Professional Documents
Culture Documents
Distr.: General
7 August 2015 الجمعية العامة
Arabic
Original: English
المحتويات
الصفحة
3 أوالً -مقدمة
4 ثانياً -تعريف احلكومة احمللية
ثالثاً -الدول واحلكومات احمللية :الواجبات املشرتكة واملتكاملة من أجل احرتام حقوق اإلنسان
6 ومحايتها وإعماهلا
8 رابعاً -دور احلكومة احمللية يف محاية وتعزيز حقوق اإلنسان
11 التحديات الكربى اليت تواجهها احلكومات احمللية يف جمال محاية وتعزيز حقوق اإلنسان خامساً -
13 سادساً -آليات حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي
14 سابعاً -مدينة حقوق اإلنسان :اإلطار املفاهيمي واملبادئ التوجيهية
ثامناً -دور اجملتمع املدين يف ختطيط وتنفيذ األنشطة الرامية إىل تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان على
17 الصعيد احمللي
18 تاسعاً -أفضل املمارسات
23 عاشراً -االستنتاجات والتوصيات
GE.15-13369 2/24
A/HRC/30/49
أوالً-
مقدمة
-1يف آب/أغسطس ،2012ق ّدمت اللجنة االستشارية جمللس حقوق اإلنسان إىل اجمللس
مقرتح حبث بشأن احلكومة احمللية وحقوق اإلنسان ( )A/HRC/AC/9/6للنظر فيه واملوافقة عليه.
-2ويف 26أيلول/سبتمرب ،2013اعتمد اجمللس القرار 24/2الذي أحاط فيه علماً
مبقرتح البحث املذكور أعاله ،وطلب إىل اللجنة االستشارية أن تع ّد تقريراً قائماً على البحث
بشأن دور احلكومة احمللية يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان ،مبا يف ذلك تعميم حقوق اإلنسان يف
اإلدارة احمللية والدوائر العامة ،بغية حصر أفضل املمارسات وأهم التحديات ،وأن تقدِّم إىل اجمللس
تقريراً مرحلياً عن ذلك يف دورهتا السابعة والعشرين.
-3وإلعداد التقرير املشار إليه أعاله ،طُلب أيضاً إىل اللجنة االستشارية أن تلتمس آراء
وإسهامات الدول األعضاء واملنظمات الدولية واإلقليمية ذات الصلة ومفوضية األمم املتحدة
السامية حلقوق اإلنسان واإلجراءات اخلاصة ذات الصلة ،فضالً عن املؤسسات الوطنية حلقوق
اإلنسان واملنظمات غري احلكومية.
-4وأنشأت اللجنة االستشارية يف دورهتا الثانية عشرة ،املعقودة يف شباط/فرباير ،2014
فريقاً للصياغة كلفته بإعداد التقرير املذكور وعيّنت أعضاء اللجنة التالية أمساؤهم أعضاء يف فريق
الصياغة :ماريو لويس كوريوالنو ،وهدى الصدة ،ولطيف حسينوف (مقرراً) ،وأنانتونيا رييس
برادو ،وديروجالل سيتولسينغ (رئيساً) ،وإميريو تامرات ييغيزو .ويف وقت الحق ،انضمت كاتارينا
بابيل إىل فريق الصياغة وحلت حمل السيد سيتولسينغ رئيسةً ،بينما حلت السيدة الصدة حمل
السيد حسينوف مقررةً .والتحق بفريق الصياغة أيضاً تشانغروك سوه ولورا ماريا كراسيونيان.
-5وأع ّد فريق الصياغة ،عمالً بقرار اجمللس ،24/2استبياناً ُوِّزع على خمتلف أصحاب
املصلحة .وورد حىت اآلن ما جمموعه 67رداً ،منها 22رداً من الدول ،و 20رداً من مؤسسات
وطنية حلقوق اإلنسان ،و 10ردود من منظمات غري حكومية ،و 12رداً من سلطات حملية ،و3
ردود من منظمات دولية أو إقليمية.
-6ومتشياً مع قرار جملس حقوق اإلنسان ،24/2قُدِّم تقرير مرحلي إىل اجمللس يف دورته
السابعة والعشرين مع التوصية بأن يطلب اجمللس إىل اللجنة االستشارية أن تقدم تقريراً هنائياً يف
دورته الثالثني .واعتمد اجمللس ،يف دورته السابعة والعشرين ،القرار 27/4الذي أحاط علماً مع
التقدير بالتقرير املرحلي للجنة االستشارية ،وطلب إىل اللجنة أن تواصل حبثها وأن تقدم إىل جملس
حقوق اإلنسان يف دورته الثالثني تقريراً هنائياً عن دور احلكومة احمللية يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان.
3/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
ضمنه التحديات
-7وطلب اجمللس أيضاً إىل اللجنة ،عند إعدادها التقرير النهائي ،أن تُ ّ
الرئيسية اليت تواجهها احلكومات احمللية يف جمال تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان ،وأن تقدم توصيات
بشأن التصدي لتلك التحديات استناداً إىل أفضل املمارسات يف جمال تعميم حقوق اإلنسان يف
اإلدارة احمللية والدوائر العامة.
ثانياً -تعريف الحكومة المحلية
تعرف احلكومة احمللية عموماً بأهنا املستوى األدىن لإلدارة العامة يف دولة ّما .ويف الدول
ّ -8
الوحدوية ،عاد ًة ما تشمل احلكومة احمللية املستوى الثاين أو الثالث للحكومة ،بينما تشكل يف
الدول االحتادية ،املستوى الثالث أو الرابع أحياناً للحكومة .وهتدف احلكومة احمللية إىل تقريب
احلكومة من القاعدة الشعبية ومتكني املواطنني من املشاركة بفعالية يف صنع القرارات اليت تؤثر على
حياهتم اليومية .ونظراً إىل أ ّن احلكومة احمللية تشكل املستوى األقرب من املواطنني ،فإن ذلك
يضعها ،مبدئياً ،يف وضع أفضل بكثري من وضع احلكومة املركزية لتناول املسائل اليت تتطلب
معارف وتنظيمات حملية تستند إىل االحتياجات واألولويات احمللية.
ستخدم يف خمتلف
-9وخيتلف تنظيم احلكومة احمللية وعملها اختالفاً كبرياً من بلد آلخر .وتُ َ
البلدان أمساء خمتلفة لكيانات احلكومة احمللية (اإلقليم ،والدائرة ،واملقاطعة ،واملدينة ،والبلدة،
واحلي ،واألبرشية ،والبلدية ،والقرية ،وما إىل ذلك) .وتوجد احلكومات احمللية جغرافياً يف املواقع
احلضرية والريفية على حد سواء.
-10ومتلك احلكومات احمللية بعض الصالحيات اليت متنحها إيّاها التشريعات أو التوجيهات
الصادرة عن احلكومات األعلى مستوى منها( .)1وتشمل هذه الصالحيات ،يف جوهرها ،تنظيم
وتسيري بعض الشؤون العامة املتصلة بالبيئة احمللية وتقدمي بعض اخلدمات العامة .وينبغي دائماً
حتليل نطاق صالحيات احلكومة احمللية يف سياق العالقات بني السلطات احمللية واحلكومة املركزية
أو السلطات اإلقليمية .وعلى العموم ،غالباً ما تتحمل احلكومات املركزية يف الدول الوحدوية
مسؤولية ختطيط املساكن وبرجمتها وتنظيمها ومتويلها ،وتشرف احلكومات احمللية على التنفيذ
بدرجات متفاوتة من االستقالل الذايتّ .أما يف النظم االحتادية ،فغالباً ما تتمتع احلكومات احمللية
بقدر أكرب من االستقالل الذايت فيما خيص برامج السكن وسياساته وعمليات التنفيذ املتعلقة به
(تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق كعنصر من عناصر احلق يف مستوى معيشي مناسب،
وباحلق يف عدم التمييز يف هذا السياق ،ليالين فرحة ( .)A/HRC/28/62ومن السمات اهلامة
حمددة ملمارسة وظيفتها اليت ينبغي ،مع ذلك ،أن للحكومة احمللية أهنا متلك سلطة تنظيمية ثانوية َّ
متتثل للقانون.
مصطلحي "احلكومة احمللية" و"احلكم
ْ -11ورغم أن بعض البلدان تستخدم بصورة متبادلة
الذايت احمللي" ،فإنه ينبغي التمييز بني هذين املفهومني أل ّن احلكومة احمللية تتخذ أشكاالً خمتلفة يف
1
يف الربازيل ،تشكل البلديات ،وفقاً للدستور ،جزءاً من االحتاد وليست جمرد تقسيمات تابعة للدولة. ()
GE.15-13369 4/24
A/HRC/30/49
خمتلف البلدان .وال متارس كيانات احلكم الذايت احمللي (مثل البلديات) وحدها اإلدارة العامة
نتخباحمللية ،بل ميكن أن متارسها أيضاً وحدات حملية تابعة إلدارة الدولة؛ فالكيانات األوىل تُ َ
مباشرًة من السكان احملليني ،وهي تتمتع بدرجة عالية من االستقاللية ،يف حني تعمل الوحدات
األخرية وكيلةً للسلطات األعلى مستوى اليت تعنِّي موظفيها وختضعهم للمساءلة .وبناءً عليه ،يقوم
احلكم الذايت احمللي على مبدأ الالمركزية ،وتقوم إدارة الدولة احمللية على مبدأ عدم الرتكز.
