You are on page 1of 21

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة التكوين المتواصل‬


‫مركز الجلفة‬
‫شعبة الحقوق‬

‫محاض ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‪:‬‬

‫المجتمع الدولي‬
‫مطبوعة موجهة إلى طلبة السنة األولى ليسانس جذع مشترك‬
‫شعبة حقوق‬

‫إعداد الدكتور جداوي خليل‬

‫السنة الجامعية ‪0202/0202‬‬


‫المقطع الرابع ‪ :‬أشخاص المجتمع الدولي‪:‬‬

‫‪ -‬المنظمات الدولية‬

‫‪ -‬الشركات متعددة الجنسيات‬

‫‪ -‬الحركات التحريرية‬

‫‪ -‬الفرد‬

‫~‪~1‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬اشخاص المجتمع الدولي‬

‫‪ -0‬المنظمات الدولية‬

‫ظهور أولى المنظمات الدولية‪ :‬بذلت عدة جهود دولية أدت إلى ظهور المنظمات‬
‫الدولية ويمكن تقسيم هذه الجهود كما يلي‪:‬‬
‫المرحلة االولى ‪ :‬قبل ‪ 9191‬وتمثل الجهود بانشاء‪:‬‬
‫اللجان النهرية الدورية‪ :‬أنشأت لغرض تنظيم المالحة النهرية مع وضع قواعد قانونية‬
‫دولية واإلشراف على تنفيذها مثل لجنة نهر الراين ‪ 9891‬ولجنة نهر الدانوب سنة ‪.9881‬‬
‫إنشاء اإلتحادات الدولية اإلدارية‪ :‬أنشأت عدة إتحادات دولية لغرض التعاون بين‬
‫الدول من الناحية الفنية واإلدارية مثل‪ :‬اإل تحاد الدولي للمواصالت السلكية والالسلكية سنة‬
‫‪ 9818‬يهتم بمسائل االتصال الدولي‪.‬‬
‫إتحاد البريد العالمي ‪ :9881‬مرفق دولي لتحسين التعامالت البريدية على المستوى‬
‫الدولي ‪ ،‬يهدف إلى إلزام الدول باحترام قواعد البريد الدولية بكافة أنواعه وانشاء مكتب دولي‬
‫للبريد‪.‬‬
‫االتحاد العام لحماية الملكية الصناعية والتجارية والملكية األدبية والفنية ‪:9881‬‬
‫يهدف إلى حماية المخترعين وأصحاب العالقات التجارية وأنشئ سجل دولي للعالمات‬
‫التجارية ‪.9881‬‬
‫االتحاد العام للتعريفات الجمركية ‪ :9811‬يهدف إلى نشر التعريفات الجمركية بلغات‬
‫مختلفة لتسهيل التبادل التجاري‪.‬‬
‫االتحاد الدولي للنقل بالسكك الحديدية ‪ :9811‬أهم أهدافه إقرار مبدأ النقل اإللزامي‬
‫للبضائع فيما بين الدول‪ ،‬ومبدأ االستمرار في النقل عن طريق استخدام تذكرة موحدة‪ ،‬كما‬
‫يقوم بحل النزاعات الدولية المتعلقة بإجراءات الشحن‪.‬‬
‫منظمة األرصاد الجوية ‪ :9888‬تهدف إلى ‪ :‬توفي ر معلومات مناخية بوسائل النقل‬
‫والمواصالت وتسهيل التعاون الد ولي في تبادل المعلومات الجوية واستخدام آالت الرصد‪.‬‬
‫المعهد الدولي للزراعة ‪ :9198‬يهدف إلى تطوير الزراعة‪.‬‬
‫~‪~2‬‬
‫المكتب الدولي للصحة ‪.9198‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ 9118 – 9191 :‬متميزت هذه المرحلة بظهور أولى المنظمات‬
‫الدولية ذات الطابع السياسي‪ ،‬وتمثل خاصة في إنشاء عصبة األمم‪.‬‬
‫عصبة األمم المتحدة‪ :‬منظمة ذات طابع سياسي تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إنهاء الحرب العالمية األولى‬
‫‪ -‬الحد من التسلح ‪ .‬المحافظة على السلم الدولي‬
‫‪ -‬تشجيع حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أنشأت بمقتضى عهد العصبة في ‪ 9191/ 91/ 18 :‬م و هذا العهد يتكون من‬
‫‪ 11‬مادة‪.‬‬
‫أهداف العصبة‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على الحد من اللجوء إلى الحرب كوسيلة لحل المنازعات الدولية‪.‬‬
‫العدالة و‬ ‫‪ -‬تكوين عال قات بين أعضاء هذه المنظمة دائمة ‪ ،‬قائمة على أسا‬
‫الشراكة‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام الدول بقواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام الدول باحترام المعاهدات‪.‬‬
‫هيكل المنظمة‪:‬‬
‫الجمعية‪ :‬وهو الفرع الذي يضم ممثلين عن كل الدول األعضاء‪ ،‬لكل عضو صوت واحد‬
‫عن التصويت ‪ ،‬تعمل الجمعية كجهاز تشريعي لهذه المنظمة‪ ،‬كما لها أن تناقش المسائل‬
‫المتعلقة بالسلم واألمن الدوليين‪ ،‬وفحص النزاعات الدولية وتنمية العالقات الودية وتحقيق‬
‫العدالة فيما بين أعضائها‪.‬‬
‫األمن حاليا ‪ ،‬يشمل عددا‬ ‫المجل ‪ :‬يضم عددا محدودا من األعضاء‪ ،‬وهو بمثابة مجل‬
‫من األعضاء الدائمين( إنجلترا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬ألمانيا ‪ ،‬اإلتحاد السوفياتي ابتداء‬
‫من ‪ ،9111‬وعدد من الدول غير الدائمين تنتخبهم الجمعية لمدة محدودة‪.‬‬
‫األمانة العامة‪ :‬تقوم بوظيفة الجهاز اإلداري‪ ،‬يشرف عليها أمين عام يعينه المجل‬
‫باإلجماع‪.‬‬

