You are on page 1of 24

‫‪A/HRC/28/32‬‬ ‫األمم املتحدة‬

‫‪Distr.: General‬‬
‫‪29 January 2015‬‬
‫‪Arabic‬‬
‫الجمعية العامة‬
‫‪Original: English‬‬

‫مجلس حقوق اإلنسان‬


‫الدورة الثامنة والعشرون‬
‫البندان ‪ 2‬و‪ 3‬من جدول األعمال‬
‫التقرير الس نوي لمف وض األمم المتح دة الس امي لحق وق اإلنس ان‬
‫وتقارير المفوضية السامية واألمين العام‬
‫تعزيز وحماية جميع حق وق اإلنس ان‪ ،‬المدنية والسياس ية‬
‫ادية‬ ‫واالقتص‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬بما في ذلك الحق في التنمية‬

‫م وجز المناقش ات ال تي ُأج ريت أثن اء مش اورة الخ براء المتعلقة‬


‫بمس ألة إقامة الع دل عن طريق المح اكم العس كرية‪ ،‬ودور النظ ام‬
‫القضائي المتكامل في مكافحة انتهاكات حقوق اإلنسان‬
‫تقرير مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان‬

‫موجز‬
‫طلب جملس حق وق اإلنس ان‪ ،‬يف ق راره ‪ ،25/4‬إىل مفوضة األمم املتح دة الس امية‬
‫حلق وق اإلنس ان أن تنظّم مش اورة خ رباء من أج ل تب ادل وجه ات النظر بش أن اعتب ارات‬
‫حق وق اإلنس ان املتعلق ة بإقامة الع دل عن طريق احملاكم العس كرية‪ ،‬ودور النظ ام القض ائي‬
‫املتكامل يف مكافحة انتهاكات حقوق اإلنسان‪ .‬وقد عُقدت مشاورة اخلرباء يف جنيف يف‬
‫‪ 24‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪.2014‬‬

‫‪(A) GE.15-01322‬‬ ‫‪200215‬‬ ‫‪240215‬‬

‫‪‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫وك انت القض ايا الرئيس ية اليت نوقشت أثن اء املش اورة هي اس تقاللية ونزاهة وكف اءة‬
‫القض اء‪ ،‬مبا يف ذلك احملاكم العس كرية؛ واحلق يف حماكمة عادلة أم ام احملاكم‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫احملاكم العس كرية؛ وأوجه احلماية اإلجرائية األخ رى؛ واالختص اص الشخصي للمح اكم‬
‫العسكرية؛ واالختصاص املوضوعي هلذه احملاكم‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫احملتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الفقـرات‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مقدمة ‪......................................................................‬‬ ‫أوالً ‪-‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4-2‬‬ ‫بيان نائب مفوض األمم املتحدة السامي حلقوق اإلنسان‪.........................‬‬ ‫ثانياً ‪-‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪72-5‬‬ ‫استعراض عام للعروض املقدَّمة واملناقشات اليت دارت أثناء النقاش‪...............‬‬ ‫ثالثاً ‪-‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪16-5‬‬ ‫ألف ‪ -‬استقاللية القضاء‪ ،‬مبا يف ذلك احملاكم العسكرية‪ ،‬ونزاهته وكفاءته‪.........‬‬
‫باء ‪ -‬احلق يف حماكمة عادلة أمام احملاكم‪ ،‬مبا يف ذلك احملاكم العسكرية‪ ،‬وأوجه‬
‫احلماية اإلجرائية األخرى‪..............................................‬‬
‫‪7 33-17‬‬
‫جيم ‪ -‬االختصاص الشخصي للمحاكم العسكرية‪..............................‬‬
‫‪11 54-34‬‬
‫دال ‪ -‬االختصاص املوضوعي للمحاكم العسكرية‪..............................‬‬
‫‪16 72-55‬‬
‫املالحظات والتوصيات الرئيسية‪...............................................‬‬ ‫رابعاً ‪-‬‬
‫‪22 77-73‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫مقدمة‬ ‫أوالً‪-‬‬
‫‪ -1‬طلب جملس حق وق اإلنس ان‪ ،‬يف ق راره ‪ ،25/4‬إىل مفوضة األمم املتح دة الس امية‬
‫حلقوق اإلنسان أن تعقد مشاورة خرباء من أجل تبادل وجهات النظر بشأن اعتبارات حقوق‬
‫اإلنس ان املتعلق ة مبس ائل إقامة الع دل عن طريق احملاكم العس كرية‪ ،‬ودور النظ ام القض ائي‬
‫املتكامل يف مكافحة انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن تق ّدم تقريراً عن هذه املناقشة إىل اجمللس‬
‫يف دورته الثامنة والعش رين‪ .‬وقد عُق دت مش اورة اخلرباء يف ج نيف يف ‪ 24‬تش رين‬
‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪.2014‬‬

‫بيان نائب مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان‬ ‫ثانياً‪-‬‬


‫‪ -2‬افتتح ن ائب مف وض األمم املتح دة الس امي حلق وق اإلنس ان املش اورة ب أن أش ار إىل أن‬
‫التن ّوع الواسع النط اق لنظم القض اء العس كري جيعل من الص عب إن مل يكن من املس تحيل‬
‫التعميم بشأن هذه املؤسسات‪ .‬فقد تطورت هذه النظم على مر الوقت نتيج ةً للوضع الفريد‬
‫لكل بلد من حيث التاريخ والتقاليد واالختيارات القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬ويف ع دد يُعتد به من ال دول‪ ،‬يُنظر إىل احملاكم العس كرية على أهنا مؤسس ات قض ائية‬
‫ذات مص داقية وختضع للرقابة القض ائية املدني ة‪ .‬أما يف دول أخ رى‪ ،‬فقد اس تخدمت‬
‫احلكوم ات نظ ام القض اء العس كري الض طهاد الشخص يات املعارضة ولتوفري احلص انة‬
‫للعسكريني الذين ارتكبوا انتهاكات جسيمة حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -4‬وأض اف أن املعاه دات الدولية حلق وق اإلنس ان‪ ،‬مبا فيها العهد ال دويل اخلاص ب احلقوق‬
‫املدنية والسياس ية‪ ،‬ال تشري بص ورة حمددة إىل احملاكم العس كرية‪ .‬ومع ذل ك‪ ،‬ف إن معاه دات‬
‫حق وق اإلنس ان‪ ،‬وخاصة العهد ال دويل اخلاص ب احلقوق املدنية والسياس ية‪ ،‬تتسم بأمهية بالغة‬
‫بالنسبة إىل مسألة إقامة العدل عن طريق احملاكم العسكرية‪ .‬وقد ذكرت اللجنة املعنية حبقوق‬
‫اإلنس ان‪ ،‬يف تعليقها الع ام رقم ‪ ،32‬أن العهد ال حيظر إج راء حماكم ات أم ام احملاكم‬
‫العس كرية‪ .‬بيد أهنا ذك رت أيض اً أنه ال ميكن تغيري الض مانات املنص وص عليها يف العهد‬
‫استناداً إىل الطابع العسكري للمحكمة‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫ثالثاً‪ -‬اس تعراض ع ام للع روض َّ‬


‫المقدمة والمناقشات ال تي دارت‬
‫أثناء النقاش‬
‫استقاللية القضاء‪ ،‬بما في ذلك المحاكم العسكرية‪ ،‬ونزاهته‬ ‫ألف‪-‬‬
‫وكفاءته‬
‫‪ -5‬أشارت املقررة اخلاصة املعنية باستقالل القضاة واحملامني‪ ،‬السيدة غابرييال كنول‪ ،‬إىل أنه‬
‫يتعني أن تكون احملاكم العسكرية جزءاً ال يتجزأ من نظم القضاء العام وأن تقيم هذه احملاكم‬
‫العدل بطريقة متتثل متاماً للمعاير الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان‪ ،‬مبا يف ذلك املادتان ‪ 9‬و‪14‬‬
‫من العهد ال دويل اخلاص ب احلقوق املدنية والسياس ية‪ .‬وأش ارت إىل أن اللجنة املعنية حبق وق‬
‫اإلنس ان قد ذك رت‪ ،‬يف تعليقها الع ام رقم ‪ ،32‬أن ش رط االس تقاللية يش ري‪ ،‬على وجه‬
‫اخلص وص‪ ،‬إىل إج راءات تع يني القض اة وم ؤهالهتم والض مانات اليت تكفل أمنهم ال وظيفي‪،‬‬
‫والش روط اليت حتكم ترقي اهتم ونقلهم وتعليق وظ ائفهم ووقفهم عن العم ل‪ ،‬وض مانات‬
‫اس تقالل القض اء اس تقالالً فعلي اً عن الت دخل السياسي من ج انب الس لطتني التنفيذية‬
‫والتشريعية‪.‬‬
‫‪ -6‬وأوصت املق ررة اخلاصة بض مان كل من اس تقاللية احملاكم العس كرية وإدراجها ض من‬
‫عملية اإلدارة العامة لنظ ام القض اء يف الدولة ض ماناً قانوني اً على أعلى مس توى ممكن؛ وب أن‬
‫يش تمل التش ريع ال داخلي على ض مانات حمددة ت رمي إىل محاية االس تقالل الق انوين للقض اة‬
‫العس كريني إزاء الس لطة التنفيذية والتسلسل اهلرمي العس كري وإىل تعزيز ثقة اجلمه ور‬
‫واملشتغلني بالقانون واملتقاضني يف نزاهة القاضي والقضاء؛ وبأن حيدد القانون املسائل املتعلقة‬
‫مبركز القضاة العسكريني‪ ،‬مبا يف ذلك ضمان أمنهم الوظيفي‪ ،‬وضمان أج ٍر جم ٍز هلم‪ ،‬وشروط‬
‫وأوضاع اخلدمة واملعاشات التقاعدية وسن التقاعد؛ وبأن يتمتع القضاة العسكريون بضمان‬
‫وضعهم الوظيفي إىل حني بلوغ سن التقاعد اإللزامية أو انقضاء مدة عملهم؛ وبعدم فصلهم‬
‫إال ألس باب جدية تتعلق بس وء الس لوك أو انع دام الكف اءة‪ ،‬وفق اً إلج راءات عادلة حُت دد يف‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -7‬وأوصت املقررة اخلاصة أيضاً بأن حيدد التشريع الداخلي دور ومهام الضباط املسؤولني‬
‫عن عقد احملاكمة حتدي داً واض حاً لكي ميكن هلم أن ي ؤدوا عملهم باس تقاللية مبن أى عن‬
‫الضغوط اخلارجية ولضمان منعهم من التصرف بطرق قد تعوق إقامة العدل على حنو مستقل‬
‫ونزيه‪ ،‬وبأن حيدد القانون الداخلي معايري موضوعية الختيار القضاة العسكريني على أساس‬
‫نزاهتهم وقدرهتم ومؤهالهتم وتدريبهم‪ .‬وأخرياً‪ ،‬كررت املقررة اخلاصة اإلعراب عن موقفها‬
‫القائل بأنه ينبغي لل دول أن تنظر يف اعتم اد مش روع املب ادئ املنظِّمة إلقامة الع دل عن طريق‬
‫احملاكم العسكرية(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.E/CN.4/2006/58‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -8‬وذكر املدعي العام السابق للقوات املسلحة يف النرويج‪ ،‬السيد ‘آرنيه فيلي دال‘‪ ،‬أنه قد‬
‫ح دثت تغرّي ات يُعتد هبا يف نظم القض اء العس كري الوطنية يف الس نوات األخ رية‪ .‬وميكن‬
‫تقس يم ه ذه النظم بص ورة عامة إىل النظم "اإلنكليزية ‪ -‬األمريكي ة" اليت تق وم على حماكم‬
‫عس كرية تنعقد للنظر يف احلاالت الفردية املعني ة؛ ونظم "الق ارة األوروبي ة" اليت تق وم على‬
‫وجود حماكم دائمة؛ وبعض الدول اليت قامت حىت بالتخلص من احملاكم العسكرية متام اً واليت‬
‫تق وم فيها حماكم مدنية ب النظر يف القض ايا اجلنائية العس كرية‪ .‬وه ذه احملاكم قد تك ون حماكم‬
‫مدنية ذات خ ربة فنية عس كرية متخصصة أو قد تك ون حماكم مدنية غري متخصص ة‪ .‬وقد‬
‫خيتلف النظام أيضاً يف وقت السلم عنه يف وقت احلرب‪.‬‬
‫‪ -9‬وخلص الس يد ‘دال‘ إىل أنه ميكن تص نيف شىت نظم القض اء العس كري على أس اس‬
‫حمور ت رد فيه نظم احملاكم العس كرية عند أحد الط رفني وت رد فيه عند الط رف اآلخر النظم‬
‫املض َفى عليها "الط ابع املدين"‪ .‬ويسري االجتاه الع ام للتغي ريات يف نظم القض اء العس كري من‬
‫اليسار إىل اليمن يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫احملاكم‬ ‫احملاكم املدنية احملاكم املدنية احملاكم املدنية احملاكم‬
‫كرية العس كرية اليت‬ ‫العس‬ ‫العامة يف وقت العامة يف وقت املتخصصة‬
‫تُعقد للنظر يف‬ ‫الدائمة‬ ‫السلم واحلرب السلم‬
‫قضايا فردية‬

