You are on page 1of 19

‫ديكن تقسيم اآلليات الدولية الشاملة غبماية حقوؽ اإلنساف إىل صنفُت‪ :‬آليات‬

‫مؤسساتية‪ ،‬وآليات إجرائية‪ ،‬تتمثل األوىل يف األجهزة واؼبؤسسات اليت تتبع األمم اؼبتحدة‬
‫وتتوىل ضباية حقوؽ اإلنساف‪ ،‬وتتمثل الثانية يف أنظمة التقارير والتوصيات والشكاوى‬
‫والبالغات اليت هتدؼ إىل ضباية حقوؽ اإلنساف‪.‬‬

‫تتمثل اآلليات الدولية اؼبؤسساتية غبماية حقوؽ اإلنساف‪ ،‬يف األجهزة القضائية‪،‬‬
‫واألجهزة غَت القضائية التابعة لألمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫‪ -1‬األجهزة غير القضائية التابعة لألمم المتحدة‪:‬‬
‫أ‪-‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ :‬تعد اعبمعية العامة اعبهاز الرئيس ؽبيةة األمم اؼبتحدة‪،‬‬
‫وتتألف من صبيع أعضاء األمم اؼبتحدة‪ ،‬وزبتص دبناقشة كافة اؼبوضوعات اليت تدخل يف‬
‫نطاؽ ميثاؽ اؽبيةة‪ ،‬وإف كانت ال سبلك سلطة إصدار قرارات ملزمة‪.‬‬
‫وقد أوكل ميثاؽ األمم اؼبتحدة يف مادتيو العاشرة‪ 1‬و‪ 13‬للجمعية العامة مناقشة‬
‫اؼبسائل اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬ووضع الدراسات وإصدار التوصيات وإبراـ االتفاقيات‬
‫الدولية بقصد إمناء التعاوف الدويل غبماية ىذه اغبقوؽ (وقد قامت اعبمعية العامة منذ‬
‫تأسيسها بإصدار عدة إعالنات ومواثيق خاصة حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬تتناوؿ عدة مسائل تتعلق‬
‫بظاىرة معينة كالتمييز العنصري واإلبادة والرؽ وغَتىا‪ ،‬أو متعلقة بفةات معينة تتطلب‬
‫ضباية خاصة مثل النساء واألطفاؿ والالجةُت‪.)....‬‬
‫أتاحت اؼبادة ‪ 22‬من اؼبيثاؽ للجمعية العامة إنشاء ما تراه الزما من أجهزة فرعية‬
‫للقياـ بوظائفها (وقد أنشأت اعبمعية أجهزة فرعية تابعة ؽبا بقصد العناية بأنواع ؿبددة من‬
‫حقوؽ اإلنساف‪ ،‬أو لبحث أوضاع حقوؽ اإلنساف يف بلداف ؿبددة‪ ،‬ومثاؿ ذلك اللجنة‬
‫اػباصة اؼبعنية بإهناء االستعمار‪ ،2‬ؾبلس األمم اؼبتحدة لناميبيا‪ ،3‬اللجنة اػباصة ؼبناىضة‬
‫الفصل العنصري‪ ،‬واللجنة اػباصة اؼبعنية بالتحقيق يف اؼبمارسات اإلسرائيلية اليت سبس حقوؽ‬

‫‪1‬‬
‫اإلنساف لسكاف األراضي احملتلة‪ )...‬وقد أنشأت تبعا لذلك اعبمعية العامة ؾبلس حقوؽ‬
‫اإلنساف لتدعيم وتعزيز صبيع حقوؽ اإلنساف وضبايتها يف صبيع أكباء العامل‪.‬‬
‫إف اعبمعية العامة تعترب أكثر أجهزة األمم اؼبتحدة اليت تتبٌت اؼبواثيق الدولية اػباصة‬
‫حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬يف ـبتلف صورىا‪ ،‬فهي اليت تبنت الشرعة الدولية غبقوؽ اإلنساف‬
‫(اإلعالف العاؼبي والعهدين الدوليُت غبقوؽ اإلنساف)‪ ،‬وكذلك أغلب الوثائق الدولية اؽبامة‬
‫اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف اليت صدرت من األمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫ب‪-‬مجلس األمن‪ :‬يتألف ؾبلس األمن من طبسة عشر عضوا من األمم اؼبتحدة‪ ،‬وتكوف‬
‫صبهورية الصُت‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وروسيا‪ ،‬واؼبملكة اؼبتحدة‪ ،‬والواليات اؼبتحدة األمريكية أعضاء‬
‫دائمُت فيو‪ .‬وتنتخب اعبمعية العامة عشرة أعضاء آخرين من األمم اؼبتحدة ليكونوا أعضاء‬
‫غَت دائمُت يف اجمللس‪.‬‬
‫يعد ؾبلس األمن وفقا ؼبيثاؽ منظمة األمم اؼبتحدة اعبهاز الرئيسي الذي عهد إليو‬
‫دبهمة حفظ األمن والسلم الدوليُت‪ ،4‬فقد عهد اؼبيثاؽ إىل اجمللس بتحديد اغباالت اليت‬
‫تشكل إخالال بالسلم أو هتديدا لو‪ ،‬أو ما يعد من أعماؿ العدواف‪ ،‬وفوضو يف تقدمي‬
‫التوصيات أو القرارات‪ ،‬وازباذ التدابَت الالزمة من أجل احملافظة على السلم واألمن الدوليُت‪،‬‬
‫أو استعادهتما‪.5‬‬
‫يتصدى ؾبلس األمن لبعض مسائل حقوؽ اإلنساف‪ ،‬يف معرض فبارستو‬
‫الختصاصاتو‪ ،‬فقد أصدر مثال عددا من القرارات ضد جنوب إفريقيا بسبب سياسة التمييز‬
‫العنصري اليت انتهجتها ضد سكاف البالد من السود‪ ،‬وقد أثبتت فبارسات ؾبلس األمن‬
‫على أف االنتهاكات اعبسيمة غبقوؽ اإلنساف (كقمع األقليات‪ ،‬واؼبآسي االنسانية اؼبًتتبة‬
‫عن االقتتاؿ الداخلي‪ )...‬تشكل هتديدا للسلم واألمن الدويل‪ ،‬وقد تدخل أحيانا لفرض‬
‫عقوبات اقتصادية على بعض الدوؿ‪ ،‬رغم ما ؽبذه العقوبات من آثار سلبية على حقوؽ‬
‫اإلنساف‪.6‬‬
‫إف ؾبلس األمن ىو اعبهاز الوحيد يف ىيةة األمم اؼبتحدة الذي ديلك من‬
‫الصالحيات ما خيولو فرض وكفالة احًتاـ حقوؽ اإلنساف‪ ،‬إال أف تعامل اجمللس مع ىذه‬
‫القضية‪ ،‬كما ىو الشأف يف فبارستو لوظائفو األخرى يتأثر حبسابات اؼبكسب واػبسارة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وتضارب اؼبصاحل الدولية للقوى اؼبؤثرة‪ ،‬وإمكانية تبٍت سياسة انتقائية يف تطبيق قواعد‬
‫الشرعية الدولية يف حالة انتهاؾ حقوؽ اإلنساف‪ ،‬وأبرز مثاؿ لذلك تبٍت اجمللس ؼبواقف‬
‫متباينة إزاء أحداث دولية متماثلة كما حدث بالفعل بالنسبة للعراؽ وفلسطُت وتيمور‬
‫الشرقية‪ ،‬وصبهورية الشيشاف‪.7‬‬
‫ت‪-‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ :‬يتألف اجمللس االقتصادي واالجتماعي من أربعة‬
‫وطبسُت عضوا من األمم اؼبتحدة تنتخبهم اعبمعية العامة‪ .‬وقد أناط اؼبيثاؽ هبذا اجمللس مهمة‬
‫القياـ بكافة االختصاصات اؼبتعلقة بتحقيق التعاوف الدويل يف اجملاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وىو يقوـ هبذه اؼبهاـ بالتعاوف مع اعبمعية العامة وربت إشرافها‪.8‬‬
‫مكنت الفقرة الثانية من اؼبادة ‪ 62‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة اجمللس االقتصادي‬
‫واالجتماعي من سلطة إعداد توصيات فيما خيص إشاعة احًتاـ حقوؽ اإلنساف واغبريات‬
‫األساسية ومراعاهتا وتقدديها‪ ،‬على أف يقدـ ىذه التوصيات إىل اعبمعية العامة لألمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬وإىل الدوؿ األعضاء‪ ،‬وإىل الوكاالت الدولية اؼبتخصصة‪.‬‬
‫كما منحت اؼبادة ‪ 68‬من اؼبيثاؽ للمجلس االقتصادي واالجتماعي اغبق بإنشاء‬
‫عباف تعٌت باؼبسائل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتعزيز حقوؽ اإلنساف وغَتىا من اللجاف اليت‬
‫قد حيتاج إليها لتأدية وظائفو‪ ،‬وذبسيدا ؽبذه اؼبادة بادر اجمللس إىل إنشاء العديد من اللجاف‬
‫أبرزىا‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة حقوق اإلنسان‪ :‬أنشةت ىذه اللجنة سنة ‪ ،1946‬ومارست عملها يف مساعدة‬
‫اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وربددت الصالحيات اؼبوضوعة للجنة من خالؿ قرار‬
‫اجمللس االقتصادي واالجتماعي رقم ‪ 05‬اؼبؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ ، 1946‬واكبصرت بداية‬
‫يف تقدمي توصيات للمجلس االقتصادي واالجتماعي بشأف وضع ميثاؽ دويل غبقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬وإعداد إعالنات أو اتفاقيات دولية بشأف‪ :‬اغبريات اؼبدنية‪ ،‬وضع اؼبرأة‪ ،‬حرية‬
‫اإلعالـ وما شابو ذلك من مسائل‪ ،‬ضباية األقليات‪ ،‬ومنع التفرقة على أساس العرؽ‪،‬‬
‫اعبنس‪ ،‬اللغة أو الدين‪ ،‬مع وضع معايَت وقواعد يلزـ احًتامها يف ؾباؿ حقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫وتوسعت ىذه الصالحيات من خالؿ قرار اجمللس االقتصادي واالجتماعي رقم ‪9‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 09‬جواف ‪ ، 1946‬لتشمل تقدمي التوصيات حوؿ أي مسألة متعلقة حبقوؽ اإلنساف‪.9‬‬

