You are on page 1of 50

‫‪E‬‬ ‫األمم المتحدة‬

‫‪Distr.‬‬
‫‪GENERAL‬‬

‫المجلس‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪28 July 2000‬‬
‫االقتصـادي‬
‫‪ARABIC‬‬
‫‪Original: ENGLISH‬‬

‫الدورة الموضوعية لعام ‪2000‬‬

‫تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬


‫التقارير الدورية الثانية المقدمة من الدول األطراف عمًال‬
‫بالمادتين ‪ 16‬و‪ 17‬من العهد‬

‫إضافــة‬

‫الجزائــر*‬
‫[ ‪ 22‬أيار‪/‬مايو ‪]2000‬‬

‫ـــــــ‬

‫نظ ــرت اللجن ــة المعني ــة ب ــالحقوق االقتص ــادية واالجتماعي ــة والثقافي ــة في التقري ــر األولي المق ــدم من‬ ‫*‬
‫حكوم ــة الجزائ ــر بش ــأن الحق ــوق المنص ــوص عليه ــا في المـ ـواد ‪ 1‬إلى ‪ ،)E/1990/5/Add.22 ( 15‬في دورت ــه الثالث ــة‬
‫عشرة (انظر الوثائق ‪ E/C.12/1995/SR.46‬إلى ‪.)SR.48‬‬

‫المحتويات‬

‫)‪(A‬‬ ‫‪GE.00-43655‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 2‬‬

‫الصفحة‬ ‫الفقـرات‬
‫‪3‬‬ ‫‪3- 1‬‬ ‫مقدمة ‪..........................................................................‬‬
‫الجزء األول‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫معلومات عامة ‪..................................................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪11 - 5‬‬ ‫أوًال ‪ -‬البنية السياسية العامة ‪....................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪29 - 12‬‬ ‫ثانيًا ‪ -‬اإلطار القانوني العام لحماية حقوق اإلنسان ‪..............................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪27 - 12‬‬ ‫ألف ‪ -‬آليات حقوق اإلنسان ‪...........................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪29 - 28‬‬ ‫باء ‪ -‬المعاهدات الدولية والنظام الداخلي ‪..............................‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪34 - 30‬‬ ‫ثالثًا ‪ -‬اإلعالم والدعاية ‪.........................................................‬‬
‫الجزء الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫‪188 - 35‬‬ ‫معلومات خاصة بأحكام العهد األساسية ‪........................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪36 - 35‬‬ ‫المادة ‪ - 1‬حق الشعوب في تقرير المصير ‪.......................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪39 - 37‬‬ ‫المادة ‪ - 2‬التزامات الدول األطراف ‪.............................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪45 - 40‬‬ ‫المادة ‪ - 3‬المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة ‪...............................‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪53 - 46‬‬ ‫المادتان ‪ 4‬و‪ -5‬تقييد الحقوق المكرسة في العهد ‪..............................‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪75 - 54‬‬ ‫المادة ‪ - 6‬الحق في العمل ‪.....................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪79 - 76‬‬ ‫المادة ‪ - 7‬الحق في التمتع بشروط عمل عادلة ومالئمة ‪..........................‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪86 - 80‬‬ ‫المادة ‪ - 8‬حرية تكوين الجمعيات والحرية النقابية ‪...............................‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪90 - 87‬‬ ‫المادة ‪ - 9‬الحق في الضمان االجتماعي وفي التأمينات االجتماعية ‪..............‬‬
‫المادة ‪..................................................................... -10‬حماية األسرة والطفل‬
‫‪27.............................................................. 104 - 91‬‬
‫المادة ‪..................................................................... -11‬الحق في السكن وفي مستوى‬
‫‪29 118 -105‬‬ ‫معيشة كاف ‪.....................................................................‬‬
‫المادة ‪..................................................................... -12‬الحق في الصحة‬
‫‪32............................................................. 160 -119‬‬
‫المادة ‪..................................................................... -13‬الحق في التعليم‬
‫‪44............................................................. 179 -161‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 3‬‬

‫المادة ‪..................................................................... -15‬حق المشاركة في الحياة‬


‫الثقافية‪ ،‬والتقدم العلمي‪ ،‬وحمايـة حق ــوق‬
‫‪48‬‬ ‫‪188 -180‬‬ ‫المؤلف ‪.............................................................‬‬

‫مقدمــة‬

‫‪ -1‬ص ــادقت الجزائ ــر في ‪ 12‬ك ــانون األول‪/‬ديس ــمبر ‪ 1989‬على العه ــد ال ــدولي الخ ــاص ب ــالحقوق االقتص ــادية‬
‫واالجتماعيـ ـ ـ ــة والثقافيـ ـ ـ ــة‪ .‬وعنـ ـ ـ ــدما ق ـ ـ ـ ــدم الوف ـ ـ ـ ــد الجزائـ ـ ـ ــري التقريـ ـ ـ ــر األولي ( ‪ )E/1990/5/Add.22‬في ‪ 30‬تشـ ـ ـ ـ ـرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمــبر و‪ 1‬كــانون األول‪/‬ديســمبر ‪ ،1995‬عــرض برنــامج اإلصــالحات السياســية واالقتصــادية الــذي بــدأ العمــل‬
‫به إثر اعتماد دستور ‪ 23‬شباط‪/‬فبراير ‪ 1989‬بغية إرساء مؤسسات جديدة قائمــة على التعدديــة السياســية‪ ،‬والفصــل‬
‫بين السلطات‪ ،‬واستقالل السلطة القضائية‪ ،‬وحرية التعبير‪ ،‬واختيار االنفتاح على االقتصــاد الســوقي‪ .‬كمــا أكــد الوفــد‬
‫أن السـ ــلطات الجزائريـ ــة قـ ــد حرصـ ــت‪ ،‬على الصـ ــعيد الـ ــدولي‪ ،‬على التعجيـ ــل بخطى عمليـ ــة االنضـ ــمام إلى مختلـ ــف‬
‫الصكوك الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -2‬ومن ـ ــذ تق ـ ــديم التقري ـ ــر األولي‪ ،‬واص ـ ــلت الس ـ ــلطات العام ـ ــة الجزائري ـ ــة مهمته ـ ــا في ترس ـ ــيخ س ـ ــيادة الق ـ ــانون‪،‬‬
‫والديمقراطيــة القائمــة على التعدديــة‪ ،‬والنهــوض بحقــوق اإلنســان وحمايتهــا بــالرغم من المعِّو قــات الناشــئة عن الج ـرائم‬
‫اإلرهابيــة‪ .‬فقــد أنشــئت مؤسســات جديــدة إثــر التنقيحــات الــتي أدخلت على الدســتور في ‪ 28‬تش ـرين الثــاني‪/‬نوفمــبر‬
‫‪ ،1996‬وتم ت ــدعيم اآللي ــات القائمـ ــة للنه ــوض بحقـ ــوق اإلنسـ ــان‪ ،‬وعـ ــدلت بعض جـ ـوانب التش ـ ـريعات االقتصـ ــادية‬
‫واالجتماعيــة والثقافيــة لمواءمتهــا مــع الواقــع الجديــد‪ .‬وأخــيرًا‪ ،‬فــإن حركــة الرابطــات‪ ،‬الــتي تحظى بتشــجيع متزايــد‪ ،‬قــد‬
‫شهدت تطورًا ملموسًا‪.‬‬

‫‪ -3‬يت ــألف ه ــذا التقري ــر ال ــدوري من ج ـزأين‪ ،‬عمًال بتوجيه ــات اللجن ــة المعني ــة ب ــالحقوق االقتص ــادية واالجتماعي ــة‬
‫والثقافية‪ .‬ويتضمن الجزء األول‪ ،‬المعنون "معلومات عامة"‪ ،‬عرضًا للبنية السياسية العامة للبلــد واإلطــار الــذي يتم فيــه‬
‫توف ــير الحمايــة لحق ــوق اإلنس ــان‪ .‬أم ــا الج ــزء الثــاني فيتض ــمن معلوم ــات عن األحك ــام األساســية المنص ــوص عليهــا في‬
‫العهد والتي طرأت بشأنها تغيرات منذ إعداد التقرير األولي‪.‬‬

‫الجزء األول‬

‫معلومات عامة‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 4‬‬

‫‪ -4‬م ـ ــا انفكت الجزائ ـ ــر تس ـ ــعى‪ ،‬من ـ ــذ اس ـ ــتعادتها اس ـ ــتقاللها في ع ـ ــام ‪ ،1962‬إلى تأس ـ ــيس دول ـ ــة قائم ـ ــة على‬
‫المس ــاهمة الش ــعبية وحريص ــة على مراع ــاة حق ــوق اإلنس ــان والحري ــات األساس ــية‪ .‬وإن الدس ــاتير المتتالي ــة لجمهوري ــة‬
‫الجزائــر المســتقلة قــد كرســت المبــادئ العامــة المتصــلة بــذلك‪ .‬وحبــذت الجزائــر االنفتــاح باتجــاه تعدديــة األحـزاب في‬
‫عــام ‪ ،1989‬فعجلت بخطى االنضــمام إلى الصــكوك القانونيــة الدوليــة الخاصــة بحقــوق اإلنســان‪ .‬ومنــذ ذاك الحين‪،‬‬
‫ما برحت الجزائر تقدم التقارير المطلوبة وفاًء بالتزاماتها الدولية‪.‬‬

‫أوالً ‪ -‬البنية السياسية العامة‬


‫‪ -5‬تصــدت الجزائــر‪ ،‬إثــر اســتقاللها‪ ،‬لتحــديات عديــدة‪ :‬كعــودة الالجــئين‪ ،‬وتوفــير الرعايــة االجتماعيــة والمعنويــة‬
‫للمستحقين من ضحايا حرب التحرير الوطني‪ ،‬وعملية إعادة تعمير الوطن بشــتى أبعادهــا وإقامــة هياكــل الدولــة‪ .‬هــذه‬
‫التحديات التي تصدت لهــا الدولــة الفتيــة َتَوَّج َب أن تتوالهــا مؤسســات َتَع َّين إنشــاؤها وتشــغيلها والتأكــد في حينــه من‬
‫كفاءته ــا‪ .‬ولق ــد س ــاعد ه ــذا الجه ــد اإلص ــالحي على ض ــمان التعليم اإلل ـزامي في الم ــدارس للجمي ــع‪ ،‬وعلى الحص ــول‬
‫على الرعاية الصحية مجانًا‪ ،‬وتطبيق سياسة العمالة الكاملة‪.‬‬

‫‪ -6‬واعتبارًا من عام ‪َ ،1988‬تَع َّي ن على الجزائر تعزيز سيادة القانون ودخول مرحلة انتقاليــة ذات بعــدين (تطــبيق‬
‫الديمقراطية السياسية وتحرير االقتصاد)‪ .‬وكما في سائر البلدان‪ ،‬لم يحدث هذا التطور بدون صعوبات‪ .‬فعمليــة بنــاء‬
‫الدولــة الحديثــة‪ ،‬الديمقراطيــة من حيث عملهــا والشــفافة من حيث إدارتهــا‪ ،‬قــد واجهت معوقــات داخليــة ناجمــة عن‬
‫سياسة الحزب الواحد والقيود االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -7‬إن اإلصالحات السياسية الــتي باشـرتها الســلطات العامــة منــذ ذاك التــاريخ قــد أفضــت‪ ،‬بعــد حـوار مطــول مــع‬
‫جميــع األح ـزاب السياســية الــتي ت ـراعي أحكــام الدســتور وق ـوانين الجمهوريــة‪ ،‬إلى إنشــاء مؤسســات قائمــة على أســاس‬
‫االقتراع العام‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬أدى اعتماد الدستور المنقح عن طريق االستفتاء‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬تشرين الثــاني‪/‬نوفمــبر‬
‫‪ ، 1996‬إلى زيادة تعزيز الحريات‪ ،‬والتعددية السياسية‪ ،‬وفصل السلطات واستقالل السلطـة القضائية‪.‬‬

‫‪ -8‬وتوجــد اليــوم‪ ،‬باإلضــافة إلى الدســتور‪ ،‬ثالثــة صــكوك أساســية لترســيخ الديمقراطيــة في األنشــطة العموميــة في‬
‫الجزائر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫قانون األحزاب السياسية‪ ،‬المعتمــد عــام ‪ 1989‬والمعــدل عــام ‪ ،1997‬والــذي ســمح بظهــور أكــثر‬ ‫(أ)‬
‫من ‪ 60‬تش ــكيًال سياس ــيًا على الس ــاحة السياس ــية‪ .‬ولق ــد س ــمحت التص ــفية ال ــتي ج ــرت فيم ــا بع ــد بظه ــور تش ــكيالت‬
‫جديدة أدت إلى وجود ‪ 28‬حزبًا اليوم؛‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 5‬‬

‫(ب) قــانون تأســيس الجمعيــات الــذي ُس َّن عــام ‪ 1988‬وُع ِّدل عــام ‪1990‬؛ وهــو ينص على أنــه يجــوز‬
‫تأســيس الجمعيــات بمجــرد بيــان يقدمــه المؤسســون إلى الواليــة أو إلى وزيــر الداخليــة (إذا كــانت الجمعيــة ذات طــابع‬
‫وطني)‪ .‬ويوجد اليوم زهاء ‪ 50 000‬جمعية نشطة في الجزائر؛ يطــالب بعضــها كجمعيــات الــدفاع عن حقــوق المـرأة‬
‫وتعزيزها‪ ،‬بأن يعترف لها بمركز المؤسسة ذات المنفعة العامة؛‬

‫(ج) ق ــانون اإلعالم‪ ،‬المعتم ــد ع ــام ‪ ،1990‬ال ــذي أت ــاح المج ــال لنش ــأة ص ــحافة مس ــتقلة أو حزبي ــة إلى‬
‫جانب الصحافة العامة‪.‬‬

‫‪ -9‬ولقـ ـ ــد عقـ ـ ــدت االنتخابـ ـ ــات األولى المتعـ ـ ــددة األح ـ ـ ـزاب النتخـ ـ ــاب رئيس الجمهوريـ ـ ــة بتـ ـ ــاريخ ‪ 16‬تش ـ ـ ـرين‬
‫الثــاني‪/‬نوفمــبر ‪ .1995‬وأعقبتهــا انتخابــات رئاســية مبكــرة بتــاريخ ‪ 15‬نيســان‪/‬أبريــل ‪ .1999‬وال يجــوز تجديــد واليــة‬
‫رئيس الجمهورية أكــثر من مــرة واحــدة‪ .‬ويمــارس الـرئيس الســلطة العليــا في الحــدود المقـَّررة في الدســتور‪ ،‬ويعين رئيس‬
‫الحكومة‪ .‬ويضع رئيس الحكومة برنامجه ويقدمه إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪.‬‬

‫‪ -10‬يمــارس الســلطة التشـريعية برلمــان يتكــون من غرفــتين‪ ،‬همــا المجلس الشــعبي الوطــني ومجلس األمــة‪ .‬ويـراقب‬
‫البرلمــان عمــل الحكومــة ويصــوت على الق ـوانين‪ .‬ويتــألف المجلس الشــعبي الوطــني من ‪ 380‬نائب ـًا‪ .‬وأثــر االنتخابــات‬
‫التشريعية التي جرت في ‪ 5‬حزيران‪/‬يونيه ‪ ،1997‬أصبح المجلس يضم نوابًا ينتمون إلى عشرة أحزاب سياســية و‪11‬‬
‫نائب ـًا مس ــتقًال‪ .‬أم ــا مجلس األم ــة‪ ،‬ال ــذي تم تأسيس ــه في ش ــهر ك ــانون األول‪/‬ديس ــمبر ‪ ،1997‬فه ــو يت ــألف من ‪144‬‬
‫مقعدًا‪ .‬وُينتخب ثلثا أعضاء هذا المجلس من ِقَب ل أعضاء المجالس الشعبية للبلديات والمجــالس الشــعبية للواليــات‪،‬‬
‫بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث اآلخر من األعضاء‪ ،‬أي ‪ 48‬عضوًا‪.‬‬

‫‪ -11‬وينص الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 138‬منه‪ ،‬على استقالل السلطة القضائية‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ -‬اإلطار القانوني العام لحماية حقوق اإلنسان‬


‫ألف ‪ -‬آليات حقوق اإلنسان‬

‫‪ -12‬إن آليات اإلنذار والمراقبة األساسية المتصلة بحقوق اإلنسان قد باتت قائمة في الجزائر اليــوم‪ .‬وُتعــنى هــذه‬
‫اآلليات بالحقوق الفردية‪ ،‬المدنية منها والسياسية‪ ،‬بقدر ما ُتعــنى بــالحقوق الجماعيــة‪ ،‬االقتصــادية منهــا واالجتماعيــة‬
‫والثقافية‪ .‬وهي تقوم على أساس أربع فئات رئيسية من اآلليات التي تعمل متالزمة‪.‬‬

‫‪ -1‬اآلليات السياسية‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 6‬‬

‫‪ -13‬هذه اآلليات تابعة للبرلمان الذي يشكل بمجلسيه‪ ،‬وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪ ،‬المحفــل‬
‫المالئم الذي يتيح للمواطن اإلعراب عن همومه‪ .‬أما المسائل المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬فهي تشغل مكانـًا هامـًا في‬
‫المناقشات وتتولى النظر فيها لجان دائمة منشأة لهذا الغرض في المجلسين‪.‬‬

‫‪ -14‬ويعتبر القــانون األحـزاب السياســية عنصـرًا من العناصــر الــتي تــدخل في تكــوين آليــات تعزيــز حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫فقــانون األح ـزاب السياســية‪ ،‬الصــادر في ‪ 8‬تمــوز‪/‬يوليــه ‪ 1989‬والمعــدل في شــهر آذار‪/‬مــارس ‪ ،1997‬يشــترط على‬
‫األحـ ـزاب أن تعلن صـ ـراحة في نظمه ــا األساس ــية وبرامجه ــا أن من بين أهـ ــدافها ض ــمان الحقـ ــوق الفردي ــة والحري ــات‬
‫األساس ــية‪ .‬حيث تنص الم ــادة ‪ 3‬من الق ــانون الم ــذكور على م ــا يلي‪" :‬يجب على ك ــل ح ــزب سياس ــي أن يمتث ــل في‬
‫ممارسة جميع أنشطته للمبادئ واألغراض اآلتية‪:‬‬

‫احترام الحريات الفردية والجماعية واحترام حقوق اإلنسان؛‬

‫التمسك بالديمقراطية في إطار احترام القيم الوطنية؛‬

‫تبني التعددية السياسية؛‬

‫احترام الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة"‪.‬‬

‫‪ -2‬اآلليات القضائية‬

‫‪ -15‬أنشــأت الدولــة الجزائريــة آليــات قضــائية لضــمان حقــوق الم ـواطن من جهــة‪ ،‬وضــمان حريــة البت للعدالــة من‬
‫جهة أخرى‪ .‬وتحقيقًا لهذه الغاية‪ ،‬يتكــون النظــام القضــائي في الجزائــر ممــا يلي‪( :‬أ) المجلس القضــائي على مســتوى‬
‫الدائرة؛ و(ب) المحكمة على مستوى الوالية؛ و(ج) المحكمة العليا على المستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ -16‬وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد نص الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 152‬منه‪ ،‬على تأســيس مجلس للدولــة يكــون هيئــة ناظمــة‬
‫ألعم ــال الهيئ ــات القض ــائية اإلداري ــة‪ .‬وق ــد ُأنش ــئ ه ــذا المجلس في ‪ 17‬حزي ـران‪/‬يوني ــه ‪ ،1998‬وه ــو يت ــألف من ‪44‬‬
‫عضوًا‪.‬‬

‫‪ -17‬وأخــيرًا‪ ،‬اعتمــد البرلمــان القــانون الخــاص بمحكمــة التنــازل الــتي تتــولى الفصــل في حــاالت تنــازل االختصــاص‬
‫بين المحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬حسب ما نصت عليه المادة ‪ 152‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ -3‬حرية الصحافة‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 7‬‬

‫‪ -18‬يعتبر القانون الحق في حرية اإلعالم وحرية الصحافة آليـًة أساســيًة لرصــد حقــوق األف ـراد وحمايتهــا‪ .‬وفي هــذا‬
‫الصدد‪ ،‬جعل التطور الالفت الذي شهدته الصحافة في الجزائر من هذا الحق وسيلة فعلية لتأمين الحمايــة الجماعيــة‬
‫لحقــوق اإلنســان‪ .‬وتوجــد حالي ـًا ‪ 25‬صــحيفة يوميــة في الجزائــر‪ ،‬ثمــاٍن منهــا تابعــة للقطــاع العــام للدولــة‪ ،‬وســبع عشــرة‬
‫منها تابعة للقطاع الخاص أو لألحزاب‪ .‬والعدد اإلجمالي للنسخ المطبوعة يوميـًا يبلــغ‪ ،‬في المتوســط‪ ،‬مليــون نســخة‪.‬‬
‫أم ــا المجالت األس ــبوعية فع ــددها ‪ 43‬مجل ــة وتطب ــع منه ــا‪ ،‬في المع ــدل الع ــام‪ 1.4 ،‬ملي ــون نس ــخة أس ــبوعيًا‪ .‬وأخ ــيرًا‪،‬‬
‫توجد ‪ 20‬مجلــة دوريــة أخــرى‪ ،‬نصــف شــهرية أو شــهرية‪ ،‬تطبــع منهــا شــهريًا ‪ 300 000‬نســخة في اإلجمــال‪ .‬ويقــدر‬
‫مجموع عدد القراء بنحو ‪ 9‬ماليين قارئ في األسبوع‪.‬‬

‫‪ -19‬وخالفـ ـ ـًا لم ـ ــا أف ـ ــادت ب ـ ــه بعض وس ـ ــائط اإلعالم‪ ،‬لم تتم إدان ـ ــة أي ص ـ ــحفي جزائ ـ ــري بتهم ـ ــة تتعل ـ ــق بآرائ ـ ــه‪.‬‬
‫والحاالت الوحيدة المســجلة تتعلــق بقضــايا تخص دعــاوى مرفوعــة بتهمــة القــذف أو بنشــر أخبــار كاذبــة‪ .‬وأخــيرًا‪ ،‬فــإن‬
‫وق ــف إص ــدار بعض منش ــورات الص ــحافة الوطني ــة ُيع ــزى ع ــادًة إلى منازع ــات قض ــائية تجاري ــة م ــع دور الطباع ــة أو إلى‬
‫اإلفالس على غرار ما يحصل في أماكن أخرى‪.‬‬

‫‪ -20‬وتعتــبر الصــحافة في الجزائــر‪ ،‬بــاعتراف المنظمــات الدوليــة أنفســها‪ ،‬من أكــثر الصــحافات تمتع ـًا بالحريــة في‬
‫العــالم الثــالث‪ .‬واالتحــاد الــدولي للصــحفيين معتمــد في الجزائــر‪ ،‬الــتي تشــترك في عضــوية مجلســه التنفيــذي‪ .‬ويتخــذ‬
‫مكتب االتحاد لمنطقة شمال أفريقيا مدينة الجزائر مقرًا له‪.‬‬

‫‪ -21‬ومنذ إنجاز العملية المؤسســية الــتي زودت الجزائــر بجميــع الصــكوك القانونيــة المتصــلة بتصـريف شــؤون دولــة‬
‫الق ــانون بش ــكل ديمقـ ـراطي‪ ،‬لم ترف ــع أي دع ــوى ض ــد أي من منش ــورات الص ــحافة‪ ،‬ح ــتى وإن ك ــانت بعض ح ــاالت‬
‫"الق ــذف والش ــتم المتك ــررين" ال ــتي ت ــورطت فيه ــا ص ــحف معَّين ــة ت ــبرر تمام ـًا اللج ــوء إلى المح ــاكم ل ــرد االعتب ــار‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬أن القيود التي فرضت في وقت معين على تناول المعلومات األمنية قد رفعت اآلن‪.‬‬

‫‪ -22‬وإضــافة إلى ذلــك‪ ،‬فــإن الصــحفيين األجــانب ُيعتمــدون بصــورة منتظمــة في الجزائــر‪ .‬ويتم ذلــك في إطــار آليــة‬
‫محــَّددة تــتيح بدرجــة أكــبر من المرونــة والســرعة في معالجــة الطلبــات‪ .‬ومــا يثبت ســهولة دخــول الصــحفيين األجــانب‬
‫الجزائــر أن عــدد الصــحفيين األجــانب المقيمين في الجزائــر بلــغ ‪ 1 200‬صــحفي في عــام ‪ ،1997‬و‪ 626‬صــحفيًا‬
‫في عام ‪ . 1998‬ولم تمنع المقاالت السلبية‪ ،‬بل والمغرضة أحيانًا‪ ،‬التي كتبها بعضهم‪ ،‬أصحاب هذه المقاالت من‬
‫اإلقامة في الجزائر عدة مرات‪.‬‬

‫‪ -4‬اآلليات المخصصة للجمعيات والنقابات‬

‫‪ -23‬ازدهــرت حركة الجمعيات ازدهارًا كبيرًا منذ عام ‪ .1988‬فيوجــد اآلن على الصــعيد الوطــني قرابــة ‪50 000‬‬
‫جمعية تمارس أنشطتها في ميادين مختلفة‪ .‬ويولي الدستور الجزائري مكانة هامــة لحريــة إنشــاء جمعيــات للــدفاع عن‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 8‬‬

‫حقــوق اإلنســان‪ .‬فتضــمن المــادة ‪ 32‬منــه الــدفاع عن هــذه الحقــوق فرديـًا أو جماعيـًا‪ ،‬بينمــا تحــدد المــادة ‪ 41‬نطــاق‬
‫التطبيق‪ :‬كحرية التعبــير وحريــة إنشــاء الجمعيــات وحريــة االجتمــاع‪ .‬وتشــمل حريــة إنشــاء الجمعيــات‪ ،‬بــالطبع‪ ،‬المجــال‬
‫السياســي‪ ،‬ولكنهــا تشــمل أيض ـًا حمايــة حقــوق فئــات معينــة كــالمرأة‪ ،‬والطفــل‪ ،‬والمرضــى‪ ،‬والمعــوقين‪ ،‬والمســتهلكون‪،‬‬
‫والمســتفيدون من الخــدمات العامــة‪ .‬وتشــجع الســلطات العامــة نشــاط الجمعيــات بمنحهــا إياهــا شــتى أنـواع اإلعانــات‬
‫والتسهيالت‪.‬‬

