Professional Documents
Culture Documents
الدكتور
1992
رقم الفقرة
للبضائع
باب تمهيدى
– 1المقصود بقانون التجارة الدولية :
زادت أهامية التجارة الدولية ،وتعقدت مشاكلها ،بحيث أصبح الهاتمام بمحاولة البحث عن
حلول لمشاكلها القانونية يشغل بال الباحثين والمشرعين فى مختلف الدول سواء على المستوى
وأصبح المجتمع التجارى الدولى ،تؤيده منظمات دولية وهايئات تجارية ،يسعى إلى خلق
قواعد موحدة تحكم النشاط التجارى الدولى بغض النظر عن طبيعة النظام القتصادى الذى يسود
فى دولة من الدول ،ودون اعتبار لطبيعة النظام القانونى الذى تتبعه هاذه الدول ،فهى قواعد تنبع
من العرف التجارى الدولى دون اعتبار للتقسيم السائد فى دول العالم إلى دول اشتراكية ودول
على أن الحقيقة السابقة ل تصل بنا إلى حد القول أن قانون التجارة الدولية فى مختلف
. )(3
الدول يعتبر موحدا ،بل الدق أن نقول أنه يعتبر متشابها
إواذا كانت طبيعة التجارة الدولية هاى التى أدت إلى تشابه النظم القانونية التى تحكمها فى
مختلف دول العالم ،فإن هاذا ل يغير من أن تطبيق قواعد قانون التجارة الدولية فى كل دولة منوط
ول نجد لقانون التجارة الدولية تعريفا ،خي ار من تعريف المانة العامة للجمعية العامة لهيئة
المم المتحدة عند البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكام قانون التجارة الدولية سنة 1965فهذا
القانون هاو " مجموعة القواعد التى تسرى على العلقات التجارية المتعلقة بالقانون الخاص والتى
والعقود النموذجية والشروط العامة المبرمة فى مجال معين بالضافة إلى العرف التجارى الدولى
المخطط ،أن القانون الول يعتبر جزءا من القانون القتصادى العام الذى تخضع له المؤسسات
القائمة بالنشاط القتصادى والذى يقوم على إرادة المشرع الذى يضع قواعد قانونية عامة يخضع لها
النشاط القتصادى بطريقة حاسمة ،أما قانون }صفحة {4التجارة الدولية فإنه يستند على مبدأ
سلطان إرادة المتعاقدين التى ل تكملها أحكام القانون التجارى الوطنى .ومن ثم فإنه إذا اختلفت
طبيعة أحكام القانون التجارى الوطنى فى الدول الشتراكية عنها فى الدول الرأسمالية ،فإن قواعد
قانون التجارة الدولية تكاد تكون واحدة فى النظامين .ويؤكد هاذا المبدأ استقلل القانون التجارى
إواذا كان كل من القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية يتضمن قواعد موضوعية ،
فإن القانون الوطنى يقتصر عمله على نطاق الدولة التى تصدر فيها بينما تجاوز أحكام قانون
التجارة الدولية حدود الدول ليحكم العلقات التى تنشأ فى إقليم أكثر من دولة ). (5
ويختلف معيار الدولية بحسب نوع العلقة التى تنظمها أحكام قانون التجارة الدولية ،لذلك
تحدد التفاقيات الدولية عادة المقصود بدولية العلقة التى تحكمها ،وقد يختلف تبع ا لذلك معيار
تهدف أحكام القانون الدولى الخاص الى وضع قاعدة أسناد عند تنازع القوانين التى تحكم
علقة معينة ،أما قانون التجارة الدولية فإنه يشتمل على مجموعة التفاقيات الدولية المبرمة فى
مجال التجارة الدولية ،وعلى ذلك نرى أنه بينما يعنى القانون الدولى الخاص بتعيين القانون الوطنى
الواجب التطبيق فى مجال تنازع } صفحة { 5القوانين على العلقة القانونية موضوع النزاع ،فإن
قانون التجارة الدولية يهدف إلى إيجاد قواعد موضوعية فى شأن هاذه العلقة تحل محل القواعد
. )(6
الوطنية وتقضى بالتالى على التنازع بينها
.
والهيئات الحكومية هاى التى تتكون من عضوية حكومات بعض الدول ،ويمثلها مندوبون
فيها ،وأهام هاذه الهيئات لجنة قانون التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة ومقرهاا فيينا والتى تعرف
باسم UNCITRALوسنعرض لها فيما بعد ،والمعهد الدولى لتوحيد القانون الخاص فى روما
،ومؤتمر لهااى للقانون الدولى الخاص الذى يهدف إلى توحيد القواعد الوطنية لتنازع )(8
الدولية
القوانين دون القواعد الموضوعية لقانون التجارة الدولية ،والمنظمة العالمية للملكية الذهانية WIPO
.
أما الهيئات غير الحكومية فهى التى تتكون من أعضاء ل يمثلون حكومات معينة إوانما
يشتركون فيها بصفاتهم الشخصية من المتخصصين والمشتغلين بقانون التجارة الدولية وأهام هاذه
الهيئات غرفة التجارة } صفحة { 6الدولية بباريس ) ، ICC (9واللجنة البحرية الدولية فى بروكسل
. )(10
وتعمل على توحيد القانون البحرى على المستوى الدولى ، IMC
كان الستاذ شميتوف Clive Schmitthoffمن أوائل الداعين إلى أهامية وجود تنظيم
فعال لتوحيد قانون التجارة الدولية وقد أبرز هاذا المعنى فى الندوة التى نظمتها الجمعية الدولية للعلوم
القانونية سنة 1962فى لندن بتشجيع وتدعيم مالى من منظمة اليونسكو ،وقد اشترك أبرز أساتذة
العالم من المتخصصين فى هاذا المجال فى هاذه الندوة ونشرت أعمالها والبحوث المقدمة فيها فى
كتاب بعنوان مصادر قانون التجارة الدولية The Sources of The Law of International
غريبا ،عندما فكرت هايئة المم المتحدة فى تكوين لجنة لقانون التجارة الدولية ،سنة 1965أن
تدعو الستاذ شميتوف لتستعين به فى وضع تقرير فى مجال توحيد قانون التجارة الدولية ،وفى
السنة التالية قدم هاذا التقرير معتمدا على الدراسة العميقة التى أعدهاا الستاذ المذكور ،وعرض
التقرير لتطور قانون التجارة الدولية وأشار إلى النجاح المحدود للمحاولت المبكرة لتوحيد هاذا القانون
،وقد أبرز التقرير أنه ل توجد هايئة من الهيئات المهتمة بتوحيد القانون تتمتع بقبول دولى وتمثل
مصالح جميع الدول على اختلف نظمها السياسية والقتصادية وسواء كانت من الدول المتقدمة أو
الدول النامية مما يبرر ضرورة وجود هايئة موحدة تدعو إلى التوحيد وتتمتع بقبول دولى وانتهى
القتراح إلى إنشاء لجنة جديدة تسمى لجنة المم المتحدة } صفحة { 7لقانون التجارة الدولية
اللجنة التى عرفت باسم اليونسيترال UNCITRALوهاى تسمية مأخوذة من الحروف الولى لسم
اللجنة باللغة النجليزية ،وضمت اللجنة عند تكوينها تسع وعشرين دولة كأعضاء فيها ،منها سبع
دول أفريقية بينها مصر ،وخمس دول آسيوية وأربع دول من أوروبا الشرقية وخمس دول من أمريكا
. )(11
اللتينية وثمان دول من غرب أوروبا ومن دول أخرى منها الوليات المتحدة المريكية
واقترح أن تكون مهمة اللجنة إعداد وترويج معاهادات أو اتفاقيات دولية جديدة ونماذج
قوانين Model Lawsوقوانين موحدة وتقنين ونشر الصطلحات والشروط والعادات والعراف
وفى ربيع سنة 1968عقدت اللجنة أول اجتماع لها فى نيويورك وأشار الستاذ شميتوف
فى هاذا الجتماع إلى أن النجاز العظيم الذى تم بإنشاء هاذه اللجنة ،أنها أنشئت دون صعوبات
تذكر بسبب طبيعة نشاطها باعتباره نشاطا فنيا غير سياسى من طبيعة قانونية .وكانت هاذه هاى
فعل البداية التى تشكل حجر الساس للمشاركة فى أعمال هاذه اللجنة على نطاق واسع من جميع
. )(12
الدول
ويجوز للجنة أن تكون مجموعات عمل Working groupsمن عدد محدود من
العضاء للقيام بإعداد مشروع اتفاقية أو تعديل } صفحة { 8اتفاقية أو لدراسة موضوع معين أو
لوضع نموذج لقانون موحد أو لعقد موحد ثم يناقش هاذا العمل بعد ذلك فى اللجنة .وقد اختارت
اللجنة فى أول دورة لها سنة 1968عدة موضوعات تقوم بدراستها وهاى - :
البيع التجارى الدولى ،والتحكيم ،والنقل ،والتأمين والوفاء بالديون الدولية عن طريق
الوراق التجارية والعتمادات المصرفية ،والملكية الذهانية ،وتحريم التفرقة بين الدول فى القوانين
المتعلقة بالتجارة الدولية ،والتمثيل التجارى ،والتصديق على الوثائق فى مجال التجارة الدولية .
وقررت اللجنة الولوية للبيع التجارى الدولى ،وطرق الوفاء بالديون الدولية ،والتحكيم التجارى
. )(13
الدولى
وقد أنجزت اللجنة حتى الن عددا ل بأس به من التفاقيات الدولية والقواعد النموذجية
أهامها :
– 1اتفاقية مدة التقادم فى البيع الدولى للبضائع فى نيويورك سنة ، 1974والبروتوكول المعدل
– 2اتفاقية المم المتحدة للنقل البحرى للبضائع لعام 1978فى هاامبورج وتعرف باسم قواعد
هاامبورج والتى ستدخل دور النفاذ فى أول نوفمبر سنة 1992فيما يتعلق بالدول المنضمة إليها .
– 3اتفاقية المم المتحدة بشأن عقود البيع الدولى للبضائع فى فيينا سنة 1980والتى دخلت دور
النفاذ فى أول يناير سنة 1988فيما يتعلق بالدول التى انضمت إليها .
– 4النظر فى اتفاقية نيويورك سنة 1958والتى لم تنبع عن عمل اللجنة والمتعلقة بالعتراف
بق اررات التحكيم الجنبية وتنفيذهاا وقد انضمت مصر إلى هاذه التفاقية فى 9مارس سنة }. 1959
صفحة . { 9
– 5القانون النموذجى للتحكيم التجارى الدولى فى يونيو .1985وقد شكلت و ازرة العدل المصرية
لجنة لوضع مشروع قانون للتحكيم التجارى الدولى وضعت مشروعا تبنت فيه القانون النموذجى
– 6اتفاقية المم المتحدة بشأن السفاتج ) الكمبيالت ( الدولية والسندات الذنيه الدولية والتى
التى انعقدت فى نيويورك فى أبريل ، 1987وقد أقرته اللجنة فى فيينا بتاريخ 14أغسطس عام
. 1987
تعتبر هاذه الدراسة فى مجال قانون التجارة الدولية ونهدف منها ،إلى تعريف العقد التجارى
الدولى الذى نخصص له الباب الول فنعرض لبعض النقاط المتعلقة بهذا الموضوع فى فصل أول
،ثم نعرض فى فصل ثان لهام صور عقود البيع الدولى وفقا لما استقر عليه العمل وطبق ا لقواعد
غرفة التجارة الدولية وهاى المسماة بالنكوترمز . Incotermsأما الباب الثانى فنكرسه لدراسة
اتفاقية المم المتحدة بشأن عقود البيع الدولى للبضائع " فيينا سنة } . " 1980صفحة . { 8
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1نفضل ترجمة اصطلح Common Lawبقانون العموم أو القانون المشترك لنه أبلغ فى الدللة على تحديد
طبيعته وأدق من استعمال ترجمة القانون العام فضل عن أن الترجمة الخيرة مضللة .
)Schmitthoff (Clive) : The Sources of The Law of International Trade, London, (2
ويعتبر شميتوف من أوائل المهتمين في العالم بدارسة قانون التجارة الدولية وله مؤلفات عديدة فى هاذا المجال وقد
عبر عن هاذه الحقيقة الستاذ Trammerبأن المتخصصين في قانون التجارة الدولية من جميع دول العالم وجدوا
أنفسهم دون أدنى صعوبة يتكلمون لغة مشتركة .مشار الى هاذا المعنى في مؤلف شميتوف المذكور
) (4مشار إليه فى محاضرات الستاذ محسن شفيق لدبلوم القانون الخاص 1973 – 1972عن اتفاقيات لهااى
وفقا لقواعد السناد فى مجال تنازع القوانين ،على العلقة التجارية الدولية موضوع النزاع .ومن الدول التى اتبعت
) (7وقد تكون هاذه الهيئات الحكومية عالمية أو اقليمية تشمل مجموعة من الدول تجمعها مصالح مشتركة.
) (8لعب هاذا المعهد دو ار كبي ار فى توحيد قواعد البيع الدولى للبضائع ،فهو الذى أعد مشروعات اتفاقيات لهااى
) (9لعبت دو ار هاام ا فى مجال التحكيم التجارى الدولى وفى مجال عقود البيع الدولى وكذلك فى مجال العتمادات
المستندية .
) (10من نشاط هاذه اللجنة إبرام معظم التفاقيات الدولية البحرية التى تمت فى مدينة بروكسل .
) (11مدة العضوية ست سنوات ويجوز إعادة انتخاب أية دولة تنتهى مدة عضويتها ،وتعقد اللجنة اجتماعها مرة
فى السنة سواء فى مقر المم المتحدة بنيويورك أو فى المقر الوروبى بجنيف وقد تم نقل مكان الجتماع فى المقر
.International Trade
) (14شكلت اللجنة من الستاذ الدكتور محسن شفيق والستاذ الدكتور محمود سمير الشرقاوى والستاذة الدكتورة
الباب الول
الفصل الول
مقدمات
-7تمهيد :
يعتبر العقد أهام صور التصرف القانونى ،وهاو التعبير القانونى لجراء المعاملت سواء
على المستوى الداخلى أو على المستوى الدولى لذلك يمكن القول أن العقد إما أن يكون داخليا إواما
ولم تهتم الهيئات والمنظمات الدولية بموضوع العقود الدولية إل بمناسبة المعاملت
التجارية .قد بذلت هاذه الهيئات جهودا كبيرة لتوحيد أحكام التجارة الدولية ،حتى برزت ملمح فرع
جديد من فروع القانون هاو " قانون التجارة الدولية " الذى يتضمن التفاقيات الدولية التى تم إنجازهاا
فى مجال التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة التى وضعت فى هاذا المجال .
قانون التجارة الدولية هاو مجموعة القواعد التى تسرى على العقود التجارية المتصلة بالقانون
الخاص والتى تجرى بين دولتين أو أكثر } صفحة . { 11
وقد جاء هاذا التعريف فى تقرير أعدته المانة العامة لهيئة المم المتحدة لتعرض على
الجمعية العامة سنة 1965بمناسبة البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكام قانون التجارة الدولية .
ومن هاذا التعريف نرى أن قانون التجارة الدولية يحتوى على قواعد موضوعية لحكم
العلقات التجارية الدولية ول يعد مجرد توحيد لقواعد السناد الوطنية بحيث يعين بقاعدة موحدة
القانون الوطنى الواجب التطبيق كقانون دولة محل إبرام العقد مثل ..أو قانون دولة تنفيذ العقد .
وكذلك يتضح أن هاذا الفرع ل يهتم إل بعلقات القانون الخاص وبغض النظر عن صفة
أطراف العلقة إذ تطبق أحكامه سواء كانت العلقة التجارية بين أشخاص عامة أو بين أشخاص
خاصة أو كان أحد طرفى العلقة شخص ا عام ا والخر من أشخاص القانون الخاص .
وقد حاولت بعض الدول وضع تقنين للتجارة الدولية ،فنجد مثل أن تشيكوسلوفاكيا قد
أصدرت هاذا التقنين سنة 1963وينطبق التقنين المذكور عندما يكون القانون التشيكوسلوفاكى هاو
القانون الواجب التطبيق وفق ا لقواعد القانون الدولى الخاص بشأن تنازع القوانين .
ان المحاولت الوطنية لتوحيد قانون التجارة الدولية محاولت محدودة حتى الن ،لذلك
برزت أهامية التوحيد الدولى لقانون التجارة الدولية ،ويتم هاذا التوحيد بأساليب مختلفة فإما أن يتحقق
)أ( تجميع العادات والعراف التجارية المتداولة فى العمل وتلعب غرفة التجارة الدولية “
جمعت العراف المستقرة فى البيوع البحريــة كالبيع “ ”.F.O.Bوالبيع " ".C.I .Fكما وضعت
مجموعة أخرى سنة 1964تسمى " القواعد والعادات}صفحة {12المتعلقة بالعتماد المستندى "
)ب( إبرام اتفاقيات دولية بين عدد من الدول إما بقصد توحيد قواعد تنازع القوانين ،من
ذلك اتفاقية لهااى سنة ، 1955بشأن تعيين القانون الواجب التطبيق على البيع التجارى الدولى .
أو بهدف وضع قواعد موضوعية موحدة تسرى على المعاملت الدولية ،ومن ذلك اتفاقية لهااى
سنة 1964م بشأن توحيد بعض الحكام الموضوعية المتعلقة بالبيع الدولى ،واتفاقية المم
المتحدة المبرمة فى فيينا سنة 1980بشأن عقد البيع الدولى للبضائع .
)جـ( وضع شروط عامة للعقود الدولية ،فيتفق تجار سلعة معينة أو مجموعة سلع متشابهة
يتفق فى منطقة جغرافية معينة على وضع شروط عامة “ ” general conditions
المتعاقدان على إتباعها أو قد تقوم بوضع هاذه الشروط هايئة من الهيئات الدولية المهتمة بتوحيد
ويقتصر التوحيد على وضع الشروط العامة للتعاقد مع ترك التفاصيل للتفاقيات الخاصة
فى كل حالة على حدة ولمحاولة مواجهة الظروف المختلفة للتعاقدات الدولية ،فإن هاذه الشروط
تحرر فى شكل نماذج مختلفة بحيث يكون للمتعاقدين اختيار النموذج الملئم منها ولذلك تسمى
أحيان ا بالعقود النموذجية “ ” Standard Contractsوقد أصبح لهذه الشروط أهامية كبيرة فى
المعاملت الدولية واتسع نطاقها حتى شمل مناطق جغرافية عديدة .فهناك مثل الشروط العامة
التى وضعتها فى شكل نماذج متعددة اللجنة القتصادية الوروبية للمم المتحدة بشأن توريد
الدوات واللت اللزمة لتجهيز المصانع وقد انتشرت هاذه الشروط فى مختلف دول العالم ،كذلك
هاناك الشروط العامة التى وضعتها جمعية لندن لتجارة الغلل وأصبحت شروطا لبيوع } صفحة
{ 13الغلل فى أغلب دول العالم .كما وضع مجلس المعونة القتصادية المتبادلة والمعروف
باسم “ ”Comeconوالذى كان يضم تسعا من دول أوروبا الشرقية الشتراكية شروط ا عامة لتبادل
السلع بينها.
وعلى الرغم من أن اتباع هاذه الشروط أمر اختيارى من الناحية النظرية ،إل أنها لعبت
عمليا الدور الول فى توحيد القواعد التى تحكم المعاملت الدولية ،لنها تتفق وحاجات التجارة
الدولية ،ومع ذلك كان اتباع الشروط العامة التى وضعها الكوميكون أم ار إلزاميا ول يجوز مخالفتها
إل لضرورة قصوى عندما تقتضى طبيعة السلعة شروطا خاصة أو جدت بعض الظروف التى تبرر
نلحظ أن الشروط العامة للعقود الدولية وان كانت تقوم أساسا فى مجال البيع التجارى
الدولى بالنسبة لمختلف السلع وتداولها عبر الحدود بين دول العالم ،إل أنها تشمل أيضا أنواعا
أخرى من المعاملت ،من ذلك مثل أنه فى سنة 1957وضع التحاد الدولى للمهندسين
” F.I.B.T.Pوالذى يسمى الن بالتحاد الدولى للمقاولين الوربيين للمبانى والشغال العامة
شروطا عامة لعمال النشاءات الهندسية المدنية تتبع فى معظم دول العالم ،وقد وضعت كذلك
شروط خاصة لمواجهة حالت التعاقد بالنسبة للمقاولت النشائية بحيث تتلءم مع الحاجات
كذلك يعتبر من قبيل التعامل التجارى الدولى التفاق على نقل التكنولوجيا والتعامل على
براءات الختراع بين الدول المتقدمة والدول النامية }.صفحة {14
كما يمكن أن نلحظ انتشار الشروط العامة للعقود الدولية فى مجال النقل ،والمصارف ،
والتأمين الذى يلعب مجمع لندن لمكتتبى التأمين دو ار هاام ا فى توحيد قواعده ووضع شروط عامة له
تتبناهاا كثير من الدول .وباختصار فإن الشروط العامة للعقود الدولية يمكن أن تنتشر فى المجالت
المختلفة التى تكون مع بعضها وحدة فى نطاق التجارة الدولية .وتنتقل السلع عن طريق إبرام عقد
نقل ،كما أنه يهم المستورد للسلعة أن يقوم بالتأمين عليها .أى أن الشروط العامة للعقود الدولية
وان كانت أساس ا تقوم فى مجال عقد البيع إل أنها توجد كذلك وكأمر طبيعى فى مجال العقود
التابعة لهذا العقد كفتح العتماد والنقل بجميع وسائله أى ب ار وبح ار وجوا ،والتأمين .
رأينا أن قانون التجارة الدولية يهدف إما إلى توحيد القواعد الموضوعية للعلقة القانونية أو
إلى توحيد قاعدة السناد فى شأن تعيين القانون الواجب التطبيق على البيع التجارى الدولى .
ولما كان توحيد القواعد الموضوعية للعلقة القانونية هاو الهدف المثل للتجارة الدولية ،
فإن من أهام صور التوحيد وجود قواعد موحدة للتعاقد تتبعها مختلف الدول فى معاملتها .
ولذلك تتجه المعاملت التجارية الدولية إلى خلق الشكل النموذجى للعقد الدولى بحيث
أصبح العقد الدولى يوصف بأنه عقد نموذجى ،وان أمكن تعدد نماذج العقود التى تعالج بيع سلعة
واحدة بحيث يتبنى المتعاقدون الشكل الذى يروق لهم ويتفق مع ظروف تعاقدهام .
لذلك يثور التساؤل حول تحديد المقصود بالعقد الدولى ،وهال يستمد صفته من الشكل الذى
تتخذه أو من طبيعة العلقة التى يحكمها ؟ }صفحة {15
ونلحظ بادئ ذى بدء أن العقود الدولية تتبنى عادة شروط ا عامة لبيع السلعة محل العقد
بحيث أن هاذه الشروط أصبحت توصف بأنها عقود نموذجية ،ومع ذلك يتعين علينا أن نلفت النظر
إلى أنه ل يزال هاناك فارق بين الشروط العامة والعقود النموذجية ،إذ أن الشروط العامة التى يشير
إليها العقد الدولى بشأن التعامل على سلعة معينة تضم مجموعة من البنود أو القواعد العامة التى
يستعين بها المتعاقدون فى إتمام تعاقدهام فيشيرون إليها ويضمنونها عقدهام ثم يكملونها بعد ذلك بما
يتفقون عليه من كمية وثمن وميعاد للتسليم ومكان هاذا التسليم وغير ذلك من المسائل التفصيلية
للعقد ،أما العقد النموذجى فهو مجموعة متكاملة من شروط التعاقد بشأن سلعة معينة وتتضمن
تفاصيل العقد بحيث يمكن للطراف المتعاقدة أن تتبنى شكل العقد بالكامل ول تكون فى حاجة إل
إلى إضافة أسماء الطراف وكمية البضاعة وزمان تسليمها ومكانه ووسيلة النقل .
لذلك فإن العقد الدولى كما قد يكون عقدا يتضمن صيغة معينة لنوع من الشروط العامة أو
يشير إلى هاذه الصيغة فإنه قد يتمثل فى عقد من العقود النموذجية .
ومن ناحية أخرى نلحظ أن العقد يستمد صفته الدولية فى واقع المر من طبيعة العلقة
التى يحكمها ومع ذلك فإن دولية العلقة قد أثار بعض الصعوبات ،ويمكننا أن نعتمد على المعيار
الذى أتى به القانون الموحد للبيع الدولى الذى وضع بموجب اتفاقية لهااى سنة ، 1964فالبيع
الدولى وفقا لهذا المعيار ل يرتبط باختلف جنسية المتعاقدين إذ قد يعد البيع دولي ا ولو كان كل من
البائع والمشترى من جنسية واحدة إوانما العبرة باختلف مراكز أعمال الطراف المتعاقدة أو محال
إقامتهم العادية وبالضافة إلى هاذا المعيار الشخصى أضاف القانون الموحد أحد معايير موضوعية
ثلثة } .صفحة { 16
) أ ( وقوع البيع على سلع تكون عند إبرام البيع محلا لنقل من دولة إلى أخرى ) بيع
البضاعة فى الطريق ( أو ستكون بعد إبرام البيع محلا لمثل هاذا النقل .
)ب( صدور اليجاب والقبول فى دولتين مختلفتين ول يشترط أن تكون الدولتين اللتين يقع
فيهما مركز أعمال المتعاقدين أو محل إقامتهما العادية إذ العبرة باختلف دولة اليجاب عن دولة
القبول .
)جـ( تسليم المبيع فى دولة غير التى صدر فيها اليجاب والقبول ويعتبر البيع دوليا فى هاذا
ومن جماع ما تقدم يمكننا أن نصل إلى ماهاية العقد الدولى فهو عقد يستمد هاذه الصفة من
طبيعة العلقة التى يحكمها ويتخذ عادة شكل شروط عامة أو عقد نموذجى وبناء على ذلك فإن
الشكل النموذجى للعقد وان كان من خصائص العقد الدولى إل أنه ليس من مستلزماته .
