You are on page 1of 15

‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬مزهود نور الدين‬


‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬


‫‪Trademark protection under international agreements‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/07/15 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪ 2020/09/22 :‬تاريخ القبول‪2021/05/22 :‬‬

‫د‪ .‬مقدم ياسين‬ ‫*ط‪.‬د‪ .‬مزهود نورالدين‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬ ‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬
‫‪elyacine.megueddem@univ-msila.dz‬‬ ‫‪noureddine.mezhoud@univ-msila.dz‬‬
‫مخبر الدراسات والبحوث في القانون واألسرة والتنمية اإلدارية‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫تستخدم العالمة التجارية كأداة لتمييز املنتجات أو الخدمات الخاصة بإحدى‬
‫املنشآت عن غيرها من املنتجات أو الخدمات‪ ،‬ونتيجة التساع نطاق التجارة والعالقات‬
‫االقتصادية وسهولة انتقال وتبادل املنتجات والبضائع والخدمات عبر الدول من خالل‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬وجدت رغبة ملحة في بسط الحماية العاملية للعالمة التجارية والتفكير في‬
‫إيجاد إطار قانوني دولي كفيل بتوفير الحماية القانونية للعالمات التجارية ضد كل مساس‬
‫بها‪ ،‬وهو ما دفع الدول إلبرام اتفاقات دولية في هذا الصدد خاصة وأن الحماية الوطنية‬
‫للعالمة التجارية لم تعد فعالة في حماية العالمات األجنبية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬العالمة التجارية؛ التنظيم الدولي؛ امللكية الفكرية؛ امللكية الصناعية؛‬
‫تريبس‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The trademark is used as a tool to distinguish the products or‬‬
‫‪services of one of the establishments from other products or‬‬
‫‪services, and as a result of the widening scope of trade and‬‬
‫‪economic relations and the ease of movement and exchange of‬‬
‫‪products, goods and services across countries through‬‬
‫‪international trade, I found an urgent desire to extend global‬‬
‫‪protection to the brand and think about creating a framework An‬‬
‫‪international legal guarantor to provide legal protection for‬‬
‫*املؤلف املرسل ‪ :‬مزهود نورالدين‬

‫‪1979‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫‪trademarks against every violation thereof, which prompted‬‬


‫‪countries to conclude international agreements in this regard,‬‬
‫‪especially since national trademark protection is no longer‬‬
‫‪effective in protecting foreign brands.‬‬
‫‪Keywords: trademark; international regulation; intellectual‬‬
‫‪property; industrial property; TRIPS.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن الحماية اإلقليمية للعالمة التجارية ال تبسط عليها حماية فعالة‪ ،‬ألن السلع‬
‫والخدمات التي ينتجها املشروع تنتقل عبر الحدود من الدولة إلى دول أخرى‪ ،‬األمر الذي‬
‫اقتض ى إمداد الحماية لخارج إقليم الدولة وتنسيق حماية دولية للعالمات‪ ،1‬لذلك فإن‬
‫مسألة تنظيم أحكام العالمة التجارية ومحاربة التعدي عليها لم تقف عند الحدود اإلقليمية‬
‫لكل دولة ولم تبق حكرا على التشريعات الوطنية‪ ،‬وذلك التساع نطاق التجارة والعالقات‬
‫االقتصادية وسهولة انتقال وتبادل املنتجات والبضائع والخدمات عبر الدول من خالل‬
‫التجارة الدولية مما أوجد رغبة ملحة في بسط الحماية العاملية‪ ،‬ودفع إلبرام اتفاقات دولية في‬
‫هذا الصدد كون الحماية الوطنية للعالمة التجارية لم تعد فعالة في حماية العالمات‬
‫األجنبية‪ ،‬كما أن القيام بتسجيل العالمة في كل البلدان التي تستعمل فيها العالمة أمر‬
‫صعب‪ ،‬وذلك الختالف القوانين والتشريعات املنظمة للعالمة في كل بلد‪2.‬‬

‫وبناء على ما تقدم نطرح اإلشكال اآلتي‪ :‬كيف تتم حماية العالمة التجارية على‬
‫املستوى الدولي ؟‬
‫لإلجابة عن هذا اإلشكال تم تقسيم املوضوع إلى مبحثين كاآلتي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حماية العالمة التجارية في إطار اتفاقية باريس ومعاهدة قانون العالمات‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حماية العالمة التجارية في إطار اتفاقية تريبس‪.‬‬

‫‪1980‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫املبحث األول‪ :‬حماية العالمة التجارية في إطار‬


