You are on page 1of 91

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ‬

‫وضع ودينامية الحياة الجمعوية‬

‫تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫إحالة ذاتية رقم ‪2016/28‬‬

‫‪www.cese.ma‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫وضع ودينامية الحياة الجمعوية‬

‫إحالة ذاتية رقم ‪2016/28‬‬


‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬
‫إحالة ذاتية رقم ‪2016/28‬‬

‫– –بناء على القانون التنظيمي رقم ‪ 128-12‬المتعلق بالمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي؛‬

‫إحالة ٍ‬
‫ذاتية؛‬ ‫ٍ‬ ‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية» في إطارِ‬ ‫– –استنادا إلى قرار المجلس بإعدا َد تق ٍ‬
‫ْرير ورأي حول « َو ْ‬

‫– –استنادا إلى قرار مكتب المجلس تكليف اللّجنة الدائمة المكلفة بالقضايا االجتماعية والتضامن بإعداد تقرير‬
‫ورأي حول الموضوع؛‬

‫– –استنادا إلى المصادقة باإلجماع على التقرير حول « َو ْ‬


‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية» بتاريخ ‪ 22‬دجنبر ‪.2016‬‬

‫يقدم المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي تقريره‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫وضع ودينامية الحياة الجمعوية‬

‫تم إعداد التقرير من طرف‬


‫اللّجنة الدائمة المكلفة بالقضايا االجتماعية والتضامن‬

‫ ‪ :‬الزهرة زاوي‬‫رئيسة اللجنة‬


‫مقرر اللجنة ‪ :‬مصطفى اخالفة‬
‫ ‪ :‬األستاذة حكيمة حميش‬
‫مقررة الموضوع‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫اإليداع القانوني ‪2017MO4337 :‬‬


‫ردمك ‪978-9954-635-34-6 :‬‬
‫ردمد ‪2335-9234 :‬‬

‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫طباعة‪Station & Media Group :‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الفــهـــــــرس‬

‫ملخص‪11...................................................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة ‪19..................................................................................................................‬‬

‫‪ . 1‬سياق اإلحالة الذاتية ‪19.........................................................................‬‬


‫‪ . 2‬تحديد الموضوع ‪20.............................................................................‬‬
‫‪ . 3‬أهداف اإلحالة الذاتية ‪21.......................................................................‬‬
‫منهجية العمل‪21..................................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ . 5‬توضيح المفاهيم ‪22.............................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫القسم األول‪ :‬توصيف ودور الحركة الجمعوية ‪25..................................................‬‬

‫الجمعوية ‪25................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ . 1‬واقع حال الحركة‬
‫‪ . 2‬دور الجمعيات‪33..................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫القسم الثاني‪ :‬تحليل البيئة المؤسساتية والقانونية والتنظيمية‪37.......................‬‬

‫‪ . 1‬الحق في تأسيس الجمعيات ‪37.................................................................‬‬


‫شاركية ‪40..............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬آليات الديمقراطية التّ‬
‫والجمعيات ‪46............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ . 3‬الشراكة بين الدولة‬
‫العامة‪51.............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ . 4‬االعتراف بصفة المنفعة‬
‫‪.5‬اإلطارالضريبي ‪54................................................................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬الموارد البشرية والحكامة والتمويل‪58.........................................‬‬

‫‪.1‬المواردالبشرية ‪58................................................................................‬‬
‫الجمعيات‪67.............................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ . 2‬تمويل‬
‫والحكامة‪72............................................................................‬‬
‫‪ . 3‬التنظيم َ‬
‫‪9‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫القسم الرابع‪ :‬توصيات المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪78..............‬‬

‫عامة‪78.....................................................................................‬‬
‫توصيات ّ‬
‫والتنظيمية‪79.................................................‬‬
‫ّ‬ ‫والتشريعية‬
‫ّ‬ ‫المؤسساتية‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬الحكامة‪ ،‬التّ مويل‪80............................................................‬‬
‫التمويل‪/‬الحكامة ‪81.................................................................................‬‬

‫مالحق ‪83..................................................................................................................‬‬

‫الملحق ‪ :1‬الئحة أعضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالقضايا االجتماعية والتضامن ‪83......‬‬
‫الملحق ‪ :2‬الئحة جلسات اإلنصات والورشات واللقاءات ‪89.....................................‬‬
‫الملحق ‪ :3‬مراجع بيبليوغرافية‪90................................................................‬‬

‫‪10‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ملخص‬

‫ـاالت المرتبطــة بالتنميــة والتضامــن االجتماعـ ّـي وال ّدفــاع عـ ْن‬ ‫تلعــب الج ْمعيــات د ْو ًرا مركز ًّيــا ومعت َر ًفــا بــه فــي المجـ ِ‬
‫حقــوق اإلنســان‪ .‬كمــا يتجلّــى االعتــراف المتزا ِيــد بالجمعيــات أيْ ً‬
‫ضــا علــى المســتوى القانونـ ّـي‪.‬‬
‫والمعــدل‬
‫َّ‬ ‫المراجــع ســنة ‪،1973‬‬ ‫َ‬ ‫الجمعيــات الظهيــ ُر الشــريف رقــم ‪ ،1.58.376‬بتاريــخ ‪ 15‬نونبــر ‪،1958‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ينظــ ُم‬
‫ـاك إجمــا ٌع بيــن مختلــف الفاعليــن‪ ،‬اليــوم‪ ،‬علــى أنّ هــذا اإلطــار القانونـ ّـي ل ـ ْم يع ـ ْد يتــا َء َم مــع‬ ‫ســنة ‪ .2002‬وهنـ َ‬
‫خاصــة أنّ دســتور ‪ 2011‬يك ـ ّرس «الجمعيــات المهتمــة بقضايــا الشــأن العــا ّم‬ ‫ّ‬ ‫ـوي‪،‬‬
‫واقــع وحاج ّيــات النشــاط الجمعـ ّ‬
‫ـرارات ومشــاريع لــدى‬ ‫ِ‬ ‫ـاهم فــي إعــداد قـ‬
‫والمنظمــات غيــر الحكوميــة‪ ،‬فــي إطــار الديمقراطيــة التشــاركية‪ ،‬كمسـ ٍ‬
‫والســلطات ال ُع ُموم ّيــة‪ ،‬وكــذا فــي تفعيلهــا وتقييمهــا»‪.1‬‬‫المؤسســات المنتخبــة ّ‬ ‫ّ‬
‫وضـ ِـع آليــات تشــارك ّية للحــوار والتشــا ُور‪ ،‬وإمكان ّيــة تقديــم َع َرائــض مــن طــرف‬‫ـص ال ّد ْســتور علــى أه ّم ّيــة ْ‬ ‫كمــا ينـ ّ‬
‫اعــة التّراب ّيــة بــإدراج نقطــة تدخــل فــي اختصاصــه ضمــن جــدول‬ ‫الج َم َ‬
‫َ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مطالب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫الج ْمعيـ‬
‫ـداث هيْئــة استشــار ّية فــي مجــال حمايــة ّ‬
‫الشـ َباب وتعزيــز الحيــاة الجمعو ّيــة‬ ‫إحـ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـتور‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ال‬
‫ّ ّ‬ ‫ـص‬‫ـ‬ ‫ين‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـه‪.‬‬‫أعمالـ‬
‫للشــباب والعمــا الجمعــوي»‪.‬‬ ‫أُط ِل ـ َق عليْهــا اســم «المجلــس االستشــاري ّ‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬يبقــى ال ّرهــان الــذي ينبغــي تحقيقــه هــو التم ّكــن مــن تفعيــل أحــكام الدســتور‪ .‬غي ـ َر أنّ هــذا التّفعيــل‬
‫يطــرح‪ ،‬م ـ ْن جهــة‪ ،‬مســألة ال ُمشــاركة الف ْعل ّيــة للجمعيــات فــي عمل ّيــة اإلعــداد‪ ،‬كمــا يطــرح مــن جهــة ثانيــة مســألة‬
‫احتــرام ُروح ال ّدســتور‪.‬‬
‫لقت مبادرتان وطن ّيتان بشأن الجمعيات ومستقبلها‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫وب ْع َد اعتماد ال ّدستور الجديد‪ ،‬انْ َط ْ‬
‫■ديناميــة إعــان الربــاط‪ ،‬التــي انطلقــت فــي أبريــل ‪ ،2012‬وانخرطــت فيهــا أكثــر مــن ‪ 3000‬جمع ّيــة‪ .‬وق ـ ْد‬
‫نُ ِش ـ َر ْت مطالـ ُ‬
‫ـب هــذه الديناميــة بتاريــخ ‪ 20‬يوليــوز ‪.2012‬‬
‫الحكومــة ســنة ‪ .2013‬وقــد تـ ّم‬
‫■ الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي واألدوار ال ّدســتورية‪ ،‬الــذي أطلقتــه ُ‬
‫وسـلّ َمت إلــى رئيــس‬
‫ُ‬ ‫ـاط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بالرب‬ ‫اإلعــا ُن عــن نتائــج هــذا الحــوار خــا َل نــدوة ُعقــدت يومـ ْ‬
‫ـي ‪ 21‬و ‪ 22‬مــارس‬
‫‪2‬‬
‫الحكومــة فــي ‪.2014‬‬
‫واالجتماعــي والبيئــي إنجــا َز دراســة‬
‫ّ‬ ‫االقتصــادي‬
‫ّ‬ ‫وأخْ ــ ًذا فــي االعتبــار نتائــج هاتيْــن المبادرتيْــن‪ ،‬قــ ّرر المجلــس‬
‫تهــدف إلــى تحديــد مســارات التدخّ ــل لتعزيــز حريــة الجمعيــات وتحســين مســاهمة القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـوي فــي بنــاء‬
‫وديمقراطــي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مغــرب متضامِ ــن ومزدهــر وم ْدمِ ــج‬

‫‪ - 1‬دستور المملكة المغربية‪ ،‬الفصل ‪.12‬‬


‫‪ - 2‬وكالــة المغــرب العربــي لألنبــاء‪ 2014\03\18 ،‬اللقــاء األخيــر للحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي‪ ،‬موجــود‬
‫علــى الرابــط التالــي‪:‬‬
‫‪Maroc.ma [En ligne] Disponible sur: <http://www.maroc.ma/fr/actualites/derniere-rencontre-du-dialogue-national-‬‬
‫>‪sur-la-societe-civile-les-21-et-22-mars-prochains‬‬

‫‪11‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫المالحظات األساسية‬
‫مالحظات عامة‬
‫■المعطيات اإلحصائية حول الجمعيات محدودة‪ ،‬وال يت ّم نشرها دائما أو تحديثها بشكل منتظم؛‬
‫■عرفــت وتيــرة إنشــاء الجمعيــات تزايــدا قويــا منــذ ســنة ‪ 2005‬نتيجــة إطــاق المبــادرة الوطنيــة للتنميــة‬
‫البشــرية؛‬
‫■علــى الرغــم مــن ديناميتهــا والـ ّروح المدنيــة التــي ع ّبــرت عنهــا‪ ،‬فــإنّ الجمعيــات تواجــه مجموعــة مــن العراقيل‬
‫والصعوبــات ذات الطبيعــة اإلداريــة والتنظيمية والمالية؛‬ ‫ّ‬
‫خاصــة بهــا تم ّيزهــا عــن وضع ّيــة الجمع ّيــات التــي أُحدِ ثــت برســم‬
‫ّ‬ ‫■ال تملــك المؤسســات وضع ّيــة قانون ّيــة‬
‫خاصــة؛‬
‫ّ‬ ‫مؤسســات أخــرى بظهيــر أو بقوانيــن‬ ‫ظهيــر ‪ ،1958‬بينمــا أُحدثــت ّ‬
‫■ صعوبــة اعتمــاد تصنيــف للجمعيــات يمكــن أن يســتجيب لجميــع األهــداف‪ .‬إال أنّ تصنيفهــا إلــى ثــاث فئــات‬
‫(جمعيــات تقديــم الخدمــات‪ ،‬جمعيــات الترافــع‪ ،‬جمعيــات الخدمــات والترافــع فــي الوقــت نفســه) رغــم أنــه‬
‫ـات وطنيــة مبســطة وواضحــة للجميــع؛‬ ‫كاف‪ ،‬مــن شــأنه أن يســاعد علــى إحــداث قاعــدة معطيـ ٍ‬
‫غيــر ٍ‬
‫الجمعوي‬
‫ّ‬ ‫خاصــة في المشــهد‬
‫ّ‬ ‫■تحتـ ّل جمعيــات ال ّرعايــة وإعــادة التأهيــل الطبــي والنفســي واالجتماعــي مكانَــة‬
‫ببالدنــا‪ ،‬بحكــم أنّ خدماتهــا تدخــل فــي إطــار أوســع لخدمــات عموميــة تتك ّفــل بهــا الدولــة بكيفيــة مســتدامة‪،‬‬
‫وهــو أمــر غيــر متــاح اليــوم؛‬
‫■رغــم أنّ جمعيــات مغاربــة العالــم ال ّ‬
‫ينظمهــا القانــون المغربـ ّـي‪ ،‬فإنهــا تلعــب دورا ال يســتهان بــه باعتبارهــا‬
‫ـوي المحلّــي‪ .‬كمــا‬
‫فاعــا تنمويــا فــي المغــرب‪ ،‬مــن خــال التمويــات وإعــداد المشــاريع ودعــم النســيج الجمعـ ّ‬
‫أنهــا تســاهم فــي اشــعاع ودعــم اإلصالحــات السياســية واالقتصاديــة واالجتماع ّيــة والثقافيــة التــي تقــوم بهــا‬
‫بالدنا‪،‬حالياومســتقبال‪ ،‬فــي بلــدان االســتقبال‪.‬‬

‫وتنظيمية‬
‫ّ‬ ‫تشريعية ومؤسساتية‬
‫ّ‬ ‫بيئة‬
‫تأسيس الجمعيات من بين حقوق اإلنسان األساس ّية؛‬
‫ِ‬ ‫■تُع ّد حرية‬
‫ـكام الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 379-58-1‬بتاريــخ ‪ 13‬نونبــر ‪ ،1958‬الــذي يضبــط الحــقّ فــي‬ ‫■انطال ًقــا مــن أحـ ِ‬
‫تأســيس الجمعيــات‪ ،‬كمــا تــم تعديلــه وتتميمــه بقوانيــن ‪ 10‬أبريــل ‪( 1973‬رقــم ‪ )283-73-1‬و ‪ 14‬يونيــو ‪1994‬‬
‫(رقــم ‪ )39-34‬و‪ 23‬يوليــوز ‪( 2002‬رقــم ‪ )00-75‬و‪ 18‬فبرايــر ‪( 2009‬رقــم ‪ ، )09-07‬يُعتبــر نظــام تأســيس‬
‫الجمع ّيــات نظامــا ذا طبيعــة تصريح ّيــة؛‬
‫التصريح ّيــة للنظــام المغربـ ّـي المتعلــق بتأســيس الجمعيــات‪ ،‬غيــر أنّ حريــة تكويــن الجمعيــات‬ ‫■رغــم الطبيعــة ْ‬
‫تصطــدم فــي الواقــع بعــدد مــن الممارســات اإلداريــة التــي التلتــزم بتطبيــق المقتضيــات القانونيــة فــي بعــض‬
‫االحيــان‪ .‬ذلــك أنَّ تأســيس أو تعديــل قانــون جمعيــة مــا يمكــن أن يواجــه عــددا مــن التقييــدات‪ :‬عــدم التســليم‬
‫النهائــي؛ طلــب وثائــق‬
‫ّ‬ ‫ينــص علــى ذلــك القانــون)؛ رفــض تســليم الوصــل‬ ‫ّ‬ ‫الفــوري للوصــل المؤ ّقــت (كمــا‬
‫ّ‬
‫المؤسســين‪ ،‬رغــم إلغائــه ذلــك ســنة ‪2009‬؛ رفــض‬‫ّ‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫لألعض‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫العدل‬ ‫ـوابق‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـهادة‬
‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بم‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫إضاف ّيـ‬
‫تســليم الوصــل النهائــي‪...‬؛‬
‫الفصــل ‪ 12‬مــن ال ّدســتور علــى أه ّم ّيــة الفاعليــن العمومييــن فــي ال ّديمقراط ّيــة التشــارك ّية‪ ،‬والجمعيــات‬
‫ْ‬ ‫ـص‬
‫■ينـ ّ‬
‫المهت ّمــة بقضايــا الشــأن العــا ّم‪ ،‬بــدون أي تحديــد للخاصيــات التــي تتميزبهــا هــذه الجمعيــات؛‬
‫■القانونــان التنظيمــان رقــم ‪ 44-14‬و‪ ،64-14‬المتعلّقــان‪ ،‬علــى التوالــي‪ ،‬بتقديــم العرائــض والملتمســات فــي‬
‫مجــال التشــريع‪ ،‬لـ ْم يســتجيبا النتظــارات الجمعيــات‪ ،‬ولــم يأخــذا فــي االعتبــار المقترحــات التــي تـ ّم تقديمهــا‬

‫‪12‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الشــأن مــن طــرف «ديناميــة إعــان الربــاط» و«الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدني والمؤسســات‬‫فــي هــذا ّ‬
‫الدســتورية الجديــدة»‪ .‬كمــا أنّ الجمعيــات ال تملــك حــقّ تقديــم العرائــض علــى المســتوى الوطنــي‪ ،‬وال حــقّ‬
‫ـردي علــى غــرار جميــع المواطنيــن‪.‬‬
‫تقديــم الملتمســات فــي مجــال التّشــريع‪ ،‬باســتثناء أعضائهــا وبشــكل فـ ّ‬
‫وعلــى المســتوى التّرابــي‪ ،‬مــن حــقّ الجمعيــات «تقديــم عرائــض‪ ،‬الهــدف منهــا مطالبــة المجلــس [مجلــس‬
‫الجماعــة الترابيــة] بــإدراج نقطــة تدخــل فــي اختصاصــه ضمــن جــدول أعمالــه»؛‬
‫■طب ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 139‬مــن الدســتور‪ ،‬يتع ّيــن علــى مجالــس الجهــات والجماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬أ ْن‬
‫تضـ َع «آليــات تشــاركية للحــوار والتشــاور‪ ،‬لتيســير مســاهمة المواطنــات والمواطنيــن والجمعيــات فــي إعــداد‬
‫برامــج التنميــة وتتبعهــا»؛‬
‫ـص القوانيــن التنظيم ّيــة المتعلّقــة بالجماعــات الترابيــة‪ ،‬تـ َ‬
‫ـرك المشـ ّر ُع كيف ّيــات تطبيــق هــذه اآلليــات‬ ‫■فيمــا يخـ ّ‬
‫ّ‬
‫للســلطة التقدير ّيــة لــكل جماعــة تراب ّيــة علــى حــدة‪ ،‬والتــي يجــب أ ْن تتض ّمنهــا قوانينهــا ال ّداخل ّيــة‪ .‬وبالتالــي‪،‬‬
‫ّ‬
‫مــن شــأن ذلــك أن تتر ّتــب عليــه وجــود تفاوتــات كبيــرة بيــن الجماعــات الترابيــة ويــؤ ّدي إلــى تبايُــن فــي أشــكال‬
‫الصعيــد الوطنـ ّـي؛‬
‫ممارســة ال ّديمقراطيــة التّشــارك ّية علــى ّ‬
‫■رغــم أنّ العديــد مــن الجمعيــات وديناميــات الشــباب طالبــت فــي مذكراتهــا بإحــداث مجلســين مختلفيْــن‪ ،‬فــإنّ‬
‫ـوي» يشــمل‬ ‫الدســتور ينــص علــى إحــداث مجلــس واحــد هــو «المجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل الجمعـ ّ‬
‫ال ّديناميتيْــن م ًعــا؛‬
‫■ ال تتوفــر الشــروط الكفيلــة بخلــق شــراكة متســاوية بيــن الدولــة والجمعيــات قائمــة علــى منطــق المعاملــة‬
‫بالمثــل وتمكيــن الفاعليــن الجمعوييــن‪ .‬كمــا أنّ طلــب اقتــراح المشــاريع ال يتســم دائمــا بالشــفافية؛‬
‫■رغــم أن المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان والعديــد مــن الجمع ّيــات تعتبــر أ ّنــه يمكــن التخلــي عــن االعتــراف‬
‫بصفــة المنفعــة العامــة بصفــة نهائ ّيــة (إال فــي حالــة تعميــم االمتيــازات التــي تُمنــح للجمعيــات المعتــرف لهــا‬
‫بصفــة المنفعــة العامــة علــى ســائر الجمعيــات) فــإنّ المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي يعتبــر بأنــه‬
‫ينبغــي الحفــاظ علــى هــذا الصفــة‪ ،‬مــع العمــل علــى جعــل االعتــراف بهــا عمل ّيــة شــفافة و منصفــة؛‬
‫■طبقــا للفصــل األ ّول مــن ظهيــر ‪ ،1958‬فــإنّ «الجمعيــة هــي اتفــاق لتحقيــق تعــاون مســتمر بيــن شــخصين أو‬
‫عــدة أشــخاص الســتخدام معلوماتهــم أو نشــاطهم لغايــة غيــر توزيــع األربــاح فيمــا بينهــم»‪ .‬بعبــارة أخــرى‪،‬‬
‫الضريبــي‪ ،‬فــإنّ‬
‫ّ‬ ‫ألي جمع ّيــة أ ْن تحقّــق فوائــض تقتصــر عليهــا بصــورة حصر ّيــة‪ .‬وعلــى الصعيــد‬ ‫يمكــن ّ‬
‫ـوي أو للجمعيــة هــو مفهــوم أساســي‪ ،‬حيــث أ ّنــه يحــدد مجــال‬ ‫مفهــوم الهــدف «غيــر الربحـ ّـي» للنشــاط الجمعـ ّ‬
‫اإلعفــاءات الممنوحــة؛‬
‫الخاصــة بالجمعيــات‪ ،‬التــي‬
‫ّ‬ ‫■ ال يشــتمل النظــام الجبائــي المغربــي ســوى علــى عــدد محــدود مــن األحــكام‬
‫يُط َّبــق عليهــا فــي غالــب األحيــان نفــس النظــام الضريبــي الــذي يط َّبــق علــى الشــركات‪ ،‬وال ســيما علــى‬
‫مســتوى‪:‬‬
‫ ‪ -‬الضريبــة علــى الدخــل‪ ،‬التــي تــؤ ّدي إلــى إثقــال كاهــل الج ْمعيــات بالنســبة للمــوارد التــي تحصــل عليهــا‬
‫ومؤهلَــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫بصعوبــة‪ ،‬كمــا تــؤ ّدي إلــى التقليــص مــن لجوئهــا إلــى االعتمــاد علــى مــوارد بشــرية مســتدا َمة‬
‫ممــا يقــف حاجـزًا فــي الوقــت نفســه أمــا َم إمكانيــات احتراف ّيــة الجمعيــات واســتدامة المشــاريع‪.‬‬
‫ ‪-‬الضريبــة علــى القيمــة المضافــة‪ :‬ليســت معفــاة مــن هــذه الضريبــة ّإل الجمعيــات المعتــرف لهــا بصفــة‬
‫المنفعــة العامــة‪ ،‬والجمعيــات التــي تتكفــل باألشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬وبشــروط محــددة؛‬
‫ ‪-‬حقوق التسجيل والتمبر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الموارد البشرية‬
‫■رغــم أن المتطوعيــن يشــكلون أهــم مــورد بشــري للجمعيــات‪ ،‬فــإن التطــوع غيــر المــؤدى عنــه غيــر متطــور‬
‫بمــا يكفــي‪ .‬كمــا أن العمــل التطوعــي ال يتــم تثمينــه مــن الناحيــة المحاســبية‪ ،‬وال يوجــد إطــار قانونــي يؤطــر‬
‫بوضــوح وضعيــة المتطــوع؛‬
‫■اللجــوء إلــى االعتمــاد علــى أجــراء ضــروري لتمكيــن الجمعيــات مــن التدبيــر النوعــي للعديــد مــن المشــاريع‬
‫ـوي قطــاع يوفــر فــرص الشــغل المــؤدى عنــه‪ ،‬لذلــك‬ ‫واالســتفادة مــن ميزانيــات ضخمــة‪ .‬فالقطــاع الجمعـ ّ‬
‫يتع ّيــن تشــجيعه وتثمينــه‪ .‬ثــم إنّ عــددا مــن الفاعليــن االجتماعييــن‪ ،‬ســواء أكانــوا متطوعيــن أو أجــراء‪،‬‬
‫ره ـ َن إشــارة الجمعيــات‪ ،‬وهــي خبــرة يتعيــن تثمينهــا بتوفيــر تكوينــات تأهيليــة‪.‬‬
‫يضعــون خبرتهــم ْ‬
‫الحكامة‪ ،‬التمويل‬
‫■مصــادر تمويــل الجمعيــات محــدودة جــدا‪ .‬ويم ّثــل التمويــل العمومــي أهــ ّم مصــدر لتمويــل العديــد مــن‬
‫كاف‪ .‬كمــا أن الحــقّ فــي الولــوج إلــى التمويــل العمومــي بصــورة منصفــة‬‫الجمعيــات‪ ،‬غيــر أنــه يظ ـ ّل غيــر ٍ‬
‫وشــفافة ليــس مضمونــا دائمــا‪ .‬ينبغــي أن يتــاح للجمعيــات الولــوج إليــه بــدون تدخّ ــل فــي تنظيمهــا وفــي‬
‫طريقــة عملهــا الداخلــي‪ .‬ومــن جانبهــم‪ ،‬ينبغــي أ ْن يضمــن الفاعلــون الجمعويــون الجوانــب المتعلقة بالشــفافية‬
‫والديمقراطيــة الداخليتيْــن‪ ،‬فضــا عــن النجاعــة فــي اســتعمال المــال العمومـ ّـي؛‬
‫ـروري وال غنــى عنــه للجمعيــات‪ ،‬التــي تســتفيد منهــا ويزيــد مــن قدرتهــا‬
‫■اإلعانــات الماليــة الدوليــة أمــر ضـ ّ‬
‫علــى العمــل‪ ،‬كمــا تســمح لهــا بتنويــع مصــادر التمويــل‪ .‬والتمويــل الدولــي الــذي يمـ ّر عبــر القنــوات الرســمية‬
‫يخضــع للمراقبــة ‪ ،‬وطالمــا أنّ هــذه التحويــات تجــري بكيف ّيــة ش ـفّافة‪ ،‬فليــس هنــاك مــا يدعــو إلــى الح ـ ّد‬
‫منهــا؛‬
‫خاصــة‪ ،‬نق ـدًا أ ْو عيْ ًنــا‪ ،‬وبالنّظــر إلــى أنّ‬
‫ّ‬ ‫■بالنّظــر إلــى أنّ الجمعيــات تقــو ُم بتدبيــر أمــوال عموم ّيــة وإعانــات‬
‫أساســا علــى الشــفافية فــي تدبيــر هــذه األمــوال‪ ،‬وأنّ ال ُم َحاسـبَة تُجــاه الجهــات المانحــة‬ ‫ً‬ ‫مصداقيتهــا تعتمــد‬
‫ـات الجمعيــات يغــدو مســألة‬ ‫حاسـبَة مالئمــة إلكراهـ ِ‬
‫ـب أخالقـ ّـي وقانونـ ّـي‪ ،‬فــإنّ َم ْســك ُم َ‬ ‫وتجــاه األعضــاء واجـ ٌ‬
‫الزمــة مــن الناحيــة القانونيــة؛‬
‫ـروري نظــرا للطبيعــة الخاصــة للعمليــات (التــي هــي فــي‬
‫ّ‬ ‫مخطــط محاســبي خــاص بالجمعيــات ضـ‬ ‫ّ‬ ‫■وضــع‬
‫معظمهــا عمل ّيــات غيــر تجاريــة) والســماح بإجــراء تت ّبــع أفضــل؛‬
‫■تكنولوجيــات المعلومــات واالتصــال تع ـ ّد وســيلة مــن وســائل الحكامــة الج ّيــدة واالتصــال والحــوار الداخلــي‬
‫والخارجــي‪ .‬وبالتالــي فــإنّ توظيفهــا يفتــرض أن تكــون الجمعيــات مج ّه ـزَة بالوســائل المعلومات ّيــة‪ ،‬وتتوفــر‬
‫علــى الربــط الج ّيــد بشــبكة األنترنيــت‪ ،‬وأن يتلقــى المتطوعــون واألجــراء تكوينــات مالئمــة لمهامهــم‪.‬‬