النموذجية الدولية ،ذلك أن عدم توحيد القواعد القانونية للتجارة الدولية من شأنه أن يؤدى إلى نتائج
وقد أظهر تطور قانون التجارة الدولية أن ذاتية قانون التجارة الدولية نبعت من الحاجة ومن
العمل التجارى وتطورت بعد ذلك بظهور الشروط العامة للتسليم أو للبيع بصفة عامة والشكال
النموذجية للعقود وتوحيد المصطلحات التجارية وتجميع العادات التى تسود بين التجار والعرف
التجارى }.صفحة { 17
وأظهر العمل أن العقود النموذجية هاى خير وسيلة للتوحيد لن التفاقيات الدولية ل يمكنها
دائم ا أن تحقق التوحيد المنشود ول تتلءم مع سرعة الحياة التجارية إذ يحتاج وضع مشروع التفاقية
إلى زمن طويل ثم يعرض هاذا المشروع على مؤتمر يضم عدة دول وتستغرق المناقشات فترة طويلة
حتى يصل المؤتمرون إلى صيغة مقبولة من أغلبية الطراف ويتم التوقيع على التفاقية ول تعتبر
نافذة فى أية دولة إل بعد التصديق عليها ،وتستغرق إجراءات التصديق وقت ا ليس بالقصير وقد ل
تعتبر التفاقية نافذة إل بتصديق عدد من الدول يتوافر فيها صفات معينة تشير إليها التفاقية
أما العقود النموذجية فإن وضعها يراعى عادة حقائق الحياة العملية ويحاول رجال العمل
عادة البحث عن حلول للمشاكل العملية التى تصادفهم ومراعاة مطابقة هاذه الحلول لحتياجات
التجارة الدولية والدخول بالتالى فى التفاصيل العملية التى يصعب على المشرع الدولى أو الوطنى
أن يواجهها أو يضع يده عليها ،كما أن طبيعة القاعدة التشريعية بما تتصف به من عمومية ل
يمكنها أن تواجه جميع الحالت المتصور وقوعها عمل ،لذلك كانت العقود الدولية أكثر استجابة
للواقع العملى وتتمتع بالمرونة اللزمة لمواجهة معظم المشاكل التى يمكن أن تحدث عمل ،ويقبل
رجال العمال عادة الوصول إلى صيغة مناسبة للتعاقد تراعى مصالح مختلف الطراف دون
البحث عما إذا كانت تتفق مع قاعدة تشريعية دولية أو وطنية بحيث يصبح العقد الدولى فى النهاية
قانون التجارة الدولية ،إل أن هاذه العقود بسبب اتجاهاها كما لحظنا إلى الشروط العامة أو العقود
}صفحة {18النموذجية فى أغلب الحيان تصادف مشاكل عملية عند محاولة وضع الشروط
وعلى الرغم من أن الهيئات المعنية بوضع هاذه الشروط تحاول أن تضع صيغا للعقود
الدولية يمكن أن تلئم احتياجات ومتطلبات الحياة التجارية ،إل أن تعدد الصيغ واختلفها حتى
بالنسبة للموضوع الواحد غالبا ما تؤدى إلى إيجاد المتعاقدين فى مواقف غير متوقعة أو فى مراكز
– 1تحاول صيغ العقود النموذجية أن تواجه التفاصيل دون وجود قواعد عامة ،أو مبادئ
عامة تحكم العلقة التعاقدية .ول يجوز أن نتصور أن هاذا القول يتعارض مع ما سبق أن ذكرناه
من وجود شروط عامة وشروط تفصيلية للتعاقد ،لننا ل نقصد هانا الشروط العامة التى تتعلق بعقد
من نوع معين إوانما نشير إلى الصول القانونية التى تحكم جوهار العلقة التعاقدية وهاى ما تفتقر
– 2تبرم هاذه العقود بين أطراف تتعارض مصالحها القتصادية ول نعنى بتعارض
المصالح هانا مجرد التعارض الناشئ عن طبيعة اختلف مركز كل متعاقد كالتعارض الناشئ عن
وجود بائع ومشتر فى عقد البيع أو مقاول ورب عمل فى عقد المقاولة ،أو مؤمن ومستأمن فى عقد
التأمين ،أو مصرف وعميل فى عقد فتح العتماد لن هاذا التعارض حتمى ،إوانما نعنى بالتعارض
هانا عدم التكافؤ القتصادى بين المتعاقدين ،فالتبادل التجارى للسلع قد يتم بين دول مستعمرة
ومستعمراتها السابقة أو بين دول متقدمة اقتصادية ودول نامية أو متخلفة أو بين دول اشتراكية ودول
رأسمالية .
– 3قد ينتمى أطراف العلقة التعاقدية إلى دول تتباين نظمها القانونية ويترتب على ذلك
اختلف تفسير المقصود ببعض الصطلحات }صفحة {19القانونية من دولة إلى أخرى .كما قد
ل تعرف بعض النظم القانونية اصطلحات تعرفها نظم أخرى .وقد توجد فى بعض النظم
تنظيمات قانونية ل توجد فى غيرهاا من النظم من ذلك مثل أن النظام النجلوأمريكى ل يعرف
اصطلح الخطأ الجسيم المعروف فى النظام اللتينى ،كما أن نظام المشاركة “ ” Partnership
والنظام المعروف باسم “ ” Trustل يوجد إل فى النظام النجلوأمريكى دون النظام اللتينى .
يقترح كتاب قانون التجارة الدولية لحل المشاكل المشار إليها فيما تقدم ما يأتى -:
– 1اللتزام بأصول قانونية واحدة تعتبر كحد أدنى لمبادئ قانونية عالمية تساعد تدريجيا
على إلغاء الحدود بالنسبة لحرية انتقال السلع ،ومن أهام هاذه الصول العتراف بمبدأ حرية التعاقد
فى جميع القوانين الوطنية فى نطاق التجارة الدولية ،ونلحظ أن هاذا الحل يوافق عليه كثير من
كتاب قانون التجارة الدولية سواء منهم من ينتمى إلى دول نظام القتصاد المخطط أى الدول
– 2يجب أن يراعى عند وضع الشروط العامة أو العقود النموذجية أن توضع بطريقة
تضمن حماية مختلف المصالح المعنية ،ويمكن ضمان هاذه الحماية إذا تم وضع الشروط العامة أو
العقود النموذجية على أسس معينة أهامها – كما حدث فى صيغ العقود التى وضعتها اللجنة
القتصادية الوروبية – مناقشة المشاكل المتعلقة بالتجارة الدولية بواسطة مندوبين أو مؤهالين فنيا
لذلك ويمثلون جميع الدوائر المعنية بهذه العقود فيجب مثل تمثيل تجار السلعة سواء كانوا مصدرين
أو مستوردين التى توضع لها صيغ العقود ،وتمثيل } صفحة { 20الناقلين والمؤمنين والمصارف ،
على أن يكون لدى الجميع الرغبة فى إيجاد قواعد تحكم علقاتهم التجارية تتسم بالعدالة بالنسبة
لجميع الطراف دون أن تسيطر على أحدهام الرغبة فى الفادة من قوة مركزه القتصادى بالنسبة
– 3يجب أن يراعى عند وضع هاذه الشروط العامة أو العقود النموذجية أن تتمتع بقدر
كبير من المرونة بحيث يمكن دائما ملءمة هاذه الشروط أو العقود مع الظروف المتغيرة للتجارة
الدولية وذلك حتى يمكن أن تتمتع هاذه الوسيلة لتوحيد قانون التجارة الدولية بتوحيد شروط التعاقد
الدولية والعتراف فى جميع الدول بأحكام هايئات التحكيم التجارى ،وتلعب اتفاقية نيويورك
– 5يجب أن يكون مضمون الشروط العامة أو العقود النموذجية التى توضع فى مختلف
فروع التجارة الدولية كاملا ومفصلا بقدر المكان ،إذ أنه برغم خضوع هاذا المضمون لمبدأ
التفاوض الحر للطراف ،فإن مواجهة الشروط العامة أو العقود النموذجية للحلول اللزمة للمشاكل
القانونية الجوهارية التى يمكن أن تثور بين المتعاقدين خلل فترة التعامل موضوع العقد ،من شأنه
أن يجعل العقد الدولى بحق ،قانون المتعاقدين وبحيث يحل محل القوانين الوطنية التى يمكن أن
تنطبق فى مجالت أخرى وبهذا يتحقق أهام أهاداف العقد الدولى ،وهاو وحدة المعاملة التجارية
الدولية .
ونخلص مما تقدم جميعه ،أن العقد الدولى يمكن أن يحل محل التفاقيات الدولية والقوانين
الوطنية ويصبح قانون المتعاقدين فى }صفحة { 21نطاق المعاملة التجارية الدولية ،إذا روعيت
العتبارات التى أشرنا إليها واتبعت الصول الفنية التى تحقق هاذا الهدف على النحو الذى عرضنا
– 1مقدمة :
تحتوى على تعريف محدد للصطلحات التجارية التى يتكرر استعمالها فى العقد حتى ل
يثور الخلف بين المتعاقدين حول تفسير هاذه الصطلحات خاصة إذا انتمى المتعاقدان ،كما
– 2قواعد انعقاد العقد ) تحديد وقت انعقاده والقيمة القانونية للمراحل السابقة على التعاقد
– 4إذا كانت البضاعة مما يجب تغليفها ،يجب أن ينص العقد على طريقة تغليفها ونوع
– 5موضوع تسليم البضاعة من البائع وتسلمها من قبل المشترى فيحدد العقد زمان التسليم
ومكانه وهاو أمر يختلف بحسب نوع أداة النقل ونوع العملية التجارية ،وهال يتم التعاقد على أساس
ويرتبط بالتسليم تحديد الطرف الذى يتحمل تبعة هالك البضاعة ومتى تنتقل هاذه التبعة من
البائع إلى المشترى ،وهاى مسألة تهتم } صفحة {22بها العقود الدولية عادة ،بينما ل ينصرف
اهاتمام معظم العقود الدولية إلى تحديد وقت انتقال ملكية المبيع ،لن المشترى يفيد بالمبيع بمجرد
تسلمه له .
– 6الوفاء بالثمن وينظم العقد الدولى عادة طريقة سداد الثمن عن طريق فتح اعتماد من
جانب المشترى أو من يعينه لمصلحة البائع .كذلك قد يتفق المتعاقدان على حق البائع فى زيادة
الثمن أثناء فترة تنفيذ العقد إذا طرأت ظروف يحددهاا العقد تقتضى ذلك ويبين العقد عادة فى هاذه
– 7حق المشترى فى فحص البضاعة المبيعة والمدة التى يتم فيها ذلك وحقه فى إخطار
البائع بعدم مطابقة البضاعة لما تم التفاق عليه والجل المحدد لهذا الخطار والمدد الخاصة برفع
– 8إذا كان المبيع أجهزة أو آلت أو أدوات فينص العقد عادة على ضمان البائع للعيوب
– 9أنواع الجزاءات التى يجب إعمالها عند مخالفة شروط العقد واللتزامات التى يضعها
على عاتق أطرافه ،وقد تتمثل هاذه الجزاءات فى التعويض أو الغرامة التى تفرض على المخالف أو
إصلح المبيع أو استبداله ،وقد يكون الفسخ هاو الجزاء المقرر على مخالفة التزام معين .
– 10ينص العقد أيضا على تحديد القوة القاهارة التى تؤدى إلى تحلل أحد الطراف من
التزامه أو وقف اللتزام حتى تزول القوة القاهارة }.صفحة . {23
– 11وجود شرط التحكيم لحل المنازعات التى قد تثور بين المتعاقدين وطريقة تشكيل
هايئة التحكيم والقواعد التى تتبع لتمام التحكيم وينص عادة على اتباع قواعد غرفة التجارة الدولية
بباريس أو قواعد اليونسيترال ،كما قد ينص العقد على بيان القانون الواجب التطبيق على النزاع فى
المور التى تنشأ بين المتعاقدين ول يواجهها العقد }.صفحة .{24
الفصل الثانى
تلعب هاذه الغرفة دو ار هاام ا فى مجال التجارة الدولية عامة ،وفى نطاق العقود التجارية
الدولية على وجه الخصوص ،سواء من حيث تحديد المقصود بالصطلحات التى تستعمل فى هاذا
المجال ،أو تحديد التزامات أطراف هاذه العقود .ومن ناحية أخرى فإن لهذه الغرفة دو ار بار از فى
مجال تسوية المنازعات الناشئة عن تنفيذ العقود التجارية الدولية وفق ا لنظام التحكيم التجارى الدولى
الذى وضعت الغرفة القواعد الخاصة به ،يتبعها المتعاقدون عندما يشيرون إليها فى عقودهام .
إنشائها الشعور بضرورة وجود منظمة تجمع فى مجال التجارة الدولية بين الشخاص الذين يزاولون
العمال التجارية على اختلف أنواعها فتجمع مندوبين لما يقرب من تسعين دولة ،إذ أن لها لجانا
من أربعين دولة أخرى وتجمع بين خبرات مختلفة من منتجين ومستهلكين وأصحاب مصانع وبنوك
وشركات تأمين وناقلين وخبراء فى علم القتصاد والقانون وتشمل هاذه }صفحة {25المجموعة من
الخبرات المختلفة لكى تضع قواعد تنبع حقيقة من حاجة التجارة الدولية ،فهى منظمة رجال
العمال فى العالم ،لتحقق وتحافظ على مبدأ حرية التجارة الدولية ولتنسيق وتيسير النشاط التجارى
ولما كانت المصطلحات التجارية المستعملة فى مختلف دول العالم ،قد يختلف تفسيرهاا
من دولة إلى أخرى لتباين النظمة القانونية ،فقد شعر المجتمع التجارى الدولى بالحاجة إلى توحيد
هاذه المصطلحات المستعملة في التجارة الدولية ،ومن بين هاذه المصطلحات ما يتعلق بالبيوع
التجارية الدولية ،وعرفت القواعد التى وضعتها الغرفة فى هاذا المجال باسم النكوترمز “
” Incotermsكذلك أصدرت الغرفة قواعد خاصة بالتحكيم التجارى الدولى ،وكذلك قواعد تحكم
وضعت هاذه القواعد أول سنة 1936واستمرت فى العمل حتى عدلت سنة ،1953
وروجعت وعدلت سنة 1967ثم مرة أخرى سنة ، 1976ثم أضيف إليها نوعان من البيوع التجارية
الدولية سنة ، 1980كما عدلت القواعد الخيرة بعض القواعد المعمول بها من قبل ذلك .
ومن البديهى أن قواعد النكوترمز ،ل تعد ملزمة فى مجال البيوع التجارية الدولية ،على
عكس النصوص التشريعية والتفاقيات الدولية التى تلزم الدول المنضمة إليها ،على أنه متى أشار
المتعاقدان إليها فى عقودهام ،فإنها تستمد إلزامها فى هاذه الحالة من اتفاق الطراف على تبنيها ،
ويفضل أطراف التعاقد عادة تبنى هاذه القواعد عندما ينتمون إلى دول تتشابه أنظمتها القانونية بقصد
توحيد تفسير الصطلحات الواردة فى عقودهام } .صفحة { 26
الول :تحديد التزامات الطراف فى عقود التجارة الدولية تحديدا واضح ا و دقيقاا.
الثانى :وضع وتعديل هاذه القواعد على ضوء ما يجرى عليه العمل وفقا للعرف السائد فى
المعاملت التجارية الدولية ،فهى قواعد ل توضع ول تعدل من فراغ ،ولكن من واقع العرف
التجارى الدولى ،أو العرف التجارى السائد فى دولة معينة اشتهرت بنوع معين من أنواع النشاط
التجارى المختلفة ،فإنجلت ار مثل اشتهرت بأعرافها فى مجال التأمين البحرى ،وساد نظامها مختلف
دول العالم ،حتى الدول التى تأخذ بنظام قانونى مغاير عدلت تشريعاتها لتأخذ بما استقر عليه
ونلحظ أن أطراف العلقة التجارية الدولية قد يشيرون فى عقودهام إلى الخذ بقواعد
النكوترمز كما هاى ،أو مع تعديل معين يتفقون عليه أو مع إضافة شروط أخرى تتجسد فى قواعد
دولية أو وطنية أو صادرة من منظمة أخرى مثل قواعد غرفة تجارة الحبوب فى لندن أو قواعد مجمع
لندن لمكتتبى التأمين ،خاصة إذا أخذنا فى العتبار أن قواعد النكوترمز تهتم أساسا ،كما قدمنا
ببيان وتحديد التزامات طرفى عقد البيع ،فقد يأخذ الطرفان مثل بهذه القواعد مع الشارة إلى التأمين
على البضاعة محل البيع ضد كل الخطار وفقا لشروط مجمع لندن .ونلحظ أن أكثر البيوع
التجارية التى عالجتها قواعد النكوترمز بيوع بحرية ،أى يرتبط تنفيذهاا بعملية نقل بحرى للبضائع
محل البيع ،إل أن هاذه القواعد قد عالجت أيضا البيوع الجوية التى ترتبط بعملية نقل جوى
للبضائع محل التعاقد ،كما عالجت بعض البيوع التى ترتبط بعملية نقل برى ،بالشاحنات أو بالسكك
الحديدية .
ونعرض فيما يلى لهام أنواع البيوع التى عالجتها قواعد النكوترمز وأهام ما نلحظه على
هاذه القواعد ،أن جميع البيوع التى }صفحة {27عالجتها تشترك فى بعض التزامات طرفيها ،
وتختلف في بعضها الخر ،بحيث يصبح الكلم عن كل بيع على حدة تك ار ار لهذه القواعد ،لذلك
فإننا سنركز أساس ا على نقطة الختلف الجوهارية بين هاذه البيوع بأنواعها المختلفة ،وهاى مسألة
متى يتم تسليم البضاعة من البائع إلى المشترى فى كل نوع من أنواع هاذه البيوع ،وما يرتبط بذلك
من تحديد المسئول عن تحمل مخاطر كل نوع والملتزم بأداء النفقات المتعلقة بالبضاعة .
– 1اللتزام بتوريد البضاعة المتفق عليها فى عقد البيع ،وعلى البائع أن يقدم شهادة
بمطابقة البضاعة للشروط والمواصفات الواردة فى عقد البيع إذا اتفق بين طرفى البيع على ذلك .
ويعد هاذا اللتزام ،التزاما عاما فى جميع أنواع البيوع التجارية ،ويلتزم البائع بتوريد
البضاعة حسب المواصفات المتفق عليها بين طرفى التعاقد ،إواذا اتفق بينهما على التزام البائع بأن
يقدم شهادة تتضمن أوصاف البضاعة ويقر فيها بأنها مطابقة لوصاف البضاعة المبيعة ،فعلى
البائع أن ينفذ هاذا اللتزام وتقدم هاذه الشهادة عادة من شركات متخصصة تسمى شركات المعاينة أو
المراجعة .
-2اللتزام بوضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت المتفق عليه فى العقد ،وفى
مكان التسليم المحدد فى العقد أو فى المكان المعتاد تسليم مثل هاذه البضاعة فيه ،ولشحنها على
وهاذا هاو اللتزام بتسليم البضاعة ،ويتم التسليم فى هاذا النوع من البيوع فى محل المنتج أو
البائع إما فى المصنع } صفحة ” Ex Factory “ {28أو مخازن البائع “ Ex Warehouse
” أو فى المزرعة “ ” Ex Plantationوعلى ذلك يقوم المشترى بتقديم وسيلة النقل إلى البائع
لكى يتم شحن البضاعة عليها .ولما كان المشترى عادة ل يقيم فى ذات الجهة التى يوجد فيها
البائع ،فإن المتبع فى مثل هاذا النوع من البيوع ،أن يفوض المشترى شخصا يتواجد فى مكان البائع
لستلم البضاعة المبيعة نيابة عنه ،والغالب فى البيوع الدولية أن يفوض المشترى شركة معاينة أو
شركة مراجعة تقوم بالتحقق من مطابقة البضاعة للوصاف المتفق عليها ،وقد يقتضى هاذا التحقق
فحص البضاعة أو تحليل عينة منها وتصدر شهادة بنتيجة هاذا الفحص أو التحليل ترسل إلى
المشترى ،وبالتالى تقوم شركة المراجعة باستلم البضاعة نيابة عن المشترى على أن يقوم المشترى
بتدبير وسيلة النقل التى يتم شحن البضاعة عليها بمعرفة المشترى أو من يفوضه فى ذلك فى مكان
البائع .أى أن شحن البضاعة على وسيلة النقل فى هاذا البيع ،يقع على عاتق المشترى وتحت
– 3يتحمل البائع نفقات حزم البضاعة أو تغليفها أو تعبئتها إذا اقتضت ذلك طبيعة
البضاعة ،أو كان ذلك ضروريا لمكان تسليم البضاعة للمشترى .أى أنه متى كانت طبيعة
أن يتم الخطار بوسيلة معقولة “ ، ” Reasonable noticeوقد تكون هاذه الوسيلة ،البريد أو
البرق أو التليفون أو التلكس حسب الظروف }.صفحة {29
– 5يتحمل البائع مصاريف معاينة البضاعة ،كمصاريف فحص نوع البضاعة أو قياسها
أو تحليلها أو وزنها أو عدهاا ،إذا كان ذلك ضروريا لتسليم البضاعة إلى المشترى .
– 6يتحمل البائع كافة الخطار والنفقات المتعلقة بالبضاعة حتى يتم وضع البضاعة
تحت تصرف المشترى فى الوقت المنصوص عليه فى العقد بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة
للعقد ،بما يعنى أنها مفرزة أو تم تعيينها باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها ويعنى هاذا اللتزام أن
البائع يتحمل تبعة هالك البضاعة إلى الوقت الذى تكون فيه البضاعة تحت تصرف المشترى فى
الميعاد المحدد فى العقد وليس إلى وقت استلم المشترى للبضاعة فعلا ،ول حتى يتم شحنها على
وسيلة النقل التى يقدمها المشترى ،بل يكفى أن يخطر البائع المشترى بأنه يمكنه استلم البضاعة
محل البيع فى الوقت الذى يحدد فى الخطار ،على أن يتم الخطار وتحديد ميعاد الستلم فى
وقت مناسب أو معقول ،وبعد ذلك تنتقل تبعة الهلك إلى المشترى .على أنه يشترط لما تقدم أن
تكون البضاعة مفرزة ومعينة من قبل البائع ،وأن تكون مطابقة لما تم التفاق عليه فى العقد ،فل
يجوز للبائع مثل أن يخطر المشترى باستلم البضاعة المبيعة ضمن بضاعة أخرى فى مخازن
البائع .
– 7يقدم البائع ،بناء على طلب المشترى وتحت مسئوليته وعلى نفقته ،أية مساهامة ،
للحصول على أية مستندات تصدر فى دولة التسليم أو دولة المصدر ) المنشأ( والتى قد يطلبها
المشترى لغراض التصدير أو الستيراد أو إذا كانت هاذه المستندات مطلوبة لمرور البضاعة عبر
ويتعلق هاذا اللتزام بما تتطلبه بعض الدول من مستندات لستيراد بضاعة من دولة أخرى ،
مثل شهادة المصدر أو المنشأ التى تصدر عادة من الغرفة التجارية فى بلد التصدير ويصدق عليها
قنصل }صفحة {30الدولة المستوردة فى البلد المصدرة ،فهذه شهادة ان طلبها المشترى فإن البائع
– 1يلتزم المشترى باستلم البضاعة بمجرد وضعها تحت تصرفه فى المكان والزمان
المنصوص عليهما فى العقد ،وأن يدفع ثمن البضاعة المحدد فى عقد البيع .
– 2يتحمل المشترى كافة النفقات والخطار المتعلقة بالبضاعة من الوقت التى توضع فيه
تحت تصرفه ،بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة للعقد وتم تعيينها على وجه التحديد باعتبارهاا
ويحدد هاذا اللتزام وقت انتقال تبعة هالك البضاعة إلى المشترى ،وهاو الوقت الذى تصبح
فيه البضاعة جاهازة لتسليمها إلى المشترى ووضعها تحت تصرفه بعد إخطار المشترى بذلك خلل
مدة معقولة ،ولما كان المشترى هاو الملزم بشحن البضاعة على وسيلة نقلها ،فإنه يلتزم بداهاة
– 3يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو ضرائب تتعلق بالبضاعة بسبب تصديرهاا .
ويعنى هاذا اللتزام أن المشترى يلتزم بسداد كل ما يفرض على البضاعة من رسوم جمركية أو
ضرائب فى دولة التصدير وبسبب عملية التصدير ،فإذا قام البائع بدفعها فإنه يطالب بها المشترى .
– 4عندما يحتفظ المشترى بحقه فى استلم البضاعة المبيعة خلل مهلة معينة .وكذلك
بحقه فى اختيار مكان الستلم ،ثم أخفق فى إصدار تعليمات فى هاذا الشأن ،فى الوقت
المناسب فإنه يتحمل } صفحة { 31النفقات الضافية للبضاعة وجميع مخاطرهاا منذ الوقت الذى
تنتهى فيه المهلة المحددة ،بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد ،وتم تعيينها باعتبارهاا البضاعة
– 5يلتزم المشترى بجميع النفقات اللزمة للحصول على المستندات المشار إليها فى البند
7من التزامات البائع ،بما فى ذلك نفقات شهادات مصدر البضاعة إواذن التصدير والرسوم
القنصلية للتصديق على هاذه المستندات ،لن المشترى هاو الذى يطلب استصدار هاذه الشهادات
) ( For / Fot
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة ،كما هاو شأن جميع البيوع التجارية الدولية ،مطابقة لما
تم التفاق عليه فى العقد مع تقديم ما يثبت هاذه المطابقة ،بالوسيلة التى ينص عليها العقد .
– 2فى حالة ما إذا كانت البضاعة المتفق على بيعها تبلغ حمولة عربة سكة حديد ) أو
حملة عربة نقل أو حمولة لورى ( أو كان التفاق على تقديم قدر من البضاعة كاف لمعدلت
الشحن بمثل هاذه الوسائل ،فإن البائع يلتزم بشحن البضاعة المتفق عليها على عربة السكة الحديد
) أو عربة النقل أو اللورى ( وذلك على نفقته وخلل الموعد المتفق عليه ،بشرط أن تكون وسيلة
النقل هاذه من طراز مناسب وحجم معقول ومجهزة بمشمع للتغطية إن لزم المر .ويتم تجهيز وسيلة
النقل هاذه وشحنها بالبضاعة طبقا للوائح المعمول بها فى محطة تصدير } صفحة { 32البضاعة
ويتبين من ذلك أن البائع فى هاذا البيع ملزم بتسليم البضاعة على ظهر عربة السكة الحديد أو
الشاحنة التى ستنقل البضاعة ،ومن ثم فإنه يظل مسئولا عن البضاعة حتى يتم شحنها ،ولذلك
يلتزم البائع فى هاذا البيع بشحن البضاعة ،وبدفع نفقات شحنها .