‫اتفاقية باريس ومعاهدة قانون العالمات‬
‫إن التزايد املستمر واملتنامي للمبادالت التجارية بين مختلف الدول‪ ،‬وضخامة املبالغ‬
‫املالية للعديد من العالمات املستثمرة خارج األقاليم الوطنية‪ ،‬أدى إلى التفكير في إيجاد إطار‬
‫قانوني دولي كفيل بتوفير الحماية القانونية للعالمات ضد كل مساس بها‪ 3،‬ويكون الغرض‬
‫الرئيس ي لهذه االتفاقيات حماية حقوق امللكية الفكرية في كل دولة من دول االتحاد‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬سنتطرق في املطلب األول إلى اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية لسنة‬
‫‪ ،1883‬ثم نتكلم في املطلب الثاني عن معاهدة قانون العالمات لسنة ‪.1994‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية‬
‫تعد هذه االتفاقية الدولية اتفاقية مهمة جدا في مجال الحقوق الفكرية‪ ،‬وما تزال‬
‫دستورا دوليا للملكية الصناعية والعالمات التجارية إلى غاية اليوم‪ ،‬هذه االتفاقية مؤرخة‬
‫عام ‪ 1883‬وقد بدأ سريانها في ‪ ،1884/06/07‬وعدلت عدة مرات‪ ،‬وتعتبر أول اتفاقية دولية‬
‫متعددة األطراف تعالج امللكية الصناعية بما فيها العالمات التجارية‪ ،‬والتي شكلت املضلة‬
‫الدولية لحماية الحقوق الفكرية على وجه العموم والصناعية على وجه الخصوص‪ ،‬ويتكون‬
‫االتحاد الدولي لحماية امللكية الصناعية من الدول أطراف اتفاقية باريس والدول املنضمة‬
‫إليها‪ ،‬فيحق ألي دولة أن تنظم إلى اتفاقية باريس بغض النظر عن نظامها السياس ي أو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبغض النظر عن عدم اعتراف بعض الدول بتلك الدولة سياسيا‪ 4،‬فاالتفاقية‬
‫فتحت باب العضوية لكل دولة وذلك في مادتها ‪ 21‬حيث نصت على أنه‪ ":‬لكل دولة خارج‬
‫االتحاد أن تنظم إلى هذه الوثيقة وأن تصبح بذلك عضو في االتحاد‪ "...‬ولقد انضمت الجزائر‬
‫إلى اتفاقية باريس بتاريخ ‪ ،1966/03/01‬وصادقت عليها بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪ 5،1975‬ويبلغ حاليا‬
‫عدد الدول األعضاء فيها ‪ 177‬دولة‪.‬‬
‫وتطبق اتفاقية باريس على امللكية الصناعية والتجارية بأوسع معانيها بما في ذلك‬
‫االختراعات والرسوم والنماذج الصناعية ونماذج املنفعة والعالمات الصناعية أو التجارية‬
‫وعالمات الخدمة واألسماء التجارية والبيانات التجارية وتسميات املنشأ وقمع املنافسة غير‬
‫املشروعة‪ ،‬فامللكية الصناعية تؤخذ بأوسع معانيها وال يقتصر تطبيقها على الصناعة‬
‫والتجارة بمعناها الحرفي‪ ،‬إنما تطبق كذلك على الصناعات الزراعية واإلستخراجية وعلى‬

‫‪1981‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫جميع املنشآت املصنعة أو الطبيعية ‪ ،6‬ومما ال شك فيه أن اتفاقية باريس لحماية امللكية‬
‫الصناعية أصبحت الدعامة الرئيسية التي يرتكز عليها نظام الحماية الدولية والوثيقة‬
‫العظمى التي يرتكز عليها قانون العالمات على املستوى الدولي‪.7‬‬
‫إن الهدف األساس ي من إبرام هذه االتفاقية هو خلق تنظيم دولي لحماية حقوق امللكية‬
‫الصناعية والتجارية بما فيها العالمات التجارية‪ ،‬حيث تقوم هذه االتفاقية على مجموعة من‬
‫املبادئ العاملية‪ ،‬والتي تفرض على مجموع الدول األعضاء احترامها وتطبيقها لضمان حماية‬
‫فعالة‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ املعاملة الوطنية‬
‫تناولته املادة ‪ 2‬فقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬من االتفاقية‪ ،‬حيث يلزم هذا املبدأ كل دولة تسري عليها‬
‫أحكام االتفاقية منح مواطني الدول األعضاء األخرى الحماية نفسها التي تمنحها ملواطنيها‪،‬‬
‫فيما يتعلق بحماية العالمة التجارية وكافة حقوق امللكية الصناعية فيخضعون لنفس‬
‫اإلجراءات وتسري عليهم نفس النظم ويتمتعون بنفس املزايا كالوطنين وذلك دون حاجة ألي‬
‫شرط كاإلقامة أو التوطن أو امتالك عمل تجاري فيها‪8.‬‬

‫كما يسري حق املعاملة الوطنية على مواطن دولة ليست عضو في االتفاقية‪ ،‬لكنه يقيم‬
‫أو لديه مؤسسة تجارية أو صناعية حقيقية وفعلية عاملة في أية دولة عضو في اتفاقية‬
‫باريس‪ ،‬ومن ثم يكون له أو لها نفس الحماية املكفولة للمواطنين ونفس وسائل الطعن ضد‬
‫أي إخالل بحقوقهم‪ ،‬أي يقتض ي هذا النص تساوي األجانب باملواطنين في املعاملة‪ 9،‬فالحماية‬
‫التي تمنحها اتفاقية باريس ال تقتصر على رعايا الدول التي هي عضو في تلك االتفاقية فحسب‬
‫بل تمتد تلك الحماية أيضا لرعايا الدول التي ليست لها عضوية في االتفاقية شريطة أن يكون‬
‫هؤالء الرعايا مقيمين في دولة ذات عضوية في االتحاد‪ ،‬أو األشخاص الذين يملكون مؤسسة‬
‫صناعية أو تجارية في دولة عضو في هذه االتفاقية فهؤالء األشخاص يعاملون على قدم‬
‫املساواة بنفس الحماية القانونية‪10 .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ األولوية‬


‫تقض ي املادة ‪ 5‬من اتفاقية باريس الدولية‪ ،‬بأنه يكون لكل من تقدم بطلب تسجيل‬
‫عالمة تجارية وأودع طلبه أوال في إحدى دول االتحاد‪ ،‬فإنه يتمتع بحق األفضلية واألسبقية‬
‫عن باقي أعضاء دول االتحاد فيما يخص تسجيل عالمته‪ ،‬وذلك خالل ‪ 6‬أشهر من تاريخ‬

