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬وجدة‪،‬السنة الجامعية ‪ ،7111/5555‬الصفحة ‪.719‬‬
‫‪40‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.51.555‬صادر في ‪ 59‬من شوال ‪ 1( 5149‬أغسطس ‪ )7151‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 571.57‬المتعلق‬
‫ب تنظيم مهنة محاسب معتمد و بإحداث المنظمة المهنية للمحاسبين المعتمدين‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9499‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 1‬ذو القعدة ‪ 71( 5149‬أغسطس ‪ )7151‬الصفحة ‪.511‬‬

‫‪38‬‬
‫‪41‬‬
‫(ثانيا)‪ ،‬وحاالت التنافي‬ ‫شروط منصوص عليها في القانون المنظم لشركات المساهمة‬
‫التي يمكن أن يقع فيها مراقب الحسابات(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط حسب قانون المحاسبيين المعتمدين‬


‫قـ ــام المشـ ــرع المغربـ ــي بتنظـ ــيم مهنـ ــة المحاسـ ــب مـ ــن خـ ــالل القـ ــانون المـ ــنظم لمهنـ ــة‬
‫محاس ـ ــب معتم ـ ــد‪ ،‬ويش ـ ــترط الت ـ ــوفر عل ـ ــى مجموع ـ ــة م ـ ــن الش ـ ــروط لممارس ـ ــة مهن ـ ــة م ارق ـ ــب‬
‫الحسابات‪ ،‬تتجلى أهمها في‪:‬‬

‫‪ -1‬األهلية واألخالق‬

‫ويتعـ ــين أن ال يكـ ــون م ارقـ ــب الحسـ ــابات محكومـ ــا عليـ ــه مـ ــن أجـ ــل جريمـ ــة جنائيـ ــة‬
‫كالنص ـ ــب و االحتي ـ ــال و الغ ـ ــدر و خيان ـ ــة االمان ـ ــة و الس ـ ــرقة و غيره ـ ــا أو محكوم ـ ــا علي ـ ــه‬
‫بالتفـ ـ ـ ـ ــالس أو بسـ ـ ـ ـ ــقوط االهليـ ـ ـ ـ ــة التجاريـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ــي تحظـ ـ ـ ـ ــر عليـ ـ ـ ـ ــه اإلدارة أو التسـ ـ ـ ـ ــيير أو‬
‫المراقبة‪.42‬‬

‫فحسـ ـ ـ ــب المـ ـ ـ ــادة ‪ 71‬مـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ــانون المـ ـ ـ ــنظم للمهنـ ـ ـ ــة يشـ ـ ـ ــترط‪ ،‬أن يكـ ـ ـ ــون مغربيـ ـ ـ ــا‬
‫وبالغـ ـ ــا مـ ـ ــن العمـ ـ ــر ‪ 75‬سـ ـ ــنة كاملـ ـ ــة‪ ،‬وكـ ـ ــذلك متمتعـ ـ ــا بحقوقـ ـ ــه المدنيـ ـ ــة‪ ،‬و أن أال يكـ ـ ــون‬
‫محكوم ـ ــا علي ـ ــه بعقوب ـ ــة جنائي ـ ــة أو جنحي ـ ــة مش ـ ــار إليه ـ ــا ف ـ ــي التشـ ـ ـريع الج ـ ــاري ب ـ ــه العم ـ ــل‬
‫من أجل أفعال مخلة بالشرف واالستقامة واآلداب العامة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.59.571‬صادر في ‪ 51‬من ربيع اآلخر ‪ 41( 5151‬أغسطس ‪ )5559‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 51.51‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة المعير والمتمم بموجب القانون ‪ 71-11‬الصادر بتاريخ ‪ 51‬جمادى األولى ‪ 74( 5175‬ماي ‪ ، )7119‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد‪ 1945‬الصادرة بتاريخ ‪ 57‬جمادى األخرة ‪ 59( 5175‬يونيو ‪ )7119‬الصفحة ‪.5415‬‬
‫‪42‬‬
‫أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬شركات المساهمة‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،7154‬الصفحة ‪ 499‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -2‬الخبرة و الكفاءة‬

‫حسـ ــب المـ ــادة ‪ 4‬مـ ــن القـ ــانون المـ ــنظم للمهنـ ــة أنـ ــه ال يجـ ــوز ألحـ ــد أن يحمـ ــل لقـ ــب‬
‫محاس ـ ــب معتم ـ ــد و أن يـ ـ ـزاول المهن ـ ــة بص ـ ــفة حـ ـ ـرة إذا ل ـ ــم يك ـ ــن مقي ـ ــدا ف ـ ــي ج ـ ــدول منظم ـ ــة‬
‫المحاسـ ـ ــبين المعتمـ ـ ــدين‪ ،...‬ويضـ ـ ــمن هـ ـ ــذا الشـ ـ ــرط تـ ـ ــوفر الخب ـ ـ ـرة و الكفـ ـ ــاءة التـ ـ ــي تصـ ـ ــب‬
‫ف ـ ـ ــي مصـ ـ ـ ــلحة الشـ ـ ـ ــركة و المسـ ـ ـ ــاهمين و األغي ـ ـ ــار و تحمـ ـ ـ ــي هيـ ـ ـ ــأة الخب ـ ـ ـ ـراء المحاسـ ـ ـ ــبين‬
‫ذاتهـ ــا م ـ ــن ال ـ ــدخالء ال ـ ــذين يس ـ ــيئون إلـ ــى المهن ـ ــة و الحرف ـ ــة و إل ـ ــى االقتص ـ ــاد و التنمي ـ ــة و‬
‫إلى الشركة نفسها‪.43‬‬

‫وحس ـ ـ ــب الم ـ ـ ــادة ‪ 75‬م ـ ـ ــن نف ـ ـ ــس الق ـ ـ ــانون فق ـ ـ ــد ح ـ ـ ــدد المش ـ ـ ــرع الش ـ ـ ــروط الواج ـ ـ ــب‬
‫توافرها في األشخاص المقيدين بالجدول و تتلخص في‪:‬‬

‫الحصـ ـ ــول علـ ـ ــى االجـ ـ ــازة أو مـ ـ ــا يفوقهـ ـ ــا مـ ـ ــن التعلـ ـ ــيم العمـ ـ ــومي المغربـ ـ ــي فـ ـ ــي‬ ‫‪‬‬
‫العلـ ـ ـ ــوم االقتصـ ـ ـ ــادية أو الماليـ ـ ـ ــة أو المحاسـ ـ ـ ــبة أو تـ ـ ـ ــدبي ار لمقـ ـ ـ ــاوالت والمحـ ـ ـ ــددة‬
‫بنص تنظيمي أوكل دبلوم معترف بمعادلته لهذا الدبلوم‪.‬‬
‫اجتياز بنجاح اختبارات امتحان األهلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قضاء فترة تدريب ال تقل مدتها عن سنتين لدى محاسب معتمد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬الشفافية و االستقاللية‬

‫يمـ ــارس م ارقـ ــب الحسـ ــابات مهنـ ــة ح ـ ـرة فـ ــي إطـ ــار نـ ــوع مـ ــن االسـ ــتقالل و الحيـ ــاد‪،‬‬
‫حي ـ ــث ال يج ـ ــوز أن يكونـ ـ ـوا مـ ـ ـرتبطين بالم ـ ــدراء و المس ـ ــيرين ب ـ ــأي ش ـ ــكل م ـ ــن األش ـ ــكال‪.44‬‬
‫وهـ ــذا مـ ــا نصـ ــت عليـ ــه المـ ــادة األولـ ــى مـ ــن القـ ــانون المـ ــنظم لمهنـ ــة المحاسـ ــبين المعتمـ ــدين‬

‫‪43‬‬
‫اطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو‬ ‫‪www.anibrass.blogspot.com‬‬ ‫مراقب الحسابات‪ :‬مقال منشور بموقع المعرفة القانونية‪،‬‬
‫‪ 7155‬على الساعة ‪.57:11‬‬
‫‪44‬‬
‫عز الدين بنستي‪ ،‬الشركات في القانون المغربي‪ .‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،7159‬الصفحة ‪.511‬‬

‫‪41‬‬
‫حيـ ــث جـ ــاء فيهـ ــا " المحاسـ ــب المعتمـ ــد هـ ــو مـ ــن تكـ ــون مهنتـ ــه االعتياديـ ــة مسـ ــك محاسـ ــبات‬
‫المقـ ـ ــاوالت والهيئـ ـ ــات التـ ـ ــي تلجـ ـ ــأ إلـ ـ ــى خدماتـ ـ ــه والتـ ـ ــي ال ي ـ ـ ـرتبط معهـ ـ ــا بعقـ ـ ــد عمـ ـ ــل‪"....‬‬
‫يتضـ ــح م ـ ــن خ ـ ــالل هـ ــذه الم ـ ــادة أن المش ـ ــرع أكـ ــد عل ـ ــى عنص ـ ــر االسـ ــتقاللية‪ ،‬وذل ـ ــك بع ـ ــدم‬
‫االرتب ــاط بعق ــد عم ــل ال ــذي ين ــتج عن ــه التبعي ــة ال ــذي يع ــد مخالف ــا لمهم ــة م ارق ــب الحس ــابات‬
‫الذي يجب علية االتسام باالستقاللية و الحياد‪.‬‬

‫و ق ـ ـ ـ ــد ال ـ ـ ـ ــزم المش ـ ـ ـ ــرع ف ـ ـ ـ ــي الم ـ ـ ـ ــادة الخامس ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـ ــن نف ـ ـ ـ ــس الق ـ ـ ـ ــانون المحاس ـ ـ ـ ــبين‬
‫المعتم ـ ــدين ال ـ ــذين يزاول ـ ــون المهن ـ ــة بص ـ ــورة مس ـ ــتقلة أن يقومـ ـ ـوا ب ـ ــذلك باس ـ ــمهم الحقيق ـ ــي ال‬
‫باسم مستعار كيفما كان‪ ،‬وذلك حماية لمبدأ الشفافية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المنصوص عليها في قانون شركات المساهمة‬


‫أوكل المشرع لجهات خاصة تعيين مراقب أو مراقبي الحسابات حيث يعهد لجهاز‬
‫داخل الشركة (المؤسسين أو الجمعية العامة) كما يمكن أن يعهد بمهمة التعين استثناء‬
‫لجهاز خارج الشركة في حال لم يتم التعيين في الحالة العادية‪.‬‬

‫‪ -1‬التعيين من طرف جهاز داخل الشركة‬

‫فحسـ ـ ـ ـ ــب المـ ـ ـ ـ ــادة ‪ 71‬مـ ـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ـ ــانون ‪ 51.51‬يـ ـ ـ ـ ــتم تعيـ ـ ـ ـ ــين مراقبـ ـ ـ ـ ــي الحسـ ـ ـ ـ ــابات‬
‫األولـ ـ ــين‪ ،‬إمـ ـ ــا بموجـ ـ ــب النظـ ـ ــام األساسـ ـ ــي أو بموجـ ـ ــب عقـ ـ ــد منفصـ ـ ــل يشـ ـ ــكل جـ ـ ــزءا مـ ـ ــن‬
‫النظ ـ ــام األساس ـ ــي و موق ـ ــع وف ـ ــق نف ـ ــس الش ـ ــروط‪ ،‬و يش ـ ــرعون ف ـ ــي ممارس ـ ــة مه ـ ــامهم فعلي ـ ــا‬
‫ابت ـ ــداء م ـ ــن تقيي ـ ــد الش ـ ــركة ف ـ ــي الس ـ ــجل التج ـ ــاري‪ .‬و نس ـ ــتنتج م ـ ــن ه ـ ــذه الم ـ ــادة أن تعي ـ ــين‬
‫مراقب ـ ــي الحس ـ ــابات أثن ـ ــاء تأس ـ ــيس الش ـ ــركة ي ـ ــتم م ـ ــن ط ـ ــرف المؤسس ـ ــين‪ ،‬عك ـ ــس إذا ك ـ ــان‬

‫‪40‬‬
‫التعي ـ ــين خ ـ ــالل م ـ ــدة قي ـ ــام الش ـ ــركة‪ ،‬ف ـ ــالتعيين يك ـ ــون م ـ ــن ط ـ ــرف الجمعي ـ ــة العام ـ ــة العادي ـ ــة‬
‫للمساهمين‪ ،‬وهذا ما أكده المشرع من خالل المادة ‪ 594‬من القانون ‪.4551.51‬‬

‫‪ -2‬تدخل القضاء في تعين مراقب الحسابات‬

‫يت ـ ـ ــدخل القض ـ ـ ــاء ف ـ ـ ــي تعي ـ ـ ــين م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات ف ـ ـ ــي ش ـ ـ ــخص رئ ـ ـ ــيس المحكم ـ ـ ــة‬
‫التجاري ـ ـ ــة بص ـ ـ ــفته قاض ـ ـ ــي للمس ـ ـ ــتعجالت‪ ،‬ويك ـ ـ ــون ب ـ ـ ــأمر من ـ ـ ــه و ذل ـ ـ ــك بطل ـ ـ ــب م ـ ـ ــن أي‬
‫مسـ ــاهم‪ ،‬حسـ ــب المـ ــادة ‪ 591‬مـ ــن نفـ ــس القـ ــانون‪ ،‬وذلـ ــك فـ ــي حالـ ــة عـ ــدم تعيـ ــين الجمعيـ ــة‬
‫العامـ ـ ـ ــة لمراقبـ ـ ـ ــي الحسـ ـ ـ ــابات‪ ،‬كمـ ـ ـ ــا أوجـ ـ ـ ــب المشـ ـ ـ ــرع فـ ـ ـ ــي نفـ ـ ـ ــس المـ ـ ـ ــادة أن تـ ـ ـ ــتم دعـ ـ ـ ــوة‬
‫المتص ـ ـ ــرفين بص ـ ـ ــفة قانوني ـ ـ ــة‪ .‬كم ـ ـ ــا تنته ـ ـ ــي المهم ـ ـ ــة المعه ـ ـ ــود به ـ ـ ــا الكيفي ـ ـ ــة حينم ـ ـ ــا تق ـ ـ ــوم‬
‫الجمعي ـ ـ ـ ــة العام ـ ـ ـ ــة بتعي ـ ـ ـ ــين مراقب ـ ـ ـ ــي الحس ـ ـ ـ ــابات‪ ،‬أي أن الم ارق ـ ـ ـ ــب ال ـ ـ ـ ــذي يعين ـ ـ ـ ــه رئ ـ ـ ـ ــيس‬
‫المحكمة يكون تعيينه مؤقت إلى أن تقوم الجمعية العامة بتعيين مراقبي الحسابات‪.‬‬

‫وق ـ ــد خ ـ ــول المش ـ ــرع للمس ـ ــاهم أو المس ـ ــاهمين الح ـ ــائزين لنس ـ ــبة ‪ 5%‬م ـ ــن رأس م ـ ــال‬
‫علـ ـ ـ ــى األقـ ـ ـ ــل‪ ،‬إذا كانـ ـ ـ ــت لهـ ـ ـ ــم مبـ ـ ـ ــررات مشـ ـ ـ ــروعة للشـ ـ ـ ــك فـ ـ ـ ــي حيـ ـ ـ ــاد و ن ازهـ ـ ـ ــة م ارقـ ـ ـ ــب‬
‫للحسـ ــابات معـ ــين مـ ــن قبـ ــل الجمعيـ ــة العامـ ــة أن يطلب ـ ـوا مـ ــن رئـ ــيس المحكمـ ــة إعفـ ــاءه مـ ــن‬
‫مهام ـ ــه وتعي ـ ــين آخ ـ ــر بدل ـ ــه‪ .46‬كم ـ ــا منح ـ ــت ك ـ ــذلك الم ـ ــادة ‪ 591‬إمكاني ـ ــة التجـ ـ ـريح للهيئ ـ ــة‬
‫المغربيـ ـ ــة لسـ ـ ــوق الرسـ ـ ــاميل‪( ،‬مجلـ ـ ــس القـ ـ ــيم المنقولـ ـ ــة سـ ـ ــابقا )‪ ،‬وذلـ ـ ــك بالنسـ ـ ــبة للشـ ـ ــركات‬
‫التي تدعو الجمهور لالكتتاب‪.‬‬

‫‪45‬حسب المادة ‪ 594‬من القانون ‪ " 51.51‬يتم تعيين مراقب أو مراقبي الحسابات لمدة ثالث سنوات مالية من قبل الجمعية العامة‬
‫العادية للمساهمين‪ ،‬وفي الحالة المنصوص عليها في المادة ‪"....71‬‬
‫‪46‬‬
‫فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ .‬الجزء الثاني‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار اآلفاق المغربية للنشر و التوزيع‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الصفحة ‪.741‬‬

‫‪42‬‬
‫أمـ ـ ــا بخصـ ـ ــوص مـ ـ ــدة التعـ ـ ــين فقـ ـ ــد ميـ ـ ــز المشـ ـ ــرع المغربـ ـ ــي بـ ـ ــين إذا كـ ـ ــان تعيـ ـ ــين‬
‫م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ق ـ ــد ت ـ ــم أثن ـ ــاء تأس ـ ــيس الش ـ ــركة‪ ،‬أو أثن ـ ــاء حياته ـ ــا‪ ،‬فف ـ ــي الحال ـ ــة األول ـ ــى‬
‫‪47‬‬
‫‪.‬‬ ‫حدد المشرع المدة في سنة واحدة حسب المادة ‪ 594‬من القانون ‪51.51‬‬

‫أمـ ــا فـ ــي الحالـ ــة التـ ــي يـ ــتم فيهـ ــا التعيـ ــين مـ ــن طـ ــرف الجمعيـ ــة العامـ ــة للمسـ ــاهمين‪،‬‬
‫فقـ ــد حـ ــدد المشـ ــرع مـ ــدة التعيـ ــين حسـ ــب نفـ ــس المـ ــادة فـ ــي ثـ ــالث سـ ــنوات ماليـ ــة‪ ،‬و تنتهـ ــي‬
‫مهـ ــامهم بانتهـ ــاء اجتمـ ــاع الجمعيـ ــة التـ ــي تبـ ــت فـ ــي حسـ ــابات السـ ــنة الماليـ ــة الثالثـ ــة‪ ،‬وفـ ــي‬
‫حال ـ ــة قام ـ ــت الجمعي ـ ــة العام ـ ــة بتعي ـ ــين م ارق ـ ــب حس ـ ــابات مك ـ ــان م ارق ـ ــب آخ ـ ــر‪ ،‬فإن ـ ــه يـ ـ ـزاول‬
‫مهام ــه فق ــط فـ ــي الم ــدة المتبقي ــة مـ ــن م ــدة مزاول ــة سـ ــلفه لمهمت ــه وذل ــك حسـ ــب نف ــس المـ ــادة‬
‫أعاله‪.‬‬

‫ويمك ـ ــن ب ـ ــاقتراح م ـ ــن الجمعي ـ ــة العام ـ ــة ع ـ ــدم تجدي ـ ــد مه ـ ــام م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ل ـ ــدى‬
‫انتهائه ـ ـ ــا‪ ،‬و يتع ـ ـ ــين عل ـ ـ ــى الجمعي ـ ـ ــة االس ـ ـ ــتماع إل ـ ـ ــى الم ارق ـ ـ ــب إن طل ـ ـ ــب ذل ـ ـ ــك‪ .48‬وذل ـ ـ ــك‬
‫حماية للمراقب من التعسف الذي قد يطاله‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حاالت التنافي‬


‫حـ ـ ــاالت التنـ ـ ــافي نوع ـ ـ ـان‪ ،‬بعضـ ـ ــها يحظـ ـ ــر علـ ـ ــى الشـ ـ ــخص أن يتـ ـ ــولى مناصـ ـ ــب‬
‫م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات‪ ،‬و ال ـ ـ ــبعض اآلخ ـ ـ ــر يمن ـ ـ ــع عل ـ ـ ــى مراقب ـ ـ ــي الحس ـ ـ ــابات المع ـ ـ ــين ت ـ ـ ــولي‬
‫بعض المهام أو الوظائف‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المادة ‪ 594‬من القانون ‪ ...." 51.51‬و في الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ ،71‬ال يمكن أن تزيد مدة مهامهم عن سنة‬
‫مالية واحدة‪"....‬‬
‫‪48‬‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 594‬من القانون ‪.51.51‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -1‬األشخاص الذين يحظر عليهم تولي مناصب مراقب الحسابات‬

‫فحسـ ـ ـ ــب المـ ـ ـ ــادة ‪ 595‬مـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ــانون ‪ 51.51‬المتعلـ ـ ـ ــق بشـ ـ ـ ــركات المسـ ـ ـ ــاهمة‪ ،‬ال‬
‫يمكن لألشخاص اآلتي ذكرهم تولي منصب مراقب الحسابات‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسســون وأصــحاب الحصــص العينيــة والمســتفيدون مــن امتيــازات‬


‫خاصـة‪ ،‬والمتصـرفون وأعضـاء مجلـس الرقابـة أو مجلـس اإلدارة الجماعيـة بالشـركة‬
‫أو الشـركات التابعـة لهـا‪ ،‬بمعنـى أنـه يمكـن للمسـاهم بحصـص نقديـة أن يعـين مراقبـا‬
‫الس ــابقة ومنهــا القي ــد ف ــي جــدول هيئ ــة الخبـ ـراء‬ ‫الشــروط‬ ‫تــوفرت في ــه‬ ‫إن‬ ‫للحســابات‬
‫المحاسبين‪.49‬‬

‫أزواج المشـار إلـيهم فـي البنـد السـابق و أصـولهم وفـروعهم إلـى الدرجـة‬ ‫‪‬‬
‫الثانية بإدخال الغاية‪.‬‬
‫الـذين يزاولـون لفائـدة األشـخاص المشـار إلـيهم فـي البنـد األول أعـاله أو‬ ‫‪‬‬
‫لفائـدة الشـركة أو الشـركة التابعـة لهـا‪ ،‬وظـائف قـد تمـس باسـتقالليتهم أو‬
‫يتقاضــون أجـ ار مــن إحــداها عــن وظــائف غيــر تلــك المنصــوص عليهــا‬
‫قانونا‪.‬‬
‫شـركات الخبـرة فـي المحاسـبة التـي يكـون أحـد الشـركاء فيهـا فـي وضـع مـن‬ ‫‪‬‬
‫وكــذا الخبيــر المحاســب‬ ‫األوضــاع المشــار إليهــا فــي البنــود الســابقة‪.‬‬
‫الشـريك فـي شـركة للخبـراء المحاسـبين حـين تكـون هـذه األخيـرة فـي وضـع‬
‫من هذه األوضاع‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫محمد دبالي‪ ،‬آليات مراقبة شركات المساهمة في ظل التشريع الجديد للشركات‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬وجدة‪،‬السنة الجامعية ‪ ،7111/5555‬الصفحة ‪.711‬‬

‫‪44‬‬
‫كـذلك ال يمكــن أن يعـين كمراقبـي الحســابات لـنفس الشـركة خبيـران أو عــدة‬
‫خبـراء محاسـبين ينتمـون بـأي صـفة كانـت إلـى نفـس شـركة الخبـراء المحاسـبين أو‬
‫نفس المكتب‪.‬‬

‫واذا طـ أر أحــد دواعــي التنــافي المشــار إليهــا أعــاله خــالل مزاولــة الم ارقــب‬
‫مهامـه‪ ،‬تعـين علـى المعنـي بـاألمر الكـف فـو ار عـن مزاولـة مهامـه و إخبـار مجلـس‬
‫اإلدارة أو مجلـس الرقابـة بـذلك داخـل أجـل أقصـاه خمسـة عشـر يومـا بعـد حـدوث‬
‫حالة التنافي‪.‬‬

‫‪ -2‬الوظائف التي يحظر على مراقب الحسابات القيام بها‬

‫فحس ـ ـ ــب الم ـ ـ ــادة ‪ 597‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون رق ـ ـ ــم ‪ 51.51‬المتعل ـ ـ ــق بش ـ ـ ــركات المس ـ ـ ــاهمة‪،‬‬
‫فال يمكن لمراقبي الحسابات‪:‬‬

‫‪ -‬أن يعينـوا كمتصـرفين أو مـديرين عـامين أو مـديرين عـامين منتـدبين أو أعضـاء‬


‫فـي مجلـس اإلدارة الجماعيـة فـي الشـركات التـي يراقبونهـا إال بعـد انصـرام أجـل‬
‫خمس سنوات على األقل منذ انتهاء مهمتهم بها كمراقبين للحسابات‪.‬‬

‫و يالح ـ ــظ أن المش ـ ــرع ل ـ ــم ي ـ ــذكر م ـ ــن ب ـ ــين المه ـ ــام العض ـ ــوية ف ـ ــي مجل ـ ــس الرقاب ـ ــة‪،‬‬
‫حيـث يمكـن لمراقبـي الحسـابات أن يعينـوا فيـه فـور انتهـاء مهـامهم كمراقبـي للحسـابات‬
‫دون انتظـار انصـرام مـدة خمـس سـنوات نظـ ار لمـا يتمتعـون بـه مـن خبـرة محاسـبية تفيـد‬
‫مجلس الرقابة‪ ،‬شريطة أن يكونوا مساهمين‪.50‬‬