‫‪3‬‬
‫لقد طورت عبنة حقوؽ اإلنساف اختصاصاهتا يف فبارستها لعملها‪ ،‬فلم تقصر‬
‫وظيفتها على وضع اؼبعايَت والقواعد اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬وإمنا ُخولت اختصاصات‬
‫وصالحيات لدراسة وربقيق الشكاوى اػباصة بانتهاكات حقوؽ اإلنساف اليت ترتكب يف‬
‫أي مكاف يف العامل‪ ،‬وشهدت الفًتة ما بعد سنة ‪ 1967‬مرحلة مهمة يف تاريخ اللجنة‪،‬‬
‫واليت ديكن تسميتها دبرحلة ضباية حقوؽ اإلنساف‪ ،‬إذ طرأ على اختصاصات وصالحيات‬
‫اللجنة تطور ىاـ‪ ،‬وتوسعت نظم مناىج اغبماية اليت تتبعها‪.10‬‬
‫ولقد مت استبداؿ عبنة حقوؽ اإلنساف سنة ‪ 2006‬دبجلس حقوؽ اإلنساف‪ ،‬وذلك‬
‫بقرار من اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ربت رقم ‪ 60/251‬ويشمل دوره معاعبة انتهاكات‬
‫حقوؽ اإلنساف‪ ،‬وتعزيز التنسيق الفاعل غبماية ىذه اغبقوؽ يف إطار أعماؿ األمم اؼبتحدة‪،‬‬
‫وقد اعتمد اجمللس بعد ذلك صبلة من اإلجراءات واآلليات لتوجيو عملو وإثراء اجراءاتو‬
‫وآلياتو‪.‬‬
‫انتهت مهاـ عبنة حقوؽ اإلنساف يف آخر اجتماع ؽبا بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ ، 2006‬عندما‬
‫قامت يف ىذا االجتماع على توقيف أشغاؽبا عند افتتاح دورهتا العادية وفيها أعطت للدوؿ‬
‫األعضاء مهمة االتفاؽ على إنشاء وتشكيل ؾبلس حقوؽ اإلنساف‪.11‬‬
‫‪ -‬مجلس حقوق اإلنسان‪ :‬أنشأ ؾبلس حقوؽ اإلنساف دبوجب قرار اعبمعية العامة لألمم‬
‫اؼبتحدة رقم ‪ 251/60‬لعاـ ‪ ،2006‬ليحل ؿبل عبنة حقوؽ اإلنساف‪ ،‬باعتباره جهازا فرعيا‬
‫من أجهزة اعبمعية العامة‪ ،‬ويتشكل اجمللس من ‪ 47‬عضوا يتم انتخاهبم بواسطة اعبمعية‬
‫العامة‪ ،‬وىو خيتص بالنظر يف‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز االحًتاـ العاؼبي غبقوؽ اإلنساف وحرياتو االساسية‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة اؼبسائل اؼبتعلقة بانتهاكات حقوؽ اإلنساف‪ ،‬دبا يف ذلك االنتهاكات اعبسيمة‬
‫واؼبستمرة‪.‬‬
‫يراعي اجمللس يف مباشرتو لعملو مبادئ العاؼبية واغبيادية واؼبوضوعية وعدـ االنتقائية‬
‫واغبوار والتعاوف الدويل‪ ،‬وذلك من أجل النهوض دبسألة حقوؽ اإلنساف وضبايتها‪ ،‬وجيتمع‬
‫اجمللس بصورة منتظمة دبا ال يقل عن ثالث دورات يف السنة‪.12‬‬

‫‪4‬‬
‫وديتاز ؾبلس حقوؽ اإلنساف عن عبنة حقوؽ اإلنساف بتبعيتو مباشرة للجمعية العامة‪،‬‬
‫باعتباره "ىيةة فرعية تابعا ؽبا"‪ ،‬فبا يعطيو منزلو رفيعة تتناسب مع أمهية الوظيفة اؼبوكلة لو‪،‬‬
‫ويساىم يف ذباوز مشكلة االرتباط باجمللس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬اليت طاؼبا عانت منها‬
‫اللجنة سابقاً‪ ،‬حيث كاف اجمللس االقتصادي واالجتماعي يقوـ بدور الوسيط بُت اللجنة‬
‫اؼبنحلة واعبمعية العامة‪.13‬‬
‫‪ -2‬األجهزة القضائية الدولية‬
‫أ‪ -‬محكمة العدل الدولية‪ :‬تعد ؿبكمة العدؿ الدولية األداة القضائية الرئيسية ؽبيةة األمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬إذ تقوـ حبسم اػبالفات القانونية بُت الدوؿ االعضاء يف اؽبيةة من جهة‪ ،‬وتقدمي‬
‫آراء استشارية يف اؼبسائل القانونية احملالة إليها من قبل اؽبيةات والوكاالت الدولية التابعة‬
‫لألمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫يالحظ أف تنظيم احملكمة الدولية ونشاطها ؿبكوـ بنظاـ أساسي ملحق دبيثاؽ ىيةة‬
‫االمم اؼبتحدة‪ ،‬ويسمى بالنظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية‪ ،‬ويعترب كما نصت اؼبادة‬
‫‪ 92‬من جزءا ال يتجزأ من اؼبيثاؽ‪.14‬‬
‫تتشكل ىيةة احملكمة من ‪ 15‬قاضيا مستقال‪ ،‬وتقوـ اعبمعية العامة بانتخاهبم من بُت‬
‫االشخاص اؼبتمتعُت بأخالؽ ضبيدة‪ ،‬واغبائزين على درجات أكادديية يف القانوف‪ ،‬تؤىلهم‬
‫للتعيُت يف أعلى اؼبناصب القضائية‪ ،‬أو من بُت اؼبشرعُت ورجاؿ القانوف اؼبشهود ؽبم‬
‫بالكفاءة يف القانوف الدويل‪ .‬وال جيوز أف يكوف شبة أكثر من قاض واحد من دولة واحدة‪،‬‬
‫أعضاء يف احملكمة يف وقت واحد‪.15‬‬
‫ويظهر دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف ؾباؿ حقوؽ اإلنساف يف تفسَتىا للمعاىدات‬
‫واالتفاقيات عند فصلها يف النزاعات بُت الدوؿ أو تقدديها لالستشارات ذات الصلة حبقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬ذلك أنو إىل جانب اؼبهمة القضائية للمحكمة‪ ،‬منح اؼبيثاؽ ؽبا وظيفة أخرى وىي‬
‫اإلفتاء‪ ،‬فاحملكمة تستشار يف أية مسألة قانونية تعرضها عليها اعبمعية العامة أو ؾبلس األمن‬
‫أو أحد األجهزة االخرى ؽبيةة األمم اؼبتحدة‪.16‬‬
‫ال يتمتع الراي االستشاري الصادر من ؿبكمة العدؿ الدولية –على عكس اغبكم‪-‬‬
‫حبجة يف مواجهة من طلب استصدراه‪ ،‬كما أف ىذا الرأي ال يلزـ احملكمة إذا ما طلب إليها‬