‫‪ -24‬وبات لدى أغلبية الجمعيات نظــام أساســي وقاعــدة ونشــاط بمــا يــتيح لهــا االنخـراط في شــبكات الجمعيــات‬
‫الدولية‪ .‬ومن الجمعيات التي باتت ناشطة بوجه خاص الجمعيات المعنية بتعزيز حقوق المرأة أو التعليم أو مكافحة‬
‫األمية‪.‬‬

‫‪ -25‬وقد أعاد الدستور تأكيد الحرية النقابية التي نظمها القانون الصــادر في ‪ 21‬كــانون األول‪/‬ديســمبر ‪.1991‬‬
‫وترد معلومات أكثر تفصيًال في هذا الصدد في المادة ‪ 8‬من الجزء الثاني من هذا التقرير‪.‬‬

‫‪ -5‬اآلليات األخرى للدفاع عن حقوق اإلنسان وتعزيزها‬

‫‪ -26‬إن الجزائ ــر‪ ،‬نتيجـ ـًة النفتاحه ــا على التعددي ــة السياس ــية وانض ــمامها إلى الص ــكوك الدولي ــة الخاص ــة بحق ــوق‬
‫اإلنس ــان‪ ،‬ق ــد ق ــررت‪ ،‬بن ــاء على توص ــيات األمم المتح ــدة وأس ــوة ببل ــدان أخ ــرى‪ ،‬أن تس ــتحدث مرص ــدًا وطني ـًا لحق ــوق‬
‫اإلنس ــان ُأنش ــئ بم ــوجب المرس ــوم الرئاس ــي رقم ‪ 72 -92‬الص ــادر في ‪ 22‬ش ــباط‪/‬ف ــبراير ‪ .1992‬والمرص ــد الوط ــني‬
‫لحقوق اإلنسان مؤسسة عامة غير حكوميــة قائمــة على تعادليــة التمثيــل (أعضــاؤها منتخبــون معينــون)‪ ،‬ويشــرف عليهــا‬
‫رئيس الجمهورية وتتمتع باالستقالل اإلداري والمالي وال تخضع لرقابة الوزارات‪ ،‬وهو هيئة لرصد وتقــييم مــدى مراعــاة‬
‫ه ــذه الحق ــوق‪ .‬وه ــو يــؤدي ل ــدى الس ــلطات العام ــة دور المستش ــار في شــؤون حق ــوق اإلنس ــان‪ .‬وم ــع أن دور المرصــد‬
‫استشاري بحت‪ ،‬فهو مخَّو ل والية واسعة للغاية‪ ،‬إذ إنها تشمل ما يلي‪:‬‬

‫تعزيز حقوق اإلنسان بموجب المبادئ المنصوص عليها في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) رص ــد وتق ــييم تنفي ــذ األحك ــام المتص ــلة بحق ــوق اإلنس ــان والمنص ــوص عليه ــا في االتفاقي ــات الدولي ــة‬
‫التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬ورصد وتقييم أحكام الدستور‪ ،‬والقوانين واللوائح؛‬

‫اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات عندما يثبت له وقوع انتهاكات لحقوق اإلنسان أو يبَّلغ بوقوعها؛‬ ‫(ج)‬

‫إعداد عرض سنوي لحالة حقوق اإلنسان في البلد ورفعه إلى رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫(د)‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 9‬‬

‫‪ -27‬ويقــوم المرصــد بأنشــطة للتوعيــة بمبــادئ حقــوق اإلنســان المنصــوص عليهــا في التش ـريعات الوطنيــة والصــكوك‬
‫القانوني ــة الدولي ــة ولنش ــر ه ــذه المب ــادئ‪ .‬وه ــو ُيص ــدر‪ ،‬في ه ــذا الص ــدد‪ ،‬مجل ــة عن حق ــوق اإلنس ــان تص ــدر ك ــل ثالث ــة‬
‫أشــهر‪ ،‬ونشــرة إخباريــة‪ ،‬ونشــرة إعالميــة داخليــة خاصــة بأنشــطته‪ .‬ولكن‪ ،‬في الواقــع‪ ،‬أصــبح المرصــد الــذي كلــف‪ ،‬في‬
‫بــادئ األمــر‪ ،‬بــأن يكــون "مستشــارًا لــدى الســلطات العامــة" فيمــا يتعلــق بمشــاكل حقــوق اإلنســان‪ ،‬قــد بــات يضــطلع‬
‫أكثر فأكثر بأنشطة الوسيط بين السلطات العامة واألفراد لتفادي تحول المنازعات في كل مرة إلى دعاوى قضائية‪.‬‬

‫المعاهدات الدولية والنظام الداخلي‬ ‫باء‪-‬‬

‫‪ -28‬إن االلتزامــات الدوليــة الــتي تعهــدت بهــا الجزائــر لهــا األســبقية على القــانون الوطــني‪ .‬وعليــه‪ ،‬أكــد المجلس‬
‫الدس ـ ــتوري‪ ،‬في قـ ـ ـرار م ـ ــؤرخ ‪ 20‬آب‪/‬أغس ـ ــطس ‪ ،1989‬المب ـ ــدأ الدس ـ ــتوري ال ـ ــذي مف ـ ــاده أن المعاه ـ ــدات الدولي ـ ــة‬
‫المص ــادق عليه ــا له ــا األس ــبقية على الق ــانون ال ــداخلي‪ .‬وينص ه ــذا القـ ـرار حرفي ــا على أن‪" :‬ت ــدرج ك ــل اتفاقي ــة‪ ،‬بع ــد‬
‫التصــديق عليهــا ومنــذ نشــرها‪ ،‬في القــانون الوطــني وتكتســب‪ ،‬تطبيق ـًا للمــادة ‪ 132‬من الدســتور‪ ،‬ســلطانًا يســمو على‬
‫سلطان القانون‪ ،‬بما يسمح لكل مواطن جزائري باالستناد إليهــا أمــام الهيئــات القضــائية"‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فــإن لجــوء األفـراد‬
‫إلى آلي ــات الحماي ــة ال ــتي وض ــعتها اللجن ــة المعني ــة بحق ــوق اإلنس ــان أو لجن ــة مناهض ــة التع ــذيب يص ــبح مقب ـوًال ح ــال‬
‫استنفاد سبل التظلم المحلية المتاحة‪.‬‬

‫‪ -29‬وتـ ــولي السـ ــلطات الجزائريـ ــة‪ ،‬كمـ ــا يـ ــولي المرصـ ــد الوطـ ــني لحقـ ــوق اإلنسـ ــان والجمعيـ ــات‪ ،‬وكـ ــذلك وسـ ــائط‬
‫اإلعالم‪ ،‬اهتمام ـًا كبــيرًا إلمكانيــات التظلم المتاحــة أمــام اآلليــات الدوليــة‪ .‬والواقــع أن المواطــنين الجزائ ـريين ومحــاميهم‬
‫يكتفون على ما يبدو بسبل التظلم الداخلية العديدة المتاحة لهم (المحاكم والمرصد الوطني لحقوق اإلنسان)‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬اإلعالم والدعاية‬


‫‪ -30‬لق ــد حظيت مص ــادقة الجزائ ــر على الص ــكوك الدولي ــة الخاص ــة بحق ــوق اإلنس ــان بدعاي ــة كب ــيرة في وس ــائط‬
‫اإلعالم الوطني ــة إب ــان ع ــرض الص ــكوك على المجلس الوط ــني للنظ ــر فيه ــا واعتماده ــا‪ .‬ونش ــرت جمي ــع النص ــوص ال ــتي‬
‫صودق عليها في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -31‬وإضــافة إلى النــدوات والحلقــات الدراســية الــتي ُتعقــد بانتظــام عن هــذا الموضــوع‪ ،‬فــإن االحتفــال بيــوم حقــوق‬
‫اإلنســان في ‪ 10‬كــانون األول‪/‬ديســمبر من كــل عــام هــو كــذلك بمناســبة متجــددة أخــرى من أجــل التعريــف بمختلــف‬
‫الصكوك الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان التي انضمت إليها الجزائر‪ .‬كمــا أن يــومي ‪ 8‬آذار‪/‬مــارس و‪ 1‬حزيـران‪/‬يونيــه‬
‫من كل عام هما من المناسبات المتجددة التي تتيح إعادة تأكيد مكانة المرأة والطفل ودورهما في المجتمع‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 10‬‬

‫‪ -32‬وفي الجامعات فإن البرنامج التعليمي الــذي كــان يــدرس في كليــات الحقــوق تحت عنـوان "الحريــات العامــة"‬
‫ق ــد أدرج من جدي ــد بمض ــمون مس ــتكمل يـ ـراعي م ــا اس ــتجد من تط ــورات دولي ــة وانض ــمام دول إض ــافية إلى ص ــكوك‬
‫حقوق اإلنسان الدولية‪ .‬وشرعت بعض الجامعات (جامعات وهران وتيزي أوزو وعنابــة مثًال) في وضــع بـرامج تعليميــة‬
‫خاصة‪ .‬وتدرس حقــوق اإلنســان للطالب في المعهــد الوطــني للقضــاة والمعهــد العــالي للشــرطة والمعهــد الوطــني إلدارة‬
‫السجون‪.‬‬

‫‪ -33‬وقد استحدث كرسي اليونيسكو لحقوق اإلنسان في جامعة وهران‪ .‬ويستهدف هذا الجهاز التعليمي‪ ،‬الذي‬
‫باشـ ــر أعمالـ ــه في شـ ــهر كـ ــانون األول‪/‬ديسـ ــمبر ‪ ،1995‬تنظيم وتعزيـ ــز نظـ ــام متكامـ ــل لألبحـ ــاث والتـ ــدريب واإلعالم‬
‫والتوثيق في ميدان حقوق اإلنسان‪ .‬وهو يعتزم استحداث أستاذية متخصصة "بموضــوع حقــوق اإلنســان"‪ .‬وتنَّظم أيــام‬
‫ت ــدارس في حق ــوق اإلنس ــان والق ــانون اإلنس ــاني بص ــورة منتظم ــة‪ ،‬وق ــد تم نش ــر م ــا ج ــرى من أعم ــال خالله ــا‪ .‬ويق ــوم‬
‫المرصـ ــد الوطـ ــني لحقـ ــوق اإلنسـ ــان‪ ،‬من جهتـ ــه‪ ،‬بنشـ ــر مبـ ــادئ حقـ ــوق اإلنسـ ــان الـ ــتي تتضـ ــمنها التش ـ ـريعات الوطنيـ ــة‬
‫والص ــكوك الدولي ــة ال ــتي انض ــمت إليه ــا الجزائ ــر‪ .‬ويق ــوم الجه ــاز الم ــذكور بعملي ــة النش ــر بص ــورة رئيس ــية عن طري ــق م ــا‬
‫يصدره من مجالت وعن طريق تنظيم ورعاية الحلقات الدراسية والمعارض وأيام التدارس مع الجمعيات‪.‬‬

‫‪ -34‬وتمــر الجزائــر منــذ بدايــة العقــد بمرحلــة انتقاليــة ذات بعــدين‪ .‬وهي مرحلــة للتحــول إلى الديمقراطيــة التعدديــة‬
‫واالقتصاد السوقي؛ وترافق هذا التحــول المعقــد بعض الصــعوبات الــتي تعــود بصــفة رئيســية إلى حالــة االقتصــاد الوطــني‬
‫وإلى الظ ــروف االقتص ــادية الدولي ــة غ ــير المؤاتي ــة‪ .‬وق ــد ش ــكلت ه ــذه الص ــعوبات االقتص ــادية ترب ــة خص ــبة لالحتج ــاج‬
‫حاولت بعض القوى اســتغاللها لالعــتراض على عمليــة التغيــير الــتي يمــر بهــا البلــد‪ ،‬بمــا في ذلــك اللجــوء إلى األعمــال‬
‫اإلرهابيــة‪ .‬وللتص ــدي لهــذا الوضــع‪ ،‬ق ــررت الس ــلطات العام ــة في الجزائــر إعالن حال ــة الط ـوارئ في شــهر شــباط‪/‬ف ــبراير‬
‫‪ .1992‬وحــتى وإن كــانت حالــة الط ـوارئ قــد فرضــت بعض القيــود على ممارســة الحقــوق والحريــات العامــة‪ ،‬فهي لم‬
‫تعلق التزامات الدولة بضمان ممارسة حريات المواطن األساسية المنصوص عليها في النظام الدســتوري الــداخلي وفي‬
‫االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪ .‬وكــذلك‪ ،‬فــإن اجـراءات الحفــاظ على كــانت النظــام العــام والــدفاع عن‬
‫األشخاص وحماية الممتلكات المعرضة لخطر اإلرهاب‪ ،‬كانت تتخذ دائمًا في إطــار القــانون ومــع مراعــاة االلتزامــات‬
‫الناجم ــة عن مختل ــف الص ــكوك الدولي ــة‪ .‬وت ــرمي ه ــذه اإلجـ ـراءات إلى ترس ــيخ س ــيادة الق ــانون وإيج ــاد األوض ــاع ال ــتي‬
‫أتاحت إضفاء طابع الشرعية على المؤسسات عن طريق إعادة االقتراع العام الحر والتعــددي والــديمقراطي حق ـًا‪ ،‬وهــو‬
‫ما شهدته الجزائر في عام ‪ 1995‬وعام ‪ 1996‬وعام ‪ 1997‬وفي عام ‪.1999‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 11‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫معلومات خاصة بأحكام العهد األساسية‬

‫المادة ‪1‬‬

‫حق الشعوب في تقرير المصير‬

‫‪ -35‬أقــرت الجزائــر كمبــدأ دســتوري مبــدأ التضــامن مــع "جميــع الش ــعوب الــتي تكــافح من أجــل التحــرر السياســي‬
‫واالقتص ــادي والح ــق في تقري ــر المص ــير وض ــد ك ــل تمي ــيز عنص ــري" (الم ــادة ‪ 27‬من الدس ــتور)‪ .‬ويرتب ــط ه ــذا الج ــانب‬
‫تاريخيًا بالكفاح الذي خاضه الشعب الجزائري في سبيل استعادة استقالله وبدعمه الثابت للشــعوب الــتي تناضــل في‬
‫سبيل استقاللها‪ .‬كما تسعى الدبلوماسية الجزائرية إلى "دعم التعــاون الــدولي وتنميــة العالقــات الوديــة بين الــدول على‬
‫أس ــاس المس ــاواة والمص ــلحة المتبادل ــة وع ــدم الت ــدخل في الش ــؤون الداخلي ــة" (الم ــادة ‪ .)28‬وك ــذلك ينص الدس ــتور‬
‫صراحًة على أن على زعماء البلد "أن يمتنعوا عن اللجوء إلى الحرب من أجل المساس بالســيادة المشــروعة للشــعوب‬
‫األخرى وحريتها" (المادة ‪.)26‬‬

‫‪ -36‬وأدت ه ــذه العناص ــر في دس ــتور ‪ 28‬تشـ ـرين الث ــاني‪/‬نوفم ــبر ‪ 1996‬إلى إدراج مب ــدأ التض ــامن الم ــذكور في‬
‫الم ــادة ‪ 27‬بوص ــفه مس ــتحقًا فق ــط "للش ــعوب واألق ــاليم المس ــتعمرة" المعني ــة بق ـرار الجمعي ــة العام ــة ‪( 1514‬د‪)15-‬‬
‫الم ــؤرخ ‪ 14‬ك ــانون األول‪/‬ديس ــمبر ‪ .1960‬وفي ه ــذا اإلط ــار‪ ،‬اس ــتمرت الجزائ ــر في تق ــديم مس ــاعدتها إلى الش ــعوب‬
‫الــتي تكــافح في ســبيل تحررهــا الوطــني‪ ،‬خاصــة شــعب فلســطين وشــعب الصــحراء الغربيــة‪ .‬وفي الــوقت ذاتــه‪ ،‬واصــلت‬
‫الحكومة الجزائرية سياستها النشطة والطوعية الداعمة للتدابير الرامية إلى مكافحة جميع أشكال التمييز السياســي أو‬
‫العنصري أو الديني على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫المادة ‪2‬‬

‫التزامات الدول األطراف‬

‫‪ -37‬مذ حصــلت الجزائــر على اســتقاللها والمش ـِّرع يـراعي مبــدأ عــدم التميــيز بين المواطــنين بحــذافيره‪ .‬وممــا ييّس ر‬
‫تطبيق هذه القاعدة أن الممارسات التمييزية مجهولة في أعراف المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪ -38‬ويحظ ــر الدس ــتور‪ ،‬في مادتي ــه ‪ 27‬و‪ ،42‬ك ــل تمي ــيز على أس ــاس العنص ــر أو اللغ ــة أو ال ــدين‪ .‬ويق ــوم ك ــل من‬
‫القانون المدني وقانون العقوبات وقانون اإلجـراءات الجنائيــة وقــانون االنتخابــات ومختلــف القـوانين الخاصــة (التجــارة‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 12‬‬

‫واإلعالم والصحة والجمارك وغير ذلك) على مبــدأ المســاواة بين المواطــنين‪ .‬ولم يعتــبر المجلس الدســتوري أي حكم‬
‫من أحكامها مخًال بــروح أو نص العهــد الــدولي الخــاص بــالحقوق االقتصــادية واالجتماعيــة والثقافيــة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة‬
‫إلى أن هذا المجلس مكلف خصوصًا بمراقبة تطابق القوانين مــع الدســتور ومــع االتفاقيــات الدوليــة الــتي وقعت عليهــا‬
‫الجزائــر‪ ،‬ومنــع كــل انتهــاك لمبــدأ المســاواة بين المواطــنين والتحقــق من أن القواعــد التش ـريعية والتنظيميــة المطبقــة على‬
‫األجانب متمشية مع أحكام الدستور ومع االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪.‬‬

‫‪ -39‬ومن الج ــدير بال ــذكر أيض ـًا أن انض ــمام الجزائ ــر إلى الص ــكوك الدولي ــة الخاص ــة بحق ــوق اإلنس ــان‪ ،‬ومن بينه ــا‬
‫العهد الــدولي الخــاص بــالحقوق االقتصــادية واالجتماعيــة والثقافيــة‪ ،‬وأن التعــاون القــائم مــع الهيئــات المنشــأة بمــوجب‬
‫المعاهدات وغيرها من الهيئات قد أسهمت في تفهم حقوق اإلنسان تفهمًا أفضل‪.‬‬

‫المادة ‪3‬‬

‫المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة‬

‫‪ -40‬ألغت الجزائر التدابير التشريعية والتنظيمية التمييزية فور إحرازهــا االســتقالل‪ .‬والمبــدأ الــذي يقضــي بالمســاواة‬
‫بين جميــع المواطــنين في الحق ــوق والواجبــات وفي الحمايــة القانونيــة ه ــو مبــدأ مك ــرس في الم ــادة ‪ 29‬من الدســتور‪.‬‬
‫والتشـ ـريع الجزائ ــري ال ــذي يأخ ــذ في االعتب ــار إلى ح ــد كب ــير أحك ــام الص ــكوك الدولي ــة يق ــوم على مب ــدأ ع ــدم التمي ــيز‬
‫المذكور‪.‬‬

‫‪ -41‬ومب ــدأ المس ــاواة بين الجنس ــين مك ــرس في المـ ـواد ‪ 29‬و‪ 31‬و‪ 33‬و‪ 34‬و‪ 36‬و‪ 51‬من الدس ــتور‪ .‬وتج ــدر‬
‫اإلشارة في هذا الصدد إلى أن المرأة‪ ،‬شأنها شأن الرجل‪:‬‬

‫تتاح لها إمكانية شغل جميع الوظائف العامة؛‬ ‫‘‪‘1‬‬

‫َتْنَتِخ ُب وتختار المرشحين لالنتخابات عن طريق االقتراع؛‬ ‫‘‪‘2‬‬

‫يجوز أن ترشح نفسها لجميع االنتخابات‪ ،‬بما فيها انتخابات رئيس الجمهورية؛‬ ‫‘‪‘3‬‬

‫يجوز لها أن تؤسس حزبًا أو جمعية أو نقابة وتولي إدارتها وتمثيلها؛‬ ‫‘‪‘4‬‬

‫يجوز لها أن تعرب عن آرائها بحرية وبجميع الوسائل؛‬ ‫‘‪‘5‬‬

‫يجوز لها أن تعقد اجتماعات وتنظم مظاهرات؛‬ ‫‘‪‘6‬‬


‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 13‬‬

‫تتاح لها إمكانية الوصول إلى المحاكم وإلى أي هيئة قضائية أخرى؛‬ ‫‘‪‘7‬‬

‫تقيم وتتنقل بحرية داخل البلد وخارجه؛‬ ‫‘‪‘8‬‬

‫تستفيد من جميع الخدمات االجتماعية التي تنص عليها التشريعات؛‬ ‫‘‪‘9‬‬

‫‘‪ ‘10‬يتاح لها التعليم االبتدائي والمتوسط والثانوي والعالي؛‬

‫‘‪ ‘11‬تستفيد من دورات التدريب المهني في جميع الفروع‪ ،‬بما فيها الفروع المخصصة للرجال عادة؛‬

‫‘‪ ‘12‬تستفيد من الرعاية الصحية‪ ،‬الوقائية منها والعالجية؛‬

‫‘‪ ‘13‬يجوز لها إبرام العقود بجميع أنواعها؛‬

‫‘‪ ‘14‬تس ـ ـ ــتفيد من الق ـ ـ ــروض أو من أي ش ـ ـ ــكل مماث ـ ـ ــل من أش ـ ـ ــكال التس ـ ـ ــليف وفقـ ـ ـ ـًا لم ـ ـ ــا تنص علي ـ ـ ــه‬
‫التشريعات‪ .‬وال يميز القانون أبدًا في منح القروض المصرفية أو المضمونة برهن عقاري؛‬

‫‘‪ ‘15‬تتاح لها فرص العمل وتستفيد من ضمانات التطور في الحياة المهنية والترقية؛‬

‫‘‪ ‘16‬تتقاضــى أج ـرًا مم ــاثًال ألجــر الرجــل وُتمنح وقت الراحــة الق ــانوني وتتقاضــى مرتب ـًا تقاع ــديًا على ق ــدم‬
‫المساواة مع الرجل‪.‬‬

‫‪ -42‬ويتجلى عـ ــدم التميـ ــيز في قطاعـ ــات رئيسـ ــية ثالثـ ــة‪ ،‬هي‪ ،‬على سـ ــبيل المثـ ــال‪ ،‬التعليم والقضـ ــاء والخـ ــدمات‬
‫الصحية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫التعليم‪ :‬ت ــتراوح نس ــبة اإلن ــاث الي ــوم بين ‪ 45‬في المائ ــة و‪ 48‬في المائ ــة من مجم ــوع ع ــدد الطالب‬ ‫(أ)‬
‫في مراحـ ــل التعليم االبتـ ــدائي والمتوسـ ــط والثـ ــانوي والجـ ــامعي‪ .‬كمـ ــا أن النسـ ــاء يشـ ــكلن ‪ 43‬في المائـ ــة من مجمـ ــوع‬
‫المعلمين في المرحلة االبتدائية (تصل هذه النسبة إلى ‪ 82‬في المائة من مجمــوع عــدد المعلمين في المــدن الخمس‬
‫الكــبرى‪ ،‬وهي الجزائــر ووه ـران وقســنطينة وعنابــة وســطيف)‪ ،‬ويشــكلن ‪ 45‬في المائــة من مجمــوع ع ــدد المعلمين في‬
‫المرحل ــة المتوس ــطة (‪ 71‬في المائ ــة في الم ــدن الم ــذكورة)‪ ،‬و ‪ 33‬في المائ ــة في المرحل ــة الثانوي ــة (‪ 61‬في المائ ــة في‬
‫المدن المذكورة)‪ .‬وعلى األجل الطويل‪ ،‬فإن تغير القوانين‪ ،‬أيًا كان تواتره‪ ،‬سيواكب هذا التطور حتمًا؛‬

‫(ب) العدال ــة‪ :‬يوج ــد بين القض ــاة‪ ،‬ال ــذين يبلـ ــغ ع ــددهم ‪ 2 510‬قض ــاة‪ 667 ،‬قاض ــية‪ ،‬أي م ــا نسـ ــبته‬
‫‪ 26.57‬في المائـ ــة من عـ ــدد القضـ ــاة اإلجمـ ــالي‪ .‬وفي مجلس الدولـ ــة‪ ،‬الـ ــذي تم تشـ ــكيله في شـ ــهر حزي ـ ـران‪/‬يونيـ ــه‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 14‬‬

‫‪ ،1998‬يوجــد ‪ 16‬ام ـرأة بين القضــاة الــذين يتــألف منهم المجلس والــذين يبلــغ عــددهم ‪ 34‬قاضــيًا وقاضــية‪ .‬وأخــيرًا‬
‫ت ــبين مس ــابقات القب ــول لالنتس ــاب إلى هيئ ــة القض ــاة خالل الس ــنوات القليل ــة الماض ــية أن ــه‪ ،‬بين دفع ــات المرش ــحين‬
‫المقبولين البالغ عددهم ‪ 200‬مرشح يوجد ‪ 110‬نساء في المتوسط‪ .‬وتنم هذه النسبة عن مراعاة مبــدأ عــدم التميــيز‬
‫بين الرجال والنساء؛‬

‫(ج) الخدمات الصحية‪ :‬تكشف احصاءات القطاع الطبي والصيدلي عن ازدياد مستمر في عــدد النســاء‬
‫العامالت في هذا القطاع‪ .‬وتقدر نسبة النساء العامالت في هذه المهن بزهــاء ‪ 51‬في المائــة في عــام ‪1996‬؛ وهي‬
‫تبلغ ‪ 36‬في المائة فيما يتعلق باألطباء في المستشفيات والجامعات‪ ،‬و‪ 46.7‬فـي المائـة بـين األطبــاء األخصــائيين‪،‬‬
‫و‪ 48.6‬في المائ ــة بين ممارس ــي الطب الع ــام‪ .‬وتبل ــغ ه ــذه النس ــبة ‪ 64.4‬في المائ ــة بين جـ ـراحي طب األس ــنان‪ ،‬و‬
‫‪ 65.4‬في المائة بين الصيادلة‪.‬‬

