You are on page 1of 24

‫‪A/HRC/30/49‬‬ ‫األمــم املتحـدة‬

‫‪Distr.: General‬‬
‫‪7 August 2015‬‬ ‫الجمعية العامة‬
‫‪Arabic‬‬
‫‪Original: English‬‬

‫مجلس حقوق اإلنسان‬


‫الدورة الثالثون‬
‫البندان ‪ 3‬و‪ 5‬من جدول األعمال‬
‫تعزيز وحماية جميع حقوق اإلنسان‪ ،‬المدنية والسياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬بما في ذلك الحق في التنمية‬
‫هيئات وآليات حقوق اإلنسان‬

‫دور الحكومة المحلية في تعزيز وحماية حقوق‬


‫اإلنسان ‪ -‬التقرير النهائي للجنة االستشارية لمجلس‬
‫حقوق اإلنسان‬

‫‪110915‬‬ ‫‪140915‬‬ ‫)‪GE.15-13369 (A‬‬


‫*‪*1513369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫المحتويات‬
‫الصفحة‬
‫‪3‬‬ ‫أوالً ‪ -‬مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫ثانياً ‪ -‬تعريف احلكومة احمللية‬
‫ثالثاً ‪ -‬الدول واحلكومات احمللية‪ :‬الواجبات املشرتكة واملتكاملة من أجل احرتام حقوق اإلنسان‬
‫‪6‬‬ ‫ومحايتها وإعماهلا‬
‫‪8‬‬ ‫رابعاً ‪ -‬دور احلكومة احمللية يف محاية وتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫‪11‬‬ ‫التحديات الكربى اليت تواجهها احلكومات احمللية يف جمال محاية وتعزيز حقوق اإلنسان‬ ‫خامساً ‪-‬‬
‫‪13‬‬ ‫سادساً ‪ -‬آليات حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‬
‫‪14‬‬ ‫سابعاً ‪ -‬مدينة حقوق اإلنسان‪ :‬اإلطار املفاهيمي واملبادئ التوجيهية‬
‫ثامناً ‪ -‬دور اجملتمع املدين يف ختطيط وتنفيذ األنشطة الرامية إىل تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان على‬
‫‪17‬‬ ‫الصعيد احمللي‬
‫‪18‬‬ ‫تاسعاً ‪ -‬أفضل املمارسات‬
‫‪23‬‬ ‫عاشراً ‪ -‬االستنتاجات والتوصيات‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪2/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫أوالً‪-‬‬

‫مقدمة‬

‫‪ -1‬يف آب‪/‬أغسطس ‪ ،2012‬ق ّدمت اللجنة االستشارية جمللس حقوق اإلنسان إىل اجمللس‬
‫مقرتح حبث بشأن احلكومة احمللية وحقوق اإلنسان (‪ )A/HRC/AC/9/6‬للنظر فيه واملوافقة عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬ويف ‪ 26‬أيلول‪/‬سبتمرب ‪ ،2013‬اعتمد اجمللس القرار ‪ 24/2‬الذي أحاط فيه علماً‬
‫مبقرتح البحث املذكور أعاله‪ ،‬وطلب إىل اللجنة االستشارية أن تع ّد تقريراً قائماً على البحث‬
‫بشأن دور احلكومة احمللية يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬مبا يف ذلك تعميم حقوق اإلنسان يف‬
‫اإلدارة احمللية والدوائر العامة‪ ،‬بغية حصر أفضل املمارسات وأهم التحديات‪ ،‬وأن تقدِّم إىل اجمللس‬
‫تقريراً مرحلياً عن ذلك يف دورهتا السابعة والعشرين‪.‬‬
‫‪ -3‬وإلعداد التقرير املشار إليه أعاله‪ ،‬طُلب أيضاً إىل اللجنة االستشارية أن تلتمس آراء‬
‫وإسهامات الدول األعضاء واملنظمات الدولية واإلقليمية ذات الصلة ومفوضية األمم املتحدة‬
‫السامية حلقوق اإلنسان واإلجراءات اخلاصة ذات الصلة‪ ،‬فضالً عن املؤسسات الوطنية حلقوق‬
‫اإلنسان واملنظمات غري احلكومية‪.‬‬
‫‪ -4‬وأنشأت اللجنة االستشارية يف دورهتا الثانية عشرة‪ ،‬املعقودة يف شباط‪/‬فرباير ‪،2014‬‬
‫فريقاً للصياغة كلفته بإعداد التقرير املذكور وعيّنت أعضاء اللجنة التالية أمساؤهم أعضاء يف فريق‬
‫الصياغة‪ :‬ماريو لويس كوريوالنو‪ ،‬وهدى الصدة‪ ،‬ولطيف حسينوف (مقرراً)‪ ،‬وأنانتونيا رييس‬
‫برادو‪ ،‬وديروجالل سيتولسينغ (رئيساً)‪ ،‬وإميريو تامرات ييغيزو‪ .‬ويف وقت الحق‪ ،‬انضمت كاتارينا‬
‫بابيل إىل فريق الصياغة وحلت حمل السيد سيتولسينغ رئيسةً‪ ،‬بينما حلت السيدة الصدة حمل‬
‫السيد حسينوف مقررةً‪ .‬والتحق بفريق الصياغة أيضاً تشانغروك سوه ولورا ماريا كراسيونيان‪.‬‬
‫‪ -5‬وأع ّد فريق الصياغة‪ ،‬عمالً بقرار اجمللس ‪ ،24/2‬استبياناً ُوِّزع على خمتلف أصحاب‬
‫املصلحة‪ .‬وورد حىت اآلن ما جمموعه ‪ 67‬رداً‪ ،‬منها ‪ 22‬رداً من الدول‪ ،‬و‪ 20‬رداً من مؤسسات‬
‫وطنية حلقوق اإلنسان‪ ،‬و‪ 10‬ردود من منظمات غري حكومية‪ ،‬و‪ 12‬رداً من سلطات حملية‪ ،‬و‪3‬‬
‫ردود من منظمات دولية أو إقليمية‪.‬‬
‫‪ -6‬ومتشياً مع قرار جملس حقوق اإلنسان ‪ ،24/2‬قُدِّم تقرير مرحلي إىل اجمللس يف دورته‬
‫السابعة والعشرين مع التوصية بأن يطلب اجمللس إىل اللجنة االستشارية أن تقدم تقريراً هنائياً يف‬
‫دورته الثالثني‪ .‬واعتمد اجمللس‪ ،‬يف دورته السابعة والعشرين‪ ،‬القرار ‪ 27/4‬الذي أحاط علماً مع‬
‫التقدير بالتقرير املرحلي للجنة االستشارية‪ ،‬وطلب إىل اللجنة أن تواصل حبثها وأن تقدم إىل جملس‬
‫حقوق اإلنسان يف دورته الثالثني تقريراً هنائياً عن دور احلكومة احمللية يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪3/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫ضمنه التحديات‬
‫‪ -7‬وطلب اجمللس أيضاً إىل اللجنة‪ ،‬عند إعدادها التقرير النهائي‪ ،‬أن تُ ّ‬
‫الرئيسية اليت تواجهها احلكومات احمللية يف جمال تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن تقدم توصيات‬
‫بشأن التصدي لتلك التحديات استناداً إىل أفضل املمارسات يف جمال تعميم حقوق اإلنسان يف‬
‫اإلدارة احمللية والدوائر العامة‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬تعريف الحكومة المحلية‬
‫تعرف احلكومة احمللية عموماً بأهنا املستوى األدىن لإلدارة العامة يف دولة ّما‪ .‬ويف الدول‬
‫ّ‬ ‫‪-8‬‬
‫الوحدوية‪ ،‬عاد ًة ما تشمل احلكومة احمللية املستوى الثاين أو الثالث للحكومة‪ ،‬بينما تشكل يف‬
‫الدول االحتادية‪ ،‬املستوى الثالث أو الرابع أحياناً للحكومة‪ .‬وهتدف احلكومة احمللية إىل تقريب‬
‫احلكومة من القاعدة الشعبية ومتكني املواطنني من املشاركة بفعالية يف صنع القرارات اليت تؤثر على‬
‫حياهتم اليومية‪ .‬ونظراً إىل أ ّن احلكومة احمللية تشكل املستوى األقرب من املواطنني‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يضعها‪ ،‬مبدئياً‪ ،‬يف وضع أفضل بكثري من وضع احلكومة املركزية لتناول املسائل اليت تتطلب‬
‫معارف وتنظيمات حملية تستند إىل االحتياجات واألولويات احمللية‪.‬‬
‫ستخدم يف خمتلف‬
‫‪ -9‬وخيتلف تنظيم احلكومة احمللية وعملها اختالفاً كبرياً من بلد آلخر‪ .‬وتُ َ‬
‫البلدان أمساء خمتلفة لكيانات احلكومة احمللية (اإلقليم‪ ،‬والدائرة‪ ،‬واملقاطعة‪ ،‬واملدينة‪ ،‬والبلدة‪،‬‬
‫واحلي‪ ،‬واألبرشية‪ ،‬والبلدية‪ ،‬والقرية‪ ،‬وما إىل ذلك)‪ .‬وتوجد احلكومات احمللية جغرافياً يف املواقع‬
‫احلضرية والريفية على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -10‬ومتلك احلكومات احمللية بعض الصالحيات اليت متنحها إيّاها التشريعات أو التوجيهات‬
‫الصادرة عن احلكومات األعلى مستوى منها(‪ .)1‬وتشمل هذه الصالحيات‪ ،‬يف جوهرها‪ ،‬تنظيم‬
‫وتسيري بعض الشؤون العامة املتصلة بالبيئة احمللية وتقدمي بعض اخلدمات العامة‪ .‬وينبغي دائماً‬
‫حتليل نطاق صالحيات احلكومة احمللية يف سياق العالقات بني السلطات احمللية واحلكومة املركزية‬
‫أو السلطات اإلقليمية‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬غالباً ما تتحمل احلكومات املركزية يف الدول الوحدوية‬
‫مسؤولية ختطيط املساكن وبرجمتها وتنظيمها ومتويلها‪ ،‬وتشرف احلكومات احمللية على التنفيذ‬
‫بدرجات متفاوتة من االستقالل الذايت‪ّ .‬أما يف النظم االحتادية‪ ،‬فغالباً ما تتمتع احلكومات احمللية‬
‫بقدر أكرب من االستقالل الذايت فيما خيص برامج السكن وسياساته وعمليات التنفيذ املتعلقة به‬
‫(تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق كعنصر من عناصر احلق يف مستوى معيشي مناسب‪،‬‬
‫وباحلق يف عدم التمييز يف هذا السياق‪ ،‬ليالين فرحة (‪ .)A/HRC/28/62‬ومن السمات اهلامة‬
‫حمددة ملمارسة وظيفتها اليت ينبغي‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬أن‬ ‫للحكومة احمللية أهنا متلك سلطة تنظيمية ثانوية َّ‬
‫متتثل للقانون‪.‬‬
‫مصطلحي "احلكومة احمللية" و"احلكم‬
‫ْ‬ ‫‪ -11‬ورغم أن بعض البلدان تستخدم بصورة متبادلة‬
‫الذايت احمللي"‪ ،‬فإنه ينبغي التمييز بني هذين املفهومني أل ّن احلكومة احمللية تتخذ أشكاالً خمتلفة يف‬
‫‪1‬‬
‫يف الربازيل‪ ،‬تشكل البلديات‪ ،‬وفقاً للدستور‪ ،‬جزءاً من االحتاد وليست جمرد تقسيمات تابعة للدولة‪.‬‬ ‫()‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪4/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫خمتلف البلدان‪ .‬وال متارس كيانات احلكم الذايت احمللي (مثل البلديات) وحدها اإلدارة العامة‬
‫نتخب‬‫احمللية‪ ،‬بل ميكن أن متارسها أيضاً وحدات حملية تابعة إلدارة الدولة؛ فالكيانات األوىل تُ َ‬
‫مباشرًة من السكان احملليني‪ ،‬وهي تتمتع بدرجة عالية من االستقاللية‪ ،‬يف حني تعمل الوحدات‬
‫األخرية وكيلةً للسلطات األعلى مستوى اليت تعنِّي موظفيها وختضعهم للمساءلة‪ .‬وبناءً عليه‪ ،‬يقوم‬
‫احلكم الذايت احمللي على مبدأ الالمركزية‪ ،‬وتقوم إدارة الدولة احمللية على مبدأ عدم الرتكز‪.‬‬
‫‪ -12‬وميكن اعتبار درجة احلكم الذايت اليت تتمتع هبا السلطات احمللية عنصراً رئيسياً من عناصر‬
‫الدميقراطية احلقيقية‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬تكتسي الالمركزية على الصعيد السياسي واملايل واإلداري‬
‫أمهية جوهرية إلضفاء الطابع احمللي على الدميقراطية وحقوق اإلنسان‪ .‬وينبغي أالّ يغيب عن‬
‫األذهان أ ّن الدميقراطية ال ميكن أن تتحقق بدون احرتام حقوق اإلنسان وأ ّن حقوق اإلنسان ال‬
‫ميكن إعماهلا دون حتقيق الدميقراطية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يؤدي احلكم الذايت احمللي تلقائياً إىل حتقيق‬
‫الدميقراطية التشاركية‪ .‬ورغم أن الالمركزية تسعى عموماً إىل متكني املواطنني يف جمال صنع القرار‬
‫ومراقبة السياسات‪ ،‬فإن من الواجب اختاذ بعض التدابري واإلجراءات املأمونة من أجل هتيئة البيئة‬
‫الالزمة جلعل املشاركة الدميقراطية ممكنة وفعالة‪.‬‬
‫‪ -13‬وينبغي أالّ ينحصر دور السلطات احمللية يف جمرد تنفيذ قرارات اُخِّت ذت وسياسات ُوضعت‬
‫دون التشاور معها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ينبغي أن يتقيد االستقالل احمللي حبدود معينة ينص عليها‬
‫القانون بوضوح‪ ،‬وينبغي توفري آليات ملراقبة مدى مشروعية أنشطة السلطات احمللية‪ .‬ومن‬
‫الضروري وضع ٍ‬
‫آليات لضوابط وموازين الدميقراطية لزيادة قدرة احلكومة احمللية يف جمال إعمال‬
‫املرجح أن يستجيب املسؤولون احلكوميون اخلاضعون ملساءلة الناخبني‬ ‫حقوق اإلنسان‪ .‬ومن َّ‬
‫لطلبات املواطنني أكثر من أولئك الذين ال خيضعون للمساءلة(‪.)2‬‬
‫‪ -14‬ولضمان فعالية احلكم احمللي واإلعمال املناسب حلقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪ ،‬من‬
‫بوضوح على التنظيم‬
‫ٍ‬ ‫املهم توفري إطار قانوين مالئم للحكومة احمللية‪ .‬وينبغي أن ينص القانون‬
‫بوضوح مسؤوليات‬
‫ٍ‬ ‫والصالحيات والوظائف‪ .‬وينبغي أيضاً أن حتدِّد التشريعات الوطنية‬
‫وصالحيات السلطات احلكومية املركزية واحمللية يف إطار عالقتها ببعضها البعض‪.‬‬
‫عرتف باحلكومة احمللية يف الدستور الوطين؛ ويف الواقع‪ ،‬حتمي الدساتري يف‬
‫‪ -15‬ويفضَّل أن يُ َ‬
‫عدد من البلدان حتديداً استقاللية احلكومة احمللية‪ .‬وينبغي التأكيد على أن احلماية الدستورية توفر‬
‫أكرب ضمانة لالستقرار‪ .‬وثاين أفضل حل يف هذا الصدد هو إقرار الربملان لقانون خاص باحلكومة‬
‫احمللية‪ .‬وتوضع‪ ،‬يف عدد قليل من البلدان‪ ،‬ضمانات قانونية حفاظاً على استقرار القوانني اليت‬
‫تنظم احلكومة احمللية‪ .‬ففي هنغاريا‪ ،‬مثالً‪ ،‬ال ميكن اعتماد أو تعديل القانون اخلاص بالسلطات‬