‫‪5‬‬
‫مرة أخرى إصدار راي يف مسألة مشاهبة لتلك اليت صدر فيها الرأي السابق‪ .‬كذلك إذا‬
‫طلب من احملكمة إصدار رأي يف مسألة سبثل موضوعا لنزاع بُت دولتُت أو أكثر معروض‬
‫عليها إلصدار حكمها فيو‪ ،‬فالرأي الذي تصدره يف ىذا الشأف ال يقيدىا بالضرورة يف‬
‫اغبكم الذي ستصدره من بعد يف شأف ىذا النزاع‪.17‬‬
‫رغم عدـ حجية اآلراء االستشارية حملكمة العدؿ الدولية إال أف الواقع قد كشف ما‬
‫ؽبذه اآلراء من أمهية واضحة‪ ،‬ذلك أهنا ديكن أف تستجلي اؼبسائل اؼبعقدة وأمور القانوف فبا‬
‫يتقدـ باػبالؼ خطوة إىل األماـ كبو اغبل‪ ،‬باإلضافة إىل أف مكانة اعبهاز الذي يصدر ىذه‬
‫اآلراء تضفي عليها قوة اقناعية ال يستهاف هبا‪.18‬‬
‫إضافة إىل ما سبق ذكره من اختصاصات حملكمة العدؿ الدولية‪ ،‬ىناؾ اتفاقيات‬
‫دولية غبقوؽ اإلنساف ربتوي على إمكانية عرض أي نزاع بُت أطرافها حوؿ تفسَت ىذه‬
‫االتفاقيات أو تنفيذىا على ؿبكمة العدؿ الدولية‪ ،‬ومن ذلك اتفاقية حظر االذبار‬
‫باألشخاص واستغالؿ دعارة الغَت لسنة ‪ 191949‬يف مادهتا الثانية والعشرين (‪،)22‬‬
‫واالتفاقية اػباصة بوضع الالجةُت ‪ 201951‬يف مادهتا الثامنة والثالثُت (‪.)38‬‬
‫توجد اتفاقات تنص على إحالة النزاع إىل التحكيم قبل اللجوء إىل ؿبكمة العدؿ‬
‫الدولية‪ ،‬ومن ذلك اتفاقية القضاء على صبيع أشكاؿ التمييز ضد اؼبرأة‪ ،21‬اليت تنص يف‬
‫مادهتا رقم ‪ 29‬على أنو يعرض للتحكيم أي خالؼ بُت دولتُت أو أكثر من الدوؿ‬
‫األطراؼ حوؿ تفسَت أو تطبيق ىذه االتفاقية ال يسوى عن طريق اؼبفاوضات‪ ،‬وذلك بناء‬
‫على طلب واحدة من ىذه الدوؿ‪ .‬فإذا مل يتمكن األطراؼ‪ ،‬خالؿ ستة اشهر من تاريخ‬
‫طلب التحكيم‪ ،‬من الوصوؿ إىل اتفاؽ على تنظيم أمر التحكيم‪ ،‬جاز ألي من أولةك‬
‫األطراؼ إحالة النزاع إىل ؿبكمة العدؿ الدولية بطلب يقدـ وفقا للنظاـ األساسي‬
‫للمحكمة‪.22‬‬
‫ب‪-‬المحكمة الجنائية الدولية‪ :‬دخلت فكرة العدالة الدولية اعبنائية للتطبيق العملي ألوؿ‬
‫مرة بعد انتهاء اغبرب العاؼبية الثانية وظهور اذباه للمحاكمة عن اعبرائم اعبماعية فأنشةت‬
‫ؿبكمتاف خاصتاف‪ ،‬نورمربغ عاـ ‪ 1945‬واألخرى يف طوكيو عاـ ‪ ،1946‬ومت بعد ذلك‬
‫تبٍت اإلعالف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف‪ ،‬واذبهت كبوه اآلماؿ غبماية اإلنساف من الرببرية ووضع‬

