You are on page 1of 103

‫العقود التجارية الدولية‬

‫دراسة خاصة لعقد البيع الدولى للبضائع‬

‫الدكتور‬

‫محمود سمير الشرقاوى‬

‫أستاذ ورئيس قسم القانون التجارى‬

‫بكلية الحقوق جامعة القاهرة‬

‫‪1992‬‬

‫الناشر دار النهضة العربية‬

‫‪ 32‬ش عبد الخالق ثروت ‪ -‬القاهرة‬


‫الفهرس‬

‫رقم الفقرة‬

‫‪6–1‬‬ ‫باب تمهيدى ‪:‬‬

‫الباب الوأل ‪ :‬العقود التجارية الدوألية‬


‫‪14 – 7‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬مقدمات‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬صور للبيوع التجارية الدولية وفقا‬

‫‪37 – 15‬‬ ‫لقواعد غرفة التجارة الدولية‬

‫الباب الثانى ‪ :‬اتفاقية المأم المتحدة للبيع‬


‫الدوألى للبضائع‬
‫‪38‬‬ ‫تقديم للموضوع ‪:‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪ -‬اتفاقيات لهااى بشأن البيع الدولى‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية المم المتحدة‬

‫‪41‬‬ ‫خطة البحث ‪:‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬نطاق تطبيق التفاقية‬

‫‪42‬‬ ‫تقسيم ‪:‬‬

‫‪48 - 43‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬معيار الدولية‬

‫‪57 – 49‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬البيوع المستبعدة‬

‫‪63 – 58‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬المسائل المستبعدة‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تكوبن عقد البيع‬

‫‪64‬‬ ‫تمهيد ‪:‬‬


‫رقم الفقرة‬

‫الفرع الول ‪ :‬اليجاب والقبول‬

‫‪65‬‬ ‫تقديم وتقسيم‬

‫‪71 - 66‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬اليجاب‬

‫‪77 – 72‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬القبول‬

‫‪80 – 78‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اقتران اليجاب بالقبول‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬قواعد التفسير واثبات العقد‬

‫‪81‬‬ ‫تمهيد ‪:‬‬

‫‪85 – 82‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬قواعد التفسير‬

‫‪88 – 86‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬إثبات عقد البيع الدولى‬

‫للبضائع‬
‫باب تمهيدى‬
‫‪ – 1‬المقصود بقانون التجارة الدولية ‪:‬‬

‫زادت أهامية التجارة الدولية ‪ ،‬وتعقدت مشاكلها ‪ ،‬بحيث أصبح الهاتمام بمحاولة البحث عن‬

‫حلول لمشاكلها القانونية يشغل بال الباحثين والمشرعين فى مختلف الدول سواء على المستوى‬

‫الوطنى أو على المستوى الدولى ‪.‬‬

‫وأصبح المجتمع التجارى الدولى ‪ ،‬تؤيده منظمات دولية وهايئات تجارية ‪ ،‬يسعى إلى خلق‬

‫قواعد موحدة تحكم النشاط التجارى الدولى بغض النظر عن طبيعة النظام القتصادى الذى يسود‬

‫فى دولة من الدول ‪ ،‬ودون اعتبار لطبيعة النظام القانونى الذى تتبعه هاذه الدول ‪ ،‬فهى قواعد تنبع‬

‫من العرف التجارى الدولى دون اعتبار للتقسيم السائد فى دول العالم إلى دول اشتراكية ودول‬

‫)قانون العموم ‪ ( Common Law‬أو دول تطبق‬ ‫)‪(1‬‬


‫رأسمالية ودول تطبق نظام القانون المشترك‬
‫‪ }.‬صفحة ‪. {3‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫القانون المدنى المشتق من القانون الرومانى‬

‫على أن الحقيقة السابقة ل تصل بنا إلى حد القول أن قانون التجارة الدولية فى مختلف‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الدول يعتبر موحدا ‪ ،‬بل الدق أن نقول أنه يعتبر متشابها‬

‫إواذا كانت طبيعة التجارة الدولية هاى التى أدت إلى تشابه النظم القانونية التى تحكمها فى‬
‫مختلف دول العالم ‪ ،‬فإن هاذا ل يغير من أن تطبيق قواعد قانون التجارة الدولية فى كل دولة منوط‬

‫بقبول السلطات المختصة لها ‪.‬‬

‫ول نجد لقانون التجارة الدولية تعريفا ‪ ،‬خي ار من تعريف المانة العامة للجمعية العامة لهيئة‬

‫المم المتحدة عند البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكام قانون التجارة الدولية سنة ‪ 1965‬فهذا‬

‫القانون هاو " مجموعة القواعد التى تسرى على العلقات التجارية المتعلقة بالقانون الخاص والتى‬

‫ويشتمل قانون التجارة الدولية على مجموعة التفاقيات الدولية‬ ‫)‪(4‬‬


‫تجرى بين دولتين أو أكثر "‬

‫والعقود النموذجية والشروط العامة المبرمة فى مجال معين بالضافة إلى العرف التجارى الدولى‬

‫السائد فى علقة تجارية معينة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬العلقة بين القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية ‪:‬‬


‫نلحظ أن الفارق بين القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية فى دول القتصاد‬

‫المخطط ‪ ،‬أن القانون الول يعتبر جزءا من القانون القتصادى العام الذى تخضع له المؤسسات‬

‫القائمة بالنشاط القتصادى والذى يقوم على إرادة المشرع الذى يضع قواعد قانونية عامة يخضع لها‬
‫النشاط القتصادى بطريقة حاسمة ‪ ،‬أما قانون }صفحة ‪ {4‬التجارة الدولية فإنه يستند على مبدأ‬

‫سلطان إرادة المتعاقدين التى ل تكملها أحكام القانون التجارى الوطنى ‪ .‬ومن ثم فإنه إذا اختلفت‬

‫طبيعة أحكام القانون التجارى الوطنى فى الدول الشتراكية عنها فى الدول الرأسمالية ‪ ،‬فإن قواعد‬

‫قانون التجارة الدولية تكاد تكون واحدة فى النظامين ‪ .‬ويؤكد هاذا المبدأ استقلل القانون التجارى‬

‫الوطنى عن قانون التجارة الدولية ‪.‬‬

‫إواذا كان كل من القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية يتضمن قواعد موضوعية ‪،‬‬

‫فإن القانون الوطنى يقتصر عمله على نطاق الدولة التى تصدر فيها بينما تجاوز أحكام قانون‬

‫التجارة الدولية حدود الدول ليحكم العلقات التى تنشأ فى إقليم أكثر من دولة )‪. (5‬‬

‫ويختلف معيار الدولية بحسب نوع العلقة التى تنظمها أحكام قانون التجارة الدولية ‪ ،‬لذلك‬

‫تحدد التفاقيات الدولية عادة المقصود بدولية العلقة التى تحكمها ‪ ،‬وقد يختلف تبع ا لذلك معيار‬

‫الدولية من حالة إلى أخرى ‪.‬‬

‫‪ – 3‬قانون التجارة الدولية والقانون الدولى الخاص ‪:‬‬

‫تهدف أحكام القانون الدولى الخاص الى وضع قاعدة أسناد عند تنازع القوانين التى تحكم‬

‫علقة معينة ‪ ،‬أما قانون التجارة الدولية فإنه يشتمل على مجموعة التفاقيات الدولية المبرمة فى‬

‫مجال التجارة الدولية ‪ ،‬وعلى ذلك نرى أنه بينما يعنى القانون الدولى الخاص بتعيين القانون الوطنى‬
‫الواجب التطبيق فى مجال تنازع } صفحة ‪ { 5‬القوانين على العلقة القانونية موضوع النزاع ‪ ،‬فإن‬

‫قانون التجارة الدولية يهدف إلى إيجاد قواعد موضوعية فى شأن هاذه العلقة تحل محل القواعد‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫الوطنية وتقضى بالتالى على التنازع بينها‬

‫‪ – 4‬الهيئات المهتمة بتوحيد قانون التجارة الدولية ‪:‬‬


‫ان الطريق إلى توحيد قانون التجارة الدولية طويل وشاق ومع ذلك فقد قامت بعض الهيئات‬

‫أو غير حكومية‬ ‫)‪(7‬‬


‫الدولية باتخاذ خطوات واسعة نحو إتمام هاذا الهدف ‪ .‬وهاذه الهيئات إما حكومية‬

‫‪.‬‬

‫والهيئات الحكومية هاى التى تتكون من عضوية حكومات بعض الدول ‪ ،‬ويمثلها مندوبون‬

‫فيها ‪ ،‬وأهام هاذه الهيئات لجنة قانون التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة ومقرهاا فيينا والتى تعرف‬

‫باسم ‪ UNCITRAL‬وسنعرض لها فيما بعد ‪ ،‬والمعهد الدولى لتوحيد القانون الخاص فى روما‬

‫والمعروف باسم ‪ UNIDROIT‬وتلعب دو ار كبي ار فى توحيد القوانين الموضوعية لقانون التجارة‬

‫‪ ،‬ومؤتمر لهااى للقانون الدولى الخاص الذى يهدف إلى توحيد القواعد الوطنية لتنازع‬ ‫)‪(8‬‬
‫الدولية‬

‫القوانين دون القواعد الموضوعية لقانون التجارة الدولية ‪ ،‬والمنظمة العالمية للملكية الذهانية ‪WIPO‬‬

‫‪.‬‬

‫أما الهيئات غير الحكومية فهى التى تتكون من أعضاء ل يمثلون حكومات معينة إوانما‬

‫يشتركون فيها بصفاتهم الشخصية من المتخصصين والمشتغلين بقانون التجارة الدولية وأهام هاذه‬
‫الهيئات غرفة التجارة } صفحة ‪ { 6‬الدولية بباريس )‪ ، ICC (9‬واللجنة البحرية الدولية فى بروكسل‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫وتعمل على توحيد القانون البحرى على المستوى الدولى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪IMC‬‬

‫‪ – 5‬لجنة قانون التجارة الدولية ‪: UNCITRAL‬‬

‫كان الستاذ شميتوف ‪ Clive Schmitthoff‬من أوائل الداعين إلى أهامية وجود تنظيم‬

‫فعال لتوحيد قانون التجارة الدولية وقد أبرز هاذا المعنى فى الندوة التى نظمتها الجمعية الدولية للعلوم‬

‫القانونية سنة ‪ 1962‬فى لندن بتشجيع وتدعيم مالى من منظمة اليونسكو ‪ ،‬وقد اشترك أبرز أساتذة‬

‫العالم من المتخصصين فى هاذا المجال فى هاذه الندوة ونشرت أعمالها والبحوث المقدمة فيها فى‬

‫كتاب بعنوان مصادر قانون التجارة الدولية ‪The Sources of The Law of International‬‬

‫‪ .Trade, Edited by Schmitthoff, Stevens & Sons, London 1964‬لذلك لم يكن‬

‫غريبا ‪ ،‬عندما فكرت هايئة المم المتحدة فى تكوين لجنة لقانون التجارة الدولية ‪ ،‬سنة ‪ 1965‬أن‬

‫تدعو الستاذ شميتوف لتستعين به فى وضع تقرير فى مجال توحيد قانون التجارة الدولية‪ ،‬وفى‬

‫السنة التالية قدم هاذا التقرير معتمدا على الدراسة العميقة التى أعدهاا الستاذ المذكور ‪ ،‬وعرض‬
‫التقرير لتطور قانون التجارة الدولية وأشار إلى النجاح المحدود للمحاولت المبكرة لتوحيد هاذا القانون‬

‫‪ ،‬وقد أبرز التقرير أنه ل توجد هايئة من الهيئات المهتمة بتوحيد القانون تتمتع بقبول دولى وتمثل‬

‫مصالح جميع الدول على اختلف نظمها السياسية والقتصادية وسواء كانت من الدول المتقدمة أو‬

‫الدول النامية مما يبرر ضرورة وجود هايئة موحدة تدعو إلى التوحيد وتتمتع بقبول دولى وانتهى‬
‫القتراح إلى إنشاء لجنة جديدة تسمى لجنة المم المتحدة } صفحة ‪ { 7‬لقانون التجارة الدولية‬

‫‪.United Nations Commission on international Trade Law‬‬

‫واجتمعت الجمعية العامة للمم المتحدة وأصدرت ق ار ار فى ديسمبر ‪ 1966‬بإنشاء هاذه‬

‫اللجنة التى عرفت باسم اليونسيترال ‪ UNCITRAL‬وهاى تسمية مأخوذة من الحروف الولى لسم‬

‫اللجنة باللغة النجليزية ‪ ،‬وضمت اللجنة عند تكوينها تسع وعشرين دولة كأعضاء فيها ‪ ،‬منها سبع‬

‫دول أفريقية بينها مصر ‪ ،‬وخمس دول آسيوية وأربع دول من أوروبا الشرقية وخمس دول من أمريكا‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫اللتينية وثمان دول من غرب أوروبا ومن دول أخرى منها الوليات المتحدة المريكية‬

‫واقترح أن تكون مهمة اللجنة إعداد وترويج معاهادات أو اتفاقيات دولية جديدة ونماذج‬

‫قوانين ‪ Model Laws‬وقوانين موحدة وتقنين ونشر الصطلحات والشروط والعادات والعراف‬

‫التجارية الدولية ‪.‬‬

‫وفى ربيع سنة ‪ 1968‬عقدت اللجنة أول اجتماع لها فى نيويورك وأشار الستاذ شميتوف‬
‫فى هاذا الجتماع إلى أن النجاز العظيم الذى تم بإنشاء هاذه اللجنة ‪ ،‬أنها أنشئت دون صعوبات‬

‫تذكر بسبب طبيعة نشاطها باعتباره نشاطا فنيا غير سياسى من طبيعة قانونية ‪ .‬وكانت هاذه هاى‬

‫فعل البداية التى تشكل حجر الساس للمشاركة فى أعمال هاذه اللجنة على نطاق واسع من جميع‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫الدول‬

‫ويجوز للجنة أن تكون مجموعات عمل ‪ Working groups‬من عدد محدود من‬
‫العضاء للقيام بإعداد مشروع اتفاقية أو تعديل } صفحة ‪ { 8‬اتفاقية أو لدراسة موضوع معين أو‬

‫لوضع نموذج لقانون موحد أو لعقد موحد ثم يناقش هاذا العمل بعد ذلك فى اللجنة ‪ .‬وقد اختارت‬

‫اللجنة فى أول دورة لها سنة ‪1968‬عدة موضوعات تقوم بدراستها وهاى ‪- :‬‬
‫البيع التجارى الدولى ‪ ،‬والتحكيم ‪ ،‬والنقل ‪ ،‬والتأمين والوفاء بالديون الدولية عن طريق‬

‫الوراق التجارية والعتمادات المصرفية ‪ ،‬والملكية الذهانية ‪ ،‬وتحريم التفرقة بين الدول فى القوانين‬

‫المتعلقة بالتجارة الدولية ‪ ،‬والتمثيل التجارى ‪ ،‬والتصديق على الوثائق فى مجال التجارة الدولية ‪.‬‬

‫وقررت اللجنة الولوية للبيع التجارى الدولى ‪ ،‬وطرق الوفاء بالديون الدولية ‪ ،‬والتحكيم التجارى‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫الدولى‬

‫وقد أنجزت اللجنة حتى الن عددا ل بأس به من التفاقيات الدولية والقواعد النموذجية‬

‫أهامها ‪:‬‬

‫‪ – 1‬اتفاقية مدة التقادم فى البيع الدولى للبضائع فى نيويورك سنة ‪ ، 1974‬والبروتوكول المعدل‬

‫لتفاقية مدة التقادم فى البيع الدولى للبضائع فى فيينا سنة ‪. 1980‬‬

‫‪ – 2‬اتفاقية المم المتحدة للنقل البحرى للبضائع لعام ‪ 1978‬فى هاامبورج وتعرف باسم قواعد‬

‫هاامبورج والتى ستدخل دور النفاذ فى أول نوفمبر سنة ‪ 1992‬فيما يتعلق بالدول المنضمة إليها ‪.‬‬

‫‪ – 3‬اتفاقية المم المتحدة بشأن عقود البيع الدولى للبضائع فى فيينا سنة ‪ 1980‬والتى دخلت دور‬

‫النفاذ فى أول يناير سنة ‪ 1988‬فيما يتعلق بالدول التى انضمت إليها ‪.‬‬

‫‪ – 4‬النظر فى اتفاقية نيويورك سنة ‪ 1958‬والتى لم تنبع عن عمل اللجنة والمتعلقة بالعتراف‬
‫بق اررات التحكيم الجنبية وتنفيذهاا وقد انضمت مصر إلى هاذه التفاقية فى ‪ 9‬مارس سنة ‪}. 1959‬‬

‫صفحة ‪. { 9‬‬

‫‪ – 5‬القانون النموذجى للتحكيم التجارى الدولى فى يونيو ‪ .1985‬وقد شكلت و ازرة العدل المصرية‬

‫لجنة لوضع مشروع قانون للتحكيم التجارى الدولى وضعت مشروعا تبنت فيه القانون النموذجى‬

‫لليونسيترال ‪ ،‬ولم يصدر هاذا القانون حتى الن )‪. (14‬‬

‫‪ – 6‬اتفاقية المم المتحدة بشأن السفاتج ) الكمبيالت ( الدولية والسندات الذنيه الدولية والتى‬

‫أقرتها اللجنة فى اجتماعها فى فيينا بتاريخ ‪ 14‬أغسطس ‪. 1987‬‬


‫‪ – 7‬الدليل القانونى لصياغة العقود الدولية لتشييد المنشآت الصناعية حسبما أقرته مجموعة العمل‬

‫التى انعقدت فى نيويورك فى أبريل ‪ ، 1987‬وقد أقرته اللجنة فى فيينا بتاريخ ‪ 14‬أغسطس عام‬

‫‪. 1987‬‬

‫‪ – 6‬تقسيم الدراسة ‪:‬‬

‫تعتبر هاذه الدراسة فى مجال قانون التجارة الدولية ونهدف منها ‪ ،‬إلى تعريف العقد التجارى‬

‫الدولى الذى نخصص له الباب الول فنعرض لبعض النقاط المتعلقة بهذا الموضوع فى فصل أول‬

‫‪ ،‬ثم نعرض فى فصل ثان لهام صور عقود البيع الدولى وفقا لما استقر عليه العمل وطبق ا لقواعد‬

‫غرفة التجارة الدولية وهاى المسماة بالنكوترمز ‪ . Incoterms‬أما الباب الثانى فنكرسه لدراسة‬
‫اتفاقية المم المتحدة بشأن عقود البيع الدولى للبضائع " فيينا سنة ‪} . " 1980‬صفحة ‪. { 8‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هوامش الباب التمهيدى‬

‫)‪ (1‬نفضل ترجمة اصطلح ‪ Common Law‬بقانون العموم أو القانون المشترك لنه أبلغ فى الدللة على تحديد‬

‫طبيعته وأدق من استعمال ترجمة القانون العام فضل عن أن الترجمة الخيرة مضللة ‪.‬‬

‫)‪Schmitthoff (Clive) : The Sources of The Law of International Trade, London, (2‬‬

‫‪.1964 p. ix & p.3‬‬

‫ويعتبر شميتوف من أوائل المهتمين في العالم بدارسة قانون التجارة الدولية وله مؤلفات عديدة فى هاذا المجال وقد‬

‫عبر عن هاذه الحقيقة الستاذ ‪ Trammer‬بأن المتخصصين في قانون التجارة الدولية من جميع دول العالم وجدوا‬

‫أنفسهم دون أدنى صعوبة يتكلمون لغة مشتركة ‪ .‬مشار الى هاذا المعنى في مؤلف شميتوف المذكور‬

‫)‪ (3‬شميتوف ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 4‬‬

‫)‪ (4‬مشار إليه فى محاضرات الستاذ محسن شفيق لدبلوم القانون الخاص ‪ 1973 – 1972‬عن اتفاقيات لهااى‬

‫لعام ‪ 1964‬بشأن البيع الدولى بند ‪ 10‬ص ‪. 5‬‬


‫)‪ (5‬ول تمنع هاذه التفرقة وضع تقنين وطنى للتجارة الدولية ينطبق عندما يكون القانون الوطنى هاو الواجب التطبيق‬

‫وفقا لقواعد السناد فى مجال تنازع القوانين ‪ ،‬على العلقة التجارية الدولية موضوع النزاع ‪ .‬ومن الدول التى اتبعت‬

‫هاذا المسلك تشيكوسلوفاكيا سنة ‪ 1963‬ورومانيا سنة ‪. 1971‬‬

‫)‪ (6‬محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق رقم ‪. 12‬‬

‫)‪ (7‬وقد تكون هاذه الهيئات الحكومية عالمية أو اقليمية تشمل مجموعة من الدول تجمعها مصالح مشتركة‪.‬‬

‫)‪ (8‬لعب هاذا المعهد دو ار كبي ار فى توحيد قواعد البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬فهو الذى أعد مشروعات اتفاقيات لهااى‬

‫سنة ‪ 1964‬للبيع الدولى للبضائع ‪.‬‬

‫)‪ (9‬لعبت دو ار هاام ا فى مجال التحكيم التجارى الدولى وفى مجال عقود البيع الدولى وكذلك فى مجال العتمادات‬

‫المستندية ‪.‬‬

‫)‪ (10‬من نشاط هاذه اللجنة إبرام معظم التفاقيات الدولية البحرية التى تمت فى مدينة بروكسل ‪.‬‬

‫)‪ (11‬مدة العضوية ست سنوات ويجوز إعادة انتخاب أية دولة تنتهى مدة عضويتها ‪ ،‬وتعقد اللجنة اجتماعها مرة‬

‫فى السنة سواء فى مقر المم المتحدة بنيويورك أو فى المقر الوروبى بجنيف وقد تم نقل مكان الجتماع فى المقر‬

‫الوروبى إلى مقر المم المتحدة فى فيينا ‪.‬‬

‫)‪E. Allan Farnsworth : Uncitral and The Progressive Development of (12‬‬

‫‪.International Trade‬‬

‫)‪ (13‬محسن شفيق ص ‪. 85 ، 84‬‬

‫)‪ (14‬شكلت اللجنة من الستاذ الدكتور محسن شفيق والستاذ الدكتور محمود سمير الشرقاوى والستاذة الدكتورة‬

‫سامية راشد والمستشار الدكتور محمد أبو العينين ‪.‬‬

‫الباب الول‬

‫العقود التجارية الدولية‬

‫الفصل الول‬
‫مقدمات‬

‫‪ -7‬تمهيد ‪:‬‬

‫يعتبر العقد أهام صور التصرف القانونى ‪ ،‬وهاو التعبير القانونى لجراء المعاملت سواء‬

‫على المستوى الداخلى أو على المستوى الدولى لذلك يمكن القول أن العقد إما أن يكون داخليا إواما‬

‫أن يكون دولي ا ‪.‬‬

‫ولم تهتم الهيئات والمنظمات الدولية بموضوع العقود الدولية إل بمناسبة المعاملت‬

‫التجارية ‪ .‬قد بذلت هاذه الهيئات جهودا كبيرة لتوحيد أحكام التجارة الدولية ‪ ،‬حتى برزت ملمح فرع‬

‫جديد من فروع القانون هاو " قانون التجارة الدولية " الذى يتضمن التفاقيات الدولية التى تم إنجازهاا‬

‫فى مجال التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة التى وضعت فى هاذا المجال ‪.‬‬

‫‪ – 8‬دور العقود الدولية فى توحيد قانون التجارة الدولية ‪:‬‬

‫قانون التجارة الدولية هاو مجموعة القواعد التى تسرى على العقود التجارية المتصلة بالقانون‬
‫الخاص والتى تجرى بين دولتين أو أكثر } صفحة ‪. { 11‬‬

‫وقد جاء هاذا التعريف فى تقرير أعدته المانة العامة لهيئة المم المتحدة لتعرض على‬

‫الجمعية العامة سنة ‪ 1965‬بمناسبة البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكام قانون التجارة الدولية ‪.‬‬

‫ومن هاذا التعريف نرى أن قانون التجارة الدولية يحتوى على قواعد موضوعية لحكم‬

‫العلقات التجارية الدولية ول يعد مجرد توحيد لقواعد السناد الوطنية بحيث يعين بقاعدة موحدة‬

‫القانون الوطنى الواجب التطبيق كقانون دولة محل إبرام العقد مثل‪ ..‬أو قانون دولة تنفيذ العقد ‪.‬‬

‫وكذلك يتضح أن هاذا الفرع ل يهتم إل بعلقات القانون الخاص وبغض النظر عن صفة‬

‫أطراف العلقة إذ تطبق أحكامه سواء كانت العلقة التجارية بين أشخاص عامة أو بين أشخاص‬

‫خاصة أو كان أحد طرفى العلقة شخص ا عام ا والخر من أشخاص القانون الخاص ‪.‬‬
‫وقد حاولت بعض الدول وضع تقنين للتجارة الدولية ‪ ،‬فنجد مثل أن تشيكوسلوفاكيا قد‬

‫أصدرت هاذا التقنين سنة ‪ 1963‬وينطبق التقنين المذكور عندما يكون القانون التشيكوسلوفاكى هاو‬

‫القانون الواجب التطبيق وفق ا لقواعد القانون الدولى الخاص بشأن تنازع القوانين ‪.‬‬

‫ان المحاولت الوطنية لتوحيد قانون التجارة الدولية محاولت محدودة حتى الن‪ ،‬لذلك‬

‫برزت أهامية التوحيد الدولى لقانون التجارة الدولية ‪ ،‬ويتم هاذا التوحيد بأساليب مختلفة فإما أن يتحقق‬

‫ذلك عن طريق ‪:‬‬

‫)أ( تجميع العادات والعراف التجارية المتداولة فى العمل وتلعب غرفة التجارة الدولية “‬

‫“ ‪” Incoterms‬‬ ‫‪ ” .I.C.C‬دو ار هاام ا فأصدرت سنة ‪ 1953‬مجموعة يطلق عليها‬

‫جمعت العراف المستقرة فى البيوع البحريــة كالبيع “‪ ”.F.O.B‬والبيع "‪ ".C.I .F‬كما وضعت‬
‫مجموعة أخرى سنة ‪ 1964‬تسمى " القواعد والعادات}صفحة ‪ {12‬المتعلقة بالعتماد المستندى "‬

‫وقد احتوت تقنينا للعراف المصرفية المستقرة فى هاذا المجال ‪.‬‬

‫)ب( إبرام اتفاقيات دولية بين عدد من الدول إما بقصد توحيد قواعد تنازع القوانين ‪ ،‬من‬

‫ذلك اتفاقية لهااى سنة ‪ ، 1955‬بشأن تعيين القانون الواجب التطبيق على البيع التجارى الدولى ‪.‬‬

‫أو بهدف وضع قواعد موضوعية موحدة تسرى على المعاملت الدولية ‪ ،‬ومن ذلك اتفاقية لهااى‬

‫سنة ‪ 1964‬م بشأن توحيد بعض الحكام الموضوعية المتعلقة بالبيع الدولى ‪ ،‬واتفاقية المم‬
‫المتحدة المبرمة فى فيينا سنة ‪ 1980‬بشأن عقد البيع الدولى للبضائع ‪.‬‬

‫)جـ( وضع شروط عامة للعقود الدولية ‪ ،‬فيتفق تجار سلعة معينة أو مجموعة سلع متشابهة‬

‫يتفق‬ ‫فى منطقة جغرافية معينة على وضع شروط عامة “ ‪” general conditions‬‬

‫المتعاقدان على إتباعها أو قد تقوم بوضع هاذه الشروط هايئة من الهيئات الدولية المهتمة بتوحيد‬

‫قانون التجارة الدولية ‪.‬‬

‫ويقتصر التوحيد على وضع الشروط العامة للتعاقد مع ترك التفاصيل للتفاقيات الخاصة‬

‫فى كل حالة على حدة ولمحاولة مواجهة الظروف المختلفة للتعاقدات الدولية ‪ ،‬فإن هاذه الشروط‬

‫تحرر فى شكل نماذج مختلفة بحيث يكون للمتعاقدين اختيار النموذج الملئم منها ولذلك تسمى‬
‫أحيان ا بالعقود النموذجية “ ‪ ” Standard Contracts‬وقد أصبح لهذه الشروط أهامية كبيرة فى‬

‫المعاملت الدولية واتسع نطاقها حتى شمل مناطق جغرافية عديدة ‪ .‬فهناك مثل الشروط العامة‬

‫التى وضعتها فى شكل نماذج متعددة اللجنة القتصادية الوروبية للمم المتحدة بشأن توريد‬

‫الدوات واللت اللزمة لتجهيز المصانع وقد انتشرت هاذه الشروط فى مختلف دول العالم ‪ ،‬كذلك‬
‫هاناك الشروط العامة التى وضعتها جمعية لندن لتجارة الغلل وأصبحت شروطا لبيوع } صفحة‬

‫‪ { 13‬الغلل فى أغلب دول العالم ‪ .‬كما وضع مجلس المعونة القتصادية المتبادلة والمعروف‬

‫باسم “‪ ”Comecon‬والذى كان يضم تسعا من دول أوروبا الشرقية الشتراكية شروط ا عامة لتبادل‬

‫السلع بينها‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن اتباع هاذه الشروط أمر اختيارى من الناحية النظرية ‪ ،‬إل أنها لعبت‬

‫عمليا الدور الول فى توحيد القواعد التى تحكم المعاملت الدولية ‪ ،‬لنها تتفق وحاجات التجارة‬

‫الدولية ‪ ،‬ومع ذلك كان اتباع الشروط العامة التى وضعها الكوميكون أم ار إلزاميا ول يجوز مخالفتها‬

‫إل لضرورة قصوى عندما تقتضى طبيعة السلعة شروطا خاصة أو جدت بعض الظروف التى تبرر‬

‫مثل هاذه المخالفة ‪.‬‬

‫‪ – 9‬مجال العقود الدولية ‪:‬‬

‫نلحظ أن الشروط العامة للعقود الدولية وان كانت تقوم أساسا فى مجال البيع التجارى‬
‫الدولى بالنسبة لمختلف السلع وتداولها عبر الحدود بين دول العالم ‪ ،‬إل أنها تشمل أيضا أنواعا‬

‫أخرى من المعاملت ‪ ،‬من ذلك مثل أنه فى سنة ‪ 1957‬وضع التحاد الدولى للمهندسين‬

‫الستشاريين “ ‪ ” F.I.D.I.C‬بالشتراك مع التحاد الدولى للمبانى والشغال العامة “‬

‫‪ ” F.I.B.T.P‬والذى يسمى الن بالتحاد الدولى للمقاولين الوربيين للمبانى والشغال العامة‬

‫شروطا عامة لعمال النشاءات الهندسية المدنية تتبع فى معظم دول العالم ‪ ،‬وقد وضعت كذلك‬

‫شروط خاصة لمواجهة حالت التعاقد بالنسبة للمقاولت النشائية بحيث تتلءم مع الحاجات‬

‫الخاصة للسوق الدولى فى هاذا المجال ‪.‬‬

‫كذلك يعتبر من قبيل التعامل التجارى الدولى التفاق على نقل التكنولوجيا والتعامل على‬
‫براءات الختراع بين الدول المتقدمة والدول النامية ‪ }.‬صفحة ‪{14‬‬
‫كما يمكن أن نلحظ انتشار الشروط العامة للعقود الدولية فى مجال النقل ‪ ،‬والمصارف ‪،‬‬

‫والتأمين الذى يلعب مجمع لندن لمكتتبى التأمين دو ار هاام ا فى توحيد قواعده ووضع شروط عامة له‬

‫تتبناهاا كثير من الدول ‪ .‬وباختصار فإن الشروط العامة للعقود الدولية يمكن أن تنتشر فى المجالت‬

‫المختلفة التى تكون مع بعضها وحدة فى نطاق التجارة الدولية ‪ .‬وتنتقل السلع عن طريق إبرام عقد‬

‫نقل ‪ ،‬كما أنه يهم المستورد للسلعة أن يقوم بالتأمين عليها ‪ .‬أى أن الشروط العامة للعقود الدولية‬

‫وان كانت أساس ا تقوم فى مجال عقد البيع إل أنها توجد كذلك وكأمر طبيعى فى مجال العقود‬

‫التابعة لهذا العقد كفتح العتماد والنقل بجميع وسائله أى ب ار وبح ار وجوا ‪ ،‬والتأمين ‪.‬‬

‫‪ – 10‬المقصود بالعقد الدولى ‪:‬‬

‫رأينا أن قانون التجارة الدولية يهدف إما إلى توحيد القواعد الموضوعية للعلقة القانونية أو‬

‫إلى توحيد قاعدة السناد فى شأن تعيين القانون الواجب التطبيق على البيع التجارى الدولى ‪.‬‬

‫ولما كان توحيد القواعد الموضوعية للعلقة القانونية هاو الهدف المثل للتجارة الدولية ‪،‬‬

‫فإن من أهام صور التوحيد وجود قواعد موحدة للتعاقد تتبعها مختلف الدول فى معاملتها ‪.‬‬

‫ولذلك تتجه المعاملت التجارية الدولية إلى خلق الشكل النموذجى للعقد الدولى بحيث‬

‫أصبح العقد الدولى يوصف بأنه عقد نموذجى ‪ ،‬وان أمكن تعدد نماذج العقود التى تعالج بيع سلعة‬

‫واحدة بحيث يتبنى المتعاقدون الشكل الذى يروق لهم ويتفق مع ظروف تعاقدهام ‪.‬‬

‫لذلك يثور التساؤل حول تحديد المقصود بالعقد الدولى ‪ ،‬وهال يستمد صفته من الشكل الذى‬
‫تتخذه أو من طبيعة العلقة التى يحكمها ؟ }صفحة ‪{15‬‬

‫ونلحظ بادئ ذى بدء أن العقود الدولية تتبنى عادة شروط ا عامة لبيع السلعة محل العقد‬

‫بحيث أن هاذه الشروط أصبحت توصف بأنها عقود نموذجية ‪ ،‬ومع ذلك يتعين علينا أن نلفت النظر‬

‫إلى أنه ل يزال هاناك فارق بين الشروط العامة والعقود النموذجية ‪ ،‬إذ أن الشروط العامة التى يشير‬

‫إليها العقد الدولى بشأن التعامل على سلعة معينة تضم مجموعة من البنود أو القواعد العامة التى‬

‫يستعين بها المتعاقدون فى إتمام تعاقدهام فيشيرون إليها ويضمنونها عقدهام ثم يكملونها بعد ذلك بما‬

‫يتفقون عليه من كمية وثمن وميعاد للتسليم ومكان هاذا التسليم وغير ذلك من المسائل التفصيلية‬
‫للعقد ‪ ،‬أما العقد النموذجى فهو مجموعة متكاملة من شروط التعاقد بشأن سلعة معينة وتتضمن‬

‫تفاصيل العقد بحيث يمكن للطراف المتعاقدة أن تتبنى شكل العقد بالكامل ول تكون فى حاجة إل‬

‫إلى إضافة أسماء الطراف وكمية البضاعة وزمان تسليمها ومكانه ووسيلة النقل ‪.‬‬

‫لذلك فإن العقد الدولى كما قد يكون عقدا يتضمن صيغة معينة لنوع من الشروط العامة أو‬

‫يشير إلى هاذه الصيغة فإنه قد يتمثل فى عقد من العقود النموذجية ‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى نلحظ أن العقد يستمد صفته الدولية فى واقع المر من طبيعة العلقة‬

‫التى يحكمها ومع ذلك فإن دولية العلقة قد أثار بعض الصعوبات ‪ ،‬ويمكننا أن نعتمد على المعيار‬

‫الذى أتى به القانون الموحد للبيع الدولى الذى وضع بموجب اتفاقية لهااى سنة ‪ ، 1964‬فالبيع‬

‫الدولى وفقا لهذا المعيار ل يرتبط باختلف جنسية المتعاقدين إذ قد يعد البيع دولي ا ولو كان كل من‬

‫البائع والمشترى من جنسية واحدة إوانما العبرة باختلف مراكز أعمال الطراف المتعاقدة أو محال‬

‫إقامتهم العادية وبالضافة إلى هاذا المعيار الشخصى أضاف القانون الموحد أحد معايير موضوعية‬
‫ثلثة ‪} .‬صفحة ‪{ 16‬‬