‫ال يمكـنهم أيضـا خـالل نفـس اآلجـال أن يمارسـوا نفـس المهـام فـي الشـركة‬ ‫‪-‬‬
‫التي تملك ‪ % 10‬أو أكثر من رأس مال الشركة التي يراقبون حساباتها؛‬

‫‪50‬‬
‫أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية و المجموعات ذات النفع االقتصادي‪ .‬الجزء الرابع‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،7154‬الصفحة ‪.751‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬ال يمكـن لألشـخاص الـذين كـانوا متصـرفين أو مـديرين عـامين أو مـديرين‬
‫عـامين أو أعضـاء فـي مجلـس اإلدارة الجماعيـة لشـركة مسـاهمة أن يعينـوا‬
‫مـراقبين لحسـابات تلـك الشـركة خـالل الخمـس سـنوات علـى األقـل التـي تلـي‬
‫تـاريخ انتهــاء مهــامهم‪ .‬وال يمكــنهم خــالل نفــس المــدة أن يعينـوا كمـراقبين‬
‫لحسـابات الشـركة التـي تملـك ‪ % 51‬أو أكثـر مـن أرسـمال الشـركة التـي‬
‫كانوا يمارسون فيها مهامهم سالفة الذكر‬

‫يمك ـ ـ ــن الق ـ ـ ــول أن المش ـ ـ ــرع أخض ـ ـ ــع مراقب ـ ـ ــي الحس ـ ـ ــابات لمجموع ـ ـ ــة م ـ ـ ــن القواع ـ ـ ــد‬
‫القانوني ـ ــة‪ ،‬ه ـ ــي ف ـ ــي األص ـ ــل موجه ـ ــة م ـ ــن أج ـ ــل ض ـ ــمان االختصاص ـ ــات المهني ـ ــة لهـ ـ ـؤالء‬
‫المراقبين‪ ،‬كما يمكن من شأنها أيضا تأمين استقالليتهم‪.51‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية مراقبي الحسابات‬


‫تتن ـ ــوع مس ـ ــؤولية م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ب ـ ــين المس ـ ــؤولية المدني ـ ــة‪ ،‬والت ـ ــي يترت ـ ــب عليه ـ ــا‬
‫التعـ ــويض ع ـ ــن األض ـ ـرار الت ـ ــي تلح ـ ــق الشـ ــركة واألغي ـ ــار وك ـ ــذلك المسـ ــؤولية الجنائي ـ ــة ف ـ ــي‬
‫حالة ارتكاب أفعال معاقب عليها جنائيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية لمراقب الحسابات‬


‫إن الحـ ـ ــديث عـ ـ ــن المسـ ـ ــؤولية المدنيـ ـ ــة لم ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات فـ ـ ــي شـ ـ ــركة المسـ ـ ــاهمة‬
‫يستدعي منا البحث وتحديد طبيعة هذه المسؤولية ثم اإلحاطة بشروط انعقادها‪.‬‬

‫‪ -1‬طبيعة المسؤولية المدنية لمراقب الحسابات‬

‫وض ـ ـ ــعت الم ـ ـ ــادة ‪ 591‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون رق ـ ـ ــم ‪ 51.51‬المتعل ـ ـ ــق بش ـ ـ ــركات المس ـ ـ ــاهمة‪،‬‬
‫اإلط ـ ـ ــار الع ـ ـ ــام للمس ـ ـ ــؤولية المدني ـ ـ ــة لم ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات‪ ،‬لكنه ـ ـ ــا ل ـ ـ ــم تح ـ ـ ــدد طبيع ـ ـ ــة ه ـ ـ ــذه‬

‫‪51‬‬
‫محمد دبالي‪ ،‬آليات مراقبة شركات المساهمة في ظل التشريع الجديد للشركات‪ .‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬وجدة‪،‬السنة الجامعية ‪ ،7111/5555‬الصفحة ‪.717‬‬

‫‪46‬‬
‫المس ـ ــؤولية‪ ،‬ول ـ ــم تمي ـ ــز ب ـ ــين مس ـ ــؤولية م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات تج ـ ــاه الش ـ ــركة ومس ـ ــؤوليته تج ـ ــاه‬
‫األغيار‪.52‬‬

‫وقـ ـ ــد فسـ ـ ــر العديـ ـ ــد مـ ـ ــن البـ ـ ــاحثين سـ ـ ــكوت المشـ ـ ــرع المغربـ ـ ــي عـ ـ ــن تحديـ ـ ــد طبيعـ ـ ــة‬
‫المسـ ــؤولية المدنيـ ــة لم ارقـ ــب الحسـ ــابات‪ ،‬علـ ــى أنـ ــه إحالـ ــة منـ ــه علـ ــى القواعـ ــد العامـ ــة‪ ،‬لكـ ــن‬
‫ك ـ ـ ــل واح ـ ـ ــد حـ ـ ـ ــدد مس ـ ـ ــؤولية م ارق ـ ـ ــب الحسـ ـ ـ ــابات م ـ ـ ــن منظ ـ ـ ــوره الخـ ـ ـ ــاص‪ ،‬حي ـ ـ ــث اعتبـ ـ ـ ــر‬
‫ال ـ ـ ـ ــبعض‪ ،53‬أن مس ـ ـ ـ ــؤولية م ارق ـ ـ ـ ــب الحس ـ ـ ـ ــابات ه ـ ـ ـ ــي مس ـ ـ ـ ــؤولية عقدي ـ ـ ـ ــة تج ـ ـ ـ ــاه الش ـ ـ ـ ــركة‬
‫وتقص ـ ــيرية تج ـ ــاه األغي ـ ــار‪ ،‬ف ـ ــي ح ـ ــين اعتب ـ ــر ال ـ ــبعض اآلخ ـ ــر‪ ،54‬وه ـ ــو رأي أحم ـ ــد ش ـ ــكري‬
‫الس ـ ــباعي أن مسـ ـ ــؤولية م ارقـ ـ ــب الحس ـ ــابات هـ ـ ــي مسـ ـ ــؤولية تقص ـ ــيرية س ـ ـ ـواء تجـ ـ ــاه الشـ ـ ــركة‬
‫أو تجاه األغيار‪.‬‬

‫وال يس ـ ـ ــأل م ارق ـ ـ ــب أو مراقب ـ ـ ــو الحسـ ـ ـ ــابات ع ـ ـ ــن اهماله ـ ـ ــم وأخط ـ ـ ــائهم الشخصـ ـ ـ ــية‬
‫فحس ـ ـ ــب‪ ،‬ب ـ ـ ــل تمت ـ ـ ــد مس ـ ـ ــؤوليتهم لتش ـ ـ ــمل األخط ـ ـ ــاء المرتكب ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف مس ـ ـ ــاعديهم أو‬
‫الممثل ـ ــين ع ـ ــنهم بص ـ ــفة خبـ ـ ـراء لك ـ ــونهم يعمل ـ ــون تح ـ ــت مس ـ ــؤوليتهم اس ـ ــتنادا للفقـ ـ ـرة األول ـ ــى‬
‫من الفصل ‪ 91‬من قانون االلتزامات والعقود‪.55‬‬

‫وف ـ ــي ح ـ ــال تع ـ ــدد مراقب ـ ــو الحس ـ ــابات فنمي ـ ــز ب ـ ــين م ـ ــا إذا ك ـ ــانوا ينج ـ ــزون مه ـ ــامهم‬
‫بص ـ ــورة فردي ـ ــة أو بص ـ ــورة جماعي ـ ــة‪ ،‬فف ـ ــي الحال ـ ــة األول ـ ــى تك ـ ــون مس ـ ــؤوليتهم فردي ـ ــة وف ـ ــي‬
‫الحالـ ــة الثانيـ ــة تكـ ــون جماعيـ ــة وعلـ ــى وجـ ــه التضـ ــامن‪ ،‬ويسـ ــألون علـ ــى وجـ ــه التضـ ــامن فـ ــي‬
‫‪52‬‬
‫نصيرة أحمادوش‪ ،‬المسؤولية المدنية والتأديبية لمراقب الحسابات ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7159/ 7151‬الصفحة ‪.1‬‬
‫‪53‬‬
‫إبراهيم مسعود الصغير‪ ،‬الرقابة على مسيري شركة المساهمة في التشريعين الليبي والمغربي‪ .‬أوردته نصيرة احمادوش‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ .‬الصفحة ‪.9‬‬
‫‪54‬‬
‫أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي‪ .‬الجزء الرابع‪ ،‬شركات المساهمة‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،7154‬الصفحة ‪.459‬‬
‫‪55‬‬
‫تنص الفقرة األولى من الفصل ‪ 91‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي‪ ":‬ال يكون الشخص مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه‬
‫بفعله فحسب‪ ،‬لكن يكون مسؤوال أيضا عن الضرر الذي يحدثه األشخاص الذين هم في عهدته‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ك ــل األحـ ـوال الت ــي يك ــون فيه ــا الخط ــأ مش ــتركا وغي ــر قاب ــل للتجزئ ــة اس ــتنادا إل ــى الفص ــلين‬
‫‪ 55‬و ‪ 511‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫كم ـ ــا تمتـ ـ ــد مسـ ـ ــؤولية مراقبـ ـ ــي الحسـ ـ ــابات أيضـ ـ ــا لتشـ ـ ــمل المخالفـ ـ ــات التـ ـ ــي ارتكبهـ ـ ــا‬
‫المتص ـ ــرفون وأعض ـ ــاء مجل ـ ــس اإلدارة الجماعي ـ ــة أو مجل ـ ــس الرقاب ـ ــة‪ ،‬إذا علمـ ـ ـوا به ـ ــا ح ـ ــين‬
‫مـ ـ ـزاولتهم مه ـ ــامهم ول ـ ــم يقومـ ـ ـوا بالكش ـ ــف عنه ـ ــا ف ـ ــي تقري ـ ــرهم عل ـ ــى الجمعي ـ ــة العام ـ ــة كم ـ ــا‬
‫نص ـ ــت عل ـ ــى ذل ـ ــك الفقـ ـ ـرة الثاني ـ ــة م ـ ــن الم ـ ــادة ‪ 591‬م ـ ــن ق ـ ــانون ‪ 51.51‬المتعل ـ ــق بش ـ ــركة‬
‫المساهمة‪.56‬‬

‫‪ -2‬شروط انعقاد المسؤولية المدنية لمراقب الحسابات‬

‫ال تنعق ـ ـ ـ ـ ـ ــد المس ـ ـ ـ ـ ـ ــؤولية المدني ـ ـ ـ ـ ـ ــة لم ارق ـ ـ ـ ـ ـ ــب الحس ـ ـ ـ ـ ـ ــابات إال إذا ت ـ ـ ـ ـ ـ ــوفرت أرك ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫المسؤولية والتي حددها المشرع في ‪:‬‬

‫الخطأ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ت ـ ــنص الم ـ ــادة ‪ 591‬م ـ ــن ق ـ ــانون ش ـ ــركات المس ـ ــاهمة ف ـ ــي فقرته ـ ــا األول ـ ــى عل ـ ــى م ـ ــا‬
‫يلـ ــي‪ " :‬يس ـ ــأل م ارق ـ ــب أو مراقب ـ ــو الحس ـ ــابات تج ـ ــاه الش ـ ــركة واألغي ـ ــار ع ـ ــن الض ـ ــرر الن ـ ــاتج‬
‫عن الخطأ واإلهمال المرتكب من طرفهم خالل مزاولتهم مهامهم"‪.‬‬

‫انطالق ـ ـ ــا م ـ ـ ــن ه ـ ـ ــذه الم ـ ـ ــادة يتب ـ ـ ــين أن م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات يس ـ ـ ــأل ع ـ ـ ــن الخط ـ ـ ــأ أو‬
‫اإلهم ـ ــال ال ـ ــذي يرتكب ـ ــه أثن ـ ــاء ممارس ـ ــته لمهام ـ ــه‪ ،‬كم ـ ــا يالح ـ ــظ أن المش ـ ــرع ل ـ ــم يح ـ ــدد ن ـ ــوع‬
‫الخط ـ ـ ــأ المرتك ـ ـ ــب‪ ،‬علم ـ ـ ــا أن الخط ـ ـ ــأ ين ـ ـ ــدرج ف ـ ـ ــي إط ـ ـ ــار المس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية لم ارق ـ ـ ــب‬
‫الحس ـ ـ ــابات ب ـ ـ ــين خط ـ ـ ــأ عم ـ ـ ــد وال ـ ـ ــذي ي ـ ـ ــنص علي ـ ـ ــه الفص ـ ـ ــل ‪ 11‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون االلت ازم ـ ـ ــات‬

‫‪56‬‬
‫تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 591‬من قانون ‪ 51.51‬على ما يلي‪" :‬ال يسألون مدنيا عن المخالفات التي ارتكبها المتصرفون أو‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية أو مجلس الرقابة ما عدا إذا علموا بها حين مزاولتهم مهامهم‪ ،‬ولم يقوموا بالكشف عنها في تقريرهم‬
‫الى الجمعية العامة‪".‬‬

‫‪48‬‬
‫والعق ــود‪ ،‬وه ــو خطـ ـأ المرتك ــب بني ــة وقص ــد اإلضـ ـرار ب ــالغير‪ ،‬ث ــم الخط ــأ غي ــر العم ــد ال ــذي‬
‫ي ـ ـ ــنص علي ـ ـ ــه الفص ـ ـ ــل ‪ 19‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون االلت ازم ـ ـ ــات والعق ـ ـ ــود‪ ،‬وال ـ ـ ــذي ال يتض ـ ـ ــمن قص ـ ـ ــد‬
‫اإلض ـ ـرار بـ ــالغير‪ ،‬وبالتـ ــالي فـ ــإن م ارقـ ــب الحسـ ــابات يسـ ــأل عـ ــن الخطـ ــأ التقصـ ــيري‪ ،‬س ـ ـواء‬
‫كان عمديا أو غير عمدي‪.‬‬

‫وتقـ ــوم مسـ ــؤولية م ارقـ ــب الحسـ ــابات علـ ــى خطـ ــأ واجـ ــب اإلثبـ ــات ولـ ــيس علـ ــى خطـ ــأ‬
‫مفتـ ــرض‪ ،‬وبالتـ ــالي علـ ــى المـ ــدعي اثبـ ــات خطـ ــأ م ارقـ ــب الحسـ ــابات‪ ،‬فوجـ ــود اخـ ــتالالت فـ ــي‬
‫الحسـ ـ ــابات ال تعنـ ـ ــي بالضـ ـ ــرورة أن المسـ ـ ــؤولية تقـ ـ ــع علـ ـ ــى م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات‪ ،‬بـ ـ ــل يجـ ـ ــب‬
‫إثبـ ـ ــات خطئـ ـ ــه المتمثـ ـ ــل فـ ـ ــي عـ ـ ــدم قيامـ ـ ــه بمهامـ ـ ــه وفـ ـ ــق العنايـ ـ ــة الالزمـ ـ ــة التـ ـ ــي تقتضـ ـ ــيها‬
‫المعايير المهنية‪.57‬‬

‫الضرر‬ ‫‪‬‬

‫ن ـ ــص المش ـ ــرع المغرب ـ ــي عل ـ ــى أن ك ـ ــل فع ـ ــل ارتكب ـ ــه االنس ـ ــان ع ـ ــن بين ـ ــة واختي ـ ــار‬
‫مـ ـ ــن غيـ ـ ــر أن يسـ ـ ــمح بـ ـ ــه القـ ـ ــانون فأحـ ـ ــدث ضـ ـ ــر ار للغيـ ـ ــر‪ ،‬ألـ ـ ــزم مرتكبيـ ـ ــه بتعـ ـ ــويض هـ ـ ــذا‬
‫الضرر‪.58‬‬

‫ولك ـ ـ ــي يك ـ ـ ــون الض ـ ـ ــرر ق ـ ـ ــابال للتع ـ ـ ــويض يج ـ ـ ــب أن تت ـ ـ ــوفر في ـ ـ ــه الش ـ ـ ــروط الثالث ـ ـ ــة‬
‫التاليـ ـ ــة‪ ،‬وهـ ـ ــي أن يكـ ـ ــون الضـ ـ ــرر مباش ـ ـ ـ ار ومحققـ ـ ــا وحـ ـ ــاال‪ ،‬وأن يكـ ـ ــون ضـ ـ ــر ار شخصـ ـ ــيا‪.‬‬
‫ويخضـ ـ ــع تحديـ ـ ــد الضـ ـ ــرر الالحـ ـ ــق بطالـ ـ ــب التعـ ـ ــويض للسـ ـ ــلطة التقديريـ ـ ــة للقضـ ـ ــاء‪ ،‬وفـ ـ ــي‬
‫الواقـ ــع العملـ ــي غالبـ ــا يـ ــتم تكليـ ــف خبيـ ــر قضـ ــائي لتقـ ــويم مـ ــدى الضـ ــرر الـ ــذي سـ ــاهم فيـ ــه‬
‫الخطـ ـ ــأ أو اهمـ ـ ــال م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات‪ ،‬والمتمثـ ـ ــل غالبـ ـ ــا فـ ـ ــي الـ ـ ــنقص الـ ـ ــذي حصـ ـ ــل فـ ـ ــي‬

‫‪57‬‬
‫نصيرة أحمادوش‪ ،‬المسؤولية المدنية والتأديبية لمراقب الحسابات‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7159/ 7151‬الصفحة ‪.5‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل ‪ 19‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة‪ ،‬أو لتق ـ ــدير التع ـ ــويض ال ـ ــذي يطال ـ ــب ب ـ ــه المتض ـ ــرر‪ ،‬وف ـ ــي ك ـ ــل األح ـ ـ ـوال‬
‫يجب أن يكون معادال لمقدار الضرر‪.59‬‬

‫والمالحـ ــظ أنـ ــه مـ ــن الصـ ــعب وجـ ــود دعـ ــوى مقامـ ــة علـ ــى م ارقـ ــب الحسـ ــابات سـ ــببها‬
‫ض ـ ــرر خ ـ ــارج ع ـ ــن م ـ ــا ه ـ ــو م ـ ــالي‪ ،‬ك ـ ــأن يص ـ ــاب المتض ـ ــرر ف ـ ــي جس ـ ــمه أو ف ـ ــي كرامت ـ ــه‬
‫نتيجة خطأ مراقب الحسابات‪.60‬‬

‫العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬ ‫‪‬‬

‫تطبيق ـ ـ ــا له ـ ـ ــذا المب ـ ـ ــدأ الع ـ ـ ــام‪ ،‬ف ـ ـ ــإن مس ـ ـ ــؤولية م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات ال تنعق ـ ـ ــد إال اذا‬
‫أثبـ ــت المـ ــدعي وجـ ــود العالقـ ــة السـ ــببية بـ ــين الضـ ــرر الـ ــذي أصـ ــابه والخطـ ــأ المنسـ ــوب إلـ ــى‬
‫الم ارقـ ــب‪ ،‬وان كـ ــان مـ ــن الصـ ــعب إثبـ ــات العالقـ ــة السـ ــببية‪ ،‬ذلـ ــك أن خطـ ــأ الم ارقـ ــب ق ـ ــد ال‬
‫يت ـ ــرجم ف ـ ــي الغال ـ ــب ف ـ ــي الفع ـ ــل اإليجـ ـ ـابي‪ ،‬أي ارتك ـ ــاب خط ـ ــأ واج ـ ــب اإلثب ـ ــات‪ ،‬إنم ـ ــا ق ـ ــد‬
‫يتمث ـ ــل ف ـ ــي الفع ـ ــل الس ـ ــلبي ال ـ ــذي ه ـ ــو االمتن ـ ــاع‪ ،‬ث ـ ــم إن طبيع ـ ــة مه ـ ــام م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات‬
‫المتمثل ـ ــة أساس ـ ــا ف ـ ــي مهم ـ ــة المراقب ـ ــة والتحق ـ ــق‪ ،‬حي ـ ــث يحظ ـ ــر علي ـ ــه الت ـ ــدخل ف ـ ــي أعم ـ ــال‬
‫اإلدارة‪ ،‬مم ـ ـ ــا يترت ـ ـ ــب عن ـ ـ ــه أن ـ ـ ــه ال يك ـ ـ ــون الفاع ـ ـ ــل األساس ـ ـ ــي أو المس ـ ـ ــؤول الوحي ـ ـ ــد عل ـ ـ ــى‬
‫الضرر الحاصل‪ ،‬إنما قد يكون مساهما في وقوعه‪.‬‬

‫وتنتف ـ ــي ه ـ ــذه العالق ـ ــة الس ـ ــببية م ـ ــثال عن ـ ــدما يق ـ ــوم أح ـ ــد المس ـ ــتثمرين بشـ ـ ـراء بع ـ ــض‬
‫أسـ ــهم إحـ ــدى الشـ ــركات قبـ ــل صـ ــدور تقريـ ــر الم ارقـ ــب‪ ،‬وفـ ــي هـ ــذه الحالـ ــة ال يسـ ــأل م ارقـ ــب‬

‫‪59‬‬
‫ربيعة غيث‪ :‬مسؤولية مراقب الحسابات‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬أوردته نصيرة أحمادوش‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬الصفحة ‪.59‬‬
‫‪60‬نصيرة أحمادوش‪ ،‬المسؤولية المدنية والتأديبية لمراقب الحسابات ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7159/ 7151‬الصفحة ‪59‬‬

‫‪51‬‬
‫الحسـ ــابات عـ ــن الخسـ ــائر التـ ــي قـ ــد يمنـ ــى بهـ ــا هـ ــذا المسـ ــتثمر عنـ ــد الش ـ ـراء‪ ،‬نظ ـ ـ ار النتفـ ــاء‬
‫العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.61‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية لمراقب الحسابات‬


‫إن أسـ ـ ـ ــاس المسـ ـ ـ ــؤولية الجنائيـ ـ ـ ــة لم ارقـ ـ ـ ــب الحسـ ـ ـ ــابات تنعقـ ـ ـ ــد فـ ـ ـ ــي حالـ ـ ـ ــة قيامـ ـ ـ ــه‬
‫بأعم ـ ــال مجرم ـ ــة بنص ـ ــوص جنائي ـ ــة‪ ،‬باعتباره ـ ــا م ـ ــن الجـ ـ ـرائم العام ـ ــة‪ ،‬أو ف ـ ــي حال ـ ــة قيام ـ ــه‬
‫بأعمـ ـ ــال منافاتـ ـ ــه لألعـ ـ ــرف التجاريـ ـ ــة‪ ،‬وال تقـ ـ ــوم مسـ ـ ــؤولية م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات الجنائيـ ـ ــة إال‬
‫إذا كان ـ ـ ــت أفعال ـ ـ ــه مجرم ـ ـ ــة إعم ـ ـ ــاال لمب ـ ـ ــدأ الش ـ ـ ــرعية‪ ،‬فهن ـ ـ ــاك جـ ـ ـ ـرائم له ـ ـ ــا ص ـ ـ ــلة بمخالف ـ ـ ــة‬
‫الوظيفة الرقابية‪ ،‬و جرائم متعلقة بمخالفة قواعد االستقالل والكفاءة‪.‬‬

‫‪ -1‬الجرائم ذات الصلة بمخالفة الوظيفة الرقابية‬

‫لق ـ ــد ج ـ ــرم المش ـ ــرع المغرب ـ ــي عل ـ ــى غـ ـ ـرار نظيـ ـ ـره الفرنس ـ ــي مجموع ـ ــة م ـ ــن األفع ـ ــال‬
‫والتصـ ـ ــرفات التـ ـ ــي يرتكبهـ ـ ــا م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات إخـ ـ ــالال بواجباتـ ـ ــه الرقابيـ ـ ــة وتتجسـ ـ ــد هـ ـ ــذه‬
‫الجرائم فيما يلي‪:‬‬

‫تقديم أو تأكيد معلومات كاذبة حول وضعية الشركة‬ ‫‪‬‬

‫طبقـ ـ ــا لمقتضـ ـ ــيات المـ ـ ــادة ‪ 111‬مـ ـ ــن قـ ـ ــانون شـ ـ ــركات المسـ ـ ــاهمة فـ ـ ــإن هـ ـ ــذا الفعـ ـ ــل‬
‫يعاقـ ــب عليـ ــه م ارقـ ــب الحسـ ــابات إذا قـ ــدم أو أكـ ــد عـ ــن قصـ ــد وباسـ ــمه الخـ ــاص‪ ،‬أو بصـ ــفته‬
‫ش ـ ـ ـريكا معلومـ ـ ــات كاذبـ ـ ــة بشـ ـ ــأن وضـ ـ ــع الشـ ـ ــركة س ـ ـ ـواء أكانـ ـ ــت كتابيـ ـ ــة أم شـ ـ ــفوية أم عـ ـ ــن‬
‫طريــق إعــالن منشــور‪ ،62‬وقــد حــدد المشــرع هــذه العقوبــة فــي الحــبس مــن ســتة أشــهر‬

‫‪61‬‬
‫نصيرة أحمادوش‪ ،‬المسؤولية المدنية والتأديبية لمراقب الحسابات ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7159/ 7151‬الصفحة ‪.75‬‬
‫‪62‬‬
‫رضوان عز الدين‪ ،‬مراقب الحسابات في قانون شركة المساهمة في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص وحدة االعمال والمقاوالت ‪ ،7114.7111‬الصفحة ‪.91‬‬