‫‪6‬‬
‫حد للممارسات الوحشية‪ ،‬لكن بروز فكرة العدالة الدولية اعبنائية من جديد مل يكن متاحا‬
‫إال بعد انتهاء اغبرب الباردة‪ ،‬فتشكلت ؿباكم جنائية دولية مؤقتة خاصة ببعض الدوؿ‪،‬‬
‫وترسخ يف عقيدة اجملتمع الدويل الضرورة اؼبلحة إلنشاء قضاء دويل جنائي ثابت ودائم للحد‬
‫من االنتهاكات اعبسيمة غبقوؽ اإلنساف‪.23‬‬
‫سبخض عما سبق ذكره صدور قرار عن اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ربت رقم‪:‬‬
‫‪ 160/52‬سنة ‪ 1997‬يدعو النعقاد مؤسبر روما يف الفًتة اؼبمتدة من ‪ 15‬جواف إىل‬
‫‪ 17‬جويلية ‪ ،1998‬وىو ما مت بالفعل‪ ،‬وأنشأت احملكمة اعبنائية الدولية‪ ،‬ودخل النظاـ‬
‫االساسي للمحكمة حيز التنفيذ يف ‪.2002/07/01‬‬
‫تعد احملكمة اعبنائية الدولية ؿبكمة دولية ذات والية عاؼبية حملاكمة األشخاص‬
‫اؼبتهمُت بارتكاب انتهاكات جسيمة غبقوؽ اإلنساف‪ ،‬وؽبا شخصية وأىلية قانونية مستقلة‪،‬‬
‫كما ديثل نظامها االساسي معاىدة دولية ملزمة للدوؿ االعضاء فقط‪.24‬‬
‫ال تعتد احملكمة اعبنائية الدولية بالصفة الرظبية‪ ،‬فقادة الدوؿ غَت معفيُت أمامها من‬
‫اؼبسؤولية اعبنائية‪ ،‬وزبتص بالنظر يف جرائم اإلبادة اعبماعية‪ ،‬واعبرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬وجرائم‬
‫اغبرب‪ ،‬وجردية العدواف‪:‬‬
‫جريمة ابادة الجنس البشري‪ :‬لقد عرفتها اؼبادة ‪ 2‬من اتفاقية منع جردية اإلبادة اعبماعية‬
‫واؼبعاقبة عليها‪ ،25‬اؼبعتمدة يف ‪ 09‬ديسمرب ‪ 1948‬على أهنا‪ :‬أيا من األفعاؿ اؼبرتكبة على‬
‫قصد التدمَت الكلي أو اعبزئي عبماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية‪.‬‬
‫أما نظاـ روما األساسي للمحكمة اعبنائية الدولية فقد عرؼ اإلبادة اعبماعية يف‬
‫مادتو السادسة بأهنا (أي فعل من األفعاؿ التالية يرتكب بقصد إىالؾ صباعة قومية أو اثنية‬
‫أو عرقية أو دينية‪ ،‬بصفتها ىذه إىالكا كليا أو جزئيا‪:‬‬
‫(أ) قتل أفراد اعبماعة؛‬
‫(ب) إغباؽ ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد اعبماعة؛‬
‫عمدا ألحواؿ معيشية يقصد هبا إىالكها الفعلي كليًّا أو جزئيًّا؛‬ ‫(ج) إخضاع اعبماعة ً‬
‫(د) فرض تدابَت تستهدؼ منع اإلقباب داخل اعبماعة؛‬
‫(ىػ) نقل أطفاؿ اعبماعة عنوة إىل صباعة أخرى)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجرائم ضد اإلنسانية‪ :‬نصت اؼبادة ‪ 7‬من نظاـ روما األساسي للمحكمة اعبنائية الدولية‬
‫على أنو (يشكل أي فعل من األفعاؿ التالية "جردية ضد اإلنسانية" مىت ارتكب يف إطار‬
‫ىجوـ واسع النطاؽ أو منهجي موجو ضد أية ؾبموعة من السكاف اؼبدنيُت‪ ،‬وعن علم‬
‫باؽبجوـ‪:‬‬
‫(أ) القتل العمد؛‬
‫(ب) اإلبادة؛‬
‫(ج) االسًتقاؽ؛‬
‫(د) إبعاد السكاف أو النقل القسري للسكاف؛‬
‫(ىػ) السجن أو اغبرماف الشديد على أي كبو آخر من اغبرية البدنية دبا خيالف القواعد‬
‫األساسية للقانوف الدويل؛‬
‫(و) التعذيب؛‬
‫(ز) االغتصاب‪ ،‬أو االستعباد اعبنسي‪ ،‬أو اإلكراه على البغاء‪ ،‬أو اغبمل القسري‪ ،‬أو التعقيم‬
‫القسري‪ ،‬أو أي شكل آخر من أشكاؿ العنف اعبنسي على مثل ىذه الدرجة من اػبطورة‪،‬‬
‫(ح) اضطهاد أية صباعة ؿبددة أو ؾبموع ؿبدد من السكاف ألسباب سياسية أو عرقية أو‬
‫قومية أو اثنية أو ثقافية أو دينية‪ ،‬أو متعلقة بنوع اعبنس على النحو اؼبعرؼ يف الفقرة ‪ ،3‬أو‬
‫ألسباب أخرى من اؼبسلم عاؼبيًّا بأف القانوف الدويل ال جييزىا‪ ،‬وذلك يف ما يتصل بأي فعل‬
‫مشار إليو يف ىذه الفقرة أو بأية جردية تدخل يف اختصاص احملكمة؛‬
‫(ط) االختفاء القسري لألشخاص؛‬
‫(ي) جردية الفصل العنصري؛‬
‫عمدا يف معاناة شديدة أو‬
‫(ؾ) األفعاؿ الالإنسانية األخرى ذات الطابع اؼبماثل اليت تتسبب ً‬
‫يف أذى خطَت يلحق باعبسم أو بالصحة العقلية أو البدنية)‪.‬‬
‫جرائم الحرب‪ :‬ذكرت جرائم اغبرب بالتفصيل اؼبادة ‪ 8‬من النظاـ األساسي للمحكمة‬
‫اعبنائية الدولية صور جرائم اغبرب اؼبرتكبة يف نزاع مسلح دويل‪ ،‬واليت ديكن تلخيصها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫(أ) االنتهاكات اعبسيمة التفاقيات جنيف اؼبؤرخة ‪ 12‬آب‪/‬أغسطس ‪،1949‬‬
‫وىي أي فعل من األفعاؿ ضد األشخاص أو اؼبمتلكات الذين ربميهم أحكاـ‬
‫اتفاقية جنيف ذات الصلة‪.‬‬
‫(ب) النتهاكات اػبطَتة األخرى للقوانُت واألعراؼ السارية على اؼبنازعات الدولية‬
‫اؼبسلحة‪ ،‬يف النطاؽ الثابت للقانوف الدويل‪.‬‬
‫(ت) يف حالة وقوع نزاع مسلح غَت ذي طابع دويل (نزاع مسلح غَت دويل)‪،‬‬
‫االنتهاكات اػبطَتة للمادة الثالثة اؼبشًتكة بُت اتفاقيات جنيف األربع لعاـ‬
‫‪ ،1949‬وىي أي من األفعاؿ اؼبرتكبة ضد أشخاص غَت مشًتكُت اشًتا ًكا فعليًا‬
‫يف األعماؿ اغبربية‪ ،‬دبا يف ذلك أفراد القوات اؼبسلحة الذين ألقوا سالحهم‬
‫وأولةك الذين أصبحوا عاجزين عن القتاؿ بسبب اؼبرض أو اإلصابة أو االحتجاز‬
‫أو ألي سبب آخر‪.‬‬
‫(ث) االنتهاكات اػبطَتة األخرى للقوانُت واألعراؼ السارية على اؼبنازعات اؼبسلحة‬
‫غَت ذات الطابع الدويل‪ ،‬يف النطاؽ الثابت للقانوف الدويل‪.‬‬
‫جريمة العدوان‪ :‬وف ًقا للمادة ‪ 2 - 5‬من نظاـ روما األساسي‪ ،‬سبارس احملكمة اعبنائية‬
‫الدولية االختصاص على جردية العدواف‪ ،‬دبجرد اعتماد نص حكم وف ًقا للمادتُت ‪121‬‬
‫و‪ 123‬اللتُت تعرفاف اعبردية وربدداف الشروط اليت يف ظلها سبارس احملكمة اختصاصها‬
‫خبصوص ىذه اعبردية‪.‬‬
‫أثناء انعقاد اؼبؤسبر االستعراضي لنظاـ روما األساسي اؼبعقود يف كمباال‪ ،‬أوغندا يف‬
‫الفًتة من ‪ 31‬مايو إىل ‪ 11‬جواف ‪ ،2010‬اعتمدت صبعية الدوؿ األطراؼ‪ ،‬بتوافق اآلراء‪،‬‬
‫ونظاما إلقرار الطريقة اليت ستمارس هبا احملكمة اختصاصها بشأف ىذه‬
‫تعري ًفا عبردية العدواف ً‬
‫اعبردية‪ .‬ومع استلهاـ قرار اعبمعية العامة ‪ ،3314‬أُدرج تعريف جردية العدواف يف نظاـ روما‬
‫مكررا‪.‬‬
‫األساسي باعتباره اؼبادة ‪ً 8‬‬
‫لقد عرفت جردية العدواف بأهنا‪( :‬قياـ شخص ما لو وضع ديكنو فعال من التحكم يف‬
‫العمل السياسي‪ ،‬أو العسكري للدولة‪ ،‬أو من توجيو ىذا العمل بتخطيط‪ ،‬أو إعداد‪ ،‬أو‬

‫‪9‬‬
‫بدء‪ ،‬أو تنفيذ عمل عدواين يشكل حبكم طابعو‪ ،‬وخطورتو‪ ،‬ونطاقو‪ ،‬انتهاكا واضحا ؼبيثاؽ‬
‫األمم اؼبتحدة)‪.‬‬
‫أما العمل العدواين فتم تعريفو على أنو (استعماؿ القوة اؼبسلحة من جانب دولة ما‬
‫ضد سيادة دولة أخرى‪ ،‬أو سالمتها اإلقليمية‪ ،‬أو استقالؽبا السياسي‪ ،‬أو بأي طريقة أخرى‬
‫تتعارض مع ميثاؽ األمم اؼبتحدة)‪.26‬‬