‫‪ -10‬بيد أن الس يد ‘دال‘ قد الحظ أن ما ميكن أن يك ون مناس باً يف وقت الس لم قد َيثْبت‬
‫أنه ال يعمل عند نشر القوات يف اخلارج‪ .‬فعندما يرتكب اجلنود جرائم ضد السكان املدنيني‬
‫َّهمني على منت طائرة‬
‫يف الوقت الذي يُفرتض فيه أهنم حيموهنم‪ ،‬يؤدي إرسال األشخاص املت َ‬
‫من أجل حماكمتهم يف أرض الوطن إىل عدم ترك انطباع جيد‪ .‬إذ حيتاج املدنيون املتضررون‬
‫روا العدالة قد طُبقت‪ ،‬وأفضل طريقة للربهنة على حتقيق ذلك هي إجياد حماكم‬ ‫إىل أن ي‬
‫متنقلة‪ .‬وعادةً ما تسمح االتفاقات املتعلقة بـ "مركز القوات" بت ويِّل احملاكم العسكرية للدولة‬
‫ِ‬
‫املرس لة الوالية يف هذا الشأن‪ ،‬بينما تكون ممارسة احملاكم املدنية للوالية يف ٍ‬
‫أراض أجنبية أمراً‬
‫غريباً‪.‬‬
‫‪ -11‬ووفق اً للس يد ‘دال‘‪ ،‬ف إن املس ائل املتعلقة بنظ ام س لطة َع ْقد احملا َكمة وبتوقيع العقوبة‬
‫باتب اع اإلج راءات املوجزة تثري أوجه قلق فيما يتعلق حبق وق اإلنس ان‪ .‬واختتم كلمته بتس ليط‬
‫املتهمني‪،‬‬
‫األض واء على االجتاه ات الواض حة يف جمال القض اء العس كري فيما خيص حق وق َ‬
‫وهي‪ :‬زي ادة اس تقاللية القض اة؛ وزي ادة اس تخدام احملاكم الدائم ة؛ وزي ادة احلق يف اختي ار‬
‫احملاكمة بدالً من آلية اإلجراءات املوجزة؛ وزيادة احلق يف التمثيل القانوين‪.‬‬
‫‪ -12‬وقدم السيد ‘أوميش تشاندرا جيها‘‪ ،‬وهو قائد جناح متقاعد يف القوات اجلوية اهلندية‪،‬‬
‫استعراض اً عام اً للعدالة العس كرية يف دول جن وب آس يا‪ ،‬مبا فيها بنغالديش وبوت ان واهلند‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫وملديف ونيبال وباكستان وسري النكا‪ ،‬حيث خيضع لنظام القضاء العسكري ‪ 2.4‬مليون‬
‫شخص من األفراد العسكريني و‪ 1.6‬مليون فرد من أفراد القوات شبه العسكرية‪ .‬وقال إن‬
‫ص در النظم القانونية‬
‫الق انون العس كري اهلن دي الربيط اين الص ادر يف ع ام ‪ 1911‬هو َم ْ‬
‫العسكرية يف جنوب آسيا‪ .‬وبصورة عامة‪ ،‬فإن أنواع احملاكم اليت جُت رى أمامها احملاكمات هي‬
‫احملاكم العسكرية ذات اإلجراءات املوجزة؛ واحملكم العسكرية العامة ذات اإلجراءات املوجزة‬
‫أو امليدانية؛ واحملاكم العسكرية احمللية؛ واحملاكم العسكرية العامة‪.‬‬
‫املتهمني حىت رتبة‬
‫‪ -13‬ففيما يتعلق مبحاكم اإلجراءات املوجزة‪ ،‬أشار السيد ‘جيها‘ إىل أن َ‬
‫الرائد وال رتب األدىن درجة ال حيق هلم احلص ول على مس اعدة قانوني ة‪ ،‬وال تنطبق يف ش أهنم‬
‫قواعد األدلة‪ ،‬وال تكون إجراءات احملاكمة مفتوحة أمام اجلمهور‪ ،‬وال يوجد احلق يف الطعن‪.‬‬
‫وميكن أن تشتمل العقوبات الصادرة بإجراءات موجزة يف حالة الضباط وصغار الضباط على‬
‫فق دان احلق يف اخلدم ة‪/‬يف األقدمية ملدة ‪ 12‬ش هراً‪ ،‬ووقف املرتب والعالوات‪ ،‬والت وبيخ‪.‬‬
‫وفيما خيص األف راد العس كريني ال ذين تقل رتبهم عن رتبة مبت دئ‪ ،‬ميكن أن تش تمل العقوبة‬
‫الص ادرة ب إجراءات م وجزة على االحتج از ملدة تصل إىل ‪ 28‬يوم اً (تصل يف بعض احلاالت‬
‫إىل ‪ 42‬يوماً)‪ ،‬والعقوبة امليدانية‪ ،‬والتكليف مبهام إضافية‪ ،‬وتوقيع غرامة‪ ،‬واحلرمان من الرتبة‬
‫العسكرية‪ ،‬والتوبيخ‪.‬‬
‫‪ -14‬وأضاف السيد ‘جيها‘ أن األنواع األخرى من احملاكم العسكرية تقوم على نظام سلطة‬
‫َع ْقد احملاكم ة‪ .‬وش رح ذلك بقوله إن س لطة ض ابط عقد احملاكمة تش مل حتديد األش خاص‬
‫متارس على املدِّعي‬
‫وجه إليهم؛ وتشكيل احملكمة؛ والسلطة اليت َ‬ ‫املراد حماكمتهم؛ والتُّهم اليت تُ َّ‬
‫وض ابط ال دفاع وك ذلك احملامي الع ام العس كري ال ذي يتمثل دوره يف تق دمي املش ورة بش أن‬
‫اض؛ وإق رار االس تنتاجات واألحك ام أو إع ادة‬ ‫دع أو ق ٍ‬
‫املس ائل القانونية ولكنه ال يعمل كم ٍ‬
‫ال دعوى لغ رض املراجع ة؛ والبت يف االلتماس ات املقدَّمة بعد إق رار األحك ام‪ .‬وال يوجد احلق‬
‫يف الطعن يف ق رار الس لطة العاقِ دة للمحاكمة وإن ك ان حملكمة الق وات املس لحة يف اهلند‬
‫اختصاص استئنايف على احملاكم العسكرية‪.‬‬
‫‪ -15‬وأوضح الس يد ‘جيه ا‘ أن ق وانني األمن ومكافحة اإلره اب يف كثري من بل دان جن وب‬
‫آس يا‪ ،‬مثل بنغالديش واهلند ونيب ال وباكس تان وس ري النك ا‪ ،‬قد منحت الق وات املس لحة‬
‫والية مساعدة السلطات املدنية يف تناول مسائل اإلرهاب والتطرف‪ .‬وقد اهُت م يف هذا الصدد‬
‫أف راد من الق وات املس لحة يف ع دد من ال دول املذكورة بارتك اب انتهاك ات خط رية حلق وق‬
‫اإلنس ان‪ ،‬مثل ح االت االختف اء القس ري‪ ،‬واإلع دام خ ارج نط اق القض اء‪ ،‬واالغتص اب‪،‬‬
‫واالحتجاز التعسفي‪ ،‬والتعذيب‪ .‬موجز القول أن القانون العسكري يف بلدان جنوب آسيا ال‬
‫معرفة يف نظام روما األساسي؛ وأن مفهوم مسؤولية القيادة مل‬‫يشمل جرائم احلرب كما هي َّ‬
‫يُ درج يف الق انون العس كري؛ وأنه مل جير اح رتام احلق يف حماكمة عادلة كما هو مع َّرف يف‬
‫املادة ‪ 14‬من العهد ال دويل اخلاص ب احلقوق املدنية والسياس ية؛ وأن احلاجة قائمة إىل وضع‬

‫‪7‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫أدلة عملية بشأن قوانني احلرب؛ وأن اجملتمع املدين يشك يف عدالة احملاكم العسكرية‪ .‬وأوصى‬
‫الس يد ‘جيه ا‘‪ ،‬يف مجلة أم ور‪ ،‬بإلغ اء احملاكم اليت تعمل ب إجراءات م وجزة؛ وبرتش يد‬
‫ص الحيات س لطة َع ْقد احملاكم ة؛ وبالفصل بني احملامي الع ام العس كري وسلس لة القي ادة‬
‫العس كرية؛ وبإلغ اء خفض الرتبة أو األش كال املهينة من العقوب ة؛ وبتق دمي املس اعدة القانونية‬
‫املتهمني أثناء احملاكمة واالستئناف؛ وبإنشاء حماكم استئناف؛ وبتح ديث النظم‬ ‫إىل األشخاص َ‬
‫القانونية العس كرية عن طريق تض مينها اجلرائم املنص وص عليها يف نظ ام روما األساسي‬
‫ومفهوم مسؤولية القيادة‪.‬‬
‫‪ -16‬وأثناء املناقش ة‪ ،‬ذكر ممثل بيالروس أنه ِحرص اً على إجياد ض مانات أفضل بش أن إج راء‬
‫حماكمة عادل ة‪ ،‬ينبغي أال تس تخدم ال دول احملاكم املغلقة أو املتخصصة حملاكمة األش خاص‬
‫املشتبه يف أهنم إرهابيون‪ .‬وشرح ممثل املكسيك أن الدولة قد أجرت يف عام ‪ 2014‬إصالحاً‬
‫لنقل االختص اص املتعلق بانتهاك ات حق وق اإلنس ان املدَّعى ارتكاهبا من ج انب أف راد‬
‫عس كريني إىل احملاكم املدنية‪ .‬وذكر ممثل مركز الدراس ات القانونية أن القضاء العس كري قد‬
‫اس تُخدم يف األرجن تني ويف بل دان أخ رى بأمريكا الالتينية لض مان اإلفالت من العق اب‬
‫للعسكريني الذي ارتكبوا انتهاكات خطرية حلقوق اإلنسان‪.‬‬

