You are on page 1of 28

‫المملكة المغرب‬

‫ماستر‪ :‬الوسائل البديلة لفض المنازعات‬


‫الفوج‪ :‬الثامن‬
‫الوحدة‪ :‬الوسائل البديلة لحل منازعات التجارة‬
‫الدولية‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫حجوجي سامية‬
‫كريم متقي‬ ‫صفاء انغاون‬
‫مريم النجومي‬
‫سهيلة أمغار‬
‫أنور احمادون‬
‫أشرف المكاوي‬

‫الموسم الجامعي‪2023 - 2022 :‬‬


‫قواعد األونسترال للتحكيم‬

‫الئحة فك الرموز‪:‬‬
‫م‪ .‬س‪ :‬مرجع سابق‬
‫ص‪ :‬صفحة‬
‫ط‪ :‬طبعة‬
‫س‪ :‬سنة‬
‫ق‪ :‬قانون‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫مقدمة‬
‫تعتبر التجارة الدولية المحرك األكبر لالقتصاد العالمي‪ ،‬وذلك من خالل التبادل التجاري‬
‫الدولي عبر الحدود‪ ،‬باعتبار أن الحدود الوطنية لم تعد كافية لنمو القوى اإلنتاجية ‪ ،‬فتسعى كل‬
‫الدول على مستوى العالم إلى األسواق الدولية من أجل تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬سواء من أجل‬
‫سد النقائص التي لم تتمكن من تحقيق االكتفاء الذاتي فيها‪ ،‬أو تصريف الفائض من اإلنتاج‪ ،‬األمر‬
‫الذي ال يتم إال من خالل عقود التجارة الدولية التي تعد العصب األساسي في الحياة االقتصادية‪ ،‬و‬
‫األداة المثلى األكثر ذيوعا لتبادل السلع و الخدمات عبر الحدود‪ ،‬و تتنوع هذه العقود بتعدد أشكالها‬
‫وإتساع مجاالتها‪ ،‬و كل شكل من اشكالها ‪ ،‬يقوم بدورهام على صعيد المبادالت التجارية‪.‬‬
‫في ظل االنتشار و التزايد الملحوظ في المعامالت التجارية‪ ،‬من تبادل السلع و الخدمات على‬
‫الصعيد الدولي‪ ،‬ساهمت بعض المنظمات الدولية‪ ،‬كمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬ولجنة األمم المتحدة‬
‫للقانون التجاري الدولي" األونسيترال"‪ ،‬من أجل إرضاء و إشباع حاجيات الدول في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬نحو تفعيل نشاط التبادل التجاري الدولي‪ ،‬و تنظيمه من أجل توفير الظروف المالئمة‬
‫للدخول في مثل هذه العالقات الدولية‪ ،‬وذلك ببذل جهود كبيرة من أجل تحقيق الهدف المنشود‪.1‬‬
‫فالتحكيم يعتبر من أهم الوسائل البديلة لفض المنازعات المثارة بين األطراف الخصومة خاصة‬
‫في مجال المعامالت التجارية لما تشتمل عليه من استثمارات مالية كبيرة‪ ،‬وازدادت أهمية التحكيم‬
‫والرغبة في اللجوء إليه بدايات القرن العشرين نتيجة النمو الكبير في العالقات التجارية بين‬
‫األطراف المجتمع البشري و تعقد و تشابك هذه العالقات‪ ،‬إذ يعتبر التحكيم طريق استثنائي ذو‬
‫أهمية ألنه وسيلة تعمل على حل النزاعات التي تنشأ في المعامالت التجارية الدولية إلى جانب‬
‫القضاء الوطني و التي يتفق األطراف على حلها عن طريق التحكيم‪ ،‬و يكون اتفاق األطراف‬
‫على التحكيم بموجب عقد يستمد منه المحكم سلطته‪ ،‬و نظرا ألهمية التحكيم وضعت لجنة القانون‬
‫الخاص التابعة لألمم المتحدة قواعد خاصة بالتحكيم‪.2‬‬
‫تعتبر األونسيترال الهيئة القانونية الرئيسية التابعة لمنظمة األمم المتحدة في مجال القانون‬
‫التجاري الدولي (‪ )uncitral‬وهي هيئة قانونية ذات عضوية عالمية متخصصة في إصالح‬
‫القانون التجاري الدولي منذ مايزيد على خمسين سنة‪ ،3‬و تتمثل مهمة األونسيترال في عصرنة و‬
‫مواءمة القواعد المتعلقة باألعمال التجارية الدولية للقانون التجاري الدولي وإنشاء اللجنة(‬
‫األونسيترال) لتسليم الجمعية العامة بأن التفاوض في القوانين الوطنية التي تنظم التجارة الدولية‬
‫تضع عوائق أمام تدفق التجارة‪ ،‬و اعتبرت بأن اللجنة هي الوسيلة التي من خاللها تستطيع األمم‬
‫المتحدة القيام بدور في تجاوز العوائق‪.‬‬

‫‪- 1‬وناس فخر الدين‪ " ،‬شروط و مبادئ صياغة عقود التدارة الدولية" ‪ ،‬مذكرة مكملة شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪ ،-‬س ‪ ،2020-2019‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 2‬محمد سامي فوزي‪ " ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة ألحكام التجاري الدولي" ‪ ،‬ط األولى ‪ ، 2008‬دار الثقافة للنشر‪،‬‬
‫ص ‪.6‬‬
‫‪ - 3‬لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬مقال منشور‪ ،‬بالموقع اإللكتروني ‪ uncitarl.un.org/ar/about‬تم االطالع‬
‫عليه ‪ 2023/04/15‬على الساعة الثانية زواال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫❖ تحديد المفاهيم‬
‫يقصد بالقواعد أو " القاعدة " هي كلية و منطبقة على جميع جزئياتها ‪ ،‬و في اصطالح‬
‫العلماء تطلق على األصل و القانون و المسألة و الضابط و المقصد‪.‬‬
‫أما األونسيترال هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة لألمم المتحدة مسؤولة عن تسهيل المساعدة في‬
‫تسهيل التجارة و اإلستثمار الدوليين‪.4‬‬
‫وقد عرف المشرع المغربي في القانون ‪ 95.17‬المتعلق بالتحكيم و الوساطة اإلتفاقية "التحكيم"‬
‫هو عرض نزاع على هيئة تحكيمية تتقلى من األطراف مهمة الفصل في النزاع بناء على اتفاق‬
‫تحكيم‪ ،‬دون إغفال " التحكيم الدولي" الذي عرفه بكونه يتعلق بمصالح التجارة الدولية‪ ،‬و الذي‬
‫يكون ألحد أطرافه على األقل موطن أو مقر بالخارج‪.5‬‬
‫إال أنه يجب التمييز بين قواعد األونسيترال للتحكيم التجاري الدولي و قواعد القانون النموذجي‬
‫للتحكيم التجاري‪ ،‬فهم يشتركان لكونهما صدرا من جهة واحدة و هي لجنة األونسيترال أو ما‬
‫يطلق عليها لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬كما يستهدفان التحكيم التجاري و فض‬
‫المنازعات المتنوعة ‪.‬‬
‫ويختلفان من حيث صدورهما فقواعد التحكيم األونسيترال صدرت عام ‪ 1985‬و تم تعديلها‬
‫عام ‪ 2010‬وعدلت أيضا عام ‪ 2013‬إلى أخر تعديل لسنة ‪ ،2021‬أما القانون النموذجي‬
‫للتحكيم التجاري الدولي فقد صدر عام ‪ 1985‬و تم تعديل أحكامه عام ‪ ، 2006‬وكذلك يختلفان‬
‫من خالل الجهة المخاطبة بها فقواعد األونسيترال تخاطب الدول و األفراد العتماد قواعده في‬
‫حسم المنازعات التجارية‪ ،‬بينما القانون النموذجي فهو خطاب قانوني موجه لمشرعي الدول‬
‫العتماده كقانون وطني برمته أو بعد تعديل بعض أحكامه و بما يتفق مع نظامها القانوني‬
‫الوطني‪ ،‬و يختلفان أيضا في األطراف حيث يجوز لطرفي أي عقد أن يتفقا على استخدام قواعد‬
‫األونسيترال للتحكيم التجاري الدولي لعام ‪ 1976‬المعدلة لالسترشاد بها في تسوية النزاعات التي‬
‫تنشأ بينهما‪ ،‬فهي قواعد تحكيمية مفتوحة ألي شخص‪ ،‬على العكس من ذلك فإن القانون النموذجي‬
‫هو موجه للدول صاحبة السيادة باعتباره نموذجا قانونيا في اعداد تشريعات التحكيم الوطنية‪.6‬‬
‫❖ التطور التاريخي‬
‫ترجع فكرة إنشاء لجنة األمم المتحدة "األونسيترال " للقانون التجاري الدولي إلى هيئة األمم‬
‫المتحدة‪ ،7‬سنة ‪ 1965‬حيث استدعت لتكوين هذه اللجنة األستاذ "كاليف شميتوف" الذي يعد من‬

‫‪ - 4‬مصطفى ناطق صالح‪ " ،‬الفرق بين قواعد األونسيترال للتحكيم التجاري الدولي وقواعد القانون النموذجي للتحكيم التجاري‬
‫الدولي" مقال منشور بالموقع اإللكتروني ‪ www.arid.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2023/04/15‬على الساعة العاشرة ليال‪.‬‬
‫‪ - 5‬راجع الفصلين ‪ 1‬و ‪ 72‬من قانون ‪ 95.17‬المتعلق بالتحكيم و الوساطة االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -6‬مصطفى ناطق صالح‪ ،‬م س‪.‬‬
‫‪ - 7‬األمم المتحدة ‪ :‬هي منظمة عالمية تأسست في مدينة سان فرانسيسكو األمريكية سنة ‪ ، 1945‬بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة‬
‫وحلت محل عصبة األمم المتحدة و تشمل عضويتها ‪ 193‬دول أعضاء‪ ،‬كما تشمل ستة أجهزة رئيسية تتمثل في‪ :‬الجمعية العامة‪،‬‬
‫مجلس األمن‪ ،‬المجلس االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬مجلس الوصاية‪ ،‬محكمة العدل الدولية‪ ،‬األمانة العامة‪ ،‬ومن أهدافها تحقيق السلم و‬