‫~‪~3‬‬
‫محكمة العدل الدولية الدائمة‪ :‬هي هيئة قضائي ة أضيفت فيما بعد في سنة ‪ ، 9111‬تحولت‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت محكمة العدل الدول ية التابعة لمنظمة األمم المتحدة‪،‬‬
‫اسباب فشل عصبة االمم‪ :‬على الرغم من هذه البنية إال أن هذه العصبة فشلت في تحقيق‬
‫أهدافها بحيث أنه ا لم تستطع منع الحروب من النشوب‪ ،‬ويرجع فش لها إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫كان يتخذ ق ارراته باإلجماع‬ ‫‪ -‬القاعدة المتبعة في التصويت‪ :‬حيث أن الجمعية أو المجل‬
‫فبمجرد اعتراض عضو واحد يؤدي إلى فشل العصبة‪.‬‬
‫‪ -‬عهد العصبة لم يحرم الحرب بصفة عامة‪ :‬رغم أنه نص في المادة ‪ 98‬على عدة‬
‫إجراءات تتخذ لحل النزاعات الدولية بطرق س لمية إال أنه أباح الوجود بالقوة في ثالث‬
‫ولم يتخذ قرار ‪.‬‬ ‫حاالت‪ :‬إذا مرت ثالثة أ شهر على عرض النزاع على المجل‬
‫‪ -‬ويرجع أيضا فشل العص بة إلى تداخل اختصاصات الجمعية والمجل ‪ ،‬فلم تكن محددة‬
‫تحديدا دقيقا‪ ،‬األمر الذي أ دى إلى تحلل كل طرف من مسؤولياته‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬بعد سنة ‪ : 2491‬وقد تميزت هذ ه المرحلة بزيادة عدد المنظمات وتنوع‬
‫نشاطها‪ ،‬وأخذت دو ار بار از في تنظيم العالقات الدولية سواء من الناحية القانونية أو‬
‫السياسية أو اإلدارية‪ ،‬كما أ نها تكفلت بالقضايا االقتصادية واالجتماعية وقضايا األمن‬
‫الدولي و أهم هذه المنظمات‪ ،‬منظم ة األمم المتحدة‪ ،‬كما ظهرت ما يسمى بالوكاالت‬
‫المتخصصة‪ ،‬والتي لها عالقة باألمم المتحدة‪ ،‬وهي تعمل في اختصاص معين مثل‪:‬‬
‫المجال الثقافي‪ ،‬أو الصحة‪ ،‬أو الشؤون المالي ة أو التجارية والمالحة البحرية‪ ،‬والطاقة‬
‫الذرية‪ .‬و من أمثلتنا نشير إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬منظمة العفو الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة األغذية و الزراعة‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة اليونسكو‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة الطيران المدني‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬بنك اإلنشاء و التعمير‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد البريد العالمي‪.‬‬

‫~‪~4‬‬
‫‪ -‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية‪.‬‬
‫كما ظهرت ف ي هذه الفترة المنظمات اإلقليمية‪ ،‬والت ي يقتصر دورها على منطقة‬
‫محدودة قد أكدت محكمة العدل الدول ية في رأيها االستشاري الصادر في‪ 91 :‬جوان ‪9118‬‬
‫حول قضية تعويض األضرار الناجمة عن أعمال مرتكبة ضد أجهزة األمم المتحدة (إن‬
‫تطور القانون الدولي تأثر خالل تاريخه متطلبات الحياة الدولية الجماعية‪ ،‬وأدى ذلك إلى‬
‫انبثاق أمثلة من األعمال الدولية الت ي تقوم بها كيانات ال تعتبر دونه ‪ ،‬هذا ما أكدت عليه‬
‫المبادئ المشتركة للمنظمات الدولية‪.‬‬
‫ال بد من دراسة القواعد المشتركة التي يجب تطبيقها على مختلف المنظمات الدولية‬
‫بالرغم من أن كل نظام قانوني لكل منظمة يختلف ‪ ،‬إ ال أن هناك سمات مشتركة ال بد من‬
‫دراستها‪.‬‬
‫القواعد المشتركة للمنظمات الدولية‪:‬‬
‫‪ -‬تمتعها بصفة الديمومة‪ :‬الغرض من إنشاء المنظمة تحقيق تعاون دولي في موضوع‬
‫معين بصفة دائمة بخالف المؤتمرات الدولية التي تنتهي بمجرد إبرام المعاهدات وا سباغ‬
‫صفة الديمومة على المنظمة‪ ،‬معن اه أن تباشر هذه المنظمة اختصا صاتها كوحدة قانونية‬
‫بصفة مستمرة‪ ،‬والهدف من ذلك تحقيق استقاللية للمنظمة في مواجهة أعضائها بخلق‬
‫إرادة ذاتية لها‪ ،‬والغالب أن االتفاقيات المنشأة للمنظمات الدول ية ال تحدد مدة لوجودها‪،‬‬
‫وهذا ال يعني أنها منظمة أبدية فقد تط أر على المجتمع الدولي حاالت تؤدي إلى زوال‬
‫المنظمة ‪ ،‬مثل ما حدث لعصبة األمم‪.‬‬
‫‪ -‬تمتعها بالشخصية القانونية الدولية‪ :‬معناه أن المنظمة أهال الكتساب الحقوق وتحمل‬
‫اإللتزامات ومعناه أن المنظمة أهال للتش ريع وإلرساء قواعد قانونية دولية وترجع ضرورة‬
‫تمتعها بشخصية دولية لألسباب التالية‪:‬‬
‫الطبيعة الخاصة لنظام القانون الدولي‪ :‬حيث أن هذا النظام ال يقوم على وجود سلطات‬
‫عليا في المجتمع الدولي تتكفل بتشريع القوانين وتنفيذها وتوقيع الجزاء عند مخالفتها‬
‫وألجل ذلك ال بد أن تكون أهال ألن تخاط ب و تخاطب بقواعد القانون الدولي‪ ،‬ولذلك‬
‫غالبا ما نجد الم نظمات الدولية تتكون من أجهزة يقع على عاتقها تنفيذ هذه‬