‫باء‪ -‬الحق في محاكمة عادلة أمام المحاكم‪ ،‬بما في ذلك المحاكم‬


‫العسكرية‪ ،‬وأوجه الحماية اإلجرائية األخرى‬
‫‪ -17‬وفق اً للس يد ‘ألِكس اندر نيكي تني‘‪ ،‬األس تاذ اجلامعي وم دير مركز األمن األورويب‬
‫األطلسي مبؤسسة الدولة مبوس كو للعالق ات الدولي ة‪ ،‬ف إن كث رياً من النظم القض ائية تتميّز‬
‫بغي اب النزاهة وب أن الوالية القض ائية فيها متجزئة بش كل مف رط‪ .‬وس لط الس يد ‘نيكي تني‘‬
‫فيما خيص املستوى الدويل‪ ،‬على الطبيعة املتجزئة لنظام القضاء اجلنائي‬ ‫األضواء‪،‬‬
‫ال دويل‪ ،‬وأش ار إىل أنه ميكن جمللس األمن أن ينشئ حماكم جنائية دولية خمصصة الغ رض؛ وأنه‬
‫ميكن إنشاء حماكم هجينة على أساس معاهدة تُعقد بني الدولة واألمم املتحدة‪ ،‬أو ميكن لألمم‬
‫املتحدة أن تنشئها يف مناطق أو دول مشمولة بعمليات حفظ السالم؛ وميكن أيض اً أن تُعرض‬
‫قضايا يف هذا الصدد على احملكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬
‫‪ -18‬وفقاً ملا ذكره السيد ‘ألِكساندر نيكيتني‘‪ ،‬فإن الواليات املتحدة األمريكية هي مثال من‬
‫أمثلة االفتق ار إىل النزاهة القض ائية على الص عيد الوط ين‪ .‬فقد اس تخدمت احملاكم العس كرية‬
‫نظام سلطة َع ْقد احملاكمات من أجل تعيني الضباط لغرض خمصص‪ ،‬ممن يكون لديهم تعليم‬
‫قانوين‪ ،‬وميكن أن يكونوا متحيزين‪ ،‬وخاصة عندما يتبعون نفس الوحدة العس كرية اليت يتبعها‬
‫املتهم ون‪ .‬والقض اء العس كري يف الوالي ات املتح دة متج زئ‪ ،‬كما هو األمر يف‬
‫األش خاص ُ‬
‫حالة إنشاء جلان عسكرية حملاكمة املقاتلني األعداء‪ .‬وأبدى السيد ‘نيكيتني‘ مالحظة مفادها‬
‫مل تص در أحك ام س وى على قلة من الس جناء يف غوانتان امو‪ .‬واألش خاص‬ ‫أنه‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫األج انب املش تبه فيهم ال ذين حوكم وا أم ام جلان عس كرية ال يتمتع ون بنفس احلق وق‬
‫الدس تورية اليت يتمتع هبا األش خاص اآلخ رون يف الوالي ات املتح دة‪ .‬وش دد على احلاجة إىل‬
‫ضمان أال تستخدم اللجان العسكرية األدلة املنتزعة بالتعذيب أو بأساليب املعاملة القاسية أو‬
‫الالإنسانية أو املهينة‪.‬‬
‫‪ -19‬وس اق الس يد ‘نيكي تني‘ حجة مفادها أن الوالي ات املتح دة األمريكي ة‪ ،‬عند‬
‫مقارنتها بدول أخرى‪ ،‬قد رفعت عدداً غري متناسب من الدعاوى ضد أشخاص على أساس‬
‫ارتكاب جرائم تتصل باإلرهاب وأن أغلبية كبرية من هذه الدعاوى قد ُرفعت ضد أجانب‬
‫أو منظمات أجنبية‪.‬‬
‫‪ -20‬وأوصى الس يد ‘نيكي تني‘‪ ،‬حرص اً على ض مان احلق يف حماكمة عادل ة‪ ،‬بإجياد مس توى‬
‫أعلى من النزاهة يف النظم القض ائية وب أن يُطبَّق مب دأ احملاكم ات املتس اوية (املتش اهبة) على‬
‫اجلرائم املتس اوية (املتش اهبة)‪ .‬ويك ون من الض روري إزالة العناصر غري القياس ية وغري الش فافة‬
‫من النظم القض ائية‪ ،‬مثل احملاكم العس كرية غري اخلاض عة للمب ادئ العامة للقض اء املدين أو‬
‫اللج ان العس كرية االس تثنائية‪ .‬وحبّذ تنظيم أوض اع الش ركات العس كرية واألمنية اخلاصة‬
‫واعتم اد مش روع االتفاقية املتعلقة هبا‪ .‬وخلص الس يد ‘نيكي تني‘ إىل أن من الض روري سد‬
‫منس ق بش أن قض ايا‬ ‫الفج وات القائمة يف الق انون وق دم حجة مفادها وج وب اتب اع هنْج َّ‬
‫املعرتف هبا والدول الفاشلة‪.‬‬
‫العدالة‪ ،‬وخاصة يف الدول غري َ‬
‫‪ -21‬أما الس يد ‘دي روجالل ستيتولس ينغ‘‪ ،‬وهو أحد أعض اء اللجنة املعنية حبق وق اإلنس ان‪،‬‬
‫فقد أش ار إىل أوجه احلماية اإلجرائية املنص وص عليها يف املادة ‪ 14‬من العهد ال دويل اخلاص‬
‫ب احلقوق املدنية والسياس ية‪ .‬فقد ذك رت اللجنة املعنية حبق وق اإلنس ان يف تعليقها الع ام رقم‬
‫‪ 32‬أن أحك ام املادة ‪ 14‬تنطبق على مجيع احملاكم واهليئ ات القض ائية‪ ،‬س واء ك انت مدنية أم‬
‫عسكرية‪ ،‬وأن املادة ‪ 14‬ال متنع احملاكم العسكرية من حماكمة املدنيني‪ .‬وذكرت اللجنة أيض اً‬
‫أن ه ذه احملاكم ينبغي أن تك ون اس تثنائية مبعىن أن تقتصر على احلاالت اليت ميكن فيها للدولة‬
‫الط رف أن تثبت أن اللج وء إىل ه ذه احملاكم ض روري وله ما ي ربره ألس باب موض وعية‬
‫وج ادة‪ ،‬واحلاالت اليت يتع ذر فيها قي ام احملاكم املدنية املعت ادة مبباش رة ه ذه احملاكم ات فيما‬
‫يتعلق بالفئة احملددة من األفراد املعنيني واجلرائم املعنية‪.‬‬
‫‪ -22‬وأشار السيد ‘سيتولس ينغ‘ إىل أن اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان كانت قد أوصت‪ ،‬يف‬
‫قص ر اختص اص احملاكم العس كرية على حماكمة‬ ‫ع ام ‪ ،1999‬ب أن تع ّدل ش يلي قانوهنا بغية ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫األفراد العسكريني فيما يتعلق فقط باجلرائم ذات الطبيعة العسكرية احملضة ‪ .‬كما أن اللجنة‪،‬‬
‫ع ام ‪ 1999‬أيض اً‪ ،‬قد أوصت ب أال ت دخل انتهاك ات حق وق اإلنس ان اليت‬ ‫يف‬
‫يرتكبها أف راد من ق وات األمن ض من اختص اص احملاكم العس كرية‪ .‬وأض اف الس يد‬