‫‪2‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫أوائل الداعين إلى أهمية وجود تنظيم فعال لتوحيد قانون التجارة الدولية ‪ ،‬لالستعانة به في وضع‬
‫تقرير في مجال توحيد التجارة الدولية‪ ،‬و السنة التالية قدم هذا التقرير معتمدا على الدراسة‬
‫ال عميقة التي أعدها األستاذ كاليف‪ ،‬وقد جاء التقرير شامال و محيطا لكل العناصر الكفيلة لتوحيد‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬و قد أبرز التقرير أنه ال توجد هيئة من الهيئات المهتمة بتوحيد القانون تتمتع‬
‫بقبول دولي وتمثل مصالح جميع الدول على اختالف نظمها السياسية و االقتصادية سواء كانت‬
‫من الدول المتقدمة أو من الدول النامية‪ ،‬مما يبرز ضرورة وجود هيئة موحدة تدعو إلى التوحيد‬
‫و تتمتع بقبول دولي‪ ،‬و انتهى االقتراح بإنشاء لجنة جديدة تسمى لجنة األمم المتحدة للقانون‬
‫التجاري الدولي‪.‬‬
‫وكذلك هي عبارة عن هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة لألمم المتحدة أنشأتها في عام ‪1966‬‬
‫بموجب القرار (‪( 2205‬دورة ‪ ))21‬المؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ ،1966‬حيث سلمت الجمعية‬
‫العامة من خالله بأن التفاوتات في القوانين الوطنية التي تنظم التجارة الدولية تضع عوائق أمام‬
‫تدفق التجارة‪ ،‬و اعتبرت أن اللجنة هي األداة المثلى التي تستطيع بها األمم المتحدة القيام بدور‬
‫فعال في تقليل هذه العوائق و إزالتها‪.‬‬
‫كما تقرر الجمعية العامة‪ ،‬أن الهدف وراء إنشاء لجنة القانون التجاري الدولي التابعة لألمم‬
‫المتحدة هو تشجيع التنسيق و التوحيد التدريجي للقانون التجاري الدولي‪ ،8‬آخدة في اعتبارها في‬
‫هذا الصدد م صالح جميع الشعوب‪ ،‬و خاصة شعوب البلدان النامية‪ ،‬في تنمية التجارة الدولية‬
‫تنمية شاملة‪ ،‬و كذلك أن التعاون بين الدول في ميدان التجارة الدولية عامل هام في تعزيز‬
‫العالقات الودية‪ ،‬و بالتالي صيانة السلم و االمن‪.9‬‬
‫حيث نجد في الوقت الراهن‪ ،‬توجد ثالث نسخ مختلفة من قواعد التحكيم‪ ،‬أال و هي نسخة األولى‬
‫عام ‪ ، 1976‬و نسخة الثانية عام ‪ 2010‬المنقحة‪ ،‬و نسخة الثالثة عام ‪ 2013‬التي تتضمن‬
‫قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول‪ ،‬نسخة الرابعة‬
‫عام ‪ 2021‬التي تتضمن قواعد األونسيترال للتحكيم المعجل‪.‬‬
‫❖ أهمية الموضوع‬
‫ويكتسي موضوع قواعد األونسيترال للتحكيم أهمية بالغة ال سواء من الناحية النظرية أو من‬
‫الناحية العملية‪ ،‬فعلى المستوى النظري تتجلى أهمية قواعد األونسيترال للتحكيم من خالل اهتمام‬
‫الفقه خصوصا األجنبي منه‪ ،‬وهذا راجع لحداثة تنظيم هذه القواعد لحل المنازعات التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫أما على المستوى العملي تكمن أهميته في أخد التشريعات المقارنة بقواعد األونسيترال و‬
‫تكريسها في قوانينها الوطنية‪ ،‬مما ساهم في توحيد القوانين المتعلقة بالتحكيم األمر الذي ساهم في‬

‫األمن الدوليين و تنمية العالقات الودية بين الدول و تحقيق التعاون لحل المشاكل االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و اإلنسانية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ - 8‬قرار الجمعية العامة رقم (‪ ( )2205‬دورة ‪ ،)21‬إنشاء لجنة القانون التجاري الدولي التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬ديسمبر ‪.1966‬‬
‫‪ - 9‬درقة سعاد‪ " ،‬لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي األونسيترال"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬اليزيد علي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي‪،‬س ‪ ،2014‬ص ‪.10‬‬

‫‪3‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫تحقيق نوع من العدالة‪ ،‬و ما ساهمت به هذه القواعد في فض مجموعة من النزاعات خاصة‬
‫الدولية لما للتجارة الدولية من أهمية كبرى‪.‬‬
‫❖ إشكالية الموضوع‬
‫تبعا لذلك فإن هذا الموضوع يطرح إشكالية رئيسية مفادها‪:‬‬
‫‪ -‬ما مدى قدرة قواعد األونسيترال للتحكيم في التنسيق بين قوانين التجارة الدولية و‬
‫تطبيقها بشكل موحد؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية الرئيسية فرضيتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬ماهي اجراءات التحكيم وفق قواعد االونسيترال؟‬
‫‪ -‬واية خصوصية للتحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول؟‬
‫ولإلجابة عن هذه الفرضيات ارتأينا االعتماد على المنهج التحليلي و المنهج الوصفي و ذلك من‬
‫خالل تحليل مواد قواعد األونسيترال للتحكيم باالعتماد على التصميم التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االجراءات االولية لقواعد األونسيترال للتحكيم‬
‫المبحث الثاني‪:‬االجراءات المسطرية لألونسيترال وخصوصية التحكيم التعاهدي بين‬
‫المستثمرين‬

‫‪4‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫المبحث األول ‪ :‬االجراءات االولية لقواعد االونسيترال للتحكيم‬


‫تبذل هيئة األمم المتحدة نشاطا واسع النطاق في مجال توحيد قانون التجارة الدولية منذ إنشاء‬
‫لجنة األمم المتحدة لقانون التجارة الدولي ‪ ، UNCITRAL10‬وعليه توفر قواعد األونيسترال‬
‫للتحكيم نمطا يمكن لألفراد والدول االعتماد عليه في حسم المنازعات التجارية بشكل موحد في‬
‫ضوء االحتياجات المحددة لممارسات التحكيم التجاري الدولي‪ .11‬ولإلحاطة باالجراءات االولية‬
‫لقواعد االونيسترال للتحكيم عملنا على معالجة القواعد التمهيدية لألونيسترال في (المطلب األول)‬
‫لنعرج الحديث فيما بعد عن تأليف هيئة التحكيم (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬القواعد التمهيدية لألونيسترال للتحكيم‬
‫نظمت لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي للتحكيم المعجل قواعد االونيسترال التمهيدية‬
‫للتحكيم بصيغتها المعتمدة في عام ‪ 2021‬في الباب االول من هذا القانون‪ ،‬وذلك من المادة ‪ 1‬إلى‬
‫المادة ‪ 6‬منه‪ .‬وعليه سنتطرق في هذا المطلب الحديث عن كال من نطاق التطبيق والتمثيل‬
‫والمساعدة وسلطة التسمية والتعيين (الفقرة األولى) ثم عن االشعار وحساب المدد والرد عن‬
‫التحكيم (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬نطاق التطبيق والتمثيل والمساعدة وسلطة التسمية والتعيين‬
‫تنص المادة األولى‪ 12‬من قواعد األونيسترال للتحكيم على مايلي ‪ " :‬إذا اتفق األطراف على‬
‫إحالة ماينشأ بينهم من منازعات بشأن عالقة قانونية محددة‪ ،‬تعاقدية كانت أم غير تعاقدية‪ ،‬إلى‬
‫التحكيم بمقتضى قواعد االونيسترال للتحكيم‪ ،‬سويت تلك المنازعات عندئذ وفقا لهذه القواعد‪،‬‬
‫رهنا بما يتفق عليه األطراف من تعديالت‪.‬‬
‫يفترض أن األطراف في اتفاقات التحكيم المبرمة بعد ‪ 15‬غشت ‪ 2010‬قد أشارو إلى القواعد‬
‫بصيغتها السارية في تاريخ بدء التحكيم‪ ،‬مالم يكن األطراف قد اتفقوا على تطبيق صيغة معينة‬
‫للقواعد‪ .‬وال ينطبق هذا االفتراض عندما يكون اتفاق التحكيم قد أبرم بقبول األطراف بعد ‪15‬‬
‫غشت ‪ 2010‬عرضا قدم قبل ذلك التاريخ"‪.‬‬
‫وهو مأكده المشرع المغربي في المادة الثانية من قانون التحكيم والوساطة اإلتفاقية ‪،95.17‬‬
‫عندما عرف إتفاق التحك يم بأنه " إلتزام األطراف باللجوء إلى التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد‬
‫ينشأ عن عالقة قانونية‪ ،‬تعاقدية أو غير تعاقدية "‪ ،‬لكن المالحظ أن قواعد االونيسترال لم توضح‬
‫شكل هذا اإلتفاق مما يوحي بإمكانية اإلتفاق بأي وسيلة كانت‪ ،‬مادام جانب من الفقه يرى أن‬
‫قواعد اإلثبات الموضوعية التتعلق بالنظام العام‪ .‬فمن الواجب االعتداد بإرادة األطراف في‬

‫‪_ 10‬ل جنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (االونيسترال) هي هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة‪ ،‬حيث تؤدي هذه الهيئة دورا هاما في تحسين اإلطار‬
‫القانوني للتجارة الدولية‪ ،‬من خالل إعداد نصوص تشريعية دولية لكي تستخدمها الدول في تحديث قانون التجارة الدولية‪ ،‬ونصوص غير تشريعية لكي‬
‫تستخدمها األطراف التجارية في التفاوض على المعامالت‪ ،‬أعدته واعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة واطلقت عليه إسم قانون االونيسترال النموذجي‬
‫للتحكيم التجاري الدولي‪.‬‬
‫‪_ 11‬زبيدة عبد الهادي – القواعد المادية لمنازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية في إطار االتفاقيات الدولية "دراسة مقارنة" – مقال منشور‬
‫بالمجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث – المجلد الثالث – العدد الثاني – مارس ‪ – 2017‬ص ‪.163‬‬
‫‪ _12‬راجع المادة األولى من قواعد األونيسترال للتحكيم بصيغتها المعتمدة في عام ‪.2021‬‬

‫‪5‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫مسطرة التحكيم‪ ،‬بحيث إذا اتفق األطراف على جواز اإلثبات بغير الكتابة فيما كان يجب إثباته‬
‫بها‪ ،‬صح إتفاق التحكيم ألن قواعد اإلثبات ال تتعلق بالنظام العام‪.13‬‬
‫وبموجب الفقرة الثالثة من نفس المادة يكون إختيار األطراف محال للطعن فقط عندما يكون‬
‫مخالفا التفاق التحكيم أو للمتطلبات المنصوص عليها في القانون الواجب التطبيق‪ .‬في حين تطبق‬
‫القواعد المتعلقة بالتحكيم المعجل الواردة في التذييل على التحكيم إذا اتفق األطراف على ذلك‪.‬‬
‫وأمام صراحة هذا النص‪ ،‬يتبين لنا أنه في حالة كان القانون الواجب التطبيق يعتبر الكتابة كشرط‬
‫إنعقاد وليس كشرط اإلثبات‪ ،‬كالمشرع المغربي والمصري والفرنسي‪ ،‬كانت الغلبة عندئذ لهذا‬
‫القانون‪.14‬‬
‫أما بخصوص مكنة التمثيل والمساعدة نصت عليها المادة الخامسة من قانون االونيسترال بنصها‬
‫على أنه " يج وز لكل طرف أن يمثله أو يساعده أشخاص من اختياره‪ .‬وترسل أسماء أولئك‬
‫األشخاص وعناوينهم إلى جميع األطراف وإلى هيئة التحكيم‪ .‬ويحدد في تلك الرسالة ما إذا كان‬
‫تعيينهم هو لغرض التمثيل أو المساعدة‪ ،‬وعندما يعين الشخص ليكون ممثال ألحد األطراف يجوز‬
‫لهيئة التحكيم‪ ،‬سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من أي األطراف‪ .‬أن تطلب في أي وقت‬
‫تقديم ما يثبت التفويض الممنوح لذلك الممثل بالشكل الذي تقرره الهيئة"‪.‬‬
‫في حين سلطة التعيين إذا لم يتفق األطراف على اختيارها‪ .‬جاز ألي طرف أن يقترح في أي‬
‫وقت إسم مؤسسة واحدة أو أكثر أو شخص واحد أو أكثر‪ ،‬كاألمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم‬
‫في الهاي لتولي مهام سلطة التعيين‪ .‬وذلك حسب منطوق المادة ‪ 6‬من نفس القانون‪.15‬‬