‫‪1982‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫تقديمه طلب التسجيل األول‪ 11،‬فال يمكن مواجهته بأي إيداع تم من الغير في هذه املدة‪،‬‬
‫بمعنى أن املستفيد الذي أودع طلب تسجيل أول لحق ملكية صناعية في إحدى دول االتحاد‬
‫الدولي للملكية الصناعية يتمتع بحق أولوية ملدة معينة‪ ،‬يمكنه من خاللها أن يتقدم بطلب‬
‫تسجيل الحق موضوعه نفس الحق سواء من حيث نوع الحماية املطلوبة أو من حيث محل‬
‫تلك الحماية‪ ،‬وذلك في أي دولة من دول االتحاد األخرى من دون أن يكون باإلمكان مواجهته‬
‫في الطلبات الالحقة بحصول الكشف عن مضمون حقه عقب اإليداع األول‪ ،‬غير أنه قد‬
‫يكون محل الحق يقبل الحماية بموجب أنواع متعددة من حقوق امللكية الصناعية‬
‫فاالتفاقية تقبل مد حق األولوية شرط أن يكون الطلب واحد من حيث املوضوع‪ 12،‬وذلك‬
‫خالل ‪ 6‬أشهر من تاريخ إيداع الطلب األول‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ استقالل العالمات التجارية‬
‫قررت هذا املبدأ املادة ‪ 6‬فقرة ‪ 3‬من اتفاقية باريس‪ ،‬ويقصد باستقالل العالمات أن‬
‫تكون العالمات املسجلة تسجيال صحيحا طبقا لألوضاع القانونية في بلدها األصلي ثم سجلت‬
‫في دولة أخرى أو أكثر من دول االتحاد‪ ،‬فتعتبر كل من هذه العالمات من تاريخ تسجيلها‬
‫مستقلة عن أي تسجيل في أي دولة متعاقدة أخرى بما في ذلك بلد األصل‪ ،‬وبناء على ذلك‬
‫تعتبر كل عالمة مسجلة في أكثر من دولة مستقلة تمام االستقالل عن العالمة األخرى سواء‬
‫من حيث تاريخ التسجيل أو من حيث الخضوع ألحكام القانون الداخلي‪ 13،‬فالتسجيل الدولي‬
‫مستقل عن التسجيل الوطني‪ ،‬فإذا انتهت مدة التسجيل أو تم تجديدها في دولة األصل فإن‬
‫هذا ال يستتبع حتما انتهاء مدة التسجيل أو تجديدها في بقية الدول األخرى‪ ،‬وأن إلغاء أو‬
‫شطب تسجيل أي عالمة في إحدى الدول ال يؤثر في صالحية تسجيلها في الدول األخرى‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فإن زوال الحماية في البلد األصلي ال يتطلب زوال الحماية في البلدان األخرى املسجلة‬
‫فيها‪14.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ قبول تسجيل جميع العالمات األجنبية املسجلة في بلدها األصلي‬
‫يعتبر مبدأ ذو أهمية كبيرة كونه يتضمن قواعد تسهل تمتع العالمة بالحماية القانونية‬
‫في إحدى دول االتحاد غير بلدها األصلي‪ 15،‬وقد ورد في نص املادة‪ 7‬فقرة ‪ 4‬من اتفاقية‬
‫باريس‪ ،‬التي تنص على أنه يجب على كل دولة من دول االتحاد أن تقبل إيداع كل عالمة‬
‫مسجلة أو سبق تسجيلها في بلدها األصلي بشكل قانوني‪ ،‬وتتمتع بالحماية نفسها في بقية دول‬

‫‪1983‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫االتحاد بالحالة التي هي عليها كما سجلت في بلدها األصلي‪ ،‬ويالحظ أن االتفاقية لم تحدد‬
‫شروط إيداع العالمات التجارية‪ ،‬بل تركت األمر للقانون الوطني في كل دولة‪ ،‬ومع ذلك ال‬
‫يجوز رفض طلب تسجيل عالمة مودعة من قبل رعايا دولة من دول االتحاد أو إبطال صحتها‬
‫استنادا إلى عدم إيداعها أو تسجيلها أو تجديدها في دولة املنشأ‪ ،‬وهذا حسب مقتض ى املادة‬
‫‪ 6‬فقرة ‪ 2‬من االتفاقية‪.‬‬
‫والحكمة من حماية العالمة التجارية تكمن في التخفيف على صاحب العالمة مشقة‬
‫تسجيل العالمة نفسها في البلد املستورد‪ ،‬إن كان قانون العالمات في هذا البلد ال يتفق مع‬
‫قانون البلد األصلي في شروط تسجيل العالمة‪ ،‬وهو الوضع الذي هدفت املادة ‪ 6‬لتجنبه‬
‫باإلضافة إلى تحقيق وحدة العالمة في جميع دول االتحاد‪ ،‬ويتعين لكي تتمتع العالمة بالحماية‬
‫كما هي عليه في دول االتحاد أن يكون تسجيلها تم بصورة صحيحة طبقا لقانون بلدها‬
‫األصلي‪ ،‬لذا فجميع دول االتحاد تلتزم بقبول تسجيل العالمات التجارية التي سبق تسجيلها‬
‫في إحدى دول االتحاد‪ ،‬وذلك بالحالة التي تكون عليها كما سجلت في بلدها األصلي‪ ،‬كما تلتزم‬
‫بتوفير الحماية القانونية لها‪.16‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬معاهدة قانون العالمات لسنة ‪1994‬‬
‫وضعت معاهدة قانون العالمات في جنيف السويسرية‪ ،‬تحت إشراف املنظمة العاملية‬
‫للملكية الفكرية‪ ،‬ولقد وقعت بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر عام ‪ ،1994‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 1‬أوت‬
‫‪ ،1996‬هذه املعاهدة تهتم بالقواعد اإلجرائية املتعلقة بتسجيل العالمات التجارية‪ ،‬باب‬
‫العضوية فيها مفتوح لكل دول العالم‪ ،‬تضم حاليا ‪ 76‬دولة ‪ ،‬والدولة الجزائرية ليست عضو‬
‫فيها بعد‪17.‬‬