‫) أ ( وقوع البيع على سلع تكون عند إبرام البيع محلا لنقل من دولة إلى أخرى ) بيع‬

‫البضاعة فى الطريق ( أو ستكون بعد إبرام البيع محلا لمثل هاذا النقل ‪.‬‬

‫)ب( صدور اليجاب والقبول فى دولتين مختلفتين ول يشترط أن تكون الدولتين اللتين يقع‬
‫فيهما مركز أعمال المتعاقدين أو محل إقامتهما العادية إذ العبرة باختلف دولة اليجاب عن دولة‬

‫القبول ‪.‬‬

‫)جـ( تسليم المبيع فى دولة غير التى صدر فيها اليجاب والقبول ويعتبر البيع دوليا فى هاذا‬

‫الفرض ولو لم يقتض انتقال المبيع من دولة إلى أخرى ‪.‬‬

‫ومن جماع ما تقدم يمكننا أن نصل إلى ماهاية العقد الدولى فهو عقد يستمد هاذه الصفة من‬

‫طبيعة العلقة التى يحكمها ويتخذ عادة شكل شروط عامة أو عقد نموذجى وبناء على ذلك فإن‬

‫الشكل النموذجى للعقد وان كان من خصائص العقد الدولى إل أنه ليس من مستلزماته ‪.‬‬

‫‪ – 11‬مزايا إبرام العقود الدولية ‪:‬‬


‫إذا كنا قد لحظنا أن توحيد قانون التجارة الدولية يعتمد على عدة وسائل من أهامها العقود‬

‫النموذجية الدولية ‪ ،‬ذلك أن عدم توحيد القواعد القانونية للتجارة الدولية من شأنه أن يؤدى إلى نتائج‬

‫ضارة وينتج عنها انخفاض فى حجم التجارة الدولية ‪.‬‬

‫وقد أظهر تطور قانون التجارة الدولية أن ذاتية قانون التجارة الدولية نبعت من الحاجة ومن‬

‫العمل التجارى وتطورت بعد ذلك بظهور الشروط العامة للتسليم أو للبيع بصفة عامة والشكال‬

‫النموذجية للعقود وتوحيد المصطلحات التجارية وتجميع العادات التى تسود بين التجار والعرف‬
‫التجارى ‪}.‬صفحة ‪{ 17‬‬

‫وأظهر العمل أن العقود النموذجية هاى خير وسيلة للتوحيد لن التفاقيات الدولية ل يمكنها‬

‫دائم ا أن تحقق التوحيد المنشود ول تتلءم مع سرعة الحياة التجارية إذ يحتاج وضع مشروع التفاقية‬

‫إلى زمن طويل ثم يعرض هاذا المشروع على مؤتمر يضم عدة دول وتستغرق المناقشات فترة طويلة‬

‫حتى يصل المؤتمرون إلى صيغة مقبولة من أغلبية الطراف ويتم التوقيع على التفاقية ول تعتبر‬

‫نافذة فى أية دولة إل بعد التصديق عليها ‪ ،‬وتستغرق إجراءات التصديق وقت ا ليس بالقصير وقد ل‬

‫تعتبر التفاقية نافذة إل بتصديق عدد من الدول يتوافر فيها صفات معينة تشير إليها التفاقية‬

‫وتختلف بحسب الموضوع الذى تعالجه ‪.‬‬

‫أما العقود النموذجية فإن وضعها يراعى عادة حقائق الحياة العملية ويحاول رجال العمل‬
‫عادة البحث عن حلول للمشاكل العملية التى تصادفهم ومراعاة مطابقة هاذه الحلول لحتياجات‬

‫التجارة الدولية والدخول بالتالى فى التفاصيل العملية التى يصعب على المشرع الدولى أو الوطنى‬

‫أن يواجهها أو يضع يده عليها ‪ ،‬كما أن طبيعة القاعدة التشريعية بما تتصف به من عمومية ل‬

‫يمكنها أن تواجه جميع الحالت المتصور وقوعها عمل ‪ ،‬لذلك كانت العقود الدولية أكثر استجابة‬

‫للواقع العملى وتتمتع بالمرونة اللزمة لمواجهة معظم المشاكل التى يمكن أن تحدث عمل ‪ ،‬ويقبل‬

‫رجال العمال عادة الوصول إلى صيغة مناسبة للتعاقد تراعى مصالح مختلف الطراف دون‬

‫البحث عما إذا كانت تتفق مع قاعدة تشريعية دولية أو وطنية بحيث يصبح العقد الدولى فى النهاية‬

‫هاو فعل قانون المتعاقدين‪.‬‬

‫‪ – 12‬المشاكل التى تصادف وضع العقود النموذجية ‪:‬‬


‫وعلى الرغم من المزايا السالف بيانها لبرام العقود الدولية باعتبارهاا من أهام وسائل توحيد‬

‫قانون التجارة الدولية ‪ ،‬إل أن هاذه العقود بسبب اتجاهاها كما لحظنا إلى الشروط العامة أو العقود‬
‫}صفحة ‪ {18‬النموذجية فى أغلب الحيان تصادف مشاكل عملية عند محاولة وضع الشروط‬

‫العامة لهذه العقود ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن الهيئات المعنية بوضع هاذه الشروط تحاول أن تضع صيغا للعقود‬

‫الدولية يمكن أن تلئم احتياجات ومتطلبات الحياة التجارية ‪ ،‬إل أن تعدد الصيغ واختلفها حتى‬

‫بالنسبة للموضوع الواحد غالبا ما تؤدى إلى إيجاد المتعاقدين فى مواقف غير متوقعة أو فى مراكز‬

‫غير متكافئة ‪ ،‬وتنتج هاذه المشاكل عن السباب التية ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬تحاول صيغ العقود النموذجية أن تواجه التفاصيل دون وجود قواعد عامة ‪ ،‬أو مبادئ‬

‫عامة تحكم العلقة التعاقدية ‪ .‬ول يجوز أن نتصور أن هاذا القول يتعارض مع ما سبق أن ذكرناه‬

‫من وجود شروط عامة وشروط تفصيلية للتعاقد ‪ ،‬لننا ل نقصد هانا الشروط العامة التى تتعلق بعقد‬

‫من نوع معين إوانما نشير إلى الصول القانونية التى تحكم جوهار العلقة التعاقدية وهاى ما تفتقر‬

‫إليه العقود النموذجية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬تبرم هاذه العقود بين أطراف تتعارض مصالحها القتصادية ول نعنى بتعارض‬

‫المصالح هانا مجرد التعارض الناشئ عن طبيعة اختلف مركز كل متعاقد كالتعارض الناشئ عن‬
‫وجود بائع ومشتر فى عقد البيع أو مقاول ورب عمل فى عقد المقاولة ‪ ،‬أو مؤمن ومستأمن فى عقد‬

‫التأمين ‪ ،‬أو مصرف وعميل فى عقد فتح العتماد لن هاذا التعارض حتمى ‪ ،‬إوانما نعنى بالتعارض‬

‫هانا عدم التكافؤ القتصادى بين المتعاقدين ‪ ،‬فالتبادل التجارى للسلع قد يتم بين دول مستعمرة‬

‫ومستعمراتها السابقة أو بين دول متقدمة اقتصادية ودول نامية أو متخلفة أو بين دول اشتراكية ودول‬

‫رأسمالية ‪.‬‬

‫‪ – 3‬قد ينتمى أطراف العلقة التعاقدية إلى دول تتباين نظمها القانونية ويترتب على ذلك‬
‫اختلف تفسير المقصود ببعض الصطلحات }صفحة ‪ {19‬القانونية من دولة إلى أخرى ‪ .‬كما قد‬

‫ل تعرف بعض النظم القانونية اصطلحات تعرفها نظم أخرى ‪ .‬وقد توجد فى بعض النظم‬

‫تنظيمات قانونية ل توجد فى غيرهاا من النظم من ذلك مثل أن النظام النجلوأمريكى ل يعرف‬
‫اصطلح الخطأ الجسيم المعروف فى النظام اللتينى ‪ ،‬كما أن نظام المشاركة “ ‪” Partnership‬‬

‫والنظام المعروف باسم “ ‪ ” Trust‬ل يوجد إل فى النظام النجلوأمريكى دون النظام اللتينى ‪.‬‬

‫‪ –13‬الحلول المقترحة لحل هذه المشاكل ‪:‬‬

‫يقترح كتاب قانون التجارة الدولية لحل المشاكل المشار إليها فيما تقدم ما يأتى ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬اللتزام بأصول قانونية واحدة تعتبر كحد أدنى لمبادئ قانونية عالمية تساعد تدريجيا‬

‫على إلغاء الحدود بالنسبة لحرية انتقال السلع ‪ ،‬ومن أهام هاذه الصول العتراف بمبدأ حرية التعاقد‬

‫فى جميع القوانين الوطنية فى نطاق التجارة الدولية ‪ ،‬ونلحظ أن هاذا الحل يوافق عليه كثير من‬

‫كتاب قانون التجارة الدولية سواء منهم من ينتمى إلى دول نظام القتصاد المخطط أى الدول‬

‫الشتراكية أو إلى دول السوق الحر أى الدول الرأسمالية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يجب أن يراعى عند وضع الشروط العامة أو العقود النموذجية أن توضع بطريقة‬

‫تضمن حماية مختلف المصالح المعنية ‪ ،‬ويمكن ضمان هاذه الحماية إذا تم وضع الشروط العامة أو‬

‫العقود النموذجية على أسس معينة أهامها – كما حدث فى صيغ العقود التى وضعتها اللجنة‬

‫القتصادية الوروبية – مناقشة المشاكل المتعلقة بالتجارة الدولية بواسطة مندوبين أو مؤهالين فنيا‬

‫لذلك ويمثلون جميع الدوائر المعنية بهذه العقود فيجب مثل تمثيل تجار السلعة سواء كانوا مصدرين‬
‫أو مستوردين التى توضع لها صيغ العقود‪ ،‬وتمثيل } صفحة ‪ { 20‬الناقلين والمؤمنين والمصارف ‪،‬‬

‫على أن يكون لدى الجميع الرغبة فى إيجاد قواعد تحكم علقاتهم التجارية تتسم بالعدالة بالنسبة‬

‫لجميع الطراف دون أن تسيطر على أحدهام الرغبة فى الفادة من قوة مركزه القتصادى بالنسبة‬

‫للطرف الخر ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يجب أن يراعى عند وضع هاذه الشروط العامة أو العقود النموذجية أن تتمتع بقدر‬

‫كبير من المرونة بحيث يمكن دائما ملءمة هاذه الشروط أو العقود مع الظروف المتغيرة للتجارة‬

‫الدولية وذلك حتى يمكن أن تتمتع هاذه الوسيلة لتوحيد قانون التجارة الدولية بتوحيد شروط التعاقد‬

‫بأهامية عملية تفوق التفاقيات الدولية فى مجال التجارة الدولية‪.‬‬


‫‪ – 4‬لبد من قبول التحكيم التجارى كوسيلة وحيدة لتسوية الخلفات الناشئة عن العقود‬

‫الدولية والعتراف فى جميع الدول بأحكام هايئات التحكيم التجارى ‪ ،‬وتلعب اتفاقية نيويورك‬

‫‪ ، 1958‬دو ار هاام ا فى هاذا المجال ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يجب أن يكون مضمون الشروط العامة أو العقود النموذجية التى توضع فى مختلف‬

‫فروع التجارة الدولية كاملا ومفصلا بقدر المكان ‪ ،‬إذ أنه برغم خضوع هاذا المضمون لمبدأ‬

‫التفاوض الحر للطراف ‪ ،‬فإن مواجهة الشروط العامة أو العقود النموذجية للحلول اللزمة للمشاكل‬

‫القانونية الجوهارية التى يمكن أن تثور بين المتعاقدين خلل فترة التعامل موضوع العقد ‪ ،‬من شأنه‬

‫أن يجعل العقد الدولى بحق ‪ ،‬قانون المتعاقدين وبحيث يحل محل القوانين الوطنية التى يمكن أن‬

‫تنطبق فى مجالت أخرى وبهذا يتحقق أهام أهاداف العقد الدولى ‪ ،‬وهاو وحدة المعاملة التجارية‬

‫الدولية ‪.‬‬

‫ونخلص مما تقدم جميعه ‪ ،‬أن العقد الدولى يمكن أن يحل محل التفاقيات الدولية والقوانين‬
‫الوطنية ويصبح قانون المتعاقدين فى }صفحة ‪ { 21‬نطاق المعاملة التجارية الدولية ‪ ،‬إذا روعيت‬

‫العتبارات التى أشرنا إليها واتبعت الصول الفنية التى تحقق هاذا الهدف على النحو الذى عرضنا‬

‫له فيما تقدم ‪.‬‬

‫‪ – 14‬تصور عملى لما يمكن أن يكون عليه العقد الدولى ‪:‬‬

‫يتضمن العقد الدولى عادة أو يجب أن يتضمن المور التية ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬مقدمة ‪:‬‬

‫تحتوى على تعريف محدد للصطلحات التجارية التى يتكرر استعمالها فى العقد حتى ل‬

‫يثور الخلف بين المتعاقدين حول تفسير هاذه الصطلحات خاصة إذا انتمى المتعاقدان ‪ ،‬كما‬

‫قدمت إلى نظم قانونية متباينة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬قواعد انعقاد العقد ) تحديد وقت انعقاده والقيمة القانونية للمراحل السابقة على التعاقد‬

‫باعتبارهاا منتهية ول صفة إلزامية لها بعد إتمام التعاقد ( ‪.‬‬


‫‪ – 3‬تحديد المبيع من حيث الصنف والصفات والخصائص ودرجة الجودة والمقدار أو‬

‫الوزن أو عدد الوحدات ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إذا كانت البضاعة مما يجب تغليفها ‪ ،‬يجب أن ينص العقد على طريقة تغليفها ونوع‬

‫الغلفة والطرف الذى يتحمل نفقات التغليف ‪.‬‬

‫‪ – 5‬موضوع تسليم البضاعة من البائع وتسلمها من قبل المشترى فيحدد العقد زمان التسليم‬

‫ومكانه وهاو أمر يختلف بحسب نوع أداة النقل ونوع العملية التجارية ‪ ،‬وهال يتم التعاقد على أساس‬

‫سيف “ ‪ ”.C.I.F‬أو “ ‪ ” C. & F‬أو فوب “ ‪. ”.F.O.B‬‬

‫ويرتبط بالتسليم تحديد الطرف الذى يتحمل تبعة هالك البضاعة ومتى تنتقل هاذه التبعة من‬
‫البائع إلى المشترى ‪ ،‬وهاى مسألة تهتم } صفحة ‪ {22‬بها العقود الدولية عادة ‪ ،‬بينما ل ينصرف‬

‫اهاتمام معظم العقود الدولية إلى تحديد وقت انتقال ملكية المبيع ‪ ،‬لن المشترى يفيد بالمبيع بمجرد‬

‫تسلمه له ‪.‬‬

‫‪ – 6‬الوفاء بالثمن وينظم العقد الدولى عادة طريقة سداد الثمن عن طريق فتح اعتماد من‬

‫جانب المشترى أو من يعينه لمصلحة البائع ‪ .‬كذلك قد يتفق المتعاقدان على حق البائع فى زيادة‬

‫الثمن أثناء فترة تنفيذ العقد إذا طرأت ظروف يحددهاا العقد تقتضى ذلك ويبين العقد عادة فى هاذه‬

‫الحالة طريقة حساب الزيادة ‪.‬‬

‫‪ – 7‬حق المشترى فى فحص البضاعة المبيعة والمدة التى يتم فيها ذلك وحقه فى إخطار‬

‫البائع بعدم مطابقة البضاعة لما تم التفاق عليه والجل المحدد لهذا الخطار والمدد الخاصة برفع‬

‫الدعاوى أو توجيه المطالبات عما يحدث من مخالفات للعقد ‪.‬‬

‫‪ – 8‬إذا كان المبيع أجهزة أو آلت أو أدوات فينص العقد عادة على ضمان البائع للعيوب‬

‫التى قد تظهر فى المبيع ومدة التزام البائع بهذا الضمان ‪.‬‬

‫‪ – 9‬أنواع الجزاءات التى يجب إعمالها عند مخالفة شروط العقد واللتزامات التى يضعها‬

‫على عاتق أطرافه ‪ ،‬وقد تتمثل هاذه الجزاءات فى التعويض أو الغرامة التى تفرض على المخالف أو‬

‫إصلح المبيع أو استبداله ‪ ،‬وقد يكون الفسخ هاو الجزاء المقرر على مخالفة التزام معين ‪.‬‬
‫‪ – 10‬ينص العقد أيضا على تحديد القوة القاهارة التى تؤدى إلى تحلل أحد الطراف من‬
‫التزامه أو وقف اللتزام حتى تزول القوة القاهارة ‪}.‬صفحة ‪. {23‬‬

‫‪ – 11‬وجود شرط التحكيم لحل المنازعات التى قد تثور بين المتعاقدين وطريقة تشكيل‬

‫هايئة التحكيم والقواعد التى تتبع لتمام التحكيم وينص عادة على اتباع قواعد غرفة التجارة الدولية‬

‫بباريس أو قواعد اليونسيترال ‪ ،‬كما قد ينص العقد على بيان القانون الواجب التطبيق على النزاع فى‬
‫المور التى تنشأ بين المتعاقدين ول يواجهها العقد ‪}.‬صفحة ‪.{24‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫صور للبيوع التجارية الدولية‬


‫)‪(1‬‬
‫وفق ا لقواعد غرفة التجارة الدولية‬

‫‪– 15‬غرفة التجارة الدولية ‪:‬‬

‫تلعب هاذه الغرفة دو ار هاام ا فى مجال التجارة الدولية عامة ‪ ،‬وفى نطاق العقود التجارية‬

‫الدولية على وجه الخصوص ‪ ،‬سواء من حيث تحديد المقصود بالصطلحات التى تستعمل فى هاذا‬

‫المجال ‪ ،‬أو تحديد التزامات أطراف هاذه العقود ‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن لهذه الغرفة دو ار بار از فى‬

‫مجال تسوية المنازعات الناشئة عن تنفيذ العقود التجارية الدولية وفق ا لنظام التحكيم التجارى الدولى‬
‫الذى وضعت الغرفة القواعد الخاصة به ‪ ،‬يتبعها المتعاقدون عندما يشيرون إليها فى عقودهام ‪.‬‬

‫‪ ،‬وكانت الحاجة إلى‬ ‫)‪(2‬‬


‫وقد أنشئت غرفة التجارة الدولية فى عام ‪ 1919‬ومقرهاا باريس‬

‫إنشائها الشعور بضرورة وجود منظمة تجمع فى مجال التجارة الدولية بين الشخاص الذين يزاولون‬

‫العمال التجارية على اختلف أنواعها فتجمع مندوبين لما يقرب من تسعين دولة ‪ ،‬إذ أن لها لجانا‬

‫وطنية “ ‪ ” National Committees‬فى أكثر من خمسين دولة فضلا عن أعضاء فى أكثر‬

‫من أربعين دولة أخرى وتجمع بين خبرات مختلفة من منتجين ومستهلكين وأصحاب مصانع وبنوك‬
‫وشركات تأمين وناقلين وخبراء فى علم القتصاد والقانون وتشمل هاذه }صفحة ‪ {25‬المجموعة من‬

‫الخبرات المختلفة لكى تضع قواعد تنبع حقيقة من حاجة التجارة الدولية ‪ ،‬فهى منظمة رجال‬
‫العمال فى العالم ‪ ،‬لتحقق وتحافظ على مبدأ حرية التجارة الدولية ولتنسيق وتيسير النشاط التجارى‬

‫ولتمثيل مجتمع رجال العمال على المستوى الدولى ‪.‬‬

‫ولما كانت المصطلحات التجارية المستعملة فى مختلف دول العالم ‪ ،‬قد يختلف تفسيرهاا‬

‫من دولة إلى أخرى لتباين النظمة القانونية ‪ ،‬فقد شعر المجتمع التجارى الدولى بالحاجة إلى توحيد‬

‫هاذه المصطلحات المستعملة في التجارة الدولية ‪ ،‬ومن بين هاذه المصطلحات ما يتعلق بالبيوع‬

‫التجارية الدولية ‪ ،‬وعرفت القواعد التى وضعتها الغرفة فى هاذا المجال باسم النكوترمز “‬

‫‪ ” Incoterms‬كذلك أصدرت الغرفة قواعد خاصة بالتحكيم التجارى الدولى ‪ ،‬وكذلك قواعد تحكم‬

‫العتمادات المستندية ‪ ،‬وقواعد تتعلق بنقل البضائع‪.‬‬

‫‪ – 16‬قواعد النكوترمز ‪:‬‬

‫وضعت هاذه القواعد أول سنة ‪ 1936‬واستمرت فى العمل حتى عدلت سنة ‪،1953‬‬

‫وروجعت وعدلت سنة ‪ 1967‬ثم مرة أخرى سنة ‪ ، 1976‬ثم أضيف إليها نوعان من البيوع التجارية‬

‫الدولية سنة ‪ ، 1980‬كما عدلت القواعد الخيرة بعض القواعد المعمول بها من قبل ذلك ‪.‬‬

‫ومن البديهى أن قواعد النكوترمز ‪ ،‬ل تعد ملزمة فى مجال البيوع التجارية الدولية ‪ ،‬على‬

‫عكس النصوص التشريعية والتفاقيات الدولية التى تلزم الدول المنضمة إليها ‪ ،‬على أنه متى أشار‬

‫المتعاقدان إليها فى عقودهام ‪ ،‬فإنها تستمد إلزامها فى هاذه الحالة من اتفاق الطراف على تبنيها ‪،‬‬
‫ويفضل أطراف التعاقد عادة تبنى هاذه القواعد عندما ينتمون إلى دول تتشابه أنظمتها القانونية بقصد‬
‫توحيد تفسير الصطلحات الواردة فى عقودهام ‪ } .‬صفحة ‪{ 26‬‬

‫وتهدف هاذه القواعد وتعديلتها الى تحقيق غرضين ‪- :‬‬

‫الول ‪ :‬تحديد التزامات الطراف فى عقود التجارة الدولية تحديدا واضح ا و دقيقاا‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬وضع وتعديل هاذه القواعد على ضوء ما يجرى عليه العمل وفقا للعرف السائد فى‬

‫المعاملت التجارية الدولية ‪ ،‬فهى قواعد ل توضع ول تعدل من فراغ ‪ ،‬ولكن من واقع العرف‬

‫التجارى الدولى ‪ ،‬أو العرف التجارى السائد فى دولة معينة اشتهرت بنوع معين من أنواع النشاط‬

‫التجارى المختلفة ‪ ،‬فإنجلت ار مثل اشتهرت بأعرافها فى مجال التأمين البحرى ‪ ،‬وساد نظامها مختلف‬
‫دول العالم ‪ ،‬حتى الدول التى تأخذ بنظام قانونى مغاير عدلت تشريعاتها لتأخذ بما استقر عليه‬

‫العرف النجليزى فى مجال التأمين البحرى‪.‬‬

‫ونلحظ أن أطراف العلقة التجارية الدولية قد يشيرون فى عقودهام إلى الخذ بقواعد‬

‫النكوترمز كما هاى ‪ ،‬أو مع تعديل معين يتفقون عليه أو مع إضافة شروط أخرى تتجسد فى قواعد‬

‫دولية أو وطنية أو صادرة من منظمة أخرى مثل قواعد غرفة تجارة الحبوب فى لندن أو قواعد مجمع‬

‫لندن لمكتتبى التأمين ‪ ،‬خاصة إذا أخذنا فى العتبار أن قواعد النكوترمز تهتم أساسا ‪ ،‬كما قدمنا‬

‫ببيان وتحديد التزامات طرفى عقد البيع ‪ ،‬فقد يأخذ الطرفان مثل بهذه القواعد مع الشارة إلى التأمين‬

‫على البضاعة محل البيع ضد كل الخطار وفقا لشروط مجمع لندن ‪ .‬ونلحظ أن أكثر البيوع‬

‫التجارية التى عالجتها قواعد النكوترمز بيوع بحرية ‪ ،‬أى يرتبط تنفيذهاا بعملية نقل بحرى للبضائع‬

‫محل البيع ‪ ،‬إل أن هاذه القواعد قد عالجت أيضا البيوع الجوية التى ترتبط بعملية نقل جوى‬

‫للبضائع محل التعاقد‪ ،‬كما عالجت بعض البيوع التى ترتبط بعملية نقل برى ‪ ،‬بالشاحنات أو بالسكك‬

‫الحديدية ‪.‬‬

‫ونعرض فيما يلى لهام أنواع البيوع التى عالجتها قواعد النكوترمز وأهام ما نلحظه على‬
‫هاذه القواعد ‪ ،‬أن جميع البيوع التى }صفحة ‪ {27‬عالجتها تشترك فى بعض التزامات طرفيها ‪،‬‬

‫وتختلف في بعضها الخر‪ ،‬بحيث يصبح الكلم عن كل بيع على حدة تك ار ار لهذه القواعد ‪ ،‬لذلك‬
‫فإننا سنركز أساس ا على نقطة الختلف الجوهارية بين هاذه البيوع بأنواعها المختلفة ‪ ،‬وهاى مسألة‬

‫متى يتم تسليم البضاعة من البائع إلى المشترى فى كل نوع من أنواع هاذه البيوع ‪ ،‬وما يرتبط بذلك‬

‫من تحديد المسئول عن تحمل مخاطر كل نوع والملتزم بأداء النفقات المتعلقة بالبضاعة ‪.‬‬

‫أولا ‪ :‬البيع تسليم مكان المنتج “ ‪” Ex Works‬‬

‫‪ – 17‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬اللتزام بتوريد البضاعة المتفق عليها فى عقد البيع ‪ ،‬وعلى البائع أن يقدم شهادة‬

‫بمطابقة البضاعة للشروط والمواصفات الواردة فى عقد البيع إذا اتفق بين طرفى البيع على ذلك ‪.‬‬
‫ويعد هاذا اللتزام ‪ ،‬التزاما عاما فى جميع أنواع البيوع التجارية ‪ ،‬ويلتزم البائع بتوريد‬

‫البضاعة حسب المواصفات المتفق عليها بين طرفى التعاقد ‪ ،‬إواذا اتفق بينهما على التزام البائع بأن‬

‫يقدم شهادة تتضمن أوصاف البضاعة ويقر فيها بأنها مطابقة لوصاف البضاعة المبيعة ‪ ،‬فعلى‬

‫البائع أن ينفذ هاذا اللتزام وتقدم هاذه الشهادة عادة من شركات متخصصة تسمى شركات المعاينة أو‬

‫المراجعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬اللتزام بوضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت المتفق عليه فى العقد‪ ،‬وفى‬

‫مكان التسليم المحدد فى العقد أو فى المكان المعتاد تسليم مثل هاذه البضاعة فيه ‪ ،‬ولشحنها على‬

‫وسيلة النقل التى يقدمها المشترى ‪.‬‬

‫وهاذا هاو اللتزام بتسليم البضاعة ‪ ،‬ويتم التسليم فى هاذا النوع من البيوع فى محل المنتج أو‬
‫البائع إما فى المصنع } صفحة ‪ ” Ex Factory “ {28‬أو مخازن البائع “ ‪Ex Warehouse‬‬

‫” أو فى المزرعة “ ‪ ” Ex Plantation‬وعلى ذلك يقوم المشترى بتقديم وسيلة النقل إلى البائع‬

‫لكى يتم شحن البضاعة عليها ‪ .‬ولما كان المشترى عادة ل يقيم فى ذات الجهة التى يوجد فيها‬

‫البائع ‪ ،‬فإن المتبع فى مثل هاذا النوع من البيوع ‪ ،‬أن يفوض المشترى شخصا يتواجد فى مكان البائع‬

‫لستلم البضاعة المبيعة نيابة عنه ‪ ،‬والغالب فى البيوع الدولية أن يفوض المشترى شركة معاينة أو‬

‫شركة مراجعة تقوم بالتحقق من مطابقة البضاعة للوصاف المتفق عليها ‪ ،‬وقد يقتضى هاذا التحقق‬
‫فحص البضاعة أو تحليل عينة منها وتصدر شهادة بنتيجة هاذا الفحص أو التحليل ترسل إلى‬

‫المشترى ‪ ،‬وبالتالى تقوم شركة المراجعة باستلم البضاعة نيابة عن المشترى على أن يقوم المشترى‬

‫بتدبير وسيلة النقل التى يتم شحن البضاعة عليها بمعرفة المشترى أو من يفوضه فى ذلك فى مكان‬

‫البائع ‪ .‬أى أن شحن البضاعة على وسيلة النقل فى هاذا البيع ‪ ،‬يقع على عاتق المشترى وتحت‬

‫مسئوليته ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل البائع نفقات حزم البضاعة أو تغليفها أو تعبئتها إذا اقتضت ذلك طبيعة‬

‫البضاعة ‪ ،‬أو كان ذلك ضروريا لمكان تسليم البضاعة للمشترى ‪ .‬أى أنه متى كانت طبيعة‬

‫إلى المشترى إوانما يتعين تعبئتها أو حزمها أو تغليفها ‪ ،‬فإن‬ ‫)‪(3‬‬


‫البضاعة ل تسمح بتسليمها صبا‬

‫نفقات ذلك تكون على عاتق البائع ‪.‬‬


‫‪ – 4‬يلتزم البائع بإخطار المشترى بالميعاد الذى تكون فيه البضاعة جاهازة للتسليم ويجب‬

‫أن يتم الخطار بوسيلة معقولة “ ‪ ، ” Reasonable notice‬وقد تكون هاذه الوسيلة ‪ ،‬البريد أو‬
‫البرق أو التليفون أو التلكس حسب الظروف ‪ }.‬صفحة ‪{29‬‬

‫‪ – 5‬يتحمل البائع مصاريف معاينة البضاعة ‪ ،‬كمصاريف فحص نوع البضاعة أو قياسها‬

‫أو تحليلها أو وزنها أو عدهاا ‪ ،‬إذا كان ذلك ضروريا لتسليم البضاعة إلى المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يتحمل البائع كافة الخطار والنفقات المتعلقة بالبضاعة حتى يتم وضع البضاعة‬

‫تحت تصرف المشترى فى الوقت المنصوص عليه فى العقد بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة‬

‫للعقد ‪ ،‬بما يعنى أنها مفرزة أو تم تعيينها باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها ويعنى هاذا اللتزام أن‬

‫البائع يتحمل تبعة هالك البضاعة إلى الوقت الذى تكون فيه البضاعة تحت تصرف المشترى فى‬

‫الميعاد المحدد فى العقد وليس إلى وقت استلم المشترى للبضاعة فعلا ‪ ،‬ول حتى يتم شحنها على‬

‫وسيلة النقل التى يقدمها المشترى ‪ ،‬بل يكفى أن يخطر البائع المشترى بأنه يمكنه استلم البضاعة‬

‫محل البيع فى الوقت الذى يحدد فى الخطار ‪ ،‬على أن يتم الخطار وتحديد ميعاد الستلم فى‬

‫وقت مناسب أو معقول ‪ ،‬وبعد ذلك تنتقل تبعة الهلك إلى المشترى ‪ .‬على أنه يشترط لما تقدم أن‬

‫تكون البضاعة مفرزة ومعينة من قبل البائع ‪ ،‬وأن تكون مطابقة لما تم التفاق عليه فى العقد ‪ ،‬فل‬

‫يجوز للبائع مثل أن يخطر المشترى باستلم البضاعة المبيعة ضمن بضاعة أخرى فى مخازن‬
‫البائع ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يقدم البائع ‪ ،‬بناء على طلب المشترى وتحت مسئوليته وعلى نفقته ‪ ،‬أية مساهامة ‪،‬‬

‫للحصول على أية مستندات تصدر فى دولة التسليم أو دولة المصدر ) المنشأ( والتى قد يطلبها‬

‫المشترى لغراض التصدير أو الستيراد أو إذا كانت هاذه المستندات مطلوبة لمرور البضاعة عبر‬

‫دولة أخرى ‪.‬‬

‫ويتعلق هاذا اللتزام بما تتطلبه بعض الدول من مستندات لستيراد بضاعة من دولة أخرى ‪،‬‬

‫مثل شهادة المصدر أو المنشأ التى تصدر عادة من الغرفة التجارية فى بلد التصدير ويصدق عليها‬
‫قنصل }صفحة ‪ {30‬الدولة المستوردة فى البلد المصدرة ‪ ،‬فهذه شهادة ان طلبها المشترى فإن البائع‬

‫يعاونه فى استصدارهاا ويتحمل المشترى نفقات استصدارهاا والتصديق عليها ‪.‬‬


‫‪ –18‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم المشترى باستلم البضاعة بمجرد وضعها تحت تصرفه فى المكان والزمان‬

‫المنصوص عليهما فى العقد ‪ ،‬وأن يدفع ثمن البضاعة المحدد فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمل المشترى كافة النفقات والخطار المتعلقة بالبضاعة من الوقت التى توضع فيه‬

‫تحت تصرفه ‪ ،‬بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة للعقد وتم تعيينها على وجه التحديد باعتبارهاا‬

‫البضاعة محل البيع ‪.‬‬

‫ويحدد هاذا اللتزام وقت انتقال تبعة هالك البضاعة إلى المشترى ‪ ،‬وهاو الوقت الذى تصبح‬

‫فيه البضاعة جاهازة لتسليمها إلى المشترى ووضعها تحت تصرفه بعد إخطار المشترى بذلك خلل‬

‫مدة معقولة ‪ ،‬ولما كان المشترى هاو الملزم بشحن البضاعة على وسيلة نقلها ‪ ،‬فإنه يلتزم بداهاة‬

‫بمخاطر الشحن ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو ضرائب تتعلق بالبضاعة بسبب تصديرهاا ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا اللتزام أن المشترى يلتزم بسداد كل ما يفرض على البضاعة من رسوم جمركية أو‬

‫ضرائب فى دولة التصدير وبسبب عملية التصدير‪ ،‬فإذا قام البائع بدفعها فإنه يطالب بها المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 4‬عندما يحتفظ المشترى بحقه فى استلم البضاعة المبيعة خلل مهلة معينة ‪ .‬وكذلك‬
‫بحقه فى اختيار مكان الستلم ‪ ،‬ثم أخفق فى إصدار تعليمات فى هاذا الشأن ‪ ،‬فى الوقت‬
‫المناسب فإنه يتحمل } صفحة ‪ { 31‬النفقات الضافية للبضاعة وجميع مخاطرهاا منذ الوقت الذى‬

‫تنتهى فيه المهلة المحددة ‪ ،‬بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد ‪ ،‬وتم تعيينها باعتبارهاا البضاعة‬

‫محل البيع ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم المشترى بجميع النفقات اللزمة للحصول على المستندات المشار إليها فى البند‬

‫‪ 7‬من التزامات البائع ‪ ،‬بما فى ذلك نفقات شهادات مصدر البضاعة إواذن التصدير والرسوم‬

‫القنصلية للتصديق على هاذه المستندات ‪ ،‬لن المشترى هاو الذى يطلب استصدار هاذه الشهادات‬

‫بمعاونة البائع فى الدولة التى يقع فيها ميناء الشحن ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬البيع بشرط التسليم على القاطرة أو الشاحنة‬

‫” ‪“ Free on Rail / Free on Truck‬‬

‫) ‪( For / Fot‬‬

‫‪ – 19‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم البائع بتوريد البضاعة ‪ ،‬كما هاو شأن جميع البيوع التجارية الدولية ‪ ،‬مطابقة لما‬

‫تم التفاق عليه فى العقد مع تقديم ما يثبت هاذه المطابقة ‪ ،‬بالوسيلة التى ينص عليها العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬فى حالة ما إذا كانت البضاعة المتفق على بيعها تبلغ حمولة عربة سكة حديد ) أو‬

‫حملة عربة نقل أو حمولة لورى ( أو كان التفاق على تقديم قدر من البضاعة كاف لمعدلت‬

‫الشحن بمثل هاذه الوسائل ‪ ،‬فإن البائع يلتزم بشحن البضاعة المتفق عليها على عربة السكة الحديد‬

‫) أو عربة النقل أو اللورى ( وذلك على نفقته وخلل الموعد المتفق عليه ‪ ،‬بشرط أن تكون وسيلة‬