‫‪_ 13‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التحكيم االختياري والتحكيم االجباري‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪ ،5‬س ‪ ،1988‬ص ‪ 25‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ _ 14‬دامية اشهيبو‪ ،‬إتفاق التحكيم وشروط صحته في القانون المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬عدد ‪ ،22‬س‪،2018‬‬
‫ص ‪.81‬‬
‫‪ _15‬تنص المادة ‪ 6‬من قانون االونيسترال للتحكيم على أنه‪ " :‬إذا لم يكن األطراف قد اتفقوا على إختيار سلطة التعيين‪ ،‬جاز ألي‬
‫طرف أن يقترح في أي وقت إسم مؤسسة واحدة أو أكثر أو شخص واحد أو أكثر‪ ،‬كاألمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم في‬
‫الهاي (التي يشار اليها فيها بما يلي بالمحكمة الدائمة للتحكيم) لتولى مهام سلطة التعيين‪.‬‬
‫إذا انقضى ‪ 30‬يوما على تسلم جميع األطراف اآلخرين اقتراحا مقدما وفقا للفقرة ‪ 1‬دون أن يتفق كل األطراف على اختيار سلطة‬
‫تعيين‪ ،‬جاز الي طرف أن يطلب إلى األمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم أن يسمي سلطة التعيين‪.‬‬
‫إذا كانت هذه القواعد تنص على مهلة زمنية يجب على أحد األطراف أن يحيل في غضونها مسألة ما إلى سلطة تعيين‪ ،‬ولم تكن‬
‫تلك السلطة قد اتفق عليها أو سميت بعد‪ ،‬أوقف سريان هذه المهلة إعتبارا من تاريخ شروع ذلك الطرف في االجراءات الخاصة‬
‫باالتفاق على سلطة التعيين أو تسميتها حتى تاريخ ذلك اإلتفاق أو تلك التسمية‪.‬‬
‫باستثناء ما أشير إليه في الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ ، 41‬إذا رفضت سلطة التعيين أن تتصرف‪ ،‬أو لم تعين محكما في غضون ‪ 30‬يوما‬
‫من تاريخ تسلمها طلبا من أحد األطراف بالقيام بذلك‪ ،‬أو لم تتصرف في غضون أي مدة زمنية أخرى تنص عليها هذه القواعد‪ ،‬أو‬
‫لم ثبت في اعتراض على أحد المحك مين في غضون مدة معقولة بعد تسلمها طلبا من أحد األطراف بالقيام بذلك‪ ،‬جاز ألي طرف‬
‫أن يطلب إلى األمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم أن يسمي سلطة تعيين بديلة‪.‬‬
‫يجوز لسلطة التعيين ولألمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم‪ ،‬لدى ممارسة وظائفهما بمقتضى هذه القواعد‪ ،‬أن يطلبا من أي طرف‬
‫ومن المحكمين مايريانه ضروريا من معلومات‪ ،‬وعليهما أن يتيحا لألطراف‪ ،‬وكذلك للمحكمين عند االقتضاء‪ ،‬فرصة لعرض‬
‫ارائهم على أي نحو يريانه مناسبا‪ ،‬وتوفير الجهة المرسلة أيضا لجميع األطراف االخرين كل المراسالت الصادرة عن سلطة‬
‫التعيين وعن األمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم والموجهة إليهما‪.‬‬
‫عندما يطلب إلى سلطة التعيين أن تعين محكما بمقتضى المادة ‪ 8‬أو ‪ 9‬أو ‪ 10‬أو ‪ .14‬يرسل الطرف الذي يقدم الطلب إلى سلطة‬
‫التعيين نسخا من االشعار بالتحكيم وأي رد على ذلك االشعار‪ ،‬إن وجد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلشعار وحساب المدد والرد عن التحكيم‬


‫الطرف الذي يبادر باللجوء‬
‫ُ‬ ‫يعرف اإلشعار بالتحكيم بأنه ذلك اإلعالن أو اإلخبار الذي يرسله‬
‫إلى التحكيم والذي يعرف بـ"ال ُم َّد ِعي"‪ ،‬سواء أكان طرفا ً واحدا أم أكثر إلى الطرف اآلخر والذي‬
‫عى عليه"‪ ،‬سواء أكان طرفا ً واحدا ً أم أكثر‪ .‬ومن تاريخ تسلم هذا األخير لإلشعار‬ ‫يسمي بـ"ال ُم َّد َ‬
‫تبدأ إجراءات التحكيم ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫فحسب المادة ‪ 2‬من قواعد االونيسترال للتحكيم يجوز إرسال االشعار‪ .‬بما في ذلك البالغ أو‬
‫الخطاب أو اإلقتراح بأي وسيلة إتصال توفر سجال بإرساله أو تتيح إمكانية توفير ذلك السجل‪.‬‬
‫لكن إذا عين طرف عنوانا لهذا الغرض تحديدا أو أذنت بهذا العنوان هيئة التحكيم‪ .‬سلم أي إشعار‬
‫إلى ذلك الطرف في ذلك العنوان حصرا واليجوز تسليم االشعار بالوسائل اإللكترونية‪ .‬اما إذا لم‬
‫يعين ذلك العنوان أو يؤذن به‪ ،‬اعتبر أي إشعار قد تسلم إذا سلم إلى المرسل إليه شخصيا‪ ،‬وفي‬
‫حكم المتسلم إذا سلم في مقر العمل للمرسل إليه أو محل إقامته المعتاد أو عنوانه البريدي‪.‬‬
‫وبالرجوع للفقرة السادسة من نفس المادة اعاله فلحساب أي مدة بمقتضى هذه القواعد‪ ،‬يبدأ‬
‫سريان تلك المدة في اليوم التالي لتسلم االشعار‪ .‬وإذا كان اليوم األخير من تلك المدة عطلة رسمية‬
‫أو عطلة تجارية محل إقامة المرسل إليه أو مقر عمله مددت تلك المدة حتى أول يوم عمل يلي‬
‫إنتهاء العطلة‪ ،‬وتدخل في حساب تلك المدة أيام العطلة الرسمية أو العطلة التجارية التي تتخللها‪.‬‬
‫وبالنظر إلى مقتضيات المادة ‪ 3‬من قواعد االونيسترال للتحكيم نجدها تنص على أنه يضمن‬
‫االشعار بالتحكيم ما يلي ‪:‬‬
‫❖ مطالبة بإحالة المنازعة إلى التحكيم‪.‬‬
‫❖ أسماء األطراف وبيانات اإلتصال بهم‪.‬‬
‫❖ تحديدا ألي عقد أو صك قانوني آخر نشأت المنازعة عنه أو بشأنه‪ ،‬أو وصفا موجزا‬
‫للعالقة ذات الصلة في حال عدم وجود عقد أو صك من ذلك القبيل‪.‬‬
‫❖ وصفا موجزا للدعوى وبيانا بقيمة المبلغ المطالب به‪ ،‬إن وجد‪.‬‬
‫❖ التدبير االنتصافي أو التصحيحي الملتمس‪.‬‬
‫❖ اقتراحا بشأن عدد المحكمين ولغة التحكيم ومكانه‪ ،‬وإذا لم يكن األطراف قد اتفقوا على‬
‫ذلك من قبل‪.‬‬
‫كما يجوز أن يضمن االشعار بالتحكيم أيضا مايلي ‪:‬‬
‫❖ اقتراحا بتسمية سلطة التعيين المشار إليها في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪.6‬‬
‫❖ اقتراحا بتعيين المحكم الوحيد المشار إليه في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪.8‬‬
‫❖ اشعارا بتعيين المحكم المشار إليه في المادة ‪ 9‬أو المادة ‪.10‬‬

‫تراعي سلطة التعيين االعتبارات التي ير جح أن تكفل تعيين محكم مستقل ومحايد‪ ،‬وتأخد في اعتبارها مدى استصواب تعيين‬
‫محكم ذي جنسة مغايرة لجنسيات األطراف‪" .‬‬
‫‪_ 16‬وفاء مراحي‪ ،‬الحماية القانونية للتجارة اإللكترونية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في ميدان الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬ام البواق‪ -‬س ‪ 2017/2016‬ص‪.203‬‬

‫‪7‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫ويكون الرد عن هذا االشعار في غضون ‪ 30‬يوما من تاريخ تسلم االشعار بالتحكيم حسب‬
‫مقتضيات المادة الرابعة‪.17‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تأليف هيئة التحكيم‬
‫توفر قواعد األونسيترال للتحكيم مجموعة شاملة من القواعد اإلجرائية التي يمكن لألطراف‬
‫اإلتفاق عليها ‪،‬من أجل تسيير إجراءات التحكيم والتي تستخدم على نطاق واسع في عمليات‬
‫التحكيم ‪ ،‬فهذه القواعد تتناول جميع جوانب عملية التحكيم ‪ ،‬وهذا ما سيتم التفصيل فيه في الفقرة‬
‫األولى إضافة إال أنها ترسى قواعد تتعلق بتكرار الجلسات في حالة استبدال أحد المحكمين‬
‫واستبعاد المسؤولية ‪،‬وهذا ما سنتطرق إليه في فقرة ثانية‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬تشكيل هيئة التحكيم واإلعتراض عليهم‬
‫سنتناول في هذه الفقرة تشكيل الهيئة التحكيمية من حيث عددها وطريقة تعيينها ‪ ،‬و‬
‫اإلعتراض عليها‪.‬‬
‫أوال ‪:‬عدد المحكمين‬
‫يرتكز اختيار المحكم أو المحكمين على الثقة التي يضعها األطراف في عدالتهم ونزاهتهم‬
‫وكفاءتهم ‪،‬لذلك تكرس قوانين التحكيم الحديثة حرية األطراف في تشكيل محكمة التحكيم ‪،18.‬‬
‫وإذا لم يتفق األطراف مسبقا على عدد المحكمين ‪،‬ولم يتفقوا داخل أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تسلم‬
‫المدعي عليه اإلشعار بالتحكيم على أن يكون محكم واحد فقط ‪ ،‬عين ثالثة محكمين‪، 19‬في حين‬
‫إذا اقترح أحد األطراف تعيين محكم وحيد داخل المدة المنصوص عليها في الفقرة األولى من‬
‫المادة السابعة من قواعد األونيستيرال ولم يرد أي طرف أخر على ذلك اإلقتراح ‪،‬ولم يعين‬

‫‪ _17‬تنص المادة ‪ 4‬من قانون االونيسترال للتحكيم على أنه ‪ ":‬يرسل المدعى عليه إلى المدعي‪ ،‬في غضون ‪ 30‬يوما من تاريخ‬
‫تسلم االشعار بالتحكيم‪ ،‬ردا على ذلك االشعار يتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫✓ اسم كل مدعى عليه وبيانات اإلتصال به‪.‬‬
‫✓ ردا على المعلومات الواردة في االشعار بالتحكيم‪ ،‬عمال بالفقرة ‪( 3‬ج) إلى (ز) من المادة ‪.3‬‬
‫يجوز أن يتضمن الرد على االشعار بالتحكيم أيضا ما يلي ‪:‬‬
‫✓ أي دفع بعدم اختصاص هيئة التحكيم التي ستشكل بمقتضى هذه القواعد‪.‬‬
‫✓ اقتراحا بتسمية سلطة التعيين المشار إليها في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪.6‬‬
‫✓ اقتراحا بتعيين المحكم الوحيد المشار إليه في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪.8‬‬
‫✓ اشعارا بتعيين المحكم المشار إليه في المادة ‪ 9‬أو المادة ‪.10‬‬
‫✓ وصفا موجزا للدعاوى المضادة أو الطلبات المقدمة بغرض الدفع بالمقاصة‪ ،‬إن وجدت ‪ ،‬يتضمن‪ ،‬حسب مقتضى الحال‪ ،‬بيانا‬
‫بالمبالغ ذات الصلة والتدبير االنتصافي أو التصحيحي الملتمس‪.‬‬
‫✓ اشعارا بالتحكيم وفقا للمادة ‪ 3‬إذا ما أقام المدعى عليه دعوى على طرف آخر في إتفاق التحكيم غير المدعي‪.‬‬
‫اليحول دون تشكيل هيئة التحكيم أي خالف بشأن عدم إرسال المدعى عليه ردا على االشعار بالتحكيم أو إرساله ردا ناقصا أو‬
‫تأخره في الرد عليه‪ ،‬إذ تتولى الهيئة حسم ذلك الخالف في النهاية‪".‬‬
‫‪ 18‬موكه عبد الكريم ‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي ‪،‬محاضرات للسنة األولى ‪،‬ماستر تخصص قانون المهن القانونية والقضائية ‪،‬جامعة‬
‫جيجل ‪،‬س ‪. 2020.2021‬‬
‫‪ 19‬المادة السابعة ‪،‬الفقرة األولى من قواعد األونيستيرال للتحكيم ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫الطرف المعني أو األطراف المعنيون محكما ثانيا ‪،‬جاز لسلطة التعيين أن تعين محكما وحيدا‬
‫وذلك بناءا على طلب أحد األطراف‪ ،‬وحسب ضوء ظروف كل قضية على حدة ‪.20‬‬
‫تانيا ‪:‬تعيين المحكمين‬
‫يعد نطاق تطبيق مبدأ سلطان اإلرادة طبقا لقواعد التحكيم األونسيترال ‪،‬هو األوسع مقارنة‬
‫بقواعد التحكيم األخرى طبقا للمواد ‪5‬و‪6‬و‪ 7‬من قواعد التحكيم األونسيترال ‪،‬حيث يكون‬
‫لألطراف مطلق الحرية في تعيين محكمهم ‪ ، 21‬ونظرا للطبيعة الخاصة للتحكيم من حيث أنه‬
‫عمل خاص محدد موقوت ‪،‬أي أن كل عملية تحكيمية لها أطرافها الخاصة التي تتنوع بتنوع‬
‫عالقات األشخاص ‪،‬فمن األنسب أن يكون المحكم معين من قبل أطراف العالقة ألن هؤالء هم‬
‫األدرى بتطبيق المعاملة وهم األوعى بكيفية اختيار محكميهم في منازعتهم ‪.‬‬
‫فالتعيين نوعان مباشر وغير مباشر ‪ ،‬فالتعيين المباشر المقصود به اتفاق األطراف مباشرة على‬
‫تعيين المحكم أو المحكمين ‪،‬فإذا كانت الهيئة مشكلة من محكم فرد فإن الطرفان يقومان باختياره‬
‫بااتفاقهما عليه‪ ،‬أما إذا كانت الهيئة مشكلة من ثالث محكمين ‪،‬فيعود للطرفين اإلتفاق على كيفية‬
‫تشكيل الهيئة‪.‬‬
‫‪.‬مثال ‪:‬يختار كل طرف محكما ويتفق المحكمان على المحكم الثالث الذي يتولى رئاسة الهيئة أو‬
‫أن يتم اختيار المحكمين الثالثة باإلتفاق معا‪.‬‬
‫أما التعيين الغير المباشر ‪،‬فيكون كذلك باالتفاق الطرفان على تعيين شخص معين باسمه أو‬
‫بصفته الختيار المحكم أو المحكمين‪.‬‬
‫مثال ‪:‬اإلتفاق على تعيين عميد كلية الحقوق بجامعة‪ .....‬أو نقيب المحامين إلختيار هيئة‬
‫التحكيم ‪22 .‬‬

