Professional Documents
Culture Documents
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌرف اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻘﺗرن ﺑﺟزاء
ﯾﻛﻔل اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻘﺎﻧون ﺿرورة ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻠﻔرد ،ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ أوﺿﺢ
اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻘدﻣﺎء ﻛﺎﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻌﯾش إﻻ ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻬو ﻻ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻌﯾش ﻣﻧﻔردا ،ﺑﯾد أن اﻻﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻬﺗم ﻋﺎدة اﻻ ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﯾﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدا اﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣن اﺟل ﻫذا ﯾﺣﺎول داﺋﻣﺎ
اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺄﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو ﻧزواﺗﻪ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻛﺣب اﻟﺳﯾطرة ،وﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ ﻗد ﺗؤدي
إﻟﻰ اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﻣن أﺟل أن ﯾﺳﺗﻘﯾم أﻣر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن وﺟود ﻗواﻋد ﻣﻠزﻣﺔ ﺗﻧظم
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ،وﺗﺣول دون ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت .ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ واﻗﺎﻣﺔ ﺗﺳوﯾﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻫﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﻼ
ﯾﺿﺣﻲ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل أﺧرى دون ﺿواﺑط ﻣﺣددة.
إن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ،وﯾﻌﻧﻲ ﻛل ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﺗﻧظﯾم ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت .ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ .أﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن
اﻻدارة واﻷﻓراد ﻓﯾﺗوﻟﻰ أﻣر ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري ،وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ﺑﺗﻧظﯾم اﻟرواﺑط ﺑﯾن
اﻟﺣﻛﺎم واﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﺑﻌﺎدﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﺳداﺳﻲ
واﺣد ،وﯾﺗﻌدى ﺣدود إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﺎﻟب وﻫو ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻬل دراﺳﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻟذا ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن ﺟزء ﺛﺎن
ﻟﻠﺗطرق ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺎت اﺳﻧﺎد اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻫو ﻣوﺿوع ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﺳﺗﺗﻧﺎول ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺧﻣس ﻣﺣﺎور رﺋﯾﺳﯾﺔ.
ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺣور اﻷول ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﻛﯾل واﻟﺗﻧظﯾم واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت.
1
ﻣﻘدﻣﺔ
وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ،وﻓﯾﻪ ﯾظﻬر ﻧظﺎﻣﯾن
ﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﺟﻣﻬوري
أﻣﺎ اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻬو ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،أﯾن ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾد اﻟﺷﻌب ،ﺑﻌد ﻧﺑذ ﻧظﺎم
ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻔرد ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺳﻧﻣﯾز ﺑﯾن أﻧواع ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،ﻧظﺎم دﯾﻣﻘراطﻲ ﻣﺑﺎﺷر ،وﻧظﺎم
دﯾﻣﻘراطﻲ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر أي ﻧظﺎم ﻧﯾﺎﺑﻲ ،وﻧظﺎم دﯾﻣﻘراطﻲ ﺷﺑﻪ ﻣﺑﺎﺷر
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ ﺑﺄﻫم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻓﺗﺗوزع ﺑﯾن ﻧظﺎم رﺋﺎﺳﻲ وﻧظﺎم ﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ وﻧظﺎم
ﻣﺟﻠﺳﻲ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺣور اﻷﺧﯾر ﻓﯾﺗﻧﺎول ﻣوﺿوﻋﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت واﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ ﺗﺳﻧد
اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﺣﻛﺎم.
ﻛل ﻫذا اﺟﻣﺎﻻ اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ،ﻫو ﺗﻣﻛﯾن اﻟطﺎﻟب ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ أي ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻌرﻓﺔ واﺿﺣﺔ
وﻛﺎﻣﻠﺔ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،وﻛذا اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣرﻛزﻩ إزاء
اﻟﺳﻠطﺔ ،أي ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻣن ﺣﻘوق ﻗﺑﻠﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻧﺣوﻫﺎ.
2
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أرﻛﺎن ﺛﻼث ،وﻫﻲ اﻟﺷﻌب ،اﻻﻗﻠﯾم واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ذات اﻟﺳﯾﺎدة .وﺣﺗﻰ ﺗﻘوم
ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺄدﯾﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم وطﺑﯾﻌﻲ ،ﺗﺿﻣن ﺑﻪ اﻟﺣﻘوق وﺗﺻﺎن ﺑﻪ اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﺳوء اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻘوة واﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣﻛﺎم ،وﺟدت ﺳﻠطﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺛﻼث ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﻛل ﺳﻠطﺔ وظﯾﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻫﻲ:
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :وﺗﺿطﻠﻊ ﺑوظﯾﻔﺔ إﺻدار ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺟردة وﻣﻠزﻣﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ.
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ :وﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن ،وﻣﺑﺎﺷرة ﻋدة ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺣﻛوﻣﻲ
واﻹداري.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎط ﺑﻬﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﺳن اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر أﻋﺿﺎء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﺎدة ﺑﺄﺳﻠوب اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣﺑﺎﺷر ،وﻫذا اﻹﺟراء ﯾﺟﻌل ﻣن
ﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ أﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ واﻗﻌﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺧﺗﻠف اﻟدول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗوﻻﻫﺎ ﻣﺟﻠس واﺣد ،ﺗﺳﻣﻰ ﻧظﺎم
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻔردي ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﯾﺗوﻻﻫﺎ ﻣﺟﻠﺳﺎن وﺗﺳﻣﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن.
3
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
ﺗﻌطﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟدول اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻰ ﻣﺟﻠس واﺣد ،ﯾﺗﻛون ﻣن
ﻋدد ﻣن اﻟﻧواب ،ﯾﺗم ﻛﺄﺻل ﻋﺎم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷﻌب وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘررﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ .ﻣﺛﻠﻣﺎ
ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺳورﯾﺔ )ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب( ،ﻟﺑﻧﺎن )ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب( ،اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ دﺳﺎﺗﯾرﻫﺎ ﻗﺑل ﺳﻧﺔ
) ،1996اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ( ﻓﻲ دﺳﺗور ﺳﻧﺔ 1963واﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ دﺳﺗوري
1976و (1989اﻟﺦ(1).....
ﻏﯾر أن دﺳﺎﺗﯾر ﺑﻌض اﻟدول ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن وﺳﯾﻠﺗﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎب واﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﺑﻌض اﻷﻋﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻌﯾﯾن ﺑﻌﺿﻬم اﻵﺧر،
وﻣﺛﺎﻟﻪ ﻣﺎ أﺟﺎزﻩ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري ﺳﻧﺔ 1971ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻌﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب
ﻋددا ﻣن اﻷﻋﺿﺎء ﻻ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻋﺷرة.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﺑدأ أن ﺳﯾﺎدة اﻷﻣﺔ وﺣدة واﺣدة ﻻ ﺗﺗﺟزأ ،ﯾﻛون ﻣن اﻟﺿروري ﺟدا ﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ
ﺑواﺳطﺔ ﻣﺟﻠس واﺣد ﯾﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻬﺎ ،ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺷﻌب اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎﺋﻪ.
اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻘﺳﺎم واﻟﻧزاع داﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،
ﻋﻛس ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﯾﻪ وﺟود ﻣﺟﻠﺳﯾن ﻧﯾﺎﺑﯾﯾن ﻣن ﺗﺻﺎدم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
ﯾﻌﻣل ﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻔردي ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﺗﺑﺳﯾطﻪ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ اﻟﻣطﻠوب،
ﻋﻛس ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﯾﻪ ﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﻣن ﺗﻌطﯾل وﺗﻌﻘﯾد اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ.
1
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،طرق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2021 ،ص 25
2
-ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1997 ،ص
185
4
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
ﯾﻘﺿﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم أن ﯾﺷﻛل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﻣﺟﻠﺳﯾن ،ﯾﺣﻣل ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﺳﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﺳم
اﻟﻣﺟﻠس اﻵﺧر ،واﻗﺗﺿت اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷول ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﻠس/اﻟﻐرﻓﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ La chambre hauteواﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﻠس/اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺳﻔﻠﻰ/اﻟدﻧﯾﺎ.
ﻟﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻫو اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ دول أوروﺑﺎ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺗﯾﻣﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻣوﺟودا ﻓﻲ
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،ﻣﻬد اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ،ﺛم ﺗﻘﻠص ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺎزﻟت ﻋﻧﻪ ﺑﻌض
اﻟدول ،ﻣﺛل اﻟداﻧﻣرك ﺳﻧﺔ 1953واﻟﺳوﯾد ﺳﻧﺔ .1969
ﻏﯾر اﻧﻪ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت أﺧذت ﺑﻌض اﻟدول ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺑرﻟﻣﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ،واﻧﺗﺷر
ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻠﻔﺗﺔ ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ﺧﻼل اﻟﻌﺷرﯾﺗﯾن اﻷﺧﯾرﺗﯾن ،اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ،1996اﻟﻣﻐرب
،1996ﺗوﻧس ،2002اﻟﺦ...
1
-ﻧﻌﻣﺎن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،
،2011ص 348
2
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟ ازﺋر ،2016 ،ص 20
3
-ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 180
5
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻛوﻧﺟرس اﻷﻣرﯾﻛﻲ) :ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ،435 :ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،(100 :اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري) :م ش
و 407 :ﻧﺎﺋﺑﺎ .اﻷﻣﺔ 174 :ﻋﺿوا().(1
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗرﺷﺢ :ﺗﻛون أﯾﺳر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻷدﻧﻰ ،ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﺳن
ﻣﺛﻼ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﻧﺎ أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻷدﻧﻰ).(2
ﻣن ﺣﯾث ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ :ﺗﺗﺟﻪ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻰ ﺟﻌل ﻣدة ﻋﻬدة اﻟﻣﺟﻠس اﻷدﻧﻰ أﻗﺻر ﻣن
ﻋﻬدة اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺷﻌب ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،اﻟﻛوﻧﺟرس اﻷﻣرﯾﻛﻲ:
ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب :ﺳﻧﺗﯾن ،ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ 6 :ﺳﻧوات ،اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري :م ش و 5ﺳﻧوات ،م
اﻷﻣﺔ 6 :ﺳﻧوات اﻟﺦ....
ﻣن ﺣﯾث ﺗﺟدﯾد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس :ﺗﻣﯾل اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻰ اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻛﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء
اﻟﻣﺟﻠس اﻷدﻧﻰ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻬدة ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﺗﺟدﯾد ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻵﺧر ،ﻛﻣﺎ ﻫو
اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺟدﯾد ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻬدﺗﻪ ،وﯾﺗم
ﺗﺟدﯾد اﻟﺛﻠث ﻛل ﺳﻧﺗﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ) ،(3ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺟﻌل دﺳﺗورﻫﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ أن
ﯾﻛون اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻧﺻﻔﻲ ﻛل ﺛﻼث ﺳﻧوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ.
ﻣن ﺣﯾث اﻻﺧﺗﺻﺎص :اﻷﺻل أن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻫﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺗوﻻﻫﺎ اﻟﻣﺟﻠﺳﺎن ﻣﻌﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻠزم ﻣواﻓﻘﺗﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﺗﺗﺣول إﻟﻰ
ﻗواﻧﯾن ﻧﺎﻓذة.
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺻل ،ﻓﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓرﻗت ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﻣن ﺣﯾث
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻓﺄﻋطت ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷدﻧﻰ ﺳﻠطﺎت أوﺳﻊ ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻣﻣﺎ أﺻﺑﺢ
ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺣق
اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن او ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أو ﺣق ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻ ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﺎت ﻣﺣدودة
ﺟدا.
1
-اﻧظر أﻣر رﻗم 02-21اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﻣﺎرس 2021اﻟﻣﺣدد ﻟﻠدواﺋر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ وﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣطﻠوب
ﺷﻐﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 19اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 16ﻣﺎرس 2021
2
-ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ 25ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾوم اﻻﻗﺗراع )اﻟﻣﺎدة 200ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻗﺎﻧون 01-21اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻣﺎرس ،2021وﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ 35 :ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻧد
ﯾوم اﻻﻗﺗراع ،اﻟﻣﺎدة 221ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 17اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 10ﻣﺎرس 2021
3
-ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2005 ،ص ص
259و 260
6
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋدة اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻧظﺎم
ﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﺗﺗﺑﺎﯾن ﻣن دوﻟﺔ اﻟﻰ أﺧرى ،وأﻫﻣﻬﺎ):(2
1
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺧﺎﻟدي ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ودار ﺷﺗﺎت
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺑرﻣﺟﯾﺎت ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2011 ،ص 182
2
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص ص 29و 30
7
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻔرع اﻷول :اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ :وﻫﻲ أول اﻟوظﺎﺋف واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻧد إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳﻣﻬﺎ ،وﺗﻌﺗﺑر اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻟﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻫو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
رﻏﺑﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﯾﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻠورﺗﻬﺎ وﻗوﻟﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ،ﻓﻬو
اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ أن ﯾﻘوم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺈﻋداد اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑدراﺳﺗﻬﺎ داﺧل اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ٕواﻋداد ﺗﻘرﯾر ﺣوﻟﻬﺎ ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﺗﺻوﯾت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺎن ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أرﺳﻠت إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻹﺻدارﻫﺎ وﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﺗﺳﻬر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ.
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺳﺗﺣوذا ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺎرس أﯾﺿﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﺗﻔوﯾض ﺗﺷرﯾﻌﻲ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻏﯾﺎب اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺳواء ﺑﺳﺑب ﻋطﻠﺗﻪ أو
ﺣﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن أﺻﺑﺢ ﺿﯾﻘﺎ ﺣﯾث ﻏدت اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﺗﺣدد ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﻬﺎ ،وﺗﺗرك اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ أو
اﻷﺳس أو اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ دون اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺻﯾﻼت إﻻ إذا ﻧص اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ،
وﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻧﻪ ﺗرك اﻟﺗﻔﺻﯾﻼت ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺗدﺧل ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت )اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر( ).(1
ﯾﻣﺎرس اﻟﺑرﻟﻣﺎن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وأﻫم
ﺻورﻫﺎ:
ﺣق اﻟﺳؤال ،ﺣق اﻻﺳﺗﺟواب ،ﺣق إﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺳﺣب اﻟﺛﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ وﺷﺑﻪ اﻟرﺋﺎﺳﻲ.
ﺣق اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺿد ﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻧق اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
1
-ﯾﺷرع اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 139ﺑﻘواﻧﯾن ﻋﺎدﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
140ﺑﻘواﻧﯾن ﻋﺿوﯾﺔ
8
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وظﯾﻔﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ )اﻹﯾرادات
واﻟﻧﻔﻘﺎت( واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾراﻗب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،وﻛذا ﻛﯾﻔﯾﺎت
ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ).(1
ﺳﻠطﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ،وﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟطرق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور ،وﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ذات
اﻟدﺳﺗور اﻟﻌرﻓﻲ ،ﻓﺎن اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻫﻲ ﻣن وﺿﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم.
اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول ذات اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻣﺛﺎﻟﻪ
ﻟﺑﻧﺎن ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،اﻟﻬﻧد.
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻋﻼن اﻟﺣرب ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺷﺗرطﻪ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ودﺳﺎﺗﯾر دول أﺧرى.
1
-اﻧظر ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 139اﻟﻣطﺎت ،15 ،13 ،12ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2020
9
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن دور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺳن
اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻓﺈن دور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻟذﻟك ﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺷﻛﯾل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺗﺷﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ﻛل اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن اﺑﺗداء ﻣن
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺣﺗﻰ أدﻧﻰ ﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻻداري ﻟﻠدوﻟﺔ.
وﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺿﯾق ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،رﺋﯾس اﻟوزراء أو اﻟوزﯾر اﻷول أو رﺋﯾس
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،اﻟوزراء وﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓردﯾﺔ ،ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻫذا ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
ﻓﺗﻛون ﻓردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻘل رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟوﺣدﻩ،
وﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ورﺋﺎﺳﺔ اﻟوزراء ،وﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧظﺎم اﻟوزﯾر.
و ﺗﻛون ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺗﻛون ﻣن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻠﻛﺎ أو رﺋﯾﺳﺎ
ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺳود وﻻ ﯾﺣﻛم ،وﻣن ﺣﻛوﻣﺔ )اﻟو ازرة( ،ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻫﯾﺋﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗدﻋﻰ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء،
ﯾرأﺳﻪ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟوزراء أو اﻟوزﯾر اﻷول ،وﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.
و ﻗد ﺗﻛون ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗم دﻣﺞ ﻛل اﻟﺳﻠطﺎت
وﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺳﺎﻟﯾب اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺷﺧص واﺣد ﯾﺳودﻫﺎ ،ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ )ﻣﻠﻛﺎ،
إﻣﺑراطورا ،ﺳﻠطﺎﻧﺎ ،أﻣﯾرا ،ﺷﺎﻫﺎ ،أو رﺋﯾس ﺟﻣﻬورﯾﺔ( ،وﺗﺧﺗﻠف ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن دوﻟﺔ اﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ
ﻟﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺋد.
10
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺗﻌدد ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن اﺟﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ،
ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(2
ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﯾن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎل اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑرﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ وﻫو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻟﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،وﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش ،وﺣق ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﺗﻘوم ﺑﺈﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات ،وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج ،واﻋﺗﻣﺎد
ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟدول اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و إﻋﻼن اﻟﺣرب أو اﻟﻬدﻧﺔ أو اﻟﺣﯾﺎد.
ﺗﺷﺎرك اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻧﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺳواء ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺎدرة )ﺗﻘدﯾم
ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗواﻧﯾن( ،أو اﻹﺻدار .ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻧﻔرد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﺑﺳن اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌطل
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌطﻠﺔ ،أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
1
-ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 173و 174
2
-رﺟب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دون دار ﻧﺷر ،2006 ،ص ص 95اﻟﻰ 97
ﻓؤاد ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎدي ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دون دار ﻧﺷر ،2004 ،ص ص 446و 447
11
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻔوﯾض .ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺣق ﻓض اﻟدورة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ .ﺑﯾد أن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت.
-اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻋﺎدة رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻏﯾر
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون).(1
-اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ :ﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻠﻘﺎﻧون ،ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺗﺎرﻛﺎ ﺟزﺋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻬﺎ أﻗدر ﻋﻠﻰ ﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺻﯾﻼت،
وﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﺳﺑب آﺧر ﻣؤداﻩ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﺗﺗﻔرغ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﺳﺎﺋل
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺎرﻛﺎ ﻣﺎ ﻋداﻫﺎ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
اﻷﺻل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت أن ﺗﻠﺗزم ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﺻدرت ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أن ﺗﻌدل ﻓﻲ ﻧﺻوص أو ﺗﻌﻔﻲ أﺣدا أو ﻓﺋﺔ ﻣن ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎﻣﻪ ،وﻟﻛن ﻟﻬﺎ أن
ﺗﻛﻣﻠﻪ ﺑﺗﻧظﯾم ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻓﻼ ﺗﺿﯾف إﻟﯾﻪ ﺟدﯾدا ،ﻷن اﻹﺿﺎﻓﺔ ﺗﺗﺟﺎوز ﻧطﺎق
اﻟﻘﺎﻧون وﺗﻌﺗﺑر ﺧروج ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋن ﺣدود وظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ).(2
ﻓﻬﻲ اذا اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن ،وﺗﺻدر ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟوزراء).(3
-اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻔوﯾﺿﯾﺔ:
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻔوﯾﺿﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﺑﻐﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺗﺻدرﻫﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﺗﻔوﯾض ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺗﻧظﯾم ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل أﺻﻼ ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن أي
1
-اﻟﻣﺎدة 141اﻟﻔﻘرة ،1ﺗﻧص :ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻧون
2
-ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑودي ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗطور اﻻﻧظﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗﺟﻠﯾد،
اﻟﻘﺎﻫرة ،2006 ،ص 280
3
-اﻟﻣﺎدة 141اﻟﻔﻘرة 2ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن :ﯾﻧدرج ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﻌود ﻟﻠوزﯾر اﻷول أو
ﻟرﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ.
12
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻧظم اﺳﺎﺳﺎ ﺑﻘواﻧﯾن ﯾﺳﻧﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺗﺗﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺷﻛل ﻣراﺳﯾم ﺑﻘواﻧﯾن)،(1
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﺻر.
إذن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻔوﯾﺿﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﻣن
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻧوﻋﺎن:
-ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺿرورة :ﻗد ﯾﺣدث ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻋطﻠﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،أو ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺣﻠﻪ ،ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب
اﻻﺳراع ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﺗﺄﺧﯾر ،ﻓﯾﺻدر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ أواﻣر ﺛم ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ ﻟﯾﻘرﻫﺎ أو ﻟﯾﻠﻐﯾﻬﺎ).(2
-ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟطوارئ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺣروب
واﻟزﻻزل ،وﻓﯾﻬﺎ ﺗﻘﯾد ﻣن ﺣﻘوق اﻻﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم .
ﺗﺑﺎﺷر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ :اﻋداد ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن وﻋزﻟﻬم ،و إﻋداد ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ
واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ وﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ .
1
-ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑودي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 286
2
-ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 142ﻣن اﻟدﺳﺗور :ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﺷرع ﺑﺄواﻣر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،أو ﺧﻼل اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد رأي ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
ﯾﻌرض رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻏرﻓﺔ ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟدورة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﺗواﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﺷرع ﺑﺄواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 98ﻣن اﻟدﺳﺗور.
اﻟﻣﺎدة 98ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ "اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﻼد ﻣﻬددة ﺑﺧطر داﻫم ﯾوﺷك أن ﯾﺻﯾب ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ أو
اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ أو ﺳﻼﻣﺔ ﺗراﺑﻬﺎ"
13
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص
اﻟطﺑﯾﻌﯾون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،أو ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن إﺣدى اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻧت أم ﻋﺎﻣﺔ .واﺿﻌﺔ
ﻧﺻب ﻋﯾﻧﯾﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺣرﯾﺎت ،وﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻸﻓراد.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
أﻧواع اﻟﻘﺿﺎء
-اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي :وﻫو اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺣﺳم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد أو ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن أﺷﺧﺎص
ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻻ ﺗﺣوز ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺳﯾﺎدة.
وﻣن أﺟﻬزﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر :اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدواﺋر ،اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت،
واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ.
-اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري :وﻫو اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻓراد وأﺷﺧﺎص ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
واﻟﺳﯾﺎدة ،أو ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض .وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ طرﻓﺎ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ.
واﻷﺟﻬزة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫﻲ :اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺎت ،وﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻻدارﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي
و ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
1
-رﺟب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 98 ، 97
14
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
-اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :وﻫو اﻟذي ﯾﻧﺎط ﺑﻪ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻛﺗﻠك
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑوﻧﻪ ﻣن ﺟراﺋم ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .وﻣن
ذﻟك ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 183ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﯾﺎ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋن اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﻰ،
واﻟوزﯾر اﻷول ﻋن اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ ،اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﺎﻧﻬﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺗﻬﻣﺎ ﻣﻬﺎﻣﻬﻣﺎ.
-اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري :وﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻟﻌدم دﺳﺗورﯾﺔ ﻗﺎﻧون أو ﺗﻧظﯾم،
اي ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺗﻔﺳﯾر
اﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،ﻣﺛل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
-1اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء :وﺗﻌد اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وﻣن دوﻧﻪ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ أن
ﺗﻘﯾم اﻟﻌدل ﺑﯾن اﻟﻧﺎس أو ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ،وﻟذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 163ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺑﺄن اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ( ﻣﺳﺗﻘل ،واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺳﺗﻘل ﻻ ﯾﺧﺿﻊ اﻻ ﻟﻠﻘﺎﻧون،
واﻟﻣﺎدة 166ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺻدر أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب).(2
-اﺳﺗﻘﻼل ﻛﺎف ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻﺧرى ،وذﻟك ﺑﻌدم ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﻬﺎ.
-ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻋزل اﻟﻘﺿﺎة ﻣن ﻏﯾر اﻟطرﯾق اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻓﻼ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أن ﺗﺻدر
ﻗ ار ار ﺑﻔﺻل أﺣد اﻟﻘﺿﺎة ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﻧﻬم .أﻣﺎ اﻟﻌزل ﻓﻼ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد
اﻟﻣﺛول أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ.
1
- http://droit7.blogspot.com/2013/10/blog-post_6050.html
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 159ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996اﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ 2016
15
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
-ﺧﺿوع رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺷؤوﻧﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن ﺗرﻗﯾﺎت وﺗﺣوﯾﻼت وﻏﯾرﻫﺎ ﻹﺷراف ﻫﯾﺋﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺛﺎﻟﻪ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟذي ﯾﺗﻛﻔل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 174ﻣن اﻟدﺳﺗور
اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺿﺎة وﻧﻘﻠﻬم وﺳﯾر ﺳﻠﻣﻬم اﻟوظﯾﻔﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻧﺿﺑﺎط اﻟﻘﺿﺎة.
2ـ اﻟﻣﺳﺎواة :ان اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﺣق ﻋﺎﻟﻣﻲ) (1ودﺳﺗوري
ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻟﻛل ﺷﺧص ﺳواء ﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،ودوﻧﻣﺎ ﺗﻣﯾﯾز أو ﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌرق ،اﻟﺟﻧس ،اﻟﺟﺎﻩ ،اﻟﻠﻐﺔ ،اﻟدﯾن ،أو اﻟﻣرﻛز اﻟوظﯾﻔﻲ....
ﻓﺎﻟﻣﺳﺎواة ﺗﻌﻧﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﻣواطﻧﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ،ووﻓق اﺟراءات
ﺗﻘﺎض ﻣوﺣدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣطﺑق ،وﺧﺿوع اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ) ،(2وﻫذا ﻫو ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 165ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن أﺳﺎس اﻟﻘﺿﺎء
ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﻋﯾﺔ و اﻟﻣﺳﺎواة .اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺗﺎح ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ.
3ـ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ :ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﺗﻘرﯾب اﻟﻘﺿﺎء ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻣﻧﻬم ،ﻓﻧﺟد ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟدواﺋر ﻣﺣﺎﻛم وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺎت ﻣﺟﺎﻟس ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ.
4ـ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن :ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﻌﺗﺑر
درﺟﺔ أوﻟﻰ ﻣن اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر درﺟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن درﺟﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،وﺗﻛون أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ .واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻدارﯾﺔ ﺗﺳﺗﺄﻧف اﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
5ـ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾـﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑدﻓﻊ ﻣﺻﺎرﯾف ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻛﺄﺟر ﻋن اﻟﻣﻬﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣوظف ﺗﺗﻛﻔل اﻟدوﻟﺔ ﺑدﻓﻊ ﻣرﺗﺑﻪ ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﻣن ﻣﺻﺎرﯾف اﻟدﻋوى
ﻓﻬﻲ رﺳوم رﻣزﯾﺔ واﻷﻛﺛر ﻣن ﻫذا أن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎﻣﻲ
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌذر ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ دﻓﻊ أﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ.
1
-اﻟﻣﺎدة 7و 8ﻣن اﻻﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ،ﺗﻧﺻﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺣﻣﺎﯾﺗﻪ دوﻧﻣﺎ ﺗﻣﯾﯾز ،وﻛذا ﺣق اﻻﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻻﻧﺻﺎﻓﻬم اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣن أﯾﺔ
اﻋﻣﺎل ﺗﻧﺗﻬك اﻟﺣﻘوق اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﯾﺎﻫم اﻟدﺳﺗور واﻟﻘﺎﻧون.
2
-ﺑوﺻﻧوﺑرة ﺧﻠﯾل ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﻧﺷورات ﻧوﻣﯾدﯾﺎ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2010 ،ص 29
16
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
.6ﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔرد وﻧظﺎم ﺗﻌدد اﻟﻘﺿﺎة :ﺗﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺟﻬﺔ
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻘد ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻗﺎض واﺣد ﯾﺗوﻟﻰ ﺑﻣﻔردﻩ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت واﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،وﻗد
ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻋدد ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ﺛﻼﺛﺔ او ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺛﻼ ،وﺗﺟﻣﻊ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧظﺎﻣﯾن ،ﻓﺗﺟﻌل ﻣﺣﺎﻛم
اﻟدرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن ﻗﺎض ﻓرد ،وﺗﺟﻌل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻛﺑرى أو ﻣﺣﺎﻛم اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن
ﻋدد ﻣن اﻟﻘﺿﺎة.
17
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
ﺗﻧﻘﺳم اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )اﻟﺣﻛوﻣﺎت( إﻟﻰ أﻧواع ﻋدة ﯾﻣﻛن ﺑﯾﺎﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ طرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻧظﻣﺔ
ﻣﻠﻛﯾﺔ وأﺧرى ﺟﻣﻬورﯾﺔ .
-وﻣن ازوﯾﺔ اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻘﺎﻧون :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻧظﻣﺔ اﺳﺗﺑدادﯾﺔ وأﺧرى ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ .
-وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗرﻛﯾز اﻟﺳﻠطﺔ أو ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺣﻛﺎم :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ
واﺧرى ﻣﻘﯾدة .
-وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓردﯾﺔ واﺧرى أﻗﻠﯾﺔ
ﺛم دﯾﻣﻘراطﯾﺔ.
-وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻰ أﻧظﻣﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ وأﺧرى ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وأﺧرى ﻣﺟﻠﺳﯾﺔ.
واﻟذي ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷوﻟﻰ واﻟراﺑﻌﺔ واﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻧظم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺗﻘﺗﺿﻲ دراﺳﺔ ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أن ﻧﻌرض ﻟﻠدراﺳﺔ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎﻣﯾن )ﻣطﻠب
اول( ،واﻟﻰ اﻟﻔروﻗﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ )ﻣطﻠب ﺛﺎن(
18
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ،اﻟﻣﻠﻛﻲ )ﻓرع أول( واﻟﺟﻣﻬوري )ﻓرع ﺛﺎن(
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ :ﻫو اﻟﻧظﺎم اﻟذي اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻟﻰ ﻓﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻋن طرﯾق
اﻟوراﺛﺔ ﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﺣددة وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻟﻪ ﺣﻘﺎ ذاﺗﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﯾﺗﻠﻘﺎﻩ ﺑﺎﻟوراﺛﺔ). (1
)(2
. وﻗد ﯾﺳﻣﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠك أو اﻷﻣﯾر أو اﻟﺳﻠطﺎن أو اﻟﻘﯾﺻر أو اﻻﻣﺑراطور
وﯾﻛون اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ دﺳﺗورﯾﺎ ،إذا ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻠك ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،وﯾﺣﻛم وﻓﻘﻪ ،ﺳواء
)(3
ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻣوﺟب
ﻛﺎن ﻣدوﻧﺎ أو ﻋرﻓﯾﺎ .وﻫو ﻋﻛس ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻫل ً
اﻟدﺳﺗور ،وﻫو اﻟﻣﺻدر اﻟوﺣﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ﺗﻬﺗم دﺳﺎﺗﯾر اﻟدول اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺗﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوارث اﻟﻌرش ،وﺗﻧظﯾم ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺣﻘوﻗﺎ ﻟﻠﻣﻠوك ﺗﺳﻣﻰ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﻘوق اﻻﻓراد ).(4
-1ﺣﺳﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،1998 ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص 184
-2ﺗﻌرف اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ Crowned republicﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون دور
اﻟﻣﻠك ﺷر ًﻓﯾﺎ وﯾﺣدد اﻟﻌرف واﻟﻘﺎﻧون ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ أو ﻣﻌدوﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟدﺳﺗور.
واﺳﺗﺧدم ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟوﺻف ﺣﻛوﻣﺎت ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻧروﯾﺞ وﺑﻌض ﻣن ﻣﻣﺎﻟك اﻟﻛوﻣﻧوﻟث.
ﺣﯾث ﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻠك ﺳﻠطﺎت ﺷرﻓﯾﺔ ﻓﻘط ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫو اﻟﻘﺎﺑض اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ وﯾدﯾرﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
https://ar.wikipedia.org/wiki/ﺟﻣﻬورﯾﺔ_ﻣﻠﻛﯾﺔ
3
ﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ﻣﺛل اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﻛﻧدا ٕواﺳﺑﺎﻧﯾﺎ واﻟﯾﺎﺑﺎن ،وﺗﺳﻣﻰ ﻓﻲ
ﺷﻛﻼ ﺑر ً
-إن ﻣﻌظم اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺗﺧذ ً
ﺑﻌض اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ.