‫النقل هاذه من طراز مناسب وحجم معقول ومجهزة بمشمع للتغطية إن لزم المر ‪ .‬ويتم تجهيز وسيلة‬
‫النقل هاذه وشحنها بالبضاعة طبقا للوائح المعمول بها فى محطة تصدير } صفحة ‪ { 32‬البضاعة‬

‫ويتبين من ذلك أن البائع فى هاذا البيع ملزم بتسليم البضاعة على ظهر عربة السكة الحديد أو‬
‫الشاحنة التى ستنقل البضاعة ‪ ،‬ومن ثم فإنه يظل مسئولا عن البضاعة حتى يتم شحنها ‪ ،‬ولذلك‬

‫يلتزم البائع فى هاذا البيع بشحن البضاعة ‪ ،‬وبدفع نفقات شحنها ‪.‬‬

‫‪ – 3‬أما إذا كانت البضاعة المتفق عليها أقل من حمولة عربة سكة حديد )أو حمولة عربة‬

‫نقل أو حمولة لورى ( أو كان التفاق على تقديم قدر من البضاعة أقل من القدر الكافى لمعدلت‬

‫الشحن بمثل هاذه الوسائل ‪ ،‬فعلى البائع أن يودع هاذه البضاعة فى مخازن السكة الحديد ‪ ،‬سواء فى‬

‫محطة التصدير أو إذا كانت هاذه الوسائل تشملها أجرة النقل ‪ ،‬فى عربة تقدمها السكة الحديد فى‬

‫التاريخ أو المهلة المتفق عليها ‪ ،‬ما لم تقض اللوائح فى محطة التصدير بإلزام البائع بشحن‬

‫البضاعة على عربة السكة الحديد ) أو على عربة نقل لورى ( مباشرة ‪.‬‬
‫ومع ذلك سيكون من المفهوم أنه إذا كانت هاناك عدة محطات فى مكان التصدير‪ ،‬فللبائع‬

‫الحق فى اختيار المحطة التى تناسبه لتصدير البضاعة منها متى كانت هاذه المحطة تقبل عادة نقل‬

‫البضاعة إلى مكان الوصول الذى يحدده المشترى ‪ ،‬ما لم يكن المشترى قد احتفظ لنفسه بحق‬

‫اختيار محطة معينة يتم تصدير البضاعة منها ‪.‬‬

‫‪ – 4‬طبقا لما ينص عليه البند )‪ (5‬من التزامات المشترى ‪ ،‬فإن البائع يلتزم بدفع كافة‬

‫النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة حتى الوقت الذى توجد فيه عربة السكة الحديد ) أو عربة‬

‫النقل أو اللورى ( التى يتم شحن البضاعة عليها ‪ ،‬وبالنسبة لما ورد فى البند )‪ (3‬من التزامات البائع‬

‫حتى وقت تسليم البضاعة إلى مخازن السكة الحديد ‪.‬‬

‫‪ - 5‬يتحمل البائع نفقة المصاريف المعتادة لحزم البضاعة أو تعبئتها ما لم يقض العرف‬
‫التجارى بتصدير هاذه البضاعة دون أن يتم حزمها أو تغليفها أو تعبئتها‪} .‬صفحة ‪{33‬‬

‫‪ – 6‬يتحمل البائع كافة نفقات معاينة البضاعة ) مصاريف فحصها أو قياسها أو وزنها أو‬

‫عدهاا ( متى اقتضت ذلك عملية شحن البضاعة أو إيداعها بمخازن السكة الحديد‪.‬‬

‫‪ – 7‬على البائع أن يخطر المشترى بدون أى تأخير ‪ ،‬بأن البضاعة قد تم شحنها أو تم‬

‫إيداعها بمخازن السكة الحديد ‪.‬‬

‫‪ – 8‬على البائع أن يزود المشترى بعقد النقل العادى إذا جرى العرف على ذلك ‪ ،‬ويتحمل‬

‫البائع نفقات ذلك ‪.‬‬

‫‪ – 9‬على البائع أن يزود المشترى ‪ ،‬بناء على طلب الخير وعلى نفقته ‪ ،‬بشهادة المصدر‬

‫‪.‬‬

‫‪ – 10‬يلتزم البائع ‪ ،‬بناء على طلب المشترى وعلى نفقته وتحت مسئوليته ‪ ،‬بتقديم كافة‬

‫المساعدات الممكنة لستصدار أية مستندات تحرر أو يجرى العمل بها فى دولة تصدير البضاعة‬

‫أو دولة المنشأ ‪ ،‬ذلك متى طلب المشترى هاذه المستندات ليتمكن من تصدير البضاعة أو استيرادهاا‬

‫) وكذلك المستندات اللزمة لمرور هاذه البضاعة عبر دولة أخرى متى اقتضى المر ذلك ( ‪.‬‬

‫‪ – 20‬التزامات المشترى ‪:‬‬


‫‪ – 1‬يلتزم المشترى بأن يصدر تعليماته إلى البائع فى الوقت المناسب ‪ ،‬لتصدير البضاعة‬

‫إلى المكان المتفق عليه ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم المشترى باستلم البضاعة منذ وقت دخولها فى حراسة السكة الحديد ‪ ،‬ويلتزم‬

‫بدفع ثمنها المتفق عليه فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى كافة النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة ) ويشمل ذلك نفقات‬

‫استئجار مشمع إذا لزم المر ( من الوقت الذى يتم فيه تواجد عربة السكة الحديد ) أو عربة النقل‬
‫أو اللورى ( الذى } صفحة ‪ {32‬يتم شحن البضاعة عليه ‪ ،‬أو من الوقت الذى ستسلم فيه‬

‫البضاعة إلى مخازن السكة الحديد فى الحالة المنصوص عليها فى البند )‪ (2‬من التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو ضرائب تفرض على البضاعة بسبب تصديرهاا‬

‫إليه ‪.‬‬

‫‪ – 5‬إذا احتفظ المشترى لنفسه بالحق فى تحديد مهلة يصدر خللها تعليماته إلى البائع‬

‫لتصدير البضاعة أو الحق فى اختيار مكان الشحن ‪ ،‬وأخفق المشترى فى إصدار هاذه التعليمات فى‬

‫الوقت المناسب ‪ ،‬فإنه يتحمل النفقات الضافية التى تنتج عن ذلك ‪ ،‬وكذلك يتحمل مخاطر‬

‫البضاعة من وقت انقضاء المهلة المحددة ‪ ،‬بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم تعيينها‬

‫باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يلتزم المشترى بدفع جميع النفقات والتكاليف اللزمة للحصول على المستندات المشار‬

‫إليها فى بندى )‪ (10) ، (9‬من التزامات البائع ‪ ،‬بما فى ذلك مصاريف إصدار شهادات المنشأ‬

‫والرسوم القنصلية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬البيع بشرط التسليم على رصيف ميناء الشحن‬

‫)‪Free Alongside Ship ( F.A.S.‬‬

‫‪ – 21‬المقصود بهذا البيع ‪:‬‬


‫يقصد به البيع الذى ينتهى فيه التزام البائع بوضع البضاعة على رصيف الميناء الذى تقف‬

‫عليه السفينة الناقلة أو توضع البضاعة فى الصنادل التى تنقلها إلى السفينة الناقلة إذا كانت تقف‬

‫بعيدا عن رصيف الميناء ‪ .‬ويعنى ذلك أن المشترى يتحمل جميع النفقات ومخاطر هالك أو تلف‬
‫البضاعة منذ هاذه اللحظة ‪ .‬وهاذا يعنى أنه على المشترى }صفحة ‪ { 35‬فى هاذا البيع ‪ ،‬على‬

‫خلف البيع فوب “ ‪ ” Fob‬أن يخلص على البضاعة جمركيا حتى يتم تصديرهاا ‪ .‬ويحدد فى هاذا‬

‫البيع ميناء الشحن ‪.‬‬

‫‪ – 22‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة لما اتفق عليه فى عقد البيع ‪ ،‬مع تقديم ما يثبت‬

‫هاذه المطابقة اذا كان ذلك مشروط ا بمقتضى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم البائع بتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة على مرسى الشحن الذى يحدده‬

‫المشترى فى ميناء الشحن المسمى فى عقد البيع بالطريقة المعتادة فى هاذا الميناء وفى التاريخ أو‬

‫خلل المدة المتفق عليها ‪ ،‬وأن يعلن المشترى بدون تأخير ‪ ،‬بأن البضاعة قد تم تسليمها بجانب‬

‫السفينة الناقلة ‪ .‬ويعنى هاذا أن التزام البائع بالتسليم يتم بوضع البضاعة على رصيف الميناء الذى‬

‫تقف عليه السفينة الناقلة ويتحمل المشترى تبعة الهلك منذ هاذا الوقت ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يلتزم البائع بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته ‪ ،‬كل‬
‫معونة فى الحصول على ترخيص التصدير أو أى إذن يصدر من جهة حكومية ويكون لزما لتمام‬

‫تصدير البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يتحمل البائع ‪ ،‬طبقا للبندين )‪ (4) ، (3‬من التزامات المشترى ‪ ،‬ووفقا لما سنراه ‪،‬‬

‫جميع نفقات ومخاطر البضاعة حتى وقت تسليمها بجانب السفينة الناقلة فى ميناء الشحن المحدد‬

‫فى العقد بما فى ذلك نفقات أية إجراءات يقوم بها فى سبيل تنفيذ التزامه بتسليم البضاعة بجانب‬

‫السفينة الناقلة ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يقوم البائع على نفقته بعملية حزم أو تعبئة البضاعة ما لم يقض العرف التجارى‬
‫بشحن البضاعة صبا أو غير معبأة ‪ }.‬صفحة ‪{ 36‬‬
‫‪ – 6‬يلتزم البائع بدفع نفقات عمليات فحص البضاعة ) نفقات فحص نوع البضاعة أو‬

‫قياسها أو وزنها أو عدهاا ( متى كانت هاذه العمليات لزمة لتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يلتزم البائع بأن يقدم – على نفقته – للمشترى وثيقة نظيفة ) أى بدون تحفظات (‬

‫تثبت تسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة المسماة فى هاذه الوثيقة ‪.‬‬

‫‪ – 8‬يلتزم البائع ‪ ،‬بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه وعلى نفقته شهادة المنشأ ) شهادة‬

‫تثبت مكان إنتاج أو تصدير البضاعة محل البيع ( ‪.‬‬

‫‪ – 9‬يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته كل‬

‫مساعدة للحصول على مستندات أخرى غير المشار إليها فى البند )‪ (8‬تصدر فى دولة الشحن أو‬

‫مصدر البضاعة ) ويستبعد من ذلك سند الشحن وأية وثيقة قنصلية( والتى قد يطلبها المشترى‬

‫لدخول البضاعة إلى الدولة التى يقع فيها ميناء الوصول ) أو إذا كان ذلك لزما لمرورهاا عبر دولة‬

‫أخرى ( ‪.‬‬

‫‪ – 23‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم المشترى بأن يخطر البائع باسم السفينة والرصيف الذى سيتم منه الشحن‬

‫ومواعيد تسليم البضاعة بجانب السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمل المشترى جميع نفقات ومخاطر البضاعة من وقت تسليمها بجانب السفينة‬

‫الناقلة فى ميناء الشحن المتفق عليه وفى الميعاد أو خلل المهلة المتفق عليها ‪ ،‬كما يلتزم بدفع‬

‫الثمن المنصوص عليه فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى أية نفقات إضافية بسبب عدم وصول السفينة المتفق عليها لنقل‬
‫البضاعة فى الميعاد المحدد أو بسبب أن هاذه } صفحة ‪ { 37‬السفينة لن يمكنها نقل البضاعة أو‬

‫أنهت عملية شحن البضاعة عليها قبل الميعاد المتفق عليه ‪ .‬كما يتحمل المشترى جميع المخاطر‬

‫المتعلقة بالبضاعة من وقت قيام البائع بوضعها تحت تصرف المشترى ‪ ،‬بشرط أن تكون البضاعة‬

‫مطابقة للعقد ومفرزة بوضوح ومعينة باعتبارهاا البضاعة محل البيع ‪.‬‬
‫‪ – 4‬إذا لم ينجح المشترى فى تسمية السفينة الناقلة للبضاعة فى الوقت المناسب ‪ ،‬أو إذا‬

‫احتفظ لنفسه بالحق فى مهلة يتسلم فيها البضاعة أو يعين فيها ميناء الشحن ‪ ،‬أو إذا أخفق المشترى‬

‫فى إعطاء تعليماته إلى البائع فى الوقت المناسب ‪ ،‬فإنه يتحمل أية نفقات إضافية بسبب هاذا‬

‫الخفاق ويتحمل أيضا جميع مخاطر البضاعة من وقت انتهاء المهلة المتفق عليها للتسليم ‪ ،‬بشرط‬

‫أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم إف ارزهاا أو تعيينها باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يتحمل المشترى جميع النفقات والتكاليف المتعلقة بالحصول على المستندات المشار‬

‫إليها فى البنود ) ‪ ( 9 ، 8 ، 3‬من التزامات البائع ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬البيع بشرط التسليم على ظهر السفينة‬

‫)‪Free on Board ( F.O.B‬‬

‫‪ – 24‬المقصود به ‪:‬‬

‫يقصد بهذا النوع ‪ ،‬أن البضاعة محل البيع توضع بمعرفة البائع على ظهر السفينة الناقلة‬

‫لها فى ميناء الشحن المحدد فى عقد البيع ‪ ،‬وتنتقل مخاطر هالك أو تلف البضاعة إلى عاتق‬

‫المشترى من اللحظة التى تعبر فيها البضاعة حاجز السفينة الناقلة ‪.‬‬

‫‪ – 25‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ‪ ،‬مع تقديم ما يثبت هاذا‬
‫التطابق إذا تطلب العقد ذلك ‪ }.‬صفحة ‪{ 38‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم البائع بتسليم البضاعة على ظهر السفينة التى يحددهاا المشترى فى الميناء‬

‫المحدد لشحن البضاعة وبالطريقة المتعارف عليها فى هاذا الميناء وفى التاريخ أو خلل المهلة‬

‫المحددة فى العقد ‪ ،‬ويخطر المشترى بدون تأخير ‪ ،‬بأن البضاعة قد تم تسليمها على ظهر السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يحصل البائع على نفقته وتحت مسئوليته ‪ ،‬على أى تصريح تصدير أو أى إذن‬

‫حكومى يكون لزما لتصدير البضاعة المبيعة ‪.‬‬


‫‪ – 4‬يتحمل البائع ‪ ،‬طبقا لنصوص البندين )‪ (4) ، (3‬من التزامات المشترى ‪ ،‬جميع‬

‫النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة حتى وقت عبورهاا فعل لحاجز السفينة فى الميناء المحدد‬

‫لشحنها بما فى ذلك الضرائب والرسوم وأية تكاليف أخرى تتطلبها عملية تصدير البضاعة ‪ ،‬وكذلك‬

‫النفقات التى تتطلبها أية إجراءات يتطلبها قيام البائع بتنفيذ التزاماته حتى يتم شحن البضاعة على‬

‫ظهر السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم البائع بالقيام على نفقته بحزم أو تعبئة أو تغليف البضاعة ‪ ،‬ما لم يقض عرف‬

‫ميناء الشحن بشحن البضاعة صبا ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يلتزم البائع بدفع جميع نفقات عملية فحص البضاعة ) كفحص نوع البضاعة أو‬

‫قياسها أو وزنها أو عدهاا ( والتى تلزم بقصد تسليم البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يلتزم البائع على نفقته بأن يزود المشترى بوثيقة نظيفة ) أى بدون تحفظات( لثبات‬

‫تسليم البضاعة على ظهر السفينة المتفق عليها ‪.‬‬

‫‪ – 8‬يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير وعلى نفقته بشهادة مصدر‬
‫البضاعة ‪ }.‬صفحة ‪{ 39‬‬

‫‪ – 9‬يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته ‪ ،‬كل‬
‫مساعدة فى الحصول على سند شحن أو أى مستند آخر بخلف المشار إليه فى البند السابق ‪،‬‬

‫يصدر فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى قد يطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول ) وكذلك‬

‫إذا لزم المر لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ( ‪.‬‬

‫‪ – 26‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم المشترى بأن يقوم على نفقته باستئجار سفينة أو حجز الفراغ اللزم على ظهر‬

‫إحدى السفن ‪ ،‬مع إخطار البائع فى الوقت المناسب باسم السفينة الناقلة والمرسى الذى يتم الشحن‬

‫منه وتواريخ تسليم البضاعة للسفينة الناقلة ‪.‬‬


‫‪ – 2‬يتحمل المشترى جميع النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة منذ اللحظة التى تعبر‬

‫فيها البضاعة فعل حاجز السفينة التى يتم الشحن عليها فى الميناء المحدد للشحن ‪ ،‬ويلتزم بدفع‬

‫الثمن المتفق عليه فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى أية نفقات إضافية نتيجة عدم وصول السفينة التى حددهاا للبائع إلى‬

‫ميناء الشحن فى الميعاد المتفق عليه أو حتى نهاية المهلة المحددة لذلك ‪ ،‬أو إذا لم تتمكن السفينة‬

‫من استلم البضاعة أو إذا أنهت السفينة عملية شحن البضائع قبل استلم البضاعة محل البيع فى‬

‫موعد سابق على الميعاد المتفق عليه أو قبل نهاية المهلة المحددة للشحن ‪ ،‬ويتحمل كذلك جميع‬

‫مخاطر البضاعة منذ تاريخ انتهاء المهلة المحددة بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم فرزهاا‬

‫بحيث أصبحت معينة باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إذا أخفق المشترى فى تعيين اسم السفينة الناقلة فى الميعاد المتفق عليه أو إذا كان‬

‫قد احتفظ لنفسه فى العقد بحق تعيين مهلة محددة لستلم البضاعة أو احتفظ لنفسه بالحق فى‬

‫اختيار ميناء معين يتم منه الشحن ‪ ،‬ثم أخفق فى تعيين هاذه الفترة أو اختيار هاذا الميناء ‪ ،‬أو‬
‫} صفحة ‪ { 40‬أخفق فى إعطاء البائع التعليمات اللزمة فى الوقت المناسب‪ ،‬فإنه يتحمل جميع‬

‫النفقات الضافية التى تترتب على ذلك فضل عن تحمله لجميع المخاطر منذ لحظة انتهاء الفترة‬

‫المتفق عليها لتسليم البضاعة ‪ ،‬بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم فرزهاا بحيث أصبحت‬
‫معينة باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم المشترى بأداء أية مصاريف أو تكاليف للحصول على سند الشحن المشار إليه فى البند‬

‫)‪ (9‬من التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يلتزم المشترى بجميع نفقات رسوم استخراج المستندات المشار إليها فى البندين )‪ (9) ،(8‬من‬

‫التزامات البائع بما فى ذلك نفقات استخراج شهادة المصدر والشهادات القنصلية‪.‬‬

‫خامس ا ‪ :‬البيع مع اللتزام بنفقات البضاعة وأجرة النقل‬

‫)‪Cost and Freight ( C.& F.‬‬


‫‪ – 27‬المقصود به ‪:‬‬

‫يعنى هاذا النوع من البيوع أن يلتزم البائع بدفع نفقات البضاعة وأجرة النقل التى تلزم‬

‫لحضار البضاعة إلى المشترى فى ميناء الوصول المحدد فى هاذا البيع ‪ ،‬على أن تنتهى مسئولية‬

‫البائع عن مخاطر الهلك والتلف وكذلك عن زيادة أية نفقات تتعلق بالبضاعة منذ أن تعبر‬

‫البضاعة حاجز السفينة فى ميناء الشحن ويتحمل المشترى هاذه المخاطر والنفقات ‪.‬أى يتفق هاذا‬

‫النوع مع البيع فوب “ ‪ ”.F.O.B‬فى انتهاء التزام البائع بالتسليم بعبور البضاعة المبيعة حاجز‬

‫السفينة الناقلة ‪ ،‬بينما يختلفان من حيث أن البيع فوب يتحدد فيه ميناء الشحن ويتعاقد المشترى على‬

‫نقل البضاعة ويختار السفينة الناقلة ‪ ،‬بينما فى البيع “ ‪ ” C & F‬يدخل ضمن التزامات البائع‬
‫ويراعى فى تقدير ثمن البضاعة محل البيع ‪ ،‬التعاقد على نقل هاذه البضاعة وبالتالى } صفحة‬
‫‪ {41‬اختيار السفينة الناقلة ‪ ،‬لذلك يقال عادة ‪ ،‬أن الدولة التى تريد تشجيع أسطولها التجارى عليها‬

‫أن تشترى أى تستورد فوب وتبيع أى تصدر “ ‪. ” C & F‬‬

‫‪ – 28‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة للعقد ‪ ،‬مع تقديم ما يثبت هاذه المطابقة متى‬

‫تطلب عقد البيع ذلك ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم البائع بأن يتعاقد على نفقته ووفق ا للشروط المعتادة على نقل البضاعة محل البيع‬
‫إلى ميناء الوصول المتفق عليه وفقا للطريق المعتاد على سفينة تقوم بالملحة الخارجية ) وليست‬

‫سفينة شراعية ( وذلك من الطراز الذى يستخدم عادة فى نقل بضاعة مماثلة للبضاعة المتفق عليها‬

‫فى العقد وأن يدفع أجرة النقل وأية نفقات أخرى يقتضيها تفريغ البضاعة فى ميناء التفريغ والتى تقوم‬

‫بتحصيلها عادة الخطوط الملحية المنتظمة وقت الشحن فى ميناء الشحن ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يقوم البائع تحت مسئوليته وعلى نفقته ‪ ،‬بالحصول على ترخيص التصدير ‪ ،‬أو أى‬

‫إذن حكومى آخر لزم لتصدير البضاعة ‪.‬‬


‫‪ – 4‬يلتزم البائع بشحن البضاعة على نفقته على ظهر السفينة فى ميناء الشحن وفى تاريخ‬

‫أو خلل المهلة المحددة ‪ ،‬فإذا لم يحدد تاريخ أو مهلة لذلك ‪ ،‬يتم الشحن خلل المدة المعقولة ‪،‬على‬

‫أن يخطر المشترى بدون تأخير ‪ ،‬بأن البضاعة تم شحنها على ظهر السفينة الناقلة ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم البائع طبقا للبند )‪ (4‬من التزامات المشترى ‪ ،‬بتحمل جميع مخاطر البضاعة‬
‫حتى لحظة تجاوزهاا فعل لحاجز السفينة فى ميناء الشحن ‪}.‬صفحة ‪{42‬‬

‫) خال من‬ ‫‪ – 6‬يقوم البائع على نفقته وبدون تأخير بتزويد المشترى بسند شحن نظيف‬

‫التحفظات ( وقابل للتداول وذلك لميناء الوصول المتفق عليه ‪ ،‬كذلك فاتورة البضاعة المشحونة ‪.‬‬

‫ويجب أن يغطى سند الشحن البضاعة محل التعاقد وأن يؤرخ بتاريخ يدخل ضمن المدة المتفق على‬

‫إجراء الشحن فيها ‪ ،‬وأن يقدمه للمشترى بتظهيره إليه أو بأية وسيلة أخرى لتسليم البضاعة بمقتضاه‬

‫أو ليتسلمها ممثله المتفق عليه بين الطرفين ‪ .‬ويجب أن يكون سند الشحن المذكور مجموعة كاملة‬

‫من سندات الشحن سواء كسند يذكر فيه أن البضاعة " على ظهر السفينة " أو أنها " مشحونة " أو‬

‫أنها ) سلمت ( لجل الشحن وفى هاذه الحالة الخيرة يجب على الشركة الناقلة أن تذكر على ظهر‬

‫السند أن البضاعة وضعت على السفينة ‪ ،‬ويتعين أن يكون هاذا البيان مؤرخ ا وأن يدخل هاذا التاريخ‬

‫ضمن المدة المحددة لشحن البضاعة ‪ ،‬إواذا تضمن سند الشحن إحالة إلى مشارطة اليجار المتعلقة‬

‫بالسفينة ‪ ،‬فعلى البائع أن يزود المشترى بنسخة من هاذه المشارطة ‪.‬‬

‫‪ – 29‬ملحوظة ‪:‬‬

‫سند الشحن النظيف هاو السند الذى ل يتضمن أية شروط تحفظية بشأن الحالة المعيبة‬

‫للبضاعة أو عيوب الحزم أو التغليف ‪ ،‬أو التعبئة ‪.‬‬

‫ول تؤدى التحفظات التالية إلى أن يصبح سند الشحن النظيف سند شحن غير نظيف ‪:‬‬

‫) أ ( الشروط التى ل تقرر صراحة أن حزم البضاعة أو تغليفها فى حالة غير مرضية ‪،‬‬

‫كأن يقال مثل " صناديق أو براميل مستعملة " ‪.‬‬

‫)ب( الشروط التى تقرر عدم مسئولية الناقل عن المخاطر التى تنجم عن طبيعة البضاعة‬

‫أو طريقة حزمها أو تغليفها أو تعبئتها ‪.‬‬


‫)جـ( الشروط التى ل ترتب أى التزام على الناقل إزاء عدم علمه بمحتويات البضاعة أو‬
‫وزنها أو قياسها أو نوعها أو مواصفاتها الفنية ‪ }.‬صفحة ‪{43‬‬

‫‪ – 7‬يتحمل البائع على نفقته ‪ ،‬النفقات المعتادة لحزم البضاعة أو تغليفها أو تعبئتها ‪ ،‬ما‬

‫لم يقض العرف التجارى بشحن البضاعة صبا ‪.‬‬

‫‪ – 8‬يتحمل البائع جميع نفقات عمليات معاينة البضاعة ) كفحص نوع البضاعة أو‬

‫قياسها أو وزنها أو عدهاا ( والتى تكون لزمة لعملية شحن البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 9‬يتحمل البائع جميع الرسوم والضرائب المستحقة على البضاعة حتى تمام شحنها بما‬

‫فى ذلك أى ضرائب أو رسوم تحصل عليها بسبب التصدير وكذلك النفقات التى تتطلبها أية‬

‫إجراءات يقتضيها تنفيذ التزام البائع بشحن البضاعة على ظهر السفينة الناقلة ‪.‬‬

‫‪ – 10‬يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير ) البند )‪ (5‬من التزامات‬

‫المشترى ( بشهادة المصدر ‪ ،‬ويتحمل المشترى الرسوم القنصلية لذلك ‪.‬‬

‫‪ – 11‬يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلب الخير وتحت مسئوليته وعلى نفقته ‪،‬‬

‫كل مساعدة فى الحصول على أية مستندات بخلف ما ذكر فى البند السابق‪ ،‬تحرر فى دولة‬

‫الشحن أو فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى قد يتطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول‬
‫) وكذلك إذا لزم المر لعبورهاا خلل دولة أخرى ( ‪.‬‬

‫‪ – 30‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يقبل المشترى المستندات التى يقدمها البائع إليه إذا كانت مطابقة لما تم التفاق عليه‬

‫فى عقد البيع ‪ ،‬وعليه أن يدفع الثمن المتفق عليه فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم المشترى باستلم البضاعة فى ميناء الوصول المتفق عليه وبأن يتحمل – مع‬
‫استثناء أجرة النقل – جميع النفقات والعباء } صفحة ‪ { 44‬المتعلقة بالبضاعة أثناء نقلها خلل‬

‫الرحلة البحرية حتى وصولها إلى ميناء الوصول ‪ ،‬وكذلك نفقات تفريغ البضاعة بما فى ذلك‬

‫مصاريف استعمال الصنادل ورسوم استعمال رصيف الرسو فى ميناء الوصول ) وتسمى فى العمل‬
‫رسوم التراكى ( ما لم تكن هاذه المصاريف والرسوم داخلة ضمن أجرة النقل أو حصلتها شركة‬

‫الملحة عند دفع أجرة النقل ‪.‬‬

‫‪ – 31‬ملحوظة ‪:‬‬

‫إذا كان البيع على أساس “ ‪ ” C & F Landed‬فإن البائع يلتزم بمصاريف الصنادل‬

‫ورسوم التراكى ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى جميع مخاطر البضاعة منذ وقت عبورهاا فعل لحاجز السفينة الناقلة‬

‫فى ميناء الشحن ‪.‬‬

‫‪ – 4‬فى الحالة التى يحتفظ المشترى فيها بحقه فى تحديد مهلة يتم خللها شحن البضاعة‬

‫أو بحقه فى اختيار ميناء الوصول ‪ ،‬وأخفق المشترى فى إصدار تعليماته فى هاذا الشأن إلى البائع‬

‫فى الوقت المناسب ‪ ،‬فإن المشترى يتحمل جميع النفقات الضافية التى تترتب على البضاعة‬

‫وكذلك يتحمل المخاطر المتعلقة بالبضاعة منذ وقت انتهاء المهلة المحددة ‪ ،‬بشرط أن تكون‬

‫البضاعة دائما مطابقة للعقد وتم تجنيبها باعتبارهاا البضاعة محل التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم المشترى بدفع جميع نفقات وتكاليف الحصول على شهادة المصدر والوثائق‬

‫القنصلية ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يلتزم المشترى بجميع نفقات الحصول على المستندات المشار إليها فى البند )‪(11‬‬

‫من التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يلتزم المشترى بتحمل جميع الرسوم الجمركية وأية رسوم أو ضرائب أخرى تدفع فى‬
‫وقت أو بسبب عملية استيراد البضاعة ‪ } .‬صفحة ‪{ 45‬‬

‫‪ – 8‬يلتزم المشترى بأن يقوم على نفقته وتحت مسئوليته بالحصول على إذن استيراد‬

‫البضاعة أو ما يشابهه والذى قد يكون مطلوب ا لستيراد البضاعة فى دولة الوصول ‪.‬‬

‫سادس ا ‪ :‬البيع مع اللتزام بنفقات البضاعة‬


‫وأجرة النقل ومصاريف التأمين‬

‫)‪Cost, Insurance and Freight (CIF‬‬

‫‪ – 32‬المقصود به ‪:‬‬

‫يعتبر هاذا العقد الذى يشمل التزام البائع فيه دفع نفقات البضاعة ومصاريف التأمين عليها‬

‫وأجرة نقلها هاو ذات العقد السابق مع إضافة مصاريف التأمين على عاتق البائع ليقدم إلى المشترى‬

‫وثيقة تأمين ضد أخطار هالك أو تلف البضاعة أثناء نقلها ‪ ،‬فيتعاقد البائع مع المؤمن ويدفع قسط‬

‫التأمين ‪ ،‬إذ يشمل الثمن المحدد لهذا البيع هاذه النفقات ‪ ،‬ول يلتزم البائع إل بإجراء تأمين وفقا للحد‬

‫الدنى لشروط التأمين على البضاعة وهاو التأمين على أساس شروط ) العفاء من الخسارة‬

‫الخصوصية “ ‪. (”.F.P.A‬‬

‫‪ – 33‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫إحالة‪ :‬تقع على البائع فى هاذا البيع جميع اللتزامات السابقة فىالبيع “ ‪ ” C & F‬والذى‬

‫عرضنا لحكامه فيما تقدم ‪.‬‬

‫ويلتزم فضل عما تقدم بأن يزود المشترى على نفقته ) أى نفقة البائع ( بوثيقة تأمين بحرى‬

‫ضد أخطار نقل البضاعة المتعاقد عليها ويتم التعاقد فى هاذا التأمين مع مؤمنين أو شركات تأمين‬
‫ذات سمعة طيبة ‪ ،‬ووفقا لشروط التأمين “ ‪ ” FPA‬أى مع عدم تحمل المؤمن الخسارة الخاصة ‪،‬‬

‫على أن يغطى هاذا التأمين الثمن المذكور فى عقد البيع “ ‪ ” CIF‬مع إضافة نسبة مئوية قدرهاا‬
‫‪ % 10‬من هاذا }صفحة ‪ { 46‬الثمن ‪ .‬وتحدد قيمة التأمين بالعملة المحددة فى عقد البيع كلما‬

‫أمكن ذلك ‪ .‬ول تتضمن أخطار النقل المغطاة فى التأمين ‪ ،‬الخطار الخاصة المغطاة فى أنواع‬

‫معينة من التجارة أو الخطار التى يرغب المشترى فى حماية خاصة لها ما لم يتفق على غير ذلك‬

‫‪ .‬ومن بين الخطار الخاصة التى يتفق بين البائع والمشترى على اعتبارهاا من الخطار المغطاة‬

‫فى التجارة‪ ،‬السرقة والنهب والكسر والتهشم والرشح والحتكاك ببضاعة أخرى وغير ذلك من‬

‫الخطار المتعلقة بأنواع معينة من التجارة ‪.‬‬


‫ويجوز بناء على طلب المشترى وعلى نفقته أن يقوم البائع بالتأمين ضد أخطار الحرب‬

‫وبالعملة المتفق على سداد ثمن البضاعة بها كلما أمكن ذلك ‪.‬‬

‫وبالضافة إلى التزام البائع بتزويد المشترى بسند شحن نظيف طبقا لللتزام الوارد فى البند‬

‫)‪ (6‬فى البيع ‪ ، C & F‬يلتزم البائع أيضا بأن يزود المشترى فى البيع “ ‪ ” C I F‬بوثيقة تأمين‬

‫‪ ،‬أو بشهادة تأمين ) إذا لم تكن الوثيقة معدة وقت تقديم مستندات البيع من البائع إلى المشترى (‬

‫تصدر من المؤمن وتتضمن منح حاملها ذات الحقوق التى تمنحها وثيقة التأمين وكما لو كان حاملا‬
‫لهذه الوثيقة ‪.‬‬

‫‪ – 34‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫تعتبر التزامات المشترى فى هاذا البيع هاى ذات التزاماته فى البيع السابق عرضه ولكن‬

‫يلحظ أن المشترى يتحمل جميع النفقات والعباء المالية المتعلقة بالبضاعة أثناء نقلها خلل‬

‫الرحلة البحرية ‪ ،‬فيما عدا أجرة النقل ومصاريف التأمين البحرى ‪ .‬إواذا تم التأمين ضد أخطار‬
‫الحرب ‪ ،‬فإن المشترى يتحمل مصاريف هاذا التأمين ‪}.‬صفحة ‪{47‬‬

‫سابعا ‪ :‬البيع تسليم السفينة أو تسليم رصيف ميناء الوصول‬

‫‪Ex Ship or Ex Quay‬‬

‫‪ – 35‬المقصود به ‪:‬‬

‫يقصد بهذا النوع من البيوع ‪ ،‬أن البائع يلتزم بتسليم البضاعة إلى المشترى على ظهر‬

‫السفينة فى ميناء الوصول المحدد فى عقد البيع ‪ .‬وعلى ذلك يلتزم البائع بجميع نفقات البضاعة‬

‫ومخاطرهاا حتى يتم تسليمها فى ميناء الوصول ‪ .‬ولذلك فإن هاذا البيع يسمى عادة بيع ميناء‬

‫الوصول ‪.‬‬

‫وقد يتسع نطاق التزام البائع فى بيوع ميناء الوصول إذا كان البيع تسليم رصيف ميناء‬

‫الوصول ‪ ،‬وهاذا يعنى أن يظل التزام البائع قائما حتى يتم تسليم البضاعة ل على ظهر السفينة التى‬
‫مكثت فى ميناء الوصول بل على رصيف ميناء الوصول أى بعد أن يتم تفريغ البضاعة ‪ ،‬ويسمى‬

‫البيع هانا ‪ Ex Quay‬أى تسليم رصيف الميناء ‪ ،‬وقد يكون هاذا البيع ذاته بيع تسليم الميناء مع دفع‬

‫الرسوم الجمركية ‪ . Ex Quay, duty paid‬وقد يكون بيع تسليم رصيف الميناء مع التزام‬

‫المشترى بالرسوم الجمركية ‪ Ex Quay duties on Buyer’s account‬وفى الصورة الولى‬

‫يقع اللتزام بالتخليص على البضاعة جمركي ا على البائع بينما يقع هاذا اللتزام على المشترى فى‬

‫الصورة الثانية‪.‬‬

‫‪ – 36‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ‪ ،‬وبتسليم المشترى‬

‫المستندات الدالة على ذلك إذا كان العقد ينص عليها ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يلتزم البائع بأن يضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت المحدد فى العقد‬
‫على ظهر السفينة فى ميناء التفريغ المسمى فى } صفحة ‪ {48‬عقد البيع ‪ ،‬حتى يمكن تفريغها‬