‫‪2‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.CCPR/C/79/Add.104‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‘ستيتولس ينغ‘ أن توص يات مماثلة قد ص درت فيما يتعلق ب دول أخ رى‪ ،‬من بينها مجهورية‬
‫أفريقيا الوسطى وكولومبيا واملكسيك وبريو واالحتاد الروسي‪.‬‬
‫‪ -23‬ويف البالغ املق دَّم من إس رتيليا ضد أوروغ واي (البالغ رقم ‪ ،)74/1980‬خلصت‬
‫املتهم قد ح وكم يف‬
‫اللجنة املعنية حبق وق اإلنس ان إىل ح دوث انتهاك ات للم ادة ‪ 14‬لك ون َ‬
‫حمام كما بُذلت حماوالت إلجباره على الشهادة ضد‬ ‫جلسة سرية ومل تتوافر له املساعدة من ٍ‬
‫نفسه(‪ .)3‬ويف البالغ املق دَّم من مانس اراج ضد س رياليون (البالغ رقم ‪،)4()839/1998‬‬
‫ش ددت اللجنة على وج وب وج ود احلق يف االس تئناف أم ام حمكمة أعلى من حمكمة‬
‫عس كرية‪ .‬ويف البالغ املق دم من كوربانوفا ضد طاجيكس تان (البالغ رقم ‪)1096/2002‬‬
‫(‪ ،)5‬خلصت اللجنة إىل ح دوث انته اك للم ادة ‪ 14‬ألن الدولة مل تق ّدم أي معلوم ات لت ربير‬
‫حماكمة شخص مدين أمام الدائرة العسكرية للمحكمة العليا‪ .‬ويف البالغ املقدم من مدين ضد‬
‫(البالغ رقم ‪ ،)6()1172/2003‬أش ارت اللجنة إىل ح دوث انته اك‬ ‫اجلزائر‬
‫للم ادة ‪ 14‬لك ون الدولة الط رف مل تق دم م ربرات حملاكمة ش خص م دين أم ام حمكمة‬
‫عسكرية‪ .‬واختلف اثنان من أعضاء اللجنة مع اآلراء املعرب عنها يف قضية مدين إذ أشارا إىل‬
‫ودفَعا بأن‬
‫أن املادة ‪ 14‬ال تُعىَن بطبيعة احملكمة مادامت هذه األخرية خمتصة ومستقلة ونزيهة‪َ .‬‬
‫العهد ال حيظر اس تخدام احملاكم العس كرية؛ ففي اجلزائر ُأس ندت إىل احملاكم العس كرية والية‬
‫َخلَعها عليها الق انون؛ وال ميكن للجنة أن حتل حمل الدولة من حيث البت يف الظ روف‬
‫االستثنائية الالزمة لتحديد ما إذا كانت توجد حالة طوارئ عامة‪ .‬وأضاف السيد سيتولسينغ‬
‫أنه يف البالغ املق دَّم من أخوانغا ضد الك امريون (البالغ رقم ‪ ،)7()1813/2008‬خلصت‬
‫اللجنة إىل ح دوث انته اك للم ادة ‪ 14‬عن دما مل تق دم الدولة م ربرات للس بب يف حماكمة‬
‫ش خص م دين أم ام حمكمة عس كرية‪ ،‬وخلصت إىل أهنا ليست حباجة إىل حبث ما إذا ك انت‬
‫احملكمة العسكرية‪ ،‬كأمر واقع‪ ،‬قد أتاحت الضمانات الكاملة املنصوص عليها يف املادة ‪.14‬‬
‫‪ -24‬وتساءل السيد ‘سيتولسينغ‘ يف ختام كلمته‪ ،‬عما إذا كان يوجد خطر مفاده أن يؤدي‬
‫النهج املتش ّدد ال ذي تسري عليه اللجنة إىل نش وء وضع جيري يف ظله التقيّد بآرائها يف حالة‬
‫ْ‬
‫االنتهاك أكثر منه يف حالة االلتزام‪ .‬وأوضح أن أسباب صدور الرأي املخالف يف قضية مدين‬
‫تس تحق البحث ب النظر إىل أن كث رياً من ال دول األط راف يف العهد م ازالت ُم ْع ِرضة عن‬
‫االمتثال آلراء اللجنة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) انظر الوث ائق الرمسية للجمعية العام ة‪ ،‬ال دورة الثامنة والثالث ون‪ ،‬امللحق رقم ‪ ،)A/38/40( 40‬املرفق‬
‫الثاين عشر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.CCPR/C/72/D/839/1998‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.CCPR/C/79/D/1096/2002‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.CCPR/C/89/D/1172/2003‬‬
‫‪7‬‬
‫(?) الوثيقة ‪.CCPR/C/101/D/1813/2008‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -25‬وأوضح السيد ‘سيونغ ‪ -‬فيل هونغ‘‪ ،‬وهو أحد أعضاء الفريق العامل املعين باالحتجاز‬
‫ستخدم للتعامل مع‬
‫التعسفي‪ ،‬أن الفريق العامل قد خلص إىل أن احملاكم العسكرية كثرياً ما تُ َ‬
‫اجلماعات السياسية املعا ِرضة والصحفيني واملدافعني عن حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن إيداع املدنيني‬
‫يف االحتج از االحتي اطي وحماكمة املدنيني أم ام حماكم عس كرية هي أم ور تش كل انتهاك اً‬
‫للعهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -26‬وأض اف أن القاضي العس كري غري املتمتع باالس تقاللية مهني اً وال ثقافي اً من احملتمل أن‬
‫صدر عنه نتيجة تتعارض مع النتيجة اليت تكفلها ضمانات احملاكمة العادلة‪ .‬وقد حدد الفريق‬ ‫تَ ْ‬
‫العامل أن احملكمة اليت تت ألف من أف راد عس كريني ال ميكن اعتبارها "حمكمة خمتصة ومس تقلة‬
‫ونزيهة" مبوجب قانون حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -27‬وق رر الفريق العامل أيض اً أن احملاكم العس كرية ينبغي أن تك ون خمتصة فقط مبحاكمة‬
‫األف راد العس كريني عن اجلرائم العس كرية؛ ولو ح دث أن ُوجهت هُت م يف قض ية معينة إىل‬
‫أشخاص مدنيني وعسكريني ‪ ،‬فينبغي عندئذ أال حتاكم احملاكم العسكرية األفراد العسكريني‬
‫بش كل منفصل عن اآلخ رين؛ إذ ينبغي أال حتاكم احملاكم العس كرية األف راد العس كريني إذا‬
‫كان أي من الضحايا أشخاص اً مدنيني؛ كما ينبغي أال يكون للمحاكم العسكرية اختصاص‬
‫النظر يف قض ايا التم رد أو ب ذر ب ذور الفتنة أو ارتك اب اعت داءات ضد نظ ام دميق راطي؛ وال‬
‫ينبغي حبال من األحوال أن تكون احملاكم العسكرية خمتصة بتوقيع عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫‪ -28‬وخلص الفريق العامل إىل أن إقامة الع دل على يد احملاكم العس كرية كث رياً ما ت دخل‬
‫ض من الفئ ات اخلمس للتعس فية احملدَّدة يف أس اليب عمل الفريق وهي‪ :‬أن الق وات العس كرية‬
‫كثرياً ما تقوم بإيقاف األشخاص واحتجازهم لوقت طويل‪ ،‬وأن القضاة العسكريني كثرياً ما‬
‫ي أمرون مبواص لة االحتج از يف ظل ع دم وج ود أي أس اس ق انوين؛ وأن كث رياً من احملتج زين‬
‫ال ذين جيري إحض ارهم أم ام حماكم عس كرية يكون ون قد احتُج زوا ال لس بب إال ملمارس تهم‬
‫إحدى احلريات األساسية مثل حرية الرأي والتعبري وحرية تكوين اجلمعيات أو احلرية الدينية؛‬
‫وأن القض اة واملدعني الع امني العس كريني ال تت وافر فيهم يف كثري من األحي ان املتطلب ات‬
‫األساس ية املتعلقة باالس تقاللية والنزاه ة؛ وأن اإلج راءات اليت تطبقها احملاكم العس كرية كث رياً‬
‫ما ال تتقيّد بالضمانات األساسية املتعلقة باحملاكمة العادلة؛ وأن األفراد الذين جيري إحضارهم‬
‫أم ام احملاكم العس كرية كث رياً ما يكون ون مواط نني أج انب ومن بينهم مه اجرون ذوو وضع‬
‫غري قانوين وملتمسو جلوء والجئون ألقت القوات العسكرية القبض عليهم عند احلدود أو يف‬
‫البحر أو يف املطارات‪.‬‬
‫‪ -29‬وأش ار الس يد ‘رونالد ن الووايرو‘‪ ،‬وهو حماضر أق دم يف كلية احلق وق جبامعة م اكرييري‬
‫يف أوغن دا‪ ،‬إىل أن املب ادئ العامة واملب ادئ التوجيهية املتعلقة ب احلق يف حماكمة عادلة ويف‬
‫املس اعدة القانونية يف أفريقيا‪ ،‬اليت اعتم دهتا اللجنة األفريقية حلق وق اإلنس ان والش عوب يف‬
‫م ايو ‪ ،2003‬تتناول احملاكم العس كرية‪ .‬فوفق اً للفرع ‘الم‘ من املبادئ‬ ‫أي ار‪/‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫العامة واملب ادئ التوجيهي ة‪ ،‬ف إن الغ رض الوحيد من احملاكم العس كرية هو حتديد اجلرائم ذات‬
‫الطبيعة العس كرية احملضة اليت يرتكبها أف راد عس كريون؛ كما أن احملاكم العس كرية مطالبة‬
‫باحرتام معايري احملاكمة العادلة احملددة يف امليثاق األفريقي ويف أجزاء أخرى من املبادئ العامة‬
‫واملبادئ التوجيهية؛ وينبغي أال يكون للمحاكم العسكرية والية على املدنيني‪.‬‬
‫‪ -30‬وناقش السيد ‘نالووايرو‘ مسألة القضاء العسكري يف أوغندا‪ .‬وأوضح أن املادة ‪119‬‬
‫من ق انون ق وات ال دفاع الش عيب األوغندي ة‪ ،‬لع ام ‪ ،2005‬تعطي ه ذه احملاكم والية واس عة‬
‫على كثري من فئ ات املدنيني‪ .‬وتش مل ه ذه الفئ ات املدنيني ال ذين خيدمون بص فة ض ابط أو‬
‫منش أة وحمتفظ هبا خ ارج أوغن دا ويرأس ها ض ابط من ض باط الق وات‬ ‫عس كري يف أي ق وة َ‬
‫املس لحة األوغندي ة؛ كما تش مل املدنيني ال ذين خيدمون يف ق وات ال دفاع امللتزمة بالتزام ات‬
‫توافق مبوجبها على اخلضوع للقانون العسكري؛ واملدنيني الذين ساعدوا أو عاونوا شخص اً‬
‫خيضع للق انون العس كري على ارتك اب جرمية من ج رائم اخلدمة العس كرية؛ واملدنيني ال ذين‬
‫اكتُشف أهنم حيوزون بصورة غري قانونية أسلحة أو ذخائر أو معدات تكون عاد ًة حكراً على‬
‫الدفاع؛ واألشخاص غري اخلاضعني للقانون العسكري ممن ارتكبوا جرائم‬ ‫قوات‬
‫أثناء خضوعهم للقانون العسكري‪.‬‬
‫‪ -31‬وأشار السيد ‘نالووايرو‘ إىل أن اللجنة األفريقية حلقوق اإلنسان والشعوب قد قدمت‪،‬‬
‫يف مالحظاهتا اخلتامية على التقرير ال دوري الث الث املق دَّم من أوغن دا‪ ،‬توص ية إىل أوغن دا‬
‫باألخذ بت دابري قانونية حتظر حماكمة املدنيني أم ام حماكم عس كرية‪ .‬وأض اف أن ق انون ق وات‬
‫الدفاع الشعيب األوغندية‪ ،‬لعام ‪ ،2005‬مل ينص على ضمانات كافية تكفل استقاللية ونزاهة‬
‫احملاكم العس كرية؛ وأن القض اة احملامني ووكالء النيابة وأعض اء احملاكم العس كرية تق وم‬
‫بتعيينهم مجيع اً السلطة نفسها واألفراد العسكريون العاملون‪ .‬وذكر السيد ‘نالووايرو‘ أنه ال‬
‫توجد مع ايري موض وعية معروفة لتع يني القض اة احملامني وأعض اء احملاكم العس كرية أو إلع ادة‬
‫تعيينهم أو لوقفهم عن اخلدمة أو لعزهلم؛ وأن القانون يلتزم الصمت بشأن أمن وظيفة القضاة‬
‫احملامني وإن ك ان جيري من الناحية العملية تع يينهم للعمل لف رتة س نة واح دة وجيوز إع ادة‬
‫تع يينهم‪ .‬وأض اف أن احملكمة الدس تورية‪ ،‬يف قض ية اجلمعية القانونية األوغندية وجاكس ون‬
‫كاروغابا ضد املدعي الع ام‪ ،‬قد أك دت أن "من غري املمكن أن تك ون احملاكم العس كرية يف‬
‫أوغن دا مس تقلة ونزيهة ب النظر إىل الق وانني احلالية اليت تُش َّكل ه ذه احملاكم مبوجبها واهليكل‬
‫العسكري الذي تعمل ضمنه"‪.‬‬
‫‪ -32‬وفيما يتعلق ب احلق يف عقد جلس ات علني ة‪ ،‬ذكر الس يد ‘ن الووايرو‘ أنه يك ون من‬
‫الص عب على اجلمه ور حض ور احملاكم ات اليت جتريها احملاكم العس كرية ِ‬
‫للف َرق يف ثكن ات‪.‬‬
‫وباإلض افة إىل ذلك‪ ،‬ظل جيري على حنو متزايد استبعاد أفراد اجلمهور من حضور جلس ات‬
‫احملاكم العسكرية العامة أو حمكمة االستئناف العسكرية العتبارات األمن الوطين‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -33‬وأوضح السيد ‘نالووايرو‘ أنه ال يوجد حق عام يف استئناف قرارات احملاكم العسكرية‬
‫أم ام حماكم مدني ة‪ .‬إذ ال ميكن تق دمي اس تئناف أي حكم من أحك ام حمكمة االس تئناف‬
‫العسكرية أمام أي حمكمة أخرى‪ ،‬فيما عدا يف حالة استئناف أحكام اإلدانة اليت تنطوي على‬
‫عقوبة اإلعدام والسجن املؤبد اليت تكون حمكمة االستئناف العسكرية قد أيدهتا‪.‬‬

‫االختصاص الشخصي للمحاكم العسكرية‬ ‫جيم‪-‬‬


‫‪ -34‬أش ارت نائبة رئيس الفريق العامل املعين حباالت االختف اء القس ري أو غري الط وعي‪،‬‬
‫الس يدة ‘مامسينكا دزومه ور‘‪ ،‬إىل اإلعالن املتعلق حبماية مجيع األش خاص من االختف اء‬
‫القس ري‪ ،‬وخاصة إىل الفق رة ‪ 2‬من املادة ‪ 16‬منه اليت ج اء فيها أن األش خاص املدَّعى أهنم‬
‫ارتكب وا أي فعل من أفع ال االختف اء القس ري "ال جيوز حماكمتهم إال بواس طة الس لطات‬
‫القض ائية العادية املختصة يف كل بلد دون أي قض اء خ اص آخ ر‪ ،‬وال س يما القض اء‬
‫العسكري"‪.‬‬
‫‪ -35‬وقد دأب الفريق العام ل‪ ،‬يف تق اريره املتعلقة بالزي ارات القطري ة‪ ،‬على التوص ية بض مان‬
‫العمل باختصاص احملاكم املدنية يف مجيع املسائل املتعلقة حباالت االختفاء القسري وانتهاكات‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬بغض النظر عما إذا كان مرتكب الفعل فرداً من األفراد العسكريني(‪.)8‬‬
‫‪ -36‬ويف ك انون الث اين‪/‬ين اير ‪ ،2010‬نشر الفريق العامل تقري راً عن أفضل املمارس ات يف‬
‫التشريعات اجلنائية احمللية فيما يتعلق باالختفاء القسري‪ ،‬سلط األضواء على أفضل املمارسات‬
‫يف جمال التش ريعات ونص على أنه ال جيوز أب داً اعتب ار ح االت االختف اء القس ري جرمية‬
‫مرتكبة إطار اخلدمة وأن احملاكم العسكرية أو احملاكم اخلاصة األخرى ال متلك أي اختصاص‬
‫بالنظر يف حاالت االختفاء القسري(‪.)9‬‬
‫‪ -37‬وتتطلب املادة ‪ 3‬من اإلعالن املتعلق حبماية مجيع األش خاص من االختف اء القس ري‬
‫اعتم اد ت دابري وقائية ليس من بينها إنش اء اختص اص حملاكم عس كرية بش أن ج رائم االختف اء‬
‫القسري‪ .‬وقد وجد الفريق العامل‪ ،‬أثناء زياراته القطرية‪ ،‬أوضاعاً حيظر فيها التشريع الوطين‬
‫إخض اع األف راد العس كريني لوالية احملاكم العادية(‪ .)10‬ودأب الفريق العامل يف ه ذه احلاالت‬
‫على التأكيد على كيف أن تقرير االختصاص للمحاكم العسكرية ميكن أن يكون عامالً من‬
‫عوامل اإلفالت من العق اب يف حالة انتهاك ات حق وق اإلنس ان ب النظر إىل أن احملاكم‬
‫العس كرية تفتقر إىل ما يل زم من اس تقاللية ونزاهة لتن اول ح االت انتهاك ات حق وق‬
‫اإلنسان(‪.)11‬‬
‫‪8‬‬
‫انظر على سبيل املثال الفقرة ‪ 98‬من الوثيقة ‪.A/HRC/19/58/Add.2‬‬ ‫(?)‬
‫‪9‬‬
‫انظر الفقرة ‪ )1(62‬من الوثيقة ‪.A/HRC/16/48/Add.3‬‬ ‫(?)‬
‫‪10‬‬
‫الفقرة ‪ 74‬من الوثيقة ‪.A/HRC/22/45/Add.2‬‬ ‫(?)‬
‫‪11‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬الفقرتان ‪ 37‬و‪ .74‬انظر أيضاً الفقرة ‪ 38‬من الوثيقة ‪.A/HRC/19/58/Add.2‬‬ ‫(?)‬