– 3أما إذا كانت البضاعة المتفق عليها أقل من حمولة عربة سكة حديد )أو حمولة عربة
نقل أو حمولة لورى ( أو كان التفاق على تقديم قدر من البضاعة أقل من القدر الكافى لمعدلت
الشحن بمثل هاذه الوسائل ،فعلى البائع أن يودع هاذه البضاعة فى مخازن السكة الحديد ،سواء فى
محطة التصدير أو إذا كانت هاذه الوسائل تشملها أجرة النقل ،فى عربة تقدمها السكة الحديد فى
التاريخ أو المهلة المتفق عليها ،ما لم تقض اللوائح فى محطة التصدير بإلزام البائع بشحن
البضاعة على عربة السكة الحديد ) أو على عربة نقل لورى ( مباشرة .
ومع ذلك سيكون من المفهوم أنه إذا كانت هاناك عدة محطات فى مكان التصدير ،فللبائع
الحق فى اختيار المحطة التى تناسبه لتصدير البضاعة منها متى كانت هاذه المحطة تقبل عادة نقل
البضاعة إلى مكان الوصول الذى يحدده المشترى ،ما لم يكن المشترى قد احتفظ لنفسه بحق
– 4طبقا لما ينص عليه البند ) (5من التزامات المشترى ،فإن البائع يلتزم بدفع كافة
النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة حتى الوقت الذى توجد فيه عربة السكة الحديد ) أو عربة
النقل أو اللورى ( التى يتم شحن البضاعة عليها ،وبالنسبة لما ورد فى البند ) (3من التزامات البائع
- 5يتحمل البائع نفقة المصاريف المعتادة لحزم البضاعة أو تعبئتها ما لم يقض العرف
التجارى بتصدير هاذه البضاعة دون أن يتم حزمها أو تغليفها أو تعبئتها} .صفحة {33
– 6يتحمل البائع كافة نفقات معاينة البضاعة ) مصاريف فحصها أو قياسها أو وزنها أو
عدهاا ( متى اقتضت ذلك عملية شحن البضاعة أو إيداعها بمخازن السكة الحديد.
– 7على البائع أن يخطر المشترى بدون أى تأخير ،بأن البضاعة قد تم شحنها أو تم
– 8على البائع أن يزود المشترى بعقد النقل العادى إذا جرى العرف على ذلك ،ويتحمل
– 9على البائع أن يزود المشترى ،بناء على طلب الخير وعلى نفقته ،بشهادة المصدر
.
– 10يلتزم البائع ،بناء على طلب المشترى وعلى نفقته وتحت مسئوليته ،بتقديم كافة
المساعدات الممكنة لستصدار أية مستندات تحرر أو يجرى العمل بها فى دولة تصدير البضاعة
أو دولة المنشأ ،ذلك متى طلب المشترى هاذه المستندات ليتمكن من تصدير البضاعة أو استيرادهاا
) وكذلك المستندات اللزمة لمرور هاذه البضاعة عبر دولة أخرى متى اقتضى المر ذلك ( .
– 2يلتزم المشترى باستلم البضاعة منذ وقت دخولها فى حراسة السكة الحديد ،ويلتزم
– 3يتحمل المشترى كافة النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة ) ويشمل ذلك نفقات
استئجار مشمع إذا لزم المر ( من الوقت الذى يتم فيه تواجد عربة السكة الحديد ) أو عربة النقل
أو اللورى ( الذى } صفحة {32يتم شحن البضاعة عليه ،أو من الوقت الذى ستسلم فيه
البضاعة إلى مخازن السكة الحديد فى الحالة المنصوص عليها فى البند ) (2من التزامات البائع .
– 4يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو ضرائب تفرض على البضاعة بسبب تصديرهاا
إليه .
– 5إذا احتفظ المشترى لنفسه بالحق فى تحديد مهلة يصدر خللها تعليماته إلى البائع
لتصدير البضاعة أو الحق فى اختيار مكان الشحن ،وأخفق المشترى فى إصدار هاذه التعليمات فى
الوقت المناسب ،فإنه يتحمل النفقات الضافية التى تنتج عن ذلك ،وكذلك يتحمل مخاطر
البضاعة من وقت انقضاء المهلة المحددة ،بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم تعيينها
– 6يلتزم المشترى بدفع جميع النفقات والتكاليف اللزمة للحصول على المستندات المشار
إليها فى بندى ) (10) ، (9من التزامات البائع ،بما فى ذلك مصاريف إصدار شهادات المنشأ
عليه السفينة الناقلة أو توضع البضاعة فى الصنادل التى تنقلها إلى السفينة الناقلة إذا كانت تقف
بعيدا عن رصيف الميناء .ويعنى ذلك أن المشترى يتحمل جميع النفقات ومخاطر هالك أو تلف
البضاعة منذ هاذه اللحظة .وهاذا يعنى أنه على المشترى }صفحة { 35فى هاذا البيع ،على
خلف البيع فوب “ ” Fobأن يخلص على البضاعة جمركيا حتى يتم تصديرهاا .ويحدد فى هاذا
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة لما اتفق عليه فى عقد البيع ،مع تقديم ما يثبت
– 2يلتزم البائع بتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة على مرسى الشحن الذى يحدده
المشترى فى ميناء الشحن المسمى فى عقد البيع بالطريقة المعتادة فى هاذا الميناء وفى التاريخ أو
خلل المدة المتفق عليها ،وأن يعلن المشترى بدون تأخير ،بأن البضاعة قد تم تسليمها بجانب
السفينة الناقلة .ويعنى هاذا أن التزام البائع بالتسليم يتم بوضع البضاعة على رصيف الميناء الذى
تقف عليه السفينة الناقلة ويتحمل المشترى تبعة الهلك منذ هاذا الوقت .
– 3يلتزم البائع بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته ،كل
معونة فى الحصول على ترخيص التصدير أو أى إذن يصدر من جهة حكومية ويكون لزما لتمام
– 4يتحمل البائع ،طبقا للبندين ) (4) ، (3من التزامات المشترى ،ووفقا لما سنراه ،
جميع نفقات ومخاطر البضاعة حتى وقت تسليمها بجانب السفينة الناقلة فى ميناء الشحن المحدد
فى العقد بما فى ذلك نفقات أية إجراءات يقوم بها فى سبيل تنفيذ التزامه بتسليم البضاعة بجانب
– 5يقوم البائع على نفقته بعملية حزم أو تعبئة البضاعة ما لم يقض العرف التجارى
بشحن البضاعة صبا أو غير معبأة }.صفحة { 36
– 6يلتزم البائع بدفع نفقات عمليات فحص البضاعة ) نفقات فحص نوع البضاعة أو
قياسها أو وزنها أو عدهاا ( متى كانت هاذه العمليات لزمة لتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة .
– 7يلتزم البائع بأن يقدم – على نفقته – للمشترى وثيقة نظيفة ) أى بدون تحفظات (
تثبت تسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة المسماة فى هاذه الوثيقة .
– 8يلتزم البائع ،بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه وعلى نفقته شهادة المنشأ ) شهادة
– 9يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته كل
مساعدة للحصول على مستندات أخرى غير المشار إليها فى البند ) (8تصدر فى دولة الشحن أو
مصدر البضاعة ) ويستبعد من ذلك سند الشحن وأية وثيقة قنصلية( والتى قد يطلبها المشترى
لدخول البضاعة إلى الدولة التى يقع فيها ميناء الوصول ) أو إذا كان ذلك لزما لمرورهاا عبر دولة
أخرى ( .
– 1يلتزم المشترى بأن يخطر البائع باسم السفينة والرصيف الذى سيتم منه الشحن
– 2يتحمل المشترى جميع نفقات ومخاطر البضاعة من وقت تسليمها بجانب السفينة
الناقلة فى ميناء الشحن المتفق عليه وفى الميعاد أو خلل المهلة المتفق عليها ،كما يلتزم بدفع
– 3يتحمل المشترى أية نفقات إضافية بسبب عدم وصول السفينة المتفق عليها لنقل
البضاعة فى الميعاد المحدد أو بسبب أن هاذه } صفحة { 37السفينة لن يمكنها نقل البضاعة أو
أنهت عملية شحن البضاعة عليها قبل الميعاد المتفق عليه .كما يتحمل المشترى جميع المخاطر
المتعلقة بالبضاعة من وقت قيام البائع بوضعها تحت تصرف المشترى ،بشرط أن تكون البضاعة
مطابقة للعقد ومفرزة بوضوح ومعينة باعتبارهاا البضاعة محل البيع .
– 4إذا لم ينجح المشترى فى تسمية السفينة الناقلة للبضاعة فى الوقت المناسب ،أو إذا
احتفظ لنفسه بالحق فى مهلة يتسلم فيها البضاعة أو يعين فيها ميناء الشحن ،أو إذا أخفق المشترى
فى إعطاء تعليماته إلى البائع فى الوقت المناسب ،فإنه يتحمل أية نفقات إضافية بسبب هاذا
الخفاق ويتحمل أيضا جميع مخاطر البضاعة من وقت انتهاء المهلة المتفق عليها للتسليم ،بشرط
أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم إف ارزهاا أو تعيينها باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها .
– 5يتحمل المشترى جميع النفقات والتكاليف المتعلقة بالحصول على المستندات المشار
– 24المقصود به :
يقصد بهذا النوع ،أن البضاعة محل البيع توضع بمعرفة البائع على ظهر السفينة الناقلة
لها فى ميناء الشحن المحدد فى عقد البيع ،وتنتقل مخاطر هالك أو تلف البضاعة إلى عاتق
المشترى من اللحظة التى تعبر فيها البضاعة حاجز السفينة الناقلة .
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ،مع تقديم ما يثبت هاذا
التطابق إذا تطلب العقد ذلك }.صفحة { 38
– 2يلتزم البائع بتسليم البضاعة على ظهر السفينة التى يحددهاا المشترى فى الميناء
المحدد لشحن البضاعة وبالطريقة المتعارف عليها فى هاذا الميناء وفى التاريخ أو خلل المهلة
المحددة فى العقد ،ويخطر المشترى بدون تأخير ،بأن البضاعة قد تم تسليمها على ظهر السفينة .
– 3يحصل البائع على نفقته وتحت مسئوليته ،على أى تصريح تصدير أو أى إذن
النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة حتى وقت عبورهاا فعل لحاجز السفينة فى الميناء المحدد
لشحنها بما فى ذلك الضرائب والرسوم وأية تكاليف أخرى تتطلبها عملية تصدير البضاعة ،وكذلك
النفقات التى تتطلبها أية إجراءات يتطلبها قيام البائع بتنفيذ التزاماته حتى يتم شحن البضاعة على
– 5يلتزم البائع بالقيام على نفقته بحزم أو تعبئة أو تغليف البضاعة ،ما لم يقض عرف
– 6يلتزم البائع بدفع جميع نفقات عملية فحص البضاعة ) كفحص نوع البضاعة أو
– 7يلتزم البائع على نفقته بأن يزود المشترى بوثيقة نظيفة ) أى بدون تحفظات( لثبات
– 8يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير وعلى نفقته بشهادة مصدر
البضاعة }.صفحة { 39
– 9يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته وعلى نفقته ،كل
مساعدة فى الحصول على سند شحن أو أى مستند آخر بخلف المشار إليه فى البند السابق ،
يصدر فى دولة المصدر ،والتى قد يطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول ) وكذلك
– 1يلتزم المشترى بأن يقوم على نفقته باستئجار سفينة أو حجز الفراغ اللزم على ظهر
إحدى السفن ،مع إخطار البائع فى الوقت المناسب باسم السفينة الناقلة والمرسى الذى يتم الشحن
فيها البضاعة فعل حاجز السفينة التى يتم الشحن عليها فى الميناء المحدد للشحن ،ويلتزم بدفع
– 3يتحمل المشترى أية نفقات إضافية نتيجة عدم وصول السفينة التى حددهاا للبائع إلى
ميناء الشحن فى الميعاد المتفق عليه أو حتى نهاية المهلة المحددة لذلك ،أو إذا لم تتمكن السفينة
من استلم البضاعة أو إذا أنهت السفينة عملية شحن البضائع قبل استلم البضاعة محل البيع فى
موعد سابق على الميعاد المتفق عليه أو قبل نهاية المهلة المحددة للشحن ،ويتحمل كذلك جميع
مخاطر البضاعة منذ تاريخ انتهاء المهلة المحددة بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم فرزهاا
– 4إذا أخفق المشترى فى تعيين اسم السفينة الناقلة فى الميعاد المتفق عليه أو إذا كان
قد احتفظ لنفسه فى العقد بحق تعيين مهلة محددة لستلم البضاعة أو احتفظ لنفسه بالحق فى
اختيار ميناء معين يتم منه الشحن ،ثم أخفق فى تعيين هاذه الفترة أو اختيار هاذا الميناء ،أو
} صفحة { 40أخفق فى إعطاء البائع التعليمات اللزمة فى الوقت المناسب ،فإنه يتحمل جميع
النفقات الضافية التى تترتب على ذلك فضل عن تحمله لجميع المخاطر منذ لحظة انتهاء الفترة
المتفق عليها لتسليم البضاعة ،بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد وتم فرزهاا بحيث أصبحت
معينة باعتبارهاا البضاعة المتعاقد عليها.
– 5يلتزم المشترى بأداء أية مصاريف أو تكاليف للحصول على سند الشحن المشار إليه فى البند
– 6يلتزم المشترى بجميع نفقات رسوم استخراج المستندات المشار إليها فى البندين ) (9) ،(8من
التزامات البائع بما فى ذلك نفقات استخراج شهادة المصدر والشهادات القنصلية.
يعنى هاذا النوع من البيوع أن يلتزم البائع بدفع نفقات البضاعة وأجرة النقل التى تلزم
لحضار البضاعة إلى المشترى فى ميناء الوصول المحدد فى هاذا البيع ،على أن تنتهى مسئولية
البائع عن مخاطر الهلك والتلف وكذلك عن زيادة أية نفقات تتعلق بالبضاعة منذ أن تعبر
البضاعة حاجز السفينة فى ميناء الشحن ويتحمل المشترى هاذه المخاطر والنفقات .أى يتفق هاذا
النوع مع البيع فوب “ ”.F.O.Bفى انتهاء التزام البائع بالتسليم بعبور البضاعة المبيعة حاجز
السفينة الناقلة ،بينما يختلفان من حيث أن البيع فوب يتحدد فيه ميناء الشحن ويتعاقد المشترى على
نقل البضاعة ويختار السفينة الناقلة ،بينما فى البيع “ ” C & Fيدخل ضمن التزامات البائع
ويراعى فى تقدير ثمن البضاعة محل البيع ،التعاقد على نقل هاذه البضاعة وبالتالى } صفحة
{41اختيار السفينة الناقلة ،لذلك يقال عادة ،أن الدولة التى تريد تشجيع أسطولها التجارى عليها
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة للعقد ،مع تقديم ما يثبت هاذه المطابقة متى
– 2يلتزم البائع بأن يتعاقد على نفقته ووفق ا للشروط المعتادة على نقل البضاعة محل البيع
إلى ميناء الوصول المتفق عليه وفقا للطريق المعتاد على سفينة تقوم بالملحة الخارجية ) وليست
سفينة شراعية ( وذلك من الطراز الذى يستخدم عادة فى نقل بضاعة مماثلة للبضاعة المتفق عليها
فى العقد وأن يدفع أجرة النقل وأية نفقات أخرى يقتضيها تفريغ البضاعة فى ميناء التفريغ والتى تقوم
بتحصيلها عادة الخطوط الملحية المنتظمة وقت الشحن فى ميناء الشحن .
– 3يقوم البائع تحت مسئوليته وعلى نفقته ،بالحصول على ترخيص التصدير ،أو أى
أو خلل المهلة المحددة ،فإذا لم يحدد تاريخ أو مهلة لذلك ،يتم الشحن خلل المدة المعقولة ،على
أن يخطر المشترى بدون تأخير ،بأن البضاعة تم شحنها على ظهر السفينة الناقلة .
– 5يلتزم البائع طبقا للبند ) (4من التزامات المشترى ،بتحمل جميع مخاطر البضاعة
حتى لحظة تجاوزهاا فعل لحاجز السفينة فى ميناء الشحن }.صفحة {42
) خال من – 6يقوم البائع على نفقته وبدون تأخير بتزويد المشترى بسند شحن نظيف
التحفظات ( وقابل للتداول وذلك لميناء الوصول المتفق عليه ،كذلك فاتورة البضاعة المشحونة .
ويجب أن يغطى سند الشحن البضاعة محل التعاقد وأن يؤرخ بتاريخ يدخل ضمن المدة المتفق على
إجراء الشحن فيها ،وأن يقدمه للمشترى بتظهيره إليه أو بأية وسيلة أخرى لتسليم البضاعة بمقتضاه
أو ليتسلمها ممثله المتفق عليه بين الطرفين .ويجب أن يكون سند الشحن المذكور مجموعة كاملة
من سندات الشحن سواء كسند يذكر فيه أن البضاعة " على ظهر السفينة " أو أنها " مشحونة " أو
أنها ) سلمت ( لجل الشحن وفى هاذه الحالة الخيرة يجب على الشركة الناقلة أن تذكر على ظهر
السند أن البضاعة وضعت على السفينة ،ويتعين أن يكون هاذا البيان مؤرخ ا وأن يدخل هاذا التاريخ
ضمن المدة المحددة لشحن البضاعة ،إواذا تضمن سند الشحن إحالة إلى مشارطة اليجار المتعلقة
– 29ملحوظة :
سند الشحن النظيف هاو السند الذى ل يتضمن أية شروط تحفظية بشأن الحالة المعيبة
ول تؤدى التحفظات التالية إلى أن يصبح سند الشحن النظيف سند شحن غير نظيف :
) أ ( الشروط التى ل تقرر صراحة أن حزم البضاعة أو تغليفها فى حالة غير مرضية ،
)ب( الشروط التى تقرر عدم مسئولية الناقل عن المخاطر التى تنجم عن طبيعة البضاعة
– 7يتحمل البائع على نفقته ،النفقات المعتادة لحزم البضاعة أو تغليفها أو تعبئتها ،ما
– 8يتحمل البائع جميع نفقات عمليات معاينة البضاعة ) كفحص نوع البضاعة أو
قياسها أو وزنها أو عدهاا ( والتى تكون لزمة لعملية شحن البضاعة .
– 9يتحمل البائع جميع الرسوم والضرائب المستحقة على البضاعة حتى تمام شحنها بما
فى ذلك أى ضرائب أو رسوم تحصل عليها بسبب التصدير وكذلك النفقات التى تتطلبها أية
إجراءات يقتضيها تنفيذ التزام البائع بشحن البضاعة على ظهر السفينة الناقلة .
– 10يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير ) البند ) (5من التزامات
– 11يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلب الخير وتحت مسئوليته وعلى نفقته ،
كل مساعدة فى الحصول على أية مستندات بخلف ما ذكر فى البند السابق ،تحرر فى دولة
الشحن أو فى دولة المصدر ،والتى قد يتطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول
) وكذلك إذا لزم المر لعبورهاا خلل دولة أخرى ( .
– 1يقبل المشترى المستندات التى يقدمها البائع إليه إذا كانت مطابقة لما تم التفاق عليه
فى عقد البيع ،وعليه أن يدفع الثمن المتفق عليه فى العقد .
– 2يلتزم المشترى باستلم البضاعة فى ميناء الوصول المتفق عليه وبأن يتحمل – مع
استثناء أجرة النقل – جميع النفقات والعباء } صفحة { 44المتعلقة بالبضاعة أثناء نقلها خلل
الرحلة البحرية حتى وصولها إلى ميناء الوصول ،وكذلك نفقات تفريغ البضاعة بما فى ذلك
مصاريف استعمال الصنادل ورسوم استعمال رصيف الرسو فى ميناء الوصول ) وتسمى فى العمل
رسوم التراكى ( ما لم تكن هاذه المصاريف والرسوم داخلة ضمن أجرة النقل أو حصلتها شركة
– 31ملحوظة :
إذا كان البيع على أساس “ ” C & F Landedفإن البائع يلتزم بمصاريف الصنادل
– 3يتحمل المشترى جميع مخاطر البضاعة منذ وقت عبورهاا فعل لحاجز السفينة الناقلة
– 4فى الحالة التى يحتفظ المشترى فيها بحقه فى تحديد مهلة يتم خللها شحن البضاعة
أو بحقه فى اختيار ميناء الوصول ،وأخفق المشترى فى إصدار تعليماته فى هاذا الشأن إلى البائع
فى الوقت المناسب ،فإن المشترى يتحمل جميع النفقات الضافية التى تترتب على البضاعة
وكذلك يتحمل المخاطر المتعلقة بالبضاعة منذ وقت انتهاء المهلة المحددة ،بشرط أن تكون
البضاعة دائما مطابقة للعقد وتم تجنيبها باعتبارهاا البضاعة محل التعاقد .
– 5يلتزم المشترى بدفع جميع نفقات وتكاليف الحصول على شهادة المصدر والوثائق
القنصلية .
– 6يلتزم المشترى بجميع نفقات الحصول على المستندات المشار إليها فى البند )(11
– 7يلتزم المشترى بتحمل جميع الرسوم الجمركية وأية رسوم أو ضرائب أخرى تدفع فى
وقت أو بسبب عملية استيراد البضاعة } .صفحة { 45
– 8يلتزم المشترى بأن يقوم على نفقته وتحت مسئوليته بالحصول على إذن استيراد
البضاعة أو ما يشابهه والذى قد يكون مطلوب ا لستيراد البضاعة فى دولة الوصول .
– 32المقصود به :
يعتبر هاذا العقد الذى يشمل التزام البائع فيه دفع نفقات البضاعة ومصاريف التأمين عليها
وأجرة نقلها هاو ذات العقد السابق مع إضافة مصاريف التأمين على عاتق البائع ليقدم إلى المشترى
وثيقة تأمين ضد أخطار هالك أو تلف البضاعة أثناء نقلها ،فيتعاقد البائع مع المؤمن ويدفع قسط
التأمين ،إذ يشمل الثمن المحدد لهذا البيع هاذه النفقات ،ول يلتزم البائع إل بإجراء تأمين وفقا للحد
الدنى لشروط التأمين على البضاعة وهاو التأمين على أساس شروط ) العفاء من الخسارة
الخصوصية “ . (”.F.P.A
إحالة :تقع على البائع فى هاذا البيع جميع اللتزامات السابقة فىالبيع “ ” C & Fوالذى
ويلتزم فضل عما تقدم بأن يزود المشترى على نفقته ) أى نفقة البائع ( بوثيقة تأمين بحرى
ضد أخطار نقل البضاعة المتعاقد عليها ويتم التعاقد فى هاذا التأمين مع مؤمنين أو شركات تأمين
ذات سمعة طيبة ،ووفقا لشروط التأمين “ ” FPAأى مع عدم تحمل المؤمن الخسارة الخاصة ،
على أن يغطى هاذا التأمين الثمن المذكور فى عقد البيع “ ” CIFمع إضافة نسبة مئوية قدرهاا
% 10من هاذا }صفحة { 46الثمن .وتحدد قيمة التأمين بالعملة المحددة فى عقد البيع كلما
أمكن ذلك .ول تتضمن أخطار النقل المغطاة فى التأمين ،الخطار الخاصة المغطاة فى أنواع
معينة من التجارة أو الخطار التى يرغب المشترى فى حماية خاصة لها ما لم يتفق على غير ذلك
.ومن بين الخطار الخاصة التى يتفق بين البائع والمشترى على اعتبارهاا من الخطار المغطاة
فى التجارة ،السرقة والنهب والكسر والتهشم والرشح والحتكاك ببضاعة أخرى وغير ذلك من
وبالعملة المتفق على سداد ثمن البضاعة بها كلما أمكن ذلك .
وبالضافة إلى التزام البائع بتزويد المشترى بسند شحن نظيف طبقا لللتزام الوارد فى البند
) (6فى البيع ، C & Fيلتزم البائع أيضا بأن يزود المشترى فى البيع “ ” C I Fبوثيقة تأمين
،أو بشهادة تأمين ) إذا لم تكن الوثيقة معدة وقت تقديم مستندات البيع من البائع إلى المشترى (
تصدر من المؤمن وتتضمن منح حاملها ذات الحقوق التى تمنحها وثيقة التأمين وكما لو كان حاملا
لهذه الوثيقة .
تعتبر التزامات المشترى فى هاذا البيع هاى ذات التزاماته فى البيع السابق عرضه ولكن
يلحظ أن المشترى يتحمل جميع النفقات والعباء المالية المتعلقة بالبضاعة أثناء نقلها خلل
الرحلة البحرية ،فيما عدا أجرة النقل ومصاريف التأمين البحرى .إواذا تم التأمين ضد أخطار
الحرب ،فإن المشترى يتحمل مصاريف هاذا التأمين }.صفحة {47
– 35المقصود به :
يقصد بهذا النوع من البيوع ،أن البائع يلتزم بتسليم البضاعة إلى المشترى على ظهر
السفينة فى ميناء الوصول المحدد فى عقد البيع .وعلى ذلك يلتزم البائع بجميع نفقات البضاعة
ومخاطرهاا حتى يتم تسليمها فى ميناء الوصول .ولذلك فإن هاذا البيع يسمى عادة بيع ميناء
الوصول .
وقد يتسع نطاق التزام البائع فى بيوع ميناء الوصول إذا كان البيع تسليم رصيف ميناء
الوصول ،وهاذا يعنى أن يظل التزام البائع قائما حتى يتم تسليم البضاعة ل على ظهر السفينة التى
مكثت فى ميناء الوصول بل على رصيف ميناء الوصول أى بعد أن يتم تفريغ البضاعة ،ويسمى
البيع هانا Ex Quayأى تسليم رصيف الميناء ،وقد يكون هاذا البيع ذاته بيع تسليم الميناء مع دفع
الرسوم الجمركية . Ex Quay, duty paidوقد يكون بيع تسليم رصيف الميناء مع التزام
يقع اللتزام بالتخليص على البضاعة جمركي ا على البائع بينما يقع هاذا اللتزام على المشترى فى
الصورة الثانية.