-4د .ﺑواﻟﺷﻌﯾر ﺳﻌﯾد :اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،ص42
19
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
وﯾﻛون اﻟﻣﻠوك ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬم ﯾﺣﺗﻠون ﻣرﻛ از أﺳﻣﻰ
ﻣﻧﻬﺎ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ :ﻫو اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺧﺗﺎر ﻓﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑطرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎب
ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣرﻛزﻩ ﻫذا ﻟﻣدة ﻣﺣدودة.
وﯾﻛون ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد وأﺣﻘﯾﺔ ﻛل ﻣن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻣﻧﺻب ﻓﻲ اﻟوﺻول اﻟﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎب دون أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻣﻌﯾن أي ﺣق ذاﺗﻲ ﻓﻲ
ﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ .وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻫﻧﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ). (2
ﺗﻬﺗم دﺳﺎﺗﯾر اﻟدول اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﻧظﯾم طرﯾﻘﺔ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﺷروط اﻟﺗرﺷﺢ،
وﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟرﺋﺎﺳﺔ ،وﻋدد اﻟﻌﻬدات إن وﺟدت.
ﯾﺳﺗﻧد رؤﺳﺎء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬم
).(3
ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﻋﻛس اﻟﻣﻠوك اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺗﺟﻠﻰ اﻟﻔروق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ،ﻣن ﺣﯾث :ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﻟﻲ اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ،
وﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻب رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻣدﺗﻪ
-1اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻠك رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑطرﯾق اﻟوراﺛﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣدة اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻏﯾر
ﻣﺣددة ﺑﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻟﻣﻠوك ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ اﻟﺣﻛم ﺣﻘﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ طوال ﻣدة ﺣﯾﺎﺗﻬم ،وﺑذﻟك
-2د .ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﻛر اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻔﻛر اﻷوروﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ص ص 193إﻟﻰ 199
20
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬم و ﺑﯾن ﺗوﻟﯾﻪ رﺋﺎﺳﺔ
اﻟدوﻟﺔ).(1
ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻫﺎﻧوﻓر اﻟﺗﻲ ﺣﻛت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﺳﻧوات ،1901-1714وﺗم
ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻘب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻧدﺳور .ﺳﻧﺔ ،1917وﻣﺎزاﻟت ﺗﺣﻛم اﻟﻰ اﻵن).(2
وأﺳرة ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻗﺑل ﻗﯾﺎم ﺛورة 1920ﺣﯾث ﻗرر دﺳﺗور 1923اﻟﻣﺻرى ودﺳﺗور
1930ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 22ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ،ﺑﺄن وراﺛﺔ اﻟﻌرش ﺗﻛون ﻓﻲ أﺳرة ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ وذﻟك وﻓق
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﺑﻘﻲ اﻷﻣر ﻛذﻟك اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،1952ﺣﯾث
ﺗﺣوﻟت ﺑﻌدﻫﺎ ﻣﺻر اﻟﻰ ﺟﻣﻬورﯾﺔ.
-2اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ :رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻻﯾﺳﺗﻣد ﺣﻘﻪ ﻓﻲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﻋن طرﯾق اﻟوراﺛﺔ ،ﺑل ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣدة رﺋﺎﺳﺗﻪ ﻣﺣدودة ﺑﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﺗﺗﻧوع أﺳﺎﻟﯾب اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ اﻟﻰ أﺧرى ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟﻣﺗﺑﻊ ،وﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋﺎدة دﺳﺎﺗﯾرﻫﺎ.
ﺗﻌطﻲ ﺑﻌض اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﺣدﻩ ﺣق اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺑﺄن ﯾﺗوﻟﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔرد وﺣدﻫﺎ ﺑﻬذا اﻷﻣر ،وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص :اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺳﻧﺔ ،1875
واﻟدﺳﺗور اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺳﻧﺔ ،1946واﻟدﺳﺗور اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ .1949
-1ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﻠﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 135
2
/ﺑﯾت ﻫﺎﻧوﻓر-https://ar.wikipedia.org/wiki/
-3ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﺟﻣﯾﻠﻲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻣطﺑوﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة ،ﻣﺻر ،2009
ص 221
21
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻓﻠﻘد اﻋﺗﻧق اﻟدﺳﺗور اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1926ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺣﯾث
ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
وﻧظ ار ﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﯾﺟﻌل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻸول اﻟذي ﻗﺎم
ﺑﺎﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ٕواﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗﻘﻼﻟﻪ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ،ﻷﻧﻪ
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل اﻟﺧﺎﻟق ﯾﻘﯾد اﻟﻣﺧﻠوق.
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷﻌب ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺷﻌب ﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب
ﻣﺑﺎﺷر أي ﻋﻠﻰ درﺟﺔ واﺣدة ،ﺑﺄن ﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺧﺑون أﻧﻔﺳﻬم ﻣﺑﺎﺷرة
ا اﻟرﺋﯾس ،وﻗد ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب
ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس دون أﯾﺔ واﺳطﺔ .
وﻫو ﻣﺎﻗررﻩ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﯾﻧﺗﺧب رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري) (1ﻟﻌﻬدة ﻣدﺗﻬﺎ ﺧﻣس ﺳﻧوات ،ﻟﻌﻬدﺗﯾن
رﺋﺎﺳﯾﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﺳواء ﻛﺎﻧﺗﺎ ﻧﺗﺻﻠﺗﺎن أو ﻣﻧﻔﺻﻠﺗﺎن).(2
وﻗد ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر أي ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
ﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺧﺑون ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﻣﻧدوﺑﯾن ﻋﻧﻬم ﯾﺷﻛﻠون ﻫﯾﺋﺔ ﻧﺎﺧﺑﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﻬﻣﺔ
اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺗﺗﺑﻊ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣﯾث
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب اﻟﺷﻌب ﻟﻪ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن ،ﺑﺄن ﯾﻧﺗﺧب ﺷﻌب ﻛل وﻻﯾﺔ ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋددا
ﻣن اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﯾﻌﺎدل ﻣﺟﻣوع ﻋدد أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ وﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻛوﻧﺟرس ،وﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب ﻫؤﻻء اﻟﻣﻧدوﺑﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﺧﺎص ﺑﻛل وﻻﯾﺔ ،ﺛم ﯾﻘوم
اﻟﻣﻧدوﺑون ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
ﻣن ﺑﯾن اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ،أﻧﻬﺎ ﺗﻘوى ﻣن اﺳﺗﻘﻼل ﻫذا اﻟرﺋﯾس اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،
وﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﺳﻠطﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﺳﺗﻣدت أﺳﺎس وﺟودﻫﺎ
واﺳﺗﻧدت إﻟﻰ ذات اﻷﺳﺎس اﻟذي اﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ ،أﻻ وﻫو اﻟﺷﻌب ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻣل
22
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺧﺷﯾﺔ اﻟرﺋﯾس ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ٕواﻫﻣﺎل وﺟودﻫﺎ ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺳﻠطﺗﻪ
وﯾﺳﺗﻣدﻫﺎ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أﻻ وﻫو اﻟﺷﻌب).(1
إزاء ﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻪ ﻛل أﺳﻠوب ﻣن اﻷﺳﻠوﺑﯾن ﺳﺎﻟﻔﻲ اﻟذﻛر ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن
ﻧﻘد ،أﺧذت ﺑﻌض اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﺑﺣل وﺳط ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻌﯾوب واﻟﻧﻘد اﻟﺳﺎﺑق .ﻓﻼ ﯾﺧﺗص
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟوﺣدﻩ ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس ،وﻻ ﯾﺗم ﻫذا اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷﻌب وﺣدﻩ ،ﺑل ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻫذﯾن
اﻷﺳﻠوﺑﯾن ووﻗف ﻣﻧﻬﺎ ﻣوﻗﻔﺎ وﺳطﺎ ،ﺑﺄن ﺟﻌل اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺷﻌب
ﻣﻌﺎ.
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻷﻣر ﺑﺄن ﯾﺧﺗص اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺗرﺷﯾﺢ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺛم ﯾﻌرض ﻫذا
اﻟﺗرﺷﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﻻﺳﺗﻔﺗﺎﺋﻪ ﻓﯾﻪ .وﻫو ﻣﺎ اﺗﺑﻌﻪ ﻛل ﻣن دﺳﺎﺗﯾر ﻣﺻر ﻟﺳﻧﺔ ، 1956و1964
و.(2)1971
ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗظﻬر ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺷﻌب واﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺻورة أﺧرى ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
ﺗﻠك اﻟﺻورة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻣﺻر.
وﺗﺗﻠﺧص ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻷﺧرى ﺑﺗﻛوﯾن ﻟﺟﻧﺔ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻊ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻧدوﺑﯾن
اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻣن اﻟﺷﻌب ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺳﺎوی ﻋدد ﻫؤﻻء اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﻣﻊ ﻋدد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ
اﻟﻣذﻛور .وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 68ﻣن
دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم (3)1931ﺑﺄن ﯾﻧﺗﺧب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻣدة 6ﺳﻧوات
ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ )اﻟﻛورﺗز( وﻣن ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﻣﺳﺎو ﻟﻌدد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ
اﻟﻣذﻛور ،أﻣﺎ ﻫؤﻻء اﻟﻣﻧدوﺑون ﻓﯾﻧﺗﺧﺑﻬم اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم ).(4
-1ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1971 ،ص 116
-2ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 76ﻣن دﺳﺗور ﻣﺻر ﻟﺳﻧﺔ ،1971ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺳﻧﺔ ،2005ﯾرﺷﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﯾﻌرض اﻟﺗرﺷﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻻﺳﺗﻔﺗﺎﺋﻬم ﻓﯾﻪ.
-3ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ﻧظﺎﻣﺎ ﺟﻣﻬورﯾﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ 1931اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻘوط ﺣﻛم ﻓراﻧﻛو ﺳﻧﺔ ،1975
ﺣﯾث ﺗﺣول ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻰ ﻧظﺎم ﻣﻠﻛﻲ.
-4وﺣﯾد رأﻓت ،واﯾت اﺑراﻫﯾم :اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1937 ،ص .83
23
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
-1اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﺗﻘرر اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋدم ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠك ﺑﺷﻛل ﻣطﻠق ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻧص
ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أن ذات اﻟﻣﻠك ﻣﺻوﻧﺔ ﻻﺗﻣس .
وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 33ﻣن دﺳﺗور 1923اﻟﻣﺻرى وﻛذا دﺳﺗور ،1930وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة
30ﻣن دﺳﺗور اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﺄن اﻟﻣﻠك ﻣﺻون ﻣن ﻛل ﺗﺑﻌﺔ وﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ .
ﻟﻘد ﻧﺷﺄت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻋدم ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠك ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ أن" اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﺧطﻰء"
وأن "ذات اﻟﻣﻠك ﻣﺻوﻧﺔ ﻣن اﻟﺧطﺄ" ..
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﺳﺎل ﻋﻠﻰ اﻻطﻼق ،ﻓﻬو ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺳواء ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ،ﮐﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﻰ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺄل ﻋﻧﻬﺎ ،أو ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺧﺎرج وظﯾﻔﺗﻪ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻛﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻘﺗل ﻣﺛﻼ .ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻏﯾر
ﻣﺳﺋول ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻋن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺣﻛم ،إذ ﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟو ازرة واﻟوزراء .
وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 13ﻣن دﺳﺗور 1923و دﺳﺗور 1930اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﺑﺄن أواﻣر
اﻟﻣﻠك ﺷﻔﻬﯾﺔ أو ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠﻰ اﻟوزراء ﻣن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺑﺣﺎل ،وﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ﻫذﯾن
اﻟدﺳﺗورﯾن ﻣن وﻗوع اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟو ازرة وﺣدﻫﺎ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟو ازرة
ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ،واﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻛل وزﯾر ﻋﻠﻰ ﺣدة أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ). (1
وﻫو ﻣﺎ ﻗررﻩ ﻛذﻟك دﺳﺗور اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1949واﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ 2011ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
49ﻣﻧﻪ ،اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن "أواﻣر اﻟﻣﻠك اﻟﺷﻔوﯾﺔ أو اﻟﺧطﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠﻰ اﻟوزراء ﻣن ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻬم"،
وﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 51ﺗﻘﺿﻲ أن رﺋﯾس اﻟوزراء واﻟوزراء ﻣﺳؤوﻟون أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻛل وزﯾر ﻣﺳؤول أﻣﺎم ﻣﺟﻠس ﻋن أﻋﻣﺎل و ازرﺗﻪ.
-2اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ:
أﻣﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻬو ﻋﺎدة ﻣﺳﺋول ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﻋن ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ﺣﯾث ﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ إﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﻔﻲ
-1ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،دون دار ﻧﺷر ،1959 ،ص ص
184و 185
24
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
ظل دﺳﺗور ﻣﺻر ﻟﺳﻧﺔ 1959ﺗﻘررت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن :
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﯽ وﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟوﻻء ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻹﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻫذا اﻟدﺳﺗور).(1
ﻛﻣﺎ ﻗرر اﻟدﺳﺗور اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1926اﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ ،(2)2004ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 60ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ "ﻻ ﺗﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺎل ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ إﻻ ﻋﻧد ﺧرﻗﻪ
اﻟدﺳﺗور ،أو ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﻰ.
و ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺄل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﻋن ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺄل ﻛذﻟك ﻋن
اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺧﺎرج أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ
ﻛﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻘﺗل ﻣﺛﻼ .ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻌﺎﻗب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ
ذﻟك ﺷﺄن اﻷﻓراد .وﯾﺧﺿﻊ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد .وﻫو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﺳﺗور
اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،60اﻟﻔﻘرة 2ﻣﻧﻪ ﺣﯾث ﻗﺿت ﺑﺄن ﺗﺑﻌﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺗص
ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ.
أﻣﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﺑﻌض دﺳﺎﺗﯾر اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻻ
ﺗﻘررﻫﺎ وﺗوﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟو ازرة ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗررﺗﻪ
اﻟﻣﺎدة 66ﻣن ذات اﻟدﺳﺗور ،اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟو ازرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻛل وزﯾر ﻋﻠﻰ ﺣدة ،واﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠو ازرة ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب.
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﻗررت ﺑﻌض اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷﺣوال ،ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ ﻋزﻟﻪ ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة رﺋﺎﺳﺗﻪ وذﻟك ﻣﺛل دﺳﺗور إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ،1931
ودﺳﺗور ﻓﯾﻣر اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم 1919و دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ 1949ﺣﯾث ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺟواز ﻋزل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اذا ﺗم رﻓﻊ دﻋوى ﺿدﻩ ﻣن ﻗﺑل رﺑﻊ اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب )اﻟﺑوﻧدﺳﺗﺎغ( و ﻛذا ﻣﺟﻠس
اﻟوﻻﯾﺎت )اﻟﺑوﻧدﺳرات( ).. (3
-1ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل :اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص 189و
190
-3اﻧظر اﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ 1949واﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ .2012
25
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
وﻛﺧﻼﺻﺔ ﻟﻠﻘول ،ﻓﺈن اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﻘرر اﻧﻌدام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠك ﻛﻘﺎﻋدة
ﻋﺎﻣﺔ ،إذ ﺗﻧص ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أن ذات اﻟﻣﻠك ﻣﺻوﻧﺔ ﻻ ﺗﻣس .وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋن
اﻋﻣﺎﻟﻪ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل ﺟراﺋم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ .وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق
اﻟﺣﻛوﻣﺔ )اﻟو ازرة(.
أﻣﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﻣﺳؤول ﻋﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑﻪ ﻣن ﺟراﺋم ﻋﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺑﻘﯾﺔ اﻓراد اﻟﺷﻌب ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺳﺄل ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑوظﯾﻔﺔ إذا ﻣﺎ ﺷﻛﻠت ﺟراﺋم ،ﻣﺛل ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﻰ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟدول اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﺗﺧﺗﻠف ﺑﺧﺻوص ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ .إذ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﺑﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘط دون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻻﻫﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻣﺛل اﻟدﺳﺗور اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ .ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻘرر أﺧرى ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﺗﺗﯾﺢ ﻋزﻟﻪ ﻣن ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻬدﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن
ﺧﻼل آﻟﯾﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻛﺎل ﻧظﺎم ﻣﻧﻬﻣﺎ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت وﺳﻠﺑﯾﺎت ،ﺣﯾث اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻫﻲ ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
)ﻣطﻠب اول( ،واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ )ﻣطﻠب ﺛﺎن( ،وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(1
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﯾذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾﺟﻧب اﻟﺑﻼد اﻟﻣﻌﺎرك اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن
ﻣﻧﺎزﻋﺎت و ﺗطﺎﺣن ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ .ﻓرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾﺗوﻟﻰ
-1ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣود ﻋﻔﯾﻔﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﺟزء اﻻول ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ،
ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ،ﻣن دون ﺗﺎرﯾﺦ ،ص 189
26
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
اﻟﺣﻛم ﻋن طرﯾق اﻟوراﺛﺔ ،أى ﺑطرﯾﻘﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ﺗﺟﻧب اﻟﺑﻼد اﻟﻣﻌﺎرك اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري وﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣن ﻋﯾوب وﻣﻧﺎزﻋﺎت.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺣﻛم ﻧظ ار ﻟﺑﻘﺎء رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرش
ﺑﻼدﻩ ﻣدى اﻟﺣﯾﺎةٕ ،واﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ ﺧﺑرة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ وأﺣوال ﺷﻌﺑﻬﺎ ﻗﻠﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣدة ﻣؤﻗﺗﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻓﻲ ذﻟك ﻗﺎل وﯾﻠﯾﺎم ﺟﻼدﺳﺗون،
رﺋﯾس اﻟوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،أن اﻟﻣﻠك ﺑﻌد أن ﯾﺣﻛم ﻋﺷر ﺳﻧوات
ﯾﻌرف ﻋن ﻧظﺎم اﻟدوﻟﺔ أﻛﺛر ﻣن أي رﺟل آﺧر ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ).(1
-ﻛﻣﺎ ﯾﻛﻔل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ اﺳﺗﻘﻼل رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،إذ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻠك
أﻧﻪ ﻓوق اﻷﺣزاب واﻟﺳﻠطﺎت ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺣﻔظ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
واﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺳﺎﺋر اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﺑﺈﻣدادﻫﺎ ﺑﺂراﺋﻪ و ﻧﺻﺎﺋﺣﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ .وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوری ،إذ ﻗد ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ رﺟل ﺳﯾﺎﺳﯽ ﻟم ﯾﺻل إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ
إﻻ ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﺄﯾﯾد ﺣزب أو أﺣزاب ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗﻘﻼل رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
آ ارءﻩ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ،وﺗﺑﻌﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي أوﺻﻠﻪ إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﻣن آﺛﺎر اﻟﻣﺎﺿﻲ ،إذ ﺗﺣوﻟت ﻋﻧﻪ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري ،وﻣرد ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﺗري اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﮑﻲ ﻣن ﻋﯾوب وﻣﺎ
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري ﻣن ﻣزاﯾﺎ ). (2
-اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾﺗﻧﺎاﻓﻰ و أﺳﺎس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﺷﻌب ﻫو ﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ ،ودﻟﯾل ذﻟك
إﺑﻌﺎد اﻟﺷﻌب ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻠك ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻋن طرﯾق
اﻟوراﺛﺔ وﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﯾﻪ اﻟﺣق اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة .
-2ﻋﺛﻣﺎن ﺧﻠﯾل ﻋﺛﻣﺎن :اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻري ،1959ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 027 399
27
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻟﯾﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري
وﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري ﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إرادة
اﻟﺷﻌب ،ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻧﺗﺧﺎب اﻟﺷﻌب ﻟﻪ أو ﻋن طرﯾق اﻧﺗﺧﺎب اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻷﺧﯾر
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻸﻣﺔ أو ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺷﻌب ﻣﻣﺎ .
-ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟذي ﺗﻛﻔﻠﻪ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،إذ ﺗﻘﺗﺻر رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات دون أن ﯾﻛون ﻷﻓراد اﻟﺷﻌب اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك). (1
أﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺷﺄن ﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ ،إذ ﯾﻛون
ﻟﻛل ﻓرد اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم ﻟﺗرﺷﯾﺢ ﻧﻔﺳﻪ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﺻب إذا ﻣﺎ ﺗواﻓرت ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك،
ﺑﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻧﺻب إذا ﻣﺎ ﻓﺎز ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ .
-ﯾؤدى اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ إﻟﻰ ﻓرض ﺷﺧص اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛﻔﺎﯾﺗﻪ وﺻﻼﺣﯾﺗﻪ
ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ وﺟود ﺑﻌض اﻟﻣﻠوك اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺻﻠﺣون ﻟﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﻬم وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬم .
أﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻬوري ﻓﺈﻧﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،ﯾﻛﻔل ﺗوﻟﻰ أﺻﺎح اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺷﻌب ﻣﻧﺻب
رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺎدام أن اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻗد ﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﺷﻌب أو ﻣﺛﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺗﺄﻗﯾت ﻣدة
رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ وذﻟك ﺑﺗﺟدﯾد أو ﻋدم ﺗﺟدﯾد اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ
ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟرﺋﺎﺳﺔ .
28
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﺗﺑﺎﯾﻧت ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن ،وﻛذﻟك اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺷﻌوب .اذ ﻗد ﯾﺣﻛم اﻟﺷﻌب ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ )اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة( ،او ﻗد ﯾﺧﺗﺎر
اﺷﺧﺎﺻﺎ ﯾﻧوﺑون ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ادارة ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ )اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ( ،وﻗد ﯾﺷﺗرك
اﻟﺷﻌب ﻣﻊ ﻣن اﺧﺗﺎرﻫم ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ )اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة( .وﻟﻛل
ﺻورة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻور ﺳﻣﺎت ﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ .وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﺑﺣﺛﻪ ﺗﺑﺎﻋﺎ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﯾﺎن ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ )ﻣطﻠب أول( ،وﻣﺎ
ﺗﻘدﻣﻪ ﻣن ﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻻول
ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺗﻌرﯾف اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة )ﻓرع أول( ،وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ )ﻓرع
ﺛﺎن(
29
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أن ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺷﻌب ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة ،أي ﻗﯾﺎم اﻟﺷﻌب
ﺑﺈدارة ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺷرع اﻟﻘواﻧﯾن وﯾﻧﻔذﻫﺎ وﻛذﻟك ﯾطﺑﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﺑﯾن اﻷﻓراد).(1
اذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن ﺻور اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻌد اﻓﺿل اﻧواع اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺎت ،ﺣﯾث ﺗودع اﻟﺳﯾﺎدة
ﻟدى ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌب ،وﺗﺟﻌﻠﻪ ﺳﯾد ﻗ اررﻩ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﻠطﺔ دون ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ﻧﺎﺋب او
وﺳﯾط ،ﺑﯾد أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺗﻧظﯾر ﻷن ﻗﯾﺎم اﻟﺷﻌب ،ﺣﺗﻰ وان ﻛﺎن ﻋددﻩ ﺿﺋﯾﻼ ،ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﺎم
أﻣر ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ،إذ ان ادارة أﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻣن ﻫﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ أﻓراد ﻣﺗﻔرﻏﯾن ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﻬﻣﺔ ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬﯾﻧﺗﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻘﺿﺎء ،اذ ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﻧﺔ،
ﻓﻛﯾف ﯾﺗﻔرغ اﻟﺷﻌب ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة؟ واذا ﺗﻔرغ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ،ﻓﻣن اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت
اﻟﺣﯾﺎة اﻷﺧرى؟).(2
ﯾﻌد اﻟﻔﯾﻠﺳوف ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو ﻣن أﺷد اﻧﺻﺎر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﺣﯾث ﯾرى ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺻورة
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻋن ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌب ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻘر ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ،ﻟذﻟك
ذﻫب اﻟﻰ اﻟﻘول ان ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗظﻬر ﺑﺗوﻟﻲ اﻟﺷﻌب ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
دون اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻘﺿﺎء اذ ﯾﻘوم اﻟﺷﻌب ﺑﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن ﺛم ﯾﺧﺗﺎر اﺷﺧﺎﺻﺎ آﺧرﯾن ﻟﺗوﻟﻲ وظﯾﻔﺗﻲ
اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻔﺿﺎء).(3
ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر أن اﻟﺷﻌب ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺑﺎﺷر ﺣﺗﻰ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ذﻟك ﻟﺗﻌﻘد
وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ وﺗﺷﻌﺑﻬﺎ ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ ﻋدد أﻓراد اﻟﺷﻌب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب دراﺳﺔ ﻧﻣوذﺟﯾن ﻟﺗطﺑﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،اوﻟﻪ ﻟدى اﻻﻏرﯾق ،وﺛﺎﻧﯾﻪ
ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث.
-1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﺟﻣﯾﻠﻲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،دار اﻟﻘدس ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻣﻧﺻورة ،ﻣﺻر ،ﻣن
دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر ،ص 257
-2ﺣﻣﯾد ﺣﻧون ﺧﺎﻟد ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد ،ﻣن دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر ،ص 23
، -3ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ذوﻗﺎن ﻓرﻗوط ،ﻣﮑﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ،ﺑﻐداد 1983 ،ص۰5
30
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﯾرى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة طﺑﻘت ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﺑﺎﻷﺧص ﻟدى
اﻹﻏرﯾق )اﻟﯾوﻧﺎن() ،(1ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑرون اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﺛﯾﻧﺎ اﻟﺻورة اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﺗﻠك
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ .وﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣذﻛور ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
ا -اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟذﻛور اﻷﺣرار اﻟذﯾن ﺑﻠﻐوا ﺳن اﻟﻌﺷرﯾن،
ﻏﯾر أن اﻟﺷﻌب ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﻛون ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻣدن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ اﻧﺋذ ﺗﻌرف ﺛﻼث
طﺑﻘﺎت :طﺑﻘﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ،وطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺑﯾد ،وطﺑﻘﺔ اﻷﺟﺎﻧب ،وﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺷؤون
ادارة اﻟﻣدﯾﻧﺔ إﻻ ﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣرأة ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد .وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿطﻠﻊ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑذات اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺗوﻻﻫﺎ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺣﯾث ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘواﻧﯾن
ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻋدﻣﻪ .وﺗﻘوم ﻛذﻟك ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﺟري ﻓﻲ أول ﺟﻠﺳﺔ ﻣن
ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﺣﻛﺎم ﻓﻲ وظﺎﺋﻔﻬم او اﺳﺗﺑﻌﺎد اﺣدﻫم .اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ اﻷﺻﯾﻠﺔ اﻷﺧرى ﻛﻌﻘد اﻟﻣﻌﺎﻫدات وﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻼم وﻓرض اﻟﺿراﺋب).(2
ب-ﻣﺟﻠس اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ :ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر
اﻋﺿﺎﺋﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﻘرﻋﺔ .ﺣﯾث ﺗﻣﺛل ﻛل ﻗﺑﯾﻠﺔ ﻣن ﻗﺑﺎﺋل أﺛﯾﻧﺎ اﻟﻌﺷرة
ﺑﺧﻣﺳﯾن ﻋﺿوا .وﯾﺟب اﻻ ﯾﻘل ﻋﻣر اﻟﻌﺿو ﻋن ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣواطن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﻠس اﻛﺛر ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﻪ .ﻫذا وﻛﺎن اﻟﻣﺟﻠس ﯾﺗﺑﻊ ﻧظﺎم اﻟﻠﺟﺎن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ وذﻟك ﻟﻛﺛرة
ﻋدد أﻋﺿﺎﺋﻪ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﻷداء ﻓﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻰ ﻋﺷر ﻟﺟﺎن ،ﺗﺿم ﻛل ﻟﺟﻧﺔ
ﺧﻣﺳﯾن ﻋﺿوا ﺗزاول ﻋﻣل اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻟﺗﻧﺎوب وﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ وﻟﻔﺗرة ﻋﺷر اﻟﺳﻧﺔ.
ﯾﺑﺎﺷر ﻣﺟﻠس اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﯾﻘوم ﺑﺈﻋداد
ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘواﻧﯾن واﻗﺗراح اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس ادارة اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ
-1ﮐﺎﻧت اﻟﯾوﻧﺎن اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة دوﯾﻼت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ )دوﻟﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ( وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣدﯾﻧﺔ
ﺗﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﺑﺿﻌﺔ ﺿواﺣﻲ او ﻗرى ﻛﻣﺎ ﻫو ﺷﺄن ﻣدﯾﻧﺔ اﺛﯾﻧﺎ.
-2ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2007 ،
ص 135
31
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
واﻻﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﻪ اﻟﺳﻔراء اﻷﺟﺎﻧب .اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﯾﺟوز
ﻟﻠﻣﺟﻠس ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻗد ﺗﺻل اﻟﻰ اﻹﻋدام ،وﻟﻪ ان ﯾﺣﯾل اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ).(1
ج -اﻟﻣﺣﺎﻛم :وﺗﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد .ﺣﯾث ﯾﺑﻠﻎ ﻋدد أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب )ﺛﻠﺛﻣﺎﺋﺔ
وﺧﻣﺳون ﻋﺿوا اﺗﺧﺗﺎرﻫم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻘرﻋﺔ واﻻﻧﺗﺧﺎب ،وﯾﺷﺗرط أن
ﻻ ﯾﻘل ﻋﻣر اﻟﻌﺿو ﻓﯾﻬﺎ ﻋن ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ،اﻣﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ،ﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻐﺎء أي ﻗﺎﻧون اﻗرﺗﻪ
اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اذا ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟدﺳﺗور اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺟوز ﻷي ﻣواطن ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى اﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺿد اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي أﺿر ﺑﻪ وﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﯾﻘﺎف اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺗﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ دﺳﺗورﯾﺗﻪ .ﻓﺈذا
ﻗررت ﻋدم دﺳﺗورﯾﺗﻪ ﻗﺿت ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ).(2
إن ﻣﻔﻬوم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﯾﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻛﻠﯾﺎ ﻋن ﻣﻔﻬوم دﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﺛﯾﻧﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ
ﻛﺎﻧت دﯾﻣﻘراطﯾﺔ طﺑﻘﯾﺔ اﻟﻸﺣرار ﻓﻘط .أﻣﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻛل اﻟﺷﻌب ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣدﯾﻧﺔ اﺛﯾﻧﺎ ﻗد ﻓﺷﻠت ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻠك اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻋدد اﻋﺿﺎء ﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻟﺷﻌب ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻣﺳﺔ آﻻف؟ ﻓﻛﯾف ﺗطﺑق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ دول ﯾﺻل ﺣﺟم
اﻟﺷﻌب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻰ ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن؟
إن ﻓرﺿﯾﺔ أﻷﺧذ ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ ﻻ ﺗﻌدو ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻓرﺿﯾﺔ واذا ﻣﺎ اﯾدﻧﺎ ﺗﻠك
اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ إن طﺑﻘت ﻓﻼ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻐﯾرة ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذي واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺳﯾﻛون ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺻورﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول،
ﻷن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﻔﺗﻘر اﻟﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ .اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ
ﻣﺎ ﺗﻘدم أن ﺗﻌدد وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ وﺗﺷﻌﺑﻬﺎ ﺟﻌل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﻬﺎ ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻓﻧﯾﺔ
دﻗﯾﻘﺔ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻋﻠم وﺧﺑرة ودراﯾﺔ وﻣﺳﺗوى ﻣﻘﺑول ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣن
ﺗطﺑﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة).(3
-1ﻓؤاد اﻟﻌطﺎر ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1974 ،ص 25
-3ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﻟﯾﻠﺔ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1971 ،ص 599
32
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﯾﺷﯾر ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺣدﺛون اﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت
اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ﻣﺛل ،Appenzell ،Glarisو .،Unterwaldenﺣﯾث ﯾﻌﻘد ﻣواطﻧو اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻣﺗﻣﺗﻌﯾن
ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎ ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﺻرم ،ﺛم ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﺗﻲ اﻋدت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗواﻓق اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘواﻧﯾن دون أن
ﺗﺣظﻰ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ.
أن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﯾرى اﻟﺑﻌض اﻧﻬﺎ طﺑﻘت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﺻوري ،ﻷن ﺳوﯾﺳ ار دوﻟﺔ ﻓﯾدراﻟﯾﺔ ،وان اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺷرع
اﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،او ﻋن طرﯾق اﻟﺷﻌب ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
-1ﺗﻌد اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أﻛﺛر ﻧظم اﻟﺣﻛم دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺑل واﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺎدق ﻋن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة وﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣظﺎﻫر ﺳﯾﺎدﺗﻪ وﺳﻠطﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ أى ﻣﺑﺎﺷرة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻓﺿﺎﺋﯾﺔ
دون وﺳﺎطﺔ أو إﻧﺎﺑﺔ .