‫والغرض املنشود من هذه املعاهدة هو تبسيط األنظمة الوطنية واإلقليمية لتسجيل‬


‫العالمات التجارية‪ ،‬ويتم ذلك بتسهيل اإلجراءات وتنسيقها وبإزالة العقبات وكل الحواجز‬
‫وتنظم عملية التسجيل بدء من تقديم الطلب‪ ،‬والتغيرات التي يمكن أن تطرأ بعد التسجيل‪،‬‬
‫وحتى مرحلة تجديده‪ ،‬وهذا ما يجعل اإلجراء أضمن ألصحاب العالمات وممثليهم‪.‬‬
‫وتتعلق غالبية أحكام املعاهدة بالجوانب الشكلية‪ ،‬أي بطلب التسجيل لدى مكتب‬
‫تسجيل العالمات التجارية والذي يمكن تقسيمه إلى ثالث مراحل رئيسية‪:‬‬

‫‪1984‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫الفرع األول‪ :‬تقديم طلب التسجيل كمرحلة أولى‬


‫تسمح املعاهدة بتضمين طلب تسجيل العالمة البيانات التالية كحد أقص ى‪ ،‬تشمل‬
‫اسم مودع الطلب وعنوانه‪ ،‬والطابع القانوني للشخص املعنوي عند االقتضاء واسم الدولة‬
‫التي ينتمي إليها صاحب الطلب‪ ،‬ومختلف البيانات املتعلقة بالعالمة والسلع والخدمات‪،‬‬
‫مشفوعة بتصنيفها املناسب وإعالن عن نية االنتفاع بالعالمة‪ ،‬وعلى كل طرف متعاقد أن‬
‫يحدد أسماء السلع أو الخدمات املطلوب تسجيلها مجموعة وفقا ألصناف محددة وتوقيع‬
‫الشخص‪ ،‬وليس في إمكان الطرف املتعاقد أن يطالب بأي ش يء خالف ما تسمح به املعاهدة‬
‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬ال يجوز للطرف املتعاقد أن يلزم من أودع الطلب بتقديم مستخرج من‬
‫سجل تجاري‪ ،‬أو أن يبين أن له نشاطا تجاريا معينا‪ ،‬أو أن يقدم إثباتا على أن العالمة مسجلة‬
‫في سجل العالمات التجارية الخاص ببلد آخر‪18.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املرحلة الثانية من اإلجراء الخاص بالعالمات التجارية‬


‫تناولت هذه املرحلة اإلجراءات املشمولة باملعاهدة والتغيرات في األسماء أو العناوين‬
‫وفي ملكية التسجيل‪ ،‬وفي هذا املقام أيضا وضعت املعاهدة قائمة شاملة باملقتضيات‬
‫الشكلية التي يمكن تطبيقها واملسموح بها وحظرت أي مقتضيات أخرى‪ ،‬ويكفي تقديم‬
‫التماس واحد حتى إذا تعلق التغيير بأكثر من طلب أو تسجيل واحد للعالمات‪ 19،‬بشرط أن‬
‫يرتبط التغيير بكل التسجيالت أو الطلبات املعنية‪20.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التجديد كمرحلة أخيرة‬


‫نصت املعاهدة على مدة واحدة لكل من التسجيل األولي والتجديد وتحددها بعشر‬
‫سنوات لكل فترة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تنص املعاهدة على التوكيل الرسمي الذي قد يتعلق‬
‫بعدة طلبات أو تسجيالت تخص مالك العالمة ذاته‪ ،‬كما تنص أيضا على ضرورة قبول‬
‫االستمارات املرفقة باملعاهدة دون اقتضاء أي إجراءات شكلية أخرى ومن املحظور أيضا‬
‫اقتضاء أي نوع من أنواع التصديق على أي توقيع‪ ،‬إال في حالة التنازل عن التسجيل‪ 21،‬كما‬
‫أن موضوع املعاهدة أخذ بعين االعتبار التطورات التقنية في مجال االتصاالت‪ ،‬فاالتفاقية‬
‫وضعت مجموعة من النصوص القانونية املتعلقة باإليداع االلكتروني‪.‬‬

‫‪1985‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫املبحث الثاني‪ :‬حماية العالمة التجارية في إطار اتفاقية تريبس‬


‫تم تجسيد نظام الحماية العام املكرس من طرف جهود املجموعة الدولية باتفاقية‬
‫شاملة تضمنت وجود نظام قانوني قوي ومتكامل‪ ،‬كفل الحماية الالزمة لحقوق امللكية‬
‫الفكرية بوجه عام والعالمات التجارية بشكل خاص‪ 22 ،‬وذلك بعد تمكن الدول الصناعية‬
‫من وضع اتفاق للحماية على املستوى العاملي عرف بتريبس "‪ "TRIPS‬بمعنى اتفاقية الجوانب‬
‫املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬بحيث يكون موضوعها تعزيز الحماية‬
‫املوضوعية في املجال الدولي للملكية الفكرية‪ ،‬إما عن طريق تعزيز حماية حقوق رعايا كل‬
‫دولة عضو في االتفاقية في الدول األعضاء األخرى‪ ،‬أو عن طريق إيجاد معايير موضوعية‬
‫أساسية للحماية يتوجب على الدول األعضاء أن تتبناها في أنظمتها الداخلية‪23.‬‬