‫بالوسائل المناسبة المتفقة مع طبيعة البضاعة ‪.‬‬

‫أما إذا كان البيع تسليم الرصيف ‪ ،‬فيلتزم البائع بوضع البضاعة تحت تصرف المشترى‬

‫على رصيف ميناء الوصول المتفق عليه والمحدد فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يلتزم البائع بأن يتحمل جميع مخاطر البضاعة ونفقاتها فى اللحظة التى توضع فيها‬

‫فعل تحت تصرف المشترى طبقا للبند )‪ (2‬المتقدم ‪ ،‬بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة للعقد‬

‫ومفرزة بحيث يمكن اعتبارهاا البضاعة محل التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يلتزم البائع بمصاريف حزم البضاعة أو تعبئتها أو تغليفها ‪ ،‬ما لم يقض العرف‬

‫التجارى بشحن البضاعة صب ا ‪.‬‬

‫وفى البيع تسليم الرصيف ‪ ،‬فإن البائع يتحمل هاذه المصاريف بما يتفق مع طبيعة البضاعة‬

‫والتزامه بتسليمها على رصيف ميناء الوصول ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم البائع بمصاريف معاينة البضاعة حتى يتم تسليمها للمشترى طبقا للبند )‪(2‬‬

‫السابق ‪.‬‬
‫‪ – 6‬يلتزم البائع على نفقته بأن يخطر المشترى بدون تأخير ‪ ،‬بالتاريخ المتوقع لوصول‬

‫السفينة الناقلة المسماة فى العقد وأن يزوده فى الوقت المناسب بسند الشحن أو أمر التسليم أو أى‬

‫مستند آخر يكون ضروريا لتمكين المشترى من استلم البضاعة ‪ .‬وفى البيع تسليم الرصيف يلتزم‬

‫البائع بتسليم المشترى المستندات المطلوبة لرفع البضاعة من رصيف ميناء الوصول ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير وعلى نفقته بشهادة المصدر‬
‫والفاتورة القنصلية ‪ } .‬صفحة ‪{ 49‬‬

‫‪ – 8‬يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلب الخير وتحت مسئوليته وعلى نفقته كل‬

‫مساعده لزمة للحصول على أية مستندات بخلف المذكورة فيما تقدم ‪ ،‬وتصدر فى دولة الشحن أو‬

‫فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى يتطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول ) أو إذا لزم المر‬

‫لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ( ‪.‬‬

‫‪ – 37‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يلتزم المشترى باستلم البضاعة بمجرد أن توضع تحت تصرفه طبقا للبند )‪ (2‬من‬

‫التزامات البائع ‪ ،‬كما يلتزم بدفع الثمن المنصوص عليه فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمل المشترى جميع مخاطر البضاعة ونفقاتها منذ اللحظة التى توضع فيها‬
‫البضاعة تحت تصرفه طبقا للبند )‪ (2‬من التزامات البائع ‪ ،‬بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد‬

‫مفرزة باعتبارهاا البضاعة محل التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المشترى جميع مصاريف وأعباء البضاعة والتى يتحملها البائع فى سبيل‬

‫الحصول على المستندات المشار إليها فى البندين )‪ (8) ، (7‬من التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يلتزم المشترى تحت مسئوليته وعلى نفقته بأن يقدم جميع التراخيص أو المستندات‬

‫المماثلة التى قد تكون مطلوبة بقصد تفريغ البضاعة فى ميناء الوصول أو بقصد استيرادهاا ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يلتزم المشترى بأن يتحمل جميع النفقات والعباء والرسوم الجمركية ونفقات التخليص‬

‫وجميع اللتزامات والضرائب الخرى التى تدفع بقصد تفريغ واستيراد البضاعة‪.‬‬
‫ونلحظ أن هاذا اللتزام ل محل له فى البيع تسليم الرصيف مع تحمل البائع الرسوم‬
‫الجمركية ‪ } .‬صفحة ‪{ 50‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هوامش الباب الول‬

‫)‪ (1) (1‬انظر دليل المصطلحات التجارية الدولية الصادر عن شركة النصر للتصدير‬

‫والستيراد من إعداد وترجمة الستاذ مختار السويفى ‪.‬‬

‫)‪ (2) (2‬وتعرف في العمل بالحروف ‪ ICC‬وهاى الحروف الولى لعبارة ‪:‬‬

‫‪. International Chamber of Commerce‬‬

‫)‪ (3) (3‬كالحبوب والدقيق والخضروات والموالح والكروم والنبيذ وغيرهاا من البضائع ‪.‬‬
‫الباب الثانى‬

‫اتفاقية المم المتحدة للبيع الدولى للبضائع‬

‫‪ – 38‬تقديم للموضوع ‪:‬‬

‫يعتبر البيع الدولى فى أساسه بيعا للبضائع وبالتالى ‪ ،‬فإنه يثير كافة المشاكل التجارية‬

‫والقانونية المتعلقة ببيع البضائع ‪ ،‬إل أنه يستمد صفته الدولية من وجود البائع والمشترى فى دولتين‬

‫مختلفتين ‪.‬‬

‫ويهتم البائع عادة فى البيوع الدولية ‪ ،‬بتوفير ضمان له للحصول على ثمن البضاعة المبيعة‬

‫بينما يعنى المشترى بأل يدفع الثمن قبل أن يتحقق من إرسال البضاعة إليه ‪ ،‬وتلعب البنوك دو ار‬

‫‪ ،‬كما يشارك الناقلون والمؤمنون أيضا‬ ‫)‪(1‬‬


‫هااما فى هاذا الصدد عن طريق نظام العتماد المستندى‬

‫فى توفير ضمانات البيع الدولى ‪ ،‬ذلك أن عقد البيع الدولى للبضائع ل يتضمن فقط النص على‬

‫اللتزام بالتسليم واللتزام بدفع الثمن إوانما يتضمن كذلك مسائل أخرى مثل نقل البضاعة من دولة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫البائع إلى دولة المشترى والتأمين على البضاعة وكذلك طريقة سداد الثمن‬

‫وتتميز العقود الدولية لبيع البضائع إذن ‪ ،‬بخصائص ل تتوافر فى البيوع الداخلية‪ ،‬فالبيع‬

‫الدولى للبضائع تتصل به اتصال لزما بعض العقود الدولية الخرى ‪ ،‬من ذلك عقد نقل البضائع‬
‫بح ار أو جوا عند تصديرهاا ‪ ،‬وعقد التأمين على البضائع ‪ ،‬كما أن دفع }صفحة ‪ { 51‬الثمن يتم من‬

‫خلل عقد فتح العتماد المستندى الذى يبرمه المشترى مع البنك المراسل ‪ ،‬وبالتالى فإن البيع‬

‫الدولى للبضائع يكون وحدة من العقود الدولية ترتبط معا ككل ‪ ،‬يشكل عملية التبادل التجارى الدولى‬

‫)‪ . (3‬وقد اهاتمت بعض الهيئات الدولية بوضع قواعد موحدة للبيع التجارى الدولى سواء فى شكل‬

‫شروط عامة أو عقود نموذجية أو اتفاقيات دولية ‪.‬‬

‫‪ – 39‬اتفاقيات لهاى بشأن البيع الدولى ‪:‬‬

‫بدأ التفكير أول فى توحيد القاعدة التى تقرر أى القوانين الوطنية يكون واجب التطبيق على‬

‫عقود البيع الدولى عندما يثور النزاع بين أطراف هاذه العقود ‪ ،‬وأسفرت الجهود التى بذلت فى هاذا‬
‫الصدد عن إبرام اتفاقية لهااى فى ‪ 15‬يونيو سنة ‪ 1955‬بشأن تحديد القانون الواجب التطبيق على‬

‫واحتوت هاذه التفاقية على القواعد التية ‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬


‫عقود البيع الدولى للبضائع‬

‫)أ( يطبق على عقد البيع الدولى القانون الوطنى الذى يعينه الطرفان ‪.‬‬

‫)ب( إن لم يتم هاذا التعيين ‪ ،‬فيطبق القانون الوطنى للدولة التى يكون فيها للبائع محل‬
‫إقامة معتاد ‪ } .‬صفحة ‪{ 52‬‬

‫) جـ( يرد على القاعدة السابقة استثناءان ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬إذا تلقى البائع المر بالشراء بواسطة فرع له فى إحدى الدول ‪ ،‬فإن القانون الواجب‬

‫التطبيق يكون قانون الدولة التى يوجد فيها هاذا الفرع ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا تلقى البائع أو وكيله المر بالشراء فى الدولة التى يوجد فيها المشترى ‪ ،‬فإن قانون‬

‫الدولة التى يتخذ فيها المشترى محل إقامته العادية ‪ ،‬يكون الواجب التطبيق ‪.‬‬

‫على أن توحيد قاعدة تحديد القانون الواجب التطبيق على البيوع الدولية لم تؤد إلى توحيد‬

‫القواعد الموضوعية لهذه البيوع ‪.‬‬

‫ولمس المجتمع الدولى ضرورة توحيد هاذه القواعد ‪ ،‬لذلك اهاتم معهد روما لتوحيد القانون‬

‫الخاص بهذا المر ووضع الفقيه اللمانى أرنست رابل مشروعين لقانونين موحدين للبيوع الدولية ‪،‬‬
‫وبعد ثلثين عاما من العداد لهذين القانونين ‪ ،‬أقرهاما مؤتمر عقد فى لهااى فى ‪ 25‬أبريل سنة‬

‫‪ . 1964‬ويعتبر القانون الول قانونا موحدا للبيوع ويطلق على الثانى القانون الموحد لتكوين عقد‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫البيع الدولى للبضائع‬

‫ويهدف القانون الموحد للبيوع الدولية إلى توحيد القواعد الموضوعية لهذه البيوع‪ .‬وبالضافة‬

‫إلى قواعده العامة ‪ ،‬فإن هاذا القانون ينقسم إلى أقسام أربعة ‪ ،‬التزامات المشترى ‪ ،‬والتزامات البائع ‪،‬‬

‫ونصوص مشتركة تعالج التزامات كل من البائع والمشترى ‪ ،‬وانتقال المخاطر ‪ .‬أما القانون الثانى‬

‫الخاص بتكوين العقد ‪ ،‬فيعتبر مكملا للول ‪ ،‬وبالرغم من وصفه بأنه يتعلق بتكوين عقد البيع ‪ ،‬فإنه‬
‫ل يتناول كل أركان العقد إوانما يعالج فقط ركن الرضا ‪ ،‬بل انه } صفحة ‪ { 53‬ل يعالج هاذا الركن‬

‫كاملا إوانما يتكلم عن اليجاب والقبول ولم يتعرض لعيوب الرضا ‪ ،‬ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى‬
‫صعوبة التوحيد فى المسائل الخرى المتعلقة بتكوين العقد مثل أهالية المتعاقدين وعدم مشروعية‬

‫المحل ‪ ،‬والسبب والغلط والكراه والتدليس فكلها أمور تتفاوت من دولة إلى أخرى تبعا لتفاوت‬

‫المعايير الخلقية والجتماعية )‪. (6‬‬

‫وقد انضمت إلى هااتين التفاقيتين كل من المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا الغربية إوايطاليا‬

‫وهاولندا وجامبيا وسان مارينو ‪ ،‬وأصبحت التفاقية سارية فى بعض هاذه الدول منذ ‪ 18‬أغسطس‬

‫‪ 1972‬وفى إيطاليا منذ ‪ 23‬أغسطس سنة ‪. 1972‬‬

‫‪ – 40‬اتفاقية المم المتحدة ‪:‬‬

‫رأينا آنفا الدول التى صدقت على اتفاقيتى لهااى للبيع الدولى )‪ (1964‬ومن الغريب أنه لم‬

‫تكن من بين هاذه الدول فرنسا والوليات المتحدة المريكية برغم أنهما من الدول الموقعة على‬

‫التفاقيتين كما عزفت معظم الدول النامية عن التوقيع عليهما تأسيسا على أنهما لصالح بائعى‬

‫السلع التى تنتجها الدول الصناعية المتقدمة ‪ ،‬فضل عن أن الدول النامية لم تكن ممثلة فى لجنة‬

‫صياغة هااتين التفاقيتين ‪ ،‬لذلك فإن انتشار هااتين التفاقيتين كقانون تجارى موحد للتجارة الدولية‬

‫لم يتحقق خاصة أن الدول الشتراكية لم تشارك أيضا فى وضعهما ‪.‬‬

‫على أن المجهودات الدولية لتحقيق وجود هاذا القانون الموحد لم تتوقف ‪ ،‬بعد فشل اتفاقيتى‬
‫لهااى للبيع الدولى ‪ } .‬صفحة ‪{ 54‬‬

‫وتصدت لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية ‪ UNCITRAL‬للقيام بهذه المهمة‬

‫فشكلت مجموعة عمل لوضع قانون موحد للبيوع الدولية ‪ ،‬على أن هاذه المجموعة لم تبدأ من فراغ‬

‫إوانما اتخذت من اتفاقيتى لهااى سنة ‪ 1964‬أساسا لعملها فى محاولة لوضع قانون موحد يكون‬

‫مقبول بقدر المكان من عدد كبير من الدول ‪.‬‬

‫وقد انتهت مجموعة العمل من إعداد المشروع الول للتفاقية فى يناير ‪ 1976‬والذى‬

‫صدقت عليه اللجنة فى اجتماعها الذى عقد فى فيينا فى مايو ويوليو ‪ ، 1977‬كما أن مشروع‬

‫التفاقية الخاص بتكوين عقد البيع والذى اقترحته مجموعة العمل قد تم التداول فيه فى اجتماع‬

‫اللجنة بنيويورك سنة ‪ 1978‬وأدمج فى القانون الموضوعى للبيع الدولى ‪.‬‬


‫‪،‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫وبتاريخ ‪ 11‬أبريل سنة ‪ 1980‬تم توقيع التفاقية فى فيينا وقد وقعتها عشرون دولة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫وصدرت التفاقية باللغات الرسمية الست للمم المتحدة‬

‫وبتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪ 1982‬انضمت مصر إلى هاذه التفاقية ولم تكن قد وقعت عليها حتى‬

‫انتهاء التاريخ المحدد للتوقيع فى ‪ 30‬سبتمبر عام ‪. 1981‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 99‬من اتفاقية فيينا سنة ‪ 1980‬على أن تدخل التفاقية فى مرحلة النفاذ‬

‫فى اليوم الول للشهر التالى لنتهاء اثنى عشر شه ار بعد تاريخ إيداع وثيقة التصديق من الدولة‬
‫العاشرة ‪ } .‬صفحة ‪{ 55‬‬

‫وبدأ نفاذ التفاقية طبقا للنص السابق فى أول يناير ‪ 1988‬فيما يتعلق بإحدى عشرة دولة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫من بينها مصر‬

‫وقد نصت المادة ‪ 99‬من اتفاقية فيينا سنة ‪ 1980‬أيضا على أن الدولة التى تصدق أو‬

‫توافق أو تنضم إليها وكانت طرفا فى أى أو كل من اتفاقيتى لهااى سنة ‪ ) 1964‬الولى بشأن‬

‫تكوين عقد البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬والثانية تتعلق بالبيع الدولى ذاته من الناحية الموضوعية ( تعتبر‬

‫منسحبة من أى أو كل من هااتين التفاقيتين وذلك بإخطار الحكومة الهولندية بذلك ‪.‬‬

‫ونلحظ أن اتفاقية فيينا تتضمن أربعة أقسام على النحو التالى ‪-:‬‬

‫القسم الول ‪ :‬فى نطاق تطبيق التفاقية والحكام العامة لها ‪.‬‬

‫القسم الثانى ‪ :‬فى تكوين عقد البيع الدولى للبضائع ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬فى الحكام الموضوعية للبيع الدولى للبضائع ‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬فى الحكام الختامية ‪.‬‬

‫أى أن هاذه التفاقية قد جمعت فى نصوصها بين الحكام التى تضمنتها اتفاقيتا لهااى سنة‬

‫‪ 1964‬بشأن تكوين العقد والحكام الموضوعية له ‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 92‬من اتفاقية فيينا على حق أية دولة متعاقدة عند التوقيع أو التصديق‬

‫أو الموافقة أو النضمام للتفاقية أن تلتزم فقط بأحد القسمين الثانى أو الثالث من هاذه التفاقية ‪،‬‬
‫والمقصود من هاذا الحكم توفير الحرية اللزمة للدول للنضمام إلى أحد الموضوعين } صفحة‬

‫‪ { 56‬اللذين يعالجهما كل من القسم الثانى والثالث من التفاقية كما لو كان كل منهما اتفاقية‬

‫مستقلة تعالج موضوعا مستقل ‪ ،‬كما هاو الشأن بالنسبة لتفاقيتى لهااى سنة ‪. 1964‬‬

‫ونلحظ أن السمة الرئيسية التى تتسم بها اتفاقية فيينا هاى مرونة أحكامها وحمايتها لمصالح‬

‫المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 41‬خطة البحث ‪:‬‬

‫سنتبع فى دراستنا لهذه التفاقية الخطة التى اتبعتها فى عرض أحكامها فنقسم الدراسة إلى‬

‫فصول ثلثة على النحو التالى ‪-:‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬نطاق تطبيق التفاقية‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تكوين عقد البيع ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الحكام الموضوعية للبيع الدولى ‪} .‬صفحة ‪{ 57‬‬

‫هوامش‬

‫)‪ (1) (1‬جورجيت صبحى فى مؤلفها مبدأ الستقلل فى العتماد المستندى ‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية ‪ 1992‬رقم ‪ 9‬ص ‪. 22‬‬

‫)‪D.M. Day: The Law of International Trade, Butterworths, London 1981, (2) (2‬‬

‫‪. pp.1 – 2‬‬

‫‪Clive M. Schmitthoff : The Export Trade, 6 th ed., Stevens,‬‬ ‫)‪London (3) (3‬‬

‫‪1975, pp.6-7‬‬

‫)‪ (4) (4‬اقر هاذه التفاقية مؤتمر لهااى للقانون الدولى الخاص فى جلسته السابعة التى‬

‫انعقدت سنة ‪ ، 1951‬ويجب عدم الخلط بين هاذا المؤتمر ومؤتمر لهااى الذى عقد سنة‬
‫‪ 1964‬والذى أقر القوانين الموحدة للبيع الدولى التى وضعها معهد روما لتوحيد القانون‬

‫الخاص ‪ ،‬وتعتبر اتفاقية سنة ‪ 1955‬نافذة فى كل من بلجيكا والدانمارك وفنلندا وفرنسا‬

‫إوايطاليا والنرويج والسويد ‪.‬‬

‫)‪ (5) (5‬شميتوف فى قانون تجارة التصدير ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 109‬ص ‪– 118‬‬

‫‪.127‬‬

‫)‪ (6) (6‬محسن شفيق ‪ :‬اتفاقيات لهااى لعام ‪ 1964‬بشأن البيع الدولى للمنقولت المادية‬

‫‪ ،‬مذكرات لدبلوم القانون الخاص ‪ 1973 – 1972‬ص ‪. 94‬‬

‫)‪ (7) (7‬هاذه الدول هاى ‪ ،‬النمسا وشيلى والصين وتشيكوسلوفاكيا والدانمراك وألمانيا التحادية‬

‫وألمانيا الديمقراطية وفنلندا وغانا إوايطاليا ويوغوسلفيا وليسوتو وهاولندا والنرويج وبولندا‬

‫والسويد وسنغافورة والمجر والوليات المتحدة المريكية وفنزويل ‪.‬‬

‫)‪ (8) (8‬العربية والنجليزية والفرنسية والسبانية والروسية والصينية ‪.‬‬

‫)‪ (9) (9‬هاذه الدول هاى الرجنتين إوايطاليا وسوريا وزامبيا والصين وفرنسا وليسوتو ومصر‬

‫والمجر والوليات المتحدة المريكية ويوغسلفيا ‪.‬‬

‫الفصل الول‬

‫نطاق تطبيق التفاقية‬

‫‪ – 42‬تقسيم ‪:‬‬

‫خصصت اتفاقية فيينا الفصل الول من القسم الول منها لتحديد نطاق تطبيق هاذه التفاقية ‪،‬‬

‫ويحتوى هاذا الفصل على ست مواد ‪ ،‬تحدد أول المقصود بدولية البيع ‪ ،‬ثم تعرض للبيوع المستبعدة‬

‫من التفاقية ‪ ،‬وأخي ار تعدد المسائل المستبعدة من نطاق تطبيقها ‪.‬‬

‫الفرع الول‬
‫معيار الدولية‬

‫‪ – 43‬اختلف مكان وجود مراكز أعمال أطراف البيع ‪:‬‬

‫تقضى المادة الولى من التفاقية بأن تطبق أحكامها على بيع البضائع الذى يتم بين‬

‫أطراف توجد مراكز أعمالهم ‪ Places of business‬فى دول مختلفة وذلك ‪- :‬‬

‫متى كانت هاذه الدول دول متعاقدة ‪ ،‬أو ؛‬ ‫)‪(II‬‬ ‫)‪(II‬‬

‫)ب( متى أشارت قواعد القانون الدولى الخاص إلى تطبيق قانون دولة متعاقدة ‪.‬‬

‫ويبين من ذلك أن اتفاقية فيينا ل تكتفى لعتبار البيع دوليا ‪ ،‬أن تقع مراكز أعمال أطراف‬
‫البيع فى دول مختلفة ‪ ،‬كما كانت تقضى } صفحة ‪ { 59‬أحكام القانون الموحد الملحق باتفاقية‬

‫لهااى ‪ ،‬إوانما تطلبت توافر أحد أمرين ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن تكون مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة متعاقدة ‪different‬‬

‫‪ ، contracting states‬ول يكفى أن تكون إحدى أو بعض هاذه الدول من الدول المتعاقدة بل‬

‫يجب أن تكون جميعها كذلك ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬متى أشارت قواعد القانون الدولى الخاص فى الدولة التى يعرض عليها النزاع إلى‬

‫تطبيق قانون دولة معينة ‪ ،‬فإن هاذه الدولة يجب أن تكون من الدول المتعاقدة ‪ ،‬ويعنى ذلك أن‬
‫التفاقية ل تكون واجبة التطبيق إل إذا تبين للقاضى فى الدولة المعروض عليها النزاع أن قانون‬

‫دولة متعاقدة هاو القانون الواجب التطبيق على النزاع ‪ ،‬عندئذ فإنه يطبق قواعد اتفاقية فيينا على‬
‫)‬
‫النزاع ‪ ،‬وذلك سواء أكانت دولة القاضى المعروض عليه النزاع دولة متعاقدة أم دولة غير متعاقدة‬

‫‪. (1‬‬

‫وقد قضت المادة ‪ 95‬من التفاقية بوضع تحفظ يجوز بمقتضاه للدولة عند التصديق أو‬

‫النضمام إليها أن تقرر عدم تطبيق هاذا الحكم )‪. (2‬‬

‫أما اتفاقية لهااى فلم تشترط عند وجود مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة أن تكون‬

‫هاذه الدول متعاقدة ‪ ،‬وان كانت المادة الثالثة من اتفاقية لهااى وضعت تحفظا بمقتضاه يجوز لكل‬
‫دولة عند التصديق على التفاقية أو النضمام إليها أن تقرر أنها سوف ل تطبق} صفحة ‪{ 60‬‬

‫أحكام القانون الموحد إل إذا كانت مراكز أعمال أطراف البيع موجودة فى دول متعاقدة مختلفة )‪. (3‬‬

‫‪ – 44‬الكتفاء بوجود علقة أجنبية ‪:‬‬

‫تشترط أحكام القانون الموحد فى اتفاقية لهااى لتطبيق أحكامه أن تكون هاناك علقة عبر‬

‫الحدود سواء فى تكوين عقد البيع أو فى تنفيذه ‪ ،‬ذلك أن هاذه التفاقية أخذت بمعيارين فى تحديد‬

‫دولية البيع ‪ ،‬الول شخصى وهاو وجود مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة ل يشترط أن‬

‫تكون متعاقدة بشرط أن يتوافر أيضا معيار موضوعى من المعايير الثلثة التى وضعتها وهاى تبادل‬

‫اليجاب والقبول عبر دولتين ‪ ،‬أو انتقال الشئ المبيع من دولة إلى أخرى أو تسليم المبيع فى دولة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫غير التى أبرم فيها البيع‬

‫أما اتفاقية فيينا فإنها لم تحتفظ بهذه المعايير برغم أن الخذ بها يؤكد الطبيعة الدولية للبيع‬

‫‪ ،‬واكتفت اتفاقية فيينا بأن تكون مراكز أعمال أطراف عقد البيع فى دول مختلفة ‪ ،‬ولو تم تكوين‬

‫العقد وتنفيذه فى دولة واحدة بل ولو كانت هاذه الدولة التى تم فيها تكوين العقد وتنفيذه دولة غير‬

‫متعاقدة ‪.‬‬

‫وتنص الفقرة )‪ (2‬من المادة الولى من اتفاقية فيينا بأنه ل يعتد بتحقق واقعة وجود مراكز‬

‫أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة كلما كانت هاذه الواقعة غير ظاهارة من العقد أو من المعاملت‬
‫السابقة بين أطراف البيع أو من المعلومات التى صرح بها أطراف البيع فى أى وقت قبل أو عند‬
‫إبرام عقد البيع ‪ .‬ويقصد بهذه الفقرة أنه لكى يمكن } صفحة ‪ { 61‬تطبيق التفاقية فإن واقعة وجود‬

‫مراكز أعمال طرفى العقد فى دول مختلفة ‪ ،‬يجب أن تكون ظاهارة عند إبرام العقد وليس بعد ذلك‬

‫سواء من نصوص العقد أو من المعاملت السابقة بين طرفيه أو من أية معلومات أدلى بها طرفا‬
‫)‪(5‬‬
‫البيع ‪.‬‬

‫‪ - 45‬عدم العتداد بجنسية أطراف البيع ‪:‬‬

‫تقضى الفقرة الثالثة من المادة الولى من اتفاقية فيينا بأنه ل يعتد بجنسية أطراف عقد البيع‬

‫فى تحديد نطاق تطبيق التفاقية ‪.‬‬


‫ويبين من هاذا النص أن اتفاقية فيينا تأخذ بذات الحكم الذى نصت عليه الفقرة الثالثة من‬

‫المادة الولى من القانون الموحد الملحق باتفاقية لهااى ‪ .‬ويعنى ذلك أنه ل يمنع من اعتبار البيع‬

‫دوليا أن يقع بين شخصين من جنسية واحدة مادام أن معيار الدولية التى حددته اتفاقية فيينا يتوافر‬

‫فى عقد البيع ‪.‬‬

‫ويذهاب رأى إلى أن استبعاد ضابط اختلف جنسية المتعاقدين كمعيار لتحديد دولية البيع‬

‫يرجع إلى تباين القوانين الوطنية فى مجال الجنسية تباينا يخشى معه اضطراب الحدود التى تفصل‬

‫بين القانون الموحد )اتفاقية لهااى ( والقوانين الوطنية )‪.(6‬‬

‫‪ – 46‬عدم العتداد بتجارية البيع أو أطرافه ‪:‬‬

‫تقضى الفقرة الثالثة من المادة الولى من اتفاقية فيينا ‪ ،‬أيضا بعدم العتداد بصفة أطراف‬

‫عقد البيع أى بما إذا كانوا تجا ار أو غير تجار ‪ ،‬وكذلك بعدم العتداد بالطبيعة المدنية أو الطبيعة‬

‫التجارية لعقد البيع ذاته فى تحديد نطاق تطبيق أحكام التفاقية‬


‫} صفحة ‪{ 62‬‬

‫وهاذا الحكم هاو ذات الحكم الذى أخذ به قانون لهااى الموحد فى المادة ‪ 7‬منه دون أن يورد‬

‫أى تحفظ على هاذا الحكم ‪.‬‬

‫ونرى أن هاذا النص من أهام مزايا كل من القانون الموحد واتفاقية فيينا ‪ ،‬وذلك أنه ما من‬

‫نظرية أثارت من الناحية العملية تعقيدات كبيرة مثل نظرية العمال التجارية ‪ ،‬فضلا عن أنها من‬

‫النظريات التى ل تأخذ بها كل النظم القانونية ‪ ،‬فثمة نظم ل تعرف التفرقة بين القانون المدنى‬

‫والقانون التجارى وتخضع جميع المعاملت لنظام قانونى واحد مثل إنجلت ار وسويس ار إوايطاليا ‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن القوانين التى تأخذ بهذه التفرقة ‪ ،‬ل تتفق مع حيث الساس القانونى‬

‫الذى يقوم عليه القانون التجارى ‪ ،‬فبعضها يأخذ بمعيار شخصى ويقضى بتطبيق القانون التجارى‬

‫على النشاط الذى يقوم به مشروع تجارى ‪ ،‬والبعض الخر يأخذ بمعيار موضوعى ‪ ،‬فالقانون‬

‫التجارى يحكم العمال التجارية بغض النظر عن وقوعها من مشروع تجارى أو من غير تاجر ‪.‬‬
‫كما أن معيار التفرقة بين العمال المدنية والعمال التجارية من المور الخلفية فى الفقه‬

‫التجارى نظ ار لن التشريعات التجارية ل تحدد هاذا المعيار عادة )‪ . (7‬ولهذا فإن التفاقيات الدولية‬

‫تقضى صراحة بعدم العتداد بتجارية أطراف البيع أو موضوعه حتى ل تقحم هاذه الخلفات فى‬

‫نطاق تطبيق التفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 47‬تعدد مراكز العمال لحد الطراف ‪:‬‬

‫تنص الفقرة أ من المادة ‪ 10‬من اتفاقية فيينا على أنه ‪ " :‬إذا كان لحد أطراف عقد البيع‬
‫الدولى أكثر من مركز أعمال ‪ ،‬فإنه يعتد } صفحة ‪ { 63‬بمركز العمال الذى يكون أقرب صلة‬

‫بالعقد وتنفيذه على أن يؤخذ فى العتبار الظروف المعروفة أو التى يواجهها أطراف البيع فى أى‬

‫وقت قبل أو عند إبرام العقد " ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا الحكم أنه متى كان لطرف من أطراف البيع أكثر من مركز أعمال ‪ ،‬كما لو كان‬

‫هاذا الطرف من الشركات المتعددة القوميات ولها أكثر من مركز أعمال فى أكثر من دولة ‪ ،‬فإنه‬

‫يعتد بمركز العمال الوثق صلة بالعقد أو بمكان تنفيذه مع أخذ ظروف التعاقد فى العتبار ‪.‬‬

‫‪ – 48‬عدم وجود مراكز أعمال لحد الطراف ‪:‬‬

‫لما كانت المادة ‪ 1/3‬من اتفاقية فيينا قد نصت على أنه ل يشترط لعمال أحكامها أن‬
‫يكون أطراف البيع من المشروعات التجارية وأنه ل يشترط أن يكون البيع ذاته تجاريا ‪ ،‬فإنه قد ل‬

‫يكون لحد أطراف عقد البيع الدولى مركز أعمال ‪ ،‬لذلك نصت الفقرة )ب( من المادة ‪ 10‬على أنه‬

‫إذا لم يكن لحد أطراف عقد البيع الدولى مركز أعمال فإنه يعتد بمحل القامة المعتاد ‪ .‬وهاذا الحكم‬

‫هاو ذات الحكم الذى أخذ به القانون الموحد لتفاقية لهااى فى الفقرة الثانية من المادة الولى منها ‪.‬‬

‫ونلحظ أن اتفاقية فيينا شأنها فى ذلك شأن اتفاقية لهااى قد تفادت استعمال اصطلح‬

‫الموطن وذلك لختلف المقصود بهذا الصطلح فى مختلف النظم القانونية ‪ ،‬فالموطن فى إنجلت ار‬

‫مثل يقصد به القليم الذى يقيم فيه الشخص على وجه الدوام ولو تركه مؤقتا ‪ ،‬أما فى فرنسا فيقصد‬

‫به المركز الرئيسى لعمال الشخص أى يقصد به عنوان محدد فى مدينة معينة ‪ .‬وفى القانون‬
‫المصرى ‪ ،‬فإن المادة ‪} 40‬صفحة ‪ {64‬من التقنين المدنى تقضى بأن الموطن هاو المكان الذى‬
‫يقيم فيه الشخص عادة ‪ ،‬ويجوز أن يكون للشخص إلى جانب هاذا الموطن العام مواطن خاصة‬

‫‪ ،‬لذلك فإن فكرة محل القامة المعتاد التى عبرت عنها‬ ‫)‪(8‬‬
‫كالموطن التجارى أو الموطن المختار‬
‫المادة ‪) 10‬ب( من اتفاقية فيينا تطابق فكرة الموطن العام فى القانون المصرى ‪ } .‬صفحة ‪{ 65‬‬

‫الفرع الثانى‬

‫البيوع المستبعدة‬

‫‪ – 49‬أولا ‪ :‬البيوع المستبعدة صراحة ‪:‬‬

‫نصت المادة الثانية من اتفاقية فيينا على أل تطبق أحكامها على البيوع التية ‪-:‬‬

‫) أ ( السلع التى يتم ش ارؤهاا للستعمال الشخصى أو العائلى أو المنزلى ما لم يتبين أن‬

‫البائع لم يكن يعلم فى أى وقت قبل إبرام البيع أو عند إبرامه أو لم يكن من المفروض فيه أن يعلم أن‬

‫هاذه السلع قد تم ش ارؤهاا لحد هاذه الغراض المذكورة ‪.‬‬

‫)ب( البيع بالمزاد ‪.‬‬

‫)جـ( البيع الذى يتم تنفيذا لمر صادر من سلطة يخولها القانون إصدار هاذا المر‪.‬‬

‫) د ( بيع القيم المنقولة والوراق التجارية والنقود ‪.‬‬

‫)هاـ( بيع السفن والمراكب والطائرات ‪.‬‬

‫) و ( بيع الكهرباء‬

‫ونعرض فيما يلى لكل نوع من هاذه النواع ‪.‬‬

‫‪ – 50‬السلع الستهلكية ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا بيع السلع غير التجارية التى تباع بقصد الستهلك من البيوع‬
‫الخاضعة لها ‪ ،‬وتقصد التفاقية من ذلك أن } صفحة ‪ { 66‬تستبعد البيوع التى تتم بين البائع‬

‫والمشترى بقصد الستهلك الشخصى أو العائلى أو المنزلى ‪ ،‬فإذا اشترى سائح مثل بعض السلع‬

‫من بلد أجنبى ‪ ،‬وكان هاذا البيع مما يمكن أن يدخل فى نطاق تطبيق التفاقية ‪ ،‬فإنه متى تبين أن‬

‫الهدف منه هاو الستعمال الشخصى ‪ ،‬فإنه يخرج عن نطاق التفاقية ‪.‬‬
‫وقد نصت الفقرة ) أ ( ‪ ،‬من المادة الثانية على أن بيع السلع الستهلكية ل يخضع‬

‫للتفاقية ما لم يتبين أن البائع لم يكن يعلم فى أى وقت قبل أو عند إبرام العقد أو لم يكن من‬

‫المفروض فيه أن يعلم أن هاذه السلع قد تم ش ارؤهاا للستعمال الشخصى ‪.‬‬

‫وقد وردت صياغة هاذه الفقرة فى صيغة النفى لكى تبين التفاقية أن الصل هاو خضوع‬

‫البيوع التى لها صفة دولية لها والستثناء هاو عدم خضوعها متى كانت بيوعا استهلكية ‪ ،‬وبذلك‬

‫تلقى التفاقية عبء إثبات أن البيع للستهلك أو للستعمال الشخصى على عاتق من يتمسك‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫بالستثناء الذى يقضى باستبعاد هاذا البيع من الخضوع لحكام التفاقية‬

‫ويلحظ أن ذكر أنواع الستعمال فى الفقرة )أ( من المادة الثانية من التفاقية والتى من‬

‫شأنها أن تؤدى إلى استبعاد البيع من نطاق تطبيق التفاقية بأنه شخصى أو عائلى أو منزلى إنما‬