-12وميكن اعتبار درجة احلكم الذايت اليت تتمتع هبا السلطات احمللية عنصراً رئيسياً من عناصر
الدميقراطية احلقيقية .ويف هذا الصدد ،تكتسي الالمركزية على الصعيد السياسي واملايل واإلداري
أمهية جوهرية إلضفاء الطابع احمللي على الدميقراطية وحقوق اإلنسان .وينبغي أالّ يغيب عن
األذهان أ ّن الدميقراطية ال ميكن أن تتحقق بدون احرتام حقوق اإلنسان وأ ّن حقوق اإلنسان ال
ميكن إعماهلا دون حتقيق الدميقراطية .ومع ذلك ،ال يؤدي احلكم الذايت احمللي تلقائياً إىل حتقيق
الدميقراطية التشاركية .ورغم أن الالمركزية تسعى عموماً إىل متكني املواطنني يف جمال صنع القرار
ومراقبة السياسات ،فإن من الواجب اختاذ بعض التدابري واإلجراءات املأمونة من أجل هتيئة البيئة
الالزمة جلعل املشاركة الدميقراطية ممكنة وفعالة.
-13وينبغي أالّ ينحصر دور السلطات احمللية يف جمرد تنفيذ قرارات اُخِّت ذت وسياسات ُوضعت
دون التشاور معها .ومن ناحية أخرى ،ينبغي أن يتقيد االستقالل احمللي حبدود معينة ينص عليها
القانون بوضوح ،وينبغي توفري آليات ملراقبة مدى مشروعية أنشطة السلطات احمللية .ومن
الضروري وضع ٍ
آليات لضوابط وموازين الدميقراطية لزيادة قدرة احلكومة احمللية يف جمال إعمال
املرجح أن يستجيب املسؤولون احلكوميون اخلاضعون ملساءلة الناخبني حقوق اإلنسان .ومن َّ
لطلبات املواطنني أكثر من أولئك الذين ال خيضعون للمساءلة(.)2
-14ولضمان فعالية احلكم احمللي واإلعمال املناسب حلقوق اإلنسان على الصعيد احمللي ،من
بوضوح على التنظيم
ٍ املهم توفري إطار قانوين مالئم للحكومة احمللية .وينبغي أن ينص القانون
بوضوح مسؤوليات
ٍ والصالحيات والوظائف .وينبغي أيضاً أن حتدِّد التشريعات الوطنية
وصالحيات السلطات احلكومية املركزية واحمللية يف إطار عالقتها ببعضها البعض.
عرتف باحلكومة احمللية يف الدستور الوطين؛ ويف الواقع ،حتمي الدساتري يف
-15ويفضَّل أن يُ َ
عدد من البلدان حتديداً استقاللية احلكومة احمللية .وينبغي التأكيد على أن احلماية الدستورية توفر
أكرب ضمانة لالستقرار .وثاين أفضل حل يف هذا الصدد هو إقرار الربملان لقانون خاص باحلكومة
احمللية .وتوضع ،يف عدد قليل من البلدان ،ضمانات قانونية حفاظاً على استقرار القوانني اليت
تنظم احلكومة احمللية .ففي هنغاريا ،مثالً ،ال ميكن اعتماد أو تعديل القانون اخلاص بالسلطات
2
International Institute for Democracy and Electoral Assistance, “Democratic Accountability and Service ()
http://www.idea.int/resources/analysis/democratic- Delivery: A Desk Review”, January 2013متاح على الرابط التايل:
.accountability-and-service-delivery-a-desk-review.cfm
5/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
ثلثي أعضاء الربملان احلاضرين .وينطبق الشيء نفسه على أي تشريع مقيِّ ٍد
احمللية إال بأغلبية ْ
للحقوق املرتبطة باحلكم الذايت احمللي.
-16واجلدير بالذكر أ ّن من املتوخى صراحةً يف عدد من البلدان أن تكون مبادئ التفويض
والالمركزية واملساءلة من أهم مبادئ احلكومة احمللية .وعالوةً على ذلك ،تنص القوانني املتعلقة
بكل مبدأ من هذه املبادئ على حق السلطات احمللية يف اللجوء إىل سبل االنتصاف القضائية
لضمان احرتام هذه املبادئ.
GE.15-13369 6/24
A/HRC/30/49
لو كانت تلك املؤسسات ،يف نظر القانون احمللي ،تتمتع باالستقالل الذايت و/أو كانت مستقلة
عن احلكومة التنفيذية املركزية.
أي جهاز من أجهزة الدولة يعترب -19ومن املسلَّم به ،وفقاً للقانون الدويل العريف ،أ ّن "سلوك ّ
فعالً صادراً عن تلك الدولة مبوجب القانون الدويل ،سواء أكان اجلهاز ميارس وظائف تشريعية أم
تنفيذية أم قضائية أم أيّة وظائف أخرى ،وأيّاً كان املركز الذي يشغله يف تنظيم الدولة ،وسواء
ٍ
إقليمية من وحدات أكانت صفته أنه جهاز من أجهزة احلكومة املركزية أم جهاز من أجهزة ٍ
وحدة
الدولة"( .)5وش ّد دت اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،يف تعليقها العام
رقم ،16 على أ ّن "انتهاك احلقوق الواردة يف العهد ميكن أن يقع من خالل أفعال مباشرة للدول
األطراف أو من خالل اإلحجام عن العمل أو إغفاله ،أو من خالل مؤسساهتا أو وكاالهتا على
املستويني الوطين واحمللي"( . )6وجتدر اإلشارة إىل أن سلوك بعض املؤسسات اليت متارس صالحيات
عامة يُسنَد إىل الدولة وإن كانت تلك املؤسسات يف نظر القانون الداخلي تتمتع باحلكم الذايت
واالستقاللية عن احلكومة التنفيذية(.)7
أي سلطة عامة ،مبا يف ذلك احلكومة -20وتُسند إىل الدولة األفعال غري القانونية الصادرة عن ّ
احمللية ،وإن متثَّلت تلك األفعال يف جتاوٍز حلدود السلطة أو ٍ
خمالفة للقوانني والتعليمات احمللية.
وينبثق هذا مباشرة من املبدأ الوارد يف املادة 27من اتفاقية فيينا لقانون املعاهدات ،اليت تنص
على أ ّن الدولة الطرف "ال جيوز أن حتتج بأحكام قانوهنا الداخلي لتربير عدم تنفيذها للمعاهدة".
-21وتقع على عاتق احلكومة املركزية ،يف املقام األول ،مسؤولية تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان،
بينما تؤدي احلكومة احمللية دوراً تكميلياً .وجيوز للدولة بعد التصديق على معاهدة من املعاهدات
تفوض تنفيذ تلك املعاهدة إىل مستويات حكومية أدىن ،مبا يف ذلك الدولية حلقوق اإلنسان ،أن ّ
السلطات احمللية .ويف هذا الصدد ،قد حتتاج احلكومة املركزية إىل اختاذ التدابري الالزمة على
الصعيد احمللي ،ال سيما لوضع اإلجراءات والضوابط الكفيلة بضمان تنفيذ التزامات الدولة يف
ملزمة ،يف إطار اختصاصاهتا احمللية ،باالمتثال للواجباتجمال حقوق اإلنسان .والسلطات احمللية َ
الناشئة عن االلتزامات الدولية للدولة يف جمال حقوق اإلنسان .وهي بالفعل اجلهات املسؤولة عن
التطبيق العملي لالسرتاتيجيات والسياسات الوطنية حلقوق اإلنسان .ولذلك ينبغي أن يشارك
ممثلو السلطات احمللية يف صياغة تلك السياسات .ففي الدول اليت تأخذ بالالمركزية ،ميكن أن
تضطلع احلكومة احمللية بدور أكثر استباقيةً واستقالليةً فيما يتعلق حبماية وتعزيز حقوق اإلنسان.