‫‪13‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -38‬وذك رت الس يدة ‘دزومه ور‘ أن اس تبعاد اختص اص احملاكم العس كرية ال بد منه أيض اً‬
‫أثناء مرحلة التحقيقات‪ .‬فقد أوصى الفريق العامل يف أحد تقارير الزيارات القطرية بأن تكفل‬
‫الدولة قي ام دوائر االدع اء الع ام املدين ب إجراء حتقيق ات جدية وعاجلة يف مجيع الش كاوى‬
‫املتعلقة بانتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬مبا يف ذلك حاالت االختفاء القسري اليت يرتكبها أفراد‬
‫عسكريون(‪.)12‬‬
‫‪ -39‬وأش ارت الس يدة ‘دزومه ور‘ إىل أن املادة ‪ )1(16‬من اإلعالن املتعلق حبماية مجيع‬
‫األش خاص من االختف اء القس ري تنص على أن يج‪..‬ري وقف األش‪..‬خاص الم‪..‬دعى‬
‫ارتكابهم جريمة اختفاء قسري عن أداء أي واجبات رسمية أثناء التحقيق‪.‬‬
‫‪ -40‬وق ال الس يد ‘ي وجني في ديل‘ األس تاذ بكلية احلق وق جبامعة ييل أن أه داف القض اء‬
‫العس كري ينبغي أن تك ون هي إعالء األمن الق ومي عن طريق ض مان االنض باط يف املؤسسة‬
‫العس كرية؛ واملعاقبة على اجلرمية وردعها بطريقة منص فة؛ واح رتام حق وق اإلنس ان؛ ودعم‬
‫املؤسسات الدميقراطية؛ والتقليل إىل أدىن حد من االحتكاك بني العسكريني واملدنيني؛ وحتقيق‬
‫ثقة اجلمه ور واحلف اظ عليه ا؛ وتش جيع جتنيد األف راد واس تبقائهم‪ .‬وفيما خيص حتقيق ثقة‬
‫اجلمه ور يف القض اء العس كري‪ ،‬اق رتح أن يش مل مص طلح "اجلمه ور" الن اخبني‪ ،‬واألف راد‬
‫العس كريني‪ ،‬وآب اء وأمه ات اجملنَّدين أو املتط وعني احملتملني‪ ،‬واملش تغلني بالق انون‪ ،‬وجمتمع‬
‫الب احثني‪ ،‬وأف راد الس لطة التش ريعية‪ ،‬والس لطة التنفيذي ة‪ ،‬واحملاكم املدني ة‪ ،‬وجملس حق وق‬
‫اإلنس ان وجلان حق وق اإلنس ان‪ ،‬واحملاكم واهليئ ات اإلقليمية املعنية حبق وق اإلنس ان‪،‬‬
‫واحلكومات األجنبية‪ ،‬واملواطنني‪.‬‬
‫‪ -41‬ووفق اً للس يد ‘في ديل‘‪ ،‬ميكن أن تنشأ أس ئلة فيما يتعلق مبَن خيضع الختص اص احملاكم‬
‫العسكرية‪ .‬وهذا يشمل عاد ًة األفراد العاملني يف اخلدمة وإن كان هذا األمر يطرح السؤال‬
‫عما إذا كان ذلك يشمل األشخاص الذين يتعني إدراجهم يف صفوف القوات املسلحة قبل‬
‫التجنيد‪ .‬وسأل أيضاً عما إذا كان ذلك يشمل االحتياطيني أو اجلنود الذين تقاعدوا أو جرى‬
‫تس رحيهم ح ديثاً‪ .‬مث أث ار املس ائل املتعلقة باملدنيني بص ورة عام ة‪ ،‬ش ارحاً أن أس ئلة قد ث ارت‬
‫مثالً فيما يتعلق باألش خاص ال ذين ق اوموا التجنيد ورفض وا االلتح اق باملؤسسة العس كرية‪،‬‬
‫وب املوظفني احلكوم يني واملتعاق دين الع املني يف خدمة املؤسسة العس كرية‪ ،‬وذوي األف راد‬
‫العس كريني‪ ،‬وجمموعة واس عة من األش خاص ال ذين ال ت ربطهم باملؤسسة العس كرية عالقة‬
‫حمددة‪.‬‬
‫‪ -42‬وبينما الحظ الس يد ‘في ديل‘ أن اللجنة املعنية حبق وق اإلنس ان قد ذك رت يف تعليقها‬
‫العام رقم ‪ 32‬أنه جيوز يف حاالت استثنائية حماكمة املدنيني يف حماكم عسكرية‪ ،‬فإنه أشار إىل‬
‫رأي موافِق ص در يف قض ية موس اييف ضد أوزبكس تان (البالغ ات أرق ام ‪-1914‬‬
‫‪12‬‬
‫(?) الفقرة ‪ 98‬من الوثيقة ‪ .A/HRC/19/58/Add.2‬وألغت املكسيك الحق اً اختصاص احملاكم العسكرية‬
‫بشأن جرمية االختفاء القسري‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ ،)16/2009-1914 :16/2009‬حيث ذكر اثنان من أعضاء اللجنة أنه ال ينبغي حبال‬


‫من األح وال حماكمة "املدنيني أو العس كريني املتقاع دين" أم ام حماكم عس كرية‪ ،‬وأن اللجنة‬
‫حباجة إىل "اس تعراض املوقف ال راهن للجنة اليت ت رى أن حماكمة املدنيني يف احملاكم العس كرية‬
‫مع العهد"(‪.)13‬‬ ‫أمر يتوافق‬
‫‪ -43‬ووفقاً للسيد ‘فيديل‘‪ ،‬يوجد هنْجان أساسيان لتحديد ما إذا كان ينبغي حماكمة املدنيني‬
‫أم ام حماكم عس كرية‪ :‬هنْج ق انوين حيدد خطوط اً فاص لة واض حة بش أن َمن ميكن‬
‫أو ال ميكن أن حيا َكم أمام حماكم عسكرية؛ وهنْج يقوم على أساس خمصص يتناول كل حالة‬
‫للنهج األخري ميكن أن تش مل‬‫على ح دة‪ .‬واالختب ارات احملتملة اليت ميكن تطبيقها وفق اً ْ‬
‫االعتب ارات املتعلقة مبا إذا ك ان حُي تمل إس اءة اس تعمال اإلج راءات يف احملاكم العس كرية؛ وما‬
‫إذا ك انت الفائ دة املرتتبة على عقد حماكمة عس كرية يف ظل ظ روف معينة هي فائ دة ت رجح‬
‫الفقدان النسيب للفوائد املرتتبة على اتباع إجراءات مدنية؛ وما إذا كانت احملكمة املدنية متاحة‬
‫حملاكمة األشخاص املدنيني يف ظل حالة معينة‪.‬‬
‫‪ -44‬وأشار السيد ‘في ديل‘ إىل قضية مارتني ضد اململكة املتحدة‪ ،‬اليت ذكرت فيها احملكمة‬
‫األوروبية حلقوق اإلنسان أن‪:‬‬
‫بينما ال ميكن املنازعة يف أن االتفاقية [اتفاقية محاية حق وق اإلنس ان واحلري ات‬
‫األساس ية] تس تبعد بش كل مطلق اختص اص احملاكم العس كرية ب أن تنظر يف قض ايا‬
‫تنط وي على م دنيني‪ ،‬ف إن وج ود ه ذا االختص اص ينبغي أن خيضع لتمحيص دقيق‬
‫بش كل خ اص‪ ،‬ب النظر إىل أن حتديد التُّهم اجلنائية ضد املدنيني يف ه ذه احملاكم‬
‫ال ميكن‪ ،‬إال يف ظروف استثنائية جداً‪ ،‬اعتباره متوافق اً مع املادة ‪ ... 6‬وينبغي عدم‬
‫امت داد ص الحيات القض اء اجلن ائي العس كري إىل املدنيني ما مل توجد أس باب ق اهرة‬
‫تربر هذا الوضع‪ ،‬وإذ ُوجدت هذه األسباب فيكون ذلك على أساس قانوين واضح‬
‫وميكن التنبؤ ب ه‪ .‬وجيب إثب ات وج ود ه ذه األس باب يف كل حالة من احلاالت‬
‫احملددة‪.‬‬
‫‪ -45‬ويف قض ية امللكة ضد فيميري‪ ،‬ح ددت حمكمة االس تئناف العس كرية لكن دا اختب اراً‬
‫ملمارسة الوالية العسكرية على املدنيني‪ ،‬قائلة‪:‬‬
‫املس ألة املطروحة ليست على اإلطالق هي ما إذا ك ان ينبغي مقاض اة املدَّعى‬
‫عليه بل هي ما إذا ك انت املص لحة يف حماكمته يف إط ار نظ ام القض اء العس كري‬
‫متناس بة مع فقدانه حلقوقه عن دما حيا َكم يف إط ار ه ذا النظ ام‪ ... .‬ويف ظل ع دم‬
‫وج ود ه ذا املربر‪ ،‬فإنه ال يس عنا س وى اخلل وص إىل اس تنتاج مف اده أن اآلث ار املرتتبة‬
‫على مقاض اة املدَّعى عليه يف إط ار نظ ام القض اء العس كري هي آث ار غري متناس بة‪.‬‬
‫ونتيجةً لذلك‪ ،‬فإن مقاضاة املدَّعى عليه تشكل خرق اً حلقه يف أال حُي رم من حريته إال‬
‫‪13‬‬
‫(?) الوثيقة ‪ ،CCPR/C/104/D/1914‬املرفق‪ ،‬التذييل‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫إذا ك ان ذلك وفق اً ملب ادئ العدالة األساس ية على عكس ما ج اء يف املادة ‪ 7‬من‬
‫امليثاق‪.‬‬
‫‪ -46‬ومضت احملكمة لتضيف أنه‪:‬‬
‫ال ينبغي أن يُفهم كالمنا على أننا نق ول إن مجيع ح االت مقاض اة املدنيني أم ام‬
‫سفر بالضرورة عن انتهاك حلقوقهم مبوجب املادة ‪ 7‬من امليثاق‪.‬‬ ‫احملاكم العسكرية تُ ِ‬
‫إذ ينبغي البت يف كل حالة على أس اس الوق ائع اخلاصة هبا‪ .‬بيد أننا نق ول إنه يف‬
‫احلاالت اليت يس وق فيها الش خص املدين حجة باالس تناد إىل املادة ‪ 7‬بش أن فق دان‬
‫حقوقه اإلجرائية أمام احملاكم العسكرية‪ ،‬فإن عبء اإلثبات ينتقل عندئذ إىل االدعاء‬
‫لتربير املقاضاة أمام احملاكم العسكرية بدالً من احملاكم اجلنائية املدنية‪.‬‬
‫‪ -47‬وتس اءل الس يد ‘في ديل‘ عما إذا ك انت التج ارب الس لبية يف بعض ال دول فيما يتعلق‬
‫مبحاكمة املدنيني يف حماكم عس كرية حتول دون حماكمة املدنيني يف حماكم عس كرية يف حالة‬
‫وج ود ظ روف اس تثنائية‪ .‬وأض اف أنه إذا احت اجت إح دى ال دول إىل إجياد ص لة أو عالقة‬
‫خدمة من أجل مباش رة االختص اص العس كري‪ ،‬فكيف ميكن أن ينطبق ذلك على مقاض اة‬
‫املدنيني أمام حماكم عسكرية‪ .‬وتساءل أيضاً عما إذا كانت العضوية يف هيئة احمللَّفني واحلق يف‬
‫مبحام ينبغي أن يكونا خمتلفني عند حماكمة شخص مدين يف حماكم عسكرية‪.‬‬ ‫االستعانة ٍ‬
‫‪ -48‬أما الس يد س عيد بن عربي ة‪ ،‬م دير برن امج الش رق األوسط ومشال أفريقيا الت ابع للجنة‬
‫احلقوق يني الدولية‪ ،‬فقد تن اول اس تخدام احملاكم العس كرية يف منطقة الش رق األوسط ومشال‬
‫أفريقيا‪ .‬وذكر أن احملاكم العسكرية‪ ،‬يف عدد من الدول‪ ،‬لديها والية واسعة النطاق حملاكمة‬
‫املدنيني فض الً عن احملاكمة بش أن انتهاك ات حق وق اإلنس ان املرتكبة من ج انب أف راد‬
‫عسكريني أو أفراد هلم صلة باألمن‪ .‬وكثرياً ما شكلت احملاكم العسكرية مصدراً من مصادر‬
‫اإلفالت من العق اب ألهنا قد اس تُخدمت لتحصني العس كريني وأف راد األمن من احملاس بة عن‬
‫انتهاكات حقوق اإلنسان‪ .‬وأشار يف هذا الصدد إىل أمثلة من مصر وتونس واملغرب‪ .‬أما يف‬
‫مص ر‪ ،‬فبم وجب املادة ‪ 5‬من ق انون القض اء العس كري رقم ‪ 25‬لس نة ‪ 1966‬متتلك احملاكم‬
‫العسكرية الوالية بشأن مجيع اجلرائم يف احلاالت اليت يكون فيها أحد الطرفني‪ ،‬إما اجملين عليه‬
‫أو املدَّعى علي ه‪ ،‬ف رداً من أف راد الق وات املس لحة‪ .‬وميكن أيض اً مبوجب املادة ‪ 8‬حماكمة‬
‫األح داث أم ام احملاكم العس كرية‪ .‬وفض الً عن ذل ك‪ ،‬جتيز املادة ‪ 6‬من ق انون القض اء‬
‫العسكري لرئيس اجلمهورية مىت ُأعلنت حالة الطوارئ أن حييل إىل القضاء العسكري أي اً من‬
‫اجلرائم اليت يعاقب عليها قانون العقوبات أو أي قانون آخر‪.‬‬
‫‪ -49‬وأض اف أن دس تور ع ام ‪ 2012‬ودس تور ع ام ‪ 2014‬قد أداما كالمها القض اء‬
‫العس كري‪ .‬ومسح دس تور ع ام ‪ 2014‬مبحاكمة املدنيني أم ام احملاكم العس كرية يف حالة‬
‫"اجلرائم اليت متثل اعتداءً مباشراً على املنشآت العسكرية أو معسكرات القوات املسلحة أو ما‬
‫في حكمه ا‪ ،‬أو املن اطق العس كرية أو احلدودية املق ررة ك ذلك‪ ،‬أو مع داهتا أو مركباهتا أو‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫أو ذخائرها أو وثائقها أو أس رارها العس كرية أو أمواهلا العامة أو‬ ‫أس لحتها‬
‫املصانع احلربية‪ ،‬أو اجلرائم املتعلقة بالتجنيد‪ ،‬أو اجلرائم التي متثل اعتداءً مباشراً على ضباطها‬
‫أو أفرادها بس بب تأدية أعم ال وظ ائفهم"‪ .‬وص در ق رار جديد هو ق رار رئيس مجهورية مصر‬
‫العربية بالقانون رقم ‪ 136‬الصادر يف ‪ 27‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ 2014‬بشأن "تأمني ومحاية‬
‫املنشآت العامة واحليوية"‪ ،‬الذي وسع من نطاق اختصاص احملاكم العسكرية املتعلق مبحاكمة‬
‫املدنيني‪ .‬فقد أخضع هذا القانون الختصاص القضاء العسكري لفرتة السنتني القادمتني مجيع‬
‫القضايا املنطوية على اعتداءات على "املنشآت العامة واحليوية"‪.‬‬
‫‪ -50‬وأما يف تونس‪ ،‬فعقب اإلطاحة بالرئيس بن علي‪ ،‬فإن المرسوم رقم ‪ 69‬لسنة ‪2011‬‬
‫وس ع على حنو يُعتد به من اختص اص احملاكم العس كرية‪.‬‬ ‫املتعلق بالقض اء العس كري‪ ،‬قد ّ‬
‫فاملادة ‪ 8‬من ه ذا املرس وم متنح احملاكم العس كرية الوالية على األف راد العس كريني‪ ،‬والطالب‬
‫يف املدارس العسكرية‪ ،‬والضباط املتقاعدين عند استدعائهم إىل اخلدمة‪ ،‬واملوظفني املدنيني يف‬
‫اجليش وقت احلرب أو أثن اء حالة احلرب أو عند وج ود اجليش أو الق وات املس لحة يف منطقة‬
‫ُأعلنت فيها حالة الطوارئ‪ ،‬وأسرى احلرب‪ ،‬واملدنيني بصفتهم مرتكبني للجرائم أو مشاركني‬
‫يف ارتكاهبا‪.‬‬
‫‪ -51‬وتنص املادة ‪ 5‬من ه ذا املرس وم ك ذلك على أن متارس احملاكم العس كرية االختص اص‬
‫بش أن اجلرائم العادية اليت ارتكبها عس كريون واجلرائم العادية اليت ارتُكبت ضد عس كريني‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تنص املادة ‪ 6‬من املرسوم على أنه "إذا تعلق التتبع [املقاضاة] جبرمية حق‬
‫طرفا م دنيًّا‪ ،‬جيب على وكيل‬
‫ع ام ارتكبت من ط رف عس كري خ ارج اخلدمة ومشلت ً‬
‫اجلمهوريّة أو قاضي التحقيق ل دى احملاكم العدلية تفكيك امللف والتخلي عن النظر بالنس بة‬
‫املختص ة"‪ .‬وأضاف السيد بن عربية‬
‫ّ‬ ‫إىل الطرف العسكري لفائدة احملكمة االبتدائية العسكريّة‬
‫أن احملاكم العس كرية تت وىّل احملاكمة بشأن أغلبية القضايا اليت تنطوي على انتهاك ات حلقوق‬
‫اإلنس ان ارتكبها أف راد عس كريون أو أم نيون يف ت ونس‪ ،‬مبا يف ذلك القض ايا املتعلقة بالقتل‬
‫خارج نطاق القانون والتعذيب واألشكال األخرى إلساءة املعاملة املرتكبة من قبل ويف سياق‬
‫االنتفاضة يف الفرتة من كانون األول‪/‬ديسمرب ‪ 2010‬إىل كانون الثاين‪/‬يناير ‪.2011‬‬
‫‪ -52‬وأوضح السيد بن عربية أن احملاكم العسكرية التابعة للقوات املسلحة‪ ،‬يف املغرب‪ ،‬هلا‪،‬‬
‫يف وقت السلم‪ ،‬والية بشأن مجيع اجلرائم واملخالفات اليت تنطوي على أفراد عسكريني‪ ،‬مبن‬
‫فيهم األف راد ال ذين ح ددهم املرس وم امللكي رقم ‪ 270-56-1‬على أهنم يف "اخلدمة‬
‫العامل ة"‪ .‬وتش مل ه ذه الوالية أيض اً مجيع األش خاص ال ذين يقوم ون‪ ،‬بص رف النظر عما إذا‬
‫كانوا أفراداً عسكريني أم ال‪ ،‬بارتكاب جرمية تشمل فرداً أو أكثر من أفراد القوات املسلحة‬
‫بصفة متآمرين أو مشاركني‪.‬‬
‫‪ -53‬واختتم الس يد بن عربية مالحظاته ب أن اس رتعى االنتب اه إىل التط ورات اإلجيابية اليت‬
‫ص ر دستور عام ‪ 2014‬اختصاص احملاكم‬ ‫حدثت مؤخراً يف تونس واملغرب‪ .‬ففي تونس‪ ،‬قَ َ‬