‫توصيات المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫تروم التوصيات الواردة في هذا الرأي المساهمة في‪:‬‬


‫ـب دورهــا الكامــل الــذي تك ّر ُسـ ُه فصــول‬
‫■إزالــة العوائــق والصعوبــات القائمــة حتــى يتسـنّى للجمعيــات أ ْن تلعـ َ‬
‫عديــدة مــن دســتور ‪ ،2011‬وال ســيما الفصــل ‪ 12‬الــذي يعتــرف للجمعيــات بخبرتهــا ومشــروعيتها فــي‬
‫المســاهمة فــي إ ِْعــدادِ وتنفيــذ وتقييــم السياســات العموم ّيــة؛‬

‫ّشريعي مع أحكام الدستور المتعلقة بد ْور الج ْمعيات‪.‬‬


‫ّ‬ ‫■مالءمة اإلطار الت‬

‫‪14‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫عامة‬
‫توصيات ّ‬
‫‪1.1‬تعميــق التفكيــر فــي اعتمــاد تصنيــف للجمعيــات إلــى ثــاث فئــات أساســ ّية‪( :‬أ) جمعيــات تقديــم‬
‫ٍ‬
‫خدمــات متن ّوعــة‪ :‬ثقافيــة‪ ،‬قانونيــة‪ ،‬رياضيــة‪ ،‬طبيــة‪ ،‬وقائ ّيــة‪ ،‬تربويــة‪،‬‬ ‫الخدمــات‪ ،‬وهــي التــي تقتــرح‬
‫اقتصاديــة‪ ،‬نفســية‪ ،‬فالح ّيــة‪ ،‬إلــخ؛ (ب) جمعيــات الترا ُفــع‪ ،‬وهــي جمعيــات تهتـ ّم بالتعبئــة و«التمكيــن» مــن‬
‫نفســه بتقديــم الخدمــات والتّرا ُفــع؛‬
‫االجتماعــي؛ (ج) جمعيــات تقــو ُم فــي الوقــت ِ‬
‫ّ‬ ‫أجــل تحقيــق اإلصــاح‬
‫‪2.2‬يوصــي المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي باالعتــراف بصفــة المنفعــة االجتماع ّيــة لفائــدة‬
‫هشــة‪ ،‬وتســاهم فــي مكافحــة كل أشــكال اإلقصــاء‬ ‫للجمعيــات التــي تقــدم دعمــا لألشــخاص فــي وضعيــة ّ‬
‫والفــوارق الصحيــة واالجتماعيــة واالقتصاديــة والثقافيــة‪ ،‬وتعمــل لفائــدة التربيــة والمواطنــة وتطويــر‬
‫الروابــط االجتماعيــة‪ ،‬أو تعمــل مــن أجــل الحفــاظ علــى التماســك المجالــي وتعزيــزه‪ ،‬ومــن أجــل التنميــة‬
‫المســتدامة‪.‬‬
‫وينبغــي أ ْن تتم ّكــن هــذه الجمعيــات مــن االســتفادة مــن اإلعانــات النقديــة والعين ّيــة (بنيــات تحتيــة‪ ،‬مــوارد‬
‫بشــرية‪ ،‬مــوارد ماديــة) الممنوحــة علــى الصعيــد المحلــي والجهــوي والوطنــي‪ .‬كمــا يتع ّيــن تحديــد معاييــر‬
‫وصيــغ منــح هــذه الصفــة فــي إطــار نقــاش وطنــي ديمقراطــي مفتــوح يهــدف إلــى وضــع إطــار مرجعــي‬
‫يتض ّمــن األهــداف والمبــادئ والمؤشــرات القابلــة للقيــاس التــي تم ّكــن الفاعليــن الجمعوييــن مــن األخــذ في‬
‫االعتبــار مهامهــم وأهدافهــم وحكامتهــم‪ ،‬فضــا عــن اآلثــار المترتّبــة عــن أنشــطتهم‪.‬‬
‫‪3.3‬تعزيــز النّشــر المنت َِظــم‪ ،‬مــ ْن طــرف المندوب ّيــة الســامية للتخطيــط ووزارة الداخل ّيــة واألمانــة العا ّمــة‬
‫ـال‬
‫ـوي وبإنجــاز أعمـ ٍ‬ ‫ـيج الجمعـ ّ‬ ‫وأي هيئــة عموميــة أخــرى معن ّيــة‪ ،‬لل ُمعطيــات التــي تتعلــق بالنسـ ِ‬
‫للحكومــة‪ّ ،‬‬
‫أكاديم ّيــة حــول هــذا النســيج‪.‬‬
‫‪4.4‬االعتــراف بجمع ّيــات مغاربــة العالــم بصفتهــا محــاو ًرا أساســ ّيا فــي مسلســل إرســاء ال ّديمقراطيــة‬
‫والمؤسســات والجماعــات التراب ّيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التشــارك ّية‪ ،‬وخلــق بيئــة مالئمــة للشــراكة مــع الجمعيــات المغرب ّيــة‬
‫الخاصــة للجمعيــات المهن ّيــة واتحــادات الملكيــات المشــتركة والجمعيــات والفدراليات‬
‫ّ‬ ‫‪5.5‬دراســة الوضعيــات‬
‫الرياض ّيــة‪ ،‬فــي إطــار إحالــة ذاتيــة أو عـ ّدة إحــاالت‪.‬‬

‫والتنظيمية‬
‫ّ‬ ‫والتشريعية‬
‫ّ‬ ‫المؤس ساتية‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫الحق في حرية تأسيس الجمعيات‬
‫‪6.6‬الحرص على مالءمة ظهير ‪ 1958‬الذي ينظم الحقّ في تأسيس الجمعيات مع أحكام دستور ‪.2011‬‬
‫‪7.7‬إصــدار النصــوص التنظيم ّيــة الضرور ّيــة بُغيــة تفعيــلِ مقتضيــات الدســتور فــي هــذا الصــدد الدســتور‬
‫الل َمــا ّدي علــى‬ ‫إضفــاء ّ‬
‫الطابَــع ّ‬ ‫وأهــداف وأنشــطة الجمعيــات‪ ،‬واتخــاذ التدابيــر الع َمل ّيــة المالئ َمــة‪ ،‬مثْــل ْ‬
‫اإلجــراءات اإلداريــة التــي ته ّمهــا‪ ،‬كمــا اقتــرح المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫بالمؤسسات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خاص‬
‫ّ‬ ‫وضع قانون‬
‫‪ْ 8.8‬‬

‫ُ‬
‫آليات الديمقراط ّية ال ّتشا ُرك ّية‬
‫‪9.9‬التحديد القانوني لِ «الجمعيات المهت ّمة بالشأن العام»‪.‬‬
‫َ‬
‫المنتخبيــن ونشــر‬ ‫الصعيــد الترابــي مــن خــال تكويــن‬
‫‪1010‬تأطيــر ُم َما َر َســة ال ّديمقراطيــة التشــارك ّية علــى ّ‬
‫المبــادئ التوجيه ّيــة‪...‬‬

‫‪15‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫تســهيل االستشــارة العموم ّيــة وضمــان اإلنصــاف فــي مجــال الولــوج إلــى المعلومــة والتمويــل‪،‬‬
‫‪ 1111‬مــن أجــل ْ‬
‫يتعيــن إعــداد جــرد للجمعيــات علــى المســتوى الترابــي‪ ،‬والتفكيــر عنــد االقتضــاء فــي انشــاء تصنيــف‬
‫مؤهلَــة‪.‬‬
‫للجمعيــات َّ‬
‫ـاري ّ‬
‫للش ـبَاب وال َع َمــل‬ ‫ِشـ ّ‬‫االست َ‬
‫ـس ْ‬ ‫‪ 1212‬يوصــي المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي بــأ ْن يكــو َن المجلـ ُ‬
‫بالش ـبَاب وبالعمــل الجمعــوي للشــباب‪.‬‬ ‫خاصــا ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ـص عليــه ال ّدســتور‪،‬‬
‫ـوي‪ ،‬الــذي ينـ ّ‬
‫الج ْمعـ ّ‬

‫الدولة والجمعيات‬
‫الشراكة بين ّ‬
‫‪1313‬تقديــم رؤيــة واضحــة ّ‬
‫للشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمعيــات قائمــة علــى منطــق المعاملــة بالمثــل واحتــرام‬
‫التوجهــات االســتراتيج ّية للجمع ّيــات‪.‬‬
‫ّ‬
‫استراتيجيات ّ‬
‫الش َراكة‪.‬‬ ‫‪1414‬تفعيل مساهمة الجمعيات في تطوير ْ‬
‫‪1515‬ضمان المساواة في ولوج الجمعيات إلى المعلو َمة‪.‬‬
‫العمومــي (معاييــر االســتحقاق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪1616‬وضــع قواعــد وإجــراءات لضمــان اإلنصــاف والشــفافية فــي التمويــل‬
‫كيفيــات االنتقــاء‪ ،‬نشــر النتائــج ‪.)...‬‬
‫‪1717‬تدقيــق مضمــون الشــراكة فــي صيغــة اتفاقيــات تح ـ ّدد األهــداف ونوعيــة األنشــطة والميزان ّيــة والنتائــج‬
‫المنتظــرة‪ ،‬كمــا تح ـ ّدد ّ‬
‫مؤشـ ٍ‬
‫ـرات للنتائــج بهــدف التّقييــم‪.‬‬
‫ّ‬
‫المنظــم لعالقــة الشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمعيــات‪ ،‬فــي ضــوء‬ ‫‪1818‬مراجعــة دوريــة الوزيــر األول ‪07/2003‬‬
‫األحــكام الجديــدة للدســتور‪.‬‬

‫وضع دور ّية ّ‬


‫تنظم الشراكة بين الجماعات الترابية والجمعيات‪.‬‬ ‫‪ْ 1919‬‬

‫العامة‬
‫ّ‬ ‫االعتراف بصفة المنفعة‬
‫‪2020‬توضيــح مفهــوم «أ ْن يكــو َن لهــا لــه طابــع المصلحــة العامــة» الــوارد فــي المــادة ‪ 1‬مــن المرســوم رقــم‬
‫‪.969-04-2‬‬
‫وضــع معاييــر واضحــة يمكــن‬
‫‪2121‬تأطيــر الســلطة التقدير ّيــة الموكولــة لممثلــي الســلطة التنفيذيــة عــن طريــق ْ‬
‫أن تســتند إليهــا هــذه الســلطة‪.‬‬
‫‪2222‬إخبــار الجمعيــات التــي ال تُقبــل طلباتهــا بأســباب ال ّرفــض‪ ،‬بنــاء علــى مــا هــو منصــوص عليــه فــي الفصــل‬
‫‪ 9‬مــن ظهيــر ‪.1958‬‬
‫اإلطار الجبائي‬
‫ـاص بالجمعيــات‪ ،‬وإدراج معاييــر الحكامــة الجيــدة فــي ديباجتــه (االنعقــاد‬
‫وضــع مخطــط محاســباتي خـ ّ‬ ‫‪ْ 2323‬‬
‫المنتظــم للجمــوع العا ّمــة العاديــة مــع المصادقــة علــى التقاريــر األدبيــة والماليــة الســنوية‪ ،‬اجتماعــات‬
‫الهيئــات المس ـ ّيرة وفقــا للقوانيــن‪ ،‬مســك المحاســبة‪ ،‬احتــرام مد ّونــة الشــغل‪.) ...‬‬
‫‪2424‬اإلعفــاء مــن الضريبــة علــى الشــركات والضريبــة علــى القيمــة المضافــة‪ ،‬واألنشــطة االقتصاديــة‬
‫للجمعيــات المهتمــة بالشــأن العــام‪ ،‬والتــي ال تكتســي صبْغــة ربحيــة طب ًقــا للمعاييــر التــي يحددهــا النظــام‬
‫الجبائــي (التدبيــر غيْــر المــد ّر لل ّربــح للجمعيــة‪ ،‬والصبغــة غيــر التنافســية للنشــاط ولشــروط ممارســته)‪،‬‬
‫ـص عليهــا المخطــط المحاســباتي‪ .‬ويدقــق النظــام‬ ‫مــع مراعــاة احتــرام قواعــد الحكامــة الجيــدة التــي ينـ ّ‬
‫الجبائــي قائمــة الوثائــق التــي يتع ّيــن إرفاقهــا بالتصريحــات إلثبــات احتــرام هــذه المقتضيــات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ـض ضريبـ ّـي جزافـ ّـي بنســبة ‪ 20‬فــي المائــة فيمــا يتعلــق بالضريبــة علــى الدخــل‬‫‪2525‬التنصيــص علــى تخفيـ ٍ‬
‫المفروضــة علــى التعويضــات الخاضعــة للنســبة العليــا التــي تدفعهــا الجمعيــات المهتمــة بالشــأن العــام‬
‫ألجرائهــا‪.‬‬
‫‪2626‬إعفاء الجمع ّيات من واجبات التسجيل والتمبر‪.‬‬
‫ُخصــم مـ ْن‬
‫المانحــة (ســواء أكانــوا أشــخاصا طبيعييــن أو معنوييــن) بتقديــم إعانــات ت َ‬ ‫َ‬ ‫الســماح للجهــات‬ ‫‪ّ 2727‬‬
‫(الضريبَــة علــى الشــركات أو الضريبــة علــى الدخــل) للج ْمعيــات المهتمــة بالشــأن العــام حتــى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض َرائبهــا‬
‫ولــو لـ ْم تكـ ْن جمعيــات ذات منفعــة عامــة‪ ،‬وذلــك فــي حــدود عتبــة تُحـ َّـدد لر ْقــم معامــات الجهــة المانحــة‬
‫أو لمداخيلهــا‪ ،‬ويتو ّلــى تحديــد هــذه العتبــة نـ ّ‬
‫ـص تنظيمـ ّـي‪.‬‬

‫الموارد البشرية‬
‫النشاط التطوعي‬
‫توصيات للسلطات العمومية‬
‫ً‬
‫تعويضــا‬ ‫ـاص بالتّطــوع غيــر المــؤ ّدى عنــه وتمييــزه عــن التطــوع الــذي يتل ّقــى صاحبــه‬
‫‪2828‬وضــع قانــون خـ ّ‬
‫عــن عملــه‪ .‬ويُنتظــر مــن هــذا القانــون أ ْن يح ـ ّدد حقــوق وواجبــات كل مــن المتط ِّوعيــن بــدون تعويــض‬
‫والمتط ِّوعيــن بتعويــض‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لنشاط لفائدة الجمعية‪.‬‬ ‫‪2929‬ف ْرض ضمان التأمين لحماية المتط ّوعين بالتعويض أو بدونه أثنا َء مزاولتهم‬
‫وسط األطفال داخل المنظومة التعليم ّية‪.‬‬
‫‪3030‬تنمية روح العمل التط ّوعي َ‬
‫الجمعــوي‪ ،‬مثــل إدراج فتــرة التكويــن فــي‬
‫ّ‬ ‫تشــجع الشــباب علــى االنخــراط فــي العمــل‬
‫ّ‬ ‫‪3131‬وضــع حوافــز‬
‫إيجابــي ضمــن ملــف ّ‬
‫الشــاب مــن أجــل الولــوج إلــى الدراســات العليــا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المجــال الجمعــوي كعنصــر‬
‫توصية للجمعيات‬

‫‪3232‬المحافظة على المتط ِّوعين بتوفير تكوينات لفائدتهم وإشراكهم الفعلي في أنشطة الجمعية‪.‬‬

‫العمل المأجور‬
‫توصيات للسلطات العموم ّية‬
‫الجمعوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للقطاع‬
‫ِ‬ ‫‪3333‬تشجيع تشغيل األجراء من خالل اتخاذ تدابير ضريب ّية مالئمة‬
‫وضــع‪ ،‬بالتعــاون مــع الجماعــات الترابيــة‪ ،‬عقــود عمــل ذات منفعــة عامــة واجتماعيــة تســمح للشــباب‬ ‫‪ْ 3434‬‬
‫االســتفادة مــن تجربــة مهنيــة داخــل هيئــة غيــر ربحيــة تنجــز مه ّمــة اجتماعيــة أو مهمــة ذات مصلحــة‬
‫والبيئــي حــول تشــغيل الشــباب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعــي‬
‫ّ‬ ‫االقتصــادي‬
‫ّ‬ ‫عامــة‪ ،‬انســجا ًما مــع رأي المجلــس‬
‫‪3535‬المساهمة في تمويل وتنظيم تعزيز قدرات الجمعيات‪.‬‬
‫ـاص بالعامــل االجتماعــي يح ـ ّدد طبيعــة العمــل االجتماعــي وحقــوق وواجبــات العامــل‬ ‫‪3636‬إعــداد قانــون خـ ّ‬
‫االجتماعــي إزا َء الجمعيــة والمســتفيدين‪ ،‬وضمــان حمايتــه الجســدية والقانونيــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪3737‬تحســين عــرض تكويــن العامليــن االجتماعييــن‪ :‬ينبغــي أ ْن تع َمــ َل الجامعــات والكليــات علــى تطويــر‬
‫َمصوغــات تكوين ّيــة إشــهاد ّية‪ ،‬وتوفيــر التكويــن المســتم ّر فــي مختلــف التخصصــات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫توصيات للجمعيات‬
‫‪3838‬الحرص على احترام القوانين وقانون ّ‬
‫الشغل‪.‬‬
‫‪3939‬الحــرص علــى أن تكــون الجمعيــات مشـ ِّغ ًل مســؤوال (احتــرام مد ّونــة الشــغل‪ ،‬عــدم التمييــز ضـ ّد النســاء‪،‬‬
‫تشــغيل األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة‪.)...‬‬
‫‪4040‬وضع آليات لتدبير حاالت تضارب المصالح‪.‬‬

‫‪4141‬تعزيز الديمقراطية الداخلية‪.‬‬

‫التمويل‪/‬الحكامة‬
‫توصيات للسلطات العموم ّية‬
‫المقدم للجمعيات‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪4242‬ال ّرفع من قيمة ال ّدعم العمومي‬
‫الســنوات‪ ،‬مــع مشــاريع تمت ـ ّد إلــى ثــاث ســنوات علــى األقــل ّ‪ ،‬بَ ـ َد ًل مــن تقديــم‬
‫‪4343‬تشــجيع التمويــل متعــدد ّ‬
‫منــح وإعانــات محــدودة فــي الزمــن‪.‬‬
‫‪ 4444‬إبْــرام عقــود برامــج متعــددة الســنوات مــع الجمعيــات التــي تتك ّفــل‪ ،‬لفائــدة الدولــة أو نيابــة عنهــا‪ ،‬بتح ّمــل‬
‫األشــخاص فــي وضعيــة هشاشــة‪ .‬وفــي هــذه الحالــة‪ ،‬ينبغــي أ ْن يم ّثــل تمويــل ال ّدولــة نســبة ها ّمــة مــن‬
‫ميزانيــة تســيير الجمعيــة‪.‬‬
‫‪4545‬تعزيز قدرات الوزارات والجماعات التراب ّية والمؤسسات العموم ّية في مجال تت ّبع وتقييم الجمعيات‪.‬‬
‫مبس َطة للجمعيات ّ‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫‪4646‬توفير محاسبة مالية َّ‬
‫‪ 4747‬تشــجيع تأســيس الجمعيــات مــن خــال تمكينهــا مــن مقـ ّرات‪ ،‬وتســهيل الحصــول علــى بعــض الخدمــات‬
‫(الهاتــف‪ ،‬الفاكــس‪ ،‬الحواســيب‪ ،‬الــخ)‪.‬‬
‫‪4848‬ربْــط تقديــم المنــح واإلعانــات العموم ّيــة باالنتظــام فــي عقْــد الجمعيــات للجمــوع العا ّمــة والمجالــس‬
‫اإلدار ّيــة وفقــا ألنظمتهــا األساســ ّية‪.‬‬
‫توصيات للجمعيات‬
‫‪4949‬تطوير القدرات المتعلقة لجلب التمويل‪.‬‬
‫‪5050‬التفكير في كيفيات تثمين وتقييم َع َمل المتطوعين‪.‬‬
‫‪5151‬اعتماد واحترام قواعد تدبير شفافة‪.‬‬
‫‪5252‬الح ْرص على التسيير الديمقراطي‪.‬‬
‫ِ‬
‫مخاطر سوء التدبير‪.‬‬ ‫‪ 5353‬وضع قواعد وإجراءات تم ّكن من تو ّقع‬
‫‪5454‬مســك محاســبة ماليــة أو محاســبة عامــة بنــا ًء علــى حجــم الجمعيــة‪ ،‬وتقديــم تقاريــر ماليــة ســنوية إلــى‬
‫الجمــوع العامــة وإلــى مختلــف الشــركاء‪ ،‬والبرهنــة علــى الف ّعاليــة فــي اســتعمال األمــوال‪.‬‬
‫‪5555‬إدخــال اســتعمال األدوات المعلوماتيــة وتكنولوجيــا المعلومــات واالتصــال الجديــدة فــي تكويــن األجــراء‬
‫والمتط ّوعيــن وتعزيــز تشــغيلهم مــن طــرف الجمعيــات؛‪.‬‬
‫‪5656‬خل ْ ُق مراكز محاسب ّية معتمدة بالنّسبة للجمعيات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ّ‬
‫مقدمة‬