5
املرجع نفسه ،الفصل الرابع -هاء.1- ()
6
التعليق العام رقم ،)2005(16املساواة بني الرجل واملرأة يف حق التمتع جبميع احلقوق االقتصادية ()
واالجتماعية والثقافية (املادة 3من العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية) ،الفقرة ،42
متاح على الرابط التايل.http://www.refworld.org/docid/43f3067ae.html :
7
التعليقات على مشاريع املواد املتعلقة مبسؤولية الدول عن األفعال غري املشروعة دولياً (انظر احلاشية 4أعاله، ()
الفصل الرابع -هاء ،)2-الصفحة ،82متاحة على الرابط التايل:
.http://www.eydner.org/dokumente/darsiwa_comm_e.pdf
7/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
أثر
وميكن أن يكون للتعاون املؤسسي بني احلكومات املركزية واحمللية يف جمال حقوق اإلنسان ٌ
إجيايب على مستوى تنفيذ االلتزامات الدولية للدولة يف جمال حقوق اإلنسان. ٌ
-22وإذا أرادت السلطات احمللية أن تفي مبسؤولياهتا يف جمال حقوق اإلنسان ،فينبغي أن
يكون لديها ما يلزم من صالحيات وموارد مالية .ويتطلب اإلعمال املناسب حلقوق اإلنسان،
وال سيما احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،من السلطات احمللية توفري موارد مالية ،وهو ما
ال ميكن حتقيقه يف كل مكان؛ وينبغي مراعاة ذلك على الصعيدين الوطين والدويل .كما ينبغي
التشديد خصوصاً على أن الصالحيات املخولة إىل السلطات احمللية ،أيّاً كانت ،لن تكون فعالة
إذا مل تتوافر املوارد املالية ملمارستها.
ٍ
عديدة مبدأ ٍ
مناسبات -23وأبرزت هيئات األمم املتحدة ملعاهدات حقوق اإلنسان يف
املسؤولية املشرتكة اليت تتحملها خمتلف املستويات احلكومية من أجل محاية وتعزيز حقوق
اإلنسان .فقد أشارت اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،يف تعليقها العام
رقم ( 4احلق يف السكن املالئم) ،إىل أن الدول األطراف يف العهد الدويل اخلاص باحلقوق
االقتصادية واالجتماعية والثقافية ينبغي أن تتخذ اخلطوات "اليت تضمن التنسيق بني الوزارات
والسلطات اإلقليمية واحمللية بغية التوفيق بني السياسات ذات الصلة (يف جماالت االقتصاد والزراعة
والبيئة والطاقة وما إىل ذلك) وااللتزامات املنصوص عليها يف املادة 11من العهد"(.)8
GE.15-13369 8/24
A/HRC/30/49
املتعلقة باحلكومات احمللية يف اهلند إىل محاية حقوق اإلنسان حتديداً باعتبارها من املسؤوليات
املسندة إليها؛ بيد أ ّن وظائف البلديات املقررة دستورياً ترتبط ارتباطاً مباشراً حبقوق اإلنسان
األساسية ،مثل تنفيذ املبادرات الرامية إىل اإلدماج الدميقراطي وتدابري الرعاية االجتماعية ونظام
العدالة احمللي.
-٢٥ويبدو أن اعتماد نص قانوين صريح يكون مل ِزماً للحكومة احمللية بتعزيز ومحاية حقوق
اإلنسان هو هنج أفضل .وذلك ما جيعل السلطات احمللية على وع ٍي مبسؤولياهتا يف جمال حقوق
ٍ
إخالل هبذه املسؤوليات سيستتبع مسؤوليتها مبوجب القانون الوطين أي
اإلنسان ،إذ تدرك أ ّن ّ
فضالً عن مسؤولية الدولة ككل على الصعيد الدويل .وباإلضافة إىل ذلك ،يفرض النص املذكور
التزاماً واضحاً على السلطات احمللية بتطبيق هنج قائم على حقوق اإلنسان لتقدمي اخلدمات العامة
يشجع أصحاب احلقوق على مطالبة يف إطار اختصاصاهتا احملددة .ولعل ذلك يف هناية املطاف ّ
السلطات احمللية حبقوقهم.
-٢٦وتَعرف السلطات احمللية معرفةً جيد ًة االحتياجات اليومية للمواطنني وهي تتعامل يومياً
مع قضايا حقوق اإلنسان .وبالتايل ،توجد صلة جلية وقوية بني حقوق اإلنسان واحلكومة احمللية.
فالسلطات احمللية ،عند أداء وظائفها ،تتخذ القرارات املتعلقة خاصةً بالتعليم والسكن والصحة
والبيئة والقانون والنظام ،وهي جماالت ترتبط ارتباطاً مباشراً بإعمال حقوق اإلنسان وقد تعزز أو
تضعف إمكانات السكان يف التمتع حبقوقهم اإلنسانية .وعالوًة على ذلك ،تواجه احلكومة احمللية
دائماً خطر املمارسات التمييزية ضد من يُتصور أهنم غرباء عن اجملتمع احمللي ،مثل املهاجرين أو
األقليات اإلثنية .ففي جمال السكن مثالً ،غالباً ما تكون "التضحية مبن ال مأوى هلم وتعرضهم
للوصم والتمييز" أكثر تفشياً على الصعيد احمللي .ومن الضروري إدماج البعد املتمثل يف حقوق
اإلنسان يف مجيع مبادرات احلكومة احمللية للتصدي هلذه االنتهاكات .ومن الصعب فعالً أن
يتصور املرء حالة إعمال حقوق اإلنسان إذا مل يكن هناك وجود لسلطات حملية تقدم اخلدمات
الالزمة .فاملوظفون احملليون يتحملون مسؤولية طائفة واسعة من قضايا حقوق اإلنسان يف عملهم
اليومي .ومع ذلك ،نادراً ما يكون هذا العمل يف نظر السلطات واجلمهور إعماالً حلقوق
اإلنسان .ولذلك تظل حقوق اإلنسان ،كإطار مرجعي أو حتليلي ،بعيد ًة يف معظم السياسات
واملمارسات على الصعيد احمللي ،رغم أهنا قد تكون بالفعل حقوقاً إنسانية يف املمارسة العملية(.)9
ويف هذا الصدد ،ينبغي أال يغيب عن األذهان أن األثر احلقيقي حلقوق اإلنسان يظهر على
الصعيد احمللي.
9
التايلCongress of Local and Regional Authorities (Council of Europe), Strasbourg, 25– : انظر املرجع ()
27 March 2014, 26th session, CG(26)5FINAL, “Best practices of implementation of human rights at local and
regional level in member states of the Council of Europe and other countries” (Rapporteur: O. Molin),
Resolution 365 (2014), Explanatory Memorandum, paras. 8, 14متاح على الرابط التايل:
.http://www.coe.int/t/congress/ texts/RESOLUTIONS_en.asp?mytabsmenu=6
9/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
-٢٧وختضع واجبات احلكومة احمللية يف جمال حقوق اإلنسان للتصنيف التقليدي الثالثي
أي واجب االحرتام ،وواجب احلماية، الذي ختضع له التزامات الدول يف جمال حقوق اإلنسانْ ،
وواجب اإلعمال .فواجب االحرتام يعين أن املسؤولني احملليني ملزمون بعدم انتهاك حقوق اإلنسان
من خالل إجراءاهتم .وهو يقتضي من احلكومة احمللية أالّ تتدخل يف مسألة متتع مجيع من هم
خاضعون لواليتها باحلقوق واحلريات .وفيما يتعلق حبرية الدين مثالً ،ال جيوز للحكومة احمللية أن
متنع الطوائف الدينية ،إالّ يف حدود القيود املسموح هبا ،من استعمال الساحات العامة أو مباين
البلدية لتنظيم االحتفاالت الدينية .وفيما يتعلق باحلق يف الصحة ،ال جيوز للحكومة احمللية أن
حترم جمتمعات حملية أو مجاعات بعينها من االستفادة من مرافق الرعاية الصحية .و ّأما واجب
احلماية ،فيقتضي من الدول أن تضمن عدم انتهاك أطراف ثالثة حلقوق األفراد وحرياهتم .فمن
اءات تكفل عدم منع أي كان األطفال واجب السلطات احمللية ،على سبيل املثال ،أن تتخذ إجر ٍ
من االلتحاق باملدارس .ومن املمكن أن يستلزم واجب احلماية هتيئة بيئات حضرية تكون أكثر
أمناً ومن شأهنا أن حتد من خطر العنف املمارس مثالً ضد املرأة .و ّأما واجب اإلعمال ،فيعين أن
احلكومة احمللية ملزمة باختاذ إجراءات إجيابية لتيسري التمتع باحلقوق واحلريات .فالسلطات احمللية،
على سبيل املثال ،جمربة على إعمال احلق يف التعليم من خالل احلفاظ على نظام تعليمي جيد.
وامتثاالً لواجب إعمال حق األفراد يف عدم التعرض للتمييز ،ميكن إنشاء آليات حملية حلقوق
اإلنسان من قبيل مكاتب أمناء املظامل أو الوكاالت املتخصصة يف مكافحة التمييز.