‫‪2‬‬
‫‪International Institute for Democracy and Electoral Assistance, “Democratic Accountability and Service‬‬ ‫()‬
‫‪http://www.idea.int/resources/analysis/democratic-‬‬ ‫‪ Delivery: A Desk Review”, January 2013‬متاح على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪.accountability-and-service-delivery-a-desk-review.cfm‬‬

‫‪5/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫ثلثي أعضاء الربملان احلاضرين‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على أي تشريع مقيِّ ٍد‬
‫احمللية إال بأغلبية ْ‬
‫للحقوق املرتبطة باحلكم الذايت احمللي‪.‬‬
‫‪ -16‬واجلدير بالذكر أ ّن من املتوخى صراحةً يف عدد من البلدان أن تكون مبادئ التفويض‬
‫والالمركزية واملساءلة من أهم مبادئ احلكومة احمللية‪ .‬وعالوةً على ذلك‪ ،‬تنص القوانني املتعلقة‬
‫بكل مبدأ من هذه املبادئ على حق السلطات احمللية يف اللجوء إىل سبل االنتصاف القضائية‬
‫لضمان احرتام هذه املبادئ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬الدول والحكومات المحلية‪ :‬الواجبات المشتركة والمتكاملة من أجل‬


‫احترام حقوق اإلنسان وحمايتها وإعمالها‬
‫‪ -17‬الدولة مبوجب القانون الدويل كيا ٌن واح ٌد‪ ،‬بغض النظر عن طبيعتها الوحدوية أو‬
‫االحتادية‪ ،‬وعن تقسيمها اإلداري الداخلي‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬فإن الدولة‪ ،‬ككل‪ ،‬دون سواها هي‬
‫اليت تتقيد بااللتزامات الناشئة عن املعاهدات الدولية اليت تعد طرفاً فيها‪ .‬ولذلك تلتزم الدولة‪،‬‬
‫عندما تصبح طرفاً يف معاهدة من املعاهدات الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬باحرتام حقوق اإلنسان‬
‫ٍ‬
‫وبوجه أكثر حتديداً‪ ،‬فإن الدول وحدها هي اجلهة امللزمة بتقدمي التقارير كما‬ ‫ومحايتها وإعماهلا‪.‬‬
‫كل من املعاهدات العاملية واإلقليمية حلقوق اإلنسان‪ ،‬وهي وحدها معرضةٌ للشكاوى‬ ‫تقتضيه ٍّ‬
‫املقدمة من األفراد أو الدول مبوجب هذه املعاهدات‪ .‬وعالوةً على ذلك‪ ،‬فإن الدولة اليت متثُل أمام‬
‫لية للشكاوى املتعلقة حبقوق اإلنسان ال ميكنها أن تدافع عن نفسها مدعيةً أ ّن سلطةً حمليةً‬ ‫آلية دو ٍ‬
‫ٍ‬
‫هي اجلهة املسؤولة عن ارتكاب االنتهاك املزعوم‪.‬‬
‫‪ -18‬وينبغي التأكيد أيضاً على أن الدولة‪ ،‬مبوجب القانون الدويل العام‪ ،‬وإذ متثلها احلكومة‬
‫املركزية‪ ،‬مسؤولةٌ عن مجيع األفعال الصادرة عن مجيع أجهزهتا ووكالئها(‪ .)3‬وباإلضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫هناك العديد من املبادئ املنطبقة‪ ،‬وفقاً للقانون الدويل العريف‪ ،‬عندما يتعلق األمر مبسؤولية الدولة‬
‫أيّاً كان تنظيمها الداخلي‪ .‬أوالً‪ ،‬ال ينظم القانون الدويل عموماً هيكل الدولة‪ ،‬وال وظائف‬
‫البت يف‬
‫أجهزهتا‪ ،‬وال حىت جمرد حتديد مكوناهتا‪ .‬ويقع ضمن االختصاص السيادي للدولة أن ّ‬
‫طريقة هيكلة إدارهتا ويف الوظائف املسندة إىل حكومتها املركزية و‪/‬أو احمللية‪ .‬ولكن‪ ،‬رغم أ ّن‬
‫الدولة تظل حرًة يف حتديد هيكلها الداخلي ووظائفها من خالل قوانينها وممارساهتا(‪ ،)4‬فإن سلوك‬
‫نسب إىل الدولة حىت‬ ‫مؤسساهتا وتقسيماهتا اإلدارية اليت تؤدي وظائف ومتارس صالحيات عامة يُ َ‬
‫‪3‬‬
‫يف هذا الصدد‪ ،‬ميكن اإلشارة‪ ،‬حسب مقتضى احلال‪ ،‬إىل املادة ‪ 50‬من العهد الدويل اخلاص باحلقوق‬ ‫()‬
‫املدنية والسياسية‪ ،‬اليت تنص على أن أحكام العهد "تنطبق على مجيع الوحدات اليت تتشكل منها الدول االحتادية‬
‫أي قيود أو استثناءات"‪.‬‬‫دون ّ‬
‫‪4‬‬
‫مشاريع املواد املتعلقة مبسؤولية الدول عن األفعال غري املشروعة دولياً؛ اعتمدهتا جلنة القانون الدويل يف‬ ‫()‬
‫دورهتا الثالثة واخلمسني (‪ ،)2001‬الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة السادسة واخلمسون‪ ،‬امللحق رقم ‪( 10‬‬
‫‪ ،)A/56/10‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪.4‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪6/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫لو كانت تلك املؤسسات‪ ،‬يف نظر القانون احمللي‪ ،‬تتمتع باالستقالل الذايت و‪/‬أو كانت مستقلة‬
‫عن احلكومة التنفيذية املركزية‪.‬‬
‫أي جهاز من أجهزة الدولة يعترب‬ ‫‪ -19‬ومن املسلَّم به‪ ،‬وفقاً للقانون الدويل العريف‪ ،‬أ ّن "سلوك ّ‬
‫فعالً صادراً عن تلك الدولة مبوجب القانون الدويل‪ ،‬سواء أكان اجلهاز ميارس وظائف تشريعية أم‬
‫تنفيذية أم قضائية أم أيّة وظائف أخرى‪ ،‬وأيّاً كان املركز الذي يشغله يف تنظيم الدولة‪ ،‬وسواء‬
‫ٍ‬
‫إقليمية من وحدات‬ ‫أكانت صفته أنه جهاز من أجهزة احلكومة املركزية أم جهاز من أجهزة ٍ‬
‫وحدة‬
‫الدولة"(‪ .)5‬وش ّد دت اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬يف تعليقها العام‬
‫رقم‪ ،16 ‬على أ ّن "انتهاك احلقوق الواردة يف العهد ميكن أن يقع من خالل أفعال مباشرة للدول‬
‫األطراف أو من خالل اإلحجام عن العمل أو إغفاله‪ ،‬أو من خالل مؤسساهتا أو وكاالهتا على‬
‫املستويني الوطين واحمللي"(‪ . )6‬وجتدر اإلشارة إىل أن سلوك بعض املؤسسات اليت متارس صالحيات‬
‫عامة يُسنَد إىل الدولة وإن كانت تلك املؤسسات يف نظر القانون الداخلي تتمتع باحلكم الذايت‬
‫واالستقاللية عن احلكومة التنفيذية(‪.)7‬‬
‫أي سلطة عامة‪ ،‬مبا يف ذلك احلكومة‬ ‫‪ -20‬وتُسند إىل الدولة األفعال غري القانونية الصادرة عن ّ‬
‫احمللية‪ ،‬وإن متثَّلت تلك األفعال يف جتاوٍز حلدود السلطة أو ٍ‬
‫خمالفة للقوانني والتعليمات احمللية‪.‬‬
‫وينبثق هذا مباشرة من املبدأ الوارد يف املادة ‪ 27‬من اتفاقية فيينا لقانون املعاهدات‪ ،‬اليت تنص‬
‫على أ ّن الدولة الطرف "ال جيوز أن حتتج بأحكام قانوهنا الداخلي لتربير عدم تنفيذها للمعاهدة"‪.‬‬
‫‪ -21‬وتقع على عاتق احلكومة املركزية‪ ،‬يف املقام األول‪ ،‬مسؤولية تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫بينما تؤدي احلكومة احمللية دوراً تكميلياً‪ .‬وجيوز للدولة بعد التصديق على معاهدة من املعاهدات‬
‫تفوض تنفيذ تلك املعاهدة إىل مستويات حكومية أدىن‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬أن ّ‬
‫السلطات احمللية‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬قد حتتاج احلكومة املركزية إىل اختاذ التدابري الالزمة على‬
‫الصعيد احمللي‪ ،‬ال سيما لوضع اإلجراءات والضوابط الكفيلة بضمان تنفيذ التزامات الدولة يف‬
‫ملزمة‪ ،‬يف إطار اختصاصاهتا احمللية‪ ،‬باالمتثال للواجبات‬‫جمال حقوق اإلنسان‪ .‬والسلطات احمللية َ‬
‫الناشئة عن االلتزامات الدولية للدولة يف جمال حقوق اإلنسان‪ .‬وهي بالفعل اجلهات املسؤولة عن‬
‫التطبيق العملي لالسرتاتيجيات والسياسات الوطنية حلقوق اإلنسان‪ .‬ولذلك ينبغي أن يشارك‬
‫ممثلو السلطات احمللية يف صياغة تلك السياسات‪ .‬ففي الدول اليت تأخذ بالالمركزية‪ ،‬ميكن أن‬
‫تضطلع احلكومة احمللية بدور أكثر استباقيةً واستقالليةً فيما يتعلق حبماية وتعزيز حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬الفصل الرابع ‪ -‬هاء‪.1-‬‬ ‫()‬
‫‪6‬‬
‫التعليق العام رقم ‪ ،)2005(16‬املساواة بني الرجل واملرأة يف حق التمتع جبميع احلقوق االقتصادية‬ ‫()‬
‫واالجتماعية والثقافية (املادة ‪ 3‬من العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية)‪ ،‬الفقرة ‪،42‬‬
‫متاح على الرابط التايل‪.http://www.refworld.org/docid/43f3067ae.html :‬‬
‫‪7‬‬
‫التعليقات على مشاريع املواد املتعلقة مبسؤولية الدول عن األفعال غري املشروعة دولياً (انظر احلاشية ‪ 4‬أعاله‪،‬‬ ‫()‬
‫الفصل الرابع ‪ -‬هاء‪ ،)2-‬الصفحة ‪ ،82‬متاحة على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪.http://www.eydner.org/dokumente/darsiwa_comm_e.pdf‬‬