‫~‪~5‬‬
‫التشريعات‪ ،‬مثل‪ :‬الجهاز التنفيذي للدولة‪ ،‬وهذا ما يقوم به الجهاز التنفيذي للمنظمة‪،‬‬
‫وأحيانا تكمل هذه الوظائف بجه از قضائي يلعب دور القضاء الدولي‪ ،‬مثل محكمة‬
‫القضاء الدولي ويترتب على تمتع المنظمة بالشخصية المعنوية‪ ،‬النتائج التالية‪:‬‬
‫إلى الدول األعضاء‪.‬‬ ‫‪ -‬تنسب األعمال الق انونية الصادرة عن المنظمة إليها‪ ،‬ولي‬
‫‪ -‬تمتع المنظمة بإرادة ذاتية إ تجاه الدول األعضاء وغير األعضاء و كذلك إتجاه‬
‫المنظمات األخرى ‪ ،‬وا تجاه أشخاص القانون الدولي األخر‪.‬‬
‫‪ -‬تتحمل المنظمة الدولية المسؤولية عن األعمال المنسوبة إليها وغير المشروعة‪ ،‬وال‬
‫تنسب إلى الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬للمنظمة حق احترام المعاهدات و العقود‪.‬‬
‫‪ -‬تشترك المنظمة في إنشاء قواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع المنظمة بالحماية الدبلوماسية‪.‬‬
‫‪ -‬أهلية التقاضي أمام المحاكم الدولية و الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء عالقات رسمية مع ا لدول و المنظمات الدولية‬
‫‪ -‬التمتع بالحصانة الالزمة لمباشرة وظائف المنظمة الدولية و حماية موظفيها و‬
‫ممثليها و ممتلكاتها‪.‬‬
‫‪ -‬أهلية تملك العقارات و المنقوالت ‪.‬‬
‫أنواع المنظمات الدولية‪:‬‬
‫منظمات دولية عالمية‪ ،‬ومنظمات دولية إقليمية‪ :‬تعتبر منظمة عالمية إذا كان تكوينها‬
‫واختصاصها على النطاق العالمي‪ ،‬حيث تكون العضوية مفتوحة لكل دولة تريد‬
‫العضوية‪ ،‬أ ما المنظمة اإلقليمية فتكوينها واختصاصاتها يكون يقتصر على منطقة‬
‫جغرافية محددة وتكون مبنية على روابط تتحد فيها هذه الروابط اإلقليمية‪.‬‬
‫منظمات دولية عامة ومنظمات دولية متخصصة‪ :‬والمنظمة العامة هي المنظمة التي‬
‫يقتصر نظامها على قطاع معين‪ ،‬فتكون متعددة مثل‪ :‬مسألة األمن‪ ،‬التعاون السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي والثقافي مثل منظمة هيئة األمم ‪ ،‬أما المنظمات المتخصصة‬
‫هي تلك التي يقتصر اختصاصها على نظام معين وتصنف إلى ثالث‪:‬‬

‫~‪~6‬‬
‫‪ -‬منظمات تشريعية‪ :‬وهي التي تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الدولية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫منظمة العمل الدولية أو منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬منظمات قضائية‪ :‬مهم تها الفصل في النزاعات الدولية وحثا ألحكام القانون‬
‫الدولي‪ ،‬مثل‪ :‬المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬أو المحكمة األمريكية لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬منظمات تنفيذية‪ :‬وهي منظمات ذات طابع خاص والتي تنظم مسألة معينة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المنظمات االقتصادية ‪ ،‬مثل تلك التي تختص بتنظبم ال مسائل الجمركية أو النظم‬
‫النقدية ( اتحادات جمركية‪ ،‬صندوق النقد الدولي)‬
‫‪ -‬منظمات دولية حكومية و منظمات دولية غير حكومية‪ :‬فال حكومــية هي المنظمات‬
‫التي ال تنظم ف ي عضويتها إال الدول‪ ،‬مثل ‪ :‬منظمة األمم المتحدة‪ ،‬جامعة الدول‬
‫العربية‪.‬‬
‫غير الحكومية‪ :‬و ه ي تتميز أساسا بأنها جمعيات خاصة ‪ ،‬ال يتم تك وينها بمقتضى‬
‫اتفاق بين الحكومات‪ ،‬إنما بين أفراد وهيئات خاصة من مختلف الدول‪ ،‬تتسع إلى‬
‫التأثير على العالقات الدولية‪.‬‬
‫منظمة األمم المتحدة‪ :‬تأسست هذه المنظمة بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬و بعد عقد عدة‬
‫مؤتمرات دولية ‪ ،‬تم التوقيع على ميثاقها في ‪ 11‬جوان ‪. 9118‬‬
‫أهداف المنظمة‪:‬‬
‫‪ -‬حفظ السلم واألمن الدوليين‪ :‬لهذه المنظمة حق اتخاذ كل التدابير الفعالة لمنع‬
‫األسباب التي تهدد السلم الدولي ولها أن تقمع أعمال العدوان‪ ،‬وفي ذلك تستعمل‬
‫من ميثاق منظمة األمم المتحدة أو‬ ‫إما الوسائل السلمية وفقا للفصل الساد‬
‫تستعمل الفصل السابع ( التدابير العسكرية)‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل على تنمية العالقات بين الدول وفق لنص المادة ‪ 99‬الفقرة ‪ 91‬من ميثاقها‪،‬‬
‫احترام مبدأ‬ ‫فإن هذه المنظمة تعمل على تنمية العالق ات الودية على أسا‬
‫المساواة بين الدول في سيادتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التعاون ا لدولي لحل المشكالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلنسانية‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 99‬الفقرة ‪.91‬‬