‫ورد على سبيل المثال ل الحصر ‪ ،‬لما يمكن أن يكون بيعا لسلع استهلكية ‪.‬‬

‫ونلحظ أن النص على استبعاد بيع السلع الستهلكية من الخضوع للتفاقية ‪ ،‬يقتضيه ما‬

‫نصت عليه الفقرة )‪ (3‬من المادة الولى من اتفاقية فيينا من أنه ل يؤثر على تطبيق التفاقية أن‬
‫يكون } صفحة ‪ { 67‬أطراف البيع من غير التجار أو أن يكون عقد البيع غير تجارى ‪ ،‬ذلك أن‬

‫مؤدى هاذا النص الخير أن يخضع للتفاقية البيع الذى يرد على سلعة استهلكية ‪ ،‬مادامت قد‬

‫توافرت الصفة الدولية للبيع كما تحددهاا المادة الولى من التفاقية ‪ ،‬لذلك كان لبد لستبعاد مثل‬
‫هاذا البيع من الخضوع لحكام اتفاقية فيينا ‪ ،‬من أن يرد النص صراحة على استبعاده ما لم يتبين أن‬

‫البائع لم يكن يعلم أو لم يكن من المفروض فيه أن يعلم ‪ ،‬عند البيع أن الشراء يقصد به الستعمال‬

‫الشخصى ‪.‬‬

‫إواذا كان عبء إثبات أن البيع يرد على سلع استهلكية يقع على عاتق من يتمسك باستبعاد‬

‫البيع من الخضوع للتفاقية ‪ ،‬فإن هاذا الثبات نظ ار لتعلقه بواقعة مادية ‪ ،‬يمكن أن يتم بكافة الطرق‬

‫بما فى ذلك قرائن الحال ‪ ،‬من ذلك مثل طبيعة السلعة محل البيع ‪ ،‬وصفة المشترى أو مهنته ‪،‬‬

‫والكمية المشتراة ‪.‬‬


‫وجدير بالذكر أن استبعاد بيع السلع الستهلكية من الخضوع للتفاقية جاء نتيجة أنه طبقا‬

‫لحكام القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬فإن هاذا البيع يمكن أن يخضع للقانون الموحد‬

‫رغم أن بيع هاذه السلع من البيوع قليلة الهامية فى نطاق التجارة الدولية ‪ ،‬ولكن مؤدى تطبيق‬

‫المعايير التى وضعها القانون الموحد من شأنه أن يخضع هاذا النوع من البيوع ‪ -‬على تفاهاته ‪-‬‬

‫لحكام اتفاقية لهااى ‪ ،‬لذلك حرصت اتفاقية فيينا على استبعاده صراحة ‪ ،‬إذ لحظت لجنة قانون‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة ‪ Uncitral‬مدى شذوذ هاذا الوضع‬

‫ولما كان بيع بعض السلع الستهلكية قد يتم بالتقسيط ‪ ،‬وتنظم معظم التشريعات الوطنية ‪،‬‬
‫البيع بالتقسيط بنصوص آمرة } صفحة ‪ { 68‬حماية للمستهلك ‪ ،‬فإن من أهاداف استبعاد بيع هاذه‬

‫السلع من الخضوع لحكام اتفاقية فيينا ‪ ،‬أن يتمتع المشترى بحماية القوانين الوطنية التى تنظم‬

‫حماية المستهلك ‪.‬‬

‫ويلحظ أن القانون المصرى الذى ينظم البيع بالتقسيط هاو القانون رقم ‪ 100‬لسنة ‪1957‬‬

‫وتتعلق معظم نصوص هاذا القانون بالنظام العام إل أن أحكامه ل تقتصر على حماية المشترى ‪ ،‬بل‬

‫انها تهدف أيضا إلى حماية البائع ‪ ،‬من ذلك مثل ما تنص عليه المادة ‪ 42‬من القانون المشار إليه‬

‫بمنع المشترى من التصرف فى السلعة موضوع التقسيط قبل الوفاء بكامل ثمنها ‪ ،‬إوال تعرض‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫المشترى لجزاء جنائى نصت عليه المادة ‪ 45‬من القانون‬

‫‪ – 51‬البيع بالمزاد ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة )ب( من المادة الثانية ‪ ،‬البيع بالمزاد من الخضوع لحكامها‬

‫‪ ،‬ولم يكن هاذا البيع مستبعدا من القانون الموحد الملحق باتفاقية لهااى سنة ‪. 1964‬‬

‫ونلحظ أن المقصود بالبيع بالمزاد ‪ ،‬البيع الذى يتم اختيا ار بالمزاد العلنى ‪ ،‬إذ أن البيع‬

‫الجبرى يعتبر أيضا من البيوع المستبعدة ولكن بموجب فقرة خاصة من المادة الثانية كما سيلى ‪.‬‬

‫ويقال فى تبرير استبعاد البيع بالمزاد ‪ ،‬أنه يعد من البيوع المحلية التى تتصل بالقوانين‬

‫الوطنية أكثر من تعلقه بالتجارة الدولية ‪ ،‬ذلك أن البيع بالمزاد يبرم فور رسو المزاد فى مكان وجود‬
‫الشئ وبالتالى فإن القضاء فى مختلف الدول يخضع هاذا البيع لمكان رسو المزاد )‪ } . (12‬صفحة‬

‫‪{ 69‬‬

‫‪ – 52‬البيع الجبرى ‪:‬‬

‫استبعدت الفقرة )ج( من المادة الثانية من اتفاقية فيينا ‪ ،‬البيع الذى يتم تنفيذا لمر صادر‬

‫من سلطة يخولها القانون إصدار هاذا المر ‪ ،‬من الخضوع لحكام التفاقية ‪.‬‬

‫ويعتبر البيع الجبرى الذى يتم تنفيذا لمر صادر من القضاء أو من السلطة العامة من‬

‫البيوع المستبعدة أيضا وفقا للفقرة " ‪) 1‬د( " من المادة ‪ 6‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى ‪،‬‬

‫ويقال فى تبرير هاذا الستبعاد أن صلتها بالتجارة الدولية منعدمة فضل عن وقوعها بمقتضى‬

‫إجراءات إدارية أو قضائية تختلف فى كل دولة عن الخرى اختلفا يصعب معه توحيدهاا )‪. (13‬‬

‫‪ – 53‬بيع القيم المنقولة والوراق التجارية والنقود ‪:‬‬

‫تنص الفقرة )د( من المادة الثانية من اتفاقية فيينا على استبعاد بيع القيم المنقولة التى تشمل‬

‫السهم والسندات وسندات الستثمار ) الوراق المالية ( والوراق التجارية كالكمبيالت والسندات‬

‫الذنية والشيكات من الخضوع لحكام التفاقية ‪ ،‬كما استبعدت الفقرة المذكورة أيضا بيع النقود –‬

‫ويستبعد بيع هاذه القيم من التفاقية ولو‬ ‫)‪(14‬‬


‫أى عمليات الصرف الجنبى – من الخضوع للتفاقية‬
‫كان البيع دوليا ‪ ،‬لن بيع هاذه القيم يخضع لحكام قانونية خاصة به تكون غالبا أحكاما ملزمة ‪.‬‬

‫ونلحظ أن هاذا الستثناء ل يشمل عقود البيع التى تمثل فيها البضاعة بمستند خاص كسند‬

‫الشحن أو تذكرة النقل أو صك إيداع البضائع فى مخازن عامة ‪ ،‬ولو سمى البيع ببيع مستندات ‪،‬‬
‫لن دور } صفحة ‪ { 70‬المستندات هانا يتصل بالتزام البائع بتسليم البضاعة ‪ ،‬ولذلك يدخل هاذا‬

‫البيع فى نطاق البيع الدولى الخاضع للتفاقية ‪ ،‬وذلك برغم أن بعض التشريعات الوطنية تعتبر‬

‫السندات الممثلة للبضائع من قبيل الوراق التجارية‪.‬‬

‫‪ – 54‬بيع السفن والمراكب والطائرات ‪:‬‬

‫احتفظت اتفاقية فيينا فى الفقرة )هاـ( من المادة الثانية باستثناء بيع السفن والمراكب‬

‫والطائرات من الخضوع لحكام التفاقية وهاو استثناء وارد فى القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة‬
‫‪ 1964‬فى المادة ‪/1 ) 5‬ب( وذلك بالرغم من إثارة اعتراضات كثيرة حول استبعاد هاذه البيوع من‬

‫نطاق اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫ونلحظ أن قانون لهااى الموحد كان يستبعد بيوع السفن المسجلة أو التى يتطلب القانون‬

‫تسجيلها ‪ ،‬ولكن أغفلت اتفاقية فيينا هاذا الشتراط ‪ ،‬وذلك لختلف أحكام التسجيل من دولة إلى‬

‫أخرى ‪ ،‬وكان المقصود من هاذا الشتراط أن تشريعات بعض الدول تعامل السفن معاملة العقار‬

‫وتخضعها لقواعد التسجيل لنقل ملكيتها ‪ ،‬بل تتطلب بعض التشريعات مثل التشريع المصرى إفراغ‬

‫عقد بيع السفينة فى محرر رسمى ‪ ،‬لذلك يخرج من نطاق الستثناء وفقا لتفاقية لهااى ‪ ،‬السفن‬

‫غير الخاضعة للتسجيل أى السفن التى تستثنى من التسجيل وفقا للقوانين الوطنية مثل بعض السفن‬

‫الصغيرة ‪ ،‬وسفن الصيد ‪ ،‬وسفن النزهاة‪.‬‬

‫‪ – 55‬بيع الكهرباء ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة ) و ( من المادة الثانية بيع الكهرباء من الخضوع لحكام‬
‫التفاقية وهاو ما تنص عليه الفقرة ‪/1‬ج من المادة ‪ 5‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى ‪ } .‬صفحة‬

‫‪{ 71‬‬

‫واستبعاد بيع الكهرباء ل يشمل استبعاد بيع مصادر الطاقة الخرى ‪ ،‬لن الستثناء ل‬

‫يقاس عليه ول يتوسع فى تفسيره ‪ ،‬لذلك تخضع بيوع البترول والغاز الطبيعى والطاقة الذرية لحكام‬
‫التفاقية وبرغم أن البعض كان يرى أن المنطق يستلزم أيض ا استبعاد بيع الطاقة الذرية من نطاق‬

‫الخضوع للقانون الموحد لتفاقية لهااى ‪ ،‬قياس ا على بيع الطاقة الكهربائية لختلف الرأى حول‬

‫طبيعتها وما إذا كانت تعتبر منقولا مادي ا أو منقولا معنوي ا لن القانون الموحد ل يسرى إل على بيع‬

‫‪ ،‬فإن اتفاقية فيينا لم تنص على استبعاد بيع الطاقة الذرية ‪ ،‬بل يبدو أن‬ ‫)‪(15‬‬
‫المنقولت المادية‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫مناقشة هاذا المر لم يكن واردا عند إعداد مشروع التفاقية‬

‫‪ – 56‬ثانياا‪ :‬البيوع المستبعدة ضمنا ‪:‬‬

‫هاناك بعض البيوع لم تنص التفاقية على استبعادهاا صراحة ‪ ،‬ولكن يمكن استخلص‬

‫استبعادهاا ضمنا من مجموع نصوص اتفاقية فيينا وذلك على النحو التالى ‪-:‬‬
‫)أ( بيع العقار ‪:‬‬

‫تعالج التفاقية البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬ولما كان العقار ل يعتبر قانونا من البضائع أو‬

‫السلع فإنه يستبعد من الخضوع لحكام التفاقية ‪ .‬ونلحظ أن عنوان القانون الموحد لتفاقية لهااى‬

‫سنة ‪ 1964‬باللغة الفرنسية هاو بيع المنقولت المادية ‪ objets mobiliers corporels‬بينما‬
‫يستخدم الصل النجليزى لهذا القانون اصطلح بيع البضائع ‪ } sale of goods‬صفحة ‪{ 72‬‬

‫أما اتفاقية فيينا فانها تستخدم اصطلح بيع البضائع سواء فى الصل الفرنسى ‪marchandises‬‬

‫أو فى الصل النجليزى ‪.‬‬

‫ونلحظ أن اتفاقية فيينا إوان كانت تقضى صراحة بأنه ل يشترط لسريان أحكامها أن يكون‬

‫أطراف البيع من التجار أو أن يكون البيع تجاري ا ‪ ،‬إل أن الواضح من مجموع نصوص هاذه التفاقية‬

‫أنها تنصرف أساس ا إلى البيع التجارى خاصة بعد أن استبعدت المادة ‪ 2‬صراحة البيع الذى يرد‬

‫على سلع استهلكية ‪ ،‬ذلك أن الهدف من النص على عدم اشتراط تجارية البيع أو الصفة التجارية‬

‫لطرافه هاو تجنب الدخول فى معيار التفرقة بين العمل التجارى والعمل المدنى وهاى تفرقة ل تعرفها‬

‫بعض النظم القانونية ‪ ،‬فضل عن اختلف معيارهاا فى الدول التى تأخذ بهذه التفرقة ‪.‬‬

‫على أنه من المسلم به أن اصطلح " سلعة " أو " بضاعة " ل يتضمن التعامل على‬

‫العقار ‪ ،‬مهما اختلفت طبيعة النظم القانونية لذلك فإن استبعاد العقار من الخضوع لحكام التفاقية‬
‫‪ ،‬أمر ل خلف عليه ‪ ،‬فضل عن أن نصوص التفاقية كلها تعالج بيع البضائع التى تعتبر من‬

‫المنقولت ‪ ،‬فالنصوص التى تتكلم عن التزام البائع بالتسليم وتعالج بالتالى زمان التسليم ومكانه ‪،‬‬

‫وتتعرض للحالت التى تكون فيها البضاعة المبيعة محل نقل من مكان إلى آخر ثم تعرض لللتزام‬

‫بتسليم بضاعة مطابقة لما تم التفاق عليه من حيث النوع والكمية ‪ ،‬كلها تفترض أن المر يتعلق‬

‫ببيع منقولت ‪ ،‬وأن بيع العقار ليس واردا ضمن البيوع التى تخضع للتفاقية ‪.‬‬

‫)ب( بيع المنقول المعنوى ‪:‬‬

‫تؤدى نصوص التفاقية كذلك ‪ ،‬إلى أنها لتسرى على بيع المنقول المعنوى برغم أن‬

‫التفاقية لم تستعمل اصطلح الصل الفرنسى للقانون الموحد لتفاقية لهااى وهاو) بيع المنقولت‬
‫المادية ( ‪ ،‬إل أن } صفحة ‪ { 73‬مجموع نصوص التفاقية تؤدى إلى أنها تسرى على بيع‬

‫المنقولت المادية دون بيع المنقولت المعنوية كحقوق الدائنية وبيع المحل التجارى ‪ ،‬وبيع حقوق‬

‫الملكية الصناعية والتجارية ‪ ،‬وحقوق الملكية الدبية والفنية‪.‬‬

‫‪ – 57‬ثالثا ‪ :‬استبعاد عقدى الستصناع والمقاولة ‪:‬‬

‫تنص الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 3‬من اتفاقية فيينا على أن " تعتبر من قبيل عقود البيع ‪،‬‬

‫العقود التى يتم بمقتضاهاا توريد سلع يتم صنعها أو إنتاجها ‪ ،‬ما لم يقدم الطرف الذى يطلب هاذه‬

‫السلع جزءا جوهاري ا ‪ a substantial part‬من المواد اللزمة لتصنيعها أو إنتاجها " ‪ .‬وبمقتضى‬

‫هاذا النص فإن بيع السلع المصنوعة أو المنتجة أو التى يتعهد فيها البائع بصنعها أو بإنتاجها ‪،‬‬

‫كبيع صفقة من اللت سيتم تصنيعها بمعرفة البائع ‪ ،‬أو بيع كمية من القمح سيتم زراعتها بواسطة‬

‫البائع ‪ ،‬فإن العقد هانا يعتبر عقد بيع ويخضع لحكام التفاقية ‪.‬‬

‫أما إذا قدم الطرف الذى يطلب هاذه السلع جزءا جوهاريا من المواد التى تدخل فى صناعة أو‬

‫إنتاج السلعة محل البيع ‪ ،‬فإن العقد ل يعتبر فى هاذا الفرض من عقود البيع الخاضعة للتفاقية ‪.‬‬

‫ذلك أن العقد يعتبر بيعا إذا كان الصانع ) البائع ( يقدم من عنده المواد اللزمة لصناعة‬

‫السلعة ‪ ،‬أما إذا كان طالب السلعة هاو الذى يقدم المواد الولية أو الجزء الكبر منها ‪ ،‬بحيث‬

‫يقتصر عمل الطرف الخر على مجرد صنع السلعة ‪ ،‬أو تقديم جزء غير هاام من المواد الولية‬
‫وبالتالى‬ ‫)‪(17‬‬
‫بالضافة إلى صنعها ‪ ،‬فإن العقد ل يعد بيع ا إوانما هاو عقد استصناع أو عقد مقاولة‬
‫يعتبر من البيوع المستبعدة التى } صفحة ‪ {74‬ل تخضع للتفاقية ‪ .‬وعلى الطرف الذى يتمسك‬

‫بأن العقد ليس بيع ا إوانما من عقود الستصناع التى ل تخضع للتفاقية ‪ ،‬عبء إثبات ذلك ‪.‬‬

‫وقد استبعدت المادة ‪ 6‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬عقد الستصناع من‬

‫الخضوع لحكامه بنص مماثل لنص المادة ‪ (1) 3‬من اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫وبعد أن استبعدت التفاقية عقد الستصناع من الخضوع لها ‪ ،‬نصت المادة ‪ 3‬أيض ا فى‬

‫فقرتها الثانية على أنه " ل تسرى التفاقية على العقود التى يكون فيها الجزء الغالب‬
‫‪ preponderant part‬من التزامات الطرف الذى يورد السلع إلى طالبها عبارة عن تقديم عمل أو‬

‫أى نوع آخر من أنواع الخدمات " ‪.‬‬

‫والسبب فى استبعاد هاذا العقد أنه يعتبر فى جوهاره من عقود المقاولة ‪ ،‬ذلك أن محل عقد‬

‫المقاولة ‪ ،‬القيام بعمل أو تقديم خدمة إلى الطرف الخر ‪ ،‬من ذلك مثل عقود النشاءات وأهام صورة‬

‫لهذه العقود عقد تسليم المفتاح الذى يتفق فيه رب العمل مع المقاول على أن يقوم لحسابه بإنشاء‬

‫مبنى أو مصنع أو فندق أو مطار أو إحدى المنشآت المتصلة بمرفق عام كمحطات الصرف‬

‫الصحى أو مترو النفاق ‪ ،‬فهذه الصور من العقود قد يقدم فيها المقاول بعض السلع إلى رب العمل‬

‫‪ .‬كذلك قد‬ ‫)‪(18‬‬


‫ولكن الجزء الهام من العقد هاو العمل أو الخدمة التى يقدمها المقاول إلى رب العمل‬

‫يتعهد المقاول بتوريد بعض السلع لحساب رب العمل ولكنه يتعهد بتركيبها فى إحدى المنشآت‬
‫التابعة للخير ‪ ،‬من ذلك المقاول الذى يورد آلت ميكانيكية أو أجهزة } صفحة ‪ {75‬كهربائية‬

‫لحدى المنشآت ويلتزم بالقيام بتركيبها وتشغيلها ‪ ،‬كالقيام بتركيب آلت يوردهاا المقاول إلى رب‬

‫العمل أو القيام بتوريد وتركيب أجهزة تكييف لحساب رب العمل ‪ ،‬فالعقد هانا وان اشتمل فى جزء منه‬

‫على بيع بعض السلع ‪ ،‬إل أن جزءا هااما منه يتمثل فى القيام بتركيب وتشغيل اللت والجهزة التى‬

‫يوردهاا المقاول ‪ ،‬ولذلك يعتبر العقد هانا من العقود غير الخاضعة لتفاقية فيينا ‪ ،‬بشرط أن يثبت أن‬

‫الجزء الغالب من التزامات المقاول تتمثل فى تقديم عمل أو القيام بخدمة أخرى بحيث ل يعتبر توريد‬
‫السلع سوى أحد اللتزامات التابعة للتزامات المقاول فى العقد ‪ ،‬ويمكن أن يستعان فى هاذا الصدد‬

‫لثبات طبيعة العقد وما إذا كان يعتبر عقد مقاولة أو عقد بيع بتقدير قيمة السلع التى يتم توريدهاا‬

‫مع مقارنتها بالجر الذى سيدفع مقابل العمل أو الخدمة ‪ ،‬فإذا كانت القيمة الولى هاى الغالبة فالعقد‬

‫يعد بيعا خاضعا للتفاقية ‪ ،‬وال فهو عقد مقاولة يستبعد من نطاق الخضوع للتفاقية لتخضع‬

‫للقانون المحلى ‪ .‬ويجب أن تكون قيمة الجزء الغالب أكثر من ‪ % 50‬من القيمة الكاملة للعقد )‪.(19‬‬

‫ولكى يسهل هاذا التقدير فإنه ينظر إلى عقد المقاولة كما لو كان متضمنا لعقدين ‪ ،‬عقد‬

‫توريد السلع وعقد تقديم الخدمات أو العمل ‪ ،‬فالصل أن يخضع العقد الول لتفاقية فيينا بينما‬

‫يخضع العقد الثانى للقانون الوطنى أو المحلى ‪ ،‬والفيصل فى تحديد ذلك ‪ ،‬الرجوع إلى أحكام‬

‫القانون المحلى للتحقق مما إذا كان من الممكن ومن المحتم الفصل بين هاذين العقدين ‪ ،‬برغم أن‬
‫إرادة الطرفين تلعب دو ار هاام ا فى هاذا المجال ‪ ،‬حتى ولو كان القانون المحلى ينظر إلى هاذا العقد‬

‫المركب كعقد واحد ‪ .‬ويعنى ما تقدم أن نصوص العقد والمظاهار التى تحيط به يمكن أن تدل أو‬

‫تعبر عن نية طرفيه ‪ ،‬لعتبار العقد عقد بيع بحسب السمة الغالبة عليه أو أنه عقد مقاولة لن‬
‫العمل يمثل الجزء الهام فيه برغم اشتماله على توريد بعض السلع ‪ } .‬صفحة ‪{ 76‬‬

‫ومع ذلك فإن المادة ‪ 6‬من اتفاقية فيينا تسمح لطراف التعاقد بتعديل الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪3‬‬

‫منها وذلك باعتبار العقد من عقود البيع ولو كان اللتزام بتركيب الجهزة أو اللت التى يتم توريدهاا‬

‫يشكل الجزء الغالب من التزامات المقاول ‪ ،‬بحيث يستطيع أطراف التعاقد بإرادتهم إدخال هاذا العقد‬
‫)‬
‫فى مجال الخضوع لحكام التفاقية برغم أنه بحسب نص المادة ‪ 3/2‬يعد من العقود المستبعدة‬

‫‪.‬‬ ‫‪(20‬‬

‫وفى أثناء مناقشة المادة ‪ 3‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬عرضت المملكة المتحدة ‪ ،‬اقتراحا باستبعاد‬

‫عقود بيع نقل المعرفة الفنية أو التكنولوجيا من الخضوع لحكام التفاقية ‪ ،‬وهاى العقود التى يكون‬

‫محلها بيع سلعة يتم تصنيعها أو إنتاجها متى قدم صاحب السلعة المعلومات أو الخبرة الفنية إلى‬

‫الصانع حتى يتم تصنيعها أو إنتاجها ‪ ،‬على أن هاذا القتراح لم يلق قبول من أعضاء لجنة المم‬

‫المتحدة لقانون التجارة الدولية ‪ ،‬إذ ربما يترتب على الخذ به استبعاد عدد من عقود البيع الدولى من‬
‫} صفحة ‪{ 77‬‬ ‫)‪(21‬‬
‫نطاق الخضوع للتفاقية‬

‫الفرع الثالث‬

‫المسائل المستبعدة‬

‫‪ – 58‬أولا ‪ :‬سريان التفاقية فقط على تكوين وآثار عقد البيع ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 4‬من اتفاقية فيينا على ما يأتى ‪:‬‬

‫" تحكم هاذه التفاقية فقط ‪ ،‬تكوين عقد البيع ‪ ،‬وحقوق والتزامات كل من البائع والمشترى والناشئة‬

‫عن عقد البيع ‪ ،‬وفيما عدا ما يرد بشأنه نص صريح مخالف فى هاذه التفاقية ‪ ،‬فإنها ل تسرى على‬

‫وجه الخصوص على ما يأتى ‪:‬‬

‫)أ( صحة العقد أو صحة أى شرط من شروطه ‪ ،‬أو صحة العراف السارية عليه‪.‬‬
‫)ب( الثر الذى قد يرتبه عقد البيع على ملكية البضائع أو السلع محل البيع " ‪.‬‬

‫وقد تضمنت المادة ‪ 8‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬نصا مماثلا ولكنها‬

‫استبعدت أيضا الحكام الخاصة بتكوين عقد البيع من نطاق التفاقية التى تعالج آثار عقد البيع ‪،‬‬

‫إذ تعالج فى اتفاقية أحكام تكوين عقد البيع ‪ ،‬ولما كانت اتفاقية فيينا تعالج المرين معا كما قدمنا ‪،‬‬

‫فإنها تنص على أنها تحكم فقط قواعد تكوين عقد البيع والثار المترتبة على العقد ‪ ،‬أما اللتزامات‬
‫أو قواعد المسئولية التى تنشأ خارج عقد البيع ولكن بسببه ‪ ،‬فإنها ل تخضع للتفاقية ‪ } .‬صفحة‬

‫‪{ 78‬‬

‫‪ – 59‬صحة البيع وصحة شروطه ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا صراحة المسائل المتعلقة بصحة عقد البيع وصحة الشروط التى‬

‫يتضمنها هاذا العقد ‪ ،‬تاركة هاذين المرين لتنظيم القوانين الوطنية ‪.‬‬

‫ولما كانت اتفاقية فيينا قد نظمت فقط من قواعد تكوين عقد البيع ‪ ،‬أحكام اليجاب والقبول‬

‫– كما فعلت اتفاقية لهااى سنة ‪ – 1964‬فإن الركان الخرى لعقد البيع تخضع لحكام القوانين‬

‫الوطنية ‪ ،‬من ذلك قواعد الهالية وشروط صحة الرضا وعيوبه من غلط إواكراه وتدليس ‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن الحكام الموضوعية لصحة البيع كمشروعية محل البيع أو سببه ل‬
‫تخضع لحكام التفاقية ‪ ،‬إوانما تخضع لحكام القوانين الوطنية ‪ ،‬لن هاذه المور من المسائل التى‬

‫تختلف من دولة إلى أخرى ومن العسير إخضاعها لقواعد موحدة ‪ ،‬إذ ما قد يعتبر مشروعا فى‬

‫إحدى الدول قد ل يعد كذلك فى دولة أخرى ‪ ،‬كالتجار فى الخمور مثل ‪ .‬كذلك قد تختلف القواعد‬

‫القتصادية التى تحكم التصدير والستيراد والرقابة عليهما من دولة إلى أخرى ‪ ،‬كما تختلف القوانين‬

‫الوطنية التى تهدف إلى حماية المستهلك ‪ .‬لكل ذلك استبعدت اتفاقية فيينا أحكام صحة عقد البيع‬

‫أو صحة الشروط التى يتضمنها من الخضوع لها ‪.‬‬

‫‪ – 60‬صحة العراف السارية ‪:‬‬

‫أما عن صحة العراف السارية على عقد البيع ‪ ،‬فإن هاذا يعنى موافقة العرف للنظام العام‬

‫‪ ،‬ولما كانت هاذه المسألة تختلف من دولة إلى أخرى بحيث يصعب وضع قاعدة‬ ‫)‪(22‬‬
‫فى الدولة‬
‫موحدة تلزم } صفحة ‪ { 79‬الدول باتباع أو احترام هاذا العرف ‪ ،‬فإن التفاقية آثرت أن تترك هاذه‬

‫المسألة للقوانين الوطنية ‪.‬‬

‫ومع ذلك فقد سمحت التفاقية للدول بأل تقر قواعد العرف الدولى الذى يتعارض مع أحكام‬

‫‪ ،‬فإذا كان العرف‬ ‫)‪(23‬‬


‫القوانين الوطنية ‪ ،‬أى التى تتعارض مع قواعد النظام العام فى مختلف الدول‬

‫الدولى مثل يقضى بالخذ بسعر فائدة تأخير على ثمن السلع محل البيع ‪ ،‬يزيد على الحد القصى‬

‫المقرر فى قانون دولة معينة ‪ ،‬فإنه ل يجوز الخذ بهذا العرف فى تلك الدولة ‪.‬‬

‫ونلحظ أن المسألة المستبعدة فى اتفاقية فيينا فى هاذا الشأن هاو صحة العرف الثابت دوليا‬

‫متى تعارض مع النظام العام فى الدولة ‪ ،‬أما تطبيق العرف ذاته فل يستبعد من نطاق الخضوع‬

‫للتفاقية ‪ ،‬والعكس هاو الصحيح وفقا للمادة ‪ 9‬من اتفاقية فيينا التى تقضى صراحة بالتزام أطراف‬

‫البيع بأحكام العرف ‪ ،‬ما دام أن هاذا العرف ل يتعارض مع قواعد النظام العام فى الدولة ‪.‬‬

‫‪ – 61‬أثر عقد البيع على ملكية البضائع محل التعاقد ‪:‬‬

‫تستبعد اتفاقية فيينا أيضا أثر عقد البيع على ملكية البضائع محل التعاقد ‪ ،‬أى ما إذا كان‬

‫يترتب على عقد البيع فى ذاته نقل ملكية البضائع محل البيع أم أن ثمة إج اراء معين ا يجب إتباعه‬

‫لتنتقل الملكية ‪ .‬واستبعاد هاذا المر منطقى لن تقرير انتقال ملكية البيع ولحظة انتقال هاذه الملكية‬

‫من المور الخلفية التى تتباين فيها النظم القانونية المختلفة والتى ترجع عادة إلى اعتبارات تاريخية‬
‫تتعلق بهذه النظم ‪ ،‬فمن هاذه النظم ما يرتب نقل الملكية على مجرد إبرام العقد ‪ ،‬ومنها ما يربط بين‬
‫القيام بعمل معين ونقل الملكية من ذلك إفراز المبيع أو تسليمه إلى المشترى ‪ }.‬صفحة ‪{80‬‬

‫‪ – 62‬ثانيا ‪ :‬استبعاد مسئولية البائع عن الضرار البدنية التى تحدثها البضاعة المبيعة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 5‬من اتفاقية فيينا على أنه ‪ " :‬ل تنطبق أحكام التفاقية على مسئولية البائع‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(24‬‬
‫عن الوفاة أو الضرار البدنية التى تسببها السلعة المبيعة لى شخص "‬

‫ويقصد هاذا النص أن التفاقية ل تنطبق على أحكام مسئولية المنتج عن الضرار البدنية‬

‫التى تحدثها السلع المعيبة ‪.‬‬


‫ويعد هاذا الحكم من الحكام المستحدثة فى اتفاقية فيينا والتى لم تنص عليها قواعد القانون‬

‫الموحد لتفاقية لهااى ‪ .‬على أنه يمكن أيضا استخلص هاذا الحكم من نص الفقرة الولى من‬

‫المادة ‪ 4‬من التفاقية التى تقضى ضمنا بأنها ل تنطبق على اللتزامات والمسئوليات الخارجة عن‬

‫نطاق عقد البيع ‪ ،‬إذ قضت هاذه الفقرة صراحة بأن التفاقية ل تنطبق إل على قواعد تكوين عقد‬

‫البيع ‪ ،‬وحقوق والتزامات كل من المشترى والبائع الناشئة عن عقد البيع ‪ ،‬على النحو الذى عرضنا‬

‫له فيما تقدم ‪.‬‬

‫على أنه يبقى فى نظرنا لحكم المادة ‪ 5‬من اتفاقية فيينا أهامية خاصة إذ تنشئ هاذه المادة‬

‫حكما ل يمكن استخلصه من المادة ‪ 4/1‬من التفاقية ‪ ،‬إذ ل تنطبق هاذه التفاقية بموجب المادة‬
‫‪ 5‬على الضرار البدنية التى قد تلحق أى شخص بسبب السلعة ولو كانت هاذه الضرار } صفحة‬
‫‪ { 81‬ناشئة للطرف المتعاقد مع البائع أى للمشترى المباشر والتى قد يفهم من المادة ‪ 4/1‬أنها‬

‫تخضع للتفاقية ‪ ،‬أى ولو كان نطاق هاذه الضرار داخل فى دائرة التعاقد وليس ناشئا عن‬

‫المسئولية التقصيرية كالضرار التى تصيب المستهلك الذى يتعامل مع المشترى المباشر من سلعة‬

‫معيبة بسبب خطأ ارتكبه المنتج فى إنتاجها ذلك أن هاذه الضرار الخيرة يمكن استخلص‬

‫استبعادهاا ضمنا من نص المادة ‪ 4/1‬من التفاقية ‪ ،‬كما أسلفنا القول ‪.‬‬

‫ونلحظ أن التفاقية لم تستبعد إل الضرار البدنية دون الضرار المادية التى تلحق‬
‫الممتلكات والتى تحدث مباشرة للمشترى من السلعة المعيبة محل البيع ‪.‬‬

‫‪ – 63‬ثالثا ‪ :‬استبعاد أحكام التفاقية أو مخالفة أو تعديل حكم فيها ) مبدأ حرية الرادة فى‬

‫تحديد نطاق تطبيق التفاقية ( ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 6‬من التفاقية على أنه ‪:‬‬

‫" يمكن لطراف العقد استبعاد تطبيق هاذه التفاقية أو مع عدم الخلل بحكم المادة ‪12‬‬

‫فإنه يجوز لهم مخالفة أحد نصوصها أو تعديل آثار نص من هاذه النصوص " ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا النص أن من حق طرفى البيع التفاق على استبعاد تطبيق أحكام هاذه التفاقية‬

‫بالكامل ولو توافرت شروط تطبيقها ‪ ،‬وقد أخذت اتفاقية فيينا فى هاذا الخصوص بما قررته المادة ‪3‬‬
‫من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬والتى تقضى بجواز استبعاد أحكام القانون الموحد‬

‫برمته أو استبعاد بعض أحكامه ‪ ،‬ويرى البعض أن الخذ بهذا المبدأ يظهر بوضوح احترام مبدأ‬

‫سلطان الرادة والعتداد بحرية المتعاقدين ‪ ،‬ذلك أن النص قرر حقهما فى استبعاد تطبيق القانون‬
‫)‬
‫الموحد على عقدهاما دون أن يقيدهاما بتحديد القانون الواجب التطبيق فى هاذه الحالة على العقد‬
‫‪ } .‬صفحة ‪{ 82‬‬ ‫‪(25‬‬

‫وقد أثير أمام لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية عند مناقشة هاذا الحكم ‪ ،‬ما إذا كان‬

‫يتعين النص على أنه يشترط لتطبيق التفاقية أن يختار طرفا عقد البيع صراحة تطبيقها بالنص‬

‫على هاذا الحكم فى العقد ‪ ،‬أم أن هاذه التفاقية تطبق تلقائيا عند عدم النص فى عقد البيع على‬

‫تطبيق قانون آخر عليه ‪ .‬وقد رفض اقتراح ضرورة اختيار تطبيق التفاقية صراحة فى عقد البيع‬

‫لمكان سريان أحكامها لن من شأن هاذا أن يحول التفاقية إلى مجرد عقد نموذجى ‪ .‬ولذلك فإن‬

‫التفاقية يمكن استبعاد تطبيقها بالنص صراحة على اختيار قانون آخر وطنى يحكم العقد ‪ ،‬هاذا‬

‫فضل عن إمكان التفاق على استبعاد أحكام التفاقية دون النص على تطبيق قانون آخر على‬

‫العقد وذلك بإمكان استبعاد حكم من أحكام التفاقية أو تعديله حتى لو تم ذلك بالنص على الخذ‬

‫بشروط عقد من العقود النموذجية ‪ .‬ويعنى ما تقدم أن أحكام التفاقية ل تتعلق بالنظام العام ويجوز‬

‫لطرفى عقد البيع التفاق على مخالفتها ‪ ،‬وذلك مع الخذ فى العتبار أن حكم المادة ‪ 12‬من‬
‫التفاقية يتعلق بالنظام العام ول يجوز التفاق على مخالفته ‪ ،‬وتقضى المادة المذكورة بأل يسرى‬

‫الحكم الذى يقرر جواز إثبات عقد البيع بأى طريق من طرق الثبات غير الكتابة متى كان مركز‬