‫تعتمد منظمة األمم اؼبتحدة يف إطار مراقبتها مدى تطبيق اتفاقيات حقوؽ اإلنساف‬
‫على آليتُت أساسيتُت معموؿ هبما يف أغلب األجهزة واللجاف اؼبهتمة دبوضوع حقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬ومت األخذ هبما يف العديد من االتفاقيات الدولية ذات الصلة باؼبوضوع‪ ،‬وتتمثالف‬
‫يف آلية التقارير‪ ،‬واآللية شبو القضائية‪ ،‬واليت تعتمد على بالغات الدوؿ وشكاوى األفراد‪.‬‬
‫‪-1‬آلية التقارير‪ :‬تعرؼ التقارير أهنا وثائق تقدمها الدوؿ األطراؼ يف اتفاقيات حقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬وتتضمن التقرير بالشرح والتحليل وضعية اغبقوؽ اليت تنظمها االتفاقية داخل‬
‫الدولة اؼبعنية حوؿ وضعية التقدـ اؼبنجز يف ؾباؿ تطبيق أحكاـ االتفاقية والعراقيل اليت‬
‫تواجهها الدوؿ يف ذلك‪.‬‬
‫وهبدؼ تسهيل وتوحيد التقارير اؼبقدمة من الدوؿ األطراؼ يف االتفاقية او اؼبعاىدة‪،‬‬
‫تقوـ اللجاف التعاىدية عادة بإصدار التوجيهات العامة أو اؼببادئ التوجيهية‪ ،‬اليت تساعد‬
‫الدوؿ "يف إعداد التقارير اؼبطلوبة منها"‪،‬كما أهنا توفر إطاراً موحداً‪ ،‬حيث تستطيع الدوؿ‬
‫"أف تقدـ تقاريرىا من خاللو‪ ،‬وتستطيع عباف حقوؽ اإلنساف بدورىا أف تعمل يف‬
‫حدوده‪.27‬‬
‫تشَت اؼببادئ التوجيهية واإلرشادية اؼبعتمدة من طرؼ اللجنة اؼبعنية حبقوؽ اإلنساف‪،‬‬
‫وعبنة اغبقوؽ االقتصادية واالجتماعية والثقافية إىل أف التقارير جيب أف تتضمن شقُت‪:‬‬
‫األوؿ يقدـ نظرة عامة وشاملة عن الدولة ونظاـ حكمها‪ ،‬وحالتها االقتصادية والسكانية‬
‫والصحية‪ ،‬والثاين خيصص لكيفيات وتدابَت إعماؿ األحكاـ الواردة يف العهد الدويل‪ ،‬ومن‬
‫اؼبمكن أف تشَت التقارير كذلك إىل الصعوبات اليت قد تعًتض الدوؿ يف تنفيذ‬
‫اؼبعاىدات‪.28‬‬

‫‪10‬‬
‫ال يعد االلتزاـ بتقدمي التقارير التزاما شكليا فحسب‪ ،‬ذلك أف التقرير نفسو والردود‬
‫والتعليقات تعطي صورة تقريبية إىل حد بعيد عن وضع اغبقوؽ يف الدولة اؼبعنية‪ ،‬ومدى‬
‫تقدمها على طريق إعماؿ اغبقوؽ اليت تتضمنها اؼبعاىدة‪ ،‬والصعوبات اليت تعًتض الدولة يف‬
‫سبيل ذلك‪ ،‬والعوائق اليت سبنعها من التأمُت الكامل للحقوؽ أو لبعضها‪.29‬‬
‫لقد نصت العديد من اتفاقيات حقوؽ اإلنساف على التزاـ الدوؿ اؼبصادقة عليها‬
‫بإعداد تقارير توضح بواسطتها التدابَت التشريعية واإلدارية والقضائية اليت ازبذهتا من أجل‬
‫تطبيق نصوص ىذه اغبقوؽ‪ ،‬ومن بُت ىذه االتفاقيات‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاقية التكميلية إلبطاؿ الرؽ وذبارة الرقيق واؼبمارسات الشبيهة بالرؽ لسنة ‪.301956‬‬
‫‪-‬االتفاقية والربتوكوؿ االختياري اؼبتعلقاف بوضع الالجةُت ‪.311966-1951‬‬
‫‪-‬االتفاقية اؼبتعلقة بالقضاء على صبيع أشكاؿ التمييز ‪.321965‬‬
‫‪ -‬العهد الدويل للحقوؽ اؼبدنية والسياسية لسنة ‪.1966‬‬
‫‪ -‬العهد الدويل للحقوؽ االقتصادية واالجتماعية والثقافية لسنة ‪.1966‬‬
‫‪-‬اتفاقية القضاء على صبيع أشكاؿ التمييز ضد اؼبرأة ‪.1979‬‬
‫نستعرض فيما يلي أنواع التقارير اليت تقدمها الدوؿ‪ ،‬وإجراءات فحصها‪:‬‬
‫أ‪ -‬انواع التقارير‪:‬‬
‫ديكن تقسيم التقارير اليت تقدمها الدوؿ يف ؾباؿ حقوؽ اإلنساف إىل ثالثة أنواع‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫التقارير األولية‪ :‬سبثل التقارير األولية بداية االتصاؿ بُت الدولة واعبهاز اؼبكلف بتلقي‬
‫التقارير وفحصها‪ ،‬وتقدـ خالؿ سنة إىل سنتُت من دخوؿ االتفاقية اػباصة حبقوؽ اإلنساف‬
‫حيز النفاذ‪.‬‬
‫وتزود اعبهة اؼبتلقية بفكرة عامة حوؿ اإلطار القانوين الضابط غبقوؽ اإلنساف داخل‬
‫الدولة اؼبصدقة على االتفاقية وضمانات ضبايتها‪ ،‬والتدابَت اليت ازبذهتا إلعماؿ اغبقوؽ اليت‬
‫تضمنتها االتفاقيات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التقارير الدورية‪ :‬تعد التقارير الدورية أكثر ربديدا وتنظيما من حيث الشكل واحملتوى من‬
‫التقارير االولية‪ ،‬وتقدـ بصفة دورية (كل أربع إىل طبس سنوات)‪ ،‬وتعد وسيلة تواصل مستمر‬
‫بُت الدولة اؼبعنية واعبهة اؼبتلقية‪.‬‬
‫ويتضمن ىذا النوع من التقارير عادة قسمُت‪ :‬خيصص األوؿ لإلطار القانوين العاـ‬
‫الذي ربًتـ ضمنو حقوؽ اإلنساف‪ ،‬أما الثاين فيخصص لإلجراءات التشريعية واإلدارية‬
‫القائمة واػباصة بكل حق من اغبقوؽ اؼبنصوص عليها يف االتفاقية‪.‬‬
‫ال شك أف التزاـ الدولة بتقدمي التقرير الدوري وبياف ما أحرزتو من تقدـ يف تأمُت‬
‫اغبقوؽ منذ التقرير السابق‪ ،‬وبياف العوائق اليت تالقيها يف سبيل اإلعماؿ اعبيد للحقوؽ يف‬
‫حاؿ وجودىا‪ ،‬وكذلك اضطرارىا إىل مواجهة جلسات فحص التقارير الدورية ومناقشتها‪،‬‬
‫واستعدادىا لتقدمي األجوبة والتربيرات‪ ،‬كل ىذا يشكل ضغطا أدبيا ال يستهاف بو‪.33‬‬
‫التقارير اإلضافية‪ :‬ىي تقارير تقدـ بناء على طلب اعبهاز الدويل اؼبتلقي للتقارير أو تقدـ‬
‫طواعية من قبل الدوؿ‪ ،‬وتتضمن إما معلومات تكميلية للتقارير الدورية‪ ،‬أو معلومات ؿبددة‬
‫تراىا اعبهات اؼبتلقية ضرورية‪ ،‬او معلومات عن موقف طارئ يف الدولة اؼبعنية‪.‬‬
‫ب‪ -‬اجراءات فحص التقارير‪:‬‬
‫إف فحص التقارير اؼبقدمة من طرؼ الدولة يتم أماـ اللجاف التعاىدية اؼبكونة من‬
‫خرباء واؼبنشأة ؽبذا الغرض‪ ،‬ويتم الفحص عادة حبضور فبثلي الدوؿ اؼبقدمة للتقارير‪،‬‬
‫لضماف إجراء حوار بناء مع اللجنة الفاحصة للتقارير‪ ،‬مث تعرض نتائج الفحص على جهاز‬
‫سياسي يضم فبثلُت حكوميُت كاعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة واجمللس االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫تتمثل مهمة ىذه اللجاف واألجهزة يف صياغة مالحظات عامة أو توصيات‪ ،‬وحيدد‬
‫كل اتفاؽ دويل االجراءات اػباصة بفحص التقارير‪ ،‬وإف كانت تشًتؾ يف أغلبها يف اغبوار‬
‫بُت اػبرباء وفبثلي الدولة اؼبعنية‪.‬‬
‫إف اغبوار مع فبثلي الدولة صاحبة التقرير يهدؼ إلتاحة خربة اللجنة للدولة وسبكينها‬
‫من االستفادة من ىذه اػبربة وىي بصدد تنفيذ االتفاقية‪ ،‬ومساعدهتا يف ضماف ترقية وضباية‬
‫اغبقوؽ اؼبعًتؼ هبا والوفاء بااللتزامات اؼبنصوص عليها يف االتفاقية‪ ،34‬وال يتعلق األمر حبوار‬