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ،وبتسليم المشترى
المستندات الدالة على ذلك إذا كان العقد ينص عليها .
– 2يلتزم البائع بأن يضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت المحدد فى العقد
على ظهر السفينة فى ميناء التفريغ المسمى فى } صفحة {48عقد البيع ،حتى يمكن تفريغها
أما إذا كان البيع تسليم الرصيف ،فيلتزم البائع بوضع البضاعة تحت تصرف المشترى
على رصيف ميناء الوصول المتفق عليه والمحدد فى عقد البيع .
– 3يلتزم البائع بأن يتحمل جميع مخاطر البضاعة ونفقاتها فى اللحظة التى توضع فيها
فعل تحت تصرف المشترى طبقا للبند ) (2المتقدم ،بشرط أن تكون هاذه البضاعة مطابقة للعقد
– 4يلتزم البائع بمصاريف حزم البضاعة أو تعبئتها أو تغليفها ،ما لم يقض العرف
وفى البيع تسليم الرصيف ،فإن البائع يتحمل هاذه المصاريف بما يتفق مع طبيعة البضاعة
– 5يلتزم البائع بمصاريف معاينة البضاعة حتى يتم تسليمها للمشترى طبقا للبند )(2
السابق .
– 6يلتزم البائع على نفقته بأن يخطر المشترى بدون تأخير ،بالتاريخ المتوقع لوصول
السفينة الناقلة المسماة فى العقد وأن يزوده فى الوقت المناسب بسند الشحن أو أمر التسليم أو أى
مستند آخر يكون ضروريا لتمكين المشترى من استلم البضاعة .وفى البيع تسليم الرصيف يلتزم
البائع بتسليم المشترى المستندات المطلوبة لرفع البضاعة من رصيف ميناء الوصول .
– 7يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلب الخير وعلى نفقته بشهادة المصدر
والفاتورة القنصلية } .صفحة { 49
– 8يلتزم البائع بأن يقدم للمشترى بناء على طلب الخير وتحت مسئوليته وعلى نفقته كل
مساعده لزمة للحصول على أية مستندات بخلف المذكورة فيما تقدم ،وتصدر فى دولة الشحن أو
فى دولة المصدر ،والتى يتطلبها المشترى لستيراد البضاعة فى دولة الوصول ) أو إذا لزم المر
– 1يلتزم المشترى باستلم البضاعة بمجرد أن توضع تحت تصرفه طبقا للبند ) (2من
التزامات البائع ،كما يلتزم بدفع الثمن المنصوص عليه فى العقد .
– 2يتحمل المشترى جميع مخاطر البضاعة ونفقاتها منذ اللحظة التى توضع فيها
البضاعة تحت تصرفه طبقا للبند ) (2من التزامات البائع ،بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد
– 3يتحمل المشترى جميع مصاريف وأعباء البضاعة والتى يتحملها البائع فى سبيل
الحصول على المستندات المشار إليها فى البندين ) (8) ، (7من التزامات البائع .
– 4يلتزم المشترى تحت مسئوليته وعلى نفقته بأن يقدم جميع التراخيص أو المستندات
المماثلة التى قد تكون مطلوبة بقصد تفريغ البضاعة فى ميناء الوصول أو بقصد استيرادهاا .
– 5يلتزم المشترى بأن يتحمل جميع النفقات والعباء والرسوم الجمركية ونفقات التخليص
وجميع اللتزامات والضرائب الخرى التى تدفع بقصد تفريغ واستيراد البضاعة.
ونلحظ أن هاذا اللتزام ل محل له فى البيع تسليم الرصيف مع تحمل البائع الرسوم
الجمركية } .صفحة { 50
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1) (1انظر دليل المصطلحات التجارية الدولية الصادر عن شركة النصر للتصدير
) (2) (2وتعرف في العمل بالحروف ICCوهاى الحروف الولى لعبارة :
) (3) (3كالحبوب والدقيق والخضروات والموالح والكروم والنبيذ وغيرهاا من البضائع .
الباب الثانى
يعتبر البيع الدولى فى أساسه بيعا للبضائع وبالتالى ،فإنه يثير كافة المشاكل التجارية
والقانونية المتعلقة ببيع البضائع ،إل أنه يستمد صفته الدولية من وجود البائع والمشترى فى دولتين
مختلفتين .
ويهتم البائع عادة فى البيوع الدولية ،بتوفير ضمان له للحصول على ثمن البضاعة المبيعة
بينما يعنى المشترى بأل يدفع الثمن قبل أن يتحقق من إرسال البضاعة إليه ،وتلعب البنوك دو ار
فى توفير ضمانات البيع الدولى ،ذلك أن عقد البيع الدولى للبضائع ل يتضمن فقط النص على
اللتزام بالتسليم واللتزام بدفع الثمن إوانما يتضمن كذلك مسائل أخرى مثل نقل البضاعة من دولة
. )(2
البائع إلى دولة المشترى والتأمين على البضاعة وكذلك طريقة سداد الثمن
وتتميز العقود الدولية لبيع البضائع إذن ،بخصائص ل تتوافر فى البيوع الداخلية ،فالبيع
الدولى للبضائع تتصل به اتصال لزما بعض العقود الدولية الخرى ،من ذلك عقد نقل البضائع
بح ار أو جوا عند تصديرهاا ،وعقد التأمين على البضائع ،كما أن دفع }صفحة { 51الثمن يتم من
خلل عقد فتح العتماد المستندى الذى يبرمه المشترى مع البنك المراسل ،وبالتالى فإن البيع
الدولى للبضائع يكون وحدة من العقود الدولية ترتبط معا ككل ،يشكل عملية التبادل التجارى الدولى
) . (3وقد اهاتمت بعض الهيئات الدولية بوضع قواعد موحدة للبيع التجارى الدولى سواء فى شكل
بدأ التفكير أول فى توحيد القاعدة التى تقرر أى القوانين الوطنية يكون واجب التطبيق على
عقود البيع الدولى عندما يثور النزاع بين أطراف هاذه العقود ،وأسفرت الجهود التى بذلت فى هاذا
الصدد عن إبرام اتفاقية لهااى فى 15يونيو سنة 1955بشأن تحديد القانون الواجب التطبيق على
)أ( يطبق على عقد البيع الدولى القانون الوطنى الذى يعينه الطرفان .
)ب( إن لم يتم هاذا التعيين ،فيطبق القانون الوطنى للدولة التى يكون فيها للبائع محل
إقامة معتاد } .صفحة { 52
– 1إذا تلقى البائع المر بالشراء بواسطة فرع له فى إحدى الدول ،فإن القانون الواجب
التطبيق يكون قانون الدولة التى يوجد فيها هاذا الفرع .
– 2إذا تلقى البائع أو وكيله المر بالشراء فى الدولة التى يوجد فيها المشترى ،فإن قانون
الدولة التى يتخذ فيها المشترى محل إقامته العادية ،يكون الواجب التطبيق .
على أن توحيد قاعدة تحديد القانون الواجب التطبيق على البيوع الدولية لم تؤد إلى توحيد
ولمس المجتمع الدولى ضرورة توحيد هاذه القواعد ،لذلك اهاتم معهد روما لتوحيد القانون
الخاص بهذا المر ووضع الفقيه اللمانى أرنست رابل مشروعين لقانونين موحدين للبيوع الدولية ،
وبعد ثلثين عاما من العداد لهذين القانونين ،أقرهاما مؤتمر عقد فى لهااى فى 25أبريل سنة
. 1964ويعتبر القانون الول قانونا موحدا للبيوع ويطلق على الثانى القانون الموحد لتكوين عقد
. )(5
البيع الدولى للبضائع
ويهدف القانون الموحد للبيوع الدولية إلى توحيد القواعد الموضوعية لهذه البيوع .وبالضافة
إلى قواعده العامة ،فإن هاذا القانون ينقسم إلى أقسام أربعة ،التزامات المشترى ،والتزامات البائع ،
ونصوص مشتركة تعالج التزامات كل من البائع والمشترى ،وانتقال المخاطر .أما القانون الثانى
الخاص بتكوين العقد ،فيعتبر مكملا للول ،وبالرغم من وصفه بأنه يتعلق بتكوين عقد البيع ،فإنه
ل يتناول كل أركان العقد إوانما يعالج فقط ركن الرضا ،بل انه } صفحة { 53ل يعالج هاذا الركن
كاملا إوانما يتكلم عن اليجاب والقبول ولم يتعرض لعيوب الرضا ،ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى
صعوبة التوحيد فى المسائل الخرى المتعلقة بتكوين العقد مثل أهالية المتعاقدين وعدم مشروعية
المحل ،والسبب والغلط والكراه والتدليس فكلها أمور تتفاوت من دولة إلى أخرى تبعا لتفاوت
وقد انضمت إلى هااتين التفاقيتين كل من المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا الغربية إوايطاليا
وهاولندا وجامبيا وسان مارينو ،وأصبحت التفاقية سارية فى بعض هاذه الدول منذ 18أغسطس
رأينا آنفا الدول التى صدقت على اتفاقيتى لهااى للبيع الدولى ) (1964ومن الغريب أنه لم
تكن من بين هاذه الدول فرنسا والوليات المتحدة المريكية برغم أنهما من الدول الموقعة على
التفاقيتين كما عزفت معظم الدول النامية عن التوقيع عليهما تأسيسا على أنهما لصالح بائعى
السلع التى تنتجها الدول الصناعية المتقدمة ،فضل عن أن الدول النامية لم تكن ممثلة فى لجنة
صياغة هااتين التفاقيتين ،لذلك فإن انتشار هااتين التفاقيتين كقانون تجارى موحد للتجارة الدولية
على أن المجهودات الدولية لتحقيق وجود هاذا القانون الموحد لم تتوقف ،بعد فشل اتفاقيتى
لهااى للبيع الدولى } .صفحة { 54
وتصدت لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية UNCITRALللقيام بهذه المهمة
فشكلت مجموعة عمل لوضع قانون موحد للبيوع الدولية ،على أن هاذه المجموعة لم تبدأ من فراغ
إوانما اتخذت من اتفاقيتى لهااى سنة 1964أساسا لعملها فى محاولة لوضع قانون موحد يكون
وقد انتهت مجموعة العمل من إعداد المشروع الول للتفاقية فى يناير 1976والذى
صدقت عليه اللجنة فى اجتماعها الذى عقد فى فيينا فى مايو ويوليو ، 1977كما أن مشروع
التفاقية الخاص بتكوين عقد البيع والذى اقترحته مجموعة العمل قد تم التداول فيه فى اجتماع
. )(8
وصدرت التفاقية باللغات الرسمية الست للمم المتحدة
وبتاريخ 6ديسمبر 1982انضمت مصر إلى هاذه التفاقية ولم تكن قد وقعت عليها حتى
وقد نصت المادة 99من اتفاقية فيينا سنة 1980على أن تدخل التفاقية فى مرحلة النفاذ
فى اليوم الول للشهر التالى لنتهاء اثنى عشر شه ار بعد تاريخ إيداع وثيقة التصديق من الدولة
العاشرة } .صفحة { 55
وبدأ نفاذ التفاقية طبقا للنص السابق فى أول يناير 1988فيما يتعلق بإحدى عشرة دولة
. )(9
من بينها مصر
وقد نصت المادة 99من اتفاقية فيينا سنة 1980أيضا على أن الدولة التى تصدق أو
توافق أو تنضم إليها وكانت طرفا فى أى أو كل من اتفاقيتى لهااى سنة ) 1964الولى بشأن
تكوين عقد البيع الدولى للبضائع ،والثانية تتعلق بالبيع الدولى ذاته من الناحية الموضوعية ( تعتبر
ونلحظ أن اتفاقية فيينا تتضمن أربعة أقسام على النحو التالى -:
القسم الول :فى نطاق تطبيق التفاقية والحكام العامة لها .
أى أن هاذه التفاقية قد جمعت فى نصوصها بين الحكام التى تضمنتها اتفاقيتا لهااى سنة
وقد نصت المادة 92من اتفاقية فيينا على حق أية دولة متعاقدة عند التوقيع أو التصديق
أو الموافقة أو النضمام للتفاقية أن تلتزم فقط بأحد القسمين الثانى أو الثالث من هاذه التفاقية ،
والمقصود من هاذا الحكم توفير الحرية اللزمة للدول للنضمام إلى أحد الموضوعين } صفحة
{ 56اللذين يعالجهما كل من القسم الثانى والثالث من التفاقية كما لو كان كل منهما اتفاقية
مستقلة تعالج موضوعا مستقل ،كما هاو الشأن بالنسبة لتفاقيتى لهااى سنة . 1964
ونلحظ أن السمة الرئيسية التى تتسم بها اتفاقية فيينا هاى مرونة أحكامها وحمايتها لمصالح
المشترى .
سنتبع فى دراستنا لهذه التفاقية الخطة التى اتبعتها فى عرض أحكامها فنقسم الدراسة إلى
هوامش
) (1) (1جورجيت صبحى فى مؤلفها مبدأ الستقلل فى العتماد المستندى ،دار النهضة
)D.M. Day: The Law of International Trade, Butterworths, London 1981, (2) (2
Clive M. Schmitthoff : The Export Trade, 6 th ed., Stevens, )London (3) (3
1975, pp.6-7
) (4) (4اقر هاذه التفاقية مؤتمر لهااى للقانون الدولى الخاص فى جلسته السابعة التى
انعقدت سنة ، 1951ويجب عدم الخلط بين هاذا المؤتمر ومؤتمر لهااى الذى عقد سنة
1964والذى أقر القوانين الموحدة للبيع الدولى التى وضعها معهد روما لتوحيد القانون
) (5) (5شميتوف فى قانون تجارة التصدير ،المرجع السابق ،ص ، 109ص – 118
.127
) (6) (6محسن شفيق :اتفاقيات لهااى لعام 1964بشأن البيع الدولى للمنقولت المادية
) (7) (7هاذه الدول هاى ،النمسا وشيلى والصين وتشيكوسلوفاكيا والدانمراك وألمانيا التحادية
وألمانيا الديمقراطية وفنلندا وغانا إوايطاليا ويوغوسلفيا وليسوتو وهاولندا والنرويج وبولندا
) (9) (9هاذه الدول هاى الرجنتين إوايطاليا وسوريا وزامبيا والصين وفرنسا وليسوتو ومصر
الفصل الول
– 42تقسيم :
خصصت اتفاقية فيينا الفصل الول من القسم الول منها لتحديد نطاق تطبيق هاذه التفاقية ،
ويحتوى هاذا الفصل على ست مواد ،تحدد أول المقصود بدولية البيع ،ثم تعرض للبيوع المستبعدة
الفرع الول
معيار الدولية
تقضى المادة الولى من التفاقية بأن تطبق أحكامها على بيع البضائع الذى يتم بين
أطراف توجد مراكز أعمالهم Places of businessفى دول مختلفة وذلك - :
)ب( متى أشارت قواعد القانون الدولى الخاص إلى تطبيق قانون دولة متعاقدة .
ويبين من ذلك أن اتفاقية فيينا ل تكتفى لعتبار البيع دوليا ،أن تقع مراكز أعمال أطراف
البيع فى دول مختلفة ،كما كانت تقضى } صفحة { 59أحكام القانون الموحد الملحق باتفاقية
الول :أن تكون مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة متعاقدة different
، contracting statesول يكفى أن تكون إحدى أو بعض هاذه الدول من الدول المتعاقدة بل
الثانى :متى أشارت قواعد القانون الدولى الخاص فى الدولة التى يعرض عليها النزاع إلى
تطبيق قانون دولة معينة ،فإن هاذه الدولة يجب أن تكون من الدول المتعاقدة ،ويعنى ذلك أن
التفاقية ل تكون واجبة التطبيق إل إذا تبين للقاضى فى الدولة المعروض عليها النزاع أن قانون
دولة متعاقدة هاو القانون الواجب التطبيق على النزاع ،عندئذ فإنه يطبق قواعد اتفاقية فيينا على
)
النزاع ،وذلك سواء أكانت دولة القاضى المعروض عليه النزاع دولة متعاقدة أم دولة غير متعاقدة
. (1
وقد قضت المادة 95من التفاقية بوضع تحفظ يجوز بمقتضاه للدولة عند التصديق أو
أما اتفاقية لهااى فلم تشترط عند وجود مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة أن تكون
هاذه الدول متعاقدة ،وان كانت المادة الثالثة من اتفاقية لهااى وضعت تحفظا بمقتضاه يجوز لكل
دولة عند التصديق على التفاقية أو النضمام إليها أن تقرر أنها سوف ل تطبق} صفحة { 60
أحكام القانون الموحد إل إذا كانت مراكز أعمال أطراف البيع موجودة فى دول متعاقدة مختلفة ). (3
تشترط أحكام القانون الموحد فى اتفاقية لهااى لتطبيق أحكامه أن تكون هاناك علقة عبر
الحدود سواء فى تكوين عقد البيع أو فى تنفيذه ،ذلك أن هاذه التفاقية أخذت بمعيارين فى تحديد
دولية البيع ،الول شخصى وهاو وجود مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة ل يشترط أن
تكون متعاقدة بشرط أن يتوافر أيضا معيار موضوعى من المعايير الثلثة التى وضعتها وهاى تبادل
اليجاب والقبول عبر دولتين ،أو انتقال الشئ المبيع من دولة إلى أخرى أو تسليم المبيع فى دولة
. )(4
غير التى أبرم فيها البيع
أما اتفاقية فيينا فإنها لم تحتفظ بهذه المعايير برغم أن الخذ بها يؤكد الطبيعة الدولية للبيع
،واكتفت اتفاقية فيينا بأن تكون مراكز أعمال أطراف عقد البيع فى دول مختلفة ،ولو تم تكوين
العقد وتنفيذه فى دولة واحدة بل ولو كانت هاذه الدولة التى تم فيها تكوين العقد وتنفيذه دولة غير
متعاقدة .
وتنص الفقرة ) (2من المادة الولى من اتفاقية فيينا بأنه ل يعتد بتحقق واقعة وجود مراكز
أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة كلما كانت هاذه الواقعة غير ظاهارة من العقد أو من المعاملت
السابقة بين أطراف البيع أو من المعلومات التى صرح بها أطراف البيع فى أى وقت قبل أو عند
إبرام عقد البيع .ويقصد بهذه الفقرة أنه لكى يمكن } صفحة { 61تطبيق التفاقية فإن واقعة وجود
مراكز أعمال طرفى العقد فى دول مختلفة ،يجب أن تكون ظاهارة عند إبرام العقد وليس بعد ذلك
سواء من نصوص العقد أو من المعاملت السابقة بين طرفيه أو من أية معلومات أدلى بها طرفا
)(5
البيع .
تقضى الفقرة الثالثة من المادة الولى من اتفاقية فيينا بأنه ل يعتد بجنسية أطراف عقد البيع
المادة الولى من القانون الموحد الملحق باتفاقية لهااى .ويعنى ذلك أنه ل يمنع من اعتبار البيع
دوليا أن يقع بين شخصين من جنسية واحدة مادام أن معيار الدولية التى حددته اتفاقية فيينا يتوافر
ويذهاب رأى إلى أن استبعاد ضابط اختلف جنسية المتعاقدين كمعيار لتحديد دولية البيع
يرجع إلى تباين القوانين الوطنية فى مجال الجنسية تباينا يخشى معه اضطراب الحدود التى تفصل
تقضى الفقرة الثالثة من المادة الولى من اتفاقية فيينا ،أيضا بعدم العتداد بصفة أطراف
عقد البيع أى بما إذا كانوا تجا ار أو غير تجار ،وكذلك بعدم العتداد بالطبيعة المدنية أو الطبيعة
وهاذا الحكم هاو ذات الحكم الذى أخذ به قانون لهااى الموحد فى المادة 7منه دون أن يورد
ونرى أن هاذا النص من أهام مزايا كل من القانون الموحد واتفاقية فيينا ،وذلك أنه ما من
نظرية أثارت من الناحية العملية تعقيدات كبيرة مثل نظرية العمال التجارية ،فضلا عن أنها من
النظريات التى ل تأخذ بها كل النظم القانونية ،فثمة نظم ل تعرف التفرقة بين القانون المدنى
والقانون التجارى وتخضع جميع المعاملت لنظام قانونى واحد مثل إنجلت ار وسويس ار إوايطاليا .
ومن ناحية أخرى فإن القوانين التى تأخذ بهذه التفرقة ،ل تتفق مع حيث الساس القانونى
الذى يقوم عليه القانون التجارى ،فبعضها يأخذ بمعيار شخصى ويقضى بتطبيق القانون التجارى
على النشاط الذى يقوم به مشروع تجارى ،والبعض الخر يأخذ بمعيار موضوعى ،فالقانون
التجارى يحكم العمال التجارية بغض النظر عن وقوعها من مشروع تجارى أو من غير تاجر .
كما أن معيار التفرقة بين العمال المدنية والعمال التجارية من المور الخلفية فى الفقه
التجارى نظ ار لن التشريعات التجارية ل تحدد هاذا المعيار عادة ) . (7ولهذا فإن التفاقيات الدولية
تقضى صراحة بعدم العتداد بتجارية أطراف البيع أو موضوعه حتى ل تقحم هاذه الخلفات فى
تنص الفقرة أ من المادة 10من اتفاقية فيينا على أنه " :إذا كان لحد أطراف عقد البيع
الدولى أكثر من مركز أعمال ،فإنه يعتد } صفحة { 63بمركز العمال الذى يكون أقرب صلة
بالعقد وتنفيذه على أن يؤخذ فى العتبار الظروف المعروفة أو التى يواجهها أطراف البيع فى أى
ويعنى هاذا الحكم أنه متى كان لطرف من أطراف البيع أكثر من مركز أعمال ،كما لو كان
هاذا الطرف من الشركات المتعددة القوميات ولها أكثر من مركز أعمال فى أكثر من دولة ،فإنه
يعتد بمركز العمال الوثق صلة بالعقد أو بمكان تنفيذه مع أخذ ظروف التعاقد فى العتبار .
لما كانت المادة 1/3من اتفاقية فيينا قد نصت على أنه ل يشترط لعمال أحكامها أن
يكون أطراف البيع من المشروعات التجارية وأنه ل يشترط أن يكون البيع ذاته تجاريا ،فإنه قد ل
يكون لحد أطراف عقد البيع الدولى مركز أعمال ،لذلك نصت الفقرة )ب( من المادة 10على أنه
إذا لم يكن لحد أطراف عقد البيع الدولى مركز أعمال فإنه يعتد بمحل القامة المعتاد .وهاذا الحكم
هاو ذات الحكم الذى أخذ به القانون الموحد لتفاقية لهااى فى الفقرة الثانية من المادة الولى منها .
ونلحظ أن اتفاقية فيينا شأنها فى ذلك شأن اتفاقية لهااى قد تفادت استعمال اصطلح
الموطن وذلك لختلف المقصود بهذا الصطلح فى مختلف النظم القانونية ،فالموطن فى إنجلت ار
مثل يقصد به القليم الذى يقيم فيه الشخص على وجه الدوام ولو تركه مؤقتا ،أما فى فرنسا فيقصد
به المركز الرئيسى لعمال الشخص أى يقصد به عنوان محدد فى مدينة معينة .وفى القانون
المصرى ،فإن المادة } 40صفحة {64من التقنين المدنى تقضى بأن الموطن هاو المكان الذى
يقيم فيه الشخص عادة ،ويجوز أن يكون للشخص إلى جانب هاذا الموطن العام مواطن خاصة
،لذلك فإن فكرة محل القامة المعتاد التى عبرت عنها )(8
كالموطن التجارى أو الموطن المختار
المادة ) 10ب( من اتفاقية فيينا تطابق فكرة الموطن العام فى القانون المصرى } .صفحة { 65
الفرع الثانى
البيوع المستبعدة
نصت المادة الثانية من اتفاقية فيينا على أل تطبق أحكامها على البيوع التية -:
) أ ( السلع التى يتم ش ارؤهاا للستعمال الشخصى أو العائلى أو المنزلى ما لم يتبين أن
البائع لم يكن يعلم فى أى وقت قبل إبرام البيع أو عند إبرامه أو لم يكن من المفروض فيه أن يعلم أن
)جـ( البيع الذى يتم تنفيذا لمر صادر من سلطة يخولها القانون إصدار هاذا المر.
) و ( بيع الكهرباء
استبعدت اتفاقية فيينا بيع السلع غير التجارية التى تباع بقصد الستهلك من البيوع
الخاضعة لها ،وتقصد التفاقية من ذلك أن } صفحة { 66تستبعد البيوع التى تتم بين البائع
والمشترى بقصد الستهلك الشخصى أو العائلى أو المنزلى ،فإذا اشترى سائح مثل بعض السلع
من بلد أجنبى ،وكان هاذا البيع مما يمكن أن يدخل فى نطاق تطبيق التفاقية ،فإنه متى تبين أن
الهدف منه هاو الستعمال الشخصى ،فإنه يخرج عن نطاق التفاقية .
وقد نصت الفقرة ) أ ( ،من المادة الثانية على أن بيع السلع الستهلكية ل يخضع
للتفاقية ما لم يتبين أن البائع لم يكن يعلم فى أى وقت قبل أو عند إبرام العقد أو لم يكن من
وقد وردت صياغة هاذه الفقرة فى صيغة النفى لكى تبين التفاقية أن الصل هاو خضوع
البيوع التى لها صفة دولية لها والستثناء هاو عدم خضوعها متى كانت بيوعا استهلكية ،وبذلك
تلقى التفاقية عبء إثبات أن البيع للستهلك أو للستعمال الشخصى على عاتق من يتمسك
. )(9
بالستثناء الذى يقضى باستبعاد هاذا البيع من الخضوع لحكام التفاقية
ويلحظ أن ذكر أنواع الستعمال فى الفقرة )أ( من المادة الثانية من التفاقية والتى من
شأنها أن تؤدى إلى استبعاد البيع من نطاق تطبيق التفاقية بأنه شخصى أو عائلى أو منزلى إنما
ورد على سبيل المثال ل الحصر ،لما يمكن أن يكون بيعا لسلع استهلكية .