‫وتعتبر هذه االتفاقية إحدى أهم االتفاقيات املتعلقة بامللكية الفكرية‪ ،‬والتي انبثقت‬
‫عن منظمة التجارة العاملية "‪ ،"WTO‬تهدف إلى تحقيق حماية فعالة لحقوق امللكية الفكرية‬
‫وكان للعالمات التجارية نصيب منها‪ ،‬ولقد تم توقيع اتفاقية تريبس في عام ‪ 1994‬وتعد أهم ما‬
‫توصل إليه االجتهاد الدولي حاليا‪ ،‬فاتفاق تريبس داللة على حلول عصر عاملي في قانون‬
‫العالمات التجارية‪ ،‬وهو ال يمنح فقط معايير موضوعية في حماية العالمات التجارية فقط‬
‫بل ينص أيضا على التدابير واإلجراءات الفعالة املتوفرة في النظام القانوني الدولي فهو يخلق‬
‫شبكة عاملية‪ ،‬وقد أصبح وسيلة قوة في قيادة االنسجام الكوني للقوانين املنظمة للملكية‬
‫الفكرية حول العالم‪24.‬‬

‫وقد ساهمت اتفاقية تريبس بشكل أساس ي في إعادة صياغة الكثير من التشريعات‬
‫الوطنية الخاصة بالعالمة التجارية لتتالءم والتطورات الحاصلة في مجال االقتصاد‬
‫والتجارة‪ ،‬كما ساهمت هذه االتفاقية مساهمة فعالة في إسباع الحماية للعالمة التجارية‬
‫على املستوى الدولي وذلك من خالل األحكام واملبادئ التي تتضمنها‪ 25،‬كما وسعت اتفاقية‬
‫تريبس نطاق حماية العالمات املشهورة بما في ذلك عالمات الخدمة‪ ،‬بحيث بسطت هذه‬
‫الحماية على كل من املنتجات والخدمات على حد سواء‪ 26،‬وهو ما تضمنته الفقرة الثانية‬
‫من نص املادة ‪ 16‬من االتفاقية‪.‬‬

‫‪1986‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫ويتبين أن اتفاقية تريبس لم تخرج عن اإلطار العام لالتفاقيات الدولية بشأن حماية‬
‫العالمات التجارية‪ ،‬فقد نصت االتفاقية على بعض الجزاءات القانونية والقضائية بما فيها‬
‫األوامر القضائية‪ ،‬واملصادرة والتدابير املؤقتة وفرض تدابير حدودية وعقوبات جزائية‪،‬‬
‫ملكافحة مختلف صور التعدي على الحقوق الفكرية كما أضافت هذه االتفاقية إلى حماية‬
‫العالمة التجارية خصائص ومالمح وأبعاد لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬وهي بهذا تعد من‬
‫املوضوعات الجديدة التي تعكس التوسع األفقي في اتفاقات منظمة التجارة العاملية‪،‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن اتفاقية تريبس بما فيها من أحكام وقواعد إلزامية الطابع‪ ،‬فال مجال فيها‬
‫للخيار أو االنتقاء وال مجال حتى للتحفظ عليها‪ ،‬فإما أن تؤخذ ككل أو تترك ككل‪27.‬‬

‫ولقد جاءت اتفاقية تريبس بمجموعة من املبادئ األساسية‪ ،‬والتي من شأنها أن تكفل‬
‫فعالية قواعدها ليس فقط فيما يتعلق باتفاقية تريبس‪ ،‬وإنما تخدم عموما استراتيجية‬
‫اتفاقات منظمة التجارة العاملية وتتمثل هذه املبادئ فيما يلي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مبدأ املعاملة الوطنية‬
‫إن األساس الذي يقوم عليه هذا املبدأ هو املساواة في املعاملة‪ ،‬إذ أن أي عضو من‬
‫أعضاء اتفاقية تريبس يلتزم بأن يعامل مواطني باقي الدول األعضاء األخرى بنفس‬
‫املعاملة‪ 28،‬وورد هذا املبدأ في نص املادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 1‬من اتفاقية تريبس‪ ،‬مفاده وجوب معاملة‬
‫الوطنيين واألجانب على قدم املساواة في مسائل حماية الحقوق الفكرية‪ ،‬أي تلتزم الدول‬
‫األعضاء في منظمة التجارة العاملية معاملة األجانب املنتمين إلى أي دولة أخرى من الدول‬
‫األعضاء معاملة ال تقل عن تلك املقررة ملواطنيها‪ ،‬وتحملهم نفس االلتزامات التي يتحملها‬
‫رعاياها‪ ،‬وتنطبق هذه املساواة سواء من حيث تحديد املستفيدين من هذه الحماية‪ ،‬أو من‬
‫حيث كيفية الحصول عليها أو من حيث نطاقها أو مدتها أو نفاذها‪ ،‬على أن تطبيق هذا املبدأ‬
‫يتقيد بما يرد عليه من استثناءات وفقا للمعاهدات التي أقرتها اتفاقية تريبس‪29.‬‬

‫وطبقا للفقرة الثانية من نص املادة ‪ 3‬من اتفاقية تريبس ال يجوز للدول األعضاء‬
‫وضع استثناءات على االلتزام باملعاملة الوطنية املتعلقة باإلجراءات القضائية واإلدارية إال‬
‫إذا توفرت الشروط التالية‪30:‬‬