‫‪17‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫العسكرية على اجلرائم العسكرية‪ .‬ويف املغرب‪ ،‬وافقت الغرفة األوىل من الربملان على مشروع‬
‫الق انون رقم ‪ 13-108‬ال ذي ي ٍ‬
‫قص ر اختص اص احملاكم العس كرية على األف راد العس كريني‬‫ُ‬
‫خبصوص اجلرائم العسكرية‪.‬‬
‫‪ -54‬ويف املناقشة اليت تلت ذلك‪ ،‬ذكر ممثل كندا أن احملاكم العسكرية يف بلده ليس هلا والية‬
‫على املدنيني إال يف ظ روف حمدودة‪ ،‬عن دما حيقق ذلك مص احل الف رد على أفضل وج ه‪.‬‬
‫واعرتف ممثل مصر بأن مسألة حماكمة املدنيني كانت مسألة إشكالية قبل عام ‪ ،2011‬ولكن‬
‫حتس ن منذ ذلك احلني‪ .‬وش رح ممثل كوبا أن احملاكم العس كرية ج زء ال يتج زأ من‬‫الوضع قد ّ‬
‫النظام القضائي يف كوبا‪ ،‬وأنه قد حدثت انتهاكات حلقوق اإلنسان يف القاعدة العسكرية يف‬
‫غوانتان امو‪ .‬وأوضح من دوب املغ رب أن بل ده قد اعتمد يف اآلونة األخ رية مش روع ق انون‬
‫يس تبعد املدنيني من نط اق اختص اص احملاكم العس كرية‪ .‬وذكر األس تاذ اجلامعي ‘نبكيتني‘ أن‬
‫اخلطوة التالية اليت يلزم اختاذها هي دمج املبادئ املشرتكة يف النظم القضائية جلميع الدول‪.‬‬

‫االختصاص الموضوعي للمحاكم العسكرية‬ ‫دال‪-‬‬


‫‪ -55‬جاء يف كلمة السيدة ‘كريستينا سرينا‘‪ ،‬وهي أخصائية أقدم يف جمال حقوق اإلنسان‬
‫تعمل بلجنة البل دان األمريكية حلق وق اإلنس ان‪ ،‬أن مس ائل والية احملاكم العس كرية تش تمل‬
‫بص ورة عامة على وض عني اث ننْي مها‪ :‬املس ائل املتعلقة مبعاملة أو حماكمة املدنيني أم ام حماكم‬
‫عسكرية؛ وإجراءات دعاوى احملاكم العسكرية ‪ -‬أو االفتقار إىل هذه اإلجراءات ‪ -‬املرفوعة‬
‫املتهمني بارتكاب انتهاكات خطرية حلقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ضد املوظفني العسكريني َ‬
‫‪ -56‬وأش ارت‪ ،‬فيما يتعلق مبحاكمة املدنيني أم ام حماكم عس كرية‪ ،‬إىل احلكم املؤرخ ‪25‬‬
‫تش رين الث اين‪/‬نوفمرب ‪ 2004‬يف قض ية الري بريينس ون ضد ب ريو‪ ،‬حيث ذك رت حمكمة‬
‫البل دان األمريكية حلق وق اإلنس ان أنه ينبغي أال حتاكم احملاكم العس كرية األش خاص املدنيني‬
‫ال ذين يوص فون ب أهنم "إره ابيون"‪ ،‬على ال رغم من أحك ام املادة ‪ 173‬من دس تور ب ريو لع ام‬
‫‪ 1993‬اليت تنص على ع دم ج واز حماكمة املدنيني أم ام حماكم عس كرية إال يف ح االت‬
‫اإلره اب أو اخليان ة‪ .‬ويف احلكم الص ادر بت اريخ ‪ 30‬أي ار‪/‬م ايو ‪ 1999‬يف قض ية كاس تيليو‬
‫بي رتوزي ضد ب ريو‪ ،‬أك دت احملكمة أن "الق وانني احمللية اليت خُت ضع املدنيني لوالية احملاكم‬
‫العس كرية تش كل انتهاك اً ملب ادئ االتفاقية األمريكي ة"‪ .‬ويف احلكم املؤرخ ‪ 29‬أيل ول‪/‬س بتمرب‬
‫‪ 1999‬يف قض ية سيسيت هورت ادو ضد ب ريو‪ ،‬وك ذلك يف احلكم املؤرخ ‪ 22‬تش رين‬
‫الث اين‪/‬نوفمرب ‪ 2005‬يف قض ية باالم ارا إيريب ارين ضد ش يلي‪ ،‬أك دت احملكمة أن املوظفني‬
‫العس كريني املتقاع دين هم أش خاص م دنيون وال جيوز حماكمتهم أم ام حماكم عس كرية‪ .‬ويف‬
‫‪ 30‬ك انون األول‪/‬ديس مرب ‪ ،2010‬نش رت ش يلي الق انون رقم ‪ 477-20‬ال ذي يس تبعد‬
‫صراحةً املدنيني والقاصرين من والية احملاكم العسكرية‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -57‬وأشارت السيدة سرينا‪ ،‬فيما يتعلق بإفالت العسكريني من العقاب إما عن طريق أفعال‬
‫أو ‪ -‬غياب أفعال ‪ -‬احملاكم العسكرية‪ ،‬إىل أن حمكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان‪ ،‬يف‬
‫احلكم الص ادر عنها يف ‪ 14‬آذار‪/‬م ارس ‪ 2001‬يف قض ية ب اريوس آلتو ضد ب ريو(‪ ،)14‬قد‬
‫أكدت أن مجيع النصوص املتعلقة بالعفو ال تتفق مع االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان ألهنا‬
‫ترمي إىل منع التحقيق مع املسؤولني عن االنتهاكات اجلسيمة حلقوق اإلنسان‪ ،‬مثل التعذيب‬
‫وح االت اإلع دام خ ارج نط اق القض اء أو ب إجراءات م وجزة أو تعس فاً وح االت االختف اء‬
‫القس ري‪ ،‬وإىل منع املعاقبة على ه ذه االنتهاك ات‪ .‬وه ذه النص وص حمظ ورة ألهنا تنتهك‬
‫احلقوق غري القابلة للتقييد املعرتف هبا يف القانون الدويل حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -58‬وأشارت السيدة ‘سرينا‘ أيض اً إىل جمموعة من القضايا املتعلقة باملكسيك واليت أكدت‬
‫فيها حمكمة البل دان األمريكية حلق وق اإلنس ان أن ح االت االختف اء القس ري واالغتص اب‬
‫واالنتهاك ات اخلط رية األخ رى حلق وق اإلنس ان ينبغي أال ختضع لوالية احملاكم العس كرية بل‬
‫ب األحرى لوالية احملاكم املدنية(‪ .)15‬وأوض حت أن والية احملاكم العس كرية قد ُألغيت يف‬
‫كوريا‬
‫األرجن تني عقب التس وية الودي ة‪ ،‬يف ‪ 14‬آب‪/‬أغس طس ‪ ،2006‬لقض ية رودولفو ّ‬
‫بيليس لي ضد األرجن تني؛ وأن االجتاه الع ام يف أمريكا الالتينية يسري حق اً حنو تقييد والية‬
‫أو إلغائها وإن كانت بعض البلدان‪ ،‬مثل بريو وكولومبيا‪ ،‬ال‬ ‫القضاء العسكري‬
‫تسري يف هذا االجتاه‪.‬‬
‫‪ -59‬وذكر رئيس اللجنة املعنية حباالت االختف اء القس ري‪ ،‬الس يد ‘إميانويل ديك و‘‪ ،‬أنه قد‬
‫ح دثت ع دة تط ورات يف ف رتة الثم اين س نوات املنقض ية منذ أن ق دمت اللجنة الفرعية لتعزيز‬
‫ومحاية حق وق اإلنس ان تقريرها إىل جلنة حق وق اإلنس ان وهو التقرير ال ذي يتضمن مش روع‬
‫املب ادئ املنظّمة إلقامة الع دل عن طريق احملاكم العس كرية(‪ .)16‬فقد أش ارت احملكمة األوروبية‬
‫حلق وق اإلنس ان إىل مش روع املب ادئ ه ذا يف قض ائها(‪ ،)17‬وب دأت اللجنة املعنية حباالت‬
‫االختف اء القس ري االض طالع بأعم ال بش أن القض اء العس كري‪ ،‬كما أن املناقشة املتعلقة‬
‫حتركت إىل األمام‪.‬‬‫بعقوبة اإلعدام قد ّ‬
‫‪ -60‬وإذ أب دى الس يد ديكو مالحظة مفادها أن االتفاقية الدولية حلماية مجيع األش خاص من‬
‫االختفاء القسري ال تورد إشارة إىل موضوع القضاء العسكري‪ ،‬فإنه ذكر أن اللجنة املعنية‬