‫‪ • 1‬سياق اإلحالة الذاتية‬


‫ممارســة متجـ ِّذ َرة فــي المــوروث الثقافـ ّـي واالجتماعـ ّـي‬
‫َ‬ ‫الح َر َكـ َة الج ْمعو ّيــة فــي بالدِ نَــا تعتبــر‬
‫تجـ ُد ُر اإلشــا َرةُ إلــى أنَّ َ‬
‫ماعــة» و»التْويـزَة» و»التعاون ّيــات المهن ّيــة»‪.‬‬
‫«الج َ‬ ‫المغربـ ّـي‪ ،‬وال سـ ّيما فــي أشــكال معروفــة مثــل ْ‬
‫ِ‬
‫المجــاالت المرتبطــة بالتنميــة‬ ‫ً‬
‫فاعــا أساســيا يلعــب د ْو ًرا مركز ًّيــا ومعت َر ًفــا بــه فــي‬ ‫أص َب َحــت الج ْمعيــات‬
‫كمــا ْ‬
‫ضــا علــى‬‫االجتماعــي وال ّدفــاع عــ ْن حقــوق اإلنســان‪ .‬كمــا يتجلّــى االعتــراف المتزايِــد بالجمعيــات أيْ ً‬
‫ّ‬ ‫والتضامــن‬
‫القانونــي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المســتوى‬
‫المراجــع ســنة ‪ ،1973‬والمعـ َّـدل ســنة‬ ‫َ‬ ‫ـات الظهيـ ُر الشــريف رقــم ‪ ،1.58.376‬بتاريــخ ‪ 15‬نونبــر ‪،1958‬‬ ‫وينظـ ُم الجمعيـ ِ‬‫ِّ‬
‫بح َســب الحالــة‪ ،‬مثــل مد ّونــة الشــغل‬ ‫ـدد مــن القوانيـ َن األخــرى َ‬ ‫ـك لعـ ٍ‬ ‫‪ .2002‬كمــا يمكنهــا أ ْن تخضــع إضا َفـ ًة إلــى ذلـ َ‬
‫ـاك إجمــا ٌع بيــن مختلــف الفاعليــن‪ ،‬اليــوم‪ ،‬علــى أنّ هــذا اإلطــار القانونـ ّـي ل ـ ْم يع ـ ْد‬ ‫والقوانيــن الجبائ ّيــة‪ ،‬الــخ‪ .‬وهنـ َ‬
‫خاصــة أنّ دســتور ‪ 2011‬يك ـ ّرس «الجمعيــات المهتمــة بقضايــا‬ ‫ّ‬ ‫ـوي ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫يتــا َء َم مــع واقــع وحاج ّيــات النشــاط الجمعـ ّ‬
‫ِ‬
‫قــرارات‬ ‫كمســاهم فــي إعــداد‬
‫ٍ‬ ‫التشــاركية‪،‬‬ ‫الديمقراطيــة‬ ‫إطــار‬ ‫فــي‬ ‫الشــأن العــا ّم والمنظمــات غيــر الحكوميــة‪،‬‬
‫ـص ال ّد ْســتور علــى‬ ‫والســلطات ال ُع ُموم ّيــة‪ ،‬وكــذا فــي تفعيلهــا وتقييمهــا» ‪ .‬وينـ ّ‬
‫‪4‬‬
‫المؤسســات المنتخبــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومشــاريع لــدى‬
‫وضـ ِـع آليــات تشــارك ّية للحــوار والتشــا ُور‪ ،‬وإمكان ّيــة تقديــم َع َرائــض مــن الج ْمعيــات‪ ،‬الهــدف منهــا مطالبــة‬ ‫أه ّم ّيــة ْ‬
‫ينــص ال ّدســتور‬ ‫ّ‬ ‫اعــة التّراب ّيــة بــإدراج نقطــة تدخــل فــي اختصاصــه ضمــن جــدول أعمالــه ‪ .‬كمــا‬
‫‪5‬‬
‫الج َم َ‬
‫مجلــس َ‬
‫الش ـ َباب وتعزيــز الحيــاة الجمعو ّيــة أُط ِل ـ َق عليْهــا اســم «المجلــس‬ ‫ـداث هيْئــة استشــار ّية فــي مجــال حمايــة ّ‬ ‫إحـ ِ‬
‫علــى ْ‬
‫للشــباب والعمــل الجمعــوي «‪.‬‬ ‫االستشــاري ّ‬

‫ومــع ذلــك‪ ،‬يبقــى ال ّرهــان الــذي ينبغــي تحقيقــه هــو التم ّكــن مــن تفعيــل أحــكام الدســتور‪ .‬غيـ َر أنّ هــذا التّفعيل يطرح‪،‬‬
‫م ـ ْن جهــة‪ ،‬مســألة ال ُمشــاركة الف ْعل ّيــة للجمعيــات فــي عمل ّيــة اإلعــداد‪ ،‬كمــا يطــرح مــن جهــة ثانيــة مســألةاحترام‬
‫ُروح ال ّدســتور‪.‬‬
‫صعيــد آخــر‪ ،‬عــرف القانونــان التنظيم ّيــان المتعلّقــان بالعرائــض وتقديــم الملتمســات فــي مجــال التّشــريع‪،‬‬ ‫علــى َ‬
‫وجهتهــا لهمــا الحركــة‬
‫المصــا َدق عليهمــا مــن طــرف البرلمــان بتاريــخ ‪ 31‬مــاي ‪ 2016‬عــددا مــن االنتقــادات ّ‬
‫ـوي‪.‬‬ ‫ـاري ّ‬
‫للشــباب والعمــل الج ْمعـ ّ‬ ‫مشــروع قانــون يتعلــق بالمجلــس االستشـ ّ‬ ‫الجمعو ّيــة‪ .6‬كمــا صادقــت الحكومــة علــى ْ‬

‫يــم‬
‫ســاهمت فــي تأزِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مواقــف الســلطات العموميــة وردو َد أفعالهــا فــي حــقّ الجمعيــات‪ ،7‬منــذ ‪ ،2012‬قــ ْد‬ ‫ثــ ّم إنّ‬
‫‪8‬‬ ‫ـرت الجمعيــات أنّ هــذه المواقــف ت َُح ـ ّد علــى ال َم ـ َدى ّ‬
‫الطويــل م ـ ْن قدراتهــا وح ّر ّيــة عملهــا ‪.‬‬ ‫األ ْوضــاع‪ ،‬حيــث اعتبـ ْ‬

‫‪ - 3‬اململكة املغربية‪ ،2011 ،‬الدستور متوفر على الرابط التالي‪:‬‬


‫>‪<http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/constitution/constitution_2011_Fr.pdf‬‬
‫‪ - 4‬دستور اململكة املغربية‪ ،‬الفصل ‪.12‬‬
‫‪ - 5‬دستور اململكة املغربية‪ ،‬الفصل ‪139‬‬
‫‪ - 6‬حوار إعالن الرباط‪ ،2015 ،‬مذكرة حول تقدمي العرائض امللتمسات على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪7 - http://bit.ly/2fKiMvw‬‬
‫‪ - 8‬دينامية إعالن الرباط‪ ،‬من اجل حركة جمعو ّية قوية ومستقلة (‪.)2014‬‬
‫‪19‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وب ْع َد اعتماد ال ّدستور الجديد‪ ،‬انْ َط ْ‬


‫لقت مبادرتان وطن ّيتان بشأن الجمعيات ومستقبلها‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪- -‬إعــان الربــاط‪ ،‬الــذي انطلــق فــي ‪ 11‬أبريــل ‪ ،2012‬وبعــده دينام ّيــة إعــان الربــاط التــي انخرطــت فيهــا أكثــر‬
‫ـب هــذه الديناميــة بتاريــخ ‪ 20‬يوليــوز ‪.2012‬‬ ‫مــن ‪ 3000‬جمع ّيــة‪ .‬وق ـ ْد نُ ِش ـ َر ْت مطالـ ُ‬
‫الحكومــة فــي ســنة ‪ .2013‬وقــد‬‫‪ - -‬الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي واألدوار ال ّدســتورية‪ ،‬الــذي أطلقتــه ُ‬
‫وسـلّ َمت إلــى رئيــس‬
‫ُ‬ ‫ـاط‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بالرب‬ ‫تـ ّم اإلعــا ُن عــن نتائــج هــذا الحــوار خــا َل نــدوة ُعقــدت يومـ ْ‬
‫ـي ‪ 21‬و ‪ 22‬مــارس‬
‫‪9‬‬
‫الحكومــة فــي ‪.2014‬‬

‫وأخْ ـ ًذا فــي االعتبــار نتائــج هاتيْــن المبادرتيْــن‪ ،‬ق ـ ّرر المجلــس االقتصـ ّ‬
‫ـادي واالجتماعـ ّـي والبيئــي‪ 10‬إنجــا َز دراســة‬
‫تهــدف إلــى تحديــد مســارات التدخّ ــل لتعزيــز حريــة الجمعيــات و وتحســين مســاهمة القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـوي فــي بنــاء‬
‫مغــرب متضامِ ــن ومزدهــر وم ْدمِ ــج وديمقراطـ ّـي‪.‬‬

‫‪ • 2‬تحديد الموضوع‬
‫ـص الفصــل األ ّول مــن ظهيــر ‪ 3‬جمــادى األولــى ‪ ،1378‬الموافــق لِ ‪ 15‬نونبــر ‪ ،1958‬علــى أنّ «الجمعيــة هــي اتفــاق‬ ‫ينـ ّ‬
‫لتحقيــق تعــاون مســتمر بيــن شــخصين أو عــدة أشــخاص الســتخدام معلوماتهــم أو نشــاطهم لغايــة عبــر توزيــع‬
‫األربــاح فيمــا بينهــم»‪.‬‬
‫التشريعي‪ ،‬يم ّيز ظهير ‪ 1958‬بين ثالثة أنواع من الجمعيات‪:11‬‬
‫ّ‬ ‫الصعيد‬
‫وعلى ّ‬
‫الســلطات‪ ،‬والتــي تتو ّفــر علــى شــخصية معنو ّيــة وأهليــة قانونيــة تخ ـ ّوالن لهــا‬ ‫‪1.1‬الجمعيــات المص ـ َّرح بهــا لــدى ّ‬
‫خاصــة وعموم ّيــة وفتــح حســاب بنكـ ّـي وإبــرام اتفاقيــات وعقــود م ْهمــا كانــت نوعيتهــا‬
‫ّ‬ ‫صــول علــى تمويــات‬ ‫الح ُ‬
‫ُ‬
‫وتشــغيل عامِ ليــن مقابــل ْ‬
‫أجــر والترافــع أمــام المحاكــم‪ ،‬الــخ؛‬
‫‪2.2‬الج ْمعيــات المعت ـ َرف لهــا بصبغــة المصلحــة العموميــة مــن َط ـ َرف األمانــة العا ّمــة للحكومــة‪ ،‬وهــي جمعيــات‬
‫وجــه الخصــوص‪ ،‬أ ْن تتل ّقــى أمـ ً‬
‫ـوال ســواء كانــت‬ ‫صـ ّرح بهــا تســتفيد مــن أهل ّيــة قانون ّيــة أ ْوســع تســمح لهــا‪ ،‬علــى ْ‬ ‫ُم َ‬
‫ـوالت أو عقـ ٍ‬
‫ـارات‪ ،‬وأ ْن تســتفي َد مــن امتيــازات ضريب ّيــة‪ ،‬كمــا ي ْمكنهــا أ ْن تقــو َم بتســويق‬ ‫نقــو ًدا أو قِ يَ ًمــا أو منقـ ٍ‬
‫بعــض منتجاتهــا مــن أجــل مواصلــة عملهــا‪ .‬وبالمقابــل‪ ،‬فــإنّ هــذه الجمعيــات تخضــع لمحاســبة منتظمــة ورقابــة‬
‫ماليــة مــن قبــل المجلــس األعلــي للحسـ ِ‬
‫ـابات؛‬
‫‪3.3‬الجمع ّيــات األجنبيــة التــي هــي هيــآت لهــا مميــزات جمعيــة ولهــا مقـ ّر فــي الخــارج‪ ،‬أو يديرهــا أجانــب ومق ّرهــا‬
‫فــي المغــرب‪ ،‬أو يكــون لهــا مسـ ّيرون أجانــب أو نصــف األعضــاء مــن األجانــب‪.‬‬

‫‪ - 9‬وكالة املغرب العربي لألنباء‪ 2014/03/18 ،‬اللقاء األخير للحوار الوطني حول املجتمع املدني‪ ،‬موجود على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪Maroc.ma [En ligne] Disponible sur <http://www.maroc.ma/fr/actualites/derniere-rencontre-du-dialogue-national-sur-la-societe-‬‬
‫>‪civile-les-21-et-22-mars-prochains‬‬
‫‪ - 10‬دخلت اجلمعيات إلى املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي منذ إحداثه يف فبراير سنة ‪ ،2011‬وهي واحدة من الفئات اخلمس‬
‫املكونة للمجلس‪.‬‬
‫‪ - 11‬مكتب الصديق‪ ،‬الدليل املغربي للجمعيات‪.2007 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫‪4.4‬علــى ال ّرغــم م ـ ْن أنَّ النقابــات وج ْمعيــات المِ لك ّيــات المشــتركة‪ 12‬وجمعيــات القــروض الصغــرى‪ ,13‬والج ْمعيــات‬
‫خاصــة وتحكمهــا‬
‫ّ‬ ‫ينظمهــا ظهيــر ‪ّ ،1958‬إل أ ّنهــا ذات وضعيــة‬ ‫المهنيــة‪ 14‬والج ْمعيــات والفدراليــات ال ّرياضيــة‪ّ ، 15‬‬
‫قوانيــن أخــرى‪ .‬ك ّل هــذه الجمعيــات تلعــب د ْو ًرا ها ّمــا‪ ،‬غيــر أنّ هــذه اإلحالــة الذاتيــة لـ ْن تتناولهــا بالتّحليــل‪ ،‬ألنّ‬
‫الخاصــة وبالتالــي تحتــاج إلــى تحليــل مع ّمــق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ك ّل فئــة مــن فئــات هــذه الجمع ّيــات لهــا إشــكاالتها‬

‫‪ • 3‬أهداف اإلحالة الذاتية‬


‫ف الرئيسـ ّـي لهــذه اإلحالــة الذاتيــة فــي التم ّكــن مــن بلــورة توصيــات مــن شــأنها خلــق دينام ّيــة داخــل‬ ‫يتجلّــى ال َه ـ َد ُ‬
‫الحيــاة الجمعو ّيــة فــي إطــارِ تعزيــز الح ّر ّيــات األساســية والديمقراطيــة التشــارك ّية‪.‬‬
‫سينصب التحليل‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬على‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ومن أجل َ‬
‫ذلك‪،‬‬
‫‪- -‬توضيــح مختلــف المفاهيــم المســتع َملَة (المجتمــع المدنــي‪ ،‬الجمع ّيــة‪ ،‬المنظمــة غيــر الحكوميــة‪ ،‬الجمعيــات‬
‫المؤسســة‪ ،‬الــخ)؛‬
‫ّ‬ ‫المهتمــة بالشــأن العــا ّم‪،‬‬
‫التشريعي للجمعيات بالمغرب‪ ،‬والنّظر في ُمال َء َمتِهِ في ض ْوء األحكام الجديدة الواردة في الدستور؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬اإلطار‬
‫‪- -‬آليات التشاور والمشاركة تطبي ًقا لمبدأ الديمقراطية التشارك ّية الذي نَ َّ‬
‫ص عليْه الدستور؛‬
‫‪- -‬العالقــة بيــن الدولــة والجمعيــات‪ ،‬والفجــوة الموجــودة بيــن النّصــوص التشــريع ّية وواقــع العالقــات بيــن اإلدارة‬
‫والج ْمعيــات؛‬
‫عوي‪.‬‬
‫‪- -‬الترتيبات التنظيمية والعملية وتمويل القطاع الج ْم ّ‬

‫منهجية العمل‬
‫ّ‬ ‫‪•4‬‬
‫والبيئي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي واالجتماعـ ّـي‬
‫ّ‬ ‫انســجا ًما َمـ َع مبــادئ الديمقراطيــة التشــارك ّية التــي ترتكـ ُز عليهــا مقا َربَة المجلــس‬
‫وجهــات النظــر التــي ع ّبــرت عنهــا مختلــف األطــراف المعن ّيــة‪ ،‬مــن فاعليــن‬ ‫فقــد تــم الحــرص علــى تجميــع ومقارنــة ْ‬
‫مؤسســاتيين ومســؤولين جمعو ّييــن وباحثيــن ورجــال قانــون‪ ،‬وذلــك بهــدف إنجــاز رأي موضوعـ ّـي ومالئــم وواقعـ ّـي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وج َهــات النظــر مــن خــال جلســات اإلنصــات الفرد ّيــة وورشــات العمــل (انظــر الالئحــة‬
‫وقــد قا َمــت اللجنــة بتجميــع ْ‬
‫وخاصــة نصــوص ونتائــج ديناميــة ال ّربــاط‬
‫ّ‬ ‫فــي الملحــق ‪ )1‬إضافــة إلــى دراســات وتحليــل الوثائــق (انظــر الملحــق ‪،)2‬‬
‫والحــوار الوطنــي‪.‬‬
‫وبالنّظــر إلــى العــدد القليــل جــدا مــن الدراســات المتعلّقــة بالجمع ّيــات‪ ،‬وال س ـ ّيما فــي منطقــة الشــرق األوســط‬
‫وشــمال أفريقيــا‪ ،‬وكــذا بالنّظــر إلــى كـ ْون ال ّدراســات المتوفــرة ال تســمح بإجــراء ُمقارنــات‪ ،‬فــإنّ اللجنــة لــم تتم ّكــن‬
‫مــن تخصيــص ح ّيـ ٍـز للمقارنــات ال ّدول ّيــة‪ .‬وفــي غيــاب هــذه المقارنــات‪ ،‬فــإنّ مختلــف أقســام التقريــر تشــتمل علــى‬
‫عناصــر للمقارنــة‪ ،‬ك ّم ّيــة أو نوع ّيــة‪ ،‬وعلــى مقتطفــات مــن بعــض الوثائــق ال ُمتاحــة‪.‬‬
‫‪ - 12‬اململكة املغربية‪ ،‬القانون رقم ‪ 18-00‬املتعلق بنظام امللك ّية املشتركة للعقارات املبن ّية‬
‫بالسلفات الصغرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املتعلق‬ ‫‪97-18‬‬ ‫رقم‬ ‫القانون‬ ‫‪ - 13‬اململكة املغربية‪ ،‬ظهير شريف رقم ‪ 1-99-16‬الصادر يف ‪ 5‬فبراير ‪ ،1999‬بتنفيذ‬
‫اجلريدة الرسمية‪ 1 ،‬أبريل ‪.1999‬‬
‫‪ - 14‬ظهير شريف رقم ‪ 1.13.09‬صادر يف ‪ 10‬ربيع اآلخر ‪ 21( 1434‬فبراير ‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 38.12‬املتعلق بالنظام األساسي‬
‫لغرف التجارة والصناعة واخلدمات‪.‬‬
‫‪ - 15‬مرسوم رقم ‪ 2.95.443‬صادر يف ‪ 22‬من صفر ‪ 21( 1416‬يوليو ‪ ،)1995‬ظهير شريف رقم ‪ 1-10-150‬صادر يف ‪ 13‬من رمضان ‪1431‬‬
‫(‪ 24‬أغسطس ‪ ) 2010‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 30-09‬املتعلق بالتربية البدنية والرياضة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪ • 5‬توضيح المفاهيم‬
‫َّ‬
‫المنظم والجمع ّيات‪.‬‬ ‫الخاصة بالمجتمع المدني والمجتمع المدني‬
‫ّ‬ ‫من الالزِ ِم‪ ،‬في هذا الشأن‪ ،‬توضيح المفاهيم‬

‫‪ .1.5‬المجتمع المدني‬
‫يشــير مصطلــح «المجتمــع المدنــي» إلــى مختلــف أشــكال العمــل االجتماعــي الــذي يقــوم بهــا أفــراد أو جماعــات‬
‫ليــس بدافـ ٍـع م ـ َن الدولــة وال تحــت إشــرافها‪.‬‬
‫َّ‬
‫المنظــم هــو عبــارة عــن بنيــة تنظيم ّيــة يقـ ّدم أعضاؤهــا خدمــة ذات مصلحــة عا ّمــة مــن خــال‬ ‫إنّ المجتمــع المدنــي‬
‫الســلطات العموم ّيــة وبيــن المواطنيــن ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ّ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫بي‬ ‫ـيط‬
‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ر‬
‫َْ‬‫و‬ ‫د‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫يلعب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ســيرورة ديمقراطيـ‬
‫وقـ ْد تَبَ ّنــى البنــك الدولــي تعري ًفـاً للمجتمــع المدنــي أعـ ّده عــدد مــن مراكــز البحــث ال ّرا ِئـ َدة جــاء فيه‪« :‬يشــير مصطلح‬
‫المجتمــع المدنــي إلــى المجموعــة واســعة النطــاق مــن المنظمــات غيــر الحكوميــة والمنظمــات غيــر ال ّربْحيــة التــي‬
‫ـبء التعبيــر عــن اهتمامــات وقيــم أعضائهــا أو اآلخريــن‪ ،‬اســتناداً إلــى‬ ‫لهــا وجــو ٌد فــي الحيــاة العامــة وتنهــض بعـ ْ‬
‫منظمــات المجتمــع‬ ‫ص َطلــح ّ‬ ‫اعتبــارات أخالقيــة أو ثقافيــة أو سياســية أو علميــة أو دينيــة أو خيْر ّيــة‪ .‬ومِ ـ ْن ثـ َّم يشــير ُم ْ‬
‫المدنــي إلــى مجموعــة عريضــة مــن المنظمــات‪ ،‬تضـ ّم‪ :‬الجماعــات المجتمعيــة المحليــة والمنظمــات غيــر الحكوميــة‬
‫والنقابــات العماليــة وجماعــات الســكان األصلييــن والمنظمــات الخيريــة والمنظمــات الدينيــة والنقابــات المهنيــة‬
‫ومؤسســات العمــل الخيْــري»‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ .2.5‬المنظمات غير الحكومية‬


‫ـص ميثــا ُق األمــم المتحــدة فــي‬ ‫ّ‬
‫«المنظمــات غيــر الحكوم ّيــة» ســنة ‪ .1946‬ومنــذ ذلــك التاريــخ‪ ،‬نَـ َّ‬ ‫َظ َهـ َر ْت للوجــود عبــارةُ‬
‫ّ‬
‫المنظمــات ال تنتمــي إلــى دولــة‬ ‫ما ّدتــه ‪ 71‬علــى عبــارة «المنظمــات غيــر الحكوم ّيــة»‪ .‬وهــي عبــارة تشــير إلــى أنّ هــذه‬
‫تســييرها بصفتهــا ج ْمعيــات‪.‬‬ ‫ـاص‪ ،‬بـ ْل يتـ ّم ْ‬ ‫مؤسســة دوليــة‪ .‬وبالتّالــي فليــس لهــا تعريــف قانونـ ّـي أو اعتـ ٌ‬
‫ـراف خـ ّ‬ ‫أو إلــى ّ‬
‫خاصــة وأهــداف‬
‫ّ‬ ‫اســم «منظمــة غيــر حكوم ّيــة» علــى ك ّل هيئــة جمعو ّيــة ذات مــوارد ماليــة‬
‫وعليْــه‪ ،‬فباإلمــكانِ إطــاق ْ‬
‫غيــر ربح ّيــة‪ّ .‬إل أنّ الممارســة العمل ّيــة تحتفــظ بهــذا المصطلــح‪ ،‬عــادة‪ ،‬لإلشــا َرة إلــى المنظمــات الدوليــة التــي‬
‫‪17‬‬
‫تســتجيب لهــذه المعاييــر‪.‬‬
‫نص ال ّدستور‪.‬‬
‫غير أنّ المصطلح يمكنُه أ ْن يشير كذلك إلى ج ْمعيات وطن ّية‪ ،‬وبهذا المعنى األخير يَرِ ُد في ّ‬

‫المؤس سات‬
‫ّ‬ ‫‪.3.5‬‬
‫آلخــ َر‪ .‬وعلــى ســبيل المثــال ‪:‬‬ ‫للمؤسســات وطــرق تمويلهــا اختالفــا كبيــ ًرا مــن بلــد َ‬ ‫ّ‬ ‫الوضــع القانونــي‬
‫ْ‬ ‫يختلــف‬
‫ينظــم الج ْمعيــات‪ .‬وتعنــي‬‫فــي فرنســا‪ ،‬يتو ّلــى تحديــد مصطلــح «مؤسســة» قانــو ٌن آخــر يختلــف عــن القانــون الــذي ّ‬
‫أشــخاص ّذاتييــن أو معنو ّييــن تخصيــص ممتلــكات‬ ‫المؤسســة ذلــك الف ْعــل الــذي ب ُموجبــه يقـ ّرر شــخْ ص واحــد أو عـ ّدة ْ‬
‫المؤسســة أ ْن‬
‫ّ‬ ‫ـكانِ‬‫ـ‬ ‫وبإم‬ ‫‪.‬‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ب‬
‫ْ رِ ْ ّ‬‫ـر‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫د‬
‫بالمصلحــة العا ّمــة ومــن ْ َ َ‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـلِ‬‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ْ‬ ‫أو حقــوق أو مــوارد إلنجــازِ عمــل يعــود‬