‫~‪~7‬‬
‫‪ -‬تكون هذه المنظمة مرك از لتنسيق أعمال الدول وفقا لنص المادة ‪ 99‬الفقرة ‪.91‬‬
‫مبادئ األمم المتحدة‪:‬‬
‫جاء في المادة ‪ 91‬أهم المبادئ األساسية التي تقوم عليها المنظمة و هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬مبادئ متعلقة بحفظ السلم و األمن الدوليين ‪ :‬تمثل في حل المنازعات الدولية‬
‫بالطرق السلمية و تحريم استعمال القوة في العالقات الدولية ‪ ،‬وفقا لنص المادة‬
‫‪ 91‬الفقرة ‪ 91‬على الدول إت باع الوسائل السلمية لتسوية نزاعاتها وفقا لنص المادة‬
‫‪ ، 11‬هذه الوسائل هي‪:‬‬
‫المفاوضات‪.‬‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫الوساطة‪.‬‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫التحكيم و التسوية القضائية‪.‬‬
‫ومنعت في الفقرة ‪ 91‬من المادة ‪ : 91‬استخدام القوة في العالقات الدولية ‪.‬‬
‫ومن هذه المبادئ أيضا‪:‬‬
‫‪ -‬معاونة األمم المتحدة في ا ألعمال التي تتخذها وفقا للميثاق‪ ،‬وتعمل هذه المنظمة‬
‫على حمل الدول على احترام اإل لتزامات الناشئة عن المعاهدات وعن باقي مصادر‬
‫القانون الدولي‪ ،‬والتي تتمثل في مبدأ المساواة بين الدول في السيادة‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ اإللتزامات المترتبة عن الميثاق بحسن نية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية‪.‬‬
‫شروط العضوية في هذه المنظمة‪:‬‬
‫حددتها المادة ‪ 91‬من هذا الميثاق‪:‬‬
‫الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬العضوية في هذه المنظمة معطاة للدول دون غيرها من المنظمات أو األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون هذه الدول محبة للسالم‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون قادرة على تنفيذ ما تع هدت به من إلتزامات وفقا للميثاق‪ ،‬خاصة ما‬
‫يتعلق باألمن الجماعي‬

‫~‪~8‬‬
‫الشروط اإلجرائية‪ :‬يتم قبول عضوية الدول بناءا على المادة ‪ 91‬الفقرة ‪ 91‬بقرار‬
‫األمن بشرط قب ول أو موافقة الدول‬ ‫صادر عن الجمعية العامة‪ ،‬وبتوصية من مجل‬
‫الكبرى‪ ،‬وتعتبر الدول عضوا ابتداءا من تاريخ صدور قرار الجمعية العامة‬ ‫الخم‬
‫وفقا لنص المادة ‪.98‬‬
‫إيقاف العضوية في هذه المنظمة‪ :‬توقف العضوية إما وقفا جزئيا وفقا لنص المادة ‪ 91‬إذا‬
‫كان العضو قد تأخر في تسديد اشتراكه لمدة سنتين أو أكثر‪ ،‬الجمعية ا لعامة هي التي تقوم‬
‫بهذا اإليقاف‪ ،‬والوقف الجزئي معناه وقف الدولة في أحد أجهزة أو فروع المنظمة‪ ،‬أما‬
‫ا لوقف الكلي فيشمل كا فة الحقوق المترتبة عن العضوية ويمتد إلى كافة فروع المنظمة‬
‫ولجانها‪ ،‬ويكون هذا الوقف عادة نتيجة للمخالفات الخطيرة وفقا لنص المادة ‪ ، 98‬ويشترط‬
‫األمن قد اتخذ ضد العضو عمال من أعمال القمع أو المنع‬ ‫للوقف الكلي أن يكون مجل‬
‫األمن وبقرار‬ ‫وفقا للفصل ‪ 98‬ويصدر قرار اإليقاف لمدة غي ر محدودة بتصويت من مجل‬
‫األ من وحده حق تقرير إعادة العضوية‪ ،‬كما تنتهي‬ ‫من الجمعية العامة‪ ،‬و يملك مجل‬
‫بطرق أخرى منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ :‬نصت عليه المادة ‪ 91‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‪ ،‬ويوقع في حالة التكرار‬
‫ارتكاب المخالفات من ط رف هذا العضو ضد مبادئ هذا الميثاق و يتم إصدار قرار‬
‫اإلجراءات المتبعة في اإليقاف‪.‬‬ ‫الفصل بنف‬
‫‪ -‬تنتهي العضوية بفقدان وصف الدولة‪:‬‬
‫‪ -‬االنسحاب‪ :‬ال يوجد نص يجيز أو يحظر االنسحاب وترك ميث اق األمر مرهونا بالظروف‬
‫الدولية‪ ،‬ويرى الفقهاء بأنه يمكن للدولة أن تنسحب مثلما هو مقرر في مواثيق الدول‬
‫األخرى‪ ،‬وألن األمر سيادي يتعلق بحرية الدولة في االنضمام أو االنسحاب‪ ،‬ويرى جانب‬
‫آخر عدم إمكانية االنسحاب ألن ذلك يؤدي إلى تحلل الدولة من اإللتزامات الناشئة عن‬
‫الميثاق‪.‬‬
‫األجهزة الرئيسية لألمم المتحدة‪:‬‬
‫تتألف منظمة األمم المتحدة وفقا للمادة ‪ 98‬من ‪ 91‬أجهزة رئيسية ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -9‬الجمعية العامة‪ :‬العضوية في هذا الجهاز لكل الدول األعضاء‪ ،‬ولكل دولة عضو‬
‫صوت واحد‪ ،‬عند التصويت تجتمع الجمعية العامة في دورات عادية و يمكن أن تجتمع‬