‫أعمال أحد طرفى البيع يقع فى دولة متعاقدة تأخذ بالتحفظ الوارد فى المادة ‪ 96‬من التفاقية ‪ ،‬وهاو‬

‫التحفظ الذى يقضى بحق كل دولة متعاقدة يقضى تشريعها بوجوب إثبات عقد البيع بالكتابة فى أل‬

‫تطبق أحكام التفاقية التى تقضى بجواز إثبات عقد البيع بأى طريق من طرق الثبات غير الكتابة‬

‫‪.‬‬

‫ونلحظ أن اتفاقية فيينا لم تنص على حكم مماثل لما أخذ به القانون الموحد لتفاقية لهااى‬

‫سنة ‪ 1964‬والذى قضت مادته الثالثة بأن استبعاد أحكام القانون الموحد كما يمكنه أن يقع صراحة‬

‫يمكن أن يكون ضمنا ‪ ،‬وليس معنى هاذا أن اتفاقية فيينا ل تأخذ بمبدأ الستبعاد الضمنى لحكامها‬
‫إوانما أرادت التفاقية أن تتفادى إسراف } صفحة ‪ { 83‬المحاكم أو تسرعها فى استبعاد أحكام‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 26‬‬


‫التفاقية‬

‫هاذا ومن المقرر أن حرية المتعاقدين فى عقد البيع الدولى للبضائع ل تقتصر فقط على‬

‫حقهما فى استبعاد أحكام اتفاقية فيينا عندما تكون واجبة التطبيق ‪ ،‬إوانما يجوز لهما أيضا التفاق‬

‫على تطبيق أحكام التفاقية على عقد بيع ل يخضع أصل لها ‪ .‬مثل عقد بيع سفينة مثل ‪ ،‬وذلك‬

‫بالرغم من عدم النص فى التفاقية على الخذ بحكم مماثل لحكم المادة ‪ 4‬من القانون الموحد‬

‫لتفاقية لهااى التى تقرر صراحة إمكان التفاق على تطبيق القانون الموحد على عقد ل يخضع‬

‫أصلا لحكام هاذا القانون طبقا لشروط تطبيقه ‪ ،‬على أن مقتضى الخذ بهذا الحكم فى اتفاقية فيينا‬

‫‪ ،‬أن يسمح القانون الوطنى الذى يتم العقد فى ظله بالخذ به وذلك متى لم يكن من شأن الخذ بهذا‬
‫‪ } .‬صفحة ‪{ 84‬‬ ‫)‪(27‬‬
‫الحكم مخالفة قواعد قانونية آمرة يقررهاا القانون الوطنى‬

‫ــــــــــــــــــــــ‬

‫هوامش الفصل الول‬

‫‪Schlechtriem : Uniform Sales Law, the UN Convention on contracts of‬‬ ‫)‪(1) (1‬‬

‫‪.the international sale of goods, Vienna 1986, p.24‬‬

‫)‪ (2) (2‬محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬رقم ‪. 176‬‬

‫)‪ (3) (3‬فيكون للدولة التى تأخذ بهذا التحفظ أن تطبق التفاقية ولو لم يؤد تطبيق قواعد‬

‫القانون الدولى الخاص فى هاذه الدولة إلى تطبيق قانون دولة متعاقدة ‪.‬‬

‫)‪ (4) (4‬أنظر ما تقدم رقم ‪ ، 10‬ص ‪. 17 – 15‬‬

‫)‪ (5) (5‬أنظر مؤلف شليشتريم ‪ Schlechtriem‬المشار إليه آنفا ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫)‪ (6) (6‬محسن شفيق ‪ ،‬رقم ‪ ، 170‬ص ‪. 103‬‬

‫)‪ (7) (7‬أنظر مؤلفنا فى القانون التجارى جـ ‪ ، 1‬المقدمة ‪.‬‬

‫)‪ (8) (8‬محسن شفيق ‪ ،‬أرقام ‪ ، 173 ، 172 ، 171‬ص ‪ 104‬ومابعدهاا ‪.‬‬
‫)‪ (9) (9‬شليشتريم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬بند ‪ ، 165‬ص ‪. 100 – 99‬‬ ‫)‪(10) (10‬‬

‫أنظر مؤلفنا فى القانون التجارى جـ ‪ 2‬رقم ‪ ، 32‬ص ‪. 36‬‬ ‫)‪(11) (11‬‬

‫شليشتريم ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫)‪(12) (12‬‬

‫محسن شفيق رقم ‪ ، 205‬ص ‪. 123‬‬ ‫)‪(13) (13‬‬

‫هاذه البيوع تعد أيضا من البيوع المستبعدة وفقا لتفاقية لهااى سنة ‪. 1964‬‬ ‫)‪(14) (14‬‬

‫محسن شفيق رقم ‪ ، 205‬ص ‪. 123‬‬ ‫)‪(15) (15‬‬

‫)‪ (16) (16‬وقد اقترح ممثل العراق استبعاد بيوع البترول من نطاق الخضوع لتفاقية فيينا‬

‫لن منظمة الوبك وضعت عقودا نموذجية لبيع البترول ‪ ،‬ولكن هاذا القتراح لم يلق‬

‫استجابة من باقى الدول العضاء فى لجنة قانون التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة‪.‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق رقم ‪ 200‬ص ‪. 117‬‬ ‫)‪(17) (17‬‬

‫)‪ (18) (18‬نشير فى هاذا الصدد إلى الدليل الذى وضعته لجنة المم المتحدة لقانون‬

‫التجارة الدولية لعقود المنشآت الصناعية والتى تضمنت تنظيما خاصا لهذه العقود ‪ ،‬وقد‬

‫أجيز هاذا الدليل فى اجتماع اللجنة الذى عقد فى مدينة فيينا فى أغسطس سنة ‪. 1987‬‬

‫شليشتريم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32 ، 31‬‬ ‫)‪(19) (19‬‬

‫)‪ (20) (20‬تنص المادة ‪ 6‬على أنه يمكن لطراف التعاقد استبعاد تطبيق أحكام التفاقية‬

‫أو مخالفة أو تغيير أثر من الثار المترتبة على أحد نصوصها ‪.‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 32‬‬ ‫)‪(21) (21‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق رقم ‪ 192‬ص ‪. 113‬‬ ‫)‪(22) (22‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 33‬‬ ‫)‪(23) (23‬‬


‫)‪ (24) (24‬تختلف الضرار البدنية عن الضرار المادية فالولى تلحق الجسم البشرى‬

‫سواء أدت إلى الوفاة أو إلى إصابة بدنية ‪ ،‬أما الثانية فتلحق الموال أو الممتلكات كما لو‬

‫ترتب على السلعة المعيبة ضرر مادى للموال من ذلك لو تسببت اللة المعيبة التى تم‬

‫ش ارؤهاا فى إتلف المواد الولية أو المواد نصف المصنوعة التى تدخل فى صناعة السلعة‬

‫مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بمشترى اللة ‪ ،‬وهاى أضرار لم تستبعدهاا المادة ‪ 5‬من‬

‫اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬رقم ‪ ، 209‬ص ‪. 126‬‬ ‫)‪(25) (25‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 35‬‬ ‫)‪(26) (26‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 36‬‬ ‫)‪(27) (27‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫تكوين عقد البيع‬

‫‪ – 64‬تمهيد ‪:‬‬

‫رأينا فيما تقدم أن اتفاقية فيينا قد جمعت فى نصوصها بين الحكام التى تتعلق بتكوين عقد‬
‫البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬والحكام الموضوعية لهذا العقد وهاما الموضوعان اللذان كانا ينظم كل‬

‫منهما اتفاقية مستقلة من اتفاقيتى لهااى سنة ‪. 1964‬‬

‫وقد تضمن القسم الثانى من التفاقية أحكام تكوين عقد البيع بينما نظم القسم الثالث‬

‫الحكام الموضوعية للعقد ‪ ،‬وأجازت المادة ‪ 92‬من اتفاقية فيينا لكل دولة متعاقدة أن تلتزم فقط بأحد‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫القسمين الثانى أو الثالث من التفاقية عند التوقيع أو التصديق أو الموافقة أو النضمام إليها‬

‫ولم تعالج اتفاقية فيينا من قواعد تكوين عقد البيع سوى ركن الرضاء فلم تنظم ركنى السبب‬

‫والمحل ‪ ،‬بل انها لم تعالج كل أحكام الرضاء ‪ ،‬إذ أنها أغفلت عمدا تنظيم عيوب الرضا لنها من‬

‫المور التى تختلف فيها التشريعات الوطنية واقتصر التنظيم الذى أتت به التفاقية على اليجاب‬
‫والقبول ‪ ،‬ذلك لن اتفاقية فيينا اقتفت أثر اتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬بشأن تكوين عقد البيع الدولى‬

‫وقد اكتفت هاذه التفاقية الخيرة أيضا بتنظيم جزء من ركن واحد من أركان العقد هاو الرضاء ‪ ،‬ولم‬
‫تتناول منه إل اليجاب والقبول ‪ ،‬فأهاملت تنظيم } صفحة ‪ { 85‬قواعد الهالية والحكام المتعلقة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫بعيوب الرضاء لصعوبة الوصول إلى التوحيد التشريعى فيها‬

‫ونلحظ أن اتفاقية فيينا قد وردت فيها نصوص تتعلق بتفسير العقد إواثباته ضمن القواعد‬

‫العامة للتفاقية وقبل النصوص المنظمة لتكوين العقد ‪ .‬ولما كانت أحكام تفسير العقد إواثباته من‬

‫المور التى تتصل بدراسة تكوين العقد ‪ ،‬فإننا سندرس هاذه القواعد فى هاذا الباب الذى يتعلق بتكوين‬

‫عقد البيع ‪ ،‬بعد دراسة أحكام اليجاب والقبول ‪.‬‬

‫ونقسم دراستنا فى هاذا الفصل إذن إلى فرعين ‪ ،‬نتناول فى الول قواعد اليجاب والقبول ‪،‬‬
‫ونخصص الثانى لتفسير العقد إواثباته ‪ } .‬صفحة ‪{ 86‬‬

‫الفرع الول‬

‫اليجاب والقبول‬

‫‪ – 65‬تقديم وتقسيم ‪:‬‬

‫ينعقد العقد بإيجاب وقبول يصدران عن طرفى العقد ‪ ،‬دون أن يشترط فى ذلك أن يصدر‬

‫اليجاب عن المشترى والقبول عن البائع أو العكس ‪ ،‬إذ العبرة باتصال القبول باليجاب الذى يوجهه‬

‫أحد طرفى العقد إلى الطرف الخر ‪.‬‬

‫على أن المر ل يتم بهذه الصورة البسيطة فى نطاق عقد البيع الدولى ‪ ،‬لن هاذا العقد‬

‫تسبقه عادة إما مفاوضات بين طرفى البيع ‪ ،‬أو معاملت سابقة بين الطرفين ‪ ،‬بحيث يعتبر سلوك‬

‫الطرفين كافي ا لنعقاد العقد دون حاجة إلى تميز أو تجسيد كل من اليجاب والقبول ‪.‬‬

‫ووفقا لحكام القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ ، 1964‬فإن اليجاب والقبول ل ينتجان‬

‫أثرهاما إل إذا وصل إلى علم الطرف الخر ‪ ،‬ويعتبر تسليم التعبير عن الرادة إلى الطرف الذى‬
‫وجه له بمثابة وصول هاذا التعبير إلى الطرف الذى وجه إليه ‪ ،‬وما يصدق على اليجاب والقبول ‪،‬‬

‫يصدق أيضا فى القانون الموحد على الرجوع فيهما ‪.‬‬

‫وقد عالجت اتفاقية فيينا أحكام اليجاب والقبول بنصوص تتشابه فى مجموعها مع أحكام‬

‫اتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬بشأن تكوين العقد )‪ . (3‬وعالجت المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 17‬من اتفاقية فيينا‬
‫قواعد } صفحة ‪ { 87‬اليجاب ‪ ، offer‬ونظمت المواد من ‪ 18‬إلى ‪ 22‬أحكام القبول‬

‫‪. acceptance‬‬

‫وندرس فى مبحثين على التوالى كل من اليجاب والقبول وفق ا لتفاقية فيينا ‪ .‬ثم نتكلم فى‬

‫مبحث ثالث عن اقتران اليجاب بالقبول ‪.‬‬

‫المبحث الول‬

‫اليجاب‬

‫‪ – 66‬تعريف اليجاب ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 14‬من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أن اليجاب يعتبر عرضا محددا‬

‫بطريقة كافية ‪ ،‬ويعبر عن إرادة الموجب فى أن يلتزم فى حالة صدور القبول من الطرف الموجه إليه‬
‫اليجاب ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا التعريف بأمرين ‪ ،‬الول أن اليجاب لبد أن يتضمن عرضا محددا من الطرف‬

‫الذى يصدر عنه إلى الطرف الذى يوجه إليه ‪ ،‬أما المر الثانى فهو التعبير عن التزام الموجب‬

‫بالبقاء على ايجابه متى صدر القبول من الطرف الذى وجه إليه الموجب إيجابه ‪.‬‬

‫ويعتبر اليجاب فى القانون المصرى تعبي ار عن إرادة الموجب ‪ ،‬يصدر بقصد إحداث أثر‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫قانونى هاو إنشاء اللتزام ‪ ،‬لذلك ل عبرة بالرادة التى لم تتجه لحداث أثر قانونى‬
‫وتعرف محكمة النقص المصرية اليجاب بأنه ‪ " :‬العرض الذى يعبر به الشخص الصادر‬
‫)‬
‫منه على وجه جازم عن إرادته فى إبرام عقد معين بحيث إذا اقترن به قبول مطابق له انعقد العقد "‬
‫‪ } .‬صفحة ‪{ 88‬‬ ‫‪(5‬‬

‫والغالب أن يبدأ أحد المتعاقدين باليجاب يتلوه قبول المتعاقد الخر ‪ ،‬ولكن ليس من‬

‫الضرورى أن يأتى اليجاب سابقا على القبول ‪ ،‬فقد يتم العقد بتلقى تعبيرين متعاصرين عن إرادتين‬

‫متطابقتين ‪.‬‬

‫‪ – 67‬المفاوضات ل تعتبر إيجابا ‪:‬‬

‫تعتبر المفاوضات فى بعض العقود ‪ ،‬ل سيما فى عقد البيع ‪ ،‬هاى المرحلة السابقة على‬

‫التعاقد ‪ ،‬ول يصدر عن أحد المتعاقدين إيجابا نهائيا إل بعد مفاوضات مع الطرف الخر‪ ،‬فاليجاب‬

‫إذن هاو نتيجة المفاوضات ‪.‬‬

‫ول يرتب القانون بحسب الصل ‪ ،‬على المفاوضات ‪ ،‬أى أثر قانونى ‪ ،‬إذ من حق‬

‫المتفاوض أن يقطع المفاوضة فى أى وقت ‪ ،‬ول مسئولية عليه فى هاذا المسلك إل إذا اقترن العدول‬

‫عن التفاوض بخطأ ممن قطع المفاوضات وتعد المسئولية هانا تقصيرية أساسها الخطأ وليست‬

‫تعاقدية ترتكز على العدول عن التفاوض ‪ .‬وعلى من يدعى الضرر من العدول أن يثبت خطأ‬

‫المتفاوض فى قطع المفاوضات )‪. (6‬‬

‫وقضت محكمة النقض المصرية بأن المفاوضات ليست إل عملا ماديا ول يترتب عليها‬

‫بذاتها أى أثر قانونى ‪ ،‬فكل متفاوض حر فى قطع المفاوضة فى الوقت الذى يريد دون أن يتعرض‬

‫لية مسئولية أو يطالب ببيان المبرر لعدوله ‪ ،‬ول يرتب هاذا العدول مسئولية على من عدل إل إذا‬

‫اقترن به خطأ تتحقق معه المسئولية التقصيرية ‪ ،‬ول يعد مجرد العدول عن إتمام المفاوضة فى ذاته‬
‫‪ }.‬صفحة ‪{ 89‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫خطأ ‪ ،‬فلبد أن يثبت الخطأ من وقائع أخرى اقترنت بهذا العدول‬

‫وقد تنتهى المفاوضات إما إلى إيجاب معلق أو إيجاب نهائى ‪ ،‬فاليجاب المعلق على شرط‬

‫هاو إيجاب ل مفاوضة ‪ ،‬ولكنه ل ينعقد إل إذا تحقق الشرط الذى علق عليه ‪ ،‬كما لو عرض شخص‬
‫التعاقد بثمن معين مع الحتفاظ بحقه فى تعديل الثمن طبق ا لتغير السعار ‪ ،‬فاليجاب هانا معلق‬

‫على شرط عدم تغير السعار )‪. (8‬‬

‫إواذا خرج اليجاب من دور المفاوضة ودور التعليق ‪ ،‬أصبح إيجابا نهائيا ‪ .‬ويعد تقرير ما‬

‫إذا كان اليجاب قد وصل إلى هاذا الدور من مسائل الواقع ل من مسائل القانون فيفصل فيه قاضى‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫الموضوع طبقا لظروف كل حالة‬

‫‪ – 68‬التفرقة بين اليجاب والدعوة إلى اليجاب ‪:‬‬

‫تقضى الفقرة الثانية من المادة ‪ 14‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬بأن توجيه العرض إلى مجموعة غير‬

‫محددة من الشخاص يعتبر مجرد دعوة إلى توجيه إيجاب أى مجرد دعوة إلى التعاقد ‪ ،‬ما لم يتبين‬

‫أن الموجب قد أفصح بوضوح عن العكس ‪ ،‬أى ما لم يكن الموجب قد قرر صراحة أن يوجه إيجابا‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 10‬‬


‫إلى الجمهور‬

‫ويعالج هاذا النص الحالة التى يوجه فيها شخص دعوة إلى الجمهور للتعاقد ‪ ،‬وفى هاذا‬
‫الصدد يجب أن نفرق بين توجيه اليجاب } صفحة ‪ { 90‬إلى الجمهور ودعوة الجمهور إلى التعاقد‬

‫أو إلى تقديم ايجاب للتعاقد ‪ ،‬فاليجاب الموجه إلى الجمهور يحدث عندما تعرض البضائع على‬

‫الجمهور من البائع مع تحديد ثمنها ‪ ،‬أما النشر والعلن وبيان السعار الجارى التعامل بها وكل‬

‫بيان آخر متعلق بعروض أو طلبات موجهة للجمهور أو للفراد فل يعتبر عند الشك ايجابا إوانما‬
‫يكون دعوة إلى التفاوض ‪ ،‬وكان المشروع التمهيدى للتقنين المدنى المصرى يشتمل على نص‬

‫صريح فى هاذا المعنى هاو نص المادة ‪ ، 134‬وقد حذف هاذا النص فى لجنة المراجعة لعدم الحاجة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫إليه ‪ ،‬إذ يسهل على القضاء تطبيق هاذا الحكم دون نص عليه‬

‫ويعنى ما تقدم أن اليجاب يختلف عن الدعوة إلى التعاقد والمر يتوقف على مضمون‬

‫التعبير عن الرادة ‪ ،‬فإذا قام التاجر بعرض بضائعه على الجمهور مع بيان أسعارهاا فإن هاذا يعد‬

‫بل شك إيجابا صريحا موجها إلى الجمهور ‪ ،‬أما مجرد العلن عن السلعة حتى مع بيان سعرهاا‬

‫فإنه يعد دعوة إلى التعاقد وليس إيجابا ما لم يتبين صراحة أن التاجر قصد توجيه إيجاب صريح إلى‬

‫الجمهور ‪.‬‬
‫‪ – 69‬متى ينتج اليجاب أثره ؟ ‪:‬‬

‫رأينا أن الفقرة الولى من المادة ‪ 14‬من اتفاقية فيينا تقضى بأن العرض المقدم لبرام عقد‬

‫والموجه إلى شخص أو أشخاص معينين يعتبر ايجابا ‪ ،‬إذا كان العرض محددا بطريقة كافية ويعبر‬

‫عن إرادة الموجب فى أن يلتزم فى حالة صدور القبول من الطرف الموجه إليه اليجاب ‪ ،‬وتضيف‬

‫هاذه الفقرة بيانا بالمقصود بالعرض المحدد بطريقة كافية ‪ ،‬فهو العرض الذى يعين البضائع التى‬

‫ستكون محلا للبيع ‪ ،‬والذى يحدد صراحة أو ضمنا الكمية والثمن أو ينص على طريقة تحديد الكمية‬
‫والثمن ‪ }.‬صفحة ‪{ 91‬‬

‫ويمكن تحديد الثمن ضمن ا عن طريق الشارة إلى قائمة أسعار أو أسعار واردة فى كتالوج‬

‫خاص بالسلعة محل اليجاب ويمكن أيضا أن يحدد الثمن صراحة أو ضمن ا بالشارة إلى سعر‬

‫السوق عند التسليم أو فى أى وقت يحدده الموجب فى عرضه ‪.‬‬

‫ومتى تضمن اليجاب عرضا محددا بطريقة كافية على النحو السابق ‪ ،‬فإنه ينتج أثره متى‬

‫وصل إلى الموجب له أى الموجه إليه اليجاب وفى هاذا تنص الفقرة الولى من المادة ‪ 15‬من‬

‫اتفاقية فيينا على أن ينتج اليجاب أثره متى وصل إلى الموجب له ‪ ،‬أى المتعاقد الخر الذى يوجه‬

‫إليه اليجاب ‪ .‬ومعنى ذلك أن اليجاب من وقت وصوله إلى الموجب له يعتبر قائما ويلزم الموجب‬

‫بالتعاقد إذا تقدم له من يقبل إيجابه ‪.‬‬

‫فاليجاب متى استكمل وجوده القانونى يلزم الموجب بالتعاقد فى حالة قبول الموجه إليه‬

‫ولكن ل يعنى هاذا أن اليجاب يعتبر بات ا منذ صدوره إذ يظل الرجوع فيه جائ از قبل أن يستكمل‬

‫اليجاب وجوده القانونى ‪ .‬واليجاب ‪ ،‬يستكمل هاذا الوجود كما قدمنا ‪ ،‬متى تضمن عرض ا محددا‬
‫على النحو السالف بيانه ‪ ،‬ومتى وصل إلى الموجه إليه العرض ‪.‬‬

‫ويلحظ أن اليجاب الذى يلزم صاحبه عند قبول الموجب له أى الذى ينتج أثره ل يعتبر‬

‫بالضرورة إيجابا باتا إذ يجوز الرجوع فيه ‪ .‬فالرجوع فى اليجاب ل يكون إل متى استكمل اليجاب‬

‫وجوده القانونى لنه قبل ذلك ل يكون هاناك إيجاب ملزم ‪ ،‬أما بعد استكمال وجوده القانونى بتوافر‬

‫شرطى استكمال هاذا الوجود ) عرض محدد ووصوله إلى الموجب له ( فيجوز الرجوع فيه ‪ ،‬ما لم‬
‫‪ .‬وسنعرض فيما بعد‬ ‫)‪(12‬‬
‫يكن بات ا ‪ ،‬لن اليجاب البات هاو اليجاب الذى ل يجوز الرجوع فيه‬
‫المقصود باليجاب البات ‪ }.‬صفحة ‪{92‬‬

‫وتطبيقا لما تقدم ‪ ،‬تقضى الفقرة الثانية من المادة ‪ 15‬من اتفاقية فيينا بأن اليجاب ولو كان‬

‫ملزما ‪ irrevocable‬يمكن سحبه ‪ withdrawal‬أى الرجوع فيه إذا وصل الرجوع إلى الموجب له‬

‫قبل أو عند وصول اليجاب إليه ‪.‬‬

‫ويعنى النص السابق أن اليجاب بعد أن يستكمل وجوده القانونى بأن كان مشتملا على‬

‫عرض محدد ووصل إلى علم الموجب له ‪ ،‬ويعتبر بالتالى غير قابل للعدول عنه أو تعديله ‪ ،‬لن‬

‫التعديل صورة من صور العدول ‪ ،‬إوانما يمكن سحبه ‪ ،‬إذا وصل السحب إلى الموجه إليه اليجاب‬

‫قبل أو عند وصول اليجاب إلى هاذا الخير ‪.‬‬

‫ويأخذ القانون المصرى بحكم مشابه لما قضت به اتفاقية فيينا ‪ .‬إذ تنص المادة ‪ 91‬من‬

‫التقنين المدنى على أن ينتج التعبير عن الرادة أثره فى الوقت الذى يتصل فيه بعلم من وجه إليه ‪،‬‬

‫ويعتبر وصول التعبير قرينة على العلم به ‪ ،‬ما لم يقم الدليل على عكس ذلك ‪.‬‬

‫ويعنى النص المتقدم أن التعبير عن الرادة متى كان ايجابا ‪ ،‬فإنه ل ينتج أثره إل إذا وصل‬

‫إلى علم المتعاقد الخر الذى يوجه إليه اليجاب وأقام النص قرينة على أن وصول اليجاب يعتبر‬

‫قرينة على العلم ‪ ،‬ولكنها قرينة بسيطة ‪ ،‬فيجوز أن يثبت الموجه إليه اليجاب أنه لم يعلم به بالرغم‬
‫من وصوله ‪ .‬ول يجوز الرجوع فى اليجاب متى قبله الموجب له أو كان بات ا ‪.‬‬

‫‪ – 70‬اليجاب البات ‪:‬‬

‫لم يتضمن التقنين المدنى المصرى السابق نص ا يلزم الموجب بالبقاء على إيجابه مدة كافية‬

‫لقتران القبول به ‪ ،‬وذهاب القضاء إلى منح الموجب حق العدول قبل أن يقترن اليجاب بالقبول ‪،‬‬
‫على أن يلتزم الموجب بالبقاء على إيجابه إذا حدد أجل للقبول سواء كان هاذا } صفحة ‪{ 93‬‬

‫التحديد صريح ا أو ضمني ا وقرر القضاء أن أساس التزام الموجب بالبقاء على ايجابه هاو العقد‬

‫الضمنى بين الموجب والموجه إليه اليجاب يلزم الول بالبقاء على إيجابه طيلة المدة المحددة من‬

‫جانب الموجب ‪ ،‬وأقر الفقه موقف القضاء فى إلزام الموجب بالبقاء على إيجابه خلل الجل المحدد‬
‫متى اقترن اليجاب بأجل ‪ ،‬ولكن اختلف الفقه حول أساس التزام الموجب بين نظرية الرادة المنفردة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫ونظرية العقد الضمنى ‪ ،‬ونظرية المسئولية التقصيرية‬

‫وأقر التقنين المدنى الجديد الوضع بنص صريح هاو نص المادة ‪ 93‬الذى يقضى بأنه إذا‬

‫عين ميعاد للقبول ‪ ،‬التزام الموجب بالبقاء على ايجابه إلى أن ينقضى هاذا الميعاد‪ .‬والنص صريح‬

‫فى أن أساس التزام الموجب بالبقاء على إيجابه هانا ‪ ،‬هاو الرادة المنفردة وهاى إحدى الحالت التى‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(14‬‬
‫جعل منها التقنين المدنى الجديد ‪ ،‬الرادة المنفردة أساسا لللتزام‬

‫وقد نصت المادة ‪ 93‬مدنى مصرى على أن تحديد ميعاد القبول كما يكون صريحا فقد‬

‫يكون ضمني ا ‪ ،‬يستخلص من ظروف الحال أو من طبيعة المعاملة ‪.‬‬

‫وهاذا التقديم السابق لليجاب الملزم فى ظل القانون المصرى لزم لفهم المقصود باليجاب‬

‫البات فى اتفاقية فيينا ‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 16‬من هاذه التفاقية على ما يأتى ‪-:‬‬

‫" ‪ – 1‬يمكن العدول عن اليجاب إلى الوقت الذى يبرم فيه العقد ‪ ،‬إذا وصل هاذا العدول‬

‫إلى الموجه إليه اليجاب قبل أن يرسل هاذا الخير قبوله ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ومع ذلك ‪ ،‬ل يجوز العدول عن اليجاب فى الحالتين التيتين ‪} - :‬صفحة ‪{94‬‬

‫)أ( إذا تبين أنه غير قابل للعدول عنه ‪ ،‬سواء بتحديد ميعاد ثابت للقبول أو بأى طريق آخر‬
‫‪.‬‬

‫)ب( إذا وجد ما يبرر أن يعتمد الموجب له على اليجاب باعتباره غير قابل للعدول عنه ‪،‬‬

‫وتصرف هاذا الخير اعتمادا على بقاء اليجاب " ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا النص أن اليجاب متى صدر من الموجب متضمن ا عرض ا محددا ووصل إلى‬

‫الموجب له يعتبر قائم ا منتج ا لثره ‪ ،‬ولكنه يمكن للموجب العدول عنه حتى إبرام العقد أى مادام لم‬

‫يقترن القبول باليجاب ‪ ،‬أى متى وصل العدول إلى الموجه إليه اليجاب قبل أن يقوم هاذا الخير‬

‫بإرسال أو تصدير قبوله إلى الموجب ‪.‬‬


‫فاليجاب فى هاذه الصورة التى نصت عليها الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 16‬من اتفاقية فيينا‬

‫يعتبر قائم ا منتج ا لثره ولكنه ليس بات ا ‪ .‬وقد نصت الفقرة )‪ (2‬على حالتين يعتبر فيهما اليجاب‬

‫باتا ‪ ،‬وهاما ‪- :‬‬

‫‪ – 1‬حالة تحديد مدة للقبول أو استخلص أن الموجب ملزم بعدم العدول عن ايجابه من‬

‫واقع ظروف الحال المرتبطة بتفسير اليجاب ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا اعتمد الموجه إليه اليجاب اعتمادا له ما يبرره على عدم قابلية اليجاب للعدول‬

‫عنه وتصرف على ضوء ذلك ‪ .‬ول يغطى هاذا النص فقط الحالت التى يكون فيها اليجاب بذاته‬

‫غير قابل للعدول عنه صراحة ‪ ،‬ولكن أيضا متى كان مسلك الموجب أو الظروف الخاصة أو‬

‫متطلبات العرض المقدم منه أو طبيعة الصفقة المقترحة تبرر اعتبار اليجاب غير قابل للعدول‬
‫‪ .‬من ذلك مثل لو كان } صفحة ‪ {95‬محل البيع آلت تباع تحت شرط‬ ‫)‪(15‬‬
‫عنه لمدة معقولة‬

‫التجربة ‪ ،‬فإنه يستفاد من ذلك أن الموجب يظل ملتزما بالبقاء على ايجابه المدة اللزمة للتجربة ‪،‬‬

‫‪ .‬كذلك لو صدر اليجاب إلى شخص‬ ‫)‪(16‬‬


‫وعند النزاع حول تحديد هاذه المدة تولى القاضى تقديرهاا‬

‫يقيم فى دولة أخرى ‪ ،‬فإن الفرض أن الموجب ينبغى عليه أن يبقى على إيجابه المدة المناسبة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 17‬‬


‫لوصول القبول إليه بفرض أن اليجاب قد وصل فى الميعاد المقرر لوصوله‬

‫‪ – 71‬سقوط اليجاب ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 17‬من اتفاقية فيينا على أن يسقط اليجاب ولو كان غير قابل للعدول عنه ‪،‬‬

‫عندما يصل إلى الموجب رفض الموجه إليه اليجاب ‪.‬‬

‫ومؤدى هاذا النص أن اليجاب ولو كان باتا ‪ ،‬فإنه يسقط متى رفضه الموجه إليه ولو لم‬

‫تنقض المدة التى حددهاا الموجب للقبول ‪.‬‬

‫ويسقط اليجاب منذ اللحظة التى يصل فيها إلى الموجب رفض اليجاب من الموجه إليه ‪.‬‬

‫وقد يقع هاذا الرفض بصورة قاطعة ‪ ،‬وقد يتضمن تعديلا فى اليجاب فل يعد هاذا قبول ينعقد به العقد‬

‫بل يعد ايجاب ا جديدا ‪ ،‬وسنعرض لذلك الكلم عن القبول ‪ ،‬وقد يتضمن الرفض عرضا ليجاب جديد‬

‫يختلف تماما عن اليجاب الول ‪.‬‬


‫وتأخذ اتفاقية فيينا بنظرية وصول التعبير عن الرادة ‪ ،‬لكى ينتج هاذا التعبير أثره فقد رأينا‬

‫أن المادة ‪ 15‬منها تعتبر اليجاب منتج ا لثره متى وصل إلى الموجه إليه اليجاب ‪ ،‬كذلك يسقط‬

‫اليجاب وفقا للمادة ‪ 17‬من التفاقية متى وصل رفض الموجه إليه اليجاب إلى الموجب ولو كان‬

‫اليجاب غير قابل للعدول عنه ‪ ،‬وسنرى عند الكلم عن القبول أن اتفاقية فيينا تتبنى أيضا نظرية‬
‫وصول التعبير عن } صفحة ‪ { 96‬الرادة ‪ ،‬وتحدد المقصود من تعبير الوصول فى المادة ‪24‬‬

‫على ما سنرى فى الفرع الثالث من هاذا الفصل ‪.‬‬

‫ولم تتضمن اتفاقية فيينا حكما مماثلا لحكم المادة ‪ 11‬من القانون الموحد الملحق باتفاقية‬

‫لهااى سنة ‪ 1964‬بشأن تكوين عقد بيع المنقولت المادية ‪ ،‬والتى تقضى بأنه ل تحول وفاة أحد‬

‫أطراف العقد أو فقدانه الهالية قبل القبول دون تكوين العقد إل إذا تبين عكس ذلك من قصد‬

‫المتعاقدين أو من العرف أو من طبيعة التعامل ‪ .‬وهاذا هاو ذات الحكم الذى أخذ به التقنين المدنى‬

‫المصرى فى المادة ‪ 92‬والتى تقضى بأنه إذا مات من صدر عنه التعبير عن الرادة أو فقد أهاليته‬

‫قبل أن ينتج التعبير أثره ‪ ،‬فإن ذلك ل يمنع من ترتب هاذا الثر عند اتصال التعبير بعلم من وجه‬

‫إليه ‪ ،‬هاذا ما لم يتبين العكس من التعبير أو من طبيعة التعامل ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا الحل سواء فى ظل القانون الموحد أو القانون المصرى ‪ ،‬أنه ل يترتب على‬

‫الوفاة أو فقدان الهالية سقوط اليجاب بل يظل اليجاب قائم ا ‪.‬‬

‫ونلحظ مع أستاذنا الدكتور محسن شفيق أن هاذه المسألة ليست لها أهامية تذكر فى البيوع‬

‫الدولية لنها تجرى عادة بين أشخاص اعتبارية ل يعتريها الوفاة أو فقدان الهالية )‪ . (18‬ولعل هاذا‬

‫هاو السبب الذى أدى بلجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية إلى إغفال تنظيم هاذا الموضوع فى‬
‫اتفاقية فيينا سنة ‪ } . 1980‬صفحة ‪{ 97‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫القبول‬

‫‪ – 72‬تعريف القبول ‪:‬‬


‫القبول هاو التعبير الذى يصدر عن الموجه إليه اليجاب ‪ ،‬معلن ا عن إرادته بالرضاء‬

‫بالعرض الذى وجهه إليه الموجب دون تعديل فيه ‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 18‬من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أن " يعتبر قبول ‪ ،‬التعبير أو‬

‫السلوك الذى يصدر عن الموجه إليه اليجاب والذى يدل على موافقته على هاذا اليجاب ‪ .‬ول يعتبر‬

‫السكوت أو الموقف السلبى فى ذاتهما قبولا " ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا التعريف أن القبول كما يكون صريح ا بصدور تعبير محدد يدل عليه ‪ ،‬من‬

‫الموجب له ‪ ،‬فإنه قد يكون ضمنيا باتخاذ الموجب له سلوكا يعبر عن موافقته على اليجاب الموجه‬

‫إليه كما لو قام المشترى بدفع الثمن أو قام البائع بتسليم المبيع ‪.‬‬

‫وقد أكدت الفقرة الثانية من المادة ‪ 18‬أن السكوت ل يعد فى ذاته قبولا ‪ ،‬كذلك فإن الموقف‬

‫السلبى من جانب الموجب له ل يصل إلى درجة القبول ‪ .‬فسكوت الموجه إليه اليجاب ل يرقى‬

‫إلى درجة القبول الضمنى ‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 2‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪1964‬‬