‫‪50‬‬
‫وبغ ارم ـ ــة م ـ ــن ‪ 10.000‬إل ـ ــى ‪ 511.111‬دره ـ ــم‪ ،‬أو بإح ـ ــدى ه ـ ــاتين‬ ‫س ـ ــنتين‬ ‫إل ـ ــى‬
‫العقوبتين فقط‪.‬‬

‫وق ـ ــد اختل ـ ــف الفق ـ ــه الفرنس ـ ــي ح ـ ــول طبيع ـ ــة المعلوم ـ ــات المش ـ ــار إليه ـ ــا ف ـ ــي الم ـ ــادة‬
‫‪ 111‬ف ـ ــذهب جان ـ ــب من ـ ــه إل ـ ــى أن عب ـ ــارة معلوم ـ ــات تض ـ ــم المعلوم ـ ــات المالي ـ ــة والمحاس ـ ــبة‬
‫فق ـ ــط‪ ،‬بينم ـ ــا ذه ـ ــب اتجـ ـ ــاه آخ ـ ــر إل ـ ــى توسـ ـ ــيع نط ـ ــاق عب ـ ــارة المعلومـ ـ ــات لتش ـ ــمل ك ـ ــل مـ ـ ــا‬
‫يتناسب وطبيعة مهام مراقب الحسابات التي تتعدى الرقابة على أموال الشركة‪.63‬‬

‫عدم االعالم باألفعال الجرمية‬ ‫‪‬‬

‫تنـ ــاول المشـ ــرع المغربـ ــي هـ ــذا النـ ــوع مـ ــن الج ـ ـرائم التـ ــي يرتكبهـ ــا م ارقـ ــب الحسـ ــابات‬
‫أثنـ ــاء قيام ـ ــه بعمل ـ ــه ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 111‬م ـ ــن ق ش م حي ـ ــث ن ـ ــص عل ـ ــى م ـ ــا يل ـ ــي‪ " :‬يعاق ـ ــب‬
‫بـالحبس مـن سـتة أشـهر إلـى سـنتين وبغ ارمـة مـن ‪ 10.000‬إلـى ‪ 100.000‬درهـم أو‬
‫بإحــدى هــاتين العقــوبتين فقــط‪ ،‬كــل م ارقــب حســابات‪ ،‬فــي حالــة عــدم إعالمــه ألجهـزة‬
‫اإلدارة أو التـدبير أو التسـيير بكـل األفعـال التـي بلغـت إلـى علمـه أثنـاء مزاولتـه مهامـه‬
‫و بدا له أنها تكتسي صبغة جرمية‪".‬‬

‫جريمة إفشاء السر المهني‬ ‫‪‬‬

‫إن طبيعـ ـ ـ ــة المهـ ـ ـ ــام المنوطـ ـ ـ ــة بمراقبـ ـ ـ ــي الحسـ ـ ـ ــابات داخـ ـ ـ ــل الشـ ـ ـ ــركة‪ ،‬تجعـ ـ ـ ــل مـ ـ ـ ــن‬
‫مرك ـ ـزه مرك ـ ـ از حساسـ ــا‪ ،‬يجعـ ــل منـ ــه جهـ ــا از يكـ ــون علـ ــى علـ ــم بجميـ ــع أس ـ ـرار الشـ ــركة‪ ،‬لـ ــذلك‬
‫نجـ ـ ــد المشـ ـ ــرع المغربـ ـ ــي قيـ ـ ــد هـ ـ ــذا الم ارقـ ـ ــب بـ ـ ــااللتزام بالسـ ـ ــر المهنـ ـ ــي‪ ،‬لمـ ـ ــا تشـ ـ ــكل هـ ـ ــذه‬
‫ض ــرر‬ ‫األسـ ـرار م ــن خط ــورة ف ــي حال ــة عل ــم الش ــركات المنافس ــة به ــا مم ــا ق ــد يلح ــق‬
‫بالشـ ــركة‪ ،‬ويتجلـ ــى هـ ــذا التقييـ ــد بـ ــااللتزام بالسـ ــر المهنـ ــي فـ ــي العقوبـ ــات التـ ــي‬ ‫اجسـ ــيما‬

‫‪63‬‬
‫رضوان عز الدين‪ ،‬مراقب الحسابات في قانون شركة المساهمة في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،7114.7111 ،‬الصفحة ‪.91‬‬

‫‪52‬‬
‫ح ـ ــددها المش ـ ــرع المغرب ـ ــي‪ ،‬فق ـ ــد أق ـ ــر تطبي ـ ــق أحك ـ ــام الم ـ ــادة ‪ 119‬م ـ ــن مجموع ـ ــة الق ـ ــانون‬
‫الجنائي فيما يتعلق بجرائم إفشاء السر المهني‪.‬‬

‫إض ـ ــافة إل ـ ــى أن المش ـ ــرع المغرب ـ ــي ح ـ ــدد ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 511‬م ـ ــن الق ـ ــانون ‪51.51‬‬
‫المتعلـ ـ ــق بشـ ـ ــركات المسـ ـ ــاهمة‪ ،‬طبيعـ ـ ــة األعمـ ـ ــال الملـ ـ ــزمين بكتمانهـ ـ ــا وهـ ـ ــي كـ ـ ــل الوقـ ـ ــائع‬
‫واألعمال والمعلومات التي يطلعون عليها بحكم ممارستهم لمهامهم‪.‬‬

‫وله ـ ــذا ف ـ ــإن الس ـ ــر المهن ـ ــي مح ـ ــل المس ـ ــاءلة الجنائي ـ ــة ال يقتص ـ ــر عل ـ ــى م ـ ــا أفض ـ ــى‬
‫ب ـ ــه إل ـ ــى م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ب ـ ــل يش ـ ــمل أيض ـ ــا ك ـ ــل م ـ ــا توص ـ ــل إل ـ ــى علم ـ ــه أثن ـ ــاء مزاول ـ ــة‬
‫مهامه‪.64‬‬

‫‪ -2‬الجرائم المتعلقة بمخالفة قواعد االستقالل والكفاءة‬

‫ضـ ــمانا لحسـ ــن سـ ــير مهمـ ــة مراقبـ ــة حسـ ــابات الشـ ــركة ال بـ ــد أن يتمتـ ــع مـ ــن يباشـ ــر‬
‫هـ ــذه المهمـ ــة باالسـ ــتقالل والحيـ ــاد فـ ــي مواجهـ ــة م ـ ــن تباشـ ــر عليـ ــه هـ ــذه الرقابـ ــة مـ ــن جه ـ ــة‬
‫والتوفر على المؤهالت والخبرة الالزمة لممارسة هذه الوظيفة من جهة أخرى‪.‬‬

‫مخالفة قواعد الحياد‬ ‫‪‬‬

‫أول ـ ــى المش ـ ــرع المغرب ـ ــي أهمي ـ ــة كبيـ ـ ـرة له ـ ــذا الش ـ ــق م ـ ــن المخالف ـ ــة و أطل ـ ــق عليه ـ ــا‬
‫ح ـ ـ ــاالت التن ـ ـ ــافي وه ـ ـ ــي منظم ـ ـ ــة بموج ـ ـ ــب الم ـ ـ ــادتين ‪ 597‬و ‪ 595‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون ش ـ ـ ــركات‬
‫المسـ ـ ــاهمة المغيـ ـ ــر والمـ ـ ــتمم بموجـ ـ ــب القـ ـ ــانون رقـ ـ ــم ‪ ،71.11‬وهـ ـ ــي تفيـ ـ ــد حظـ ـ ــر المشـ ـ ــرع‬
‫الجمـ ـ ــع بـ ـ ــين وظيفـ ـ ــة م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات وأي وظيفـ ـ ــة أخـ ـ ــرى مـ ـ ــن شـ ـ ــأنها أن تـ ـ ــؤدي إلـ ـ ــى‬
‫التشـ ــكيك فـ ــي اسـ ــتقالله وحيـ ــاده فـ ــي أدائـ ــه لـ ــدوره الرقـ ــابي بـ ــل شـ ــدد المشـ ــرع فـ ــي ذلـ ــك إلـ ــى‬
‫درج ـ ــة من ـ ــع تعي ـ ــين بع ـ ــض االش ـ ــخاص كمـ ـ ـراقبين للحس ـ ــابات كم ـ ــا ج ـ ــاء ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪595‬‬

‫‪64‬‬
‫رضوان عز الدين‪ ،‬مراقب الحسابات في قانون شركة المساهمة في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،7114.7111 ،‬الصفحة ‪.57‬‬

‫‪53‬‬
‫م ـ ــن ق ـ ــانون ش ـ ــركات المس ـ ــاهمة‪ ،‬وق ـ ــد ح ـ ــدد المش ـ ــرع العقوب ـ ــة ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 111‬م ـ ــن نف ـ ــس‬
‫القــانون حيــث جــاء فيــه " يعاقــب بــالحبس مــن شــهر إلــى ســتة أشــهر و بغ ارمــة مــن‬
‫‪ 8000‬إلـى ‪ 40.000‬درهـم كـل مـن قبـل أو مـارس أو احـتفظ‪ ،‬عـن قصـد‪ ،‬بمهـام‬
‫م ارقـب للحسـابات علـى الـرغم مـن حـاالت التنـافي‪ ،‬سـواء باسـمه أو بصـفته شـريكا فـي‬
‫شركة لمراقبة الحسابات‪.‬‬

‫مخالفة القواعد التي تضمن كفاءة مراقب الحسابات‬ ‫‪‬‬

‫سـ ــبق وأش ـ ـرنا إلـ ــى الشـ ــروط التـ ــي يتعـ ــين توافرهـ ــا فـ ــي م ارقـ ــب الحسـ ــابات‪ ،‬ويتجلـ ــى‬
‫أهمهـ ــا فـ ــي أن يكـ ــون مقيـ ــدا فـ ــي جـ ــدول منظمـ ــة المحاسـ ــبين المعتمـ ــدين‪ ،‬وفـ ــي حالـ ــة مـ ــا إذا‬
‫تب ـ ــين العك ـ ــس ح ـ ــين يق ـ ــوم ش ـ ــخص بممارس ـ ــة ه ـ ــذه المهم ـ ــة ف ـ ــي الش ـ ــركات دون أن يك ـ ــون‬
‫مسـ ـ ــجال فـ ـ ــي الجـ ـ ــدول المشـ ـ ــار إليـ ـ ــه أعـ ـ ــاله‪ ،‬فإنـ ـ ــه يكـ ـ ــون قـ ـ ــد خـ ـ ــالف مقتضـ ـ ــيات المـ ـ ــادة‬
‫الس ـ ــابقة وك ـ ــذا الم ـ ــادة ‪ 4‬م ـ ــن الق ـ ــانون المتعل ـ ــق بتنظ ـ ــيم مهن ـ ــة محاس ـ ــب معتم ـ ــد‪ ،‬وبالت ـ ــالي‬
‫يعتب ـ ـ ــر من ـ ـ ــتحال لص ـ ـ ــفة م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات‪ ،‬ويك ـ ـ ــون ب ـ ـ ــذلك مرتكب ـ ـ ــا لجريم ـ ـ ــة‪ ،‬ويتع ـ ـ ــرض‬
‫للجـ ـ ـزاء المنص ـ ــوص علي ـ ــه ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 51‬م ـ ــن الق ـ ــانون الم ـ ــنظم لمهن ـ ــة محاس ـ ــب معتم ـ ــد‪،‬‬
‫التـ ــي تحيـ ــل إلـ ــى العقوبـ ــة المنص ـ ـوص عليهـ ــا فـ ــي المـ ــادة ‪ 495‬مـ ــن القـ ــانون الجنـ ــائي التـ ــي‬
‫جـ ــاء فيهـ ــا " مـ ــن اسـ ــتعمل أو ادعـ ــى لقبـ ــا متعلقـ ــا بمهنـ ــة نظمهـ ــا القـ ــانون‪ ،‬أو شـ ــهادة رسـ ــمية‬
‫أو صـ ـ ــفة حـ ـ ــددت السـ ـ ــلطة العامـ ـ ــة شـ ـ ــروط اكتسـ ـ ــابها‪ ،‬دون أن يسـ ـ ــتوفي الشـ ـ ــروط الالزمـ ـ ــة‬
‫لحمــل ذلــك اللقــب أو تلــك الشــهادة أو تلــك الصــفة‪ ،‬يعاقــب ب ـالحبس مــن ثالثــة أشــهر‬
‫إلـى سـنتين و غ ارمـة مـن مـائتين إلـى خمسـة آالف درهـم‪ ،‬أو بإحـدى هـاتين العقـوبتين‬
‫فقط"‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات الرقابة الداخلية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫التكافلي‬
‫منذ ميالد القانون التجاري إلى حين دخول القانون ‪ 51-51‬حيز التنفيذ‪ ،‬فإن دور‬
‫مراقب الحساب ات لم يتوقف عن التطور إلى جانب األجهزة األخرى من قبيل المجلس‬
‫اإلداري‪ .‬وتظل مؤسسة مراقب الحسابات أدرى من غيرها بشؤون الشركة وخباياها بالنظر‬
‫إلى مركزهم داخلها والدور الرقابي المنوط بهم‪.‬‬

‫وقد مكن المشرع المغربي على غرار باقي التشريعات المقارنة مؤسسة مراقب‬
‫الحس ابات من آليات لبسط رقابتهم على الشركة والقيام بمهامهم على أكمل وجه‪ ،‬وسنتناول‬
‫هذه اآلليات حسب ما جاء به القانون ‪ 51-51‬المتعلق بشركات المساهمة باعتباره الشريعة‬
‫العامة لقانون الشركات (الفقرة األولى) ثم النظر في اآلليات التي الرقابية التي خولها المشرع‬
‫لمراقب الحسابات بموجب مدونة التأمينات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آليات الرقابة الداخلية في قانون الشركات‬


‫تع ـ ـ ـ ــرف األدوار الت ـ ـ ـ ــي يق ـ ـ ـ ــوم به ـ ـ ـ ــا مراقب ـ ـ ـ ــو الحس ـ ـ ـ ــابات عل ـ ـ ـ ــى مس ـ ـ ـ ــتوى ش ـ ـ ـ ــركات‬
‫المسـ ــاهمة تط ـ ــو ار مهمـ ــا‪ ،‬باعتب ـ ــارهم لبنـ ــة أساس ـ ــية ف ـ ــي البنـ ــاء الق ـ ــانوني للرقابـ ــة عل ـ ــى ه ـ ــذا‬
‫النوع من الشركات‪ ،‬وكونهم أدرى من غيرهم من األجهزة الرقابية بشؤون الشركة‪.‬‬

‫وس ـ ــعيا م ـ ــن المش ـ ــرع المغرب ـ ــي م ـ ــن أج ـ ــل تقوي ـ ــة ض ـ ــمانات المراقب ـ ــة الممارس ـ ــة م ـ ــن‬
‫طـ ـ ــرف ه ـ ـ ــذا الجهـ ـ ــاز‪ ،‬ق ـ ـ ــام بالتوسـ ـ ــيع والزي ـ ـ ــادة مـ ـ ــن اختصاص ـ ـ ــات مراقبـ ـ ــي الحس ـ ـ ــابات و‬
‫تمكيـ ـ ــنهم مـ ـ ــن اآلليـ ـ ــات القانونيـ ـ ــة التـ ـ ــي تخـ ـ ــولهم مـ ـ ــن أداء مهـ ـ ــامهم الرقابيـ ـ ــة علـ ـ ــى أحسـ ـ ــن‬
‫وج ـ ـ ــه‪ ،‬حي ـ ـ ــث تس ـ ـ ــند لمراقب ـ ـ ــي الحس ـ ـ ــابات مه ـ ـ ــام الفح ـ ـ ــص والت ـ ـ ــدقيق ف ـ ـ ــي جمي ـ ـ ــع الوث ـ ـ ــائق‬
‫والمح ـ ــررات وجم ـ ــع المعلوم ـ ــات م ـ ــن األغي ـ ــار ودق ن ـ ــاقوس الخط ـ ــر المحتم ـ ــل الت ـ ــي يته ـ ــدد‬

‫‪55‬‬
‫الشـ ـ ــركة‪ ،‬وبصـ ـ ــفة عامـ ـ ــة جميـ ـ ــع االج ـ ـ ـراءات والصـ ـ ــالحيات ذي الطبيعـ ـ ــة الوقائيـ ـ ــة لحمايـ ـ ــة‬
‫الشركة‪.65‬‬

‫وانطالق ـ ـ ـ ــا مم ـ ـ ـ ــا س ـ ـ ـ ــبق‪ ،‬وم ـ ـ ـ ــن أج ـ ـ ـ ــل تحدي ـ ـ ـ ــد االختصاص ـ ـ ـ ــات المخول ـ ـ ـ ــة لم ارق ـ ـ ـ ــب‬
‫الحس ـ ـ ــابات‪ ،‬ارتأين ـ ـ ــا د ارس ـ ـ ــتها عل ـ ـ ــى مس ـ ـ ــتوى ت ـ ـ ــدقيق الحس ـ ـ ــابات (أوال) ووظيف ـ ـ ــة اإلع ـ ـ ــالم‬
‫بكـ ـ ـ ـ ــل المعلومـ ـ ـ ـ ــات(ثانيـ ـ ـ ـ ــا) واألفعـ ـ ـ ـ ــال الخطي ـ ـ ـ ـ ـرة التـ ـ ـ ـ ــي اطلـ ـ ـ ـ ــع عليهـ ـ ـ ـ ــا أثنـ ـ ـ ـ ــاء ممارسـ ـ ـ ـ ــته‬
‫لمهامه(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تدقيق الحسابات‬


‫األصـ ـ ــل فـ ـ ــي المراقبـ ـ ــة العامـ ـ ــة الممارسـ ـ ــة مـ ـ ــن طـ ـ ــرف مراقبـ ـ ــي الحسـ ـ ــابات أنهـ ـ ــا ال‬
‫تق ـ ــوم عل ـ ــى أس ـ ــاس مراقب ـ ــة حس ـ ــابات الش ـ ــركة‪ ،‬لك ـ ــن التط ـ ــور ف ـ ــي المه ـ ــام المنوط ـ ــة به ـ ــذا‬
‫الجه ـ ــاز جع ـ ــل ه ـ ــذه المهم ـ ــة تتط ـ ــور لتش ـ ــمل أيض ـ ــا مراقب ـ ــة التس ـ ــيير االجتم ـ ــاعي للش ـ ــركة‪،‬‬
‫ودون أن يصل ذلك الى حد التدخل في شؤون التسيير‪.66‬‬

‫فب ـ ــالرجوع إل ـ ــى الم ـ ــادة ‪ 599‬م ـ ــن ق ـ ــانون ش ـ ــركات المس ـ ــاهمة‪ ،‬نجـ ـ ـدها ق ـ ــد وض ـ ــعت‬
‫اإلطـ ـ ــار العـ ـ ــام للرقابـ ـ ــة التـ ـ ــي يمارسـ ـ ــها م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات‪ ،‬حيـ ـ ــث ألزمتـ ـ ــه بـ ـ ــالتحقق مـ ـ ــن‬
‫الوث ـ ــائق وال ـ ــدفاتر المحاس ـ ــبية عب ـ ــر التأك ـ ــد م ـ ــن الوج ـ ــود الفعل ـ ــي له ـ ــا وم ـ ــن احتـ ـ ـرام القواع ـ ــد‬
‫القانونية المتعلقة بمسكها‪.‬‬

‫وتشـ ـ ــمل الوثـ ـ ــائق المحاسـ ـ ــبية كـ ـ ــل مـ ـ ــا يـ ـ ــؤدي إلـ ـ ــى الوصـ ـ ــول إلـ ـ ــى الحصـ ـ ــيلة‪ ،‬وال‬
‫مـ ـ ــانع أن يفـ ـ ــتحص م ارقـ ـ ــب الحسـ ـ ــابات الوثـ ـ ــائق األخـ ـ ــرى التـ ـ ــي تفيـ ـ ــده فـ ـ ــي القيـ ـ ــام بالرقابـ ـ ــة‬

‫‪65‬‬
‫عبدالرزاق أيوب‪ ،‬الشركات التجارية‪ .‬مطبعة قرطبة حي السالم‪ ،‬أكادير‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،7159‬الصفحة ‪.751‬‬
‫‪66‬‬
‫محمد دبالي‪ ،‬آليات مراقبة شركات المساهمة في ظل التشريع الجديد للشركات‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬وجدة‪،‬السنة الجامعية ‪ ،7111/5555‬الصفحة‪.711‬‬

‫‪56‬‬
‫عل ـ ــى أكم ـ ــل وج ـ ــه مث ـ ــل م ـ ــداوالت مجل ـ ــس اإلدارة أو مجل ـ ــس الرقاب ـ ــة أو م ـ ــداوالت الجمعي ـ ــة‬
‫العامة‪.67‬‬

‫كمـ ــا ألقـ ــت نفـ ــس المـ ــادة علـ ــى عـ ــاتق م ارقـ ــب الحسـ ــابات مهمـ ــة التحقـ ــق مـ ــن القـ ــيم‬
‫الت ــي تض ــعها الش ــركة‪ ،68‬حي ــث يتأكـ ــد م ــن الوج ــود الم ــادي لهـ ــا م ــن خ ــالل مراجع ــة سـ ــجل‬
‫التحـ ــويالت الخاصـ ــة بكـ ــل فئـ ــة مـ ــن القـ ــيم المنقولـ ــة‪ ،‬ويتحقـ ــق مـ ــن ملكيـ ــة أعضـ ــاء مجلـ ــس‬
‫‪69‬‬
‫والتأكد بالخصوص على أنها إسمية وغير قابلة للتفويت‪.‬‬ ‫الرقابة ألسهم الضمان‬

‫ومـ ــن أجـ ــل تمكـ ــين مراقبـ ــي الحسـ ــابات مـ ــن القيـ ــام بهـ ــذه االختصاصـ ــات أجـ ــاز لهـ ــم‬
‫المش ـ ــرع بمقتضـ ـ ــى الم ـ ــادة ‪ 591‬مـ ـ ــن ق ـ ــانون شـ ـ ــركة المس ـ ــاهمة أن يقوم ـ ـ ـوا ب ـ ــاإلطالع فـ ـ ــي‬
‫أي وقـ ــت مـ ــن السـ ــنة بعمليـ ــات التحقـ ــق والمراقبـ ــة ‪ -‬فـ ــي مقـ ــر الشـ ــركة‪ -‬علـ ــى كـ ــل الوثـ ــائق‬
‫التـ ــي يـ ــرون فائـ ــدة فيمـ ــا يخـ ــص مزاولـ ــة مهـ ــامهم‪ ،‬كمـ ــا أجـ ــاز لهـ ــم بمقتضـ ــى الفق ـ ـرة األخي ـ ـرة‬
‫م ـ ــن نف ـ ــس الم ـ ــادة جم ـ ــع المعلوم ـ ــات المفي ـ ــدة م ـ ــن الغي ـ ــر ال ـ ــذين أنجـ ـ ـزوا عملي ـ ــات لحس ـ ــاب‬
‫الشـ ـ ــركة‪ ،‬كمـ ـ ــا نصـ ـ ــت المـ ـ ــادة ‪ 599‬مـ ـ ــن نفـ ـ ــس القـ ـ ــانون علـ ـ ــى عـ ـ ــدم إمكانيـ ـ ــة االحتجـ ـ ــاج‬
‫بالسر المهني في مواجهة مراقبي الحسابات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آلية أو وظيفة اإلعالم‬


‫م ـ ـ ــن أه ـ ـ ــم اإليجابي ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي ج ـ ـ ــاء به ـ ـ ــا الق ـ ـ ــانون رق ـ ـ ــم ‪ 51-51‬ت ـ ـ ــدعيم االع ـ ـ ــالم‬
‫والش ــفافية داخ ــل ش ــركة المس ــاهمة بع ــد أن ك ــان ه ــذا الجان ــب ش ــبه مغي ــب ف ــي ظ ــل ظهي ــر‬

‫‪67‬‬
‫سعيد حمامي‪ ،‬الحكامة وشركات المساهمة دراسة مقارنة‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد االول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7154-7157‬الصفحة ‪.51‬‬
‫‪68‬‬
‫حددت المادة ‪ 714‬من قانون ‪ 51-51‬المقصود بالقيم المنقولة بقولها‪ " :‬القيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة هي االسهم‬
‫المكونة لرأسمال الشركة وشهادات االستثمار وسندات القرض‪.‬‬
‫تعتبر بمثابة قيم منقولة حقوق الرصد أو االكتتاب الناشئة عن القيم المنقولة المذكورة‪"...‬‬
‫‪69‬‬
‫تخصص هذه األسهم وبصيغة غير قابلة للقسمة لضمان المسؤولية التي يمكن أن يتحملها مجلس الرقابة فرادى أو جماعات‬
‫بمناسبة تسيير الشركة أو عن أعمالهم الشخصية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ،5577‬بحي ـ ــث ك ـ ــان يمث ـ ــل المظه ـ ــر الوحي ـ ــد لإلع ـ ــالم ف ـ ــي التقري ـ ــر ال ـ ــذي يقدم ـ ــه م ارق ـ ــب‬
‫الحس ـ ـ ــابات للجمعي ـ ـ ــة العام ـ ـ ــة الس ـ ـ ــنوية‪ ،‬أم ـ ـ ــا التواص ـ ـ ــل ب ـ ـ ــين م ارق ـ ـ ــب الحس ـ ـ ــابات وأجهـ ـ ـ ـزة‬
‫اإلدارة والتس ـ ــيير ك ـ ــان مفق ـ ــودا تمام ـ ــا‪ ،‬ول ـ ــم ي ـ ــتم ال ـ ــنص علي ـ ــه إال بموج ـ ــب الم ـ ــادة ‪،70595‬‬
‫من قانون شركات المساهمة الصادر سنة ‪.5559‬‬