-2اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة إذ ﺗﺷرك اﻟﻣواطن ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ وﺗﺻرﯾف ﺷﺋون اﻟدوﻟﺔ ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾد اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺗﺧﻠق ﻟدﯾﻪ اﻟﺷﻌور ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟدور
اﻟذي ﯾؤدﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻣﺎ ﻟﻬذا اﻟﺷﻌور ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺑﯾرة.
-1اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003 ،ص
ص 364و 364
33
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
-3أن ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺑﺎﺷر إذ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗوﻟﻰ اﻟﺷﻌب ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺷﺋون اﻟﺣﻛم ،ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
ﺟﻌل اﻟﺷﻌب أﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﺗﻪ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل ،وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺧذﻩ ﻣن ﻗ اررات ،دون ﺧﺿوع
ﻟﻠدﻋﺎﯾﺎت اﻟﻣﻐرﺿﺔ واﻟﺷﻌﺎرات اﻟﺟوﻓﺎء واﻟﺗرﻋﺎت اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻟطﺎﺋﺷﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ.
رﻏم ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻫذﻩ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن ﻣزاﯾﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن ﻋﯾوب ﯾﻣﻛن ﺣﺻر أﻫﻣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ):(1
-1ﺻﻌوﺑﺔ ﺑل واﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وذﻟك ﻧظ ار
ﻻﺗﺳﺎع رﻗﻌﺗﻬﺎ وزﯾﺎدة ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ،ﺑﺻورة ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻬﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﻬم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣدٕ ،واﺷراﻛﻬم
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺑﺻورة ﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت واﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات .
-2ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻋﻧد ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺄﻣن وﺳﻼﻣﺔ
ﻧظر ﻟﻌﻼﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت
اﻟﺑﻼد ،وﻫو أﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو أﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ا
واﺷﺗراك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﯾﻬﺎ .
-4ﯾﺗطﻠب اﻷﺧذ ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺻول اﻟﺷﻌب إﻟﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺿﺞ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗوﻟﻰ ﺷﺋون اﻟﺣﻛم وﻫو أﻣر ﺻﻌب اﻟﺗﺣﻘﯾق.
-5ﻫﻧﺎك ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ واﻟﻣﻌﻘدة ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻠم وﺧﺑرة وﻣﺳﺗوى ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻌﯾن
ﻻ ﯾﺗواﻓر ﻷﻏﻠﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﺷﻌب ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن طرﺣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟن ﯾﺣﻘق أي ﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﺑل ﻗد ﯾؤدي
ﻋدم ﻓﻬﻣﻬﺎ إﻟﻰ رﻓﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﯾر ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو أﺧذ ﺑﻬﺎ .
-1ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2002 ،ص
208
34
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ أن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺷﻌب اﺷﺧﺎﺻﺎ ﯾﻧوﺑون ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة
وﻟﻔﺗرة ﻣﺣددة وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﺻطﻼﺣﺎ)اﻟﻧواب( .واﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗﺧب ﻫو ﻣﺣور اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ واﻟذي ﻗد ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻠس واﺣد او ﻣﺟﻠﺳﯾن وﻻ ﯾﺷﺎرك اﻟﺷﻌب اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة
اﻟﺳﻠطﺔ.
ﻧﺗﻧﺎول دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻪ )ﻣطﻠب أول( ،وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧظﺎم
اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ)ﻣطﻠب ﺛﺎن(.
اﻟﻣطﻠب اﻻول
ﻧﺷﺄ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار ،وﻗد ﺷﻬد ﺗطورات ﻫﺎﻣﺔ وﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ﺣﺗﻰ اﻧﺗﻬﻰ اﻟﻰ اﻟﺷﻛل واﻟﺗﻧظﯾم
اﻟذي ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر) .(1ﻓﺄﻧﺟﻠﺗ ار ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة ﻣﻣﺎﻟك ﺻﻐﯾرة ﺳﻌت اﻟﻰ
اﻻﺗﺣﺎد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻓﻛوﻧت ﻣﻣﻠﻛﺔ واﺣدة ﻫﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﯾﻌود اﻟﻔﺿل ﻓﻲ اﺗﺣﺎد ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ودﻗﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ اﻷﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﻗد ﻛﺎن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﺳﻣﻰ )ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛﻣﺎء( ﺿﻣت ﻓﻲ اﻷﺻل اﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺛم اﺿﯾف اﻟﯾﻬم ﺑﻌد
ذﻟك رؤﺳﺎء اﻷدﯾرة واﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻓﺿﻼ ﻋن ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن اﻟﻣﻼزﻣﯾن ﻟﻠﻣك واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا
ﯾوﺻﻔون ﺑﺄﻧﻬم رﺟﺎل اﻟﻣﻠك وﺧداﻣﻪ .وﯾﻼﺣظ أن ﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻟم ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻣﺣدد
وﺛﺎﺑت واﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ اﻣر ذﻟك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﻠك .وﻛﺎن ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق اﻻ
اﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠك .وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1066م ﻏ از وﻟﯾم اﻟﻔﺎخ )دوق
ﻧورﻣﺎﻧدﯾﺎ( اﻟﺟزر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ واﺻﺑﺢ ﻣﻠﻛﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻣﻊ أن ﺣﻘﺑﺔ ﺣﻛم ﻫذا اﻟﻣﻠك ﺗﻣﯾزت ﺑﺗرﻛﯾز
اﻟﺳﻠطﺔ اﻻ اﻧﻪ اوﺟد اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻪ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺗﺿم اﻓرادا ﻣن ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ وطﺑﻘﺔ اﻷﻋﯾﺎن ورﺟﺎل
اﻟﺗﺎج وﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر ،وﻟم ﺗﻛن ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺎت ﻓﻌﻠﯾﺔ واﻧﻣﺎ ﻛﺎن دورﻫﺎ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺎ
اﻻ اﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻧظر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧص ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟدوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻋﻬد ﻫﻧري
-1ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﻟﯾﻠﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ،14ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
ﻣﻧﺷﺂة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1972 ،ص 155
35
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
اﻟﺛﺎﻣن ) (1189-1154ﺗﻛررت دﻋوة اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد ﻷﺧذ رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب
ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺣروب اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻠك ﺟﺎن ﺳﺎن ﺗﯾر ،ﺣدث ﺧﻼف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ واﻻﺷراف واﻟذي
اﻧﺗﻬﻰ ﺑﺗﺣﺟﯾم دور اﻟﻣﻠك وﺻدور اﻟﻌﻬد اﻟﻛﺑﯾر ) (carta Magnaوذﻟك ﺳﻧﺔ ،1215واﻟذي ﯾﻌد
اول دﺳﺗور اﻧﺟﻠﯾزي ﻣﮑﺗوب.
ﯾﺷﺗﻣل اﻟﻌﻬد اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ 13ﻣﺎدة ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﺣﻛﺎم ﻛﺛﯾرة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ واﻻﺷراف
وﻛذﻟك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﺣﻘوق اﻷﻓراد.
وﻧص ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺿﻣﺎن اﺣﺗرام اﺣﻛﺎﻣﻪ وﻗرر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ﻣﻧﻪ ﺗﺄﻟﯾف
ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرﯾن ﺑﺎروﻧﺎ ﺗﺧﺗص ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ
وﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر اﺻﺑﺣت اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر واﻟذي اطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم )ﺑرﻟﻣﺎن(
دورﯾﺔ وﺑدأت اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﺗﺗﺣدد ﺑﺷﻛل واﺿﺢ وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﻣور اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺿراﺋب
واﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻔﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﺻﺑﺢ ﻟﻪ ﺣق اﺑداء اﻟرأي ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻ ان رأﯾﻪ ظل
اﺳﺗﺷﺎرﯾﺎ ﻻ ﯾﻠزم اﻟﻣﻠك .اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻓﺻﺎر ﻟﻪ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ أﺻﯾﻼ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب
ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻠك وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟﻛﺑﯾر ان ﯾﻔرض اﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻻ
ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ )ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧظﺎم اﻹﻗطﺎع(.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻫم ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻟذا أﺻﺑﺣت ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔرض اﯾﺔ
ﺿرﯾﺑﺔ .اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻓﻛﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ
اﺣﯾﻠت إﻟﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠك وﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻷﺧرى
ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ .واﺧﺗص اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد ادوارد اﻟﺛﺎﻟث ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ
ﻷﻋﺿﺎﺋﻪ وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻬم اﻟﻣوﺟﻬﺔ اﻟﻰ ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟدوﻟﺔ واﺻﺑﺢ ﻟﻘب ﻟورد ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻋﺿو
اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر.
وﻫﻛذا ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻛﺎن ﻧواة اﺣد ﻣﺟﻠﺳﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻷﻧﻛﻠﯾزي اﻟﺣﺎﻟﻲ أي )ﻣﺟﻠس
اﻟﻠوردات(.
ﻻﺣظﻧﺎ أن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻟم ﺑﺿم اﺑﺗداء اﻻ رﺟﺎل اﻟدﯾن واﻻﺷراف اﻻ اﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1254ﺣدث
ﺗطور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﺣﯾث دﻋﻲ اﻟﻣﻠك ﻫﻧري اﻟﺛﺎﻟث ﻓﺎرﺳﯾن ﻋن ﻛل ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻼﺷﺗراك
ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻋﺿﺎﺋﻪ اﻷﺻﻠﯾﯾن ،وﺗﻛررت ﻫذﻩ اﻟدﻋوة ﻣﻊ اﺿﺎﻓﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾن اﺛﻧﯾن
36
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﻋن ﻛل ﻣدﯾﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو اﻧﻌﻘد اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻧﻣوذﺟﻲ اﻟذي ﯾﺿم ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﺟﻣﯾﻊ طﺑﻘﺎت
اﻷﻣﺔ ﻋﺎم .1295ﻫذا و ﻗد دﻓﻊ اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﯾن اﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎﻣﻪ
ﻋﺎم 1351اﻟﻰ ﻣﺟﻠﺳﯾن ﻫﻣﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات و ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ﺣﯾث ﯾﺿم اﻷول اﻷﺷراف و
اﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺿم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧواب اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت واﻟﻣدن ﻣﻊ ﺗﻘرﯾر ﻣﺳﺎواة اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻠﻰ ان ﺗﺻدر اﻟﻘ اررات ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﻬم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺟود ﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻘوم اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎﺋﻪ ،ﻷن
اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻛﺎم.
وﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻗد وﺻﻠوا إﻟﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎبٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ان
ﺗﻛون اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣﻧﻬم ﻗد أﺗت إﻟﯾﻪ ﻋن طرﯾﻘﻪ .ﻓﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻗد ﯾﻔﻘد ﺻﻔﺗﻪ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اذا
ﻛﺎن ﻋدد أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن اﻗل ﻋن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻌﯾﻧﯾن)..(1
37
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 05ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01-01اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 31ﺟﺎﻧﻔﻲ 2001اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻌﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن "،ﺗﺗﻣﺛل ﻣﻬﺎم ﻋﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ:
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ أن اﻟﻧﺎﺋب ﻣﻣﺛل اﻷﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ وﻟﯾس داﺋرﺗﻪ
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،وﻗد ذﻫﺑت ﻣﻌظم اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻲ ﺗدوﯾن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ دﺳﺎﺗﯾرﻫﺎ او ﻓﻲ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻋﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻣﻊ اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ان ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺑدأ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر ﺑﻌد ﻧﺟﺎح
اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﻣﺄﻟوﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﻧﺎﺋب ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻣﺛﻼ ﻟداﺋرﺗﻪ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ
ﻓﻘط ،ﻣﺎ ادى اﻟﻰ ﺧﺿوع اﻟﻧﺎﺋب ﻹرادة ﻧﺎﺧﺑﯾﻪ ،وﻫذا ﻣﺎﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار ﺣﯾث ﻛﺎن
اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ﺑﺄﺧذ ﺷﻛل اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻻﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .وﻛﺎن اﻟﻧواب ﯾﺗﻠﻘون
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن ﻧﺎﺧﺑﯾﻬم ،وﯾﺗﺣﻣل اﻟﻧﺎﺧﺑون ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧواب ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘدم اﻟﻧواب ﺣﺳﺎﺑﺎ
ﻋن ﻣﻬﻣﺗﻬم ﻋﻧد اﻟﻌودة .وظﻠت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار ﺣﺗﻰ ﻋﺎم 1832ﺣﯾث ﺻدر اول
ﻗﺎﻧون ﻟﻼﺻﻼح اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ .وﻗد اﺧذ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺑدأ اﻟﻧﺎﺋب ﻣﻣﺛل اﻷﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ وﻟﯾس ﻟﻧﺎﺧﺑﯾﻪ
ﺗوﻛﯾﻠﻪ ﺑﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﻟزام).(1
ذﻛرﻧﺎ أن اﻟﻧواب ﯾﻣﺛﻠون اﻷﻣﺔ وﻫم ﻣﺳﺗﻘﻠون ﻋن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ وﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك
ﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن )ﺗﻣﺛﯾل اﻷﻣﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻻﺑد ان ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻟﻔﺗرة
ﻣﺣدودة ،ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻷﻣﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎدة أن ﺗراﻗب وﺗﻘﯾم اداء ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﻌود ﻟﻬﺎ
اﻣر ﺗﺟدﯾد اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺋب او ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻣﻧﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻷداﺋﻪ ﺧﻼل اﻟﻌﻬدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻرﻣﺔ).(2
-1ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣود ﻋﻔﯾﻔﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دراﺳﺔ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،
اﻟﻛﺗﺎب اﻷول :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ،دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر231 ،
-2ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻋﻣر ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟوﺿﻌﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2011 ،ص 339اﻟﻰ 341
38
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
وﯾﻼﺣظ أن ﺗﻘدﯾر ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دﺳﺗور ﻵﺧر ،وﻟﻬذا ﻓﺎﻧﻪ
ﻻ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻗﺻﯾرة ﺟدا ،وﻻ طوﯾﻠﺔ ﺟدا ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺗرة ﻗﺻﯾرة ﯾﻛون اﻟﻧﺎﺋب ﺧﺎﺿﻌﺎ
ﻟﺿﻐوط ﻧﺎﺧﺑﯾﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣطﺎﻟب ،وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻬﺗم ﺑداﺋرﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺻﺎﻟﺢ اﻟوطن .أﻣﺎ إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺗرة اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻓﺎن ذﻟك ﯾﺿﻌف ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺷﻌب ﻟﻠﻧواب .اﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗؤدي إﻟﻰ ﺳﻠب اﻟﺷﻌب ﺳﯾﺎدﺗﻪ.
ﯾﻼﺣظ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﯾﺟﻌل ﻋﻬدة اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟدﻧﯾﺎ ﻣﺗوﺳطﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ارﺑﻊ
او ﺧﻣس ﺳﻧوات ،وﻗد اﺧذ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996ﺑﻬذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺣﯾث ﺣددت ﻋﻬدة
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺑﺧﻣس ﺳﻧوات.
ﺗﻧﺣﺻر ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻬم اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ﺑﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻋن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن وﻣن ﺛم ﯾﻧﺗﻬﻲ دور اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب.
ﯾﺳﺗﻘل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣﺑﺎﺷرة ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻣوﻛﻠﻪ اﻟﯾﻪ دﺳﺗورﯾﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻋن ﺟﻣﻬور
اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ،وﻻ ﯾﺣق ﻟﻬم اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة أي ﻣظﻬر ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣظﺎﻫر ،ﻓﻠﯾس ﻟﻬم ﺣق اﻗﺗراح
اﻟﻘواﻧﯾن او اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻻﺣﻘﺎ ).(1
39
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻌد اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻧظﺎم وﺳط ﺑﯾن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟود ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻧﺗﺧب ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظ اﻟﺷﻌب ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺑﻌض
ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟوﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور.
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻣظﺎﻫر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة )ﻣطﻠب أول( وﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟﻧظﺎم )ﻣطﻠب
ﺛﺎن(
اﻟﻣطﻠب اﻻول
ﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة )اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ( ،ﺣﯾث ﺗوﺟد ﻫﯾﺋﺎت
ﺗﻣﺛل اﻟﺷﻌب وﯾﻧﺗﺧب ﻣن ﻗﺑﻠﻪ ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﺳﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾﺷﺎرك اﻟﺷﻌب
ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﺗﺑدو ﻣظﺎﻫر ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(1
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗدﺧل اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ:
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﻌب ان ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺛﻼﺛﺔ طرق ﻫﻲ:
اوﻻ :اﻻﻗﺗراح اﻟﺷﻌﺑﻲ :وﯾراد ﺑﻪ ﻗﯾﺎم اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﺑﺄﻋداد ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺣددة ،ﺛم
ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ .ﯾﺷﺗرط اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗوﻗﯾﻊ ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷروع ﻗﺻد ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻗد ﯾﻘدم اﻟﻧﺎﺧﺑون ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﮐﺎﻣل وﻣﺑوب اﻟﺣﺎﻟﺔ
)اﻗﺗراح ﻣﺻﺎغ( ،وﻗد ﯾﻘﺗرﺣون ﻓﻛرة او ﻣﺿﻣون اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾراد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﺑﻣوﺟب ﺗﺷرﯾﻊ)اﻗﺗراح
ﻏﯾر ﻣﺻﺎغ( ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
40
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ :وﯾراد ﺑﻪ ﻋرض ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻐرض
ﻣﻌرﻓﺔ وﺟﻬﺔ ﻧظرﻩ ﻓﯾﻪ.
ﻗد ﯾﻛون اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﻋﺎدي ﻓﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،وﻗد ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺈﻗرار دﺳﺗور ﺟدﯾد او اﺟراء ﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ دﺳﺗور ﻧﺎﻓذ ﻓﯾﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟدﺳﺗوري ،وﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت ﯾؤﺧذ رأي اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣﻌﺎﻫدة دوﻟﯾﺔ او ﻗرار
ﺳﯾﺎﺳﯽ ﻣﻬم ﻓﯾﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .وﻗد ﯾﻛون اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ.
ﻛﺣﺎﻟﺔ طرح اﺳم ﻣرﺷﺢ ﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﻟﻐرض ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﯾﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء
اﻟﺷﺧﺻﻲ.
ﻓﺎذا اﻟزم اﻟدﺳﺗور اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻌرض ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﻓﺄﻧﻬﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄﺟراﺋﻪ وﻟذﻟك
ﯾﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻹﺟﺑﺎری ،اﻣﺎ اذا ﺗرك اﻟدﺳﺗور ﺗﻘدﯾر اﻷﻣر ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻬﻲ ﺣرة ﻓﻲ
اﺟراء اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻣن ﻋدﻣﻪ وﻟذﻟك ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻻﺧﺗﺑﺎري.
-3ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻗﯾت اﺟراﺋﻪ :وﯾﻘﺳم اﻟﻰ اﺳﺗﻔﺗﺎء ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋرض
ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون أو ﻓﻛرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﻗﺑل اﻗ اررﻩ ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن .أﻣﺎ اذا ﻋرض ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﺑﻌد اﻗ اررﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﯾﺳﻣﻰ اﺳﺗﻔﺗﺎء ﻻﺣق .وﻓﻲ اﻟﺻورﺗﯾن ﻻ ﯾﻧﻔذ ﻣﺷروع
اﻟﻘﺎﻧون اذا ﻟم ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻌب.
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺣق اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون أﻗرﻩ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻻ ان ﻫذا اﻻﻋﺗراض ﯾﺟب أن
ﯾﻘدم ﻣن ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن .وان ﯾﺗم ﺧﻼل ﻣدة ﻣﺣددة )ﺛﻼﺛون او ﺳﺗون ﯾوﻣﺎ ﻣﺛﻼ(.
-1ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 219
41
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور ﻟﻼﻋﺗراض دون اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،ﻓﯾدﺧل اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾز
اﻟﻧﻔﺎذ ،وﻻ ﯾﺟوز اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد ذﻟك.
اﻣﺎ اذا ﺣﺻل اﻻﻋﺗراض وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ،ﻓﯾﺟب ﻋرض اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب
ﻟﻣﻌرﻓﺔ رأﯾﻪ ﻓﯾﻪ ،ﻓﺎذا واﻓق ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺄﻛد ﻧﻔﺎذﻩ .اﻣﺎ اذا ﻟم ﺗﺣﺻل ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﺳﻘط اﻟﻘﺎﻧون وﺑﺎﺛر رﺟﻌﻲ.
ﺣﯾث ﺗزول ﺟﻣﯾﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ رﺗﺑﻬﺎ ﻗﺑل اﻻﻋﺗراض).(1
ﻟﻘد طﺑق ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ،ﺣﯾث اﺟﺎزت ﻟﻌدد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن
ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻘر ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﺧذ اﻟدﺳﺗور اﻻﺗﺣﺎدي
ﺳﻧﺔ 1998ﺑﻬذا اﻻﺗﺟﺎﻩ.
أوﻻ :اﻗﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﻟﻠﻧواب :ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن ﻋزل اﻟﻧﺎﺋب اﻟذي اﻧﺗﺧﺑوﻩ .وذﻟك وﻓق اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺳﻣﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣظﻬر ﺑﺗﻧظﯾم اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺷروط واﻻﺛﺎر .اذ ﻻ ﯾﺟوز اﻗﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﺋب اﻻ اذا طﻠب ذﻟك ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن .ﻛﺄن ﯾﻛون
رﺑﻊ او ﺧﻣس اﻟﻌدد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن
وﯾﺟوز ﻟﻠﻧﺎﺋب اﻟﻣﻌزول أن ﯾرﺷﺢ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓوزﻩ ﯾﺗﺣﻣل ﻣن اﻗﺗرﺣوا
ﻋزﻟﻪ ﻣﺻﺎرﯾف ﺣﻣﻠﺗﻪ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﯾﻠزﻣون ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻌزل
اﻟﻧﺎﺋب.(2).
-1ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 156
42
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑری ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ان اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑذﻟك ﺗﺷﺗرط ﻣواﻓﻘﺔ
اﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﺟﻣﯾﻌﻬم وﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺻوﺗﯾن ).(1
وﻗد اﺧذت ﺑﻬذا اﻻﺳﻠوب ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺑﻌض دﺳﺎﺗﯾر اﻟوﻻﯾﺎت اﻻﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ:ﻋزل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ :ﻓد ﯾﺟﯾز اﻟدﺳﺗور ﻟﻠﺷﻌب ﻋزل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن
اﻟرﺋﯾس ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﻧوطﺗﺎن ﺑﻪ ،وﻟم ﯾؤد واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ،
وﻗد اﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻣظﻬر اﻟدﺳﺗور اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1919اﻟذي اﺟﺎز ﻋزل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻟﻛن ﺑﻌد
ﻣراﻋﺎة اﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﻌب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ان ﯾطﻠب ﻋزل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن اﻟرﺋﯾس ﻟﯾس ﻋﻠﻰ
ﻗدر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﻧوطﺗﺎن ﺑﻪ ،وﻟم ﯾؤد واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أو ﺣﺎد ﻋن ﻣﻬﺎﻣﻪ
واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،وﯾﺟب ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺛم أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻗد طﺑق ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ دﺳﺗور
أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻟﺳﻧﺔ ،1919وﻛذﻟك ﻓﻲ دﺳﺗور اﻟﻧﻣﺳﺎ ﻟﻌﺎم .(2)1920
ﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ،ﺑل
ﯾﻛﻔﻲ اﻷﺧذ ﺑﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻘط ،وﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء أﻫم ﻣظﺎﻫرﻩ ،واﻟذي ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ،
وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن ﻣوﺟﺑﺎت اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣظﺎﻫرﻩ دﺳﺎﺗﯾر ﻋدﯾدة
ﻧظ ار ﻟﺗﺿﻣﯾﻧﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ )ﻓرع أول( ،ﺑﯾد اﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﻠم ﻫو اﻵﺧر ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات 'ﻓرع ﺛﺎن(.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣزاﯾﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة :
-3اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 338
43
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
-1ﯾﻌد اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر أﻛﺛر اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ اﻟﺑﺣت ،ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺷﻌب ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة وﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺄن
ﯾﺷﺗرك ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﺷﺗراﻛﺎ ﻓﻌﻠﯾﺎ وﺣﻘﯾﻘﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﺷﻌب ،ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﺧﺗﯾﺎر
ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻘﻠون ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﻠطﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ،وذﻟك ﺑﻌﻛس اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﻪ
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺷﻌب ﻓﻲ أﺣوال ﻛﺛﯾرة ﺑﺎﻟﺗدﺧل وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض ﺷؤون اﻟﺳﻠطﺔ،ﺑﻣظﺎﻫر
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ .
-2اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺣول دون اﺳﺗﺑداد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻣﺎ ﻟو أﺧذ ﺑﻧظﺎم ﻧﯾﺎﺑﻲ ﺑﺣت ﻧظ ار ﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ طوال ﻣدة ﻧﯾﺎﺑﺗﻬم
ﻋن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن .
-3ﯾﺣد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن ﺳﯾطرة اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ،ذﻟك أن اﻟﻧﺎﺧب ﺳوف ﯾﺑدي
رأﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺳﺎﺋل وﻓﻘﺎ ﻟﺿﻣﯾرﻩ وﺗﻔﻛﯾرﻩ ،وﻟﯾس وﻓﻘﺎ ﻟﺷﻌﺎرات ورﻏﺑﺎت اﻷﺣزاب
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. .
-4ﯾؤدى ﻫذا اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾن رأى أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب و ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﯽ،
وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺗﻼﻓﻲ ﻣﺎ ﻗد ﯾﺛﺎر ﻣن ﺷك ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗﻪ ﺣول ﻣدى ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﻋن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟرأى اﻟﺷﻌب ،ذﻟك أن اﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌب ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾزﯾل ﻫذا اﻟﺷك وﯾﺣﻘق
اﻟﺗطﺎﺑق اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ:ﻋﯾوب اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة:
رﻏم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻷﺧذ ﺑﻣظﺎﻫر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﻠم ﻣن اﻟﻧﻘد
وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل أﻫم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ): .(2
-1ﻗﯾل أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم إذ ﯾﺷرك اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾﺗطﻠب أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن
اﻟوﻋﻲ واﻟﻧﺿﺞ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻛذﻟك اﻟﻌﻠم واﻟﺧﺑرة واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻫﻠﻪ ﻟﺗوﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺧطﯾرة ،وﻫو
أﻣر ﺻﻌب اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻻ ﯾﺗواﻓر ﻷﻏﻠﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﺷﻌب ،وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻷﻓﺿل ﺗرك ﺷﺋون اﻟﺣﻛم
ﻟﻣن ﻟدﯾﻬم اﻟﺧﺑرة واﻟدراﯾﺔ أي إﻟﻰ ﻧواب اﻟﺷﻌب .
-1ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 561و 562
-2طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف ،ﻧظرﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ص 199
44
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ(
-2ﻗﯾل أﯾﺿﺎ أن اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ ،واﻟذي ﯾﻌد أﻫم ﺗطﺑﯾق ﻟﻠﻧظﺎم ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻻ ﺗﺳﺑﻘﻪ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ودراﺳﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺟدﯾﺔ واﺳﺗﻌراض ﻟﻛﺎﻓﺔ وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﺣول ﻣﺎ ﻫو ﻣطﻠوب اﺳﺗﻔﺗﺎء
اﻟﺷﻌب ﻓﯾﻪ ،وذﻟك ﺑﻌﻛس ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎءات
ﯾﺑدي رأﯾﻪ دون ﺗﻔﻬم ﻷﺑﻌﺎد ﻣﺎ ﻫو ﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ .
-3ﻛذﻟك ﻗﯾل ﺑﺄن اﻷﺧذ ﺑﻣظﺎﻫر اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠل ﻣن ﻫﯾﺑﺔ اﻟﻣﺟﺎﻟس
اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ،ﻧظ ار ﻷن اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺳوف ﯾﻛون ﻣرﺟﻌﻪ ﻟرأى
اﻟﺷﻌب .
-4اﻧﺗﻘد أﯾﺿﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻷﺧذ ﺑﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻛﺛرة دﻋوة اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﻹﺑداء
رأﯾﻬم ﻓﻲ ﺷﺋون اﻟﺣﻛم ،وﻫؤﻻء ﻟﯾس ﻟدﯾﻬم ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻹﺑداء اﻟرأي ﻧظ ار ﻻﻧﺷﻐﺎﻟﻬم ﺑﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛرار دﻋوﺗﻬم ﻹﺑداء اﻟرأي ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة ﯾدﻓﻊ ﺑﻬم إﻟﻰ اﻟﻣﻠل ﻣن
ﻫذا اﻹﺟراء واﻟﺗﺧﻠف ﻋن اﻟﺣﺿور ،ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻔﻬم .
.
45
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﻫو ﯾﻣﺎﺛل
ﻓﻲ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻷﻣﺔ أو اﻟﺷﻌب.
ﯾﻌود ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﺣﺳن ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻔﻛر اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣوﻧﺗﺳﻛﯾو Montesquieuﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "روح اﻟﻘواﻧﯾن"
» «L’Esprit des loisاﻟذي وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،1748واﻟذي اﺳﺗﻔﺎد ﻛﺛﯾ ار ﻣن أﻓﻛﺎر ﺟون ﻟوك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﻪ،
وﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺳﻧﺔ .1789
ﻓﻬو ﯾرى أن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷرع اﻟﻘواﻧﯾن ،واﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن ٕواﻗرار اﻷﻣن واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون).(1
وأوﺿﺢ أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى ،ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي واﻟوظﯾﻔﻲ ،ﻛل ﻣﻧﻬﺎ
ﺗﺗوازن ﻣﻊ اﻷﺧرى دون أن ﺗﻌﻠو أﺣداﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧرى ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻫو ﻓﺻل ﻣرن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻘدر ﻣن
اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ وﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣرﯾﺔ وﺳﯾﺎدة
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
إن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻧﻘﺳم
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﺗﻬﺎ أو ﻓﻬﻣﻬﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت.
اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ :وﻫو ﻧظﺎم ﯾﺣﺎول إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎم أو اﻟﻣطﻠق ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ دون
ﺗﻌﺎون ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
1
-اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﺑو اﻟﻌزم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
،2005ص 281
46
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ :وﻫو ذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﺻل ﻣرن أو ﻧﺳﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻓﺻﻼ ﺗﺎﻣﺎ أو ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﻌﺎون ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ
ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻧظﺎم داﺋﻣﺎ ﺑﺈﻧﺟﻠﺗ ار.
ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ )ﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ( :وﻫو ﻧظﺎم ﺑﻘوم ﻋﻠﻰ دﻣﺞ اﻟﺳﻠطﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ٕواﺧﺿﺎع اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑدوﻟﺔ ﺳوﯾﺳرة.
اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ ،ﯾوﺟد ﻧظﺎم راﺑﻊ ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ،ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر ﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ واﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﻪ اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑدوﻟﺔ ﻓرﻧﺳﺎ )وﻫو ﺧﺎرج اﻟﻣﻘرر اﻟدراﺳﻲ(.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
أﻗﺎم دﺳﺗور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1787ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،ﻣﺳﺗﻣدا ﻣﺑﺎدﺋﻪ ﻣن أﻓﻛﺎر
ﺟون ﻟوك وﻣوﻧﺗﺳﻛﯾو ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻣﺎﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ).(1
ﺣﺗﻣت اﻟﺿرورات واﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ،اﻟﺧروج ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻟﻬذا ﺳﻣﻲ ﻫذا
اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ Le régime présidentielاو .Presidential system of governement
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟظروف اﻟﺗﻲ أﺣﺎطت ﺑوﺿﻊ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﺳﻧﺔ ) 1987ﻓرع أول(
واﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم )ﻓرع ﺛﺎن(
1
-ﺟورﺟﻲ ﺷﻔﯾق ﺳﺎري ،اﻷﺳس واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ارﻛﺎن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
،2002ص 381
47
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﻗﺑل اﻋﻼن اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻣن 13ﻣﺳﺗﻌﻣرة ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺎج
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،ﻣﻊ ﺗﻣﺗﻊ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ) ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ وﺣﺎﻛم ﯾﻌﺎوﻧﻪ ﻣﺟﻠس ﺗﻧﻔﯾذي(.