‫‪ -43‬وتستفيد المرأة العاملة المتزوجة من الضمان االجتماعي الــذي تحصــل عليــه بوصــفها مســاهمة فيــه‪ .‬وال يــؤثر‬
‫وض ــعها الع ــائلي ب ــأي بش ــكل في حقه ــا في الحص ــول على الض ــمان االجتم ــاعي‪ .‬وال يوج ــد‪ ،‬أي حكم ق ــانوني يمن ــع‬
‫المرأة المتزوجة من العمل‪ .‬وتنص المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 11 -90‬الصــادر في ‪ 21‬شــباط‪/‬فــبراير ‪ 1990‬بشــأن‬
‫عالق ــات العم ــل‪ ،‬على حظ ــر ك ــل تمي ــيز ق ــائم على أس ــاس الوض ــع الع ــائلي للمـ ـرأة‪ .‬ب ــل وأك ــثر من ذل ــك‪ ،‬تت ــاح للمـ ـرأة‬
‫تسهيالت أخرى مثل إمكانية طلب اإلحالة على االســتيداع من أجــل تربيــة طفــل دون ســن ‪ 5‬أعـوام أو للعنايــة بطفــل‬
‫معَّو ق‪.‬‬

‫‪ -44‬وفيمــا يتعلــق بــالتعيين‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلى أن القــانون ينص على تكــافؤ فــرص العمــل دون تميــيز بين الرجــل‬
‫والمـ ـرأة‪ .‬وعلى س ــبيل المث ــال‪ ،‬ف ــإن التعيين ــات ال ــتي ج ــرت في ع ــامي ‪ 1996‬و‪ 1997‬لش ــغل وظ ــائف في الخدم ــة‬
‫العام ــة‪ ،‬ت ــدل على هيمن ــة اإلن ــاث بص ــورة واض ــحة‪ ،‬فق ــد بلغت نس ــبتهن ‪ 65‬في المائ ــة و‪ 58‬في المائ ــة على الت ـوالي‪.‬‬
‫ومن الجــدير بالتــذكير أنــه ُيشــترط على المـرأة اســتئذان زوجهــا من أجــل الحصــول على عمــل‪ .‬ويطلب إلى المـرأة وإلى‬
‫الرجل توفير المستندات ذاتها من أجل فتح ملف إداري‪.‬‬

‫‪ -45‬وينص القانون على المساواة في األجور‪ ،‬ويطبق هــذا القــانون بحــذافيره على أرض الواقــع‪ ،‬سـواء في القطــاع‬
‫العام أو في القطاع الخاص‪ .‬ويشرف مفتش العمل على تطبيقه‪.‬‬

‫المادتان ‪ 4‬و‪5‬‬

‫تقييد الحقوق المكرسة في العهد‬


‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 15‬‬

‫‪ -46‬إن التــدابير المتخ ــذة بم ــوجب حال ــة الط ـوارئ ال تــؤثر بــأي شــكل في إعم ــال أحك ــام العهــد ال ــدولي الخ ــاص‬
‫بــالحقوق االقتصــادية واالجتماعيــة والثقافيــة‪ .‬فلقــد كــان المـواطن الجزائــري يتمتــع دائمـًا بكامــل الحقــوق المعــترف بهــا‬
‫في العهــد بــالرغم من ج ـرائم اإلرهــابيين‪ .‬وكــان اإلرهــاب‪ ،‬من كافــة وجهــات النظــر‪ ،‬من العوامــل الرئيســية الــتي أعــاقت‬
‫إعمال العهد‪ .‬فالمجرمون اإلرهاببون الذين زرعوا الــرعب في قلــوب الســكان لم يرتكبـوا أفعــاًال شــنيعة وفظيعــة باغتيــال‬
‫المواطنين فحسب‪ ،‬بل راحوا يدمرون الهياكل األساسية االقتصادية والثقافية واإلدارية‪ ،‬بل والمستشفيات أيضًا‪.‬‬

‫‪ -47‬وتظهر النتائج التي أسفرت عنها هذه األعمال الوحشية والشنيعة في األضرار الجسيمة التي حــالت إلى حــد‬
‫كبــير دون التمكن من إعمــال العهــد‪ .‬ولقــد اســتهدفت األعمــال اإلرهابيــة الممتلكــات العامــة في جميــع القطاعــات‪.‬‬
‫وسعى من كان وراءهــا إلى تطــبيق اســتراتيجية تــدمير منتظم يســتهدف أركــان الدولــة الجزائريــة وهياكلهــا األساســية (من‬
‫وحدات اقتصادية ومدارس وبلديات ومراكز صحية ومكاتب بريد)‪ .‬وتصــدت الســلطات العامــة لــذلك وأعــدت بســرعة‬
‫كبيرة ردًا فعليًا على الصعيدين العملي والقانوني بغية تأمين حماية فعالة للممتلكات‪.‬‬

‫‪ -48‬وتعـَّر ض قطــاع التعليم والتــدريب لمــا مجموعــه ‪ 914‬فعًال من أفعــال التــدمير أو التخـريب ضــد المــدارس‪ ،‬وال‬
‫سيما في المناطق الريفية‪ ،‬وضد المدارس المتوسطة والثانوية ومراكز التــدريب المهــني‪ .‬إال أنــه تم تصــليح جميــع هــذه‬
‫الهياكــل األساســية بس ــرعة كبــيرة نس ــبيًا لوضــعها تحت تصــرف التالميــذ‪ ،‬وتجــاوزت تكــاليف ذلــك ثالثــة مليــارات من‬
‫الدنانير الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -49‬وفي قطاع االقتصاد اإلنتاجي‪ ،‬تم تسجيل ‪ 706‬من األفعــال التخريبيــة‪ ،‬والســيما الحرائــق اإلجراميــة‪ .‬وكــانت‬
‫المؤسسات العامة المحلية هي األكثر تعرضًا لهذه األفعال واألكثر تضررًا من جّرائها‪ .‬وتصديًا لهذه الحالــة‪ ،‬وضــعت‬
‫الدولــة تــدابير تــرمي إلى حمايــة مصــادر الطاقــة ومحطــات ضــخ الميــاه وتبــديل أب ـراج األســالك الكهربائيــة والمحــوالت‬
‫والمعدات كلما تعرضت للتدمير‪ .‬وبلغت تكاليف ذلك ‪ 2.3‬من مليارات الدنانير الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -50‬ولم ينج كـ ــذلك قطـ ــاع الهياكـ ــل األساسـ ــية الرئيسـ ــية االسـ ــتراتيجي من أعمـ ــال التخ ـ ـريب‪ .‬فاسـ ــتهدفت هـ ــذه‬
‫األعمال ‪ 223‬من المنشآت الفنية المختلفة كالجسور ومفترقات الطرق‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬وكان قطــاع النقــل بالســكك‬
‫الحديديــة أحــد أكــثر القطاعــات الفرعيــة تضــررًا (‪ 110‬من األفعــال التخريبيــة)‪ ،‬ممــا عطــل المســتفيدين وســبب تــأخيرا‬
‫في تزويد السكان بالسلع وألحق خسائر اقتصادية كبيرة‪ .‬وبالرغم من جميع هذه األضرار‪ ،‬استمرت وسيلة النقل هذه‬
‫في النهوض بمهامها في كل مكان وكل وقت‪ ،‬وأسفر ذلك عن تكاليف قدرها ‪ 1.5‬من مليارات الدنانير الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -51‬واس ــتهدفت ه ــذه األعم ــال‪ ،‬بص ــفة خاص ــة‪ ،‬قطاعـ ـًا آخ ــر يخ ــدم المواط ــنين‪ ،‬وه ــو قط ــاع الهياك ــل األساس ــية‬
‫اإلدارية‪ ،‬ال سيما مقاّر البلديات والمراكز اإلدارية‪ ،‬ومكاتب تحصيل الضرائب البلدية‪ ،‬وقد بلغ مجموع هذه األفعال‬
‫‪ 690‬فعًال إرهابيًا وبلغت تكاليف إصالح ما ألحقتــه من أضـرار ‪ 6.3‬من مليــارات الــدنانير الجزائريــة‪ .‬ولم ينج قطــاع‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 16‬‬

‫الص ــحة من ه ــذه الفع ــال؛ فق ــد تمت الموافق ــة على رص ــد حـ ـوالي ‪ 500‬ملي ــون دين ــار جزائ ــري في الميزاني ــة لتص ــليح‬
‫الهياك ــل األساس ــية وترميمه ــا (مراك ــز العناي ــة‪ ،‬والمستوص ــفات العمومي ــة‪ ،‬ودور التولي ــد الريفي ــة وم ــا إلى ذل ــك) بع ــد أن‬
‫لحقت بها أضرار إثر تعرضها ‍ل ‪ 395‬فعًال تخريبيًا‪.‬‬

‫‪ -52‬أما قطاع االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬فقد تعرض لزهاء ‪ 851‬فعًال تخريبيًا أو تــدميريًا‪ ،‬ممــا تـرتب عليــه‬
‫تكاليف تصليح تقدر ‍ب ‪ 900‬مليون دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ -53‬وح ــتى ت ــاريخ ‪ 30‬نيس ــان‪/‬أبري ــل ‪ُ 1998‬س ِّج ل ‪ 6 032‬من األفع ــال اإلرهابي ــة التخريبي ــة أو التدميري ــة ض ــد‬
‫الهياكل األساسية في جميع أرجاء الوطن‪ .‬وقد بلغت تكاليف إصالح األضرار ما يزيد عن ‪ 22‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫التكاليف المقدرة لتدابير إصالح الممتلكات العامة التي‬


‫تعرضت للتدمير ولألعمال اإلرهابية‬

‫كلفة اإلنجاز‬ ‫عدد الوحدات المرَّم مة‬ ‫طبيعة الممتلكات‬


‫‪6 317 236‬‬ ‫‪690‬‬ ‫القطاع اإلداري‬
‫‪224 570‬‬ ‫‪126‬‬ ‫القطاع الثقافي‬
‫‪11 221‬‬ ‫‪139‬‬ ‫القطاع الديني‬
‫‪3 192 573‬‬ ‫‪914‬‬ ‫قطاع التعليم‬
‫‪435 434‬‬ ‫‪395‬‬ ‫قطاع الصحة‬
‫‪880 210‬‬ ‫‪1 563‬‬ ‫قط ـ ـ ــاع االتصـ ـ ــاالت السـ ـ ــلكية والالسـ ـ ــلكية‬
‫(البريد والبرق والهاتف)‬
‫‪2 292 331‬‬ ‫‪1 563‬‬ ‫قطاع الطاقة (الكهرباء)‬
‫‪382 010‬‬ ‫‪273‬‬ ‫قطاع الطاقة المائية‬
‫‪147 228‬‬ ‫‪42‬‬ ‫القطـ ـ ـ ـ ــاع المـ ـ ـ ــالي (المص ـ ـ ـ ــارف وشـ ـ ـ ــركات‬
‫التأمين)‬
‫‪1 591 777‬‬ ‫‪110‬‬ ‫قطاع النقل (السكك الحديدية)‬
‫‪30 807 401‬‬ ‫‪706‬‬ ‫القط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي (المؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫االقتصادية)‬
‫‪3 358 253‬‬ ‫‪223‬‬ ‫الهياك ـ ـ ــل األساس ـ ــية الرئيس ـ ــية (المنش ـ ــآت‬
‫الفنية)‬
E/1990/6/Add.26
Page 17
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 18‬‬

‫المادة ‪6‬‬

‫الحق في العمل‬

‫‪ -1‬بيانات عامة‬

‫‪ -54‬نَّص ت جمي ــع دس ــاتير الجزائ ــر المس ــتقلة على الح ــق في العم ــل‪ .‬وفي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬ينص الق ــانون األساس ــي‬
‫الص ــادر في ‪ 28‬تشـ ـرين الث ــاني‪/‬نوفم ــبر ‪ 1996‬في مادت ــه ‪ 55‬على أن "لك ــل المواط ــنين الح ــق في العم ــل‪ .‬ويض ــمن‬
‫القانون في أثناء العمل الحق في الحماية واألمن والنظافة"‪.‬‬

‫‪ -55‬وكذلك يضمن القانون الحق في تكافؤ فــرص العمــل والمســاواة في األجــر والترقيــة‪ ،‬على نحــو مــا ســيتم بيانــه‬
‫في موضع الحق باالستعانة باإلحصاءات‪ .‬ولقد أسفرت هذه التــدابير عن إحـراز تقــدم ملمــوس في مختلــف مجــاالت‬
‫العم ــل‪ .‬ففي مي ــدان الخدم ــة العام ــة‪ ،‬ال يوج ــد في النص ــوص التش ـريعية والتنظيمي ــة‪ ،‬كنظ ــام الخدم ــة العام ــة النم ــوذجي‬
‫(المرسوم ‪ 59 -85‬الصادر في ‪ 23‬آذار‪/‬مارس ‪ )1985‬أي تمييز من أي نوع كان‪.‬‬

‫‪ -56‬ويـذِّك ر القــانون رقم ‪ 11 -90‬الخــاص بعالقــات العمــل بــالحقوق األساســية الــتي يتمتــع بهــا العمــال (ممارســة‬
‫الحــق في التفــاوض الجمــاعي‪ ،‬والضــمان االجتمــاعي‪ ،‬والتقاعــد‪ ،‬والنظافــة الصــحية‪ ،‬واألمن في العمــل وطب العمــل‪،‬‬
‫والراحة‪ ،‬واللجوء إلى اإلضراب‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ .‬ويؤكد القانون المذكور‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬حق الحماية من أي تميــيز‬
‫في ميدان العمل ال يقوم على أساس المهارات والجدارة (المــادة ‪ .)6‬وتنص المــادة ‪ 17‬على أن‪" :‬كــل حكم ينص‪،‬‬
‫في اتفاقي ــة أو اتف ــاق جم ــاعي أو عق ــد عم ــل‪ ،‬على أي تمي ــيز في العم ــل ق ــائم على أس ــاس الس ــن أو ن ــوع الجنس أو‬
‫الوض ــع االجتم ــاعي أو الع ــائلي أو القراب ــة أو االتفاقي ــات السياس ــية أو االنتس ــاب أو ع ــدم االنتس ــاب إلى نقاب ــة‪ ،‬يعت ــبر‬
‫ب ــاطًال والغي ـًا"‪ .‬ويع ــاقب على ه ــذه األن ـواع من التمي ــيز بالعقوب ــات المنص ــوص عليه ــا في الم ــادتين ‪ 142‬و‪ 143‬من‬
‫القانون المذكور‪.‬‬

‫‪ -2‬التكييف الهيكلي والعمالة‬

‫‪ -57‬من الج ــدير باإلش ــارة أن السياس ــية اإلراَد وي ــة الهادف ــة إلى تحقي ــق العمال ــة الكامل ــة واالس ــتثمار ال ــتي ُش ِرع في‬
‫تطبيقهـ ــا خالل السـ ــبعينات قـ ــد سـ ــجلت تبـ ــاطؤًا في مطلـ ــع الثمانينـ ــات‪ ،‬وسـ ــجلت‪ ،‬من ثم‪ ،‬تراجع ـ ـًا نتيجـ ــة انخفـ ــاض‬
‫العائدات النفطية وبفعل القيود المتصلة بسداد الديون الخارجية‪.‬‬

‫‪ -58‬إن ركود االستثمارات قد أدى حتمًا إلى تقلص عدد الوظــائف المعروضــة بعقــود دائمــة في جميــع القطاعــات‬
‫ما عدا القطاع الزراعي‪ .‬وفي مطلع التسعينات‪ ،‬أدت قيود االقتصــاد الكلي‪ ،‬ومتطلبــات إعــادة تشــكيل مجمــل القطــاع‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 19‬‬

‫االقتصــادي والتجــاري الــذي تمتلــك الدولــة رؤوس أموالــه‪ ،‬كمــا أدت محاولــة زيــادة أداء وســائل اإلنتــاج‪ ،‬والتحــول إلى‬
‫االقتصــاد الســوقي‪ ،‬إلى تأكيــد الميــل باتجــاه كســاد اقتصــادي تجلى في انخفــاض عــدد الوظــائف المســتحَد ثة‪ .‬وحــتى‬
‫القطاعــات الــتي تعمــل عــادة على إيجــاد فــرص العمــل فقــد بلغت أقصــى مــداها‪ .‬واضــطر حملــة الشــهادات الجامعيــة‬
‫ألول مرة إلى العمل بصفة غير رسمية وبدأوا يعانون البطالة‪.‬‬

‫‪ -59‬وفي العقد الجاري‪ ،‬لجأت الجزائر‪ ،‬منذ عام ‪ ، 1994‬إلى إعادة جدولة ديونها‪ ،‬ال سيما بسبب تزايد أوجه‬
‫االختالل على الصعيدين االقتصادي الكلي والمالي‪ .‬وقامت‪ ،‬بناء على ذلك‪ ،‬بوضع برنــامج لترســيخ االقتصــاد الكلي‬
‫دعمته باتفاق تصديقي‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬باتفاق تمويلي تسهيلي موسع‪.‬‬

‫‪ -60‬وسمحت النتائج التي أسفرت عنها هذه البرامج للناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬الذي بلغ نسبة ‪ 1‬في المائــة في‬
‫ع ــام ‪ 1993‬و‪ 2‬في المائ ــة في ع ــام ‪ ،1994‬باالرتف ــاع إلى مع ــدل ‪ 3.4‬في المائ ــة في الف ــترة بين ع ــامي ‪ 1994‬و‬
‫‪ .1998‬وانخفض مع ــدل التض ــخم الس ــنوي انخفاضـ ـًا ملموسـ ـًا من ‪ 29‬في المائ ــة في ع ــام ‪ 1994‬إلى ‪ 18.7‬في‬
‫المائ ــة في ع ــام ‪ 1996‬و‪ 5‬في المائ ــة في ع ــام ‪ .1998‬وأخ ــيرًا تم تحقي ــق ت ـوازن في الميزاني ــة من جدي ــد‪ ،‬إذ ارتف ــع‬
‫الرص ــيد من رص ــيد س ــلبي قـ ــدره ‪ 4.4‬في المائ ــة في عـ ــام ‪ 1994‬إلى رص ــيد إيجـ ــابي بلـ ــغ ‪ 2.4‬في المائ ــة في عـ ــام‬
‫‪.1997‬‬

‫‪ -61‬غير أن بلوغ هذه األهداف قد أدى إلى تدهور القــدرة الش ـرائية لــدى األســر وأَّثر في مســتوى العمالــة‪ .‬فكــان‬
‫مع ــدل البطال ــة يق ــدر بنس ــبة ‪ 29.2‬في المائ ــة من ع ــدد الس ــكان في س ــن العم ــل‪ ،‬أي م ــا مجموع ــه ‪ 2.3‬من ماليين‬
‫األشخاص‪ .‬ويعود هذا التفاقم إلى التراجع الملحوظ في إيجــاد الوظــائف‪ ،‬وكــذلك إلى تقليص عــدد المــوظفين نتيجــة‬
‫اإلصــالحات االقتصــادية الــتي أســفرت عن تسـريح ‪ 360 000‬شــخص بين عــامي ‪ 1994‬و‪ 1998‬أي أكــثر من ‪8‬‬
‫في المائة من السكان العاملين‪.‬‬

‫‪ -3‬تدابير خاصة لمكافحة البطالة‬

‫‪ -62‬وضعت الحكومة‪ ،‬تصــديًا للصــعوبات الناجمــة عن برنــامج التكيــف الهيكلي‪ ،‬سلســلة من التــدابير الراميــة إلى‬
‫الحــد من اآلثــار الســلبية المترتبــة على اإلصــالحات في العمالــة‪ .‬وتتعلــق هــذه التــدابير‪ ،‬بصــفة خاصــة‪ ،‬بإنشــاء اآلليــات‬
‫أو الوكاالت التالية‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 20‬‬

‫تطور العمالة في الفترة بين عامي ‪ 1993‬و‪1997‬‬

‫(بآالف األشخاص وبالنسب المئوية)‬

‫‪1997‬‬ ‫‪1994‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬
‫‪8 069‬‬ ‫‪6 814‬‬ ‫السكان في سن العمل‬
‫‪100‬‬ ‫‪5 710‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5 154‬‬ ‫السكان العاملون‬
‫في‪:‬‬
‫‪83.1‬‬ ‫‪4 743‬‬ ‫‪84.0‬‬ ‫‪4 325‬‬ ‫الوظائف المنظمة‬
‫‪21.0‬‬ ‫‪1 200‬‬ ‫‪19.8‬‬ ‫‪1 023‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪528‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪12.3‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫‪667‬‬ ‫البناء واألشغال العامة‬
‫الخدمات واالتصاالت‬
‫‪23.2‬‬ ‫‪1 327‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪1 211‬‬ ‫اإلدارة‬
‫‪16.9‬‬ ‫‪967‬‬ ‫‪16.0‬‬ ‫‪829‬‬ ‫العمل في المنازل‬
‫‪2 359‬‬ ‫‪1 660‬‬ ‫العاطلون عن العمل‬
‫‪29.2‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫معدل البطالة‬

‫‪ -63‬اس ــتحداث الت ــأمين ض ــد البطال ــة لص ــالح الم ــوظفين ال ــذين ق ــد يفق ــدون عملهم ألس ــباب خارج ــة عن إرادتهم‬
‫وألسباب اقتصادية (القانون رقم ‪ 07 -98‬الصادر في ‪ 2‬آب‪/‬أغسطس ‪ 1998‬المعِّدل والمكِّم ل للمرسوم التش ـريعي‬
‫رقم ‪ 11 -94‬الصــادر في ‪ 26‬أيــار‪/‬مــايو ‪ .)1994‬وتمــول هــذه اآلليــة‪ ،‬الــتي وضــعت موضــع التنفيــذ اعتبــارًا من عــام‬
‫‪ ،1994‬بفضــل أقســاط تأمينــات البطالــة الــتي يســددها العــاملون وأصــحاب العمــل بنســبة ‪ 1.5‬في المائــة و‪ 2.5‬في‬
‫المائــة من المعــاش اإلجمــالي على الت ـوالي‪ .‬وتــدفع المؤسســة للصــندوق الوطــني لتأمينــات البطالــة‪ ،‬وقت تقليص عــدد‬
‫الم ــوظفين‪ ،‬مس ــاهمة تأهي ــل لمنح الحق ــوق تس ــاوي ‪ 80‬في المائ ــة من المع ــاش الس ــنوي ال ــذي يتقاض ــاه ك ــل عام ــل‬
‫مش ــمول في عملي ــة التقليص‪ .‬ويس ــتفيد الع ــاملون المش ــمولون في عملي ــة التقليص ال ــذين ال يح ــق لهم الحص ــول على‬
‫التقاعد العادي أو المبكر‪ ،‬من مساعدة مؤقتــة يقــدمها لهم الصــندوق الوطــني لتأمينــات البطالــة لمــدة تــتراوح بين ‪12‬‬
‫شهرًا و‪ 36‬شهرًا في إطار تأمينات البطالة‪ ،‬ويحصلون على تعويض شهري يتراوح بين ثالثة أربــاع وثالثــة أمثــال الحــد‬
‫األدنى المض ــمون لألج ــور‪ .‬وعالوة على ذل ــك‪ ،‬ف ــإن الص ــندوق الوط ــني لتأمين ــات البطال ــة ينظم دورات تدريبي ــة لتعليم‬
‫مهن جديــدة بغيــة زيــادة إمكانيــات العامــل على الحصــول على العمــل‪ ،‬ويشــجع على إنشــاء مؤسســات صــغيرة‪ .‬وتمت‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 21‬‬

‫بموجب تعديل لألمر رقم ‪ 1 -97‬الصادر في ‪ 11‬كانون الثاني‪/‬يناير ‪( 1997‬الجريدة الرســمية العــدد ‪،)1997 -3‬‬
‫الموافقــة على تعــويض عن البطالــة الناجمــة عن "تقلبــات األح ـوال الجويــة" يــدفع للعــاملين في قطــاع البنــاء واألشــغال‬
‫العامة والطاقة المائية‪.‬‬

‫‪ -64‬ش ـراء العمــال ل ـرأس مــال المؤسســة الــتي تم حلهــا‪ :‬أصــبح هــذا التــدبير ممكن ـًا بفضــل تعــديل القــانون المتعلــق‬
‫بالخصخص ــة الص ــادر في ش ــهر آب‪/‬أغس ــطس ‪ .1995‬ولق ــد س ــمح ه ــذا ال ــترتيب‪ ،‬باالعتم ــاد على خط ــة تص ــحيح‪،‬‬
‫وقائمــة شــروط‪ ،‬وقــروض مصــرفية‪ ،‬لعــدد يســاوي ‪ 31 419‬عــامًال من أن يمتلك ـوا في نهايــة عــام ‪ 1998‬أســهمًا في‬
‫شركاتهم‪ .‬وهكذا أصبحت أكثر من ‪ 1 000‬وحدة في حيازة العاملين‪.‬‬

‫‪ -65‬برنــامج الوظــائف المــأجورة بالمبــادرة المحليــة‪ :‬تمِّك ن هــذه اآلليــة الشــباب العــاطلين عن العمــل من اكتســاب‬
‫خ ــبرة مهني ــة في وح ــدة إنتاجي ــة أو إدارة خالل ف ــترة ت ــتراوح بين ‪ 3‬أش ــهر و‪ 12‬ش ــهرًا‪ .‬وتخص ــص اإلعان ــات المقدم ــة‬
‫لإلدارات المحلية لتغطية تكاليف األجور‪ ،‬ولكنها تقترن في الوقت نفسه بشرط تعيين عدد من هؤالء الشباب بعقــود‬
‫دائمة فيما بعد‪.‬‬

‫‪ -66‬آليــة اإلدمــاج المهــني للشــباب حملــة الشــهادات بمــوجب عقــود ســابقة لالســتخدام (المنشــور رقم ‪ 8‬الصــادر‬
‫في ‪ 29‬حزيران‪/‬يونيه ‪ .)1998‬هذه اآلليــة الــتي وضــعت موضــع التنفيــذ في شــهر تمــوز‪/‬يوليــه ‪ 1998‬تخص الشــباب‬
‫من حملة الشهادات الجامعية أو الفنيين من ذوي المســتوى الرفيــع الــذين تــتراوح أعمــارهم بين ‪ 19‬و‪ 35‬عامـًا‪ .‬وهي‬
‫متاح ــة أيضـ ـًا للع ــاطلين عن العم ــل ال ــذين س ــبق أن اس ــتخدموا في إط ــار ب ـرامج االنتظ ــار‪ ،‬ك ــبرامج الوظ ــائف الم ــأجورة‬
‫بالمبادرة المحلية أو األنشطة ذات المنفعة العامة‪ .‬أما مــدة العقــد فهي ســنة واحــدة قابلــة للتجديــد وممولــة من طــرف‬
‫الوكالة الجزائرية للتنمية االجتماعية من أموال الخزنة‪ .‬ويحصل المســتفيد من العقــود الســابقة لالســتخدام على شــهادة‬
‫عم ــل يمكن ل ــه أن يق ــدمها عن ــدما يس ــعى للتع ــيين في وقت الح ــق‪ .‬واألج ــر المق ــدم يض ــاهي الح ــد األدنى الوط ــني‬
‫المضمون لألجور‪.‬‬