‫أوال‪ :‬أن تكون االستثناءات من مبدأ املعاملة الوطنية فيما يتعلق باإلجراءات القضائية‬
‫واإلدارية في حدود املسموح به في االتفاقيات الدولية التي أقرتها اتفاقية تريبس‪.‬‬

‫‪1987‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون هذه االستثناءات ضرورية لضمان االلتزام بمراعاة أحكام القوانين واللوائح‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أال تتعارض القوانين واللوائح التنظيمية املذكورة مع أحكام اتفاقية تريبس‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أال يكون الهدف من هذه االستثناءات وضع قيود مستترة على التجارة‪.‬‬
‫ويالحظ أن مبدأ املعاملة الوطنية يجب أن يطبق عندما يكون املنتج أو الخدمة أو‬
‫العنصر املتعلق بحقوق امللكية الفكرية قد تم دخوله إلى السوق الوطنية‪ ،‬ولذلك فإن تقرير‬
‫رسوم جمركية على سلعة مستوردة ال يعتبر كقاعدة عامة اعتداء على مبدأ املعاملة الوطنية‬
‫حتى وإن لم تكن املنتجات املحلية خاضعة لنفس الضريبة أو الرسم املماثل‪31.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه هناك اختالف بين مبدأ املعاملة الوطنية الوارد في اتفاقية تريبس‬
‫وذلك الوارد في اتفاقية باريس‪ ،‬فهذه األخيرة توجب على الدول األعضاء معاملة رعايا الدول‬
‫األعضاء األخرى بنفس املعاملة التي تمنحها حاليا أو مستقبال ملواطنيها‪ ،‬بينما اتفاقية تريبس‬
‫فتوجب على الدول األعضاء في منظمة التجارة العاملية معاملة مواطني الدول األخرى معاملة‬
‫ال تقل عن معاملة مواطنيها‪ ،‬بمعنى تجيز صراحة للدول األعضاء منح األجانب حقوقا تجاوز‬
‫تلك الحقوق املمنوحة ملواطنيها‪32.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مبدأ الدولة األولى بالرعاية‬


‫أضافت اتفاقية تريبس مبدأ جديد لم يرد مسبقا‪ 33،‬مقتض ى هذا املبدأ هو عدم‬
‫التفرقة في املعاملة بين جميع الدول األعضاء‪ ،‬بمعنى أنه على أي دولة عضو أن تعامل جميع‬
‫الدول األعضاء على قدم املساواة‪ ،‬وكأنهم جميعا لهم نفس القدر من األفضلية‪ ،‬والحقيقة أن‬
‫هذا املبدأ أساس ي إذ بدونه سيكون مبدأ املعاملة الوطنية مفرغا من محتواه‪ ،‬ومن ثم يمنع أن‬
‫تكون درجات متفاوتة من الحماية القانونية تختلف باختالف درجة العالقة بين الدول وهذا‬
‫ما تؤكده الفقرة األولى من املادة ‪ 4‬من االتفاقية‪ ،‬فهي توجب عدم التمييز في معاملة الدول‬
‫األعضاء في اتفاقية تريبس‪ ،‬وبالتالي فيما يتعلق بحماية امللكية الفكرية فإن أي تمييز أو‬
‫تفضيل أو حصانة تمنحها دولة عضو في منظمة التجارة العاملية لرعايا دولة أخرى عضو‬
‫فيها‪ ،‬تستفيد منها كل رعايا الدول األعضاء األخرى بصورة تلقائية وفورية‪34.‬‬

‫ولقد أقرت اتفاقية تريبس في نص املادة الرابعة استثناءات على مبدأ الدولة األولى‬
‫بالرعاية‪ ،‬حيث نصت على أنه يستثنى من هذا االلتزام أية ميزة أو تفضيل أو امتياز أو‬
‫حصانة يمنحها بلد عضو وتكون‪35 :‬‬

‫‪1988‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫أوال‪ :‬نابعة من اتفاقيات دولية بشأن املساعدة القضائية أو تنفيذ القوانين ذات الصبغة‬
‫العامة وغير املقتصرة بالذات على حماية امللكية الفكرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ممنوحة وفقا ألحكام معاهدة برن ‪ 1971‬أو معاهدة روما التي تجيز اعتبار املعاملة‬
‫املمنوحة غير مرتبطة باملعاملة الوطنية‪ ،‬بل مرتبطة باملعاملة املمنوحة في بلد آخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬متعلقة بحقوق املؤدين ومنتجي التسجيالت الصوتية وهيئات اإلذاعة التي تنص عليها‬
‫أحكام االتفاق الحالي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نابعة من اتفاقيات دولية متعلقة بحماية امللكية الفكرية أصبحت سارية املفعول‬
‫قبل سريان مفعول اتفاق منظمة التجارة العاملية‪ ،‬شريطة إخطار مجلس الجوانب‬
‫املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكرية بهذه االتفاقيات وإال تكون تمييز عشوائيا‬
‫أو غير مبرر ضد مواطني البلدان‪ ،‬األعضاء األخرى‪.‬‬
‫وتعد اتفاقية تريبس أول اتفاقية دولية ترس ي مبدأ الدولة األولى بالرعاية في مجال‬
‫حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬إذ لم يسبق ألي اتفاقية دولية األخذ به‪ ،‬أما بالنسبة ملبدأ املعاملة‬
‫الوطنية فإن اتفاقية باريس كانت سباقة له‪36.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مبدأ الحد األدنى للحماية‬