‫فح ـ ــق اإلع ـ ــالم واالط ـ ــالع الممن ـ ــوح للمس ـ ــاهمين يعتب ـ ــر غي ـ ــر ك ـ ــاف لتمكي ـ ــنهم م ـ ــن‬
‫تقي ـ ــيم نش ـ ــاطات الش ـ ــركة‪ ،‬ل ـ ــذلك ك ـ ــان الب ـ ــد م ـ ــن إيج ـ ــاد جه ـ ــاز رق ـ ــابي يك ـ ــون باس ـ ــتطاعته‬
‫فحـ ـ ــص ود ارسـ ـ ــة أنشـ ـ ــطة الشـ ـ ــركة‪ ،‬ومـ ـ ــن ثـ ـ ــم إعـ ـ ــالم المسـ ـ ــاهمين بمـ ـ ــا توصـ ـ ــل إليـ ـ ــه مـ ـ ــن‬
‫مس ـ ـ ــتنتجات وابالغه ـ ـ ــم بم ـ ـ ــا ق ـ ـ ــد يك ـ ـ ــون ش ـ ـ ــاب المعلوم ـ ـ ــات المقدم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف مجل ـ ـ ــس‬
‫اإلدارة من نقص أو خطأ‪.71‬‬

‫فانطالقـ ــا ممـ ــا سـ ــبق نجـ ــد أن م ارقـ ــب الحسـ ــابات لـ ــم يعـ ــد يضـ ــطلع بالـ ــدور التقليـ ــدي‬
‫المتمث ــل ف ــي الت ــدقيق ف ــي الحس ــابات‪ ،‬ب ــل تج ــاوز األم ــر ذل ــك إل ــى إع ــالم واحاط ــة مجل ــس‬
‫اإلدارة أو مجل ـ ـ ـ ــس اإلدارة الجماعي ـ ـ ـ ــة علم ـ ـ ـ ــا بم ـ ـ ـ ــدى دق ـ ـ ـ ــة نظـ ـ ـ ـ ـام المحاس ـ ـ ـ ــبة المطب ـ ـ ـ ــق أو‬
‫المتب ـ ـ ــع ف ـ ـ ــي الش ـ ـ ــركة‪ ،‬وك ـ ـ ــذا بم ـ ـ ــدى نجاع ـ ـ ــة الرقاب ـ ـ ــة الداخلي ـ ـ ــة مم ـ ـ ــا ق ـ ـ ــد يش ـ ـ ــكل منف ـ ـ ــذا‬
‫للخروقـ ـ ــات التـ ـ ــي قـ ـ ــد تلحـ ـ ــق ضـ ـ ــر ار بميزانيـ ـ ــة الشـ ـ ــركة‪ .‬كمـ ـ ــا أنـ ـ ــه ملـ ـ ــزم بإحاطـ ـ ــة مجلـ ـ ــس‬

‫‪70‬‬
‫تنص المادة ‪ 595‬على أنه يحيط مراقب أو مراقبو الحسابات مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية و مجلس الرقابة علما بما‬
‫يلي كلما تطلب األمر ذلك‪:‬‬
‫‪ - 5‬عمليات المراقبة و التحقق التي قاموا بها و مختلف االستطالعات التي تولوا إنجازها؛‬
‫‪ - 7‬بنود القوائم التركيبية التي يتبين لهم ضرورة القيام بتغييرات فيها مع إبداء كل المالحظات المفيدة حول أساليب التقييم المستعملة‬
‫في إعداد هذه القوائم؛‬
‫‪ - 4‬الخروقات و البيانات غير المطابقة للحقيقة التي قد يكتشفونها؛‬
‫‪ - 1‬المستنتجات التي تؤدي إليها المالحظات و التصحيحات المذكورة أعاله فيما يخص نتائج السنة المالية مقارنة بنتائج السنة‬
‫المالية التي سبقتها؛‬
‫‪ -1‬كل األفعال التي بلغت إلى علمهم أثناء مزاولة مهامهم و بدا لهم أنها تكتسي صبغة جرمية‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫فاطمة العبدالوي‪ :‬مراقب الحسابات داخل شركة المساهمة‪ ،‬مقال منشور بموقع‪:‬‬
‫‪ ،https://platform.almanhal.com/Files/2/109992‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪51:71‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلدارة أو مجلـ ـ ـ ــس اإلدارة الجماعيـ ـ ـ ــة علمـ ـ ـ ــا بجميـ ـ ـ ــع االخـ ـ ـ ــتالالت والخروقـ ـ ـ ــات والبيانـ ـ ـ ــات‬
‫غي ـ ــر المطابق ـ ــة للحقيق ـ ــة وجمي ـ ــع األفع ـ ــال الت ـ ــي ق ـ ــد تكتس ـ ــي طابع ـ ــا إجرامي ـ ــا‪ ،72‬باإلض ـ ــافة‬
‫إل ـ ــى التـ ـ ـزام مراقبـ ـ ـي الحس ـ ــابات ف ـ ــي الش ـ ــركات الت ـ ــي ت ـ ــدعو الجمه ـ ــور لالكتت ـ ــاب ب ـ ــاطالع‬
‫مجل ـ ـ ــس الق ـ ـ ــيم المنقول ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى الخروق ـ ـ ــات والبيان ـ ـ ــات غي ـ ـ ــر المطابق ـ ـ ــة للحقيق ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ق ـ ـ ــد‬
‫يكتشفونها أثناء مزاولة مهامهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التبليغ عن األفعال الخطيرة‬


‫إل ـ ــى جانـ ـ ــب االختصاصـ ـ ــات الس ـ ــابق ذكرهـ ـ ــا‪ ،‬يض ـ ـ ـطلع مراقب ـ ــو الحسـ ـ ــابات بمهمـ ـ ــة‬
‫أخـ ــرى تتمثـ ــل فـ ــي التبليـ ــغ عـ ــن كـ ــل االفعـ ــال الخطي ـ ـرة التـ ــي يض ـ ـطلع عليهـ ــا أثنـ ــاء مزاولتـ ــه‬
‫لمهام ـ ــه‪ ،‬فب ـ ــالرجوع ال ـ ــى الم ـ ــادة ‪ 119‬م ـ ــن مدون ـ ــة التج ـ ــارة نج ـ ــدها تل ـ ــزم م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات‬
‫بتبليـ ــغ رئـ ــيس المقاولـ ــة بكـ ــل الوقـ ــائع التـ ــي مـ ــن شـ ــأنها اإلخـ ــالل باسـ ــتم اررية االسـ ــتغالل‪،73‬‬
‫داخ ـ ــل ثماني ـ ــة أي ـ ــام م ـ ــن اكتش ـ ــافه له ـ ــا برس ـ ــالة مض ـ ــمونة م ـ ــع االش ـ ــعار بالتوص ـ ــل تتض ـ ــمن‬
‫الـ ــدعوة الـ ــى تصـ ــحيح ذلـ ــك االخـ ــالل‪ ،‬وفـ ــي حالـ ــة اسـ ــتم اررية االخـ ــالل رغـ ــم الق ـ ـرار المتخـ ــذ‬
‫مـ ــن طـ ــرف الجمعيـ ــة العامـ ــة‪ ،‬أو فـ ــي حالـ ــة عـ ــدم تـ ــداولها‪ ،‬الزمـ ــت المـ ــادة ‪ 111‬مـ ــن مدونـ ــة‬
‫التج ـ ــارة إخب ـ ــار رئ ـ ــيس المحكم ـ ــة التجاري ـ ــة ب ـ ــذلك م ـ ــن ط ـ ــرف م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات أو رئ ـ ــيس‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات الرقابة الداخلية في مدونة التأمينات‬


‫يعتبر القانون ‪ 51-55‬اإلطار العام للتأمين واعادة التأمين بصنفيها التجاري‬
‫والتكافلي‪ ،‬حسب ما جاء في المادة ‪ 519-5‬من مدونة التأمينات والتي تنص على أنه‪:‬‬
‫"تطبق على المقاوالت المعتمدة لمزاولة التأمين التكافلي واعادة التأمين التكافلي األحكام‬

‫‪72‬‬
‫عبدالرزاق أيوب‪ :‬الشركات التجارية‪ .‬مطبعة قرطبة حي السالم‪ ،‬أكادير‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،7159‬الصفحة ‪.791‬‬
‫‪73‬‬
‫هذه الوقائع ليست من نوع واحد فقد تكون ذات طابع مالي أو ترتبط باالستغالل والمناخ االقتصادي كارتفاع المصاريف‪ ،‬أو سوء‬
‫اإلدارة والتدبير‪ ...‬وهذه االختالالت ال يمكن اكتشافها من طرف أي شخص مالم يكن يتوفر على خبرة كمراقب الحسابات‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الواردة في هذا القانون ما لم تتنافى مع طبيعة وغرض المقاوالت المذكورة‪ ،‬وذلك بعد الرأي‬
‫بالمطابقة الصادر عن المجلس االعلى في ما يخص العمليات السالفة الذكر"‪.‬‬

‫وقد مكن المشرع بموجب مدونة التأمينات مراقب الحسابات من عدة اختصاصات‬
‫لتعزيز دوره الرقابي والقيام به على الوجه المطلوب‪ ،‬ولتحقيق تلك الغاية فقد الزم مقاولة‬
‫التأمين تعيين مراقب للحسابات بعد أخد موافقة الهيئة‪.74‬‬

‫ولما كان دور مراقب الحسابات بمقاولة التأمين واعادة التأمين هو الفحص والتأكد‬
‫من صحة المعلومات فقد أسند إليه المشرع عدة مهام نذكر منها‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫المتعلق بالقواعد المحاسبية‬ ‫التأكد من تقيد مقاولة التأمين بالقانون ‪5.99‬‬ ‫‪‬‬
‫الواجب على التجار التقيد بها‪ ،‬حسب ما جاءت به المادة ‪ 744‬من مدونة‬
‫التأمينات والتي تنص على ما يلي‪" :‬يجب على مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫التقيد بأحكام القانون ‪ 5.99‬المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار‬
‫التقيد بها مع مراعاة أحكام هذا القسم"‪.‬‬
‫التأكد من قيام المقاولة بوضع دليل يصف تنضيمها المحاسبي وقائمة أرصدة‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة وجدول التمويل وقائمة المعلومات التكميلية‪ ،‬هذا بغض النظر رقم أعمالها‬
‫السنوي‪.76‬‬
‫السهر على احترام المقتضيات الخاصة بتقييم االحتياطيات التقنية حيث نصت‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 749‬من مدونة التأمينات على ‪ ..." :‬إذا كانت إلحدى مقاوالت التأمين‬

‫‪74‬‬
‫تنص المادة ‪ 517-5‬من مدونة التأمينات على ‪" :‬يتم تعيين مراقب الحسابات من طرف مقاولة التأمين واعادة التأمين بعد موافقة‬
‫الهيئة وتحدد كيفية الموافقة بمنشور تصدره الهيئة"‬
‫‪75‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.57.549‬صادر في ‪ 41‬جمادى اآلخرة ‪ 71( 5154‬دجنبر ‪ )5557‬القاضي بتنفيد القانون رقم ‪5.99‬‬
‫المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار التقيد بها‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،1594‬بتاريخ ‪ 41‬دجنبر ‪، 5557‬‬
‫الصفحة ‪.5991‬‬
‫‪76‬‬
‫المادة ‪ 7471‬من مدونة التأمينات‬

‫‪61‬‬
‫أصول معبر عنها بعمالت أجنبية أو التزامات محررة بعمالت أجنبية وجب أن‬
‫تمسك الحسابات بالعمالت المذكورة وبالدرهم‪.‬‬
‫على أن الجرد السنوي والقوائم التركيبية والوثائق األخرى المنشورة تحرر بالدرهم‬
‫وتحول حسابات العمليات المنجزة بعمالت أجنبية إلى الدرهم باعتبار أسعار‬
‫الصرف المعمول بها في تاريخ اختتام الحسابات أو في أقرب تاريخ سابق‪".‬‬

‫إضافة إلى ما سبق فقد أناط المشرع لمراقب الحسابات مهمة الفحص والتدقيق في‬
‫التقارير الموجهة إليه بالنظر إلى موقعه داخل المقاولة ونخص بالذكر ‪:‬‬

‫النظر في التقرير الذي يعده المدير العام أو مجلس اإلدارة الجماعية عند اختتام‬ ‫‪‬‬
‫السنة المالية والذي يهم مالءة المقاولة والذي يجب أن يتضمن تحليال للشروط‬
‫التي تجعل المقاولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها‪.77‬‬
‫النظر التقرير المنجز من طرف مستخدمي الهيئة والمتضمن لنتائج الفحص‬ ‫‪‬‬
‫الذي خضعت له مقاولة التأمين واعادة التأمين من طرف هيئة مراقبة التأمينات‬
‫واالحتياط االجتماعي‪.78‬‬

‫وعلى العموم يمكن القول أن المشرع قد خول لمراقب الحسابات سلطات رقابية واسعة‬
‫تجعله يطلع على جميع الوثائق والمستندات التي يراها ضرورية للقيام بعمله‪ ،‬مما يجعله‬
‫أدرى بما يدور داخل المقاولة‪.‬‬

‫وبالمقابل فقد الزم المشرع مراقب الحسابات بمقاولة التأمين واعادة التأمين أن يطلع‬
‫الهيئة على كل المعلومات التي تعم نشاط المقاولة متى كانت تلك المعلومات ضرورية‬
‫لمهمة الرقابة التي تقوم بها‪ ،‬وال يمكن لمراقب الحسابات أن يدفع بالسر المهني تجاه الهيئة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫المادة ‪ 745-5‬من مدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫المادة ‪ 719‬من مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫كما يجب على مراقب الحسابات أن يخبر الهيئة حاال بكل فعل أو قرار يتعلق‬
‫بمقاولة التأمين واعادة التأمين المراقبة‪ ،‬يطلعون عليه خالل مزاولة مهامهم والذي من شأنه‪:‬‬

‫أن يشكل خرقا لألحكام القانونية أو التنظيمية التي تضع شروط االعتماد أو التي‬ ‫‪‬‬
‫تنظم بصفة خاصة نشاط مقاولة التأمين واعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬أن يعرض استم اررية استغالل مقاولة التأمين واعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬أن يؤدي إلى تقديم تحفظات أو إلى رفض االشهاد على الحسابات‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرقابة الشرعية على مقاولة التأمين‬


‫واعادة التأمين التكافلي‬

‫‪63‬‬
‫تشكل الرقابة الشرعية أساس هوية مؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬لذلك فإن وجودها‬
‫ضروري لكل مؤسسة تعمل بنظام االقتصاد االسالمي الذي يمثل جانب العقود الشرعية‬
‫والفقهية للمعامالت المالية االسالمية‪.‬‬

‫وقد بدأت الرقابة الشرعية في مؤسسات المالية اإلسالمية في شكل استشاري عن‬
‫طريق تعيين مستشار يتم اختياره من العلماء المعروفين دون اعتبار نوع التخصص الذي‬
‫يتطلبه عمل المؤسسة المالية‪ ،‬ثم انتقل االختيار إلى طلب المختصين في فقه المعامالت‬
‫والعارفين بواقع عمل هذه المؤسسات باعتبار فقه الواقع ضروري في االجتهاد التنزيلي‬
‫واستكمال تصور المسائل والصور المالية‪.‬‬

‫وانتقلت الرقابة الشرعية في مؤسسات المالية اإلسالمية من الشكل االستشاري إلى‬


‫النوع المهيكل في هيئات ومؤسسات داخل وخارج المؤسسة المراقبة‪.79‬‬

‫وقد ارتبط ظهور الرقابة الشرعية بوصفها جها از مؤسساتيا بميالد المصارف‬
‫ومؤسسات المالية السالمية وحرصت منذ انشائها على دعم أعمال هذه المؤسسات المالية‬
‫وترشيدها كما واكبت نموها وتطور حركيتها آخدة بعين االعتبار طبيعة المتغيرات الحاصلة‬
‫وتفاوت البيئات المصرفية والقانونية المرتبطة بالعمل المصرفي ومؤسسات التأمين‬
‫التكافلي‪.80‬‬

‫وللدور الفعال الذي تلعبه الرقابة الشرعية في استمرار المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫وتحقيق مقاصدها البد من دراسة مقومات الرقابة الشرعية (المبحث األول) من خالل تحديد‬
‫مفهوم الرقابة الشرعية وبيان خصائصها وأنواعها‪ ،‬ثم التطرق إلى اختصاصات الرقابة‬

‫‪79‬‬
‫جمال بوشما‪ ،‬الرقابة الشرعية في البنوك التشاركية‪ ،‬منتدى فقه االقتصاد االسالمي‪7151.‬م‪ ،‬الصفحة‪.4‬‬
‫‪80‬‬
‫محمد الوردي‪ ،‬المالية التشاركية ورهانات التنمية‪.‬مطبعة قرطبة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7155‬الصفحة‪.754‬‬

‫‪64‬‬
‫الشرعية (المبحث الثاني) بشقيها المركزي والمحلي بناء على المستجدات الواردة في مدونة‬
‫التأمينات والقوانين المؤطرة للرقابة الشرعية على مؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مقومات الرقابة الشرعية‬
‫تعتبر الرقابة الشرعية بأنواعها وأشكالها المختلفة من االمور المستجدة والحديثة‪ ،‬وقد‬
‫ظهرت وبرزت مع نشأة مؤسسات االقتصاد االسالمي‪ .81‬فكانت ضرورة من ضروريات‬
‫العمل المصرفي االسالمي وأحد أجهزته ومؤسساته الهامة من خالل تصديها لتباين أحكام‬
‫الشريعة االسالمية الخاصة بالمعامالت المالية المصرفية‪ .‬انطالقا من أهمية الرقابة الشرعية‬
‫ودورها في تحقيق المصداقية الشرعية وضمان استمرار المؤسسات المالية في السير وفق‬
‫المنهج الصحيح سنتناول في هذا المبحث موضوع الرقابة الشرعية من خالل تحديد مفهومها‬
‫وخصائصها (المطلب األول) والتي تمثل امتداد لنظام الحسبة ثم سنتطرق إلى أنواع الرقابة‬
‫الشرعية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الرقابة الشرعية‬

‫تعد الرقابة الشرعية من المفاهيم الفقهية المستحدثة نتيجة لظهور مؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية في منتصف الستينيات من القرن العشرين‪ ،‬وتعمل هذه األخيرة على حث‬
‫المؤسسة على التزام بتعاليم الشريعة اإلسالمية في كل أنشطتها وأعمالها حيث يجب على‬
‫المؤسسة أن تتأكد من خلو معامالتها مما يتعارض ومبادئ الشريعة‪ ،‬ألن التقصير في هذا‬
‫الجانب سيؤدي تحطم المؤسسة المالية اإلسالمية التي تقوم على يقين وثقة المتعاملين معها‪.‬‬

‫والحاصل أن أغلب القائمين على تلك المؤسسات المالية غير متمكنين من فقه‬
‫النوازل‪ ،‬لذا كان من الضروري إحداث هيئات شرعية هدفها متابعة عمل هذه المؤسسات في‬

‫‪81‬‬
‫محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه االسالمي‪ .‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ ،7111‬الصفحة ‪.719‬‬

‫‪66‬‬
‫كل المراحل وتقويمه‪ ،‬مما يتوافق مع مبادئ الشريعة السمحة ويساعد على الحفاظ على‬
‫أموال المسلمين ودينهم‪.82‬‬

‫ولتناول موضوع الرقابة الشرعية باعتباره من المواضيع الدقيقة وجب البحث عن‬
‫تعريفه وتأصيله الشرعي (الفقرة األولى) ثم البحث في الخصائص التي تميزه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية وتأصيلها‬


‫إن تجربة المؤسسات المالية اإلسالمية تعتبر تجربة حديثة نسبيا وقد واكبت هيئات‬
‫الرقابة الشرعية نمو وتطور هذه المؤسسات‪ ،‬وهي تهدف إلى التأكد من أن االنشطة التي‬
‫تقوم بها هذه المؤسسات المالية اإلسالمية ال تخالف مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.83‬‬

‫في هذه سنحاول البحث عن تعريف يالمس جميع جوانب الرقابة الشرعية ثم البحث‬
‫في مشروعيتها من خالل نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية‬


‫باستقرائنا للمعاجم اللغوية نجد أن لمصطلح "رقيب" مجموعة من االستعماالت في‬
‫اللغة العربية والتى تدل على غنى معانيها والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫الحفظ والحراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرقيب هو الحافظ الذي ال يغيب عنه شي‪ ،‬فعيل بمعنى فاعل والرقيب الحفيظ‪،84‬‬
‫ومن معاني الرقابة لغة الحراسة‪ ،‬نقول‪" :‬رقيب القوم حارسهم وهو الذي يشرف على‬
‫مراقبتهم‪ .‬والرقيب‪ :‬الحارس الحافظ‪."85‬‬

‫‪82‬‬
‫رضوان الكبا‪ ،‬الرقابة الشرعية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي في النموذج المغربي إكراهاتها وآفاقها‪،‬مجلة كلية‬
‫الشريعة أكادير‪ .‬العدد السادس‪ ،‬الصفحة ‪.15‬‬
‫‪83‬‬
‫سناء سركيس‪ ،‬التأمين التعاوني االسالمي‪ .‬الطبعة األولى‪ ،7159 ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪-‬لبنان‪ ،‬الصفحة ‪.519‬‬
‫‪84‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪.‬دار الفكر‪ ،‬الصفحة ‪.459‬‬

‫‪67‬‬
‫وجاء معنى الحفظ للرقابة في القرآن الكريم في قوله تعالى‪ ﴿ :‬إن اهلل كان عليكم‬
‫‪86‬‬
‫﴾ أي حفيظا‪ .‬كما ورد هذا المعنى في قول أبي بكر رضي اهلل عنه‪" :‬ارتقبوا محمد‬ ‫رقيبا‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في أهل بيته" وقوله قوله ذاك يخاطب بذلك الناس ويوصيهم به‪،‬‬
‫والمراقبة للشيء المحافظة عليه‪ .‬وقوله "ارتقبوا محمد في أهل بيته" يخاطب بذالك الناس‬
‫ويوصيهم به‪ ،‬والمراقبة للشيء المحافظة عليه‪ .‬والحراسة طريق للحفظ بل إن الحراسة حفظ‬
‫كما جاء في معنى الرقيب من أنه الحارس الحافظ‪.‬‬

‫االنتظار‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يقال رقبه يرقبه رقبة ورقبانا‪ ،‬بالكسر فيهما‪ ،‬ورقوبا‪ ،‬وترقبه وارتقبه‪ :‬انتظره وترصده‬
‫والترقب االنتظار كما أنه نظر وتوقع الشيء‪ ،87‬والداللة هنا تفيد االنتظار وهذا المعنى جاء‬
‫‪88‬‬
‫﴾‬ ‫في العديد من اآليات القرآنية منها قوله تعالى ‪ ﴿ :‬فأصبح في المدينة خائفا يترقب‬
‫أي أن موسى ضل خائفا بعد جنايته التي جناها‪ ،‬وقتله النفس يرتقب األخبار أي ينظر ما‬
‫الذي يتحدث به الناس‪ ،‬مما هم صانعون في أمره وأمر قتيله‪.‬‬

‫العلو واإلشراف‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن معانى الرقابة العلو واإلشراف يقال‪ :‬ارتقب بمعنى أشرف وعال والمرقب‬
‫والمرقبة‪ :‬الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب‪ .‬فمادة رقيب في هذه الداللة تعنى االرتفاع‬
‫واإلشراف والعلو‪.89‬‬

‫‪85‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪.‬دار الفكر‪ ،‬الصفحة ‪.171‬‬
‫‪86‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية األولى‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة رقب‪ .‬الجزء األول‪ ،‬الصفحة ‪.171‬‬
‫‪88‬‬
‫سورة القصص اآلية ‪.59‬‬
‫‪89‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة رقب‪ .‬الجزء األول‪ ،‬الصفحة ‪.171‬‬

‫‪68‬‬
‫األمانة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرقيب هو األمين‪ ،90‬واذا أمعنا النظر في هذه الدالالت والمعانى المتعددة لمادة‬
‫"رقب" وجدناها تؤول كلها إلى معنى يجمعها ويربطها وهو الحفظ والحراسة‪ ،‬فالرقابة حفظ‬
‫وحراسة للمراقب‪ .‬والحفظ يكون بإقامة أركانه وأسسه وقواعده مراعاة لجانب وجوده وحصوله‬
‫في الواقع وحراسته من الخلل الذي قد يصيبه‪.‬‬