-٢٨وينبغي للسلطات احمللية أيضاً أن تشجع مجيع من خيضع لواليتها على فهم واحرتام
حقوق اإلنسان بفضل التعليم والتدريب .وينبغي ،باخلصوص ،أن تقدم السلطات احمللية ملمثليها
أساس منتظ ٍم ،وأن
املنتخبني وموظفيها اإلداريني دورات تدريبية يف جمال حقوق اإلنسان على ٍ
تعم م على املواطنني املعلومات ذات الصلة حبقوقهم .وميكن أن تساعد السلطات احمللية من ّ
خالل تعزيز حقوق اإلنسان على بناء ثقافة حلقوق اإلنسان يف اجملتمع احمللي.
-٢٩وينبغي أن تويل السلطات احمللية اهتماماً خاصاً لتعزيز ومحاية حقوق الفئات الضعيفة
واحملرومة ،مثل األشخاص ذوي اإلعاقة ،واألقليات اإلثنية ،واجملتمعات األصلية ،وضحايا التمييز
اجلنسي ،واألطفال ،واملسنني .ويف هذا الصدد ،تصبح نوعية اخلدمات اليت تقدمها احلكومات
احمللية إىل هذه الفئات "حم ّكاً" ملدى احرتام احلكومات احمللية حلقوق اإلنسان يف املمارسة
العملية(.)10
-٣٠ويف عدد من البلدان ،تُبذل جهود من أجل إدماج حقوق اإلنسان يف أنشطة السلطات
احمللية .وبناءً عليهُ ،ش رع يف اختاذ تدابري لتعزيز اإلدارة التشاركية ،وإجراء مراجعات للحسابات
وتقييمات لألثر قائمة على حقوق اإلنسان ،وإعادة حتديد الشواغل احمللية باعتبارها من قضايا
حقوق اإلنسان ،ووضع إجراءات للتحقق من توافق السياسات واللوائح احمللية مع حقوق
اإلنسان ،وتقدمي تقارير عن االمتثال ملعاهدات حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي ،وتقدمي برامج
10
املرجع نفسه. ()
GE.15-13369 10/24
A/HRC/30/49
التدريب املنتظم يف جمال حقوق اإلنسان ليستفيد منها املوظفون املدنيون احملليون ،وزيادة وعي
اجلمهور حبقوق اإلنسان ،وما إىل ذلك .وميكن اعتبار صياغة ميثاق حملي حلقوق اإلنسان (أو
قانون حلقوق اإلنسان)( )11حيدد املسؤوليات اخلاصة اليت تتحملها احلكومة احمللية يف جمال حقوق ٍ
اإلنسان خطوًة هامةً أخرى حنو إضفاء الطابع احمللي على حقوق اإلنسان .ومن املستحب جداً،
يف هذا السياق ،أن يكون للسلطات احمللية مكاتب خاصة حبقوق اإلنسان تكون مزود ًة مبا يكفي
من املوارد البشرية واملالية وقادرًة متاماً على االضطالع بقضايا حقوق اإلنسان يف إطار
لكل منها.
الصالحيات احمللية املمنوحة ٍّ
11/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
سياسية لتحقيق نظام حكم دميقراطي .ويقوض عدم توافر املوارد وامليزانيات الالزمة لتمويل تنفيذ
املشاريع واخلدمات على الصعيد احمللي قدرة احلكومات احمللية وينتقص من شرعيتها يف اجملتمعات
احمللية.
-٣٣ويتمثل التحدي الثالث يف قلة التنسيق بني احلكومات املركزية واحمللية .ومن املشاكل
املطروحة أيضاً مشكلة القوانني املتعلقة بتقاسم االختصاصات بني احلكومة املركزية واحلكومة
احمللية ،املتسمة بالتعقيد والغموض واستعصاء الوصول إليها .والتقسيم الواضح للسلطات بني
مسبق إلعمال حقوق
ط ٌ مسبق إلقرار املساءلة ،وهو بالتايل شر ٌ
ط ٌ خمتلف مستويات احلكومة شر ٌ
اإلنسان .وجيب أن يصبح من البديهي أن كل سلطة ُأسندت إليها صالحيات عامة هي سلطة
ملزمة باحرتام حقوق اإلنسان ومحايتها وإعماهلا .وتُغ َفل غالباً/أحياناً الصلة بني ممارسة
َ
الصالحيات العامة ومراعاة حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي.
حتد آخر يتمثل يف انعدام املعلومات املتعلقة بالشروط النامجة عن حقوق اإلنسان
-٣٤ومثة ٍّ
على الصعيد احمللي .فكل شخص مسؤول يف احلكومة احمللية جيب أن يكون على وعي
ولكن هذا الوعي ال يقوم غالباً على أسس معرفيةبااللتزامات اليت تفرضها عليه حقوق اإلنسانّ .
متينة بشأن مضمون ونطاق حقوق اإلنسان .وكنتيجة لذلك ،تعجز العديد من احلكومات احمللية
على فهم حقوق اإلنسان وإدماجها يف السياسات احمللية واملمارسة العملية .ويشوب انعدام
الشفافية اجلهود املبذولة من أجل التنسيق يف جمال حقوق اإلنسان(.)12
-٣٥وأما التحدي اخلامس الذي تواجهه احلكومات احمللية فيتمثل يف عدم االعرتاف بدور
اجملتمع املدين وإسهاماته .وعادةً ما يقرتن هذا األمر بعدم فهم حقوق اإلنسان على مستوى
احلكومة احمللية .وحي ّد عدم االعرتاف باجملتمع املدين والتعاون معه من اجلهود اليت تبذهلا احلكومات
احمللية من أجل الوصول إىل اجملتمعات احمللية املهمشة.
-٣٦ومن التحديات األخرى اليت تواجهها احلكومة احمللية عدم إدراج التزامات بشأن حقوق
اإلنسان يف أولويات اجلهات املاحنة ووكاالت التنمية الدولية يف سياق الالمركزية .ففي إندونيسيا،
مثالً ،روجت وكاالت لالمركزية ،منها صندوق النقد الدويل والبنك الدويل ومصرف التنمية اآلسيوي
وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي ووكاالت ماحنة أخرى ،بينما جتاهلت حقوق اإلنسان(.)13
سادساً -آليات حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي
12
معهد حقوق اإلنسان ،كلية احلقوق جبامعة كولومبيا. ()
13
انظر املرجع التايلChristopher Silver, “Do the donors have it right? Decentralization and changing : ()
local governance in Indonesia”, in Globalization and Urban Development, Harry W. Richardson and Chang-
) Hee Christine Bae, eds. (Berlin, Springer, 2005االقتباس وارد يف تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق ،الفقرة
.25
GE.15-13369 12/24
A/HRC/30/49
-٣٧تتطلب محاية حقوق اإلنسان اعتماد آليات مستقلة حلقوق اإلنسان .وميكن أن تتخذ
هذه اآلليات أشكاالً شىّت يف خمتلف اجملتمعات احمللية ،وهناك أمثلة عديدة ميكن حماكاهتا إلعمال
حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي ،مثل مكاتب أمناء املظامل ،وجمالس تلقي شكاوى
املستهلكني ،وجمالس تشخيص إصابات املرضى ،ووكاالت مكافحة التمييز ،وما إىل ذلك .وميكن
أن تتنوع اختصاصات هذه اآلليات تنوعاً شديداً ،ولكن جيب اعتبارها وسيلة من الوسائل اهلامة
لضمان حقوق اإلنسان ومعاجلة شكاوى املواطنني يف الدوائر االبتدائية .واألهم من ذلك أن
إنشاء آلية حملية حلقوق اإلنسان يُربز دور السلطات احمللية يف جمال محاية حقوق اإلنسان .وإذا
ٍ
بفعالية فينبغي تزويدها مبا يكفي من املوارد البشرية واملالية أريد هلذه السلطات أن تؤدي وظائفها
وإتاحة الوصول إليها جلميع األفراد يف املناطق اليت يقطنوهنا.
-٣٨وينص امليثاق األورويب حلماية حقوق اإلنسان يف املدينة ،الذي اعتُمد يف سان -دوين
عام ،2000 على إنشاء مكاتب ألمناء املظامل بوصفها آليةً وقائيةً فضالً عن كوهنا وسيلةً لتعزيز
حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي( . )14وترصد مكاتب أمناء املظامل اإلدارات احمللية لضمان عدم
انتهاكها للحقوق واملبادئ املنصوص عليها يف امليثاق.