‫‪ -67‬إنشاء وكالة وطنية لتشغيل الشــباب في شــهر أيلــول‪/‬ســبتمبر ‪ .1996‬بــدأت هــذه الوكالــة جــاهزة أعمالهــا مــع‬
‫بداية الفصل الثاني لعام ‪ . 1997‬وكلفت بمهمة تدعيم وتشجيع المشاريع االستثمارية ومشاريع تأسيس المؤسســات‬
‫الصغيرة التي يقدمها أصحاب المشاريع الشباب مع تأمين نسبة تتراوح بين ‪ 5‬في المائة و‪ 20‬في المائة من أم ـوالهم‬
‫الشخصـ ـ ــية إلنجـ ـ ــاز مشـ ـ ــاريعهم االسـ ـ ــتثمارية‪ .‬وهي تخص أيض ـ ـ ـًا العـ ـ ــاملين المشـ ـ ــمولين في عمليـ ـ ــات تقليص عـ ـ ــدد‬
‫المــوظفين‪ .‬وتخص هــذه اآلليــة الشــباب دون ســن ‪ 35‬من العمــر‪ ،‬العــاطلين عن العمــل‪ ،‬الــذين أدوا الخدمــة الوطنيــة‪،‬‬
‫والــذين لــديهم رأس مــال لمباشــرة المشــروع‪ .‬وقــد بلــغ عــدد المؤسســات الصــغيرة العاملــة اليــوم ‪ 3 570‬مؤسســة‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن عدد الملفات المودعة لــدى الوكالــة بلغت في نهايــة شــهر آذار‪/‬مــارس ‪ 22 700 ،1998‬ملــف‪،‬‬
‫اس ــتوفى ‪ 16 000‬مل ــف من بينه ــا الش ــروط المطلوب ــة للحص ــول على االمتي ــازات ال ــتي تمنحه ــا الدول ــة‪ .‬وح ــتى ه ــذا‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 22‬‬

‫التاريخ‪ ،‬كان عدد الملفات التي بتت فيها الوكالة يبلغ ‪ 3 160‬ملفًا فيما يتعلق بالمشاريع التي حصلت على تمويل‬
‫حك ــومي‪ ،‬و‪ 3 980‬ملف ـًا فيم ــا يتعل ــق بالمش ــاريع الممول ــة ذاتي ـًا أو الممَّو ل ــة تم ــويًال مختلط ـًا‪ .‬ومن جه ــة أخ ــرى‪ ،‬تم‪،‬‬
‫بم ــوجب مرس ــوم تنفي ــذي (رقم ‪ ،200 -98‬الع ــدد ‪ 1998 -42‬من الجري ــدة الرس ــمية) ص ــادر في ‪ 9‬حزيـ ـران‪/‬يوني ــه‪،‬‬
‫إنشاء صندوق ضمان تعاوني لكفالة مخاطر‪/‬ائتمانات أصحاب المشاريع الشباب‪.‬‬

‫‪ -68‬وتفي ــد آخ ــر اإلحص ــاءات‪ :‬بأن ــه تم اس ــتحداث ‪ 441 834‬وظيف ــة في ع ــام ‪( 1998‬مقاب ــل ‪394 274‬‬
‫وظيف ــة في ع ــام ‪ .)1997‬ومن الج ــدير بال ــذكر أن ه ــذا الع ــدد يش ــمل ‪ 209 518‬وظيف ــة بعق ــد دائم (مقاب ــل ‪655‬‬
‫‪ 175‬وظيف ــة في ع ــام ‪ ،)1997‬يض ــاف إليه ــا ‪ 232 316‬وظيف ــة تعت ــبر "بمثاب ــة وظيف ــة بعق ــد دائم" (مقاب ــل ‪619‬‬
‫‪ 218‬وظيفة في عام ‪.)1997‬‬

‫‪ -69‬وأغلب الوظ ــائف المتاح ــة بعق ــد دائم هي وظ ــائف في القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬إذ بل ــغ ع ــددها ‪ 51 604‬وظيف ــة‬
‫(مقابل ‪ 57 244‬وظيفة في عام ‪ ،) 1997‬ويلي ذلك الوظائف التي عرضتها‪ ،‬على التوالي‪ ،‬اإلدارة العامة وخدمات‬
‫الدولــة باســتحداث ‪ 40 736‬وظيفــة (مقابــل ‪ ،)23 219‬واســتثمارات الشــباب (الوكالــة الوطنيــة لتشــغيل الشــباب)‬
‫بوظائفهــا الــتي بلغت ‪ 37 999‬وظيفــة‪ ،‬والهيئــات االقتصــادية العامــة بوظــائف بلــغ عــددها ‪ 34 548‬وظيفــة (مقابــل‬
‫‪ ،)23 219‬وعمليــة الخصخص ــة لص ــالح العم ــال ال ــتي اســتحدثت بموجبهــا ‪ 31 419‬وظيف ــة‪ .‬واســتحدثت ك ــذلك‬
‫‪ 6 972‬وظيفــة في إطــار االمتيــازات الزراعيــة المتاحــة‪ ،‬و ‪ 4 898‬وظيفــة في إطــار العقــود الســابقة لالســتخدام ‪ ،‬كمــا‬
‫استحدثت ‪ 1 342‬وظيفة عن طريق تنفيذ البرامج الممولة من االئتمانات الخارجية‪.‬‬

‫‪ -70‬ومن الج ــدير بال ــذكر‪ ،‬فيم ــا يتعل ــق بالوظ ــائف ال ــتي تعت ــبر "بمثاب ــة وظ ــائف دائم ــة"‪ ،‬أن الوظ ــائف المس ــتحدثة‬
‫البالغ عددها ‪ 232 316‬وظيفة تشمل ‪ 125 715‬وظيفة في ميدان "األنشطة ذات المنفعة العامة" (مقابل ‪337‬‬
‫‪ 125‬وظيفة في عام ‪ ،)1997‬يليها‪ 72 212 ،‬وظيفة مستحدثة في إطار "الوظــائف المــأجورة بالمبــادرة المحليــة"‬
‫(مقابل ‪ 86 157‬وظيفة)‪ ،‬و‪ 34 389‬وظيفة مستحدثة في ميدان األشغال ذات المنفعة العامــة الــتي تتطلب عــددًا‬
‫كبيرًا من األيدي العاملة (مقابل ‪ 7 125‬وظيفة في عام ‪.)1997‬‬

‫‪ -71‬وتستهدف اآلليات التي يتم وضعها حاليًا تخفيــف الضــغوط الناشــئة عن التكــاليف االجتماعيــة المترتبــة على‬
‫التكيف الهيكلي ومعالجــة آثــار الكســاد االقتصــادي على الصــعيد االجتمــاعي‪ .‬وســتعزز هــذه اآلليــات بصــورة تدريجيــة‬
‫بآليات أخرى يجري اختبارها حالياً‪ ،‬كنظام االمتيــازات‪ ،‬أو بآليــات يجــري إعــدادها حاليـًا‪ ،‬كاألشــغال الكبــيرة وعمليــة‬
‫إصالح األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ -72‬أما العمل في المنازل‪ ،‬فهو نشاط مدر للربح ولكنه غــير قــائم على أســس العمــل المألوفــة‪ .‬ويالحــظ‪ ،‬بــالرغم‬
‫من عدم وجود إحصاءات في هذا الصدد‪ ،‬أن عددًا كبيرًا من النسوة يزاولن عمًال ما في منازلهن‪ .‬وثمــة نــوع آخــر من‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 23‬‬

‫العمل في المنازل‪ ،‬وهو منظم بموجب لوائح ناظمة له منذ شهر كانون األول‪/‬ديســمبر ‪ .1998‬وقــد أتــاح هــذا النــوع‬
‫من العمــل لعــدد كبــير من النســاء ممارســة نشــاط اقتصــادي والحصــول على وارد وعلى مــا يرتبــط بهــذا العمــل من مزايــا‬
‫اجتماعية‪ .‬أما العمل غير المتفرغ فثمة لوائح ناظمة له ويمارس مقابل أجــر‪ .‬وهــو يســمح باالســتفادة من نفس المزايــا‬
‫االجتماعية المتاحة للعمل المتفرغ‪.‬‬

‫‪ -73‬وفيمــا يتعلــق بالتــدريب المهــني‪ ،‬فقــد بلــغ هــذا القطــاع مســتوى من التطــور كبــيرًا نســبيًا يســمح لــه‪ ،‬من حيث‬
‫الكم‪ ،‬بتلبيــة االحتياجــات الناشــئة واإلســهام في رفــع مســتوى الم ـوارد البش ـرية‪ .‬وفي هــذا القطــاع‪ ،‬الــذي ال يقــل عــدد‬
‫المت ــدربين في ــه عن ‪ 400 000‬ش ــخص‪ ،‬تش ــكل اإلن ــاث نس ــبة ‪ 50.3‬في المائ ــة من الش ــباب ال ــذين يؤم ــون ه ــذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -74‬وأخيرًا‪ ،‬إن الحــق في التملــك والعمــل في هــذا الملــك حــق مكــرس في القــانون األساســي‪ ،‬الــذي تنص المــادة‬
‫‪ 52‬من ــه على أن‪" :‬الملكي ــة الخاص ــة مض ــمونة"‪ ،‬بينم ــا تنص الم ــادة ‪ 66‬على أن ــه "يجب على ك ــل م ـواطن [‪ ]...‬أن‬
‫يحــترم ملكيــة الغــير "‪ .‬ويشــمل هــذا الحكم األجنــبي المقيم في الجزائــر بشــكل قــانوني‪ ،‬إذ تنص المــادة ‪ 67‬على أن‬
‫"يتمتع كل أجنبي يكون وجوده فوق التراب الوطني قانونيًا بحماية [‪ ]...‬أمالكه طبقًا للقانون"‪.‬‬

‫‪ -75‬وتنص المادة ‪ 20‬من الدستور على تدابير لحماية حقوق المواطن واألجنبي‪ ،‬حيث "ال يتم نزع الملكيــة إَّال‬
‫في إطار القانون‪ .‬ويترتب عليه تعويض َقبلي عادل ومنصف"‪ .‬وإن عدم مراعاة ملك الغير يع ـِّر ض المخــالف لعقوبــات‬
‫ينص عليها قانون العقوبات‪ ،‬وال سيما في مواده ‪ 395‬و‪ 397‬و‪ ،398‬وفي الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪.450‬‬

‫المادة ‪7‬‬

‫الحق في التمتع بشروط عمل عادلة ومالئمة‬

‫‪ -76‬كما يستدل من التطورات الواردة في المادة ‪ 3‬المتعلقة بتساوي الرجل والمرأة في الحقوق‪ ،‬فإن هذا المبــدأ‬
‫محتــرم بدقة في مجال عالقات العمل وفي الواقع‪ ،‬ينص التشريع الجزائري المطبق في هــذا المجــال‪ ،‬أي القــانون رقم‬
‫‪ ،06 -92‬الم ــؤرخ في ‪ 27‬ش ــباط‪/‬ف ــبراير ‪ 1992‬والمتعل ــق بعالق ــات العم ــل الفردي ــة‪ ،‬في الم ــادة ‪ ،25‬على من ــع ك ــل‬
‫تحدي ــد للحق ــوق أو للم ــيزات أساس ــه الجنس ويطب ــق ه ــذا الحكم على التوظي ــف‪ ،‬وال ــرواتب والتعويض ــات األخ ــرى‪،‬‬
‫والترقي ــة‪ ،‬والتش ــجيع‪ ،‬على ح ــد س ـواء‪ .‬وفض ـًال عن ذل ــك‪ ،‬ينص نفس ه ــذا الق ــانون‪ ،‬في الم ــادة ‪ ،15‬على أن "الم ـرأة‬
‫تتمتع بحقوق معينة تتعلق بظروف العمل العامة وبالوقايــة من المخــاطر المهنيــة"‪ .‬وتمنــع المــادة ‪ 16‬من هــذا القــانون‬
‫تشغيل المرأة في أعمال خطرة أو ضارة بالصحة أو مؤذية‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 24‬‬

‫‪ -77‬وتتعلق اإلجراءات المحددة المعنية بحماية المرأة‪ ،‬فيمــا يخص األمومــة أساسـًا‪ ،‬ودورهــا في الخليــة العائليــة‪،‬‬
‫بما يلي على وجه الخصوص‪ :‬منــع العمــل الليلي‪ ،‬ومنــع التشــغيل في يــوم الراحــة القــانوني‪ ،‬ومنــع القيــام بأعمــال خطــرة‬
‫أو ضارة بالصحة أو مؤذية‪ ،‬وإيقاف عالقة العمل في فترة إجازة ما قبل الوالدة أو ما بعدها‪ ،‬واالســتفادة من ســاعات‬
‫الرضــاعة (ســاعتين في اليــوم لمــدة الس ــتة أشــهر األولى‪ ،‬وســاعة في اليــوم لمــدة الس ــتة أشــهر التاليــة)‪ ،‬واالســتفادة من‬
‫ال ـراتب بكامل ــه أثن ــاء إج ــازة ال ــوالدة‪ .‬وله ــذا‪ ،‬ف ــإن جمي ــع أرب ــاب العم ــل ملزم ــون بوض ــع اتف ــاق جم ــاعي ونظ ــام داخلي‬
‫ُيعرضان على مفتشية الشغل للتأكد من مطابقتهما لما ينص عليــه القــانون‪ .‬وُيجــري التفــاوض على االتفــاق الجمــاعي‬
‫ممثلو العاملين والهيئة المشغلة‪.‬‬

‫‪ -78‬وح ــتى الي ــوم‪ ،‬لم يتعين على الهيئ ــات القض ــائية الجزائري ــة أن تع ــالج منازع ــات تتعل ــق بالعم ــل موض ــوعها ع ــدم‬
‫اح ــترام أرب ــاب العم ــل‪ ،‬في القط ــاع الع ــام أو القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬لألنظم ــة‪ ،‬ك ــدفع أج ــر أق ــل من الح ــد األدنى الوط ــني‬
‫المضمون لألجر مثًال ‪ ،‬أو التمييز في األجور أو في الميزات المستمدة من عالقة العمل‪.‬‬

‫‪ -79‬وفيما يخص تشجيع المـرأة العاملــة‪ ،‬ينبغي اإلشــارة إلى تكــاثر مراكــز رعايــة األطفــال النهاريــة وديــار الحضــانة‬
‫وإلى فتح أب ـواب هــذا القطــاع للخ ـواص والجمعيــات منــذ عــام ‪ .1992‬وفي نفس االتجــاه‪ ،‬تم أيض ـًا تــرخيص حضــانة‬
‫األطفال في المنزل‪ ،‬وتنظيمه‪.‬‬

‫المادة ‪8‬‬

‫حرية تكوين الجمعيات والحرية النقابية‬

‫‪ -80‬إن حرية تكــوين الجمعيــات هي من المعطيــات المهمــة في الجزائــر‪ .‬فالجمعيــات تشــكل اليــوم بعــد األحـزاب‬
‫السياســية‪ ،‬إحــدى القواعــد الفاعلــة المحركــة والــتي ال يمكن تجاهلهــا في الحيــاة االجتماعيــة‪ ،‬والثقافيــة والعلميــة‪ .‬وقــد‬
‫نتج تكاثر كبير لعدد الجمعيات عن تخفيــف اإلجـراءات لمنح االعتمــادات‪ ،‬الــذي نص عليــه القــانون رقم ‪،31 -90‬‬
‫المؤرخ ‪ 4‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ 1990‬بشأن تيسير إجـراءات إنشاء الجمعيات‪ .‬وللمقارنة‪ ،‬فــبين عــام ‪ 1976‬وعــام‬
‫‪ ،1988‬أي في مدة ‪ 12‬سنة‪ ،‬اعتِم دت ‪ 98‬جمعيــة وطنيــة فقــط‪ .‬أمــا بين عــام ‪ 1989‬وعــام ‪ ،1996‬أي في مــدة‬
‫تزيـ ــد على ‪ 6‬سـ ــنوات بقليـ ــل‪ ،‬فقـ ــد أنشـ ــئت ‪ 678‬جمعيـ ــة وطنيـ ــة‪ .‬وخالل المـ ــدتين المـ ــذكورتين أعاله‪ ،‬أنشـ ــئت في‬
‫مجموعها ‪ 776‬جمعية وطنية و‪ 45 000‬جمعية أخرى محلية‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 25‬‬

‫‪ -81‬ويمكن التمييز بين الجمعيات حسب عدد من الفئات‪:‬‬

‫‪196‬‬ ‫المهنية‬
‫‪78‬‬ ‫الرياضة‬
‫‪76‬‬ ‫الثقافة والتعليم‬
‫‪62‬‬ ‫الصحة والطب‬
‫‪46‬‬ ‫العلم والتكنولوجيا‬
‫‪39‬‬ ‫الشبيبة‬
‫‪31‬‬ ‫التعاونيات‬
‫‪21‬‬ ‫الطلبة القدماء‬
‫‪21‬‬ ‫الصداقة‪ ،‬والتبادل والتعاون‬
‫‪16‬‬ ‫التضامن‪ ،‬واإلسعاف‪ ،‬واإلحسان‬
‫‪15‬‬ ‫المعوقون وغير المتكيفين اجتماعيا‬
‫‪15‬‬ ‫الم ـرأة‬
‫‪14‬‬ ‫الجمعيات التاريخية‬
‫‪14‬‬ ‫السياحة واالستراحة في أوقات الفراغ‬
‫‪13‬‬ ‫الجمعيات األجنبية‬
‫‪12‬‬ ‫البيئــة‬
‫‪10‬‬ ‫الطفولة والمراهقة‬
‫‪18‬‬ ‫المتقاعدون واألشخاص المسنون‬
‫‪5‬‬ ‫حقوق اإلنسان‬

‫‪ -82‬إن تجميع هذه الجمعيات‪ ،‬على شكل أسر كبيرة‪ُ ،‬تظهر األسباب التالية التي تعلل إنشاءها‪:‬‬

‫السبب الحرفي بالنسبة ‍ل ‪ 256‬جمعية؛‬ ‫‘‪‘1‬‬

‫السبب الثقافي بالنسبة ‍ل ‪ 168‬جمعية؛‬ ‫‘‪‘2‬‬

‫السبب العلمي بالنسبة ‍ل ‪ 408‬جمعيات؛‬ ‫‘‪‘3‬‬

‫السبب المتعلق بالطفولة والشبيبة بالنسبة ‍ل ‪ 46‬جمعية؛‬ ‫‘‪‘4‬‬

‫ســبب االهتمــام بــالغير بالنس ــبة ‍ل ‪ 31‬جمعيــة (التضــامن‪ ،‬واإلســعاف‪ ،‬واإلحس ــان‪ ،‬والمعوقــون وغــير‬ ‫‘‪‘5‬‬
‫المكيفين اجتماعيًا)؛‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 26‬‬

‫سبب الصداقة‪ ،‬والتبادل‪ ،‬والتعاون بالنسبة ‍ل ‪ 21‬جمعية‪.‬‬ ‫‘‪‘6‬‬

‫وإذا كــانت الجـوانب المتعلقــة بالعــدد تــبين طبيعــة الجمعيــات واتجاهاتهــا‪ ،‬فــالجوانب المتعلقــة بنوعيتهــا‪ ،‬والــتي تتصــل‬
‫أساسًا بطبيعة مجاالت أنشطتها هي أيضًا مهمة لبعض الجمعيات‪ ،‬وإن كان عددها قليًال‪ ،‬وزن وتأثير في المجتمع‪،‬‬
‫كتلــك الجمعيــات الــتي تســتند إلى مراجــع تاريخيــة‪ ،‬وتلــك الــتي تهتم بالبيئــة وبالــدفاع عن مســتعملي الخــدمات وعن‬
‫المستهلكين‪.‬‬

‫‪ -83‬ولم ُتؤَك د الحريــة النقابيــة من جديــد فقــط في الدســتور‪ ،‬وإنمــا ُنظمت أيض ـًا في إطــار القــانون رقم ‪14 -90‬‬
‫الصادر في ‪ 2‬حزيران‪/‬يونيه ‪ 1990‬والمعدل والمكمل بالقــانون رقم ‪ 30 -91‬المــؤرخ في ‪ 21‬كــانون األول‪/‬ديســمبر‬
‫‪ 1991‬والمرســوم رقم ‪ 12 -96‬المــؤرخ في ‪ 6‬حزي ـران‪/‬يونيــه ‪ .1996‬ويعــترف هــذا القــانون للعــاملين المــأجورين في‬
‫القطاعين الخاص والعام بالحق في تكوين منظمات نقابية مستقلة ومتميزة عن األحزاب السياسية‪.‬‬

‫‪ -84‬وتوج ــد الي ــوم على األق ــل ‪ 58‬منظم ــة على الص ــعيد الوط ــني‪ ،‬تض ــم الع ــاملين الم ــأجورين‪ ،‬و‪ 19‬منظم ــة تض ــم‬
‫أربــاب العمــل‪ ،‬تنتمي ‪ 2‬منهــا إلى القطــاع العــام و‪ 17‬إلى القطــاع الخــاص‪ .‬إال أن الغلبــة تظــل‪ ،‬حــتى اليــوم‪ ،‬لنقابــات‬
‫القطاع العام‪:‬‬

‫الصحة‪ 9 :‬نقابات؛‬ ‫‘‪‘1‬‬

‫الشؤون االجتماعية‪ 9 :‬نقابات؛‬ ‫‘‪‘2‬‬

‫النقـل‪ 7 :‬نقابات؛‬ ‫‘‪‘3‬‬

‫التعليم‪ 6 :‬نقابات؛‬ ‫‘‪‘4‬‬

‫التدريب‪ 6 :‬نقابات‪.‬‬ ‫‘‪‘5‬‬

‫كما يوجد عدد كبير من النقابات المستقلة ولكن ال وزن لها على الصعيد الوطني‪.‬‬

‫‪ -85‬أمــا بالنس ــبة لحــق اإلض ـراب‪ ،‬فقــد ُرفــع إلى مس ــتوى حكم دســتوري وأصــبح ينظمــه قــانون اعتمــده المجلس‪.‬‬
‫وع ـ ــدد المنازع ـ ــات الجماعي ـ ــة وح ـ ــاالت التحكيم والمنازع ـ ــات االجتماعي ـ ــة المس ـ ــجلة ك ـ ــل ع ـ ــام من ـ ــذ ش ـ ــهر ك ـ ــانون‬
‫األول‪/‬ديسمبر ‪ 1991‬يشهد شهادة بينــة على حيويــة آليــات تعزيــز الحقــوق الماديــة والمعنويــة لمختلــف فئــات المهن‬
‫أو لبعض فئات العاملين‪ .‬وفي هــذا اإلطــار‪ ،‬إذا فشــل التفــاوض الجمــاعي‪ ،‬يصــبح اللجــوء إلى اإلضـراب حقـًا مشــروعًا‬
‫يتمت ــع بحماي ــة الدس ــتور في حال ــة ممارس ــته في إط ــار الق ــانون‪ .‬وممارس ــة ه ــذا الح ــق ش ــيء م ــألوف ويطب ــق في جمي ــع‬
‫قطاعات النشاط‪ ،‬بما في ذلك إدارات الدولة وهياكلها‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 27‬‬

‫‪ -86‬ومنذ عام ‪ ،1991‬اتبع عدد حركات اإلضراب منحنى نزوليـًا‪ 2 290 :‬إضـرابًا في عــام ‪ ،1989‬و‪2 023‬‬
‫في ع ــام ‪ ،1990‬و‪ 1 034‬في ع ــام ‪ ،1991‬و‪ 493‬في ع ــام ‪ ،1992‬و‪ 537‬في ع ــام ‪ ،1993‬و‪ 410‬في ع ــام‬
‫‪ ،1994‬و‪ 432‬في عــام ‪ 1995‬و‪ 441‬في عــام ‪ 1996‬و‪ 292‬في عــام ‪ 1997‬و‪ 195‬في عــام ‪ .1998‬ورافــق‬
‫هـ ــذا االتجـ ــاه هبـ ــوط في عـ ــدد المض ـ ـربين (‪ 54.78‬في المائـ ــة من العـ ــاملين في القطـ ــاع المعـ ــني‪ ،‬وسـ ــطيًا‪ ،‬في عـ ــام‬
‫‪ ،) 1995‬وفي عدد القطاعات المعنية وفي الخسائر المتكبدة الناتجة عن ذلك‪ .‬وقد ساعد هذا االتجاه‪ ،‬فضًال عن‬
‫ذلــك‪ ،‬على الوصــول إلى مجــاالت التشــاور‪ ،‬بــل وإلى اتخــاذ ق ـرارات من لــدن مختلــف الشــركاء االجتمــاعيين‪ .‬وتشــهد‬
‫اللقاءات الدورية بين الشركاء االجتماعيين الثالثة (الحكومة‪ ،‬وأرباب العمل‪ ،‬والنقابات) على غلبة سياسة الحوار‪.‬‬