‫‪7/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫أثر‬
‫وميكن أن يكون للتعاون املؤسسي بني احلكومات املركزية واحمللية يف جمال حقوق اإلنسان ٌ‬
‫إجيايب على مستوى تنفيذ االلتزامات الدولية للدولة يف جمال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪ -22‬وإذا أرادت السلطات احمللية أن تفي مبسؤولياهتا يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬فينبغي أن‬
‫يكون لديها ما يلزم من صالحيات وموارد مالية‪ .‬ويتطلب اإلعمال املناسب حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وال‪  ‬سيما احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬من السلطات احمللية توفري موارد مالية‪ ،‬وهو ما‬
‫ال ميكن حتقيقه يف كل مكان؛ وينبغي مراعاة ذلك على الصعيدين الوطين والدويل‪ .‬كما ينبغي‬
‫التشديد خصوصاً على أن الصالحيات املخولة إىل السلطات احمللية‪ ،‬أيّاً كانت‪ ،‬لن تكون فعالة‬
‫إذا مل تتوافر املوارد املالية ملمارستها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عديدة مبدأ‬ ‫ٍ‬
‫مناسبات‬ ‫‪ -23‬وأبرزت هيئات األمم املتحدة ملعاهدات حقوق اإلنسان يف‬
‫املسؤولية املشرتكة اليت تتحملها خمتلف املستويات احلكومية من أجل محاية وتعزيز حقوق‬
‫اإلنسان‪ .‬فقد أشارت اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬يف تعليقها العام‬
‫رقم ‪( 4‬احلق يف السكن املالئم)‪ ،‬إىل أن الدول األطراف يف العهد الدويل اخلاص باحلقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية ينبغي أن تتخذ اخلطوات "اليت تضمن التنسيق بني الوزارات‬
‫والسلطات اإلقليمية واحمللية بغية التوفيق بني السياسات ذات الصلة (يف جماالت االقتصاد والزراعة‬
‫والبيئة والطاقة وما إىل ذلك) وااللتزامات املنصوص عليها يف املادة ‪ 11‬من العهد"(‪.)8‬‬

‫رابعاً‪ -‬دور الحكومة المحلية في حماية وتعزيز حقوق اإلنسان‬


‫عدد من الدول ‪ -‬يف بعض احلاالت‪ ،‬وعلى الصعيد الدستوري ‪ -‬من‬ ‫‪ -٢٤‬تقتضي تشريعات ٍ‬
‫احلكومة احمللية صراحةً أن حترتم حقوق اإلنسان (مثالً‪ ،‬أسرتاليا‪ ،‬وسلوفينيا‪ ،‬وكوت ديفوار‪،‬‬
‫لكل منها على مجيع السلطات‬ ‫واملغرب)‪ .‬ويف بعض الدول األخرى‪ ،‬ينطبق الشرط الدستوري ٍّ‬
‫العامة (مثالً‪ ،‬أذربيجان‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وأملانيا‪ ،‬والبوسنة واهلرسك‪ ،‬وتوغو‪ ،‬وجنوب السودان‪ ،‬وكينيا‪،‬‬
‫وليتوانيا‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬والنمسا)‪ .‬ويف لكسمربغ‪ ،‬يتعني على البلديات أن متارس صالحياهتا وفقاً‬
‫ملزمة باحرتام حقوق اإلنسان اليت يكفلها القانون‪ .‬ويف بعض البلدان‪،‬‬ ‫للقانون‪ ،‬وهذا يعين أهنا َ‬
‫يقص ر القانون واجب احلكومات احمللية يف مراعاة حقوق اإلنسان على حقوق أو مبادئ بعينها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬ينص قانون احلكم الذايت احمللي يف صربيا على أن من واجب البلديات أن‬
‫تكفل تعزيز ومحاية حقوق األقليات القومية واجملموعات اإلثنية‪ .‬ويف سلوفينيا‪ ،‬يقتضي القانون من‬
‫إدارات البلديات أن حترص على تعميم مراعاة املنظور اجلنساين‪ .‬ويف أيرلندا‪ ،‬ال تنص التشريعات‬
‫ملزمة‪،‬‬
‫لكن السلطات احمللية َ‬‫املتعلقة باحلكومة احمللية حتديداً على تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬و ّ‬
‫يف إطار أداء وظائفها‪ ،‬مبراعاة احلاجة إىل تعزيز االندماج االجتماعي‪ .‬وباملثل‪ ،‬ال تشري التشريعات‬
‫‪8‬‬
‫التعليق العام رقم ‪ :4‬احلق يف السكن املالئم (املادة ‪ )1(11‬من العهد)‪ ،‬الفقرة ‪ ،12‬الذي اعتمدته‬ ‫()‬
‫اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف دورهتا السادسة املعقودة يف ‪ 13‬كانون األول‪/‬ديسمرب‬
‫‪ ،1991‬وهو متاح على الرابط التايل‪.http://www.refworld.org/docid/47a7079a1.html :‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪8/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫املتعلقة باحلكومات احمللية يف اهلند إىل محاية حقوق اإلنسان حتديداً باعتبارها من املسؤوليات‬
‫املسندة إليها؛ بيد أ ّن وظائف البلديات املقررة دستورياً ترتبط ارتباطاً مباشراً حبقوق اإلنسان‬
‫األساسية‪ ،‬مثل تنفيذ املبادرات الرامية إىل اإلدماج الدميقراطي وتدابري الرعاية االجتماعية ونظام‬
‫العدالة احمللي‪.‬‬
‫‪ -٢٥‬ويبدو أن اعتماد نص قانوين صريح يكون مل ِزماً للحكومة احمللية بتعزيز ومحاية حقوق‬
‫اإلنسان هو هنج أفضل‪ .‬وذلك ما جيعل السلطات احمللية على وع ٍي مبسؤولياهتا يف جمال حقوق‬
‫ٍ‬
‫إخالل هبذه املسؤوليات سيستتبع مسؤوليتها مبوجب القانون الوطين‬ ‫أي‬
‫اإلنسان‪ ،‬إذ تدرك أ ّن ّ‬
‫فضالً عن مسؤولية الدولة ككل على الصعيد الدويل‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يفرض النص املذكور‬
‫التزاماً واضحاً على السلطات احمللية بتطبيق هنج قائم على حقوق اإلنسان لتقدمي اخلدمات العامة‬
‫يشجع أصحاب احلقوق على مطالبة‬ ‫يف إطار اختصاصاهتا احملددة‪ .‬ولعل ذلك يف هناية املطاف ّ‬
‫السلطات احمللية حبقوقهم‪.‬‬
‫‪ -٢٦‬وتَعرف السلطات احمللية معرفةً جيد ًة االحتياجات اليومية للمواطنني وهي تتعامل يومياً‬
‫مع قضايا حقوق اإلنسان‪ .‬وبالتايل‪ ،‬توجد صلة جلية وقوية بني حقوق اإلنسان واحلكومة احمللية‪.‬‬
‫فالسلطات احمللية‪ ،‬عند أداء وظائفها‪ ،‬تتخذ القرارات املتعلقة خاصةً بالتعليم والسكن والصحة‬
‫والبيئة والقانون والنظام‪ ،‬وهي جماالت ترتبط ارتباطاً مباشراً بإعمال حقوق اإلنسان وقد تعزز أو‬
‫تضعف إمكانات السكان يف التمتع حبقوقهم اإلنسانية‪ .‬وعالوًة على ذلك‪ ،‬تواجه احلكومة احمللية‬
‫دائماً خطر املمارسات التمييزية ضد من يُتصور أهنم غرباء عن اجملتمع احمللي‪ ،‬مثل املهاجرين أو‬
‫األقليات اإلثنية‪ .‬ففي جمال السكن مثالً‪ ،‬غالباً ما تكون "التضحية مبن ال مأوى هلم وتعرضهم‬
‫للوصم والتمييز" أكثر تفشياً على الصعيد احمللي‪ .‬ومن الضروري إدماج البعد املتمثل يف حقوق‬
‫اإلنسان يف مجيع مبادرات احلكومة احمللية للتصدي هلذه االنتهاكات‪ .‬ومن الصعب فعالً أن‬
‫يتصور املرء حالة إعمال حقوق اإلنسان إذا مل يكن هناك وجود لسلطات حملية تقدم اخلدمات‬
‫الالزمة‪ .‬فاملوظفون احملليون يتحملون مسؤولية طائفة واسعة من قضايا حقوق اإلنسان يف عملهم‬
‫اليومي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نادراً ما يكون هذا العمل يف نظر السلطات واجلمهور إعماالً حلقوق‬
‫اإلنسان‪ .‬ولذلك تظل حقوق اإلنسان‪ ،‬كإطار مرجعي أو حتليلي‪ ،‬بعيد ًة يف معظم السياسات‬
‫واملمارسات على الصعيد احمللي‪ ،‬رغم أهنا قد تكون بالفعل حقوقاً إنسانية يف املمارسة العملية(‪.)9‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬ينبغي أال يغيب عن األذهان أن األثر احلقيقي حلقوق اإلنسان يظهر على‬
‫الصعيد احمللي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التايل‪Congress of Local and Regional Authorities (Council of Europe), Strasbourg, 25– :‬‬ ‫انظر املرجع‬ ‫()‬
‫‪27 March 2014, 26th session, CG(26)5FINAL, “Best practices of implementation of human rights at local and‬‬
‫‪regional level in member states of the Council of Europe and other countries” (Rapporteur: O. Molin),‬‬
‫‪ Resolution 365 (2014), Explanatory Memorandum, paras. 8, 14‬متاح على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪.http://www.coe.int/t/congress/ texts/RESOLUTIONS_en.asp?mytabsmenu=6‬‬

‫‪9/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫‪ -٢٧‬وختضع واجبات احلكومة احمللية يف جمال حقوق اإلنسان للتصنيف التقليدي الثالثي‬
‫أي واجب االحرتام‪ ،‬وواجب احلماية‪،‬‬ ‫الذي ختضع له التزامات الدول يف جمال حقوق اإلنسان‪ْ ،‬‬
‫وواجب اإلعمال‪ .‬فواجب االحرتام يعين أن املسؤولني احملليني ملزمون بعدم انتهاك حقوق اإلنسان‬
‫من خالل إجراءاهتم‪ .‬وهو يقتضي من احلكومة احمللية أالّ تتدخل يف مسألة متتع مجيع من هم‬
‫خاضعون لواليتها باحلقوق واحلريات‪ .‬وفيما يتعلق حبرية الدين مثالً‪ ،‬ال جيوز للحكومة احمللية أن‬
‫متنع الطوائف الدينية‪ ،‬إالّ يف حدود القيود املسموح هبا‪ ،‬من استعمال الساحات العامة أو مباين‬
‫البلدية لتنظيم االحتفاالت الدينية‪ .‬وفيما يتعلق باحلق يف الصحة‪ ،‬ال جيوز للحكومة احمللية أن‬
‫حترم جمتمعات حملية أو مجاعات بعينها من االستفادة من مرافق الرعاية الصحية‪ .‬و ّأما واجب‬
‫احلماية‪ ،‬فيقتضي من الدول أن تضمن عدم انتهاك أطراف ثالثة حلقوق األفراد وحرياهتم‪ .‬فمن‬
‫اءات تكفل عدم منع أي كان األطفال‬ ‫واجب السلطات احمللية‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬أن تتخذ إجر ٍ‬
‫من االلتحاق باملدارس‪ .‬ومن املمكن أن يستلزم واجب احلماية هتيئة بيئات حضرية تكون أكثر‬
‫أمناً ومن شأهنا أن حتد من خطر العنف املمارس مثالً ضد املرأة‪ .‬و ّأما واجب اإلعمال‪ ،‬فيعين أن‬
‫احلكومة احمللية ملزمة باختاذ إجراءات إجيابية لتيسري التمتع باحلقوق واحلريات‪ .‬فالسلطات احمللية‪،‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬جمربة على إعمال احلق يف التعليم من خالل احلفاظ على نظام تعليمي جيد‪.‬‬
‫وامتثاالً لواجب إعمال حق األفراد يف عدم التعرض للتمييز‪ ،‬ميكن إنشاء آليات حملية حلقوق‬
‫اإلنسان من قبيل مكاتب أمناء املظامل أو الوكاالت املتخصصة يف مكافحة التمييز‪.‬‬
‫‪ -٢٨‬وينبغي للسلطات احمللية أيضاً أن تشجع مجيع من خيضع لواليتها على فهم واحرتام‬
‫حقوق اإلنسان بفضل التعليم والتدريب‪ .‬وينبغي‪ ،‬باخلصوص‪ ،‬أن تقدم السلطات احمللية ملمثليها‬
‫أساس منتظ ٍم‪ ،‬وأن‬
‫املنتخبني وموظفيها اإلداريني دورات تدريبية يف جمال حقوق اإلنسان على ٍ‬
‫تعم م على املواطنني املعلومات ذات الصلة حبقوقهم‪ .‬وميكن أن تساعد السلطات احمللية من‬ ‫ّ‬
‫خالل تعزيز حقوق اإلنسان على بناء ثقافة حلقوق اإلنسان يف اجملتمع احمللي‪.‬‬
‫‪ -٢٩‬وينبغي أن تويل السلطات احمللية اهتماماً خاصاً لتعزيز ومحاية حقوق الفئات الضعيفة‬
‫واحملرومة‪ ،‬مثل األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬واألقليات اإلثنية‪ ،‬واجملتمعات األصلية‪ ،‬وضحايا التمييز‬
‫اجلنسي‪ ،‬واألطفال‪ ،‬واملسنني‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬تصبح نوعية اخلدمات اليت تقدمها احلكومات‬
‫احمللية إىل هذه الفئات "حم ّكاً" ملدى احرتام احلكومات احمللية حلقوق اإلنسان يف املمارسة‬
‫العملية(‪.)10‬‬
‫‪ -٣٠‬ويف عدد من البلدان‪ ،‬تُبذل جهود من أجل إدماج حقوق اإلنسان يف أنشطة السلطات‬
‫احمللية‪ .‬وبناءً عليه‪ُ ،‬ش رع يف اختاذ تدابري لتعزيز اإلدارة التشاركية‪ ،‬وإجراء مراجعات للحسابات‬
‫وتقييمات لألثر قائمة على حقوق اإلنسان‪ ،‬وإعادة حتديد الشواغل احمللية باعتبارها من قضايا‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ووضع إجراءات للتحقق من توافق السياسات واللوائح احمللية مع حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وتقدمي تقارير عن االمتثال ملعاهدات حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪ ،‬وتقدمي برامج‬
‫‪10‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫()‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪10/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫التدريب املنتظم يف جمال حقوق اإلنسان ليستفيد منها املوظفون املدنيون احملليون‪ ،‬وزيادة وعي‬
‫اجلمهور حبقوق اإلنسان‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬وميكن اعتبار صياغة ميثاق حملي حلقوق اإلنسان (أو‬
‫قانون حلقوق اإلنسان)(‪ )11‬حيدد املسؤوليات اخلاصة اليت تتحملها احلكومة احمللية يف جمال حقوق‬ ‫ٍ‬
‫اإلنسان خطوًة هامةً أخرى حنو إضفاء الطابع احمللي على حقوق اإلنسان‪ .‬ومن املستحب جداً‪،‬‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬أن يكون للسلطات احمللية مكاتب خاصة حبقوق اإلنسان تكون مزود ًة مبا يكفي‬
‫من املوارد البشرية واملالية وقادرًة متاماً على االضطالع بقضايا حقوق اإلنسان يف إطار‬
‫لكل منها‪.‬‬
‫الصالحيات احمللية املمنوحة ٍّ‬