-٣٩وال توجد آليات حلماية حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي إالّ يف قلة من الدول .فقد
أنشأت مدن عديدة يف سويسرا ،على سبيل املثال ،مكاتب ألمناء املظامل .وتعترب هذه املكاتب
أجهزة مستقلة تضطلع بدور الوسيط يف حالة النزاعات بني األفراد والسلطات .ورغم أهنا ال متلك
فعالة حلل
صالحية اختاذ قرارات ملزمة وال يُسمح هلا بغري بتقدمي توصيات ،فقد أثبتت أهنا وسيلة ّ
املنازعات .ويف مجهورية كوريا ،أنشأت العديد من احلكومات احمللية جلاناً حلقوق اإلنسان .ويف
هولندا ،ميكن تقدمي الشكاوى املتعلقة بانتهاكات حقوق اإلنسان مبساعدة املكتب الوطين ألمني
املظامل أو آلية تقدمي الشكاوى على مستوى البلديات .ويف الدامنرك ،كانت مؤسسة مستشار
املواطنني يف كوبنهاغن أول مؤسسة تقدم املشورة إىل املواطنني يف البلد ،وأنشأها اجمللس البلدي
هبدف استحداث وظيفة مستقلة ألمني للمظامل يف كوبنهاغن .واليوم ،توجد مؤسسات تقدمي
املشورة إىل املواطنني يف 21بلدية .ويف النرويج ،توظف البلديات أمناء مظامل يف جماالت إدارية
معينة .ويف البوسنة واهلرسك ،أنشأت بعض احلكومات احمللية جلاناً حلقوق اإلنسان تعمل كهيئات
استشارية تابعة للمجالس البلدية مع أهنا ليست ،حبد ذاهتا ،من آليات محاية حقوق اإلنسان .ويف
أسرتاليا ،تعمل جلنة تكافؤ الفرص وحقوق اإلنسان يف مدينة فيكتوريا على تيسري منتديات
احلكومة احمللية .ووضعت اللجنة جمموعة أدوات للحكومات احمللية تساعد على استعراض برامج
احلكومة احمللية وممارساهتا ،بناءً على الطلب ،لضمان توافقها مع ميثاق فيكتوريا حلقوق اإلنسان
14
جاءت هذه الوثيقة اهلامة مثرة األعمال التحضريية اليت بدأت يف برشلونة عام ،1998يف إطار مؤمتر ()
"مدن حقوق اإلنسان" ،الذي نُظم احتفاالً بالذكرى اخلمسني لصدور اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان .وشارك يف
هذه املناسبة مئات من العُمد واملمثلني السياسيني الذين نادوا بصوت واحد للمطالبة باحلصول على اعرتاف سياسي
تعمه احلواضر .امليثاق متاح على الرابط
أقوى كجهات فاعلة رئيسية يف محاية حقوق اإلنسان يف عامل ّ
التايل.http://www.uclg-cisdp.org/en/right-to-the-city/european-charterthash.E5JeKdIt.dpuf :
13/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
ومسؤولياته ،وتقدم اللجنة التدريب للمجالس احمللية .ويف أذربيجان ،أنشئ جملس اخلرباء املستقلني
يف معهد أمناء املظامل يف نيسان/أبريل ،2003وميثَّل فيه أعضاء ذوو نفوذ من املنظمات غري
احلكومية واجملتمع املدين يعملون يف جمال محاية حقوق اإلنسان .وتشرف املفوضة على تنظيم
املؤمترات والدورات التدريبية ومناقشات املوائد املستديرة ،وغري ذلك من األنشطة املشرتكة مع
املنظمات غري احلكومية(.)15
-٤٠ويف عدد من البلدان (مثل أذربيجان وأيرلندا وسلوفينيا) ،ال تُعطى للمكتب الوطين ألمني
املظامل سلطة التحقيق يف الشكاوى املقدمة ضد أجهزة الدولة فحسب ،وإمنا أيضاً سلطة التحقيق
يف الشكاوى املقدمة ضد السلطات احلكومية احمللية.
-٤١وينص قانون البلديات يف غواتيماال على واجب احلكومة احمللية يف عقد اجتماعات
ملختلف القطاعات االجتماعية التابعة للبلدية من أجل املشاركة يف وضع السياسات العامة
وخطط التنمية احلضرية والريفية على صعيد البلديات وإضفاء الطابع املؤسسي عليها .وينص
القانون أيضاً على صون وتعزيز حق اجملتمعات احمللية يف حتديد هويتها الثقافية وفقاً لقيمها ولغاهتا
وتقاليدها وأعرافها .ويسمح القانون أيضاً بإنشاء جلان لالمتثال.
15
أذربيجان ،معهد مفوضة حقوق اإلنسان. ()
16
يشمل برنامج مدن حقوق اإلنسان الذي تديره احلركة الشعبية إنشاء 30مدينة من مدن حقوق اإلنسان ()
وتدريب 500شاب من قادة اجملتمعات احمللية يف أربع مؤسسات تعليمية إقليمية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان.
GE.15-13369 14/24
A/HRC/30/49
الربملان احمللي (اجمللس احمللي) ،واجملتمع املدين ،والقطاع اخلاص ،وأصحاب املصلحة اآلخرين ،من
بروح من الشراكة القائمة على معايري وقواعد حقوق اإلنسان. أجل حتسني نوعية حياة اجلميع ٍ
ويشمل اعتماد هنج قائم على حقوق اإلنسان يف نظام احلكم احمللي مبدأ الدميقراطية واملشاركة
والقيادة املسؤولة والشفافية واملساءلة وعدم التمييز والتمكني وسيادة القانون .ويؤكد أيضاً مفهوم
مدينة حقوق اإلنسان أمهية ضمان املشاركة الواسعة النطاق جلميع اجلهات الفاعلة وأصحاب
املصلحة ،خاصةً الفئات املهمشة والضعيفة ،وأمهية توفري آليات فعالة ومستقلة حلماية ورصد
حقوق اإلنسان ميكن أن يلجأ إليها اجلميع .ويسلِّم املفهوم بأمهية التعاون والتضامن بني املدن
العاملة على تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان على الصعيدين احمللي والدويل(.)17
-٤٤وتتضمن مبادئ غوانغجو التوجيهية إلنشاء مدينة حلقوق اإلنسان ،املعتمدة يف املنتدى
العاملي ملدن حقوق اإلنسان لعام ،2014املعقود يف 17أيار/مايو ،2014املبادئ التالية
الرامية إلنشاء مدينة حلقوق اإلنسان :احلق يف املدينة؛ وعدم التمييز والعمل اإلجيايب؛ واإلدماج
االجتماعي والتنوع الثقايف؛ والدميقراطية التشاركية واحلكم اخلاضع للمساءلة؛ والعدالة االجتماعية
والتضامن واالستدامة؛ والقيادة السياسية وإضفاء الطابع املؤسسي على السياسة؛ وتعميم مراعاة
حقوق اإلنسان؛ واملؤسسات الفعالة وتنسيق السياسات؛ والتثقيف والتدريب يف جمال حقوق
اإلنسان؛ واحلق يف االنتصاف.
-٤٥وأعلنت مد ٌن يف مجيع أحناء العامل رمسياً أهنا "مد ٌن حلقوق اإلنسان" ،وأنشئت شبكات
عديدة هلذه املدن على الصعيد الدويل(.)18
-٤٦وطُِّورت يف الفقه واملمارسة على السواء مفاهيم أخرى سعت أساساً إىل حتقيق اهلدف
نفسه .ومن بني هذه املفاهيم مفهوم "احلق يف املدينة" ،وأول من أطلقه الفيلسوف الفرنسي هنري
لوفيفر()19؛ ويشري املفهوم أساساً إىل حق سكان املدينة و"مستخدميها" يف املشاركة يف شؤوهنا
( )20
العامة احمللية وحتديد حيزها .ومل يكتسب مفهوم "احلق يف املدينة" ،حىت اآلن ،طابعاً مؤسسياً
إالّ يف نطاق حمدود ،ومن األمثلة على ذلك النظام األساسي للمدن يف الربازيل (،)2001
17
انظر املرجع التايل Gwangju Declaration on Human Rights City :النص الكامل متاح على الرابط التايل: ()
.www.uclg-cisdp.org/sites/default/files/Gwangju_Declaration_on_HR_City_final_edited_version_110524.pdf
18
من بني هذه املدن :روزاريو (األرجنتني) ،وهي أول مدينة حلقوق اإلنسانُ ،أطلقت عام 1997؛ ()
وباندونغ (إندونيسيا)؛ وبرشلونة (إسبانيا)؛ وبيهاك (البوسنة واهلرسك)؛ وبوغوتا (كولومبيا)؛ وبونغو (غانا)؛
وكوبنهاغن (الدامنرك)؛ وغراتس (النمسا)؛ وغوانغجو (مجهورية كوريا)؛ وكاوسيونغ (مقاطعة تايوان الصينية)؛ وكايت
(مايل)؛ وكوروغوشو (كينيا)؛ ومدينة مكسيكو (املكسيك)؛ وموغايل (جنوب أفريقيا)؛ ومونرتيال (كندا) ،وناغبور
(اهلند)؛ وبورتو أليغري (الربازيل)؛ ومقاطعة برينس جورج ،ماريالند (الواليات املتحدة)؛ وسان -دوين (فرنسا)؛
وساكاي (اليابان)؛ وتييس (السنغال)؛ وأوترخيت (هولندا)؛ وفيكتوريا (أسرتاليا).