‫~‪~9‬‬
‫األمن أو أغلبية أعضاء الجمعية العامة أو‬ ‫في دورات استثنائية إذا طلب ذلك مجل‬
‫طلبه أحد األعضاء بموافقة من األغلبية‪ .‬وللجمعية العامة حق في‪:‬‬
‫‪ -‬مناقشة أي قض ية أو شأن وارد في ميثاق المنظمة‪ ،‬خاصة التطرق إلى مسألة‬
‫التعاون من أجل حفظ السالم و األمن الدوليين‪.‬‬
‫‪ -‬تتدخل في حل مشاكل القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬تتدخل في القضايا المتع لقة بالتعاون الدولي االقتصادي واالجتماعي والثقافي‬
‫والعلمي والصحي‪.‬‬
‫‪ -‬تصادق على ميزانية المنظمة‪.‬‬
‫األمن واألجهزة األخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬تتلقى ا لتقارير الواردة من مجل‬
‫‪ -‬يساعدها في ذلك ‪ 98‬لجان أساسية‪.‬‬
‫‪ -‬يحق لجميع األعضاء أن يمثلوا فيها ‪ ،‬و ه ــي‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة السياسية و األمن‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة السياسية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الشؤون االقتصادية و المالية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الوصاية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة اإلدارة و الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الشؤون القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى اللجنة العامة‪.‬‬
‫األمن‪ :‬هو الجهاز المسؤول عن صيانة أمن الدولة‪ ،‬وهو يتكون من ‪ 98‬عضو‪:‬‬ ‫‪ -1‬مجل‬
‫‪ 05‬أعضاء دائمين‪ ،‬هم روسيا ‪ ،‬الصين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الوال يات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ 10‬أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة لمدة ‪ 91‬سنة ‪ ،‬و ال يجوز إعادة‬
‫األمن‪ ،‬بالنسبة للم سائل اإلجرائية‬ ‫انتخابهم مرتين متتاليتين ‪ ،‬ويتم التصويت في مجل‬
‫بموافقة ‪ 91‬أعضاء‪ ،‬أما بالنسبة للمسائل الموضوعية ‪ ،‬فيشترط أن يكون من بين هذه‬
‫‪ 91‬أصوات الدول الخمسة الدائمة العضوية‪ ،‬وهو ما يطلق عليه حق الفيتو‪ ،‬واألسباب‬
‫التي أدت إلى إنشاء هذا الحق ‪ ،‬هي أسباب متعددة منها‪:‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫أن الدول العظمى تتحمل مسؤولية أساسية في حفظ السالم واألمن الدوليين ‪ ،‬كما كان‬
‫لها ال دور البارز في إنشاء هذه المنظمة‪ ،‬و هذا الحق هو عرضة لعدة انتقادات دولية‬
‫منها ‪ :‬المطالبة ب رفع عدد الدول األعضاء في المجل ‪ ،‬ومنها المطالبة برفع هذا‬
‫الحق‪ ،‬وجع ل الدول متساوية أمام هذا المجل ‪ ،‬إال أن ذ لك يرجع إلى ضرورة تعديل‬
‫الميثاق ‪ ،‬و ألجل تعديل الميثاق يشترط موافقة الدول الدائمة‪.‬‬
‫األمن‪:‬‬ ‫وظائف مجل‬
‫‪ -‬صيانة الس لم و األمن الدوليين حسب مبادئ الميثاق‪.‬‬
‫أن يصدر توصياته‬ ‫‪ -‬التحقيق بأي ن از ع أو خطر يهدد السالم الدولي‪ ،‬وللمجل‬
‫المناسبة لحل هذه المشاكل‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المعتدين‪.‬‬
‫‪ -‬يوصي بقبول األعضاء الجدد ‪ ،‬كما يوقف أو يطرد أي عضو من األعضاء‬
‫القدامى‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم توصية بشأن تع يين األمين العام لهذه المنظمة‪.‬‬
‫االقتصادي و االجتماعي‪ :‬وهو الجهاز الذي يعمل على تنسيق الجهود‬ ‫‪ -1‬المجل‬
‫الدولية في المجال االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬فهو يقدم ت وصياته بشأن تنظيم هذه‬
‫من ‪ 98‬أعضا ء تنتخبهم الجمعية العامة كل عام‪ ،‬تمتد‬ ‫األنشطة ويتألف المجل‬
‫لجان متخصصة و هي‪:‬‬ ‫عضويتهم لـ ‪ 91‬سنوات ‪ ،‬يساعد هذا المجل‬
‫‪ -‬لجنة التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة وضع المرأة‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الشركات غير الوطنية المتعددة الجنسيات‪.‬‬
‫‪ -‬و هناك بعض اللجان اإلقليمية ‪ ،‬ينحصر دورها في تقديم مساعدات في مناطق‬
‫محددة من بين ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اللجنة االقتصادية األوربية‪ ،‬مقرها في جنيف‪.‬‬
‫أبابا‪.‬‬ ‫‪ -‬اللجنة االقتصادية اإلفريقية ‪ ،‬مقرها أدي‬