‫خامساً‪ -‬التحديات الكبرى التي تواجهها الحكومات المحلية في مجال حماية‬


‫وتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫‪ -٣١‬هناك حتديات كربى تواجهها احلكومات احمللية يف جمال محاية وتعزيز حقوق اإلنسان من‬
‫حتد تواجهه احلكومات احمللية هو انعدام اإلرادة السياسية‪،‬‬
‫سياسية واقتصادية وإدارية‪ .‬وأكرب ٍّ‬
‫خاصةً يف البلدان ذات النُّظم غري الدميقراطية أو الدميقراطيات املبتدئة‪ .‬وتتفاقم هذه التحديات‬
‫جراء النزاعات والتوترات السياسية يف البلد‪ .‬وتعاين احلكومات احمللية يف هذه الدول من عدم‬
‫استقالليتها وعدم وجود رؤية‪/‬ختطيط و‪/‬أو التزام على املدى الطويل‪ .‬وقد توجد يف بعض احلاالت‬
‫توترات وصراعات على السلطة بني احلكومات املركزية واحمللية‪ ،‬وال سيما يف حاالت النزاع أو عدم‬
‫االستقرار‪ .‬وعالوًة على ذلك‪ ،‬قد يكون من الصعب على الدول ذات اهليكل املركزي أن تبذل‬
‫جهداً سياسياً كبرياً يف جمال حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪ .‬وحيول انعدام االستقاللية واحلكم‬
‫الذايت دون املساءلة ويكبت الشعور مبسؤولية إعمال حقوق اإلنسان‪ .‬وقد تعوق السياسات‬
‫املركزية وتدابري التكيف اهليكلي‪ ،‬يف أغلب األحيان مراعاة حقوق اإلنسان يف إطار احلكومات‬
‫احمللية‪.‬‬
‫‪ -٣٢‬ويكمن التحدي الثاين الذي يص ّد احلكومات احمللية عن إعمال وتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫يف نقص القدرات و‪/‬أو املوارد املؤسسية‪ ،‬إما بسبب انعدام اإلرادة السياسية الكفيلة بتمكني‬
‫احلكومات احمللية‪ ،‬أو بسبب احلالة االقتصادية الصعبة يف البلد‪ .‬ويؤكد تقرير املقررة اخلاصة املعنية‬
‫بالسكن الالئق كعنصر من عناصر احلق يف مستوى معيشي مناسب وباحلق يف عدم التمييز يف‬
‫هذا السياق‪ ،‬ليالين فرحة‪ ،‬عن أدوار احلكومة على املستوى احمللي واملستويات دون الوطنية‬
‫األخرى‪ ،‬االستنتاج القائل إن الالمركزية ال تصب دائماً يف صاحل إعمال احلق يف السكن الالئق (‬
‫‪ ،A/HRC/28/62‬الفقرة ‪ .) 71‬ورغم أن الالمركزية قد تؤدي إىل الدميقراطية التشاركية وإشراك‬
‫املواطنني والشفافية واملساءلة‪ ،‬فإن هذه السمات اإلجيابية تظل مرهونةً بوجود آليات وإرادة‬
‫‪11‬‬
‫ميكن اإلشارة حتديداً إىل قوانني حقوق اإلنسان اليت اعتُمدت يف العديد من املدن يف الواليات املتحدة‬ ‫()‬
‫األمريكية ألهنا من األمثلة اجليدة على إدماج حقوق اإلنسان يف السياسات والتدابري احمللية‪ ،‬بدءاً من القانون الذي‬
‫اعتمدته اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة يف سان فرانسيسكو‪.‬‬

‫‪11/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫سياسية لتحقيق نظام حكم دميقراطي‪ .‬ويقوض عدم توافر املوارد وامليزانيات الالزمة لتمويل تنفيذ‬
‫املشاريع واخلدمات على الصعيد احمللي قدرة احلكومات احمللية وينتقص من شرعيتها يف اجملتمعات‬
‫احمللية‪.‬‬
‫‪ -٣٣‬ويتمثل التحدي الثالث يف قلة التنسيق بني احلكومات املركزية واحمللية‪ .‬ومن املشاكل‬
‫املطروحة أيضاً مشكلة القوانني املتعلقة بتقاسم االختصاصات بني احلكومة املركزية واحلكومة‬
‫احمللية‪ ،‬املتسمة بالتعقيد والغموض واستعصاء الوصول إليها‪ .‬والتقسيم الواضح للسلطات بني‬
‫مسبق إلعمال حقوق‬
‫ط ٌ‬ ‫مسبق إلقرار املساءلة‪ ،‬وهو بالتايل شر ٌ‬
‫ط ٌ‬ ‫خمتلف مستويات احلكومة شر ٌ‬
‫اإلنسان‪ .‬وجيب أن يصبح من البديهي أن كل سلطة ُأسندت إليها صالحيات عامة هي سلطة‬
‫ملزمة باحرتام حقوق اإلنسان ومحايتها وإعماهلا‪ .‬وتُغ َفل غالباً‪/‬أحياناً الصلة بني ممارسة‬
‫َ‬
‫الصالحيات العامة ومراعاة حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪.‬‬
‫حتد آخر يتمثل يف انعدام املعلومات املتعلقة بالشروط النامجة عن حقوق اإلنسان‬
‫‪ -٣٤‬ومثة ٍّ‬
‫على الصعيد احمللي‪ .‬فكل شخص مسؤول يف احلكومة احمللية جيب أن يكون على وعي‬
‫ولكن هذا الوعي ال يقوم غالباً على أسس معرفية‬‫بااللتزامات اليت تفرضها عليه حقوق اإلنسان‪ّ .‬‬
‫متينة بشأن مضمون ونطاق حقوق اإلنسان‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬تعجز العديد من احلكومات احمللية‬
‫على فهم حقوق اإلنسان وإدماجها يف السياسات احمللية واملمارسة العملية‪ .‬ويشوب انعدام‬
‫الشفافية اجلهود املبذولة من أجل التنسيق يف جمال حقوق اإلنسان(‪.)12‬‬
‫‪ -٣٥‬وأما التحدي اخلامس الذي تواجهه احلكومات احمللية فيتمثل يف عدم االعرتاف بدور‬
‫اجملتمع املدين وإسهاماته‪ .‬وعادةً ما يقرتن هذا األمر بعدم فهم حقوق اإلنسان على مستوى‬
‫احلكومة احمللية‪ .‬وحي ّد عدم االعرتاف باجملتمع املدين والتعاون معه من اجلهود اليت تبذهلا احلكومات‬
‫احمللية من أجل الوصول إىل اجملتمعات احمللية املهمشة‪.‬‬
‫‪ -٣٦‬ومن التحديات األخرى اليت تواجهها احلكومة احمللية عدم إدراج التزامات بشأن حقوق‬
‫اإلنسان يف أولويات اجلهات املاحنة ووكاالت التنمية الدولية يف سياق الالمركزية‪ .‬ففي إندونيسيا‪،‬‬
‫مثالً‪ ،‬روجت وكاالت لالمركزية‪ ،‬منها صندوق النقد الدويل والبنك الدويل ومصرف التنمية اآلسيوي‬
‫وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي ووكاالت ماحنة أخرى‪ ،‬بينما جتاهلت حقوق اإلنسان(‪.)13‬‬
‫سادساً‪ -‬آليات حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي‬

‫‪12‬‬
‫معهد حقوق اإلنسان‪ ،‬كلية احلقوق جبامعة كولومبيا‪.‬‬ ‫()‬
‫‪13‬‬
‫انظر املرجع التايل‪Christopher Silver, “Do the donors have it right? Decentralization and changing :‬‬ ‫()‬
‫‪local governance in Indonesia”, in Globalization and Urban Development, Harry W. Richardson and Chang-‬‬
‫)‪ Hee Christine Bae, eds. (Berlin, Springer, 2005‬االقتباس وارد يف تقرير املقررة اخلاصة املعنية بالسكن الالئق‪ ،‬الفقرة‬
‫‪.25‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪12/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫‪ -٣٧‬تتطلب محاية حقوق اإلنسان اعتماد آليات مستقلة حلقوق اإلنسان‪ .‬وميكن أن تتخذ‬
‫هذه اآلليات أشكاالً شىّت يف خمتلف اجملتمعات احمللية‪ ،‬وهناك أمثلة عديدة ميكن حماكاهتا إلعمال‬
‫حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪ ،‬مثل مكاتب أمناء املظامل‪ ،‬وجمالس تلقي شكاوى‬
‫املستهلكني‪ ،‬وجمالس تشخيص إصابات املرضى‪ ،‬ووكاالت مكافحة التمييز‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬وميكن‬
‫أن تتنوع اختصاصات هذه اآلليات تنوعاً شديداً‪ ،‬ولكن جيب اعتبارها وسيلة من الوسائل اهلامة‬
‫لضمان حقوق اإلنسان ومعاجلة شكاوى املواطنني يف الدوائر االبتدائية‪ .‬واألهم من ذلك أن‬
‫إنشاء آلية حملية حلقوق اإلنسان يُربز دور السلطات احمللية يف جمال محاية حقوق اإلنسان‪ .‬وإذا‬
‫ٍ‬
‫بفعالية فينبغي تزويدها مبا يكفي من املوارد البشرية واملالية‬ ‫أريد هلذه السلطات أن تؤدي وظائفها‬
‫وإتاحة الوصول إليها جلميع األفراد يف املناطق اليت يقطنوهنا‪.‬‬
‫‪ -٣٨‬وينص امليثاق األورويب حلماية حقوق اإلنسان يف املدينة‪ ،‬الذي اعتُمد يف سان ‪ -‬دوين‬
‫عام‪ ،2000 ‬على إنشاء مكاتب ألمناء املظامل بوصفها آليةً وقائيةً فضالً عن كوهنا وسيلةً لتعزيز‬
‫حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي(‪ . )14‬وترصد مكاتب أمناء املظامل اإلدارات احمللية لضمان عدم‬
‫انتهاكها للحقوق واملبادئ املنصوص عليها يف امليثاق‪.‬‬
‫‪ -٣٩‬وال توجد آليات حلماية حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي إالّ يف قلة من الدول‪ .‬فقد‬
‫أنشأت مدن عديدة يف سويسرا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬مكاتب ألمناء املظامل‪ .‬وتعترب هذه املكاتب‬
‫أجهزة مستقلة تضطلع بدور الوسيط يف حالة النزاعات بني األفراد والسلطات‪ .‬ورغم أهنا ال متلك‬
‫فعالة حلل‬
‫صالحية اختاذ قرارات ملزمة وال يُسمح هلا بغري بتقدمي توصيات‪ ،‬فقد أثبتت أهنا وسيلة ّ‬
‫املنازعات‪ .‬ويف مجهورية كوريا‪ ،‬أنشأت العديد من احلكومات احمللية جلاناً حلقوق اإلنسان‪ .‬ويف‬
‫هولندا‪ ،‬ميكن تقدمي الشكاوى املتعلقة بانتهاكات حقوق اإلنسان مبساعدة املكتب الوطين ألمني‬
‫املظامل أو آلية تقدمي الشكاوى على مستوى البلديات‪ .‬ويف الدامنرك‪ ،‬كانت مؤسسة مستشار‬
‫املواطنني يف كوبنهاغن أول مؤسسة تقدم املشورة إىل املواطنني يف البلد‪ ،‬وأنشأها اجمللس البلدي‬
‫هبدف استحداث وظيفة مستقلة ألمني للمظامل يف كوبنهاغن‪ .‬واليوم‪ ،‬توجد مؤسسات تقدمي‬
‫املشورة إىل املواطنني يف ‪ 21‬بلدية‪ .‬ويف النرويج‪ ،‬توظف البلديات أمناء مظامل يف جماالت إدارية‬
‫معينة‪ .‬ويف البوسنة واهلرسك‪ ،‬أنشأت بعض احلكومات احمللية جلاناً حلقوق اإلنسان تعمل كهيئات‬
‫استشارية تابعة للمجالس البلدية مع أهنا ليست‪ ،‬حبد ذاهتا‪ ،‬من آليات محاية حقوق اإلنسان‪ .‬ويف‬
‫أسرتاليا‪ ،‬تعمل جلنة تكافؤ الفرص وحقوق اإلنسان يف مدينة فيكتوريا على تيسري منتديات‬
‫احلكومة احمللية‪ .‬ووضعت اللجنة جمموعة أدوات للحكومات احمللية تساعد على استعراض برامج‬
‫احلكومة احمللية وممارساهتا‪ ،‬بناءً على الطلب‪ ،‬لضمان توافقها مع ميثاق فيكتوريا حلقوق اإلنسان‬
‫‪14‬‬
‫جاءت هذه الوثيقة اهلامة مثرة األعمال التحضريية اليت بدأت يف برشلونة عام ‪ ،1998‬يف إطار مؤمتر‬ ‫()‬
‫"مدن حقوق اإلنسان"‪ ،‬الذي نُظم احتفاالً بالذكرى اخلمسني لصدور اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ .‬وشارك يف‬
‫هذه املناسبة مئات من العُمد واملمثلني السياسيني الذين نادوا بصوت واحد للمطالبة باحلصول على اعرتاف سياسي‬
‫تعمه احلواضر‪ .‬امليثاق متاح على الرابط‬
‫أقوى كجهات فاعلة رئيسية يف محاية حقوق اإلنسان يف عامل ّ‬
‫التايل‪.http://www.uclg-cisdp.org/en/right-to-the-city/european-charterthash.E5JeKdIt.dpuf  :‬‬