ونلحظ أن النص على استبعاد بيع السلع الستهلكية من الخضوع للتفاقية ،يقتضيه ما
نصت عليه الفقرة ) (3من المادة الولى من اتفاقية فيينا من أنه ل يؤثر على تطبيق التفاقية أن
يكون } صفحة { 67أطراف البيع من غير التجار أو أن يكون عقد البيع غير تجارى ،ذلك أن
مؤدى هاذا النص الخير أن يخضع للتفاقية البيع الذى يرد على سلعة استهلكية ،مادامت قد
توافرت الصفة الدولية للبيع كما تحددهاا المادة الولى من التفاقية ،لذلك كان لبد لستبعاد مثل
هاذا البيع من الخضوع لحكام اتفاقية فيينا ،من أن يرد النص صراحة على استبعاده ما لم يتبين أن
البائع لم يكن يعلم أو لم يكن من المفروض فيه أن يعلم ،عند البيع أن الشراء يقصد به الستعمال
الشخصى .
إواذا كان عبء إثبات أن البيع يرد على سلع استهلكية يقع على عاتق من يتمسك باستبعاد
البيع من الخضوع للتفاقية ،فإن هاذا الثبات نظ ار لتعلقه بواقعة مادية ،يمكن أن يتم بكافة الطرق
بما فى ذلك قرائن الحال ،من ذلك مثل طبيعة السلعة محل البيع ،وصفة المشترى أو مهنته ،
لحكام القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964فإن هاذا البيع يمكن أن يخضع للقانون الموحد
رغم أن بيع هاذه السلع من البيوع قليلة الهامية فى نطاق التجارة الدولية ،ولكن مؤدى تطبيق
المعايير التى وضعها القانون الموحد من شأنه أن يخضع هاذا النوع من البيوع -على تفاهاته -
لحكام اتفاقية لهااى ،لذلك حرصت اتفاقية فيينا على استبعاده صراحة ،إذ لحظت لجنة قانون
. )(10
التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة Uncitralمدى شذوذ هاذا الوضع
ولما كان بيع بعض السلع الستهلكية قد يتم بالتقسيط ،وتنظم معظم التشريعات الوطنية ،
البيع بالتقسيط بنصوص آمرة } صفحة { 68حماية للمستهلك ،فإن من أهاداف استبعاد بيع هاذه
السلع من الخضوع لحكام اتفاقية فيينا ،أن يتمتع المشترى بحماية القوانين الوطنية التى تنظم
ويلحظ أن القانون المصرى الذى ينظم البيع بالتقسيط هاو القانون رقم 100لسنة 1957
وتتعلق معظم نصوص هاذا القانون بالنظام العام إل أن أحكامه ل تقتصر على حماية المشترى ،بل
انها تهدف أيضا إلى حماية البائع ،من ذلك مثل ما تنص عليه المادة 42من القانون المشار إليه
بمنع المشترى من التصرف فى السلعة موضوع التقسيط قبل الوفاء بكامل ثمنها ،إوال تعرض
. )(11
المشترى لجزاء جنائى نصت عليه المادة 45من القانون
استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة )ب( من المادة الثانية ،البيع بالمزاد من الخضوع لحكامها
،ولم يكن هاذا البيع مستبعدا من القانون الموحد الملحق باتفاقية لهااى سنة . 1964
ونلحظ أن المقصود بالبيع بالمزاد ،البيع الذى يتم اختيا ار بالمزاد العلنى ،إذ أن البيع
الجبرى يعتبر أيضا من البيوع المستبعدة ولكن بموجب فقرة خاصة من المادة الثانية كما سيلى .
ويقال فى تبرير استبعاد البيع بالمزاد ،أنه يعد من البيوع المحلية التى تتصل بالقوانين
الوطنية أكثر من تعلقه بالتجارة الدولية ،ذلك أن البيع بالمزاد يبرم فور رسو المزاد فى مكان وجود
الشئ وبالتالى فإن القضاء فى مختلف الدول يخضع هاذا البيع لمكان رسو المزاد ) } . (12صفحة
{ 69
استبعدت الفقرة )ج( من المادة الثانية من اتفاقية فيينا ،البيع الذى يتم تنفيذا لمر صادر
من سلطة يخولها القانون إصدار هاذا المر ،من الخضوع لحكام التفاقية .
ويعتبر البيع الجبرى الذى يتم تنفيذا لمر صادر من القضاء أو من السلطة العامة من
البيوع المستبعدة أيضا وفقا للفقرة " ) 1د( " من المادة 6من القانون الموحد لتفاقية لهااى ،
ويقال فى تبرير هاذا الستبعاد أن صلتها بالتجارة الدولية منعدمة فضل عن وقوعها بمقتضى
إجراءات إدارية أو قضائية تختلف فى كل دولة عن الخرى اختلفا يصعب معه توحيدهاا ). (13
تنص الفقرة )د( من المادة الثانية من اتفاقية فيينا على استبعاد بيع القيم المنقولة التى تشمل
السهم والسندات وسندات الستثمار ) الوراق المالية ( والوراق التجارية كالكمبيالت والسندات
الذنية والشيكات من الخضوع لحكام التفاقية ،كما استبعدت الفقرة المذكورة أيضا بيع النقود –
ونلحظ أن هاذا الستثناء ل يشمل عقود البيع التى تمثل فيها البضاعة بمستند خاص كسند
الشحن أو تذكرة النقل أو صك إيداع البضائع فى مخازن عامة ،ولو سمى البيع ببيع مستندات ،
لن دور } صفحة { 70المستندات هانا يتصل بالتزام البائع بتسليم البضاعة ،ولذلك يدخل هاذا
البيع فى نطاق البيع الدولى الخاضع للتفاقية ،وذلك برغم أن بعض التشريعات الوطنية تعتبر
احتفظت اتفاقية فيينا فى الفقرة )هاـ( من المادة الثانية باستثناء بيع السفن والمراكب
والطائرات من الخضوع لحكام التفاقية وهاو استثناء وارد فى القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة
1964فى المادة /1 ) 5ب( وذلك بالرغم من إثارة اعتراضات كثيرة حول استبعاد هاذه البيوع من
ونلحظ أن قانون لهااى الموحد كان يستبعد بيوع السفن المسجلة أو التى يتطلب القانون
تسجيلها ،ولكن أغفلت اتفاقية فيينا هاذا الشتراط ،وذلك لختلف أحكام التسجيل من دولة إلى
أخرى ،وكان المقصود من هاذا الشتراط أن تشريعات بعض الدول تعامل السفن معاملة العقار
وتخضعها لقواعد التسجيل لنقل ملكيتها ،بل تتطلب بعض التشريعات مثل التشريع المصرى إفراغ
عقد بيع السفينة فى محرر رسمى ،لذلك يخرج من نطاق الستثناء وفقا لتفاقية لهااى ،السفن
غير الخاضعة للتسجيل أى السفن التى تستثنى من التسجيل وفقا للقوانين الوطنية مثل بعض السفن
استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة ) و ( من المادة الثانية بيع الكهرباء من الخضوع لحكام
التفاقية وهاو ما تنص عليه الفقرة /1ج من المادة 5من القانون الموحد لتفاقية لهااى } .صفحة
{ 71
واستبعاد بيع الكهرباء ل يشمل استبعاد بيع مصادر الطاقة الخرى ،لن الستثناء ل
يقاس عليه ول يتوسع فى تفسيره ،لذلك تخضع بيوع البترول والغاز الطبيعى والطاقة الذرية لحكام
التفاقية وبرغم أن البعض كان يرى أن المنطق يستلزم أيض ا استبعاد بيع الطاقة الذرية من نطاق
الخضوع للقانون الموحد لتفاقية لهااى ،قياس ا على بيع الطاقة الكهربائية لختلف الرأى حول
طبيعتها وما إذا كانت تعتبر منقولا مادي ا أو منقولا معنوي ا لن القانون الموحد ل يسرى إل على بيع
،فإن اتفاقية فيينا لم تنص على استبعاد بيع الطاقة الذرية ،بل يبدو أن )(15
المنقولت المادية
. )(16
مناقشة هاذا المر لم يكن واردا عند إعداد مشروع التفاقية
هاناك بعض البيوع لم تنص التفاقية على استبعادهاا صراحة ،ولكن يمكن استخلص
استبعادهاا ضمنا من مجموع نصوص اتفاقية فيينا وذلك على النحو التالى -:
)أ( بيع العقار :
تعالج التفاقية البيع الدولى للبضائع ،ولما كان العقار ل يعتبر قانونا من البضائع أو
السلع فإنه يستبعد من الخضوع لحكام التفاقية .ونلحظ أن عنوان القانون الموحد لتفاقية لهااى
سنة 1964باللغة الفرنسية هاو بيع المنقولت المادية objets mobiliers corporelsبينما
يستخدم الصل النجليزى لهذا القانون اصطلح بيع البضائع } sale of goodsصفحة { 72
أما اتفاقية فيينا فانها تستخدم اصطلح بيع البضائع سواء فى الصل الفرنسى marchandises
ونلحظ أن اتفاقية فيينا إوان كانت تقضى صراحة بأنه ل يشترط لسريان أحكامها أن يكون
أطراف البيع من التجار أو أن يكون البيع تجاري ا ،إل أن الواضح من مجموع نصوص هاذه التفاقية
أنها تنصرف أساس ا إلى البيع التجارى خاصة بعد أن استبعدت المادة 2صراحة البيع الذى يرد
على سلع استهلكية ،ذلك أن الهدف من النص على عدم اشتراط تجارية البيع أو الصفة التجارية
لطرافه هاو تجنب الدخول فى معيار التفرقة بين العمل التجارى والعمل المدنى وهاى تفرقة ل تعرفها
بعض النظم القانونية ،فضل عن اختلف معيارهاا فى الدول التى تأخذ بهذه التفرقة .
على أنه من المسلم به أن اصطلح " سلعة " أو " بضاعة " ل يتضمن التعامل على
العقار ،مهما اختلفت طبيعة النظم القانونية لذلك فإن استبعاد العقار من الخضوع لحكام التفاقية
،أمر ل خلف عليه ،فضل عن أن نصوص التفاقية كلها تعالج بيع البضائع التى تعتبر من
المنقولت ،فالنصوص التى تتكلم عن التزام البائع بالتسليم وتعالج بالتالى زمان التسليم ومكانه ،
وتتعرض للحالت التى تكون فيها البضاعة المبيعة محل نقل من مكان إلى آخر ثم تعرض لللتزام
بتسليم بضاعة مطابقة لما تم التفاق عليه من حيث النوع والكمية ،كلها تفترض أن المر يتعلق
ببيع منقولت ،وأن بيع العقار ليس واردا ضمن البيوع التى تخضع للتفاقية .
تؤدى نصوص التفاقية كذلك ،إلى أنها لتسرى على بيع المنقول المعنوى برغم أن
التفاقية لم تستعمل اصطلح الصل الفرنسى للقانون الموحد لتفاقية لهااى وهاو) بيع المنقولت
المادية ( ،إل أن } صفحة { 73مجموع نصوص التفاقية تؤدى إلى أنها تسرى على بيع
المنقولت المادية دون بيع المنقولت المعنوية كحقوق الدائنية وبيع المحل التجارى ،وبيع حقوق
تنص الفقرة ) (1من المادة 3من اتفاقية فيينا على أن " تعتبر من قبيل عقود البيع ،
العقود التى يتم بمقتضاهاا توريد سلع يتم صنعها أو إنتاجها ،ما لم يقدم الطرف الذى يطلب هاذه
السلع جزءا جوهاري ا a substantial partمن المواد اللزمة لتصنيعها أو إنتاجها " .وبمقتضى
هاذا النص فإن بيع السلع المصنوعة أو المنتجة أو التى يتعهد فيها البائع بصنعها أو بإنتاجها ،
كبيع صفقة من اللت سيتم تصنيعها بمعرفة البائع ،أو بيع كمية من القمح سيتم زراعتها بواسطة
البائع ،فإن العقد هانا يعتبر عقد بيع ويخضع لحكام التفاقية .
أما إذا قدم الطرف الذى يطلب هاذه السلع جزءا جوهاريا من المواد التى تدخل فى صناعة أو
إنتاج السلعة محل البيع ،فإن العقد ل يعتبر فى هاذا الفرض من عقود البيع الخاضعة للتفاقية .
ذلك أن العقد يعتبر بيعا إذا كان الصانع ) البائع ( يقدم من عنده المواد اللزمة لصناعة
السلعة ،أما إذا كان طالب السلعة هاو الذى يقدم المواد الولية أو الجزء الكبر منها ،بحيث
يقتصر عمل الطرف الخر على مجرد صنع السلعة ،أو تقديم جزء غير هاام من المواد الولية
وبالتالى )(17
بالضافة إلى صنعها ،فإن العقد ل يعد بيع ا إوانما هاو عقد استصناع أو عقد مقاولة
يعتبر من البيوع المستبعدة التى } صفحة {74ل تخضع للتفاقية .وعلى الطرف الذى يتمسك
بأن العقد ليس بيع ا إوانما من عقود الستصناع التى ل تخضع للتفاقية ،عبء إثبات ذلك .
وقد استبعدت المادة 6من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964عقد الستصناع من
الخضوع لحكامه بنص مماثل لنص المادة (1) 3من اتفاقية فيينا .
وبعد أن استبعدت التفاقية عقد الستصناع من الخضوع لها ،نصت المادة 3أيض ا فى
فقرتها الثانية على أنه " ل تسرى التفاقية على العقود التى يكون فيها الجزء الغالب
preponderant partمن التزامات الطرف الذى يورد السلع إلى طالبها عبارة عن تقديم عمل أو
والسبب فى استبعاد هاذا العقد أنه يعتبر فى جوهاره من عقود المقاولة ،ذلك أن محل عقد
المقاولة ،القيام بعمل أو تقديم خدمة إلى الطرف الخر ،من ذلك مثل عقود النشاءات وأهام صورة
لهذه العقود عقد تسليم المفتاح الذى يتفق فيه رب العمل مع المقاول على أن يقوم لحسابه بإنشاء
مبنى أو مصنع أو فندق أو مطار أو إحدى المنشآت المتصلة بمرفق عام كمحطات الصرف
الصحى أو مترو النفاق ،فهذه الصور من العقود قد يقدم فيها المقاول بعض السلع إلى رب العمل
يتعهد المقاول بتوريد بعض السلع لحساب رب العمل ولكنه يتعهد بتركيبها فى إحدى المنشآت
التابعة للخير ،من ذلك المقاول الذى يورد آلت ميكانيكية أو أجهزة } صفحة {75كهربائية
لحدى المنشآت ويلتزم بالقيام بتركيبها وتشغيلها ،كالقيام بتركيب آلت يوردهاا المقاول إلى رب
العمل أو القيام بتوريد وتركيب أجهزة تكييف لحساب رب العمل ،فالعقد هانا وان اشتمل فى جزء منه
على بيع بعض السلع ،إل أن جزءا هااما منه يتمثل فى القيام بتركيب وتشغيل اللت والجهزة التى
يوردهاا المقاول ،ولذلك يعتبر العقد هانا من العقود غير الخاضعة لتفاقية فيينا ،بشرط أن يثبت أن
الجزء الغالب من التزامات المقاول تتمثل فى تقديم عمل أو القيام بخدمة أخرى بحيث ل يعتبر توريد
السلع سوى أحد اللتزامات التابعة للتزامات المقاول فى العقد ،ويمكن أن يستعان فى هاذا الصدد
لثبات طبيعة العقد وما إذا كان يعتبر عقد مقاولة أو عقد بيع بتقدير قيمة السلع التى يتم توريدهاا
مع مقارنتها بالجر الذى سيدفع مقابل العمل أو الخدمة ،فإذا كانت القيمة الولى هاى الغالبة فالعقد
يعد بيعا خاضعا للتفاقية ،وال فهو عقد مقاولة يستبعد من نطاق الخضوع للتفاقية لتخضع
للقانون المحلى .ويجب أن تكون قيمة الجزء الغالب أكثر من % 50من القيمة الكاملة للعقد ).(19
ولكى يسهل هاذا التقدير فإنه ينظر إلى عقد المقاولة كما لو كان متضمنا لعقدين ،عقد
توريد السلع وعقد تقديم الخدمات أو العمل ،فالصل أن يخضع العقد الول لتفاقية فيينا بينما
يخضع العقد الثانى للقانون الوطنى أو المحلى ،والفيصل فى تحديد ذلك ،الرجوع إلى أحكام
القانون المحلى للتحقق مما إذا كان من الممكن ومن المحتم الفصل بين هاذين العقدين ،برغم أن
إرادة الطرفين تلعب دو ار هاام ا فى هاذا المجال ،حتى ولو كان القانون المحلى ينظر إلى هاذا العقد
المركب كعقد واحد .ويعنى ما تقدم أن نصوص العقد والمظاهار التى تحيط به يمكن أن تدل أو
تعبر عن نية طرفيه ،لعتبار العقد عقد بيع بحسب السمة الغالبة عليه أو أنه عقد مقاولة لن
العمل يمثل الجزء الهام فيه برغم اشتماله على توريد بعض السلع } .صفحة { 76
ومع ذلك فإن المادة 6من اتفاقية فيينا تسمح لطراف التعاقد بتعديل الفقرة 2من المادة 3
منها وذلك باعتبار العقد من عقود البيع ولو كان اللتزام بتركيب الجهزة أو اللت التى يتم توريدهاا
يشكل الجزء الغالب من التزامات المقاول ،بحيث يستطيع أطراف التعاقد بإرادتهم إدخال هاذا العقد
)
فى مجال الخضوع لحكام التفاقية برغم أنه بحسب نص المادة 3/2يعد من العقود المستبعدة
. (20
وفى أثناء مناقشة المادة 3من اتفاقية فيينا ،عرضت المملكة المتحدة ،اقتراحا باستبعاد
عقود بيع نقل المعرفة الفنية أو التكنولوجيا من الخضوع لحكام التفاقية ،وهاى العقود التى يكون
محلها بيع سلعة يتم تصنيعها أو إنتاجها متى قدم صاحب السلعة المعلومات أو الخبرة الفنية إلى
الصانع حتى يتم تصنيعها أو إنتاجها ،على أن هاذا القتراح لم يلق قبول من أعضاء لجنة المم
المتحدة لقانون التجارة الدولية ،إذ ربما يترتب على الخذ به استبعاد عدد من عقود البيع الدولى من
} صفحة { 77 )(21
نطاق الخضوع للتفاقية
الفرع الثالث
المسائل المستبعدة
– 58أولا :سريان التفاقية فقط على تكوين وآثار عقد البيع :
" تحكم هاذه التفاقية فقط ،تكوين عقد البيع ،وحقوق والتزامات كل من البائع والمشترى والناشئة
عن عقد البيع ،وفيما عدا ما يرد بشأنه نص صريح مخالف فى هاذه التفاقية ،فإنها ل تسرى على
)أ( صحة العقد أو صحة أى شرط من شروطه ،أو صحة العراف السارية عليه.
)ب( الثر الذى قد يرتبه عقد البيع على ملكية البضائع أو السلع محل البيع " .
وقد تضمنت المادة 8من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964نصا مماثلا ولكنها
استبعدت أيضا الحكام الخاصة بتكوين عقد البيع من نطاق التفاقية التى تعالج آثار عقد البيع ،
إذ تعالج فى اتفاقية أحكام تكوين عقد البيع ،ولما كانت اتفاقية فيينا تعالج المرين معا كما قدمنا ،
فإنها تنص على أنها تحكم فقط قواعد تكوين عقد البيع والثار المترتبة على العقد ،أما اللتزامات
أو قواعد المسئولية التى تنشأ خارج عقد البيع ولكن بسببه ،فإنها ل تخضع للتفاقية } .صفحة
{ 78
استبعدت اتفاقية فيينا صراحة المسائل المتعلقة بصحة عقد البيع وصحة الشروط التى
يتضمنها هاذا العقد ،تاركة هاذين المرين لتنظيم القوانين الوطنية .
ولما كانت اتفاقية فيينا قد نظمت فقط من قواعد تكوين عقد البيع ،أحكام اليجاب والقبول
– كما فعلت اتفاقية لهااى سنة – 1964فإن الركان الخرى لعقد البيع تخضع لحكام القوانين
الوطنية ،من ذلك قواعد الهالية وشروط صحة الرضا وعيوبه من غلط إواكراه وتدليس .
ومن ناحية أخرى فإن الحكام الموضوعية لصحة البيع كمشروعية محل البيع أو سببه ل
تخضع لحكام التفاقية ،إوانما تخضع لحكام القوانين الوطنية ،لن هاذه المور من المسائل التى
تختلف من دولة إلى أخرى ومن العسير إخضاعها لقواعد موحدة ،إذ ما قد يعتبر مشروعا فى
إحدى الدول قد ل يعد كذلك فى دولة أخرى ،كالتجار فى الخمور مثل .كذلك قد تختلف القواعد
القتصادية التى تحكم التصدير والستيراد والرقابة عليهما من دولة إلى أخرى ،كما تختلف القوانين
الوطنية التى تهدف إلى حماية المستهلك .لكل ذلك استبعدت اتفاقية فيينا أحكام صحة عقد البيع
أما عن صحة العراف السارية على عقد البيع ،فإن هاذا يعنى موافقة العرف للنظام العام
،ولما كانت هاذه المسألة تختلف من دولة إلى أخرى بحيث يصعب وضع قاعدة )(22
فى الدولة
موحدة تلزم } صفحة { 79الدول باتباع أو احترام هاذا العرف ،فإن التفاقية آثرت أن تترك هاذه
ومع ذلك فقد سمحت التفاقية للدول بأل تقر قواعد العرف الدولى الذى يتعارض مع أحكام
الدولى مثل يقضى بالخذ بسعر فائدة تأخير على ثمن السلع محل البيع ،يزيد على الحد القصى
المقرر فى قانون دولة معينة ،فإنه ل يجوز الخذ بهذا العرف فى تلك الدولة .
ونلحظ أن المسألة المستبعدة فى اتفاقية فيينا فى هاذا الشأن هاو صحة العرف الثابت دوليا
متى تعارض مع النظام العام فى الدولة ،أما تطبيق العرف ذاته فل يستبعد من نطاق الخضوع
للتفاقية ،والعكس هاو الصحيح وفقا للمادة 9من اتفاقية فيينا التى تقضى صراحة بالتزام أطراف
البيع بأحكام العرف ،ما دام أن هاذا العرف ل يتعارض مع قواعد النظام العام فى الدولة .
تستبعد اتفاقية فيينا أيضا أثر عقد البيع على ملكية البضائع محل التعاقد ،أى ما إذا كان
يترتب على عقد البيع فى ذاته نقل ملكية البضائع محل البيع أم أن ثمة إج اراء معين ا يجب إتباعه
لتنتقل الملكية .واستبعاد هاذا المر منطقى لن تقرير انتقال ملكية البيع ولحظة انتقال هاذه الملكية
من المور الخلفية التى تتباين فيها النظم القانونية المختلفة والتى ترجع عادة إلى اعتبارات تاريخية
تتعلق بهذه النظم ،فمن هاذه النظم ما يرتب نقل الملكية على مجرد إبرام العقد ،ومنها ما يربط بين
القيام بعمل معين ونقل الملكية من ذلك إفراز المبيع أو تسليمه إلى المشترى }.صفحة {80
– 62ثانيا :استبعاد مسئولية البائع عن الضرار البدنية التى تحدثها البضاعة المبيعة:
تنص المادة 5من اتفاقية فيينا على أنه " :ل تنطبق أحكام التفاقية على مسئولية البائع
. )(24
عن الوفاة أو الضرار البدنية التى تسببها السلعة المبيعة لى شخص "
ويقصد هاذا النص أن التفاقية ل تنطبق على أحكام مسئولية المنتج عن الضرار البدنية
الموحد لتفاقية لهااى .على أنه يمكن أيضا استخلص هاذا الحكم من نص الفقرة الولى من
المادة 4من التفاقية التى تقضى ضمنا بأنها ل تنطبق على اللتزامات والمسئوليات الخارجة عن
نطاق عقد البيع ،إذ قضت هاذه الفقرة صراحة بأن التفاقية ل تنطبق إل على قواعد تكوين عقد
البيع ،وحقوق والتزامات كل من المشترى والبائع الناشئة عن عقد البيع ،على النحو الذى عرضنا
على أنه يبقى فى نظرنا لحكم المادة 5من اتفاقية فيينا أهامية خاصة إذ تنشئ هاذه المادة
حكما ل يمكن استخلصه من المادة 4/1من التفاقية ،إذ ل تنطبق هاذه التفاقية بموجب المادة
5على الضرار البدنية التى قد تلحق أى شخص بسبب السلعة ولو كانت هاذه الضرار } صفحة
{ 81ناشئة للطرف المتعاقد مع البائع أى للمشترى المباشر والتى قد يفهم من المادة 4/1أنها
تخضع للتفاقية ،أى ولو كان نطاق هاذه الضرار داخل فى دائرة التعاقد وليس ناشئا عن
المسئولية التقصيرية كالضرار التى تصيب المستهلك الذى يتعامل مع المشترى المباشر من سلعة
معيبة بسبب خطأ ارتكبه المنتج فى إنتاجها ذلك أن هاذه الضرار الخيرة يمكن استخلص
ونلحظ أن التفاقية لم تستبعد إل الضرار البدنية دون الضرار المادية التى تلحق
الممتلكات والتى تحدث مباشرة للمشترى من السلعة المعيبة محل البيع .
– 63ثالثا :استبعاد أحكام التفاقية أو مخالفة أو تعديل حكم فيها ) مبدأ حرية الرادة فى
" يمكن لطراف العقد استبعاد تطبيق هاذه التفاقية أو مع عدم الخلل بحكم المادة 12
فإنه يجوز لهم مخالفة أحد نصوصها أو تعديل آثار نص من هاذه النصوص " .