‫‪ -‬اللجنة االقتصادية اآلسياوية ‪ ،‬مقرها بانكوك‪.‬‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫‪ -‬اللجنة االقتصادية لغرب آسيا‪ ،‬مقرها بيروت‪.‬‬
‫الوصاية‪ :‬نص ميثاق األمم على إنشاء نظام الوصاية إلدارة األقاليم المشمولة‬ ‫‪ -1‬مجل‬
‫بهذا النظام ‪ ،‬يهدف هذا النظام إلى ترقية السكان و تهيئتهم لالستقالل ‪ ،‬و ألجل ذلك‬
‫الوصاية‪.‬‬ ‫أنشأ مجل‬
‫‪ -8‬محكمة العدل الدولية‪ :‬تعتبر بمثابة جهاز قضائي لهذ ه المنظمة‪ ،‬مقرها الهاي بهولندا‪،‬‬
‫ويعتبر نظامها األساسي « معاهدة إنشائها » جزء ال يتج أز من الميثاق‪ ،‬لكافة الدول‬
‫األعضاء في منظم ة األمم المتحدة حق اللجوء إليها مباشرة ‪ ،‬كما لكل جهاز من أجهزة‬
‫المنظمة أو الوكاالت المتخصصة أن تط لب رأيا استشاريا من هذه المحكمة‪ ،‬ويشمل‬
‫اختصاص المحكمة جميع ال منازعات التي تحيلها إليها الدول‪ ،‬وجميع المسائل التي‬
‫نص علي ها الميثاق أو المعاهدات الدولية‪ ،‬وتستعين هذه المحكمة في إصدار أحكامها‬
‫على المصادر التالية وفقا لنص المادة ‪ 18‬من نظامها األساسي‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاقيات الدولية المعترف بها من قبل الدول المتنازعة‪.‬‬
‫‪ -‬العرف الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬مبادئ القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام المحاكم و آراء كبار الفقهاء في القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجوز تطبيق مبادئ العدالة و اإلنصاف‪.‬‬
‫األمن‪،‬‬ ‫تتكون هذه المحكمة من ‪ 98‬قاضيا‪ ،‬ينتخبون من طرف الجمعية ومجل‬
‫على جنسيتهم‪ ،‬وال يجوز انتخاب‬ ‫ويكون اخت يارهم بناء على مؤهالتهم الشخصية‪ ،‬ولي‬
‫قاضيين من دولة واحدة ‪ ،‬يشغل القاضي منصبه لمدة ‪ 91‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -1‬األمانة العامة‪ :‬هي بمثابة جهاز إداري يقوم على تنفيذ برامج وسياسة المؤسسة‪،‬‬
‫ويرأسها أمين عام ‪ ،‬ينتخب من طرف الجمعية العامة بن اء على ترشيحه من طرف‬
‫األمن‪ ،‬أهم مهامه‪ :‬ا لنظر في أية مسألة تهدد السالم واألمن الدوليين‪.‬‬ ‫مجل‬
‫تتكون األمانة العامة من موظفين دوليين‪ ،‬يعملون بالمقر الرئيسي لألمم المتحدة‪ ،‬وفي‬
‫كل مناطق العالم ‪ ،‬سعيا إلى تنف يذ األعمال اليومية لهذه المنظمة‪ ،‬وهم موظفون مدنيون‬
‫يعملون من أجل مصالح المنظمة‪ ،‬وال يت لقون أية أوامر من دولهم األصلية‪ ،‬يتمتع‬
‫هؤالء بحصانة و امتيازات لتسهيل وظيفتهم‪.‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫المنظمات الدولية اإلقليمية‪:‬‬
‫قد تنشأ مشكالت قانونية يستحسن حلها إقليميا نظ ار ألن هذه الدول اإلقليمية يوجد ما‬
‫بينها تضامن‪ ،‬وارتباط معين‪ ،‬كال لغة أو الدين أو التاريخ المشترك ‪ ،‬و هذا الدور يمكن أن‬
‫تقوم به منظمات إقليمية لتخفيف و تسهيل المهام ال ملقاة على عاتق المنظمة العالمية‪،‬‬
‫سواء من الناح ية المالية أو الفنية أو الزمنية‪ ،‬وت تميز المنظمات اإلقليمية بخصائص معينة‬
‫‪ ،‬و هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث العضوية‪ :‬العض وية في المنظمة اإلقليمية محدودة‪ ،‬وتحدد غالبا باشتراط‬
‫الميثاق المنشئ للمنظمة ‪ ،‬معيار محدد كالموقع الجغرافي أو االنتماء االديولوجي‬
‫أو االنتماء الديني أو الحضاري‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث نظام التصويت‪ :‬الن ظام المعمول به في المنظمات اإلقليمية غالبا ما‬
‫يكون اعتماد قاعدة اإلجماع ‪ ،‬إال أنه بدأ يعرف التراجع نوعا ما‬
‫‪ -‬من حيث االختصاص‪ :‬اختصاص المنظمة اإلقليمية محدود النطاق‪ ،‬ويغلب عليه‬
‫الطابع التنسيقي بين عد د محدود من الدول‪ ،‬فأعمال ونشاطات المنظمة اإلقليمية‪،‬‬
‫ينحصر مجا ل تطبيقها في إقليم الدول األعضاء فقط‪.‬‬
‫عالقة المنظمات اإلقليمية بمنظمة األمم المتحدة‪ :‬تناول الفصل الثامن من ميثاق‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬المنظمات اإلقليمية‪ ،‬سعيا منه لضبط العالقة بين هذه المنظمة‬
‫والمنظمات اإلقليمية ‪ ،‬فتحدث الميثاق عن إنشاء المنظمات اإلقليمية بناء على نص‬
‫المادة‪81‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬اشخاص المجتمع الدولي‬