‫أما من الناحية االصطالحية فالرقابة هي وسيلة يمكن بواسطتها التأكد من مدى‬


‫تحقق األهداف بكفاية وفعالية في الوقت المحدد‪ .‬وفي تعريف مفصل للدكتور عوف محمود‬
‫الكفراوي‪ " :‬الرقابة هي اإلشراف والفحص والمراجعة من جانب سلطة أعلى لها هذا الحق‬
‫للتعرف على كيفية سير العمل داخل الوحدة‪ ،‬وللتأكد من حسن استخدام األموال العامة في‬
‫األغراض المخصص لها‪ ،‬ومن أن الموارد تحصل طبقا للقوانين واللوائح والتعليمات المعمول‬
‫بها"‪.91‬‬

‫وارتبط ظهور مصطلح الرقابة الشرعية بميالد المؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬


‫ويتضمن في حقيقته مقتضيات الرقابة والمحاسبة التي تجسدت عمليا منذ زمن الرسول صلى‬
‫اهلل عليه وسلم والصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬ليبقى وجه التميز بخصوص الرقابة الشرعية‬
‫في المؤسسات المالية المعاصرة هو تنوع آلياتها‪ ،‬وتطور إطارها التنظيمي واإلجراءات‬
‫المعتمدة لتفعيلها‪ ،‬تبعا لتعدد األنشطة الرقابية ومواكبة للمستجدات الحاصلة في هذا المجال‪.‬‬

‫وجاء في تعريف شركة الراجحي لالستثمار بأن الرقابة هي "التأكد من مدى مطابقة‬
‫أعمال المؤسسة المالية اإلسالمية ألحكام الشريعة اإلسالمية حسب الفتوى الصادرة والق اررات‬
‫المعتمدة من جهة الفتوى"‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة رقب‪ .‬الجزء األول‪ ،‬الصفحة ‪.171‬‬
‫‪91‬‬
‫محمد الوردي‪ ،‬المالية التشاركية ورهانات التنمية‪ .‬مطبعة قرطبة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7155‬الصفحة ‪.751‬‬

‫‪69‬‬
‫ومن خالل التعاريف أعاله يتضح أن الرقابة الشرعية تستند على عنصر مطابقة‬
‫أعمال المؤسسة المالية اإلسالمية ألحكام الشريعة من خالل ما تصدره الجهة المكلفة‬
‫بالفتوى‪.‬‬

‫أما هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية فقد عرفت الرقابة الشرعية‬
‫بأنها‪" :‬جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت‪ ،‬ويجوز أن يكون أحد‬
‫األعضاء م ن غير الفقهاء على أن يكون من المتخصصين في مجال المؤسسات المالية وله‬
‫إلمام بفقه المعامالت‪ .‬ويعهد لهيئة الرقابة الشرعية توجيه نشاطات المؤسسة واإلشراف عليها‬
‫للتأكد من التزامها بأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتكون فتاواها وق ارراتها ملزمة للمؤسسة"‪.92‬‬

‫عموما يمكن القول بأن الرقابة الشرعية تشكل إحدى المقومات األساسية لعمل‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية من خالل التتبع المستمر والرصد الدائم لعمل هذه المؤسسات‬
‫والتأكد من مطابقة أعمالها وموافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬كما تمثل ضمانا أساسيا‬
‫لشرعية المعامالت التي تقوم بها هذه المؤسسات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس الشرعي للرقابة الشرعية‬


‫تهدف الرقابة الشرعية باألساس إلى ضمان شرعية المعامالت المالية من خالل‬
‫التحقق من موافقتها لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهذا األمر يعكس طبيعة العمل الرقابي‬
‫والذي يتحدد في ضبط سلوكيات األشخاص وحفظ األموال وتطهير المؤسسات من مختلف‬
‫المفاسد االقتصادية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫هيئ ة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬معايير الضبط للمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬البحرين ‪ ،2000‬الصفحة‬
‫‪.4‬‬

‫‪71‬‬
‫وتستمد الرقابة الشرعية أساسها الشرعي من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫وتعتبر كذلك امتداد لوظيفة الحسبة التي هي أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن‬
‫المنكر إذا ظهر فعله‪.‬‬

‫وتتجلى مشروعية الرقابة الشرعية في ما يلي‪:‬‬

‫على مستوى القرآن الكريم‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫لقد حث القرآن الكريم على ضرورة الحفاظ على األموال ووجوب تنميتها بما يحقق‬
‫مصلحة الفرد والمجتمع‪ .‬وتحقيقا لهذا المقصد الشرعي أقر اإلسالم مبدأ الحجر على‬
‫السفهاء لحماية ممتلكاتهم وأموالهم ومراعاة لمصالحهم فقال تعالى‪ ﴿ :‬وال توتوا السفهآء‬
‫‪93‬‬
‫﴾ كما أكد القرآن على ضرورة األمر بالمعروف والنهي‬ ‫اموالكم التي جعل اهلل لكم قيما‬
‫عن المنكر في قوله تعالى‪ ﴿ :‬ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف‬
‫‪94‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون‬
‫على مستوى السنة النبوية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الحديث الذي رواه اإلمام أبو هريرة أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم مر على صبرة‬
‫طعام فأدخل يده فيها‪ ،‬فنالت أصابعه بلال‪ ،‬فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال‪ :‬أصابته‬
‫السماء يا رسول اهلل‪ ،95‬قال‪" :‬أفال تجعله فوق الطعام كي يراه الناس‪ ،‬من غش فليس‬
‫مني"‪.96‬‬

‫فالحديث يؤكد بشكل مباشر أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم كان يمارس بنفسه مهام‬
‫الرقابة من خالل تفقده لألسواق‪ ،‬ومراقبته لتصرفات التجار منعا للمعامالت الفاسدة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪94‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.511‬‬
‫‪95‬‬
‫أصابته السماء‪ :‬بمعنى ابتل بفعل المطر‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫أخرجه اإلمام مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب االيمان‪ ،‬باب قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من غشنا فليس منا‪ 5-55.‬رقم الحديث‪.591 :‬‬

‫‪70‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الرقابة الشرعية‬
‫تقوم الرقابة الشرعية في مختلف المؤسسات المالية اإلسالمية على مبادئ‬
‫وخصائص تكفل لها المصداقية‪ ،‬ولق ارراتها القوة الالزمة التي تمكنها من القيام بالمهام‬
‫الموكولة لها على أكمل وجه‪ ،‬ويحقق للمؤسسة المراقبة المناعة الكافية ضد أي انحراف‪،‬‬
‫ولعل أبرز هذه المبادئ مبدأ االستقاللية التي يحررها من أي تبعية إدارية أو مالية قد تؤثر‬
‫على ق ارراتها (أوال) ومبدأ االلزامية الذي يكسب آرائها قوة ملزمة تفرض على المؤسسة‬
‫المراقبة االمتثال لها وعدم مخالفة أحكامها(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ االستقاللية‬


‫يقصد باستقالل هيئات الرقابة الشرعية "مدى قدرة هيئات الرقابة الشرعية على إصدار‬
‫أحكامها وفتاواها الشرعية وفق ما تقتضيه ضوابط االجتهاد وما تتطلبه شروط اإلفتاء‪ ،‬دون‬
‫أن تكون هناك مؤثرات على أعضائها تولد تهمة التبعية والمحاباة"‪.97‬‬

‫من خالل التعريف أعاله يتضح أن مفهوم االستقاللية يتحقق من خالل عدم التضييق‬
‫على أعضاء هيئة الرقابة أو التأثير عليهم فيما يرجع إلى الفتاوى التي يصدرونها‪ ،‬وتتحمل‬
‫الهيئة مسؤولية جسيمة تتمثل في االجتهاد الستنباط االحكام الشرعية الخاصة بالمعامالت‬
‫المالية وتتبع مدى التزام المؤسسة بها‪.‬‬

‫من أجل ذلك البد من تمكين الهيئة الشرعية من أداء مهامها وممارسة‬
‫اختصاصاتها بحرية‪ ،‬وذلك لحفظ أعمال المؤسسة المالية من أيه مخالفة شرعية‪ .‬فقوة‬
‫وسلطة هيئة الرقابة الشرعية تتمثل في استقاللها عن أي جهة ذات قرار داخل المؤسسة‬
‫المالية المراقبة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫د‪.‬موسى آدم عيسى‪ ،‬تعارض المصالح في أعمال هيئات الرقابة الشرعية‪ .‬الصفحة ‪ .59‬بحث مقدم الى مؤثمر الهيئات الشرعية‬
‫الثامن المنعقد بالبحرين بتاريخ ‪ 59‬و ‪ 55‬ماي ‪.7115‬‬

‫‪72‬‬
‫ويتوقف تحقيق مبدأ االستقاللية بالنسبة لهيئات الرقابة الشرعية على ضرورة مراعاة‬
‫عدة جوانب أهمها‪:‬‬

‫استحضار جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء الهيئة وادراكهم‬ ‫‪-‬‬
‫لخطورة االمر سواء من الناحية الشرعية أو االقتصادية أو العملية وتمكينهم من آلية‬
‫االجتهاد حتى يكونوا في مستوى أداء األمانة على الوجه المطلوب‪.‬‬
‫موقع الهيئة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪ :‬إن من شأن مراعاة هذا الجانب‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في تكريس مبدأ االستقاللية ويضمن احترامه من الناحية العملية‪.‬‬
‫وفي هذه السياق يشير معيار الضبط للمؤسسات المالية االسالمية على أنه يجب أن‬
‫تكون مكانة الهيئة الشرعية الداخلية في الهيكل التنظيمي للمؤسسة كافيا للسماح للرقابة‬
‫الشرعية الداخلية بإنجاز مسؤولياتها‪ ،‬ويجب أال ينخفض المستوى التنظيمي للرقابة الشرعية‬
‫الداخلية على مستوى إدارة المرجعية الداخلية وادارة الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫مراعاة جانب االستقالل المالي ألعضاء الهيئة‪ :‬هذا األمر يقتضي بناء على‬ ‫‪-‬‬
‫ما ذهب إليه العديد من المختصين "ضرورة ربط المقابل المالي ألعضاء هيئة الرقابة‬
‫الشرعية بأعلى جهة ممكنة في المؤسسة المالية اإلسالمية أي الجمعية العمومية للمؤسسة‬
‫وفصله عن مجلس االدارة‪ ،‬ذلك أن ارتباط الهيئة بمجلس االدارة ماليا ال يوفر لها االستقالل‬
‫التام وقد يجعلها تتقرب منه‪.‬‬
‫تحقيق االستقالل الذاتي ألعضاء الهيئة‪ :‬ويهم األمر عالقتهم بالمؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫المالية المراقبة التي يفتون لها‪ ،‬ومن أجل ذلك ال يجوز أن يكون عضو الهيئة مساهما في‬
‫المؤسسة وال أن يكون موظفا فيها‪ ،‬كما ال ينبغي أن تكون له صلة قرابة مع كبار المسؤولين‬
‫التنفيذيين من الموظفين الحاليين أو السابقين في السنة المالية السابقة في المؤسسة المالية‬
‫‪98‬‬
‫أو في أي من شركاتها‬

‫‪98‬محمد الوردي‪ ،‬المالية التشاركية ورهانات التنمية‪.‬مطبعة قرطبة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7155‬الصفحة ‪.457‬‬

‫‪73‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ االلزامية‬
‫إن مبدأ اإللزام من أهم المبادئ التي تقوم عليها الرقابة الشرعية‪ ،‬إذ ال معنى‬
‫الستقالليتها إذا لم تتوفر لق ارراتها القوة اإللزامية الضرورية‪ .‬فعمل المؤسسات المالية يستهدف‬
‫تحقيق المزيد من األرباح‪ ،‬فقد تسعى في غياب هذه القوة اإللزامية إلى غض الطرف عن‬
‫آراء هيئة الرقابة الشرعية وق ارراتها‪.‬‬

‫ويقصد باإللزام من الناحية االصطالحية "سلطة إنفاذ ما يصدر عن الهيئة الشرعية‬


‫في المؤسسات المالية على وجه يترتب الجزاء على تركه"‪ .99‬فاإللزام أمر ال محيد عنه‬
‫وضرورة ال غنى عنها لضمان تنفيذ ما يصدر عن هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬إذ ال قيمة للفتاوى‬
‫التي تصدر إذا لم تعتمد من قبل المؤسسة المالية‪.‬‬

‫وعلى المستوى التشريعي تنص بعض القوانين المنظمة للمصارف االسالمية على‬
‫إلزامية فتوى هيئات الرقابة الشرعية فقد نص قانون البنوك األردني وقم ‪ 79‬لسنة ‪ 7111‬في‬
‫مادته ‪ 19‬على ما يلي‪:‬‬
‫"يعين البنك بقرار من الهيئة العامة للمساهمين هيئة تسمى (هيئة الرقابة‬
‫الشرعية) ال يقل عدد أفرادها عن ثالثة أشخاص يكون رأيها ملزما للبنك االسالمي"‪.100‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أنه اضافة إلى مبدأي االستقاللية واإللزامية يوجد مبدأ توحيد‬
‫المرجعية الشرعية‪ ،101‬والذي يعتبر من مقتضيات الحكامة الجيدة وذلك من خالل حصر‬

‫‪99‬‬
‫رياض منصور الخليفي‪ ،‬هيئات الفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية بين النظرية والتطبيق‪ .‬مجلة كلية‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية المتحدة‪ .‬الصفحة ‪.757‬‬
‫‪100‬‬
‫المادة ‪ 19‬قانون البنوك االردني رقم ‪ 79‬لسنة ‪. 7111‬‬
‫‪101‬‬
‫تعتبر خاصية توحيد المرجعية من الخصائص التي انفرد بها المغرب بالمقارنة مع التجارب السابقة (الدول الخليجية مثال) حيث‬
‫عهد الى هيئة وطنية مركزية اصدار الفتوى الذي من شأنه تجنب الوقوع في تعدد الفتاوى وتضاربها‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفتوى في هيئة شرعية وطنية مركزية‪ ،102‬تختص بالفتوى على أساس أن تتضمن في‬
‫عضويتها علماء أكفاء تتوفر فيهم شروط االفتاء ويتمتعون باستقاللية في أداء مهامهم‪.‬‬
‫وقد نصت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية على الشروط التي ينبغي‬
‫تحققها في المفتين وحددها في ما يلي ‪" :‬يشترط في عضو الهيئة أن يكون ذا ملكة فقهية‬
‫متمكنا من فهم كالم المجتهدين‪ ،‬قاد ار على التخريج الفقهي أو االستنباط في القضايا‬
‫المستجدة للقواعد المقررة لذلك‪ ،‬وأن يكون متصفا بالفطانة والتيقظ والعلم بأحوال الناس‬
‫وأعرافهم والتنبه لحيلهم في التزوير وقلب الكالم وتصوير الباطل بصور الحق‪ .‬وتعرف‬
‫األهلية الفقهية باالستفاضة أو بالقرائن كالدراسات المختصة في الفقه وبخاصة فقه‬
‫المعامالت المالية المعاصرة"‪.103‬‬
‫ولتوحيد المرجعية الشرعية عدة مزايا منها تعزيز موضوعية المنافسة بين المؤسسات‬
‫المالية والتركيز على جودة المنتوج عوض عن الحرص على اختيار الفتوى األكثر تساهال‪.‬‬
‫ففي ظل توحيد المرجعية الشرعية تخضع المؤسسات المالية لنفس المعايير الشرعية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي سيساهم في توحيد شروط المنافسة وتعزيز فعالية الفصل بين الفتوى والتدقيق‪ ،‬ثم‬
‫المساهمة في استقرار القطاع المالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الرقابة الشرعية‪.‬‬


‫تتنوع أشكال الرقابة الشرعية بتنوع التجارب المعتمدة‪ ،‬فهناك تجار أخذت بالمستشار‬
‫الشرعي ا لواحد‪ ،‬وبعضها اعتمدت على عدد من الفقهاء دون أن تتقيد برأي واحد منهم‪،‬‬
‫وبعضها أنشأت هيئة استشارية تفتى فيما بعرض عليها فقط من الموضوعات وال دخل لها‬

‫‪102‬‬
‫اللجن ة الشرعية للمالية التشاركية التابعة للمجلس العلمي األعلى هي الجهة التى أسند اليها المشرع مهمة اإلفتاء في االمور‬
‫المتعلقة بمؤسسات المالية االسالمية‪.‬‬
‫‪103‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬معايير الضبط للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬البحرين ‪ ،7111‬الصفحة‬
‫‪.1‬‬

‫‪75‬‬
‫في مراجعة األعمال المنفذة‪ .104‬غير أن أغلب التجارب تختار لجنة مكونة من ثالث‬
‫علماء‪ ،‬تتوفر فيهم أهلية الفتوى في قضايا فقه المعامالت‪ ،‬يتم اختيارهم من قبل الجمعية‬
‫العمومية للمؤسسة المالية اإلسالمية‪ ،‬غير أن التجربة المغربية تفردت بإسنادها مهمة الرقابة‬
‫الشرعية إلى لجنة تابعة لهيئة الفتوى بالمجلس العلمي األعلى (الفقرة األولى) كما أحدث‬
‫جهاز رقابة محلية داخل المؤسسة المالية (الفقرة الثانية) مهمته تتبع مدى التزام المؤسسة‬
‫بق اررات الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية المركزية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة الشرعية المركزية‬


‫أوكل المشرع المغربي سواء من خالل قانون البنوك التشاركية أو من خالل مدونة‬
‫التأمينات مهمة إبداء الرأي بمطابقة أعمال المقاوالت المعتمدة لمزاولة التأمين واعادة التأمين‬
‫التكافلي ألحكام الشريعة االسالمية إلى المجلس العلمي األعلى من خالل إحداث اللجنة‬
‫الشرعية للمالية التشاركية تتكون من ثلة من العلماء المختصين في فقه المعامالت إلى‬
‫جانب بعض المستشارين من ذوي الخبرة في المجاالت التي تراقبها اللجنة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي لللجنة الشرعية للمالية التشاركية‬


‫تنص المادة األولى من مدونة التأمينات على أن "التأمين التكافلي‪ :‬عملية تتم وفق‬
‫اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى المنصوص عليه في الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 5.14.411‬الصادر في ‪ 7‬ربيع األول ‪ 77( 5171‬أبريل ‪ )7111‬بإعادة تنظيم‬
‫المجالس العلمية كما تم تتميمه‪ ،‬بهدف تغطية األخطار المنصوص عليها في عقد التأمين‬
‫التكافلي بواسطة حساب التأمين التكافلي يسير‪ ،‬مقابل أجرة التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة‬
‫التأمين واعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪"...‬‬

‫‪104‬‬
‫أشرف محمد دوابة‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي االسالمي‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬دار السالم القاهرة‪ ،7157،‬الصفحة ‪. 595‬‬

‫‪76‬‬
‫كما تنص نفس المادة على أن‪" :‬إعادة التأمين التكافلي‪ :‬عملية تأمين تتم وفق اآلراء‬
‫بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى بهدف تغطية األخطار المنصوص عليها في‬
‫اتفاقية إعادة التأمين التكافلي بواسطة حساب إعادة التأمين التكافلي يسير‪ ،‬مقابل أجرة‬
‫التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة التأمين واعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات إعادة التأمين‬
‫التكافلي‪"...‬‬

‫يستفاد من خالل هذين النصين أن المشرع المغربي قد عهد بمهمة الرقابة الشرعية‬
‫علة مقاولة التأمين واعادة التأمين التكافلي إلى المجلس العلمي األعلى‪ ،‬وبالنظر إلى موقع‬
‫هذا األخي ر ومكانته بإعتباره الجهة الرسمية لإلفتاء‪ ،‬فقد صدر الظهير الشريف رقم‬
‫‪105‬‬
‫متضمنا جملة من المستجدات الكفيلة بتحقيق مبدأ المطابقة فيما يخص‬ ‫‪5.51.17‬‬
‫مختلف األنشطة واألنشطة والمعامالت المرتبطة بالمالية التشاركية‪ .‬وهكذا فقد نصت المادة‬
‫الثالثة من الظهير السابق على أنه من المهام التى تناط بالمجلس العلمي األعلى‪" :‬ابداء‬
‫الرأي بشأن مطابقة األنشطة والعمليات التجارية والمالية واالستثمارية التي تقوم بها‬
‫المؤسسات والهيئات المشار إليها في الفصل الخامس من الباب الثاني من هذا الظهير‬
‫الشريف‪ ،‬ألحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪".‬‬

‫كما تم إحداث اللجنة الشرعية للمالية التشاركية بموجب المادة العاشرة من الظهير‬
‫الشريف نصت على أنه‪" :‬عالوة على اللجان المشارة إليها في المادة الثامنة أعاله تحدث‬
‫لدى الهيئة العلمية المكلفة باإلفتاء لجنة علمية متخصصة تحمل اسم (اللجنة الشرعية‬
‫للمالية التشاركية)‪"...‬‬

‫‪105‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 5.51.17‬صادر في‪ 79‬ربيع األول ‪ 71( 5149‬يناير ‪ ) 7151‬المتمم للظهير الشريف رقم ‪5.14.411‬‬
‫الصادر في ‪ 7‬ربيع األول ‪ 77( 5171‬أبريل ‪ )7111‬بإعادة تنظيم المجالس العلمية المنشور بالجريدة الرسمية ‪ 55‬ربيع الثاني‬
‫‪ 5( 5149‬فبراير ‪ )7151‬عدد ‪ ،9444‬الصفحة ‪.5159‬‬

‫‪77‬‬
‫وتتألف اللجنة الشرعية للمالية التشاركية من منسق اللجنة وتسعة أعضاء من العلماء‬
‫المشهود لهم بالكفاءة العلمية الراسخة واإللمام الواسع بأحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪،‬‬
‫والقدرة على اإلفتاء‪ ،‬وبيان حكم الشرع في القضايا المعروضة على اللجنة‪ ،‬ويعينون بمقرر‬
‫لألمين العام للمجلس العلمي األعلى وهو الذي يرأس هذه اللجنة‪.‬‬

‫فإضافة إلى الكفاءة العلمية‪ ،‬يجب أن يكون هؤالء العلماء من أصحاب السمعة‬
‫الطيبة ومتمسكون بالصفات األخالقية الرفيعة‪ ،‬وال يوجد في سجلهم أي سوابق جنائية‪،‬‬
‫ومتصفون بالصفات النبيلة مثل الجدارة بالثقة واألمانة والمسؤولية واإلخالص والتقوى‬
‫والصدق واستحضار مراقبة اهلل دوما‪ .‬كما يجب التأكد من نزاهة المراقب‪ ،‬واستقالله‬
‫وموضوعيته وأن مؤهالته مالئمة مع المهام المناطة به في الهيئة‪.‬‬

‫ومن أجل تكريس مبدأ االجتهاد الجماعي الذي يراعي المستجدات الحاصلة‪،‬‬
‫والمتغي ارت التي تشهدها مختلف المؤسسات المالية‪ ،‬وما يفرزه هذا الوضع من تحديات‬
‫واشكاليات يستدعي معالجتها من منظور أكثر شمولية وواقعية‪ ،‬نصت المادة العاشرة المكررة‬
‫مرتين من نفس الظهير على أنه يمكن للجنة أن تستعين " على سبيل االستشارة‪ ،‬بخمسة‬
‫خبراء دائمين على األقل يختارون من بين األشخاص الذاتيين أو االعتباريين المشهود‬
‫بكفاءتهم وخبرتهم في مجال من مجاالت القانون والمالية التشاركية والمعاالت البنكية وقطاع‬
‫التأمينات وسوق الرساميل‪ .‬يعينون بمقرر لألمين العام ويحدد وضعيتهم بموجب عقد‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يمكن لمنسق اللجنة أن يدعو لحضور اجتماعات اللجنة‪ ،‬بصفة‬
‫مؤقتة‪ ،‬والمشاركة في أشغالها على سبيل االستشارة‪ ،‬كل شخص من ذوي الخبرة‬
‫واالختصاص قصد تقديم افادات الى اللجنة بخصوص القضايا المعروضة عليها"‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن اشتراط استعانة اللجنة الشرعية للمالية التشاركية بخبراء دائمين‬
‫في المجاالت المتخصصة في المالية اإلسالمية‪ ،‬والسماح بالتعاقد مع األشخاص الذاتيين أو‬

‫‪78‬‬
‫االعتباريين لتحقيق هذا الغرض‪ ،‬سيضيف خبرات متنوعة للجنة‪ ،‬ويعزز من كفاءة الق اررات‬
‫واآلراء الصادرة عنها‪.‬‬

‫كما نشير أن عضوية اللجنة تتنافى مع العضوية في أي جهاز ألي هيئة من‬
‫الهيئات الخاضعة لرقابتها‪ ،‬سواء من حيث الرقابة على عملها كالبنوك التشاركية أو مقاوالت‬
‫التأمين أو من حيث خضوع مناشيرها المتعلقة بالمالية التشاركية لرقابة اللجنة من قبل‬
‫اصدارها كبنك المغرب وهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة عمل اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‬


‫تنص المادة العاشرة المكرر ثالث مرات من الظهير ‪ 5.14.411‬على أنه‪" :‬تحال‬
‫الى اللجنة الشرعية للمالية التشاركية طلبات إبداء الرأي في األنشطة والعمليات المشار اليها‬
‫في المادة العاشرة المكررة أعاله عن طريق‪:‬‬