‫_‪16 - EUR-Lex. Glossaire. [En ligne] Disponible sur < http://eur-lex.europa.eu/summary/glossary/civil_society‬‬


‫>‪organisation.html?locale=fr‬‬
‫]‪17 - Guichet du Savoir, 0307/05/. Différence entre “ONG” et “association”. Bibliothèque Nationale de Lyon [En ligne‬‬
‫]‪Disponible sur http://www.guichetdusavoir.org/viewtopic.php?t=23161> [consulté le 2616/08/‬‬

‫‪22‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫المؤسســة إلــى تحقيــق هــدف غيــر رِ بْحـ ّـي يعــود‬


‫ّ‬ ‫تســعى‬
‫تحصــل علــى وضع ّيــة مؤسســة ذات منفعــة عا ّمــة‪ .‬كمــا ْ‬
‫بالمصلحــة العا ّمــة‪.‬‬
‫أشــخاص للعمــل بكيف ّيــة جماع ّيــة‪ ،‬وإ ّنمــا‬‫المؤسســة عــن الجمعيــة بكونهــا ليســت نتيجــة التقــاء إرادة عـ ّدة ْ‬ ‫ّ‬ ‫وتختلــف‬
‫المؤسســة‪ ،‬ســواء كانــوا أفــرا ًدا أو مقــاوالت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫هــي نتيجــة التــزام مالــي هــا ّم مــن ط ـ َرف األشــخاص الذيــن أنشــؤوا‬
‫ـاص توضــع مــن أجــل خدمــة قضيــة عموم ّيــة‪.‬‬ ‫ـوال للقطــاع الخـ ّ‬‫إنّ المؤسســة هــي فــي المقــام األ ّول عبــارة ع ـ ْن أمـ ٍ‬
‫إداري يمكــن أ ْن‬ ‫ّ‬ ‫ـس‬‫المؤسســة ال تتض ّمــن فــي صفوفهــا أعضــاء‪ ،‬بــل يتو ّلــى تســييرها مجلـ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وخال ًفــا للجمعيــة‪ ،‬فــإنّ‬
‫َ‬
‫منتخبيــن‪.‬‬ ‫ضــاء‬‫وأع َ‬
‫بالصفــة ْ‬ ‫ِّ‬
‫المؤسســين‪ ،‬كمــا ي ْمكــن أ ْن يض ـ ّم أعضــاء ّ‬ ‫يض ـ ّم فــي عضويتــه بعــض األف ـ َراد مــن‬
‫األهــداف غيْــر ال ّربْح ّية‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫المنظــم للج ْمعيــات ذات ْ‬ ‫للمؤسســات األمريكيــة‪ ،‬فإ ّنهــا تخْ ضــع لن ْفـ ِ‬
‫ـس القانــون‬ ‫ّ‬ ‫أ ّمــا بالنّســبة‬
‫نفســهِ عموم ّيــة (أل ّنهــا تهــدف إلــى تحقيــق المصلحــة‬
‫الخاصــة‪ :‬فهــي فــي الوقــت ِ‬ ‫ّ‬ ‫المؤسســات بوضعيتهــا‬
‫ّ‬ ‫وتتم ّيــز هــذه‬
‫(برأســمالها وتســييرها وأســلوب عملها)‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وخاصــة‬
‫ّ‬ ‫الســوق)‬
‫العا ّمــة وال تخضــع لقواعــد ّ‬
‫للمؤسســات السياســية وضع ّيــة‬ ‫ّ‬ ‫المؤسســات ّية األلمان ّيــة تُعطــي‬
‫ّ‬ ‫وفــي مســتوى آخــر‪ ،‬فــإنّ خصوصيــة المنظومــة‬
‫ـدي‪ ،‬وال بمنظمــات حكوم ّيــة بالمعنــى الحقيقـ ّـي‬ ‫ّ‬
‫بمنظمــات غيــر حكوم ّيــة بالمعنــى التقليـ ّ‬ ‫خاصــة‪ .‬فــا يتعلّــق األ ْمــر‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫منتخبــي كل حــزب داخــل‬ ‫مؤسســات تُمـ َّول تمويــا كامــا مــن طــرف صناديــق ال ّد ْولــة (بحســب عــدد‬ ‫ْ‬
‫للكلمــة‪ ،‬بـل هــي ّ‬
‫المؤسســات مــن المحا َفظــة علــى اســتقالل كبيـ ٍـر بفضــل الدعــم السياســي الــذي تق ّدمــه‬ ‫ّ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫ك‬‫ّ‬ ‫البرلمــان)‪ .‬وقــد تم‬
‫المؤسســات فاعلــة‬
‫ّ‬ ‫األحــزاب الممثلــة فــي البرلمــان (البونديســتاغ)‪ .‬ومنــذ نهايــة الحــرب العالميــة الثانيــة‪ ،‬أصبحــت‬
‫أساس ـ ّية فــي العالقــات الدوليــة‪ .‬وهــي اليــوم م ـ ْن بيــن األدوات األكثــر ف ّعاليــة علــى صعيــد السياســة الخارجيــة‬
‫األلمانيــة‪.‬‬
‫ـك وضع ّيــة قانون ّيــة تم ّيزهــا عــن وضع ّيــة الجمع ّيــات‪ ،‬التــي أُحدِ ثــت‬ ‫َ‬
‫معظـ َم المؤسســات ال تملـ ُ‬ ‫أ ّمــا فــي المغــرب‪ ،‬فــإنّ‬
‫مؤسســات أخــرى بظهيــر أو بقوانيــن‪ .‬مــن بيــن األمثلــة علــى ذلــك‪:‬‬ ‫ُ‬
‫برســم ظهيــر ‪ ،1958‬بينمــا أحدثــت ّ‬
‫بموجــب ظهيــر شــريف تحــت رئاســة‬
‫ِ‬ ‫مؤسســة محمــد الســادس للعلمــاء األفارقــة ال ُمح َدثَــة فــي ‪ 24‬يونيــو ‪2015‬‬‫‪ّ --‬‬
‫جاللــة الملــك بموجــب مرســوم ملكــي مــن جاللــة الملــك‪ ،‬انســجا ًما مــع الفصــل ‪ 41‬مــن الدســتور‪ .‬وال تخضــع‬
‫المؤسســة بصفــة المنفعــة‬
‫ّ‬ ‫المؤسســة ّإل ألحــكام هــذا الظهيــر الــذي يش ـ ّكل قانونهــا األساسـ ّـي‪ ،‬وتتمتــع‬
‫ّ‬ ‫هــذه‬
‫العامــة؛‬
‫العســكر ّيين وقدمــاء ال ُم َحاربيــن‪ ،‬بموجــب القانــون‬
‫ْ‬ ‫مؤسســة الحســن الثانــي لألعمــال االجتماعيــة لقدمــاء‬
‫‪ّ --‬‬
‫رقــم ‪34.97‬؛‬
‫مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة ال ُمقيمين بالخارج‪ ،‬بموجب القانون ‪19.89‬؛‬
‫‪ّ --‬‬
‫تأسست سنة ‪ 2012‬وف ًقا لظهير ‪.1958‬‬ ‫‪- -‬المؤسسة المغرب ّية ّ‬
‫للطالب‪ ،‬التي ّ‬

‫العام‬
‫ّ‬ ‫المهتم ة ّ‬
‫بالشأن‬ ‫ّ‬ ‫‪ .4.5‬الجمعيات‬
‫ـص فــي الفقــرة الثانيــة مــن الفصــل ‪ 12‬علــى أ ّنــه «تُســاهم الجمع ّيــات‬
‫قــام الدســتور بإدخــالِ تمييــز إضافـ ّـي‪ ،‬حيــث ينـ ّ‬
‫المهتمــة بقضايــا الشــأن العــام‪ ،‬والمنظمــات غيــر الحكوميــة‪ ،‬فــي إطــار ال ّديمقراطيــة التشــارك ّية‪ ،‬فــي إعــداد‬
‫والســلطات العموميــة‪ ،‬وكــذا فــي تفعيلهــا وتقييمهــا»‪.‬‬ ‫قــرارات ومشــاريع لــدى الم ّؤ ّسســات المنتخبــة ّ‬

‫‪23‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وتتح ـ ّدد الجمع ّيــات المهت ّمــة بقضايــا ّ‬


‫الشــأن العــا ّم فــي مقابــل الجمع ّيــات التــي ليــس لهــا اهتمــام بالشــأن العــا ّم‪.‬‬
‫أعضائهــا‪ ،‬وبالتالــي ال ت ْع َمــل ّإل لفائــدة دائــرة ض ّيقــة مــن‬
‫وهــي الجمعيــات التــي تقتصــر علــى ا ّلدفــاع عـ ْن مصالــح ْ‬
‫األشــخاص‪ .18‬وتنــدرج الوداديــات‪ ،‬بصفــة عا ّمــة‪ ،‬ض ْمــن هــذه الفئــة مــن الجمع ّيــات‪.‬‬

‫وينبغــي تمييــز هــذا ال ّنــوع عــن االعتــراف بالمنفعــة العا ّمــة التــي تُ ْمنــح للج ْمعيــات التــي ْ‬
‫تســعى إلــى تحقيــق «هــدف‬
‫‪19‬‬
‫لــه منفعــة عا ّمــة علــى المســتوى المحلّــي أو اإلقليمـ ّـي أو الوطنـ ّـي»‪.‬‬

‫‪ - 18‬هناك مفهوم جبائي فرنسي قريب من املفهوم الذي نص عليه الدستور يتحدث عن‪« :‬اجلمعيات ذات املصلحة العامة»‪ .‬يتعلق األمر‬
‫بجمعيات ذات صبغة خيرية وتربوية وعلمية واجتماعية وإنسانية ورياضة وأ ُ َسرية وثقافية»‪ ،‬أو تساهم “يف تثمني التراث الفني (‪،)...‬‬
‫والدفاع عن البيئة الطبيعية أو نشر الثقافة واللغة واملعارف العلمية الفرنسية”‪( .‬املادة‪ 200‬من املدونة العامة الفرنسية للضرائب)‪.‬‬
‫‪ - 19‬مرسوم رقم ‪ 2.04.969‬صادر يف ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 10( 1425‬يناير ‪ )2005‬لتطبيق الظهير الشريف رقم ‪ 58.376‬الصادر يف ‪3‬‬
‫جمادى األولى ‪ 15( 1378‬نوفمبر ‪ )1958‬بتنظيم حق تأسيس اجلمعيات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ّ‬ ‫ْ‬
‫القسم األول‪ :‬وصف ودور الحركة الجمعوية‬

‫الجمعوية‬
‫ّ‬ ‫‪ . 1‬واقع حال الحركة‬
‫الصعــب القيــام بوصــف شــامل وكامــل للحركــة الجمعو ّيــة‪ ،‬وذلــك بســبب عــدم توفــر المعطيــات الكافيــة‪ ،‬إ ْذ أ ّنــه‬
‫مــن ّ‬
‫‪20‬‬
‫أي مصــدر يتعلــق بالمعلومــات عــن مــوارد الجمعيــات وميزانياتهــا‪.‬‬
‫ال يوجــد ّ‬

‫‪ .1.1‬عدد الجمعيات ووتيرة تطورها‬


‫فــي ســنة ‪ ،21 2007‬كان عــدد الجمع ّيــات فــي المغــرب يبْلــغ ‪ 44.771‬جمعيــة‪ ،‬فــي حيــن انتقــل هــذا العــدد إلــى‬
‫‪ 130.000‬ســنة ‪ 22.2015‬لكــن دو َن أ ْن يُ ْعــ َر َف عــد ُد الجمعيــات التــي أ ْو َقف ْ‬
‫َــت أنشــطتها‪.‬‬
‫ـوي‪ ،‬النّاتــج عــن االنفتــاح السياســي‬
‫ـت وتيــرة إنشــاء الجمعيــات فترتيْــن مــن النمـ ّو القـ ّ‬ ‫وإلــى حــدودِ ســنة ‪ ،2007‬عرفـ ْ‬
‫المســجل فــي بدايــة التســعين ّيات ‪ ،‬وإطــاق المبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية ســنة ‪ .2005‬وهكــذا‪ ،‬فــإنّ ‪4‬‬
‫‪23‬‬
‫َّ‬
‫الســابقتيْن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ـنت‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـئت‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫نش‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫كان‬ ‫‪،2007‬‬ ‫ـنة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫‪،10‬‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أص‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫جمعيـ‬

‫املصدر‪ :‬املندوبية السامية للتخطيط‪.2011 ،‬‬

‫ـوي‪ 24‬فقـ ْد «بلغــت وتيــرة تأســيس الجمعيــات أ ْو َجهــا فــي‬


‫وحســب دراســة أع ّدتهــا وزارة الداخليــة حــول النســيج الجمعـ ّ‬
‫ـجل‬‫ـي ‪ .12.000‬غيــر أنّ ال ّرقــم سـ ّ‬
‫‪ 2009‬بتســجيل مــا يقـ ُر ُب مــن ‪ 14.000‬جمعيــة محدثــة‪ ،‬ثــم فــي ‪ 2013‬مــع حوالـ ْ‬
‫تراجعــا ملحوظــا ســنة ‪ ،2014‬حيــث لـ ْم يتجــاوز العــدد ‪ 5.300‬جمعيــة جديــدة»‪.‬‬
‫‪ - 20‬وزارة التضامن واملرأة واألسرة والتنمية االجتماعية‪ ،‬دراسة حول اجلمعيات املغربية للتنمية‪ :‬تشخيص‪ ،‬حتليل‪ ،‬آفاق‪ ،‬التقرير الثالث‪.‬‬
‫‪ - 21‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬البحث الوطني حول املؤسسات غير الربحية‪.2011 ،‬‬
‫‪ُ - 22‬قدِّم هذا الرقم خالل جلسة اإلنصات مع األمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫‪ - 23‬انظر اجلزء املتعلق بتاريخ اجلمعيات من هذا التقرير‬
‫‪ - 24‬وزارة الداخلية‪ .‬دراسة حول النسيج اجلمعوي باملغرب‪ .‬دجنبر ‪ .2014‬انظر‪ :‬املجهد‪ .‬س‪ ،‬االنفجار اجلمعوي‪ .14/12/29 ،‬جريدة‬
‫«أوجوردوي لوماروك»‪ .‬متوفرة يف الرابط‪ >http://aujourdhui.ma/societe/maroc-explosion-associative-115474<:‬مت االطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪]16/24/08‬‬

‫‪25‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫متوســط نســبة عــدد الجمعيــات لــك ّل ‪ 100.000‬نســمة ‪ .14525‬ومــن بــاب المقارنــة‪ ،‬فــإنّ‬ ‫ّ‬ ‫فــي ســنة ‪ ،2007‬بلــغ‬
‫«األرقــام التــي يت ـ ّم تقديمهــا عــادة عــن عــدد الجمعيــات فــي فرنســا تتــراوح مــا بيــن ‪ 1.1‬و ‪ 1.3‬مليــون جمع ّيــة‪...‬‬
‫‪26‬‬
‫بحوالــي ‪ 70.000‬مســتح َدثَة ســنو ًّيا»‬
‫ْ‬
‫‪ .2.1‬بعض الخصائص المتعلقة بالجمعيات‬
‫فــي ســنة ‪ ،2014‬كانــت الجهــات الثــاث التــي تعــرف تمرك ـزًا أكبــر لعــدد الجمعيــات هــي ســوس‪ -‬ماســة‪ -‬درعــة‬
‫(‪)19417‬؛ مراكــش‪ -‬تانســيفت‪ -‬الحـ ْوز(‪ )12209‬والـ ّدار البيضــاء ال ُكبْــرى (‪ ،)12148‬وهــو مــا يمثــل ‪ 38‬فــي المائــة‬
‫تســجل أدنــى نســبة مــن حيــثُ عــدد الجمع ّيــات هــي جهــة‬‫ّ‬ ‫الجمعــوي‪ .‬فــي حيــن أنّ الجهــات التــي‬
‫ّ‬ ‫مــ َن النّســيج‬
‫‪27‬‬
‫الشــاوية‪ -‬ورديغــة‪ ،‬والغرب‪-‬الشــراردة‪-‬بني حســن‪.‬‬
‫وتحتـ ّل جهــات األقاليــم الجنوبيــة‪ ،‬كلميــم الســمارة ووادي ال ّذهــب‪ ،‬المرتبــة األولــى مــن حيــث نســبة الجمعيــات لــك ّل‬
‫‪ 100.000‬نســمة‪ ،‬إ ْذ بلغــت هــذه النســبة‪ ،‬علــى التوالــي‪ 376 ،‬و‪226‬؛ تليهــا جهــة الربــاط‪ -‬ســا‪ -‬زمور‪-‬زعيــر (‪253‬‬
‫جمع ّيــة لــك ّل ‪ 100.000‬نســمة)‪.‬‬
‫ـريعي‪ ،‬فــإنّ ظهيــر ‪ ،1958‬الــذي يُضبــط بموجبــه الحــقّ فــي تأســيس الجمعيــات فــي المغــرب‪،‬‬‫وعلــى المســتوى التشـ ّ‬
‫يم ّيــز‪ ،‬كمــا أشــرنا فــي بدايــة هــذا التقريــر بيــن أربعــة أنــواع مــن الجمعيــات ‪:‬‬
‫‪28‬‬

‫‪- -‬الجمعيــات العاديــة المصــ َّرح بهــا لــدى الســلطات‪ ،‬وبالتالــي تتو ّفــر علــى الشــخصية االعتباريــة واألهليــة‬
‫القانونيــة‪ ،‬وهــي األكثــر عــد ًدا؛‬
‫‪- -‬الجمعيــات المعتــرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬وهــي جمعيــات مصـ ّرح بهــا وتســتفيد مــن أهليــة قانونيــة أوســع‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وحســب الموقــع اإللكترونـ ّـي لألمانــة العا ّمــة للحكومــة‪ ،29‬فــإنّ عــدد هــذه الجمعيــات فــي ‪ 15‬ينايــر ‪ 2016‬بلـ َغ ‪.217‬‬
‫‪- -‬الجمعيــات األجنبيــة‪ ،‬وهــي جمعيــات إ ّمــا لهــا مقـ ّر فــي الخــارج أو يديرهــا أجانــب ومقرهــا فــي المغــرب‪ .‬غيــر‬
‫أ ّنــه ال توجــد معطيــات ضافيــة حــول هــذا النـ ْوع مــن الجمعيــات؛‬
‫وحسب االنتشار الجغرافي‪ ،‬يمكن التمييز بين‪:‬‬

‫‪ - 25‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،2012 ،‬التقرير التركيبي للبحث الوطني لدى املؤسسات ذات األهداف غير الربحية (‪.)2007‬‬
‫‪CESE français, communication. Pour un statut de l’Association Européenne, 2008 - 26‬‬
‫‪ - 27‬وزارة الداخلية‪ .‬دراسة حول النسيج اجلمعوي باملغرب‪ .‬دجنبر ‪ .2014‬انظر‪ :‬املجهد‪ .‬س‪ ،‬االنفجار اجلمعوي‪ .14/12/29 ،‬جريدة‬
‫«أوجوردوي لوماروك»‪ .‬متوفرة يف الرابط‪ >http://aujourdhui.ma/societe/maroc-explosion-associative-115474< :‬مت االطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪]16/24/08‬‬
‫‪ - 28‬اململكة املغربية‪ ،1958 ،‬الظهير الشريف رقم ‪ 1-58-376‬الصادر يف ‪ 3‬جمادى األولى ‪ 15( ،1378‬نونبر ‪ )1968‬يضبط مبوجبه حقّ‬
‫تأسيس اجلمعيات‪ ،‬كما ّ‬
‫مت تعديله وتتميمه‪ .‬اجلريدة الرسمية رقم ‪ 2404‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬نونبر ‪.1958‬‬
‫‪ - 29‬الئحة اجلمعيات املعترف لها بصفة املنفعة العامة متوفرة على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/association_pdf/liste_Associations_RUP pdf?ver=2016830-145628-15-01-‬‬
‫‪ - 30‬يف احلقيقة‪ ،‬ال يقتصر هذا الرقم (‪ )217‬على اجلمعيات فقط‪ ،‬بل إنه يشمل كذلك مؤسسات الدولة (مثل مؤسسة املكتب الشريف‬
‫للفوسفاط)‪ ،‬واملؤسسات االجتماعية (مثل جمعية األعمال االجتماعية ملوظفي األمانة العامة للحكومة)‪ ،‬ومراكز الدراسات (مثل املركز‬
‫املغربي متعدد التخصصات للدراسات االستراتيجية والدولية)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫‪- -‬الجمعيــات المحليــة التــي تغطــي حــدود مدينــة مع ّينــة أو د ّوار أو حـ ٍّـي‪ .‬وهــي الجمع ّيــات األكثــر عــد ًدا‪َ .‬وهــي‬
‫مج ُمو ُعــه ‪ 93‬فــي المائــة م ـ ْن عــدد‬‫أصدرتهــا وزارة الداخليــة فــي ‪ ،2014‬مــا ْ‬ ‫ـب الخريطــة التــي ْ‬ ‫تم ّثــل‪َ ،‬ح َسـ َ‬
‫‪31‬‬
‫الج ْمعيــات التــي شــملها اإلحصــاء‪.‬‬
‫ـروي‪ .‬ذلــك أنّ الحيــاة الجمعو ّيــة فــي‬
‫ـطيْن الحضــري والقـ ّ‬ ‫الخاصــة بــك ّل مـ َن الوسـ َ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬يمكــن اإلشــارة إلــى المم ّيــزات‬
‫َ‬
‫المناطــق القرو ّيــة شــهدت خــال العقديــن الماضييْــن حــدوث طفــرة ملحوظــة‪ ،‬بوجــود جمعيــات تهتـ ّم بالتنميــة‬
‫ـكل كبيــر فــي‬‫المحليــة والتــز ّود بالمــاء ومحاربــة األ ّم ّيــة‪ .32‬كمــا ســاهمت المبــادرة الوطن ّيــة للتنميــة البشــر ّية بشـ ٍ‬
‫الحــظ اليــوم وجــود اهتمــام شـبْه كلّـ ّـي بالقضايــا ذات الصلــة‬ ‫ـروي‪ .33‬وال ُم َ‬‫تزايــد عــدد الجمعيــات فــي العالَــم القـ ّ‬
‫ـاب شــبه كلّـ ّـي للقضايــا المرتبطــة بحقــوق‬ ‫للســاكنة القرو ّيــة‪ ،‬مــع تســجيل غيـ ٍ‬ ‫بالتنميــة وبشــروط العيــش الكريــم ّ‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫اإلداري الدقيــق للكلمــة)‬
‫ّ‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫(بالمعن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الجهو‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الجمع‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ث‬‫ّ‬ ‫وتم‬ ‫ـابقتها‪.‬‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ـ‬ ‫األق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الجهو‬ ‫ـات‬ ‫‪- -‬الجمعيـ‬
‫‪ 1‬فــي المائــة مــن مجمــوع الجمعيــات‪ ،‬بينمــا تم ّثــل الجمعيــات اإلقليم ّيــة أو المتواجــدة فــوق تــراب جماعـ ّـي ‪2‬‬
‫فــي المائــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪- -‬الجمعيــات الوطنيــة‪ ،‬التــي تمــارس أنشــطتها فــوق مجمــوع التــراب الوطنــي‪ .‬وهــي تمثــل نســبة ‪ 4‬فــي المائــة‬
‫مــن الجمعيــات التــي شــملها إحصــاء ‪ ،2014‬كمــا تضـ ّم بصفــة عا ّمــة أعــدا ًدا كبيــرة مــن األعضــاء المتط ّوعيــن‪،‬‬
‫ـروع جهو ّيــة و‪ /‬أو محليــة تحكمهــا نفــس القوانيــن األساسـ ّية‬ ‫وتتو ّفــر عــاد ًة علــى مقـ ّر وطنـ ّـي باإلضافــة إلــى فـ ٍ‬
‫وال ّداخليــة‪ ،‬فضــا عــن امتالكهــا لمحاســبات ّية مركزيــة‪ .‬وفــي الوقـ ِـت نفســه‪ ،‬تتو ّفــر بعــض هــذه الجمع ّيــات علــى‬
‫بفضــل مشــاركتها فــي هيئــات تابعــة لألمــم المتحــدة و‪ /‬أو عضويتهــا‬ ‫إشــعاع يتجــاوز حــدود المغــرب‪ ،‬وال سـ ّيما ْ‬
‫فــي شــبكات ج ْمعويــة جهو ّيــة أو دوليــة‪.‬‬
‫‪- -‬بعــض الجمعيــات الوطنيــة التــي هــي بمثابــة فــروع مســتقلّة لمنظمــات دول ّيــة غيــر حكوميــة‪ .‬ومــن بينهــا منظمــة‬
‫ومنظمــة ترانسبرانســي الدوليــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العفــو الدوليــة (أمنســتي)‬
‫الســامية للتخطيــط أنّ الجمعيــات المغرب ّيــة تتّجــه أكثــر نحــو االهتمــام ّ‬
‫بالشــباب‬ ‫وتبْــرِ ُز دراســة أع ّدتهــا المندوبيــة ّ‬
‫ـام األ ّول‬
‫واألطفــال (‪ 45.6‬فــي المائــة و‪ 44.9‬فــي المائــة علــى التوالــي)‪ .‬وفــي مجــال الهشاشــة‪ ،‬يأتــي فــي المقـ ِ‬
‫األشــخاص الذيـ َن يُعانــون مـ ْن صعوبــات اقتصاديــة أو اجتماعيــة (‪ 16.5‬فــي المائــة مــن الجمعيــات يعملــو َن معهــم)‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫يليهــم األشــخاص الذيــن يحتاجــون إلــى إعالــة أو األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة (‪ 6‬فــي المائــة)‪.‬‬