‫‪14‬‬
‫‪Almonacid-Arellanol v. Chile, judgement of 26 September 2006; Gomez-Lund v.‬‬ ‫(?) انظر أيضاً‬
‫‪,Brazil‬‬
‫‪.judgement of 24 November 2010; and Gelman v. Uruguay, judgement of 24 February 2011‬‬
‫‪15‬‬
‫(?) قض ية روديليا باتش يكو ضد املكس يك‪ ،‬احلكم املؤرخ ‪ 23‬تش رين الث اين‪/‬نوفمرب ‪2009‬؛ وقض ية‬
‫إي نيس فرينان ديس أورتيغا ضد املكس يك‪ ،‬احلكم املؤرخ ‪ 30‬آب‪/‬أغس طس ‪2010‬؛ وقض ية فالينتينا‬
‫روسيندو كانتو ضد املكسيك‪ ،‬احلكم املؤرخ ‪ 31‬آب‪/‬أغسطس ‪.2010‬‬
‫‪16‬‬
‫(?) انظر الوثيقة ‪.E/CN.4/Sub.2/2005/9‬‬
‫‪17‬‬
‫(?) ‪.Ergin v. Turkey, judgement of 4 May 2006; Maszni v. Romania, judgement of 21 September 2006‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫حباالت االختفاء القسري تقوم بإعداد بيان بشأن هذه املسألة‪ .‬وقد أوصت هذه اللجنة‪ ،‬يف‬
‫مالحظاهتا اخلتامية بش أن بلجيك ا‪ ،‬ب أن تتخذ الدولة الط رف ما يل زم من ت دابري تش ريعية من‬
‫أجل ع دم إخض اع جرمية االختف اء القس ري الختص اص القض اء العس كري يف وقت‬
‫احلرب(‪ .)18‬وذكر الس يد ديكو أن ع دة دول‪ ،‬مثل فرنس ا‪ ،‬قد ألغت القض اء العس كري يف‬
‫وقت الس لم ولكنها حتتفظ به للعمل به وقت احلرب‪ .‬وأ ّكد على أن من املهم مراجعة ق وانني‬
‫القضاء العسكري بصورة دورية حىت وإن كان ال جيري تطبيقها إال يف وقت احلرب‪.‬‬
‫‪ -61‬وأش ار الس يد ديك و‪ ،‬فيما خيص حماكمة املدنيني أم ام حماكم عس كرية‪ ،‬إىل مش روع‬
‫املب دأ ‪ 5‬وإىل احلكم املؤرخ ‪ 31‬أي ار‪/‬م ايو ‪ 2011‬الص ادر عن احملكمة األوروبية حلق وق‬
‫اإلنس ان يف قض ية إجيني ضد تركيا‪ .‬ففي ه ذه القض ية‪ ،‬أك دت احملكمة أنه ال ينبغي حملكمة‬
‫تت ألف حص راً من قض اة عس كريني أن حتاكم املدنيني إال يف ظ روف اس تثنائية‪ .‬وأك دت‬
‫احملكمة على أنه ينبغي ع دم اس تخدام القض اء العس كري حملاكمة املدنيني إال إذا ك انت توجد‬
‫أسباب قاهرة تربر هذا الوضع وإذا كان يوجد أساس قانوين واضح هلذا اإلج راء وميكن التنبؤ‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -62‬وفيما يتعلق مبش روع املب دأ ‪ ،9‬ال ذي ينص على ع دم ج واز أن تفصل حماكم عس كرية‬
‫يف االنتهاك ات اخلط رية حلق وق اإلنس ان‪ ،‬ذكر الس يد ديكو أن ه ذا احلظر ينبغي أن ميتد إىل‬
‫التحقيق يف ه ذه اجلرائم‪ ،‬لكي تُس نَد ه ذه املس ؤولية إىل س لطات مدني ة‪ .‬وقد أوصت اللجنة‬
‫املعنية حباالت االختف اء القس ري ب أن تت وىّل الس لطات املدنية املختصة التحقيق يف جرمية‬
‫املتهمني عن‬
‫االختفاء القسري؛ وبأن تعتمد الدول األطراف تدابري لضمان وقف األشخاص َ‬
‫أداء مهامهم أثناء إجراءات القضية(‪ .)19‬وأشار السيد ديكو إىل إمكانية وجود استثناءات من‬
‫ذلك أثن اء القي ام بعملية عس كرية يف اخلارج حيث ال يك ون من املمكن إج راء التحقيق على‬
‫يد سلطة مدنية بغية مجيع األدلة وحتديد الشهود‪ .‬ويف مثل هذه الظروف‪ ،‬يتعني قيام الشرطة‬
‫العس كرية أو ق وات ال درك أو س لطات عس كرية أخ رى ب إجراء التحقيق ات‪ .‬ومع ذل ك‪،‬‬
‫ينبغي أن خيضع أي حتقيق من ه ذا القبيل ملراقبة س لطة قض ائية مس تقلة لكي تك ون له‬
‫مصداقية‪.‬‬
‫‪ -63‬وأش ار الس يد ديكو إىل أن مش روع املب دأ ‪ 8‬ينص على وج وب أن يك ون اختص اص‬
‫احملاكم العس كرية مقص وراً على اجلرائم ذات الط ابع العس كري البحت اليت يرتكبها أف راد‬
‫عس كريون‪ .‬وأوضح أن القض اء العس كري ينبغي أن يظل هو االس تثناء وأال يُطبَّق إال مبا يفي‬
‫مبتطلب ات اخلدمة العس كرية‪ .‬وميكن أن ينشأ ه ذا االس تثناء يف حالة نشر الق وات باخلارج‬
‫حيث حُي ال بني احملاكم الوطنية وبني ممارسة واليتها ألس باب عملية ناش ئة عن البعد اجلغ رايف‬
‫لإلج راء املعين يف ال وقت ال ذي ِ‬
‫تواجه فيه احملكمة احمللية ص احبة الوالية اإلقليمية مس ألة‬

‫‪18‬‬
‫(?) انظر الفقرة ‪ 22‬من الوثيقة ‪.CED/C/BEL/CO/1‬‬
‫‪19‬‬
‫(?) الفقرة ‪ 19‬من الوثيقة ‪CED/C/NLD/CO/1‬؛ والفقرة ‪ 16‬من الوثيقة ‪.CED/C/PRY/CO1‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫احلص انة من الوالي ة‪ .‬وأش ار أيض اً إىل أن الق انون اإلنس اين ال دويل يتن اول أيض اً دور القض اء‬
‫العس كري(‪ .)20‬وبينما قد توجد م ربرات حملاكمة األف راد العس كريني بش أن ج رائم عس كرية‬
‫أم ام حماكم عس كرية ف إن ذلك ال يص دق على حماكم االس تئناف اليت ينبغي أن تك ون مدنية‬
‫وأن تكون ُمدجَم ة يف النظام العام للقضاء املدين‪ ،‬وفقاً ملشروع املبدأ ‪.17‬‬
‫‪ -64‬وأما العقيد (املتقاع د) باتريك غليس ون‪ ،‬من مكتب احملامي الع ام العس كري للق وات‬
‫املسلحة الكندية‪ ،‬فقد تناول مسألة االختصاص املوضوعي‪ ،‬وخصوص اً مشروعي املبدأين ‪8‬‬
‫مسوغ له ضد احملاكم العسكرية لصاحل احملاكم املدنية‪،‬‬ ‫و‪ ،9‬اللذين قال إهنا يعكسان حتيزاً ال ِّ‬
‫ولذلك ينبغي إما إعادة صياغتهما أو حذفهما‪ .‬ودفع بأن هذا التحيّز يثري االنزعاج وال يتفق‬
‫داخلياً مع أهداف ومقاصد مشروع املبادئ‪.‬‬
‫املدوننْي يف‬
‫‪ -65‬وأشار العقيد غليسون إىل الغرضني األساسينْي اآلخريْن للقضاء العسكري َّ‬
‫التش ريع الكن دي املتعلق بالقض اء العس كري‪ ،‬ومها‪( :‬أ) النه وض بالفعالية العملياتية للق وات‬
‫الكندية عن طريق اإلس هام يف احلف اظ على االنض باط والكف اءة وال روح املعنوي ة؛ و(ب)‬
‫اإلسهام يف احرتام القانون واحلفاظ على جمتمع عادل ومسامل وآمن‪ .‬وساق حجة مفادها أن‬
‫هذه الوظيفة املزدوجة هلا معناها يف إطار يُقصد فيه من العسكريني أن خيدموا اجملتمع األوسع‬
‫نطاق اً وأن يعكس وا القيم اجملتمعي ة‪ .‬وينبغي حبث مش روع املب دأ ‪ 8‬يف ض وء ه ذا الغ رض‬
‫املزدوج‪ .‬فمشروع املبدأ ‪ 8‬خُي تَتَم مبا يعين ضمناً أن اجلرائم العسكرية احملضة فقط هي اليت هلا‬
‫ت أثري على االنض باط العس كري وك ذلك‪ ،‬يف خامتة املط اف‪ ،‬على ال روح املعنوية وفعالية‬
‫العمليات‪ .‬ودفع العقيد غليسون حبجة مفادها أن احلال ببساطة ليس كذلك‪ .‬فأفعال السرقة‬
‫أو الغش أو تعاطي املخدرات أو االجتار هبا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬هي‬ ‫أو االعتداء‬
‫مجيع اً ج رائم منص وص عليها يف الق انون املدين‪ .‬بيد أن كوهنا ج رائم مدنية ال يقلّل حبال من‬
‫األحوال من تأثريها على االنضباط‪ .‬فاالعتداء على زميل يف وحدة عسكرية هو أمر له تأثري‬
‫س يئ على االنض باط وال روح املعنوية ال يقل عن ت أثري التم رد‪ .‬وق ال العقيد غليس ون إن‬
‫الس ماح بوج ود نظ ام للقض اء العس كري للتعامل مع مس ألة التم ّرد ولكن ليس مع مس ألة‬
‫االعت داء ليس من ش أنه االرتف اع أو النه وض مبقاصد القض اء العس كري؛ بل إنه ب األحرى‬
‫يقوض ه‪ .‬وباإلض افة إىل ذل ك‪ ،‬ف إن املص احل العس كرية وبص ورة أعم املص احل الوطنية كث رياً ما‬
‫تتطلب أن تك ون نظم القض اء العس كري يف وضع ميكّــنها من إثب ات الق درة على املقاض اة‬
‫بش أن اجلرائم‪ ،‬بص رف النظر عن طبيعته ا‪ ،‬اليت تقع يف دولة أجنبي ة‪ .‬ويص دق ه ذا بص ورة‬
‫خاصة عند مناقشة جوهر اتفاقات مركز القوات املربمة بني الدول ِ‬
‫املرسلة والدول املستقبِلة‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -66‬وأشار العقيد غليسون كذلك إىل أن غرض ومهمة احملكمة العسكرية‪ ،‬واحلاجة الفريدة‬
‫إىل االنض باط العس كري‪ ،‬وت أثري اجلرائم اجلنائية املدنية على االنض باط‪ ،‬واحلاجة العملية إىل‬