‫بنك المغرب بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل مؤسسات االئتمان‬ ‫‪‬‬
‫والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة‬ ‫‪‬‬
‫من قبل مقاوالت التأمين واعادة التأمين المعتمدة‪.‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل‬ ‫‪‬‬
‫الجهة ال ارغبة في اصدار الصكوك‪".‬‬

‫فبعد توصل اللجنة الشرعية للمالية التشاركية بطلبات إبداء الرأي بالمطابقة‪ ،‬تعكف‬
‫على دراستها إما في جلسات تضم كل أعضائها‪ ،‬أو في شكل مجموعات عمل مكونة من‬
‫بعض أعضائها يعهد إليها بدراسة القضايا المعروضة على اللجنة واعداد تقارير مفصلة‬
‫بشأنها وعرضها على اللجنة التي تصدر آراءها وق ارراتها باسم المجلس العلمي األعلى‬
‫وبإجماع اعضاءها الحاضرين المشاركين في المداوالت‪ ،‬مع ضرورة تضمين تلك المداوالت‬

‫‪79‬‬
‫في محاضر خاصة موقعة من األعضاء الحاضرين والمشاركين فيها‪ .‬وأوجب الظهير أن‬
‫تكون آراء اللجنة معللة‪ ،‬ومرفقة بتوصيات إن اقتضى الحال بشأن القضية المعروضة‪.‬‬

‫فيما أوكل الظهير المحدث لتلك اللجنة وفق المادة العاشرة مكرر خمس مرات مهمة‬
‫تحديد كيفية تسييرها‪ ،‬ودراسة طلبات إبداء الرأي المحالة إليها‪ ،‬وكيفيات التنسيق بينها وبين‬
‫الهيئات التي تحيل عليها طلبات إبداء الرأي‪ ،‬الى النظام الداخلي للجنة‪ ،‬التي تعرضة على‬
‫المجلس العلمي األعلى للمصادقة عليه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة الشرعية المحلية‬


‫تعد الرقابة الشرعية المحلية من أهم مكونات نظام الرقابة الشرعية في المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية حيث يقع على عاتقها أساسا فحص مدى التزام المؤسسة بالفتاوى والق اررات‬
‫الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬ويجب أن تكون الجهة المكلفة بالرقابة الشرعية الداخلية‬
‫في مستوى إداري وتنظيمي يضمن عملها باستقاللية‪ ،‬وأن تكون أطرها البشرية مؤهلة‬
‫ومتوفرة على كفاءة تضمن موضوعية تأدية مهامهم‪.‬‬

‫وقد عرف الدكتور موسى آدم عيسى الرقابة الشرعية المحلية بكونها نشاط تأكيدي‪،‬‬
‫استشاري‪ ،‬موضوعي‪ ،‬مستقل داخل المؤسسة المالية مصمم لمراقبة وتحيسن إنجاز أهداف‬
‫المؤسسة المالية من خالل التحقق من اتباع هذه االخيرة لضوابط واألحكام الصادرة عن‬
‫الهيئة الشرعية‪ ،‬وكذلك السياسات والخطط واإلجراءات الالزمة لتنفيذ المنتجات الشرعية‬
‫واقتراح التحسينات الالزم إدخالها حتى تصل المؤسسة إلى درجة االلتزام الشرعي األمثل‪.106‬‬

‫ولما للرقابة الشرعية المحلية من أهمية كبرى تتبع مدى التزام المؤسسة بالق اررات‬
‫الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية فقد خصها المشرع بمجموعة من النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫د‪.‬عبد اهلل عطية‪ ،‬مفاهيم الرقابة والتدقيق والمراجعة وااللتزام الشرعي بين النظرية والتطبيق‪ .‬الصفحة ‪ .591‬بحث مقدم الى‬
‫المؤثمر السادس للتدقيق الشرعي على البنوك والمؤسسات المالية االسالمية المنعقد باسطنبول‪-‬تركيا بتاريخ ‪ 5 - 1‬أبريل ‪.7151‬‬

‫‪81‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي للتدقيق الشرعي‬
‫حرصا من المشرع المغربي على تحقيق تكامل بين مكونات الرقابة الشرعية‪ ،‬وتفعيال‬
‫للفتاوى والق اررات الصادرة عن اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‪ ،‬وايمانا منه بأهمية تنزيلها‬
‫بقصد التأكد من مدى التزام المؤسسات المالية بمقتضيات هذه الفتاوى ألزمت مدونة‬
‫التأمينات المقاوالت المعتمدة لمزاولة أنشطة التأمين واعادة التأمين التكافلي أن تحدث وظيفة‬
‫للتقيد بآراء المجلس العلمي األعلى‪ .‬وهكذا فقد نصت المادة ‪ 7-745‬في فقرتها الثالثة من‬
‫‪107‬‬
‫المغيير والمتمم للقانون ‪ 51.55‬المتعلق بمدونة التأمينات على أنه‬ ‫القانون رقم ‪91-59‬‬
‫"بالنسبة لمقاوالت التأمين واعادة التأمين المعتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪ ،‬يجب‬
‫أن يشمل نظام المراقبة الداخلية أيضا التعرف والوقاية من خطر عدم مطابقة هذه‬
‫العمليات وأنشطة المقاوالت المذكورة لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي‬
‫األعلى‪ .‬كما يشمل أيضا ضمان تتبع تطبيق اآلراء بالمطابقة السالفة الذكر ومراقبة‬
‫احترامها وال سيما عبر وضع المساطر والدالئل الواجب اتباعها للتقيد بهذه اآلراء‪".‬‬

‫كما جاء في نفس المادة "بالنسبة لمقاوالت التأمين واعادة التأمين المعتمدة لمزاولة‬
‫عمليات التأمين التكافلي‪ ،‬يجب على جهاز التدقيق الداخلي أن يعد أيضا مرة في السنة على‬
‫االقل تقري ار خاصا حول مدى احترام عمليات التأمين التكافلي واعادة التأمين التكافلي لآلراء‬
‫بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى‪".‬‬

‫وتعتبر وظيفة التدقيق الشرعي الشق الثاني للوظيفة الرقابة الشرعية‪ ،‬فهي ذات طابع‬
‫تدقيقي تتولى مهمة المطابقة على المستوى الداخلي للمؤسسة المالية ارتباطا بما يصدر عن‬
‫اآلراء بالمطابقة من المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫‪ 107‬الظهير الشريف رقم ‪ 5.55.551‬صادر في ‪ 1‬ذو الحجة ‪ 5( 5111‬غشت ‪ ) 7155‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 91.59‬بتغيير وتتميم‬
‫القانون ‪ 51.55‬المنشور بالجريدة الرسمية ‪ 71‬ذو الحجة ‪ 77( 5111‬غشت ‪ ) 7155‬عدد ‪ ،9919‬الصفحة ‪.1191‬‬

‫‪80‬‬
‫ويتولى المدقق الشرعي مهامه الخاصة بالمطابقة تحث سلطة جهاز التسيير‬
‫بالمؤسسة بحكم تبعيتها له‪ ،‬لذلك فهو يضع رهن اشارتها الوسائل الالزمة إلتمام مهامها بما‬
‫يناسب حجم المؤسسة‪ .‬كما يتولى تقييم مدى كفاءة القائمين على وظيفة التدقيق‪ .‬ومن هذا‬
‫المنطلق ألزم المشرع القائمين على وظيفة التدقيق الشرعي إعداد تقارير مرة كل سنة وترسل‬
‫إلى الهيئة وفق شروط تحدد بمنشور تصدره الهيئة‪.108‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعيقات المحتملة لنجاح مهمة وظيفة التدقيق الشرعي‬


‫إن اصدار التشريعات المتعلقة بالبنوك التشاركية واصدار الصكوك بالمغرب‪ ،‬في‬
‫انتظار المصادقة على مشروع التأمين التكافلي يتحتم على الفاعلين أن تتظافر جهودهم من‬
‫أجل إنجاح هذه التجربة من أجل تمكين المغرب في استقطاب التمويالت االجنبية التي‬
‫تفضل التعامل بالمنتجات اإلسالمية‪.‬‬

‫وفي هذا االطار تأتي ضرورة االحاطة باإلكراهات التي قد تعيق تطور تجربة الرقابة‬
‫الشرعية وخاصة في شقه الثاني المتعلق بالرقابة المحلية‪ .‬ولعل أبرز هذه االكراهات يتجسد‬
‫في قلة الموارد البشرية المختصة في ا لمالية اإلسالمية إذ ال يخفى على أي متتبع لمنظومة‬
‫التعليم العالي بالمغرب الفراغ المهول في االهتمام بالمالية اإلسالمية منذ االستقالل وحتى‬
‫بداية العقد الثاني من األلفية الثالثة‪ ،‬إذ أن أغلب الدراسات تهتم بالنظريات الرأسمالية‬
‫واالشتراكية في االقتصاد والمالية‪ ،‬وال تشير مطلقا الى وجود نظرية اسالمية في االقتصاد‬
‫ناهيك عن تكوين الطلبة من أجل االلمام بتفاصيلها‪.‬‬

‫لذلك فإن أبرز التحديات المطروحة في هذا الشأن هو الحاجة الملحة لتكوين موارد‬
‫بشرية مؤهلة إلدارة وتدبير كل قطاعات المالية االسالمية بالشكل الذي يسمح باالستفادة من‬
‫ايجابياتها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫المادة ‪ 745-7‬من القانون ‪ 91.59‬السالف الذكر ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعية‬
‫يعتبر وجود الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية فريضة شرعية وضرورة‬
‫حتمية‪ ،‬ذلك أن هذه المؤسسات قائمة على أساس تحقيق مقاصد مهمة على رأسها تقديم‬
‫البديل الشرعي للمؤسسات المالية الراسمالية الربوية من خالل وضع المال في مساره‬
‫اإلسالمي والمساهمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫والشك أن الوصول إلى هذه الغايات ال يمكن أن تتحقق إال في ظل وجود هيئات‬
‫للرقابة الشرعية تقوم بإبداء الرأي في مختلف المنتجات المالية المعمول بها على مستوى‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمي‪ ،‬ثم صيانة تطبيقها عمليا من خالل مراقبة وتتبع ورصد‬
‫مختلف أنشطة المؤسسة المالية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تعتبر الرقابة الشرعية ضرورة حيوية‬
‫وسندا حقيقيا وحاجة مستقبلية‪ ،‬تكفل استمرار المؤسسات المالية والمصارف اإلسالمية في‬
‫السير وفق المنهج الشرعي‪ ،‬وتساهم بقوة في ضمان استقرار النظام المالي والمصرفي‪،‬‬
‫وخاصة في ظل التنوع والتعدد الحاصل على مستوى أعمال هذه المؤسسات وكذا ضخامة‬
‫حجمها‪.‬‬

‫وبناء على هذا كله‪ ،‬نصت التشريعات العربية واإلسالمية وغيرها من التشريعات‬
‫المهتمة باالقتصاد اإلسالمي ومؤسساته المالية في قوانينها على ضرورة وجود رقابة شرعية‬
‫وان اختلفت في شكلها واختصاصها‪.‬‬

‫إن االختصاصات التي تضطلع بها هيئة الرقابة الشرعية تختلف باختالف التجارب‬
‫الدولية‪ ،‬إضافة إلى اجتهادات العلماء الذين لهم ارتباط كبير بعمل المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية‪ ،‬إذ أن احتكاكهم بهذا المجال يخول لهم تقديم اقتراحات كفيلة بتحقيق رقابة‬
‫صحيحة‪ ،‬وفق مقاييس شرعية تضمن السير الصحيح ألعمال المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعية المركزية‬
‫يعتبر المجلس العلمي األعلى التابع لو ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية الجهة‬
‫المخول لها القيام بأعمال الرقابة الشرعية المركزية على أنشطة المقاوالت المعتمدة لمزاولة‬
‫نشاط التأمين واعادة التأمين التكافلي بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 5.51.17‬المتعلق‬
‫بإعادة تنظيم المجالس العلمية‪.‬‬

‫وقد عهد المجلس العلمي األعلى باختصاصاته المتعلقة بالرقابة الشرعية على‬
‫المؤسسات المالية والمصرفية إلى اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‪ ،‬وخول لها اصدار‬
‫ق ارراتها باسمه‪.‬‬

‫هذه االختصاصات يمكن تقسيمها إلى قسمين‪ :‬اختصاصات متعلقة بإبداء الرأي‬
‫بالمطابقة –الفتوى‪ -‬بخصوص القضايا المعروضة (الفقرة األولى) والتي تعتبر رقابة قبلية‬
‫تنصب على الوثائق والعقود ‪ ،‬ثم اختصاصات متعلقة بالتوجيه والتنظيم (الفقرة الثانية) والتي‬
‫تهم الرقابة البعدية على األنشطة والمعامالت‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القبلية على الوثائق والعقود‬


‫تناط باللجنة الشرعية للمالية التشاركية المحدثة لدى الهيئة العلمية المكلفة باإلفتاء‬
‫لدى المجلس العلمى األعلى مهمة إبداء الرأي بخصوص مجموعة من العمليات والعقود كما‬
‫نصت على ذلك المادة العاشرة المكرر من الفصل الخامس من الظهير المتعلق بإعادة‬
‫تنظيم المجالس العلمية السالف الذكر على ما يلي‪:‬‬

‫" عالوة على اللجان العلمية المشار إليها في المادة الثامنة أعاله تحدث لدى‬
‫ا لهيئة العلمية المكلفة باإلفتاء لجنة علمية متخصصة تحمل اسم اللجنة الشرعية للمالية‬
‫التشاركية تتكلف بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫إبداء الرأي بشأن مطابقة المنتوجات المالية التشاركية التي تقدمها مؤسسة‬ ‫‪-5‬‬
‫االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها لزبنائها‪ ،‬ونماذج العقود المتعلقة بهذه‬
‫المنتوجات‪ ،‬ألحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪ ،‬كلما كان تقديم هذه‬
‫المنتوجات وابرام العقود المتعلقة بها رهينا بصدور الرأي المذكور طبقا للتشريع‬
‫الجاري به العمل‪.‬‬
‫إبداء الرأي بشأن مطابقة مضمون المناشير التي يصدرها والي بنك المغرب‬ ‫‪-7‬‬
‫ألحكام الشريعة االسالمية ومقاصدها‪ ،‬المتعلقة بالمنتوجات المالية التشاركية‪،‬‬
‫والودائع االستثمارية‪ .‬والعمليات التي ينجزها صندوق ضمان ودائع البنوك‬
‫التشاركية‪.‬‬
‫‪ -3‬إبداء الرأي بصفة خاصة بشأن مطابقة عمليات التأمين التكافلي التي تقوم‬
‫بها مقاوالت التأمين واعادة التأمين‪ ،‬في إطار المالية التشاركية ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪ .‬وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل‪.‬‬
‫إبداء الرأي بشأن مطابقة عمليات إصدار شهادات الصكوك طبقا للتشريع‬ ‫‪-1‬‬
‫الجاري به العمل مع أحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪ ،‬كيفما كانت المصدرة‬
‫لها‪".‬‬

‫وتحال إلى اللجنة الشرعية طلبات إبداء الرأي في األنشطة والعمليات وفق نظام‬
‫خاص براعي طبيعة المؤسسات والهيئات المشرفة على مختلف القطاعات‪ ،‬وذلك وفق ما‬
‫يلي‪:109‬‬

‫بنك المغرب بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل مؤسسات االئتمان‬ ‫‪‬‬
‫والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المادة العاشرة المكررة ثالث مرات من الظهير الشريف رقم ‪ ، 5.51.17‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بالنسبة لطلبات إبداء الرأي‬ ‫‪‬‬
‫المقدمة من قبل مقاوالت التأمين واعادة التأمين المعتمدة‪.‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل‬ ‫‪‬‬
‫الجهة الراغبة في اصدار الصكوك‪".‬‬

‫أما بخصوص مدونة التأمينات فقد أسندت للجنة الشرعية للمالية التشاركية مجموعة‬
‫من االختصاصات‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 51-1‬على ضرورة العرض المسبق لمشاريع‬
‫مناشير هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي المتعلقة بالتأمين التكافلي واعادة التأمين‬
‫التكافلي على المجلس العلمي األعلى (أي اللجنة الشرعية للمالية التشاركية) قصد إبداء‬
‫الرأي بالمطابقة بشأنها‪.‬‬

‫كما ألزم المشرع بمقتضى المادة ‪ 711-5‬من مدونة التأمينات مقاولة التأمين واعادة‬
‫التأمين المعتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪ ،‬بإرسال نماذج عقود التأمين التكافلي التي‬
‫تعتزم إصدارها أول مرة إلى هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي قبل إصدارها‪،‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة لجميع الوثائق ذات الطابع التعاقدي أو اإلشهاري المتعلقة بنفس‬
‫العمليات‪ ،‬وال يمكن توزيع تلك النماذج والوثائق أو تسليمها أو نشرها إال بعد موافقة الهيئة‬
‫والرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫ويستفاد من خالل المهام المسندة إلى اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‪ ،‬حرص‬
‫المشرع المغربي (على خالف بعض التشريعات العربية والخليجية) على تحقيق وحدة‬
‫المرجعية الشرعية على مستوى القطاع المالي في المغرب‪ ،‬مما جعلها ميزة ينفرد بها المغرب‬
‫ويضطلع من خاللها إلى ضمان شروط المنافسة الموضوعية بين المؤسسات المالية والحفاظ‬
‫على استقرار القطاع المالي‪ .‬ذلك أن من شأن انحصار الفتوى في جهة واحدة أن يعزز‬
‫تفعيل خاصيتي االستقاللية واإللزامية‪ ،‬وبالتالي تحقيق تكافؤ الفرص بين المؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫وعلى غرار ما سبق اعتبر المراقب الشرعي محمد أحمين حصر المشرع المغربي‬
‫الفتوى في هيئة شرعية وطنية موحدة –المجلس األعلى‪ -‬من أرقى األشكال التى ينبغي أن‬
‫تكون عليها الفتوى المالية‪ ،‬وقال بأن من ايجابيات هذا الشكل المركزي في الفتوى المالية‪:‬‬
‫"حصر الفتوى في من تتوفر فيه شروطها الشرعية‪ ،‬وذلك ألن كثرة الهيئات تستدعي كثرة‬
‫الفتن‪.‬‬

‫ونظ ار لقلة هؤالء فإن المؤسسات المالية تتساهل في اختيار أعضاء الهيئات المفتية‬
‫بسبب النقص الموجود مع حاجتها إلى استفاء عدد معين وعدم تكرار أسماء معينة كما‬
‫تطلب بعض األنظمة والقوانين‪ .‬أضف إلى ذلك أن أعضاء الجمعية العمومية أو مجلس‬
‫اإلدارة في المؤسسة المالية ليس لديهم غالبا الكفاية العلمية الشرعية المناسبة الختيار أفضل‬
‫من يحقق شروط االفتاء المالي‪ .‬وقد وجدنا أن عددا من االقتصاديين اإلسالميين الذين لم‬
‫يتحصلوا على شروط اإلفتاء أضحوا مفتين في عدد من المؤسسات المالية االسالمية‪.‬‬

‫لهذا كله فأنسب من يقوم بتعيين هيئات شرعية للفتوى هم العلماء أنفسهم عن طريق‬
‫األطر التنظيمية التي تجمعهم كالمجلس العلمي األعلى في المغرب‪ ،‬أو األزهر الشريف في‬
‫مصر‪ ،‬أو هيئات كبار العلماء في السعودية بشرط أن تكون هذه األطر التنظيمية ذات‬
‫تمثيلية حقيقية لعلماء البلد‪.110"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة البعدية على األنشطة والمعامالت‬


‫فضال عن االختصاصات التي خولها المشرع المغربي للجنة الشرعية للمالية‬
‫التشاركية بمقتضى الظهير المتعلق بإعادة تنظيم المجالس العلمية والمتمثلة في إبداء الرأي‬
‫بالمطابقة عمليات التأمين التكافلي التي تقوم بها مقاوالت التأمين واعادة التأمين في اطار‬
‫المالية التشاركية ألحكام الشريعة االسالمية‪ .‬وكذلك االختصاصات المستمدة من مدونة‬

‫‪110‬‬
‫محمد أحمين‪ ،‬مدخل إالى الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬دليل علمي وعملي للفتوى والتدقيق الشرعي في‬
‫المؤسسات المالية االسالمية‪ .‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى ‪5149‬ه‪7151/‬م‪ ،‬الصفحة ‪ 45‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫التأمينات والمتمثلة في إبداء الرأي بخصوص مشاريع هيئة التأمينات واالحتياط االجتماعي‬
‫وكذا نماذج عقود التأمين التكافلي التي تعتزم مقاولة التأمين واعادة التأمين المعتمدة لمزاولة‬
‫عمليات التأمين التكافلي إصدارها‪.‬‬

‫فإن المشرع خول للجنة الشرعية اختصاصات أخرى حيث تضطلع بوظيفة التوجيه‬
‫والتنظيم واإلرشاد في اطار الرقابة الشرعية البعدية على األنشطة والمعامالت‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد تنص المادة العاشرة المكررة من الظهير السالف الذكر على ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫"تعد ا للجنة من أجل تمكينها من القيام بالمهام المسندة إليها دليال مرجعيا لعملها‬
‫ودليال استرشادية عند االقتضاء‪ ،‬توضع قصد االستئناس رهن إشارة الهيئات والمؤسسات‬
‫المشار إليها في المادة ‪ 51‬المكررة ثالث مرات من الظهير الشريف‪ ،‬تتضمن بصفة خاصة‬
‫األحكام الشرعية المتعلقة بالمنتجات المالية التشاركية والعمليات المتعلقة بها‪.‬‬

‫ال يحول إصدار اللجنة لهذه الدالئل دون إبداء رأيها بشأن المنتجات والعمليات‬
‫المذكورة طبقا للنصوص الجاري بها العمل"‪.‬‬

‫يستفاد من النص أعاله أن بإمكان اللجنة الشرعية أن تعد بعض الدالئل التوجيهية‪،‬‬
‫التي تضعها رهن اشارة المؤسسات التي تخضع لرقابتها من أجل االستئناس بها في‬
‫ممارستها اليومية‪ ،‬مما في ذلك من اقتصاد للوقت والجهد الذي ستوفره تلك الدالئل‪ ،‬بحكم‬
‫أن مشاريع المناشير والعقود والوثائق التعاقدية سوف تعمل على احترام التوجيهات المتضمنة‬
‫بتلك الدالئل أثناء صياغتها‪ ،‬مما سيقلل من احتماالت رفضها من طرف اللجنة الشرعية‬
‫للمالية التشاركية‪ ،‬إذ أن إصدار تلك الدالئل ال يغني عن طلب إبداء الرأي بالمطابقة في كل‬
‫وثائق المؤسسة المالية وأعمالها‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫إلى جانب هذه االختصاصات‪ ،‬فإن اتخاذ أي تدبير ضروري لتطبيق نصوص‬
‫مدونة التأمينات فيما يتعلق بالتأمين التكافلي واعادة التأمين التكافلي عن طريق إصدار نص‬
‫تنضيمي يستوجب بالضرورة صدور رأي بالمطابقة من قبل المجلس العلمي‪ ،‬وهذا من جاء‬
‫في المادة ‪ 51-1‬من مدونة التأمينات في فقرتها الثانية والتي تنص على‪" :‬يتخذ بنص‬
‫تنظيمي‪ ،‬باقتراح من الهيئة‪ ،‬كل تدبير ضروري ألحكام هذا القانون فيما يتعلق بالتأمين‬
‫التكافلي واعادة التأمين التكافلي وذلك بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي"‪.‬‬

‫كما أنه حسب المادة ‪ 719-5‬من مدونة التأمينات فإنه بإمكان اإلدارة‪ ،‬باقتراح من‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬وبعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس‬
‫العلمي أن تحدد ‪:‬‬

‫كيفيات أداء أجرة تسيير حساب التأمين التكافلي إلى مقاوالت التأمين واعادة‬ ‫‪‬‬
‫التأمين وكذا معايير تحديد هذه األجرة‪.‬‬
‫كيفيات توزيع الفوائض التقنية والمالية لحسابات التأمين التكافلي على المشتركين‬ ‫‪‬‬
‫في عمليات التأمين التكافلي‪.‬‬

‫على العموم يمكن القول أن الوضع التنظيمي لهيئة الرقابة الشرعية المركزية يختلف‬
‫باختالف تشريعات الدول اإلسالمية‪ ،‬فمنها المضيق لعملها ومنها الموسع‪ ،111‬وقد صدرت‬

‫‪111‬‬
‫عبد الباري مشعل‪ ،‬تقريب هوة الخالف بين الفتوى الشرعية االنجازات والتحديات‪ .‬بحث مقدم إلى المؤتمر العاشر لعلماء‬
‫الشريعة‪ ،‬كوااللمبور‪-‬ماليزيا‪ 4 ،‬و‪ 1‬نونبر ‪7151‬م‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫تشريعات للهيئات الشرعية المركزية باختالف مسمياتها‪ ،112‬في العديد من الدول االسالمية‬
‫نستحضر بعض النماذج‪:113‬‬