19
انظر املرجع التايل.Henri Lefebvre, Le Droit à la Ville (Paris, Ed. du Seuil, 1968) : ()
20
عمل التحالف الدويل للموئل وشبكة احلق يف السكن ويف األرض ،التابعة له ،على مدى العقد املاضي ()
على ترويج مفهوم "احلق يف املدينة" وإعطاء تعريف له.
15/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
وميثاق مونرتيال بشأن احلقوق واملسؤوليات ( ،)2006وميثاق مدينة مكسيكو بشأن احلق يف
املدينة (.)2010
-٤٧وُأرسي مفهوم احلق يف املدينة حتديداً يف امليثاق العاملي للحق يف املدينة ()21()2005؛
وشاركت يف إعداد هذه الوثيقة اهلامة جمموعة واسعة من املنظمات والشبكات ،مبا فيها اليونسكو
ويعرف امليثاق احلق يف املدينة على أنه االستخدام العادل للمدن وفقاً ملبدأ
وموئل األمم املتحدةِّ .
االستدامة والدميقراطية واإلنصاف والعدالة االجتماعية .وهو حق مجاعي مينح سكان املناطق
احلضرية احلق املشروع يف العمل والتنظيم ،ويقوم على احرتام اختالفاهتم والطرق اليت يلجأون إليها
للتعبري عن أنفسهم وممارساهتم الثقافية ،هبدف ممارسة حقهم يف تقرير املصري وحتقيق مستوى
ط بني احلق يف املدينة وحقوق اإلنسان األخرى املعرتف هبا دولياً ،مبا فيها
معيشي الئق .ومثة تراب ٌ
احلقوق املدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ،كما هو حمدد يف املعاهدات
الدولية حلقوق اإلنسان.
-٤٨وظهر مفهوم "حقوق املدينة" خالل العقود املاضية بديالً للمسؤوليات واملوارد املسحوبة
من احلكومات املركزية وحكومات الواليات يف السوق املعوملة .وختضع العديد من املدن باطّراد
للمؤسسات املركزية املعنية بصنع القرار ،وللميزانيات واالستثمارات العامة ،يف حني يتعني على
البلديات أن تدافع عن نفسها و/أو تتنافس على املوارد الالزمة للتنمية واخلدمات دون منحها ،يف
غالب األحيان ،الصالحيات الالزمة لفرض إيرادات أو املشاركة بفعالية يف القرارات اليت تؤثر على
املخصصات .ويف هذه احلاالت ،حُي تمل أن تلجأ السلطات احمللية إىل خصخصة السلع واخلدمات
العامة -وعاد ًة ما تكون لذلك آثار اقتصادية ضارة للفقراء -و/أو تلتمس الدعم املايل من
السوق املالية للقطاع اخلاص .وقد يشري هذا املفهوم إىل احلقوق اإلدارية والسياسية واالقتصادية
للحكومات احمللية فيما يتعلق بالسلطات الوطنية/االحتادية ،وإىل مشاركة ودور السلطات احمللية يف
املؤسسات الدولية واملتعددة األطراف (مثل األمم املتحدة ،والبنك الدويل ،وصندوق النقد الدويل،
وغري ذلك من املؤسسات).
-٤٩وأماّ مفهوم "حقوق اإلنسان يف املدينة" ،الذي ُأرسي أساساً يف امليثاق األورويب حلماية
حقوق اإلنسان يف املدينة وميثاق/جدول األعمال العامليني حلقوق اإلنسان يف املدينة( ،)22فيعين
ضمنياً االلتزام مبا يلي :احرتام ومحاية وإعمال مجيع حقوق اإلنسان املعرتف هبا دولياً على الصعيد
احمللي؛ وإيالء االهتمام من باب األولوية إىل الفئات املهمشة والشرائح السكانية اليت تعيش يف
21
http://portal.unesco.org، النص الكامل متاح على الرابطني التاليني: ()
.http://www.urbanreinventors.net/3/wsf.pdf، www.hic-net.org
22
امليثاق اللجنة املعنية باإلدماج االجتماعي والدميقراطية التشاركية وحقوق اإلنسان ،التابعة ملنظمة
صاغت َ ()
املدن واحلكومات احمللية املتحدة ،وناقشه ممثلون منتخبون وخرباء وممثلون من اجملتمع املدين يف مجيع أحناء العامل
واعتمدوه يف عام .2011
GE.15-13369 16/24
A/HRC/30/49
ظروف هشة؛ وإدماج هنج حلقوق اإلنسان يف السياسات احمللية (وعدم االقتصار على إدماجه يف
الربامج املتعلقة بإعمال حقوق اإلنسان).
-٥٠ويف الوقت نفسه ،تشمل أفضل املمارسات املبادرات السياساتية اليت تسلّم أيضاً بفعالية
هذا النهج إلنشاء "موئل حلقوق اإلنسان" ،باإلضافة إىل مفهومه األمشل للتسلسل الريفي -
احلضري ،واالعرتاف عن وع ٍي بأن حقوق سكان املدن تنطبق بالتساوي على سكان ضواحي
املراكز احلضرية ،وعلى سكان املناطق الواقعة على مسافات أبعد .ومن األمثلة على هذه التسمية
"موئل حلقوق اإلنسان" ( .)2002ونشأت ٌ املنتدى املدين األول لنريويب الذي أعلنت فيه أهنا
هذه املبادرة بدع ٍم من معهد مازينجريا احمللي ،بفضل برناجمه ونطاقه البيئيني .وباإلضافة إىل ذلك،
عمل التحالف الدويل للموئل وشبكة احلق يف السكن ويف األرض ،التابعة له ،على مدى العقد
املاضي على ترويج تعريف "احلق يف املدينة" وتطويره.
ثامناً -دور المجتمع المدني في تخطيط وتنفيذ األنشطة الرامية إلى تعزيز
وحماية حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي
ردت على االستبيان مل جتب أو مل تعط أجوبة حمددة عن السؤال -٥١معظم الدول اليت ّ
املتعلق بدور اجملتمع املدين يف ختطيط وتنظيم األنشطة الرامية إىل محاية وتعزيز حقوق اإلنسان
على الصعيد احمللي .ومع ذلك ،تشري بعض أمثلة الردود الواردة إىل مشاركة منظمات اجملتمع
املدين يف تقدمي الدورات التدريبية (بوروندي) .وأفادت دول أخرى بأن املنظمات غري احلكومية
نشطة ولكنها ال تتعاون بالضرورة مع احلكومة (جورجيا ،وسلوفينيا ،وسويسرا ،ولبنان ،وهنغاريا).
-٥٢وفيما يتعلق بصنع القرار ،ال يزال اجملتمع املدين يف اخلطوط اخللفية بدالً من أن يكون
شريكاً .وجاء يف الردود أن ظروف عمل املنظمات غري احلكومية يف بعض البلدان ختضع للقيود
اليت تفرضها احلكومات ،وأن هذه املنظمات مُت نع من تلقي األموال ،و ّادعى مشاركون يف االستبيان
حدوث انتهاكات كثرية حلق املنظمات غري احلكومية يف حرية التعبري وتكوين اجلمعيات.
-٥٣وأوضح أغلب املشاركني يف االستبيان أن األسباب الكامنة وراء تعزيز حقوق اإلنسان
تستند أساساً إىل الكفاح من أجل التصدي النتهاكات حقوق اإلنسان واملعاناة اليت شهدوها
و/أو عاشوها .وانتشر منوذج مدينة غوانغجو حلقوق اإلنسان ،يف مجهورية كوريا ،يف مدن أخرى
بروح حركة 18أيار/مايو إلرساء الدميقراطية يف غوانغجو .وأشار الرد الوارد من مقاطعة برينس
جورج ،يف ماريالند (الواليات املتحدة األمريكية) ،إىل املنظمات الشعبية يف سياق التجربة احمللية
ملقاطعة كانت تستخدم الرقيق( . )23ووصف العديد من املشاركني يف االستبيان االنتهاكات بأهنا
مستمرة ،مبا فيها االنتهاكات النامجة عن انعدام األمن االقتصادي واألزمة املالية؛ والفساد والنزاع
املسلح؛ ونُظم احلكم االستبدادية؛ والتمييز القائم على نوع اجلنس والعرق واللون.