ﻛﺎن ﻣن اﺛر اﻟﺧﻼف اﻟذي ﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻧﺟﻠﺗ ار وﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات –ﻷﺳﺑﺎب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ -ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ زﯾﺎدة
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ،ان ﺗطور اﻣرﻩ اﻟﻰ ﺣرب ﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ).(1
وﻓﻲ 04ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1776اﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﺛﻠو اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻋﻠن ﻓﯾﻪ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻋن اﻧﺟﻠﺗ ار اﺳﺗﻘﻼﻻ
ﺗﺎﻣﺎ ،ﻣﻊ اﺳﺗﻘﻼا ﻛﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋن اﻷﺧرى.
وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1777ﻗﺎم اﺗﺣﺎد ﺗﻌﺎﻫدي ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ﺑﻘﺻد ﺗﻧظﯾم اﻟﺷؤون اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺿرورة اﻟﻛﻔﺎح وﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺣرب ﺿد اﻧﺟﻠﺗ ار.
وﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﺣرب ﺑﯾن اﻧﺟﻠﺗ ار وﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ،واﻋﺗراف اﻻوﻟﻰ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل اﻻﺧﯾرة ،رﻏﺑت ﻫذﻩ اﻟدول ﻓﻲ
ﺗﻐﯾﯾر ﺷﻛل اﻹﺗﺣﺎد ﻣن اﺗﺣﺎد ﺗﻌﺎﻫدي اﻟﻰ اﺗﺣﺎد اﻛﺛر ﻗوة وراﺑطﺔ ،واﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر ﻓﯾﻼدﻟﻔﯾﺎ ﻓﻲ ﺷﻬر ﻣﺎي
،1787وﺗم ﻋﻠﻰ اﺛرﻩ ﺗﻐﯾﯾر ﺷﻛل اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺗﻌﺎﻫدي اﻟﻰ اﺗﺣﺎد ﻣرﻛزي –ﻓﯾدراﻟﻲ -وﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺷروع اﻟدﺳﺗور اﻻﺗﺣﺎدي ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟوﻻﯾﺎت ،واﻋﻠن اﻧﺗﺧﺎب ﺟورج واﺷﻧطن ﻟﯾﻛون اول رﺋﯾس ﻟﻺﺗﺣﺎد
اﻟﻣرﻛزي ،وﺻﺎدر اﻟدﺳﺗور ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺷﻬر ﯾﻧﺎﯾر ،1789اﻟذي اﻋﺗﻧق اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ).(2
ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ان ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺷﺧص واﺣد ﻫو رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻻﯾوﺟد ﻣﺟﻠس ﻟﻠوزراء اﻟﻣﺗﺿﺎﻣن ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ.
1
-ﻓﯾﺻل ﻛﻠﺛوم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق 475 ،وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
2
-ﺟورﺟﻲ ﺷﻔﯾق ﺳﺎري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق381 ،
48
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر وزراﺋﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،وﻫو اﻟذي ﯾﻌﻔﯾﻬم ﻣن ﻣﻧﺎﺻﺑﻬم ،وﻫو اﻟذي ﯾﻣﻠك اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﺷؤون اﻟﺣﻛم.
ﻻﯾﻛون وزراؤﻩ اﻻ ﻣﺟرد ﻣﻌﺎوﻧﯾن او ﺳﻛرﺗرﯾن ﻟﻠﺗﺷﺎور ﻓﻘط ،وﻫم ﻏﯾر ﻣﺳؤوﻟون إﻻ اﻣﺎﻣﻪ.
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس ﻣن اﻟﺷﻌب ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر،
ﻟﻣدة 4ﺳﻧوات ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻣرﯾﻛﺎ.
ﻛﻣﺎ ان اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻻﯾﻌرف ﻧظﺎم ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،أي ﻟﯾس ﻟﻠوزراء ﻣﺟﻠس ﯾﺿﻣﻬم ،او ﯾرﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻬم ﺳوى ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ).(1
اذا رأى رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ اﺳﺗطﻼع رأي اﻟوزراء،ﻓﺎﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﻣﺎ ﯾﺷﯾرون اﻟﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﻟﯾس ﻣﻠزﻣﺎ ﺑدﻋوة
اﻟوزراء ﻟﻺﺟﺗﻣﺎع ﺑﻬم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﺟﻠس ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺣدث ودﻋﺎﻫم ﻓﺎن ﻣﺛل ﻫذا اﻹﺟﺗﻣﺎع ﻻﯾﻣﺛل ﻣﺟﻠﺳﺎ
ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻔﻧﻲ اﻟدﻗﯾق.
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑرأي اﻟوزراء ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،وﻣن اﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻣﺎﺣدث ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟرﺋﯾس
اﺑراﻫم ﻟﻧﻛوﻟن Lincolinاﻟذي ﺗوﻟﻰ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ 1860اﻟﻰ ﺳﻧﺔ 1865ﺣﯾث دﻋﺎ اﻟوزراء ﻟﻠﺗداول
واﻟﺗﺷﺎور ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ،اﺟﻣﻊ اﻟوزراء اﻟﺳﺑﻊ ﻋﻠﻰ رﻓﺿﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻧﻛوﻟن ﻗوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺷﻬورة" :ﺳﺑﻌﺔ اﺻوات
ﺑﺎﻟرﻓض ،وﺻوت واﺣد ﺑﺎﻟﻘﺑول ،وﻫو اﻟﺻوت اﻟذي ﯾﺟب اراﺋﻬم).(2
ﻣﺎدام ﻻ وﺟود ﻟﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،ﻓﺎن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟوزراء ﻟﯾﺳت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ﯾﺳﺗطﯾﻊ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣن ﯾرى ﻣن اﻟﺧﺑراء واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ،وان ﻫؤﻻء اﻟﺧﺑراء ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧوا
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻟﺟﺎن داﺋﻣﺔ ﻓﻼ راﯾﻬم ﻣﻠزم ﻟﻠرﺋﯾس ،وﻻ ﻫم ﻣﺳؤوﻟون ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﺣوﻧﻬﺎ وﯾﺄﺧذ ﺑﻬﺎ
اﻟرﺋﯾس.
1
-اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 421
2
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻧظم اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ أﺻول اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دون
ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر ،ص 457
49
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
-ﻛﺎن ﻟﻠرﺋﯾس ﺗﯾودور روزﻓﻠت :1908-1910 :ﻣﺟﻠس اطﻠق ﻋﻠﯾﻪ" و ازرة اﻟﺗﻧس . Tennis cabinet
-ﻛﺎن ﻟﻠرﺋﯾس ﻓراﻧﻛﻠﯾن :1945 -1932 :ﻣﺟﻠس ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء واﺳﺎﺗذة اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﯾﺳﻣﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻌﻘول .Brains trust
ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗوازن واﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﻠطﺎت ﻛل ﻋن اﻷﺧرى اﻟﻰ أﻗﺻﻰ درﺟﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ،
ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘل ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘل ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻷوﻟﻰ ،دون وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎون أو ﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن.
-1ﻟﯾس ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أي اﺛر ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )ﻣظﺎﻫر اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ(
ﺗﺳﺗﻘل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻬﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ دون أدﻧﻰ اﺷﺗراك ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن ،ذﻟك أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن ﺣق
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺎﻗﺗراح ﻗﺎﻧون ﯾﻠﺗزم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ،ﻓﻛل ﻣﺎﯾﺟوز ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أن ﯾﻧﺑﻪ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
أن ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﺷرﯾﻊ.1
ﻻ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ان ﯾدﻋو اﻟﺑرﻟﻣﺎن او أﺣد ﻣﺟﻠﺳﯾﻪ ﻟﻺﻧﻌﻘﺎد ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ
ﻟﯾس ﻟﻪ ان ﯾﻔض دوراﺗﻪ وﻻ ﺗﺄﺟﯾل أدوار اﻧﻌﻘﺎدﻩ ،ذﻟك أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻧﻌﻘد ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور،
وﻫو اﻟذي ﯾؤﺟل أدوارﻩ ،أو ﯾﻔض دوراﺗﻪ دون أدﻧﻰ ﺗدﺧل ﻣن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ.
ﻟﯾس ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن أي ﺳﻠطﺔ ازاء رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ ،ﻓﺗﻌﯾﯾﻧﻬم وﻋزﻟﻬم ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ
ﻟوﺣدﻩ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺟواﺑﻬم او ﺳؤاﻟﻬم او طرح اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻬم - .اذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺣق اﺛﺎرة
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﯾس ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺣق ﺣل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ) اﻟﺷﯾوخ واﻟﻧواب(.
ﻛﻣﺎ ﻻﯾﺟوز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻣﻧﺻب وزاري ،وﻣن ﺛم ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠوزراء ،أو ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ،
ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ،اذ ﯾﻣﺗﻧﻊ
ﻋﻠﯾﻬم ذﻟكٕ ،واذا ﻣﺎ ﺣﺿروا اﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺟﻠﺳون ﺑﺻﻔﺗﻬم زاﺋرﯾن ﻓﻲ ﺷرﻓﺎت اﻟزوار واﻟﺿﯾوف.
1
-ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دراﺳﺔ ﻷﺳس وﺻور اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻟﻠﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ
ﻣﺻر واﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1971 ،ص397
50
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
واذا ﻛﺎن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ان ﯾﺑﻠﻎ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﺑﺄﺳﻣﺎء وزراﺋﻪ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ،ﻓﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻻ ﯾﺧرج ﻋن ﻛوﻧﻪ ﻣﺟرد ﺷﻛل ،اذ ﻟم ﯾﺣدث ان ﻧﺎﻗش ﻣﺟﻠس
اﻟﺷﯾوخ أﺳﻣﺎء اﻟوزراء او اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣﻧﻬم).(1
-2ﻟﯾس ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أي اﺛر ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )ﻣظﺎﻫر اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ(
ﺗﺳﺗﻘل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺗﻧﻔﺻل ﻋﻧﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﯾﺳﺗﻘل رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ
ﺑوظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﯾﻌﺗﺑر ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن دون أن ﯾﻛون ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أي ﺗدﺧل أو ﻧﻔوذ
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﯾﺳﺗﻣد ﻧﻔوذﻩ وﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻧﺗﺧﺎﺑﻪ وﻟﯾس ﻣن
اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟذي ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷﻐﻠﻪ ﻟﻣﻧﺻﺑﻪ اﻟرﺋﺎﺳﻲ.
ﻛذﻟك ﯾﺳﺗﻘل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ )وزاءﻩ( وﻋزﻟﻬم وﺗﺣﻘق ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم أﻣﺎﻣﻪ وﺣدﻩ ،ﻓﻼ ﯾﻛون
ﻟﻬؤﻻء اﻟﻣﻌﺎوﻧﯾن ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﻧﺻب ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻋﺿوﯾﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻬم ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬم أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺋﻠﺔ واﻻﺳﺗﺟواﺑﺎت اﻟﯾﻬم أو ﺑﺈﺛﺎرة
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أﻣﺎﻣﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻘرر أﻣﺎم رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻟوﺣدﻩ).(2
ﻟﻘد ﺣﺎول ﺑﻌض رؤﺳﺎء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺟﺎﻫل ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،وذﻟك ﺑﺎرﺳﺎل ﺗوﺻﯾﺎﺗﻬم
ﻟﻠﻛوﻧﺟرس ﻣﺷﻔوﻋﺔ ﺑﻣﺷروع ﻛﺎﻣل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣطﻠوب ﺗﺷرﯾﻌﻪ ،وﻟﻛن اﻟﻛوﻧﺟرس ﻗﺎوم ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ،ﻓﻠم ﯾﻘدر
ﻟﻪ اﻟﻧﺟﺎح.
اﺗﺟﻬت ارادة واﺿﻌو دﺳﺗور 1787ﺻوب اﻟﻔﺻل اﻟﺟﺎﻣد ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﺳﺗطﯾﻌوا ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ
ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﻔﺻل اﻟﺟﺎﻣد واﻟﻣطﻠق ،ﻛﻣﺎ ان اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠدﺳﺗور اﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ).(3
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل اﻟﻣطﻠق ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ان ﺗﺳﺗﻘل ﻛل ﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور.
1
-ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 319
2
-د .ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 398
3
-ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 459
51
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
وﺧروﺟﺎ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﻧﺢ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ،
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺗﺗدﺧل ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ:
ﺣﺳب ﻧص دﺳﺗور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻓﺎن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣق ﺗﻌﯾﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن
ﻛﺎﻟوزراء واﻟﺳﻔراء واﻟﻘﻧﺎﺻل وﻗﺿﺎة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ وﺳﺎﺋر ﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ دوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎد ،وذﻟك ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ).(1
ﯾﻐﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧص ﺧروﺟﺎ ﻋن اﻷﺻل اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋﻣل ﺗﻧﻔﯾذي ﺗﺧﺗص ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ،وﻣن ﺛم ﻓﻣن اﻟﻣﻧطﻘﻲ ان ﯾﺗرك ﻟﻪ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ ﻣن اﻟوزراء.د
إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟوزراء ،ﻓﺎن اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻔراء واﻟﻘﻧﺎﺻل ورﺟﺎل
اﻟﺳﻠك اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻌﻣوم ،اذ ﯾﺣرص ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻋﻠﻰ ﺑﺳط ﺳﯾطرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺷﯾﺣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك وﯾﻧﺎﻗﺷﻬﺎ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ﺟدﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ.
ﺣﺳب ﻧص اﻟدﺳﺗور ﻓﺎن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺣﺗص ﺑﺎﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات ،وﻻ ﺗﺻﯾر ﻧﺎﻓذة إﻻ إذا واﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﺛﻠﺛﻲ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﺎﺿرﯾن).(2
ان اﻟﻐرض ﻣن ذﻟك ﻫو ﻓرض ﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﺣول ﺑﯾن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺗﻌرﯾض اﻟﺑﻼد ﻟﻣﺧﺎطر
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳوء ﺗﻘدﯾرﻩ او ﻗﻠﺔ ﺧﺑرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،او اﻟﺧوف ﻣن اﻟوﻗوع ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﻗوى
اﺟﻧﺑﯾﺔ.
وﺣﺗﻰ ﻻﯾﻘﻊ رؤﺳﺎء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرج دوﻟﻲ ،ﻓﻘد ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ان ﯾﺧﺗﺎر اﻟرﺋﯾس ﺑﻌض اﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ اﻟﺑﺎرزﯾن ﻟﻺﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ،وﺑذﻟك ﯾﺿﻣن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﺎﻫدة.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1997
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﺳﻧﺔ .1787
52
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ﻣن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت اﻟطرﯾﻔﺔ ،ان اﻟرﺋﯾس وﯾﻠﺳون ) (1920-1912ﻛﺎن ﯾﻧﺎدي ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺣﯾن
ﻛﺎن ﯾﻌﻣل اﺳﺗﺎذا ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑرﻧﺳﺗون ،وﻗﺑل ﺗوﻟﯾﻪ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ،ﺑﺿرورة اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺑﻌض اﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ
ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ،ﻓﻠﻣﺎ ﺗوﻟﻰ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻟم ﯾﺳﻠك ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ،وﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ رﻗض ﻣﺟﻠس
اﻟﺷﯾوخ ﻋﺎم 1920اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫدة ﻓرﺳﺎي ،رﻏم ان وﯾﻠﺳون ﺑذل ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺟﻬدا ﻛﺑﯾرا ،ورﻏم
ﻗﺑول اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدة.
ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻫذا اﻟﺿﻐط ،ﯾﺣﺎول رؤﺳﺎء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺎت اﺑرام ﻣﺎﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ Executive
،agreementsوﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻫدات treatiesدون اﻟرﺟوع اﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ودون ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ
ﻣواﻓﻘﺗﻪ.
-اﻣﺎ اﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻫدات ﺳﺑق ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻫﻧﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ان
ﯾﻌدل ﻣن ﺷروط وﺑﻧود اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ودون رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ.
ﺗوﺳﻊ رؤﺳﺎء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ،ﻓﺎﻧﺗﻬز اﻟﻛوﻧﺟرس ﻓرﺻﺔ ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟرﺋﯾس ﻓراﻧﻛﻠﯾن روزﻓﻠت ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻟﺗﻌﻣﯾر ﻋﺎم ،1943دون اﻟرﺟوع
إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،ﺑﻣﻘوﻟﺔ أﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﺎﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛوﻧﺟرس ﺑﻣﺟﻠﺳﯾﻪ وأﻋﻠن اﺳﺗﯾﺎءﻩ ﻣن ﻫذا
اﻷﺳﻠوب ،وأﺻدر ﻗ ار ار ﺑﺿرورة اﻟﺗزام اﻟرؤﺳﺎء ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،ﻋﻧد اﻧﺿﻣﺎم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
ﯾﻌطﻲ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﺗﻬﺎم أي رﺟل ﻣن رﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ
ﻓﯾﻬم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اذا ارﺗﻛب اﺣد اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺻ ار ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﺻطﻼح » .« impeachment
اذا اﺗﻬم ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب رﺟل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﯾﻘوم ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻫذا اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﺈذا ﺛﺑت ﻟدى
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ أن اﻟﺗﻬﻣﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﺳوى اﻟﻌزل ،ﻓﺈذا ﺻدر ﻗرار
53
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
اﻟﻌزل وﻛﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب ﻟرﺟل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﯾﺣﺎل اﻟﻣﺗﻬم إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺟري ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ).(1
ﯾﺷﺗرط اﻟدﺳﺗور ﻟﻺداﻧﺔ ﻣواﻓﻘﺔ ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻫﻲ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﯾﺻﻌب
ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،اﻟﻐرض ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزراء ﻣن أن ﺗﻌﺻف ﺑﻬم أﻫواء أﻗﻠﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس.
ﻟم ﺗﺷﻬد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺿد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﻻ ﻣرة واﺣدة،
وﻫﻲ اﺗﻬﺎم اﻟرﺋﯾس اﻧدرو ﺟوﻧﺳون ) ،(1868-1885وﻟم ﯾﻔﻠﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻓﻲ إداﻧﺗﻪ ﻟﻌدم ﺗواﻓر
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،وﻛذا اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺋﯾس ﯾﺑل ﻛﻠﯾﻧﺗون ﺳﻧﺔ 1999ﻓﻲ ﻓﺿﯾﺣﺔ "ﻣوﻧﯾﻛﺎ ﻟوﯾﻧﺳﻛﻲ".
ﻻ ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻋن اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون ،ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺟردة ،وﻣن ﺛم ﻓﺎن ﻣﻧﺢ
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻣﻼ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ.
ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ إﺻدار اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق اﺳم ﺳﻠطﺔ
« Subordinate اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذي » « Executive legislationأو ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻋﻲ
» .legislation
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟرﺋﯾس اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧص دﺳﺗوري ،أو ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﻻ ﯾﺛﯾر أﯾﺔ ﺻﻌوﺑﺎت ،ﻓﺎن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗدور ﺣول ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ " اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻔوﯾﺿﯾﺔ" ،وﻫﻲ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض اﻟﻛوﻧﺟرس ﺑﺈﺻدار ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﺎ
ﻟﻣوﺿوع ﻫو ﻓﻲ أﺻﻠﻪ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣﻧوط ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﻪ وﺗﻧظﯾﻣﻪ.
ﻟﻘد رأت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر أن ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر دﺳﺗورﯾﺔ ،وﻗﺿت ﺑﻌدم دﺳﺗورﯾﺔ ﻗﺎﻧون
اﻟﺗﻔوﯾض ذاﺗﻪ ،ﻷن اﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ،ﻏﯾر اﻧﻬﺎ ﻋدﻟت ﻋن ﻫذا اﻟرأي ﻻﺣﻘﺎ.
1
-ﻗراﻧﺔ ﻋﺎدل ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،2013 ،ص 97
2
-ﻓﯾﺻل ﻛﻠﺛوم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 533
54
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
وﻟﻣﺎ أﻟﺣت اﻟظروف ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﯾﻬﺎ ،ﻋدﻟت
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋن ﻫذا اﻟرأي ،واﺗﺟﻬت إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ دﺳﺗورﯾﺔ وﻣﺷروﻋﺔ ،وﻋﻠﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻫذا
اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺑﺎﻟﻘول :إن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﯾن ﯾﺻدر ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻻ ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧون
ٕ law making powerواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺟرد وﺿﻊ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺗﺷرﯾﻊ ﺳﺑق اﻟﻛوﻧﺟرس ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ.
ﻻ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻘدم ﻟﻠﻛوﻧﺟرس اﻗﺗراﺣﺎ ﺑﻘﺎﻧون ﯾﻠﺗزم اﻟﻛوﻧﺟرس ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺳرﻋﺔ وﺑﻘدر ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎمٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻧﺑﻪ اﻟﻛوﻧﺟرس إﻟﻰ أن ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﯾﻛون اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﺑﺎرات ﻋﺎﻣﺔ ،دون أن ﯾﻛون ﻣﺷﻔوﻋﺎ ﺑﻣﺷروع اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣطﻠوب،
وﻟﻠﻛوﻧﺟرس ﻛﺎﻣل اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﺿوع ووﺿﻊ ﺗﺷرﯾﻊ ﻟﻪ أو إﻫﻣﺎﻟﻪ.
إذا ﻛﺎن اﻟﻛوﻧﺟرس اﻟﺣق ﻓﻲ ﻋدم ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻣﺣل اﻟﺗوﺻﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﺣق
ﻧظري ﺑﺣت ،ذﻟك أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣزﺑﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﯾﺗﯾﺢ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﺿﻐط
ﻣن ﺧﻼل أﻋﺿﺎء اﻟﻛوﻧﺟرس ﻣن رﺟﺎل ﺣزﺑﻪ ﻟﯾﺿﻌوا ﺗوﺻﯾﺎﺗﻪ ﻣوﺿﻊ اﻻﺣﺗرام واﻻﻫﺗﻣﺎم).(1
ﯾﻘﺿﻲ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﺑﺄﻧﻪ إذا واﻓق ﻣﺟﻠس ﻣﺟﻠﺳﺎ اﻟﻧواب واﻟﺷﯾوخ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ،ﯾﻘدم
اﻟﻣﺷروع إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾواﻓق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ،وﻣن ﺛم ﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻧﺎﻓذ
اﻟﻣﻔﻌول).(2
ﻛﻣﺎ أن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ،وذﻟك ﻓﻲ ﻏﺿون ﻋﺷرة ) (10أﯾﺎم ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ وﺻول ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وان ﯾﻌﯾدﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي أرﺳﻠﻪ إﻟﯾﻪ ،ﻣﺻﺣوﺑﺎ
ﺑﺄوﺟﻪ اﻻﻋﺗراض.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗراض رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ٕواﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي أرﺳﻠﻪ إﻟﯾﻪ ،ﯾﻠﺗزم
ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺈﻋﺎدة ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺷروع .ﻓﺎن واﻓق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎﺋﻪ أرﺳﻠﻪ إﻟﻰ
1
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،1996 ،ص 273
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 1ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1787
55
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
اﻟﻣﺟﻠس اﻵﺧر ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﻛذﻟك ﺑﺄوﺟﻪ اﻻﻋﺗراض ،ﻓﺎن واﻓق اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ
ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎﺋﻪ ﻛذﻟك ،ﺻﺎر اﻟﻣﺷروع ﻗﺎﻧوﻧﺎ).(1
إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻧدرة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟرؤﺳﺎء اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺣق اﻻﻋﺗراض ،ﻓﺎن اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬم ﻛﺎن
ﻣوﻟﻌﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ.
اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻧدرو ﺟوﻧﺳون ﻛﺎن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺑﺎب ،واﻟذي ﺳﺟل ﻟﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻋﺗراﺿﻪ ﻋﻠﻰ 22ﻣﺷروﻋﺎ ﻓﻲ ﻣدة وﻻﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗدم أﻛﺛر ﻣن 03ﺳﻧوات ).(1868-1865
اﻟرﺋﯾس ﻛﻠﯾﻔﻲ ﻻﻧد ) (1888-1884ﻛﺎن أﻛﺛر وﻟﻌﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺣق اﻻﻋﺗراض ،ﺣﺗﻰ ﺷﺎﻋت ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ
ﺑﺎﻟرﺋﯾس اﻟﻣﻌﺗرض » .« President veto
ﯾﻘﺿﻲ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،اﻧﻪ إذا ﻋرض ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺛم
اﻧﻘﺿت دورة اﻟﻛوﻧﺟرس ﻗﺑل ﻣرور 10أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋرض اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس ،وﻗﺑل أن ﯾواﻓق أو
ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻘط اﻟﻣﺷروع واﻧﺗﻬﻰ وﺻﺎر دون أﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ.
أطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ "اﻻﻋﺗراض اﻟﺧﻔﻲ" أو اﻋﺗراض اﻟﺟﯾب ،Pocket vetoإﺷﺎرة إﻟﻰ أن
اﻟرﺋﯾس ﯾﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﺟﯾﺑﻪ دون ﺗوﻗﯾﻊ ودون اﻋﺗراض إﻟﻰ أن ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻘوة اﻟدﺳﺗور.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻫﻲ دوﻟﺔ ﻓﯾدراﻟﯾﺔ ،ﺗﺗﻛون ﻣن 50وﻻﯾﺔ ،ﯾﺳﺗﻧد ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ اﻟدﺳﺗور
اﻟذي ﺗم إﻗ اررﻩ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1787ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﻓﯾﻼدﻟﻔﯾﺎ وﺣﺿرﻧﻪ 13دوﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد ﺗﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ
ﻣن اﻟﺗﺎج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ .وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟدﺳﺗور أﻗدم اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﻣﺎزال ﻧﺎﻓذا إﻟﻰ ﺣد اﻵن ،ﻏﯾر اﻧﻪ
ادﺧل ﻋﻠﯾﻪ ﺣواﻟﻲ 27ﺗﻌدﯾﻼ.
1
-ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 785
56
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ﺗﺗرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
ﺑﯾن رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ﯾﻧﺗﺧب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣدة 4ﺳﻧوات ،ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر) .(1وﻟم ﯾﺗﻌرض
اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس ﻟﻔﺗرة أﺧرى ،ﻏﯾر ان اﻟﻌرف ﺟرى ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻋﺎدة
اﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟرﺋﯾس اﻷول ﺟورج واﺷﻧطن ،وﻗد ﺛﺑت ﻫذا اﻟﻌرف ﺑﺗﻌدﯾل
دﺳﺗوري ﺗم إﺟراؤﻩ ﺳﻧﺔ ..1947
ﯾﺟرى اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣراﺣل أﺳﺎﺳﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﺻﯾب).(2
وﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺷﻬري ﺟوﯾﻠﯾﺔ وأوت ﺑﻘﯾﺎم ﻛل ﻣن اﻟﺣزﺑﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن اﻟﺟﻣﻬوري واﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﻌﻘد
ﻣؤﺗﻣر ﻋﺎم ، La conventionﯾﺣﺿرﻩ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻟﺣزب ﻓﻲ ﻛل وﻻﯾﺔ ،ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻣﻧﺻب
اﻟرﺋﯾس ،واﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻣﻧﺻب ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس) .اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧدوﺑﯾن اﻟﺣزﺑﯾﯾن +ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣرﺷﺢ
ﻟﻠرﺋﺎﺳﺔ وﻧﺎﺋﺑﻪ(
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻣﻧﺻب اﻟرﺋﯾس أن ﯾﻛون أﻣرﯾﻛﯾﺎ ﺑﺎﻟوﻻدة ،وان ﻻ ﯾﻘل ﻋﻣرﻩ ﻋن 35ﺳﻧﺔ ،وان ﯾﻛون
ﻗد أﻗﺎم ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣدة 14ﺳﻧﺔ.
ب -ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﺧﺎب اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن :ﻻ ﯾﻧﺗﺧب اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن اﻟﺷﻌب ﻣﺑﺎﺷرةٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ
ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن )اﻟﻣﻧدوﺑﯾن( ﯾﺧﺗﺎرون ﻟﻬذا اﻟﻐرض.
ﻓﻔﻲ ﯾوم اﻟﺛﻼﺛﺎء اﻟذي ﯾﻠﻲ أول اﺛﻧﯾن ﻣن ﺷﻬر ﻧوﻓﻣﺑر ،ﺗﻘوم ﻛل وﻻﯾﺔ ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﻋدد ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن
اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن ﯾﻌﺎدل ﻋدد اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛوﻧﺟرﺳﻌﻠﻰ أن ﻻ ﯾﻛوﻧوا ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻓﻲ
اﻟﻛوﻧﺟرس .وﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻧظﺎم اﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ﻣوﺣد ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺎت.
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة ،2اﻟﻔﻘرة 1ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ
2
-ﺑوﻛ ار ادرﯾس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 471وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
57
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن اﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس ،ﻷن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣن ﺳﯾﻛون رﺋﯾﺳﺎ وﻧﺎﺋﺑﻪ ﺗﻌرف ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﯾﺗﻌﻬدون ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾت ﻟﻣرﺷﺢ اﻟﺣزب اﻟذي ﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم
ﻋﻠﻰ ﻫوﯾﺗﻪ ).(1
ﻓﻲ ﯾوم أول اﺛﻧﯾن اﻟذي ﯾﻠﻲ اﻷرﺑﻌﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﻬر دﯾﺳﻣﺑر ،ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻧﺎﺧﺑون اﻟرﺋﺎﺳﯾون ﻓﻲ ﻛل وﻻﯾﺔ
ﻻﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻧﺎﺋﺑﻪ .ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﺳري ،ﻏﯾر ان ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ،
وﺗﻌﻠن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت رﺳﻣﯾﺎ ﯾوم 06ﺟﺎﻧﻔﻲ .ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣﺻل اﺣد اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
ﻷﺻوات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن أﻋﻠن رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔٕ .واذا ﻟم ﯾﺣﺻل اﺣد اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎن ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﺣق اﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ اﻋﻠﻲ
اﻷﺻوات ،وﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ اﺧﺗﯾﺎر ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻟﻠذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ أﻛﺛر
اﻷﺻوات).(2
وﻓﻲ اﻟﯾوم 20ﻣن ﺷﻬر ﺟﺎﻧﻔﻲ ،ﯾﺗﺳﻠم اﻟرﺋﯾس ﻣﻬﺎﻣﻪ رﺳﻣﯾﺎ ،ﯾﻌد أن ﯾوﺟﻪ ﺧطﺎﺑﻪ ﻟﻸﻣﺔ وأداء اﻟﯾﻣﯾن أﻣﺎم
رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ.
-1ﺗﯾﺳﯾر ﻋواد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1993 ،ص ص 103 ،102
-2ﺣﺳﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،
،1989ص220
ﻓﺎز ﺟون آدﻣس ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1825ﺑواﺳطﺔ اﻧﺗﺧﺎب ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ان رﯾﺗﺷﺎرد ﺟوﻧﺳون
ﻗد اﺧﺗﯾر ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﺳﻧﺔ 1937ﻟﺷﻐل ﻣﻧﺻب ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس ،وﻫﺎﺗﺎن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺗﺎن اﻟوﺣﯾدﺗﺎن اﻟذي ﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻛوﻧﺟرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ ،وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻐﯾﺎب اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﯾن.
ﻟﻘد ﺣوﻟت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ طرﯾﻘﺔ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن اﻧﺗﺧﺎب ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور إﻟﻰ
اﻧﺗﺧﺎب ﻋﻠﻰ درﺟﺔ واﺣدة ،وذﻟك اﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻛم ﻟﻠﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻧﻘﺳم اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺳﻛرﯾن ﻛﺑﯾرﯾن،
اﺣدﻫﻣﺎ ﯾؤﯾد اﻟﺣزب اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،واﻵﺧر ﯾؤﯾد اﻟﺣزب اﻟﺟﻣﻬوري ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻧﺎﺧب ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾذﻫب إﻟﻰ ﺻﻧدوق اﻻﻗﺗراع ﻟﯾدﻟﻲ
ﺑﺻوﺗﻪ ،ﻓﺎﻧﻪ ﺑﻔﺎﺿل ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻟوﻧﻬم اﻟﺣزﺑﻲ ،وﻫو ﯾﻌﻠم ﺳﻠﻔﺎ أن اﻟﻧﺎﺧب اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
ﺳﯾﻧﺗﺧب اﻟﻣرﺷﺢ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻟﻠرﺋﺎﺳﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺎﺧب اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﺟﻣﻬوري .وﻟﻬذا ﻓﺎن اﺳم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻘﺎدم ﯾﻛون ﻣﻌروﻓﺎ ﻋﻘب اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،اﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرع ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﺧﺑون
اﻟرﺋﯾﺳﯾون ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس ﻓﻬﻲ ﻣﺟرد إﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ﻣﺣض.