‫‪ .3.1‬تصنيف الجمعيات‬
‫تنوعــا كبيـ ًرا‪ ،‬وبالتالــي فــإنّ عمل ّيــة تصنيفــه ليســت مه ّمــة ســهلة‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫ـوي فــي المغــرب ً‬ ‫يعـ ُ‬
‫ـرف المشــهد الجمعـ ّ‬
‫ملحــة للقيــام بهــذه العمليــة‪ ،‬وذلــك لعـ ّدة أســباب أبرزهــا‪:‬‬
‫هنــاك حاجــة ّ‬
‫ـوي معرفــة أفضــل‪ ،‬األمــر الــذي يســتدعي تحديــد مم ّيــزات وخصائــص مختلــف أصنــاف‬ ‫‪- -‬معرفــة النســيج الجمعـ ّ‬
‫الجمعيــات ومجــاالت وأمكنــة تدخّ لهــا‪ ،‬فضــا عــن معرفــة طبيعــة مقارباتهــا وأنشــطتها؛‬
‫‪- -‬المساهمة في أ ْن تقوم مختلف الدراسات باستعمال نفس المصطلحات؛‬
‫‪ - 31‬وزارة الداخلية‪ .‬دراسة حول النسيج اجلمعوي باملغرب‪ .‬دجنبر ‪ .2014‬انظر‪ :‬املجهد‪ .‬س‪ ،‬االنفجار اجلمعوي‪ .14/12/29 ،‬جريدة‬
‫«أوجوردوي لوماروك»‪ .‬متوفرة يف الرابط‪ >http://aujourdhui.ma/societe/maroc-explosion-associative-115474<:‬مت االطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪]16/24/08‬‬
‫‪ - 32‬نفسه‬
‫‪ - 33‬نفسه‬
‫‪ - 34‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،2012 ،‬التقرير التركيبي للبحث الوطني لدى املؤسسات ذات األهداف غير الربحية (‪.)2007‬‬

‫‪27‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫موحــدة خاصــة بالجمع ّيــات علــى الصعيــد الوطنــي‪ ،‬تكــون ســهلة الولــوج‬ ‫‪- -‬التو ّفــر علــى قاعــدة ُمعطيــات ّ‬
‫للسياســات العموميــة أو لل ّديناميــات بيــن الجمع ّيــات‪ :‬تحقيــق التكامــل والشــراكات‬
‫والمقروئ ّيــة (ســواء بالنســبة ّ‬
‫والتّشــبيك‪ ،‬الــخ)؛‬
‫‪- -‬تسهيل المقارنات بين الحركة الجمعو ّية المغربية والمعطيات التي تتض ّمنها األدبيات على الصعيد ال ّدولي‪.‬‬
‫ـوي يت ـ ّم علــى أســاس الموضــوع االجتماعـ ّـي‬
‫ـف النســيج الجمعـ ّ‬ ‫اســات المغربيــة‪ ،‬فــإنّ تصنيـ َ‬
‫أ ّمــا علــى مســتوى ال ّد َر َ‬
‫وقطــاع األنشــطة‪ ،‬األمــر الــذي ال يأخــذ فــي االعتبــار التن ـ ّوع الــذي يطبــع الحركــة الجمعو ّيــة علــى نحــو متزايــد‬
‫(حيــث أنّ جمعيــات كثيــرة تــزاو ُل أنشــطتها فــي قطاعــات متع ـ ّددة)‪.‬‬
‫عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬تركــز بعــض الدراســات علــى المجتمــع المدنــي فــي شــمول ّيته وليــس علــى الجمعيــات فحســب‪،‬‬
‫كمــا هــو الحــال بالنســبة لدراســة مؤشــر المجتمــع المدنــي‪ .35‬فــي حيــن أنّ دراســات أخــرى‪ ،‬مثــل البحــث حــول‬
‫الج ْمعيــات التنمويــة الــذي أع ّدتــه وزارة التضامــن واألســرة والتنميــة االجتماعيــة‪ ،36‬تر ّكــز بالعكــس علــى قطــاع‬
‫واحــد لألنشــطة‪.‬‬
‫وأخي ًرا‪ ،‬فإنّ معايير ومقاييس تجميع أنواع الجمع ّيات بهدف تصنيفها‪ ،‬تختلف من دراسة ألخرى‪:‬‬
‫ّ‬
‫المنظمــات غيــر ال ّربح ّيــة‪ ،‬الــذي يقترحــه دليــل األمــم المتحــدة‪ 37‬والمعتَ َمــد مــن طــرف المندوبيــة‬ ‫‪- -‬يقــو ُم تصنيــف‬
‫الســامية للتخطيــط ‪ ،‬علــى وضــع قائمــة تســميات لعــدد مــن مجــاالت األنشــطة‪ ،‬مثــل البنــاء والمســاعدة علــى‬
‫‪38‬‬

‫الســكن‪ .‬وهــي مجــاالت ال تنــدرج ضمــن اهتمامــات الج ْمعيــات المغربيــة‪ .‬كمــا يجمــع هــذا التصنيــف بيــن أنــواع‬
‫«منظمــات الوســاطة الخيريــة‬‫ّ‬ ‫مــن الجمعيــات غيــر مألوفــة فــي ســياقنا المغربـ ّـي‪ ،‬كمــا هــو ّ‬
‫الشــأن بالنّســبة لِ‬
‫والتّشــجيع علــى «‪ ،‬أو «القانــون والدفــاع عــن المواطنيــن والمســتهلكين والسياســة»‪.‬‬
‫‪- -‬ترتكــز الخريطــة التــي نشــرتها وزارة الداخليــة‪ ،‬فــي آخــر دراســة لهــا (‪ )2014‬علــى صياغــة الجمعيــات نفســها‬
‫التباســا فــي بعــض عناويــن الفئــات‪ ،39‬مثــل «األعمــال االجتماعيــة»‪ ،‬وهــي تســمية‬
‫ً‬ ‫لمها ّمهــا‪ّ .‬إل أنّ هنــاك‬
‫اإلحســان ّية‪ ،‬فــي حيــن أنّ األعمــال االجتماع ّيــة‬
‫لت لإلشــارة إلــى الجمعيــات ذات األهــداف االجتماعيــة ْ‬‫اسـتُعمِ ْ‬
‫تتعلّــق عــادة بخدمــات اجتماعيــة يســتفيد منهــا موظفــو وزارة مــن الــوزارات‪ ،‬أو هيئــة عموم ّيــة أو شــركة أو‬
‫أســر العامليــن بهــا‪.‬‬
‫ويبــدو أنّ تصنيــف اليونســكو‪ ،40‬قــد اعتمــده العديــد مــن الباحثيــن‪ 41‬والجمعيــات‪ ،‬حيــث يم ّيــز هــذا ا ّلتصنيــف بيْـ َن‬
‫ـاعدة وتوفيــر الخدمــات لفائدة‬ ‫نوعيْــن كبيريْــن مــن الجمعيــات‪ :‬مــن جهــة‪ ،‬الجمعيــات « التــي تهــدف إلــى تقديــم ال ُم َسـ َ‬
‫الســاكنة»‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى الجمعيــات «التــي تقــوم بالتعبئــة االجتماعيــة حــول قضايــا مع َّينَــة» ‪ .‬ويعتبــر الباحــث‬
‫‪42‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 35‬عز الدين أقصبي وآخرون‪ ،‬دراسة حول مؤشر املجتمع املدني يف املغرب‪ .‬الفضاء اجلمعوي‪ ،‬أبريل ‪.2011‬‬
‫‪ - 36‬وزارة التضامن واملرأة واألسرة والتنمية االجتماعية‪ ،‬دراسة حول اجلمعيات املغربية للتنمية‪ :‬تشخيص‪ ،‬حتليل‪ ،‬آفاق‪ ،‬التقرير الثالث‪.‬‬
‫املؤسسات غبر الربح ّية غي نظام احلسابات القومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ - 37‬األمم املتحدة‪ ،2006 ،‬دليل‬
‫‪ - 38‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،2012 ،‬التقرير التركيبي للبحث الوطني لدى املؤسسات ذات األهداف غير الربحية (‪.)2007‬‬
‫واخليري)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ - 39‬حسب وزارة اخلارجية‪ ،‬تنخرط اجلمعيات يف املجاالت التالية‪ :‬األعمال االجتماعية (اجلمعيات ذات الهدف االجتماعي‬
‫البيئة‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬الرياضة واأللعاب‪ ،‬حقوق اإلنسان والدفاع عن املصالح الفئوية؛ الدين‪ ،‬التربية والتعليم‪ ،‬السياسة (التي تهتم بها‬
‫باخلصوص الفروع احمللية لبعض اجلمعيات) ريادة األعمال‪ ،‬الشغل‪.‬‬
‫‪« -40‬إذا أخذنا يف االعتبار تصنيف اليونسكو‪ ،‬فإنّ اجلمعيات تنقسم من الناحية القانونية إلى جمعيات للترافع‪ :‬حقوق اإلنسان‪ ،‬املساواة‬
‫بني اجلنسني‪ ،‬قضايا الطفولة‪ ،‬األشخاص يف وضعية إعاقة‪ ،‬الخ‪ ...‬أما اجلانب الثاني فيتعلق باجلمعيات التي تعمل يف امليدان أكثر‪.‬‬
‫وميكن أن تكون جمعيات ذات أهمية وطنية أو جمعيات ذات أهمية محلية»‪ ،‬حوار مع إسماعيل العلوي‪ ،‬يومية «ليبراسيون»‪.2013 ،‬‬
‫…‪41 - LAURINE Pierre ; SAAF Abdellah ; QUORAIMI Saliha‬‬
‫‪42 - BEN NÉFISSA, Sara, 2004. ONG et gouvernance dans le monde arabe. KARTHALA Editions (ouvrage collectif ).‬‬

‫‪28‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫االجتماعـ ّـي عبــد اهلل ســاعف‪ ،‬أنّ هنـ َ‬


‫ـاك اليــوم تمييـزًا كبيـ ًرا يفــرض نفســه بيــن ج ْمعيــات التّرا ُفــع وجمعيــات تقديــم‬
‫ـوي المغربـ ّـي المعاصــر‪.‬‬ ‫الخدمــات‪ .43‬وهــو تمييــز يأخــذ فــي االعتبــار ّ‬
‫توج ًهــا أساسـ ًّيا ها ّمــا للقطــاع الجمعـ ّ‬
‫جمعيات تقديم الخدمات‬
‫وهــي جمع ّيــات تو ّفــر خدمــات يمكــن أ ْن تكــو َن متن ّوعــة‪ :‬ثقافيــة‪ ،‬قانونيــة‪ ،‬رياضيــة‪ ،‬طبيــة‪ ،‬وقائية‪ ،‬تربو ّيــة‪ ،‬اقتصادية‪،‬‬
‫نفســية‪ ،‬فالح ّيــة‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وتشــمل جمعيــات التنميــة البشــرية والمنظمــات الخيريــة واالجتماعيــة التــي تعمــل مــن أجــل تحســين الظــروف‬
‫الطابــع االجتماعــي‬‫المعيشــية للمواطنيــن‪ ،‬كمــا تنــدرج ضمــن هــذه الفئــة كذلــك الجمعيــات الدينيــة التــي تســتند إلــى ّ‬
‫ـوي‪ ،‬التــي تقتــرح خدمــات تتعلّــق ببرامــج تكوين ّيــة‬
‫لإلســام‪ .‬إضافــة إلــى جمعيــات تعزيــز قــدرات القطــاع الجمعـ ّ‬
‫تهــدف إلــى تحســين جــودة تدخّ ــل القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـوي‪.‬‬
‫علــى صعيــد آخــر‪ ،‬تتميــز جمعيــات تقديــم الخدمــات بنوع ّيــة مقاربَتهــا كذلــك‪ .‬فالبعــض منهــا تعتبــر جماع ّيــة‬
‫وبالتالــي تعتمــد علــى مقاربَــة تشــارك ّية‪ ،‬إ ْذ تشــرك الجماعــات المعن ّيــة فــي االختيــارات والتخطيــط وإدارة المشــاريع‬
‫ـجعة بذلــك علــى تعلّــم المواطنــة الف ّعالــة‪ .‬ومــن أبرزهــا الجمعيــات العاملــة فــي مجــال اإلعاقــة‪،‬‬ ‫التــي تســتهدفها‪ ،‬مشـ ّ‬
‫أساســا أشــخاص ته ّمهــم قض ّيــة اإلعاقــة (إ ّمــا أشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ـييرها‬‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫التــي ينشــئها ويشــرف‬
‫أو آبــاء وأقــارب)‪.‬‬
‫فــي حيــن تتب ّنــى جمع ّيــات أخــرى بالمقابــل مقا َربــة إحســانية‪ ،‬وبالتالــي تقــوم بعمليــات تتعلــق بالمســاعدة ينتُــج عنهــا‬
‫توفيــر مســاعدات مادية‪.‬‬
‫ومــن بيــن جمعيــات الخدمــات‪ ،‬تحتــ ّل جمعيــات ال ّرعايــة وإعــادة التأهيــل الطبــي والنفســي واالجتماعــي مكانَــة‬
‫اعتبــارات علــى األق ـ ّل‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ـك لخمســة‬‫الجمعــوي ببالدنــا‪ ،‬وذلـ َ‬
‫ّ‬ ‫خاصــة فــي المشــهد‬
‫ّ‬
‫‪- -‬أ ّنهــا تتك ّفــل باألشــخاص فــي وضع ّيــة ّ‬
‫هشــة (األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬األطفــال المتخلــى عنهــم‪ ،‬اليتامــى‬
‫أو األطفــال فــي وضعيــة صعبــة‪ ،‬أطفــال الشــوارع‪ ،‬األشــخاص المس ـنّون)‪ ،‬والنســاء ضحايــا العنــف واألمهــات‬
‫العازبــات؛‬
‫‪- -‬يندرج تدخّ لها في إطار الواجب الذي يقع عادة على عاتق ال ّد ْولة في حماية مواطنيها؛‬
‫المؤسسات يت ّم عن طريق إجراءات قانون ّية؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬وضع هؤالء األشخاص في هذه‬
‫‪- -‬ينبغــي أن يكــون التدخّ ــل‪ ،‬مــن الناحيــة األخالق ّيــة والقيميــة‪ ،‬مســتدا ًما‪ ،‬ألنّ مصاح َبــة هــؤالء األشــخاص قــد‬
‫تــدوم لســنوات وتســتدعي مــوارد بشــرية وماليــة كبيــرة؛‬
‫ـتجيب إعــادة تأهيــل هــؤالء األشــخاص‪ ،‬وجميــع أشــكال التك ّفــل بهــم‪ ،‬للمعاييــر المنصــوص عليهــا‬
‫َ‬ ‫‪- -‬يتع ّيــن أ ْن تسـ‬
‫فــي القانــون‪.‬‬
‫جمعيات الترافع‬
‫تض ـ ّم هــذه الفئــة مختلــف جمعيــات التعبئــة والترافــع والتمكيــن‪ ،‬التــي تهــدف إلــى تحقيــق اإلصــاح االجتماعــي‬
‫والدينــي والسياســي والقانونــي والثقافــي‪ ،‬أو االقتصــادي أو البيئــي‪ .‬وهــي تنشــط‪ ،‬فــي غالبتهــا‪ ،‬فــي مجــال‬
‫ـض الجمع ّيــات‪ ،‬وال سـ ّيما‬
‫الدفــاع مـ ْن أجــل ال ّديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان والحر ّيــات الفرديــة والعا ّمــة‪ .‬غيــر أنّ بعـ َ‬
‫إصالحــات ُمحافظــة‪.‬‬ ‫الجمعيــات ال ّدينيــة تعمــل م ـ ْن أجــل تحقيــق ْ‬
‫‪ - 43‬عبد اهلل ساعف‪ ،‬مسارات احلركة اجلمعوية املغربية‪ :‬تاريخ وداللة‪ ،‬يصدر قريبا‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ضو ّيتهــا فــي غالــب األحيــان نشــطاء سياســيين ســابقين ينتمــون فــي معظمهــم إلــى‬ ‫وتض ـ ّم هــذه الج ْمعيــات فــي ُع ْ‬
‫الســبعينيات‪ ،‬كمــا ينتمــون إلــى األجيــال الجديــدة مــن النشــطاء التــي ارتبــط‬
‫ّ‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫خ‬ ‫حــركات اليســار األكثــر نشــاطا‬
‫وجــه الخصــوص‪.‬‬ ‫ُظ ُهو ُرهــا بحــركات اجتماعيــة جديــدة مثــل حركــة ‪ 20‬فبرايــر علــى ْ‬
‫ورغــم أنّ جمعيــات الترافــع ال تم ّثــل ســوى ‪ 0.95‬فــي المائــة مــن مجمــوع الجمعيــات‪ ،44‬غيــر أ ّنهــا تتم ّتــع عمو ًمــا‬
‫ـوي وال ّدولــي‪.‬‬
‫بوضــوح كبيــر علــى المســتوييْن الجهـ ّ‬
‫كمــا تتم ّيــز بعــض الجمعيــات فــي الوقــت نفســه بتقديــم الخدمــات وال ّدفــاع عــن حقــوق األشــخاص الذين تســتهدفهم‪.‬‬
‫وتقتــرح فــي نفــس اآلن عمليــات للدعــم المباشــر تســتجيب لحاجيــات فور ّيــة لجمهورهــا‪ ،‬وعمل ّيــات للتّرافــع كفيلــة‪،‬‬
‫وصحـ ّـي وقانونــي مدمِ ــج يحتــرم حقــوق المواطنيــن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـادي‬
‫ـاخ اجتماعـ ّـي وثقافـ ّـي واقتصـ ّ‬
‫علــى المــدى الطويــل‪ ،‬بخلــق منـ ٍ‬
‫وهــذا مــا تقــوم بــه‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬ك ّل الجمعيــات النســائ ّية والج ْمعيــات التــي تتكفّــل بالمواطنيــن الذيــن‬
‫يوجــدون فــي وضع ّيــة هشاشــة‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬فإنّ تصنيف الجمعيات يمكن أن يت ّم بصيغ مختلفة تب ًعا لل َه َدف منْها والغايات م ْن َو َرائِها‪.‬‬
‫ومــن ث ـ ّم‪ ،‬ولغايــات بحث ّيــة‪ ،‬فــإنّ التصنيــف إلــى ‪ 3‬فئــات كبــرى (جمعيــات تقديــم الخدمــات‪ ،‬وجمعيــات التّرافــع‪،‬‬
‫أجــلِ توفيــر قاعــدة ُم ْع َط َيـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫والجمعيــات التــي تجمــع بيــن تقديــم الخدمــات والتّرافــع) يمكــن أ ْن يكــون كاف ًيــا مِ ـ ْن ْ‬
‫مبســطة وواضحــة للجميــع عــن الجمعيــات‪.‬‬ ‫وطن ّيــة َّ‬
‫غير أنّ هذا التصنيف مع ذلك يبدو غير ٍ‬
‫كاف‪،‬‬
‫العمومي ؛‬
‫ّ‬ ‫وخاصة ما يتعلق ب َمنْح التمويل‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬حيثُ يتعلق األمر بتوفير أداة ُم َساعدة على اتخاذ القرارات‪،‬‬
‫‪- -‬ال يق ّدم التصنيف صورة حقيقية عن الجمعيات في مجال األنشطة؛‬
‫‪- -‬ال يســمح هــذا التصنيــف كذلــك بالتمييــز بيــن الجمعيــات المكلفــة مــن َطـ َر ِف الدولــة أو التــي تتكلّــف بنفســها‬
‫مــن أجــل تقديــم الخدمــة العموم ّيــة‪.‬‬

‫‪ .4.1‬الشبكات‬
‫ـمي لعــدد مــن المؤسســات فــي شــكل‬
‫يســير مصطلــح «شــبكة»‪ ،‬حســب المندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬إلــى تجمــع رسـ ّ‬
‫أو اتحــاد للجمعيــات أو فدرال ّيــة‪ .‬وتخضــع هــذه التج ّمعــات لنفــس األحــكام القانونيــة التــي تخضــع لهــا الجمعيــات‪.‬‬
‫وقــد ظهــرت للوجــود‪ ،‬خــال الســنوات األخيــرة‪ ،‬مجموعــة مــن الشــبكات والتّجمعــات الجمعويــة‪ ،‬اتّخــذت أشــكاال‬
‫متعـ ّددة‪ :‬تنســيقيات‪ ،‬اتحــادات‪ ،‬فدراليــات‪ ،45‬تشــبيك‪ ،‬الــخ‪ .‬مــع ذلــك‪ ،‬ورغــم اشــتراط بعــض المانحيــن التعــاون مــع‬
‫الشــبكات‪ ،‬ورغــم نفــس الرغبــة التــي تع ّبــر عنهــا الــوزارات المعن ّيــة‪ّ ،‬إل أنّ العمــل ضمــن شــبكات يظ ـ ّل محــدودا‬
‫أي شــبكة‪،‬‬‫للغايــة‪ :‬إ ْذ تب ّيــن دراســة المندوبيــة الســامية للتخطيــط أ َن ‪ 78.1‬فــي المائــة مــن الجمعيــات ال تنتمــي إلــى ّ‬
‫كمــا تختلــف نســبة الجمعيــات المنتميــة إلــى شــبكة اختالفــا كبيــرا ت َب ًعــا لمجــال النشــاط‪ .‬ومــن ث ـ ّم‪ ،‬فــإنّ ‪40.6‬‬
‫والسياســة» تنتمــي إلــى شــبكة‪ ،‬تليهــا‬
‫فــي المائــة مــن جمعيــات «القانــون والدفــاع عــن المواطنيــن والمســتهلكين ّ‬

‫‪ - 44‬وزارة الداخلية‪ .‬دراسة حول النسيج اجلمعوي باملغرب‪ .‬دجنبر ‪ .2014‬انظر‪ :‬املجهد‪ .‬س‪ ،‬االنفجار اجلمعوي‪ .14/12/29 ،‬جريدة‬
‫«أوجوردوي لوماروك»‪ .‬متوفرة يف الرابط‪>http://aujourdhui.ma/societe/maroc-explosion-associative-115474<:‬‬
‫مت االطالع عليه بتاريخ ‪]16/24/08‬‬
‫بالوسط الرياضي‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ - 45‬ترتبط الفدراليات أساسا‬