‫تجربة مملكة البحرين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تأسست هيئة الرقابة الشرعية المركزية في مملكة البحرين منذ زمن‪ ،‬إال أن‬
‫صالحياتها كانت مقتصرة على العمل في ما يتعلق بالعمليات التي يجريها المصرف‬
‫المركزي فقط‪ ،‬وصدرت في سنة ‪ 7151‬الئحة توسع من عمل الهيئة التي سميت بالمجلس‬
‫الشرعي المركزي‪.‬‬

‫من ا لطبيعي أن تتبع الهيئة الشرعية المركزية مصرف البحرين المركزي‪ ،‬حيث جاء‬
‫في الالئحة التنظيمية المنشورة في الجريدة الرسمية "ينشأ مجلس مركزي للرقابة الشرعية‬
‫يعمل تحت سلطة مصرف البحرين المركزي‪ ،‬ويهدف إلى تطوير قطاع الخدمات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ووضع وتطبيق معايير وممارسات موحدة ألحكام الشريعة اإلسالمية قطاع‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وتعتبر ق اررات المجلس ملزمة في حال وجود اختالف في الرأي أو التفسير بين‬
‫المجلس وأي من هيئات الرقابة الشرعية لدى المؤسسات المالية بشأن مسألة من مسائل‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬يرجح الرأي الذي ينتهي إليه المجلس‪ ،‬وفي جميع الحاالت‬
‫ينبغي على المؤسسات المالية اإلسالمية في البحرين االلتزام بالفتاوى واآلراء التي يصدرها‬
‫المجلس والعمل بمقتضاها فيما يتعلق بقطاع الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ينبغي االشارة ينبغي االشارة إلى تعدد المصطلحات الخاصة بالجهاز المكلف بالرقابة الشرعية فيطلق عليها هيئة الفتوى والمتابعة‬
‫الشرعية‪ ،‬أو وحدة الفتوى والمتابعة الشرعية‪ ،‬أو الجهاز الشرعي‪ ،‬المستشار الشرعي‪ ،‬اللجنة الشرعية‪ ،‬الهيئة الشرعية‪ ،‬ادارة الفتوى‬
‫والبحوث الشرعية‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬دور هيئات الرقابة الشرعية المركزية في معالجة النقص التشريعي‪ .‬ورقة مقدمة لملتقى بنك‬
‫البحرين الثاني "البنوك االسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة"‪ ،‬البحرين‪ 4 ،‬و ‪ 1‬أبريل ‪7159‬م‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وينبغي على المجلس أن يأخذ في االعتبار الجوانب االقتصادية واالجتماعية‬
‫والجوانب األخرى ذات الصلة بالمسائل المعروضة عليه‪ ،‬وأن يتحرى مقاصد الشريعة‬
‫االسالمية بخصوص تلك المسائل‪.‬‬

‫وبخصوص اختصاصات المجلس الشرعي المركزي فقد أسند إليه دراسة وتقديم‬
‫الفتوى الشرعية أو الرأي الشرعي في األمور التالية‪:‬‬

‫المنتجات الجديدة المقترحة من المؤسسات المالية االسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ما يصدره المصرف المركزي من صكوك وأوراق مالية أخرى متوافقة مع الشريعة‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫مبادرات تطوير قطاع الخدمات المالية اإلسالمية وأية مبادرات أخرى تهدف‬ ‫‪‬‬
‫لتعزيز االلتزام بمبادئ الشريعة االسالمية في قطاع الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫القواعد واللوائح التي يقترحها المصرف بشأن الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسائل المحالة إليه من قبل المحاكم البحرينية والجهات الحكومية األخرى فيما‬ ‫‪‬‬
‫يتعلق بالقضايا الخاصة بقطاع الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫ما يحيله إليه المصرف المركزي من مسائل وشؤون التدقيق الشرعي الداخلي‬ ‫‪‬‬
‫والخارجي والمراجعة الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية والنوافذ اإلسالمية‬
‫للمؤسسات المالية التقليدية في البحرين‪.‬‬

‫‪ ‬تجربة دولة الكويت‬

‫تأسس في دولة الكويت "المجلس االستشاري للرقابة الشرعية" سنة ‪7151‬م ويعتبر‬
‫هذا المجلي هز المرجع في كل ما يتعلق بق اررات هيئة أسواق المال في األنشطة المتوافقة‬
‫مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتكون ق ارراته ملزمة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وللمجلس دور إشرافي ورقابي على هيئات الرقابة الشرعية من خالل اقتراح اللوائح‬
‫والنظم بشأن إنشاء هيئات الرقابة الشرعية وتكوينها وأغراضها وجهة تعينها وعزلها وشروط‬
‫تعيين أعضائها وكيفية أدائها لمهام الرقابة الشرعية والتزامها بمسؤوليتها والتقارير الصادرة‬
‫عنها‪.‬‬

‫وتنحصر مهام واختصاصات المجلس االستشاري للرقابة الشرعية في ما يلي‪:‬‬

‫إبداء الرأي الشرعي في المسائل المتعلقة بعمل هيئة أسواق المال وعمل‬ ‫‪‬‬
‫األشخاص المرخص لهم الذين يعملون وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إبداء الرأي الشرعي في المنتجات واألدوات المالية اإلسالمية الجديدة التي تطرح‬ ‫‪‬‬
‫في أسواق المال من قبل هيئة أسواق المال‪ ،‬أو التي تعتمد من قبلها‪.‬‬
‫إبداء الرأي الشرعي في الشكاوى المرفوعة من المتعاملين والمتداولين ضد‬ ‫‪‬‬
‫األشخاص المرخص لهم فيما يتعلق بعدم االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫اقتراح اللوائح والنظم بشأن إنشاء هيئات الرقابة الشرعية وتكوينها وأغراضها‬ ‫‪‬‬
‫وجهة تعينها وعزلها وشروط تعيين أعضائها وكيفية أدائها لمهام الرقابة الشرعية‬
‫والتزامها‪.‬‬
‫اقتراح اللوائح والنظم والسياسات المنظمة لمهنة المراجعة والتدقيق الداخلي‬ ‫‪‬‬
‫والخارجي واألشخاص المرخص لهم‪.‬‬
‫اقتراح القواعد والضوابط الرقابية المنظمة ألسواق رأس المال المتوافقة مع أحكام‬ ‫‪‬‬
‫الشريعة اإلسالمية أو كل ما يصدر عن هيئة سوق المال من تعليمات وق اررات‬
‫بخصوص تنظيم ورقابة عمل األشخاص المرخص لهم الذين يعملون وفق أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫اقتراح الخطط والمناهج التي من شأنها تطوير سوق رأس المال المتوافق مع‬ ‫‪‬‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية في دولة الكويت‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫اقتراح نماذج العقود واألدوات المالية المعتمدة من هيئة أسواق المال للعمل وفق‬ ‫‪‬‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫تجربة سلطنة عمان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تأسس في سلطنة عمان الهيئة العليا للرقابة الشرعية في أكتوبر ‪7157‬م للمساهمة‬
‫في اإلشراف على صناعة التمويل اإلسالمي‪ ،‬حيث تعد الهيئة نموذجا مركزيا يجرى اعتماده‬
‫في مجال التمويل االسالمي العالمي لكنه ال يزال نادر في في منطقة‬ ‫بشكل متزايد‬
‫الخليج‪.114‬‬

‫وتضم هيئة الرقابة الشرعية خبراء في الشريعة اإلسالمية يحددون األدوات واألنشطة‬
‫المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة‪ ،‬حيث يتم منع معامالت مثل مدفوعات الفائدة‬
‫والمضاربات النقدية‪.‬‬

‫وقد كانت عمان آخر دولة من دول مجلس التعاون الخليجي الست انخراطا في‬
‫مجال التمويل اإلسالمي‪ ،‬وأصدرت القواعد المنظمة له في سنة ‪.7157‬‬

‫وتتجلى أهم االختصاصات والمهام المسندة الهيئة العليا للرقابة الشرعية في ما يلي‪:‬‬

‫إبداء الرأي وتقديم المشورة للبنك المركزي في الجوانب المتعلقة باألعمال‬ ‫‪‬‬
‫المصرفية اإلسالمية‪.‬‬
‫إبداء الرأي للبنك المركزي حول شرعية المعامالت التي تتم بينه وبين المصارف‬ ‫‪‬‬
‫المرخصة‪.‬‬
‫البت في المسائل التي ترفع إليه من خالل البنك المركزي‪ ،‬والتي تكون موضع‬ ‫‪‬‬
‫خالف فقهي بين لجان الرقابة الشرعية في المصارف المرخص لها‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ www.mobile.Reutrrs.com :‬إطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.54:71‬‬

‫‪93‬‬
‫تجربة دولة االمارات العربية المتحدة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تأسست الهيئة الشرعية العليا بدولة اإلمارات تتولى مهمة اإلشراف على اللجان‬
‫الشرعية وكذا المنتجات وعقود البنوك والمؤسسات المالية والشركات االستثمارية اإلسالمية‪،‬‬
‫وعلى قطاع التمويل اإلسالمي واعداد معايير محاسبية للمصارف اإلسالمية ونظام الرقابة‬
‫والتفتيش على مؤسسات التأمين التكافلي اإلسالمي ووضع القواعد واألسس المنظمة‬
‫للمنتجات الحالل‪.115‬‬

‫وقد سعت االمارات من خالل إنشاء هذه الهيئة إلى تنمية ورقابة العمليات المصرفية‬
‫ومعامالت المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬إضافة إلى إعداد دراسة وصياغة دليل عمل‬
‫للتدقيق الشرعي ومنح شهادات معتمدة للتدقيق والرقابة الشرعية واعداد الئحة لدعم مسيرة‬
‫العمل المالي والمصرفي واالستثماري اإلسالمي‪.‬‬

‫وتناط بالهيئة العليا الشرعية مهام متعددة نجمل أبرزها في ما يلي‪:‬‬

‫التأكد من توافق األنشطة والمعامالت المالية التي تمارس داخل الدولة مع أحكام‬ ‫‪‬‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تقديم الفتاوى واآلراء الشرعية حول األمور التي تعرض عليها من طرف‬ ‫‪‬‬
‫المصرف الم ركزي والمؤسسات المالية التي تمارس كل أو بعض أنشطتها طبقا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫البت في النزاعات التي قد تنشأ بين هيئات الرقابة الشرعية والمؤسسات المالية‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫وضع معايير تعيين أعضاء لجان الرقابة الشرعية للمؤسسات المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪115‬‬
‫الموقع االلكتروني لمركز دبي لتطوير االقتصاد اإلسالمي ‪ www.iedcdubai.ae‬إطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على‬
‫الساعة ‪.59:57‬‬

‫‪94‬‬
‫اعتماد األدوات التي يطورها المصرف المركزي وتقديم المشورة له في المسائل‬ ‫‪‬‬
‫ذات األهمية‪.116‬‬

‫تجربة دولة السودان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انشأ بنك السودان المركزي الهيئة العليا للرقابة الشرعية للجهاز المصرفي‬
‫والمؤسسات المالية المصرفية كأول هيئة رقابة شرعية فى العالم االسالمي ويهدف البنك‬
‫المركزي من وراء ذلك إلى تكامل الجهود بينه وبين هيئة الرقابة الشرعية إلى تطوير‬
‫العمل المصرفي االسالمي‪.‬‬

‫قد تم تكوين الهيئة العليا للرقابة الشرعية بالسودان فى سنة ‪5557‬م كهيئة‬
‫متخصصة تهدف إلى مراقبة ومتابعة مدي التزام المصارف والمؤسسات المالية بما فيها‬
‫بنك السودان المركزي بتطبيق الصيغ اإلسالمية فى المعامالت واصدار الفتاوى واألحكام‬
‫فيما يعرض عليها من مشاكل كما أنه منوط بها االجتهاد الستنباط صيغ وأدوات مالية‬
‫إسالمية لتلبية حاجات المجتمع فى التمويل‪.‬‬

‫وفي اطار المهام واالختصاصات المنوطة بالهيئة القيام بها فقد أصدرت الهيئة‬
‫عبر البنك المركزي العديد من الفتاوى والمنشورات والموجهات التى تهدف الى ضمان‬
‫شرعية التعامل بالصيغ واألدوات المالية االسالمية ومن ذلك‪:‬‬

‫إصدار الفتاوى الشرعية والتوصيات والمشورة لتوحيد األسس واألحكام الشرعية‬ ‫‪‬‬
‫التي ينبنى عليها النشاط المصرفي والمالي‪.‬‬
‫متابعة سياسات وأداء المصرف المركزي ونشاط المصارف والمؤسسات المالية‬ ‫‪‬‬
‫بغرض إخضاعها ألحكام وقيم الشريعة اإلسالمية ومبادئ االقتصاد االسالمي‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أمل المنشاوي‪" ،‬المركزي"‪:‬خمس مهام أساسية للهيئة العليا الشرعية لألنشطة المالية والمصرفية‪ .‬مقال منشور بالموقع االلكتروني‬
‫االمارات اليوم ‪ www.emaratalyoum.com‬إطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.59:41‬‬

‫‪95‬‬
‫منع التعامل بالصيغ التى لم ترد فيها فتوى واضحة وصريحة من الهيئة وكل ما‬ ‫‪‬‬
‫يحتوي على شبهة الربا ‪.‬‬
‫النظر وابداء الرأي في المسائل التي تعرض عليها من طرف الوزير أو المحافظ‬ ‫‪‬‬
‫أو مديري المصارف أو المتعاملين مع المصارف والمؤسسات المالية واصدار‬
‫الفتاوى والتوصيات والمشورة‪.‬‬
‫النظر في الخالفات الشرعية التي تنشأ بين لجان الرقابة الشرعية والمؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫المالية واصدار الفتاوى بشأتها‪.117‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعبة المحلية‬


‫مما ال شك فيه أن التدقيق الشرعي يقوم بدور مهم داخل المؤسسة المالية من خالل‬
‫المساهمة في بيان المخاطر الشرعية التي يمكن أن تقع فيها المؤسسة أثناء تنفيذ عقد‬
‫شرعي معين أو عدم إتباع توجيهات شرعية معينة‪.‬‬

‫ويبرز الدور األهم للتدقيق الشرعي في مرحلة الكشف عن األخطاء أو االنحرافات‬


‫التي التى تقع فيها مختلف أجهزة المؤسسة المالية اإلسالمية في مرحلة التنفيذ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫على ضوء الق اررات الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية المركزية‪ ،‬والخطوات اإلجرائية‬
‫المعتمدة من قبله‪.‬‬

‫ولعل من أهم مساهمات التدقيق الشرعي في تخفيض المخاطر‪ ،‬تقديم مقترحات لسد‬
‫الثغرات التي تنشأ عنها تلك االنحرافات‪ ،‬وذلك مثل المطالبة بتعديل السياسات‪ ،‬أو تعديل‬
‫اإلجراءات‪ ،‬أو تطوير النظم اآللية‪ ،‬أو تأهيل العاملين وتدريبهم على نحو يمكنهم من التنفيذ‬
‫الشرعي الصحيح للمعامالت والعقود‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫صابر محمد الحسن‪ ،‬دور الجهات الرقابية في الضبط الشرعي للصكوك واألدوات المالية األخرى‪ .‬مقال منشور بالموقع‬
‫االلكتروني ‪ www.kantakij.com‬إطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.51:11‬‬

‫‪96‬‬
‫ويظهر دور المدقق الشرعي في تخفيض المخاطر بصورة جلية في تجنيب المؤسسة‬
‫المالية مخاطر عدم االلتزام الشرعي‪ ،‬وهي المخاطر التي تترتب على عدم التزام المؤسسة‬
‫المالية بالضوابط واألحكام الشرعية التي تعد من المخاطر الجوهرية التي تؤدي بالمؤسسة‬
‫إلى الوقوع في مخالفات شرعية قد تكون جسيمة‪ ،‬وقد تؤدي إلى التأثير على السمعة‬
‫الشرعية للمؤسسة والتي تعد األساس في جذب المتعاملين‪.118‬‬

‫فمفهوم التدقيق الشرعي في المؤسسات المالية اإلسالمية هو مطابقة المعامالت مع‬


‫أحكام الشريعة اإلسالمية وفق ق اررات هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫وقد أطلقت عليه معايير الضبط الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية اسم الرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬ولم تحدد له تعريفا دقيقا وقد عرفه الدكتور‬
‫محمد أحمين بأنه " فحص وتقييم مدى التزام المؤسسة بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫والفتاوى واإلرشادات الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية"‪.119‬‬

‫وسنحاول في هذا المطلب دراسة الرقابة الشرعية المتعلقة بالتعرف والوقاية من خطر‬
‫عدم المطابقة (الفقرة األولى) ثم الرقابة الشرعية المتعلقة بضمان تتبع آراء المجلس العلمي‬
‫األعلى واحترامها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة الشرعية المتعلقة بالتعرف والوقاية من خطر عدم المطابقة‬
‫تيسي ار لعملية مطابقة أنشطة مقاولة التأمين واعادة التأمين التكافلي ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية وضمان التزامها بالفتاوى الصادرة عن اللجنة الشرعية للمالية التشاركية يتولى‬
‫المدقق الشرعي التعرف على مخاطر عدم االلتزام والعمل على تجنبها والوقاية منها سواء‬

‫‪118‬‬
‫د‪.‬موسى آدم عيسى‪ ،‬التدقيق الشرعي في البنوك اإلسالمية‪ .‬مقال منشور بالموقع االلكتروني ‪www.aliqtisadalislami.net‬‬
‫إطلع عليه يوم ‪ 51‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.51:71‬‬
‫‪119‬‬
‫محمد أحمين‪ ،‬مدخل إالى الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬دليل علمي وعملي للفتوى والتدقيق الشرعي في‬
‫المؤسسات المالية االسالمية‪ .‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى ‪5149‬ه‪7151/‬م‪ ،‬الصفحة ‪ 519‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تعلقت المخاطر بعدم االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية في اطار تسويق المنتجات التأمينية‬
‫أو أثناء تقديم الخدمات لزبناء مقاولة التأمين التكافلي أو تلك المترتبة عن فقدان المقاولة‬
‫لسمعتها والتي لها تأثير كبير على المصداقية الشرعية لمقاولة التأمين التكافلي‪.‬‬

‫ولدراسة الرقابة الشرعية المحلية المتعلقة بالتعرف والوقاية من خطر عدم المطابقة‪،‬‬
‫البد من االحاطة بمفهوم المخاطر الشرعية (أوال) ثم النظر في دور المدقق الشرعي في‬
‫التعرف والوقاية من خطر عدم مطابقة أنشطة مقاولة التأمين التكافلي لمبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المخاطر الشرعية‬


‫يقصد بالمخاطر أو المخاطرة احتمال حصول الخسارة إما بشكل مباشر من خالل‬
‫خسائر في نتائج األعمال أو خسائر في رأس المال أو بشكل غير مباشر من خالل وجود‬
‫قيود المؤسسة المالية على االستمرار في تقديم أعمالها وممارسة نشاطها‪.‬‬

‫ويعتبر مفهوم الخطر الشرعي من المفاهيم المستحدثة والتي ظهرت بعد التطور الذي‬
‫شهدته المؤسسات المالية اإلسالمية وتوسع أنشطتها‪ ،‬وبعد التركيز المتزايد للمؤسسات‬
‫المالية على هذه المخاطر التي يمكن أن تعترضها وخاصة بعد االزمات المالية العالمية‬
‫التي كان لها تأثير كبير على اقتصاد الدول‪.‬‬

‫ويشير مفهوم الخطر الشرعي إلى حالة قيام العاملين في المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية بارتكاب مخالفات شرعية تجعل من المعامالت أو العقود مخالفة لقواعد الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتؤدي الحقا إلى تجنب األرباح الناتجة عن العمليات التي وقعت فيها هذه‬
‫المخالفات‪ ،‬وذلك بعد مراجعتها من قسم التدقيق الشرعي أو من الهيئة الشرعية في هذه‬

‫‪98‬‬
‫المؤسسات‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفيض األرباح التي تحققها وربما اإلضرار بالمصداقية الشرعية‬
‫للمؤسسة وفقدان ثقة المتعاملين معها‪.120‬‬

‫ويعزى تعرض المؤسسات المالية اإلسالمية للمخاطر الشرعية لعدة أسباب أهمها‪:‬‬

‫ضعف التأهيل العلمي والعملي للعاملين بالمؤسسات المالية اإلسالمية وعدم‬ ‫‪‬‬
‫إلمامهم بطبيعة أعمال هذه المؤسسات وخصائص صيغ التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫انخفاض فاعلية أداء دور الرقابة الشرعية المطبقة بالمؤسسات المالية والمصرفية‬ ‫‪‬‬
‫بسبب تشتت وظيفة الرقابة الشرعية بين العديد من الجهات سواء داخل أو خارج‬
‫المؤسسة المالية اإلسالمية‪ ،‬مما ساهم في ضعف الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫عدم التزام بعض المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية بالمعايير والفتاوى‬ ‫‪‬‬
‫الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫عدم وجود مرجعية موحدة لتنظيم أعمال المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬ ‫‪‬‬
‫مما نتج عنه اختالف في الفتاوى‪.121‬‬

‫‪120‬‬
‫أحمد شوقي سليمان‪ ،‬المخاطر الشرعية المحيطة بالمؤسسات المالية اإلسالمية وسبل الحد منها‪ .‬مقال منشور بالموقع‬
‫االلكتروني ‪ www.kenanaonline.com/ahmed0shawky‬إطلع عليه يوم ‪ 55‬يونيو ‪ 7155‬على الساعة ‪.51:51‬‬
‫‪121‬‬
‫إن من خصوصيات التجربة المغربية أن فصل الهيئة الشرعية عن المؤسسات المالية التشاركية بحيث أن المؤسسات ال تتواصل‬
‫مع الهيئة مباشرة بل عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬بنك المغرب بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬
‫‪ ‬هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل مقاوالت التأمين واعادة التأمين‬
‫المعتمدة‪.‬‬
‫‪ ‬الهيئة المغربية لسوق الرساميل بالنسبة لطلبات إبداء الرأي المقدمة من قبل الجهة الراغبة في اصدار الصكوك‪.‬‬

‫وهي مؤسسات رقابية تنظيمية كما ال توجد لجان أو هيئات شرعية داخل المؤسسات المالية التشاركية مما سيكرس وحدة المرجع‬
‫والفتوى وبالتالي تكافؤ الفرص بين هذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫عدم مالئمة العديد من عقود التمويل اإلسالمي واالعتماد على مؤسسات قانونية‬ ‫‪‬‬
‫خارجية إعدادها ليست مختصة في المعامالت المالية اإلسالمية وهو ما أدى‬
‫إلى صورية بعض العقود‪.‬‬
‫كثرة االعتماد على الحلول االستثنائية في العديد من المسائل الشرعية حيث‬ ‫‪‬‬
‫اعتمدت العديد من المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية في التخصص‬
‫والتوسع في األعمال استنادا على الحلول االستثنائية الشرعية في أعمال‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المدقق الشرعي في التعرف والوقاية من خطر عدم المطابقة‬


‫يعتبر التدقيق الشرعي قناة لتصريف سياسة وتوجيهات اللجنة الشرعية للمالية‬
‫التشاركية‪ ،‬حيث يسهر المدقق الشرعي على احترام مقاولة التأمين التكافلي ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية أثناء مزاولة نشاطها التأميني‪ ،‬وذلك من خالل إعداده الئحة مخاطر عدم مطابقة‬
‫المقاولة لآلراء الصادرة عن المجلس العلمي األعلى وتصنيفها ومراجعتها‪.‬‬

‫وفي ظل تأخر هيئة التأمينات واالحتياط االجتماعي في إصدار منشور تنظيمي‬


‫لوظيفة المدقق الشرعي‪ ،‬بالمقارنة مع وظيفة التقييد الخاصة بالبنوك التشاركية‪ ،‬والتي خصها‬
‫والى بنك المغرب بمنشور يؤطرها يمكن القول بأن مهمة المدقق الشرعي ال تختلف كثي ار‬
‫عن وظيفة التقييد إذ تجمعهما وحدة الغاية والمقصد‪.‬‬

‫إن مهمة المتابعة التي يقوم بها المدقق الشرعي تقتضي منه السهر على وضع‬
‫واحترام الدليل والمساطر المعتمدة لدى مقاولة التأمين التكافلي من خالل‪:‬‬