‫ويقض ي هذا املبدأ كقاعدة أن توفر الدولة العضو في االتفاقية مدة حماية قانونية‬
‫للحقوق الفكرية ال تقل عن مدة الحماية التي توفرها اتفاقية تريبس‪ ،‬وهذا يعني أنه على‬
‫الدولة العضو أن ترفع مستوى الحماية للحقوق الفكرية إلى الحد األدنى على األقل الذي‬
‫توفره تلك االتفاقية‪ ،‬وذلك إذا كان قانونها يوفر مدة حماية أقل من تلك املدة التي توفرها‬
‫اتفاقية تريبس‪37.‬‬

‫على أنه يجوز للدولة العضو دون التزام عليها أن تمنح حقوق امللكية الفكرية مدة‬
‫حماية أعلى من املدة التي توفرها اتفاقية تريبس‪ ،‬وللبلدان األعضاء حرية تحديد الطريقة‬
‫املالئمة لتنفيذ أحكام هذه االتفاقية في إطار أنظمتها وأساليبها القانونية‪ ،‬أي يمكن للدول‬
‫األعضاء دون إلزام تضمين قوانينها حماية أوسع عن الحماية املطلوبة في االتفاقية‪ ،‬شرط أن‬
‫ال تتعارض هذه الحماية مع نصوص االتفاقية‪ ،‬على أن إعمال هذه القاعدة في بعض األحيان‬
‫قد يكون غير فعال في حماية حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬إذ قد تكون التشريعات الوطنية لدولة‬
‫ما عضو قاصرة عن بلوغ الحدود الدنيا للحماية التي أرست دعائمها اتفاقية تريبس وفي هذه‬

‫‪1989‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫الحالة فإنه يتعين على القانون الوطني االستجابة ملقتضيات الحدود الدنيا للحماية التي‬
‫نصت عليها االتفاقية وعدم النزول عنها ومخالفتها‪ 38،‬وهذا تطبيقا لنص املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 3‬من‬
‫اتفاقية تريبس‪ ،‬والتي تقض ي بضرورة أن تطبق الدول األعضاء املعاملة املنصوص عليها في‬
‫هذه االتفاقية على مواطني الدول األعضاء األخرى‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل التطرق ملوضوع حماية العالمة التجارية على املستوى الدولي‪ ،‬نخلص إلى‬
‫وجود إجماع على أهمية موضوع العالمة التجارية وضرورة حمايتها وطنيا ودوليا‪ ،‬من خالل‬
‫إبرام معاهدات واتفاقيات تتضمن قواعد عامة تسري على كافة الدول بما يحقق حماية‬
‫أوسع للعالمة التجارية على املستوى الدولي‪ ،‬ومن بين هذه االتفاقيات الدولية املهمة نجد‬
‫اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية سنة ‪ ،1883‬وهي أول اتفاقية دولية متعددة‬
‫األطراف تعالج امللكية الصناعية بما فيها العالمات التجارية‪ ،‬وتعتبر هذه االتفاقية دستورا‬
‫دوليا للملكية الصناعية والعالمات التجارية إلى غاية اليوم‪ ،‬باإلضافة أيضا إلى اتفاقية‬
‫الجوانب املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكرية في إطار املنظمة العاملية للتجارة‬
‫واملعروفة اختصارا باتفاقية تريبس‪ ،‬حيث تعتبر من أكثر اإلتفاقيات التي تم التوصل إليها‬
‫شموال وأهمية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إن مسألة تنظيم أحكام العالمة التجارية ومحاربة التعدي عليها لم تبق حكرا على‬
‫التشريعات الوطنية‪ ،‬وذلك التساع نطاق التجارة والعالقات االقتصادية عبر الدول‬
‫من خالل التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬تعد اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية اتفاقية مهمة جدا في مجال الحقوق‬
‫الفكرية‪ ،‬وتعتبر أول اتفاقية دولية متعددة األطراف تعالج امللكية الصناعية بما فيها‬
‫العالمات التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تشكل هذه االتفاقية املضلة الدولية لحماية الحقوق الفكرية على وجه العموم‬
‫والصناعية على وجه الخصوص‪ ،‬ويتكون االتحاد الدولي لحماية امللكية الصناعية‬
‫من الدول أطرافها والدول املنضمة إليها‪.‬‬