‫بشأن تكوين عقد البيع على أن كل شرط يرد فى اليجاب ليشترط اعتبار السكوت قبولا يعتبر‬

‫‪ ،‬لم يرد ما‬ ‫)‪(19‬‬


‫ل‪ .‬وهاذا النص الذى يعتبره البعض ‪ ،‬النص المر الوحيد فى اتفاقيات لهااى‬
‫باط ا‬
‫يماثله فى اتفاقية فيينا ‪ }.‬صفحة ‪{98‬‬

‫وتقضى المادة ‪ 98‬من التقنين المدنى المصرى بأنه إذا كانت طبيعة المعاملة أو العرف‬
‫التجارى أو غير ذلك من الظروف تدل على أن الموجب لم يكن لينتظر تصريحا بالقبول ‪ ،‬فإن العقد‬

‫يعتبر قد تم ‪ ،‬إذا لم يرفض اليجاب فى وقت مناسب ويعتبر السكوت عن الرد قبول ‪ ،‬إذا كان هاناك‬

‫تعامل سابق بين المتعاقدين واتصل اليجاب بهذا التعامل ‪ ،‬أو إذا تمخض اليجاب لمنفعة من وجه‬

‫إليه ‪.‬‬

‫وهاذا النص يعنى أن السكوت فى ذاته مجردا عن أى ظرف ملبس له ‪ ،‬ل يكون تعبي ار عن‬

‫الرادة ولو قبولا ‪ ،‬لن الرادة عمل إيجابى والسكوت موقف سلبى ‪ ،‬والقاعدة الشرعية أنه " ل ينسب‬

‫لساكت قول " ‪ ،‬إواذا كان هاذا هاو الصل فإن الستثناء أن يعتبر السكوت قبولا إذا أحاطت به‬
‫ظروف ملبسة من شأنها أن تجعله يدل على الرضا ويسمى السكوت فى هاذه الحالة " السكوت‬

‫الملبس " )‪. (20‬‬

‫وقد عرض المشرع المصرى للمثلة التى تحيط فيها بالسكوت ظروف ملبسة ‪ ،‬كما لو‬

‫جرى العرف التجارى على أن يعتبر السكوت رضاء ‪ ،‬أو كان هاناك تعامل سابق بين المتعاقدين أو‬

‫تمخض اليجاب لمنفعة من وجه إليه ‪ ،‬وسكت هاذا فيعد سكوته رضاء‪.‬‬

‫وبالرغم من أن اتفاقية فيينا لم يرد فيها نص صريح يؤدى إلى اعتبار السكوت الملبس‬

‫قبولا ‪ ،‬فإنه يمكن أن يستخلص هاذا الحكم من عبارة الجملة الثانية من الفقرة الولى من المادة ‪18‬‬

‫التى تقضى ‪ -‬كما ذكرنا ‪ -‬بأن السكوت أو الموقف السلبى ل يعتبران فى ذاتهما ‪ in itself‬قبولا ‪،‬‬

‫ومؤدى هاذا التعبير الخير أنه متى ارتبط بالسكوت ظرف من الظروف فإنه يمكن اعتباره قبول ‪،‬‬

‫ويجد هاذا التفسير صدى له فى نص الفقرة الثالثة من المادة الثامنة من اتفاقية فيينا ‪ ،‬وهاو نص‬
‫خاص بتفسير العقد ‪ ،‬فيعطى للظروف الملبسة أهامية } صفحة ‪ { 99‬خاصة فى تحديد إرادة‬

‫المتعاقدين ‪ ،‬على النحو الذى سنعرض له عند الكلم عن تفسير العقد فى الفصل الثانى من هاذا‬

‫الباب ‪ ،‬هاذا فضل عن أن السكوت قد يعتبر ‪ ،‬استثناء ‪ ،‬من القاعدة العامة فى اتفاقية فيينا ‪ ،‬بمثابة‬

‫قبول ‪ ،‬وفق ا للعادات التجارية السارية )‪. (21‬‬

‫‪ – 73‬متى ينتج القبول أثره ؟ ‪:‬‬

‫الصل أن القبول ل ينتج أثره وفق ا لحكام المادة ‪ 18/2‬من اتفاقية فيينا إل متى وصل إلى‬

‫الموجب ‪ ،‬ويمكن سحب القبول أو الرجوع فيه متى وصل هاذا الرجوع إلى الموجب قبل أو على‬

‫القل فى نفس وقت وصول القبول طبق ا لنص المادة ‪ 22‬من اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫ول يعتبر القبول منتجا لثره إذا لم يصل إلى الموجب خلل الميعاد الذى حدده فى إيجابه‬

‫أو خلل ميعاد معقول ‪ ،‬إذا لم يحدد الموجب ميعادا للقبول ‪ ،‬ويجب أن يؤخذ فى العتبار فى تحديد‬

‫الميعاد المعقول ظروف التعامل بما فى ذلك سرعة وسائل المواصلت التى استخدمها الموجب ‪.‬‬

‫إواذا كان اليجاب شفويا وجب أن يكون القبول فوريا ‪ ،‬إل إذا اتضح من الظروف غير ذلك ) المادة‬

‫‪ 18/2‬من اتفاقية فيينا ( ‪.‬‬


‫وعلى أية حال ‪ ،‬فإنه متى تضمن اليجاب أو دل التعامل السابق بين المتعاقدين أو قضى‬

‫العرف بأن الموجه إليه اليجاب ‪ ،‬عليه أن يعبر عن قبوله بالقيام بعمل معين كإرسال البضاعة‬

‫المبيعة أو دفع الثمن ‪ ،‬دون إخطار الموجب ‪ ،‬فإن القبول ينتج أثره منذ اللحظة التى يقوم فيها‬
‫} صفحة ‪ {100‬خلل الميعاد‬ ‫الموجه إليه اليجاب بهذا العمل ‪ ،‬بشرط أن يتم هاذا العمل‬

‫المحدد فى اليجاب لصدور القبول أو خلل الميعاد المعقول إذا لم يحدد الموجب ميعادا للقبول‬

‫) المادة ‪ 18/3‬من اتفاقية فيينا ( ‪.‬‬

‫وقد رأينا فيما تقدم أن القانون المصرى يلزم الموجب بالبقاء على إيجابه إذا حدد ميعادا‬

‫للقبول سواء أكان هاذا التحديد صريحا أم ضمنيا ) المادة ‪ 93‬مدنى ( كما تقضى المادة ‪ 94‬بأنه إذا‬

‫صدر اليجاب فى مجلس العقد دون أن يعين ميعاد للقبول فإن الموجب يتحلل من ايجابه إذا لم‬

‫يصدر القبول فو ار ‪ ،‬على أن العقد يتم مع ذلك ولو لم يصدر القبول فو ار ‪ ،‬إذا لم يوجد ما يدل على‬

‫أن الموجب قد عدل عن ايجابه فى الفترة ما بين اليجاب والقبول وكان القبول قد صدر قبل أن‬

‫ينقضى مجلس العقد ‪.‬‬

‫‪ –74‬عدم تطابق القبول مع اليجاب ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 96‬من التقنين المدنى المصرى على أنه " إذا اقترن القبول بما يزيد فى‬

‫اليجاب أو يقيد منه أو يعدل فيه ‪ ،‬اعتبر رفضا يتضمن ايجابا جديدا " ويعنى هاذا النص أن القبول‬
‫الذى يؤدى إلى إبرام العقد ‪ ،‬هاو القبول المطابق لليجاب بحيث إذا اقترن به ‪ ،‬يؤدى هاذا إلى‬

‫تطابق إرادتى الموجب والقابل فينعقد العقد ‪ .‬أما إذا تضمن القبول ما يغير فى اليجاب زيادة أو‬

‫بوضع قيد عليه أو بتعديل لما تضمنه ‪ ،‬فإنه ليس من شأن هاذا القبول ‪ ،‬أن يعد تعبي ار عن إرادة‬

‫الموجب له يطابق اليجاب الصادر من الموجب بحيث يؤدى إلى انعقاد العقد ‪ ،‬فاختلف تطاق‬

‫التعبيرين يؤدى إلى عدم تكوين العقد ‪ .‬لذلك يعتبر التعبير الصادر عن الموجب له متى تضمن‬

‫تغيي ار فى اليجاب بالزيادة أو التقييد أو التعديل ‪ ،‬رفضا يتضمن ايجابا جديدا أى يحتاج إلى قبول‬

‫من الموجب لكى ينعقد العقد ‪ .‬ويسمى التعبير الصادر من الموجب له المتضمن تقييدا لليجاب ‪" ،‬‬

‫القبول الموصوف " فإذا وجه إلى الموجب كان بمثابة إيجاب جديد فإذا قبله‬
‫} صفحة ‪ {101‬الموجب ‪ ،‬فان العقد يتم بالشروط الجديدة ‪ ،‬كما لو أرسل المشترى ايجابا الى‬
‫البائع يطلب منه شراء كمية معينة من البضاعة بثمن التزم به في العرض ‪ ،‬فيقبل البائع هاذا‬

‫العرض مع زيادة الثمن او بشرط التزام المشترى بمصاريف التعبئة أو بمصاريف نقل البضاعة أو‬

‫اذا تضمن القبول الموافقة على الصفقة على أن يدفع الثمن فو ار مع أن عرض المشترى الشراء كان‬

‫على أساس دفع الثمن على دفعات ‪.‬‬

‫" متى‬ ‫وقد تضمنت اتفاقية فيينا نصا مماثل هاو نص المادة ‪ 19/1‬الذى يقضى بأنه‬

‫تضمن الرد بقبول العرض الموجه الى الموجب له بعض الضافات او القيود أو أية تعديلت أخرى‬

‫‪ ،‬فانه يعتبر رفضا لليجاب ويشكل ايجابا جديدا "‪.‬‬

‫وعلى ذلك فالنص واضح تماما في أن عدم تطابق القبول مع اليجاب ليس من شأنه أن‬

‫يؤدى الى انعقاد عقد البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬ولكن تعتبر الضافة ‪ addition‬أو القيد‬

‫‪ limitation‬أو التعديل ‪ modification‬بمثابة إيجاب جديد ‪ counter-offer‬يحتاج الى‬

‫قبول من الموجب حتى ينعقد العقد وفقا للتغيير المقترح من الموجب له ‪.‬‬

‫ويطابق نص المادة ‪ 19/1‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬ما تضمنته المادة ‪ 7/1‬من القانون الموحد‬

‫لتفاقية لهااى سنة ‪. 1964‬‬

‫وتنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 19‬من اتفاقية فيينا على أنه ‪ " :‬ومع ذلك فان الرد على‬

‫اليجاب بقصد القبول ‪ ،‬متى تضمن عبارات إضافية او مختلفة ‪ ،‬ل تغير من جوهار اليجاب ‪،‬‬
‫يعتبر قبول مالم يبادر الموجب دون تأخير له ما يبرره ‪ ،‬بالعتراض شفوي ا على التعديل المقترح أو‬

‫بإرسال إخطار بذلك ‪ ،‬فإذا لم يعترض الموجب على هاذا النحو ‪ ،‬فان العقد يتم بالشروط التى‬
‫تضمنها اليجاب مع التعديلت الواردة في القبول " ‪}.‬صفحة ‪{102‬‬

‫ويهدف النص المتقدم الى تيسير تكوين العقد ‪ ،‬فمتى كانت هاناك تعديلت في اليجاب‬

‫لتغير في جوهار شروطه ‪ ،‬فان العقد يتم طبقا لهذه الشروط التى يتضمنها اليجاب والمعدلة وفقا‬

‫للتغييرات غير الجوهارية الواردة في القبول ‪ ،‬ما لم يعترض الموجب على هاذه التغييرات شفاهاة أو‬

‫بإرسال إخطار فورى الى الموجب له بحل هاذا العتراض ‪.‬‬


‫وتضمنت المادة ‪ 7/2‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى حكما يشابه هاذا الحكم ‪ ،‬ويذهاب‬

‫الستاذ محسن شفيق الى التشبيه بين الحكم المتقدم وحكم المادة ‪ 95‬مدنى مصرى ‪ ،‬فهو يرى أن‬

‫الحكمين وان كانا غير متطابقين ‪ ،‬فان حكم المادة ‪ 95‬مدنى مصرى قريب من حكم المادة ‪7/2‬‬

‫‪.‬‬ ‫) ‪(22‬‬
‫من اتفاقية لهااى ويقوم على علة حكمها‬

‫وتنص المادة ‪ 95‬من التقنين المدنى المصرى على أنه ‪ " :‬إذا اتفق الطرفان على جميع‬

‫المسائل الجوهارية في العقد واحتفظا بمسائل تفصيلية يتفقان عليها فيما بعد ولم يشترطا أن العقد ل‬

‫يتم عند عدم التفاق عليها ‪ ،‬اعتبر العقد قد تم ‪ .‬واذا قام خلف على المسائل التى لم يتم التفاق‬

‫عليها ‪ ،‬فان المحكمة تقضى فيها طبقا لطبيعة المعاملة ولحكام القانون والعرف والعدالة " ‪.‬‬

‫ويعنى ذلك " أن المتعاقدين متى اتفقا على المسائل الجوهارية في العقد وتركا بعض‬

‫المسائل غير الجوهارية دون اتفاق ‪ ،‬فان العقد يتم مع ذلك ‪ ،‬إذ يفترض القانون أن نية الطرفين قد‬

‫انصرفت إلى إبرامه حتى لو قام خلف بينهما على هاذه المسائل مادام انهما لم يشترطا أن العقد ل‬

‫يتم عند عدم التفاق عليها ‪ ،‬وأباح القانون للقاضى في هاذه الحالة أن يقضى فيما اختلف المتعاقدان‬

‫فيه ‪ ،‬ول تقتصر مهمة القاضى في هاذا الفرض على مجرد تفسير ما اتفقا عليه ‪ ،‬إوانما يجاوز ذلك‬
‫الى تدبير ما اختلفا فيه فهو إذن يساهام في صنع العقد ‪ .‬وعلة هاذا } صفحة ‪ {103‬الحكم أنه مادام‬

‫المفروض أن المتعاقدين قد أرادا إبرام العقد ولو لم يتفقا على هاذه المسائل غير الجوهارية استتبع ذلك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(23‬‬
‫أن نفرض أيضا أنهما أرادا أن يحل القاضى محلهما ليبت فيما اختلفا فيه "‬

‫وعندما يحل القاضى محل المتعاقدين عند تفسير نيتهما ‪ ،‬فإنه يكمل المسائل غير المتفق‬

‫عليها وفقا لطبيعة المعاملة ولحكام القانون والعرف والعدالة ‪.‬‬

‫ووجه التفاق بين نص المادة ‪ 7/2‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬والتى‬

‫تشابه المادة ‪ 19/2‬من اتفاقية فيينا والمادة ‪ 95‬مدنى مصرى أن حسم المسائل غير الجوهارية فى‬

‫التعاقد ل يؤثر على انعقاد العقد وليس من شأنها أن تشكل عقبة فى سبيل إبرامه أو تكوينه ‪ ،‬إوانما‬

‫ينعقد العقد بمجرد التفاق بين طرفيه على المسائل الجوهارية ‪.‬‬
‫ولما كانت التفرقة بين التغييرات الجوهارية وغير الجوهارية وفق ا لما نصت عليه المادة ‪19/2‬‬

‫من اتفاقية فيينا ليست يسيرة وتكتنفها صعوبات عملية ‪ ،‬فقد حاولت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 19‬أن‬

‫تتغلب على هاذه الصعوبات وذلك بتحديد شروط العقد التى يعتبر التغيير فيها من قبيل التغييرات‬

‫الجوهارية ‪ .‬وتنص المادة ‪ 19/3‬من اتفاقية فيينا على أن ‪:‬‬

‫" تعتبر من قبيل التغييرات الجوهارية لليجاب ‪ ،‬أية إضافات أو تغييرات تتصل بصفة‬

‫خاصة ‪ ،‬بالثمن والوفاء به ‪ ،‬وبالكمية ونوع البضائع ‪ ،‬أو بمكان وزمان التسليم ‪ ،‬أو بنطاق مسئولية‬

‫أحد الطرفين فى مواجهة الخر ‪ ،‬أو بتسوية المنازعات الناشئة عن العقد " ‪.‬‬

‫ونلحظ أن هاذا التحديد للشروط التعاقدية التى يعتبر تعديلها من قبيل التغييرات الجوهارية ‪،‬‬
‫لم يرد فى المادة ‪ 19/3‬من اتفاقية } صفحة ‪ {104‬فيينا على سبيل الحصر إوانما على سبيل‬

‫الواردة فى النص أن هاذا التحديد ليس حصريا ‪.‬‬ ‫)‪(24‬‬


‫المثال ‪ ،‬إذ يفهم من عبارة " بصفة خاصة "‬

‫ونلحظ أنه أثناء مناقشة حكم المادة ‪ 19‬من اتفاقية فيينا المتعلقة بحكم عدم تطابق القبول‬

‫مع اليجاب ‪ ،‬قدم الوفد الهولندى اقتراحا يقضى بالسماح للموجب له ‪ ،‬أى الموجه إليه اليجاب ‪،‬‬

‫بأن يسحب أية تعديلت لليجاب يرفضها الموجب ‪ ،‬حتى ينقذ العقد ويتفادى أية عقبة فى سبيل‬

‫تكوينه ‪ ،‬إذ يسمح هاذا القتراح بدل من اعتبار القبول الموصوف بمثابة رفض لليجاب إل إذا كان‬

‫متضمنا لتغييرات غير جوهارية لم يعترض عليها الموجب ‪ ،‬بأن يعدل الموجب له عن التعديلت‬
‫التى يقترحها فى حالة رفض الموجب له ‪ .‬بيد أن لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية رفضت‬

‫هاذا القتراح )‪.(25‬‬

‫‪ – 75‬متى يبدأ الميعاد المحدد للقبول ؟ ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 20/1‬من اتفاقية فيينا على أن ‪ " :‬يبدأ الميعاد المحدد للقبول من الموجب فى‬

‫برقية أو خطاب منذ اللحظة التى تسلم فيها البرقية لرسالها أو من التاريخ المذكور فى الخطاب ‪،‬‬

‫فإن لم يذكر مثل هاذا التاريخ فى الخطاب ‪ ،‬فمن التاريخ الذى يظهر على المظروف ‪ .‬ويبدأ الميعاد‬

‫المحدد للقبول من الموجب تليفونيا أو بالتلكس أو بأية وسيلة للتصال الفورى منذ اللحظة التى‬

‫يصل فيها اليجاب إلى الموجب له " ‪ .‬بينما تقضى المادة ‪ 8/2‬من القانون الموحد بأنه إذا أرسل‬
‫اليجاب المتضمن ميعادا للقبول بخطاب سرت مدة القبول من } صفحة ‪ { 105‬تاريخ الخطاب‬

‫والعبرة بتاريخ خاتم البريد على الخطاب ‪ ،‬إواذا أرسل اليجاب المتضمن ميعادا للقبول ببرقية ‪ ،‬سرى‬

‫الميعاد من ساعة اليوم الذى سلمت فيه البرقية للرسال ‪.‬‬

‫ويعنى ذلك أنه وفقا لتفاقية فيينا يبدأ الميعاد الذى يحدده الموجب للقبول منذ تاريخ تسليم‬

‫البرقية لرسالها إلى الموجب له ‪ ،‬وتتفق اتفاقية فيينا مع القانون الموحد للهااى فى هاذا الشأن ‪ ،‬فإذا‬

‫حدد الميعاد فى خطاب فالعبرة بالتاريخ المذكور فى الخطاب ‪ ،‬أو على المظروف إذا لم يذكر تاريخ‬

‫فى الخطاب ‪ ،‬بينما يعتد القانون الموحد للهااى بالتاريخ الموجود على المظروف ولو وجد تاريخ فى‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(26‬‬
‫الخطاب ‪ ،‬إذ قد يكون مكذوبا‬

‫وأضافت اتفاقية فيينا حكم ا لم يرد فى القانون الموحد للهااى ‪ ،‬متى حدد الميعاد من‬

‫الموجب تليفوني ا أو بالتلكس أو بأية وسيلة أخرى للتصال الفورى كالفاكسميل ‪ ،‬فيبدأ الميعاد منذ‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 27‬‬


‫وصول اليجاب إلى الموجب له‬

‫ووفقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 20‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬فإنه يدخل فى حساب الميعاد المحدد‬

‫للقبول أيام الجازات الرسمية أو اليام التى يتعطل فيها العمل إذا وقعت هاذه اليام خلل الميعاد ‪.‬‬

‫وعلى أية حال فإنه إذا لم يمكن تسليم الخطار بالقبول فى عنوان الموجب فى اليوم الخير للميعاد‬

‫المحدد للقبول لنه يقع فى يوم إجازة رسمية أو فى يوم يتعطل فيه العمل فى المكان الذى يوجد فيه‬
‫مركز أعمال الموجب فإن الميعاد يمتد إلى أول يوم عمل تال ‪ } .‬صفحة ‪{ 106‬‬

‫‪ – 76‬القبول المتأخر ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 21/1‬من اتفاقية فيينا على أن " يعتبر القبول المتأخر منتجا لثره كقبول متى‬

‫بادر الموجب إلى إبلغ الموجب له شفويا أو بإخطار فورى بذلك " ‪.‬‬

‫ويقصد بهذا الحكم الذى ورد مثيل له فى المادة ‪ 9/1‬من القانون الموحد لتفاقية لهااى ‪،‬‬

‫أن يتفادى تفويت الصفقة على الموجب إذا أراد التمسك بها ‪ ،‬وفكر الموجب له فى التنصل منها‬

‫مستندا إلى تأخر القبول ‪ ،‬ويكفى لعتماد القبول المتأخر من جانب الموجب مجرد إخطار الموجب‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(28‬‬
‫له بذلك‬
‫ومتى تضمن الخطاب أو أية وسيلة مكتوبة قبولا متأخ ار ‪ ،‬وتبين أن هاذا الخطاب أو هاذه‬

‫الوسيلة المكتوبة أرسلت فى ظروف كان من الممكن معها أن تصل إلى الموجب فى الميعاد المحدد‬

‫لو تم نقلها بالطريق المعتاد ‪ ،‬فإن القبول المتأخر ينتج أثره كقبول ما لم يبادر الموجب شفوي ا أو‬

‫) المادة ‪ 21/2‬من اتفاقية فيينا (‬ ‫بإخطار يرسله بإبلغ الموجب له بأنه يعتبر اليجاب غير قائم‬

‫‪.‬‬

‫ويهدف هاذا الحكم إلى منح الموجب فرصة الحصول على البضاعة التى يريدهاا إذا كان‬

‫مشتريا أو فرصة بيع البضاعة التى يعرض بيعها إذا كان بائعا متى تأخر وصول القبول إليه عن‬

‫الميعاد المحدد فى ايجابه للقبول ‪ ،‬فيلتزم الموجب بالقبول المتأخر الذى كان من المفروض أن يصل‬

‫فى الميعاد المحدد لو تم نقله بالطريق المعتاد بحسب الظروف التى أرسل فيها ما لم يعبر الموجب‬

‫بأسرع طريقة ممكنة أو كما يعبر النص النجليزى للمادة ‪ ، without delay 21/2‬فى التحلل من‬

‫إيجابه باعتباره غير قائم ‪ ،‬فإذا حدد الموجب للموجب له مثل يوم ‪ 10‬مارس ميعادا للقبول ‪ ،‬فأرسل‬
‫الموجب له قبوله يوم ‪ 3‬مارس على } صفحة ‪ { 107‬أساس أن المدة العادية لوصول الخطاب الى‬

‫عنوان الموجب لتزيد عن خمسة أيام فإذا تأخر وصول الخطاب لسباب غير عادية ولم يصل إل‬

‫فى ‪ 15‬مارس فإن الموجب يلتزم بالقبول ما لم يخطر الموجب له بإلغاء ايجابه يوم ‪ 12‬مارس على‬

‫الكثر حتى تكون أمامه الفرصة للبحث عن متعاقد آخر‪.‬‬

‫‪ – 77‬الرجوع فى القبول ‪:‬‬

‫رأينا أنه متى كان التعبير عن الرادة ايجابا ‪ ،‬فإنه يعتبر قائما ومنتجا أثره متى وصل إلى‬

‫الموجب له ول يجوز العدول عنه وان جاز الرجوع فيه ‪ ،‬أما أن كان اليجاب باتا فإنه ل يجوز‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(29‬‬
‫العدول عنه ول الرجوع فيه‬

‫أما إذا كان التعبير عن الرادة قبول ‪ ،‬فإنه ل ينتج أثره أيضا كما قدمنا ‪ ،‬إل متى وصل إلى‬

‫الموجب ‪ .‬ويعتبر أثر القبول أكثر وضوح ا من أثر اليجاب ‪ ،‬لن القبول إذا أنتج أثره ‪ ،‬كان هاذا‬

‫‪ .‬ومن ذلك نرى أن القبول متى صدر من الموجب له ل يتم به العقد إل من‬ ‫)‪(30‬‬
‫الثر هاو تمام العقد‬

‫وقت وصوله إلى الموجب ‪ .‬والصل أنه متى صدر القبول فل يجوز الرجوع فيه أو سحبه من القابل‬

‫‪ ،‬على أن المادة ‪ 22‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬مقتفيه فى ذلك أثر المادة ‪ 10‬من القانون الموحد لتفاقية‬
‫لهااى نصت على أنه ‪ " :‬يمكن سحب القبول إذا وصل السحب إلى الموجب قبل أو فى نفس‬

‫الوقت الذى يعتبر فيه القبول منتج ا لثره " ‪ .‬ويعنى هاذا النص أنه يجوز الرجوع فى القبول متى‬

‫وصل الرجوع إلى الموجب قبل وصول القبول أو متى وصل الرجوع إلى الموجب فى نفس وقت‬

‫وصول القبول ‪ ،‬لن القبول يعتبر منتج ا لثره بوصوله إلى الموجب ‪ ،‬وعلى ذلك يستطيع القابل‬
‫سحب قبوله الذى أرسله بخطاب مثل ‪ ،‬بإرسال برقية تفيد الرجوع فيه } صفحة ‪ {108‬وينتج هاذا‬

‫الرجوع أثره إذا وصل إلى الموجب قبل أو فى نفس وقت وصول القبول ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫اقتران اليجاب بالقبول‬

‫‪ – 78‬تمهيد ‪:‬‬

‫رأينا أن تطابق القبول مع اليجاب هاو الذى يؤدى إلى انعقاد العقد ‪ ،‬فالقبول غير المطابق‬

‫لليجاب زيادة أو نقص ا أو تعديلا ‪ ،‬ل يؤدى إلى تمام العقد ويعتبر رفض ا يتضمن إيجاب ا جديدا‬
‫)‪(31‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(32‬‬
‫ملبسا‬ ‫كما رأينا أن السكوت ل يعتبر فى ذاته قبول ‪ ،‬إل متى كان هاذا السكوت‬

‫ونعرض هانا للحظة التى يتم فيها البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬لن هاذا البيع تسبقه مفاوضات‬
‫بين طرفيه ‪ ،‬تنتهى عادة بتوجيه ايجاب من أحد الطرفين إلى الخر ‪ ،‬فإذا صدر القبول من الموجب‬

‫له وكان تعبي ار مطابق ا لليجاب ‪ ،‬فل يحول شئ دون تكوين عقد البيع الدولى ‪ ،‬ولكى يتم العقد كان‬

‫لبد من تحديد اللحظة التى يقترن فيها اليجاب بالقبول ‪.‬‬

‫‪ – 79‬متى يتم عقد البيع الدولى ؟ ‪:‬‬

‫وفق ا لنص المادة ‪ 23‬من اتفاقية فيينا فإن " العقد يتم فى اللحظة التى يعتبر فيها القبول‬
‫منتج ا لثره طبق ا لنصوص هاذه التفاقية " ‪ } .‬صفحة ‪{ 109‬‬

‫وتنص المادة ‪ 24‬من التفاقية المشار إليها على أنه ‪ " :‬بالنسبة لهذا القسم من التفاقية –‬

‫أى القسم الثانى المتعلق بأحكام تكوين عقد البيع الدولى للبضائع – فإن اليجاب أو إعلن القبول‬
‫أو أى تعبير آخر عن الرادة " يصل " إلى الموجه إليه هاذا التعبير ‪ ،‬متى وجه التعبير شفاهاه إلى‬

‫الطرف الخر أو سلم إليه بأية وسيلة أخرى شخصي ا أو إلى مركز أعماله أو أرسل بالبريد إلى‬

‫عنوانه ‪ ،‬أو إذا أرسل إلى محل إقامته المعتاد عند عدم وجود مركز أعمال له أو عنوان بريدى " ‪.‬‬

‫وقد سبق أن رأينا أن المادة ‪ 15/1‬تعتبر اليجاب منتجا لثره بوصوله إلى الموجه له ‪ ،‬كما‬

‫رأينا أن المادة ‪ 18/1‬تقضى بأن يعتبر القبول منتجا لثره متى وصل إلى الموجب ‪ ،‬كما رأينا أن‬

‫الرجوع فى اليجاب أو القبول ينتج أثره بوصوله إلى الطرف الخر ‪ ،‬إيجابا أو قبول أو رجوعا فى‬

‫أيهما ‪ .‬ويبين من جماع هاذه النصوص أن التعبير عن الرادة وفقا لتفاقية فيينا ‪ ،‬ينتج أثره بوصوله‬

‫إلى الموجه إليه التعبير ‪.‬‬

‫لذلك حرصت المادة ‪ 23‬على أن تؤكد أن العقد يتم منذ اللحظة التى يعتبر فيها القبول‬

‫منتج ا لثره وفق ا لحكام التفاقية أى منذ أن يصل القبول إلى الموجب ‪ ،‬ففى هاذه اللحظة يقترن‬

‫اليجاب بالقبول ‪.‬‬

‫‪ – 80‬وصول التعبير ‪:‬‬

‫تكفلت المادة ‪ 24‬ببيان متى يصل ‪ reache‬التعبير عن الرادة إلى الطرف الخر وذلك‬

‫فى الصور التية ‪:‬‬

‫‪ – 1‬إذا وجه شفاهاة إلى الموجه إليه التعبير ) الطرف الخر ( ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا سلم من صاحب التعبير إلى الموجه إليه بأية وسيلة أخرى ‪ } :‬صفحة ‪{110‬‬

‫) أ ( شخصيا ‪.‬‬

‫)ب( أو إلى مركز أعماله ‪.‬‬

‫)جـ( أو إلى محل إقامته المعتادة إذا لم يكن له مركز أعمال أو عنوان بريدى ‪.‬‬

‫ويعنى نص المادة ‪ 24‬من اتفاقية فيينا إذن بتحديد اللحظة التى يتم فيها عقد البيع أو يقترن‬

‫فيها اليجاب بالقبول ‪ ،‬ويتضح من هاذا النص أن اتفاقية فيينا أخذت بنظرية معينة من عدة نظريات‬

‫تأخذ بها مختلف التشريعات الوطنية ‪ ،‬فقد اعتدت التفاقية بنظرية وصول القبول أى تسليمه وهاو‬
‫ذات المذهاب الذى اعتنقه القانون الموحد لتفاقية لهااى ‪ ،‬على أن القانون الخير لم يتضمن نص ا‬
‫تفصيليا يبين فيه متى يعتبر التعبير عن الرادة قد وصل إلى الطرف الخر ‪ ،‬إذ قررت المادة ‪8/1‬‬

‫من القانون الموحد بأن القبول ل يحدث أثره إل إذا وصل إلى الموجب فى الميعاد المعين له ‪،‬‬

‫وبينت المادة ‪ 12‬المقصود من الوصول بأنه تسلم الرسالة المتضمنة القبول فى عنوان المرسل إليه‬

‫أى الموجب ‪.‬‬

‫أما اتفاقية فيينا فقد حرصت على بيان الحالت التى يمكن القول فيها أن التعبير عن الرادة‬

‫وصل إلى الموجه إليه هاذا التعبير ببيان الحالت الربع التى أشرنا إليها فيما تقدم ‪.‬‬

‫وقد غلبت اتفاقية فيينا نظرية وصول التعبير ‪ ،‬بينما يتنازع هاذا الموضوع فى التشريعات‬
‫‪ } .‬صفحة ‪{111‬‬ ‫)‪(33‬‬
‫الوطنية عدة نظريات نوجزهاا فيما يلى‬

‫)أ( نظرية إعلن القبول ‪:‬‬

‫يعتبر العقد توافق إرادتين فمتى أعلن الطرف الخر قبوله لليجاب المعروض عليه ‪ ،‬فقد‬

‫توافقت الرادتان وتم العقد ‪ ،‬ويرى أنصار هاذه النظرية أنها تلئم مقتضيات الحياة التجارية من‬

‫وجوب السرعة فى التعامل ‪.‬‬

‫على أنه يؤخذ على هاذه النظرية أن الرادة ل تنتج أثرهاا إل من وقت العلم بها ‪ ،‬إذ قد يعدل‬
‫من عبر عن إرادته عن هاذا التعبير بعد صدوره ‪.‬‬

‫)ب( نظرية تصدير القبول ‪:‬‬

‫ل تختلف هاذه النظرية عن النظرية السابقة كثي ار ‪ ،‬إذ ينتج القبول أثره بإعلنه على أن‬

‫يكون هاذا العلن نهائيا ل رجعة فيه ‪ ،‬ول يكون كذلك إل بإرسال القبول إلى الموجب ‪.‬‬

‫ويؤخذ على هاذه النظرية أن القبول المصدر يمكن استرداده لن الخطاب المرسل ملك‬

‫للمرسل حتى يتسلمه المرسل إليه ‪.‬‬

‫)جـ( نظرية تسليم القبول ‪:‬‬


‫ل يكون القبول نهائي ا بتصديره لنه يمكن استرداده وهاو فى الطريق كما قدمنا ‪ ،‬إوانما يعتبر‬

‫القبول نهائي ا إذا وصل إلى الموجب ‪ ،‬ففى هاذا الوقت يتم العقد سواء علم به الموجب أو لم يعلم ‪،‬‬

‫على أن وصول القبول قرينة على العلم به ‪.‬‬

‫)د( نظرية العلم بالقبول ‪:‬‬

‫ل يكفى إعلن القبول بل يجب علم الموجب به ‪ ،‬ويعتبر وصول القبول قرينة على العلم به‬

‫ولكنها قرينة قضائية يمكن الخذ بها أو عدم الخذ بها وهاى قرينة قابلة لثبات العكس فى جميع‬
‫الحوال ‪ } .‬صفحة ‪{ 112‬‬

‫وهاذه النظرية متفرعة عن النظرية السابقة فهى تشترط العلم وتعتبر وصول القبول قرينة‬

‫عليه ‪.‬‬

‫ويبدو أن القانون المصرى يأخذ بهذه النظرية إذ تنص المادة ‪ 91‬مدنى على أنه ‪:‬‬

‫" ينتج التعبير عن الرادة أثره فى الوقت الذى يتصل فيه بعلم من وجه إليه ‪ .‬ويعتبر‬

‫وصول التعبير قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل على عكس ذلك " ‪.‬‬

‫وقد رأينا أن اتفاقية فيينا قد أخذت بنظرية تسليم القبول أو تصديره ‪ ،‬وأن هاذا التسليم ل‬

‫يعنى حتما العلم بل يكفى أن يوجه القبول إلى الموجب شفاهاه أو أن يسلم إلى الموجب سواء تم‬
‫تسليمه إليه شخصيا ) وهانا يعتبر العلم مؤكدا ( أو يسلم إلى مركز أعماله أو إلى عنوانه البريدى أو‬
‫محل إقامته المعتادة) وهانا يفترض العلم(‪} .‬صفحة ‪{113‬‬

‫الفرع الثانى‬

‫قواعد التفسير إواثبات العقد‬

‫‪ – 81‬تمهيد ‪:‬‬

‫تحكم اتفاقية فيينا سنة ‪ 1980‬عقد البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬لذلك ورد فى هاذه التفاقية‬

‫بعض النصوص التى تعالج تفسيرهاا ‪ ،‬كما تتعرض لتفسير إرادة المتعاقدين ثم لتفسير العقد الذى‬
‫تحكمه التفاقية وطريقة إثباته ‪ ،‬وقد وردت هاذه النصوص فى الفصل الثانى من القسم الول تحت‬