‫‪ -3‬الشركات متعددة الجنسيات‬

‫التعريف القانوني للشركات متعددة الجنسيات‪ :‬تعرف الشركة متعددة الجنسيات بأنها‪:‬‬
‫ذلك المشروع الذي يتكون من مجموعة وحدات فرعية ترتبط بالمركز األصلي بعالقات‬
‫قانونية وتخضع الستراتيجية اقتصادية عامة تتولى االستثمار في مناطق جغرافية معينة‪،‬‬
‫كما تعرف بأنها‪ :‬مؤسسة ذات مصالح عالمية تنشط في عدة دول لزيادة أرباحها‪ ،‬فهدف‬
‫الربح هو ما يميز هذه الشركة عن المنظمات الدولية غير الحكومية‪.‬‬
‫وال يعني االعتراف بالشخصية القانونية لهذا النوع من الشركات االعتراف لها بالسيادة‬
‫وال رفعها إلى مصاف الدول‪ ،‬إذ أن هذا االعتراف يعني فقط تحديد التزامات وحقوق هذه‬
‫الشركات‪.‬‬
‫فوضع قواعد قانونية دولية لمراقبة نشاط هذه الشركات أضحى اليوم ضرورة ملحة‪،‬‬
‫ألن القوانين المحلية لكل دولة عاجزة عن حماية نفسها ضد الشركات‪ ،‬كما أنها في نف‬
‫الوقت عاجزة عن حماية حقوق هذه الشركات‪.‬‬
‫القانون واجب التطبيق على العقود المبرمة من قبل الدول مع الشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ :‬إن السؤال الذي يطرح في هذا الموضع هو‪ :‬ما هي الطبيعة القانونية للعقود‬
‫التي تبرمها الدول مع الشركات المتعددة الجنسيات؟ هل هي ذات طابع دولي وبالتالي‬
‫تخضع للقانون الدولي؟ أم أنها ذات طبيعة خاصة وتخضع ألحكام القانون الوطني؟‬
‫انقسم الفقه بشأن اإلجابة عن هذا السؤال إلى اتجاهين اثنين‪:‬‬
‫أ ‪/‬اإلتجاه القائل بدولية هذه العقود‪:‬‬
‫يرى هذا االتجاه بأن العقود التي تبرمها الدولة مع األشخاص األجنبية هي عقود ذات‬
‫طابع دولي‪ ،‬ذلك أن مثل هذه الشركات كامنة في قلب القانون الدولي وتملك المركز‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫القانوني مع الدول‪ ،‬وأن العقد المبرم يحكمه مبدأ العقد شريعة المتعاقدين وأي إخالل بهذا‬
‫المبدأ يرتب المسؤولية الدولية للدولة‪.‬‬
‫وحقيقة األمر أن هذا االتجاه لم يخلو من النقد الشديد‪ ،‬فقد أخذ عليه ان تطبيق‬
‫القانون الدولي على عقود كهذه تقتضي إعداد قواعد دولية تنطبق خصيصا على هذا النوع‬
‫من العقود وأن القانون الدولي ال يحتوي على مثل هذه القواعد حتى اآلن‪.‬‬
‫ب ‪/‬اإلتجاه القائل بأن عقود الشركات متعددة الجنسيات من نوع خاص‪:‬‬
‫أي هي ال بعقود دولية وال بعقود داخلية إدارية‪ ،‬بل هي خاضعة لنظام ثالث يدعى‬
‫القانون شبه الدولي ينشأ من إرادة األطراف ويستمد قانونيته من المبدأ العام" العقد شريعة‬
‫المتعاقدين"‪ ،‬غير أن هذا االتجاه لم يسلم بدوره من النقد‪ ،‬حيث أن عقود الدولة مع‬
‫الشركات متعددة الجنسيات ال يمكن أن ينشأ في ظل فراغ قانوني إذ ال بد هنا أن ترتبط‬
‫بنظام قانوني قبل إبرامها‪.‬‬
‫ج ‪/‬اإلتجاه القائل بإدارية عقود الشركات متعددة الجنسيات‪:‬‬
‫يرى هذا االتجاه بأن العناصر الواجب توافرها حتى يصير عقد ما عقدا إداريا هي‬
‫ذاتها متوفرة في العقود التي تبرمها الدولة مع األجانب‪ ،‬فقانون الدولة هو الذي يحدد شروط‬
‫إبرام العقود وكذا حقوق والتزامات كل طرف في العقد وتكون للدولة سلطات وامتيازات اوسع‬
‫من تلك التي تمنح للمتعاقد معها كونها صاحب سيادة إذ فال مجال للتحدث عن المساواة‬
‫بين الدولة والشخص األجنبي المتعاقد معها‪.‬‬
‫تأثير الشركات متعددة الجنسيات على سيادة الدولة‬
‫أ ‪/‬في المجال االقتصادي‪:‬‬
‫للشركات متعددة الجنسيات تأثير كبير على اقتصاديات الدول إلى درجة أن نشاطها‬
‫قد يرتبط بملكية أصول معينة في هذه الدول‪ ،‬كما أنها ال تساعد دائما على تحقيق التنمية‬
‫المرغوب فيها‪ ،‬إضافة إلى ذلك سيطرتها على موارد مختلفة من المال واإلدارة وشبكات‬
‫التسويق والتكنولوجيا‪ ،‬وأخي ار الحد من قدرة البلدان النامية على انتهاج تنمية تعتمد على‬
‫الذات‪.‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫ب ‪/‬في المجال اإلجتماعي‪:‬‬
‫ال تحترم الشركات متعددة الجنسيات في غالب األحيان حقوق العمال وتنتهك األصالة‬
‫الثقافية لسكان الدول التي تنشط فيها عن طريق نشر األفكار الحرة ونمط العيش في البلدان‬
‫الرأسمالية الغربية‪.‬‬
‫ج ‪/‬في المجال السياسي‪:‬‬
‫نظ ار لمركزها التفاوضي القوي تتدخل الشركات متعددة الجنسيات أحيانا في الشؤون‬
‫السياسية للدول مثال ذلك مساهمة شركة التلغراف والتلفون األمريكية في قلب نظام الحكم‬
‫في الشيلي في عهد السلفادور الياندي في سبتمبر‪1973‬‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬اشخاص المجتمع الدولي‬

‫‪ -9‬حركات التحرير الوطني‬

‫تعريف حركات التحرير الوطني‪ :‬عرف األستاذ محمد طلعت الغنيمي حركات التحرير‬
‫الوطني بأنها‪ :‬حركات تستند إلى حق الشعب في استعادة إقليمه المغتصب‪ ،‬وتستمد كيانها‬
‫من تأييد الجماهير الغاصبة على المغتصب‪ ،‬وتتخذ عادة أقاليم البالد المحيطة حرمة لها‬
‫تستمد منه تموينها وتدريب قواتها‪ ،‬ثم إنها بسبب إمكانياتها تركز جهودها على تحدي‬
‫اإلدارة الغاصبة ال على هزيمة جيوش االحتالل في حرب منظمة‪.‬‬
‫ومن أمثلة حركات التحرير الوطني ‪ :‬جبهة التحرير الوطني الجزائرية المنبثقة عن‬
‫بيان أول نوفمبر ‪ 1954‬منظمة التحرير الوطني الفلسطيني( فتح )المؤسسة سنة – ‪1965‬‬
‫الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمعروفة باسم الوليساريو والني‬
‫تأسست في ‪ 20‬ماي‪1973‬‬
‫الشخصية القانونية الدولية لحركات التحرير الوطني‪ :‬كان القانون الدولي التقليدي يعتبر‬
‫األقاليم الخاضعة لالستعمار في قارتي إفريقيا وآسيا بمثابة امتداد طبيعي إلقليم الدولة‬
‫المستعمرة وبناء على ذلك أصبحت الحروب التي تخوضها حركات التحرر من قبيل‬
‫الحروب الداخلية( األهلية ‪).‬غير أن األمر لم يلبث على حاله حيث أنه في ستينيات القرن‬
‫الماضي اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 2492‬والذي اعترف لجميع الشعوب في‬
‫الحق في تقرير مصيرها والحرية واالستقالل عن السيطرة االستعمارية واألجنبية‪.‬‬
‫الكالم السابق يؤدي بنا إلى القول باعتراف القانون الدولي المعاصر لحركات التحرير‬
‫الوطني بالشخصية القانونية الدولية المتميزة‪.‬‬
‫حقوق والتزامات حركات التحرير الوطني‪:‬‬
‫أ ‪/‬الحقوق‬