‫المادة ‪9‬‬

‫الحق في الضمان االجتماعي وفي التأمينات االجتماعية‬

‫‪ -87‬يعــترف نظــام الضــمان االجتمــاعي الجــاري بــه العمــل‪ ،‬لكــل عامــل مــأجور بــالحق في التــأمين ضــد المــرض‪،‬‬
‫وبالحق في الحماية من حوادث العمل وفي التقاعد‪ .‬ويستفيد األشخاص الذين ال يستطيعون العمل بسبب عــائق مــا‬
‫من مساعدة الدولة في إطار قانون الحماية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -88‬وفضًال عن هذه الحقوق المعترف بها لكل عامل‪ ،‬فإن المرأة العاملة تتمتع بإجازة أمومة مدتها ‪ 14‬أســبوعًا‬
‫ويــؤدي عنهــا ‪ 100‬في المائــة من مقــدار األجــر المخصــص للوظيفــة باعتبــار ذلــك مســاهمة نقديــة‪ .‬كمــا أنهــا تســتفيد‬
‫من مســاهمات عينيــة تتمثــل في دفــع مجمــوع المصــاريف الطبيــة والصــيدلية‪ ،‬ومصــاريف العالج في المستشــفى ألجــل‬
‫الـ ــوالدة‪ .‬وتسـ ــتفيد أيض ـ ـًا النسـ ــاء غـ ــير العـ ــامالت‪ ،‬المتزوجـ ــات برجـ ــال منخـ ــرطين في نظـ ــام التـ ــأمين االجتمـ ــاعي‪ ،‬من‬
‫مساهمات عينية كتغطيــة لتــأمين األمومــة‪ .‬وينبغي اإلشــارة إلى أن األم غــير المتزوجــة تســتفيد من حمايــة الدولــة وُتقبــل‬
‫للعالج في المستشفى بالمجان ودون الكشف عن هويتها‪ .‬وال يجوز أن ُيعد وضعها االجتمــاعي عائقـًا للعمــل‪ ،‬فهي‬
‫تستفيد من اإلعانات العائلية كباقي العاملين‪.‬‬

‫‪ -89‬وفي حين أن الس ــن القانوني ــة للتقاع ــد هي ‪ 60‬س ــنة للع ــاملين‪ ،‬يج ــوز للم ـرأة أن تطلب إحالته ــا إلى المع ــاش‬
‫ابتــداًء من ســن ‪ 55‬ســنة مــع إمكانيــة تخفيض هــذه الســن بنســبة ســنة لكــل طفــل في حــدود ثالثــة أطفــال‪ .‬وتســتفيد‬
‫األرملة التي كان زوجها منخرطًا في التأمين االجتماعي من المعاش اآليل إلى الزوجة‪ ،‬أيًا كان ســنها‪ .‬وتســتفيد البنت‬
‫التي كان أبوها قبل وفاته منخرطًا في التأمين االجتماعي من المعاش اآليل إلى الورثة‪ ،‬أيـًا كــان ســنها إذا لم يكن لهــا‬
‫دخــل ولم تكن متزوجــة‪ .‬وهــذه األحكــام تأخــذ في الحســبان الســمات الذاتيــة للمجتمــع الجزائــري وتــؤمن دخًال للمـرأة‬
‫عندما ال تمارس أي نشاط مأجور‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 28‬‬

‫‪ -90‬في مجال االستحقاقات العائلية‪ ،‬يتمتع المــأجورون بإعانــات عائليــة من أجــل أطفــالهم القّص ر‪ ،‬ويعــاد تقــدير‬
‫مبلغ هذه اإلعانات بانتظام‪ .‬كما تمنح إعانة خاصة عندما يكون لألسرة دخل واحد‪.‬‬

‫المادة ‪10‬‬

‫حماية األسرة والطفل‬

‫‪ -91‬ينص الدستور في المادة ‪ 58‬على أن "األســرة تحظى بحمايــة الدولــة والمجتمــع"‪ .‬ويــبين القــانون األساســي‪،‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬في المادة ‪ ، 59‬فيما يخص األشخاص المعاقين‪ ،‬أن "ظروف معيشة المواطنين الــذين ال يســتطيعون‬
‫بعد القيام بعمل‪ ،‬أو الذين لم يعودوا يستطيعون القيام به أو الذين لن يستطيعوا أبدًا القيام به‪ ،‬مضمونة"‪.‬‬

‫‪ -92‬وفيما يخص واجبات المواطن‪ ،‬ينص الدستور في الفصل الخــامس على عــدد من األحكــام المتعلقــة باألســرة‬
‫والمجتمع‪ .‬ونذكر منها بالخصوص ما يلي‪:‬‬

‫الم ــادة ‪" :63‬يم ــارس ك ــل ف ــرد جمي ــع حريات ــه‪ ،‬في إط ــار اح ــترام الحق ــوق المع ــترف به ــا للغ ــير في‬ ‫(أ)‬
‫الدستور‪ ،‬وال سيما الحق في الشرف‪ ،‬واحترام الحياة الخاصة‪ ،‬وحماية األسرة والشبيبة والطفولة"؛‬

‫(ب) المــادة ‪" :65‬يص ـّد ق القــانون على واجب الوالــدين بتربيــة أوالدهمــا ورعــايتهم‪ ،‬وعلى واجب األوالد‬
‫باإلحسان إلى والديهم ومساعدتهما"‪.‬‬

‫‪ -93‬وفي مـ ــا يخص حمايـ ــة األسـ ــرة‪ ،‬فض ـ ـًال عن الحمايـ ــة االجتماعيـ ــة الـ ــتي تتحملهـ ــا الدولـ ــة في نطـ ــاق مهامهـ ــا‬
‫التقليديــة والمتطــرق إليهــا في المــادة ‪ ،11‬نشــير إلى العمــل الــذي تم تنفيــذه في إطــار التضــامن الوطــني مــع العــائالت‬
‫ضحايا اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -94‬تتكــون األحكــام التنظيميــة الــتي تســري على تعــويض ضــحايا اإلرهــاب من عــدد من النصــوص من بينهــا نص‬
‫للقانون المالي وحكم تنفيذي‪ ،‬ونصوص تطبيقية‪ .‬وتضمن هذه األحكــام المتعلقــة بالتضــامن الوطــني وبحمايــة األســرة‬
‫تعويض خلف الضحايا الذين توفوا‪ ،‬وتعويض األضرار الجسدية‪ ،‬واألضرار المادية‪ ،‬وتعويض ضحايا الحوادث الواقعــة‬
‫في إطار مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -95‬ويراعي هذا النظام وضع الضحايا العائلي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والمهــني‪ .‬ويقــدر التعــويض‪ ،‬الشــهري أو اإلجمــالي‪،‬‬
‫حس ــب دخ ــل الض ــحية الش ــهري ويق ــدر‪ ،‬عن ــد االقتض ــاء‪ ،‬على أس ــاس معطي ــات‪ ،‬كتق ــدير المبل ــغ الش ــهري بن ــاء على‬
‫المؤهالت المهنية للضحية‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 29‬‬

‫‪ -96‬ولما يتعلق األمر بالضــحايا الــذين لحــق بهم ضــرر جســدي‪ ،‬يقــدر مبلــغ التعــويض على أســاس دخــل الضــحية‬
‫وم ــدى عجزه ــا‪ .‬وأخ ــيرًا‪ ،‬فيم ــا يخص الخس ــائر المادي ــة‪ ،‬فهي تع ــوض بنس ــبة ‪ 100‬في المائ ــة‪ .‬وق ــد اس ــتوجبت ه ــذه‬
‫األحكام‪ ،‬حتى اآلن التزامًا من الدولة قدره ‪ 5‬مليارات و‪ 500‬مليون دينار‪.‬‬

‫‪ -97‬وفيم ـ ــا يخص اإلعال ـ ــة الطبي ـ ــة‪ ،‬وض ـ ــعت وزارة الص ـ ــحة والس ـ ــكان خط ـ ــة لمواجه ـ ــة الطـ ـ ـوارئ الش ـ ــتراء أدوي ـ ــة‪،‬‬
‫ومنتجات قابلة لالستهالك وتجهيزات‪ .‬ويناهز المبلغ المخصص لذلك خالل السنـ ـوات األرب ــع األخيرة ‪500 000‬‬
‫‪ 1 002‬دينار‪.‬‬

‫‪ -98‬وينبغي اإلش ــارة خصوص ـًا إلى التعليم ــات ال ــتي أعطاه ــا وزي ــر الص ــحة والس ــكان‪ ،‬وال ــتي تمنح النس ــاء ض ــحايا‬
‫االغتصـ ــاب‪ ،‬على إثـ ــر أفعـ ــال إرهابيـ ــة‪ ،‬الحـ ــق في إجهـ ــاض عالجي‪ .‬ويكـ ــون عالج الضـ ــحايا‪ ،‬وم ـ ـرافقتهن النفس ـ ــية‪،‬‬
‫والمستحضرات الصيدلية بالمجان‪.‬‬

‫‪ -99‬وقد تمت عدة أعمال‪ ،‬خصوصًا في صالح العــائالت ضــحايا اإلرهــاب‪ ،‬من خالل المســاعدات الماليــة الــتي‬
‫منحت في مختل ــف المناس ــبات‪ ،‬في انتظ ــار نتيج ــة ملف ــات التع ــويض‪ .‬وفيم ــا يتعل ــق ب ــالموارد المالي ــة‪ ،‬فق ــد خصص ــت‬
‫الدولــة مبلغـًا ينــاهز ‪ 20‬مليــار ســنتيم (كــذا)‪ ،‬اســتخدم لتمويــل هــذه اإلعانــات المختلفــة‪ .‬وينبغي اإلشــارة‪ ،‬أخــيرًا‪ ،‬إلى‬
‫إنش ــاء ص ــندوق لتع ــويض ض ــحايا األفع ــال اإلرهابي ــة ي ــزّو د إلى ح ــدود ‪ 20‬في المائ ــة من إيـ ـرادات الص ــندوق الخ ــاص‬
‫للتضامن الوطني (‪ 124‬مليون دينار في عام ‪ 1996‬و‪ 151‬مليون دينار في عام ‪.)1997‬‬

‫‪ -100‬وُتمنح أيضًا مساعدات مالية للجمعيات التي تساهم في مساعدة العائالت ضــحايا اإلرهــاب‪ .‬فقــد تســلمت‬
‫الجمعية الوطنية لضحايا اإلرهاب مبلغًا قدره ‪ 10‬ماليين دينار لعام ‪.1998‬‬

‫‪ -101‬وتتحمــل الدولــة أيض ـًا جــزءًا من جهــود بنــاء المســاكن وتيّس ر اقتنــاء الســكن االجتمــاعي‪ ،‬وخاصــة منــه النــوع‬
‫القابل للتوسع التدريجي‪ .‬ففي ‪ 20‬والية‪ ،‬منح ‪ 530‬مسكنًا للعائالت ضحايا اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -102‬وبالنسبة لتشغيل الشباب المنتمي إلى العائالت ضحايا اإلرهــاب‪ ،‬فقــد بوشــرت أعمــال مســاعدة بشـراكة مــع‬
‫الجمعية الوطنية للعائالت ضحايا اإلرهاب‪ ،‬إلنشاء مشاريع صغيرة‪.‬‬

‫‪ -103‬وفي مج ــال الت ــدريب عن طري ــق المراس ــلة‪ُ ،‬و قعت اتفاقي ــة تكل ــف المرك ــز الوط ــني للتعليم المه ــني عن طري ــق‬
‫المراسلة بالعمل على تدريب ‪ 400‬ضحية معاقة من ضــحايا األعمــال اإلرهابيــة وإلنجــاز هــذه العمليــة‪ ،‬خصــص مبلــغ‬
‫مليونين وثمان مائة ألف دينار من الصندوق الوطني للتضامن‪.‬‬

‫‪ -104‬والمعالجة النفسية للناجين هي أيضًا مجال متطور داخل هذه األحكام‪ ،‬وخاصة فيما يتعلــق باألطفــال‪ .‬فقــد‬
‫أنش ــأت الحكوم ــة له ــذا الغ ــرض خالي ــا لالس ــتماع إلى األش ــخاص المعن ــيين‪ ،‬في األم ــاكن ال ــتي ج ــرت فيه ــا م ــذابح‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 30‬‬

‫المدنيين‪ .‬كما شجعت حركــة الجمعيــات على تعزيــز العمــل عن قــرب في صــالح األطفــال‪ ،‬ويّس رت‪ ،‬في هــذا النطــاق‪،‬‬
‫ســبل اســتقبال األطفــال واألمهــات واألشــخاص الــذين ال عائلــة لهم‪ ،‬وذلــك في هياكــل مالئمــة‪ .‬وباإلضــافة إلى ذلــك‪،‬‬
‫تنَّظم بالتعاون مع المنظمات المعنية مخّي مات لقضاء العطل يستفيد منها األطفال ضحايا اإلرهاب‪.‬‬

‫المادة ‪11‬‬
‫الحق في السكن وفي مستوى معيشة كاٍف‬

‫‪ -105‬ارتفــع عــدد ســكان الجزائــر من ‪ 10‬ماليين نســمة‪ ،‬في فــترة االســتقالل أي في عــام ‪ ،1962‬إلى ‪ 12‬نســمة‬
‫في عــام ‪ ،1966‬وهــو تــاريخ أول تعــداد ســكاني عــام‪ .‬وبين عــام ‪ 1966‬وعــام ‪ ،1987‬تضــاعف عــدد الســكان‪ ،‬إذ‬
‫قدر بأكثر بقليل من ‪ 22.8‬مليون نسمة‪ .‬ويصل عدد سكان الجزائر اليوم إلى ‪ 29.3‬مليون نسمة‪.‬‬

‫‪ -106‬وكانت نسبة النمو الديموغرافي تبلغ ما يقارب ‪ 3.3‬في المائة في عقد الستينات‪ ،‬ثم استقرت عند مســتوى‬
‫مرتفع هو ‪ 3.1‬في المائة‪ ،‬قبل أن تنخفض ابتداء من الشــطر الثــاني من عقــد الثمانينــات‪ ،‬إذ بلغت النســبة المســجلة‬
‫آنذاك ‪ 2.7‬في المائة‪ .‬وفي عام ‪ ،1997‬بلغت هذه النسبة ‪ 1.7‬في المائة‪.‬‬

‫‪ -107‬وتحــدد معــدالت النمــو الســكاني المرتفعــة المســجلة خالل العقــود الثالثــة من االســتقالل وجــود ُبنيــة حســب‬
‫األعمــار تتمــيز بعــدد كبــير من الشــباب الــذين تقــل أعمــارهم عن ‪ 30‬ســنة‪ .‬وهــذه الفئــة من الســكان‪ ،‬بعــد أن تــابعت‬
‫دورة من التدريب‪ ،‬تسعى اآلن للحصول على شغل وسكن‪.‬‬

‫‪ -108‬وك ــانت دائمـ ـًا مس ــألة الس ــكن تمث ــل مص ــدرًا من مص ــادر انش ــغال ب ــال الس ــلطات العام ــة‪ .‬ف ــإن التط ــور الع ــام‬
‫لالس ــتثمارات في ه ــذا القط ــاع وج ــد نفس ــه في الواق ــع داخًال في س ــباق م ــع التط ــور ال ــديمغرافي‪ .‬وبالفع ــل‪ ،‬إن ع ــدد‬
‫األشخاص الذين يعيشون في نفس المسكن‪ ،‬والذي كان بمعدل ‪ ،7.5‬يقَّدر اليوم ب‪ ‍7.4‬على الصعيد الوطني‪ ،‬وهــو‬
‫مــوزع بين ‪ 7.6‬في الوســط ال ـريفي و‪ 7.1‬في الوســط الحضــري‪ .‬وهــذا المعــدل‪ ،‬الــذي ظــل مســتقرًا ط ـوال عقــد‪ ،‬يبقى‬
‫مــع ذلــك مرتفعـًا‪ .‬وظــل النمــو الــديمغرافي ونمــو إنتــاج قطــاع البنــاء في نفس المســتوى رغم الــبرامج العموميــة الطموحــة‬
‫وتطور النشاط العقاري الخاص‪ ،‬التي لم تفلح في التخفيف بصورة جوهرية من النقص في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -109‬وينبغي اإلشارة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬إلى تحسين مرافق السكن‪ ،‬كنسبة الربط بالشبكات التالية‪:‬‬

‫تبلــغ نســبة الربــط بالشــبكة الكهربائيــة اليــوم ‪ 93.4‬في المائــة في حين لم تكن تبلــغ إال ‪ 72.7‬في‬ ‫‘‪‘1‬‬
‫المائة في عام ‪1987‬؛‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 31‬‬

‫تبلغ نسبة الربط بشبكة الماء الصــالح للشــرب ‪ 76.8‬في المائــة في حين لم تكن تبلــغ إال ‪ 58‬في‬ ‫‘‪‘2‬‬
‫المائة في عام ‪1987‬؛‬

‫تبلــغ نســبة الربــط بشــبكة اإلصــحاح ‪ 96.1‬في المائــة في حين لم تكن تبلــغ إال ‪ 63‬في المائــة في‬ ‫‘‪‘3‬‬
‫عام ‪1987‬؛‬

‫يصل توزيع الغاز الطبيعي إلى ‪ 54‬في المائة من األسر‪.‬‬ ‫‘‪‘4‬‬

‫‪ -110‬وفي ع ـ ــام ‪ ،1998‬خص ـ ــص مبل ـ ــغ ‪ 110‬ملي ـ ــارات دين ـ ــار من الميزاني ـ ــة لبن ـ ــاء المس ـ ــاكن‪ .‬وفي آخ ـ ــر ش ـ ــهر‬
‫أيلــول‪/‬ســبتمبر ‪ ،1998‬كــان قــد أنجــز ‪ 225 000‬مســكن‪ ،‬وكــان ‪ 393 000‬مســكن في طريــق اإلنجــاز‪ .‬وحســب‬
‫المشاريع الموجودة‪ ،‬سوف تكون الجزائر قد أنجزت بحلول آخر سنة ‪ 2000‬أكثر من ‪ 750 000‬مسكنًا‪ ،‬فض ـًال‬
‫عن المســاكن الــتي يكــون قــد أنجزهــا القطــاع الخــاص‪ .‬ويهــدف هــذا المجهــود‪ ،‬الــذي ســوف يتــاَبع‪ ،‬في نفس الــوقت‬
‫إلى االس ـ ــتجابة إلى الطلب وإلى تحس ـ ــين نوعي ـ ــة وإط ـ ــار معيش ـ ــة المواط ـ ــنين‪ ،‬وأخ ـ ــيرًا إلى تجدي ـ ــد الرص ـ ــيد الس ـ ــكني‬
‫الموجود‪.‬‬

‫‪ -111‬أما فيما يخص مستوى المعيشة‪ ،‬فقد ُد رس في المادة المتعلقة باإلعانات االجتماعية التي تمنحها الدولة‪.‬‬

‫‪ -112‬وتتكون الميزانية االجتماعية للدولة‪ ،‬التي تمثل ما يعادل ‪ 22‬في المائة من النفقات‪ ،‬مما يلي‪:‬‬

‫التح ـ ــويالت النقدي ـ ــة المتمثل ـ ــة في النفق ـ ــات المتعلق ـ ــة ب ـ ــدعم التعليم والت ـ ــدريب (المنح الدراس ـ ــية‪،‬‬ ‫(أ)‬
‫واألعم ــال الجامعي ــة)‪ ،‬وأعم ــال التض ــامن والمس ــاعدة في ص ــالح الطبق ــات المحروم ــة‪( ،‬اإلعان ــة االجتماعي ــة‪ ،‬وتش ــغيل‬
‫الشباب) وكذلك اإلعانات العائلية والمعاشات والتقاعد؛‬

‫(ب) التح ــويالت غ ــير النقدي ــة‪ ،‬أي نفق ــات دعم األس ــعار‪ ،‬واإلعان ــات للقطاع ــات الص ــحية ولمؤسس ــات‬
‫الحماية االجتماعية؛‬

‫التح ــويالت المتعلق ــة بإعان ــات الض ــمان االجتم ــاعي واألعم ــال االجتماعي ــة للمش ــاريع والمجتمع ــات‬ ‫(ج)‬
‫المحلية‪.‬‬

‫‪ -113‬وتشتمل الترتيبات الخاصة التي وضعت منذ عام ‪ ،1992‬والتي تهتم أساسًا بالفئــات االجتماعيــة الضــعيفة‪،‬‬
‫على الشبكة االجتماعية‪ ،‬واإلعانة االجتماعية‪ ،‬واالســتقبال في المؤسســات المتخصصــة‪ ،‬واالســتفادة من العالج ومن‬
‫المواصالت‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 32‬‬

‫‪ -1‬الشبكة االجتماعية‬

‫‪ -114‬تتك ــون الش ــبكة االجتماعي ــة من تعويض ــين يمنح ــان من ميزاني ــة الدول ــة ل ــدعم دخ ــل األش ــخاص ذوي الحاج ــة‬
‫واألسر المعوزة‪ ،‬وذلك بطريقة مباشرة‪ .‬ويتمثل هذان التعويضان في العالوة اإلجمالية للتضامن والتعويض عن النشاط‬
‫المماَر س من أجل الصالح العام‪.‬‬

‫العالوة اإلجمالية للتضامن‬ ‫(أ)‬

‫‪ -115‬تمنح هـ ــذه العالوة لألشـ ــخاص المسـ ــنين وللمعـ ــاقين غـ ــير القـ ــادرين على العمـ ــل‪ ،‬الـ ــذين هم أربـ ــاب أسـ ــر أو‬
‫يعيش ــون في عزل ــة‪ .‬وق ــد ارتف ــع مبل ــغ ه ــذه العالوة‪ ،‬في س ــنة ‪ ،1997‬إلى ‪4.536‬ملي ــار دين ــار أي م ــا يع ــادل ‪75.6‬‬
‫ملي ــون دوالر أمـ ـريكي‪ .‬واستفـ ــاد أك ــثر من ‪ 420 000‬ش ــخص من ه ــذه المس ــاعدة في ع ــام ‪ ،1998‬من ض ــمنهم‬
‫‪ 195 734‬امرأة‪.‬‬

‫التعويض عن النشاط المماَر س من أجل الصالح العام‬ ‫(ب)‬

‫‪ُ -116‬يمنح هــذا التعــويض لألشــخاص وألربــاب األســر الــذين هم بــدون دخــل‪ ،‬في مقابــل مســاهمتهم في األنشــطة‬
‫ذات الفائــدة العامــة‪ ،‬الــتي تنظمهــا الجماعــات المحليــة‪ ،‬وذلــك بمعــدل ‪ 8‬ســاعات في اليــوم و‪ 22‬يوم ـًا في الشــهر‪.‬‬
‫وتصل المبالغ المخصصة لهذا النشــاط إلى ‪ 12‬مليــار دينــار‪ ،‬أي ‪ 200‬مليــون دوالر أمـريكي‪ .‬وتمثــل النســاء ‪38.8‬‬
‫في المائة من عدد المســتفيدين من هــذه اإلعانــة‪ .‬وليس التعــويض من أجــل الفائــدة العامــة مســاهمة في دخــل الفئــات‬
‫االجتماعيــة المحرومــة فقــط‪ ،‬وإنمــا هــو مســاهمة أيض ـًا في تحســين ظــروف وبيئــة معيشــتهم‪ ،‬ألن أغلبيــة هــذه الفئــات‬
‫تعيش في مناطق محصورة‪ ،‬ومحرومة‪ ،‬وفي سكن غير الئق‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلعانة االجتماعية‬

‫‪ -117‬تمثــل اإلعانــة االجتماعيــة مســاهمة ماليــة من الدولــة لكفالــة األشــخاص المحــرومين‪ .‬وإن كــانت هــذه اإلعانــة‬
‫االجتماعية ال تمييزية فهي تفيد النساء والفتيات أساسـًا‪ .‬وهي مخصصــة لألطفــال المعــانين‪ ،‬ولألطفــال الــذين هم في‬
‫حاجة إلى اإلسعاف‪ ،‬وكذلك للمعاقين ولألشخاص المسنين‪ .‬وتصــل المبــالغ الممنوحــة ســنة ‪ 1997‬في هــذا اإلطــار‬
‫إلى ‪ 1.734‬مليار دينار‪ ،‬أي ‪ 28.9‬مليون دوالر‪.‬‬

‫‪ -3‬االستفادة من العالج‬

‫‪ -118‬يسـ ــتفيد خصوص ـ ـًا من العالج األشـ ــخاص المعـ ــاقون والمسـ ــتفيدون من الشـ ــبكة االجتماعيـ ــة المنتسـ ــبون إلى‬
‫الضمان االجتماعي‪ .‬وتتحمل الدولة وحدها دفع مبالغ االشتراك‪ .‬وفي هذا الصدد‪:‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 33‬‬

‫يط ــرح الق ــانون رقم ‪ 11 -83‬المتعل ــق بالتأمين ــات االجتماعي ــة‪ ،‬مب ــدأ إف ــادة ك ــل ش ــخص مع ــاق ال‬ ‫(أ)‬
‫يمـ ــارس أي نشـ ــاط مهـ ــني من الضـ ــمان االجتمـ ــاعي‪ .‬وهكـ ــذا‪ ،‬يسـ ــتفيد المعـ ــاقون من الضـ ــمان االجتمـ ــاعي وينـ ــالون‬
‫المس ــاعدات العيني ــة‪ .‬ويق ــدر مبل ــغ المس ــاهمة لك ــل مع ــاق بنس ــبة ‪ 5‬في المائ ــة من الح ــد األدنى الوط ــني المض ــمون‬
‫لألجر‪ .‬ويصل هذا المبلغ في السنة المالية ‪ 1997‬إلى ‪ 367.4‬مليون دينار أي ‪ 6.12‬مليون دوالر؛‬

‫(ب) يمــول صــندوق التنميــة االجتماعيــة مبــالغ االشــتراك في التــأمين االجتمــاعي للمســتفيدين من الشــبكة‬
‫االجتماعي ــة بنس ــبة ‪ 6‬في المائ ــة من الح ــد األدنى الوط ــني المض ــمون لألج ــر‪ ،‬ويص ــل مق ــدار ه ــذه المب ــالغ إلى ‪2.15‬‬
‫مليار دينار‪ ،‬أي ‪ 35.83‬مليون دوالر؛‬

‫(ج) يحصـ ــل األش ــخاص المعـ ــوزون غـ ــير المؤمـ ــنين اجتماعيـ ـًا والمصـ ــابون ب ــأمراض مزمن ــة‪ ،‬على األدوي ــة‬
‫الض ـ ــرورية لص ـ ــحتهم بالمج ـ ــان‪ .‬وهك ـ ــذا‪ ،‬يمنح ‪ 73‬دواء لعالج ‪ 8‬أمـ ـ ـراض بالمج ـ ــان (الس ـ ــرطان‪ ،‬والربـ ــو‪ ،‬واألمـ ـ ـراض‬
‫العقليــة‪ ،‬والتهــاب غش ــاء ال ــرحم واألم ـراض األيض ــية‪ ،‬وداء الس ــكري)‪ .‬ويص ــل مبل ــغ ه ــذه العمليــة اإلجم ــالي إلى ‪000‬‬
‫‪ 417‬من الدوالرات األمريكية؛‬