‫‪20‬‬
‫(?) انظر ملادتني ‪ 84‬و‪ 102‬من اتفاقية ج نيف املتعلقة بمعاملة أس رى احلرب ؛ واملادة ‪ 66‬من اتفاقية‬
‫جنيف املتعلقة حبماية املدنيني وقت احلرب‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫قي ام ال دول بنشر قواهتا يف عملي ات يف اخلارج هي مجيع اً أم ور تُ ربز مالءمة أن تك ون نظم‬
‫القضاء العسكري يف وضع مي ّكنها من ممارسة الوالية بشأن اجلرائم املدنية‪.‬‬
‫‪ -67‬وال يش كل توس يع نط اق والية نظم القض اء العس كري لكي تش مل اجلرائم املدنية‬
‫منطلقاً ختيريياً‪" :‬إما هذا أو ذاك"‪ .‬ووفقاً ملا ذكره العقيد غليسون‪ ،‬فإن نظام القضاء الكندي‬
‫قد أنشأ منوذج اً والئي اً متزامن اً بني نظام القضاء العسكري ونظام القضاء املدين‪ .‬وينص هذا‬
‫النظ ام أساس اً على أن العس كريني ميكن اهتامهم وحماكمتهم يف أي من النظ امني عن معظم‬
‫اجلرائم املدنية‪ .‬فال توجد إزاحة لوالية القضاء املدين؛ بل توجد باألحرى إضافة خليار إضايف‬
‫عن دما ي ؤدي مركز الف رد إىل إخض اعه لوالية نظ ام القض اء العس كري‪ .‬وهلذه الوالية املتزامنة‬
‫أثر يقع خ ارج اإلقليم نظ راً إىل أن التش ريع املتعلق بال دفاع يعطي احملاكم املدنية الوالية على‬
‫كل شخص خاضع الختصاص القضاء العسكري إذا ارتكب ُجرماً خارج البلد‪.‬‬
‫‪ -68‬وفيما يتعلق مبشروع املبدأ ‪ ،9‬الذي ينص على عدم جواز أن متارس احملاكم العسكرية‬
‫أبداً االختصاص استجابةً الدعاءات تتعلق بوقوع انتهاكات خطرية حلقوق اإلنسان‪ ،‬أشار‬
‫العقيد غليس ون إىل أن س ببنْي من أس باب ه ذا املوقف قد عُرضا يف التعليق على مش روع‬
‫املب ادئ‪ .‬أما الس بب األول فيتمثل يف أن ارتك اب انتهاك ات خط رية حلق وق اإلنس ان هو أمر‬
‫يقع خارج نطاق الواجبات اليت يؤديها العسكريون؛ وأما الثاين فهو أن السلطات العسكرية‬
‫قد متيل إىل التس رّت على ه ذه احلاالت‪ .‬وأوضح أنه بينما من الص حيح أن ارتك اب انتهاك ات‬
‫خطرية حلقوق اإلنسان هو أمر ال يندرج حق اً ضمن واجبات العسكريني؛ فإن هذا يصدق‬
‫أيضاً على ارتكاب جرائم "عادية" مثل القتل أو االغتصاب أو الغش أو السرقة(‪.)21‬‬
‫‪ -69‬وس اق العقيد غليس ون أيض اً حجة مفادها أنه يف احلاالت اليت تك ون فيها احملكم ة‪،‬‬
‫عس كرية ك انت أم غري عس كرية‪ُ ،‬مش َّكلة تش كيالً س ليماً على النحو املبني يف مش روعي‬
‫املب دأين ‪ 1‬و‪ 2‬ومش اريع املب ادئ ‪ 12‬إىل ‪ ،15‬فال يوجد أس اس للكالم عن قاع دة منطبقة‬
‫عاملي اً يك ون من ش أهنا رفض والية احملاكم العس كرية بش أن االنتهاك ات اخلط رية حلق وق‬
‫اإلنسان‪ .‬وأكد أن االستنتاج الذي يوحي به ضمناً مشروع املبدأ ‪ ،9‬ومفاده أن نظم القضاء‬
‫العس كري على نط اق الع امل ال جيوز أن يُعهد إليها بالفصل يف ه ذه اجلرائم‪ ،‬هو اس تنتاج‬
‫يتجاهل احلقائق املوضوعية‪ .‬وأكد على أن القوات املسلحة هلا مصلحة كبرية يف ضمان تناول‬
‫ه ذه اجلرائم بش كل منصف وعلى وجه الس رعة‪ .‬ومن املهم االع رتاف ب أن فشل الق ادة‬
‫العس كريني يف االس تجابة بس رعة وفعالية لالدع اءات املتعلقة بارتك اب انتهاك ات خط رية‬
‫حلقوق اإلنسان إمنا يثري أسئلة حمتملة بشأن املسؤولية الشخصية بفعل مبدأ مسؤولية القيادة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Michael Gibson, “International human rights law and the administration of justice‬‬ ‫(?) انظ ر‪:‬‬
‫‪through‬‬
‫‪military tribunals: preserving utility while precluding impunity”, Journal of International Law and‬‬
‫‪.International Relations, vol. 4, No. 1 (2008), pp. 1-48‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫‪ -70‬وأما السبب الثاين الذي سيق يف التعليق املقدَّم لتأييد مشروع املبدأ ‪ 9‬فهو أن السلطات‬
‫العسكرية قد تتسرّت على هذه احلاالت‪ .‬ويفرتض مشروع املبدأ ‪ 9‬أن أي إجراء من إجراءات‬
‫القض اء العس كري س يكون يف ج وهره متعاطف اً مع أف راد املؤسسة العس كرية املرتك بني‬
‫النتهاك ات خط رية حلق وق اإلنس ان وس تكون ميالة إىل التخفيف من العقوبة املوقّعة على‬
‫النهج يف قوات عسكرية منضبطة ختضع للرقابة‬ ‫املت َهمني‪ .‬وأكد العقيد غليسون أن اتباع هذا ْ‬‫ّ‬
‫املدنية يتع ارض مع الط ابع املميِّز ملؤسسة عس كرية حمرتف ة‪ .‬بيد أنه أش ار إىل أنه إذا ح دث أن‬
‫فشلت نظم القضاء العسكري يف هذا الصدد ونشأت أوجه قلق بشأن اإلفالت من العقاب‪،‬‬
‫يكون من شأن وجود والية قضائية مزدوجة متزامنة‪ ،‬وهي والية موجودة يف كندا‪ ،‬أن تتيح‬
‫ضمانة هامة عن طريق كفالة اللجوء إىل نظام القضاء املدين يف الدولة‪.‬‬
‫‪ -71‬وأش ار العقيد غليس ون إىل أن ه ذه اجلرائم كث رياً ما تنشأ يف ال دول اخلارجة من‬
‫نزاعات‪ .‬ففي ظل هذه األوضاع‪ ،‬كثرياً ما تكون القوات العسكرية هي إحدى املؤسسات‬
‫العاملة القليلة اليت ل ديها املوارد والق درة التنظيمية اليت مت ّكنها من مجع األدلة على حنو فع ال‬
‫ومن تقدمي األشخاص املدَّعى أهنم جناة إىل العدالة‪ .‬وأوضح أن اعتماد معيار دويل ينص على‬
‫عدم وجود ظرف من الظروف يُسمح يف ظله لنظم القضاء العسكري بامتالك والية بشأن‬
‫االدعاءات املتعلقة بارتكاب انتهاكات خطرية حلقوق اإلنسان هو أمر ميكن أن يؤدي إىل أثر‬
‫غري مقصود يتمثل يف تشجيع اإلفالت من العقاب‪.‬‬
‫‪ -72‬وذكر الس يد ‘سيتولس ينغ‘ يف مع رض املناقشة أن الرتك يز ينبغي أن ينصب على دمج‬
‫القضاء العسكري يف نظام القضاء العام‪ .‬وقال السيد بن عربية إنه جيد صعوبة يف فهم السبب‬
‫يف أن تت وىّل حماكم عسكرية احملاكمة بشأن بعض اجلرائم العادية مثل االعتداء أو االغتصاب‪.‬‬
‫وقالت السيدة سرينا إهنا موافقة على أن مشروع املبادئ يشكل جزءاً مهماً من املناقشة‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬المالحظات والتوصيات الرئيسية‬


‫‪ -73‬س لّم جميع الخ براء والمش اركين بأهمية اس تقاللية القض اء ونزاهته وكفاءته في‬
‫نظ ام العدالة العس كرية‪ .‬وُأش ير في ع دد من الع روض المقدَّمة إلى أن المس ائل المتعلقة‬
‫بتد ّخل القي ادة واالفتق ار إلى االس تقاللية المؤسس ية م ازالت تش كل في ع دد من ال دول‬
‫مص دراً من مص ادر القل ق‪ .‬وينبغي القي ام بإص الح تش ريعي ومؤسسي مناسب في ال دول‬ ‫ْ‬
‫التي توجد فيها هذه األمور‪.‬‬
‫‪ -74‬وقد أظهرت عروض الخبراء وجود ثغرات ذات شأن في بعض الدول في مجال‬
‫إعم ال الحق في محاكمة عادل ة‪ .‬وطُرحت أس ئلة بش أن الممارسة المتمثلة في اتب اع‬
‫إج راءات م وجزة‪ ،‬في حالة الج رائم األقل درج ة‪ ،‬ال تس مح في بعض ال دول بوج ود‬

‫‪23‬‬ ‫‪GE.15-01322‬‬
‫‪A/HRC/28/32‬‬

‫ودعيت ال دول إلى اتخ اذ ت دابير مناس بة‬


‫مح امين ق انونيين أو ب الحق في االس تئناف‪ُ .‬‬
‫لض مان أن يك ون إعم ال الحق في محاكمة عادلة أم ام المح اكم العس كرية مطابق اً‬
‫بالكامل للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -75‬وفيما يتعلق باالختص اص الشخصي للمح اكم العس كرية‪ ،‬تن اولت اللجنة المعنية‬
‫بحق وق اإلنس ان ه ذا الموض وع في تعليقها الع ام رقم ‪ 32‬ال ذي ذك رت فيه أنه ال يج وز‬
‫خض وع الم دنيين لوالية المح اكم العس كرية إال في ظ روف اس تثنائية‪ .‬وُأش ير أيض اً إلى أن‬
‫القانون اإلنساني الدولي ينص أيض اً على ظروف استثنائية محدودة لمحاكمة المدنيين أمام‬
‫محاكم عسكرية‪ .‬وُأشير في بعض العروض إلى أن بعض الدول تحاكم المدنيين المرافقين‬
‫للعس كريين أثن اء نش رهم بالخ ارج وإن ك ان ذلك كث يراً ما يتوقف على الحالة المعنية‬
‫المحددة‪.‬‬
‫‪ -76‬وفيما يتعلق باالختص اص الموض وعي‪ ،‬ك ان يوجد اختالف في اآلراء فيما بين‬
‫الخ براء‪ .‬فقد دفع البعض بأنه ينبغي ط رح الوالية العس كرية جانب اً لص الح المح اكم‬
‫المدنية في الح االت ال تي تُق دَّم فيها االدع اءات المتعلقة باالنتهاك ات الخط يرة لحق وق‬
‫اإلنسان ضد أفراد عسكريين وأن الوالية العسكرية ينبغي أن تكون قاصرة على الجرائم‬
‫العس كرية‪ ،‬مستش هدين بالتوص يات المقدمة من اللجنة المعنية بحق وق اإلنس ان ومن‬
‫بعض إج راءات اآللي ات الخاص ة‪ .‬بيد أن آخ رين طعن وا في ه ذا ال رأي أثن اء مش اورة‬
‫الخ براء مق دمين حجة مفادها أنه يمكن المحاكمة بش أن ه ذه الج رائم إذا ك انت‬
‫المحكمة العسكرية مستقلة ونزيهة وذات كفاءة‪.‬‬
‫‪ -77‬وب النظر إلى الطبيعة التفص يلية لموض وع القض اء العس كري وإلى احتم ال أن تنشأ‬
‫أوجه قلق بشأن حقوق اإلنسان فيما يخص كثيراً من جوانب القضاء العسكري‪ُ ،‬دعيت‬
‫ال دول إلى أن تطلب المس اعدة التقنية والخ دمات االستش ارية من مفوض ية األمم‬
‫المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪GE.15-01322‬‬ ‫‪24‬‬

You might also like