‫‪30‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الجمعيــات التــي تــزاول «أنشــطة دوليــة» (‪ 36.7‬فــي المائــة)‪ .‬بينمــا ال تتجــاوز نســبة الجمعيــات النشــيطة فــي الحقــل‬
‫ال ّدينــي‪ ،‬المنخرطــة فــي شــبكة‪ 3.3 ،‬فــي المائــة ‪.‬‬
‫لذلــك ينبغــي مالحظــة أنّ االشــتغال فــي إطــار شــبكات جمعو ّيــة يبقــى محــدو ًدا جـ ّدا‪ ،‬وذلـ َ‬
‫ـك بالنّظــر إلــى المعيقــات‬
‫وخاصــة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الكثيــرة التــي تحــول دو َن إنشــائها‪،‬‬
‫موحدة؛‬
‫‪- -‬اختالف بل تضارب الرؤى والمقاربات حول موضوع يفترض مسبقا وجود رؤية َّ‬
‫‪ - -‬إشكالية القيادة؛‬
‫‪- -‬اإلشكالية المتعلقة بالحكامة الديمقراط ّية للشبكات؛‬
‫‪- -‬التفاوت على مستوى القدرات بين الجمعيات من حيث االلتزام البشري والمالي؛‬
‫‪- -‬الصعوبات المتعلقة بتنظيم الشبكة‪.‬‬
‫فــي ســنة ‪ ،2011‬وفــي ســياق «التنســيق ّيات» التــي تشـ ّكلت لمواجهــة ارتفــاع المســتوى المعيشــي وتدهــور الخدمــات‬
‫العموميــة»‪ ،‬وفــي أعقــاب حرك ّيــة ال ّربيــع العربــي‪ ،‬ظهــرت للوجــود شــبكة جديــدة غيــر مســبوقة تحــت اســم حركــة‬
‫‪ 20‬فبرايــر‪ .‬وهــي حركــة مفتوحــة علــى جميــع المواطنيــن بصــرف النظــر عــن انتمائهــم الحزبـ ّـي أو النقابـ ّـي‪ .‬وتتو ّفــر‬
‫ـاص يشــتمل علــى‪:‬‬
‫حركــة ‪ 20‬فبرايــر علــى تنظيــم خـ ّ‬
‫‪- -‬تنسيق ّيات محلية على ُمستوى ك ّل مدينة؛‬
‫‪- -‬مجلس وطني لدعم حركة ‪ 20‬فبراير يوجد مق ّره بال ّرباط؛‬
‫وتدعمها بعض النقابات واألحزاب السياسية؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬لجان دعم محلية تض ّم مختلف هيئات المجتمع ال َم َدني‪،‬‬
‫مجموعــة مــن المواقــع والمد ّونــات‪ ،‬أكثرهــا شــهرة‬
‫منصــة تواصــل فــي الفايســبوك وتويتــر ويوتيــوب‪ ،‬وأخي ـ ًرا ْ‬
‫‪ّ --‬‬
‫موقــع «‪.»Mamfakinch.com‬‬
‫ـت مســألة االعتــراف بهــا‪ .‬وخــال‬ ‫تتأســس فــي شــكل جمعيــة‪ ،‬فقــد ُطرحـ ْ‬ ‫وعلــى ال ّرغــم مــن أن حركــة ‪ 20‬فبرايــر لــم ّ‬
‫منســق الفدرال ّيــة الوطن ّيــة‬ ‫ّ‬
‫جلســة اإلنصــات‪ ،‬فــي إطــار هــذه اإلحالــة الذاتيــة‪ ،‬ص ـ َّر َح األســتاذ أحمــد أرحمــوش ّ‬
‫للجمعيــات األمازيغ ّيــة بالمغــرب أ ّنــه ليــس مــن الطبيعـ ّـي عــدم االعتــراف بحركــة ‪ 20‬فبرايــر‪ ،‬رغــم أ ّنهــا لعبــت دورا‬
‫ال يُســتهان بــه فــي وضــع الدســتور الجديــد‪ .‬وخــال جلســة اإلنصــات نفســها‪ ،‬ع ّبــر ســارة ســوجار مم ّثــل «التجمــع‬
‫ضـ ّد العنصريــة والدفــاع عــن حقــوق األجانــب والمهاجريــن» ‪ GADEM‬عــن أنّ عــدم االعتــراف بحركــة ‪ 20‬فبرايــر‬
‫يســمح للســلطات بمنــع تج ّمعاتهــا وأنشــطتها‪ .‬إنّ االعتــراف بهــا ال يمـ ّر بالضــرورة عــن طريــقِ تحويلهــا إلــى ج ْمعيــة‪.‬‬
‫كل مــن البرازيــل وكوبــا وإســبانيا بحــركات اجتماع ّيــة فــي هــذه البلــدان التــي تســتفيد فيهــا بدعــم‬ ‫ـت ٌّ‬
‫فقــد اعترفـ ْ‬
‫مــن الدولــة»‬
‫‪46‬‬
‫‪ .5.1‬جمعيات مغاربة العالم‬
‫بصفــة عا ّمــة‪ ،‬يت ـ ّم تأســيس جمعيــات مغاربــة العالــم وفقــا لقانــون البلــد المضيــف‪ .‬ومــن الصعــب تقديــم صــورة‬
‫‪47‬‬
‫أمينــة عــن هــذه الجمع ّيــات أو الجمعيــات األكثــر تمثيل ّيــة‪ ،‬بالنّظــر إلــى تن ّوعهــا‪.‬‬
‫‪ - 46‬تتنوع وتتوزع املصطلحات التي يت ّم بها وصف املهاجرين املغاربة‪« :‬املغاربة املقيمون باخلارج»‪ ،‬مغاربة اخلارج»‪ ،‬مغاربة العالم»‪،‬‬
‫الشتات املغربي»‪ ،‬اجلالية املغرية» وحتى مصطلح «املغتربون»‪ .‬وقد اخترنا استعمال مصطلح «مغاربة العالم» أل ّنه أكثر مالءمة وإدماجا‪.‬‬
‫‪ - 47‬لم نتمكن من اإلنصات إلحدى جمعيات مغاربة العالم نظرا من جهة لصعوبة حتديد اجلمعيات األكثر متثيلية‪ ،‬ومن جهة ثانية‬
‫للصعوبات اللوجستيك ّية (حيث تتوزّع هذه اجلمعيات على القارات اخلمس)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫دور جمعيات مغاربة العالم‬


‫الجمعيات كفاعل في التنمية‬
‫تلعــب ج ْمعِ ّيــات َم َغارِ بــة العالَــم دو ًرا ال يُ ْســتَها ُن بــه ِ‬
‫كفاعــلِ فــي التنميــة بالمغــرب‪ ،‬مــ ْن خــالِ عمل ّيــات التمويــل‬ ‫ُ‬
‫الجمعــوي المحلّــي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وإعــداد المشــاريع ودعــم النســيج‬
‫ـت الكبــرى التــي تضـ ّم جاليــة مغرب ّيــة ها ّمــة بأوروبــا (ع ّينــة تتكـ ّون‬
‫السـ ّ‬
‫ويكشــف اســتطالع للــرأي أجــري فــي الــدول ّ‬
‫مــن ‪ 3000‬شــخص) أنّ ‪ 11‬فــي المائــة مــن المســتج َوبين ينتمــون أو يق ّدمــون دعمــا ماليــا لجمعيــة ذات صلــة‬
‫‪48‬‬
‫بالمغــرب‪.‬‬
‫التســعينيات‪ ،‬دو ًرا ها ًّمــا ومتزايـدًا فــي إنْجــاز مشــاريع تنمو ّيــة فــي‬
‫كمــا أنّ الجمعيــات المغربيــة بفرنســا لعبــت‪ ،‬منــذ ْ‬
‫تســتثمر خبرتهــا التــي اكتســبتها حيــن كانــت تعمــل وفــق أســاليب التضامــن التقليديــة‪ 50‬مــن أجــل‬ ‫المغــرب‪ .49‬فهــي ْ‬
‫اعتمــاد مقا َربَــة أكثــر تنظي ًمــا ترتكــز علــى مشــاريع تنمويــة‪ ،‬وتفــرض نفســها فــي مجــال التعــاون المغربي‪-‬الفرنســي‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫وال سـ ّيما بصفتهــا واجهـ ًة للتّعامــل مــع الجمعيــات المغربيــة‪.‬‬
‫غيــر أنّ هــذه المالحظــة ال تقتصــر علــى فرنســا فقــط‪ ،‬ب ـ ْل ته ـ ّم مختلــف البلــدان األوروب ّيــة المســتقبلة للهجــرة‬
‫المغرب ّيــة‪ .‬وبصفــة عامــة‪ ،‬فــإنّ مغاربــة العالَــم أثبتــوا قدرتهــم علــى «تعبئــة المــوارد (البشــرية والماديــة) للتنميــة‬
‫والسياســية لمناطقهــم األصليــة [و] علــى اشــعاع ودعــم اإلصالحــات‬ ‫ّ‬ ‫االقتصاديــة والثقافيــة واالجتماعيــة‬
‫‪52‬‬
‫السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة الثقافيــة فــي المغــرب»‪.‬‬
‫الفاعلون في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬
‫ـوض بحقــوق اإلنســان‪ .‬وهــي تعمـ ُل فــي‬ ‫كمــا أنّ جمعيــات مغاربــة العالَــم هــي بد ْورهــا جمعيــات فاعلــة فــي مجــال النّهـ ِ‬
‫البلــدان التــي تنشــط فيهــا‪ ،‬علــى االنخـ ِ‬
‫ـراط فــي ال ّدفــاع عــن حقــوق المغاربــة المهاجريــن (أو األشــخاص ال ُمن َْحدِ رِ يـ َن‬
‫مـ ْن أصــول مغربية)‪.‬‬
‫اجرين باعتبارهم مواطني َن مغاربة‪.‬‬
‫أجل تعزيز حقوق ال ُم َه ِ‬
‫وفي المغرب‪ ،‬تتح ّرك هذه الجمع ّيات م ْن ْ‬
‫نــص عليــه دســتور‬ ‫المطالــب األساســ ّية لجمعيــات مغاربــة العالَــم هــو الحــقّ فــي التصويــت الــذي ّ‬‫ِ‬ ‫أحــ َد‬
‫كمــا أنّ َ‬
‫‪ 2012‬فــي فصلــه الســابع عشــر‪ « :‬يتم ّتــع المغاربــة المقيمــون فــي الخــارج بحقــوق المواطنــة كاملــة‪ ،‬بمــا فيهــا حــق‬
‫‪53‬‬
‫الممارســة ال يكــو ُن دائ ًمــا ح ًّقــا فعل ًّيــا‪.‬‬
‫َ‬ ‫التصويــت والترشــيح فــي االنتخابــات»‪ّ .‬إل أنّ هــذا الحــقّ علــى صعيــدِ‬

‫‪ - 48‬مجلس اجلالية املغربية باخلارج ومؤسسة ‪ ،BVA‬يونيو ‪ .2009‬بحث حول اجلالية املغربية املقيمة بأوربا (فرنسا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬إيطاليا‪،‬‬
‫بلجيكا‪ ،‬هولندا‪ ،‬أملانيا)‪ .‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫>‪<http://www.ccme.org.ma/images/activites/fr/200907//CCME-BVA-Etude_Marocains_dEurope.pdf‬‬
‫‪49 - LACROIX, Thomas, 2013. Les associations d’immigrés marocains en France et leur rôle dans le développement‬‬
‫‪du Maroc. In : Fondation Hassan II pour les MRE, 2014. Marocains de l’extérieur 2013.‬‬
‫‪ - 50‬اجلمعيات املغربية بفرنسا أنشأت صناديق لتلبية حاجيات البادية التي قدموا منها‪ ،‬واملساهمة يف التكاليف اجلماعية اليومية (تويزة)‪.‬‬
‫‪51 - LACROIX, Thomas, 2013. Les associations d’immigrés marocains en France et leur rôle dans le développement‬‬
‫‪du Maroc. 2013. Hassan II pour les MRE, 2014. Marocains de l’extérieur 2013.‬‬
‫‪:‬األرضية األورو مغربية حول الهجرة والتنمية واملواطنة والدميقراطية‪ .2012 ،‬إعالن طنجة‪ .‬متوفر عبر الرابط ‪52 -‬‬
‫>‪<http://www.ccme.org.ma/images/documents/fr/201212//DeclarationTanger.pdf‬‬
‫‪ - 53‬خالل االنتخابات التشريعية لشهر أكتوبر ‪ ،2016‬مت إقصاء املغاربة املقيمني باخلارج من التصويت‪ .‬متوفر عبر الرابط ‪:‬‬
‫>‪<https://ledesk.ma/encontinu/legislatives-les-mre-exclus-du-scrutin-doctobre/‬‬

‫‪32‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫انتظارات جمعيات املغاربة املقيمني باخلارج‬


‫وانطال ًقــا مـ ْن مختلــف المشــاورات‪ 54‬مــع منظمــات المجتمــع المدنـ ّـي المم ّثلــة لمغاربــة العالَــم‪ ،‬أ ّكــد «الحــوار الوطنــي‬
‫حــول المجتمــع المدنــي واألدوار الدســتورية الجديــدة» علــى اســتعداد المغاربــة المقيميــن بالخــارج للمشــا َر َكة فــي‬
‫الحيــاة السياســية واالجتماعيــة المغربيــة‪ .‬كمــا أوصــى الحــوار بضــرورة‪:‬‬
‫منظمــات المجتمــع ال َم َدنـ ّـي المم ّثلــة لمغاربــة العالَــم فــي إعــداد وتنفيــذ‬‫ـرك ّ‬‫يعي الــذي يُشـ ُ‬ ‫‪- -‬تعزيــز اإلطــار ْ‬
‫التشــرِ ّ‬
‫ّ‬
‫وتقييــم السياســات المتعلقــة بالتّنميــة العموم ّيــة فــي المغــرب؛‬
‫دعــم قــدرات منظمــات المجتمــع المدنــي لمغاربــة الخــارج‪ ،‬وذلـ َ‬
‫ـك م ـ ْن جهــة‪« ،‬للمســاهمة فــي الحفــاظ علــى‬ ‫‪ْ --‬‬
‫ّ‬
‫المنظمــات‬ ‫اله ّو ّيــة المغربيــة»‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬لتعزيــز صــورة المغــرب فــي الخــارج‪ ،‬وبالتالــي تكــون هــذه‬
‫بمثابــة فاعلــة فــي الدبلوماســية ال ُموازيَــة‪.‬‬

‫ـب ديناميــة إعــان ال ّربــاط بتمثيل ّيــة مغاربــة العالَــم «فــي مجلسـ ْ‬
‫ـي البرلمــان» و»ال ُمشــاركة‬ ‫وعلــى صعيــد آخــر‪ ،‬تطالـ ُ‬
‫التمثيليــة فــي جميــع الهيئــات والمؤسســات والمجالــس» ‪ .‬كمــا طالبــت بخلــق بيئــة مواتية للشــراكات بيــن القطاعين‬
‫‪55‬‬

‫العــام والخــاص مــع جمعيــات المهاجريــن‪ ،‬مؤكــدة أن فــرص التمويــل ينبغــي أال تملــي المشــاريع التــي ينبغــي تنفيذهــا‬
‫فــي إطــار هــذه الشــراكات‪.‬‬

‫‪ . 2‬دور الجمعيات‬
‫َ‬
‫ومعت َرف به‬ ‫هام‬
‫‪ .1.2‬دور ّ‬
‫تلعــب الجمعيــات َد ْو ًرا ها ًّمــا ســواء فــي مجــال التّرا ُفــع مــن ْ‬
‫أجــل التغييــر ال ّديمقراطــي‪ ،‬أ ْو فــي مجــال عمل ّيــات‬ ‫ُ‬
‫التضامــن وتقديــم الخدمــات‪ ،‬بمــا فــي ذلــك لفائــدة المناطــق األكثــر عزلــة فــي بالدنــا‪.‬‬
‫وقــد تم ّكنــت الجمعيــات مــن ولــوج مجــاالت جديــدة مــن الحيــاة العموم ّيــة والتنميــة الثقافيــة واالجتماعيــة‬
‫ّضامــن‪ ،‬فضــا عــن اهتمامهــا بموضوعــات ظلّــت إلــى وقــت قريــب‬ ‫واالقتصاديــة‪ ،‬واالنخــراط المدنــي والتعليــم والت َ‬
‫‪56‬‬ ‫مــن بــاب ّ‬
‫الطابوهــات التــي ال ينبغــي االهتمــام بهــا‪.‬‬
‫كمــا أنّ ال ّدولــة باتــت تعتــرف بــدور الجمع ّيــات وتعتبرهــا شــري ًكا أساسـ ّيا‪ .‬ثـ ّم إنّ الجمع ّيــات‪ ،‬شــأنها فــي ذلــك شــأن‬
‫األحــزاب السياســية والنقابــات‪ ،‬ت ّمــت استشــارتها خــال إعــداد دســتور ‪ ،2011‬عــاو ًة علــى اإلنصــات إليهــا وتقديــم‬
‫مذ ّكــرات مــن طــرف عـ ٍ‬
‫ـدد منهــا‪.‬‬
‫وقــد ك ّرســت العديــد مــن فصــول دســتور ‪ 2011‬دور الجمع ّيــات وأه ّميتهــا فــي الحيــاة المجتمع ّيــة‪ ،‬وال ســيما‬
‫‪57‬‬
‫الفصــل ‪ ،12‬الــذي يعتــرف بخبرتهــا ومشــروعيتها فــي المشــاركة فــي وضــع وتنفيــذ وتقييــم السياســات العموم ّيــة‪.‬‬

‫‪ - 54‬بعض التدقيقات املنهجية‪ :‬االستشارات كانت مباشرة وافتراضية‪ .‬مت تقدمي بعض االستبيانات خالل االستشارات‪ ،‬وال سيما حول‬
‫«االقتراحات الكفيلة بتحسني ورفع عدد املشاركني يف مختلف القضايا»‪ ،‬وحول «اإلدارات والبنيات اخلاصة باملغاربة املقيمني باخلارج»‪.‬‬
‫‪ - 55‬األرضية األورو مغربية حول الهجرة والتنمية واملواطنة والدميقراطية‪ .2012 ،‬إعالن طنجة‪ .‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫>‪<http://www.ccme.org.ma/images/documents/fr/201212//DeclarationTanger.pdf‬‬
‫‪ - 56‬من بني القضايا التي كانت تُعتبر طابوهات نذكر‪ :‬األمهات العازبات‪ ،‬السيدا‪ ،‬أطفال الشوارع‪...‬‬
‫‪ - 57‬تساهم اجلمعيات املهتمة بالشأن العمومي واملنظمات غير احلكومية يف إطار الدميقراطية التشارك ّية يف إعداد وتنفيذ وتقييم‬
‫قرارات ومشاريع املؤسسات املنتخبة والسلطات العموم ّية» اململكة املغربية‪ ،‬دستور ‪:2011‬‬
‫>‪<http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/constitution/constitution_2011_Fr.pdf‬‬

‫‪33‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫فضــا عــن ذلــك‪ ،‬يعتــرف بــدور الجمعيــات عــدد مــن الباحثيــن‪ .‬فقــد كان المجتمــع المدنــي ي ْقــدم دائمــا‪ ،‬فــي نظــر‬
‫الســاكنة المحتاجــة‪ .‬وهــو اليــوم‬‫عبــد اهلل ســاعف «علــى القيــام بمبــادرات قصــد تقديــم المســاعدة الالزمــة إلــى ّ‬
‫‪58‬‬
‫يقــوم بإنجــاز مهــا ّم الخدمــات العموم ّيــة»‪.‬‬
‫وتعتبــر األطــراف الموقعــة علــى الميثــاق المعتمــد مــن طــرف الجمعيــات المشــاركة فــي المناظــرة الوطن ّيــة حــول‬
‫ـوي يعـ ّد قـ ّوة ضرور ّيــة تلعــب علــى المــدى الطويــل مهمــة االســتباق والمســاءلة‬
‫المجتمــع المدنــي أنّ «القطــاع الجمعـ ّ‬
‫‪ .‬كمــا أنــه رافعــة للتعبيــر والتربيــة‪ ،‬وفاعــل فــي التنميــة والتماســك المجتمعـ ّـي» ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫بح َسب ك ْونِها ج ْمع ّيات تقديم َ‬


‫الخ َدمات أو ج ْمعيات لل ّت َرافع‪.‬‬ ‫تب َّين م ْن تصنيف فئات الج ْمع ّيات أنّ د ْو َر َها يخْ تلف َ‬
‫وتقــوم الجمع ّيــات التــي تقـ ّدم الخدمــات‪ ،‬وهــي األكثــر عــد ًدا بكثيــر‪ ،‬ب َع َمــل فــي غايــة األه ّم ّيــة‪ .‬فهــي تقـ ّدم خدمــات‬
‫جـ ّد متن ّوعــة‪ :‬خدمــات ثقاف ّيــة وقانون ّيــة ورياض ّيــة وط ّب ّيــة َو َوقائ ّيــة وت ْربو ّيــة واقتصاد ّيــة وســيكولوج ّية وفالح ّيــة الــخ‪.‬‬
‫وهــي تنقســم إلــى ن ْو َعيْــن‪:‬‬
‫ـادي للمواطنيــن‬
‫‪- -‬ج ْمع ّيــات تقــوم بعمل ّيــات وأنشــطة خيْر ّيــة‪ ،‬وهــي ت َُســاهم فــي الح ـ ّد مــن الفقــر النفسـ ّـي والمـ ّ‬
‫ال ُم ْســتفيدين؛‬
‫الهشــة‪َ ،‬و َع َمل ّيــات التكويــن واإلدمــاج المهنـ ّـي‪ .‬كمــا تسـ ِ‬
‫ـاه ُم فــي‬ ‫‪- -‬ج ْمعيــات تقــوم بعمليــات تتعلّــق بت ْمكيــن ّ‬
‫الســاكِ نَة ّ‬
‫‪60‬‬
‫إصــاح المنظو َمــة ال ُع ُموم ّيــة فــي اتّجــاه ُم َراعــاة أفضــل لحاج ّيــات ال ُمواطنيــن‪.‬‬
‫ْ‬
‫أ ّمــا جمع ّيــات التّرا ُفــع‪ ،‬فإ ّنهــا تعمــل فــي معظمهــا فــي مجــال ال ّدفــاع مــن أجــل الديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان‬
‫والحريــات الفرديــة والعا ّمــة‪ .‬وتمتـ ّد أنشــطتها مــن مراقبــة االنتخابــات والتواصــل عبــر وســائل اإلعــام إلــى تنظيــم‬
‫ـب دو ًرا ها ًّمــا فــي النّضــال‬
‫ـت هــذه الجمع ّيــات وال زالــت تلعـ ُ‬
‫المناقشــات والمنتديــات وإعــداد التقاريــر‪ ،‬الــخ‪ .‬وقــد لعبـ ْ‬
‫أســفر الــدور الــذي لعبتــه‬ ‫مــن أجــل تحقيــق دولــة الحــقّ والقانــون ومــن أجــل االنفتــاح ال ّديمقراطــي الحالــي‪ .‬كمــا ْ‬
‫الج ْمعيــات النّســائ ّية الديمقراطيــة فــي النهــوض والدفــاع عــن المســاواة بيــن الجنســين‪ ،‬عـ ْن إصــاح مدونــة األســرة‪،‬‬
‫علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬كمــا أســفر عــن توقيــع االتفاقيــات الدوليــة المتعلقــة بحقــوق النّســاء ورفــع التحفظــات‪،‬‬
‫نتيجــة النضــال المتواصــل للج ْمعيــات النســائية الديمقراطيــة منــذ الثمانين ّيــات والتحكيــم الملكــي‪.‬‬
‫وقــد تــم التعبيــر خــال حلســات االجتمــاع علــى أ ّنــه يتع ّيــن علــى الجمعيــات الديمقراطيــة أ ْن تكــو َن قـ ّوة اقتراح ّيــة‬
‫بالضــرورة معارضــة للســلطة)‪ ،‬وهــو الـ ّدور الــذي ال يمكــن‬ ‫وســلطة ُمضــا ّدة باألســاس (وهــي ال يعنــي بالضــرورة أ ّنهــا ّ‬
‫للجمعيــات أ ْن تل َعبَــه ّإل إذا كانــت مســتقلة عــن الدولــة‪.‬‬
‫وبالنســبة للمتطوعيــن واألُجــراء‪ ،‬فــإنّ الجمع ّيــات تلعــب دو ًرا ها ًّمــا فــي مجــال المواطنــة والتف ّتــح الذاتــي‪« :‬إنّ الحيــاة‬
‫الجمعو ّيــة ميــدان ال غنــى عنــه لتعلّــم المواطنــة والحيــاة المدن ّيــة‪ .‬كمــا أنَّ مشــا َر َكة األفــراد فــي العمل ّيــات الجماع ّيــة‬
‫وجهــات النظــر والحــقّ فــي‬ ‫التــي تقــوم بهــا الج ْمعيــات مــن شــأنها تعزيــز ولوجهــم إلــى المعلو َمــة والمعر َفــة ومقارنــة ْ‬
‫الــكالم والفعــل العمومـ ّـي»‪.61‬‬
‫ـوي قــد منحهــم الثقــة فــي النفــس وم ّكنهــم مــن‬
‫وكثي ـ ًرا مــا يعتــرف المتط ّوعــون بــأنّ انخراطهــم فــي العمــل الجمعـ ّ‬
‫أخــذ الكلمــة فــي األماكــن العموم ّيــة واالهتمــام بقضايــا المواطنيــن‪.‬‬
‫‪ - 58‬عبد اهلل ساعف‪ ،‬مسارات احلركة اجلمعوية باملغرب‪ ،‬تاريخ وداللة‪.2016 ،‬‬
‫‪ - 59‬مشروع امليثاق بني الدولة واجلمعيات واجلماعات الترابية املصا َدق عليه خالل مناظرة حوار الرباط ببوزنيقة‪ ،‬دجنبر ‪.2013‬‬
‫‪ - 60‬من األمثلة على ذلك‪ ،‬التحسن النسبي يف املصالح العموم ّية لفائدة األشخاص يف وضعية إعاقة‪ ،‬بتأثير من جمعياتهم‪.‬‬
‫‪ - 61‬مشروع امليثاق بني الدولة واجلمعيات واجلماعات الترابية املصا َدق عليه خالل مناظرة حوار الرباط ببوزنيقة‪ ،‬دجنبر ‪.2013‬‬