‫(د) وفي مي ــدان النق ــل‪ ،‬يس ــتفيد األش ــخاص المع ــاقون ال ــذين ليس لهم دخًال من تخفيض و‪/‬أو مجاني ــة‬
‫ثمن النقل بالسكك الحديدية‪ ،‬وعلى الطرق داخل المدن وبينها‪.‬‬

‫المادة ‪12‬‬

‫الحق في الصحة‬

‫‪ -1‬معطيات عامة‬

‫‪ -119‬الحق في حماية الصــحة حــق دســتوري (المــادة ‪ 54‬من الدســتور)‪ .‬ووصــول الســكان إلى الخــدمات الصــحية‬
‫بدون تمييز مضمون‪ ،‬وهو شبه عام‪ ،‬إذ يخص نسبة ‪ 98‬في المائة من مجموع السكان‪ .‬وما ييسر هــذا الوصــول هــو‬
‫التقدم الحاصل في مجال التغطية الصحية‪ ،‬والذي تبينه النسب التالية‪:‬‬

‫طبيب واحد‪ 1 262/‬نسمة؛‬ ‫‪-‬‬

‫وحدة عالج صحي أساسي‪ 5 000/‬نسمة؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2.03‬سرير‪ 1 000/‬نسمة؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1.5‬سرير للوالدة وأمراض النساء‪ 1 000/‬امرأة في سن اإلنجاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 34‬‬

‫‪ -120‬ومن جهــة أخــرى‪ ،‬إن الحكومــة الجزائريــة قــد أكــثرت من البــنى التحتيــة الصــحية األساســية‪ ،‬وعــززت التــدريب‬
‫في المجال الطبي وفي مجال المساعدة الطبية‪ .‬ويوجد في الجزائر‪ ،‬اليوم‪ ،‬عدد ال بأس به من البنى التحتية الطبية‪:‬‬

‫‪ 13‬مركزًا طبيًا جامعيًا؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 19‬مؤسسة طبية مختصة؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 184‬مستشفى؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 56‬عيادة طبية؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 455‬عيادة شاملة (‪ 186‬منها تحتوي على أسرة للوالدة)؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1 123‬مركزًا صحيًا؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3 876‬قاعة للعالج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -121‬وبالنسبة لإلشراف‪ ،‬كان هناك في القطاع العام‪ ،‬في سنة ‪ 10 640 ،1997‬طبيبـًا عام ـًا‪ ،‬م ــن بينهم ‪499‬‬
‫‪ 5‬امرأة‪ ،‬و‪ 3 488‬طبيبـًا مختصـًا‪ ،‬من بينهم ‪ 1 735‬امـرأة‪ ،‬و‪ 5 467‬طبيبـًا ينتمــون إلى المراكــز الطبيــة الجامعيــة‪،‬‬
‫من بينهم ‪ 2 418‬ام ـرأة‪ .‬وفي القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬يوج ــد ‪ 8 195‬طبيب ـًا‪ ،‬من بينهم ‪ 4 100‬ام ـرأة‪ ،‬فيك ــون مجم ــوع‬
‫األطباء ‪ 27 790‬طبيبًا‪ ،‬من بينهم ‪ 13 752‬امـرأة‪ .‬وتمثــل التغطيــة الطبيــة الجزائري ــة‪ ،‬وه ــي طــبيب واحــد ل ‪1 ‍123‬‬
‫نسمة في عام ‪ ،1997‬نسبة ال بأس بها لبلد ناٍم ‪ ،‬حسب رأي منظمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫‪ -122‬وُتعتــبر ميزانيــة الدولــة الخاصــة بالصــحة إحــدى أهم الميزانيــات مــع ميزانيــة التعليم‪ .‬وعلى ســبيل المثــال‪ ،‬تبلــغ‬
‫ميزاني ــة تسـ ــيير ش ــؤون الص ــحة ‪ 660‬مليونـ ـًا من ال ــدوالرات األمريكي ــة‪ ،‬وتمث ــل ‪ 7‬في المائ ــة من ميزاني ــة إدارة ش ــؤون‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬السياسة الديمغرافية‬

‫‪ -123‬عرف الوضع الديمغرافي تطورًا سريعًا خالل العقدين األولين اللــذين أعقبــا االســتقالل‪ .‬فقــد ظــل معــدل النمــو‬
‫الــديمغرافي يفــوق ‪ 3‬في المائــة في الســنة في الســتينات والســبعينات وحــتى عــام ‪ .1985‬وأدى اســتقرار معــدل النمــو‬
‫الديمغرافي العالي خالل هذه الفترة إلى تضاعف عدد السكان خالل ‪ 22‬سنة‪ ،‬بين عــام ‪ 1962‬وعــام ‪ ،1985‬أي‬
‫إلى زي ــادة ‪ 10‬ماليين نس ــمة‪ .‬وأم ــام القي ــود ال ــتي يفرض ــها النم ــو ال ــديمغرافي‪ ،‬اعُتم ــدت سياس ــة نش ــطة فيم ــا يخص‬
‫السكان ووضعت موضع التنفيذ منذ عام ‪.1983‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 35‬‬

‫‪ -124‬وظه ـ ــر التب ـ ــاطؤ في النم ـ ــو ال ـ ــديمغرافي بوض ـ ــوح ابت ـ ــداء من أواخ ـ ــر الثمانين ـ ــات‪ .‬فق ـ ــد انخفض مع ـ ــدل النم ـ ــو‬
‫الديمغرافي‪ ،‬الذي كــان يقــدر ب ‪ ‍2.7‬في المائــة في عــام ‪ 1987‬إلى ‪ 2.4‬في المائــة في عــام ‪ ،1990‬وإلى ‪ 1.7‬في‬
‫المائة في عام ‪ .1997‬واعتمــادًا على هــذا المســتوى‪ ،‬فــإن فــترة تضــاعف عــدد الســكان هي ‪ 42‬ســنة‪ ،‬أي ضــعف مــا‬
‫لوح ــظ في الس ــتينات والس ــبعينات‪ .‬ويع ــود س ــبب تب ــاطؤ النم ــو ال ــديمغرافي أساسـ ـًا إلى انخف ــاض نس ــبة اإلنج ــاب‪ ،‬إذ‬
‫انتقلت هذه النسبة من ‪ 1 50/000‬في ســنة ‪ 1970‬إلى ‪ 1 39/000‬في ســنة ‪ ،1985‬و‪ 1 30/000‬في ســنة‬
‫‪ ،1990‬و ‪ 1 22.9/000‬في ســنة ‪ .1996‬ويفســر هــذا االنخفــاض في النمــو الــديمغرافي في تراجــع ســن الــزواج‪،‬‬
‫وفي ازدياد استعمال وسائل منع الحمل‪.‬‬

‫‪ -125‬ويعــد تراجــع ســن الــزواج‪ ،‬في الوســط الحضــري كمــا في الوســط ال ـريفي‪ ،‬مؤش ـرًا جديــدًا للتطــور االجتمــاعي‪.‬‬
‫وهك ــذا‪ ،‬فق ــد انتق ــل مع ــدل س ــن ال ــزواج‪ ،‬في الع ــالم ال ـريفي‪ ،‬من ‪ 19.8‬س ــنة إلى ‪ 24.6‬س ــنة بين ع ــام ‪ 1977‬وع ــام‬
‫‪ .1992‬وكانت نتيجة هذا االنخفــاض نقصـًا في اإلنجــاب المبكــر‪ ،‬إذ إنــه في عــام ‪ ،1996‬أنجبت ‪ 19‬امـرأة فقــط‬
‫من أصل ‪ 1 000‬وليدًا قبل سن ‪ 20‬سنة‪ ،‬مقابــل ‪ 1 60/000‬في ســنة ‪ .1980‬ونتيجــة انخفــاض معــدل المواليــد‬
‫هي انخفاض الخصوبة‪ .‬فقد انتقل مؤشر الخصوبة من ‪ 7‬أطفال‪/‬امرأة في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 3.68‬في عــام ‪،1994‬‬
‫ليص ــل إلى ‪ 3.14‬طف ــل لك ــل ام ـرأة في ســنة ‪ .1997‬ويع ــد المس ــتوى الض ــروري لتجديــد األجيــال ‪ 2.1‬طف ــل‪/‬ام ـرأة‪.‬‬
‫ومن المفترض أن تبلغ الجزائر هذا المستوى حوالي عام ‪.2010‬‬

‫‪ -126‬وته ــدف ال ــبرامج ال ــتي نف ــذت في مج ــال الس ــكان‪ ،‬إلى تحس ــين إمكاني ــات الوص ــول إلى خ ــدمات الص ــحة‬
‫اإلنجابية‪ ،‬بــالتركيز خصوصـًا على المنــاطق المحرومــة‪ ،‬وإلى تطــوير النشــاط المتعلــق بــاإلعالم‪ ،‬والتعليم واالتصــال‪ ،‬في‬
‫اتج ــاه مختل ــف فئ ــات الس ــكان (الش ــباب‪ ،‬والرج ــال‪ ،‬وس ــكان الري ــف‪ ،‬إلخ‪ ،).‬وإلى ت ــداخل السياس ــة الديمغرافي ــة م ــع‬
‫السياسات االجتماعية األخــرى (التخطيــط العمـراني‪ ،‬والبيئــة‪ ،‬وتقــدم المـرأة‪ ،‬إلخ‪ ).‬وإلى تطــوير األبحــاث في مختلــف‬
‫الميادين المتعلقة بالسكان‪.‬‬

‫‪ -127‬وتوضع السياسة المتعلقة بالصحة‪ ،‬والتي هي المحرك األساسي للسياســة الديمغرافيــة‪ ،‬باالشــتراك مــع وزارات‬
‫أخرى‪ ،‬ويشكل االشتراك بين القطاعات مبدأ موجهًا للسياسة الوطنية المتعلقة بالصحة وبالسكان‪ .‬ويرد هــذا المبــدأ‪،‬‬
‫خصوصـ ـًا‪ ،‬في الميث ــاق المعتم ــد خالل الم ــؤتمر الوط ــني المع ــني بالص ــحة المعق ــود في ع ــام ‪ ،1998‬وال ــذي يح ــدد‬
‫األه ــداف‪ ،‬والمب ــادئ‪ ،‬واالس ــتراتيجيات في مج ــال الص ــحة في مطل ــع س ــنة ‪ .2005‬ولتحقي ــق ه ــذا المس ــعى‪ ،‬أنش ــئت‬
‫مجاالت للتشاور على الصعيدين الوطني والمحلي‪.‬‬

‫‪ -128‬وعلى سبيل المثال في مجال الســكان‪ ،‬يمكن ذكــر إنشــاء اللجنــة الوطنيــة للســكان‪ ،‬في عــام ‪ .1996‬فهــذه‬
‫اللجن ــة تجم ــع ممثلي ‪ 30‬دائ ــرة وزاري ــة‪ ،‬ومؤسس ــة وطني ــة‪ ،‬وجمعي ــة‪ ،‬وتس ــاهم في تحدي ــد السياس ــة الوطني ــة المعني ــة‬
‫بالسكان‪ ،‬وتنسيقها‪ ،‬وتنشيطها‪ ،‬ومتابعتها‪ ،‬وتقييمها‪ ،‬بما فيها الشق الذي يعنى بالصحة اإلنجابية وبتنظيم األسرة‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 36‬‬

‫‪ -129‬ويعد اشتراك الجمعيات على صعيد هذه الهيئات عنصرًا مهمـًا‪ .‬فبهــذه الطريقــة‪ ،‬تؤخــذ الحاجيــات الــتي يعــبر‬
‫عنها المجتمع المدني في الحسبان بصورة أفضل عند وضع السياسات المعنية بالصحة وبالسكان وتطبيقها‪ .‬وفض ـًال‬
‫عن ذل ــك‪ ،‬ف ــإن إدم ــاج الجمعي ــات في المج ــالس اإلداري ــة للمؤسس ــات الص ــحية (جمعي ــات المس ــتعملين‪ ،‬وجمعي ــات‬
‫المرضى‪ ،‬إلخ‪ ،).‬منذ عام ‪ ،1998‬يعد واقعًا حيًا‪.‬‬

‫‪ -130‬ويع ــد االش ــتراك بين القطاع ــات أيضـ ـًا واقعـ ـًا فعلي ـًا على المس ــتوى المحلي‪ .‬ويتم ــيز عق ــد التس ــعينات بإبط ــال‬
‫مركزية الــبرامج الصــحية‪ .‬وفي هــذا النطــاق‪ ،‬أنشــئت تــدريجيًا ‪ 5‬منــاطق صــحية‪ .‬والهــدف من وراء هــذه النزعــة المحليــة‬
‫هــو تكــييف الــبرامج الصــحية وفــق الممــيزات المحليــة‪ .‬كمــا أنشــئت مجــالس محليــة للصــحة لتنســيق الــبرامج الصــحية‬
‫ال ــتي توض ــع على الص ــعيد المحلي‪ .‬وتجم ــع ه ــذه المج ــالس ممثلي مختل ــف القطاع ــات (التعليم‪ ،‬والبيئ ــة‪ ،‬والتض ــامن‪،‬‬
‫والش ــغل‪ ،‬والش ــؤون االجتماعي ــة)‪ ،‬وهي مخطط ــة على ش ــكل مج ــاالت للوس ــاطة وللتحكيم في وض ــع ال ــبرامج الص ــحية‬
‫وتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -3‬االستفادة من العالج الصحي‬

‫‪ -131‬حس ــب تحقي ــق أنج ــزه ال ــديوان الوط ــني لإلحص ــاءات لقي ــاس مس ــتويات المعيش ــة في آخ ــر ع ــام ‪ ،1995‬في‬
‫الشــق المخصــص "للوصــول إلى العالج الصــحي"‪ ،‬تــبين أن النســاء من ضــمن المرضــى يلجــأن إلى االستشــارة الطبيــة‬
‫أك ــثر من الرج ــال‪ ،‬سـ ـواء في الوس ــط الحض ــري أو في الوس ــط الـ ـريفي‪ ،‬كم ــا يظه ــر ذل ــك في الج ــدول الت ــالي‪ .‬وينبغي‬
‫اإلشارة مع ذلك إلى وجود تفاوتات خفيفة بين مناطق اإلقامة‪.‬‬

‫فئة المرضى التي لجأت إلى االستشارة الطبية‬

‫(بالنسبة المئوية)‬

‫المجموع‬ ‫النساء‬ ‫الرجال‬

‫‪83.1‬‬ ‫‪85.7‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫الوسط الحضري‬

‫‪72.9‬‬ ‫‪73.5‬‬ ‫‪72.4‬‬ ‫الوسط الريفي‬

‫‪77.9‬‬ ‫‪79.1‬‬ ‫‪76.4‬‬ ‫المجموع‬


‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 37‬‬

‫تنظيم األسرة ومنع الحمل‬ ‫(أ)‬

‫‪ُ -132‬أدمج تنظيم األس ــرة‪ ،‬ال ــذي ه ــو أس ــاس ال ــبرامج الس ــكانية‪ ،‬في اإلط ــار الع ــام لعالج الص ــحة اإلنجابي ــة ال ــذي‬
‫يشمل األمومة بدون مخاطر‪ ،‬والوقاية من األمراض المنقولــة جنســيًا‪ ،‬والمســاعدة في حالــة عــدم الخصــوبة‪ ،‬وفي حالــة‬
‫إصابة الجهاز التناســلي بمــرض الســرطان‪ .‬ويظــل أيضـًا تنظيم األســرة مبنيـًا على المبــدأ األساســي المتمثــل في الطوعيــة‬
‫وحريــة االختيــار‪ .‬فــاإلكراه في تقريــر اإلنجــاب غــائب تمام ـًا عن البرنــامج الوطــني‪ .‬ذلــك أن الهــدف‪ ،‬في الواقــع‪ ،‬ليس‬
‫فــرض معيــار أســري‪ ،‬وإنمــا هــو إعالم الــزوجين وتوعيتهمــا بــأبوة وأمومــة مســؤولة‪ ،‬لتحســين الظــروف الصــحية‪ ،‬ولتحقيــق‬
‫تطــور عــائلي منســجم‪ .‬إن انخ ـراط الــزوجين طوع ـًا في تنظيم األســرة شــرط من الشــروط الضــرورية "إلدامــة" الســلوك في‬
‫مج ــال تنظيم األس ــرة ويجب الت ــذكير ب ــأن حري ــة االختي ــار في مج ــال تنظيم األس ــرة مب ــدأ ال ُيمّس في خط ــط العم ــل‬
‫المعتمدة في القاهرة وفي بيجينغ‪.‬‬

‫‪ -133‬وقــد ارتفــع معــدل منــع الحمــل من ‪ 35.5‬في المائــة في منتصــف عقــد الثمانينــات إلى ‪ 56.9‬في المائــة في‬
‫ع ــام ‪ .1995‬ويخص ه ــذا االرتف ــاع‪ ،‬أساسـ ـًا‪ ،‬اس ــتعمال الوس ــائل الحديث ــة لمن ــع الحم ــل‪ .‬وفي الواق ــع‪ ،‬ارتف ــع مع ــدل‬
‫انتشار هذه الوسائل الحديثة لمنع الحمل من ‪ 1.5‬في المائــة في عــام ‪ 1970‬إلى ‪ 31‬في المائــة في عــام ‪،1986‬‬
‫ليصل إلى ‪ 49‬في المائة في عام ‪ 1995‬في حين ظل معدل انتشار الطرائق الطبيعية أو التقليدية‪ ،‬هو نفســه تقريبـًا‪،‬‬
‫أي ظل يتراوح بين ‪ 6.5‬في المائة و‪ 7.5‬في المائة خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫‪ -134‬وأكثر وسائل منع الحمل استعماًال في الجزائر هي األق ـراص‪ ،‬بمعــدل انتشــار ُق ِّدر في عــام ‪‍ 1995‬ب ‪43.3‬‬
‫في المائ ــة (من أص ــل ‪ 56.9‬في المائ ــة)‪ ،‬وبالت ــالي فه ــو يخص ‪ 3‬مس ــتعمالت من أص ــل ‪ .4‬وث ــاني طريق ــة هي وض ــع‬
‫جهاز داخل الرحم وتعد نسبة استعماله ‪ 4.1‬في المائة‪ .‬ويبقى استعمال الوســائل الحديثــة األخــرى (العــازل الــذكري‪،‬‬
‫والحقن) أضعف‪ ،‬إذ يبلغ ‪ 1.5‬في المائة‪ .‬ومن ضمن الطرائق الطبيعية‪ ،‬تظل طريقة تمديد فترة الرضــاعة هي الطريقــة‬
‫األكثر استعماًال ‪ .‬ويجب اإلشارة إلى أن تشكيلة المنتجات المانعة للحمل المعتمدة في الجزائر قــد وّس عت في عــام‬
‫‪ 1997‬عند مراجعة القائمة الوطنية لتصــنيف األدويــة والمنتجــات الصــيدلية‪ ،‬وهكــذا أضــيفت وســائل منــع الحمــل عن‬
‫طريــق الحقن‪ ،‬وغــرس الهرمونــات‪ .‬وفي المجمــوع‪ ،‬قيــد ‪ 29‬منتوج ـًا لمنــع الحمــل في القائمــة الوطنيــة وتمت الموافقــة‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪ -135‬وبالنسبة الستمرارية منــع الحمــل‪ ،‬فقــد ارتفــع متوســط مــدة اســتعمال وســائل منــع الحمــل خالل العقــد األخــير‬
‫بصورة ال بأس بها‪ ،‬إذ انتقل من ‪ 25.2‬شهرًا في عام ‪ 1996‬إلى ‪ 31.5‬شهرًا في عام ‪ .1995‬ويصــل معــدل مــدة‬
‫االســتعمال إلى ‪ 31.5‬شــهرًا بالنســبة لألق ـراص‪ ،‬و‪ 37.3‬شــهرًا بالنســبة لوضــع جهــاز داخــل الــرحم‪ .‬وتشــجع الــبرامج‬
‫الجارية على استعمال الطرائق ذات الفعالية األطول‪ ،‬وبالخصوص على وضع جهاز داخــل الــرحم‪ .‬ويشــجع على هــذه‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 38‬‬

‫الطريقــة األخــيرة من خالل تــدريب العــاملين‪ ،‬واألطبــاء‪ ،‬والقــابالت‪ ،‬ومن خالل اإلعالم والتوعيــة‪ ،‬وإش ـراك الممارســين‬
‫في القطــاع الخــاص‪ ،‬وال ســيما منهم األطبــاء المختصــين في أم ـراض النســاء‪ ،‬وذلــك في إطــار مشــروع تشــترك فيــه مــع‬
‫وزارة الصحة ووزارة التضامن الوطني واألسرة والصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -136‬وفي ما يخص مشاركة الرجال‪ ،‬فهي تشـَّج ع كثــيرًا‪ ،‬وعلى مســتويين‪ .‬فقــد ارتفــع اســتعمال وســائل منــع الحمــل‬
‫عن ــد الرج ــال من خالل اس ــتعمال الع ــازل الط ــبي‪ ،‬وذل ــك أساس ـًا في إط ــار مكافح ــة متالزم ــة نقص المناع ــة المكتس ــب‬
‫واألم ـراض المنقول ــة جنس ــيًا‪ .‬وتس ــتهدف أيض ـًا أعم ــال اإلعالم والتعليم والتوعي ــة بص ــورة معين ــة الرج ــال بالخص ــوص في‬
‫أماكن عملهم‪ .‬وفضًال عن ذلك‪ ،‬يجري تطبيق مشروع يهــدف إلى تعزيــز توعيــة الرجــال في الوســط الـريفي‪ ،‬بمســاعدة‬
‫مرشدين فالحيين يدعمهم صندوق األمم المتحدة للسكان‪.‬‬

‫‪ -137‬أمــا فيمــا يخص متابعــة الحمــل‪ ،‬وخاصــة المتابعــة في فــترة مــا بعــد الــوالدة‪ ،‬فهي في الواقــع جــزء ال يتج ـزأ من‬
‫العالج الصــحي األساســي‪ ،‬الــذي يســتهدف في نفس الــوقت األم والطفــل‪ .‬ويتضــمن العالج مــا بعــد الــوالدة الفحــوص‬
‫الطبيــة في العيــادة أو من طــرف طــبيب مختص في أم ـراض النســاء‪ ،‬والتربيــة الصــحية‪ ،‬ووصــفات وســائل منــع الحمــل‪.‬‬
‫وتمنح هذه الخدمات بالمجان تمامًا‪ ،‬في مستشفيات التوليد وفي هياكل أساسية أخرى مخصصة للصحة (عي ــادات‬
‫متعددة التخصص ومراكــز الصــحة)‪ .‬غــير أن االستشــارة الطبيــة في فــترة مــا بعــد الــوالدة تحظى في الواقــع بترحــاب أقــل‬
‫لدى النساء من االستشارة قبل الوالدة وذلك في الوسط الحضري كما في الوسط الريفي‪.‬‬

‫‪ -138‬وبخص ــوص إمكاني ــات تنظيم األس ــرة‪ُ ،‬س جل تق ــدم ملم ــوس من ــذ إدخ ــال ه ــذا النش ــاط في العالج الص ــحي‬
‫األساس ــي‪ ،‬في أواخ ــر الس ــتينات‪ .‬وق ــد تع ــزز ه ــذا التق ــدم في التس ــعينات في ظ ــل تط ــبيق السياس ــة الوطني ــة للس ــكان‪.‬‬
‫وهكــذا‪ ،‬أصــبح اإلطالع على وســائل منــع الحمــل شــبه عــام ( ‪ 99‬في المائــة من النســاء لن يعــرفن طريقــة حديثــة على‬
‫األقل من طرائق منع الحمل في سنة ‪)1995‬؛ واســعمال وســائل منــع الحمــل في ارتفــاع مســتمر‪ ،‬كمــا هــو مشــار إليــه‬
‫في الجدول التالي‪.‬‬

‫نسبة انتشار وسائل منع الحمل‬

‫(بالنسبة المئوية من النساء المتزوجات اللواتي هن في سن اإلنجاب)‬

‫‪1995‬‬ ‫‪192 1990 1986 1984 1970‬‬ ‫السنة‬

‫‪56.9‬‬ ‫‪50.6‬‬ ‫‪40.6‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫نسبة انتشار وسائل منع الحمل (في المائة)‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 39‬‬

‫كمــا ازداد اســتعمال وســائل منــع الحمــل الحديثــة ازديــادًا كبــيرًا‪ ،‬بنســبة انتقلت من ‪ 43‬في المائــة إلى ‪ 49‬في المائــة‬
‫بين عام ‪ 1992‬وعام ‪.1995‬‬

‫‪ -139‬وأخــيرًا‪ ،‬يخص انتشــار وســائل منــع الحمــل الوســط الحضــري والوســط ال ـريفي على الس ـواء‪ ،‬إذ إن التفاوتــات‬
‫بين مناطق اإلقامة أصبحت أقل فأقل‪ ،‬كما هو مشار إليه في الجدول التالي‪.‬‬

‫تطور نسبة انتشار وسائل منع الحمل حسب منطقة اإلقامة‬

‫(بالنسبة المئوية من النساء المتزوجات اللواتي هن في سن اإلنجاب)‬

‫‪1995 1992 1986‬‬ ‫‪1970‬‬

‫‪57.2‬‬ ‫‪57.5‬‬ ‫‪38.6‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫الوسط الحضري‬

‫‪56.6‬‬ ‫‪44.1‬‬ ‫‪29.6‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫الوسط الريفي‬

‫‪ -140‬إن األس ــاس الق ــانوني لتنظيم األس ــرة ي ــرد في الق ــانون رقم ‪ 05 -85‬الم ــؤرخ ‪ 16‬ش ــباط‪/‬ف ــبراير ‪ 1989‬ال ــذي‬
‫عــدل وكمــل‪ ،‬والمتعلــق بحمايــة الصــحة وتعزيزهــا‪ .‬ويحــدد هــذا القــانون خصوصـًا إطــار حمايــة األمومــة والطفولــة الــذي‬
‫يتمثل في مجموعة اإلجراءات الطبية‪ ،‬واالجتماعية واإلدارية التي تهدف أساسًا إلى حماية صحة األم بضمان أفضــل‬
‫الظــروف الطبيــة واالجتماعيــة لهــا قبــل الحمــل‪ ،‬وأثنائــه وبعــده‪ ،‬وبالس ــعي وراء أفضــل الظــروف لصــحة الطفــل ولتطــوره‬
‫النفســي ‪ -‬الحــركي‪ .‬ويقــر هــذا القــانون على المباعــدة بين الــوالدات الــتي "تضــمن توازن ـًا منســجما‪ ،‬وتضــمن الحفــاظ‬
‫على حيــاة األم والطفــل وصــحتهما"‪ .‬كمــا يحــدد شــروط اإلجهــاض العالجي باعتبــاره "إجـراء ضــروريًا إلنقــاذ حيــاة األم‬
‫من الخطر أو للحفاظ على توازنها النفســي"‪ .‬وقــد خــولت التعــديالت الــتي أدخلت في عــام ‪ 1990‬القــابالت إعطــاء‬
‫وصفات لوسائل تنظيم األسرة‪ .‬وتمثل القابالت اليوم تقريبًا ‪ 3/4‬مقدمي خدمات تنظيم األسرة‪.‬‬