‫‪13/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫ومسؤولياته‪ ،‬وتقدم اللجنة التدريب للمجالس احمللية‪ .‬ويف أذربيجان‪ ،‬أنشئ جملس اخلرباء املستقلني‬
‫يف معهد أمناء املظامل يف نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2003‬وميثَّل فيه أعضاء ذوو نفوذ من املنظمات غري‬
‫احلكومية واجملتمع املدين يعملون يف جمال محاية حقوق اإلنسان‪ .‬وتشرف املفوضة على تنظيم‬
‫املؤمترات والدورات التدريبية ومناقشات املوائد املستديرة‪ ،‬وغري ذلك من األنشطة املشرتكة مع‬
‫املنظمات غري احلكومية(‪.)15‬‬
‫‪ -٤٠‬ويف عدد من البلدان (مثل أذربيجان وأيرلندا وسلوفينيا)‪ ،‬ال تُعطى للمكتب الوطين ألمني‬
‫املظامل سلطة التحقيق يف الشكاوى املقدمة ضد أجهزة الدولة فحسب‪ ،‬وإمنا أيضاً سلطة التحقيق‬
‫يف الشكاوى املقدمة ضد السلطات احلكومية احمللية‪.‬‬
‫‪ -٤١‬وينص قانون البلديات يف غواتيماال على واجب احلكومة احمللية يف عقد اجتماعات‬
‫ملختلف القطاعات االجتماعية التابعة للبلدية من أجل املشاركة يف وضع السياسات العامة‬
‫وخطط التنمية احلضرية والريفية على صعيد البلديات وإضفاء الطابع املؤسسي عليها‪ .‬وينص‬
‫القانون أيضاً على صون وتعزيز حق اجملتمعات احمللية يف حتديد هويتها الثقافية وفقاً لقيمها ولغاهتا‬
‫وتقاليدها وأعرافها‪ .‬ويسمح القانون أيضاً بإنشاء جلان لالمتثال‪.‬‬

‫سابعاً‪ -‬مدينة حقوق اإلنسان‪ :‬اإلطار المفاهيمي والمبادئ التوجيهية‬


‫‪ -٤٢‬فكرة "مدينة حقوق اإلنسان" هي إحدى املبادرات العاملية الرامية إىل إضفاء الطابع‬
‫احمللي على حقوق اإلنسان‪ .‬وتقوم هذه الفكرة على االعرتاف باملدن بوصفها جهات فاعلة‬
‫رئيسية يف جمال تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬وتشري عموماً إىل املدينة اليت حتكم فيها مبادئ‬
‫حقوق اإلنسان أخالقياً وقانونياً احلكومة احمللية والسكان احملليني‪ .‬وأطلقت هذا املفهوم‪،‬‬
‫يف‪ ‬عام‪ ، 1997 ‬احلركة الشعبية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان (احلركة الشعبية)‪ ،‬وهي منظمة‬
‫املفهوم أيضاً‪ ،‬باعتباره‬
‫َ‬ ‫من‪ ‬منظمات اخلدمة الدولية اليت ال تستهدف الربح(‪ .)16‬واعتمد هذا‬
‫مفهوماً معيارياً‪ ،‬املنتدى العاملي ملدن حقوق اإلنسان الذي يُعقد سنوياً يف مدينة غوانغجو‪ ،‬يف‬
‫مجهورية كوريا‪.‬‬
‫ويعرف إعالن غوانغجو بشأن مدينة حقوق اإلنسان‪ ،‬الذي اعتمد عام ‪ 2011‬يف‬ ‫ِّ‬ ‫‪-٤٣‬‬
‫املنتدى العاملي ملدن حقوق اإلنسان املعقود يف ‪ 17‬أيار‪/‬مايو ‪ ،2011‬مدينة حقوق اإلنسان‬
‫بأهنا "عملية جتمع بني اجملتمعات احمللية واألنشطة االجتماعية والسياسية يف سياق حملي تؤدي‬
‫حقوق اإلنسان فيه دوراً رئيسياً بوصفها قيماً أساسية ومبادئ توجيهية"‪ .‬وحتتاج مدينة حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬يف السياق احمللي‪ ،‬إىل إدارة مشرتكة حلقوق اإلنسان تتعاون فيها احلكومة احمللية مع‬

‫‪15‬‬
‫أذربيجان‪ ،‬معهد مفوضة حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫()‬
‫‪16‬‬
‫يشمل برنامج مدن حقوق اإلنسان الذي تديره احلركة الشعبية إنشاء ‪ 30‬مدينة من مدن حقوق اإلنسان‬ ‫()‬
‫وتدريب ‪ 500‬شاب من قادة اجملتمعات احمللية يف أربع مؤسسات تعليمية إقليمية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪14/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫الربملان احمللي (اجمللس احمللي)‪ ،‬واجملتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬وأصحاب املصلحة اآلخرين‪ ،‬من‬
‫بروح من الشراكة القائمة على معايري وقواعد حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫أجل حتسني نوعية حياة اجلميع ٍ‬
‫ويشمل اعتماد هنج قائم على حقوق اإلنسان يف نظام احلكم احمللي مبدأ الدميقراطية واملشاركة‬
‫والقيادة املسؤولة والشفافية واملساءلة وعدم التمييز والتمكني وسيادة القانون‪ .‬ويؤكد أيضاً مفهوم‬
‫مدينة حقوق اإلنسان أمهية ضمان املشاركة الواسعة النطاق جلميع اجلهات الفاعلة وأصحاب‬
‫املصلحة‪ ،‬خاصةً الفئات املهمشة والضعيفة‪ ،‬وأمهية توفري آليات فعالة ومستقلة حلماية ورصد‬
‫حقوق اإلنسان ميكن أن يلجأ إليها اجلميع‪ .‬ويسلِّم املفهوم بأمهية التعاون والتضامن بني املدن‬
‫العاملة على تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان على الصعيدين احمللي والدويل(‪.)17‬‬
‫‪ -٤٤‬وتتضمن مبادئ غوانغجو التوجيهية إلنشاء مدينة حلقوق اإلنسان‪ ،‬املعتمدة يف املنتدى‬
‫العاملي ملدن حقوق اإلنسان لعام ‪ ،2014‬املعقود يف ‪ 17‬أيار‪/‬مايو ‪ ،2014‬املبادئ التالية‬
‫الرامية إلنشاء مدينة حلقوق اإلنسان‪ :‬احلق يف املدينة؛ وعدم التمييز والعمل اإلجيايب؛ واإلدماج‬
‫االجتماعي والتنوع الثقايف؛ والدميقراطية التشاركية واحلكم اخلاضع للمساءلة؛ والعدالة االجتماعية‬
‫والتضامن واالستدامة؛ والقيادة السياسية وإضفاء الطابع املؤسسي على السياسة؛ وتعميم مراعاة‬
‫حقوق اإلنسان؛ واملؤسسات الفعالة وتنسيق السياسات؛ والتثقيف والتدريب يف جمال حقوق‬
‫اإلنسان؛ واحلق يف االنتصاف‪.‬‬
‫‪ -٤٥‬وأعلنت مد ٌن يف مجيع أحناء العامل رمسياً أهنا "مد ٌن حلقوق اإلنسان"‪ ،‬وأنشئت شبكات‬
‫عديدة هلذه املدن على الصعيد الدويل(‪.)18‬‬
‫‪ -٤٦‬وطُِّورت يف الفقه واملمارسة على السواء مفاهيم أخرى سعت أساساً إىل حتقيق اهلدف‬
‫نفسه‪ .‬ومن بني هذه املفاهيم مفهوم "احلق يف املدينة"‪ ،‬وأول من أطلقه الفيلسوف الفرنسي هنري‬
‫لوفيفر(‪)19‬؛ ويشري املفهوم أساساً إىل حق سكان املدينة و"مستخدميها" يف املشاركة يف شؤوهنا‬
‫( ‪)20‬‬
‫العامة احمللية وحتديد حيزها ‪ .‬ومل يكتسب مفهوم "احلق يف املدينة"‪ ،‬حىت اآلن‪ ،‬طابعاً مؤسسياً‬
‫إالّ يف نطاق حمدود‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك النظام األساسي للمدن يف الربازيل (‪،)2001‬‬

‫‪17‬‬
‫انظر املرجع التايل‪ Gwangju Declaration on Human Rights City :‬النص الكامل متاح على الرابط التايل‪:‬‬ ‫()‬
‫‪.www.uclg-cisdp.org/sites/default/files/Gwangju_Declaration_on_HR_City_final_edited_version_110524.pdf‬‬
‫‪18‬‬
‫من بني هذه املدن‪ :‬روزاريو (األرجنتني)‪ ،‬وهي أول مدينة حلقوق اإلنسان‪ُ ،‬أطلقت عام ‪1997‬؛‬ ‫()‬
‫وباندونغ (إندونيسيا)؛ وبرشلونة (إسبانيا)؛ وبيهاك (البوسنة واهلرسك)؛ وبوغوتا (كولومبيا)؛ وبونغو (غانا)؛‬
‫وكوبنهاغن (الدامنرك)؛ وغراتس (النمسا)؛ وغوانغجو (مجهورية كوريا)؛ وكاوسيونغ (مقاطعة تايوان الصينية)؛ وكايت‬
‫(مايل)؛ وكوروغوشو (كينيا)؛ ومدينة مكسيكو (املكسيك)؛ وموغايل (جنوب أفريقيا)؛ ومونرتيال (كندا)‪ ،‬وناغبور‬
‫(اهلند)؛ وبورتو أليغري (الربازيل)؛ ومقاطعة برينس جورج‪ ،‬ماريالند (الواليات املتحدة)؛ وسان ‪ -‬دوين (فرنسا)؛‬
‫وساكاي (اليابان)؛ وتييس (السنغال)؛ وأوترخيت (هولندا)؛ وفيكتوريا (أسرتاليا)‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫انظر املرجع التايل‪.Henri Lefebvre, Le Droit à la Ville (Paris, Ed. du Seuil, 1968) :‬‬ ‫()‬
‫‪20‬‬
‫عمل التحالف الدويل للموئل وشبكة احلق يف السكن ويف األرض‪ ،‬التابعة له‪ ،‬على مدى العقد املاضي‬ ‫()‬
‫على ترويج مفهوم "احلق يف املدينة" وإعطاء تعريف له‪.‬‬