‫اعتماد دليل مفصل لمجموع المنتجات التي توفرها مقاولة التأمين التكافلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعداد منهجية تمكن من مراقبة مدى التزام المقاولة باآلراء الصادرة عن المجلس‬ ‫‪‬‬
‫العلمي األعلى‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫السهر على تحيين جميع المساطر الداخلية للمقاولة لتتالءم زمبادئ الشريعة‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‪.122‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة الشرعية المتعلقة بضمان تتبع آراء المجلس العلمي األعلى‬
‫واحترامها‬
‫يعتبر فحص مدى مطابقة أنشطة وعمليات مقاولة التأمين التكافلي لآلراء الصادرة‬
‫اللجنة الشرعية للمالية التشاركية جوهر عملية التدقيق الشرعي‪ ،‬الذي يكرس مبدأ االلتزام‬
‫الشرعي وضمان جدية المؤسسة ومصداقية معامالتها وأنشتطها‪.‬‬
‫فالتدقيق الشرعي كما ذهب إليه الدكتور محمد أحمين "تطابق بين الواقع العملي‬
‫والفتاوى الشرعية العامة المعلومة للمدقق الشرعي بحكم تكوينه الشرعي‪ ،‬أو المعايير والفتاوى‬
‫الخاصة الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية للمؤسسة‪ ،‬فحيثما كانت هناك فتوى أو معيار‬
‫شرعي فثمة تدقيق شرعي‪.123‬‬
‫وال يقتصر الفحص عن العقود والمعامالت المالية لمقاولة التأمين التكافلي بل يتعداه‬
‫ليشمل السياسات العامة لهذه المقاوالت‪ ،124‬ويقصد بالسياسات العامة لمقاوالت التأمين‬
‫التكافلي جميع اإلجراءات التي تقوم بها المقاولة في سبيل تحقيق أهدافها‪ ،‬وتتعدد السياسات‬
‫بتعدد أهداف المقاولة وطبيعة أنشطتها‪ ،‬ومن بين السياسات العامة لمقاوالت التأمين‬
‫التكافلي‪:‬‬
‫السياسة االستثمارية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪122‬‬
‫محمد الوردي‪ ،‬المالية التشاركية ورهانات التنمية‪.‬مطبعة قرطبة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7155‬الصفحة‪.441‬‬
‫‪123‬‬
‫محمد أحمين‪ ،‬مدخل إالى الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬دليل علمي وعملي للفتوى والتدقيق الشرعي في‬
‫المؤسسات المالية االسالمية‪ .‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى ‪5149‬ه‪7151/‬م‪ ،‬الصفحة ‪.594‬‬
‫‪124‬‬
‫محمد خلوقي‪،‬خصوصيات التأمين التكافلي في ضوء التشريع المغربي والمقارن‪.‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬حامعة الحسن األول‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 7151/7159‬الصفحة ‪.511‬‬

‫‪010‬‬
‫يقوم المدقق الشرعي في البحث في مدى شرعية السياسات االستثمارية التي تقوم بها‬
‫مقاوالت التأمين التكافلي‪ ،‬وخلو جميع أنشطتها من الربا أو الغرر‪ ،‬كما يقوم المدقق الشرعي‬
‫بتقديم النصح والتوجيه إلدارة المقاولة والتشاور معها لغرض إيجاد الصيغ االستثمارية البديلة‬
‫والتي تتوافق مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫السياسات التسويقية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تقوم مقاوالت التأمين التكافلي بالترويج لخدماتها التأمينية التكافلية وتتخذ في سبل‬
‫تسويق هذه الخدمات عددا من السياسات واألساليب التي تحقق أعلى قدر من الكفاءة‬
‫التسويقية‪ ،‬وفي بعض األحيان قد تتبع مقاوالت التأمين التكافلي أسلوبا من األساليب‬
‫المتعارف عليها‪ ،‬في العرف العملي إال أن هذا األسلوب بتعارض مع توجيهات وفتاوى‬
‫اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‪ ،‬فيتعين على المدقق الشرعي أن يمارس دوره تجاه السياسة‬
‫التسويقية مما يضمن تتبع آراء المجلس العلمي األعلى واحترامها‪.‬‬

‫ومن أجل قيام المدقق الشرعي بالمهام المنوطة به على أكمل وجه ألزمه المشرع‬
‫المغربي بإعداد تقرير سنوي عند نهاية كل سنة محاسبية في شأن مطابقة عمليات وأنشطة‬
‫مقاولة التأمين التكافلي لآلراء بالمطابقة ليرفع إلى المجلي األعلى‪ ،‬ويتضمن نتائج الفحص‬
‫والمتابعة المتعلقة بمختلف العقود والعمليات التي قامت بها المقاولة ومدى موافقتها للشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫وأمام غياب نص تنظيمي لوظيفة المدقق الشرعي وطبيعة التقارير الصادرة عنه‬
‫والمعايير المعتمدة في إعداده‪ ،‬فقد وضع الدكتور محمد أحمين مجموعة من المعايير البد‬
‫من توفرها في تقرير المدقق الشرعي وهبي كالتالي‪:‬‬

‫يجب أن يوضح التقرير غرض ونطاق ونتائج الرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬وينبغي‬ ‫‪‬‬
‫أن يتضمن رأي المراقبين الشرعيين الداخليين‪ ،‬وكذلك ينبغي أن يتضمن‬

‫‪012‬‬
‫توصيات حول التحسينات المستقبلية والعمل التصحيحي‪ ،‬وأن ينوه باألداء المميز‬
‫كلما كان ذلك مناسبا‪.‬‬
‫يتعين على مسؤول الرقابة الشرعية الداخلية مناقشة النتائج والتوصيات مع‬ ‫‪‬‬
‫األطراف اإلدارية المناسبة قبل إصدار التقرير النهائي كتابيا‪.‬‬
‫عند االنتهاء من عملية الرقابة الشرعية الداخلية يتعين على مسؤول الرقابة‬ ‫‪‬‬
‫الشرعية الداخلية‪ ،‬إعداد تقرير كتابي ربع سنوي على األقل موقعا من طرفه‬
‫موجها إلى هيئة الفتوى والرقابة الشرعية إلبداء رأيها في المالحظات الواردة فيه‪.‬‬
‫بعد الحصول على ق اررات وتوصيات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بخصوص‬ ‫‪‬‬
‫المالحظات الواردة في التقرير‪ ،‬يرفع للجهات المعنية لوضع تواريخ التصحيح‪.‬‬
‫تقوم الرقابة الشرعية الداخلية برفع تقرير نهائي إلى مجلس اإلدارة مع إرسال‬ ‫‪‬‬
‫نسخة من التقرير إلى هيئة الرقابة الشرعية واإلدارة‪.‬‬
‫في حالة البالد ليس فيه هيئة فتوى خاصة بكل مؤسسة مالية‪ ،‬فإن التدقيق‬ ‫‪‬‬
‫الشرعي له "التوصية باعتماد التدابير المطلوبة في حال عدم احترام مؤكد‬
‫للشروط المفروضة عند تقديم المنتج للجمهور‪.125‬‬

‫‪125‬‬
‫محمد أحمين‪ ،‬مدخل إالى الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬دليل علمي وعملي للفتوى والتدقيق الشرعي في‬
‫المؤسسات المالية االسالمية‪ .‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى ‪5149‬هـ ‪7151/‬م‪ ،‬الصفحة ‪.511‬‬

‫‪013‬‬
‫خـــــــــاتمة‪:‬‬
‫مر المغرب وال يزال بسلسلة من التغيرات واإلصالحات الهيكلية من خالل التطور‬
‫التشريعي والتنظيمي‪ ،‬وهي ضرورة حتمية فرضتها التحوالت االقتصادية والسياسية وتغير‬
‫موقع الدولة وان سحابها من الحقل االقتصادي‪ ،‬مما جعلها تتبنى شكال جديدا من أشكال‬
‫التدخل وهو إنشاء هيئات رقابية تختص بكل قطاع ( بنك المغرب‪ ،‬الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل‪ ،‬هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي )‪.‬‬

‫فقطاع التأم ــين –التجاري والتكافلي‪ -‬من القطاعات الحساسة والحيوية في اقتصادات‬
‫الدول‪ ،‬بالنظر إلى األموال الضخمة التي تدار من قبل الشركات المختصة‪ ،‬والى كونه من‬
‫األنشطة الموجهة لخدمة األشخاص وهي مسألة جعلت الدولة تتدخل للحفاظ على كفاءة‬
‫ومالءمة وعدالة واستقرار سوق التأمين‪ ،‬وكذا دعم نموه وضمان نتافسيته‪.‬‬

‫وعلى غرار ما سب ق فالمشرع المغربي عهد بمهمة الرقابة القانونية على قطاع التأمين‬
‫–التجاري والتكافلي‪ -‬إلى هيئة مستقلة استحدثت بموجب القانون ‪ 91.57‬تحمل اسم هيئة‬
‫مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬لتحل محل مديرية التأمينات واالحتياط االجتماعي‬
‫التابعة لو ازرة االقتصاد والمالية‪.‬‬

‫إلى جانب الرقابة القانونية فقد أخضع المشرع المغربي مقاوالت التأمين و إعادة‬
‫التأمين التكافلي (دون التجارية) إلى رقابة شرعية الهدف منها العمل على مطابقة األنشطة‬
‫والعمليات التي تقوم بها مقاوالت التأمين التكافلي ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعهد بهذه‬
‫المهمة إلى هيئة شرعية ذات طابع رسمي ومركزي‪.‬‬

‫‪014‬‬
‫مرقبة قطاع التأمين التكافلي بالمغرب‪ ،‬يمارس من قبل هيئات مستقلـ ــة مما يجعل‬
‫إن ا‬
‫تدخل الدولة في مجال التأمين حيادي اللهم في ما يتعلق بإصدار النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الخاصة بهذا المجال‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع الرقابة على مقاوالت التأمين و إعادة التأمين التكافلي‬
‫نخلص إلى مجموعة من االستنتاجات والمقترحات وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬االستنتاجات‪:‬‬

‫المشرع المغربي لم يعامل مقاوالت التأمين التكافلي واعادة التأمين التكافلي‬ ‫‪‬‬
‫معاملة خاصة بالنظر إلى طبيعتها بل جعلها تخضع إلى نفس المقتضيات‬
‫القانونية الني تخضع لها مقاوالت التأمين التجاري‪.‬‬
‫يتميز التأمين التكافلي عن نظيره التجاري بازدواجية الرقابة حيث يخضع للرقابة‬ ‫‪‬‬
‫القانونية إضافة إلى رقابة شرعية‪.‬‬
‫التأمين التكافلي يشترك مع نظيره التقليدي في ما يخص الرقابة القانونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمين التكافلي من منتجات االقتصاد اإلسالمي الشيء الذي يفترض في‬ ‫‪‬‬
‫العمليات واألنشطة التي يقوم بها أن تالئم الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬المقترحات‪:‬‬

‫لضمان نجاعة وفعالية الهيئات الرقابية فإننا نقترح بعض التوصيات التي تمكنها من‬
‫القيام بمهامها على أحسن وجه ومنها‪:‬‬

‫إقرار جزاءات على عدم تقيد مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي باآلراء‬ ‫‪‬‬
‫الصادرة عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫تعزيز رقابة اللجنة الشرعية للمالية التشاركية عبر القيام بزيارات ميدانية على‬ ‫‪‬‬
‫غرار ما تقوم به هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬
‫تأهيل أعضاء اللجنة الشرعية للمالية التشاركية على المستوى المالي‬ ‫‪‬‬
‫والمحاسباتي‪.‬‬
‫تأهيل القائمين بمهمة الرقابة الشرعية الداخلية لإللمام بفقه المعامالت المالية‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫االهتمام بالتكوين في تخصصات المالية التشاركية للحد من اشكالية قلة الموارد‬ ‫‪‬‬
‫البشرية المؤهلة في التخصصات المرتبطة بالمالية اإلسالمية‪.‬‬
‫تقليص الفجوة الموجودة بين الدراسات القانونية النظرية وبين الدراسات‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية في مجال التأمين‪ ،‬الشيء الذي من شأنه أن يشكل ارباكا معرفيا‬
‫لدى الباحثين في هذا المجال‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫ملحق‪:‬‬

‫‪017‬‬
‫ملحق رقم ‪:10‬‬
‫النظام الهيكلي لمجلس هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‬
‫(المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي)‬

‫‪018‬‬
‫الصفة‬ ‫االسم‬

‫الرئيس‬ ‫السيد حسن بوبريك‬

‫رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‬ ‫السيدة نزهة حياة‬


‫عضوا‬

‫مديرة الخزينة والمالية الخارجية‬ ‫السيدة فوزية زغبول‬


‫عضوا‬

‫مستشارة بمحكمة النقض‬ ‫السيدة ايمان المالكي‬


‫عضوا‬

‫عضو مستقل‬ ‫السيد محمد بشير رشيد‬

‫عضو مستقل‬ ‫السيد أحمد وينون‬

‫مندوب الحكومة‬ ‫السيد هشام المدغري‬

‫‪019‬‬
‫ملحق رقم ‪:19‬‬
‫أعضاء اللجنة التأديبية‬
‫(المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي)‬

‫‪001‬‬
000
‫ملحق رقم ‪:13‬‬
‫أعضاء اللجنة التقنين‬
‫(المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي)‬

‫‪002‬‬
003
‫ملحق رقم ‪:14‬‬
‫الوثائق المطلوبة العتماد مقاولة التأمين وإعادة التأمين‬
‫(المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي)‬

‫‪004‬‬
005
006
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬القرءان الكريم (رواية االمام ورش)‬


‫‪ ‬السنة النبوية‪:‬‬
‫‪ ‬مسلم أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري صجيج مسلم‪ .‬وفق‬
‫على طبعه وتحقيق نصوصه وتصحيحه وترقيمه حازم علي بهجت‬
‫القاضي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬
‫(‪0405‬هـ‪0995/‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في الشركات و المجموعات ذات النفع‬
‫االقتصادي‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬شركات المساهمة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪.3102‬‬
‫‪ ‬أشرف محمد دوابة‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي االسالمي‪ .‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار السالم القاهرة‪.2102،‬‬
‫‪ ‬سناء سركيس‪ ،‬التأمين التعاوني االسالمي‪ .‬الطبعة األولى‪ ، ،‬المؤسسة‬
‫الحديثة للكتاب‪-‬لبنان‪.2106 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمان اللمنوني‪ ،‬اندماج الشركات التجارية‪.‬مطبعة دار السالم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.3102‬‬
‫‪ ‬عبدالرزاق أيوب‪ :‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة قرطبة حي السالم‪ ،‬أكادير‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪.3102‬‬
‫‪ ‬عزالدين بنستي‪ :‬الشركات في القانون المغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪.3102‬‬

‫‪007‬‬
‫‪ ‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ .‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫الشركات التجارية‪ ،‬دار اآلفاق المغربية للنشر و التوزيع‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪.3111‬‬
‫‪ ‬محمد أحمين‪ ،‬مدخل إالى الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية االسالمية‪،‬‬
‫دليل علمي وعملي للفتوى والتدقيق الشرعي في المؤسسات المالية‬
‫االسالمية‪ .‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى ‪0436‬ه‪2105/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الوردي‪ ،‬المالية التشاركية ورهانات التنمية‪.‬مطبعة قرطبة اكادير‪-‬‬
‫المغرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2109‬‬
‫‪ ‬محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه االسالمي‪ .‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬الطبعة السادسة ‪.2117‬‬
‫‪ ‬مصطفى الزرقا‪ ،‬نظام التأمين (حقيقته والرأي الشرعي فيه)‪ .‬مؤسسة‬
‫الرسالة بيروت‪ ،‬الطبعة ‪.0994 ،4‬‬
‫‪ ‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية‪ .‬معايير الضبط‬
‫للمؤسسات المالية االسالمية البحرين ‪.2000‬‬
‫‪ ‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية‪ .‬معايير الضبط‬
‫للمؤسسات المالية االسالمية البحرين ‪.2107‬‬
‫‪ ‬البحوث الجامعية‪:‬‬
‫االطاريح‪:‬‬
‫محمد خلوقي‪،‬خصوصيات التأمين التكافلي في ضوء التشريع المغربي‬ ‫‪‬‬
‫والمقارن‪.‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2107/2106‬‬

‫محمد دبالي‪ :‬آليات مراقبة شركات المساهمة في ظل التشريع الجديد‬ ‫‪‬‬


‫للشركات‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬

‫‪008‬‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬وجدة‪،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3111/0111‬‬
‫الرسائل‪:‬‬
‫‪ ‬نصيرة أحمادوش‪ ،‬المسؤولية المدنية والتأديبية لمراقب الحسابات ‪.‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3102/ 3102‬‬
‫عبد الرحمان بن حميدوش‪ ،‬رقابة الدولة علة مؤسسات التأمين‪ .‬مذكرة‬ ‫‪‬‬
‫الستكمال متطلبات نيل شهادة الماستر ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسلية‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.3102/3102‬‬
‫سعيد حمامي‪ :‬الحكامة وشركات المساهمة دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية جامعة محمد االول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3102-3103‬‬
‫رضوان عز الدين‪ ،‬مراقب الحسابات في قانون شركة المساهمة في‬ ‫‪‬‬
‫المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪،‬وجدة‪.3112.3112،‬‬
‫بوسعيد زينب‪ ،‬سلطة الدولة في ضبط نشاط التأمين في الجزائر‪ .‬مذكرة‬ ‫‪‬‬
‫الستكمال متطلبات شهادة ماستر اكاديمي الطور الثاني‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح –ورقلة‪ ،-‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3102/3102‬‬
‫‪ ‬المجالت‪:‬‬
‫‪ ‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬التأمين‪ .‬مجلة البحوث اإلسالمية‪،‬‬
‫العدد التاسع عشر‪ ،‬الجزء ‪.0980 ،09‬‬
‫‪009‬‬
‫‪ ‬سعد هللا امال‪ ،‬الرقابة على قطاع التأمين في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة‬
‫دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ -‬يونيو ‪.3102‬‬
‫‪ ‬جمال بوشما‪ ،‬الرقابة الشرعية في البنوك التشاركية‪ ،‬منتدى فقه االقتصاد‬
‫االسالمي‪2105.‬م‬
‫‪ ‬رضوان الكبا‪ ،‬الرقابة الشرعية على مقاوالت التأمين وإعادة التأمين التكافلي‬
‫في النموذج المغربي إكراهاتها وآفاقها‪ ،‬مجلة كلية الشريعة أكادير‪ .‬العدد‬
‫السادس‪.2106 -‬‬
‫‪ ‬رياض منصور الخليفي‪ ،‬هيئات الفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسات‬
‫المالية االسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مجلة كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة‬
‫االمارات العربية المتحدة ‪2112‬م‬
‫‪ ‬المعاجيم اللغوية‪:‬‬

‫‪ ‬ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪ .‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور االفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪،‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬الندوات والمؤتمرات‪:‬‬

‫عبد الستار أبو غذة ‪ ،‬أسس التأمين التكافلي‪ .‬بحث مقدم للمؤتمر الثاني‬ ‫‪‬‬
‫للمصارف اإلسالمية‪ ،‬المنعقد بدمشق ما بين ‪ 00‬و ‪ 03‬مارس ‪2117‬م‪.‬‬
‫‪ ‬د‪.‬موسى آدم عيسى‪ ،‬تعارض المصالح في أعمال هيئات الرقابة‬
‫الشرعية‪ .‬الصفحة ‪ .06‬بحث مقدم الى مؤثمر الهيئات الشرعية الثامن‬
‫المنعقد بالبحرين بتاريخ ‪ 08‬و ‪ 09‬ماي ‪.2119‬‬
‫رياض منصور الخليفي‪ ،‬قوانين التأمين التكافلي األسس الفنية والمعايير‬ ‫‪‬‬
‫الشرعية‪ .‬بحث مقدم إلى مؤتمر التأمين التعاوني أبعاده وآفاقه وموقف‬

‫‪021‬‬
‫الشريعة االسالمية منه‪ ،‬المنظم بالجامعة األردنية خالل الفترة ‪ 00‬و‬
‫‪ 02‬أبريل ‪.2101‬‬
‫عبد الباري مشعل‪ ،‬تقريب هوة الخالف بين الفتوى الشرعية االنجازات‬ ‫‪‬‬
‫والتحديات‪ .‬بحث مقدم إلى المؤتمر العاشر لعلماء الشريعة‪،‬‬
‫كوااللمبور‪-‬ماليزيا‪ 3 ،‬و‪ 4‬نونبر ‪2105‬م‪.‬‬
‫‪ ‬د‪.‬عبد هللا عطية‪ ،‬مفاهيم الرقابة والتدقيق والمراجعة وااللتزام الشرعي‬
‫بين النظرية والتطبيق‪ .‬الصفحة ‪ .084‬بحث مقدم الى المؤتمر السادس‬
‫للتدقيق الشرعي على البنوك والمؤسسات المالية االسالمية المنعقد‬
‫باسطنبول‪-‬تركيا بتاريخ ‪ 9 - 7‬أبريل ‪.2107‬‬
‫عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬دور هيئات الرقابة الشرعية المركزية‬ ‫‪‬‬
‫في معالجة النقص التشريعي‪ .‬ورقة مقدمة لملتقى بنك البحرين الثاني‬
‫"البنوك االسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة"‪ ،‬البحرين‪،‬‬
‫‪ 3‬و ‪ 4‬أبريل ‪2108‬م‪.‬‬
‫‪ ‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪www.finances.gov.ma‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.acaps.ma‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.anibrass.blogspot.com‬‬ ‫‪‬‬
‫‪https://platform.almanhal.com/Files/2/109992‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.mobile.Reutrrs.com‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.iedcdubai.ae‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.emaratalyoum.com‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.kantakij.com‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.aliqtisadalislami.net‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.hh.mm-ss.com/pagedetails.aspx?id=116‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.kenanaonline.com/ahmed0shawky‬‬ ‫‪‬‬
‫‪020‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدم ـ ـ ـ ــة‪5 ......................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الرقابة القانونية على مقاولة التأمين واعادة التأمين التكافلي ‪5 ........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة الخارجية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي ‪54 .....‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪51 .......‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الهيئة واألجهزة المرتبطة بها ‪51 ................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪51 ..........................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنظيم الهيكلي للهيئة ‪51 .....................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاصات هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪74 ............‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاصات ذات الطابع االقتراحي ‪74 .......................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع التمثيلي ‪74 ........................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع التنظيمي ‪71 .......................................‬‬

‫رابعا‪ :‬االختصاصات ذات الطابع الرقابي ‪71 ........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات الرقابة الخارجية ‪71 ...........................................‬‬

‫‪022‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة من خالل منح االعتماد ‪71 .....................................‬‬

‫أوال‪ :‬شروط منح االعتماد ‪79 ........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت منح االعتماد ‪45 .....................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة من خالل سحب االعتماد ‪44 ...................................‬‬

‫أوال‪ :‬شروط سحب االعتماد ‪44 ......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت سحب االعتماد ‪41 ....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار سحب االعتماد ‪41 .......................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة الداخلية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي‪41 ......‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني لمراقب الحسابات ‪41 .................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام العامة المتعلقة بتعيين مراقب الحسابات ‪49 ....................‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط حسب قانون المحاسبيين المعتمدين ‪45 .................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المنصوص عليها في قانون شركات المساهمة ‪15 ......................‬‬

‫ثالثا‪ :‬حاالت التنافي ‪14 .............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية مراقبي الحسابات ‪19 ..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية لمراقب الحسابات ‪19 .........................................‬‬

‫‪023‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية لمراقب الحسابات ‪15 .......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات الرقابة الداخلية على مقاوالت التأمين واعادة التأمين التكافلي ‪11‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آليات الرقابة الداخلية في قانون الشركات ‪11 ...........................‬‬

‫أوال‪ :‬تدقيق الحسابات ‪19 ............................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬آلية أو وظيفة اإلعالم ‪11 ......................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬التبليغ عن األفعال الخطيرة ‪15 ................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات الرقابة الداخلية في مدونة التأمينات ‪15 ...........................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة الشرعية على مقاولة التأمين واعادة التأمين التكافلي ‪94 ........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مقومات الرقابة الشرعية ‪99 .........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية وتأصيلها ‪91 ...................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية‪91 ......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس الشرعي للرقابة الشرعية ‪11 ...........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الرقابة الشرعية ‪17 ..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ االستقاللية ‪17 ............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ االلزامية ‪11 ..............................................................‬‬

‫‪024‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الرقابة الشرعية‪11 ........................................... .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة الشرعية المركزية ‪19 ...........................................‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي لللجنة الشرعية للمالية التشاركية ‪19 ...........................‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة عمل اللجنة الشرعية للمالية التشاركية ‪15 ...............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة الشرعية المحلية ‪91 .............................................‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي للتدقيق الشرعي ‪95 ...........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعيقات المحتملة لنجاح مهمة وظيفة التدقيق الشرعي ‪97 .....................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعية ‪94 ....................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعية المركزية ‪91 ............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة القبلية على الوثائق والعقود ‪91 ..................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة البعدية على األنشطة والمعامالت ‪91 ............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات الرقابة الشرعبة المحلية ‪59 .............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة الشرعية المتعلقة بالتعرف والوقاية من خطر عدم المطابقة ‪51 ...‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المخاطر الشرعية ‪59 ....................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المدقق الشرعي في التعرف والوقاية من خطر عدم المطابقة ‪511 ..........‬‬

‫‪025‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة الشرعية المتعلقة بضمان تتبع آ ارء المجلس العلمي األعلى واحترامها‪515 ...‬‬

‫خ ـ ـ ـ ــاتمة‪511 ...................................................................... :‬‬

‫ملحق‪511 ........................................................................ :‬‬

‫الئحة المراجع ‪551 .................................................................‬‬

‫الفهرس‪577 ........................................................................‬‬

‫‪026‬‬

You might also like