‫إذا اتفق األطراف على تعيين محكم وحيد ‪،‬ثم انقضت ‪ 30‬يوما على تسليم جميع األطراف‬
‫األخرين اقتراحا بتعيين محكم وحيد دون أن يتواصلوا إلى اتفاق بهذا الشأن ‪ ،‬تولت سلطة التعيين‬
‫‪،‬تعيين ذالك المحكم بناء على طلب أحد األطراف ‪.‬‬
‫وما تجب اإلشارة إليه‪ ،‬أنه في حالة إتفاق األطراف على أن تشكل هيئة التحكيم من عدد من‬
‫المحكمين ليس واحدا أو ثالثة ‪،‬وجب تعيين هؤالء المحكمين وفقا للطريقة التي يتفق عليها‬
‫األطراف‪ ،‬وفي حال عدم التمكن من تشكيل هيئة التحكيم ‪،‬تتولى سلطة التعيين ذالك ‪،‬بناء على‬

‫‪ 20‬المادة السابعة ‪،‬فقرتها التانية من قواعد األونسيترال للتحكيم‬


‫‪ 21‬محمد عبد الرؤوف ‪،‬قواعد التحكيم األونسيترال وتسوية منازعات االستثمار في الدول العربية ‪ :‬تجربة مركز القاهرة اإلقليمي‬
‫للتحكيم التجاري الدولي ‪.‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 22‬دون ذكر صاحب المقال ‪ ،‬القواعد العامة في تشكيل هيئة التحكيم ‪ ،‬مقال منشور في موقع إلكتروني‬
‫‪ ،www.justice.academey.com‬تمت زيارة هذا الموقع في تاريخ ‪ 7/4/2023‬على الساعة العاشرة مساءا ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫طلب أي طرف ‪،‬تشكيل هيئة التحكيم ‪،‬ويجوز لها ‪،‬لدى القيام بذلك ‪،‬أن تلغي أي تعيين سبق‬
‫‪23‬‬
‫إجراؤه وأن تعين كال من المحكمين أو تعيد تعيين كل منهما ‪،‬وأن تسمي أحدهم محكما رئيسا ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إفصاحات المحكمين واإلعتراض عليهم‬
‫نصت المادة ‪ 11‬في فقرتها الخامسة من القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي على‬
‫‪24‬‬
‫ضرورة أن تراعي سلطة تعيين المحكم ‪،‬على أن يكون المحكم الذي تم تعينييه مستقال ومحايدا‪.‬‬
‫كذلك ألزمت المادة ‪ 12‬في فقرتها األولى من قواعد االونسيترال للتحكيم على الشخص الذي‬
‫يحتمل تعيينه محكما ‪،‬أن يفصح عن الظروف التي يمكن أن تثير شكوكا مبررة حول حياده‬
‫واستقالليته ‪.‬‬
‫فالمحكم ملزم باإلفصاح سواء تم تعيينه بإلتفاق أطراف النزاع أو عن طريق المحكمة ‪،‬وهذا‬
‫وبموجب قواعد األونيستيرال للتحكيم ‪،‬يجوز اإلعتراض على أي محكم إذا وجدت ظروف تثير‬
‫شكوكا في شأن حياده واستقالليته ‪،‬وتجدر اإلشارة إلى أن المحكم يفصح منذ وقت تعيينه وطوال‬
‫‪25‬‬
‫إجراءات التحكيم ألطراف ولسائر المحكمين ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلعتراض على المحكمين ‪،‬فالطرف الذي يرغب في اإلعتراض على أي‬
‫محكم‪،‬إشعارا باعتراضه في حدود ‪ 15‬يوما من تبليغه بتعيين المحكم المعترض عليه أو في حدود‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ الذي أصبح فيه ذلك الطرف على علم بالظروف المذكورة في المادة ‪11‬‬
‫و‪،26 12‬ويرسل اإلشعار باإلعتراض إلى كل األطراف األخرين وإلى المحكم المعترض عليه‬
‫وإلى سائر المحكمين مع بيان أسباب اإلعتراض ‪ ،‬ففي حالة اعتراض أحد الطرفين على أي‬
‫محك م ‪،‬يجوز معه لكل األطراف أن يوافقوا على ذالك اإلعتراض ‪،‬كما اليجوز أيضا للمحكم بعد‬
‫اإلعتراض عليه ‪،‬أن يتنحى عن النظر في الدعوى ‪،‬ببحيث ال تعتبر تلك الموافقة وذلك التنحي‬
‫إقرار ضمني بصحة األسباب التي استند إليها اإلعتراض ‪،‬وإذا لم يوافقوا جميع األطراف على‬
‫اإلعتراض أو لم يتنح المحكم المعترض عليه في حدود ‪ 15‬يوما من تاريخ اإلشعار باعتراض‬
‫‪،‬جاز للطرف المعترض أن يواصل إجراءات اإلعتراض وعليه في تلك الحالة وفي حدود ‪30‬‬
‫يوما من تاريخ اإلشعار باإلعتراض أن يلتمس من سلطة التعيين البث في اإلعتراض ‪.27‬‬
‫وما يجب اإلشارة إليه في األخيرأنه اليجوز ألي طرف أن يعترض على المحكم الذي عينه إال‬
‫ألسباب أصبح على علم بها بعد تعيينه‪.28.‬‬

‫‪ 23‬المادة العاشرة من قانون األونسيترال للتحكيم‪.‬‬


‫‪ 24‬موسى فهد األعرج ‪،‬مقاالت في القانون ‪:‬استقالل المحكم وحياده ‪ ،‬الوقع ‪ www.moaraj.com‬في تاريخ ‪,07/04/2023‬‬
‫على الساعة ‪ 1.00‬ليال‪.‬‬
‫‪ 25‬المادة ‪11‬من قواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬
‫‪ 26‬المادة ‪ 13‬في فقرتها األولى من قواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬
‫‪ 27‬المادة ‪ 13‬في فقرتها التانية والرابعة من قواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬
‫‪ 28‬عبد القادر ورسمه غاليب ‪،‬قواعد األونسيترال للتحكيم ومبدأ حياد واستقالل المحكم مقال منشور في الموقع اإللكتروني‬
‫‪www.alkhalej.ae.com‬بتاريخ ‪8/4/2023‬على الساعة التانية زواال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تكرار الجلسات في حالة استبدال أحد المحكمين واستبعاد المسؤولية‬
‫سنعالج في هذه الفقرة تبديل احد المحكمين وتكرارا الجلسات (اوال)على ان نعرج الى‬
‫استبعاد المسؤولية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تبديل أحد المحكمين وتكرار الجلسات‬
‫يستبدل المحكم حال وفاته أو إذا قبلت المحكمة استقالته أوفي حالة عدم القيام بمهامه ‪ ،...‬ويتم‬
‫ذلك بمبادرة من المحكمة ذاتها ‪،‬حينما تقرر أن قيامه بمهامه أصبح متعذرا بحكم القانون أو بحكم‬
‫الواقع أو أنه ال يقوم بهذه المهام وفقا للقواعد أو خالل المدة الزمنية المقررة ‪ 29.‬ففي هذه الحالة‬
‫يتم تعيين محكم بديل بااتباع اإلجراءات المنصوص عليها في المواد من ‪ 8‬إلى ‪، 11‬والتي كانت‬
‫واجبة التطبيق على المحكم المعين الجاري تبديله ‪،‬ويسري هذا اإلجراء حتى وإن لم يقم أحد‬
‫األطراف أثناء عملية تعيين المحكم المراد تبديله بممارسة حقه في التعيين أو في المشاركة في‬
‫التعيين‪ ،30.‬وتجدر اإلشارة أنه في حالة إذا رأت سلطة التعيين بناءا على طلب أحد األطراف أن‬
‫هناك مسوغا لحرمان أحد األطراف من حقه في تعيين محكم بديل ‪،‬ونظرا للطابع اإلستثنائي‬
‫لظروف القضية جاز لسلطة التعيين بعد إعطاء األطراف والمحكمين المتبقين فرصة إلبداء‬
‫أرائهم ‪،‬أن تعين المحكم البديل أو بعد اختتام جلسات اإلستماع ‪،‬أن تأذن المحكمين اآلخرين بأن‬
‫يواصلوا عملية التحكيم ويتخدوا أي قرار تحكيمي أو غير تحكيمي ‪ ،31.‬ونتيجة لذلك وبعد‬
‫استبدال أحد المحكمين تستأنف اإلجراءات عند المرحلة التي يتوقف فيها المحكم الذي جرى تبديله‬
‫عن أداء مهامه ‪ ،‬وهذا مالم تقرر هيئة التحكيم على خالف ذلك‪.32‬‬
‫ثانيا ‪ :‬استبعاد المسؤولية‬
‫استنادا إلى المادة ‪ 16‬من قواعد األونسيترال للتحكيم التي تتضمن في فقرتها قاعدة استبعاد‬
‫المسؤولية والتي تنص على أنه باستثناء الخطأ المتعمد ‪،‬يتنازل األطراف إلى أقصى مدى يسمح‬
‫به القانون المطبق عن أي ادعاء على المحكمين أو سلطة التعيين بسبب أي فعل أو تقصير متعلق‬
‫بالتحكيم‪.33‬‬
‫نستنتج طبقا لهذه المادة ‪،‬أنه يتم استبعاد المسؤولية فقط عندما لم يكن هناك خطأ متعمد ‪،‬أما في‬
‫حالة ارتكاب هذا األخير ‪،‬فالمسؤولية تنصب على الطرف الذي اقترف هذا الخطأ المتعمد‬
‫وبالتالي ال حصانة والحماية له ‪،‬فمثال المحكم التي ال تتوفر فيه شروط المحكمين التي هي‬
‫االستقاللية والحياد ية ‪،‬وتكن له نية اإلحجام عن هذه الشروط كون أنها لم تتوفر فيه ‪،‬فهو يكون قد‬
‫ارتكب خطأ متعمد وبالتالي تقع عليه مسؤولية قانونية نتيجة لذلك‪.‬‬