‫‪34‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫وأحيانــا يلعــب القطــاع الجمعــوي د ْو َر الحاضنــة‪ ،‬حيــث أنّ عــد ًدا مــن الفاعليــن الجمعوييــن الســابقين أصبحوا يشــغلون‬
‫مواقــع المســؤولية فــي أجهــزة الدولــة أو فــي األمــم المتحــدة‪ .‬وأخي ـ ًرا‪ ،‬فــإنّ الجمعيــات تســاهم فــي ظهــور النخبــة‬
‫السياســية‪ ،‬كمــا يشــهد علــى ذلــك العــدد الكبيــر مـ َن أطــر األحــزاب السياســية المنحــدرة مــن الحركــة الجمعويــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫المنظمــات غيــر‬ ‫طويــل‪ »:‬فقــد تم ّكنــت‬
‫ٍ‬ ‫ويعــود اعتــراف البلــدان األورو ّبيــة بأهميــة دور الجمعيــات إلــى و ْق ٍ‬
‫ــت‬
‫أي وقــت مضــى لالســتجابة للحاجيــات‬ ‫الحكوم ّيــة والجمعيــات‪ ،‬التــي برهنــت علــى تضامــن بــدا ضرور ًّيــا أكثــر مـ ْن ّ‬
‫ـت ُمحــاوِ ًرا أساس ـ ّيا للســلطات العموم ّيــة‪ .‬وهــي فــي الوقــت نفســه صاحبــة‬‫الجديــدة‪ ،‬م ـ ْن تطويــر أنشــطتها‪ ،‬وباتـ ْ‬
‫وضــع السياســات‬
‫للســلطات المحليــة والجهو ّيــة‪ ،‬فضــا عــن أنّ مشــا َركتها فــي ْ‬ ‫ـادي وشــريك ّ‬ ‫مشــاريع وفاعــل اقتصـ ّ‬
‫‪62‬‬
‫ـت واقعــا قائ ًمــا فــي معظــم الــدول األعضــاء»‪.‬‬
‫االجتماعيــة أصبحـ ْ‬
‫باعتـ ِ‬
‫ـراف المنظمــات الدوليــة مثــل برنامــج األمــم المتحــدة‬ ‫كمــا تحظــى أه ّم ّيــة َد ْور الج ْمعيــات فــي العالــم ال َع َربـ ّـي ْ‬
‫ُ‬
‫الحكوم ّيــة هــي الهيئــات األولــى القــادرة‬ ‫ّ‬
‫للتنميــة والبنــك الدولــي‪ ،‬اللّذيْــن يعتبــرانِ «أنّ الجمعيــات والمنظمــات غيــر ُ‬
‫علــى تحقيــق الديمقراطيــة والتنميــة فــي ال ـ ّدول»؛ وتذ ُك ـ ُر مــن بيــن خصوصياتهــا‪« :‬عالقاتهــا القو ّيــة بالمنظمــات‬
‫وأســاليب عملهــا التفاعل ّيــة‪ ،‬وأدواتهــا التشــارك ّية‪ ،‬ومعرفتهــا الجيــدة باألوضــاع المحليــة‪ ،‬وقدرتهــا علــى‬ ‫المحليــة‪َ ،‬‬
‫ـاص‪،‬‬ ‫االبتــكار والتك ّيــف‪ ،‬وقدرتهــا علــى تشــجيع التوافــق ّ‬
‫الشــعبي وتعزيــز التعــاون بيــن القطــاع العــام والقطــاع الخـ ّ‬
‫وقدرتهــا علــى خلــق فضــاءات ديمقراطيــة والحفــاظ عليْهــا داخــل األنظمــة االســتبدادية »‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫‪ .2.2‬مكانة الجمعيات المغربية على الصعيد الدولي‬


‫ضــو ٌر كبي ـ ٌر للجمعيــات المغربيــة علــى المســتوى الدولــي‪ ،‬باســتثناءِ بعــض أنْــواع الج ْمعيــات‪ .‬يتعلــق‬
‫ليــس هنــاك ُح ُ‬
‫األ ْمــ ُر بجمعيــات حقــوق اإلنســان وحقــوق المــرأة وجمعيــات األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة وج ْمعيــات الدفــاع‬
‫الســيدا وحركــة مناهضــة الع ْولَ َمــة (المنتــدى‬
‫عــن الحقــوق االجتماعيــة والبيئيــة واالقتصاديــة وجمعيــات مكافحــة ّ‬
‫االجتماعــي)‪ .‬وتتو ّفــر عشــرات الجمعيــات المغربيــة علــى وضع ّيــة استشــار ّية لــدى المجلس االقتصــادي واالجتماعي‬
‫التّابــع لألمــم المتحــدة‪.‬‬
‫جمعيــات حقــوق اإلنســان ‪ :‬معتـ َرف بهــا مــن طــرف هيئــات األمــم المتحــدة والهيئــات األوروبيــة‪ .‬ويجتمــع نشــطاؤها‬
‫فــي هــذه الهيئــات‪ ،‬بــل إن بعضهــم يحتلــون مناصــب المســؤولية داخلهــا‪ .‬وقــد قامــت جمعيــات حقــوق اإلنســان ســنة‬
‫‪ ،2014‬بتنظيــم المنتــدى العالمــي لحقــوق اإلنســان بتعــاون مــع المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫الحركــة المغرب ّيــة ل ُمناهضــة العولمــة التــي هــي جـزْء مــن الح َركــة العالم ّيــة لمناهضــة الع ْولمــة‪ .‬وقـ ْد كا َن المنتــدى‬
‫دأب ســنو ًّيا علــى ع ْقــد المنتــدى‬
‫ـيس هــذه الحركــة علــى المســتوى المغاربــي‪ .‬كمــا َ‬ ‫االجتماعــي المغربــي المبــادر لتأسـ ِ‬
‫المغارِ بــي منــذ ســنة ‪.2006‬‬

‫‪62 - L’Europe sociale. Brigitte Favarel-Dapas et Odile Quintin. Collection « Réflexe Europe ». La Documentation‬‬
‫‪française, p. 131. In CESE français, 2008. Pour un statut de l’Association Européenne.‬‬
‫‪63 - LAURINE, Pierre, 2010. Les associations de plaidoyer dans le processus de démocratisation en Egypte. Mémoire‬‬
‫‪de master. Institut d’Etudes Politiques de Lyon.‬‬

‫‪35‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪ .3.2‬مكانة الجمعيات في المشهد السياسي والنقابي‬


‫يُحـ ّدد ال ّدســتور بكيف ّيــة صريحــة مكانــة ك ّل مــن هذيــن المشــهدين‪ ،‬كمــا تح ّددهــا الممارســة الفعل ّيــة‪ .‬ذلــك أنّ مجــال‬
‫تدخّ ــل األحــزاب هــي الديمقراطيــة التمثيليــة‪ .‬فــا وجــود لديمقراط ّيــة بــدون أحــزاب سياســية‪ .‬كمــا تلعـ ُ‬
‫ـب الهيئــات‬
‫النقاب ّيــة دو ًرا فــي الدفــاع والنهــوض بحقــوق وبالمصالــح االجتماعيــة واالقتصاديــة للفئــات التــي تمثلهــا‪.‬‬
‫وقــد أبرزنــا أعــاه مجــاالت تدخّ ــل الجمعيــات التــي تختلــف اختالفــا جذريــا عــن المجاليْــن الســابقين‪ .‬وفــي مجــالِ‬
‫خاصــة تتجلّــى فــي الديمقراطيــة التشــارك ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الديمقراطيــة‪ ،‬فــإنّ الدســتور ب ّوأهــا مكانــة‬

‫‪36‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ّ‬
‫القسم الثاني‪ :‬تحليل البيئة المؤسساتية والقانونية‬
‫والتنظيمية‬

‫‪ . 1‬الحق في تأسيس الجمعيات‬


‫ـاص‬
‫ـص العهــد ال ّدولــي الخـ ّ‬
‫الص ـ َدد ينـ ّ‬
‫يُع ـ ّد الحــقّ فــي تكويــن جمع ّيــة أحــد حقــوق اإلنســان األساس ـ ّية‪ .‬وفــي هــذا ّ‬
‫بالحقــوق المدن ّيــة والسياســية علــى أ ّنــه‪:‬‬
‫‪ .1‬لكل فرد حق في حرية تكوين الجمعيات مع آخرين (‪)...‬؛‬
‫ـص عليهــا القانــون وتشــكل تدابيــر‬ ‫‪ .2‬ال يجــوز أن يوضــع مــن القيــود علــى ممارســة هــذا الحــقّ إال تلــك التــي ينـ ّ‬
‫ضرور ّيــة فــي مجتمــع ديمقراطـ ّـي لصيانــة األمــن القومــي أو الســامة العامــة أو النّظــام العــا ّم أو حمايــة الصحــة‬
‫العامــة أو اآلداب العامــة أو حمايــة حقــوق اآلخريــن وح ّرياتهــم»‪.‬‬
‫وتُضيــف لجنــة حقــوق اإلنســان‪ 64‬مد ّققــة‪« :‬يجــب أ ْن يتم ّتــع المدافعــون بحــقّ تشــكيل مجموعــات للقيــام بأنشــطة‬
‫قانونيــة دون إلزامهــم بتســجيلها بصفــة كيانــات قانونيــة‪ ،‬وفقــا للمــا ّدة ‪ 22‬مــن العهــد»‪.65‬‬
‫تتطلّــب الممارســة الحقيق ّيــة الفعل ّيــة لحريــة تأســيس الجمعيــات «وجــود قوانيــن ُمصاغــة بعنايــة وتوفيــر بيئــة‬
‫مالئمــة»؛ وهــو «التــزام إيجابــي» تتح ّملــه الدولــة‪ ،‬وليــس مجــرد «واجــب عــدم التدخــل»‪. 66‬‬
‫ـك باســم «لجنــة البندقيــة»)‬‫لهــذه الغايــة‪ ،‬فــإنّ اللجنــة األوروب ّيــة مــن أجــل الديمقراطيــة عبــر القانــون (المعروفــة كذلـ َ‬
‫ومكتــب المؤسســات الديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان التابــع لمنظمــة األمــن والتعــاون فــي أوروبــا (‪ ، )OSCE‬قــد‬
‫حـ ّددا أَ َحـ َد َع َشـ َرمبْ َدأً توجيه ّيــا حـ ْول ح ّر ّيــة الج ْمعيــات فــي ســنة ‪ 2014‬علــى الشــكل التالــي‪:67‬‬
‫‪1.1‬قرينة قانونية التأسيس‪ ،‬أهداف وأنشطة الجمعيات؛‬
‫ممارسة الحقّ في تأسيس الجمعيات؛‬
‫َ‬ ‫‪2.2‬التزام الدولة باحترام وحماية وتسهيل‬
‫‪3.3‬ح ّر ّية تأسيس الجمعيات واالنضمام إليها؛‬
‫‪4.4‬ح ّر ّية تحديد أهداف وأنشطة الجمعيات ومداها؛‬
‫‪5.5‬المساواة في التعامل وعدم التمييز؛‬
‫‪6.6‬ح ّر ّية التعبير وال ّرأي؛‬
‫‪7.7‬ح ّرية طلب وتلقي واستعمال الموارد؛‬
‫‪8.8‬حسن إدارة التشريع والسياسات والممارسات المتعلقة بالجمعيات؛‬

‫اخلاص باحلقوق املدن ّية والسياسية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ - 64‬وهي هيئة تتكون من خبراء مستقلني مهمتهم مراقبة تنفيذ العهد ال ّدولي‬
‫‪ - 65‬جلنة حقوق اإلنسان‪ ،‬البالغ رقم ‪.2004/1274‬‬
‫‪« - 66‬خطوط موجهة بشأن حرية تأسيس اجلمعية»‪ ،‬الذي صادقت عليه جلنة البندقية خالل الدورة ‪ 101‬جلمعيتها العامة (‪13-12‬‬
‫دجنبر ‪.)201‬‬
‫‪ - 67‬نفسه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪9.9‬شرع ّية ومشروعية التقييدات؛‬


‫‪ 1010‬تناسب ّية التقييدات؛‬
‫‪ 1111‬الحقّ في انتصاب فعلي في حال انتهاك الحقوق‪.‬‬
‫ـكام الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 379-58-1‬بتاريــخ ‪ 13‬نونبــر ‪ ،1958‬الــذي‬ ‫أمــا بالنســبة للمغــرب‪ ،‬فانطال ًقــا مــن أحـ ِ‬
‫يضبــط الحــقّ فــي تأســيس الجمعيــات‪ ،‬كمــا تــم تعديلــه وتتميمــه بقوانيــن ‪ 10‬أبريــل ‪( 1973‬رقــم ‪ )283-73-1‬و ‪14‬‬
‫يونيــو ‪( 1994‬رقــم ‪ )39-34‬و‪ 23‬يوليــوز ‪( 2002‬رقــم ‪ )00-75‬و‪ 18‬فبرايــر ‪( 2009‬رقــم ‪ ،68 )09-07‬فــإنّ نظــام‬
‫تأســيس الجمع ّيــات هــو نظــام ذو طبيعــة تصريح ّيــة‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ القوانيــن المغربيــة تحتــرم المبــدأ األول المشــار‬
‫إليْــه أعــاه‪.‬‬
‫الظهيــر الشــريف الصــادر ســنة ‪ 1958‬يتع ّيــن علــى الســلطات اإلداريــة المحل ّيــة‪ ،‬بمج ـ ّرد‬ ‫فبموجــب الفصــل‪ 5‬مــن ّ‬
‫«وصــا مؤقتــا مختومــا ومؤرخــا فــي الحــال»‪ .‬وبذلــك‬ ‫توصلهــا بتصريــح مــن أجــل تأســيس جمع ّيــة‪ ،‬أ ْن تسـلّم عنــه ْ‬ ‫ّ‬
‫تكــون الجمعيــة فــي وضعيــة قانون ّيــة ويحــقّ لهــا أ ْن «تترافــع أمــام المحاكــم‪ ،‬وأن تقتنــي بعــوض وأ ْن تتملّــك وتتصـ ّرف‬
‫ـاص ‪( »....‬الفصــل ‪.)6‬‬
‫فــي اإلعانــات العموم ّيــة‪ ،‬وواجبــات انخــراط األعضــاء‪ ،‬وإعانــات القطــاع الخـ ّ‬
‫ويؤكــد االجتهــاد القضائـ ّـي المغربـ ّـي هــذا التأويــل‪« .‬تقــوم المحاكــم اإلداريــة بشــكل تلقائــي‪ ،‬بســبب الشــطط فــي‬
‫اســتعمال الســلطة‪ ،‬بإلغــاء ك ّل قــرار للســلطة اإلداريــة يتجــاوز تل ّقــي التّصريــح بتأســيس الجمع ّيــة‪ .‬كمــا أنّ رفــض‬
‫فضـ ًـا عــن ذلــك‪ ،‬ك ـ ّرس‬ ‫اإلداري قــرا ًرا مشــو ًبا بعيْــب عــدم ّ‬
‫الشــرع ّية»‪ْ .69‬‬ ‫ّ‬ ‫تســليم الوصــل المؤقــت يعتبــره القضــاء‬
‫اإلداري دور الســلطة القضائ ّيــة بوصفهــا الســلطة الوحيــدة التــي لهــا صالحيــة تقريــر توقيــف أو حــلّ‬ ‫ّ‬ ‫القضــاء‬
‫‪70‬‬
‫جمع ّيــة‪.‬‬
‫ـيس أو تعديــل هيــاكل الجمعيــات يواجهــان ك ّل ي ـ ْو ٍم عــد ًدا مــن القيــود‪ .‬وهــي ته ـ ّم بالخصــوص‬ ‫َو َم ـ َع ذلــك‪ ،‬فــإنّ تأسـ َ‬
‫ّ‬
‫للوصــل المؤقــت أ ْو رفــض تســليم الوصــل النهائـ ّـي (وينبغــي مــن الناحيــة‬ ‫ْ‬ ‫ـوري‬
‫محتــوى الملــف اإلداري والتســليم الفـ ّ‬
‫ـف التّصريــح‪ ،‬وفقــا للفصــل ‪ 5‬مــن ظهيــر ‪.)1958‬‬ ‫القانون ّيــة ّأل يتجــاو َز هــذا التســليم ‪ 60‬يومــا بعــد إيــداع ملـ ّ‬

‫وعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬تب ّيــن دراســة‪ 71‬أجرتْهــا فــي ‪ 2012‬اللجنــة الجهويــة لحقــوق اإلنْســان بجهــة بنــي مــال‪-‬‬
‫الســلطات اإلدار ّيــة علــى‬‫خريبكــة‪ ،‬أنّ أكثــر مــن أربــع حــاالت مــن بيــن عشــرة (‪ 43.97‬فــي المائــة)‪ ،‬فرضــت فيهــا ّ‬
‫ـص عليهــا الفصــل ‪ 5‬مـ ْن ظهيــر ‪ 1958‬الــذي يحـ ّدد إجــراءات التّصريــح‪ .‬كمــا أنّ تقديــم‬ ‫الجمعيــات تقديــم وثائــق ال ينـ ّ‬
‫الســلطات اإلداريــة تفرضــه علــى ال ّرغــم مــن إلغائــه فــي‬
‫المؤسســين مــا فتئــت ّ‬
‫ِّ‬ ‫نســخة مــن الســجل العدلـ ّـي لألعضــاء‬
‫ـب مــن الجمعيــات باســتمرار وثائــق إضافيــة كالنظــام الداخلــي أو شــهادة حســن‬ ‫فبرايــر ‪ .2009‬وأخيـ ًرا‪ ،‬فإنــه يُطلـ ُ‬
‫الســوابق العدل ّيــة‪.‬‬
‫الســيرة الســلوك والخلـ ّو مــن ّ‬‫ّ‬
‫الســائدة‪ ،‬التأخّ ــر فــي تســليم الوصــل المؤقــت الــذي ينبغــي أ ْن مؤ ّرخــا ومختومــا‬
‫ومــن بيــن الممارســات األخــرى ّ‬
‫بمج ـ ّرد إيــداع التّصريــح (كمــا ت ّمــت اإلشــارة إلــى ذلــك مــن قبــل)‪.‬‬

‫‪ - 68‬تشــير عبــارة «ظهيــر ‪ ،»1958‬يف هــذا التقريــر‪ ،‬إلــى ال ّنــص القانونــي املعمــول بــه كمــا ّ‬
‫مت تعديبــه وتتميمــه بقوانــن ‪ 1973‬و‪ 1994‬و‪2002‬‬
‫و‪.2009‬‬
‫‪ - 69‬املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪ .‬حرية اجلمعيات باملغرب‪ ،‬مذكرة مرفوعة إلى رئيس احلكومة يف نونبر ‪.2915‬‬
‫‪ - 70‬نفسه‪.‬‬
‫‪ - 71‬ركــزت الدراســة علــى عينــة تتكــون مــن ‪ 300‬جمعيــة موزعــة علــى األقاليــم السـتّة التــي تغطيهــا اللجنــة اجلهويــة حلقــوق اإلنســان بجهــة‬
‫بنــي مــال‪ -‬خريبكــة‬

‫‪38‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ـص «الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي واألدوار الدســتورية‬ ‫المنجــزة‪َ ،‬خلُـ َ‬
‫َ‬ ‫علــى إثــر ال ُم َشــاورات واألشــغال‬
‫الجديــدة» إلــى عــدم مالءمــة البيئــة القانون ّيــة والتنظيميــة فــي كثيــر مــن جوانبهــا للحريــة المطلوبــة فــي العمــل‬
‫ـوي‪ .‬كمــا أبــر َز الحــوار وجــود عائقيْــن آخريْــن أمــا َم حريــة الجمعيــات واســتقالليتها‪( :‬أ) ممارســات الســلطات‬
‫الجمعـ ّ‬
‫الصعيــد المحلــي؛ (ب) نقــص ال َمـ َوارد والقــدرات لــدى العديــدِ‬
‫العموم ّيــة والمنتخبيــن الجماع ّييــن‪ ،‬وال سـ ّيما علــى ّ‬
‫الحكامــة‪.‬‬
‫مــن الج ْمعيــات وضعــف َ‬
‫وبناء عليه‪ ،‬أع ّد الحوا ُر مشرو َع قانون يتعلّق بالحياة الج ْمعو ّية تتجلّى أهدافه فيما يلي‪:‬‬
‫الجمعوي واستقالليته؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬ترسيخ مبادئ وقواعد وأحكام حريات العمل‬
‫‪- -‬تعزيز شفافية وحكامة وديمقراطية الجمعيات؛‬
‫‪- -‬ضمان المساواة وتكافؤ الفرص في الوصول إلى الموارد والمعلومات؛‬
‫‪- -‬تحديد مفهوم شامل للشراكة بين الدولة والجمعيات؛‬
‫‪72‬‬
‫المؤسساتي وللتكوين وبناء القدرات لفائدة الجمعيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ - -‬اعتماد سياسة عمومية لل ّدعم‬

‫وبالمثــل‪ ،‬فــإنّ «دينام ّيــة إعــان الربــاط» تــرى أنّ النصــوص القانونيــة والتنظيميــة المتعلقــة بالجمعيــات‪ ،‬ومنْهــا‬
‫ـروري إعــادة النّظــر فيهــا ومراجعتهــا‬
‫الضـ ّ‬ ‫وجــه الخصــوص ظهيــر ‪ ،1958‬هــي نصــوص «متجــا َوزة»‪ ،‬وأنــه مــن ّ‬ ‫علــى ْ‬
‫فــي ضـ ْوء األطــر المرجع ّيــة الدول ّيــة المعمــول بهــا وفــي ضــوء أحــكام الدســتور‪ .73‬وبالتّالــي‪ ،‬فــإنّ القانــون الجديــد‬
‫المتعلــق بالجمع ّيــات ينبغــي أن يســتند بالخصــوص إلــى المبــادئ التاليــة‪:‬‬
‫‪- -‬ال ي ْمكن إخضاع الجمعيات إال لمراقبة وزارة العدل؛‬
‫‪- -‬إلغاء نظام الترخيصيْن؛‬
‫مسطرة ّ‬
‫الطعن للجمع ّيات المعن ّية؛‬ ‫‪- -‬تبرير وتقنين حاالت الرفض من خالل ضمان حقّ اللجوء إلى ْ‬
‫‪- -‬ضمان حقّها في الترافع أمام المحاكم؛‬
‫مدني؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬ضمان حقّ أعضاء الجمعيات في الترافع عن اآلخرين وتنصيب أنفسهم كط َرف‬
‫‪- -‬ضمان حقّ الجمعيات في المساهمة في الحياة العامة وإعداد السياسات العموم ّية وتت ّبعها وتقييمها؛‬
‫‪- -‬التأكيد على حق الجمعيات في الولوج إلى المعلومة؛‬
‫‪- -‬إلغاء العقوبات الجنائ ّية والغرامات الباهظة؛‬
‫‪74‬‬
‫‪- -‬تعزيز التمثيلية المتساوية بين الرجال والنساء في الهياكل الجمعوية‪.‬‬
‫ّ‬
‫المنظــم للجمع ّيــات‪ ،‬يتجلّــى‬ ‫إصالحــا لإلطــار القانونـ ّـي‬
‫ً‬ ‫ومــن جهتــه‪ ،‬فــإنّ المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان يقتــرح‬
‫ـوي» ‪ .‬وينبغــي أ ْن يعم ـ َل هــذا‬
‫‪75‬‬
‫هدفــه األساسـ ّـي فــي «تعزيــز ضمــان حريــة الجمعيــات واســتقالل ّية النّســيج الجمعـ ّ‬
‫ومؤسســات ّية لسلســلة مــن اإلشــكاليات األساســية حتّــى يســتعيد منطــق‬ ‫ّ‬ ‫«تقديــم حلــول قانونيــة‬
‫ِ‬ ‫اإلصــاح علــى‬
‫ْ‬
‫التصريحــي لإلطــار القانونــي المنظــم للجمعيــات‪ .‬ومــن بيــن التعديــات المقترحــة مــن قبــل‬‫ّ‬ ‫الحر ّيــة والمنطــق‬
‫المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‪:‬‬
‫‪ - 72‬نفسه‪.‬‬
‫‪ - 73‬دينامية إعالن الرباط‪ ،‬حصيلة احلوار املدني غير احلكومي للجمعيات الدميقراطية (‪.)2013‬‬
‫‪ - 74‬دينامية إعالن الرباط‪ ،‬حصيلة احلوار املدني غير احلكومي للجمعيات الدميقراطية (‪.)2013‬‬
‫‪ - 75‬املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪ ،‬احلرية اجلمعوية يف املغرب‪ ،‬مذكرة موجهة إلى رئيس احلكومة‪ ،‬نونبر ‪.2015‬‬