‫‪15/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫وميثاق مونرتيال بشأن احلقوق واملسؤوليات (‪ ،)2006‬وميثاق مدينة مكسيكو بشأن احلق يف‬
‫املدينة (‪.)2010‬‬
‫‪ -٤٧‬وُأرسي مفهوم احلق يف املدينة حتديداً يف امليثاق العاملي للحق يف املدينة (‪)21()2005‬؛‬
‫وشاركت يف إعداد هذه الوثيقة اهلامة جمموعة واسعة من املنظمات والشبكات‪ ،‬مبا فيها اليونسكو‬
‫ويعرف امليثاق احلق يف املدينة على أنه االستخدام العادل للمدن وفقاً ملبدأ‬
‫وموئل األمم املتحدة‪ِّ .‬‬
‫االستدامة والدميقراطية واإلنصاف والعدالة االجتماعية‪ .‬وهو حق مجاعي مينح سكان املناطق‬
‫احلضرية احلق املشروع يف العمل والتنظيم‪ ،‬ويقوم على احرتام اختالفاهتم والطرق اليت يلجأون إليها‬
‫للتعبري عن أنفسهم وممارساهتم الثقافية‪ ،‬هبدف ممارسة حقهم يف تقرير املصري وحتقيق مستوى‬
‫ط بني احلق يف املدينة وحقوق اإلنسان األخرى املعرتف هبا دولياً‪ ،‬مبا فيها‬
‫معيشي الئق‪ .‬ومثة تراب ٌ‬
‫احلقوق املدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬كما هو حمدد يف املعاهدات‬
‫الدولية حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -٤٨‬وظهر مفهوم "حقوق املدينة" خالل العقود املاضية بديالً للمسؤوليات واملوارد املسحوبة‬
‫من احلكومات املركزية وحكومات الواليات يف السوق املعوملة‪ .‬وختضع العديد من املدن باطّراد‬
‫للمؤسسات املركزية املعنية بصنع القرار‪ ،‬وللميزانيات واالستثمارات العامة‪ ،‬يف حني يتعني على‬
‫البلديات أن تدافع عن نفسها و‪/‬أو تتنافس على املوارد الالزمة للتنمية واخلدمات دون منحها‪ ،‬يف‬
‫غالب األحيان‪ ،‬الصالحيات الالزمة لفرض إيرادات أو املشاركة بفعالية يف القرارات اليت تؤثر على‬
‫املخصصات‪ .‬ويف هذه احلاالت‪ ،‬حُي تمل أن تلجأ السلطات احمللية إىل خصخصة السلع واخلدمات‬
‫العامة ‪ -‬وعاد ًة ما تكون لذلك آثار اقتصادية ضارة للفقراء ‪ -‬و‪/‬أو تلتمس الدعم املايل من‬
‫السوق املالية للقطاع اخلاص‪ .‬وقد يشري هذا املفهوم إىل احلقوق اإلدارية والسياسية واالقتصادية‬
‫للحكومات احمللية فيما يتعلق بالسلطات الوطنية‪/‬االحتادية‪ ،‬وإىل مشاركة ودور السلطات احمللية يف‬
‫املؤسسات الدولية واملتعددة األطراف (مثل األمم املتحدة‪ ،‬والبنك الدويل‪ ،‬وصندوق النقد الدويل‪،‬‬
‫وغري ذلك من املؤسسات)‪.‬‬
‫‪ -٤٩‬وأماّ مفهوم "حقوق اإلنسان يف املدينة"‪ ،‬الذي ُأرسي أساساً يف امليثاق األورويب حلماية‬
‫حقوق اإلنسان يف املدينة وميثاق‪/‬جدول األعمال العامليني حلقوق اإلنسان يف املدينة(‪ ،)22‬فيعين‬
‫ضمنياً االلتزام مبا يلي‪ :‬احرتام ومحاية وإعمال مجيع حقوق اإلنسان املعرتف هبا دولياً على الصعيد‬
‫احمللي؛ وإيالء االهتمام من باب األولوية إىل الفئات املهمشة والشرائح السكانية اليت تعيش يف‬

‫‪21‬‬
‫‪http://portal.unesco.org،‬‬ ‫النص الكامل متاح على الرابطني التاليني‪:‬‬ ‫()‬
‫‪.http://www.urbanreinventors.net/3/wsf.pdf، www.hic-net.org‬‬
‫‪22‬‬
‫امليثاق اللجنة املعنية باإلدماج االجتماعي والدميقراطية التشاركية وحقوق اإلنسان‪ ،‬التابعة ملنظمة‬
‫صاغت َ‬ ‫()‬
‫املدن واحلكومات احمللية املتحدة‪ ،‬وناقشه ممثلون منتخبون وخرباء وممثلون من اجملتمع املدين يف مجيع أحناء العامل‬
‫واعتمدوه يف عام ‪.2011‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪16/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫ظروف هشة؛ وإدماج هنج حلقوق اإلنسان يف السياسات احمللية (وعدم االقتصار على إدماجه يف‬
‫الربامج املتعلقة بإعمال حقوق اإلنسان)‪.‬‬
‫‪ -٥٠‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬تشمل أفضل املمارسات املبادرات السياساتية اليت تسلّم أيضاً بفعالية‬
‫هذا النهج إلنشاء "موئل حلقوق اإلنسان"‪ ،‬باإلضافة إىل مفهومه األمشل للتسلسل الريفي ‪-‬‬
‫احلضري‪ ،‬واالعرتاف عن وع ٍي بأن حقوق سكان املدن تنطبق بالتساوي على سكان ضواحي‬
‫املراكز احلضرية‪ ،‬وعلى سكان املناطق الواقعة على مسافات أبعد‪ .‬ومن األمثلة على هذه التسمية‬
‫"موئل حلقوق اإلنسان" (‪ .)2002‬ونشأت‬ ‫ٌ‬ ‫املنتدى املدين األول لنريويب الذي أعلنت فيه أهنا‬
‫هذه املبادرة بدع ٍم من معهد مازينجريا احمللي‪ ،‬بفضل برناجمه ونطاقه البيئيني‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫عمل التحالف الدويل للموئل وشبكة احلق يف السكن ويف األرض‪ ،‬التابعة له‪ ،‬على مدى العقد‬
‫املاضي على ترويج تعريف "احلق يف املدينة" وتطويره‪.‬‬

‫ثامناً‪ -‬دور المجتمع المدني في تخطيط وتنفيذ األنشطة الرامية إلى تعزيز‬
‫وحماية حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي‬
‫ردت على االستبيان مل جتب أو مل تعط أجوبة حمددة عن السؤال‬ ‫‪ -٥١‬معظم الدول اليت ّ‬
‫املتعلق بدور اجملتمع املدين يف ختطيط وتنظيم األنشطة الرامية إىل محاية وتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫على الصعيد احمللي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشري بعض أمثلة الردود الواردة إىل مشاركة منظمات اجملتمع‬
‫املدين يف تقدمي الدورات التدريبية (بوروندي)‪ .‬وأفادت دول أخرى بأن املنظمات غري احلكومية‬
‫نشطة ولكنها ال تتعاون بالضرورة مع احلكومة (جورجيا‪ ،‬وسلوفينيا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وهنغاريا)‪.‬‬
‫‪ -٥٢‬وفيما يتعلق بصنع القرار‪ ،‬ال يزال اجملتمع املدين يف اخلطوط اخللفية بدالً من أن يكون‬
‫شريكاً‪ .‬وجاء يف الردود أن ظروف عمل املنظمات غري احلكومية يف بعض البلدان ختضع للقيود‬
‫اليت تفرضها احلكومات‪ ،‬وأن هذه املنظمات مُت نع من تلقي األموال‪ ،‬و ّادعى مشاركون يف االستبيان‬
‫حدوث انتهاكات كثرية حلق املنظمات غري احلكومية يف حرية التعبري وتكوين اجلمعيات‪.‬‬
‫‪ -٥٣‬وأوضح أغلب املشاركني يف االستبيان أن األسباب الكامنة وراء تعزيز حقوق اإلنسان‬
‫تستند أساساً إىل الكفاح من أجل التصدي النتهاكات حقوق اإلنسان واملعاناة اليت شهدوها‬
‫و‪/‬أو عاشوها‪ .‬وانتشر منوذج مدينة غوانغجو حلقوق اإلنسان‪ ،‬يف مجهورية كوريا‪ ،‬يف مدن أخرى‬
‫بروح حركة ‪ 18‬أيار‪/‬مايو إلرساء الدميقراطية يف غوانغجو‪ .‬وأشار الرد الوارد من مقاطعة برينس‬
‫جورج‪ ،‬يف ماريالند (الواليات املتحدة األمريكية)‪ ،‬إىل املنظمات الشعبية يف سياق التجربة احمللية‬
‫ملقاطعة كانت تستخدم الرقيق(‪ . )23‬ووصف العديد من املشاركني يف االستبيان االنتهاكات بأهنا‬
‫مستمرة‪ ،‬مبا فيها االنتهاكات النامجة عن انعدام األمن االقتصادي واألزمة املالية؛ والفساد والنزاع‬
‫املسلح؛ ونُظم احلكم االستبدادية؛ والتمييز القائم على نوع اجلنس والعرق واللون‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫جلنة العالقات اإلنسانية يف مقاطعة برينس جورج‪.‬‬ ‫()‬

‫‪17/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫‪ -٥٤‬ونتيجةً لالحتجاجات اليت شهدهتا حديقة غازي يف تركيا‪ ،‬بدأ اجملتمع املدين يضطلع‬
‫بدور متزايد األمهية يف تنظيم االجتماعات وإعداد تقارير بشأن ما تتوقعه فئات بعينها من‬
‫السلطات احلكومية احمللية‪ .‬ومن األمثلة اإلجيابية على ذلك‪ ،‬املبادرات اليت اختذهتا منظمة ‪SPoD‬‬

‫(وهي منظمة وطنية غري حكومية للمثليات واملثليني ومزدوجي امليل اجلنسي ومغايري اهلوية‬
‫اجلنسانية وحاملي صفات اجلنسني)‪ ،‬وحركتان اجتماعيتان على شبكة اإلنرتنت‪ ،‬ورابطة دعم‬
‫وتدريب املرشحات يف االنتخابات‪ ،‬واحلركة الشعبية للتخطيط احلضري‪ ،‬واالحتاد الدويل للسلطات‬
‫احمللية‪ ،‬فرع شرق البحر األبيض املتوسط والشرق األوسط (املعروف حالياً مبنظمة املدن‬
‫واحلكومات احمللية املتحدة‪ ،‬فرع الشرق األوسط وغرب آسيا)(‪.)24‬‬

‫تاسعاً‪ -‬أفضل الممارسات‬


‫‪ -٥٥‬يتضح من حتليل الردود الواردة على االستبيان أن اجملتمع املدين يؤدي دوراً هاماً يف‬
‫كل من البلدان املعنية‪ .‬ففي هنغاريا‪ ،‬على‬ ‫النهوض باإلجراءات احمللية يف جمال حقوق اإلنسان يف ٍّ‬
‫مرحليت ختطيط وتنفيذ اللوائح والربامج‬
‫ْ‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬ميكن للمنظمات غري احلكومية أن تشارك يف‬
‫هبمة يف األنشطة التدريبية‬ ‫اخلاصة بالبلديات وفقاً للقانون‪ .‬ويف بوروندي‪ ،‬يشارك اجملتمع املدين ّ‬
‫املتعلقة حبقوق اإلنسان من أجل وضع برامج لنشر املعلومات وزيادة الوعي‪ .‬ويف اهلند‪ ،‬يساهم‬
‫ممثلو اجملتمع املدين يف تعزيز أدوار احلكومات احمللية يف املعاجلة الفعالة حلقوق املواطنني املهمشني‬
‫على الصعيد احمللي‪ .‬ويف سويسرا‪ ،‬تتمتع املنظمات غري احلكومية باحلرية يف تنفيذ خمتلف املشاريع‪،‬‬
‫مثل مكافحة العنصرية‪ .‬ويف لكسمربغ‪ ،‬ميثل اجمللس الوطين لألجانب منوذجاً ملشاركة اجملتمع املدين‬
‫يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬إذ يتكون من ممثلني من اجملتمع املدين‪ ،‬وهو هيئة استشارية تعىن‬
‫بدراسة أوضاع األجانب وسبل إدماجهم‪ .‬ويقدم اجمللس توصيات بشأن املشاريع احلكومية‬
‫ومقرتحات بشأن السياسات العامة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬جتدر اإلشارة أيضاً إىل أن اجملتمع املدين‪ ،‬يف‬
‫بأي دوٍر يف محاية حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪.‬‬‫بعض البلدان‪ ،‬ال يضطلع ّ‬
‫‪ -٥٦‬وشرعت بعض املبادرات يف بناء قدرات احلكومات والسلطات احمللية يف جمال حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬فقد رّك زت بوروندي على أفراد الشرطة لتدريبهم يف جمال حقوق اإلنسان؛ وتنظّم‬
‫املكسيك دورات ملوظفي اخلدمة املدنية بشأن املبادئ الدستورية اجلديدة‪ ،‬مبا يف ذلك حقوق‬
‫اإلنسان؛ وتركز جورجيا على بناء قدرات املواطنني بصورة مباشرة‪ ،‬بدالً من الرتكيز على‬
‫احلكومات احمللية؛ وتتعاون مجعية احلكومات احمللية األسرتالية مع اللجنة الوطنية حلقوق اإلنسان‬
‫يف أسرتاليا من أجل إعمال حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪.‬‬
‫تتفحص ظروف الفئات احملرومة اليت تعيش‬
‫‪ -٥٧‬ويف هنغاريا‪ ،‬يُطلب من احلكومات احمللية أن ّ‬
‫يف املنطقة التابعة هلا وأن تعزز استفادة هذه الفئات من تكافؤ الفرص‪ .‬وحتدد لكسمربغ واليات‬