23
جلنة العالقات اإلنسانية يف مقاطعة برينس جورج. ()
17/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
-٥٤ونتيجةً لالحتجاجات اليت شهدهتا حديقة غازي يف تركيا ،بدأ اجملتمع املدين يضطلع
بدور متزايد األمهية يف تنظيم االجتماعات وإعداد تقارير بشأن ما تتوقعه فئات بعينها من
السلطات احلكومية احمللية .ومن األمثلة اإلجيابية على ذلك ،املبادرات اليت اختذهتا منظمة SPoD
(وهي منظمة وطنية غري حكومية للمثليات واملثليني ومزدوجي امليل اجلنسي ومغايري اهلوية
اجلنسانية وحاملي صفات اجلنسني) ،وحركتان اجتماعيتان على شبكة اإلنرتنت ،ورابطة دعم
وتدريب املرشحات يف االنتخابات ،واحلركة الشعبية للتخطيط احلضري ،واالحتاد الدويل للسلطات
احمللية ،فرع شرق البحر األبيض املتوسط والشرق األوسط (املعروف حالياً مبنظمة املدن
واحلكومات احمللية املتحدة ،فرع الشرق األوسط وغرب آسيا)(.)24
24
تركيا ،مركز حبوث قانون حقوق اإلنسان ،جامعة اسطنبول بيلغي. ()
GE.15-13369 18/24
A/HRC/30/49
للجان استشارية تعىن باإلدماج االجتماعي ،وتقدم هذه اللجان توصيات للحكومات احمللية.
وتفيد بوروندي بأن التعاون بني احلكومة احمللية ومنظومة األمم املتحدة يُع ّد من أفضل املمارسات.
وتعكف لكسمربغ على تشجيع التعدد اللغوي والثقايف يف الدوائر العامة ،ألسباب منها إدماج
املهاجرين.
-٥٨ويف أسرتاليا ،تعمل جلنة تكافؤ الفرص وحقوق اإلنسان يف فيكتوريا على تيسري منتديات
احلكومة احمللية .ووضعت اللجنة جمموعة أدوات للحكومة احمللية .وتستعرض اللجنة برامج
احلكومة احمللية وممارساهتا بناءً على الطلب لضمان توافقها مع ميثاق فيكتوريا حلقوق اإلنسان
ومسؤولياته ،وتقدم التدريب إىل اجملالس احمللية(.)25
-٥٩ويف عام ، 1980اعرتفت حكومة مدينة ساكاي اليابانية حبرمة حقوق اإلنسان وأكدت
أهنا ستعبّئ اجلهود من أجل إنشاء "مدينة حلماية حقوق اإلنسان" .وشجعت مدينة ساكاي بعد
ذلك اتباع سياسة قائمة على مبادئ حقوق اإلنسان وانضمت الحقاً إىل حكومات حملية أخرى
لصياغة خطة خاصة هبا يف جمال التثقيف والتنوير أطلقت عليها اسم "خطة عمل مدينة ساكاي
لعقد األمم املتحدة للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان" .واستمراراً يف اجلهود السابقة ،سنّت مدينة
ساكاي يف عام " 2007قانون املدينة للتنمية اجملتمعية القائمة على احرتام السالم وحقوق
اإلنسان" ،ووضعت "خطة مدينة ساكاي لتعزيز سياسة حقوق اإلنسان" ،وشجعت منذ ذلك
احلني سياسة حقوق اإلنسان بصورة شاملة ومنتظمة.
-٦٠ومشل برنامج تابع للحركة الشعبية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان ،منذ عام ،1998
إنشاء 30مدينة من مدن حقوق اإلنسان وتدريب 500شاب من بني قادة اجملتمعات احمللية
الشباب يف أربع مؤسسات تعليمية إقليمية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان .وحبلول
عام ،2007 أجنزت احلركة الشعبية تدريب 100شخص من قادة اجملتمعات احمللية ،وشرعت يف
إنشاء 17مدينة من مدن حقوق اإلنسان(.)26
-٦١ويف مجهورية كوريا ،تواصل مدن وحكومات حملية عديدة قيادة حركة مدن حقوق
اإلنسان على الصعيدين الداخلي والدويل .وكانت مدينة غواجنو ،برباجمها الشاملة اليت تضمنت
وضع ميثاق وخطة عمل حلقوق اإلنسان ،واعتماد مؤشرات يف هذا اجملال ،وتعيني أمني للمظامل،
وما إىل ذلك ،أول مدينة حلقوق اإلنسان ُأعلن عنها رمسياً يف مجهورية كوريا ويف آسيا
عام . 2010 وكذلك اعتمدت حكومات حملية أخرى ،مثل حي سيونغبوك ومقاطعة شونغنام،
25
أسرتاليا ،إدارة شؤون البىن التحتية والتنمية اإلقليمية. ()
26
روزاريو ،األرجنتني؛ وغراتس ،النمسا؛ وسانتا كروز ،دولة بوليفيا املتعددة القوميات؛ وبيهاك ،البوسنة ()
واهلرسك؛ وبورتو أليغري ،الربازيل؛ وإدمونتون ووينيبيغ ،كندا؛ وتيموكو وفالبارايسو ،شيلي؛ وبونغو ونيوتون ووا
ونيمامويب وواليوايل ،غانا؛ وناغبور ،اهلند؛ وكوروغوشو ،كينيا؛ وكيتا وكايت وكاييس وسيكاسو ومتبوكتو ،مايل؛ وبلدية
بوكوي ،الفلبني؛ وموشا ،رواندا؛ وتييس ،السنغال؛ وموغايل ،جنوب أفريقيا؛ وكاوسيونغ ،مقاطعة تايوان الصينية.
19/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
27
النمسا ،املركز األورويب للتدريب والبحث من أجل حقوق اإلنسان والدميقراطية. ()
28
املرجع نفسه. ()
GE.15-13369 20/24
A/HRC/30/49
-٦٥ويف سلوفينيا ،ينص قانون احلكم احمللي (املادة )39على حق األقليات القومية ومجاعة
الروما يف أن متثَّل متثيالً رمسياً يف اجمللس البلدي ،وقد تنشئ بلديات أخرى هيئات بلدية ملعاجلة
قضايا حقوق اإلنسان .وتدير الدولة برنامج تسوية قضايا استيطان مجاعة الروما ،الذي يتلقى
دعماً مالياً من ميزانية الدولة.
-٦٦ويف الواليات املتحدة ،بدأ تعميم مراعاة حقوق اإلنسان يف اإلدارة احمللية يتحقق من
خالل مبادرات من قبيل مبادرة إدماج حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي :كيف ميكن للدولة
تسخ ر حقوق اإلنسان يف النهوض بالسياسات احمللية .وتشمل املبادرة
واحلكومات احمللية أن ّ
التزامات طموحة حبقوق اإلنسان وزيادة الوعي يف هذا اجملال ،إذ تفضي إىل إعادة حتديد الشواغل
احمللية املتعلقة حبقوق اإلنسان ،واإلبالغ عن مدى االمتثال ملعاهدات حقوق اإلنسان على
الصعيد احمللي ،وإجراء مراجعات للحسابات وتقييمات لألثر قائمة على حقوق اإلنسان ،وتعزيز
اإلدارة التشاركية .ويشمل دور االحتاد يف احرتام وضمان حقوق اإلنسان على مستوى الوالية
وعلى املستوى احمللي دعم املزيد من مبادرات اإلبالغ والرصد والتثقيف .ويعمل معهد حقوق
اإلنسان يف كلية احلقوق جبامعة كولومبيا يف الواليات املتحدة على تعزيز حقوق اإلنسان على
الصعيد احمللي وضمان امتثال الواليات املتحدة للمعايري الدولية حلقوق اإلنسان .ويدعو املشروع
إىل زيادة تنسيق اجلهود املبذولة على صعيد االحتاد والواليات وعلى الصعيد احمللي لتعزيز ومحاية
حقوق اإلنسان داخل الواليات املتحدة ،وهو يعمل بصورة مباشرة مع الوكاالت التابعة ملختلف
الواليات والوكاالت احمللية .ومع ذلك ،تبقى اجلهود املبذولة على صعيد الواليات وعلى الصعيد
احمللي جهوداً خمصصة ومتنوعة وميكن أن تنقطع من خالل ختفيضات امليزانية(.)29
-٦٧ويف الدامنركُ ،أطلق مشروع إمنائي حتت عنوان "البلدية واجملتمع املدين" ( ،)2008ملعرفة
أي حد ميكن أن يساعد انتهاج طرق جديدة يف تقاسم املسؤوليات بني البلدية واجملتمع املدين إىل ّ
على حتسني نوعية مهام احلكومة احمللية .ومثة إمكانات غري مستغلة ،سواء من حيث فتح جماالت
جديدة لزيادة التفاعل أو فيما يتعلق بإشراك جمموعات جديدة من املتطوعني(.)30
-٦٨ومدينة غراتس عضو يف اللجنة التنفيذية لتحالف املدن األوروبية ملكافحة العنصرية ،ويف
منتدى جائزة أوروبا للمدن " ،"Forum der Europapreisträgerstädteويف حتالف املدن املسمى
"مدن األطفال" ،وكانت مدينة غراتس العاصمة الثقافية ألوروبا يف عام .2003ويف تشرين
الثاين/نوفمرب ،2009دعت مدينة غراتس مدناً شريكة إىل تقاسم األساليب الناجحة إلدماج
محالت ملكافحة العنصرية والتمييز بالتعاون مع مدن أخرى
ٌ املهاجرين ومكافحة العنصرية .وهناك
ومنظمات غري حكومية.