58
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
أ -اﻟوﻓﺎة :اﻧﺗﻬت ﻋﻬدة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟرؤﺳﺎء اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬم اﻟرﺋﯾس ﻛﻧدي اﻟذي اﻏﺗﯾل
ﺳﻧﺔ 1963
ب -اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ :وﻣﻌﻧﺎﻩ إﺑداء اﻟرﻏﺑﺔ اﻹرادﯾﺔ ﯾﺗرك اﻟﻌﻣل ﯾﺷﻛل ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻣن ﺑﯾن اﻟرؤﺳﺎء اﻟذﯾن اﻧﺗﻬت
ﻋﻬدﺗﻬم ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟرﺋﯾس ﻧﯾﻛﺳون ﺳﻧﺔ 1974ﺑﻌد ﻓﺿﯾﺣﺔ وﺗرﺟﯾت
ج -اﻟﻌﺟز :ﯾﺗوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐورﻩ ،ﯾﺗوﻻﻫﺎ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس
اﻟﻧواب.
د -اﻹﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ :وذﻟك ﻋﻧد إداﻧﺔ اﻟرﺋﯾس ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧﺔ أو اﻟرﺷوة أو ﺳواﻫﻣﺎ ﻣن اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺧطﯾرة.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ ،ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن ،ﻓﺎن ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس ﯾﺗوﻟﻰ ﺑطرﯾﻘﺔ آﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻب طوال
اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻬدةٕ ،واذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻌﺎﻣﯾن ،ﻓﺎن اﻟرﺋﯾس اﻟﺟدﯾد ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ أن
ﯾﻧﺗﺧب ﻟﻠرﺋﺎﺳﺔ إﻻ ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط.
أ -رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻌﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟوزراء ﻓﻬم ﻣﺟرد ﻣﻌﺎوﻧﯾن ﻟﻪ ﯾﺧﺿﻌون ﻟﻪ ﺧﺿوﻋﺎ ﻛﺎﻣﻼ .وﯾﺑدو ذﻟك ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺳﻬرﻩ
ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن ،وﯾﻘوم اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺈﺻدار اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ.
ب -رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو رﺋﯾس اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري اﻟﻔﯾدراﻟﻲ :ﻓﻬو اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺗﺷﻐﯾل وﺿﺑط اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾن ٕواﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻔﯾدراﻟﯾﯾن ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ اﻧﻪ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﺑﺷﺄن ﺗﻌﯾﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن اﻻﺗﺣﺎدﯾﯾن.
1
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ :ﺗطﺑﯾﻘﺎت أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2021 ،ص 119وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
59
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
ج -رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو رﺋﯾس اﻟﺟﻬﺎز اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ :ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑرﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ،ﺑﻣواﻓﻘﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،ﺑﺈﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات وﺗﻌﯾﯾن اﻟﺳﻔراء واﻟﻘﻧﺎﺻل ،أﻣﺎ وزﯾر
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﺟرد ﻣﻧﻔذ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟرﺋﯾس.
د -رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﻘﺎﺋد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ :ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎدرة وﻗﯾﺎدة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ.
إذا ﻛﺎن اﻟﻛوﻧﺟرس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻫو اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﻼن اﻟﺣرب ،ﻓﺎن ﻫﻧﺎك ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻗد ﺟرت
دون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻛوﻧﺟرس ،ﻛﻣﺎ ﺣﺻل ﻓﻲ ﺣرب ﻛورﯾﺎ وﻟﻔﯾﺗﻧﺎم ﻓﻲ ﺧﻣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ.
ﻫـ-ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟﺣق ﻓﻲ إﺻدار اﻟﻌﻔو ﻋن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺻدرت ﺑﺣﻘﻬم
أﺣﻛﺎم ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ.
و -ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺣق اﻟﻧﻘض ،ﺣﯾث ﯾﺣق ﻟﻪ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ
ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻛوﻧﺟرس ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ 10اﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﻣﻪ إﯾﺎﻩ .وﻛذﻟك ﻟﻪ اﻟﺣق إﺻدار اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
ﻣﺳﺎﻋدو اﻟرﺋﯾس:
إذا ﻛﺎﻧت ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟرﺋﯾس ،ﻋﻬد ﻟﻪ ﺑﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ ذﻟك
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدﯾن واﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن).(1
أ -ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس :وﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟرﺋﯾس وﺑﻧﻔس اﻟﺷروط ،وﻫو ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟرﺋﯾس ﺣﺎل ﻓراغ ﺳدة اﻟرﺋﺎﺳﺔ
آو ﺣﺎل ﻋﺟزﻩ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان رأﯾﻧﺎ.
ب -ﻛﺗﺎب اﻟدوﻟﺔ :وﻫم اﻟوزراء ،وﺑﻘوم اﻟرﺋﯾس ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،وﻟﻪ ﺣق إﻗﺎﻟﺗﻬم ،وﻫم
ﻣﺳؤوﻟون أﻣﺎﻣﻪ ﻟوﺣدﻩ دون اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻫم ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻌﻠﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ج -اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرون اﻟﺷﺧﺻﯾون :وﻫؤﻻء اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرون ﯾﻌﺎوﻧون اﻟرﺋﯾس ،وﻫم ﯾرأﺳون ﻟﺟﺎﻧﺎ آو ﻣﺟﺎﻟس
ﻣﺗﻌددة ،ﻛﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ،ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎد...
ﯾﺑﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻛوﻧﺟرس ،اﻟذي ﯾﺗﺷﻛل ﻣن
ﻣﺟﻠﺳﯾن ﻫﻣﺎ :ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب وﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ.
1
-ﺟورﺟﻲ ﺷﻔﯾق ﺳﺎري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 382
60
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
وﻫو اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﯾﺎﻧﺎ واﺣدا ،وﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎؤﻩ اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددﻫم 435
ﻋﺿوا ﺑﺎﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺟﺎﻧب ﺳﻛﺎن اﻟوﻻﯾﺎت ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﻛل وﻻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن
اﻷﻋﺿﺎء ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ )ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ 53 :ﻋﺿوا ،أﻻﺳﻛﺎ ،داﻛوﺗﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ 01 :ﻋﺿو( )ﺑﺣﯾث
ﯾﻣﺛل ﻋﺿو ﻟﻛل 646.946ﻧﺳﻣﺔ ،ﺣﺳب إﺣﺻﺎء ﺳﻧﺔ .(2000وﺑﺟري اﻧﺗﺧﺎب ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻋن
طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻔردي ذي اﻟدورة اﻟواﺣدة).(1
وﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس ﺳﻧﺗﺎن ،وﯾﻛﻣن اﻟﻬدف ﻣن ﺗﻘﺻﯾر ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﺟﻌل ﻫذا اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻗرب إﻟﻰ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ اﻟرﺟوع ﻟﻠﺷﻌب ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ أي وﻗت.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ان ﯾﻛون أﻣرﯾﻛﯾﺎ ﻣﻧذ 7ﺳﻧوات ،ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر 25ﺳﻧﺔ ،وﻻ
ﯾﺟوز ان ﯾﻛون ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻹﺣدى اﻟوﻻﯾﺎت أو رﺋﯾﺳﺎ ﻹﺣدى اﻟﺑﻠدﯾﺎت ).(2
وﻫو اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟوﻻﯾﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ وﺣدات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﯾﺗﺄﻟف ﻣن 100ﻋﺿو ،ﺗﻣﺛل ﻛل وﻻﯾﺔ
ﺑﻌﺿوﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ ،وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻋدد
ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ.
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب اﻷﻋﺿﺎء ﻟﻣدة 06ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ،ﯾﺟدد ﺛﻠﺛﻬم ﻛل ﺳﻧﺗﯾن .وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣرﺷﺢ أن ﯾﻛون
أﻣرﯾﻛﯾﺎ ﻣﻧذ 9ﺳﻧوات ،ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر 30ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وان ﯾﻛون ﻣﻘﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺧب ﻓﯾﻬﺎ.
ﯾرأس ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻧﺎﺋب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اﻟذي ﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾت إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎدل
اﻷﺻوات ،ﻓﯾﻛون ﺻوﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺟﺣﺎ.
ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻛوﻧﺟرس:
ﯾﻼﺣظ ان ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ وﯾﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ،ورﺑﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻗﻠﺔ ﻋدد
أﻋﺿﺎﺋﻪ ،وﻟﺟدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن أﻋﺿﺎءﻩ ﻣﻧﺗﺧﺑون ﻟﻣدة أطول ﻣن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻔﻘرة ،1ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1787
-2د .اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﻔﺗﺢ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر،
اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2001 ،ص 360
61
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
اﻟﻧواب ،وﻟﻘد ﺧﺻﻪ اﻟدﺳﺗور ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ :اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ،
واﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﻬﺎ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ.
أ -ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :ﺑﻣﺎرس اﻟﻣﺟﻠﺳﺎن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ،ﻋدا ﻣوﺿوع اﻟﺿراﺋب
ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ ﯾد ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب.
ج -اﺧﺗﺻﺎص إداري :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﺑﯾﺎن أﻫداﻓﻬﺎ واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ.
د -اﺧﺗﺻﺎص اﻧﺗﺧﺎﺑﻲ :وﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل أي ﻣن اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻟﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن ،ﻓﺎن ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل أي ﻣن اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻟﻣﻧﺻب ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن
اﻟرﺋﺎﺳﯾﯾن ،ﻓﺎن ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ اﻧﺗﺧﺎب ﻧﺎﺋب رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ.
ﻏﯾر ان ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟم ﯾﻣﺎرس إﻻ ﻣرة واﺣدة ﺳﻧﺔ 1937رﯾﺗﺷﺎرد ﻣوﻧﺗور ﺟوﻧﺳون اﻟذي اﻧﺗﺧﺑﻪ
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻛﻧﺎﺋب ﻟﻠرﺋﯾس.
ﻫـ -اﺧﺗﺻﺎص دﺳﺗوري :وﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور اﻻﺗﺣﺎدي ،ﻓﺎﻗﺗراح ﺗﻌدﯾﻠﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 5ﻣن
اﻟدﺳﺗور ﯾﺗطﻠب ﻣواﻓﻘﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺛﻠﺛﯾن ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب وﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،او ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻌﯾﺔ
ﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﺗدﻋو ﻟﻬﺎ ﺛﻠﺛﻲ اﻟوﻻﯾﺎت.
وﯾﻘر اﻟﺗﻌدﯾل ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺟﺎﻧب ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺧﻣﺳﯾن .وﻗد ﺗم
ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور اﻻﻣرﯾﻛﻲ 27ﻣرة اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ .1992
و -اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎﺋﻲ :ان اﻟﻛوﻧﺟرس ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ اﻷﻗل ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﻣﻧﺎطق اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،وﻋدد ﻗﺿﺎﺗﻬﺎ.
اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾﺧﺗص اﻟﻛوﻧﺟرس ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻬورﯾﺔ وﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،ﯾﺗم اﻻﺗﻬﺎم
ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،وﺗﺗم اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ).(1
1
-ﻣﻧﺳﻲ ﻋﺑدﻩ ﻣوﺳﻰ ،اﻟﻧظم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ودور وﺳﻠطﺎت وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2018 ،ص 41
62
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
-ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت )United States District court (Les cours de disrict des Etats Unis
اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻻﺗﺣﺎدي ،وﺑوﺟد ﻓﯾﻬﺎ 94ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻟﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺗﺣﺎدي ،وﺗﺿم ﻛل وﻻﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗوﺟد ﻋدة ﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻛﺑرى )ﻛﺎﻟﺑﻔورﻧﯾﺎ ،ﺗﻛﺳﺎس 04 :ﻣﺣﺎﻛم( ،ﺑﻌﯾن ﻗﺿﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻣدى اﻟﺣﯾﺎة.
Les cours d’appel fédérales des USA (United States courts of -ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
)appealsوﺗﻘﺳم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ 13داﺋرة ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ،وﺗﺧﺗص ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺎﻟﻔﺻل
اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﺎ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ،وﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن 180ﻗﺎﺿﯾﺎ ،وﺗﺻدر
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺣﺿور 3ﻗﺿﺎة.
-اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟذي ﺟﺎء ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،وﺗﺗﺄﻟف ﻣن 09ﻗﺿﺎة ،ﯾﻘوم
اﻟرﺋﯾس ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺑﻣواﻓﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻟﻣدى اﻟﺣﯾﺎة ،وﻟﻛن ﯾﺣق ﻟﻬم ﺑﻌد ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﻋﻧد ﺗﺟﺎوزﻫم اﻟﺳﺑﻌﯾن اﻟﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ،طﻠب إﺣﺎﻟﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد ،ﻛﻣﺎ ﯾراﻋﻰ ﺗﻣﺛﯾل اﻷﻗﻠﯾﺎت
اﻟﻌرﻗﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ،وﯾﺗﻣﺗﻊ ﻗﺿﺎة ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﺣﺗرام ﻛﺑﯾر ،ﻓرﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ،وﯾﻠﻘب "ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺑﻼد" ،وﻟﻪ ﻣﻬﻣﺗﺎن رﺋﯾﺳﯾﺗﺎن :رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ
ﻟدى ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﺗﻠﻘﻲ اﻟﯾﻣﯾن اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟرﺋﯾس ﻟدى ﺗﻧﺻﯾﺑﻪ رﺋﯾﺳﺎ
ﻟﻠﺑﻼد).(2
اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻋﺎدي :وﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﺑطرﯾق اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ
ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ﻣن أي ﺷﺧص أو وﻻﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت..
1
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺟزء ﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 222
2
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺟزء ﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص 232و 233
63
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
واﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺳﯾﺎﺳﻲ :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑرﻗﺎﺑﺔ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ،وﺗﺷﻣل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ،
ﻗواﻧﯾن اﻟوﻻﯾﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟدﺳﺗور اﻻﺗﺣﺎدي ،وﻛذﻟك اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ دﺳﺗور اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻓﺗﺗوﻻﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ).(1
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺣق رﻗﺎﺑﺔ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﻏﯾر اﻧﻪ
ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺣﻛم ﺷﻬﯾر أﺻدرﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1803ﻓﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺷﻬﯾرة "ﻣﺎرﺑوري ﺿد
اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل رﺋﯾﺳﻬﺎ ﺟون ﻣﺎرﺷﺎل ،أن ﻣﺎدﯾﺳون" Marbury contre Madison
اﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺳﻣﻲ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،واﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻧص ﻫو
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وان ﺻدور ﻗﺎﻧون ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠدﺳﺗور ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ﺑﺷﻛل ﺿﻣﻧﻲ ودون اﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف درﺟﺎﺗﻬﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗطﺑﯾق أي ﻗﺎﻧون ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻣﺧﺎﻟف
ﻟﻠدﺳﺗور ).(2
واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻫﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟدﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻟﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري.
-2ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟذوب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ واﻫم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،1998 ،ص
176
64
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﯾﻌد اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻣن أﻛﺛر اﻷﻧظﻣﺔ اﻧﺗﺷﺎ ار ﺑﯾن اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم
اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻫو ﻧظﺎم ﻣﻌروف أﯾﺿﺎ ﺑﯾن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗطﺑﻘﻪ دوﻻ ﻋدﯾدةـ إﻻ أن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﻧﺳﯾﺑﯾﺎ أﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ ار.
ﺳﻧﺣدد ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷوﻟﻰ ،وﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻪ ﻛﻧﻣوذج ﻟﻪ
ﻓﻲ ﻣﻬد ﻧﺷﺄﺗﻪ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﻧﺗطرق اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول وﻋﻠﻰ ارﻛﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ان اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻫو ذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻣﻊ
ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن واﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻛذا اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ،وﻣن ﺛم ﻓﻬو ﻧظﺎم ﯾﻔﺗرض اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﺗﻌﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ دون أن ﺗﻬﯾﻣن إﺣداﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻷﺧرى أو ﺗﻌﻠو ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ان ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﺟود ﺑرﻟﻣﺎن ،ﻷن وﺟود ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻧﺗﺧب ﻣن
اﻟﺷﻌب ﻟﯾﺳت ﺧﺎﺻﯾﺔ ﯾﻧﻔرد ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،ﺑل ﻫو أﺳﺎس ﻣﺷﺗرك ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ أو ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﯾوﺟد أﯾﺿﺎ ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻧﺗﺧب ﻣن
اﻟﺷﻌب.واﻧﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻘﺎﺳم اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾوﺟد ﺗﻌﺎون
ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ).(1
1
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 247
65
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﻟم ﯾﻛن اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣذﻫب ﻓﻛري ،أو ﻣن ﺧﻠق ﻧظﺎم دﺳﺗوري ،و إﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن وﺿﻊ
ظروف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺧﻠﻘﺗﻪ ووﺿﻌت أﺳﺳﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ .ﺛم ﺗطور وازدﻫر وﺗﻛﺎﻣﻠت
أرﻛﺎﻧﻪ ،ﻟﯾﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣﺛل أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،اﯾطﺎﻟﯾﺎ ،اﻟﻬﻧد ،إﺳراﺋﯾل....
ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن أﺳﺎﺳﯾن :ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )أوﻻ(
واﻟﺗﻌﺎون واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أي اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن )ﺛﺎﻧﯾﺎ(:
ﺗﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻣن طرﻓﯾن ﻫﻣﺎ :رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ،
اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣﻠﻛﺎ ،أو رﺋﯾس ﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾرأﺳﻬﺎ رﺋﯾس
ﻣﺟﻠس اﻟوزراء
ﯾﺗﻣﺗﻊ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻣﺑدأ ﻋدم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻪ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
وﻧظ ار ﻟﻌدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷؤون اﻟﺣﻛم ،ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻌﻼ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،أي ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺑطرﯾق
ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،وﻣن ﺛم ﺗﻛون ﺳﻠطﺗﻪ اﺳﻣﯾﺔ أو ﺷرﻓﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻹدارة ﺗﻘﺿﻲ
اﻧﻪ ﺣﯾث ﺗوﺟد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗوﺟد اﻟﺳﻠطﺔ ،وﺑﺎﻟﻌﻛس ﺣﯾث ﻻ ﺗوﺟد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﺗوﺟد
اﻟﺳﻠطﺔ .ﻓرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻋﺎدة ﯾﺳود وﻻ ﯾﺣﻛم.
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ وﻗﯾﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،ﻫو أن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﺳﻠطﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور ﺑﻧﻔﺳﻪٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ أي ﻗرار ﻻ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ
إﻻ إذا وﻗﻊ ﺑﺟوارﻩ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟوزﯾر اﻟﻣﺧﺗص )اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎور(.
66
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﺷﺗرك ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻫو اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة و ازرات ،وﯾرأﺳﻬﺎ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟوزراء أو رﺋﯾس اﻟوزراء أو اﻟوزﯾر اﻷول اﻟذي
ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻏﯾر ﺷﺧص رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ).(1
اﻟذي ﯾﻔوز ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﺣدة ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﺳﺑب ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﺣزب
ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ )ﯾﻔوز ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف ﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد( ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ
ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ان ﺗﺗﺷﻛل ﻣن أﺣزاب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻣﻛن أي ﺣزب ﻣن
اﻷﺣزاب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﺗﺳﻣﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ :ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻻﺋﺗﻼﻓﯾﺔ . Le gouvernement de coalition
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺎن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ إدارة ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻬﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻌﻼ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ.
ورﺋﯾس اﻟوزراء ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻌد ﻣن أﻋظم اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌب ﻻ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻷﻋراف اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ أن ﯾﻛﻠف رﺋﯾس
اﻟﺣزب اﻟﻔﺎﺋز ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗﺷﻛﯾل اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻓﻌﻠﯾﺎ دون رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺎن
اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود اﻟﻰ أن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾﺳﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟون ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋن أﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎط
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌﺎون واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﻔﺻل اﻟﻧﺳﺑﻲ او
اﻟﻣرن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ(
ﯾﺄﺧذ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻓﻬل ﻓﺻل ﻣﻣزوج ﺑروح اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن
اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻊ ﻗﯾﺎم ﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
1
-ﻧزﯾﻪ رﻋد ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،طراﺑﻠس ،ﻟﺑﻧﺎن ،2012 ،ص 118
67
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﺗﺑدو ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(1
أ -اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :اذا ﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن ﻫﻲ ﻣن ﺻﻣﯾم ﻋﻣل
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻻ اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺗﺷﺗرك اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص،
اذ ﯾﺣق ﻟﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗواﻧﯾن ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ادراﺳﺗﻬﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ان رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻪ ﺣق إﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻓﯾﺷﺗرك ﺑذﻟك اﺷﺗراﻛﺎ ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻟﻪ ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن.
ب -ﺟواز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟوزارة :ﯾﻣﻛن ﻟﻌﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم
أن ﯾﻛون وزﯾ ار أو رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠوزراء ،دون أن ﯾﻔﻘد ﻋﺿوﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،أو اﻟﻌﻛس .أي ﯾﻣﻛن اﻟﺟﻣﻊ
ﺑﯾن اﻟو ازرة وﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
أ -ﻣظﺎﻫر رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﺣﻛوﻣﺔ(:
ﺗﺑدو ﻣظﺎﻫر رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﺣﻛوﻣﺔ( ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(2
1
-ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 211
2
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 256و 257
68
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﻓﺎﻻﺳﺗﺟواب إذن ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ اﺗﻬﺎﻣﺎ أو ﻧﻘدا أو ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ أو اﺣد اﻟوزراء ﻋﻠﻰ
ﺗﺻرف ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ آو ﻋﻣل ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
وﺗﺟري ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻣﺳﺗﻧدات أو أوراق أو دﻓﺎﺗر
أو ﺑﯾﺎﻧﺎت ،وﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﻣﻊ اﻟﺷﻬود وأﻗوال ﻣن ﺗرى ﺳﻣﺎﻋﻪ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن أو اﻷﻓراد اﻟﻌﺎدﯾﯾن.
-اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ :إن أﺧطر وأﻫم ﺻور رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣرك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻧواب ﯾﺣددﻫﺎ
اﻟدﺳﺗور).(1
-اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟوزارﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ :وﺗﻛون ﻷﺣد اﻟوزراء ﺑﻣﻔردﻩ ﺑﺳﺑب أﺧطﺎء أو ﺗﻘﺻﯾر ﻓﺎدح ﻓﻲ
ﺷؤون و ازرﺗﻪ ،ﻓﺈذا ﺳﺣﺑت اﻟﺛﻘﺔ ﻣﻧﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟوزﯾر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﻘدم
اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ.
-اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠوزراء :وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺄﺟﻣﻌﻬﺎ ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻬﺎ ،أو ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ رﺋﯾس اﻟوزراء ﻣن أﻋﻣﺎل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ .وﯾﺗرﺗب ﻋن
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت وﺟوب اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺑﻌد ﺳﺣب اﻟﺛﻘﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
1
-ﺟورﺟﻲ ﺷﻔﯾق ﺳﺎري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 364
69
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﯾﻘرر اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷرﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ):(1
-ﺣق دﻋوة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد وﻓﺿﻪ وﺗﺄﺟﯾﻠﻪ :ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺎﻟدﻋوة
ﻹﺟراء اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﻌﯾﯾن ﺑﻌض أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻟﻬﺎ أن ﺗدﻋو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ
اﻟدورات اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،أو ﺗﻔض دورة اﻻﻧﻌﻘﺎد أو ﺗؤﺟل اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
-ﺣق ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن :وﻫو أﺧطر ﺳﻼح ﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ إزاء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﯾﻌﻧﻲ ﺣق
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﺗﻣﺛﯾل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﺷﻌب ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻬدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠدﺳﺗور.
وﺑﻌد ﻫذا اﻟﺣق ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺳﻼح اﻟﻣوازي ﻟﺣق اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،وﺑدون ﺣق
اﻟﺣل ﯾﺧﺗل اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن.
-اﻟﺣل اﻟرﺋﺎﺳﻲ La dissolution présidentielleﯾﺗم ﻫذا اﻟﺣل ﺑواﺳطﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻧﺷب ﺧﻼف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻣن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ .ﻓﯾﻘﯾل
اﻟرﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﯾﻌﯾن أﺧرى وﯾﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻟﻬذا ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﺣل ﺑﺎﻟﺣل اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻷن ﻓﻛرﺗﻪ
ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ.
-ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 746و 747 1
70
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻟﻣﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ )دﺳﺗور ﻋرﻓﻲ( ،وذﻟك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟوﺛﺎﺋق
واﻟﻘواﻧﯾن ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟدﺳﺗوري اﻟﺗﻲ اﻗرﻫﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻣﺗﺑﺎﻋدة.
ﯾﺗﺄﻟف اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺟﻬزة ﻻ ﺗﺻدر اﻟﻘواﻧﯾن إﻻ ﺑﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ،
ﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات ،ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ،واﻟﻣﻠك .وﻟﻛن ﻣﻧذ أن ﻓﻘد اﻟﻣﻠك ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻋﺗراض،
أﺻﺑﺢ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣؤﻟﻔﺎ ﻓﻘط ﻣن اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن .ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات ﻫو اﻷﻗدم واﻷﻋﻠﻰ ﻣرﺗﺑﺔ ،أﻣﺎ
ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ﻓﻬو اﻷﻫم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﺷﻌﺑﻲ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ).(1
أوﻻ :ﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات :ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﻣﺧﻠﻔﺎت ﻋﻬد اﻹﻗطﺎع واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،وﻣن
ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻻرﺳﺗﻘراطﯾﺔ اﻟﻧﺎدرة اﻟﯾوم ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ اﻟوﺟود ،دون ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ
إﻟﯾﻪ ،وﻫو ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻔﺎء أو اﻟزوال ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض.
1
-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟذوب :اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،وأﻫم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت،
،1998ص 111
71
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﯾﺿم اﻟﻣﺟﻠس أﻛﺛر ﻣن 1100ﻋﺿو ،ﻣﻊ أن ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ ﻻ ﺗﺳﺗﻘطب أﻛﺛر ﻣن 150ﻟوردا ﻋﻠﻰ
اﻷﻛﺛر ،وﻫو ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﻓﺋﺗﯾن):(1
ﺗﺗﺄﻟف ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن ﻋدة أﺻﻧﺎف ﻣن اﻷﻋﺿﺎء ،أﻫﻣﻬﺎ :ﻟوردات اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻌﺎدي ،وﻋددﻫم ،9
ﯾﻌﯾﻧﻬم اﻟﻣﻠك ﻟﻣدى اﻟﺣﯾﺎة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻫم ﯾﻘوﻣون ﺑدور ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻧﻘض اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ،وﯾرأﺳﻬم وزﯾر اﻟﻌدل.
وﻫﻧﺎك أﻋﺿﺎء ﯾﻌﯾﻧون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت أدوﻫﺎ ﻟﻠوطن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠم أو
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ أو اﻟﻔﻛر أو اﻟوظﯾﻔﺔ ،واﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﺗم ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
وأﻓراد اﻷﺳرة اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ أﻋﺿﺎء ،ﺣﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ،وﻟﻛﻧﻬم ﻻ ﯾﺣﺿرون أﺑدا ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ.
ﯾﻧﻌﻘد ﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات ﺑﺣﺿور ﺛﻼث اﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ،وﺛﻼﺛﯾن ﻋﺿوا ﻋﻧد اﻟﺗﺻوﯾت
-اﻗر ﻗﺎﻧون 1963ﻟﻠوردات اﻟوراﺛﯾﯾن ﺣق اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻠوردﯾﺔ ،وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب اﻟﻠورد ﻓﻲ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑدور ﺳﯾﺎﺳﻲ ودﺧول ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم.
-ﻛﺎن ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻠوردات وﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد إﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻟﻛن
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1911ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﺿﯾق ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ،وﺟرد ﻣن
ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﻘواﻧﯾن ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻟم ﯾﻌد ﯾﺣﺗﻔظ إﻻ ﺑﺣق اﻻﻋﺗراض اﻟﺗوﻗﯾﻔﻲ ﻟﻣدة
1
-ﻣﻧﺳﻲ ﻋﺑدﻩ ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 94
2
-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 112
72
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﺳﻧﺗﯾن ،وﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺎﻓذا ،ﺛم ﺧﻔﺿت ﻣدة اﻻﻋﺗراض اﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ
.1949
ب -ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم : House of Commons :ﯾﺿم ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 650 ،1983ﻋﺿوا ﻣﻧﺗﺧﺑﺎ،
)إﻧﺟﻠﺗ ار 529 :ﻣﻘﻌدا ،اﺳﻛﺗﻠﻧدا 59 :ﻣﻘﻌدا ،وﯾﻠز 40ﻣﻘﻌدا وأﯾرﻟﻧدا اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ 18ﻣﻘﻌد( .ﯾﻧﺗﺧﺑون
ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ،واﻟﻣﺟﻠس ﻻ ﯾﻧﻬﻲ ﻋﺎدة ﻋﻬدﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻠﺟﺄ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺣﻠﻪ
ٕواﺟراء اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺟدﯾدة.
وﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ﻫو اﻟﯾوم ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻺرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﻌب ،وﻗد اﺳﺗطﺎع ﻣﻊ ﻣرور
اﻟزﻣن أن ﯾﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﯾوﺟﻪ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب اﻟﻧواب ﻋن طرﯾق ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺳري ،وﻓق ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻔردي
اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟدور اﻟواﺣد .وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺧب أن ﯾﻛون ﻗد أﺗم
ﺳن اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر .وﻓﻲ اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ أن ﯾﻛون ﻗد أﺗم اﻟواﺣدة واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻋﻣرﻩ.
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻧواب ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ،وﯾﺗﻠﻘون ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣن اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﻣﺛﯾل ،وﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﺟﻠﺳﺎت
ﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺿور 40ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﻣل اﻟﻧﺻﺎب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣطﻠوب).(1
ﯾرأس ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم رﺋﯾس ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﺗﻛﻠم او اﻟﻣﺗﺣدث ، Le speakerﻣﻧﺗﺧب ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء
ﺣزب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻧﺻﺑﻪ طﯾﻠﺔ ﻣدة ﻋﻬدة اﻟﻣﺟﻠس ،وﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ رﻓﯾﻌﺔ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺣﯾﺎدﻩ
وﻧزاﻫﺗﻪ .وﻫو اﻟذي ﯾﻌﯾن رؤﺳﺎء اﻟﻠﺟﺎن ،وﯾدﯾر اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ،وﯾﺗﺧذ اﻹﺟراءات ﺑﺣق اﻟﻧواب ).(2
وﻟﻬذا اﻟﻣﺟﻠس ﺛﻼﺛﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ :اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻌﻣل
اﻟﺣﻛوﻣﻲ.
وﺗﺗﻛون ﻣن:
1
-ﻣﻧﺳﻲ ﻋﺑدﻩ ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص97
2
-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 115
73
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
-1اﻟﺗﺎج :ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ أﺳرة ﻫﺎﻧوﻓر ﻣﻧﺔ ﺳﻧﺔ ،1714ﻏﯾر أن ﻫذﻩ
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﺗﻐﯾرت ﺳﻧﺔ 1917ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك ﺟورج اﻟﺧﺎﻣس إﻟﻰ اﺳم أﺳرة وﻧدﺳور.
واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وراﺛﯾﺔ ،ﯾﻧﺗﻘل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌرش ،طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﻼﻓﺔ ،ﻣن اﻟﻣﻠك إﻟﻰ اﻻﺑن ،ذﻛ ار ﻛﺎن او
أﻧﺛﻰ ،وﻟﻘد ﺗﻘﻠﺻت ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور ،وﺗوزﻋت ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺣﻛوﻣﺔ )،(1
ﻓﻐدا اﻟﻣﻠك رﻣ از ﻟوﺣدة اﻟدوﻟﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺎزاﻟت ﻛﺑﯾرة ،وﻫﻲ ﺗﻛون ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ "اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ" ،ﻣﻧﻬﺎ):(2
-ﺣق اﺧﺗﯾﺎر اﻟوزﯾر اﻷول ﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،واﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛﻠﯾف رﺋﯾس ﺣزب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑذﻟك.
1
-ﯾﻌزو اﻟﺑﻌض اﺑﺗﻌﺎد اﻟﻣﻠوك ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ:
-ﺟﻬل ﺑﻌض اﻟﻣﻠوك اﻟﺗﺎم ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،ﻓﺟورج اﻷول اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﻟﻌرش ﺳﻧﺔ 1914ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﻘن اﻟﻠﻐﺔ
اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﻗد ﻓوض رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء إﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻷول آﻧذاك ، Wall Paul :وﻗد اﻛﺗﻔﻰ ﻫو ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس.