‫‪12‬‬
‫قائم على التناقض ولكن األدوار ؿبددة حياوؿ أحدمها أف يتأكد من عدـ خرؽ االتفاقية يف‬
‫حُت جيتهد الطرؼ األخر يف التدليل على احًتامها‪ ،‬ذبد الدولة نفسها يف وضع من حياوؿ‬
‫أف يربر و يقنع يف حُت أف اللجنة ذبد نفسها يف وضعية من يبحث عن التأكد من سالمة‬
‫اؼبعلومات‪.35‬‬
‫ويف األخَت يشكل نظاـ التقارير آلية مستمرة ومنتظمة‪ ،‬وشكال من أشكاؿ الضغط‬
‫على الدولة إلعماؿ اغبقوؽ وفقا لنصوص االتفاقية اليت صادقت عليها‪ ،‬خصوصا وأف‬
‫تقارير الدوؿ واؼبناقشات اليت ذبري بشأهنا تكوف موضوع نشر‪.‬‬
‫وعموما تتم مناقشة التقارير وفقا ؼبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يدعى فبثل الدولة الطرؼ إىل عرض التقرير بإبداء تعليقات استهاللية موجزة وتقدمي أي‬
‫ردود كتابية على قائمة اؼبسائل اليت يضعها الفريق العامل السابق للدورة‪ ،‬عندما يتعلق األمر‬
‫بفحص التقارير الدورية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظر اللجنة يف التقرير على أساس كل ؾبموعة من اؼبواد‪ ،‬آخذة يف االعتبار بشكل‬
‫خاص الردود اؼبقدمة من الدولة اؼبعنية واؼبتعلقة بقائمة اؼبسائل‪ ،‬اليت أعدهتا اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوـ رئيس اللجنة عادة بدعوة أعضاء اللجنة إىل توجيو األسةلة وإبداء اؼبالحظات‬
‫والتعليقات بصدد كل مسألة من اؼبسائل‪.‬‬
‫‪ -‬يدعو رئيس اللجنة فبثلي الدولة الطرؼ إىل الرد فوراً على اؼبسائل اليت ال تتطلب مزيداً‬
‫من التفكَت أو البحث‪ ،‬أما األسةلة األخرى اليت تبقى بغَت ردود عليها‪ ،‬فيتم تناوؽبا يف‬
‫جلسة الحقة أو عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬جيوز دعوة فبثلي الوكاالت اؼبتخصصة وغَتىا من اؽبيةات الدولية ذات الصلة إىل اؼبسامهة‬
‫يف أية مرحلة من مراحل اغبوار‪.36‬‬
‫يتم إثر هناية اؼبناقشات إعداد تقرير سنوي لكل عبنة‪ ،‬يرسل إىل اعبمعية العامة لألمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬باستثناء تقرير اللجنة اؼبكلفة بالعهد الدويل اػباص باغبقوؽ االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية الذي ترسلو اللجنة إىل اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫يتضمن التقرير السنوي عادة ملخصا عن نشاط اللجنة اؼبعنية‪ ،‬وعرضا عن خروقات‬
‫الدوؿ وذباوزاهتا ألحكاـ اللجنة اليت تشرؼ اللجنة على تنفيذىا‪ ،‬ويتضمن كذلك أظباء‬