‫‪ 29‬قواعد التحكيم ‪،‬غرفة التجارة الدولية بباريس ‪،‬المركز الدولي لتسوية الودية المنازعات س ‪2012‬ص‪.25‬‬
‫‪ 30‬المادة ‪ 14‬الفقرة األولى من قواعد األونسيترال للتحكيم ‪.‬‬
‫‪ 31‬المادة ‪ 14‬في فقرتها التانية من قواعد األونسيترال‪.‬‬
‫‪ 32‬المادة‪ 15‬من قواعد االونسيترال ‪.‬‬
‫‪ 33‬المادة ‪ 16‬من قواعد االونسيترال ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫التحكيم التعاهدي بين‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات المسطرية لالونسيترال وخصوصية‬


‫المستثمرين‬
‫تقوم الهيئة التحكيمية بالنظر في موضوع النزاع وذلك عن طريق عقد جلسات المرافعات تشبه‬
‫المرافعات أمام المحكمة لكنها تكون بطريقة سرية عكس المرافعة أمام المحكمة التي تكون‬
‫بطريقة علنية‪ ،‬وكعملية ختامية يصدر قرار التحكيم‪ ،‬كما أن قواعد األونسيترال للتحكيم تتوفر‬
‫على مجموعة شاملة من القواعد اإلجرائية التي يمكن لألطراف االتفاق عليها من أجل إجراءات‬
‫التحكيم التي قد تنشأ في عالقتها التجارية‪ .‬ونجد ايضا الشفافية في التحكيم التعاهدي بين‬
‫المستثمرين والدول لها من الخصوصية ما يميزها من حيث نطاق تطبيقها ونشر المعلومات‬
‫والوثائق لعامة الناس في بداية إجراءات التحكيم والمذكرات المقدمة من طرف ثالث أو أطراف‬
‫في المعاهدة ‪ .‬لذلك سنعرج في (المطلب األول) الى االجراءات المسطرية لقواعد االونسيترال‬
‫للتحكيم على ان نتناول في (المطلب الثاني) خصوصية التحكيم التعاهدي بين المستثمرين ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االجراءات المسطرية لقواعد االونسيترال للتحكيم‬
‫إجراءات التحكيم هي مجموعة من األعمال اإلجرائية المتوالية والتي ترمي الوصول إلى حكم‬
‫صادر من هيئة التحكيم يفصل في نزاع قائم بين طرفي التحكيم و قبل ذلك البد من تحقق أمرين‬
‫االول تشكيل هيئة التحكيم وقبول المحكمين أو المحكم لمهمة الفصل في النزاع‪ ،‬و الثاني تحديد‬
‫النزاع المعروض على التحكيم‪ .34‬وعلى ذلك سوف نتناول في (الفقرة األولى) إجراءات التحكيم‬
‫على أن نعرج في (الفقرة الثانية) إلى قرار التحكيم‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات التحكيم‬
‫تتميز المسطرة في التحكيم بمرونتها مما يضفي الفعالية على نظام التحكيم وتتجلى هذه‬
‫المرونة في معرفة القانون أو القواعد التي تحكم إجراءات سير المنازعة ‪،‬ومدى ارتباطها بقانون‬
‫الدولة التي يجري التحكيم على إقليمها والقواعد المتعلقة بالنظام العام للدولة مكان التحكيم ودولة‬
‫التنفيد وتلك التي تتعلق بحقوق الدفاع‪.35‬و بالرجوع إلى الباب الثالث من قواعد االونسيترال‬
‫للتحكيم المعنون بإجراءات التحكيم خصوصا من المادة ‪17‬إلى المادة ‪ 32‬نجده ينص على‬
‫المقتضيات التالية‪:‬‬
‫➢ بدء في إجراءات التحكيم (الفقرة الثانية من المادة ‪)17‬‬
‫تبدأ إجراءات التحكيم عبر جلسة التحكيم‪ ،‬تعرف على أنها ظرف مكان وزمان تجتمع وتجلس‬
‫فيه هيئة التحكيم مع أطراف الخصومة ومن ينوب عنهم لفحص موضوع النزاع واستجالء‬
‫مختلف جوانبه باإلستماع إلى أقوالهم ومرافعاتهم الشفهية حول ادعاءاتهم ‪،36‬ففي نزاع ما يتم‬

‫‪ 34‬حمدوني عبد القادر ‪"،‬التحكيم التجاري الدولي وتطبيقاته على ضوء القانون التجاري" مذكرة نهاية لنيل شهادة الماستر‬
‫س‪ 2015-2014،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 35‬إبراهيم اولتيت‪"،‬التحكيم التجاري الدولي والسيادة"مقال منشور‪ ،‬بمجلة المغربية للتحكيم العربي والدولي ص‪.64:‬‬
‫‪ 36‬زياد محمد جمود عبد هللا السبعاوي‪"،‬التحكيم التجاري الدولي بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة " المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية ‪-‬القاهرة‪-‬مصر س ‪ 2014‬ط ‪،‬األولى ص‪.127:‬‬

‫‪12‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫وضع هيئة التحكيم الجدول الزمني المؤقت للتحكيم ودعوة األطراف إلى إبداء أراءهم باالستماع‬
‫إلى أقوالهم‪.‬‬
‫➢ المساواة في المعاملة بين الطرفين‬
‫يجب ان يعامل الطرفان على قدم المساواة وان تتاح لكل طرف في مرحلة مناسبة من‬
‫اإلجراءات فرصة معروض لعرض قضيته‪.37‬‬
‫ومع مراعاة هذه القواعد كان لهيئة التحكيم ان تسير التحكيم على النحو الذي تراه‪.‬‬
‫➢ مكان التحكيم‬
‫للطرفين حرية االتفاق على مكان التحكيم فإن لم يتفق على ذلك تولت هيئة التحكيم تعين هذا‬
‫المكان على أن يؤكد في عين االعتبار ظروف القضية‪ .‬واستثناء يجوز لهيئة التحكيم ان تجتمع‬
‫للمداولة في أي مكان تراه مناسبا وكما يجوز لها عقد جلسات االستماع في أي مكان آخر مع‬
‫مراعاة حرية األطراف حسب المادة ‪18‬من نفس القواعد المشار إليها أعاله‬
‫➢ اللغة‬
‫فيما يخص اللغة للطرفين لهم حرية اختيار اللغة او اللغات التي تستخدم في إجراءات التحكيم‬
‫كما يسري ذلك على بيان الدعوى والدفاع وكذلك على جلسات اإلستماع إذا تم عقدها ‪،‬كما أنه‬
‫يجوز لهيئة التحكيم أن تأمر بتقديم الوثائق وكل ما يتعلق بالدعوى يعرضها في سياق اإلجراءات‬
‫بلغتها األصلية حسب مقتضيات المادة ‪.19‬‬
‫➢ بيان الدعوى وبيان الدفاع‬
‫بالرجوع إلى المواد ‪20‬و ‪ 21‬المتعلقة ببيان الدعوى والدفاع نجدهما تتضمن المقتضيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫يجب على المدعي في الفترة الزمنية التي تحددها هيئة التحكيم أن يرسل ببيان الدعوى متضمن‬
‫التفاصيل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أسماء الطرفين والبيانات الالزمة لالتصال بهما ‪.‬‬
‫‪ -‬سبب الوقائع المؤيدة للدعوى ونقط اإلختالف وكذلك التدبير اإلنتصافي والتصححي الملتمس‬
‫واألسس او الحجج القانونية المؤيدة للدعوى‪.‬‬
‫كما يجب أن ترفق ببيان الدعوى نسخة من اي عقد او صك قانوني نشأت المنازعة عنه أو‬
‫بشأنه‪،‬وأيضا أن يشفع بكل المستندات واألدلة التي يستند إليها ‪،‬كما على المدعى عليه بيان دفاعه‬
‫كتابة للمدعي في التي تحددها الهيئة ويدرج فيها كل الوقائع والحجج واألسس القانونية المؤيدة‬
‫للدعوى‪.‬‬

‫للتحكيم‪.‬‬ ‫‪ 37‬أنظر المادة ‪ 17‬من قواعد األونسيترال‬

‫‪13‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫➢ تعديل الدعوى او الدفاع‬


‫فاالطراف أثناء إجراءات التحكيم يجوز لهما تعديل او استكمال الدعوى او الدفاع وذلك اذا رأت‬
‫هيئة التحكيم أن السماح بذلك سبب التأخر او ينشأ ضرر‪.38‬‬
‫➢ الدفع بعدم اختصاص هيئة التحكيم‬
‫يسوغ ألطراف الدفع بعدم اختصاص هيئة التحكيم في الموعد الذي تم تضمينه في بيان الدفاع‬
‫أو الدعوى المضادة او بغرض الدفع بالمقاصة‪ ،‬ولكن فيما يتعلق بالدفع بتجاوز هيئة التحكيم‬
‫اختصاصها فالبد تقديمه حالما تطرح المناقشة‪ ،‬كما لهيئة التحكيم أن تفصل في أي دفع من‬
‫الدفوع‪.‬‬
‫كما يجوز لهيئة التحكيم أن تصدر التدابير المؤقتة ‪ 39‬او ان تعدلها او تنهي اي تدبير كانت قد‬
‫اتخذته ‪ ،‬وإلزام الطرف بتقديم ضمانة مناسبة حسب مقتضيات المادة ‪ 26‬من قواعد االونسيترال‬
‫للتحكيم‪ ،‬وفي هذا الصدد نصت المادة ‪ 29‬من نفس القواعدعلى انه "يجوز لهيئة التحكيم تعين‬
‫خبيرا مستقال أو أكثر لتقديم تقرير إليها بشأن مسألة معينة تحددها الهيئة "‪.‬‬
‫في األخير تختم هيئة التحكيم اإلجراءات باستفسار عما كانت لديهم أدلة أخرى لتقديمها خالل‬
‫مدة محددة ‪،‬كما يجوز لهيئة التحكيم فتح جلسات االستماع إما بمبادرة منها او األطراف وذلك قبل‬
‫صدور قرار التحكيم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إصدار قرار التحكيم‬
‫إن عملية التحكيم هدفها صدور قرار التحكيم يفصل في موضوع النزاع‪ ،‬وبالرجوع إلى‬
‫قواعد االونسيترال للتحكيم نجد انه في حالة وجود أكثر من محكم ‪،‬فإن هيئة التحكيم تصدر قرار‬
‫بأغلبية المحكمين ‪،‬لكن عندما يتعلق األمر بالمسائل اإلجرائية ‪،‬فإن رئيس المحكمين يصدر قرار‬
‫لوحده وذلك في حالة عدم وجود األغلبية‪ ،‬أو عندما تأذن الهيئة بذلك ‪،‬لكن ما ينبغي اإلشارة إليه‬
‫بأن هذا القرار يكون خاضعا للمراجعة من قبل الهيئة إذا ما لزم األمر ‪.40‬‬
‫فيما يتعلق بشكل قرار التحكيم وأثاره فحسب مقتضيات المادة ‪ 34‬من قواعد االونسيترال‬
‫للتحكيم يتبين بأن هيئة التحكيم لها الحق في أن تصدر القرارات منفصلة عن بعضها البعض إذا‬
‫تعلق األمر بمسائل مختلفة وال تصدرها في وقت واحد بل في أوقات مختلفة أيضا‪ ،‬وذلك يكون‬
‫بصفة كتابية نهائية وملزمة لألطراف كما يجب على الهيئة تبيان األسباب التي استند عليها‬
‫القرار ‪،‬وذلك في حالة عدم اتفاق األطراف على عدم بينها‪..‬‬

‫‪ 38‬أنظر المادة ‪22‬من قواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬


‫‪ 39‬التدبير المؤقت هو أي تدبير يأمر بمقتضاه هيئة التحكيم أحد األطراف في أي وقت سبق إصدار قرار التحكيم الذي يفصل في‬
‫المنازعة نهائيا أن يبقى ما عليه أو ان يحافظ على االدلة‪..‬‬
‫‪ 40‬أنظر المادة ‪33‬من قواعد االونسيترال للتحكيم ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫كما يجب أيضا ان يكون موقعا من طرف المحكمين مع ذكر التاريخ الذي صدر فيه ومكان‬
‫التحكيم‪ ،‬ويعتبر القرار قد صدر عن هيئة تحكيمية بنشره وتسليمه األطراف نسخا موقعة من‬
‫المحكمين‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالقانون المطبق ‪،‬فإن الهيئة تطبق قواعد القانون التي يعينها األطراف بإعتبارها‬
‫منطبقة على موضوع المنازعة وفي حالة عدم تعينه يتم تعينه من الهيئة التي تراه مناسبا حسب‬
‫المادة ‪ 35‬من قواعد االونسيترال للتحكيم‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتفسير قرار التحكيم وتصحيحه فان القواعد اجازت ألي طرف ان يطلب من هيئة‬
‫التحكيم تغير القرار وذلك في غضون أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تسليمه‪ .‬او تصحيح ما وقع من‬
‫أخطاء حسابية او مطبعية او كتابية او اي اخطاء أخرى‪ ،‬وذلك بإشعار األطراف اآلخرين في‬
‫غضون ‪ 45‬يوما من تاريخ تسليم الطلب ‪،‬كما يسوغ لهيئة التحكيم أن تجري تلك التصحيحات من‬
‫تلقاء نفسها في أجل ‪30‬يوما من تاريخ إرسال القرار‪.41‬‬
‫وكذلك فيما يتعلق بقرار التحكيم المبني على التسوية وغيرها من أسباب اإلنهاء فأثناء إجراءات‬
‫التحكيم قد يتوصل األطراف إلى تسوية النزاع موضوع التحكيم ففي هذه الحالة تصدر الهيئة اما‬
‫قرار بانتهاء اإلجراءات أو تثبت التسوية بناء على طلب األطراف ويكون ذلك في شكل قرار‬
‫التحكيم وفي حالة تبيان عدم جدوى االستمرار في إجراءات التحكيم وأصبح مستحيال تصدر‬
‫الهيئة أمرا بإنهاء اإلجراءات‪.42‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه أنه يمكن ألي طرف ان يطلب من هيئة التحكيم في غضون ‪30‬مع شرط‬
‫إشعار األطراف بإصدار قرار إضافي يفصل في طلبات قدمت أثناء جريان المسطرة حسب‬
‫مقتضيات المادة ‪ 39‬من قواعد االونسيترال للتحكيم ‪.‬‬
‫في األخير إذا وجد حال نهائيا يتم إصدار قرار نهائي في موضوع المنازعة يتم فيه تحديد‬
‫تكاليف التحكيم أي فيما يتعلق بأتعاب المحكمين وما تتطلب مشورة الخبراء إلى غيرها من‬
‫االمور المتعلقة بالتحكيم‪ ،‬وكذلك ف يما يتعلق بتوزيع التكاليف فإنه يتحملها الطرف الخاسر او‬
‫الخاسرون في الدعوى او ان الهيئة تقوم بتقسيم إذا رأت ذلك مناسبا‪ .‬بعد إصدار القرار النهائي او‬
‫إنهاء اإلجراءات على الهيئة تقديم كشف حساب الودائع التي تلقتها وترد إليهم أي رصيد لم ينفق‬
‫‪43‬‬
‫منها‪.‬‬

‫‪ 41‬أنظر المواد ‪ 37‬و ‪ 38‬من قواعد االونسيترال للتحكيم‪.‬‬


‫‪ 42‬تنص المادة ‪ 36‬من قواعد االونسيترال للتحكيم على انه" إذا اتفق األطراف‪ ،‬قبل صدور قرار التحكيم‪ ،‬على تسوية تنهي‬
‫المنازعة‪ ،‬كان على هيئة التحكيم إما أن تصدر أمرا بإنهاء إجراءات التحكيم‪ ،‬وإما أن تثبت التسوية‪ ،‬بناء على طلب األطراف‬
‫وموافقة الهيئة على ذلك‪ ،‬في شكل قرار تحكيم متفق عليه‪ .‬وال تكون هيئة التحكيم ملزمة بتسبيب هذا القرار‪.‬‬
‫‪- 2‬إذا أصبح االستمرار في إجراءات التحكيم‪ ،‬قبل صدور قرار التحكيم‪ ،‬عدمي الجدوى أو مستحيال ألي سبب غير مذكور في‬
‫الفقرة ‪، 1‬أبلغت هيئة التحكيم األطراف بعزمها على إصدار أمر بإنهاء اإلجراءات‪ .‬وتكون لهيئة التحكيم صالحية إصدار ذلك‬
‫األمر‪ ،‬ما لم تكن هناك مسائل متبقية قد يلزم الفصل فيها وترى هيئة التحكيم أن من مناسب لفصل فيها‪.‬‬
‫‪ 43‬أنظر المواد ‪ 42‬و‪ 43‬من ن ق المشار إليها أعاله‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية التحكيم التعاهدي بين المستثمرين‬


‫ف قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪ ،‬لها من‬
‫الخصوصية ما يميزها من حيث نطاق تطبيقها ونشر المعلومات والوثائق لعامة الناس في بداية‬
‫إجراءات التحكيم والمذكرات المقدمة من الطرف الثالث أو أطراف في المعاهدة غير المتنازعة‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬وكذا جلسات االستماع واالستثناءات الواردة على الشفافية دون إغفال جهة إيداع‬
‫المعلومات المنشورة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نطاق التطبيق وكذا نشر الوثائق و المعلومات من طرف ثالث أو أطراف في‬
‫المعاهدة غير المتنازعة‬
‫تتضمن قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول (قواعد‬
‫الشفافية)‪ ،‬التي يبدأ نفادها في ‪1‬أبريل ‪ 2014‬مجموعة من القواعد اإلجرائية التي جاءت‬
‫منصوص عليها في المواد من (المادة ‪1‬الى ‪ )5‬من قواعد األونسيترال للتحكيم بشأن الشفافية في‬
‫التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول ‪.44‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق التطبيق ونشر الوثائق و المعلومات في بداية اجراءات التحكيم‬
‫طبقا للمادة األولى من قواعد األونسيترال للتحكيم بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين‬
‫المستثمرين والدول و التي جاءت بمجموعة من األساسيات من حيث نطاق وتطبيق القواعد في‬
‫عمليات التحكيم المجرات وغير المجرات بمقتضى قواعد األونسيترال للتحكيم والصالحيات‬
‫التقديرية المخولة لهيئة التحكيم و كذا الصك المطبق في حالة تضارب بشأن قواعد الشفافية ‪.‬‬
‫فمن حيث انطباق القواعد فيتم تطبيق قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي‬
‫بين المستثمرين والدول ("قواعد الشفافية") بمقتضى قواعد األونسيترال للتحكيم وذلك عمال‬
‫بمعاهدة تنص على حماية االستثمارات أو المستثمرين (المعاهدة) مبرمة في ‪ 1‬أبريل ‪2014‬أو‬
‫بعد ذلك التاريخ‪ ،‬ما لم تتفق األطراف في المعاهدة على خالف ذلك‪.45‬‬
‫أما في عمليات التحكيم بين المستثمرين والدول التي ُتستهل بمقتضى قواعد األونسيترال للتحكيم‬
‫‪46‬‬
‫عمال بمعاهدة مبرمة قبل ‪1‬أبريل ‪ 2014‬ال تنطبق هذه القواعد إال في حالتين‪.‬‬
‫هذا من جانب انطباق القواعد‪ ،‬أما من حيث تطبيق قواعد الشفافية بمقتضى معاهدة أو اتفاق‬
‫بين األطراف فإنه يخضع لما يلي‪:47‬‬

‫‪ 44‬قواعد االونسيترال للتحكيم ( المتضمنة للفقرة الرايعة من المادة‪ 1‬بصسغتها المعتمدة في عام ‪ 2013‬و الفقرة الرابعة من‬
‫المادة ‪ 1‬بصيغتها المعتمدة عام ‪ /).2021‬قواعد األونسيترال للتحكيم المعجل ‪ /‬قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم‬
‫التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬
‫‪ 45‬البند األول من المادة األولى من قواعد األونسترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول‪.‬‬
‫‪ - 46‬إذا اتفق طرفا التحكيم ("الطرفان المتنازعان") على تطبيقها على ذلك التحكيم‪.‬‬
‫‪-‬إذا اتفق طرفا المعاهدة‪ ،‬أو‪ ،‬في حال المعاهدة المتعددة األطراف‪ ،‬دولة المدعي والدولة المدعى عليها‪ ،‬بعد ‪1‬نيسان‪/‬أبريل‬
‫‪2014‬على تطبيقها‪.‬‬
‫‪ 47‬البند الثالث من المادة األولى من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫❖ اليجوز للطرفين المتنازعين التنصل من هذه القواعد بناءا على اتفاق بينهما أو خالف‬
‫ذلك‪ ،‬ما لم تجز المعاهدة لهما ذلك‪.‬‬
‫❖ يكون لهيئة التحكيم‪ ،‬عالوة على صالحياتها التقديرية بمقتضى بعض أحكام هذه القواعد‪،‬‬
‫سلطة تكييف متطلبات أي حكم معين من هذه القواعد مع الظروف الخاصة للقضية‪ ،‬بعد‬
‫التشاور مع الطرفين المتنازعين ‪ ،‬إذا كان ذلك ضروريا لتيسير التحكيم وفق طريقة عملية‬
‫متوافقة مع أهداف قواعد الشفافية بعد التشاور مع األطراف المتنازعة‪.‬‬
‫أما فيما يخص الحاالت التي تنص فيها قواعد الشفافية على منح الصالحيات التقديرية المخولة‬
‫للهيئة التحكيمية وسلطتها فهي تتمتع بمجموعة من الصالحيات التي تمكنها من صيانة قرارها‬
‫وذلك وفق الحاالت التالية ‪:‬‬
‫❖ المصلحة العامة في ممارسة الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‬
‫وفي إجراءات التحكيم الخاصة‪.‬‬
‫❖ مصلحة الطرفين المتنازعين في تسوية منازعاتهما منازعة منصفة وناجعة‪.‬‬
‫كما ال تؤثر هذه القواعد على أية سلطة قد تكون لهيئة التحكيم بموجب قواعد االونسيترال للتحكيم‬
‫من أجل تسيير التحكيم على نحو يعزز الشفافية‪ ،‬وذلك من خالل قبول المذكرات المقدمة من‬
‫أطراف ثالثة‪.‬‬
‫وفي حال وجود أي سلوك أو تدبير أو إجراء من شأنه تقويض أهداف قواعد الشفافية تكفل هيئة‬
‫التحكيم أن تسود تلك األهداف‪.‬‬
‫كما يجب اإلشارة إلى أنه قد يقع تضارب من حيث أي صك واجب لتطبيق فإن الفقرة الرابعة‬
‫من المادة األولى‪ ،48‬من قواعد األونسيترال بشأن التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‬
‫منحت قواعد الشفافية دور المكمل لقواعد التحكيم المعمول بها‪ ،‬على اعتبار أن أي تضارب بين‬
‫قواعد الشفافية و قواعد التحكيم المعمول بها تكون الغلبة لقواعد الشفافية‪ ،‬و عندما يقع تضارب‬
‫بين قواعد الشفافية و المعاهدة تكون الغلبة للمعاهدة‪ ،‬و حيثما يقع تضارب بين هذه القواعد و أي‬
‫حكم من أحكام القانون المعمول به في التحكيم التي ال يجوز لألطراف الحيد عنها تكون الغلبة‬
‫لذلك الحكم‪.‬‬
‫فكل من المادتين ‪2‬و ‪ 3‬من قواعد األونسيترال بشأن التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‬
‫كيفية نشر المعلومات والوثائق في بداية إجراءات التحكيم ‪،‬وذلك من خالل لجوء الطرفين‬
‫المتنازعين فور تسلم المدعى عليه لإلشعار بالتحكيم إلى إرسال نسخة من اإلشعار بالتحكيم إلى‬
‫جهة إيداع المعلومات المشار إليها في المادة ‪. 8‬‬