‫‪24‬‬
‫تركيا‪ ،‬مركز حبوث قانون حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة اسطنبول بيلغي‪.‬‬ ‫()‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪18/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫للجان استشارية تعىن باإلدماج االجتماعي‪ ،‬وتقدم هذه اللجان توصيات للحكومات احمللية‪.‬‬
‫وتفيد بوروندي بأن التعاون بني احلكومة احمللية ومنظومة األمم املتحدة يُع ّد من أفضل املمارسات‪.‬‬
‫وتعكف لكسمربغ على تشجيع التعدد اللغوي والثقايف يف الدوائر العامة‪ ،‬ألسباب منها إدماج‬
‫املهاجرين‪.‬‬
‫‪ -٥٨‬ويف أسرتاليا‪ ،‬تعمل جلنة تكافؤ الفرص وحقوق اإلنسان يف فيكتوريا على تيسري منتديات‬
‫احلكومة احمللية‪ .‬ووضعت اللجنة جمموعة أدوات للحكومة احمللية‪ .‬وتستعرض اللجنة برامج‬
‫احلكومة احمللية وممارساهتا بناءً على الطلب لضمان توافقها مع ميثاق فيكتوريا حلقوق اإلنسان‬
‫ومسؤولياته‪ ،‬وتقدم التدريب إىل اجملالس احمللية(‪.)25‬‬
‫‪ -٥٩‬ويف عام ‪ ، 1980‬اعرتفت حكومة مدينة ساكاي اليابانية حبرمة حقوق اإلنسان وأكدت‬
‫أهنا ستعبّئ اجلهود من أجل إنشاء "مدينة حلماية حقوق اإلنسان"‪ .‬وشجعت مدينة ساكاي بعد‬
‫ذلك اتباع سياسة قائمة على مبادئ حقوق اإلنسان وانضمت الحقاً إىل حكومات حملية أخرى‬
‫لصياغة خطة خاصة هبا يف جمال التثقيف والتنوير أطلقت عليها اسم "خطة عمل مدينة ساكاي‬
‫لعقد األمم املتحدة للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان"‪ .‬واستمراراً يف اجلهود السابقة‪ ،‬سنّت مدينة‬
‫ساكاي يف عام ‪" 2007‬قانون املدينة للتنمية اجملتمعية القائمة على احرتام السالم وحقوق‬
‫اإلنسان"‪ ،‬ووضعت "خطة مدينة ساكاي لتعزيز سياسة حقوق اإلنسان"‪ ،‬وشجعت منذ ذلك‬
‫احلني سياسة حقوق اإلنسان بصورة شاملة ومنتظمة‪.‬‬
‫‪ -٦٠‬ومشل برنامج تابع للحركة الشعبية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬منذ عام ‪،1998‬‬
‫إنشاء ‪ 30‬مدينة من مدن حقوق اإلنسان وتدريب ‪ 500‬شاب من بني قادة اجملتمعات احمللية‬
‫الشباب يف أربع مؤسسات تعليمية إقليمية للتثقيف يف جمال حقوق اإلنسان‪ .‬وحبلول‬
‫عام‪ ،2007 ‬أجنزت احلركة الشعبية تدريب ‪ 100‬شخص من قادة اجملتمعات احمللية‪ ،‬وشرعت يف‬
‫إنشاء ‪ 17‬مدينة من مدن حقوق اإلنسان(‪.)26‬‬
‫‪ -٦١‬ويف مجهورية كوريا‪ ،‬تواصل مدن وحكومات حملية عديدة قيادة حركة مدن حقوق‬
‫اإلنسان على الصعيدين الداخلي والدويل‪ .‬وكانت مدينة غواجنو‪ ،‬برباجمها الشاملة اليت تضمنت‬
‫وضع ميثاق وخطة عمل حلقوق اإلنسان‪ ،‬واعتماد مؤشرات يف هذا اجملال‪ ،‬وتعيني أمني للمظامل‪،‬‬
‫وما إىل ذلك‪ ،‬أول مدينة حلقوق اإلنسان ُأعلن عنها رمسياً يف مجهورية كوريا ويف آسيا‬
‫عام‪ . 2010 ‬وكذلك اعتمدت حكومات حملية أخرى‪ ،‬مثل حي سيونغبوك ومقاطعة شونغنام‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫أسرتاليا‪ ،‬إدارة شؤون البىن التحتية والتنمية اإلقليمية‪.‬‬ ‫()‬
‫‪26‬‬
‫روزاريو‪ ،‬األرجنتني؛ وغراتس‪ ،‬النمسا؛ وسانتا كروز‪ ،‬دولة بوليفيا املتعددة القوميات؛ وبيهاك‪ ،‬البوسنة‬ ‫()‬
‫واهلرسك؛ وبورتو أليغري‪ ،‬الربازيل؛ وإدمونتون ووينيبيغ‪ ،‬كندا؛ وتيموكو وفالبارايسو‪ ،‬شيلي؛ وبونغو ونيوتون ووا‬
‫ونيمامويب وواليوايل‪ ،‬غانا؛ وناغبور‪ ،‬اهلند؛ وكوروغوشو‪ ،‬كينيا؛ وكيتا وكايت وكاييس وسيكاسو ومتبوكتو‪ ،‬مايل؛ وبلدية‬
‫بوكوي‪ ،‬الفلبني؛ وموشا‪ ،‬رواندا؛ وتييس‪ ،‬السنغال؛ وموغايل‪ ،‬جنوب أفريقيا؛ وكاوسيونغ‪ ،‬مقاطعة تايوان الصينية‪.‬‬

‫‪19/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫إطار مدينة حقوق اإلنسان كطر ٍ‬


‫يقة ملواجهة التحديات املطروحة يف سياقاهتا اخلاصة‪ ،‬مثالً مقاطعة‬
‫أو مدينة تابعة ملدينة كربى ومنطقة مكونة من حواضر وأرياف‪.‬‬
‫‪ -٦٢‬وأعلنت مدينة سيول‪ ،‬يف مجهورية كوريا‪ ،‬نفسها مدينةً حلقوق اإلنسان واعتمدت‪ ،‬يف‬
‫عام ‪ ،2012‬قانوناً حلماية وتعزيز حقوق مواطنيها اإلنسانية‪ .‬وينص القانون على إنشاء شعبة‬
‫حلقوق اإلنسان تابعة حلكومة املدينة‪ ،‬ووضع سياسات حلقوق اإلنسان‪ ،‬وتأسيس مكتب ألمني‬
‫املظامل معين بقضايا حقوق اإلنسان‪ ،‬فضالً عن اختاذ تدابري ملموسة وحتديد مبادئ توجيهية‬
‫لضمان توفري السكن الالئق للمواطنني ومحايتهم من عمليات اإلخالء القسري‪ .‬وتشمل القوانني‬
‫األخرى املتعلقة حبقوق اإلنسان قانون تعزيز حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة اإلنسانية‪ ،‬وقانون‬
‫محاية وتعزيز حقوق األطفال والشباب اإلنسانية‪ .‬وتشمل آليات حقوق اإلنسان شعبة حقوق‬
‫اإلنسان اليت تنفذ برامج التثقيف يف جمال حقوق اإلنسان ِ‬
‫وتقيم التعاون مع اجملتمع املدين‪،‬‬
‫ومكتب أمني املظامل‪ ،‬واللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف سيول‪ ،‬وهيئة املواطنني احمللَّفني يف قضايا‬
‫حقوق اإلنسان‪ .‬وتشمل السياسات الرئيسية اليت نفذهتا شعبة حقوق اإلنسان يف جمال حقوق‬
‫اإلنسان خطة عمل سيول بشأن حقوق اإلنسان‪ ،‬الرامية إىل تعميم مراعاة حقوق اإلنسان يف‬
‫اإلدارة بصورة عامة‪ .‬وارتفع مستوى مراعاة حقوق اإلنسان عن طريق تثقيف املوظفني املدنيني يف‬
‫جمال حقوق اإلنسان ودعم املنظمات واألنشطة املضطلع هبا يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ -٦٣‬وعلى غرار نظام املدن األساسي الرائد يف الربازيل (‪ ،)2001‬حيدِّد ميثاق مدينة‬
‫مكسيكو أيضاً حقوقاً جديدة يف بعد مجاعي لبعض احلقوق الفردية‪ ،‬مثل الوظيفة االجتماعية‬
‫للملكية‪ .‬ويشكل هذا األمر عنصراً رئيسياً من عناصر احلق يف املدينة الذي ّأدى إىل إدخال‬
‫إصالحات جوهرية على احلواضر وإعادة توزيع أراضيها وتنظيمها بغرض إنشاء مدن تتسم مبزيد‬
‫من العدل والشمولية‪ .‬ويتضمن ميثاق مدينة مكسيكو أيضاً ما ال يقل عن مبدأين هامني يتناوالن‬
‫مفهوم احلق يف املدينة على النحو الذي عرّب عنه لوفيفر أول مرة‪( :‬أ) احلق يف املشاركة يف صنع‬
‫القرارات اليت تؤثر على سكان احلواضر وإنتاج احليز احلضري؛ (ب) احلق يف االستفادة من احليز‬
‫احلضري لقيمة استخدامه وليس لقيمة املبادلة‪ .‬ويشمل هذان العنصران‪ ،‬على اخلصوص‪ ،‬احلقوق‬
‫القانونية واملطالبات االجتماعية والسياسية والظروف املادية‪.‬‬
‫‪ -٦٤‬ويرّك ز التحالف من أجل الدميقراطية والتسامح ومكافحة التطرف والعنف على نقل‬
‫املشاريع الناجحة واحللول املمكنة فيما بني البلديات يف مجيع مناطق أملانيا‪ .‬ويف بعض املدن‪،‬‬
‫تنشئ احلكومات اإلقليمية أو احمللية هيئات حملية معنية باملساواة‪ ،‬فضالً عن جلان ومراكز إقليمية‬
‫يكرسها القانون(‪.)27‬‬
‫حلقوق اإلنسان وهيئات إقليمية معنية باملساواة ومؤسسات أخرى إقليمية ّ‬
‫( ‪)28‬‬
‫ومن األمثلة البارزة على ذلك "جملس مدينة حقوق اإلنسان" يف مدينة غراتس (النمسا) ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫النمسا‪ ،‬املركز األورويب للتدريب والبحث من أجل حقوق اإلنسان والدميقراطية‪.‬‬ ‫()‬
‫‪28‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫()‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪20/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫‪ -٦٥‬ويف سلوفينيا‪ ،‬ينص قانون احلكم احمللي (املادة ‪ )39‬على حق األقليات القومية ومجاعة‬
‫الروما يف أن متثَّل متثيالً رمسياً يف اجمللس البلدي‪ ،‬وقد تنشئ بلديات أخرى هيئات بلدية ملعاجلة‬
‫قضايا حقوق اإلنسان‪ .‬وتدير الدولة برنامج تسوية قضايا استيطان مجاعة الروما‪ ،‬الذي يتلقى‬
‫دعماً مالياً من ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -٦٦‬ويف الواليات املتحدة‪ ،‬بدأ تعميم مراعاة حقوق اإلنسان يف اإلدارة احمللية يتحقق من‬
‫خالل مبادرات من قبيل مبادرة إدماج حقوق اإلنسان على الصعيد احمللي‪ :‬كيف ميكن للدولة‬
‫تسخ ر حقوق اإلنسان يف النهوض بالسياسات احمللية‪ .‬وتشمل املبادرة‬
‫واحلكومات احمللية أن ّ‬
‫التزامات طموحة حبقوق اإلنسان وزيادة الوعي يف هذا اجملال‪ ،‬إذ تفضي إىل إعادة حتديد الشواغل‬
‫احمللية املتعلقة حبقوق اإلنسان‪ ،‬واإلبالغ عن مدى االمتثال ملعاهدات حقوق اإلنسان على‬
‫الصعيد احمللي‪ ،‬وإجراء مراجعات للحسابات وتقييمات لألثر قائمة على حقوق اإلنسان‪ ،‬وتعزيز‬
‫اإلدارة التشاركية‪ .‬ويشمل دور االحتاد يف احرتام وضمان حقوق اإلنسان على مستوى الوالية‬
‫وعلى املستوى احمللي دعم املزيد من مبادرات اإلبالغ والرصد والتثقيف‪ .‬ويعمل معهد حقوق‬
‫اإلنسان يف كلية احلقوق جبامعة كولومبيا يف الواليات املتحدة على تعزيز حقوق اإلنسان على‬
‫الصعيد احمللي وضمان امتثال الواليات املتحدة للمعايري الدولية حلقوق اإلنسان‪ .‬ويدعو املشروع‬
‫إىل زيادة تنسيق اجلهود املبذولة على صعيد االحتاد والواليات وعلى الصعيد احمللي لتعزيز ومحاية‬
‫حقوق اإلنسان داخل الواليات املتحدة‪ ،‬وهو يعمل بصورة مباشرة مع الوكاالت التابعة ملختلف‬
‫الواليات والوكاالت احمللية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تبقى اجلهود املبذولة على صعيد الواليات وعلى الصعيد‬
‫احمللي جهوداً خمصصة ومتنوعة وميكن أن تنقطع من خالل ختفيضات امليزانية(‪.)29‬‬
‫‪ -٦٧‬ويف الدامنرك‪ُ ،‬أطلق مشروع إمنائي حتت عنوان "البلدية واجملتمع املدين" (‪ ،)2008‬ملعرفة‬
‫أي حد ميكن أن يساعد انتهاج طرق جديدة يف تقاسم املسؤوليات بني البلدية واجملتمع املدين‬ ‫إىل ّ‬
‫على حتسني نوعية مهام احلكومة احمللية‪ .‬ومثة إمكانات غري مستغلة‪ ،‬سواء من حيث فتح جماالت‬
‫جديدة لزيادة التفاعل أو فيما يتعلق بإشراك جمموعات جديدة من املتطوعني(‪.)30‬‬
‫‪ -٦٨‬ومدينة غراتس عضو يف اللجنة التنفيذية لتحالف املدن األوروبية ملكافحة العنصرية‪ ،‬ويف‬
‫منتدى جائزة أوروبا للمدن "‪ ،"Forum der Europapreisträgerstädte‬ويف حتالف املدن املسمى‬
‫"مدن األطفال"‪ ،‬وكانت مدينة غراتس العاصمة الثقافية ألوروبا يف عام ‪ .2003‬ويف تشرين‬
‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪ ،2009‬دعت مدينة غراتس مدناً شريكة إىل تقاسم األساليب الناجحة إلدماج‬
‫محالت ملكافحة العنصرية والتمييز بالتعاون مع مدن أخرى‬
‫ٌ‬ ‫املهاجرين ومكافحة العنصرية‪ .‬وهناك‬
‫ومنظمات غري حكومية‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫معهد حقوق اإلنسان‪ ،‬كلية احلقوق جبامعة كولومبيا‪.‬‬ ‫()‬
‫‪30‬‬
‫الدامنرك‪ ،‬املعهد الدامنركي حلقوق اإلنسان‪ ،‬االستبيان املتعلق باحلكومة احمللية وحقوق اإلنسان‪ ،‬متاح على‬ ‫()‬
‫الرابط التايل‪http://www.ohchr.org/Documents/HRBodies/HRCouncil/AdvisoryCom/LocalGvt/Denmark%20- :‬‬
‫‪.%20Danish%20Institute%20for%20Human%20Rights.pdf‬‬