‫‪13‬‬
‫الدوؿ اليت من اؼبمكن أف تكوف قد امتنعت عن تقدمي تقاريرىا أو قدمتها بعد الوقت احملدد‬
‫ؽبا‪ ،‬باإلضافة إىل ملخص لألسةلة اليت طرحتها اللجنة أثناء اؼبناقشات‪ ،‬والتعليقات العامة‬
‫اليت أبدهتا‪.37‬‬
‫لقد أثبتت التجربة أف مناقشة تقارير بعض الدوؿ أدى إىل إعادة النظر يف قوانينها‬
‫الوطنية‪ ،‬إال أف العماؿ الصحيح آللية التقارير ذباهبو بعض اإلشكاالت من قبيل‪:‬‬
‫‪ -‬تأخر بعض الدوؿ عن تقدمي تقاريرىا‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي تقارير تتضمن معلومات زبالف الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار التباين الواضح حوؿ ما تتضمنو التقارير‪.‬‬
‫‪ -‬النقص اؼبلحوظ يف تغطية البيانات واؼبعلومات اؼبطلوبة‪.38‬‬
‫‪-2‬اآللية شبه القضائية‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالغات الدول‪ :‬أعطت العديد من اتفاقيات حقوؽ االنساف للدوؿ اؼبصادقة عليها آلية‬
‫اختيارية سبكنها من إخطار ىيةات ربددىا االتفاقيات ببالغات ضد دولة أو دوؿ أخرى‬
‫حوؿ خروقاهتا غبقوؽ اإلنساف‪ ،‬او عدـ تنفيذىا أحكاـ االتفاقيات‪.‬‬
‫لقد مكنت بعض ىذه االتفاقيات ؿبكمة العدؿ الدولية من تلقي ىذه البالغات‬
‫والنظر فيها‪ ،‬والبت يف اؼبنازعات اؼبتعلقة بتطبيق نصوص االتفاقية أو تفسَتىا‪ ،‬ومن ىذه‬
‫االتفاقيات‪:‬‬
‫‪-‬االتفاقية الدولية حوؿ القضاء على صبيع أشكاؿ التمييز العنصري ‪.1965‬‬
‫‪ -‬اتفاقية قمع جردية التمييز العنصري واؼبعاقبة عليها ‪.391973‬‬
‫أما العهد الدويل للحقوؽ اؼبدنية والسياسية فقد نص يف اؼبادة ‪ 41‬منو على أنو (إذا‬
‫اعتربت دولة طرؼ يف العهد الدويل أف دولة أخرى طرفا ال تنفذ أحكاـ العهد اغبايل‪ ،‬فإنو‬
‫ديكن بواسطة تبليغ مكتوب أف توجو نظر تلك الدولة إىل ىذه اؼبسألة‪ ،‬وجيب على تلك‬
‫الدولة يف خالؿ ثالثة أشهر من تلقيها التبليغ أف تقدـ للدولة اليت بعثت التبليغ تفسَتا أو‬
‫أي بياف آخر كتابة موضحة اؼبسألة‪ ،‬والذي جيب أف يشمل إىل اغبد اؼبمكن واؼبالئم إشارة‬
‫إىل االجراءات واالصالحات اليت ازبذت أو اؼبؤجلة أو اؼبتاحة يف اؼبسألة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫جيوز ألي من الدولتُت اؼبعنيتُت يف حالة عدـ تسوية األمر دبا يرضي الطرفُت خالؿ‬
‫ستة أشهر من تاريخ استالـ الدولة اؼبستلمة للتبليغ األوؿ‪ ،‬أف ربيل األمر إىل اللجنة‬
‫بإخطار توجهو إليها وإىل الدولة اؼبعنية)‪.‬‬
‫إف اؼبقصود باللجنة يف اؼبادة اؼبذكورة اللجنة اؼبعنية حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬واليت ال ديكنها‬
‫النظر يف اإلخطار إال إذا كانت الدولة الصادر عنها البالغ‪ ،‬والدولة اؼبوجو صدىا قد قدمتا‬
‫إىل األمُت العاـ إعالنا باالعًتاؼ باختصاص اللجنة يف ىذا األمر‪.‬‬
‫تعرض اللجنة بعد ذلك مساعيها اغبميدة على الطرفُت أمال يف الوصوؿ إىل حل‬
‫ودي للمسألة‪ ،‬وديكنها أف تطلب من الدولتُت اؼبعنيتُت تزويدىا بأية معلومات تتصل‬
‫باؼبسألة‪ ،‬وديكن للطرفُت تقدمي مذكرات شفوية أو كتابية أو كليهما أماـ اللجنة‪ ،‬واليت تضع‬
‫تقريرىا خالؿ ‪ 12‬شهرا من استالمها إخطار الدولة اؼببلغة‪ ،‬يتضمن تقرير اللجنة الوقائع‬
‫واغبل الذي مت التوصل إليو‪ ،‬وإذا مل تصل إىل حل تُضمن تقريرىا موجز الوقائع ومذكرات‬
‫األطراؼ ويبلغ إىل الدولة اؼبعنية‪.‬‬
‫تضيف اؼبادة ‪ 42‬من العهد الدويل للحقوؽ اؼبدنية والسياسية أنو (إذا تعذر على‬
‫اللجنة حل مسألة أحيلت إليها وفقا للمادة ‪ 41‬حال مرضيا للدولتُت الطرفُت اؼبعنيتُت جاز‬
‫ؽبا‪ ،‬بعد اغبصوؿ مسبقا على موافقة الدولتُت الطرفُت اؼبعنيتُت‪ ،‬تعيُت ىيةة توفيق خاصة‬
‫تضع مساعيها اغبميدة ربت تصرؼ الدولتُت الطرفُت اؼبعنيتُت بغية التوصل إىل حل ودي‬
‫للمسألة على أساس احًتاـ أحكاـ ىذا العهد)‪.‬‬
‫ب‪ -‬شكاوى األفراد‪:‬‬
‫تعد شكاوى األفراد من اآلليات اليت تسمح بإقرار ضباية دولية غبقوؽ األفراد‪ ،‬إذ‬
‫سبكنهم من تقدمي رسائل كتابية إىل اللجنة اؼبختصة ضد الدولة الطرؼ الداخلُت يف واليتها‪،‬‬
‫والذين يدعوف أهنا قد انتهكت أي حق من حقوقهم احملمية دبوجب اتفاقية دولية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم آلية شكاوى األفراد‪ :‬لقد نصت بعض اتفاقيات حقوؽ اإلنساف على اآللية‬
‫اؼبذكورة‪ ،‬ومن ذلك ما ورد يف االتفاقية الدولية للقضاء على صبيع أشكاؿ التمييز العنصري‬
‫(‪ )1965‬يف اؼبادة ‪ 14‬منها‪ ،‬واالتفاقية الدولية ضد التعذيب لسنة ‪ 1984‬يف اؼبادة ‪22‬‬
‫منها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد مت تنظيم اآللية اؼبذكورة بدقة يف الربوتوكوؿ االختياري األوؿ اؼبلحق بالعهد‬
‫الدويل اػباص باغبقوؽ اؼبدنية والسياسية بشأف تقدمي شكاوى من قبل األفراد‪ ،‬والذي‬
‫اعتمد سنة ‪ 1966‬وأصبح نافذا سنة ‪ ،1976‬وقد عهد ىذا الربوتوكوؿ إىل عبنة حقوؽ‬
‫اإلنساف مهمة حبث الشكاوى الواردة إليها من األفراد الذين يدعوف بأهنم ضحايا انتهاؾ‬
‫أي حق من حقوقهم اؼبضمونة يف العهد من طرؼ الدولة اليت تكوف طرفا يف العهد ويف‬
‫الربتوكوؿ االختياري األوؿ‪.‬‬
‫ويشًتط لقبوؿ الشكاوى أف يكوف أصحاهبا غَت ؾبهولُت وقد استنفدوا صبيع طرؽ‬
‫التظلم احمللية اؼبتاحة يف الدولة قبل التوجو إىل اللجنة‪ ،‬إال إذا ذباوزت اجراءات التظلم‬
‫اغبدود اؼبعقولة‪ ،‬كما يشًتط أال تكوف اؼبسألة اليت أثَتت من أجلها الشكوى ؿبل دراسة‬
‫دبقتضى إجراء آخر من ربقيق دويل أو تسوية‪ ،‬أي أال يكوف اؼبوضوع معروضا أماـ أية ىيةة‬
‫أخرى من اؽبيةات ذات الطابع التحقيقي أو التوفيقي يف ؾباؿ اإلشراؼ والرقابة على تطبيق‬
‫اتفاقيات حقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪-‬اجراءات دراسة الشكاوى الفردية‪ :‬نص الربوتوكوؿ االختياري األوؿ اؼبلحق بالعهد‬
‫الدويل للحقوؽ اؼبدنية والسياسية على صبلة اجراءات لدراسة الشكاوى الفردية‪ ،‬قبملها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ربيل اللجنة اؼبختصة أية شكوى مقدمة إليها إىل الدولة اؼبتهمة بانتهاؾ حق‬
‫اؼبشتكي‪.‬‬
‫‪ -‬تقدـ الدولة اؼبعنية االيضاحات والبيانات الكتابية الالزمة عبالء اؼبسألة إىل اللجنة مع‬
‫اإلشارة عند االقتضاء إىل أي تدابَت لرفع الظلم قد تكوف ازبذهتا‪ ،‬وذلك يف غضوف ستة‬
‫أشهر من تسلم الدولة للشكوى احملالة إليها من طرؼ اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬تفصل اللجنة يف الشكاوى اؼبقدمة يف اجتماعات مغلقة يف ضوء اؼبعلومات اؼبكتوبة‬
‫اؼبقدمة من طرؼ الفرد والدولة اؼبعنية‪.‬‬
‫‪-‬ترسل اللجنة الرأي الذي توصلت إليو إىل الدولة الطرؼ‪ ،‬وإىل الفرد اؼبشتكي‪ ،‬يف‬
‫حالة ثبوت االنتهاؾ ألي حق منصوص عليو يف االتفاقية‪ ،‬ديكن للجنة أف تقدـ‬

‫‪16‬‬
‫اقًتاحات وتوصيات للدولة اؼبعنية‪ ،‬وترسل رأيها للدولة وؼبقدـ الشكوى‪ .‬وتنتظر اللجنة‬
‫تصرؼ الدولة حياؿ اقًتاحاهتا وتوصياهتا قبل أف تصدر قراراهتا وآراءىا العلنية بشأهنا‪.40‬‬
‫‪ -‬تدرج اللجنة يف تقريرىا السنوي ملخصا لألعماؿ اليت قامت هبا‪ ،‬وتذكر فيو قائمة‬
‫بالدوؿ اليت قامت بتنفيذ أو اليت مل تقم بتنفيذ أحكاـ اللجنة‪.41‬‬