‫‪ 48‬البنود ‪7‬و ‪8‬من المادة األولى من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫وعلى جهة اإليداع‪ ،‬حال تسلم اإلشعار بالتحكيم من المدعى عليه أو حال تسلم إشعار التحكيم‬
‫ومحضر إرساله إلى المدعى عليه‪ ،‬أن تسارع إلى إتاحة إطالع عامة الناس على المعلومات‬
‫التالية‪:49‬‬
‫• أسماء الطرفين المتنازعين ‪.‬‬
‫• القطاع االقتصادي المعني‪.‬‬
‫• المعاهدة التي ينظر بموجبها في الدعوى‬
‫وعمال بمقتضيات المادة ‪ 7‬من قواعد األونسيترال بشأن التحكيم التعاهدي بين المستثمرين‬
‫والدول تتاح الوثائق التالية إلى عامة الناس‪:‬‬
‫• االشعار بالتحكيم والرد على االشعار بالتحكيم‪.‬‬
‫• بيان الدعوى وبيان الدفاع وأي بيانات كتابية او مدكرات كتابية او اخرى مقدمة من أي طرف‬
‫متنازع‪.‬‬
‫• جدول بجميع الوثائق المذكورة‪.‬‬
‫• تقارير الخبراء وبيانات الشهود‪.‬‬
‫• أي مذكرات كتابية مقدمة من طرف ثالث او في معاهدة غير متنازعة‪.‬‬
‫• محضر جلسات االستماع ان وجدت‪.‬‬
‫•األوامر واالحكام والقرارات الصادرة عن هيئة التحكيم‪.‬‬
‫هذا فضال عن إمكانية إتاحة اإلطالع على وثائق غير مذكورة أعاله بمبادرة منها أو بعد‬
‫التشاور مع أطراف النزاع‪ ،‬وذلك في أقرب وقت ممكن ومتى اصبحت متاحة لالطالع عليها‪ ،‬مع‬
‫حجب المعلومات المحمية او السرية عمال بأحكام المادة ‪8‬من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية‬
‫في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪ ،‬مع اتاحتها بالشكل الدي تلقتها به واللغة التي‬
‫وردت بها‪.‬‬
‫مع تحمل كل شخص يتاح له االطالع على الوثائق بمقتضى المادة ‪ 3‬التكاليف اإلدارية المترتبة‬
‫على إتاحة تلك الوثائق مثل النسخ و تكاليف اإلرسال و إلى غير ذلك‪.50‬‬
‫ثانيا‪ :‬المذكرات المقدمة من طرف ثالث أو أطراف في المعاهدة غير المتنازعة‬
‫عمال بمقتضيات المادة ‪ 4‬من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين‬
‫المستثمرين والدول فإنه يجوز لهيئة التحكيم‪ ،‬بعد التشاور مع الطرفين المتنازعين‪ ،‬أن تسمح‬
‫لشخص ليس طرفا متنازعا وال طرفا في المعاهدة غير متنازع "(طرف ثالث)" بأن يقدم إليها‬
‫مذكرة كتابية بخصوص مسألة تندرج ضمن نطاق المنازعة‪.51‬‬
‫وعلى كل طرف ثالث يرغب في تقديم مذكرة أن يوجه طلبا بذلك للهيئة التحكيمية ‪ ،‬وذلك تحت‬
‫الشكليات المعينة التالية‪:‬‬

‫‪ 49‬البنود ‪1‬و ‪2‬و ‪3‬و ‪4‬من المادة الثالثة من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‬
‫‪ 50‬البند ‪5‬من المادة الثالثة من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬
‫‪ 51‬البند األول من المادة ‪ 4‬من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫• بيان كتابي موجز يكتب بأحد لغات التحكيم ‪،52‬مع التقيد بالحد األقصى للصفحات المحدد من‬
‫قبل الهيئة التحكيمية‪ ،‬وذلك مع وصف مفصل لماهيته‪ ،‬و أعضائه‪ ،‬و وضعه القانوني‪، 53‬وأهدافه‬
‫العامة و طبيعة أنشطته و أي مؤسسة أم ينتمي لها في ذلك أي مؤسسة لها سيطرة مباشرة او‬
‫غير مباشرة عليه‪.‬‬
‫•اإلفصاح عما إذا كان له أي ارتباط‪ ،‬مباشر أو غير مباشر‪ ،‬بأي طرف متنازع‪.‬‬
‫• تقديم معلومات عن أي حكومة أو شخص أو مؤسسة قدمت له‪.‬‬
‫•وصف طبيعة مصلحته في التحكيم؛‬
‫• بيان ما ينطوي عليه التحكيم من مسائل وقائعية أو قانونية محددة يرغب في التطرق‬
‫إليها في مذكرته الكتابية‪.‬‬
‫و تراعي هيئة التحكيم‪ ،‬لدى البت في مسألة السماح بتقديم مذكرة من هذا القبيل‪ ،‬إضافة إلى‬
‫العوامل التي تراها ذات صلة‪ ،‬العوامل التالية‪.54‬‬
‫• ما إذا كان للطرف الثالث مصلحة جوهرية في إجراءات التحكيم‪.‬‬
‫• مدى إسهام المذكرة المقدمة في مساعدتها على البت في مسألة وقائعية أو قانونية ذات صلة‬
‫بإجراءات التحكيم عن طريق تقديم منظور ما أو معارف معينة أو رؤية متبصرة تختلف عما‬
‫قدمه الطرفان المتنازعان‪.‬‬
‫وتكون المذكرة المقدمة من الطرف الثالث‪: 55‬‬
‫• مؤرخة وموقعة من الشخص المقدم للمذكرة نيابة عنه ‪.‬‬
‫• موجزة‪ ،‬وال يزيد طولها‪ ،‬في أي حال من األحوال‪ ،‬عن ما أذنت به هيئة التحكيم‪.‬‬
‫• بيان دقيق عن موقفه من المسائل المطروحة‪.‬‬
‫• تقتصر على تناول األمور المندرجة ضمن نطاق المنازعة‪.‬‬
‫وتكفل هيئة التحكيم أال تتسبب أي مذكرة مقدمة في تعطيل إجراءات التحكيم أو في إثقالها‬
‫بعبء ال داعي له أو في اإلضرار بأي طرف متنازع على نحو جائر‪ ،‬كما يمكن أن تتاح للطرفين‬
‫المتنازعين فرصة معقولة إلبداء مالحظاتهما على أي مذكرة مقدمة من الطرف الثالث‪.‬‬
‫أما بشأن المذكرات المقدمة من أطراف في المعاهدة غير متنازعة ‪،‬فان هيئة التحكيم بعد التشاور‬
‫مع طرفين النزاع تسمح بتقديم طرف في المعاهدة غير متنازع لمذكرات بشأن المسائل المتعلقة‬
‫بتفسير المعاهدة أو تدعو ذلك الطرف إلى تقديم هذه المذكرات‪ ،‬أو مسائل أخرى تندرج ضمن‬
‫نطاق المنازعة ‪.‬‬
‫وعلى هيئة التحكيم‪ ،‬لدى البث في السماح بتقديم هذه المذكرات‪ ،‬أن تراعي‪ ،‬ضمن العوامل‬
‫األخرى التي تراها ذات صلة‪ ،‬العوامل المشار إليها في الفقرة الثالثة من المادة ‪،4‬وذلك توخيا‬
‫لمزيد من التيقن‪ ،‬مع ضرورة الحيلولة دون تقديم مذكرات تدعم دعوى المستثمر على نحو يرقى‬

‫‪ 52‬لغات التحكيم المعمول بها هي اإلنجليزية والعربية والروسية والفرنسية واالسبانية والصينية‪.‬‬
‫‪ 53‬مثال رابطة مهنية او منضمة أخرى غير حكومية‪.‬‬
‫‪ 54‬البند ‪ 3‬من المادة ‪ 4‬من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪.‬‬
‫‪ 55‬البند ‪ 4‬من المادة الرابعة من قواعد األونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‬

‫‪19‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫إلى مرتبة الحماية الدبلوماسية‪ .‬ومن أجل الحفاض على خصوصيات التحكيم فإنه ال يجوز لهيئة‬
‫التحكيم أن تستخلص أي استنتاج من عدم تقديم أي مذكرة أو عدم الرد على أي دعوة‪.‬‬
‫كما تكفل هيئة التحكيم أال تتسبب أي مذكرة مقدمة في تعطيل إجراءات التحكيم أو في إثقالها‬
‫بعبء ال داعي له أو في اإلضرار بأي طرف متنازع على نحو جائر‪ ،‬مع امكانية حق الرد‬
‫وابداء المالحظات من قبل االطراف المتنازعة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬جلسات اإلستماع واإلستثناءات من الشفافية وجهة إيداع المعلومات المنشورة‬
‫سنتطرق في هذه الفقرة لسير جلسات اإلستماع (أوال)‪ ،‬على أن نتناول اإلستثناءات من الشفافية‬
‫وجهة إيداع المعلومات المنشورة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬جلسات اإلستماع‬
‫تكون جلسات اإلستماع الخاصة بتقديم األدلة أو المرافعات الشفوية علنية حيث تتخذ هيئة‬
‫التحكيم ترتيبات لوجستية لتيسيرها و تشمل عند االقتضاء تنظيم بثها لعامة الناس بواسطة‬
‫وصالت فيديو أو أي وسائل أخرى من هذا القبيل تراها مناسبة ‪،‬لكن إن اقتضت الضرورة حماية‬
‫معلومات سرية أو سالمة عملية التحكيم بمقتضى المادة ‪ 7‬تتخذ هيئة التحكيم الترتيبات الالزمة‬
‫لعقد جزء جلسة اإلستماع الذي يتطلب هذه الحماية في جلسة مغلقة‪ ،‬وذلك من خالل تشاورها مع‬
‫الطرفين المتنازعين وأن تقرر عقد جميع جلسات اإلستماع أو بعضها في شكل جلسة مغلقة حيثما‬
‫يصبح ذلك ضروريا ألسباب لوجستية وذلك مثال عندما تجعل الظروف من المتعذر تطبيق أي‬
‫‪56‬‬
‫ترتيب من الترتيبات المتخدة أصال لكفالة عالنية جلسات اإلستماع‬
‫ثانيا‪ :‬اإلستثناءات من الشفافية وجهة إيداع المعلومات المنشورة‬
‫تهدف قواعد األونسيترال بشأن الشفافية إلى ضمان وصول األشخاص المتضررين إلى هذه‬
‫اإلجراءات ‪ ،‬تمكنهم من المشاركة أو مراقبة تقدم القضية ‪ ،‬على أمل أن يضفي هذا مزيدا من‬
‫الشرعية على قرارات التحكيم التي تتعامل مع مثل هذه األمور الحساسة ‪ ،‬وهناك بعض‬
‫اإلستثناءات التي ترد على هذه الشفافية ‪:‬‬
‫أ ‪-‬اإلستثناءات من الشفافية‪:‬‬
‫‪ -‬المعلومات السرية أو المحمية‬
‫ال يجوز إتاحة المعلومات السرية أو المحمية لعامة الناس والتي تتألف مما يلي‪:‬‬
‫✓ المعلومات التجارية السرية‪.‬‬
‫✓ المعلومات المحمية من اطالع عامة الناس عليها بمقتضى المعاهدة‪.‬‬