ويعنى هاذا النص أن من حق طرفى البيع التفاق على استبعاد تطبيق أحكام هاذه التفاقية
بالكامل ولو توافرت شروط تطبيقها ،وقد أخذت اتفاقية فيينا فى هاذا الخصوص بما قررته المادة 3
من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964والتى تقضى بجواز استبعاد أحكام القانون الموحد
برمته أو استبعاد بعض أحكامه ،ويرى البعض أن الخذ بهذا المبدأ يظهر بوضوح احترام مبدأ
سلطان الرادة والعتداد بحرية المتعاقدين ،ذلك أن النص قرر حقهما فى استبعاد تطبيق القانون
)
الموحد على عقدهاما دون أن يقيدهاما بتحديد القانون الواجب التطبيق فى هاذه الحالة على العقد
} .صفحة { 82 (25
وقد أثير أمام لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية عند مناقشة هاذا الحكم ،ما إذا كان
يتعين النص على أنه يشترط لتطبيق التفاقية أن يختار طرفا عقد البيع صراحة تطبيقها بالنص
على هاذا الحكم فى العقد ،أم أن هاذه التفاقية تطبق تلقائيا عند عدم النص فى عقد البيع على
تطبيق قانون آخر عليه .وقد رفض اقتراح ضرورة اختيار تطبيق التفاقية صراحة فى عقد البيع
لمكان سريان أحكامها لن من شأن هاذا أن يحول التفاقية إلى مجرد عقد نموذجى .ولذلك فإن
التفاقية يمكن استبعاد تطبيقها بالنص صراحة على اختيار قانون آخر وطنى يحكم العقد ،هاذا
فضل عن إمكان التفاق على استبعاد أحكام التفاقية دون النص على تطبيق قانون آخر على
العقد وذلك بإمكان استبعاد حكم من أحكام التفاقية أو تعديله حتى لو تم ذلك بالنص على الخذ
بشروط عقد من العقود النموذجية .ويعنى ما تقدم أن أحكام التفاقية ل تتعلق بالنظام العام ويجوز
لطرفى عقد البيع التفاق على مخالفتها ،وذلك مع الخذ فى العتبار أن حكم المادة 12من
التفاقية يتعلق بالنظام العام ول يجوز التفاق على مخالفته ،وتقضى المادة المذكورة بأل يسرى
الحكم الذى يقرر جواز إثبات عقد البيع بأى طريق من طرق الثبات غير الكتابة متى كان مركز
أعمال أحد طرفى البيع يقع فى دولة متعاقدة تأخذ بالتحفظ الوارد فى المادة 96من التفاقية ،وهاو
التحفظ الذى يقضى بحق كل دولة متعاقدة يقضى تشريعها بوجوب إثبات عقد البيع بالكتابة فى أل
تطبق أحكام التفاقية التى تقضى بجواز إثبات عقد البيع بأى طريق من طرق الثبات غير الكتابة
.
ونلحظ أن اتفاقية فيينا لم تنص على حكم مماثل لما أخذ به القانون الموحد لتفاقية لهااى
سنة 1964والذى قضت مادته الثالثة بأن استبعاد أحكام القانون الموحد كما يمكنه أن يقع صراحة
يمكن أن يكون ضمنا ،وليس معنى هاذا أن اتفاقية فيينا ل تأخذ بمبدأ الستبعاد الضمنى لحكامها
إوانما أرادت التفاقية أن تتفادى إسراف } صفحة { 83المحاكم أو تسرعها فى استبعاد أحكام
هاذا ومن المقرر أن حرية المتعاقدين فى عقد البيع الدولى للبضائع ل تقتصر فقط على
حقهما فى استبعاد أحكام اتفاقية فيينا عندما تكون واجبة التطبيق ،إوانما يجوز لهما أيضا التفاق
على تطبيق أحكام التفاقية على عقد بيع ل يخضع أصل لها .مثل عقد بيع سفينة مثل ،وذلك
بالرغم من عدم النص فى التفاقية على الخذ بحكم مماثل لحكم المادة 4من القانون الموحد
لتفاقية لهااى التى تقرر صراحة إمكان التفاق على تطبيق القانون الموحد على عقد ل يخضع
أصلا لحكام هاذا القانون طبقا لشروط تطبيقه ،على أن مقتضى الخذ بهذا الحكم فى اتفاقية فيينا
،أن يسمح القانون الوطنى الذى يتم العقد فى ظله بالخذ به وذلك متى لم يكن من شأن الخذ بهذا
} .صفحة { 84 )(27
الحكم مخالفة قواعد قانونية آمرة يقررهاا القانون الوطنى
ــــــــــــــــــــــ
Schlechtriem : Uniform Sales Law, the UN Convention on contracts of )(1) (1
) (3) (3فيكون للدولة التى تأخذ بهذا التحفظ أن تطبق التفاقية ولو لم يؤد تطبيق قواعد
القانون الدولى الخاص فى هاذه الدولة إلى تطبيق قانون دولة متعاقدة .
) (5) (5أنظر مؤلف شليشتريم Schlechtriemالمشار إليه آنفا ،ص . 27
) (8) (8محسن شفيق ،أرقام ، 173 ، 172 ، 171ص 104ومابعدهاا .
) (9) (9شليشتريم ،المرجع السابق ،ص . 28
محسن شفيق ،المرجع السابق ،بند ، 165ص . 100 – 99 )(10) (10
هاذه البيوع تعد أيضا من البيوع المستبعدة وفقا لتفاقية لهااى سنة . 1964 )(14) (14
) (16) (16وقد اقترح ممثل العراق استبعاد بيوع البترول من نطاق الخضوع لتفاقية فيينا
لن منظمة الوبك وضعت عقودا نموذجية لبيع البترول ،ولكن هاذا القتراح لم يلق
استجابة من باقى الدول العضاء فى لجنة قانون التجارة الدولية التابعة للمم المتحدة.
) (18) (18نشير فى هاذا الصدد إلى الدليل الذى وضعته لجنة المم المتحدة لقانون
التجارة الدولية لعقود المنشآت الصناعية والتى تضمنت تنظيما خاصا لهذه العقود ،وقد
أجيز هاذا الدليل فى اجتماع اللجنة الذى عقد فى مدينة فيينا فى أغسطس سنة . 1987
) (20) (20تنص المادة 6على أنه يمكن لطراف التعاقد استبعاد تطبيق أحكام التفاقية
أو مخالفة أو تغيير أثر من الثار المترتبة على أحد نصوصها .
سواء أدت إلى الوفاة أو إلى إصابة بدنية ،أما الثانية فتلحق الموال أو الممتلكات كما لو
ترتب على السلعة المعيبة ضرر مادى للموال من ذلك لو تسببت اللة المعيبة التى تم
ش ارؤهاا فى إتلف المواد الولية أو المواد نصف المصنوعة التى تدخل فى صناعة السلعة
مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بمشترى اللة ،وهاى أضرار لم تستبعدهاا المادة 5من
الفصل الثانى
– 64تمهيد :
رأينا فيما تقدم أن اتفاقية فيينا قد جمعت فى نصوصها بين الحكام التى تتعلق بتكوين عقد
البيع الدولى للبضائع ،والحكام الموضوعية لهذا العقد وهاما الموضوعان اللذان كانا ينظم كل
وقد تضمن القسم الثانى من التفاقية أحكام تكوين عقد البيع بينما نظم القسم الثالث
الحكام الموضوعية للعقد ،وأجازت المادة 92من اتفاقية فيينا لكل دولة متعاقدة أن تلتزم فقط بأحد
. )(1
القسمين الثانى أو الثالث من التفاقية عند التوقيع أو التصديق أو الموافقة أو النضمام إليها
ولم تعالج اتفاقية فيينا من قواعد تكوين عقد البيع سوى ركن الرضاء فلم تنظم ركنى السبب
والمحل ،بل انها لم تعالج كل أحكام الرضاء ،إذ أنها أغفلت عمدا تنظيم عيوب الرضا لنها من
المور التى تختلف فيها التشريعات الوطنية واقتصر التنظيم الذى أتت به التفاقية على اليجاب
والقبول ،ذلك لن اتفاقية فيينا اقتفت أثر اتفاقية لهااى سنة 1964بشأن تكوين عقد البيع الدولى
وقد اكتفت هاذه التفاقية الخيرة أيضا بتنظيم جزء من ركن واحد من أركان العقد هاو الرضاء ،ولم
تتناول منه إل اليجاب والقبول ،فأهاملت تنظيم } صفحة { 85قواعد الهالية والحكام المتعلقة
. )(2
بعيوب الرضاء لصعوبة الوصول إلى التوحيد التشريعى فيها
ونلحظ أن اتفاقية فيينا قد وردت فيها نصوص تتعلق بتفسير العقد إواثباته ضمن القواعد
العامة للتفاقية وقبل النصوص المنظمة لتكوين العقد .ولما كانت أحكام تفسير العقد إواثباته من
المور التى تتصل بدراسة تكوين العقد ،فإننا سندرس هاذه القواعد فى هاذا الباب الذى يتعلق بتكوين
ونقسم دراستنا فى هاذا الفصل إذن إلى فرعين ،نتناول فى الول قواعد اليجاب والقبول ،
ونخصص الثانى لتفسير العقد إواثباته } .صفحة { 86
الفرع الول
اليجاب والقبول
ينعقد العقد بإيجاب وقبول يصدران عن طرفى العقد ،دون أن يشترط فى ذلك أن يصدر
اليجاب عن المشترى والقبول عن البائع أو العكس ،إذ العبرة باتصال القبول باليجاب الذى يوجهه
على أن المر ل يتم بهذه الصورة البسيطة فى نطاق عقد البيع الدولى ،لن هاذا العقد
تسبقه عادة إما مفاوضات بين طرفى البيع ،أو معاملت سابقة بين الطرفين ،بحيث يعتبر سلوك
الطرفين كافي ا لنعقاد العقد دون حاجة إلى تميز أو تجسيد كل من اليجاب والقبول .
ووفقا لحكام القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة ، 1964فإن اليجاب والقبول ل ينتجان
أثرهاما إل إذا وصل إلى علم الطرف الخر ،ويعتبر تسليم التعبير عن الرادة إلى الطرف الذى
وجه له بمثابة وصول هاذا التعبير إلى الطرف الذى وجه إليه ،وما يصدق على اليجاب والقبول ،
وقد عالجت اتفاقية فيينا أحكام اليجاب والقبول بنصوص تتشابه فى مجموعها مع أحكام
اتفاقية لهااى سنة 1964بشأن تكوين العقد ) . (3وعالجت المواد من 14إلى 17من اتفاقية فيينا
قواعد } صفحة { 87اليجاب ، offerونظمت المواد من 18إلى 22أحكام القبول
. acceptance
وندرس فى مبحثين على التوالى كل من اليجاب والقبول وفق ا لتفاقية فيينا .ثم نتكلم فى
المبحث الول
اليجاب
تنص المادة 14من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أن اليجاب يعتبر عرضا محددا
بطريقة كافية ،ويعبر عن إرادة الموجب فى أن يلتزم فى حالة صدور القبول من الطرف الموجه إليه
اليجاب .
ويعنى هاذا التعريف بأمرين ،الول أن اليجاب لبد أن يتضمن عرضا محددا من الطرف
الذى يصدر عنه إلى الطرف الذى يوجه إليه ،أما المر الثانى فهو التعبير عن التزام الموجب
بالبقاء على ايجابه متى صدر القبول من الطرف الذى وجه إليه الموجب إيجابه .
ويعتبر اليجاب فى القانون المصرى تعبي ار عن إرادة الموجب ،يصدر بقصد إحداث أثر
. )(4
قانونى هاو إنشاء اللتزام ،لذلك ل عبرة بالرادة التى لم تتجه لحداث أثر قانونى
وتعرف محكمة النقص المصرية اليجاب بأنه " :العرض الذى يعبر به الشخص الصادر
)
منه على وجه جازم عن إرادته فى إبرام عقد معين بحيث إذا اقترن به قبول مطابق له انعقد العقد "
} .صفحة { 88 (5
والغالب أن يبدأ أحد المتعاقدين باليجاب يتلوه قبول المتعاقد الخر ،ولكن ليس من
الضرورى أن يأتى اليجاب سابقا على القبول ،فقد يتم العقد بتلقى تعبيرين متعاصرين عن إرادتين
متطابقتين .
تعتبر المفاوضات فى بعض العقود ،ل سيما فى عقد البيع ،هاى المرحلة السابقة على
التعاقد ،ول يصدر عن أحد المتعاقدين إيجابا نهائيا إل بعد مفاوضات مع الطرف الخر ،فاليجاب
ول يرتب القانون بحسب الصل ،على المفاوضات ،أى أثر قانونى ،إذ من حق
المتفاوض أن يقطع المفاوضة فى أى وقت ،ول مسئولية عليه فى هاذا المسلك إل إذا اقترن العدول
عن التفاوض بخطأ ممن قطع المفاوضات وتعد المسئولية هانا تقصيرية أساسها الخطأ وليست
تعاقدية ترتكز على العدول عن التفاوض .وعلى من يدعى الضرر من العدول أن يثبت خطأ
وقضت محكمة النقض المصرية بأن المفاوضات ليست إل عملا ماديا ول يترتب عليها
بذاتها أى أثر قانونى ،فكل متفاوض حر فى قطع المفاوضة فى الوقت الذى يريد دون أن يتعرض
لية مسئولية أو يطالب ببيان المبرر لعدوله ،ول يرتب هاذا العدول مسئولية على من عدل إل إذا
اقترن به خطأ تتحقق معه المسئولية التقصيرية ،ول يعد مجرد العدول عن إتمام المفاوضة فى ذاته
}.صفحة { 89 )(7
خطأ ،فلبد أن يثبت الخطأ من وقائع أخرى اقترنت بهذا العدول
وقد تنتهى المفاوضات إما إلى إيجاب معلق أو إيجاب نهائى ،فاليجاب المعلق على شرط
هاو إيجاب ل مفاوضة ،ولكنه ل ينعقد إل إذا تحقق الشرط الذى علق عليه ،كما لو عرض شخص
التعاقد بثمن معين مع الحتفاظ بحقه فى تعديل الثمن طبق ا لتغير السعار ،فاليجاب هانا معلق
إواذا خرج اليجاب من دور المفاوضة ودور التعليق ،أصبح إيجابا نهائيا .ويعد تقرير ما
إذا كان اليجاب قد وصل إلى هاذا الدور من مسائل الواقع ل من مسائل القانون فيفصل فيه قاضى
. )(9
الموضوع طبقا لظروف كل حالة
تقضى الفقرة الثانية من المادة 14من اتفاقية فيينا ،بأن توجيه العرض إلى مجموعة غير
محددة من الشخاص يعتبر مجرد دعوة إلى توجيه إيجاب أى مجرد دعوة إلى التعاقد ،ما لم يتبين
أن الموجب قد أفصح بوضوح عن العكس ،أى ما لم يكن الموجب قد قرر صراحة أن يوجه إيجابا
ويعالج هاذا النص الحالة التى يوجه فيها شخص دعوة إلى الجمهور للتعاقد ،وفى هاذا
الصدد يجب أن نفرق بين توجيه اليجاب } صفحة { 90إلى الجمهور ودعوة الجمهور إلى التعاقد
أو إلى تقديم ايجاب للتعاقد ،فاليجاب الموجه إلى الجمهور يحدث عندما تعرض البضائع على
الجمهور من البائع مع تحديد ثمنها ،أما النشر والعلن وبيان السعار الجارى التعامل بها وكل
بيان آخر متعلق بعروض أو طلبات موجهة للجمهور أو للفراد فل يعتبر عند الشك ايجابا إوانما
يكون دعوة إلى التفاوض ،وكان المشروع التمهيدى للتقنين المدنى المصرى يشتمل على نص
صريح فى هاذا المعنى هاو نص المادة ، 134وقد حذف هاذا النص فى لجنة المراجعة لعدم الحاجة
. )(11
إليه ،إذ يسهل على القضاء تطبيق هاذا الحكم دون نص عليه
ويعنى ما تقدم أن اليجاب يختلف عن الدعوة إلى التعاقد والمر يتوقف على مضمون
التعبير عن الرادة ،فإذا قام التاجر بعرض بضائعه على الجمهور مع بيان أسعارهاا فإن هاذا يعد
بل شك إيجابا صريحا موجها إلى الجمهور ،أما مجرد العلن عن السلعة حتى مع بيان سعرهاا
فإنه يعد دعوة إلى التعاقد وليس إيجابا ما لم يتبين صراحة أن التاجر قصد توجيه إيجاب صريح إلى
الجمهور .
– 69متى ينتج اليجاب أثره ؟ :
رأينا أن الفقرة الولى من المادة 14من اتفاقية فيينا تقضى بأن العرض المقدم لبرام عقد
والموجه إلى شخص أو أشخاص معينين يعتبر ايجابا ،إذا كان العرض محددا بطريقة كافية ويعبر
عن إرادة الموجب فى أن يلتزم فى حالة صدور القبول من الطرف الموجه إليه اليجاب ،وتضيف
هاذه الفقرة بيانا بالمقصود بالعرض المحدد بطريقة كافية ،فهو العرض الذى يعين البضائع التى
ستكون محلا للبيع ،والذى يحدد صراحة أو ضمنا الكمية والثمن أو ينص على طريقة تحديد الكمية
والثمن }.صفحة { 91
ويمكن تحديد الثمن ضمن ا عن طريق الشارة إلى قائمة أسعار أو أسعار واردة فى كتالوج
خاص بالسلعة محل اليجاب ويمكن أيضا أن يحدد الثمن صراحة أو ضمن ا بالشارة إلى سعر
ومتى تضمن اليجاب عرضا محددا بطريقة كافية على النحو السابق ،فإنه ينتج أثره متى
وصل إلى الموجب له أى الموجه إليه اليجاب وفى هاذا تنص الفقرة الولى من المادة 15من
اتفاقية فيينا على أن ينتج اليجاب أثره متى وصل إلى الموجب له ،أى المتعاقد الخر الذى يوجه
إليه اليجاب .ومعنى ذلك أن اليجاب من وقت وصوله إلى الموجب له يعتبر قائما ويلزم الموجب
فاليجاب متى استكمل وجوده القانونى يلزم الموجب بالتعاقد فى حالة قبول الموجه إليه
ولكن ل يعنى هاذا أن اليجاب يعتبر بات ا منذ صدوره إذ يظل الرجوع فيه جائ از قبل أن يستكمل
اليجاب وجوده القانونى .واليجاب ،يستكمل هاذا الوجود كما قدمنا ،متى تضمن عرض ا محددا
على النحو السالف بيانه ،ومتى وصل إلى الموجه إليه العرض .
ويلحظ أن اليجاب الذى يلزم صاحبه عند قبول الموجب له أى الذى ينتج أثره ل يعتبر
بالضرورة إيجابا باتا إذ يجوز الرجوع فيه .فالرجوع فى اليجاب ل يكون إل متى استكمل اليجاب
وجوده القانونى لنه قبل ذلك ل يكون هاناك إيجاب ملزم ،أما بعد استكمال وجوده القانونى بتوافر
شرطى استكمال هاذا الوجود ) عرض محدد ووصوله إلى الموجب له ( فيجوز الرجوع فيه ،ما لم
.وسنعرض فيما بعد )(12
يكن بات ا ،لن اليجاب البات هاو اليجاب الذى ل يجوز الرجوع فيه
المقصود باليجاب البات }.صفحة {92
وتطبيقا لما تقدم ،تقضى الفقرة الثانية من المادة 15من اتفاقية فيينا بأن اليجاب ولو كان
ملزما irrevocableيمكن سحبه withdrawalأى الرجوع فيه إذا وصل الرجوع إلى الموجب له
ويعنى النص السابق أن اليجاب بعد أن يستكمل وجوده القانونى بأن كان مشتملا على
عرض محدد ووصل إلى علم الموجب له ،ويعتبر بالتالى غير قابل للعدول عنه أو تعديله ،لن
التعديل صورة من صور العدول ،إوانما يمكن سحبه ،إذا وصل السحب إلى الموجه إليه اليجاب
ويأخذ القانون المصرى بحكم مشابه لما قضت به اتفاقية فيينا .إذ تنص المادة 91من
التقنين المدنى على أن ينتج التعبير عن الرادة أثره فى الوقت الذى يتصل فيه بعلم من وجه إليه ،
ويعتبر وصول التعبير قرينة على العلم به ،ما لم يقم الدليل على عكس ذلك .
ويعنى النص المتقدم أن التعبير عن الرادة متى كان ايجابا ،فإنه ل ينتج أثره إل إذا وصل
إلى علم المتعاقد الخر الذى يوجه إليه اليجاب وأقام النص قرينة على أن وصول اليجاب يعتبر
قرينة على العلم ،ولكنها قرينة بسيطة ،فيجوز أن يثبت الموجه إليه اليجاب أنه لم يعلم به بالرغم
من وصوله .ول يجوز الرجوع فى اليجاب متى قبله الموجب له أو كان بات ا .
لم يتضمن التقنين المدنى المصرى السابق نص ا يلزم الموجب بالبقاء على إيجابه مدة كافية
لقتران القبول به ،وذهاب القضاء إلى منح الموجب حق العدول قبل أن يقترن اليجاب بالقبول ،
على أن يلتزم الموجب بالبقاء على إيجابه إذا حدد أجل للقبول سواء كان هاذا } صفحة { 93
التحديد صريح ا أو ضمني ا وقرر القضاء أن أساس التزام الموجب بالبقاء على ايجابه هاو العقد
الضمنى بين الموجب والموجه إليه اليجاب يلزم الول بالبقاء على إيجابه طيلة المدة المحددة من
جانب الموجب ،وأقر الفقه موقف القضاء فى إلزام الموجب بالبقاء على إيجابه خلل الجل المحدد
متى اقترن اليجاب بأجل ،ولكن اختلف الفقه حول أساس التزام الموجب بين نظرية الرادة المنفردة
. )(13
ونظرية العقد الضمنى ،ونظرية المسئولية التقصيرية
وأقر التقنين المدنى الجديد الوضع بنص صريح هاو نص المادة 93الذى يقضى بأنه إذا
عين ميعاد للقبول ،التزام الموجب بالبقاء على ايجابه إلى أن ينقضى هاذا الميعاد .والنص صريح
فى أن أساس التزام الموجب بالبقاء على إيجابه هانا ،هاو الرادة المنفردة وهاى إحدى الحالت التى
. )(14
جعل منها التقنين المدنى الجديد ،الرادة المنفردة أساسا لللتزام
وقد نصت المادة 93مدنى مصرى على أن تحديد ميعاد القبول كما يكون صريحا فقد
وهاذا التقديم السابق لليجاب الملزم فى ظل القانون المصرى لزم لفهم المقصود باليجاب
البات فى اتفاقية فيينا ،إذ تنص المادة 16من هاذه التفاقية على ما يأتى -:
" – 1يمكن العدول عن اليجاب إلى الوقت الذى يبرم فيه العقد ،إذا وصل هاذا العدول
إلى الموجه إليه اليجاب قبل أن يرسل هاذا الخير قبوله .
– 2ومع ذلك ،ل يجوز العدول عن اليجاب فى الحالتين التيتين } - :صفحة {94
)أ( إذا تبين أنه غير قابل للعدول عنه ،سواء بتحديد ميعاد ثابت للقبول أو بأى طريق آخر
.
)ب( إذا وجد ما يبرر أن يعتمد الموجب له على اليجاب باعتباره غير قابل للعدول عنه ،
ويعنى هاذا النص أن اليجاب متى صدر من الموجب متضمن ا عرض ا محددا ووصل إلى
الموجب له يعتبر قائم ا منتج ا لثره ،ولكنه يمكن للموجب العدول عنه حتى إبرام العقد أى مادام لم
يقترن القبول باليجاب ،أى متى وصل العدول إلى الموجه إليه اليجاب قبل أن يقوم هاذا الخير
يعتبر قائم ا منتج ا لثره ولكنه ليس بات ا .وقد نصت الفقرة ) (2على حالتين يعتبر فيهما اليجاب
– 1حالة تحديد مدة للقبول أو استخلص أن الموجب ملزم بعدم العدول عن ايجابه من
– 2إذا اعتمد الموجه إليه اليجاب اعتمادا له ما يبرره على عدم قابلية اليجاب للعدول
عنه وتصرف على ضوء ذلك .ول يغطى هاذا النص فقط الحالت التى يكون فيها اليجاب بذاته
غير قابل للعدول عنه صراحة ،ولكن أيضا متى كان مسلك الموجب أو الظروف الخاصة أو
متطلبات العرض المقدم منه أو طبيعة الصفقة المقترحة تبرر اعتبار اليجاب غير قابل للعدول
.من ذلك مثل لو كان } صفحة {95محل البيع آلت تباع تحت شرط )(15
عنه لمدة معقولة
التجربة ،فإنه يستفاد من ذلك أن الموجب يظل ملتزما بالبقاء على ايجابه المدة اللزمة للتجربة ،
يقيم فى دولة أخرى ،فإن الفرض أن الموجب ينبغى عليه أن يبقى على إيجابه المدة المناسبة
نصت المادة 17من اتفاقية فيينا على أن يسقط اليجاب ولو كان غير قابل للعدول عنه ،
ومؤدى هاذا النص أن اليجاب ولو كان باتا ،فإنه يسقط متى رفضه الموجه إليه ولو لم
ويسقط اليجاب منذ اللحظة التى يصل فيها إلى الموجب رفض اليجاب من الموجه إليه .
وقد يقع هاذا الرفض بصورة قاطعة ،وقد يتضمن تعديلا فى اليجاب فل يعد هاذا قبول ينعقد به العقد
بل يعد ايجاب ا جديدا ،وسنعرض لذلك الكلم عن القبول ،وقد يتضمن الرفض عرضا ليجاب جديد
أن المادة 15منها تعتبر اليجاب منتج ا لثره متى وصل إلى الموجه إليه اليجاب ،كذلك يسقط
اليجاب وفقا للمادة 17من التفاقية متى وصل رفض الموجه إليه اليجاب إلى الموجب ولو كان
اليجاب غير قابل للعدول عنه ،وسنرى عند الكلم عن القبول أن اتفاقية فيينا تتبنى أيضا نظرية
وصول التعبير عن } صفحة { 96الرادة ،وتحدد المقصود من تعبير الوصول فى المادة 24
ولم تتضمن اتفاقية فيينا حكما مماثلا لحكم المادة 11من القانون الموحد الملحق باتفاقية
لهااى سنة 1964بشأن تكوين عقد بيع المنقولت المادية ،والتى تقضى بأنه ل تحول وفاة أحد
أطراف العقد أو فقدانه الهالية قبل القبول دون تكوين العقد إل إذا تبين عكس ذلك من قصد
المتعاقدين أو من العرف أو من طبيعة التعامل .وهاذا هاو ذات الحكم الذى أخذ به التقنين المدنى
المصرى فى المادة 92والتى تقضى بأنه إذا مات من صدر عنه التعبير عن الرادة أو فقد أهاليته
قبل أن ينتج التعبير أثره ،فإن ذلك ل يمنع من ترتب هاذا الثر عند اتصال التعبير بعلم من وجه
ويعنى هاذا الحل سواء فى ظل القانون الموحد أو القانون المصرى ،أنه ل يترتب على
ونلحظ مع أستاذنا الدكتور محسن شفيق أن هاذه المسألة ليست لها أهامية تذكر فى البيوع
الدولية لنها تجرى عادة بين أشخاص اعتبارية ل يعتريها الوفاة أو فقدان الهالية ) . (18ولعل هاذا
هاو السبب الذى أدى بلجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية إلى إغفال تنظيم هاذا الموضوع فى
اتفاقية فيينا سنة } . 1980صفحة { 97
المبحث الثانى
القبول
وقد نصت المادة 18من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أن " يعتبر قبول ،التعبير أو
السلوك الذى يصدر عن الموجه إليه اليجاب والذى يدل على موافقته على هاذا اليجاب .ول يعتبر
ويعنى هاذا التعريف أن القبول كما يكون صريح ا بصدور تعبير محدد يدل عليه ،من
الموجب له ،فإنه قد يكون ضمنيا باتخاذ الموجب له سلوكا يعبر عن موافقته على اليجاب الموجه
إليه كما لو قام المشترى بدفع الثمن أو قام البائع بتسليم المبيع .