‫‪ - 1‬تنص اؼبادة ‪ 10‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة على أف (للجمعية العامة أف تناقش أية مسألة أو أمر يدخل يف نطاؽ‬
‫ىذا اؼبيثاؽ أو يتصل بسلطات فرع من الفروع اؼبنصوص عليها فيو أو وظائفو‪ .‬كما أف ؽبا يف ما عدا ما نص عليو يف‬
‫اؼبادة ‪ 12‬أف توصي أعضاء اؽبيةة أو ؾبلس األمن أو كليهما دبا تراه يف تلك اؼبسائل واألمور)‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنشأت اعبمعية العامة اللجنة اػباصة اؼبعنية بإهناء االستعمار‪ ،‬أو عبنة األربعة والعشرين يف عاـ ‪1961‬كهيةة‬
‫فرعية تابعة ؽبا مكرسة ؼبسألة إهناء االستعمار‪ ،‬وذلك عمال بقرار اعبمعية العامة ‪( 1654‬د‪ )16-‬اؼبؤرخ ‪ 27‬تشرين‬
‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪ .1961‬وكلفت ىذه اللجنة بدراسة تطبيق إعالف منح االستقالؿ للبلداف والشعوب اؼبستعمرة‪ ،‬وتقدمي‬
‫اقًتاحات وتوصيات بشأف التقدـ احملرز يف تنفيذ اإلعالف ومدى ىذا التنفيذ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ؾبلس األمم اؼبتحدة لناميبيا تأسس يف ‪ 1967‬بقرار اعبمعية العامة رقم ‪ ،2248‬ليكوف السلطة الشرعية القائمة‬
‫بإدارة ناميبيا إىل أف نالت استقالؽبا سنة ‪.1990‬‬
‫‪ - 4‬تنص اؼبادة ‪ 1/ 24‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة على أنو (رغبة يف أف يكوف العمل الذي تقوـ بو "األمم اؼبتحدة"‬
‫سريعا فعاال‪ ،‬يعهد أعضاء تلك اؽبيةة إىل ؾبلس األمن بالتبعات الرئيسية يف أمر حفظ السلم واألمن الدويل ويوافقوف‬
‫على أف ىذا اجمللس يعمل نائبا عنهم يف قيامو بواجباتو اليت تفرضها عليو ىذه التبعات)‪.‬‬
‫‪ - 5‬عبد الرحيم ؿبمد الكاشف‪ ،‬الرقابة الدولية على تطبيق العهد الدويل اػباص باغبقوؽ اؼبدنية والسياسية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪..33-32‬‬
‫‪ - 6‬ىويدا ؿبمد عبد اؼبنعم‪ ،‬القانوف الدويل وحقوؽ اإلنساف‪ :‬دور اؼبنظمة الدولية يف فرض العقوبات الدولية على‬
‫انتهاؾ حقوؽ اإلنساف‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 7‬عبد الرحيم ؿبمد الكاشف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 8‬ؿبمد السعيد الدقاؽ‪ ،‬التنظيم الدويل‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪ - 9‬بوقرف ىواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ - 10‬عبد الرحيم ؿبمد الكاشف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 11‬بوقرف ىواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ - 12‬فريد بن جحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ - 13‬كرـ ؿبمود حسُت نشواف‪ ،‬آليات ضباية حقوؽ اإلنساف يف القانوف الدويل غبقوؽ اإلنساف دراسة ربليلية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستَت يف القانوف العاـ‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة االزىر‪ ،‬غزة‪ ،2011 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 14‬ؿبمد السعيد الدقاؽ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.388‬‬
‫‪ 15‬خليل حسُت‪ ،‬النظرية العامة واؼبنظمات العاؼبية الربامج والوكاالت اؼبتخصصة‪ ،‬دار اؼبنهل اللبناين‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪.352‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ - 16‬ص ‪.357‬‬
‫‪ - 17‬ؿبمد السعيد الدقاؽ‪ ،‬التنظيم الدويل‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪401‬‬
‫‪ - 18‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ - 19‬اعتمدت وعرضت للتوقع والتصديق واالنضماـ دبوجب قرار اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ‪( 317‬د‪ ،)4-‬يوـ ‪2‬‬
‫كانوف األوؿ‪/‬ديسمرب ‪ ،1949‬تاريخ بدء النفاذ‪ 25 :‬سبوز‪/‬يوليو ‪ ،1951‬وفقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 24‬منها ‪.‬‬
‫‪ - 20‬اعتمدىا يوـ ‪ 28‬سبوز‪/‬يوليو ‪ 1951‬مؤسبر األمم اؼبتحدة للمفوضُت بشأف الالجةُت وعدديي اعبنسية‪ ،‬الذي‬
‫دعتو اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة إيل االنعقاد دبقتضى قرارىا رقم ‪( 429‬د‪ )5-‬اؼبؤرخ يف ‪ 14‬كانوف األوؿ‪/‬ديسمرب‬
‫‪ 1950‬تاريخ بدء النفاذ‪ 22 :‬نيساف‪/‬أبريل ‪ ،1954‬وفقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 43‬منها‪.‬‬
‫‪ - 21‬قادري عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ - 22‬اعتمدت اتفاقية القضاء على صبيع أشكاؿ التمييز ضد اؼبرأة وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضماـ دبوجب قرار‬
‫اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ‪ 180/34‬اؼبؤرخ يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ 1979‬تاريخ بدء النفاذ‪ 3 :‬سبتمرب ‪.1981‬‬
‫‪ - 23‬فريد بن جحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ - 24‬فريد بن جحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ - 25‬اتفاقية منع ومعاقبة جردية اإلبادة اعبماعية اعتمدت من قبل اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة يف ‪ 9‬ديسمرب ‪1948‬‬
‫ضمن قرار اعبمعية العامة رقم ‪ .260‬دخلت االتفاقية حيز التنفيذ يف ‪ 12‬يناير ‪.1951‬‬
‫‪ - 26‬كينة ؿبمد لطفي‪ ،‬مفهوـ جردية العدواف يف نظاـ احملكمة اعبنائية الدولية الدائمة‪ ،‬ؾبلة دفاتر السياسة والقانوف‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،14‬ص ‪.299‬‬
‫‪ 27‬كارـ ؿبمود حسُت نشواف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ 28‬أضبد وايف‪ ،‬اآلليات الدولية غبماية حقوؽ اإلنساف ومبدأ السيادة‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانوف الدويل والعالقات‬
‫الدولية‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2011-2010 ،1‬ص ‪.146‬‬
‫‪ - 29‬أضبد سليم سعيفاف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪ - 30‬اعتمدت من قبل مؤسبر مفوضُت دعي لالنعقاد بقرار اجمللس االقتصادي واالجتماعي ‪( 608‬د‪ )21-‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 30‬نيساف‪/‬أبريل ‪ 1956‬حررت يف جنيف يف ‪ 7‬أيلوؿ‪/‬سبتمرب ‪ 1956‬تاريخ بدء النفاذ‪ 30 :‬نيساف‪/‬أبريل ‪.1957‬‬
‫‪ - 31‬أُقرت االتفاقية اػباصة بوضع الالجةُت يف خالؿ مؤسبر خاص لألمم اؼبتحدة يف ‪ 28‬سبوز‪/‬يوليو من العاـ‬
‫‪ .1951‬ودخلت اؼبعاىدة حيز التنفيذ يف ‪ 22‬نيساف‪/‬أبريل ‪.1954‬‬
‫‪ - 32‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضماـ دبوجب قرار اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ‪ 2106‬ألف (د‪-‬‬
‫‪ )20‬اؼبؤرخ يف ‪ 21‬كانوف األوؿ‪/‬ديسمرب ‪ ،1965‬تاريخ بدء النفاذ‪ 4 :‬كانوف الثاين‪/‬يناير ‪.1969‬‬
‫‪ - 33‬أضبد سليم سعيفاف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪ - 34‬عبد الرحيم ؿبمد الكاشف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ - 35‬بوغديري كردية‪ ،‬آليات الرقابة على تنفيذ التزامات الدولة يف إطار العهد الدويل للحقوؽ اؼبدنية والسياسية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستَت‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2011-2010 ،1‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 36‬كارـ ؿبمود حسُت نشواف‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ - 37‬أضبد وايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148-147‬‬
‫‪ - 38‬سراغٍت بوزيد‪ ،‬اؽبيةات التعاىدية كآلية للحماية الدولية غبقوؽ اإلنساف اللجنة اؼبعنية حبقوؽ اإلنساف منوذجا‪،‬‬
‫اجمللة األكادديية للبحث القانوين‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد األوؿ‪ ،2006 ،‬ص ‪.505‬‬
‫‪ - 39‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضماـ دبوجب قرار اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ‪( 3068‬د‪)28-‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪ 30‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪ ،1973‬تاريخ بدء النفاذ‪ 18 :‬سبوز‪/‬يوليو ‪.1976‬‬
‫‪ - 40‬كارـ نشواف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ - 41‬أضبد وايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪19‬‬

You might also like