‫‪ -141‬ويمِّثل توسيع إمكانية الحصــول على العالج في مجــال الصــحة اإلنجابيــة‪/‬تنظيم األســرة محــور عمــل حســاس‬
‫في السياســة الوطنيــة للصــحة والســكان‪ .‬ويحــدد البرنــامج الــذي اعتمــد في مجلس الحكومــة في آذار‪/‬مــارس ‪،1997‬‬
‫نسبة ‪ 60‬في المائة لممارسة طرائــق منــع الحمــل الحديثــة كهــدف ينبغي بلوغــه في آخــر العقــد‪ .‬ولتيســير الوصــول إلى‬
‫تنظيم األســرة‪ ،‬تضــمن مجانيــة الخــدمات والمنتجــات المانعــة للحمــل داخــل الهياكــل العموميــة للصــحة‪ .‬أمــا بالنســبة‬
‫للخــدمات والمنتجــات المتعلقــة بتنظيم األســرة الــتي يمنحهــا القطــاع الخــاص فصــندوق الضــمان االجتمــاعي يعوضــها‬
‫بنسبة ‪ 100‬في المائة‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 40‬‬

‫‪ -142‬ويرتكز برنامج العمل المتفق عليه على ثالثة أركان‪:‬‬

‫توسـ ــيع شـ ــبكة البـ ــنى التحتيـ ــة الصـ ــحية الـ ــتي تمنح خـ ــدمات تنظيم األسـ ــرة وتحسـ ــين نوعيـ ــة هـ ــذه‬ ‫(أ)‬
‫الخ ــدمات‪ :‬تش ــارك الي ــوم ‪ 1 960‬وح ــدة موزع ــة على مجم ــوع البالد (إدارات وقطاع ــات ص ــحية) في تنظيم األس ــرة‬
‫بالعالج األساسي للصحة الذي يستهدف األم والطفــل‪ .‬وقــد ُأنشــئت مراكــز استشــارية منــذ عــام ‪ 1995‬داخــل ‪360‬‬
‫مستش ــفى تولي ــد موزع ــة على مجم ــوع اإلدارات‪ ،‬لتعزي ــز العالق ــة بين األموم ــة ومن ــع الحم ــل‪ ،‬خصوص ـًا من خالل إقام ــة‬
‫تنظيم أسري بطريقة منتظمة بعد الوالدة؛‬

‫(ب) تحس ــين نوعيــة الخ ــدمات بواســطة التــدريب المس ــتمر لمق ــدمي الخ ــدمات (األطبــاء والق ــابالت) في‬
‫مجــال الصــحة اإلنجابيــة‪/‬تنظيم األســرة‪ ،‬وتعزيــز معــدات الوحــدات‪ ،‬وتنويــع طرائــق منــع الحمــل‪ ،‬خصوصـًا بإدخــال منــع‬
‫الحمـ ــل بـ ــالحقن في عـ ــام ‪ 1997‬وتحـ ــديث بروتوكـ ــوالت التـ ــدخل لتعزيـ ــز اسـ ــتعمال جهـ ــاز داخـ ــل الـ ــرحم‪ ،‬وتشـ ــجيع‬
‫استعمال وسائل منع الحمل بعد الوالدة‪ ،‬واستعمال الحقن‪ ،‬وتحسين نظام اإلعالم والتقييم؛‬

‫(ج) تط ـ ــوير أنش ـ ــطة اإلعالم‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واالتص ـ ــال‪ :‬لزي ـ ــادة المش ـ ــاركة في تنظيم األس ـ ــرة‪ ،‬ش ـ ــهدت س ـ ــنتا‬
‫‪ 1996‬و‪ 1997‬تعزي ـ ـزًا ألعم ـ ــال اإلعالم والتعليم واالتص ـ ــال حـ ــول مس ـ ــائل الس ـ ــكان عام ـ ــة‪ ،‬ومس ـ ــألة تنظيم األسـ ــرة‬
‫خاصة‪ .‬وطبق برنامج شاركت فيه قطاعــات مختلفــة (االتصــاالت‪ ،‬والتربيــة الوطنيــة‪ ،‬والشــؤون الدينيــة‪ ،‬والشــبيبة‪ ،‬إلخ)‪،‬‬
‫وحركة الجمعيات‪ .‬وتتعلق األعمال التي ُأنجــزت بتطــوير اإلعالم من خالل وســائل اإلعالم وباالتصــال الشخصــي عــبر‬
‫مختلف القنوات (المدارس‪ ،‬المساجد‪ ،‬والوحدات الصحية‪ ،‬ومراكز الشباب ‪.)...‬‬

‫‪ -143‬إن إنش ــاء وتش ــغيل لجن ــة وطني ــة للص ــحة اإلنجابي ــة‪/‬تنظيم األس ــرة‪ ،‬تجم ــع بين ممارس ــين طب ــيين ومس ــاعدين‬
‫طب ــيين‪ ،‬وممثلين للمجتم ــع الم ــدني‪ ،‬س ــمح بخلـ ــق مج ــال للتشـ ــاور من ش ــأنه أن يسـ ــاهم في توجي ــه االس ــتراتيجيات‬
‫واألعمــال الــتي تهــدف إلى تحســين عالج الصــحة اإلنجابيــة وتعزيــز المشــاركة في تنظيم األســرة؛ وقــد ســاهمت هــذه‬
‫اللجنة بالخصوص في إعادة صياغة بروتوكوالت التدخل في مجال منع الحمل‪.‬‬

‫‪ -144‬وإن إعداد هذه البرامج ومتابعتهــا وتقييمهــا تجــري في نطــاق أشــغال اللجنــة الوطنيــة للســكان‪ ،‬الــتي هي هيئــة‬
‫متع ــددة القطاع ــات تابع ــة ل ــوزارة الص ــحة والس ــكان أنش ــئت ع ــام ‪ ،1996‬وُتعت ــبر الجه ــاز المكل ــف بتنس ــيق وتنش ــيط‬
‫األعمال المتعلقة بالسكان‪ ،‬وخصوصًا بمتابعة تطبيق توصيات المؤتمر الدولي المعني بالسكان والتنمية‪.‬‬

‫‪ -145‬واإلعال ــة الص ــحية للم ـرأة الحام ــل وتحس ــين ظــروف ال ــوالدة جــزء ال يتج ـزأ من ب ـرامج الص ــحة األساســية‪ .‬وق ــد‬
‫سمح توسيع التغطية الصحية في مجال صحة األمومة بتوسيع المتابعة قبــل الــوالدة وارتفــاع عــدد الــوالدات في محيــط‬
‫يحظى بالمس ــاعدة‪ .‬وهك ــذا فالمتابع ــة الطبي ــة قب ــل ال ــوالدة ال ــتي ك ــانت تخص ‪ 30‬في المائ ــة من النس ــاء الحوام ــل في‬
‫بداية الثمانينات قد بلغت ‪ 57.3‬في المائة في عام ‪ .1992‬وبينت دراسة لحــاالت أنجــزت عــام ‪ 1997‬في ثالث‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 41‬‬

‫منــاطق (حض ـرية‪ ،‬وشــبه حض ـرية‪ ،‬وريفيــة) أنــه ليســت هنــاك أي متابعــة لفــترة الحمــل بنســبة ‪ 11‬في المائــة من النســاء‬
‫فقط‪ ،‬إال أن المتابعة تظل غير كافية بنسبة ‪ 34‬في المائة تقريبًا (من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬استشارات طبية)‪.‬‬

‫‪ -146‬وفيم ــا يخص التق ــدم المح ــرز‪ ،‬ال ت ـزال هنــاك تفاوتــات بين المنــاطق الحض ـرية والمنــاطق الريفيــة‪ .‬ففي مج ــال‬
‫المتابعــة الصــحية قبــل الــوالدة‪ ،‬تخضــع ‪ 96‬في المائــة من النســاء لمتابعــة طبيــة أثنــاء فــترة الحمــل في المــدن الكــبرى‪،‬‬
‫مقاب ــل ‪ 75‬في المائ ــة في المن ــاطق ش ــبه الحض ـرية و ‪ 46‬في المائ ــة في المن ــاطق الريفي ــة‪ .‬وبالمث ــل‪ ،‬في ع ــام ‪،1992‬‬
‫كـان ثلـث الـوالدات ال يزال يتم في المنزل في األرياف‪.‬‬

‫‪ -147‬وم ــا زالت وفي ــات األمه ــات بس ــبب ال ــوالدة تش ــكل موض ــوع انش ــغال ب ــال في مج ــال الص ــحة العام ــة؛ وتق ــدر‬
‫اإلحص ــاءات الطبي ــة مع ــدل وفي ــات األمه ــات بنس ــبة ‪ 67‬في األل ــف في ع ــام ‪ .1996‬وق ــد ُع ززت مكافح ــة الم ــرض‬
‫ووفيات األمهات أثنــاء العمــل ومباشــرة بعــد الــوالدة منــذ عــام ‪ ،1994‬من خالل برنــامج وطــني يهــدف أساسـًا إلى مــا‬
‫يلي‪:‬‬

‫تطوير المراقبة الصحية ما قبل الوالدة وتلقيح المـرأة الحامــل ضــد مــرض الكـزاز‪ .‬وينبغي اإلشــارة في‬ ‫(أ)‬
‫هذا المجال إلى أن نسبة النســاء الحوامــل الملقحــات ضــد مــرض الكـزاز‪ ،‬الــتي كــانت تقــدر ‍‍ب ‪ 21‬في المائــة في عــام‬
‫‪ 1992‬قد تجاوزت ‪ 50‬في المائة في عام ‪1996‬؛‬

‫(ب) المتابع ــة قب ــل ال ــوالدة‪ ،‬وهي تع ــني أيض ـًا مكافح ــة فق ــر ال ــدم الع ــوزي بتزوي ــد النس ــاء الحوام ــل بم ــادة‬
‫الحديد‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن فقر الدم كان يصيب ‪ 40‬في المائة من النساء الحوامــل في عــام ‪ ،1980‬و‪ 17‬في‬
‫المائة في عام ‪1996‬؛‬

‫ارتفاع عدد الوالدات التي تجري في محيط يحظى بالمساعدة؛‬ ‫(ج)‬

‫العالج المنتظم فيما يخص المولود‪ ،‬واإلنعاش بعد الوالدة؛‬ ‫(د)‬

‫المراقبة الطبية بعد الوالدة وتنظيم األسرة‪.‬‬ ‫(‍ه)‬

‫ويرتكز هذا البرنامج أساسًا على تنمية اإلعالم من خالل وسائل اإلعالم الكــبرى‪ ،‬وعلى تــدريب المــوظفين المســتمر‪،‬‬
‫وعلى تعزيز أداءات الهيئات الصحية‪.‬‬

‫‪ -148‬إن القيام بعمــل أكــثر توجهـًا نحــو المنــاطق األكــثر معانــاة من الحرمــان هــو المقصــود من خالل إعــداد بـرامج‬
‫محلية تعنى بالصحة األساســية‪ .‬فإنشــاء منــاطق صــحية‪ ،‬عــام ‪ ،1995‬مــزودة بمراصــد محليــة للصــحة تشــمل الجــانب‬
‫المتعلق بالصــحة اإلنجابيــة‪/‬تنظيم األســرة‪ ،‬يســاهم في تنفيــذ بـرامج العمــل الــتي تالئم الواقــع المحلي‪ .‬وتجــدر اإلشــارة‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 42‬‬

‫أيض ـًا إلى أن الخــدمات المتعلقــة برصــد الحمــل مجانيــة؛ وُتطلب مســاهمة زهيــدة في تكــاليف العالج في المستشــفى‬
‫أثناء الوالدة‪.‬‬

‫‪ -149‬وبالنسبة لإلجهــاض‪ ،‬ينبغي اإلشــارة إلى أنــه على المســتوى القــانوني‪ ،‬ال يجــوز إال اإلجهــاض العالجي الــذي‬
‫يق ــرر ويتم في محي ــط ط ــبي به ــدف الحف ــاظ على ص ــحة األم‪ .‬وينص الق ــانون رقم ‪ 05 -85‬الخ ــاص بحماي ــة الص ــحة‬
‫وتعزيزه ــا‪ ،‬في الم ــادة ‪ 72‬على "أن اإلجه ــاض به ــدف العالج يعت ــبر إجـ ـراًء ض ــروريًا إلنق ــاذ حي ــاة األم من الخط ــر أو‬
‫للحفاظ على توازنهــا الفــيزيولوجي والعقلي المهــدد بصــورة خطــيرة‪ .‬ويقــوم باإلجهــاض طــبيب داخــل هيكــل متخصــص‪،‬‬
‫بعد إجراء فحص طبي مشترك مع طبيب مختص"‪.‬‬

‫‪ -150‬وهكــذا فحكم القــانون حكم واســع‪ُ ،‬ينظــر فيــه إلى الصــحة من الناحيــة الفيزيولوجيــة ومن الناحيــة النفســانية‪.‬‬
‫ويــترك هــذا الحكم للطــبيب أمــر تقريــر اإلجهــاض‪ ،‬وذلــك بطبيعــة الحــال برضــاء صــاحبة العالقــة الــذي هــو شــرط أول‪،‬‬
‫كم ــا بالنس ــبة ألي عم ــل ط ــبي بم ــوجب ق ــانون آداب المهن ــة‪ .‬إال أن رأي الط ــبيب الع ــام يجب أن يؤي ــده رأي ط ــبيب‬
‫مختص‪ .‬وكــانت حــاالت اإلجهــاض تمثــل ‪ 8.6‬في المائــة من حــاالت الحمــل في عــام ‪ 1990‬و‪ 6.1‬في المائــة في‬
‫عام ‪ . 1995‬وقد يدل هذا االنخفاض على وجود متابعة أفضل لألمومة‪.‬‬

‫وفيات األطفال‬ ‫(ب)‬

‫‪ -151‬لــذا‪ ،‬فــإن البرنــامج الوطــني لمكافحــة وفيــات األمهــات ووفيــات األمهــات أثنــاء الحمــل ومباشــرة بعــد الــوالدة‬
‫يدرج ضمن أولوياته تطوير المتابعة بعد الوالدة‪ .‬وتتم أعمال توعيــة النســاء من خالل وســائل اإلعالم وداخــل الهياكــل‬
‫الصـ ــحية‪ .‬وكـ ــذا‪ ،‬ينشـ ــط من جديـ ــد نظـ ــام اسـ ــتدعاء النسـ ــاء من أجـ ــل الفحص الطـ ــبي بعـ ــد الـ ــوالدة وحـ ــتى في بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬تتم زيارات في الــبيوت‪ .‬وفي مجــال تنظيم األســرة‪ ،‬كــان منــع الحمــل موضــوع أعمــال تــدريب مســتمر شــمل‬
‫األطباء والقابالت مع نشر واسع لبروتوكوالت التدخل في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -152‬وفيما يخص وفيــات األمهــات‪ ،‬أظهــرت تحقيقــات أجـريت بانتظــام على صــعيد الهياكــل الجامعيــة‪ ،‬أن الــنزف‬
‫الدموي‪ ،‬وانتانات النفاس‪ ،‬والمتالزمة الكلوية وعسر الوالدة هي من أسباب وفيات األمهات‪ ،‬األكثر شــيوعًا‪ .‬ويوضــع‬
‫تخفيض عدد الوفيــات بســبب نــزف الــدم‪ ،‬الــذي يمثــل نحــو ربــع عــدد وفيــات األمهــات‪ ،‬ضــمن أولويــات نهايــة العقــد‪.‬‬
‫وتواَص ل أعم ــال في مج ــال ت ــدريب الم ــوظفين‪ ،‬وتوف ــير األدوي ــة األساس ــية‪ ،‬والتع ــرف النظ ــامي على فص ــيلة دم النس ــاء‬
‫الحوامل‪.‬‬

‫‪ -153‬وفيمــا يتعلــق بأســباب الوفيــات‪ ،‬ينبغي أوًال التــذكير بــأن عــدد وفيــات األطفــال قــد عــرف انخفاض ـًا مهم ـًا منــذ‬
‫االس ــتقالل‪ ،‬بنس ــبة تق ــارب ‪ 200‬في األل ــف في ع ــام ‪ 1992‬إلى نس ــبة ‪ 85‬في األل ــف في ع ــام ‪ ،1980‬لتص ــل إلى‬
‫‪ 54.5‬في األلف في عام ‪ .1996‬وإذا كان معدل وفيات البنــات الصــغار أكــبر من معــدل وفيــات البــنين حــتى بدايــة‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 43‬‬

‫الثمانينات‪ ،‬فقد انعكس هذا االتجاه إذ أصبح معدل وفيــات األطفــال ‪ 53‬في األلــف بالنســبة للبنــات مقابــل ‪ 56‬في‬
‫األلف بالنسبة للبنين في عام ‪.1996‬‬

‫‪ -154‬وقــد هــدف هــذا البرنــامج‪ ،‬خصوص ـًا‪ ،‬في مرحلــة أولى‪ ،‬إلى تطــوير التلقيح‪ .‬وهكــذا فــإن األم ـراض الــتي يمكن‬
‫التحكم فيه ــا ب ــالتلقيح وال ــتي ك ــانت تمث ــل ح ــتى بداي ــة الثمانين ــات أهم أس ــباب وفي ــات األطف ــال ق ــد ت ـراجعت بص ــورة‬
‫مهمــة‪ .‬وفي عــام ‪ ،1995‬شــمل التلقيح ‪ 93‬في المائــة من األطفــال دون تميــيز بين الجنس ــين‪ .‬ووصــل عــدد البنــات‬
‫الملقح ــات ض ــد داء الس ــل إلى نس ــبة ‪ 99‬في المائ ــة (‪ 99‬في المائ ــة للب ــنين)‪ ،‬وأم ــا بخص ــوص التلقيح ض ــد الخن ــاق‬
‫والكزاز والسعال الديكي وشلل األطفال‪ ،‬فكانت نسبة البنات ‪ 94.7‬في المائة‪ ،‬ونسبة البنين ‪ 94‬في المائة‪ ،‬و ‪75‬‬
‫في المائة من البنات ملقحات ضد الحصبة مقابل ‪ 75.5‬في المائة من البنين‪.‬‬

‫‪ -155‬وفي الــوقت الحاضــر‪ ،‬إن أســباب مــرض ووفيــات األطفــال األكــثر شــيوعًا هي اإلصــابات الحــادة في الجهــاز‬
‫التنفسي‪ ،‬واألمراض اإلسهالية بعد الوالدة مباشرة (صفر شــهر إلى شــهر واحــد) الــتي تمثــل في الــوقت الحاضــر نصــف‬
‫ع ــدد وفيــات األطف ــال ال ــذين تق ــل أعم ــارهم عن ســنة واحــدة‪ .‬وق ــد أدى ه ــذا التط ــور في أســباب وفيــات األطف ــال إلى‬
‫إعادة تكييف البرنامج الوطني‪.‬‬

‫‪ -156‬وتعد مكافحة اإلصابات الحادة في الجهــاز التنفســي‪ ،‬واألم ـراض اإلســهالية‪ ،‬وكــذلك مكافحــة الوفيــات أثنــاء‬
‫الحم ــل وبع ــد ال ــوالدة مباش ــرة مس ــألة ذات أولوي ــة‪ .‬وك ــان ع ــدد الوفي ــات بس ــبب اإلس ــهال ‪ 1 500‬في ع ــام ‪1995‬‬
‫فأصــبح ‪ 650‬في عــام ‪1998‬؛ وانخفض عــدد الوفيــات بســبب اإلصــابات الحــادة في الجهــاز التنفســي من ‪1 283‬‬
‫في عام ‪ 1995‬إلى ‪ 650‬في عام ‪ .1998‬وفي مــا يتعلــق بالحصــبة‪ ،‬أجـريت حمالت تلقيح ضــد هــذا الــداء بصــورة‬
‫منتظمة منذ عام ‪.1995‬‬

‫معدل وفيات األطفال (بالنسبة األلفية)‬


‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫السنوات‬
‫‪57.80‬‬ ‫‪55.5‬‬ ‫‪60.00‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪56.90‬‬ ‫‪54.20‬‬ ‫‪59.40‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪55.40‬‬ ‫‪53.00‬‬ ‫‪57.70‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪55.49‬‬ ‫‪53.29‬‬ ‫‪57.61‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪54.21‬‬ ‫‪51.51‬‬ ‫‪56.80‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪54.87‬‬ ‫‪51.68‬‬ ‫‪57.94‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪54.59‬‬ ‫‪52.21‬‬ ‫‪56.88‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪56.64‬‬ ‫‪53.66‬‬ ‫‪59.50‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 44‬‬

‫‪ -157‬وتتم أيضًا كفالة المـرأة المســنة في مجــال الصــحة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة في هــذا الصــدد إلى التطــور الــديموغرافي‬
‫ال ــذي ي ــدل على ح ــدوث تق ــدم في س ــن الس ــكان ت ــدريجي ولكن ــه حتمي‪ .‬وه ــذا الش ــاغل أص ــبح‪ ،‬من اآلن فص ــاعدًا‪،‬‬
‫مدمجًا في السياسة الوطنية المتعلقة بالصحة‪ .‬وكفالة صحة المرأة في سن اليأس مدمجة في عالج الصحة اإلنجابية‬
‫(كفال ــة عالج داء تخلخ ــل العظ ــام‪ ،‬وس ــرطان الجه ــاز التناس ــلي ‪ .)...‬وأن س ــنة ‪ ،1999‬ال ــتي تق ــرر أن تك ــون الس ــنة‬
‫الدولي ــة لألش ــخاص المس ــنين‪ ،‬ق ــد ش ــكلت أيضـ ـًا فرص ــة لتعزي ــز كفال ــة مس ــألة التق ــدم في الس ــن من جوانب ــه المتع ــددة‬
‫(الجانب االجتماعي‪ ،‬والصحي ‪ .)...‬وفي هذا النطاق‪ُ ،‬و ضعت خطة وطنية مشتركة بين القطاعات‪.‬‬

‫دراسات تتعلق بالصحة‬ ‫(ج)‬

‫‪ -158‬وعلى ص ــعيد آخ ــر‪ ،‬وفيم ــا يتعل ــق ب ــالبحث في ص ــحة المـ ـرأة‪ ،‬يع ــد ه ــذا البحث موض ــوعًا ممّي زًا للبحث من ــذ‬
‫التسعينات‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬نذكر اإلنجازات التالية‪:‬‬

‫االستقصاء الجزائري حول صــحة األم والطفــل في نطــاق مشــروع برنــامج الــدول العربيــة لنمــاء الطفــل‬ ‫(أ)‬
‫الممول أساسًا من جامعة الدول العربية‪ ،‬واليونيسيف‪ ،‬وصندوق األمم المتحدة للسكان‪ ،‬في عام ‪1992‬؛‬

‫(ب) االستقص ــاء المتعل ــق بأه ــداف نص ــف العق ــد في مج ــال ص ــحة األمه ــات واألطف ــال‪ ،‬وال ــذي دعم ــه‬
‫اليونيسيف وصندوق األمم المتحدة للسكان (‪)1995‬؛‬

‫االستقصاء حول مستويات المعيشة الذي أدمج فيه باب يتعلق بانتفاع النساء بالرعاية الصحية؛‬ ‫(ج)‬

‫االستقصاء المتعلق بوفيات األمهات الذي بوشــر في شــهر كــانون الثــاني‪/‬ينــاير ‪ :1999‬ويقــوم هــذا‬ ‫(د)‬
‫االستقصاء على إنشاء نظام لجمع البيانات عن جميــع وفيــات األمهــات (من ‪ 2‬كــانون الثــاني‪/‬ينــاير ‪ 1999‬إلى ‪31‬‬
‫كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ ،) 1999‬بتعاون وطيد بين دوائر الحالة المدنية والهياكل المعنية بالصــحة (وفض ـًال عن ذلــك‪،‬‬
‫إن دعت الضرورة‪ ،‬يقام استقصاء لدى العائالت)‪ ،‬ويخص هذا االستقصاء مجموع واليات البلد؛‬

‫(‍ه) وفي نهاية السنة الجارية‪ ،‬سوف يــبّين لنــا هــذا االستقصــاء األخــير للوضــع الشــامل لوفيــات األمهــات‬
‫الذي يفيد في وضع خطة عمل تستجيب لحاجات كل منطقة‪.‬‬

‫وأخــيرًا‪ ،‬يجب اإلشــارة إلى عــدد من االستقصــاءات والبحــوث العمليــة في مجــال الصــحة اإلنجابيــة‪ ،‬الــتي أنجــزت في‬
‫نطــاق المستشــفيات الجامعيــة‪ ،‬منهــا دراســة تتعلــق بمــدى قبــول الحقن‪ ،‬وأخــرى تتعلــق بأســباب عــدم الرغبــة في وضــع‬
‫جهاز داخل الرحم‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 45‬‬

‫‪ -159‬وفي مـ ــا يخص مـ ــدى إدمـ ــان النسـ ــاء على المخـ ــدرات‪ ،‬فقـ ــد جـ ــرى تقـ ــدير هـ ــذه الظـ ــاهرة‪ ،‬خصوص ـ ـًا ضـ ــمن‬
‫الشــباب‪ ،‬من خالل استقصــاءين أنج ـزا في عــام ‪ 1990‬وعــام ‪ .1997‬وتتفــق نتــائج هــذين االستقصــاءين وتشــير إلى‬
‫أن ظــاهرة اســتهالك المخــدرات تظــل ظــاهرة هامشــية ضــمن الشــابات‪ .‬وفي كــل األح ـوال‪ ،‬فــإن مكافحــة اإلدمــان على‬
‫المخدرات جزء ال يتجزأ من السياسة الوطنية المعنية بالصــحة‪ .‬ولــذا‪ ،‬يوضــع موضــع التنفيــذ برنــامج متعــدد القطاعــات‬
‫يتمحور حول الوقاية‪ ،‬والرعاية الطبية والنفسية واالجتماعية للمدمنين على المخدرات‪ ،‬وحول تدريب الموظفين‪.‬‬