وقد أكدت الفقرة الثانية من المادة 18أن السكوت ل يعد فى ذاته قبولا ،كذلك فإن الموقف
السلبى من جانب الموجب له ل يصل إلى درجة القبول .فسكوت الموجه إليه اليجاب ل يرقى
إلى درجة القبول الضمنى .وقد نصت المادة 2من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964
بشأن تكوين عقد البيع على أن كل شرط يرد فى اليجاب ليشترط اعتبار السكوت قبولا يعتبر
وتقضى المادة 98من التقنين المدنى المصرى بأنه إذا كانت طبيعة المعاملة أو العرف
التجارى أو غير ذلك من الظروف تدل على أن الموجب لم يكن لينتظر تصريحا بالقبول ،فإن العقد
يعتبر قد تم ،إذا لم يرفض اليجاب فى وقت مناسب ويعتبر السكوت عن الرد قبول ،إذا كان هاناك
تعامل سابق بين المتعاقدين واتصل اليجاب بهذا التعامل ،أو إذا تمخض اليجاب لمنفعة من وجه
إليه .
وهاذا النص يعنى أن السكوت فى ذاته مجردا عن أى ظرف ملبس له ،ل يكون تعبي ار عن
الرادة ولو قبولا ،لن الرادة عمل إيجابى والسكوت موقف سلبى ،والقاعدة الشرعية أنه " ل ينسب
لساكت قول " ،إواذا كان هاذا هاو الصل فإن الستثناء أن يعتبر السكوت قبولا إذا أحاطت به
ظروف ملبسة من شأنها أن تجعله يدل على الرضا ويسمى السكوت فى هاذه الحالة " السكوت
وقد عرض المشرع المصرى للمثلة التى تحيط فيها بالسكوت ظروف ملبسة ،كما لو
جرى العرف التجارى على أن يعتبر السكوت رضاء ،أو كان هاناك تعامل سابق بين المتعاقدين أو
تمخض اليجاب لمنفعة من وجه إليه ،وسكت هاذا فيعد سكوته رضاء.
وبالرغم من أن اتفاقية فيينا لم يرد فيها نص صريح يؤدى إلى اعتبار السكوت الملبس
قبولا ،فإنه يمكن أن يستخلص هاذا الحكم من عبارة الجملة الثانية من الفقرة الولى من المادة 18
التى تقضى -كما ذكرنا -بأن السكوت أو الموقف السلبى ل يعتبران فى ذاتهما in itselfقبولا ،
ومؤدى هاذا التعبير الخير أنه متى ارتبط بالسكوت ظرف من الظروف فإنه يمكن اعتباره قبول ،
ويجد هاذا التفسير صدى له فى نص الفقرة الثالثة من المادة الثامنة من اتفاقية فيينا ،وهاو نص
خاص بتفسير العقد ،فيعطى للظروف الملبسة أهامية } صفحة { 99خاصة فى تحديد إرادة
المتعاقدين ،على النحو الذى سنعرض له عند الكلم عن تفسير العقد فى الفصل الثانى من هاذا
الباب ،هاذا فضل عن أن السكوت قد يعتبر ،استثناء ،من القاعدة العامة فى اتفاقية فيينا ،بمثابة
الصل أن القبول ل ينتج أثره وفق ا لحكام المادة 18/2من اتفاقية فيينا إل متى وصل إلى
الموجب ،ويمكن سحب القبول أو الرجوع فيه متى وصل هاذا الرجوع إلى الموجب قبل أو على
القل فى نفس وقت وصول القبول طبق ا لنص المادة 22من اتفاقية فيينا .
ول يعتبر القبول منتجا لثره إذا لم يصل إلى الموجب خلل الميعاد الذى حدده فى إيجابه
أو خلل ميعاد معقول ،إذا لم يحدد الموجب ميعادا للقبول ،ويجب أن يؤخذ فى العتبار فى تحديد
الميعاد المعقول ظروف التعامل بما فى ذلك سرعة وسائل المواصلت التى استخدمها الموجب .
إواذا كان اليجاب شفويا وجب أن يكون القبول فوريا ،إل إذا اتضح من الظروف غير ذلك ) المادة
العرف بأن الموجه إليه اليجاب ،عليه أن يعبر عن قبوله بالقيام بعمل معين كإرسال البضاعة
المبيعة أو دفع الثمن ،دون إخطار الموجب ،فإن القبول ينتج أثره منذ اللحظة التى يقوم فيها
} صفحة {100خلل الميعاد الموجه إليه اليجاب بهذا العمل ،بشرط أن يتم هاذا العمل
المحدد فى اليجاب لصدور القبول أو خلل الميعاد المعقول إذا لم يحدد الموجب ميعادا للقبول
وقد رأينا فيما تقدم أن القانون المصرى يلزم الموجب بالبقاء على إيجابه إذا حدد ميعادا
للقبول سواء أكان هاذا التحديد صريحا أم ضمنيا ) المادة 93مدنى ( كما تقضى المادة 94بأنه إذا
صدر اليجاب فى مجلس العقد دون أن يعين ميعاد للقبول فإن الموجب يتحلل من ايجابه إذا لم
يصدر القبول فو ار ،على أن العقد يتم مع ذلك ولو لم يصدر القبول فو ار ،إذا لم يوجد ما يدل على
أن الموجب قد عدل عن ايجابه فى الفترة ما بين اليجاب والقبول وكان القبول قد صدر قبل أن
تنص المادة 96من التقنين المدنى المصرى على أنه " إذا اقترن القبول بما يزيد فى
اليجاب أو يقيد منه أو يعدل فيه ،اعتبر رفضا يتضمن ايجابا جديدا " ويعنى هاذا النص أن القبول
الذى يؤدى إلى إبرام العقد ،هاو القبول المطابق لليجاب بحيث إذا اقترن به ،يؤدى هاذا إلى
تطابق إرادتى الموجب والقابل فينعقد العقد .أما إذا تضمن القبول ما يغير فى اليجاب زيادة أو
بوضع قيد عليه أو بتعديل لما تضمنه ،فإنه ليس من شأن هاذا القبول ،أن يعد تعبي ار عن إرادة
الموجب له يطابق اليجاب الصادر من الموجب بحيث يؤدى إلى انعقاد العقد ،فاختلف تطاق
التعبيرين يؤدى إلى عدم تكوين العقد .لذلك يعتبر التعبير الصادر عن الموجب له متى تضمن
تغيي ار فى اليجاب بالزيادة أو التقييد أو التعديل ،رفضا يتضمن ايجابا جديدا أى يحتاج إلى قبول
من الموجب لكى ينعقد العقد .ويسمى التعبير الصادر من الموجب له المتضمن تقييدا لليجاب " ،
القبول الموصوف " فإذا وجه إلى الموجب كان بمثابة إيجاب جديد فإذا قبله
} صفحة {101الموجب ،فان العقد يتم بالشروط الجديدة ،كما لو أرسل المشترى ايجابا الى
البائع يطلب منه شراء كمية معينة من البضاعة بثمن التزم به في العرض ،فيقبل البائع هاذا
العرض مع زيادة الثمن او بشرط التزام المشترى بمصاريف التعبئة أو بمصاريف نقل البضاعة أو
اذا تضمن القبول الموافقة على الصفقة على أن يدفع الثمن فو ار مع أن عرض المشترى الشراء كان
" متى وقد تضمنت اتفاقية فيينا نصا مماثل هاو نص المادة 19/1الذى يقضى بأنه
تضمن الرد بقبول العرض الموجه الى الموجب له بعض الضافات او القيود أو أية تعديلت أخرى
وعلى ذلك فالنص واضح تماما في أن عدم تطابق القبول مع اليجاب ليس من شأنه أن
يؤدى الى انعقاد عقد البيع الدولى للبضائع ،ولكن تعتبر الضافة additionأو القيد
قبول من الموجب حتى ينعقد العقد وفقا للتغيير المقترح من الموجب له .
ويطابق نص المادة 19/1من اتفاقية فيينا ،ما تضمنته المادة 7/1من القانون الموحد
وتنص الفقرة الثانية من المادة 19من اتفاقية فيينا على أنه " :ومع ذلك فان الرد على
اليجاب بقصد القبول ،متى تضمن عبارات إضافية او مختلفة ،ل تغير من جوهار اليجاب ،
يعتبر قبول مالم يبادر الموجب دون تأخير له ما يبرره ،بالعتراض شفوي ا على التعديل المقترح أو
بإرسال إخطار بذلك ،فإذا لم يعترض الموجب على هاذا النحو ،فان العقد يتم بالشروط التى
تضمنها اليجاب مع التعديلت الواردة في القبول " }.صفحة {102
ويهدف النص المتقدم الى تيسير تكوين العقد ،فمتى كانت هاناك تعديلت في اليجاب
لتغير في جوهار شروطه ،فان العقد يتم طبقا لهذه الشروط التى يتضمنها اليجاب والمعدلة وفقا
للتغييرات غير الجوهارية الواردة في القبول ،ما لم يعترض الموجب على هاذه التغييرات شفاهاة أو
الستاذ محسن شفيق الى التشبيه بين الحكم المتقدم وحكم المادة 95مدنى مصرى ،فهو يرى أن
الحكمين وان كانا غير متطابقين ،فان حكم المادة 95مدنى مصرى قريب من حكم المادة 7/2
. ) (22
من اتفاقية لهااى ويقوم على علة حكمها
وتنص المادة 95من التقنين المدنى المصرى على أنه " :إذا اتفق الطرفان على جميع
المسائل الجوهارية في العقد واحتفظا بمسائل تفصيلية يتفقان عليها فيما بعد ولم يشترطا أن العقد ل
يتم عند عدم التفاق عليها ،اعتبر العقد قد تم .واذا قام خلف على المسائل التى لم يتم التفاق
عليها ،فان المحكمة تقضى فيها طبقا لطبيعة المعاملة ولحكام القانون والعرف والعدالة " .
ويعنى ذلك " أن المتعاقدين متى اتفقا على المسائل الجوهارية في العقد وتركا بعض
المسائل غير الجوهارية دون اتفاق ،فان العقد يتم مع ذلك ،إذ يفترض القانون أن نية الطرفين قد
انصرفت إلى إبرامه حتى لو قام خلف بينهما على هاذه المسائل مادام انهما لم يشترطا أن العقد ل
يتم عند عدم التفاق عليها ،وأباح القانون للقاضى في هاذه الحالة أن يقضى فيما اختلف المتعاقدان
فيه ،ول تقتصر مهمة القاضى في هاذا الفرض على مجرد تفسير ما اتفقا عليه ،إوانما يجاوز ذلك
الى تدبير ما اختلفا فيه فهو إذن يساهام في صنع العقد .وعلة هاذا } صفحة {103الحكم أنه مادام
المفروض أن المتعاقدين قد أرادا إبرام العقد ولو لم يتفقا على هاذه المسائل غير الجوهارية استتبع ذلك
. )(23
أن نفرض أيضا أنهما أرادا أن يحل القاضى محلهما ليبت فيما اختلفا فيه "
وعندما يحل القاضى محل المتعاقدين عند تفسير نيتهما ،فإنه يكمل المسائل غير المتفق
ووجه التفاق بين نص المادة 7/2من القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964والتى
تشابه المادة 19/2من اتفاقية فيينا والمادة 95مدنى مصرى أن حسم المسائل غير الجوهارية فى
التعاقد ل يؤثر على انعقاد العقد وليس من شأنها أن تشكل عقبة فى سبيل إبرامه أو تكوينه ،إوانما
ينعقد العقد بمجرد التفاق بين طرفيه على المسائل الجوهارية .
ولما كانت التفرقة بين التغييرات الجوهارية وغير الجوهارية وفق ا لما نصت عليه المادة 19/2
من اتفاقية فيينا ليست يسيرة وتكتنفها صعوبات عملية ،فقد حاولت الفقرة الثالثة من المادة 19أن
تتغلب على هاذه الصعوبات وذلك بتحديد شروط العقد التى يعتبر التغيير فيها من قبيل التغييرات
" تعتبر من قبيل التغييرات الجوهارية لليجاب ،أية إضافات أو تغييرات تتصل بصفة
خاصة ،بالثمن والوفاء به ،وبالكمية ونوع البضائع ،أو بمكان وزمان التسليم ،أو بنطاق مسئولية
أحد الطرفين فى مواجهة الخر ،أو بتسوية المنازعات الناشئة عن العقد " .
ونلحظ أن هاذا التحديد للشروط التعاقدية التى يعتبر تعديلها من قبيل التغييرات الجوهارية ،
لم يرد فى المادة 19/3من اتفاقية } صفحة {104فيينا على سبيل الحصر إوانما على سبيل
ونلحظ أنه أثناء مناقشة حكم المادة 19من اتفاقية فيينا المتعلقة بحكم عدم تطابق القبول
مع اليجاب ،قدم الوفد الهولندى اقتراحا يقضى بالسماح للموجب له ،أى الموجه إليه اليجاب ،
بأن يسحب أية تعديلت لليجاب يرفضها الموجب ،حتى ينقذ العقد ويتفادى أية عقبة فى سبيل
تكوينه ،إذ يسمح هاذا القتراح بدل من اعتبار القبول الموصوف بمثابة رفض لليجاب إل إذا كان
متضمنا لتغييرات غير جوهارية لم يعترض عليها الموجب ،بأن يعدل الموجب له عن التعديلت
التى يقترحها فى حالة رفض الموجب له .بيد أن لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية رفضت
تنص المادة 20/1من اتفاقية فيينا على أن " :يبدأ الميعاد المحدد للقبول من الموجب فى
برقية أو خطاب منذ اللحظة التى تسلم فيها البرقية لرسالها أو من التاريخ المذكور فى الخطاب ،
فإن لم يذكر مثل هاذا التاريخ فى الخطاب ،فمن التاريخ الذى يظهر على المظروف .ويبدأ الميعاد
المحدد للقبول من الموجب تليفونيا أو بالتلكس أو بأية وسيلة للتصال الفورى منذ اللحظة التى
يصل فيها اليجاب إلى الموجب له " .بينما تقضى المادة 8/2من القانون الموحد بأنه إذا أرسل
اليجاب المتضمن ميعادا للقبول بخطاب سرت مدة القبول من } صفحة { 105تاريخ الخطاب
والعبرة بتاريخ خاتم البريد على الخطاب ،إواذا أرسل اليجاب المتضمن ميعادا للقبول ببرقية ،سرى
ويعنى ذلك أنه وفقا لتفاقية فيينا يبدأ الميعاد الذى يحدده الموجب للقبول منذ تاريخ تسليم
البرقية لرسالها إلى الموجب له ،وتتفق اتفاقية فيينا مع القانون الموحد للهااى فى هاذا الشأن ،فإذا
حدد الميعاد فى خطاب فالعبرة بالتاريخ المذكور فى الخطاب ،أو على المظروف إذا لم يذكر تاريخ
فى الخطاب ،بينما يعتد القانون الموحد للهااى بالتاريخ الموجود على المظروف ولو وجد تاريخ فى
. )(26
الخطاب ،إذ قد يكون مكذوبا
وأضافت اتفاقية فيينا حكم ا لم يرد فى القانون الموحد للهااى ،متى حدد الميعاد من
الموجب تليفوني ا أو بالتلكس أو بأية وسيلة أخرى للتصال الفورى كالفاكسميل ،فيبدأ الميعاد منذ
ووفقا للفقرة الثانية من المادة 20من اتفاقية فيينا ،فإنه يدخل فى حساب الميعاد المحدد
للقبول أيام الجازات الرسمية أو اليام التى يتعطل فيها العمل إذا وقعت هاذه اليام خلل الميعاد .
وعلى أية حال فإنه إذا لم يمكن تسليم الخطار بالقبول فى عنوان الموجب فى اليوم الخير للميعاد
المحدد للقبول لنه يقع فى يوم إجازة رسمية أو فى يوم يتعطل فيه العمل فى المكان الذى يوجد فيه
مركز أعمال الموجب فإن الميعاد يمتد إلى أول يوم عمل تال } .صفحة { 106
تنص المادة 21/1من اتفاقية فيينا على أن " يعتبر القبول المتأخر منتجا لثره كقبول متى
بادر الموجب إلى إبلغ الموجب له شفويا أو بإخطار فورى بذلك " .
ويقصد بهذا الحكم الذى ورد مثيل له فى المادة 9/1من القانون الموحد لتفاقية لهااى ،
أن يتفادى تفويت الصفقة على الموجب إذا أراد التمسك بها ،وفكر الموجب له فى التنصل منها
مستندا إلى تأخر القبول ،ويكفى لعتماد القبول المتأخر من جانب الموجب مجرد إخطار الموجب
. )(28
له بذلك
ومتى تضمن الخطاب أو أية وسيلة مكتوبة قبولا متأخ ار ،وتبين أن هاذا الخطاب أو هاذه
الوسيلة المكتوبة أرسلت فى ظروف كان من الممكن معها أن تصل إلى الموجب فى الميعاد المحدد
لو تم نقلها بالطريق المعتاد ،فإن القبول المتأخر ينتج أثره كقبول ما لم يبادر الموجب شفوي ا أو
) المادة 21/2من اتفاقية فيينا ( بإخطار يرسله بإبلغ الموجب له بأنه يعتبر اليجاب غير قائم
.
ويهدف هاذا الحكم إلى منح الموجب فرصة الحصول على البضاعة التى يريدهاا إذا كان
مشتريا أو فرصة بيع البضاعة التى يعرض بيعها إذا كان بائعا متى تأخر وصول القبول إليه عن
الميعاد المحدد فى ايجابه للقبول ،فيلتزم الموجب بالقبول المتأخر الذى كان من المفروض أن يصل
فى الميعاد المحدد لو تم نقله بالطريق المعتاد بحسب الظروف التى أرسل فيها ما لم يعبر الموجب
بأسرع طريقة ممكنة أو كما يعبر النص النجليزى للمادة ، without delay 21/2فى التحلل من
إيجابه باعتباره غير قائم ،فإذا حدد الموجب للموجب له مثل يوم 10مارس ميعادا للقبول ،فأرسل
الموجب له قبوله يوم 3مارس على } صفحة { 107أساس أن المدة العادية لوصول الخطاب الى
عنوان الموجب لتزيد عن خمسة أيام فإذا تأخر وصول الخطاب لسباب غير عادية ولم يصل إل
فى 15مارس فإن الموجب يلتزم بالقبول ما لم يخطر الموجب له بإلغاء ايجابه يوم 12مارس على
رأينا أنه متى كان التعبير عن الرادة ايجابا ،فإنه يعتبر قائما ومنتجا أثره متى وصل إلى
الموجب له ول يجوز العدول عنه وان جاز الرجوع فيه ،أما أن كان اليجاب باتا فإنه ل يجوز
. )(29
العدول عنه ول الرجوع فيه
أما إذا كان التعبير عن الرادة قبول ،فإنه ل ينتج أثره أيضا كما قدمنا ،إل متى وصل إلى
الموجب .ويعتبر أثر القبول أكثر وضوح ا من أثر اليجاب ،لن القبول إذا أنتج أثره ،كان هاذا
.ومن ذلك نرى أن القبول متى صدر من الموجب له ل يتم به العقد إل من )(30
الثر هاو تمام العقد
وقت وصوله إلى الموجب .والصل أنه متى صدر القبول فل يجوز الرجوع فيه أو سحبه من القابل
،على أن المادة 22من اتفاقية فيينا ،مقتفيه فى ذلك أثر المادة 10من القانون الموحد لتفاقية
لهااى نصت على أنه " :يمكن سحب القبول إذا وصل السحب إلى الموجب قبل أو فى نفس
الوقت الذى يعتبر فيه القبول منتج ا لثره " .ويعنى هاذا النص أنه يجوز الرجوع فى القبول متى
وصل الرجوع إلى الموجب قبل وصول القبول أو متى وصل الرجوع إلى الموجب فى نفس وقت
وصول القبول ،لن القبول يعتبر منتج ا لثره بوصوله إلى الموجب ،وعلى ذلك يستطيع القابل
سحب قبوله الذى أرسله بخطاب مثل ،بإرسال برقية تفيد الرجوع فيه } صفحة {108وينتج هاذا
الرجوع أثره إذا وصل إلى الموجب قبل أو فى نفس وقت وصول القبول .
المبحث الثالث
– 78تمهيد :
رأينا أن تطابق القبول مع اليجاب هاو الذى يؤدى إلى انعقاد العقد ،فالقبول غير المطابق
لليجاب زيادة أو نقص ا أو تعديلا ،ل يؤدى إلى تمام العقد ويعتبر رفض ا يتضمن إيجاب ا جديدا
)(31
.
. )(32
ملبسا كما رأينا أن السكوت ل يعتبر فى ذاته قبول ،إل متى كان هاذا السكوت
ونعرض هانا للحظة التى يتم فيها البيع الدولى للبضائع ،لن هاذا البيع تسبقه مفاوضات
بين طرفيه ،تنتهى عادة بتوجيه ايجاب من أحد الطرفين إلى الخر ،فإذا صدر القبول من الموجب
له وكان تعبي ار مطابق ا لليجاب ،فل يحول شئ دون تكوين عقد البيع الدولى ،ولكى يتم العقد كان
وفق ا لنص المادة 23من اتفاقية فيينا فإن " العقد يتم فى اللحظة التى يعتبر فيها القبول
منتج ا لثره طبق ا لنصوص هاذه التفاقية " } .صفحة { 109
وتنص المادة 24من التفاقية المشار إليها على أنه " :بالنسبة لهذا القسم من التفاقية –
أى القسم الثانى المتعلق بأحكام تكوين عقد البيع الدولى للبضائع – فإن اليجاب أو إعلن القبول
أو أى تعبير آخر عن الرادة " يصل " إلى الموجه إليه هاذا التعبير ،متى وجه التعبير شفاهاه إلى
الطرف الخر أو سلم إليه بأية وسيلة أخرى شخصي ا أو إلى مركز أعماله أو أرسل بالبريد إلى
عنوانه ،أو إذا أرسل إلى محل إقامته المعتاد عند عدم وجود مركز أعمال له أو عنوان بريدى " .
وقد سبق أن رأينا أن المادة 15/1تعتبر اليجاب منتجا لثره بوصوله إلى الموجه له ،كما
رأينا أن المادة 18/1تقضى بأن يعتبر القبول منتجا لثره متى وصل إلى الموجب ،كما رأينا أن
الرجوع فى اليجاب أو القبول ينتج أثره بوصوله إلى الطرف الخر ،إيجابا أو قبول أو رجوعا فى
أيهما .ويبين من جماع هاذه النصوص أن التعبير عن الرادة وفقا لتفاقية فيينا ،ينتج أثره بوصوله
لذلك حرصت المادة 23على أن تؤكد أن العقد يتم منذ اللحظة التى يعتبر فيها القبول
منتج ا لثره وفق ا لحكام التفاقية أى منذ أن يصل القبول إلى الموجب ،ففى هاذه اللحظة يقترن
تكفلت المادة 24ببيان متى يصل reacheالتعبير عن الرادة إلى الطرف الخر وذلك
– 1إذا وجه شفاهاة إلى الموجه إليه التعبير ) الطرف الخر ( .
– 2إذا سلم من صاحب التعبير إلى الموجه إليه بأية وسيلة أخرى } :صفحة {110
) أ ( شخصيا .
)جـ( أو إلى محل إقامته المعتادة إذا لم يكن له مركز أعمال أو عنوان بريدى .
ويعنى نص المادة 24من اتفاقية فيينا إذن بتحديد اللحظة التى يتم فيها عقد البيع أو يقترن
فيها اليجاب بالقبول ،ويتضح من هاذا النص أن اتفاقية فيينا أخذت بنظرية معينة من عدة نظريات
تأخذ بها مختلف التشريعات الوطنية ،فقد اعتدت التفاقية بنظرية وصول القبول أى تسليمه وهاو
ذات المذهاب الذى اعتنقه القانون الموحد لتفاقية لهااى ،على أن القانون الخير لم يتضمن نص ا
تفصيليا يبين فيه متى يعتبر التعبير عن الرادة قد وصل إلى الطرف الخر ،إذ قررت المادة 8/1
من القانون الموحد بأن القبول ل يحدث أثره إل إذا وصل إلى الموجب فى الميعاد المعين له ،
وبينت المادة 12المقصود من الوصول بأنه تسلم الرسالة المتضمنة القبول فى عنوان المرسل إليه
أما اتفاقية فيينا فقد حرصت على بيان الحالت التى يمكن القول فيها أن التعبير عن الرادة
وصل إلى الموجه إليه هاذا التعبير ببيان الحالت الربع التى أشرنا إليها فيما تقدم .
وقد غلبت اتفاقية فيينا نظرية وصول التعبير ،بينما يتنازع هاذا الموضوع فى التشريعات
} .صفحة {111 )(33
الوطنية عدة نظريات نوجزهاا فيما يلى
يعتبر العقد توافق إرادتين فمتى أعلن الطرف الخر قبوله لليجاب المعروض عليه ،فقد
توافقت الرادتان وتم العقد ،ويرى أنصار هاذه النظرية أنها تلئم مقتضيات الحياة التجارية من
على أنه يؤخذ على هاذه النظرية أن الرادة ل تنتج أثرهاا إل من وقت العلم بها ،إذ قد يعدل
من عبر عن إرادته عن هاذا التعبير بعد صدوره .