29
معهد حقوق اإلنسان ،كلية احلقوق جبامعة كولومبيا. ()
30
الدامنرك ،املعهد الدامنركي حلقوق اإلنسان ،االستبيان املتعلق باحلكومة احمللية وحقوق اإلنسان ،متاح على ()
الرابط التايلhttp://www.ohchr.org/Documents/HRBodies/HRCouncil/AdvisoryCom/LocalGvt/Denmark%20- :
.%20Danish%20Institute%20for%20Human%20Rights.pdf
21/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
-٦٩ويسعى جملس مدينة ميديلني ،من خالل برناجمه "ميديلني حتمي حقوق اإلنسان" ،إىل أن
يكفل للمدينة محاية حقوق اإلنسان واالعرتاف هبا واستعادهتا وجرب األضرار النامجة عن انتهاكها
بصورة متكاملة .وتتمثل األجهزة املكلفة بتحقيق هذا اهلدف يف األمانة الفرعية حلقوق اإلنسان،
اليت تتألف من ثالث وحدات ،منها وحدةٌ حلقوق اإلنسان تصف اجلهةُ املتعاونة أنشطتها وبعض
الربامج اليت تضطلع هبا .وتضطلع الوحدة مبهمة تنسيق إجراءاهتا مع خمتلف األجهزة واملنظمات
االجتماعية واملنظمات غري احلكومية على الصعيد الوطين .وتضم الوحدة نظاماً للمعلومات
املتعلقة حبقوق اإلنسان على صعيد البلدية ،وهو أداة جلمع وجتهيز وحتليل املعلومات املتعلقة
حبقوق اإلنسان والقانون الدويل اإلنساين.
تعديل ُأدخل على ميثاق -٧٠ويف سان فرانسيسكو ،يتعني على جلنة وضع املرأة ،مبوجب ٍ
املدينة ،أن جتري حتليالً جنسانياً كل سنتني للجان واجملالس التابعة هلا .وهناك أيضاً مبادرة سان
فرانسيسكو ملبادئ املساواة بني اجلنسني ،وهي برنامج يساعد الشركات يف مجيع أحناء العامل على
حتقيق قدر أكرب من املساواة وإنشاء أماكن عمل أكثر إنتاجية من خالل التنفيذ العملي للمبادرة.
نامج ملنع العنف ضد املرأة وتقدمي ِمنح التدخل لقضايا العنف املنزيل واالعتداء
ويتص ّدى بر ٌ
اجلنسي ،واالجتار بالبشر يف جمتمعات حملية شىت يف سان فرانسيسكو .وتضم تعاونية سان
فرانسيسكو ملكافحة االجتار بالبشر ،اليت أطلقت عام ،2010طائفة متنوعة من املنظمات
اجملتمعية والوكاالت احلكومية املكرسة للقضاء على أشكال الرق احلديث يف املدينة(.)31
عاشراً -االستنتاجات والتوصيات
بهمة في وضع الخطط الخاصة لحقوق اإلنسان -٧١ينبغي أن يشارك المجتمع المدني ّ
وإعمالها على الصعيد المحلي .وبإمكانه أن يضغط على السلطات المحلية العتماد نهج
قائم على حقوق اإلنسان وزيادة المشاركة .وللمجتمع المدني دور هام في عملية الرصد
وبإمكانه أن يوفر معلومات مستقلة ويقيِّم أداء الحكومة المحلية .ويمكن أن تعمل منظمات
المجتمع المدني أيضاً بصورة مباشرة مع الحكومات المحلية لتعزيز خبرتها وإذكاء وعيها
في مجال حقوق اإلنسان.
-٧٢وينبغي أن يواصل المسؤولون العامون المحليون الحوار الجاري مع المواطنين ومع
المجتمع المدني .ومن الالزم توفير قنوات متطورة لهذا االتصال والتعاون.
-٧٣وينبغي اتخاذ تدابير على الصعيدين الوطني والدولي من أجل تعزيز قدرة المجتمع
المدني على رصد ما تقوم به الحكومة المحلية أو التعاون معها .وفيما عدا بلديات المدن
الكبيرة ،غالباً ما يكون المجتمع المدني ضعيفاً وقليل الخبرة في مجال رصد الحكومة
المحلية أو التعاون معها( .)32ويمكن أن تضطلع شبكات المدن الدولية ،من قبيل منظمة
31
اإلدارة املعنية بوضع املرأة يف سان فرانسيسكو. ()
32
.Local Government and Human Rights: Doing Good Service, p. 76 ()
GE.15-13369 22/24
A/HRC/30/49
المدن والحكومات المحلية المتحدة ،بدور رئيسي في وضع مجموعات أدوات وتعزيز
البحوث وتوفير فرص التعلم من األقران وتهيئة المجتمعات المحلية التخاذ اإلجراءات
الالزمة.
-٧٤وتقع على الحكومة المركزية مسؤولية توفير معلومات ذات قيمة عن حقوق اإلنسان
ومدى تأثيرها في الحكومات المحلية على الصعيد المحلي .ويشمل هذا االلتزام بتقديم
المعلومات إلى الهيئات المعنية على الصعيد المحلي حقوق اإلنسان المنصوص عليها في
الدستور الوطني أو في غيره من القوانين الوطنية ،وحقوق اإلنسان المكفولة في القانون
الدولي على السواء .ومن الواجب التعريف محلياً بالتطورات التي تحدث في مجال تحسين
حقوق اإلنسان على الصعيد الدولي (مثالً ما يستجد من معاهدات واتفاقيات وتوصيات
ومبادئ توجيهية وأمثلة على أفضل الممارسات) .وأثناء القيام بذلك ،يتضح أن من األهمية
بمكان اكتشاف أن األمر يتجاوز مجرد معلومات من وجهة نظر مجردة .فمن الضروري
العمل على أن تكون حقوق اإلنسان أكثر واقعيةً وقابليةً لإلعمال لتلبية االحتياجات
الخاصة على الصعيد المحلي .ويتعين على الحكومة المركزية ،ال سيما عندما يتعلق األمر
تجسد القضايا المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان في بالضمانات الدولية لحقوق اإلنسان ،أن ّ
تدابير ملموسة يجب اتخاذها أو معايير حقيقية يجب استيفاؤها.
-٧٥وحتى تكون حقوق اإلنسان أكثر قابليةً لإلعمال وأكثر فعاليةً على الصعيد
المحلي ،ينبغي تحديد مجاالت بعينها تكون وثيقة الصلة باإلعمال الفعال لحقوق اإلنسان
على الصعيد المحلي .فإذا كانت الخدمات العامة تقدَّم على الصعيد المحلي ،مثالً ،فإن
أي
درج ضمن المجاالت التي يجب كفالة الوصول إليها دون ّ هذا المجال يمكن أن يُ َ
تمييز .وسعياً إلى دعم الحكومة المحلية في مراعاة حقوق اإلنسان ،ينبغي وضع "خرائط
طريق" إلعمال حقوق اإلنسان في هذه المجاالت المحددة .ويمكن أن تكون هذه
الخرائط أداة ذات قيمة لتيسير إعمال حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي (من جانب
غير الخبراء في مجال حقوق اإلنسان).
-٧٦وش ّددت اللجنة االستشارية ،في تقريرها المقدَّم إلى مجلس حقوق اإلنسان ،على
ما للفساد من آثار سلبية على التمتع بحقوق اإلنسان .))A/HRC/28/73وأوصت اللجنة
بوضع استراتيجية متكاملة لتعزيز حقوق اإلنسان ومكافحة الفساد .وتتصل نتيجة هذا
التقرير أيضاً بتعزيز حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي .وينبغي إيالء اهتمام خاص لكل
معرض للفساد على الصعيد المحلي ،وال سيما مجال تقديم الخدمات العامة .فمن مجال ّ
جهة ،ينبغي اعتبار اتخاذ تدابير لمكافحة الفساد مسألةً من المسائل المتعلقة بحقوق
اإلنسان .ومن جهة أخرى ،ال يمكن أن يكلَّل تعزيز حقوق اإلنسان بالنجاح دون اتخاذ تدابير
لمكافحة الفساد .ولذلك ينبغي إيالء اعتبار خاص لجميع تدابير المكافحة في هذا الصدد.
-٧٧وفي سياق رصد تنفيذ االلتزامات الدولية في مجال حقوق اإلنسان على الصعيد
المحلي ،ينبغي كذلك أن تشجع آليات األمم المتحدة ذات الصلة الدول على التحاور مع
23/24 GE.15-13369
A/HRC/30/49
GE.15-13369 24/24