-ﻋدم ﻗدرة ﺑﻌض اﻟﻣﻠوك ﻋﻠﻰ ﻣزاوﻟﺔ ﺷؤون اﻟﺣﻛم ،ﻓﺎﻟﻣﻠك ﺟورج اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺳﻧﺔ 1727ﻛﺎﻧت
ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ ﻧوﺑﺎت ﻣن اﻟﺟﻧون ،أدت إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎدﻩ ﻋن ﺷؤون اﻟﺣﻛم ،ﺛم ﺗﻔﺎﻗﻣت ﺣﺎﻟﺗﻪ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﻔﻘداﻧﻪ ﻟﻠﺑﺻر.
-ﺗوﻟﻲ اﻟﻌرش ﺑﻌض اﻟﻣﻠوك اﻟﻛﺳﺎﻟﻰ اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻔﺿﻠون ﺣﯾﺎة اﻟﺑذخ واﻹﺳراف ،واﻟﻛﺳل ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺷؤون
اﻟﺣﻛم ،ﺣﺗﻰ ان ﺟورج اﻟراﺑﻊ اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﻟﻌرش ﺳﻧﺔ 1820ﻛﺎن ﯾﻼزم ﻓراﺷﻪ ﺣﺗﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣﺳﺎءا.
-ان ﺑﻌض اﻟﺳﯾدات ﻣﻣن ﺗوﻟﯾن اﻟﻌرش ﻛن ﺻﻐﯾرات اﻟﺳن ،وﻛن ﯾﻔﺿﻠن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺷؤوﻧﻬن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺷؤون اﻟﺣﻛم ،ﻓﺎﻟﻣﻠﻛﺔ ﻓﻛﺗورﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻧوﻟت اﻟﻌرش ﺳﻧﺔ 1837ﻛﺎن ﻋﻣرﻫﺎ آﻧذاك 18ﺳﻧﺔ ﻻ ﺗﻬﺗم ﻛﺛﯾ ار
ﺑﺈدارة ﺷؤون اﻟﺣﻛم.
د.ﺣﺳﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،1998ص 265
2
-ﻣﺣﻣد طﻪ ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2016 ،ص 96
74
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﻏﯾر ان اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﻣﻠك ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎزات إﻻ اﺳﻣﯾﺎ ،وﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﻘﻠﯾص ﻧطﺎﻗﻬﺎ ،وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ
اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﻣن ﻋﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ او اﻟوزﯾر اﻷول ).(3
ﻏﯾر ان ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ﻧﻔوذا أدﺑﯾﺎ ﻛﺑﯾ ار وﺷﻌﺑﯾﺔ واﺳﻌﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺷﻌب اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﺗﻪ ﻻ ﺗواﻓق
ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻟﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﻧظﺎم ﺟﻣﻬوري.
-2اﻟﺣﻛوﻣﺔ :ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ .وﻫﻲ ﺗﻧﺑﺛق ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻋن اﻟﺑرﻟﻣﺎن وواﻗﻌﯾﺎ ﻋن
اﻟﺷﻌب ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﯾﯾد ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻪ ﻷﺣد اﻟﺣزﺑﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻼد.
أ -ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﻛوﻣﺔ :وﺗﺿم اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول ،ﻋددا ﻣن اﻟوزراء وﻛﺗﺎب
اﻟدوﻟﺔ واﻟﻛﺗﺎب اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﯾن).(4
1
-ﺛﻣﺔ ﻋرف ﻣﺳﺗﻘر ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟﻣﻠﻛﺔ Anneاﻟﺗﻲ ﺗوﻟت اﻟﻌرش ﺳﻧﺔ 1707ﯾﺣرم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ
اﻟﻘواﻧﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﻔﺗرﺿﺔ ،د.ﺣﺳﯾن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن
ﺣﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص 226
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﻌود اﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ان ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن )ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم( ﺗﺗم
اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﻪ ٕواﺟراء اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر اﻷول.
3
.-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟذوب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 117 ،116
4
-ﻣﺣﻣد طﻪ ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 98
75
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
-1اﻟوزﯾر اﻷول ) :(1ﯾﻌﯾﻧﻪ ﻣﺑدﺋﯾﺎ اﻟﻣﻠك .إﻻ أن اﻟﻣﻠك ﻣﻠزم ﻋﻣﻠﯾﺎ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس ﺣزب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﺻب .وﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟوزﯾر اﻷول ﺑﻣرﻛز ﻣﻬم وﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ إذا أﻧﻪ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﺋﯾس اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺑﻼد .وﻫو ﯾﻘوم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﺑﺎﻗﻲ أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﯾﺣق ﻟﻪ ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟطﻠب ﻷﺣد اﻟوزراء أو ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ وﻛذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘدم اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ﻟﻠﻣﻠك
وﯾؤدي ﻋﻣﻠﻪ ﻫذا إﻟﻰ اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ﺣﻛﻣﺎ .وﯾﻘوم اﻟوزﯾر اﻷول وﺣدﻩ ﺑﺗﺄﻣﯾن اﻻﺗﺻﺎل
ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻣﻠك .أﻣﺎ اﻟوزراء ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﺎﻟﻣﻠك إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اذن
ﺑذﻟك ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر اﻷول .ﻛﻣﺎ ﯾراﻗب اﻟوزﯾر اﻷول أﻋﻣﺎل اﻟوزراء وﺳﯾﺎﺳﺗﻬم وﯾﻬﺗم ﺑﺷﻛل ﺧﺎص
ﺑﺄﻣور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ.
-2اﻟوزراء وﻛﺗﺎب اﻟدوﻟﺔ :وﯾﺗوﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻫؤﻻء و ازرة ﻣﻌﯾﻧﺔ .واﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟوزﯾر وﻛﺎﺗب اﻟدوﻟﺔ
ﻫﻧﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ أو اﻷﻫﻣﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺷﺎء اﻟو ازرة .ﻓﻠﻘد ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ أن ﯾطﻠق
اﺳم ﻣﻛﺗب ) (Officeﻋﻠﻰ اﻟو ازرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ )ﻣﺛل و ازرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺣرب( وﯾﻘوم
ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺎﺗب دوﻟﺔ ،أﻣﺎ اﺳم و ازرة ﻓﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟو ازرات اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﻓﻲ وﻗت ﺣدﯾث
ﻧﺳﺑﯾﺎ )و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم( وﯾﻘوم ﺑﺈﺷراف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟوزﯾر .وﯾﻌﺗﺑر ﻛل وزﯾر أو ﻛﺎﺗب دوﻟﺔ ﻣﺳؤوﻻ ﻓردﯾﺎ
ﻋن أﻋﻣﺎل و ازرﺗﻪ وﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﺗﻘﯾل ﻓﻲ ﺣﺎل ﺳﺣب اﻟﺛﻘﺔ ﻣﻧﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس
اﻟﻌﻣوم ،وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول.
-3اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾون :ﯾﻘوم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛل وزﯾر أو ﻛﺎﺗب دوﻟﺔ،ﻛﺎﺗب ﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﯾﻌﯾﻧﻪ اﻟوزﯾر
اﻷول ﻣﻊ اﻟوزﯾر اﻟﻣﺧﺗص وﯾﻘوم ﻫؤﻻء ﺑﺗﺄﻣﯾن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟوزﯾر أو ﻛﺎﺗب اﻟدوﻟﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺣﯾث ﯾﺟﯾﺑون ﺑدﻻ ﻋﻧﻪ ،ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔﻬﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
" -4اﻟﻛﺎﺑﻧت" ) ( Le cabinetﺗﺿم اﻟﺣﻛوﻣﺔ )اﻟو ازرة( اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋددا ﻛﺑﯾ ار ﻣن
اﻷﻋﺿﺎء ﯾﺻل أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﺣو ﻣﺎﺋﺔ ﺑﯾن وزﯾر وﻛﺎﺗب دوﻟﺔ وﻛﺎﺗب ﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ .وﻟﻬذا ﯾﻘوم ﻣن ﺑﯾن
ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس اﻟواﺳﻊ ﺗﺷﻛﯾل ﺧﺎص ﻣﺣدود اﻟﻌدد ﯾﺿم ﻋددا ﻣن اﻟو ازرات اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻘط :ﻛو ازرات
اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺣرب واﻟﻌدل واﻟﻣﺎل...ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻛﺎﺑﻧت "ﻣﺟﻠس اﻟوزراء" وﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﺎﺑﻧت
1
-ﻣﻘر اﻟوزﯾر اﻷول ﻫو ﺑـ au 10 Downing Street :بWestminster :
76
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟوزﯾر اﻷول وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺟﻬﺎز اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳؤول ﻋن رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﻼد وﻋن اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ اررات اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ.
-5اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺧﺎص The privacy council :ﯾرﺟﻊ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ
اﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺧﺎص ،اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻓﻲ اﻟﻘرن ،11وﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻛوﻧﺎ آﻧﺋذ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت
اﻟﻣﻘرﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠك وﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ ورﺟﺎل اﻟدﯾن واﻟﻧﺑﻼء ،وﻛﺎﻧوا ﯾﺳﺎﻋدون اﻟﻣﻠك ﻓﻲ آداء
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﯾﻠﻌﺑون دور اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻟﻪ دون إﺻدار اﻟﻘ اررات .وﻣﺎ زال ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻗﺎﺋﻣﺎ
اﻟﻰ اﻵن ،وﯾﺗراوح ﻋدد أﻋﺿﺎﺋﻪ ﺑﯾن 300و 400ﻋﺿوا ،وﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻣدى اﻟﺣﯾﺎة،
وﯾﺗﻛون ﻣن اﻟوزراء اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن واﻟوزراء اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن اﻟذﯾن ﻫم ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ،وﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟدﯾن وﻋﻠﻰ
رأﺳﻬم اﺳﻘف ﻛﺎﻧﺗرﺑري ،وﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻵداب واﻟﻌﻠوم ،وﻛﺑﺎر اﻟﻘﺿﺎة ،ﻏﯾر ان اﻟﻣﺟﻠس ﻣن اﻟﻧﺎدر
ان ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،ﻣﺛل ﺗﺗوﯾﺞ اﻟﻣﻠك او زﻓﺎﻓﻪ او ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻣور .وﻗد
ﺗﻘﻠﺻت اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻘﻠﺻﺎ ﻛﺑﯾ ار). (1
ب -ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ :ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫﺎﻣﺔ وواﺳﻌﺔ ،رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ
ﻧظرﯾﺎ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻠك واﻟﺑرﻟﻣﺎن .وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت :
-ﻣراﻗﺑﺔ اﻹدارة واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
-ﺣق اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ .وﺑﻬذا ﺗﺳﯾطر اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﻼد.
77
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
-ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺣق إﺻدار ﻧﺻوص ﻟﻬﺎ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﺧﺎص ﺗﺣﺻل
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻣوم )اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ(.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ:
-2ﻗﺎﻧون اﯾرﻟﻧدا اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ) (Northern Ireland lawاﻟﺻﺎدر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون ﺣﻛوﻣﺔ أﯾرﻟﻧدا
ﻟﻌﺎم ، 1920
وﯾﻘوم ﻫذان اﻟﻘﺎﻧوﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺷﺗرك )common law (1؛
ﺗوﺟد ﻋﻠﻰ رأس ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺣدﯾﺛﺎ.
1
-اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺷﺗرك common lawوﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻫو ﻧظﺎم
ﯾﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواﺑق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣﺻدر ﻣﻠزم ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ ،وﻛذﻟك اﻟﻌرف ،وﯾﻘﺎﺑل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدون ،اﻟذي ﺗﺻدرﻩ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
78
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
1
- paris.justice.fr/index.php?rubrique=11088&ssrubrique=11112&article=15504
79
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﯾن ،اﻟرﺋﺎﺳﻲ واﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﯾوﺟد ﻧظﺎم ﻧﯾﺎﺑﻲ ﺛﺎﻟث ،وﻫو ﺻورة ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،وﻫو ﻧظﺎم اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ،وﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ،وﯾﺗﻣﯾذ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑدﻣﺞ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ واﺣدة /وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻧظﺎم )ﻣطﻠب أول( وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ )ﻣطﻠب ﺛﺎن(
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺟوﻫري ﻫو اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﺻدارة.
ﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺳﺑب اﻟﻰ ان اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺧﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌب ،وﻫﻲ اﻟﻣﻌﺑر ﻋن ارادﺗﻪ ،وﻟﻬﺎ
ﺑذﻟك ﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺻور اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،واذا ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻠطﺎت ،ﯾﻛون
ﺑوﺳﻌﻬﺎ ﻋﻬد اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﻛون ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ).(1
وﺑذﻟك ﻓﺎن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧدوب ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻧﻔﯾذي.
ﯾﺳﺗﻧد اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ اﻟﻰ ﻓﻛرة وﺣدة ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ،وﻋدم ﺟواز ﺗﺟزﺋﺗﻬﺎ )أي ﺗﺟزﺋﺗﻬﺎ اﻟﻰ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
وﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ( ،واﻟﺳﯾﺎدة ﻟﻠﺷﻌب ،واﻟﺷﻌب اﺧﺗﺎر ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ،ﻓﻬم ﺑذﻟك اﺻﺣﺎب اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻛل اوﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎدة
) ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ(.
ﺗﻌﺗﺑر اﻓﻛﺎر ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ،ذﻟك ان روﺳو ﻛﺎن ﯾرى ان اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وﺣدة ﻻ ﺗﺗﺟزأ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺗرﻛز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻷﻧﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﺎن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻻ
ﺗﻌﺑر ﻋن اﻹرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻘوم ﺑذﻟك ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
1
ﻓؤاد ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 393
80
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
-1ﺗرﻛﯾز اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾد اﻟﺑرﻟﻣﺎن :إذ ﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﺑﺄن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣرﻛزﻩ ﺑﯾد اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،إذ
ﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﻣﺞ اﻟﺳﻠطﺗﯾن وﻟﯾس اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ -ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان رأﯾﻧﺎ -إذ إن اﻟﺑرﻟﻣﺎن
اﻟﻣﻧﺗﺧب ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌب ﻫو اﻟذي ﯾﻘﺑض ﺑﯾدﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﯾﺔ اﻷﻣور ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وﯾﻘوم ﺑﻛل اﻟﺳﻠطﺎت ﺳواء
أﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت واﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد ﺗﺷرﯾﻌﻲ أم ﺗﻧﻔﯾذي ،وﯾﺧﺗﺎر اﻟﺑرﻟﻣﺎن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ واﻟوزراء
ﻹدارة اﻟﺷؤون اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﯾﺧﺿﻌون ﻓﻲ ﺗﻠك اﻹدارة).(2
-2ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن .ﻣﺎدام اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺧﺗﺎر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ واﻟوزراء ،ﻓﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺳﺗﻛون ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻪ ،إذ إن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗوﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻹﺷراف
ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻬﺎ ،وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﻌدﯾل ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺣﺗﻰ إﻟﻐﺎؤﻫﺎ ،واﻟو ازرة ﻣﺳؤوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎً أﻣﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(3
-3اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ .إذ ﯾﺗطﻠب ﻋﻣل ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن
اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻟﯾس أﺳﺎس اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎ ظﻬر ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ أو اﻟﺗﻌﺎون
واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ .وﻧرى ﻫﻧﺎ إن ﻫﺎﺗﯾن
اﻟﺳﻠطﺗﯾن ﺗﺑدوا وﻛﺄﻧﻬﻣﺎ ﺳﻠطﻪ واﺣدة أي ﻫﻧﺎك دﻣﺞ ﺑﯾن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن وﻟﯾﺳت ﻫﻧﺎك اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﻣﺣددة ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﺧﺿوع ﺗﺎم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ).(4
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺟد اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋدة ،ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻧدﺛر وﺣﻠت ﻣﺣﻠﻪ ﻧظم أﺧرى ،وﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﺎزال ﻣطﺑﻘﺎ ﺣﺗﻰ
اﻵن.
1
-ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق271-270 ، ،
2
-ﻓؤاد اﻟﻌطﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص409
3
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 290
4
-ﺛروت ﺑدوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .275
81
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
طﺑﻘت ﻓرﻧﺳﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻷول ﻣرة ،ﻋﻘب اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ، 1792وﻗد أطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﺳم
"ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ" واﺳﺗﻣر ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ،1795وﻗد أﻣﻛن ﻷﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣؤﻗت "
اﻟﺣﻛوﻣﺔ" ﯾدﻋﻲ "روﺳﺑﯾﯾر" ﻣن أن ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻘﯾم ﻣن ﻧﻔﺳﻪ دﻛﺗﺎﺗو ار ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد.
ﺛم ﻋﺎدت ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻘب ﺛورة ﻋﺎم 1848وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾدم طوﯾﻼً ،وﻗد ﻋﻬدت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﺷﺧﺎص ﯾﺗوﻟون أداﺋﻬﺎ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ،ﺛم
اﻧﺗﻬﻰ اﻷﻣر أﺧﯾ اًر ﺑﺄن ﺗوﻟﻰ اﻟﺟﻧرال "ﻛﺎﻓﯾﻧﺎك" أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺣدﻩ ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﻣن
اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
ورﺟﻌت ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﺷﻛل ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ ﺳﻧﺔ 1871وذﻟك ﺑﻌد ﺳﻘوط اﻹﻣﺑراطور "ﻧﺎﺑﻠﯾون
اﻟﺛﺎﻟث" إذ اﺳﺗﺣوذت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﺧﺗﺎرت اﻟﻣﺳﯾو "ﺛﯾﯾر" ﻟﯾﻘوم
ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ أﻧﻪ ﯾظل ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺣق ﻋزﻟﻪ
ﻓﻲ أي وﻗت وﻓﻌﻼً ﺗم ﻋزﻟﻪ ﺳﻧﺔ ،1873وﻋﯾﻧت ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣﺎرﺷﺎل "ﻣﻛﻣﺎﻫون".
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻧظ ار إﻟﻰ اﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﻬﺎ
أن ﺗﻘوم ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﻘد ﻋﻬدت ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻟﺟﺎن ﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﺗﺄﻟف ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻣن أﻋﺿﺎء ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻣن
ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺗﻧﺣﺻر ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و
إﺷراﻓﻬﺎ).(1
ﻋرﻓت ﺗرﻛﯾﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ دﺳﺗورﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ،1924ﻗﺎم ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﯾﺟﻣﻊ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ،و ان ﻛﺎن ﯾﻧﻔرد ﺑﻣزاوﻟﺔ
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ،ﻓﺎﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﻬد ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻣن
ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻪ ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟرﺋﯾس ﺑدورﻩ اﺧﺗﯾﺎر اﻟوزراء ﺑﺷرط أن ﯾﻛوﻧوا ﺣﺎﺋزﯾن ﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺟﻠس ،وﻣن ﺛم ﺗﻛون
ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ٕواﺷراﻓﻪ ،ﻏﯾر أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ
ﻛﻣﺎل اﺗﺎﺗورك اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺳﯾطـر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ وأن ﯾﺻﺑﺢ ﻛظﻠﻪ ،ﻻ ﯾﻌﺻﻰ ﻟﻪ أﻣ ار ،وﻛﺎن
1
-ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﻟﯾﻠﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 371
82
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن أﻧﺻﺎرﻩ وﻣن أﻋﺿﺎء واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﻌدو ﻣﺔ ) ،(1وﻣن ﺛم ﺟﻌل
ﻣن ﻧﻔﺳﻪ دﻛﺗﺎﺗو ار طوال ﻣدة ﺣﻛﻣﻪ).(2
ﯾﺑدو ﺟﻠﯾﺎً إن ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾظﻬر ﺑﻌد اﻟﺛورات واﻻﻧﻘﻼﺑﺎت وﻓﻲ ﻓﺗرات ﻋدم
اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﯾد أﻧﻪ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺳرﯾﻌﺎً ،أي أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إﻧﻪ ﺧﯾﺎر ﺗﻛﺗﯾﻛﻲ ﻻ إﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وﻗد ظﻬر
ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺛل
دﺳﺗور اﻟﻧﻣﺳﺎ 1920ودﺳﺗور ﺑروﺳﯾﺎ ودﺳﺗور ﺑﺎﻓﺎرﯾﺎ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺗﯾن ،ودﺳﺗور ﺳوﯾﺳرة.
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﺳوﯾﺳرة ﻫﻲ اﻟﻛوﻧﻔﯾدراﻟﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ،La confédération Suisseوﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ أﺛر
ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻻﺗﺣﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ.
-اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻔﯾدراﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻐر ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻗﻠﺔ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ.
ﺳوﯾﺳرة ﻣﻛوﻧﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣن 26ﻣﻘﺎطﻌﺔ أو ﻛﺎﻧﺗوﻧﺎ او دوﯾﻠﺔ ،ﻛﺎﻧت ﺳﺗﺔ ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺻف
ﻣﻘﺎطﻌﺔ أو ﻧﺻف ﻛﺎﻧﺗون ،ﻟﻛﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻣﻧذ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 1999ﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻣﺛل ﺑﻘﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻷﺧرى.
1
-ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻧﺔ 1935ﻗرر اﺗﺎﺗورك أن ﯾﺗرك 16ﻣﻘﻌدا ﻟﻠﻣرﺷﺣﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻌﺎرﺿﺔ
ﺻوت ﻣﺳﻣوع ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ،وأوﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﺑﯾﺎﻧﻪ ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن ﻗﺎﺋﻼ" :ان ﻋﻣﻠﻧﺎ اﻟوطﻧﻲ ﻟن ﯾزداد اﻻ ﻗوة اذا أﻣﻛن
ﻟﻣواطﻧﯾن ﻣﺧﻠﺻﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺣزﺑﻧﺎ اﻧﺗﻘﺎدﻩ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ داﺧل اﻟﻣﺟﻠس".
2
-ﻧﻌﻣﺎن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 390
3
-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 151
83
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1291وﻗﻌت ﺛﻼث ﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻣﻧﻬﺎ ،وﻫﻲ Uri; Shwitz; Unterwalden :ﻣﻌﺎﻫدة دﻓﺎع داﺋﻣﺔ
ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﻧﻣﺳﺎوﯾﺔ واﻟﺟرﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺑداﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻼﺗﺣﺎد .وﺧﻼل اﻟﻘرﻧﯾن
اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن اﻧﺿﻣت إﻟﯾﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺎت أﺧرى وﻛوﻧت " ﺗﺣﺎﻟف اﻟﺛﻼث ﻋﺷر ﻣﻘﺎطﻌﺔ".
وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ) 1648ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺣرب اﻟﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧت واﻟﻛﺎﺛوﻟﯾك( أﻗرت ﻣﻌﺎﻫدة وﺳﺗﻔﺎﻟﯾﺎ
ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺗﺎم ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت.
وﻧظﺎم اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻛﺎن ﻣﻌﻘدا ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣؤﺗﻣر ﺳﻧوي ﯾﺣﺿرﻩ ﻣﻧدوﺑون ﻋن اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت وﯾﺗﺧذون
ﻗ ارراﺗﻪ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،وﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺑظﻬور أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال واﻹﻗطﺎﻋﯾﯾن.
ﻗﺎﻣت اﻟﺟﯾوش اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1798ﺑﺎﺣﺗﻼل اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ،ووﺿﻌت ﻟﻬﺎ دﺳﺗو ار ﻓﻲ 12اﻓرﯾل
ﻣن ذات اﻟﺳﻧﺔ ،ﯾﻘر ﺑوﺣدة اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣوﺣدة ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ
وﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﺳﻧﺔ ،1815ارﺗﻔﻊ ﻋدد اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﻰ 22ﻣﻘﺎطﻌﺔ ،واﻗر ﺣﯾﺎد ﺳوﯾﺳرة اﻟداﺋم.
وﻓﻲ ﻋﺎم 1748اﺷﺗﻌﻠت ﺣرﺑﺎ أﻫﻠﯾﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ،اﻧﺗﻬت ﺑﺎﻧﻬزام اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ ،ووﺿﻊ
دﺳﺗور ﻟﻠﺑﻼد ﻓﻲ 12ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1848ﺣول اﻻﺗﺣﺎد ﻣن ﻛوﻧﻔدراﻟﻲ إﻟﻰ ﻓﯾدراﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ .ﺣﯾث ﺟﻌل ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺳوﯾﺳري ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺣق ﻟﻬﺎ وﺣدﻫﺎ ﺗﻌدﯾل
أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،ﺑﻘﻲ ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﻗﺎﺋﻣﺎ إﻟﻰ أن ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ 19ﻣﺎي ،1874واﻟﻣرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ 18اﻓرﯾل ، 1999وﻫو اﻟدﺳﺗور اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﻓذ).(1
ﺳوﯾﺳرة ،ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان ﻗﻠﻧﺎ ،دوﻟﺔ اﺗﺣﺎدﯾﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ،1848وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ان ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻛون ﻣن
ﻣﺟﻠﺳﯾن ،وﺣﻛوﻣﺔ اﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﻗﺿﺎء اﺗﺣﺎدي ،وﻓﻲ ﺳوﯾﺳرة ﯾﺳﺗﻌﻣﻠون ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﺟﻬزة ﺗﺳﻣﯾﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،واﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،واﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ
1
-ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دون دار ﻧﺷر ،1980 ،ص 480
84
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺳوﯾﺳرة .وﺗﺿم ﻣﺟﻠﺳﯾن ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻷﻫﻣﯾﺔ
واﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﺣدﻫﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﺷﻌب :اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻣﺛل اﻟدوﯾﻼت :ﻣﺟﻠس اﻟدوﯾﻼت):(1
اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ Le conseil national :وﻫو اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺳﻔﻠﻰ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﯾﻣﺛل اﻟﺷﻌب اﻟﺳوﯾﺳري ﺑﺄﺳرﻩ،
وأﻋﺿﺎؤﻩ ال 200ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻋن طرﯾق ﻧﻣط اﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ﻣوﺣد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت وﻫو اﻟﺗﻣﺛﯾل
اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺷﻌب اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت ،ﻟﻣدة 04ﺳﻧوات).(2
ﯾﻣﺛل ﻛل ﻛﺎﻧﺗون داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،ﯾﻧﺗﺧب ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻧواب ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻌدد ﺳﻛﺎﻧﻪ ،ﻋﻠﻰ ان ﻻ ﯾﻘل ﻋﻠﻰ
ﻧﺎﺋب واﺣد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﯾﻘل ﻋن اﻟﻣﻌدل اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻣﻘﻌد اﻟواﺣد
) 38000ﻧﺳﻣﺔ ﺣﺳب اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت :(2007ﻓﻣﺛﻼ زﯾورﯾﺦ Zurichﻟﻬﺎ 34ﻣﻘﻌد ،ﻏﻼرﯾس ،ﻧﯾدواﻟد
Nidwaldو اوﺑواﻟد Obwaldﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻘﻌد واﺣد(
ﻣﺟﻠس اﻟدوﯾﻼت )اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت( :Le conseil des Etatsوﯾﻣﺛل اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت )اﻟدوﯾﻼت( وﻋدد
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس 46ﻋﺿوا )أي ﻋﺿوان ﻋن ﻛل ﻛﺎﻧﺗون ،وﻋﺿو واﺣد ﻋن ﻛل ﻧﺻف
ﻛﺎﻧﺗون( ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ.
ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺳب اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ اﻟﻣﻘرر ﻟﻛل ﻛﺎﻧﺗون ،واﻟذي ﯾﺟرى ﻓﻲ اﻏﻠﺑﯾﺗﻬﺎ
ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،ﻣﺎﻋدا ﻓﻲ ﻛﺎﻧﺗون Juraأﯾن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﺳﺑﻲ.
اوﻛل اﻟدﺳﺗور اﻻﺗﺣﺎدي ﻟﻠﻣﺟﻠﺳﯾن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ او اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،ﯾﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻣﺟﻠﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ارﺑﻊ دورات ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ،وﯾﺄﺧذ ﻛل ﻣﺟﻠس ﻗ ارراﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻧﻔراد ،اﻻ اﻧﻬﻣﺎ
ﯾﺟﺗﻣﻌﺎن ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﻬﻣﺔ ،ﻣﺛل اﻧﺗﺧﺎب اﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي )اﻟﺣﻛوﻣﺔ(،
وﻗﺿﺎة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟﯾش...
ﻛﻣﺎ ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺟﻠﺳﺎن ﻣﻌﺎ ﻟﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ ،وﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷواﻣر واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت
اﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﺳﺗﺟواﺑﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﻹﺻدار ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻔو.
1
-اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﻐزال ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔاﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﺑﯾروت ،1989 ،ص 327
2
-ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2003 ،ص458
85
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
و ﻫو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻟﺳوﯾﺳري ،وﯾﺗﻛون ﻣن ﺳﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ﯾﻧﺗﺧﺑون ﻟﻣدة أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻣؤﺗﻣر )اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﻣﻌﺎ( ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
)ﻓﻲ ﯾوم واﺣد وﻟﻛن ﻓردا ﻓردا( ،ﻓﺗﻛون وﻻﯾﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻣدة أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ.
ﺗﻘﻠﯾدﯾﺎ ﯾﻌﺎد اﻧﺗﺧﺎب ﻋﺿو اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي اﻟﻰ ان ﯾﻘدم اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ،وﺗﻛﺎد ﺣﺎﻻت ﻋدم إﻋﺎدة اﻻﻧﺗﺧﺎب ان
ﺗﻛون ﻧﺎدرة ) 4ﺣﺎﻻت ﺣدﺛت ﺑﯾن ﺳﻧﺗﻲ 1848و .(2007وﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون ﻷي ﻛﺎﻧﺗون اﻛﺛر ﻣن
ﻋﺿو ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس ،وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻘوﻣﯾﺎت.
ﺗﻧﺗﺧب اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس وﻧﺎﺋﺑﻪ ﻣدة ﺳﻧﺔ واﺣدة ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻻ ﺑﻌد ﻣرور
ﺳﻧﺔ ﻣن اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻬدة اﻻوﻟﻰ ،وﺳﻠطﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻔﯾدراﻟﻲ ﺳﻠطﺎت ﻓﺧرﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ Primus inter
، (2) paresﻓﻬو ﻻ ﯾﻣﻠك ﺣﺗﻰ ﺳﻠطﺎت ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﺗﺟﺎﻩ زﻣﻼﺋﻪ اﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗﻣﺛﯾل اﻻﺗﺣﺎد
ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﻣﺑدأ اﻟﻘﯾﺎدة واﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺻﺢ اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس اﻻ اذا
ﺣﺿرﻩ ارﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ﻣن اﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ،وﯾرأﺳﻪ اﻟرﺋﯾس او ﻧﺎﺋﺑﻪ).(3
1
-ﺳﻌد ﻋﺻﻔور ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌرف ،دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر ،ص 251
2
،وﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ le premier entre les égaux :ﻣﻌﻧﺎﻩ - Primus inter pares
L'expression primus inter pares désigne une personne qui préside une assemblée sans
avoir de pouvoirs propres. On l'emploie pour souligner l'égalité formelle entre les membres
ou le fait que les décisions sont prises par consensus, notamment au sein d'un
gouvernement.
Ainsi, le président de la Confédération suisse est souvent considéré comme un primus inter
pares car il n'exerce, en plus de son propre portefeuille ministériel, que des fonctions de
représentation.
http://fr.wikipedia.org/wiki/Primus_inter_pares
3
-اﻟﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر :اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 290
86
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
ﯾﻣﺎرس اﻟﻣﺟﻠس ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ان ﯾﺧﺗص ﻛل وزﯾر ﺑو ازرة ﻣن اﻟو ازرات
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗﺗﺧذ ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﻲ ،وﻟﯾس ﻷي ﻋﺿو ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ﻣﻧﻔردة ،ﻻن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﯾﻘوم ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﯾﻣﺎرس ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ وذﻟك
ﺑﺈﺧﺿﺎع اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻣﻧﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذةٕ ،واﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻟدﺳﺗور واﻟﻘواﻧﯾن
اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ).(1
وﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ ﻓﺎن اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻻﺧﯾرة ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻋزل أﻋﺿﺎﺋﻪ
واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﻫو اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘرار وﺗوﻓﯾر ﻗدر ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻏﯾر اﻧﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺣق اﺻدار اﻻواﻣر ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،واﺳﺗﺟواﺑﻬﺎ ،واذا ﺛﺑت ان اﺣد اﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ او اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ﻗد ﻓﺷﻠت ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﯾد اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ﻣرة اﺧرى.
وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﻋﻧد ﻧﺷوء ﺧﻼف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺣل
اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ،وﻟﻬذا ﻓﺎن ﺳوﯾﺳرة ﻻ ﺗﻌرف اﻻزﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻫذا اﻻﺳﺗﻘرار ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠوزراء اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺻﺑﻬم
ﻋﺷرات اﻟﺳﻧﯾن).(2
ﻧظ ار ﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ،ﻓﻧﺟد ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
واﺿﺣﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋن اﻷوﻟﻰ ﻓﻬو ﯾﻛﺎد أن ﯾﻛون ﻣﻧﻌدﻣﺎ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي وﻓﻘﺎ ﻟﻠدﺳﺗور ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﻣﺳؤوﻻ أﻣﺎﻣﻪ -
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺣق إﺻدار اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻷواﻣر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،اﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ -
1
-ﻣﻧﺳﻲ ﻋﺑدﻩ ﻣوﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 111
2
-اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﻐزال ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 327
87
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺣق ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ واﻻﺳﺗﺟواﺑﺎت ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،وﻟﻛن ﻟﯾس ﻟﻪ ﺣق ﺳﺣب -
اﻟﺛﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،أو ﻋزل أﺣد أﻋﺿﺎﺋﻪ.
ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾر ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻛل دورة ،وﯾﻘوم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺗﻘرﯾر -
ٕواﺑداء ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ وﺗﻌﻠﯾﻣﺎﺗﻪ).(1
-ﻟﯾس ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ﻧظرﯾﺎ ﺣق اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻏﯾر اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﯾﺑﺎدر ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،وﻻ ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ ﺣق إﺻدارﻫﺎ
-ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ أي ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي
وﻫﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻋﺿﺎء ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ ﻟﻣدة 06ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد.
-ﻓض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﺑﯾن اﻟﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،او ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن دوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎد
-اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة
ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ.
1
-ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1997 ،ص 145
2
-ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 321
88
اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ
إن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ،ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻧﺻوص اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﻓﻘد أﺛﺑت اﻟﺗطﺑﯾق أن اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي
ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺎت ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،واﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘوة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺳﺑب:
-ﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﻣن ﻋدم ﺟواز ﻋزل اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن
اﻟﺗﺻرف و اﻟﻌﻣل ﺑﺣرﯾﺔ ،طوال ﻣدة ﻋﻬدﺗﻪ.
-اﺳﺗﻘر اﻟﻌرف اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺗﺣﺎدي ،ﻋدة ﻣرات ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﻬم
اﻟﺧﺑرة واﻟﻣران وﺗﻬﯾﺊ ﻟﻬم ﺗوطﯾد ﺻﻼﺗﻬم ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻣﺎ ﺣدا ﺑﺎﻟﺑﻌض إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺳو
ﯾﺳرة ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘرار ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻟﻣﺛﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول واﻟﻧظم .
89
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
ﺗﻘوم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟﻣواطﻧﯾن ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑوﺳﯾﻠﺗﯾن ﻋن طرﯾق اﺧﺗﯾﺎر
ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺣﻛم )اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ( ﻣن ﺧﻼل اﻻﻧﺗﺧﺎب ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻷﺣزاب
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷﻣﺔ وﺗوﺟﯾﻪ اﺧﺗﯾﺎرات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
ﻋرﻓت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﺑر ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟطوﯾل أﺳﺎﻟﯾب ﻋدﯾدة ﯾﺻل ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ اﻟﺣﻛﺎم إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻗد اﺧﺗﻠﻔت ﻫذﻩ
اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋﺑر اﻟزﻣن ،وأﻫﻣﻬﺎ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣﻔﻬوم اﻻﻧﺗﺧﺎب
ﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻻﺻطﻼﺣﻲ)ﻓرع أول( ،واﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻼﻧﺗﺧﺎب )ﻓرع ﺛﺎن( واﻟﻰ اﺷﻛﺎﻟﻪ )ﻓرع ﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻻﻧﺗﺧﺎب:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﻫو اﻻﺧﺗﯾﺎر ،ﻓﺎﻧﺗﺧب ,اﻧﺗﺧﺎﺑﺎ ,اﻧﺗﺧب اﻟﺷﻲء أي اﺧﺗﺎرﻩ ,و اﻧﺗﺧﺑﻪ
أي اﺧﺗﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس أو ﺟﻣﻌﯾﺔ أو ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﺛﻼ .....اﻟﺦ.
90
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
اﻣﺎ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎب ،ﻓﯾرﺗﺑط ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﺑﻣﺻطﻠﺢ آﺧر ﻫو اﻟﻣواطﻧﺔ ,اﻟﻠذان ﻫﻣﺎ وﺟﻬﺎن
ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ،وﻣن ﺛم ﻓﺎن اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣﻌﻧﺎﻩ اﺻطﻼﺣﺎ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣواطﻧون ﺑﻛل
ﺣرﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﻧدون إﻟﯾﻬم ﻣﻬﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎدة أو اﻟﺣﻛم ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬم).(1
-1اﻧﺗﺧﺎب ﺳﯾﺎﺳﻲ :ﯾﻛون ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس أي رﺋﯾس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أو أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن أي اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
-2اﻧﺗﺧﺎب إداري :وﻫو اﻟذي ﯾﺧص اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء ﻣﺟﺎﻟس اﻟﺑﻠدﯾﺎت و اﻟوﻻﯾﺎت.
إذن ﻓﺎﻻﻧﺗﺧﺎب ﻫﻲ ﻣﻛﻧﺔ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺳﯾﺎدة ﻣن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ وﻫو اﻟﺷﻌب إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم،
أﺛﯾر ﺟدل ﻓﻘﻬﻲ وﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎب ،وظﻬرت ﻟذﻟك ﻋدة آراء ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺣﺎوﻟت
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣﺳب ﻣواﻗف ﻫؤﻻء ﻣن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
-1اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣق ﺷﺧﺻﻲ :وﯾﻘول ﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ دﻋﺎة ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣﻘﺎ
ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ،أي اﻧﻪ ﺣق ﻟﺻﯾق ﺑﺂدﻣﯾﺔ اﻟﻔرد ﻛﻣواطن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻓﺎن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﻣﻠك ﺣرﻣﺎن اﻟﻔرد ﻣن ﻫذا اﻟﺣق ،وﻻ ﯾﻣﻠك ﻛذﻟك ﺗﻘﯾﯾدﻩ ،وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻓﻘط ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة ﻫذا
اﻟﺣق ،اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﻘدورﻫم ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ،ﻛﺎﻟﻘﺻر وﻋدﯾﻣﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ).(2
وﻫذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺧب وﻣﻣﺛﻠﻪ ﻋﻼﻗﺔ وﻛﺎﻟﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ وآﻣرة ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ
اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻌﺎم ،أي أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺣق اﻻﻧﺗﺧﺎب دون اﺳﺗﺛﻧﺎء ودون ﺷروط ،إﻻ
اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﺷرط اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ واﻟﺳن واﻷﻫﻠﯾﺔ.
ﻣﺎدام ان اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣق ﺷﺧﺻﻲ ،ﻓﺎن اﻟﻣواطن ﯾﻛون ﻟﻪ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ او ﻋدم ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ.
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك ان ﯾﻛون اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ وﻟﯾس إﺟﺑﺎرﯾﺎ.
-1ﺳﻌد ﻣظﻠوم اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣرﯾﺗﻬﺎ وﻧزاﻫﺗﻬﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار دﺟﻠﺔ ،ﻋﻣﺎن ،2009 ،ص 26
-2ﻣﺣﻣد ﺻﻼح اﻟﻐوﯾل ،ﺣق اﻻﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ، ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1996 ،ص 305
91
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
-2اﻻﻧﺗﺧﺎب وظﯾﻔﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ظﻬر ﻫذا اﻟرأي ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺎدت اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻷﻣﺔ ﺑدﻻ ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ .ﻓﻬذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﯾرى أن اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﯾس ﺣﻘﺎ ﻷن
اﻟﺳﯾﺎدة ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻷﻣﺔ وﻟﯾس اﻷﻓراد ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن اﻷﻣﺔ ﺗﻛﻠف ﻣن ﺗﺷﺎء ﻣن اﻷﻓراد ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
إرادﺗﻬﺎ ،وﻫﻛذا ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣﺟرد وظﯾﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣواطﻧون ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠزﻣﻬم وﺗﺟﺑرﻫم ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب إﺟﺑﺎرﯾﺎ ،وﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﻣن ﻟم ﯾؤد ﻫذا اﻟواﺟب ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﺣرم ﻣن
ﺗﺷﺎء ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ).(1
ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣﻘﯾد ،أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓروا
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺷروط ،ﻛﺎﻣﺗﻼك ﺛروة ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋﻘﺎرﯾﺔ ،او اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻣﻌﯾن اﻟﻰ ﻏﯾر
ذﻟك.
وﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻛﺎﻧت ﺗﺄﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻣﺑدأ إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ،إﻟﻰ ﺳﺗﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ.
-3اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣق ووظﯾﻔﺔ )ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ( :ﯾرى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎن اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺣق
اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻻ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫو ﺣق ﻋﺎم او ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾؤﺳﺳﻬﺎ وﯾﻧظم ﻗواﻋدﻫﺎ اﻟدﺳﺗور
واﻟﻘواﻧﯾن ،وﺗوﺿﺢ آﻟﯾﺎت ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ،واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ،ﻷﺟل أن ﯾﺷﺗرك اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ واﻟﺣﻛﺎم.
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﯾس ﺣﻘﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗدﺧل ﻓﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ).(2
وﺟدت ﻣﺣﺎوﻻت ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻠﻣزج ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن ،ﻓﻘد ذﻫب اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻛﺎرﯾﻪ دي ﻣﺎﻟﺑﯾرج إﻟﻰ أن
اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣق ووظﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺗﺎﺑﻊ ،اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻗﯾد اﻟﻧﺎﺧب ﻻﺳﻣﻪ ﻓﻲ ﺟداول اﻻﻧﺗﺧﺎب،
وﯾﻌد وظﯾﻔﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺎﺧب ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻوﯾت.
-1اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003 ،ص269
-2ﻋﻣرو أﺣﻣد ﺣﺳﺑو ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2002 ،ص 88
92
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم :طﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌب ،ﻓﺎن ﻛل ﻣواطن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟزء ﻣن اﻟﺳﯾﺎدة ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺣق اﻻﻧﺗﺧﺎب دون اﺳﺗﺛﻧﺎء او ﺷروط ،ﺳواء اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ
ﻛﺷرط اﻟﺳن واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ.
ﯾرﺟﻊ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻰ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻓﻘد طﺑق ﻓﻲ اﻟﺳوﯾد ﺳﻧﺔ
،1909واﻧﺟﻠﺗ ار ﻓﻲ ،2018وﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ﻓﻲ ،1921وﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ .(1)1948
اﻻﻗﺗراع اﻟﻣﻘﯾد :طﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﺳﯾﺎدة اﻷﻣﺔ ،ﻓﺎن اﻷﻣﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎدة وﻟﯾس اﻟﻣواطﻧﯾن ،وﻟذﻟك ﻓﺎن
اﻷﻣﺔ ﺗﺧﺗﺎر ﻣن ﻫو ﻛفء وﺟدﯾر ﺑﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﺣق اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻷﻧﺎس ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﺷروط ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻛﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺛروة ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋﻘﺎرﯾﺔ ،او اﻟﺣﯾﺎزة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ او ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻌﯾن.
-1أﻧس ﺟﻌﻔر ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2014 ،ص 197
-22ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2006 ،ص 134
93
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
ﻟﻛن ﻟﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣﺧﺎطرﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻧﺗﻘﺎم اﻟﺣﻛﺎم ورﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻗوﯾﺎء ﻣن اﻟذﯾن ﺻوﺗوا ﺿدﻫم،
أو ﻟﻐﯾرﻫم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣواطﻧون ﻻ ﯾﻌﺑرون ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ آراﺋﻬم.
اﻻﻗﺗراع اﻟﺳري :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن ﯾدﻟﻲ اﻟﻧﺎﺧب ﺑﺻوﺗﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﺗﺟﺎﻫﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾت
او اﻟﻣوﻗف اﻟذي اﺗﺧذﻩ ﻓﯾﻪ ،وذﻟك ﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺗﻪ وﻋدم اﻟﺗﺄﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗرﻫﯾب او اﻟﺗرﻏﯾب .ﺣﯾث ﯾﺗم
اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﻲ ﻣﻌزل ،وﯾﺷﺗرط أن ﯾﺿﻊ اﻟﻧﺎﺧب ورﻗﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻧدوق ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗم ﻓﺗﺣﻬﺎ ،وان ﺗﻛون
ﻓﻲ ﻏﻼف ﻏﯾر ﺷﻔﺎف وﻣﻐﻠق ،إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﻗواﻧﯾن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت)،(1
ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري.
-4اﻻﻗﺗراع اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر:
اﻻﻗﺗراع اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو ان اﻟﻧﺎﺧب ﯾﺧﺗﺎر ﻣﺑﺎﺷرة ودون وﺳﯾط ﻧﺎﺋﺑﻪ أو ﻣﻣﺛﻠﻪ ،ﻓﯾﻛون ﻫذا اﻻﻗﺗراع ﻣن درﺟﺔ
واﺣدة ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ .(2)1962
ﯾﻌد اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو اﻷﻗرب اﻟﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺷﻌب اﺧﺗﯾﺎر ﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ.
أﻣﺎ اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﻬو اﻻﻗﺗراع اﻟذي ﯾﻘﺗﺻر ﻓﯾﻪ دور اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻧدوﺑﯾن ﻋﻧﻬم ﯾﺗوﻟون
ﺑدورﻫم ﻣﻬﻣﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻛﺎم أو ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻓﻬﻧﺎك اذن وﺳﺎطﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺧب واﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن،
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣن درﺟﺗﯾن ،وﻣﺛﺎﻟﻪ اﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس اﻻﻣرﯾﻛﻲ ،واﻧﺗﺧﺎب اﻧﺗﺧﺎب اﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر.
ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣواطن ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋن إرادﺗﻪ واﺧﺗﯾﺎرﻩ).(3
ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﺷﻛﺎل اﻻﻗﺗراع:
ﺗﺗﺑﻧﻰ اﻟﺟزاﺋر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 5ﻣن اﻷﻣر رﻗم 01-21اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻣﺎرس 2021اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﺳري اﻟﺣر ،اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر.
ﯾﻛون اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷ ار وﺳرﯾﺎ ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ) ،(4واﻧﺗﺧﺎب ﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ) ،(1وﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر وﺳرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻧﺗﺧﺎب اﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ).(2
-2ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2016 ،ص 612
-3ﻋﻣرو ﻓؤاد ﺑرﻛﺎت ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دون دار ﻧﺷر ،1996 ،ص189
94
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻧظم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻋﺎدة اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟطرق اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻌرض اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن )ﻓرع أول( وﻓرز اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
وﺗﺣدﯾدﻫﺎ )ﻓرع ﺛﺎن( ،.وﻫﻲ ﻛﺛﯾرة ،وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-3ﻣوﻟود دﯾدان ،ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار ﺑﻠﻘﯾس ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2022 ،ص 132
-4اﻧظر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 06-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2اﻓرﯾل 1991اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون 13-89اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 7أوت 1989
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 14اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 3اﻓرﯾل 1991
- -5اﻧظر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2اﻓرﯾل 1991اﻟﻣﺣدد ﻟﻠدواﺋر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ وﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣطﻠوب ﺷﻐﻠﻬﺎ
ﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 14اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 3اﻓرﯾل 1991
95
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
وﻣن ﻋﯾوﺑﻪ اﻧﻪ :اﻧﺗﺧﺎب أﺷﺧﺎص وﻟﯾس اﻧﺗﺧﺎب أﻓﻛﺎر وﺑراﻣﺞ ،ﻛﻣﺎ ان اﻟﺣﻣﻼت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﺗرﺗﻛز ﺣول
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﺗﻬﻣل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑرى.
-2اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ :Le scrutin de liste
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺧب ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺿم أﻛﺛر ﻣن ﻣﺗرﺷﺢ ﻓﻲ إطﺎر داﺋرﺗﻪ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،ﻣن ﺑﯾن
اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،وﻟﯾس ﻣرﺷﺣﺎ واﺣدا ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻔردي ،وﻟﻬذا ﺳﻣﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﺧﺎب
ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻣﺗﻌدد.
ﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﻼد ،ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،اﻟﻰ دواﺋر اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،اي ﯾﺗﺳﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻧطﺎق اﻟﺟﻐراﻓﻲ واﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠداﺋرة
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ).(1
ﯾﺗﻔق ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻊ ﺗﻌدد اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اذ ﯾﻘدم ﻛل ﺣزب ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋدد
ﻣن اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون ﺑراﻣﺞ وأﻫداف اﻟﺣزب وﻣﺑﺎدﺋﻪ.
ﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋدة أﺷﻛﺎل):(2
ﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ :ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺧب ان ﯾﺧﺗﺎر إﺣدى اﻟﻘواﺋم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ،أو رﻓﺿﻬﺎ دون إدﺧﺎل اي
ﺗﻌدﯾل ﻓﯾﻬﺎ .ﺳواء ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﺗرﺷﺣﯾن آﺧرﯾن او ﺑﺣذف أﺳﻣﺎء واردة ﻓﯾﻬﺎ او ﺗﻐﯾﯾر ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن.
-ﻧظﺎم اﻟﺗﺻوﯾت ﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر او اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ :أي ان اﻟﻧﺎﺧب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺗﺎر ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﻘواﺋم ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ
أن ﯾﻐﯾر ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﺣﺳب رﻏﺑﺗﻪ.
-ﻧظﺎم اﻟﺗﺻوﯾت ﻋن طرﯾق اﻟﻣزج :وﻫو ان اﻟﻧﺎﺧب ﯾﺷﻛل ﻣن ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺗﺣﻣل أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم.
-2ﺑوﻛ ار ادرﯾس ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2016 ،ص 339
96
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
وﻫو اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻔوز ﻓﻲ ﻛل داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،اﻟﻣرﺷﺣون اﻟذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ أﻛﺛرﯾﺔ اﻷﺻوات
اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻔردي ،أو ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل
ﻋﻠﻰ اﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻷﺻوات ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ).(1
ﯾﻧﻘﺳم ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ،ﺑﺣﺳب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﻔوز ﺑﺎﻟﻣﻘﻌد أو اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ:
أ -ﻧظﺎم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ او اﻟﺑﺳﯾطﺔ :Système majoritaire pur et simple
ﯾﻔوز ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻟﻣﻘﻌد او اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠداﺋرة اﻟﻣرﺷﺢ أو اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻛﺑر
ﻋدد ﻣن اﻷﺻوات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت ﻣن ﻧﺎﺧﺑﻲ اﻟداﺋرة ،دون اﻟﻧظر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ
ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘواﺋم اﻷﺧرى ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻋدد اﻷﺻوات ﯾﻘل ﻋن ﻧﺻف ﻣﺟﻣوع أﺻوات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن
ﻓﻲ اﻟداﺋرة)(.
ﻣﺛﺎل :داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣﺟﻣوع أﺻواﺗﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت ﻟﻠﻣﺗرﺷﺣﯾن 10.000 :ﺻوت ،ﻋدد
اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ،04 :ﺣﺻل اﻷول 4.000 :ﺻوت ،اﻟﺛﺎﻧﻲ 3.000 :ﺻوت ،اﻟﺛﺎﻟث 2.000 :ﺻوت،
اﻟراﺑﻊ 1.000 :ﺻوت ،ﻓﺎن اﻟﻣﺗرﺷﺢ اﻷول ﻫو اﻟذي ﯾﻔوز رﻏم أن اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ
4.000ﺻوت وﻫﻲ اﻗل ﻣن ﻧﺻف ﻣﺟﻣوع أﺻوات اﻟداﺋرة )(5.000ﺻوت.
ب -ﻧظﺎم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ :Système de la majorité absolue
طﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻔوز اﻟﻣﺗرﺷﺢ أو اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﻌد أو اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠداﺋرة إذا ﻣﺎﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع
أﺻوات ﺗزﯾد ﻋن ﻧﺻف ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت ﻓﻲ اﻟداﺋرة ،أي أن اﻟﻣﺗرﺷﺢ او اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
اﻟﻔﺎﺋزة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل 1 + % 50ﻣن ﻋدد اﻻﺻوات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ).(2
ﻣﺛﺎل :ﻋدد اﻷﺻوات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻲ داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣﺎ 6000ﺻوت ،ﻓﺎن اﻟﻣﺗرﺷﺢ أو اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻔﺎﺋز
ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻷﻗل 3001ﺻوت.
أﻣﺎ اذا ﻟم ﯾﺣﺻل أي ﻣرﺷﺢ او ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﻲ اﻟدور اﻷول ،ﻛﻣﺎ ﻟو ان ﻫﻧﺎك 03
ﻣﺗرﺷﺣﯾن ،ﺣﺻل اﻷول 2900 :ﺻوت ،اﻟﺛﺎﻧﻲ 2000 :ﺻوت ،اﻟﺛﺎﻟث 1100 :ﺻوت .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺟرى دور ﺛﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺢ/اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﯾﻔوز ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻛﺑر
ﻋدد ﻣن اﻷﺻوات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ.
-1ﻣﺣﻣد طﻪ ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2016 ،ص 171
-2ﻓﯾﺻل ﻛﻠﺛوم ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣطﺑوﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،2005 ،ص 387
97
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
ج -اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺻوﻓﺔ :وﻫﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﺛل % 60او ﻏﯾر
ذﻟك.
-2طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﺳﺑﻲ:La représentation proportionnelle :
ﻫﻲ أﻫم اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻟﺟﺄت إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟدول ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣﺛﯾل اﻷﻗﻠﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .وﻓﺣواﻫﺎ أن ﯾﻛون ﻟﻛل ﻓﺋﺔ
ﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﺷﻌب أو ﺣزب ﻣن اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻷﺻوات
اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﻧﺎﺧﺑون ﻓﻲ اﻻﻗﺗراع.
ﯾوﺟد ﺗﻼزم ﺑﯾن اﻷﺧذ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ،واﻷﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧظﺎم
اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻔردي.
ﯾﺟرى ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟدواﺋر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ،ﺛم ﯾﺣدد ﻟﻛل
داﺋرة ﻋدد ﻣن اﻟﻧواب ،ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ .وﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗراع ﺗوزع
اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺣددة ﻟﻠداﺋرة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺣﺳب ﻋدد اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘواﺋم اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻌﻬﺎ.
ﻣﺛﺎل :ﻧﻔﺗرض ان داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ 100.000 :ﺻوت ،وﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ 10ﻣﻘﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
وﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﺗرﺷﯾﺢ ﻓﯾﻬﺎ 04 :أﺣزاب ﺗﻘدم ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن أﺳﻣﺎء ﻣرﺷﺣﯾﻪ.
ﺑﻌد اﻟﻔرز ،ﺣﺻﻠت
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( 60.000 :ﺻوت
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )ب( 20.000 :ﺻوت
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )ج( 10.000 :ﺻوت
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )د( 10.000 :ﺻوت
ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻌﺷر اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠداﺋرة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( :ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ % 60ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات 06 :ﻣﻘﺎﻋد
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( :ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ % 20ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات :ﻣﻘﻌدﯾن
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( :ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ % 10ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات :ﻣﻘﻌد واﺣد
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( :ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ % 10ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات :ﻣﻘﻌد واﺣد
98
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
إذن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻻ ﺗﻬدر أﺻوات أﺣزاب اﻷﻗﻠﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻧﺎﺳب وﻗوﺗﻬﺎ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﻧﺗﺧﺎب ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،ﻓﺎن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣزب )أ( ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔوز ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد
اﻟﻌﺷرة .وﺗﻬدر اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺣزاب اﻷﺧرى.
طرق ﺗوزﯾﻊ اﻟﺑﻘﺎﯾﺎ :ﺑﻌد أن ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ ﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﯾﺣدث داﺋﻣﺎ ان ﺗﻛون ﻫﻧﺎك
ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻋد وﻣن اﻷﺻوات ،ﻓﻛﯾف ﯾﺗم ﺗوزﯾﻌﻬﺎ؟
ﻣﺛﺎل :ﻓﻲ داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻫﻧﺎك 04ﻗواﺋم ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﻰ 05ﻣﻘﺎﻋد ،اﻷﺻوات اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ
ﻫﻲ 90.000 :ﺻوت ،وﻗد ﺣﺎزت ﻛل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )أ( 37.000 :ﺻوت
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب( 26.000 :ﺻوت
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج( 15.000 :ﺻوت
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د( 12.000 :ﺻوت
أوﻻ ﻧﺣﺳب اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ،وﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﻘﺳﯾم ﻣﺟﻣوع اﻷﺻوات اﻟﻣﻌﺑر
ﻋﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ
18.000 = 5 / 90.000
ﻣن اﺟل ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد ﺗﻘﺳم ﻋدد اﻷﺻوات ﻟﻛل ﺣزب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻌﺎﻣل:
اﻟﺑﺎﻗﻲ 1.000 :ﺻوت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )أ( 2 = 18.000 / 37.000 :
اﻟﺑﺎﻗﻲ 8.000 :ﺻوت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب(1 = 18.000 /26.000 :
اﻟﺑﺎﻗﻲ 15.000 :ﺻوت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج(0 = 18.000/ 15.000 :
اﻟﺑﺎﻗﻲ 12.000 :ﺻوت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د(0 = 18.000 /12.000 :
ﯾﻼﺣظ اﻧﻪ ﺗم ﺗوزﯾﻊ ﺛﻼث ﻣﻘﺎﻋد ﻣن ﺑﯾن اﻟﺧﻣس ،وﯾﺑﻘﻰ ﻣﻘﻌدﯾن ،ﻓﻛﯾف ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ
اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ؟
ﻫﻧﺎك ﻋدة طرق ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺑﻘﺎة ،أﻫﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق:
99
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
-طرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻷﻛﺑر :ﻫﻧﺎ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻛﺑر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ ،وﯾﻌطﻰ ﻟﻬﺎ ﺻوت ،ﺛم
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق ،ﯾﻼﺣظ ان اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج( ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻛﺑر ﺑﺎﻗﻲ 15.000ﺻوت ،ﺛم ﺗﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د( ﺑـ
12.000ﺻوت ،ﻓﺗﺄﺧذ ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌد ،وﻫﻛذا ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )أ( 2 :ﻣﻘﻌد
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب( 01 :ﻣﻘﻌد
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج( 01 = 1 + 0 :ﻣﻘﻌد
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د( 01 = 1 + 0 :ﻣﻘﻌد
ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﺣزاب ،إذ ﺗﺷﺟﻊ اﻷﺣزاب اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب
اﻷﺣزاب اﻟﻛﺑﯾرة ،إذ ﯾﻼﺣظ ان اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د( 12.000 :ﺻوت ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌد ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب(
اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌد واﺣد رﻏم أن ﻟﻬﺎ 26.000ﺻوت )أﻛﺛر ﻣن ﺿﻌف ﻋدد أﺻوات اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د(،
ﻟﻬذا ﯾﺄﺧذ ﺑطرﯾﻘﺔ:
-طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌدل اﻷﻗوى :ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﻋدد اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋدد اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﺗﻲ أﺧذﺗﻬﺎ زاﺋد ﻣﻘﻌد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ،ﻓﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل اﻷﺻوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل
ﻗﺎﺋﻣﺔ ،واﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ أﻗوى أو اﻛﺑر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﻘﻌد.
ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق:
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )أ(12.333 = (1+2) / 37.000 :
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب(13.000 =(1+1) / 26.000 :
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج(15.000 =(1+0) / 15.000 :
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )د(12.000 = (1+0) / 12.000 :
اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ج( ﻟﻬﺎ أﻗوى ﻣﻌدل ب 15.000 :ﺻوت ﻓﯾﺄﺧذ اﻟﻣﻘﻌد اﻷول
اﻟﻣﺗﺑﻘﻰ ،واﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )ب( ﻟﻬﺎ ﻣﻌدل ﺛﺎن وﻫو 13.000 :ﺻوت ،ﻓﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻘﻌد
اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ.
ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ )أ( 02 :ﻣﻘﻌد
100
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧظﺎم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،وﺑﻧظﺎم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻷﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻟﺳﻧﺔ (1)2021
ﻛﻣﺎ اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ذات اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﺳﺑﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ
واﻧﺗﺧﺎب اﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ .ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔرز اﺻوات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن واﻋﻼن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﺳﺗﻌﻣل طرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻷﻛﺑر ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 169ﻣن اﻷﻣر 01-21اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10
ﻣﺎرس 2021اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت " ﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي واﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻌﻬدة ﻣدﺗﻬﺎ 05ﺳﻧوات ﺑطرﯾﻘﺔ اﻻﻗﺗراع اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺑﺗﺻوﯾت ﺗﻔﺿﯾﻠﻲ دون
ﻣزج" وأﺿﺎﻓت اﻟﻣﺎدة 68اﻟﻔﻘرة 4ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون " ﺑﻌد ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﺋم اﻟﻔﺎﺋزة ﺑﻣﻘﺎﻋد،
واﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ...ﺗرﺗب اﻷﺻوات اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘواﺋم
اﻟﻔﺎﺋزة ﺑﻣﻘﺎﻋد ،واﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘواﺋم ﻏﯾر اﻟﻔﺎﺋزة ﺑﻣﻘﺎﻋد ،ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺔ ﻋدد اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ
ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ،وﯾوزع ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻘﺎﻋد ﺣﺳب ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺳﺎوى اﻻﺻوات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﺋﻣﺗﺎن أو أﻛﺛر ،ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣﻘﻌد اﻷﺧﯾر اﻟﻣطﻠوب ﺷﻐﻠﻪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﻌدل ﺳن ﻣرﺷﺣﯾﻬﺎ ﻫو اﻷﺻﻐر "
وﻧﻔس اﻻﺣﻛﺎم وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 91و 194ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﺻوص اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
-1اﻧظر اﻟﻣﺎدﺗﯾن 85و 247ﻣن اﻷﻣر 01-21اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻣﺎرس 2021اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ،17اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 10ﻣﺎرس ،2021ﺑﺧﺻوص اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﻣﺎدة
218ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن ذات اﻷﻣر.
101
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ
102
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻓﻛرة ﺗﻛوﯾن اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻛرة ﻗدﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث ﺑرزت اﻷﺣزاب ﻣﻊ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر
ﻛﻔﻛرة ﺑﺳﯾطﺔ ﺛم ﺗطورت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﻧﺷﺎﻫدﻩ اﻟﯾوم ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟدول ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق وﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗطور اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ).(1
وﺗﻌد اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ أﺳﺎس اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣدﯾث .ﻓﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗم اﻹﻋراب ﻋن
اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﺳﻧﻘوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺑدراﺳﺔ اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ):(2
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻧﺳﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺗﻌرﯾف اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﻓرع أول( وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ )ﻓرع
ﺛﺎن(
ﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء و اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب اﺧﺗﻼف
اﻟﻌﻘﯾدة واﻟﻣﻘﺎﺻد ﻟﻛل ﺣزب ،وﺗﺗﻌدد اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻣﺎ
ﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻋدة ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﻧظر ﻣﻧﻪ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﺣزب ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﺻر اﻟﻰ آﺧر).(3
-1ﻧﻌﻣﺎن اﻟﺧطﯾب ،اﻻﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دون دار ﻧﺷر وﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر،1983 ،
ص 150
-2أﻧس ﺟﻌﻔر ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2014 ،ص 220
- -3ﻧﺑﯾﻠﺔ ﻛﺎﻣل ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1983ص ص 198
و .199
103
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻓﺗﺑﻌﺎ ﻷﻫم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺟورج ﺑﯾردو)(1ﯾرى أن اﻟﺣزب "ﻫو ﻛل
ﺗﺟﻣﻊ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾؤﻣﻧون ﺑﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺻﺎرﻫﺎ و ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ
و ذﻟك ﺑﺟﻣﻊ اﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن ﺣوﻟﻬﺎ و اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ" ).(2
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣورﯾس دوﻓرﺟﯾﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻛﺗل اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻣﺗﺣدﯾن ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف
ﻣﻌﯾن).(3
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻫم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﻬو "ﺗﻧظﯾم داﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟوطﻧﻲ
واﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻧدة ﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺑﻬدف اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟطرق
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻣن أﺟل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺣددة").(4
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌرف اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻣﻌﯾن ﺑﻬدف اﻟدﻓﺎع ﻋن أﻓﻛﺎرﻩ
ٕواﻗﺎﻣﺔ ﺣوار ﻣﻊ اﻟﺷﻌب وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﻛﺳب
اﻟﻣؤﯾدﯾن ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻛم.