ل تختلف هاذه النظرية عن النظرية السابقة كثي ار ،إذ ينتج القبول أثره بإعلنه على أن
يكون هاذا العلن نهائيا ل رجعة فيه ،ول يكون كذلك إل بإرسال القبول إلى الموجب .
ويؤخذ على هاذه النظرية أن القبول المصدر يمكن استرداده لن الخطاب المرسل ملك
القبول نهائي ا إذا وصل إلى الموجب ،ففى هاذا الوقت يتم العقد سواء علم به الموجب أو لم يعلم ،
ل يكفى إعلن القبول بل يجب علم الموجب به ،ويعتبر وصول القبول قرينة على العلم به
ولكنها قرينة قضائية يمكن الخذ بها أو عدم الخذ بها وهاى قرينة قابلة لثبات العكس فى جميع
الحوال } .صفحة { 112
وهاذه النظرية متفرعة عن النظرية السابقة فهى تشترط العلم وتعتبر وصول القبول قرينة
عليه .
ويبدو أن القانون المصرى يأخذ بهذه النظرية إذ تنص المادة 91مدنى على أنه :
" ينتج التعبير عن الرادة أثره فى الوقت الذى يتصل فيه بعلم من وجه إليه .ويعتبر
وصول التعبير قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل على عكس ذلك " .
وقد رأينا أن اتفاقية فيينا قد أخذت بنظرية تسليم القبول أو تصديره ،وأن هاذا التسليم ل
يعنى حتما العلم بل يكفى أن يوجه القبول إلى الموجب شفاهاه أو أن يسلم إلى الموجب سواء تم
تسليمه إليه شخصيا ) وهانا يعتبر العلم مؤكدا ( أو يسلم إلى مركز أعماله أو إلى عنوانه البريدى أو
محل إقامته المعتادة) وهانا يفترض العلم(} .صفحة {113
الفرع الثانى
– 81تمهيد :
تحكم اتفاقية فيينا سنة 1980عقد البيع الدولى للبضائع ،لذلك ورد فى هاذه التفاقية
بعض النصوص التى تعالج تفسيرهاا ،كما تتعرض لتفسير إرادة المتعاقدين ثم لتفسير العقد الذى
تحكمه التفاقية وطريقة إثباته ،وقد وردت هاذه النصوص فى الفصل الثانى من القسم الول تحت
ونلحظ بداءة ،أن ما يرد فى التفاقية من نصوص تتعرض لتفسير أحكامها والسس التى
ينبغى أن يقوم عليها هاذا التفسير ،إنما تتصل صلة وثيقة بتفسير عقد البيع الدولى الذى تحكمه
التفاقية ،كذلك فإن وضع معيار لتفسير إرادة المتعاقدين قبل التعاقد إنما يستهدى به عند تفسير
العقد .
ونعرض فى مبحثين على التوالى لقواعد التفسير ،ثم لثبات عقد البيع الدولى للبضائع .
المبحث الول
قواعد التفسير
تنص المادة 7من اتفاقية فيينا فى فقرتها الولى على أنه " :فى تفسير هاذه التفاقية يؤخذ
فى العتبار طبيعتها الدولية والحاجة إلى تحقيق التوحيد عند تطبيقها ،ومراعاة حسن النية فى
التجارة الدولية " } .صفحة { 114
ويقصد هاذا النص تفادى الرجوع إلى القوانين الوطنية لتفسير أحكام اتفاقية فيينا ولتحقيق
الهدف منها من بلوغ التوحيد ،لن الرجوع إلى القوانين الوطنية عند عرض النزاع على المحاكم
للدول المختلفة من شأنه أن يعطى تفسي ار مختلفا لحكام التفاقية .ويختلف بالتالى أسلوب تطبيقها
من دولة إلى دولة ،المر الذى يخرج بالتفاقية عن أهادافها وهاى التوحيد الدولى المنشود لحكام
عقد بيع البضائع ،لذلك حرص نص المادة 7/1من التفاقية على ضرورة مراعاة أسس ثلثة عند
) أ ( الطبيعة الدولية للتفاقية .وذلك حتى لتتوسع المحاكم فى الرجوع إلى قوانينها
الوطنية .
)ب( الحاجة إلى تحقيق التوحيد وهاذا الساس الذى ورد فى المادة 7/1يحث بوضوح على
التحرز عند تفسير التفاقية من الرجوع إلى أحكام القوانين الوطنية لن من شأن هاذا الرجوع أل
يتحقق توحيد قانون التجارة الدولية بشأن البيع الدولى للبضائع ،أما التمسك بهدف التوحيد فإن من
شأنه أن يحصر المفسر لحكام التفاقية فى نطاق نصوصها والسس التى تقوم عليها .
)جـ( مراعاة حسن النية فى التجارة الدولية .ويقضى هاذا المبدأ بأن يراعى عند تفسير
التفاقية الخذ بما يحقق مصلحة التجارة الدولية وما تتطلبه من أن يسود بين أطراف العلقة
التجارية الدولية مبدأ حسن النية .وتهدف التفاقية أيضا بإيراد هاذا الساس إلى تفادى لجوء
المحاكم إلى الرجوع إلى قوانينها الوطنية عند تفسير أحكام التفاقية .
– 83القاعدة الواجبة التطبيق على المسائل التى أغفلت التفاقية تنظيمها :
تضمنت المادة 7/2نصا يقضى بتحديد القاعدة التى تطبق على المسائل التى نظمتها
التفاقية بالنص على أن } :صفحة { 115
" المسائل المتعلقة بالموضوعات التى تحكمها هاذه التفاقية ول يوجد بشأنها نص صريح ،
يقضى فيها وفقا للمبادئ العامة التى تقوم عليها ،وعند عدم وجود هاذه المبادئ ،يقضى فيها وفقا
للقانون الواجب التطبيق حسبما تشير قواعد القانون الدولى الخاص " .
ويعرض هاذا النص للحالة التى يعرض فيها أمام المحاكم الوطنية نزاع يثير تطبيق التفاقية
كالتزام البائع بتسليم بضاعة من النوع المتفق عليه بين طرفى عقد البيع ،فهذا اللتزام يدخل ضمن
نطاق التفاقية ،فإذا طلب المشترى إبطال العقد على أساس الغلط فى صفة جوهارية للبضاعة محل
،فإن هاذه المسألة لم تنظمها اتفاقية فيينا ،ففى هاذه الحالة يقضى فيها وفقا للمبادئ العامة )(34
البيع
التى تقوم عليها هاذه التفاقية ،وهاذه المبادئ وان لم ينص عليها صراحة فيها ،فمن اليسير أن
نستخلصها من مجموع نصوص التفاقية ومن العمال التحضيرية لها ،والمناقشات التى دارت فى
المؤتمرات الدولية التى تولت إعدادهاا ،ومنها الخذ بمبدأ سلطان الرادة ،ومراعاة التوازن بين
التزامات طرفى البيع ،والنظر إلى صالح التجارة الدولية ،والتضييق من اجازة فسخ العقد عند
. )(35
الخلل بأحد التزاماته
ويطابق نص المادة 7/2من اتفاقية فيينا نص المادة 17من القانون الموحد لتفاقية
لهااى سنة ، 1964إل أن نص اتفاقية فيينا أضاف ما لم يتضمنه القانون الموحد وهاو النص على
تطبيق القانون الواجب التطبيق وفقا لقواعد السناد التى يحيل إليها القانون الدولى الخاص ،لذلك
فإن اتفاقية فيينا تترك مجال فى هاذه الحالة لتطبيق الحلول الواردة فى القوانين الوطنية عند عدم
استخلص المبادئ العامة التى تقوم عليها اتفاقية فيينا } .صفحة { 116
ويلحظ أن المبادئ العامة التي تقوم عليها اتفاقية فيينا يمكن البحث عنها في النظم
القانونية للدول المتعاقدة ،بحيث نستخلص المبادئ المشتركة لهذه النظم وتعتبر بمثابة قواعد عامة
للتفاقية .
المفروض أنه ل محل للبحث عن نية المتعاقدين ،عند وضوح عبارة العقد ،وتقرر المادة
150/1من التقنين المدنى المصرى هاذا المبدأ بقولها إواذا كانت عبارة العقد واضحة ،فل يجوز
النحراف عنها عن طريق تفسيرهاا للتعرف على إرادة المتعاقدين .ويبرر هاذا الحكم بأن النحراف
عن عبارة العقد الواضحة فيه مخالفة للقانون ،أما إذا كان هاناك محل لتفسير العقد فإن الفقرة الثانية
من المادة 150مدنى مصرى تقضى بأنه يجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف
عند المعنى الحرفى لللفاظ ،مع الستهداء فى ذلك بطبيعة التعامل ،وما ينبغى أن يتوافر من
أمانة وثقة بين المتعاقدين ،وفقا للعرف الجارى فى المعاملت .أما فيما يتعلق بعقد البيع الدولى
للبضائع ،فقد أشارت المادة 8من التفاقية إلى قاعدة تتعلق بتفسير التعبير عن إرادة أحد
المتعاقدين سواء أكان هاذا التعبير صريحا أم ضمنيا يستخلص من سلوك أحد الطرفين المتعاقدين ،
لذلك فإن هاذه المادة ل تتصل مباشرة بتفسير العقد مثل المادة 9من التفاقية ،على ما سنرى ،
إوانما بتفسير التعبير عن إرادة المتعاقد .على أننا نلحظ أن لتفسير إرادة المتعاقد قبل التعاقد ،
أهامية بالغة عند تفسير عقد البيع الدولى للبضائع ،وتجدر الشارة إلى أنه ل محل لتفسير هاذه
الرادة ،كما أنه ل محل لتفسير العقد إل عند غموض التعبير أو نصوص العقد .
أغراض هاذه التفاقية ،وفقا لنيته التى يعلمها الطرف الخر أو التى ل يمكنه أن يجهلها " .
ويهدف هاذا النص إلى تفسير التعبير الصريح عن إرادة المتعاقدين أو أى سلوك آخر
يستخلص منه قانونا هاذا التعبير بطريقة ضمنية ،فيتم التفسير طبقا لنية الطرف الصادر عنه
.وقد )(36
التعبير متى كان الطرف الموجه إليه التعبير يعلم هاذه النية أو يفترض فيه أنه يعلمها
تعرضت الفقرة الثانية من المادة 8من التفاقية للمعيار الذى يجب إتباعه عندما ل يثبت علم
الطرف الموجه إليه التعبير بنية الصادر عنه التعبير ،أو أن الول ل يمكن أن يفترض فيه هاذا
" إذا لم يمكن تطبيق الفقرة السابقة ،فإن التعبير أو السلوك الذى يصدر عن أحد الطرفين ،
يمكن تفسيره وفقا لما يفهمه شخص عاقل من نفس مستوى الطرف الخر وفى نفس ظروفه " .
ويلحظ أن المعيار الذى أخذت به اتفاقية فيينا فى التعرف على نية المتعاقدين معيار
موضوعى وليس معيا ار شخصيا ،كما أن نص المادة 8من التفاقية يعبر بوضوح عن ميل
التفاقية إلى الخذ بالرادة الظاهارة أكثر من اتجاهاها إلى الرادة الباطنة ،إذ تعول على النية التى
يعلمها الطرف الخر أو ينبغى أن يعلمها ،فإذا لم يمكن الوصول إلى هاذه النية وفقا لهذا المبدأ ،
فإننا نلجأ إلى المعيار } صفحة { 118الموضوعى الذى عرضت له الفقرة الثانية من المادة 8
وهاو معيار الشخص العاقل من نفس مستوى الشخص الموجه إليه التعبير وفى نفس ظروفه .
ثم تعرضت الفقرة الثالثة من المادة 8للعناصر التى يمكن الستهداء بها للتعرف على فهم
" لتحديد نية أحد الطرفين أو ما يفهمه شخص عاقل ،يجب أن يؤخذ فى العتبار ،ظروف
الحال وخاصة المفاوضات التى تمت بين الطرفين ،وأية معاملت سابقة بين الطرفين أنفسهم ،وما
ويقترب هاذا النص من نص المادة 150/2من التقنين المدنى المصرى الذى عرضنا له
فيما تقدم بشأن تفسير العقد ،فالتعرف على نية المتعاقدين يكون بالرجوع إلى ظروف الحال ،من
أن المفاوضات وان كانت ل تعتبر )(37
ذلك المفاوضات التى تمت بين الطرفين ،وقد رأينا فيما تقدم
تعبي ار عن الرادة ول يترتب عليها بذاتها أثر قانونى ،إل أن الرجوع إليها يفيد فى التعرف على نية
المتعاقدين عند تفسير القصد أو تفسير إرادة أحد المتعاقدين ،ما لم ينص العقد ذاته على اعتبارهاا
كذلك يمكن الستهداء ،للتعرف على نية المتعاقدين بالمعاملت السابقة بينهما ،وبالعرف
الجارى فى المعاملت ،وبسلوك المتعاقدين بعد صدور التعبير عن إرادتهما .وبناء على ذلك ،
فإن السكوت يمكن أن يعتبر قبول ،إذا كانت المعاملت السابقة بين الطرفين أو العرف الجارى فى
}.صفحة { 119 )( 38
المعاملت يستدل منه على ذلك ،وهاو ما يسمى بالسكوت الملبس
وقد قضت محكمة النقض المصرية بأن لمحكمة الموضوع السلطة التامة فى تعرف حقيقة
العقد المتنازع عليه واستظهار مدلوله بما تضمنته عباراته ،على ضوء الظروف التى أحاطت
. )(39
بتحريره ،وما يكون قد سبقه أو عاصره من اتفاقات عن موضوع التعاقد ذاته
ويبين مما تقدم مدى تشابه قواعد التفسير بين القانون المصرى واتفاقية فيينا .
تجعل اتفاقية فيينا للعادات التجارية أهامية كبرى فى تكوين عقد البيع ،فتنص المادة 9/1
من التفاقية على أن :
" يلتزم الطرفان بالعادات التجارية المتفق عليها بينهما وما يجرى عليه التعامل السابق بين
ويتبين من هاذا النص أن للعادة التجارية والتعامل السابق أهامية كبرى فى تفسير إرادة
طرفى العقد ،من ذلك مثلا فإنه يمكن اعتبار السكوت قبول فى بعض الحالت ،وهاو ما يسمى
بالسكوت الملبس ،برغم عدم النص صراحة على ذلك فى التفاقية ،وذلك وفقا لنص المادة 9/1
} صفحة {120التعامل السابق بين متى جرت العادة التجارية فى بعض الظروف أو جرى
.ويظهر هانا دور العادة التجارية أو التعامل السابق فى تفسير إرادة )(40
الطرفين على اعتباره كذلك
التجارية فى تفسير إرادة الطرفين سواء بالنسبة لتكوين العقد أو بالنسبة لتفسير أحكام العقد ذاته ،
فتقرر :
" ما لم يتفق بين الطرفين على العكس ،يعتبر أنهما قد اتفقا ضمنا على أن يسرى على
العقد بينهما أو على تكوينه ،العادة التجارية التى يعلمان بها أو يجب أن يعلما بها ،والتى تكون
معروفة للكافة فى مجال التجارة الدولية ويراعيها المتعاقدون عادة فى العقود الدولية فى نفس نوع
ويعنى هاذا النص أن العادة التجارية تعتبر ملزمة طبق ا لتفاق ضمنى غير ظاهار بين
المتعاقدين ،متى كان طرفا العقد يعلمان أو يجب أن يعلما بهذه العادة ،ولكن تحدد الفقرة الثانية
من المادة 9بعض المتطلبات القانونية لكى تعتبر مثل هاذه العادة ملزمة للمتعاقدين وذلك باشتراط
أن تكون معلومة للكافة فى مجال التجارة الدولية فى نفس نوع التجارة محل التعاقد ،ويراعيها
ويهدف هاذا النص إلى منح قيمة قانونية كبيرة للعادات التجارية السائدة فى مجال التجارة
الدولية فى نوع معين من أنواع النشاط ،على سبيل المثال ،فى التجارة الدولية للحبوب فإن العادات
التجارية التى يتبعها المتعاقدون فى بيع وشراء الحبوب فى السوق الدولى يجب احترامها قانونا عند
} .صفحة { 121 )(41
تفسير عقد بيع يكون محله هاذا النوع من التجارة
ويقلل هاذا النص من أهامية العادات التجارية المحلية التى تعرفها البيوع الوطنية ،ول يتبعها
المتعاقدون عادة فى المعاملت الدولية ،فهى عادات ل يمكن أن يعترف بدوليتها لن الطرف
وترجع أهامية العادات التجارية فى مجال عقد البيع الدولى إلى أنها تستمد إلزامها من
التفاق الضمنى بين المتعاقدين على الخذ بها ،وفى هاذا تغلب اتفاقية فيينا إرادة الطرفين على
أحكامها .
المبحث الثانى
إثبات عقد البيع الدولى للبضائع
يعتبر مبدأ حرية تكوين إثبات التصرفات التجارية ،من المبادئ المسلم بها فى مختلف
النظم القانونية .وبالرغم من أن اتفاقية فيينا تعالج البيع الدولى للبضائع وتنص صراحة على أنه ل
يشترط أن يكون البيع تجاري ا لكى يخضع لحكامها ،إل أنه من المقرر أن هاذه التفاقية تنصرف
أحكامها أساسا إلى البيع التجارى الدولى ،لذلك لم يكن من الغريب أن تقرر التفاقية مبدأ حرية كل
" ل يشترط إبرام عقد البيع ول إثباته بالكتابة ،فل يخضع العقد لى شرط شكلى .ويمكن
إثبات العقد بأى طريق من طرق الثبات بما فيها البينة " ،ومن هاذا النص يبين أن عقد البيع
الدولى للبضائع يعتبر وفقا لتفاقية فيينا عقدا رضائي ا وليس عقدا شكلي ا ،فلم تشترط لبرام هاذا العقد
أن يفرغ فى شكل معين } .صفحة { 122
ومن ناحية أخرى ،فإن التفاقية قررت أيضا عدم خضوع إثبات هاذا العقد لشكل معين ،
فهو يخضع لمبدأ حرية الثبات ،فيجوز إثباته بكافة طرق الثبات بما فى ذلك شهادة الشهود .
وقد جاء نص المادة 11من اتفاقية فيينا على هاذا النحو ليستجيب لحاجات التجارة الدولية
،التى تتحرر من قيود الشكل عند إبرام عقد البيع الدولى .
إذا كان مبدأ حرية تكوين إواثبات عقد البيع الدولى للبضائع هاو الصل وفق ا لحكام اتفاقية
فيينا ،فإن التفاقية راعت أن قوانين بعض الدول ،قد تتطلب شكلا معين ا لتكوين عقد البيع ،لذلك
وضعت التفاقية تحفظ ا على مبدأ حرية شكل العقد ،يجيز للدول التى تأخذ به ،أن تطبق القاعدة
التى يأخذ بها قانونها الوطنى متى كان واجب التطبيق على العقد وفق ا لقواعد تنازع القوانين ،إذا
) المتعلقة بتكوين عقد البيع ( والتى تسمح بأن يتم عقد البيع أو أى تعديل أو إنهاء له بالتراضى أو
بأن يصدر اليجاب أو القبول أو أى تعبير عن الرادة فى أى شكل آخر غير الكتابة ،عندما يكون
مركز أعمال أحد المتعاقدين فى دولة متعاقدة تكون قد أخذت بالتحفظ الوارد فى المادة 96من هاذه
التفاقية .ول يجوز للمتعاقدين مخالفة هاذه المادة أو تغيير أثرهاا " .
– 1يشير إلى عدم تطبيق المادة 11والتى رأينا حكمها فى البند السابق والتى تقضى
بمبدأ حرية شكل عقد البيع .وكذلك } صفحة { 123المادة 29من التفاقية التى تقرر فقرتها
الولى أن عقد البيع يمكن تعديله أو انهاؤه بمجرد تراضى الطرفين .بينما تقضى الفقرة الثانية منها
بأن العقد المكتوب الذى يتضمن شرطا يتطلب أن يتم أى اتفاق على تعديل أو إنهاء العقد بالكتابة
فإنه ل يكفى التراضى لتعديل أو إنهاء العقد وعلى أية حال فإن سلوك أحد الطرفين يمكن أن يمنعه
من التمسك بهذا النص إذا اعتمد الطرف الخر على هاذا السلوك .وكذلك يشير نص المادة 22
إلى عدم تطبيق أحكام القسم الثانى من التفاقية الذى يتضمن قواعد اليجاب والقبول .أى أن
النص يشير إلى عدم التقيد بأحكام التفاقية التى ل تشترط شكلا معينا للتعبير عن الرادة عند إبرام
عقد البيع إذا كان مركز أعمال أحد المتعاقدين فى دولة متعاقدة أخذت بالتحفظ الوارد فى المادة 96
– 2تقضى المادة 96من التفاقية بإيراد تحفظ من شأنه ،أنه يجوز لية دولة متعاقدة
يتطلب قانونها أن يبرم عقد البيع أو يثبت بالكتابة ،أن تعلن فى أى وقت وطبق ا للمادة 12من
) المتعلق باليجاب التفاقية بأن نصوص المادة 11والمادة 29والقسم الثانى من التفاقية
والقبول ( والتى تسمح بأن يتم عقد البيع أو تعديله أو انهاؤه بالتراضى أو أن يصدر اليجاب أو
القبول أو أى تعبير عن الرادة فى أى شكل غير الكتابة ،بأل تطبق هاذه الحكام إذا كان مركز
أعمال أى من طرفى العقد فى هاذه الدولة ) أى الدولة التى تعلن الخذ بالتحفظ المشار إليه فى
المادة . ( 96
ويلحظ أن هاذا التحفظ ل يشترط لنفاذه الخذ به عند التصديق على التفاقية أو النضمام
إليها إوانما يمكن الخذ به فى أى وقت ،أى تستطيع أن تعلن أية دولة متعاقدة الخذ بهذا التحفظ
رأينا من عرض النصوص الواردة فى اتفاقية فيينا بشأن شكل العقد ،أن الصل هاو حرية
شكل عقد البيع ،والستثناء أن تأخذ بعض الدول بالتحفظ الوارد فى المادة 96من التفاقية ،
فتطبق أحكام قوانينها التى تتطلب الكتابة كشكل لبرام عقد البيع أو كشرط لثباته .ويقصد بالكتابة
،كل محرر مكتوب صادر عن المتعاقدين .على أن معنى الكتابة فى مجال قانون التجارة الدولية
،ووفقا للتجاه الحديث ل يشمل فقط كل محرر مكتوب يثبت أنه صادر عن أحد المتعاقدين أو
عنهما معا وذلك بتوقيعه ممن صدر عنه ،بل يشمل المحرر المكتوب وفقا للمعنى الحديث فى
قانون التجارة الدولية أى محرر يثبت إرساله من أحد الطرفين إلى الخر ولو لم يكن موقعا بخط
الصادر منه هاذا المحرر من ذلك البرقية والتلكس .لذلك نصت المادة 13من اتفاقية فيينا على
" فى تطبيق أحكام هاذه التفاقية ،تشمل الكتابة ،البرقية والتلكس "
ــــــــــــــــــــــ
) (5) (5نقض مدنى فى 19يونيه ، 1969مجموعة أحكام النقض ،السنة 20رقم 159
ص . 1017
) (7) (7نقض مدنى فى 9فبراير ، 1967مجموعة أحكام النقض ،السنة 18رقم 52
ص . 334
) (10) (10نلحظ أن صياغة نص الفقرة الثانية من المادة 14من التفاقية فى النسخة
الفرنسية تختلف عن النسخة النجليزية ،إذ جاء فى النسخة الفرنسية أن توجيه العرض
إلى أشخاص غير محددين personnes indéterminéeيعد مجرد دعوة إلى اليجاب .
أما النص النجليزى فقد قرر أن العرض الموجه إلى غير شخص أو أشخاص محددين
يعد مجرد دعوة لتقديم إيجاب ،بيد أن المعنى الذى يمكن أن يستخلص من النصين
الفرنسى والنجليزى واحد على النحو الذى عرضنا له فى المتن ،فالمقصود توجيه
الخيرة .
السنهورى ،المرجع السابق رقم 113ص 282وما بعدهاا . )(20) (20
) (21) (21شليشتريم ص . 54وطبقا لنص المادة 9من التفاقية الواردة بشأن تفسير
العقد ،يلتزم المتعاقدان بالعادات التجارية التى يتفقا على اللتزام بها وكذلك بالتعامل
السابق بينهما .أنظر ما سيأتى لحق ا بشأن تفسير العقد فى الفصل الثانى .
) (24) (24عبر النص الفرنسى عن عبارة " بصفة خاصة " بكلمة notammentأما النص
النجليزى فقد عبر عن هاذا المعنى بعبارة among other thingsوهاو تعبير أكثر
) (27) (27كذلك تضمن القانون الموحد لتفاقية لهااى سنة 1964حكما لم يرد فى
اتفاقية فيينا يقضى بأنه متى كان اليجاب شفوي ا وجب أن يكون القبول فوريا إل إذا اتضح
من الظروف اتجاه نية الموجب إلى منح المخاطب مهلة للتفكير ) المادة . ( 8/1
) (33) (33اعتمدنا فى عرضنا الموجز لهذه النظريات على مؤلف الستاذ السنهورى
المشار إليه فيما تقدم ،من رقم 123إلى رقم 126ص . 310 – 309
) (36) (36ويقترب هاذا الحكم من رأى يقول به الدكتور أحمد الشيتى فى رسالته تكوين
العقد وتفسيره فى القانون المصرى الجديد ص 58وأشار إليه الستاذ السنهورى المرجع
الموجب إلى الطرف الخر ،مفهوم ا على النحو الذى أخذ به الطرف الخر أو كان
يستطيع أن يأخذ به ،فاليجاب يصدر من الموجب ويتلقاه الطرف الخر ،ويفهمه أو
كان يستطيع أن يفهمه على نحو معين ،فهذا الفهم الحاصل فعل أو المستطاع تحصيله
هاو الذى يقف عنده لنه هاو القدر المتيقن الذى يتلقى عنده المتعاقدان .
) (39) (39نقض مدنى فى 16مايو سنة 1967مجموعة النقض السنة 18رقم 150
على أن التكييف القانونى الصحيح لما قصده المتعاقدان إوانزال حكم القانون على العقد
هاو مسألة قانونية تخضع لرقابة محكمة النقض ،أنظر نقض مدنى فى 9مارس سنة