‫‪ -160‬وإن مب ــادئ األخالق وآداب المهن ــة في ت ــدريب مـ ــوظفي الصـ ــحة هي فعًال مدمجـ ــة في الت ــدريب األساس ــي‬
‫لألطبــاء والقــابالت‪ .‬وهــذه المبــادئ مدمجــة أيض ـًا في ب ـرامج التــدريب المســتمر في مجــال الصــحة اإلنجابيــة‪ .‬وتمثــل‬
‫هذه الجوانب جزءًا هامـًا من السياســة الوطنيــة المعنيــة بالصــحة‪ :‬وينبغي اإلشــارة إلى إنشــاء المجلس الوطــني ألخالق‬
‫علوم الصحة في عام ‪ ،1990‬وإنشاء مجلس آداب المهنة في عام ‪.1998‬‬

‫المادة ‪13‬‬

‫الحق في التعليم‬

‫‪ -1‬معطيات عامة‬

‫‪ -161‬إن الحصول على التعليم حق منصوص عليه في المادة ‪ 53‬من الدستور وفي المرسوم رقم ‪ 35 -76‬المؤرخ‬
‫في ‪ 16‬نيسـ ــان‪/‬أبريـ ــل المتعلـ ــق "بتنظيم التعليم والتـ ــدريب"‪ ،‬والـ ــذي يشـ ــار فيـ ــه‪ ،‬بمـ ــوجب الم ـ ـواد من ‪ 4‬إلى ‪ ،7‬إلى‬
‫المس ــاواة في ني ــل التعليم‪ ،‬وإلى واجب التعليم‪ ،‬ومجانيت ــه‪ .‬ومن أهم انش ــغاالت الس ــلطات العام ــة منح تعليم أساس ــي‬
‫إجبــاري لمــدة ‪ 9‬ســنوات لكــل فــتى جزائــري وفتــاة جزائريــة‪ .‬وبحكم المرســوم المــؤرخ في ‪ 16‬نيس ــان‪/‬أبريــل ‪،1976‬‬
‫يمنح هــذا التعليم‪ ،‬الــذي يجــري في إطــار المدرســة األساســية‪" ،‬نفس الفــرص منــذ البدايــة لكــل البــنين والبنــات الــذين‬
‫تبلغ سنهم ‪ 6‬سنوات"‪ ،‬وبهذه الصفة‪ ،‬فإن التعليم في الجزائر كان دائمًا إجباريًا‪.‬‬

‫‪ -2‬الخريطة المدرسية‬

‫‪ -162‬تضم المدرسة الجزائرية اليوم ‪ 7 435 858‬تلميذًا‪ ،‬من بينهم ‪ 3 521 237‬بنتًا‪ ،‬موزعين كالتالي‪:‬‬

‫في مجال التعليم األساسي‪ ،‬يصــل مجمــوع عــدد التالميــذ إلى ‪ 6 556 768‬تلميــذًا‪ ،‬من ضــمنهم‬ ‫(أ)‬
‫‪ 3 048 935‬بنتًا؛‬

‫(ب) في مجـ ــال التعليـ ــم الث ــانوي‪ ،‬يص ــل مجم ــوع ع ــدد التالمي ــذ إلى ‪ 879 090‬تلمي ــذًا‪ ،‬من ض ــمنهم‬
‫‪ 472 302‬بنت‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 46‬‬

‫‪ -163‬وفيمــا يخص التــأطير الــتربوي‪ُ ،‬يالَح ظ أن مجمــوع ع ــدد المدرســين يص ــل إلى ‪ 323 710‬م ــن بينهم ‪404‬‬
‫‪ 148‬نسـ ــاء‪ ،‬وذلـ ــك بالنسـ ــبة لجميـ ــع المسـ ــتويات؛ ويوجـ ــد ‪ 1 998‬مفتش ـ ـًا من بينهم ‪ 88‬ام ـ ـرأة بالنسـ ــبة لجميـ ــع‬
‫المستويات؛ كما يصل عدد الموظفين اإلداريين إلى ‪ 46 112‬من بينهم ‪ 12 888‬امرأة‪ ،‬بالنسبة لجميع الهيئات‪.‬‬

‫‪ -164‬وبالنس ــبة لع ــدد النس ــاء اللـ ـواتي يمارس ــن وظ ــائفهن داخ ــل الهيئ ــة التعليمي ــة‪ ،‬فق ــد ع ــرفت ه ــذه الهيئ ــة تق ــدمًا‬
‫ملحوظ ـًا إذ ُأحص ــي على مس ــتوى التعليم االبت ــدائي في س ــنة ‪ 170 460 ،1997/1998‬مدرس ـًا من بينهم ‪756‬‬
‫‪ 77‬امرأة‪ ،‬بينما كان عدد المدرسين ‪ ،19 908‬من بينهم ‪ 2 996‬امرأة في سنة ‪.1962/1963‬‬

‫‪ -165‬وفي مجــال التعليم المتوســط‪ ،‬وصــل عــدد المدرســين في عــام ‪ 1997/1998‬إلى ‪ 99 907‬مدرســين من‬
‫بينهم ‪ 48 347‬امرأة‪ ،‬في حين كان عددهم في عام ‪ 1962/1963‬يصل إلى ‪ 2 488‬من بينهم ‪ 1 836‬امرأة‪.‬‬
‫وبالنسبة للتعليم الثانوي‪ ،‬في سنة ‪ ،1997/1998‬كان عدد المدرسين ‪ 53 543‬من بينهم ‪ 22 301‬امرأة؛ وفي‬
‫عام ‪ 1962/1963‬كان عددهم ‪ 1 216‬مدرسًا من بينهم ‪ 684‬امرأة‪.‬‬

‫‪ -166‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يصل عدد مؤسسات تدريب المدربين إلى ‪.29‬‬

‫‪ -167‬وعلى ســبيل البيــان‪ ،‬فــإن نس ــبة تعليم البنــات الل ـواتي تبل ــغ أعمــارهن ‪ 6‬ســنوات قــد ارتفعت من ‪ 36.60‬في‬
‫المائـ ـ ــة في عـ ـ ــام ‪ ،1967/1968‬أي بعـ ـ ــد خمس سـ ـ ــنوات من نيـ ـ ــل االسـ ـ ــتقالل إلى ‪ 90.36‬في المائـ ـ ــة في عـ ـ ــام‬
‫‪ .1997/1998‬وفي مجـ ــال التعليم األساسـ ــي (االبتـ ــدائي والمتوسـ ــط) فقـ ــد ارتفعت هـ ــذه النسـ ــبة من ‪ 36.58‬في‬
‫المائ ــة في س ــنة ‪ 1967/1968‬إلى ‪ 46.50‬في المائ ــة في ع ــام ‪ ،1997/1998‬وفيم ــا يتعل ــق بالث ــانوي‪ ،‬ارتفعت‬
‫النسبة من ‪ 25.65‬في المائة في عام ‪ 1967/1968‬إلى ‪ 53.73‬في المائة في عام ‪.1997/1998‬‬

‫‪ -3‬التدابير التي تشجع على الحق في التعليم‬

‫‪ -168‬للتش ــجيع أك ــثر من ذي قبــل على الس ــير في ه ــذا االتج ــاه‪ ،‬اعتم ــدت الحكوم ــة مش ــروع ق ــانون تــوجيهي فيم ــا‬
‫يخص التعليم‪ .‬وسيعرض هذا المشروع على الهيئة التشريعية الحالية للموافقــة عليــه‪ .‬وينص هــذا المشــروع‪ ،‬في المــادة‬
‫‪ ،7‬على فــرض عقوبــات على كــل والــد أو ولي أمــر يحــول دون تعليم األوالد الــذين تــتراوح أعمــارهم بين ‪ 6‬ســنوات و‬
‫‪ 16‬سنة‪ .‬ويخص هذا اإلجراء‪ ،‬في الواقع‪ ،‬البنات أكثر مما يخص البنين‪.‬‬

‫‪ -169‬أمــا بالنســبة للتــدابير المتخــذة لضــمان تطــبيق األحكــام المــذكورة أعاله وتخفيض نســبة التخلي عن الدراســة‪،‬‬
‫فتتعلق بالتوزيع المدرسي‪ ،‬والمطاعم المدرسية‪ ،‬والمدارس الداخلية‪ ،‬والتضامن المدرسي‪ ،‬ووسائل النقل المدرسية‪.‬‬

‫‪ -170‬ففي مجــال التوزيــع المدرســي‪ُ ،‬ب ذل مجهــود هائــل في ميــدان تشــييد البــنى التحتيــة المدرســية‪ ،‬وخصوص ـًا في‬
‫المن ــاطق الريفي ــة‪ ،‬ح ــتى يتسـ ــنى تقـ ـريب المدرس ــة من الع ــائالت إلى أك ــبر ح ــد‪ .‬وللبي ــان‪ ،‬وبالنسـ ــبة للسـ ــنة الدراس ــية‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 47‬‬

‫‪ ،1997/1998‬تم إحص ـ ــاء ‪ 15 507‬م ـ ــدارس على المس ـ ــتوى االبت ـ ــدائي‪ ،‬منه ـ ــا ‪ 6 518‬مدرس ـ ــة في الوس ـ ــط‬
‫الحضري‪ ،‬و‪ 2 557‬مدرسة في الوسط شبه الريفي‪ ،‬و‪ 6 432‬مدرسة في الوسط الريفي‪ .‬وعلى ســبيل المقارنــة‪ ،‬في‬
‫بداي ــة الس ــتينات‪ ،‬ك ــان مجم ــوع الم ــدارس االبتدائي ــة يص ــل إلى ‪ 4 900‬مدرس ــة‪ .‬وعلى مس ــتوى التعليم المتوس ــط أو‬
‫اإلع ــدادي‪ ،‬تم إحص ــاء ‪ 3 224‬مؤسس ــة أو ثانوي ــة‪ ،‬منه ــا ‪ 1 889‬في الوس ــط الحض ــري‪ ،‬و‪ 658‬في الوس ــط ش ــبه‬
‫الريفي‪ ،‬و‪ 667‬في الوسط الـريفي‪ .‬وفي عــام ‪ ،1960‬كــان عــدد مؤسســات التعليم المتوســط أو اإلعــدادي يصــل إلى‬
‫‪ 380‬مؤسس ــة‪ .‬وأخ ــيرًا‪ ،‬بالنس ــبة للتعليم الث ــانوي‪ ،‬توج ــد ‪ 1 183‬ثانوي ــة منه ــا ‪ 898‬ثانوي ــة في الوس ــط الحض ــري‪ ،‬و‬
‫‪ 198‬في الوســط شــبه ال ـريفي‪ ،‬و‪ 87‬في الوســط ال ـريفي‪ .‬في حين لم يكن عــدد هــذه المؤسســات يتعــدى ‪ 39‬ثانويــة‬
‫في عام ‪.1960‬‬

‫‪ -171‬وفيم ــا يخص المط ــاعم المدرس ــية‪ ،‬ينبغي اإلش ــارة إلى أن ــه في س ــنة ‪ ،1997/1998‬تم إحص ــاء ‪4 142‬‬
‫مطعمـ ـًا مدرس ــيًا بالنس ــبة لع ــدد من المس ــتفيدين يبل ــغ ‪ 561 311‬مس ــتفيدًا‪ .‬ومن المالح ــظ أن بن ــاء مؤسس ــات في‬
‫المناطق النائية جدًا‪ ،‬سمح بتقريب المدرسة من السكان‪.‬‬

‫‪ -172‬وفيم ــا يتعل ــق بالم ــدارس الداخلي ــة‪ ،‬توج ــد ‪ 27‬مدرس ــة داخلي ــة بالنس ــبة لالبت ــدائي‪ ،‬تض ــم ‪ 3 000‬فت ــاة وف ــتى‬
‫تتراوح سنهم ما بين ‪ 6‬سنوات و‪ 12‬سنة‪ ،‬أما بالنسبة للتعليم المتوسط‪ ،‬فيبلغ عـدد المســتفيدين من الداخليــة ‪350‬‬
‫‪ 23‬تلمي ــذًا‪ .‬وفي الث ــانوي‪ ،‬تم إحص ــاء ‪ 53 048‬تلمي ــذًا‪ .‬وتنش ــأ ه ــذه الم ــدارس الداخلي ــة من أج ــل األطف ــال ال ــذين‬
‫يعيش ــون في المن ــاطق النائي ــة‪ ،‬وخصوصـ ـًا أطف ــال الرح ــل ال ــذين يعيش ــون في المن ــاطق الص ــحراوية‪ .‬كم ــا تس ــتقبل ه ــذه‬
‫المدارس الداخلية األطفال اليتامى الذين لم ُيعهد بهم إلى عائالت‪ ،‬والمكفولين كليًا من طرف السلطات العامة‪.‬‬

‫‪ -173‬ومن جهـ ــة أخـ ــرى‪ ،‬لوحـ ــظ‪ ،‬منـ ــذ عـ ــامين‪ ،‬حـ ــدوث انخفـ ــاض في الـ ــتردد إلى المـ ــدارس‪ ،‬وخاصـ ــة من جـ ــانب‬
‫الفتيــات‪ ،‬بســبب ارتفــاع تكلفــة الداخليــة فاســتجابت الدولــة فــورًا لــذلك بتحمــل هــذه المصــاريف حــتى ال يكــون ذلــك‬
‫سببًا للتخلي عن الدراسة في المدارس‪.‬‬

‫‪ -174‬وبالنسبة للتدبير الرابع المتعلــق بالتضــامن المدرســي‪ ،‬يجب اإلشــارة إلى أنــه‪ ،‬بالنســبة لعــام ‪،1997/1998‬‬
‫قد خصص مبلغ ‪ 507 384 637‬دينــارًا لصــالح ‪ 1 545 589‬تلميــذًا مســتفيدًا‪ .‬وتمثلت العمليــة في منح هــؤالء‬
‫التالميذ المحتاجين‪ ،‬لوازم وكتبًا مدرسية‪ ،‬ومحفظــات للكتب وبــدالت مدرســية وألبســة‪ .‬وقــد اســتفاد من هــذه العمليــة‬
‫تقريبًا ‪ 1 548 000‬تلميذ ينتمون إلى ‪ 16‬دائرة في المناطق الجنوبية‪ ،‬واألنجاد المرتفعة‪.‬‬

‫‪ -175‬وباإلض ــافة إلى ذل ــك‪ ،‬ش ــمل النق ــل المدرس ــي ع ــددًا كب ــيرًا من البل ــدات‪ ،‬ال س ــيما البل ــدات المعزول ــة‪ .‬وه ــذا‬
‫العم ــل‪ ،‬ال ــذي ب ــادرت إلي ــه الس ــلطات العام ــة‪ ،‬يتن ــاول ش ـراء ‪ 700‬س ــيارة كب ــيرة للنق ــل المدرس ــي وتعميم ــه على جمي ــع‬
‫الدوائر‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 48‬‬

‫‪ -4‬التعليم العالي‬

‫‪ -176‬تضــم شــبكة التأهيــل العــالي ‪ 30‬مدينــة جامعيــة تشــتمل على ‪ 13‬جامعــة‪ ،‬و‪ 10‬مراكــز جامعيــة‪ ،‬و‪ 4‬معاهــد‬
‫للعلوم الطبية‪ ،‬و‪ 9‬مدارس كبرى وعدد كبير من المعاهد التابعة للوزارات التقنية‪.‬‬

‫‪ -177‬وفيما يخص عدد الطلبة‪ ،‬فهو كالتالي‪:‬‬

‫في مستوى مــا قبــل التخــرج‪ ،‬ارتفــع عــدد الطلبــة من ‪ 241 600‬في عــام ‪ 1994‬إلى ‪286 000‬‬ ‫(أ)‬
‫في عــام ‪ ،1996‬ومن ‪ 339 500‬في عــام ‪ 1997‬إلى ‪ 400 000‬تقريب ـًا لــدى بــدء الســنة الدراســية الجامعيــة في‬
‫‪1998/1999‬؛‬

‫(ب) في مستوى مــا بعــد التخــرج‪ ،‬ارتفــع عــدد الطلبــة من ‪ 14 500‬في عــام ‪ 1994‬إلى ‪ 16 900‬في‬
‫ع ـ ـ ــام ‪ 1996‬ومن ‪ 18 100‬في ع ـ ـ ــام ‪ 1997‬إلى ‪ 20 000‬تقريبـ ـ ـ ـًا في ب ـ ـ ــدء الس ـ ـ ــنة الدراس ـ ـ ــية الجامعيـ ـ ـ ــة في‬
‫‪.1998/1999‬‬

‫‪ -178‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬في مجال التحاق النساء بفروع التعليم العالي‪ ،‬نذكر ما يلي‪:‬‬

‫في الرياض ــيات‪ ،‬من بين المس ــجلين ال ــذين يبل ــغ ع ــددهم ‪ ،21 889‬توج ــد ‪ 12 843‬فت ــاة‪ ،‬أي‬ ‫(أ)‬
‫بنسبة ‪ 58.67‬في المائة؛‬

‫(ب) في التكنولوجي ــا‪ ،‬من بين المس ــجلين ال ــذين يبل ــغ ع ــددهم ‪ ،99 581‬توج ــد ‪ 30 618‬فت ــاة‪ ،‬أي‬
‫بنسبة ‪ 30.75‬في المائة؛‬

‫(ج) في علم البيطرة‪ ،‬من بين المسجلين الذين يبلــغ عــددهم ‪ ،4 531‬توجــد ‪ 1 830‬فتــاة‪ ،‬أي بنســبة‬
‫‪ 30.75‬في المائة؛‬

‫(د) في علــوم الطبيعــة واألرض‪ ،‬من بين المســجلين الــذين يبلــغ عــددهم ‪ ،28 702‬يبلــغ عــدد الفتيــات‬
‫‪ 17 260‬أي بنسبة ‪ 60.14‬في المائة‪.‬‬

‫‪ -179‬ويبلــغ عــدد المدرســين ‪ ،15 801‬من بينهم ‪ 3 624‬ام ـرأة في ســنة ‪ .1986/1987‬وهــذا يعــني أن عــدد‬
‫النساء قد تضاعف في مهلة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬داخل هذه الهيئة‪.‬‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 49‬‬

‫المادة ‪15‬‬

‫حق المشاركة في الحياة الثقافية‪ ،‬والتقدم العلمي‪ ،‬وحماية حقوق المؤلف‬

‫‪ -180‬إن الص ــحافة‪ ،‬ال ــتي ك ــانت تحتكره ــا الس ــلطات العام ــة من ــذ االس ــتقالل‪ ،‬ق ــد اكتس ــبت مج ــاالت من الحري ــة‬
‫بفض ــل االنفت ــاح ال ــديمقراطي المنص ــوص علي ــه في دس ــتور ‪ 23‬ش ــباط‪/‬ف ــبراير ‪ .1989‬وإن حري ــة الص ــحافة‪ ،‬ال ــتي هي‬
‫العنص ــر المؤس ــس لحري ــة ال ـرأي والتعب ــير‪ ،‬ق ــد س ــمحت بظه ــور نقاش ــات حض ــورية ويّس رت تك ــوين رأي ع ــام ال يمكن‬
‫تجاهل ــه الي ــوم‪ .‬وه ــذا التط ــور الم ــدهش للص ــحافة ق ــد يس ــمح له ــا ب ــأن تك ــون في طليع ــة النض ــال من أج ــل الحري ــات‬
‫والمكاسب الديمقراطية‪.‬‬

‫‪ -181‬وهكذا‪ ،‬فقد انتقل عدد العناوين من ‪( 49‬تنتمي جميعها إلى القطاع العام) في عام ‪ 1988‬إلى ‪72( 79‬‬
‫في المائــة منهــا تنتمي إلى القطــاع الخــاص)‪ .‬وُتع ـّد الصــحافة المنتميــة إلى القطــاع الخــاص متفوقــة اليــوم في الســاحة‬
‫اإلعالمية سواء فيمــا يخص عــدد العنــاوين‪ ،‬أو فيمــا يخص عــدد النســخ المباعــة‪ 87 :‬في المائــة منهــا يملكهــا القطــاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫‪ -182‬وتتحكم الص ــحافة المنتمي ــة إلى القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬حس ــب فئ ــات الص ــحف‪ ،‬في ‪ 66‬في المائ ــة من الجرائ ــد‬
‫اليوميــة و‪ 87‬في المائــة من قّرائهــا‪ ،‬وفي ‪ 84‬في المائــة من الصــحف األســبوعية و ‪ 83‬في المائــة من قرائهــا وفي ‪86‬‬
‫في المائة من المطبوعات الدورية و‪ 52‬في المائة من قرائها‪.‬‬

‫‪ -183‬وفضًال عن ذلك‪ ،‬ينبغي اإلشارة إلى وجــود قنــاة تلفــزة تبث برامجهــا بــدون انقطــاع ( ‪ 24‬ســاعة في اليــوم) في‬
‫مجم ــوع أرض ال ــوطن‪ ،‬وقن ــاة فض ــائية مخصص ــة للجالي ــة الجزائري ــة المقيم ــة في الخ ــارج‪ ،‬وثالث قن ـوات إذاع ــة وطني ــة‪،‬‬
‫وقناة إذاعة دولية واحدة‪ ،‬وست عشرة قناة إذاعة محلية‪ ،‬وثالث قنوات مختصة (بمواضيع معينة)‪.‬‬

‫‪ -184‬ونشــر الصــحف والــدوريات حــر وال يخضــع إال إلعالن ســابق‪ ،‬بمــدة ‪ 30‬يوم ـًا قبــل صــدور أول عــدد‪ ،‬وذلــك‬
‫ألغ ـراض تس ــجيل العن ـوان والتحقــق من صــحة المعلومــات‪ .‬وال يجــوز أن تتضــمن المنش ــورات أي محتــوى‪ ،‬حــتى ولــو‬
‫كــان لغــرض الدعايــة‪ ،‬كفيــل بــأن يشــجع على العنــف أو الكراهيــة‪ ،‬ويحــق‪ ،‬في تلــك الحالــة‪" ،‬للمؤسســات أو الهيئــات‬
‫أو الجمعيات المعتمدة المكلفة بحقوق اإلنسان وبحماية الطفولة أن تدعي بالحق المدني" (المادة ‪.)27‬‬

‫‪ -185‬وتمنح المادتــان ‪ 35‬و‪ 40‬من القــانون رقم ‪ 07 -90‬الصــادر في ‪ 3‬نيســان‪/‬أبريــل ‪ 1990‬والخــاص بمدونــة‬
‫اإلعالم للص ــحفيين‪ ،‬على الت ـوالي‪" ،‬الح ــق في الوص ــول إلى مص ــادر المعلوم ــات" و"الح ــق في رفض أي توجي ــه بش ــأن‬
‫التحريــر من مصــدر غــير مصــدر المســؤولين عن التحريــر"‪ ،‬إال أنهمــا تلزمــان الصــحفيين "بــالحرص على االحــترام التــام‬
‫‪E/1990/6/Add.26‬‬
‫‪Page 50‬‬

‫لقواع ــد األخالق وآداب مهنتهم"‪ ،‬وذل ــك خاص ــة ب ــالحرص على "تق ــديم اإلعالم الكام ــل والموض ــوعي‪ ،‬وتص ــويب أي‬
‫خبر يتبين أنه غير صحيح‪ ،‬واالمتناع عن تمجيد العنصرية والتعصب والعنف"‪.‬‬

‫‪ -186‬ومنذ إعالن حالة الطـوارئ‪ ،‬تطــورت العالقــات بين أجهــزة الصــحافة والســلطات العامــة والجمعيــات المعتمــدة‬
‫بين المـ ـّد والج ــزر‪ .‬وتعت ــبر الت ــدابير ال ــتي اتخ ــذتها الس ــلطات لحماي ــة الص ــحفيين‪ ،‬وهم اله ــدف المتم ــيز للجماع ــات‬
‫اإلرهابيــة‪ ،‬إمــا غــير كافيــة أو مفرطــة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة إلى أن أكــثر من ‪ 60‬صــحفيًا ومهنيــا محترف ـًا في مجــال اإلعالم‬
‫قد اغتيلوا على أيدي الجماعات اإلرهابيــة منــذ عــام ‪ ،1992‬وهي اغتيــاالت عّرفهــا في تشـرين األول‪/‬أكتــوبر ‪1993‬‬
‫قائد في الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ المنحلة‪ ،‬يعيش في الخارج‪ ،‬بأنها "تنفيذ عقوبات"‪.‬‬

‫‪ -187‬ويضـ ــاف إلى ذلـ ــك أن نقص الخـ ــبرة والمنافسـ ــة بين الصـ ــحف يؤديـ ــان إلى ارتكـ ــاب الكثـ ــير من الصـ ــحفيين‬
‫المخالفات التي تعــاقب عليهــا المــادة ‪ 40‬من مدونــة اإلعالم‪ .‬فتحت ســتار حريــة التعبــير‪ ،‬تفتح كثــير من المنشــورات‬
‫أعمدة صــفحاتها إلعالنــات أو مواقــف تعتــبر منطويــة على القــذف أو الشــتم إزاء أشــخاص أو هيئــات نظاميــة أو رمــوز‬
‫لألمة‪.‬‬

‫‪ -188‬ويمارس الحق في اإلعالم في حرية مطلقــة بمــا في ذلــك بالنســبة إلى التش ـريع المتعلــق بحالــة الطـوارئ الــذي‬
‫ح ــدد مؤقت ـًا م ــدى ه ــذا الح ــق في المس ــائل المتعلق ــة بالمعلوم ــات األمني ــة‪ .‬وبالفع ــل‪ ،‬فق ــد قض ــى نص تنظيمي ق ــانوني‬
‫بإنش ــاء خليــة اتص ــال في ‪ 17‬آذار‪/‬م ــارس ‪ ،1994‬مكلف ــة بالعالق ــات م ــع وســائل اإلعالم بخص ــوص شــؤون اإلعالم‪،‬‬
‫وبصياغة ونشر البيانات المتعلقة بالوضع األمني‪ ،‬كما قضى بمنــع نشــر كــل معلومــة ال تــدخل في نطــاق بيــان رســمي‪.‬‬
‫ثم ُرفع تطبيق هذا اإلجراء التنظيمي الذي كان محض شكلي‪.‬‬

‫ـــــ‬

You might also like