‫‪1990‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫‪ ‬تقوم هذه االتفاقية على مجموعة من املبادئ العاملية‪ ،‬والتي تفرض على مجموع‬
‫الدول األعضاء احترامها وتطبيقها لضمان حماية فعالة من بينها مبدأ املعاملة‬
‫الوطنية‪ ،‬مبدأ األسبقية‪ ،‬مبدأ استقالل العالمات التجارية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬من بين املعاهدات الدولية املبرمة حماية للعالمة التجارية نجد معاهدة قانون‬
‫العالمات لسنة ‪ ،1994‬والتي جاءت تحت إشراف املنظمة العاملية للملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ ‬تهتم هذه املعاهدة بالقواعد اإلجرائية املتعلقة بتسجيل العالمات التجارية‪ ،‬والغرض‬
‫منها هو تبسيط األنظمة الوطنية واإلقليمية لتسجيل العالمات التجارية‪ ،‬باب‬
‫العضوية فيها مفتوح لكل دول العالم‪ ،‬تضم حاليا ‪ 76‬دولة‪.‬‬
‫‪ ‬تعد اتفاقية تريبس جزء ال يتجزأ من اتفاقات منظمة التجارة العاملية‪ ،‬تتسم‬
‫بالشمول واإللزام ويجب على األطراف قبول كافة االتفاقات الواردة فيها وال مجال‬
‫فيها للخيار أو االنتقاء وال مجال حتى للتحفظ عليها‪ ،‬فإما أن تؤخذ ككل أو تترك ككل‪.‬‬
‫‪ ‬تنص اتفاقية تريبس الدول األعضاء بإلزامية تطبيق قواعد موحدة لحماية حقوق‬
‫امللكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ ‬جاءت اتفاقية تريبس بمجموعة من املبادئ األساسية كمبدأ املعاملة الوطنية‪،‬‬
‫ومبدأ الدولة األولى بالرعاية‪ ،‬مبدأ الحد األدنى للحماية‪،‬وهي مبادئ تخدم عموما‬
‫إستراتيجية اتفاقات منظمة التجارة العاملية‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬حمدي غالب الجغبير‪ ،‬العالمات التجارية ‪-‬الجرائم الواقعة عليها وضمانات حمايتها ‪-‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان)بيروت(‪ ، 2012 ،‬ص ‪.428-427‬‬
‫‪ 2‬ميلود سالمي‪ ،‬النظام القانوني للعالمات التجارية في القانون الجزائري واالتفاقيات الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه قانون خاص جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة‪ ،2012 – 2011 ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ 3‬نعمار عبد القادر‪ ،‬النظام القانوني للعالمة في دول املغرب العربي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في الحقوق‪ ،‬فرع قانون األعمال‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ، 2‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الجامعية‪ ، 2011/2010 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪4 https://www.wipo.int/treaties/ar/ip/paris/, Date of look, 01/09/2020.‬‬

‫‪ 5‬األمر ‪ 02/75‬املؤرخ في ‪ 09‬يناير ‪ ،1975‬املتضمن املصادقة على اتفاقية باريس املؤرخة في ‪ 21‬مارس ‪ ،1883‬املتعلقة بحماية‬
‫امللكية الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ 10‬الصادرة في ‪ 4‬فبراير ‪ ، 1975‬ص ‪. 154‬‬
‫‪ 6‬ميلود سالمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 218‬‬
‫‪ 7‬نعمار عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ 8‬محمود إبراهيم الوالي‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1983 ،‬ص‪. 123‬‬

‫‪1991‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫‪ 9‬نعمار عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 100‬‬


‫‪ 10‬حمدي غالب الجغبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 433‬‬
‫‪ 11‬سميحة القليوبي‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص ‪. 381‬‬
‫‪12‬‬
‫‪André Françon M, Cours de propriété litteraire, A rtistique et industrielle, Paris,‬‬
‫‪1996, p.140.‬‬
‫‪ 13‬محمد حسنين‪ ،‬الوجيز في امللكية الفكرية‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬طبعة ‪ ، 1985‬ص‪. 211‬‬
‫‪ 14‬نعمار عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪ 15‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 104‬‬
‫‪ 16‬صالح زين الدين‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن)عمان(‪ ،2005 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪17‬‬
‫‪World Intellectual Property Organization, (On-Line), available in the site internet,‬‬
‫‪http://www.wipo.int/traeties/ar/ip/tlt, Date of look, 10/03/2020.‬‬
‫‪ 18‬صالح زين الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ 19‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪20‬‬
‫‪https://www.wipo.int/treaties/ar/ip/tlt/summary_tlt.html, Date of look, 01/05/2020.‬‬
‫‪ 21‬صالح زين الدين‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ 22‬نعمار عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 23‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 24‬صالح زين الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ 25‬ابراهيم اسماعيل ابراهيم‪ ،‬سماح حسين علي‪ ،‬الحماية الدولية للعالمة التجارية وفقا التفاقية تريبس والقوانين املقارنة‪،‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ،‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،22‬العدد الثاني‪،‬جوان ‪ ،2015‬ص ‪.906‬‬
‫‪26‬‬
‫‪J .H. Reichman: Universal minimum standards of intellectual property under the‬‬
‫‪trips agreement, the international lawyer, vol.29, no.02, 1995, p.363.‬‬
‫‪ 27‬صالح زين الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ 28‬ابراهيم اسماعيل ابراهيم‪ ،‬سماح حسين علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.896‬‬
‫‪ 29‬محمد محسن إبراهيم النجار‪ ،‬التنظيم القانوني لعناصر امللكية التجارية والصناعية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.48‬‬
‫‪ 30‬عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية وأثرها االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.147‬‬
‫‪ 31‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬امللكية الصناعية – في القانون املقارن ‪-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.232‬‬
‫‪ 32‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 33‬حسين البدراوي‪ ،‬الحماية الدولية للملكية الصناعية من اتفاق تريبس الى اتفاق باريس‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية حول امللكية‬
‫الفكرية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ص‪.897‬‬
‫‪ 34‬ريم سعود سماوي‪ ،‬براءات االختراع في الصناعات الدوائية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 35‬املرجع نفسه ص ‪.52‬‬
‫‪ 36‬عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ 37‬صامت آمنة‪ ،‬الحماية الجنائية املوضوعية للعالمات التجارية – دراسة مقارنة ‪-‬ماجستير في القانون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪1992‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬
‫حماية العالمة التجارية في ظل االتفاقيات الدولية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬مزهود نور الدين‬
‫ص ‪ - 1979‬ص ‪1993‬‬ ‫د‪.‬مقدم ياسين‬

‫‪ 38‬عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان‪ ،‬أثر اتفاقية الجوانب التجارية للملكية الفكرية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬دار املطبوعات الجامعية‬
‫اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪.540‬‬

‫‪1993‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 06‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2021‬‬

You might also like