‫انظر المادة ‪ 6‬من قواعد االونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول ‪،‬ص‪.44:‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪20‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫✓ المعلومات المحمية من اطالع عامة الناس عليها بمقتضى قانون الدولة المدعى عليها فيما‬
‫يخص معلومات تلك الدولة‪ ،‬وبمقتضى أي قوانين أو قواعد ترى هيئة التحكيم أنها تنطبق‬
‫على كشف المعلومات فيما يخص المعلومات األخرى ‪.‬‬
‫✓ المعلومات التي يكون من شأن الكشف عنها عرقلة إنفاذ القوانين‪.‬‬
‫فتتخذ هيئة التحكيم‪ ،‬بعد التشاور مع الطرفين المتنازعين ‪،‬ترتيبات من أجل منع اطالع عامة‬
‫الناس على أي معلومات سرية أو محمية‪ ،‬تشمل عند االقتضاء ما يلي‪:‬‬
‫• تحديد مهل زمنية يتعين في غضونها على الطرف المتنازع أو الطرف في المعاهدة غير‬
‫المتنازع أو الطرف الثالث أن يقدم إشعارا بأنه يطلب حماية معلومات من هذا القبيل في‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫• اتخاذ إجراءات لتحديد وحجب المعلومات السرية أو المحمية المعينة في هذه الوثائق على‬
‫وجه السرعة‪.‬‬
‫• اتخاذ إجراءات لعقد جلسات استماع مغلقة بالقدر الذي تقتضيه الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪.6‬‬
‫ويعود لهيئة التحكيم‪ ،‬بعد التشاور مع الطرفين المتنازعين ‪ ،‬أمر تحديد ما إذا كانت المعلومات‬
‫سرية أو محمية‪.‬‬
‫وعندما ترى هيئة التحكيم عدم ضرورة حجب معلومات واردة في وثيقة ما‪ ،‬أو عدم ضرورة منع‬
‫اطالع عام ة الناس على وثيقة ما‪ ،‬يسمح ألي طرف متنازع أو طرف في المعاهدة غير متنازع‬
‫أو طرف ثالث يكون قد قدم الوثيقة طوعا إلدراجها في سجل إجراءات التحكيم بأن يسحب الوثيقة‬
‫برمتها أو جزءا منها من السجل‪.‬‬
‫‪-‬سالمة عملية التحكيم‬
‫فهي من اإلستثناءات الواردة على الشفافية حيث ال يجوز إتاحة اطالع عامة الناس على‬
‫المعلومات متى كان من شأن إتاحتها للعموم أن يمس بسالمة عملية التحكيم‪ ،‬و لهيئة التحكيم‪ ،‬من‬
‫تلقاء نفسها أو بناء على طلب من طرف متنازع‪ ،‬بعد التشاور مع الطرفين المتنازعين متى كان‬
‫ذلك ممكنا من الناحية العملية‪ ،‬أن تتخذ التدابير المالئمة من أجل تقييد أو تأخير نشر المعلومات‬
‫متى كان من شأن هذا النشر المساس بسالمة عملية التحكيم إما ألنه يمكن أن يعيق جمع األدلة أو‬
‫تقدميها أو يؤدي إلى ترهيب الشهود أو المحامين الذين يمثلون الطرفين المتنازعين أو أعضاء‬
‫‪57‬‬
‫هيئة التحكيم‪ ،‬أو في ظروف استثنائية مماثلة‪.‬‬
‫ب‪-‬جهة إيداع المعلومات المنشورة‬
‫اتفقت الدول األطراف في االتفاقيات الدولية المتعلقة باالستثمار والتحكيم التعاهدي بين‬
‫المستثمرين والدول على إيداع المعلومات المنشورة حسب الشفافية في األمانة العامة لألمم‬
‫المتحدة ‪ ،‬حيث تتم إدارة هذه المعلومات من قبل هذه األخيرة أو أي مؤسسة تسميها األونسيترال‪،‬‬

‫انظر المادة ‪ 7‬من قواعد االونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول‪ ،‬ص‪45:‬و ‪.46‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪21‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫في إطار اإل تفاقيات الدولية المتعلقة باالستثمار والتحكيم التعاهدي بين المستثمرين والدول‪ ،‬وتكون‬
‫‪58‬‬
‫متاحة للعامة واألطراف المعنية بالتحكيم التعاهدي أو أي مؤسسة تسميها األونسيترال‪.‬‬

‫‪ 58‬انظر المادة ‪ 8‬من قواعد االونسيترال بشأن الشفافية في التحكيم التعاهدي بين المستثمرين و الدول‪ ،‬ص‪46:‬‬

‫‪22‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫خاتمة‬

‫بناءا على ماسبق يمكن القول أن األمم المتحدة عملت من خالل لجنة األونسيترال على‬
‫سن قواعد نموذجية للتحكيم من خالل تضمين القانون المتعلق باألونسيترال مجموعة من‬
‫القواعد‪ ،‬حيث تضمن قواعد تمهيدية من نطاق التطبيق و اإلشعار و حساب المدد كما أن قواعد‬
‫األونسيترال للتحكيم مجموعة شاملة من القواعد اإلجرائية التي يمكن لألطراف االتفاق عليها‪ ،‬من‬
‫أجل تسيير إجراءات التحكيم و التي تستخدم على نطاق واسع في عمليات التحكيم من خالل‬
‫تشكيل الهيئة التحكيمية و شروطها من عدد المحكيمن و طريقة تعينهم و استبعاد المسؤولية عنهم‬
‫ما لم يكن الخطأ متعمد و هو ما يالحظ على قواعد األونسيترال أنها لم تتطرق إلى المسؤولية‬
‫الواقعة على المحكم بشكل مفصل سواء المسؤولية المدنية أو الجنائية‪ ،‬ثم تطرقت إلى قرار‬
‫التحكيم و الشكليات المتطلبة فيه و تفسيره إضافة إلى أعباء المحكمين و قد عملت لجنة‬
‫األونسيترال في التعديل األخير لسنة ‪ 2021‬تمت إضافة جديدة في الفقرة الخامسة من المادة‬
‫األولى إلى نص قواعد التحكيم إلدراج القواعد المعجلة كتذييل لقواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬

‫ومن خالل دراسة هذا الموضوع يمكن اإلضافة بعض المقترحات و هي كالتالي‪:‬‬

‫✓ ضرورة تحديد الشروط المتطلبة في الوسيط من كفاءة علمية و خبرة‪ ،‬كما كان من‬
‫الواجب التنصيص على الحاالت التي تقوم فيها مسؤولية المحكم على أخطائه سواء‬
‫المعتمدة أو غير المعتمدة‪.‬‬
‫✓ توعية المستثمرين بأهداف و مزايا قواعد األونسيترال للتحكيم‪.‬‬
‫✓ يجب على المحكم أن يتولى المسؤولية أثناء سير العملية التحكيمية‪.‬‬
‫✓ تقليص من مدة الرد عن اإلشعار المحدد في المادة ‪ 4‬من قواعد االونسيترال‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫الئحة المراجع‬
‫الكتب العامة‬
‫✓ أحمد أبو الوفا‪ "،‬التحكيم االختياري والتحكيم االجباري"‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‬
‫‪ ،5‬س ‪.1988‬‬
‫✓ محمد سامي فوزي"التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة ألحكام التجاري الدولي"ط‬
‫األولى س‪،2008‬دار الثقافة للنشر‪.‬‬
‫الكتب الخاصة‬
‫✓ أحمد عبد الرؤوف‪"،‬قواعد التحكيم األونسيترال وتسوية منازعات االستثمار في الدول‬
‫العربية "‪ :‬تجربة مركز القاهرة اإلقليمي للتحكيم التجاري الدولي ‪.‬‬
‫✓ زياد محمد جمود عبد هللا السبعاوي‪ " ،‬التحكيم التجاري الدولي بين الشريعة و القانون‬
‫دراسة مقارنة "المركز القومي إلصدرات القانونية‪ -‬القاهرة – مصر س ‪ ،2014‬ط‬
‫األولى‪.‬‬
‫الرسائل‬
‫حمدوني عبد القادر‪ " ،‬التحكيم التجاري الدولي و تطبيقاته على ضوء القانون التجاري"‬ ‫✓‬
‫مذكرة نهاية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬س ‪.2015-2014‬‬
‫درقة سعاد‪ " ،‬لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي األونسيترال"‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫✓‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬اليزيد علي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة العربي‬
‫بن مهيدي بأم البواقي‪،‬س ‪.2014‬‬
‫وفاء مراحي‪" ،‬الحماية القانونية للتجارة اإللكترونية" ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬ ‫✓‬
‫ميدان الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬ام‬
‫البواقي‪ -‬س ‪. 2017/2016‬‬
‫وناس فخر الدين"شروط ومبادئ صياغة عقود التجارة الدولية"‪ ،‬مذكرة مكملة لشهادة‬ ‫✓‬
‫الماستر في الحقوق تخصص قانون األعمال كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة العربي‬
‫بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪،-‬س‪. 2019.2020‬‬
‫المقاالت‬
‫✓ إبراهيم اولتيت‪"،‬التحكيم التجاري الدولي والسيادة"مقال منشور‪ ،‬بمجلة المغربية للتحكيم‬
‫العربي والدولي‪.‬‬
‫✓ دامية اشهيبو‪" ،‬إتفاق التحكيم وشروط صحته في القانون المغربي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫القانون المغربي‪ ،‬عدد ‪ ،22‬س‪.2018‬‬
‫✓ زبيدة عبد الهادي ‪ ،‬القواعد المادية لمنازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية‬
‫في إطار االتفاقيات الدولية "دراسة مقارنة" – مقال منشور بالمجلة العربية للعلوم ونشر‬
‫األبحاث – المجلد الثالث – العدد الثاني – مارس ‪.2017‬‬

‫‪24‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫المواقع اإللكترونية‬
‫عبد القادر ورسمه غاليب ‪،‬قواعد األونسيترال للتحكيم ومبدأ حياد واستقالل المحكم مقال‬ ‫✓‬
‫منشور في الموقع اإللكتروني ‪www.alkhalej.ae.com‬‬
‫دون ذكر صاحب المقال ‪ ،‬القواعد العامة في تشكيل هيئة التحكيم ‪ ،‬مقال منشور في‬ ‫✓‬
‫الموقع االلكتروني ‪. www.justice.academey.com‬‬
‫موسى فهد األعرج ‪،‬مقاالت في القانون ‪:‬استقالل المحكم وحياده ‪ ،‬الوقع‬ ‫✓‬
‫‪www.moaraj.com‬‬
‫مصطفى ناطق صالح‪ " ،‬الفرق بين قواعد األونسيترال للتحكيم التجاري الدولي وقواعد‬ ‫✓‬
‫القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي" مقال منشور بالموقع اإللكتروني‬
‫‪. www.aride.com‬‬
‫محاضرات‬
‫✓ موكه عبد الكريم ‪" ،‬التحكيم التجاري" ‪،‬محاضرات للسنة األولى ‪،‬ماستر تخصص قانون‬
‫المهن القانونية والقضائية ‪،‬جامعة جيجل ‪،‬السنة الجامعية ‪. 2020.2021‬‬

‫‪25‬‬
‫قواعد األونسيترال للتحكيم‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1.........................................................................................‬‬
‫ر‬
‫األونسيتال للتحكيم ‪5....................‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اإلجراءات األولية لقواعد‬
‫ر‬
‫لألونيستال للتحكيم‪5 ...........................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬القواعد التمهيدية‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬نطاق التطبيق والتمثيل والمساعدة وسلطة التسمية والتعيي ‪5‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلشعار وحساب المدد والرد عن التحكيم ‪7 .......................‬‬
‫الثان ‪ :‬تأليف هيئة التحكيم ‪8 ..................................................‬‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬
‫واإلعتاض عليهم‪8 ..........................‬‬ ‫ر‬ ‫الفقرة األوىل ‪:‬تشكيل هيئة التحكيم‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تكرار الجلسات يف حالة استبدال أحد المحكمي واستبعاد‬
‫المسؤولية ‪11 ..............................................................................‬‬
‫لألونسيتال وخصوصية التحكيم التعاهدي‬ ‫ر‬ ‫الثان‪ :‬اإلجراءات المسطرية‬ ‫المبحث‬
‫ي‬
‫بي المستثمرين ‪12 ...........................................................................‬‬
‫ر‬
‫األونستال للتحكيم ‪12 ..............‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬اإلجراءات المسطرية لقواعد‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬إجراءات التحكيم‪12 ....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قرار التحكيم‪14 .........................................................‬‬
‫الثان‪ :‬خصوصية التحكيم التعاهدي بي المستثمرين ‪16 .................‬‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬
‫نش الوثائق و المعلومات من طرف ثالث أو‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬نطاق التطبيق وكذا ر‬
‫أطراف يف معاهدة غت متنازعة‪16 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬جلسات اإلستماع واإلستثناءات من الشفافية وجهة إيداع‬
‫المعلومات المنشورة ‪20 .....................................................................‬‬
‫خاتمة‪23 .......................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪24 .............................................................................‬‬
‫الفهرس ‪26 .....................................................................................‬‬

‫‪26‬‬

You might also like