‫‪21/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫‪ -٦٩‬ويسعى جملس مدينة ميديلني‪ ،‬من خالل برناجمه "ميديلني حتمي حقوق اإلنسان"‪ ،‬إىل أن‬
‫يكفل للمدينة محاية حقوق اإلنسان واالعرتاف هبا واستعادهتا وجرب األضرار النامجة عن انتهاكها‬
‫بصورة متكاملة‪ .‬وتتمثل األجهزة املكلفة بتحقيق هذا اهلدف يف األمانة الفرعية حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫اليت تتألف من ثالث وحدات‪ ،‬منها وحدةٌ حلقوق اإلنسان تصف اجلهةُ املتعاونة أنشطتها وبعض‬
‫الربامج اليت تضطلع هبا‪ .‬وتضطلع الوحدة مبهمة تنسيق إجراءاهتا مع خمتلف األجهزة واملنظمات‬
‫االجتماعية واملنظمات غري احلكومية على الصعيد الوطين‪ .‬وتضم الوحدة نظاماً للمعلومات‬
‫املتعلقة حبقوق اإلنسان على صعيد البلدية‪ ،‬وهو أداة جلمع وجتهيز وحتليل املعلومات املتعلقة‬
‫حبقوق اإلنسان والقانون الدويل اإلنساين‪.‬‬
‫تعديل ُأدخل على ميثاق‬‫‪ -٧٠‬ويف سان فرانسيسكو‪ ،‬يتعني على جلنة وضع املرأة‪ ،‬مبوجب ٍ‬
‫املدينة‪ ،‬أن جتري حتليالً جنسانياً كل سنتني للجان واجملالس التابعة هلا‪ .‬وهناك أيضاً مبادرة سان‬
‫فرانسيسكو ملبادئ املساواة بني اجلنسني‪ ،‬وهي برنامج يساعد الشركات يف مجيع أحناء العامل على‬
‫حتقيق قدر أكرب من املساواة وإنشاء أماكن عمل أكثر إنتاجية من خالل التنفيذ العملي للمبادرة‪.‬‬
‫نامج ملنع العنف ضد املرأة وتقدمي ِمنح التدخل لقضايا العنف املنزيل واالعتداء‬
‫ويتص ّدى بر ٌ‬
‫اجلنسي‪ ،‬واالجتار بالبشر يف جمتمعات حملية شىت يف سان فرانسيسكو‪ .‬وتضم تعاونية سان‬
‫فرانسيسكو ملكافحة االجتار بالبشر‪ ،‬اليت أطلقت عام ‪ ،2010‬طائفة متنوعة من املنظمات‬
‫اجملتمعية والوكاالت احلكومية املكرسة للقضاء على أشكال الرق احلديث يف املدينة(‪.)31‬‬
‫عاشراً‪ -‬االستنتاجات والتوصيات‬
‫بهمة في وضع الخطط الخاصة لحقوق اإلنسان‬ ‫‪ -٧١‬ينبغي أن يشارك المجتمع المدني ّ‬
‫وإعمالها على الصعيد المحلي‪ .‬وبإمكانه أن يضغط على السلطات المحلية العتماد نهج‬
‫قائم على حقوق اإلنسان وزيادة المشاركة‪ .‬وللمجتمع المدني دور هام في عملية الرصد‬
‫وبإمكانه أن يوفر معلومات مستقلة ويقيِّم أداء الحكومة المحلية‪ .‬ويمكن أن تعمل منظمات‬
‫المجتمع المدني أيضاً بصورة مباشرة مع الحكومات المحلية لتعزيز خبرتها وإذكاء وعيها‬
‫في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -٧٢‬وينبغي أن يواصل المسؤولون العامون المحليون الحوار الجاري مع المواطنين ومع‬
‫المجتمع المدني‪ .‬ومن الالزم توفير قنوات متطورة لهذا االتصال والتعاون‪.‬‬
‫‪ -٧٣‬وينبغي اتخاذ تدابير على الصعيدين الوطني والدولي من أجل تعزيز قدرة المجتمع‬
‫المدني على رصد ما تقوم به الحكومة المحلية أو التعاون معها‪ .‬وفيما عدا بلديات المدن‬
‫الكبيرة‪ ،‬غالباً ما يكون المجتمع المدني ضعيفاً وقليل الخبرة في مجال رصد الحكومة‬
‫المحلية أو التعاون معها(‪ .)32‬ويمكن أن تضطلع شبكات المدن الدولية‪ ،‬من قبيل منظمة‬
‫‪31‬‬
‫اإلدارة املعنية بوضع املرأة يف سان فرانسيسكو‪.‬‬ ‫()‬
‫‪32‬‬
‫‪.Local Government and Human Rights: Doing Good Service, p. 76‬‬ ‫()‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪22/24‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫المدن والحكومات المحلية المتحدة‪ ،‬بدور رئيسي في وضع مجموعات أدوات وتعزيز‬
‫البحوث وتوفير فرص التعلم من األقران وتهيئة المجتمعات المحلية التخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ -٧٤‬وتقع على الحكومة المركزية مسؤولية توفير معلومات ذات قيمة عن حقوق اإلنسان‬
‫ومدى تأثيرها في الحكومات المحلية على الصعيد المحلي‪ .‬ويشمل هذا االلتزام بتقديم‬
‫المعلومات إلى الهيئات المعنية على الصعيد المحلي حقوق اإلنسان المنصوص عليها في‬
‫الدستور الوطني أو في غيره من القوانين الوطنية‪ ،‬وحقوق اإلنسان المكفولة في القانون‬
‫الدولي على السواء‪ .‬ومن الواجب التعريف محلياً بالتطورات التي تحدث في مجال تحسين‬
‫حقوق اإلنسان على الصعيد الدولي (مثالً ما يستجد من معاهدات واتفاقيات وتوصيات‬
‫ومبادئ توجيهية وأمثلة على أفضل الممارسات)‪ .‬وأثناء القيام بذلك‪ ،‬يتضح أن من األهمية‬
‫بمكان اكتشاف أن األمر يتجاوز مجرد معلومات من وجهة نظر مجردة‪ .‬فمن الضروري‬
‫العمل على أن تكون حقوق اإلنسان أكثر واقعيةً وقابليةً لإلعمال لتلبية االحتياجات‬
‫الخاصة على الصعيد المحلي‪ .‬ويتعين على الحكومة المركزية‪ ،‬ال سيما عندما يتعلق األمر‬
‫تجسد القضايا المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان في‬ ‫بالضمانات الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬أن ّ‬
‫تدابير ملموسة يجب اتخاذها أو معايير حقيقية يجب استيفاؤها‪.‬‬
‫‪ -٧٥‬وحتى تكون حقوق اإلنسان أكثر قابليةً لإلعمال وأكثر فعاليةً على الصعيد‬
‫المحلي‪ ،‬ينبغي تحديد مجاالت بعينها تكون وثيقة الصلة باإلعمال الفعال لحقوق اإلنسان‬
‫على الصعيد المحلي‪ .‬فإذا كانت الخدمات العامة تقدَّم على الصعيد المحلي‪ ،‬مثالً‪ ،‬فإن‬
‫أي‬
‫درج ضمن المجاالت التي يجب كفالة الوصول إليها دون ّ‬ ‫هذا المجال يمكن أن يُ َ‬
‫تمييز‪ .‬وسعياً إلى دعم الحكومة المحلية في مراعاة حقوق اإلنسان‪ ،‬ينبغي وضع "خرائط‬
‫طريق" إلعمال حقوق اإلنسان في هذه المجاالت المحددة‪ .‬ويمكن أن تكون هذه‬
‫الخرائط أداة ذات قيمة لتيسير إعمال حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي (من جانب‬
‫غير الخبراء في مجال حقوق اإلنسان)‪.‬‬
‫‪ -٧٦‬وش ّددت اللجنة االستشارية‪ ،‬في تقريرها المقدَّم إلى مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬على‬
‫ما للفساد من آثار سلبية على التمتع بحقوق اإلنسان ‪ .))A/HRC/28/73‬وأوصت اللجنة‬
‫بوضع استراتيجية متكاملة لتعزيز حقوق اإلنسان ومكافحة الفساد‪ .‬وتتصل نتيجة هذا‬
‫التقرير أيضاً بتعزيز حقوق اإلنسان على الصعيد المحلي‪ .‬وينبغي إيالء اهتمام خاص لكل‬
‫معرض للفساد على الصعيد المحلي‪ ،‬وال سيما مجال تقديم الخدمات العامة‪ .‬فمن‬ ‫مجال ّ‬
‫جهة‪ ،‬ينبغي اعتبار اتخاذ تدابير لمكافحة الفساد مسألةً من المسائل المتعلقة بحقوق‬
‫اإلنسان‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬ال يمكن أن يكلَّل تعزيز حقوق اإلنسان بالنجاح دون اتخاذ تدابير‬
‫لمكافحة الفساد‪ .‬ولذلك ينبغي إيالء اعتبار خاص لجميع تدابير المكافحة في هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ -٧٧‬وفي سياق رصد تنفيذ االلتزامات الدولية في مجال حقوق اإلنسان على الصعيد‬
‫المحلي‪ ،‬ينبغي كذلك أن تشجع آليات األمم المتحدة ذات الصلة الدول على التحاور مع‬

‫‪23/24‬‬ ‫‪GE.15-13369‬‬
‫‪A/HRC/30/49‬‬

‫الحكومات المحلية‪ .‬وينبغي أن تشارك السلطات المحلية في االستعراض الدوري الشامل‬


‫الخاص بحكوماتها؛ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى متابعة التوصيات المقبولة على نحو‬
‫تعمم الحكومة المركزية على السلطات المحلية التوصيات والمالحظات‬ ‫أفضل‪ .‬وينبغي أن ِّ‬
‫الختامية المقدمة من هيئات معاهدات األمم المتحدة في إطار االستعراض الدوري الشامل‪.‬‬
‫المنسقة المتعلقة بتقديم التقارير بموجب‬
‫َّ‬ ‫وينبغي اإلشارة أيضاً إلى المبادئ التوجيهية‬
‫المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬بما في ذلك المبادئ التوجيهية المتعلقة بتقديم وثيقة‬
‫أساسية مشتركة ووثائق مخصصة لمعاهدة بعينها‪ ،‬التي تشجع الدول التي تقدم تقارير على‬
‫ضمان مشاركة اإلدارات الحكومية على الصعيد المركزي واإلقليمي والمحلي‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء‪ ،‬على صعيد االتحاد والمقاطعات ((‪ ،)HRI/MC/2005/3‬الفقرة ‪(50‬أ))‪.‬‬
‫‪ -٧٨‬وثمة حاجة أيضاً إلى وضع مبادئ توجيهية للحكومة المحلية وحقوق اإلنسان تأخذ‬
‫في االعتبار مختلف المعايير المتصلة بدور الحكومة المحلية والمدينة في إعمال حقوق‬
‫اإلنسان المعترف بها دولياً‪ .‬وستكون هذه المبادئ التوجيهية‪ ،‬بعد اعتمادها‪ ،‬أداة مفيدة‬
‫لتوضيح دور مختلف الجهات الفاعلة والمؤسسات‪ ،‬ووضع استراتيجيات ملموسة في تنفيذ‬
‫التوصيات الواردة في هذا التقرير والتوصيات األخرى المنبثقة من اإلجراءات الخاصة‬
‫لمجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬وآليته المتعلقة باالستعراض الدوري الشامل‪ ،‬وهيئات معاهدات‬
‫األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪GE.15-13369‬‬ ‫‪24/24‬‬

You might also like