‫~ ‪~ 17‬‬
‫‪-9‬الحق في مباشرة الكفاح المسلح الذي يعتبر استثناء على مبدا حظر استخدام القوة‬
‫في العالقات الدولية‪ ،‬فهو استعمال للقوة من أجل تصفية االستعمار‪.‬‬
‫‪-1‬الحق في االستفادة من تطبيق قواعد القانون الدولي االنساني وقواعد النزاعات‬
‫المسلحة على الحروب التي تدخل فيها[ انطباق قانون جنيف واتفاقيات جنيف‬
‫األربعة لعام ‪ 1949‬والبروتوكوالت اإلضافية التصاف نزاعها بالطبيعة الدولية‪].‬‬
‫‪-1‬اكتساب الشخصية القانونية الدولية الوظيفية كتلك الممنوحة للمنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪-1‬أهلية إبرام المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مثل إبرام جبهة التحرير الوطني الجزائرية‬
‫التفاقية إيفيان مع الحكومة الفرنسية في ‪ 18‬مار ‪1962‬‬
‫‪-8‬حق حركات التحرير الوطني في حضور اجتماعات المنظمات الدولية والعضوية‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪-1‬حق حركات التحرير الوطني في التعامل الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬وهذا من خالل منح‬
‫أعضائها المسؤولين االمتيازات الممنوحة للمثلين الدبلوماسيين للدول‪.‬‬
‫ب ‪/‬االلتزامات‬
‫يترتب على تمتع حركات التحري بصفة الشخصية القانونية الدولية وجوب التقيد‬
‫ببعض االلتزامات التي يقرها القانون الدولي‪ ،‬ومن جملتها‪:‬‬
‫‪ -9‬وجوب التقيد بالقواعد والمبادئ المؤطرة للعمليات العدائية واستخدام األسلحة ال سيما‬
‫ما تعلق بقانوني الهاي وجنيف‪ ،‬ولذا فيجب االلتزام بمبدأ المعاملة االنسانية وشرط‬
‫األعيان المدنية والتركيز فقط على األهداف العسكرية وكذا‬ ‫مارتينز وعدم المسا‬
‫التمييز بين المقاتلين والمدنيين‪.‬‬
‫‪ -1‬السعي نحو تحقيق السالم وعدم تقويض فرص ذلك من خالل االلتزام بالطرق السلمية‬
‫السياسية والدبلوماسية لحل النزاع‪.‬‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬اشخاص المجتمع الدولي‬

‫‪ -1‬الفرد‬

‫الفرد كشخص من أشخاص القانون الدولي‬


‫يرى أنصار المدرسة اإلجتماعية الواقعية أن األفراد هم أشخاص القانون الدولي العام‬
‫أن القانون الدولي يقر له بمجموعة من الحقوق تقابلها مجموعة من االلتزامات‬ ‫على أسا‬
‫تقع على عاتقه‪ ،‬وكذا أن الدولة ليست سوى وسيلة قانونية وحيلة أسبغ عليها الفقه القانوني‬
‫الشخصية القانونية االعتبارية من أجل إدارة مصالح الشعب المكون للدولة‪ ،‬وأن المجتمع‬
‫الدولي مكون من الدول التي يحكمها ويسيرها األفراد لخدمة مصالحهم المختلفة‪.‬‬
‫الفرد كموضوع من موضوعات القانون الدولي‬
‫يرى جانب آخر من الفقه أن األفراد يستفيدون من تطبيق أحكام القانون الدولي العام‬
‫عليهم‪ ،‬ويعتبرون من أحد مواضيع هذا األخير الكثيرة( التجارة الدولية – الشركات متعددة‬
‫الجنسيات – البيئة والمناخ ‪ -‬التكنولوجيا)‪ ،‬لذا فالقانون الدولي العام يضع لألفراد قواعد‬
‫تحمي حقوقهم غير أنهم ليسوا مخاطبين مباشرة بوصفهم شخصا من أشخاص القانون‬
‫الدولي العام‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يرى الفقيه اإليطالي ديونيسو أنزيلوتي أن القانون الدولي ال يقر‬
‫حقوقا لألفراد ولكنه يفرض على الدول الواجبات التي تحدد طريقة تصرفها تجاه هؤالء‬
‫األفراد وأن واجبات وحقوق الدول فيما بينها والمتعلقة بأسلوب التصرف تجاه األفراد أدى‬
‫إلى عالقة بين دولة ودولة ال يظهر فيها الفرد إال كموضوع لحقوق وواجبات الدولة ذاتها‪.‬‬
‫المسؤولية الجنائية الدولية للفرد‬
‫إن اعتبار الفرد شخصا من أشخاص القانون الد ولي ومخاطب بأحكامه وقواعده‬
‫يجعله ملزم باحترام االلتزامات الدولية تجاه حقوق االنسان بغض النظر عن موقعه في‬
‫الدولة‪ ،‬فقد قررت األنظمة األساسية لكل من المحكمة الجنائية الدولية ليوغسالفيا السابقة‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫لعام ‪ 1993‬والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا لعام ‪ 1994‬المحكمة الجنائية الدولية‬
‫'الدائمة 'لعام ‪ ، 1998‬وقبلها ميثاق كل من المحكمتين العسكريتين الدوليتين بكل من‬
‫نورمبورغ وطوكيو لعامي ‪ 1945‬و ‪ 1946‬على التوالي المسؤولية الجنائية الدولية للفرد‪.‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬

You might also like