ﻣن ﻣﺟﻣل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻧﺧﻠص اﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺷﺗرط ﺗواﻓرﻫﺎ
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻣﻌﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﺣزﺑﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ،أﻫﻣﻬﺎ:
-دﯾﻣوﻣﺔ واﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم )اﻟﺗﺟﻣﻊ( :ﻓﺎﻟﺣزب ﻫو ﺗﺟﻣﻊ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ واﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ،أي
أن ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻟﯾس ﻣرﺣﻠﯾﺎً ﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﺎﻛل وﺟدت ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة و اﻻﻧﺣﻼل ﻣن
ﺑﻌد ﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛل .وﺻﻔﺔ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺑﻘﺎء اﻷﺑدي و ﻟﻛن ﻓﻘط أن ﻻ ﺗﻛون ﻓﻛرة
اﻟﺗﺄﻗﯾت ﻣوﺟودة ﺑداﯾﺔ ﻛﺄﺣد أﺳس اﻟﺗﺟﻣﻊ .ﺣﯾث أن ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣزاب ﺗﻧﺣل )اﻻﺧﺗﻔﺎء
-1ﺟورج ﺑﯾردو Georges Burdeauﻓﻘﯾﻪ ﻓرﻧﺳﻲ وﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وﻟد ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ
1905وﺗوﻓﻲ ﺑﻬﺎ ﺳﻧﺔ .1988
2
- Burdeau; Traite de science politique. Tome III p. 206.
-4إﺑراﻫﯾم دروﯾش ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1978ص 159
104
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻣن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻛﻠﯾﺎً ،اﻟﺗﻣزق و اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﻣﻣزﻗﺔ إﻟﻰ أﺣزاب أﺧرى ﻣوﺟودة ﺳﺎﺑﻘﺎً أو
ﺗﺷﻛﯾل أﺣزاب ﺟدﯾدة ،اﻻﻧدﻣﺎج ﻛﻠﯾﺎً ﻓﻲ أﺣزاب أﺧرى( ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
وﻓﻲ ذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي 04-12اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ،(1ﺑﺄن
اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾؤﺳس ﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﺣدودة...
-ﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وطﻧﻲ وﻣﺣﻠﻲ :و ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﺣزب ﯾﻣﻠك ﺗﻧظﯾﻣﺎً ﻣﺗﻛﺎﻣﻼً ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ،أي أن ﯾﻛون ﻟﻬذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻓروع ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أو ﻣﻌظم أﻗﺎﻟﯾم اﻟدوﻟﺔ ،وﯾوﺟد ﺑذﻟك
ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻔروع و اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻣﺣﺻو اًر ﻓﻲ إﻗﻠﯾم
ﻣﻌﯾن أو ﻟﻔﺋﺔ ﻣﺣددة ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺣزﺑﺎً إﻻ ﺗﺟﺎو اًز ،ﻷن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎداة و
اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺿﯾﻘﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺑرﻧﺎﻣﺞ وطﻧﻲ
ﻣﺗﻧﺎوﻻً ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
وﻟذﻟك ،ﻓوﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ، 04-12ﺗﻘﺿﻲ ،أن اﻟﻣؤﺗﻣر
اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﻲ ﻟﻠﺣزب ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﻘد ﺑﺻﻔﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ اﻻ ﺑﺗﻣﺛﯾل ﺛﻠث اﻟوﻻﯾﺎت ﻣوزﻋﺔ ﻋﺑر اﻟﺗراب
اﻟوطﻧﻲ )16وﻻﯾﺔ( ،وﻫذا دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺣزب.
-اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑوﺳﺎﺋل ﻣﺷروﻋﺔ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟﻌﻣل ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ،أي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻬذا اﻟﺗﺟﻣﻊ إرادة ﻣﻌﻠﻧﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟﯾد
اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺳواء ﺑﻣﻔردﻩ أو ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ أﺣزاب أﺧرى.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫدﻓﻪ ﻫو ﻓﻘط اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﯾﺻﻧف ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ
ﻛﻘوة ﺿﻐط .و أن ﯾﺳﻠك ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻬدف اﻟطرق اﻟﻣﺷروﻋﺔ )اﻟﻣﻘررة دﺳﺗورﯾﺎً
-1اﻧظر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 04-12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 12ﺟﺎﻧﻔﻲ 2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 02اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 15ﺟﺎﻧﻔﻲ 2012
105
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎً( ،و ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت و اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺳرﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف ﻟﻠوﺻول
إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ).(1
وﻓﻲ ذﻟك ذﻫﺑت أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 04-12اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﺑﺄن اﻟﺣزب
ﻫو ﺗﺟﻣﻊ ﻣواطﻧﯾن ﯾﺗﻘﺎﺳﻣون ﻧﻔس اﻷﻓﻛﺎر ،وﯾﺟﺗﻣﻌون ﻟﻐرض وﺿﻊ ﻣﺷروع ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﺷﺗرك ﺣﯾز
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠوﺻول ﺑوﺳﺎﺋل دﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺳﻠﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة اﻟﺷؤون
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺑﺣث ﻋن دﻋم )ﻣﺳﺎﻧدة( ﺷﻌﺑﻲ :إن اﻟدﻋم اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻣن ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺣزب
ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ و ﻫذا ﺑﺟﻣﻊ اﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷﻓراد ﺣول اﻷﻓﻛﺎر و اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻬﺎ و ﻫذا
ﺑطرﻗﺔ ﺳﻠﻣﯾﺔ و ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﻗﻧﺎع و ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣن
اﻷﺻوات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻪ اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ.
إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺟد وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻷﺣزاب واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻟدرﺟﺔ أن اﻟﻔﻘﻪ ﯾﻛﺎد ﯾﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ
ﻣن دون أﺣزاب).(2
ﺗﻌد اﻷﺣزاب ﻫﻲ اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ،وﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن
ﺣﯾث أن اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﻌﯾش داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق
رﻏﺑﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أن اﻷﺣزاب ﺿرورة ﯾﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ .إذ إﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﺗﻛوﯾن رأي ﻋﺎم ﯾؤدي ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﺋون اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﺗﺳﻣﺢ ﺑوﺟود ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ
ﺗﺣول دون إﻓﺳﺎد اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
-ﺗوﺟﯾﻪ ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻷﻓراد وﺗﻛوﯾن رأي ﻋﺎم :ﺗﻌد اﻷﺣزاب أداة ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺻراع
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﺣﻠﻘﺔ اﺗﺻﺎل ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻧﺎﺧﺑﯾن وذﻟك ﻣن أﺟل
-1ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم ﺧﯾري اﻟوﻛﯾل ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﺟزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2015 ،ص 44
106
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧﺗظم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺧﻠق رأي ﻋﺎم ﻣﺳﺗﻧﯾر ﺑﺻﯾر ﺑﺣﻘﺎﺋق
اﻷﻣور.
وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟﺎرب أن ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻷﻓراد ﻣن اﻟﯾﺳﯾر اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧطﺎﺑﺔ ودﻓﻌﻬﺎ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗ اررات
ﻋﻔوﯾﺔ دون أي دراﺳﺔ ،أﻣﺎ إذا اﻧﺗظﻣت ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺎت وﻗﺎﻣت ﺑدراﺳﺔ ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ
واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎدﻩ ،ﻷدى ذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﻘرار ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎع ﻋﺎم
ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺧطﺎﺑﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣزب ﯾﻘوم ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓﻛﺎر واﻵراء وﯾﺗوﻟﻰ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧظﯾﻣﯽ ﻣوﺣد وﻋرﺿﻬﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻪ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣزب).(1
-ﻣﻧﻊ ﺗﺣﻛم اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم واﺳﺗﺑدادﻩ واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﺣﻛم اﻷﻗﻠﯾﺔ :ﯾؤﻛد وﺟود اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣول دون ﺗﺳﻠط ﻓرد أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻓراد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ظل وﺟود أﺣزاب ﺗﺷﻌر اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ وﺗﺗرﺳم ﺧطﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺧططﻬﺎ
ﺑﺣذر ﻷﻧﻪ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣزب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟذي ﯾﻛون ﻣن ﺑﯾﻧﻪ أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
اﻷﻋم ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺟد ﻧﻔﺳﻬﺎ داﺋﻣﺎ أﻣﺎم ﺣزب أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺣزاب ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺣﺎﺳﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﻧﺗﻘد ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ).(2
ﻛﻣﺎ أن ﺣرﻛﺔ اﻷﺣزاب ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس،
ﺛم اﻟﻌودة ﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﺗﺣول دون اﺳﺗﺑداد أﺣزاب ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺣﻛم واﻻﺳﺗﺋﺛﺎر
ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ.
ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻣﺛل اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﯾﺟب أن ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻸﻗﻠﯾﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻛوﯾن ﻣﻧظﻣﺎت ﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫﺎ وﺗﻘف ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﻌﺎرض ،وﻻ
ﯾﺗﺄﺗﻰ ذﻟك إﻻ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺣزب ﻣﻌﯾن واﺿﺢ
اﻟﻣﻌﺎﻟم وﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺿوء).(3
-1ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ ،دار اﻟﻔﻛر
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2014 ،ص 158
-2ﯾﺣﻲ اﻟﺟﻣل ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ص197
-3ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ ،دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2014 ،ص 161
107
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑوﺟود اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻣل اﻟﺳری ﺳﯾﺳﺗﺷري واﻟﺧروج ﻋﻠﻰ
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻧﺗﺷر ﺑﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻛﺛرة اﻟﻘﻼﻗل ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻋدم اﻧﺗظﺎم اﻟﻌﻣل ﻋﻣوﻣﺎ ،وﻟﻬذا ﻓﺈن ﻣن
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺣﻛوﻣﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ وﺟود ﻣﻌﺎرﺿﺔ ظﺎﻫرة وأن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم
واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ .وﻣن ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺗﺳﺗﻣد اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟدﻓﻊ اﻟﻼزم ﻟﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣن رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺳﺗﻣرة وﻣﺎ ﺗﺗﯾﺣﻪ ﻣن ﻓرص ﻟﻶراء اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ.
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟوﺿﻊ اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ :ﺗﻘوم اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑدور
ﻗﯾﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ٕواﺑراز اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر .وﯾﺗم ذﻟك
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت وﻋرض وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر داﺧل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﺣزﺑﯾﺔ أو ﻋن طرﯾق اﻟﻧﺷر ﻓﻲ
اﻟﺻﺣف اﻟﺣزﺑﯾﺔ.
ﺗﻧﺷﯾط اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ :ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺣزاب ﻋﺎﻣﻼ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻟﺿم أﻋﺿﺎء ﺟدد وﻟﻛﺳب ﻣؤﯾدﯾن
ﻟﺑراﻣﺟﻬم ﺗﻘوم ﺑﻌﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻟدورﯾﺔ ،وﺗﻌﻬد ﻟﻠﻛﺗﺎب واﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌرﺿون أﻓﻛﺎرﻫم
ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر أﻓﻛﺎر اﻟﺣزب ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم اﻷﺣزاب ﺑطرح اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ٕواﺛﺎرة
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻏﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر وﺗﺣﺛﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﻓﯾﻪ وﯾﻌﻣﻠوﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻧﻘﺳم اﻷﺣزاب إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ،وﯾﻌزو ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻔوارق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص أﯾدﻟوﺟﯾﺗﻬﺎ
وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺣﺟﻣﻬﺎ وأﻫداﻓﻬﺎ ،وﻧﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑذﻟت ﻣن أﺟل إﯾﺿﺎح
ﺗﻘﺳﯾم أﻣﺛل ﻟﻸﺣزاب)ﻓرع أول( ﺛم ﻧﻌرض ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻸﺣزاب)ﻓرع ﺛﺎن(.
ﺣﺎول ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺗﻘﺳﯾم اﻷﺣزاب ،وﻣن أﺷﻬر اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟذﯾن ﺣﺎوﻟوا ذﻟك اﻷﺳﺗﺎذ ﻣورﯾس
دﯾﻔرﺟﯾﻪ اﻟذي ﻗﺳم اﻷﺣزاب اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎرﯾن اﻷول :ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺑﻧﯾﺎن واﻟﺗرﻛﯾب
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﺣزاب ،واﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﺿوﯾﺔ ):(1
108
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
أ -أﺣزاب اﻟﻛوادر :Partis de Cadresوﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض أﺣزاب اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة ،وﯾﻌﺗﻣد
اﻟﺣزب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣؤﺛرة .وﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﺳﺗﻘطﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت
اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣرﻣوﻗﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ دون اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدد ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء).(1
وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺣزاب ﻻ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﺻﻠﺑﺔ ﻷن ﺗﻛوﯾﻧﻪ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ،ﻟﻔﻘد اﻟﺻﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ،وﯾﻌﻣل ﻋﺎدة ﻣن ﺧﻼل ﻟﺟﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟوﺣدات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ.
ب -اﻷﺣزاب اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ :Les Partis de Massesﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺣزاب ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺳﺎﺑﻘﯾﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺿم أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷﻓراد ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط اﻷﺣزاب وأﻋﻣﺎﻟﻬﺎ .وﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ
اﻷﺣزاب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدﻗﯾق واﻟﻣﺣﻛم واﻟطﺎﻋﺔ ﻟﻘﯾﺎدات اﻟﺣزب اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﺟﻣﺎﻫﯾر
اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻗﺎدة ﻫذﻩ اﻷﺣزاب ﺑﺎﻟﻧﻔوذ واﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﻋﺿﺎء اﻟﺣزب.
وﺗﺗﺣدد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﺣزاب اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣرات دورﯾﺔ ﺗﺗم ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﻓﻲ ﺟو دﯾﻣوﻗراطﻲ
ﺣر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة ﺣﺗﻰ اﻟﻘﻣﺔ).(2
وﻣن أﺑرز اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺣزاب ،اﻷﺣزاب اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ واﻷﺣزاب اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ واﻷﺣزاب
اﻟﻔﺎﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺣرﺑﯾن اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺗﯾن ﻣﺛل اﻟﺣزب اﻟﻔﺎﺷﻲ اﻹﯾطﺎﻟﻲ واﻟﺣزب اﻟوطﻧﻰ
اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ )اﻟﻧﺎزي(.
ﯾﻘﺳم اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻣورﯾس دﯾﻔرﺟﯾﻪ اﻷﺣزاب اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻌﺿوﯾﺔ إﻟﻰ أﺣزاب ﻣﺑﺎﺷرة وأﺣزاب ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة.
-1ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 215
-2ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﻐط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ص 37
109
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
أ -اﻷﺣزاب اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﺿوﯾﺗﻬﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﺑﺎﺷرة ،أي ﺑﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم طﻠب
اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﺣزب ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻔرد ﻋﺿوا ﻓﯾﻪ ،وﯾﻠﺗزم اﻟﻌﺿو ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺣزاب ﺑدﻓﻊ اﺷﺗراك
ﺷﻬري ﻟﻠﺣزب ،وﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻘدﻫﺎ اﻟﺣزب.
ب -اﻷﺣزاب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﻫﻲ اﻷﺣزاب اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗم اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠب ،ﺑل
ﺗﻛون اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وأﻋﺿﺎء اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت واﻻﺗﺣﺎدات واﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت وأﺑرز
اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺣزاب ﺣزب اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ.
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌدد ﺻور وﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث
ﺻور ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ،وﻫﻲ دول ﺗﺄﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،ودول ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺣزﺑﯾﺔ ودول ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ:
أوﻻ -ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد :ظﻬر ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻏداة ﻧﺟﺎح اﻟﺛورة
اﻟروﺳﯾﺔ ،ﺛم اﻧﺗﺷر ﺑﻌدﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر دول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ .وﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث .وﻧظﺎم
اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺟﺎﻣدا ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾوﺟد ﺣزب واﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾﺣﺗﻛر
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ وﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛم ،وﻻ ﯾﺟﯾز وﺟود ﺗﻧظﯾﻣﺎت أﺧرى إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻻ
ﯾﺳﻣﺢ ﺑوﺟود ﺗﯾﺎرات داﺧل اﻟﺣزب وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻗﺑل ﺗﻔﻛﻛﻪ
ﺑﺗﻔﻛك اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ،واﻟﺣزب اﻟﻧﺎزي ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد ﻫﺗﻠر ،اﻟﺣزب اﻟﻔﺎﺷﻲ ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ
ﻋﻬد ﻣوﺳوﻟﯾﻧﯽ ،اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻘوﻣﻲ واﻻﺗﺣﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟرﺋﯾس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد
اﻟﻧﺎﺻر).(1
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾرون وﺑﺣق أن ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻻ ﯾﻌد ﺿﻣن اﻟﻧظم
اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻷن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﺎﻓﺎة ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﻟﻣﺿﻣون .ﻷن اﻟﻧظﺎم اﻟﺣزﺑﻲ
ﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﻣن ﺣزب واﺣد ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻟن ﯾﻛون أﻛﺛر ﻣن أداة ﻓﻲ ﯾد
اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺳﺧرﻩ ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ وﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ).(2
110
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻻ ﻋﺟب أن ﻧرى أن ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻛﺎن ﻋﻣﺎد اﻟﻧظم اﻟدﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ ﻛﺎﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ
ودول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻗﺑل اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن،
وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ اﻟﻔﺎﺷﯾﺔ وأﻏﻠب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌدد اﻷﺣزاب ﻛﺎن ﻋﻣﺎد اﻟدول
اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ،وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ ﻟﻼﻧدﺛﺎر إن ﻟم ﯾﻛن ﻗد اﻧدﺛر ﻓﻌﻼ).(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ :ﯾﻘوم ﻧظﺎم اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﺟود ﺣزﺑﯾن ﻓﻘط أو ﺣزﺑﯾن
رﺋﯾﺳﯾﯾن ﯾﺗﻧﺎﻓﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺻوات اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن وﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠطﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺻول اﻟﺣزب
ﻟﻠﺣﻛم وﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
واﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﺟﺎﻣدة ،إذا ﻛﺎن ﻛل ﺣزب ﯾﻔرض رأﯾﺎ ﻣﺣددا ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎﺋﻪ أﺛﻧﺎء
اﻟﺗﺻوﯾت ،واﺗﺑﺎع ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺣزب ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوزراء واﻟﻧواب.
وﻗد ﺗﻛون ﻣرﻧﺔ ،إذا ﻛﺎن اﻟﺣزب ﻻ ﯾﺗﺷدد ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎﺋﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع
ﻣﻌﯾن .ﻓﻛل ﻋﺿو ﻟﻪ أن ﯾﺻوت ﻛﻣﺎ ﯾرﻏب دون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺣزب.
وﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟواﺿﺣﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻷن اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﺗﺑﺎدﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﯾﺎ
ﻛل ﻣن ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل وﺣزب اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن ،واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﺣزب اﻟﺟﻣﻬوري واﻟﺣزب اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ إﻻ أن وﺟود ﻫذﯾن اﻟﺣزﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة واﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ).(2
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ وﺟود ﺛﻼﺛﺔ أﺣزاب ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .وﺗﻛﺎد ﺗﺄﺧذ أﻏﻠب دول أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ.
وﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﺗﻘﺎرب اﻷﺣزاب ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون اﻹﺣداﻫﺎ اﻟﺳﯾطرة اﻟﺗﺎﻣﺔ،
وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻻ ﯾﺣﺻل أﺣدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ داﺋﻣﺔ وﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﻔرد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ،وﻟﻬذا ﻧﺟد أﻧﻪ
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﺑﻌض اﻷﺣزاب اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣد أدﻧﻰ ﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ اﻷﻫداف
واﻟﻣﺑﺎدئ).(3
-1ﺣﻣﯾد ﺣﻧون ﺧﺎﻟد ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد ،ص 124
-2ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ،
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1986 ،ص 336
111
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
-1ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟﻣﺳﯾطر :ﻗد ﺗﺄﺧذ دوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ وﻟﻛن أﺣد اﻷﺣزاب ﻫو اﻟذي ﯾﻛون ﻟﻪ
اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋداﻩ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗﺄﺛر دون ﻏﯾرﻩ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ وﯾﺣول دون اﻷﺣزاب اﻷﺧرى اﻟوﺻول
إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ).(1
وﻣن أوﺿﺢ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟﻣﺳﯾطر ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ اﻟﺣزب اﻟرادﯾﻛﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،واﻟﺣزب اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ واﻟﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻓﻲ
اﻟدول اﻹﺳﻛﻧدﻧﺎﻓﯾﺔ واﻟﺣزب اﻟوطﻧﻲ اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻗﺑل ﺛورة ٢٥ﯾﻧﺎﯾر ،۲۰۱۱وﺣزب
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻬﻧدي ﻗﺑل اﻧﻘﺳﺎﻣﻪ ﺳﻧﺔ 1997إﻟﻰ ﺣزﺑﯾن ﻫﻣﺎ ﺣزب اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻘدﯾم وﺣزب اﻟﻣؤﺗﻣر
اﻟﺟدﯾد.
وﻻ ﺷك ﻟدﯾﻧﺎ أن وﺟود اﻟﺣزب اﻟﻣﺳﯾطر ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻌدام اﻟداﻓﻊ اﻟﻣﻧﺷط اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺛﺑﺎت وﻋدم اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻷن ﺗواﺟد ﺣزب ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﺗرة
زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺄﯾﯾد اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻣﻣﺎ ﯾؤدي
إﻟﻰ ﺿﻌف ﻧﺷﺎطﻪ واﺣﺗﻣﺎل اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﻋواﻣل اﻟﻧﻬوض
ﺑﺎﻟدﯾﻣوﻗ ارطﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟﻣﺳﯾطر ﻧﻘل اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﺗﺟﻣﻌﺎت أﺧرى ﻛﺎﻟﻧﻘﺎﺑﺎت أو
ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﻐط.
ورﺑﻣﺎ ﯾؤدي اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﯾﺄس اﻟﺗﺎم ﻣن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﻫذا
اﻟﻧظﺎم ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﻧﺎﻫﺿﺔ اﻟﻧظﺎم ﺑﺄﺳرﻩ وﺗﻛوﯾن اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﺳرﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻻﻧﻘﺿﺎض
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم أو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺿطراﺑﺎت واﻟﻘﻼﻗل داﺧل اﻟدوﻟﺔ.
- 2اﻟﻧظم ﺛﻼﺛﯾﺔ اﻷﺣزاب :وﻫﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﺟد ﺑﻬﺎ ﺳوى ﺛﻼﺛﺔ أﺣزاب ﻓﻘط ،وﺗﻛﺎد ﺗﻧﺣﺻر
اﻟدول ﺛﻼﺛﯾﺔ اﻷﺣزاب ﻓﻲ دول ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺟدا ،ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ واﻟﻧﻣﺳﺎ وﻟوﻛﺳﻣﺑورج) .(2وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻧﺎ
-1اﻟﺳﯾد ﺧﻠﯾل ﻫﯾﻛل ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ﻓﻛرة وﻣﺿﻣون (،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﺳﯾوط ،1979 ،ص72
-2ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻻﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 307
112
اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس :ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣواطن ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظم اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ اﻷﺣزاب ﻧظﻣﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ إﻟﻰ
ﻧظﺎم اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
-3اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ اﻟﺗﺎم :وﻫو اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﺗﺗﻌدد ﻓﯾﻪ اﻷﺣزاب ،وﯾﻛون ﻛل ﺣزب ﻣﺳﺗﻘل ﻋن
اﻟﺣزب اﻵﺧر ،وﯾﺗﻣﺳك ﻛل ﻣﻧﻪ ﺑﻣوﻗﻔﻪ اﻟذي ﯾﻌﺑر ﺑﻪ ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻓﺋوﯾﺔ ﻣﺣدودة .ﺗﻌﺗﺑر ﻓرﻧﺳﺎ
ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ أﻣﺛﻠﺔ ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻟﺗﻌدد اﻷﺣزاب .ﻓﻧظ ار ﻟﻛﺛرة اﻷﺣزاب ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ ﻓﻧﺎد ار ﻣﺎ
ﯾﺣﺻل ﺣزب ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻓﻛرة اﻻﺋﺗﻼف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣزاب أﻣر ﺿروري وﻻزم
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻌﻛس ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ داﺧل اﻟدوﻟﺔ).(1
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺣﺎﻟف أﺣزاب اﻟﯾﺳﺎر ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ ،1974واﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ واﻟﺣزب
اﻻﺷﺗراﻛﯽ ،ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺿﻣت اﻟﺣزب اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻣن أﺟل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وأﺣزاب اﻟوﺳط
وﺗﺟﻣﻌوا ﺣول اﻟرﺋﯾس ﺟﺳﯾﻛﺎر دﺳﺗﯾﺎن ﻹﻧﺟﺎﺣﻪ وﺗﺣﻘق ﻟﻬم ﻣﺎ ﯾرﯾدون .وﺟﺑﻬﺔ اﻹﻧﻘﺎذ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ
ﻣﺻر واﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻋﺎم 2013ﻣن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﺣزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
113
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم اﺳﺗﻌراﺿﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ،ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻫﻲ
أﺳﺎس دراﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،وان اﻟدراﺳﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻘﯾم ﺑدراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻟوﺣدﻫﺎ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ﻣوﺿوع ﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺳداﺳﻲ اﻷول ﺑﻌﻧوان ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﺎﻟم ﺗﺗوج ﺑدراﺳﺔ
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ.
اﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ﺗﻌﺗﺑر ﻫﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟوﺿﻌﻲ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون
اﻟدﺳﺗور ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘواﻋد ﻋن ﻣﺛﯾﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون .ﻓﻬﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻬﺎ
ﻗواﻋدﻫﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻰ اﺧﺗﻼف
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ
واﻟﺣرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻼﻗﺔ
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻷﻓراد أو ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻓراد ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺑﻌض .وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك اﻻﺧﺗﻼف ﻣن ﻋدم ﺗﻣﺎﺛل ﻣﺻﺎدر
اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻧﻔﺎذ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد وطرﯾﻘﺔ ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ووﺳﺎﺋل اﻧﻬﺎﺋﻬﺎ.
ﻓﻛذا اﻟﺣﺎل ﻓﺎن اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ اﻟﻰ أﺧرى ،ﻣن ﺧﻼل أﺳﺎس اﻟﺗﻘﺳﯾم وﻻ
ﺳﯾﻣﺎ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻓﺎﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻧق ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎم ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﺗﺄﺧذ
ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،واﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻧﺟﻠﺗ ار واﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ودول ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺟدا اذا ﻟم ﺗﻛن دوﻟﺔ ﺳوﯾﺳرة ﻟوﺣدﻫﺎ ﺗدﻣﺞ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﯾﺳﻣﺔ ﻧظﺎﻣﻬﺎ ﺑﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ.
ﻏﯾر أن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدول ﻟم ﺗﺧﺗر ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻻﻧظﻣﺔ ،ﺑل ادﻣﺟت
ﻣظﺎﻫر ﻧظﺎﻣﯾن اﺛﻧﯾن وﻫﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،واﻧﺷﺄت ﻧظﺎﻣﺎ ﻫﺟﯾﻧﺎ راﺑﻌﺎ ،وﻫو
اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﻪ اﻟرﺋﺎﺳﻲ.
114
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
-اﻻﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ،اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10دﯾﺳﻣﺑر
.1948
-
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 06-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2اﻓرﯾل 1991اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون 13-89اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
7أوت 1989اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 14اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 3اﻓرﯾل
1991
-إﺑراﻫﯾم دروﯾش ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة 1978
115
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
-اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،2003
-اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﯾﺣﺎ ،ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﺑو
اﻟﻌزم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة2005 ،
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺧﺎﻟدي ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ودار ﺷﺗﺎت ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺑرﻣﺟﯾﺎت ،اﻟﻘﺎﻫرة،2011 ،
-أﻧس ﺟﻌﻔر ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2014 ،
-اﻟﺳﯾد ﺧﻠﯾل ﻫﯾﻛل ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ﻓﻛرة وﻣﺿﻣون (،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﺳﯾوط،ﻣﺻر1979 ،
-ﺑوﺻﻧوﺑرة ﺧﻠﯾل ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﻧﺷورات
ﻧوﻣﯾدﯾﺎ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ2010 ،
-ﺑوﻛ ار ادرﯾس ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2016 ،
-ﺗﯾﺳﯾر ﻋواد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر1993 ،
-ﺣﺳﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ1998 ،
ﺣﺳﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن1989 ،
-ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ذوﻗﺎن ﻓرﻗوط ،ﻣﮑﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ،ﺑﻐداد1983 ،
-ﺟورﺟﻲ ﺷﻔﯾق ﺳﺎري ،اﻷﺳس واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ارﻛﺎن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة2002 ،
-ﺣﻣدي ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ
واﻻﺳﻼﻣﻲ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ2014 ،
116
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
-ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻋﻣر ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟوﺿﻌﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ،
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2011 ،
-ﺣﻣدي ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،2016
-ﺣﻣﯾد ﺣﻧون ﺧﺎﻟد ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد ،ﻣن دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر
-ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ذوﻗﺎن ﻓرﻗوط ﺑﻐداد ﻣﮑﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ 1983
-رﺟب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دون دار ﻧﺷر،2006 ،
-ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ2005 ،
-ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﻐط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة
-ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.2007 ،
-ﺳﻌد ﻋﺻﻔور ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌرف ،دون
ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر،
-ﺳﻌد ﻣظﻠوم اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣرﯾﺗﻬﺎ وﻧزاﻫﺗﻬﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار دﺟﻠﺔ ،ﻋﻣﺎن،
،2009
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر2016 ،
-ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث:
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،طرق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،2021 ،
ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ:
ﺗطﺑﯾﻘﺎت أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر2021 ،
-ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻻﺳﻼﻣﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة،1986 ،
117
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
-طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف ،ﻧظرﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
-ﻋﺎدل ﻗراﻧﺔ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ2013 ،
-ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
2002
-ﻋطﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ،
دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ2014 ،
-ﻋﻣرو أﺣﻣد ﺣﺳﺑو ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2002 ،
-ﻓؤاد اﻟﻌطﺎر ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة1974 ،
-ﻓﯾﺻل ﻛﻠﺛوم ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣطﺑوﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق،
،2005
-ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2006 ،
-ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ1997 ،
-ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑودي ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗطور اﻻﻧظﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻣﺻرﯾﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗﺟﻠﯾد ،اﻟﻘﺎﻫرة2006 ،
-ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دراﺳﺔ ﻷﺳس وﺻور اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻟﻠﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
1971
118
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﺧﯾري اﻟوﻛﯾل ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﺟزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣرﻛز
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة2015 ،
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻧظم اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ أﺻول اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋﺎﻟم
اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر
-ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟذوب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،وأﻫم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ﺑﯾروت1998 ،
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ1996 ،
-ﻣﺣﻣد ﺻﻼح اﻟﻐوﯾل ،ﺣق اﻻﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ، ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ1996 ،
-ﻣﺣﻣد طﻪ ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت،2016 ،
-ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﺟﻣﯾﻠﻲ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،دار اﻟﻘدس ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻣﻧﺻورة،
ﻣﺻر ،ﻣن دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر
-ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﻟﯾﻠﺔ ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة،1971 ،
-ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة2003 ،
-ﻣﻧﺳﻲ ﻋﺑدﻩ ﻣوﺳﻰ ،اﻟﻧظم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ودور وﺳﻠطﺎت وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻟدول ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة2018 ،
-ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣود ﻋﻔﯾﻔﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دراﺳﺔ وﺿﻌﯾﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول :اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ
طﻧطﺎ ،دون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر
-ﻣوﻟود دﯾدان ،ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،دار ﺑﻠﻘﯾس ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر،
2022
-ﻧﺑﯾﻠﺔ ﻛﺎﻣل ،اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة 1983
-ﻧزﯾﻪ رﻋد ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،طراﺑﻠس ،ﻟﺑﻧﺎن2012 ،
119
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻎ
ﻧﻌﻣﺎن اﻟﺧطﯾب ،اﻻﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دون دار ﻧﺷر وﺗﺎرﯾﺦ
ﻧﺷر1983 ،
-ﻧﻌﻣﺎن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،2011 ،
120