‫عنوان " أحكام عامة " ‪.‬‬

‫ونلحظ بداءة ‪ ،‬أن ما يرد فى التفاقية من نصوص تتعرض لتفسير أحكامها والسس التى‬

‫ينبغى أن يقوم عليها هاذا التفسير ‪ ،‬إنما تتصل صلة وثيقة بتفسير عقد البيع الدولى الذى تحكمه‬

‫التفاقية ‪ ،‬كذلك فإن وضع معيار لتفسير إرادة المتعاقدين قبل التعاقد إنما يستهدى به عند تفسير‬

‫العقد ‪.‬‬

‫ونعرض فى مبحثين على التوالى لقواعد التفسير ‪ ،‬ثم لثبات عقد البيع الدولى للبضائع ‪.‬‬

‫المبحث الول‬

‫قواعد التفسير‬

‫‪ – 82‬تفسير أحكام التفاقية ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 7‬من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أنه ‪ " :‬فى تفسير هاذه التفاقية يؤخذ‬

‫فى العتبار طبيعتها الدولية والحاجة إلى تحقيق التوحيد عند تطبيقها ‪ ،‬ومراعاة حسن النية فى‬
‫التجارة الدولية " ‪ } .‬صفحة ‪{ 114‬‬

‫ويقصد هاذا النص تفادى الرجوع إلى القوانين الوطنية لتفسير أحكام اتفاقية فيينا ولتحقيق‬
‫الهدف منها من بلوغ التوحيد ‪ ،‬لن الرجوع إلى القوانين الوطنية عند عرض النزاع على المحاكم‬

‫للدول المختلفة من شأنه أن يعطى تفسي ار مختلفا لحكام التفاقية ‪ .‬ويختلف بالتالى أسلوب تطبيقها‬

‫من دولة إلى دولة ‪ ،‬المر الذى يخرج بالتفاقية عن أهادافها وهاى التوحيد الدولى المنشود لحكام‬

‫عقد بيع البضائع ‪ ،‬لذلك حرص نص المادة ‪ 7/1‬من التفاقية على ضرورة مراعاة أسس ثلثة عند‬

‫تفسير أحكامها ‪:‬‬

‫) أ ( الطبيعة الدولية للتفاقية ‪ .‬وذلك حتى لتتوسع المحاكم فى الرجوع إلى قوانينها‬

‫الوطنية ‪.‬‬
‫)ب( الحاجة إلى تحقيق التوحيد وهاذا الساس الذى ورد فى المادة ‪ 7/1‬يحث بوضوح على‬

‫التحرز عند تفسير التفاقية من الرجوع إلى أحكام القوانين الوطنية لن من شأن هاذا الرجوع أل‬

‫يتحقق توحيد قانون التجارة الدولية بشأن البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬أما التمسك بهدف التوحيد فإن من‬

‫شأنه أن يحصر المفسر لحكام التفاقية فى نطاق نصوصها والسس التى تقوم عليها ‪.‬‬

‫)جـ( مراعاة حسن النية فى التجارة الدولية ‪ .‬ويقضى هاذا المبدأ بأن يراعى عند تفسير‬

‫التفاقية الخذ بما يحقق مصلحة التجارة الدولية وما تتطلبه من أن يسود بين أطراف العلقة‬

‫التجارية الدولية مبدأ حسن النية ‪ .‬وتهدف التفاقية أيضا بإيراد هاذا الساس إلى تفادى لجوء‬

‫المحاكم إلى الرجوع إلى قوانينها الوطنية عند تفسير أحكام التفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 83‬القاعدة الواجبة التطبيق على المسائل التى أغفلت التفاقية تنظيمها ‪:‬‬

‫تضمنت المادة ‪ 7/2‬نصا يقضى بتحديد القاعدة التى تطبق على المسائل التى نظمتها‬
‫التفاقية بالنص على أن ‪ } :‬صفحة ‪{ 115‬‬

‫" المسائل المتعلقة بالموضوعات التى تحكمها هاذه التفاقية ول يوجد بشأنها نص صريح ‪،‬‬

‫يقضى فيها وفقا للمبادئ العامة التى تقوم عليها ‪ ،‬وعند عدم وجود هاذه المبادئ ‪ ،‬يقضى فيها وفقا‬

‫للقانون الواجب التطبيق حسبما تشير قواعد القانون الدولى الخاص " ‪.‬‬

‫ويعرض هاذا النص للحالة التى يعرض فيها أمام المحاكم الوطنية نزاع يثير تطبيق التفاقية‬

‫كالتزام البائع بتسليم بضاعة من النوع المتفق عليه بين طرفى عقد البيع ‪ ،‬فهذا اللتزام يدخل ضمن‬

‫نطاق التفاقية ‪ ،‬فإذا طلب المشترى إبطال العقد على أساس الغلط فى صفة جوهارية للبضاعة محل‬

‫‪ ،‬فإن هاذه المسألة لم تنظمها اتفاقية فيينا‪ ،‬ففى هاذه الحالة يقضى فيها وفقا للمبادئ العامة‬ ‫)‪(34‬‬
‫البيع‬

‫التى تقوم عليها هاذه التفاقية ‪ ،‬وهاذه المبادئ وان لم ينص عليها صراحة فيها ‪ ،‬فمن اليسير أن‬

‫نستخلصها من مجموع نصوص التفاقية ومن العمال التحضيرية لها ‪ ،‬والمناقشات التى دارت فى‬

‫المؤتمرات الدولية التى تولت إعدادهاا ‪ ،‬ومنها الخذ بمبدأ سلطان الرادة ‪ ،‬ومراعاة التوازن بين‬

‫التزامات طرفى البيع ‪ ،‬والنظر إلى صالح التجارة الدولية ‪ ،‬والتضييق من اجازة فسخ العقد عند‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(35‬‬
‫الخلل بأحد التزاماته‬
‫ويطابق نص المادة ‪ 7/2‬من اتفاقية فيينا نص المادة ‪ 17‬من القانون الموحد لتفاقية‬

‫لهااى سنة ‪ ، 1964‬إل أن نص اتفاقية فيينا أضاف ما لم يتضمنه القانون الموحد وهاو النص على‬

‫تطبيق القانون الواجب التطبيق وفقا لقواعد السناد التى يحيل إليها القانون الدولى الخاص ‪ ،‬لذلك‬

‫فإن اتفاقية فيينا تترك مجال فى هاذه الحالة لتطبيق الحلول الواردة فى القوانين الوطنية عند عدم‬
‫استخلص المبادئ العامة التى تقوم عليها اتفاقية فيينا ‪ } .‬صفحة ‪{ 116‬‬

‫ويلحظ أن المبادئ العامة التي تقوم عليها اتفاقية فيينا يمكن البحث عنها في النظم‬

‫القانونية للدول المتعاقدة ‪ ،‬بحيث نستخلص المبادئ المشتركة لهذه النظم وتعتبر بمثابة قواعد عامة‬

‫للتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 84‬نية المتعاقد كأساس للتفسير ‪:‬‬

‫المفروض أنه ل محل للبحث عن نية المتعاقدين ‪ ،‬عند وضوح عبارة العقد ‪ ،‬وتقرر المادة‬

‫‪ 150/1‬من التقنين المدنى المصرى هاذا المبدأ بقولها إواذا كانت عبارة العقد واضحة ‪ ،‬فل يجوز‬

‫النحراف عنها عن طريق تفسيرهاا للتعرف على إرادة المتعاقدين ‪ .‬ويبرر هاذا الحكم بأن النحراف‬

‫عن عبارة العقد الواضحة فيه مخالفة للقانون ‪ ،‬أما إذا كان هاناك محل لتفسير العقد فإن الفقرة الثانية‬

‫من المادة ‪ 150‬مدنى مصرى تقضى بأنه يجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف‬

‫عند المعنى الحرفى لللفاظ ‪ ،‬مع الستهداء فى ذلك بطبيعة التعامل ‪ ،‬وما ينبغى أن يتوافر من‬
‫أمانة وثقة بين المتعاقدين ‪ ،‬وفقا للعرف الجارى فى المعاملت ‪ .‬أما فيما يتعلق بعقد البيع الدولى‬

‫للبضائع ‪ ،‬فقد أشارت المادة ‪ 8‬من التفاقية إلى قاعدة تتعلق بتفسير التعبير عن إرادة أحد‬

‫المتعاقدين سواء أكان هاذا التعبير صريحا أم ضمنيا يستخلص من سلوك أحد الطرفين المتعاقدين ‪،‬‬

‫لذلك فإن هاذه المادة ل تتصل مباشرة بتفسير العقد مثل المادة ‪ 9‬من التفاقية ‪ ،‬على ما سنرى ‪،‬‬

‫إوانما بتفسير التعبير عن إرادة المتعاقد ‪ .‬على أننا نلحظ أن لتفسير إرادة المتعاقد قبل التعاقد ‪،‬‬

‫أهامية بالغة عند تفسير عقد البيع الدولى للبضائع ‪ ،‬وتجدر الشارة إلى أنه ل محل لتفسير هاذه‬

‫الرادة ‪ ،‬كما أنه ل محل لتفسير العقد إل عند غموض التعبير أو نصوص العقد ‪.‬‬

‫وتنص الفقرة الولى من المادة ‪ 8‬من اتفاقية فيينا على أن ‪:‬‬


‫" يكون تفسير التعبير الصادر عن أحد الطرفين أو أى سلوك آخر} صفحة ‪ {117‬له ‪ ،‬في حدود‬

‫أغراض هاذه التفاقية ‪ ،‬وفقا لنيته التى يعلمها الطرف الخر أو التى ل يمكنه أن يجهلها " ‪.‬‬

‫ويهدف هاذا النص إلى تفسير التعبير الصريح عن إرادة المتعاقدين أو أى سلوك آخر‬

‫يستخلص منه قانونا هاذا التعبير بطريقة ضمنية ‪ ،‬فيتم التفسير طبقا لنية الطرف الصادر عنه‬

‫‪ .‬وقد‬ ‫)‪(36‬‬
‫التعبير متى كان الطرف الموجه إليه التعبير يعلم هاذه النية أو يفترض فيه أنه يعلمها‬

‫تعرضت الفقرة الثانية من المادة ‪ 8‬من التفاقية للمعيار الذى يجب إتباعه عندما ل يثبت علم‬

‫الطرف الموجه إليه التعبير بنية الصادر عنه التعبير ‪ ،‬أو أن الول ل يمكن أن يفترض فيه هاذا‬

‫العلم ‪ ،‬وذلك بالنص على أن ‪:‬‬

‫" إذا لم يمكن تطبيق الفقرة السابقة ‪ ،‬فإن التعبير أو السلوك الذى يصدر عن أحد الطرفين ‪،‬‬

‫يمكن تفسيره وفقا لما يفهمه شخص عاقل من نفس مستوى الطرف الخر وفى نفس ظروفه " ‪.‬‬

‫ويلحظ أن المعيار الذى أخذت به اتفاقية فيينا فى التعرف على نية المتعاقدين معيار‬

‫موضوعى وليس معيا ار شخصيا ‪ ،‬كما أن نص المادة ‪ 8‬من التفاقية يعبر بوضوح عن ميل‬

‫التفاقية إلى الخذ بالرادة الظاهارة أكثر من اتجاهاها إلى الرادة الباطنة ‪ ،‬إذ تعول على النية التى‬

‫يعلمها الطرف الخر أو ينبغى أن يعلمها ‪ ،‬فإذا لم يمكن الوصول إلى هاذه النية وفقا لهذا المبدأ ‪،‬‬
‫فإننا نلجأ إلى المعيار } صفحة ‪ { 118‬الموضوعى الذى عرضت له الفقرة الثانية من المادة ‪8‬‬

‫وهاو معيار الشخص العاقل من نفس مستوى الشخص الموجه إليه التعبير وفى نفس ظروفه ‪.‬‬

‫ثم تعرضت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 8‬للعناصر التى يمكن الستهداء بها للتعرف على فهم‬

‫الشخص العاقل ‪ ،‬وذلك بقولها ‪:‬‬

‫" لتحديد نية أحد الطرفين أو ما يفهمه شخص عاقل ‪ ،‬يجب أن يؤخذ فى العتبار‪ ،‬ظروف‬

‫الحال وخاصة المفاوضات التى تمت بين الطرفين ‪ ،‬وأية معاملت سابقة بين الطرفين أنفسهم ‪ ،‬وما‬

‫جرى عليه العرف ‪ ،‬وأى سلوك لحق للطرفين " ‪.‬‬

‫ويقترب هاذا النص من نص المادة ‪ 150/2‬من التقنين المدنى المصرى الذى عرضنا له‬

‫فيما تقدم بشأن تفسير العقد ‪ ،‬فالتعرف على نية المتعاقدين يكون بالرجوع إلى ظروف الحال ‪ ،‬من‬
‫أن المفاوضات وان كانت ل تعتبر‬ ‫)‪(37‬‬
‫ذلك المفاوضات التى تمت بين الطرفين ‪ ،‬وقد رأينا فيما تقدم‬

‫تعبي ار عن الرادة ول يترتب عليها بذاتها أثر قانونى ‪ ،‬إل أن الرجوع إليها يفيد فى التعرف على نية‬

‫المتعاقدين عند تفسير القصد أو تفسير إرادة أحد المتعاقدين ‪ ،‬ما لم ينص العقد ذاته على اعتبارهاا‬

‫كأن لم تكن ‪.‬‬

‫كذلك يمكن الستهداء ‪ ،‬للتعرف على نية المتعاقدين بالمعاملت السابقة بينهما ‪ ،‬وبالعرف‬

‫الجارى فى المعاملت ‪ ،‬وبسلوك المتعاقدين بعد صدور التعبير عن إرادتهما ‪ .‬وبناء على ذلك ‪،‬‬

‫فإن السكوت يمكن أن يعتبر قبول ‪ ،‬إذا كانت المعاملت السابقة بين الطرفين أو العرف الجارى فى‬
‫‪ }.‬صفحة ‪{ 119‬‬ ‫)‪( 38‬‬
‫المعاملت يستدل منه على ذلك ‪ ،‬وهاو ما يسمى بالسكوت الملبس‬

‫وقد قضت محكمة النقض المصرية بأن لمحكمة الموضوع السلطة التامة فى تعرف حقيقة‬

‫العقد المتنازع عليه واستظهار مدلوله بما تضمنته عباراته ‪ ،‬على ضوء الظروف التى أحاطت‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(39‬‬
‫بتحريره ‪ ،‬وما يكون قد سبقه أو عاصره من اتفاقات عن موضوع التعاقد ذاته‬

‫ويبين مما تقدم مدى تشابه قواعد التفسير بين القانون المصرى واتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫‪ – 85‬دور العادات التجارية والتعامل السابق فى تفسير إرادة الطرفين ‪:‬‬

‫تجعل اتفاقية فيينا للعادات التجارية أهامية كبرى فى تكوين عقد البيع ‪ ،‬فتنص المادة ‪9/1‬‬
‫من التفاقية على أن ‪:‬‬

‫" يلتزم الطرفان بالعادات التجارية المتفق عليها بينهما وما يجرى عليه التعامل السابق بين‬

‫الطرفين " ‪.‬‬

‫ويتبين من هاذا النص أن للعادة التجارية والتعامل السابق أهامية كبرى فى تفسير إرادة‬

‫طرفى العقد ‪ ،‬من ذلك مثلا فإنه يمكن اعتبار السكوت قبول فى بعض الحالت ‪ ،‬وهاو ما يسمى‬

‫بالسكوت الملبس ‪ ،‬برغم عدم النص صراحة على ذلك فى التفاقية ‪ ،‬وذلك وفقا لنص المادة ‪9/1‬‬
‫} صفحة ‪ {120‬التعامل السابق بين‬ ‫متى جرت العادة التجارية فى بعض الظروف أو جرى‬

‫‪ .‬ويظهر هانا دور العادة التجارية أو التعامل السابق فى تفسير إرادة‬ ‫)‪(40‬‬
‫الطرفين على اعتباره كذلك‬

‫الموجه إليه لليجاب ‪.‬‬


‫أما الفقرة الثانية من المادة ‪ 9‬من اتفاقية فيينا فإنها تشير صراحة إلى أهامية العادات‬

‫التجارية فى تفسير إرادة الطرفين سواء بالنسبة لتكوين العقد أو بالنسبة لتفسير أحكام العقد ذاته ‪،‬‬

‫فتقرر ‪:‬‬

‫" ما لم يتفق بين الطرفين على العكس ‪ ،‬يعتبر أنهما قد اتفقا ضمنا على أن يسرى على‬

‫العقد بينهما أو على تكوينه ‪ ،‬العادة التجارية التى يعلمان بها أو يجب أن يعلما بها ‪ ،‬والتى تكون‬

‫معروفة للكافة فى مجال التجارة الدولية ويراعيها المتعاقدون عادة فى العقود الدولية فى نفس نوع‬

‫التجارة محل التعاقد " ‪.‬‬

‫ويعنى هاذا النص أن العادة التجارية تعتبر ملزمة طبق ا لتفاق ضمنى غير ظاهار بين‬

‫المتعاقدين ‪ ،‬متى كان طرفا العقد يعلمان أو يجب أن يعلما بهذه العادة ‪ ،‬ولكن تحدد الفقرة الثانية‬

‫من المادة ‪ 9‬بعض المتطلبات القانونية لكى تعتبر مثل هاذه العادة ملزمة للمتعاقدين وذلك باشتراط‬

‫أن تكون معلومة للكافة فى مجال التجارة الدولية فى نفس نوع التجارة محل التعاقد ‪ ،‬ويراعيها‬

‫المتعاقدون عادة فى هاذا المجال ‪.‬‬

‫ويهدف هاذا النص إلى منح قيمة قانونية كبيرة للعادات التجارية السائدة فى مجال التجارة‬

‫الدولية فى نوع معين من أنواع النشاط ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬فى التجارة الدولية للحبوب فإن العادات‬

‫التجارية التى يتبعها المتعاقدون فى بيع وشراء الحبوب فى السوق الدولى يجب احترامها قانونا عند‬
‫‪} .‬صفحة ‪{ 121‬‬ ‫)‪(41‬‬
‫تفسير عقد بيع يكون محله هاذا النوع من التجارة‬

‫ويقلل هاذا النص من أهامية العادات التجارية المحلية التى تعرفها البيوع الوطنية ‪ ،‬ول يتبعها‬

‫المتعاقدون عادة فى المعاملت الدولية ‪ ،‬فهى عادات ل يمكن أن يعترف بدوليتها لن الطرف‬

‫المتعاقد الجنبى ل يعلمها ول يفترض فيه أن يعلمها ‪.‬‬

‫وترجع أهامية العادات التجارية فى مجال عقد البيع الدولى إلى أنها تستمد إلزامها من‬

‫التفاق الضمنى بين المتعاقدين على الخذ بها ‪ ،‬وفى هاذا تغلب اتفاقية فيينا إرادة الطرفين على‬

‫أحكامها ‪.‬‬

‫المبحث الثانى‬
‫إثبات عقد البيع الدولى للبضائع‬

‫‪ – 86‬مبدأ حرية شكل العقد ‪:‬‬

‫يعتبر مبدأ حرية تكوين إثبات التصرفات التجارية ‪ ،‬من المبادئ المسلم بها فى مختلف‬

‫النظم القانونية ‪ .‬وبالرغم من أن اتفاقية فيينا تعالج البيع الدولى للبضائع وتنص صراحة على أنه ل‬

‫يشترط أن يكون البيع تجاري ا لكى يخضع لحكامها ‪ ،‬إل أنه من المقرر أن هاذه التفاقية تنصرف‬

‫أحكامها أساسا إلى البيع التجارى الدولى ‪ ،‬لذلك لم يكن من الغريب أن تقرر التفاقية مبدأ حرية كل‬

‫من تكوين إواثبات عقد البيع الدولى للبضائع‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 11‬من التفاقية على أن ‪:‬‬

‫" ل يشترط إبرام عقد البيع ول إثباته بالكتابة ‪ ،‬فل يخضع العقد لى شرط شكلى‪ .‬ويمكن‬

‫إثبات العقد بأى طريق من طرق الثبات بما فيها البينة " ‪ ،‬ومن هاذا النص يبين أن عقد البيع‬

‫الدولى للبضائع يعتبر وفقا لتفاقية فيينا عقدا رضائي ا وليس عقدا شكلي ا ‪ ،‬فلم تشترط لبرام هاذا العقد‬
‫أن يفرغ فى شكل معين ‪ } .‬صفحة ‪{ 122‬‬

‫ومن ناحية أخرى ‪ ،‬فإن التفاقية قررت أيضا عدم خضوع إثبات هاذا العقد لشكل معين ‪،‬‬

‫فهو يخضع لمبدأ حرية الثبات ‪ ،‬فيجوز إثباته بكافة طرق الثبات بما فى ذلك شهادة الشهود ‪.‬‬

‫وقد جاء نص المادة ‪ 11‬من اتفاقية فيينا على هاذا النحو ليستجيب لحاجات التجارة الدولية‬

‫‪ ،‬التى تتحرر من قيود الشكل عند إبرام عقد البيع الدولى ‪.‬‬

‫‪ – 87‬شرط التحفظ على مبدأ حرية تكوين إواثبات العقد ‪:‬‬

‫إذا كان مبدأ حرية تكوين إواثبات عقد البيع الدولى للبضائع هاو الصل وفق ا لحكام اتفاقية‬

‫فيينا ‪ ،‬فإن التفاقية راعت أن قوانين بعض الدول ‪ ،‬قد تتطلب شكلا معين ا لتكوين عقد البيع ‪ ،‬لذلك‬

‫وضعت التفاقية تحفظ ا على مبدأ حرية شكل العقد ‪ ،‬يجيز للدول التى تأخذ به ‪ ،‬أن تطبق القاعدة‬

‫التى يأخذ بها قانونها الوطنى متى كان واجب التطبيق على العقد وفق ا لقواعد تنازع القوانين ‪ ،‬إذا‬

‫كان هاذا القانون يتطلب الكتابة كشكل للعقد‪.‬‬


‫لذلك نصت المادة ‪ 12‬من التفاقية على أن ‪:‬‬

‫" ل تطبق بخصوص كل من المادة ‪ 11‬والمادة ‪ 29‬والقسم الثانى من هاذه التفاقية‬

‫) المتعلقة بتكوين عقد البيع ( والتى تسمح بأن يتم عقد البيع أو أى تعديل أو إنهاء له بالتراضى أو‬

‫بأن يصدر اليجاب أو القبول أو أى تعبير عن الرادة فى أى شكل آخر غير الكتابة ‪ ،‬عندما يكون‬

‫مركز أعمال أحد المتعاقدين فى دولة متعاقدة تكون قد أخذت بالتحفظ الوارد فى المادة ‪ 96‬من هاذه‬

‫التفاقية ‪ .‬ول يجوز للمتعاقدين مخالفة هاذه المادة أو تغيير أثرهاا " ‪.‬‬

‫ويلحظ على هاذا النص ما يأتى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يشير إلى عدم تطبيق المادة ‪ 11‬والتى رأينا حكمها فى البند السابق والتى تقضى‬
‫بمبدأ حرية شكل عقد البيع ‪ .‬وكذلك } صفحة ‪ { 123‬المادة ‪ 29‬من التفاقية التى تقرر فقرتها‬

‫الولى أن عقد البيع يمكن تعديله أو انهاؤه بمجرد تراضى الطرفين ‪ .‬بينما تقضى الفقرة الثانية منها‬

‫بأن العقد المكتوب الذى يتضمن شرطا يتطلب أن يتم أى اتفاق على تعديل أو إنهاء العقد بالكتابة‬

‫فإنه ل يكفى التراضى لتعديل أو إنهاء العقد وعلى أية حال فإن سلوك أحد الطرفين يمكن أن يمنعه‬

‫من التمسك بهذا النص إذا اعتمد الطرف الخر على هاذا السلوك ‪ .‬وكذلك يشير نص المادة ‪22‬‬

‫إلى عدم تطبيق أحكام القسم الثانى من التفاقية الذى يتضمن قواعد اليجاب والقبول ‪ .‬أى أن‬

‫النص يشير إلى عدم التقيد بأحكام التفاقية التى ل تشترط شكلا معينا للتعبير عن الرادة عند إبرام‬
‫عقد البيع إذا كان مركز أعمال أحد المتعاقدين فى دولة متعاقدة أخذت بالتحفظ الوارد فى المادة ‪96‬‬

‫من التفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬تقضى المادة ‪ 96‬من التفاقية بإيراد تحفظ من شأنه ‪ ،‬أنه يجوز لية دولة متعاقدة‬

‫يتطلب قانونها أن يبرم عقد البيع أو يثبت بالكتابة ‪ ،‬أن تعلن فى أى وقت وطبق ا للمادة ‪ 12‬من‬

‫) المتعلق باليجاب‬ ‫التفاقية بأن نصوص المادة ‪ 11‬والمادة ‪ 29‬والقسم الثانى من التفاقية‬

‫والقبول ( والتى تسمح بأن يتم عقد البيع أو تعديله أو انهاؤه بالتراضى أو أن يصدر اليجاب أو‬

‫القبول أو أى تعبير عن الرادة فى أى شكل غير الكتابة ‪ ،‬بأل تطبق هاذه الحكام إذا كان مركز‬

‫أعمال أى من طرفى العقد فى هاذه الدولة ) أى الدولة التى تعلن الخذ بالتحفظ المشار إليه فى‬

‫المادة ‪. ( 96‬‬
‫ويلحظ أن هاذا التحفظ ل يشترط لنفاذه الخذ به عند التصديق على التفاقية أو النضمام‬

‫إليها إوانما يمكن الخذ به فى أى وقت ‪ ،‬أى تستطيع أن تعلن أية دولة متعاقدة الخذ بهذا التحفظ‬

‫حتى بعد النضمام إلى التفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 3‬تؤكد الجملة الخيرة من المادة ‪ 12/2‬من التفاقية أن نص المادة ‪ 12‬يعتبر آم ار فل‬


‫يجوز للمتعاقدين النص على مخالفته أو تغيير حكمه أو أثره ‪ }.‬صفحة ‪{ 124‬‬

‫‪ – 88‬المقصود بالكتابة فى اتفاقية فيينا ‪:‬‬

‫رأينا من عرض النصوص الواردة فى اتفاقية فيينا بشأن شكل العقد ‪ ،‬أن الصل هاو حرية‬

‫شكل عقد البيع ‪ ،‬والستثناء أن تأخذ بعض الدول بالتحفظ الوارد فى المادة ‪ 96‬من التفاقية ‪،‬‬

‫فتطبق أحكام قوانينها التى تتطلب الكتابة كشكل لبرام عقد البيع أو كشرط لثباته ‪ .‬ويقصد بالكتابة‬

‫‪ ،‬كل محرر مكتوب صادر عن المتعاقدين ‪ .‬على أن معنى الكتابة فى مجال قانون التجارة الدولية‬

‫‪ ،‬ووفقا للتجاه الحديث ل يشمل فقط كل محرر مكتوب يثبت أنه صادر عن أحد المتعاقدين أو‬

‫عنهما معا وذلك بتوقيعه ممن صدر عنه ‪ ،‬بل يشمل المحرر المكتوب وفقا للمعنى الحديث فى‬

‫قانون التجارة الدولية أى محرر يثبت إرساله من أحد الطرفين إلى الخر ولو لم يكن موقعا بخط‬

‫الصادر منه هاذا المحرر من ذلك البرقية والتلكس ‪ .‬لذلك نصت المادة ‪ 13‬من اتفاقية فيينا على‬

‫تقنين هاذا المبدأ صراحة ‪ ،‬فتقرر أنه ‪:‬‬

‫" فى تطبيق أحكام هاذه التفاقية ‪ ،‬تشمل الكتابة ‪ ،‬البرقية والتلكس "‬

‫ــــــــــــــــــــــ‬

‫هوامش الفصل الثانى‬

‫)‪ (1) (1‬أنظر ما تقدم رقم ‪. 40‬‬

‫)‪ (2) (2‬محسن شفيق رقم ‪ 219‬ص ‪ 132‬و ‪. 133‬‬

‫)‪ (3) (3‬شليشتريم ص ‪. 48‬‬


‫)‪ (4) (4‬الستاذ السنهورى فى الوسيط ‪ ،‬جـ ‪ ، 1‬المجلد الول ‪ ،‬الطبعة الثالثة سنة ‪1981‬‬

‫رقم ‪ 72‬ص ‪. 213‬‬

‫)‪ (5) (5‬نقض مدنى فى ‪ 19‬يونيه ‪ ، 1969‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬السنة ‪ 20‬رقم ‪159‬‬

‫ص ‪. 1017‬‬

‫)‪ (6) (6‬السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق رقم ‪ 100‬ص ‪. 262 ، 261‬‬

‫)‪ (7) (7‬نقض مدنى فى ‪ 9‬فبراير ‪ ، 1967‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬السنة ‪ 18‬رقم ‪52‬‬

‫ص ‪. 334‬‬

‫)‪ (8) (8‬السنهورى ‪ ،‬رقم ‪ ، 101‬ص ‪. 264‬‬

‫)‪ (9) (9‬السنهورى ‪ ،‬رقم ‪ ، 102‬ص ‪. 264‬‬

‫)‪ (10) (10‬نلحظ أن صياغة نص الفقرة الثانية من المادة ‪ 14‬من التفاقية فى النسخة‬

‫الفرنسية تختلف عن النسخة النجليزية ‪ ،‬إذ جاء فى النسخة الفرنسية أن توجيه العرض‬

‫إلى أشخاص غير محددين ‪ personnes indéterminée‬يعد مجرد دعوة إلى اليجاب ‪.‬‬

‫أما النص النجليزى فقد قرر أن العرض الموجه إلى غير شخص أو أشخاص محددين‬

‫يعد مجرد دعوة لتقديم إيجاب ‪ ،‬بيد أن المعنى الذى يمكن أن يستخلص من النصين‬
‫الفرنسى والنجليزى واحد على النحو الذى عرضنا له فى المتن ‪ ،‬فالمقصود توجيه‬

‫العرض إلى الجمهور ‪.‬‬

‫السنهورى ‪ ،‬رقم ‪ ، 100‬ص ‪ 261‬و ‪ 262‬وهاامش ‪ 21‬من الصفحة‬ ‫)‪(11) (11‬‬

‫الخيرة ‪.‬‬

‫السنهورى ‪ :‬المرجع السابق رقم ‪ ، 81‬ص ‪ 227‬و ‪. 228‬‬ ‫)‪(12) (12‬‬

‫السنهورى ‪ ،‬رقم ‪ ، 103‬ص ‪. 264‬‬ ‫)‪(13) (13‬‬

‫السنهورى ‪ ،‬رقم ‪ ، 104‬ص ‪ 265‬و ‪. 266‬‬ ‫)‪(14) (14‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 52‬‬ ‫)‪(15) (15‬‬


‫‪ ( 17) ،‬السنهورى رقم ‪ 104‬ص ‪. 267‬‬ ‫)‪(16) (16‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬رقم ‪ 227‬ص ‪. 139‬‬ ‫)‪(18) (18‬‬

‫محسن شفيق هاامش ‪ 2‬من ص ‪. 140‬‬ ‫)‪(19) (19‬‬

‫السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق رقم ‪ 113‬ص ‪ 282‬وما بعدهاا ‪.‬‬ ‫)‪(20) (20‬‬

‫)‪ (21) (21‬شليشتريم ص ‪ . 54‬وطبقا لنص المادة ‪ 9‬من التفاقية الواردة بشأن تفسير‬

‫العقد ‪ ،‬يلتزم المتعاقدان بالعادات التجارية التى يتفقا على اللتزام بها وكذلك بالتعامل‬

‫السابق بينهما ‪ .‬أنظر ما سيأتى لحق ا بشأن تفسير العقد فى الفصل الثانى ‪.‬‬

‫محسن شفيق رقم ‪ 232‬ص ‪. 142‬‬ ‫)‪(22) (22‬‬

‫السنهورى رقم ‪ 111‬ص ‪. 277‬‬ ‫)‪(23) (23‬‬

‫)‪ (24) (24‬عبر النص الفرنسى عن عبارة " بصفة خاصة " بكلمة ‪ notamment‬أما النص‬

‫النجليزى فقد عبر عن هاذا المعنى بعبارة ‪ among other things‬وهاو تعبير أكثر‬

‫صراحة فى أن التحديد الوارد فى النص على سبيل المثال وليس حصريا‪.‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 56‬‬ ‫)‪(25) (25‬‬

‫محسن شفيق ‪ ،‬رقم ‪ 232‬ص ‪. 144‬‬ ‫)‪(26) (26‬‬

‫)‪ (27) (27‬كذلك تضمن القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ‪ 1964‬حكما لم يرد فى‬

‫اتفاقية فيينا يقضى بأنه متى كان اليجاب شفوي ا وجب أن يكون القبول فوريا إل إذا اتضح‬

‫من الظروف اتجاه نية الموجب إلى منح المخاطب مهلة للتفكير ) المادة ‪. ( 8/1‬‬

‫محسن شفيق رقم ‪ 234‬ص ‪. 144‬‬ ‫)‪(28) (28‬‬

‫انظر ما تقدم رقم ‪. 68‬‬ ‫)‪(29) (29‬‬

‫السنهورى رقم ‪ 81‬ص ‪. 228‬‬ ‫)‪(30) (30‬‬

‫أنظر ما تقدم رقم ‪. 73‬‬ ‫)‪(31) (31‬‬


‫أنظر ما تقدم رقم ‪. 71‬‬ ‫)‪(32) (32‬‬

‫)‪ (33) (33‬اعتمدنا فى عرضنا الموجز لهذه النظريات على مؤلف الستاذ السنهورى‬

‫المشار إليه فيما تقدم ‪ ،‬من رقم ‪ 123‬إلى رقم ‪ 126‬ص ‪. 310 – 309‬‬

‫شليشتريم ص ‪. 38‬‬ ‫)‪(34) (34‬‬

‫محسن شفيق رقم ‪ 249‬ص ‪. 154‬‬ ‫)‪(35) (35‬‬

‫)‪ (36) (36‬ويقترب هاذا الحكم من رأى يقول به الدكتور أحمد الشيتى فى رسالته تكوين‬

‫العقد وتفسيره فى القانون المصرى الجديد ص ‪ 58‬وأشار إليه الستاذ السنهورى المرجع‬

‫السابق ص ‪ ، 821‬وهاو أن النية المشتركة للمتعاقدين تتمثل فى اليجاب الموجه من‬

‫الموجب إلى الطرف الخر ‪ ،‬مفهوم ا على النحو الذى أخذ به الطرف الخر أو كان‬

‫يستطيع أن يأخذ به ‪ ،‬فاليجاب يصدر من الموجب ويتلقاه الطرف الخر ‪ ،‬ويفهمه أو‬

‫كان يستطيع أن يفهمه على نحو معين ‪ ،‬فهذا الفهم الحاصل فعل أو المستطاع تحصيله‬

‫هاو الذى يقف عنده لنه هاو القدر المتيقن الذى يتلقى عنده المتعاقدان ‪.‬‬

‫أنظر ما تقدم رقم ‪. 66‬‬ ‫)‪(37) (37‬‬

‫أنظر ما تقدم رقم ‪. 71‬‬ ‫)‪(38) (38‬‬

‫)‪ (39) (39‬نقض مدنى فى ‪ 16‬مايو سنة ‪ 1967‬مجموعة النقض السنة ‪ 18‬رقم ‪150‬‬

‫ص ‪ 1005‬ونقض مدنى فى ‪ 24‬مايو سنة ‪ 1962‬المجموعة السنة ‪ 13‬ص ‪.963‬‬

‫على أن التكييف القانونى الصحيح لما قصده المتعاقدان إوانزال حكم القانون على العقد‬

‫هاو مسألة قانونية تخضع لرقابة محكمة النقض ‪ ،‬أنظر نقض مدنى فى ‪ 9‬مارس سنة‬

‫‪ 1972‬المجموعة السنة ‪ 23‬رقم ‪ 29‬ص ‪ 276‬ونقض مدنى فى ‪ 2‬يونيو سنة ‪1970‬‬

‫المجموعة السنة ‪ 21‬رقم ‪ 152‬ص ‪. 951‬‬

‫شليشترم ص ‪. 42‬‬ ‫)‪(40) (40‬‬

‫شليشترم ص ‪. 41‬‬ ‫)‪(41) (41‬‬

You might also like