‫‪39‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪- -‬إيداع التصريح بتأسيس الجمعيات أو تجديد أجهزتها المس ّي َرة إلكترون ّيا؛‬
‫ٍ‬
‫بغرامات‪.‬‬ ‫‪ - -‬استبدال العقوبات السالبة للحرية المنصوص عليها في ظهير ‪1958‬‬

‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬تتجلّــى أحــد العوائــق الكبيــرة التــي ُ‬


‫تحــول دو َن ال ُم َما َر َســة الفعل ّيــة لحــقّ تأســيس الجمع ّيــات فــي‬
‫اســتغالل الفضــاءات ومقــرات المؤسســات العموم ّيــة‪ .‬مــع ذلــك‪ ،‬واســتنا ًدا إلــى ال َم ْرجع ّيــات الدوليــة فــي مجــال‬
‫ألغــت فــي ‪2014‬‬
‫ْ‬ ‫ح ّر ّيــة االجتمــاع وتكويــن الجمعيــات والفصــل ‪ 29‬مــن الدســتور‪ ،‬كانــت المحكمــة اإلداريــة قــد‬
‫‪76‬‬
‫القــرار الــذي يمنــع اســتعمال المكتبــة الوطنيــة للمملكــة المغربيــة مــن طــرف إحــدى الج ْمعيــات المغربيــة‪.‬‬

‫يُع ّد الحقّ في تكوين جمع ّية أحد حقوق اإلنسان األساس ّية‪.‬‬

‫غيــر أنّ حريــة تكويــن الجمعيــات تصطــدم فــي الواقــع بعــدد مــن الممارســات اإلداريــة التــي التلتــزم بتطبيــق المقتضيــات‬
‫القانونيــة فــي بعــض االحيــان ‪ .‬ذلــك أنَّ تأســيس أو تعديــل جمعيــة مــا يمكــن أن يواجــه عــددا مــن التقييــدات‪ :‬عــدم التســليم‬
‫ـوري للوصــل المؤ ّقــت (كمــا ينـ ّ‬
‫ـص علــى ذلــك القانــون)؛ رفــض تســليم الوصــل النهائـ ّـي؛ طلــب وثائــق إضاف ّيــة‪ ،‬بمــا فيهــا‬ ‫الفـ ّ‬
‫المؤسســين‪ ،‬والتــي ألغيــت مــع ذلــك ســنة ‪...2009‬‬
‫ّ‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫لألعض‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫العدل‬ ‫ـوابق‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫شــهادة‬

‫ـريعي لكــي يتــا َء َم مــع المبــادئ ‪ 11‬التوجيه ّيــة حــول حريــة الجمع ّيــات‪ ،1‬وال ســيما‬
‫ينبغــي أن يعــاد النّظــر فــي اإلطــار التشـ ّ‬
‫قرينــة قانونيــة التأســيس وأهــداف وأنشــطة الجمعيــات‬

‫ـك باســم «لجنــة‬ ‫فــي ســنة ‪ ،2014‬ح ـ ّددت ك ّل مــن اللجنــة األوروب ّيــة مــن أجــل الديمقراطيــة عبــر القانــون (المعروفــة كذلـ َ‬
‫البندقيــة») ومكتــب المؤسســات الديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان التابــع لمنظمــة األمــن والتعــاون فــي أوروبــا‪ 11‬مبــدأ توجيه ّيــا‬
‫حــول ح ّر ّيــة الجمعيــات‪ ،2‬منهــا قرينــة قانونيــة التأســيس وأهــداف وأنشــطة الجمعيــات‪.‬‬

‫ـيس الجمعيــات ذا طبيعــة تصريح ّيــة‪ ،‬وهــو مــا تؤ ّكــده‬


‫حســب األمانــة العامــة للحكومــة‪ ،‬يُعتبــر النظــام المغربــي المتعلّــق بتأسـ ِ‬
‫القضائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االجتهــاد‬

‫شاركية‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬آليات الديمقراطية التّ‬
‫‪ .1.2‬مبادئ عامة‬
‫مــن بيــن المســتج ّدات الها ّمــة التــي جــاء بهــا دســتور ‪ 2011‬والكفيلــة بــأن تؤ ّثــر بشــكل كبيــر علــى الحيــاة الجمعو ّيــة‪،‬‬
‫هــو التّأكيــد علــى الديمقراطيــة التّشــارك ّية‪ ،‬وال سـ ّيما مــن خــال‪:‬‬
‫والســلطات العموم ّيــة‪ ،‬وكــذا فــي‬
‫المؤسســات المنتخبَــة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬مســاهمة الجمعيــات فــي إعــداد قــرارات ومشــاريع لــدى‬
‫تفعيلهــا وتقييمهــا (الفصــل ‪ )12‬وإحــداث هيئــات للتشــاور لهــذه الغايــة (الفصــل ‪)13‬؛‬
‫‪- -‬تمكيــن المواطنــات والمواطنيــن مــن حــقّ تقديــم اقتراحــات فــي مجــال التشــريع (الفصــل ‪ )14‬وتقديــم عرائــض‬
‫الســلطات العموم ّيــة (الفصــل ‪)15‬؛‬
‫إلــى ّ‬
‫‪- -‬إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور على صعيد مجالس الجهات والمجالس التراب ّية (الفصل ‪.)139‬‬
‫ومــن أجــل تفعيــل هــذه األحــكام الجديــدة‪ ،‬اقتــرح «الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي واألدوار الدســتورية‬
‫الجديــدة» اعتمــا َد ميثــاق للديمقراطيــة التشــاركية‪.77‬‬
‫‪ - 76‬املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪ ،‬احلرية اجلمعوية يف املغرب‪ ،‬مذكرة موجهة إلى رئيس احلكومة‪ ،‬نونبر ‪.2015‬‬
‫‪ - 77‬احلوار الوطني حول املجتمع املدني واألدوار الدستورية اجلديدة‪ .‬مخرجات احلوار املدني املتعلق باحلياة اجلمعو ّية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ويُع ـ ّد هــذا الميثــاق بمثابــة «التــزام لــه طبيعــة تعاقد ّيــة وأخالق ّيــة وقيم ّيــة»‪ .‬كمــا يح ـ ّدد للديمقراطيــة التشــاركية‬
‫المتوخّ ــاة أربــع غايــات أساسـ ّية هــي‪ )1( :‬المشــاركة المدنيــة عبــر التأثيــر فــي صناعــة القــرار العمومــي؛ (‪ )2‬تحقيــق‬
‫الشــفافية؛ (‪ )3‬تفعيــل المســاءلة المدنيــة؛ (‪ )4‬تكريــس الحكامــة الجيــدة فــي تدبيــر ّ‬
‫الشــأن العــا ّم‪.‬‬
‫ث ّم إ ّنه يح ّدد للفاعلين المدن ّيين والفاعلين العموم ّيين األدوار وااللتزامات التالية‪:‬‬

‫الفاعلون العموميون‬ ‫الفاعلون المدن ّيون‬


‫َ‬
‫المخاطب‬ ‫¦إحداث آلية تنسيق غير ممر َكزَة تكون هي‬ ‫¦ال ّدفاع والتّرافع من خالل االقتراحات والعرائض‬
‫الرئيسي للفاعلين الجمعو ّيين‪.‬‬ ‫للمساهمة في حل المشاكل وإصالح األضرار وتبليغ‬
‫مبسطة وشفافة قصد تشجيع‬ ‫ّ‬ ‫¦ اعتماد إجراءات‬ ‫الصادرة عن مرتفقي المرافق العموم ّية وجميع‬ ‫الشكاوى ّ‬ ‫ّ‬
‫المشاركة المدنية والولوج إلى المعلومة‪.‬‬ ‫المواطنين‪.‬‬
‫¦تخصيص الموارد الالزمة من أجل مشا َر َكة مدنية ِ‬
‫فاعلة‬ ‫¦الوساطة وتحسيس السلطات العموم ّية والمجالس‬
‫ضريبي مالئم للعمل التطوعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫( بما فيها توفير نظام‬ ‫المنتخَ بة‪.‬‬
‫¦تدبير شفاف للشراكات‪ :‬نشر المعلومات‪ ،‬معالجة‬ ‫المؤسسات العموم ّية عن طريق الخبرة‬ ‫ّ‬ ‫¦التعاون مع‬
‫المقت َرحات بك ّل شفافية وإعالن النتائج‪.‬‬ ‫الميدانية وتقديم الرأي‪.‬‬
‫¦اعتماد مقا َربَة تقوم على التمييز اإليجابي‪.‬‬ ‫¦تجديد واقتراح مقاربات وحلول وممارسات جديدة‪.‬‬
‫¦تعميم ونشر ثقافة وتطوير الشعور المدني‪.‬‬ ‫¦تقديم خدمات بديلة للق ْرب‪.‬‬
‫¦الدراسات والبحث المتعلق بالمجتمع المدني‪.‬‬ ‫¦النهوض بقدرات العاملين في الجمع ّيات وضمان‬
‫¦تكوين الشباب في مجال المهن الجمعوية‪.‬‬ ‫حقوقهم االجتماع ّية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬احلوار الوطني حول املجتمع املدني واألدوار الدستورية اجلديدة‪.‬‬

‫العمومية‬
‫ّ‬ ‫‪ .2.2‬االستشارة‬
‫الوطنــي حــ ْول المجتمــع المدنــي واألدوار الدســتورية الجديــدة أنّ االستشــا َرة العموم ّيــة تشــ ّكل‬ ‫ّ‬ ‫يعتبــر الحــوا ُر‬
‫وضــع قانــون‪ -‬إطــار مــن شــأنه أن‬‫«مرتكــزا مــن مرتكــزات مسلســل الديمقراطيــة التّشــارك ّية»‪ .‬ولذلــك‪ ،‬فإ ّنــه يقتــرح ْ‬
‫وينظــم المشــاورات العموم ّيــة علــى المســتويين الوطنــي والمحلــي‪.78‬‬ ‫ّ‬ ‫يوفــر الضمانــات الضرور ّيــة لتنفيذهــا‪،‬‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬في تحديد خصائص االستشارة العموم ّية التي ينْبغي أ ْن‪:‬‬
‫وتك ُم ُن مه ّمة هذا القانون‪ ،‬على ْ‬
‫‪- -‬ت َْشــ َمل َّ‬
‫أي مشــروع يكتســي صبْغــة عموم ّيــة‪ ،‬أويكــون لــه تأثيــر علــى حيــاة وحقــوق المواطنيــن فــي جميــع‬
‫مراحلهــا؛‬
‫والجهوي والوطني؛‬
‫ّ‬ ‫الصعيد المحلي‬
‫الخاص‪ ،‬على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬تشم َل مختلف الفاعلين‪ ،‬بما في ذلك القطاع‬
‫‪- -‬يتـ ّم إعــداده مــن طــرف الســلطات العموم ّيــة مــن خــال هيئــة للتشــاور‪ ،‬طب ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 13‬مــن الدســتور‪،‬‬
‫بكيف ّيــة شــفافة وضمــان تمثيل ّيــة متوازنــة للفاعليــن المعن ّييــن والحــقّ فــي المعلومــة؛‬
‫‪ْ --‬‬
‫يشرك بالضرورة جهة رسمية بصفتها ضامنة لتنفيذه وضامنة ل ُمخرجاته‪.‬‬

‫‪ - 78‬احلوار الوطني حول املجتمع املدني واألدوار الدستورية اجلديدة‪ .‬مخرجات احلوار الوطني املتعلقة باحلياة اجلمعوية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫مجال التّ ْش ريع‬


‫ِ‬ ‫والملتمسات في‬
‫‪ . 3.2‬تقديم العرائض ُ‬
‫على الصعيد الوطني‬

‫ال تملــك الج ْمعِ يــات الحــقّ فــي تقديــم العرائــض علــى ّ‬
‫الصعيــد الوطنــي‪ ،‬وال الحــقّ فــي تقديــم ال ُملتمســات فــي‬
‫وحدهــم‪ ،‬مثلهــم فــي ذلـ َ‬
‫ـك مثــل جميــع ال ُمواطنيــن‪َ ،‬مــن‬ ‫مجــال التشــريع‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ أعضــاء هــذه الج ْمعيــات ْ‬
‫يملــك هــذا الحــقّ ‪.‬‬
‫وباإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬فــإنّ القانونيــن التنظيميــن رقــم ‪ 44-14‬و‪ ، 64-14‬المتعلّقيــن‪ ،‬علــى التوالــي‪ ،‬بتقديم العرائض‬
‫والملتمســات فــي مجــال التشــريع‪ ،‬لـ ْم يســتجيبا النتظــارات الجمعيــات ولــم يأخــذا فــي االعتبــار المقترحــات التــي‬
‫الشــأن‪ .‬وحســب «ديناميــة إعــان الربــاط‪ ،‬فــإنّ هذيْــن القانونيْــن يُخضعــان المجتمــع المدنــي‬‫تـ ّم تقديمهــا فــي هــذا ّ‬
‫‪79‬‬
‫«إلجــراءات معقــدة إلــى درجــة الحـ ّد مــن هامــش عملهــا‪.‬‬
‫ـس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬تــم إبــراز االختالفات الموجــودة بين توصيات‬
‫وخــال جلســة اإلنصــات بالمجلـ ِ‬
‫الحــوار الوطنــي وأحــكام القانونيْــن التنظيم ّييــن المتعلّقيــن بتقديم العرائض والملتمســات في مجال التشــريع‪:‬‬
‫المــس ب»ثوابــت ال ّدولــة» والدســتور‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬اقتــرح الحــوار الوطنــي أال يتــ ّم رفــض تلقــي العريضــة ّإل فــي حالــة‬
‫والمعاهــدات الدوليــة التــي صــادق عليهــا المغــرب‪ ،‬فــي حيــن أن القانــون يســتثني كل مــا يهــ ّم «القضايــا‬
‫ـص مــن قبــل اللجــان النيابيــة لتقصــي الحقائــق»‪،‬‬
‫المعروضــة أمــام القضــاء» و»الوقائــع التــي تكــون موضــوع تقـ ٍّ‬
‫ممــا يجعــل المســألة ذات طبيعــة «نقابيــة أو حزب ّيــة ض ّيقــة»؛‬
‫حصــر عــدد اللجنــة المو ّقعــة علــى تقديــم العريضــة‪ ،‬وال علــى‬
‫‪- -‬ال يتفــق الحــوار الوطنــي م ـ َع التّنصيــص علــى ْ‬
‫ضــرورة أ ْن يكونــوا متمتّعيــن بحقوقهــم المدن ّيــة والسياســية؛‬
‫‪- -‬أوصــى الحــوار باعتمــاد التوقيــع اإللكترونــي لتســهيل مشــاركة المغاربــة المقيميــن بالخــارج (فــي حيــن يفــرض‬
‫ووضــع آليــات ماليــة تحفيزيــة‪.‬‬
‫القانــون تقديــم نســخة مــن البطاقــة الوطن ّيــة) ْ‬
‫ّصيْــن‪ ،‬وال سـ ّيما عــن طريــق‬ ‫ّ‬
‫المنظمــة المغرب ّيــة لحقــوق اإلنســان إلــى ت ْعدِ يــلِ هذيْــن الن ّ‬ ‫وفــي االتجــاه نفســه‪َ ،‬د َعــت‬
‫المقترحــات التاليــة‪:‬‬
‫المســطرية للممارســة وحــذف كل مــا مــن شــأنه أن يشــكل قيــودا علــى الممارســة الســهلة‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬تيســير الشــروط‬
‫والواســعة للحــق فــي تقديــم العرائــض والحــق فــي تقديــم الملتمســات التشــريعية وإحــداث مواقــع إلكترونيــة‬
‫لنشــر الملتمســات والعرائــض؛‬
‫‪2.2‬توضيــح وتدقيــق االســتثناءات لممارســة الحــق فــي تقديــم العرائــض والحــق فــي تقديــم الملتمســات‪ ،‬وذلــك‬
‫للح ـ ّد مــن أ ّيــة ســلطة تقديريــة؛‬
‫‪3.3‬تعليل قرارات الرفض‪ ،‬مع السماح في هذه الحالة بإمكانية الطعن أمام القضاء المختص؛‬
‫‪4.4‬توسيع مفهوم السلطات العمومية لتشمل الجماعات الترابية؛‬
‫‪5.5‬الســماح للمهاجــرات والمهاجريــن والالجئــات والالجئيــن المقيميــن بصفــة قانونيــة فــي المغــرب بالتمتــع‬
‫‪80‬‬
‫بهــذا الحــقّ ‪.‬‬
‫‪ - 79‬بالغ دينامية إعالن الرباط (‪ 13‬دجنبر ‪.)2015‬‬
‫‪ - 80‬تصريح صحايف للمنظمة املغربية حلقوق اإلنسان (‪ 6‬يناير ‪.)2016‬‬

‫‪42‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ســجل بــدوره ضــرورة تبســيط شــروط ممارســة حــقّ تقديــم‬ ‫ّ‬ ‫وأخيــ ًرا‪ ،‬فــإنّ المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‬
‫الملتمســات والعرائــض‪ ،‬وذلــك فــي إطــار تحقيــق التكامــل بيــن الديمقراط ّيــة التّمثيل ّيــة وال ّديمقراطيــة التّشــارك ّية‪.‬‬
‫وقــد توخّ ــت مقت َرحــات المجلــس تعديــل القانونيــن التنظيمييــن المذكوريْــن مـ ْن أجــل‪ :‬تقليــص وتدقيــق أســباب عــدم‬
‫ضمــان دعــم‬ ‫قبــول الملتمســات والعرائــض وتبســيط شــروط التقديــم وتقليــص عــدد البنْيَــات الحامِ لَــة للع َرائــض َو َ‬
‫الفاعليــن الذيــن يعملــون فــي إطــار هذيــن الشــكلين مــن أشــكال الديمقراطيــة التشــاركية ‪.81‬‬
‫على الصعيد التّ رابي‬
‫مــن حــقّ الجمعيــات‪ ،‬علــى الصعيــد الترابــي‪« ،‬تقديــم َع َرائــض‪ ،‬الهــدف منهــا مطالبــة المجلــس [مجلــس الجماعــة‬
‫الترابيــة] بــإدراج نقطــة تدخــل فــي اختصاصــه ض ْمــن جــدول أعمالــه‪( ».‬الفصــل ‪ 139‬مــن ال ّدســتور)‪.‬‬
‫ويتع ّين على الجمعيات التي تق ّدم العرائض استيفاء الشروط التالية‪:‬‬
‫ومؤس َســة بالمغــرب طبقــا للتشــريع الجــاري بــه العمــل لمــدة تزيــد علــى ثــاث‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬أ ْن تكــون الجمعيــة معترفــا بهــا‬
‫ســنوات‪ ،‬وتعمــل طبقــا للمبــادئ الديمقراطيــة وألنظمتهــا األساســية؛‬
‫‪ - -‬أ ْن تكون في وضعية سليمة إزاء القوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛‬
‫‪- -‬أ ْن يكون مقرها أو أحد فروعها واقعا بتراب الجهة المعنية بالعريضة؛‬
‫‪82‬‬
‫‪ - -‬أ ْن يكون نشاطها مرتبطا بموضوع العريضة‪.‬‬

‫‪ .4.2‬الحوار والتشاور على الصعيد الترابي‬


‫طب ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 139‬مــن الدســتور‪ ،‬يتع ّيــن علــى مجالــس الجهــات‪ ،‬والجماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬أ ْن تض ـ َع‬
‫«آليــات تشــاركية للحــوار والتشــاور‪ ،‬لتيســير مســاهمة المواطنــات والمواطنيــن والجمعيــات فــي إعــداد برامــج‬
‫التنميــة وتتبعهــا»‪ .‬وفــي مجــال المســاواة وتكافــؤ الفــرص ومقاربــة النــوع‪ ،‬تـ ّم علــى صعيــد ك ّل جماعــة تراب ّيــة إحــداث‬
‫‪83‬‬
‫هيئــة استشــار ّية بشــراكة مــع ف ّعاليــات المجتمــع المدنـ ّـي‪.‬‬
‫وعــوض تحديــد المبــادئ العامــة الواجــب احترامهــا‪ ،‬اختــار المشـ ِّرع أن يتــرك كيف ّيــات تطبيــق هــذه اآلليــات للســلطة‬
‫التقدير ّيــة لــك ّل جماعــة تراب ّيــة علــى حــدة‪ ،‬والتــي يجــب أ ْن تتض ّمنهــا قوانينهــا ال ّداخل ّيــة‪ .84‬وبالتالــي‪ ،‬مــن شــأن ذلــك‬
‫أن تتر ّتــب عليــه وجــود فــوارق كبيــرة بيــن الجماعــات الترابيــة ويــؤ ّدي إلــى تبايُــن أشــكال ال ّديمقراطيــة التّشــارك ّية‬
‫الصعيــد الوطنـ ّـي‪.‬‬
‫علــى ّ‬

‫‪ - 81‬رأي املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان بخصــوص مشــروعي القانونــن التنظيميــن املتعلقــن مبمارســة احلــق يف تقــدمي امللتمســات يف‬
‫مجــال التشــريع و ممارســة احلــق يف تقــدمي العرائــض إلــى الســلطات العموميــة‪.‬‬
‫‪ - 82‬املــادة ‪ 121‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 14-111‬املتعلــق باجلهــات‪ ،‬املــادة ‪ 115‬مــن القانــون التنظيمــي ‪ 14-112‬املتعلــق بالعمــاالت‬
‫واألقاليــم‪ ،‬املــادة ‪ 12‬مــن القانــون ‪ 14-113‬املتعلــق باجلماعــات الترابيــة‪.‬‬
‫‪ - 83‬املــادة ‪ 117‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 14-111‬املتعلــق باجلهــات‪ ،‬املــادة ‪ 111‬مــن القانــون التنظيمــي ‪ 14-112‬املتعلــق بالعمــاالت واألقاليــم‪،‬‬
‫املــادة ‪ 120‬مــن القانــون ‪ 14-113‬املتعلــق باجلماعــات الترابية‪.‬‬
‫‪ - 84‬املــادة ‪ 116‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 14-111‬املتعلــق باجلهــات‪ ،‬املــادة ‪ 110‬مــن القانــون التنظيمــي ‪ 13-112‬املتعلــق بالعمــاالت‬
‫واألقاليــم‪ ،‬املــادة ‪ 119‬مــن القانــون ‪ 14-113‬املتعلــق باجلماعــات الترابيــة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الفصــل ‪ 12‬مــن ال ّدســتور علــى أه ّم ّيــة الفاعليــن العموييــن فــي ال ّديمقراط ّيــة التشــارك ّية‪ ،‬الجمعيــات المهت ّمــة بقضايــا‬
‫ْ‬ ‫ـص‬
‫ينـ ّ‬
‫ـاص‬‫الشــأن العــا ّم‪ ،‬بــدون تحديــد للخاصيــات التــي تتميزبهــا‪ .‬مــع ذلــك يمكــن تحديــد الشــأن العــا ّم فــي مقابــل الشــأن الخـ ّ‬
‫(المصلحــة الشــخص ّية)‪ ،‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ الجمعيــات المهت ّمــة بالشــأن العــام هــي تلــك التــي ال تقتصــر فقــط علــى الدفــاع‬
‫الخاصــة ألعضائهــا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عـ ْن المصالــح‬

‫كمــا أنّ الجمعيــات ال تملــك حــقّ تقديــم العرائــض علــى المســتوى الوطنــي‪ ،‬وال حــقّ تقديــم الملتمســات فــي مجــال التّشــريع‪،‬‬
‫ـردي علــى غــرار جميــع المواطنيــن‪ .‬وعلــى المســتوى التّرابــي‪ ،‬مــن حــقّ الجمعيــات «تقديــم‬
‫باســتثناء أعضائهــا بشــكل فـ ّ‬
‫عرائــض‪ ،‬الهــدف منهــا مطالبــة المجلــس [مجلــس الجماعــة الترابيــة] بــإدراج نقطــة تدخــل فــي اختصاصــه ضمــن جــدول‬
‫أعمالــه)‪.‬‬

‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬فــإنّ القانونيــن التنظيميــن رقــم ‪ 44-14‬و‪ ، 64-14‬المتعلّقيــن‪ ،‬علــى التوالــي‪ ،‬بتقديــم العرائــض‬
‫والملتمســات فــي مجــال التشــريع‪ ،‬ل ـ ْم يســتجيبا النتظــارات الجمعيــات ولــم يأخــذا فــي االعتبــار المقترحــات التــي ت ـ ّم‬
‫الشــأن مــن طرف»ديناميــة إعــان الربــاط» والحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي والمؤسســات‬ ‫تقديمهــا فــي هــذا ّ‬
‫الدســتورية الجديــدة‪.‬‬

‫وطب ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 139‬مــن الدســتور‪ ،‬يتع ّيــن علــى مجالــس الجهــات‪ ،‬والجماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬أ ْن تضـ َع «آليــات‬
‫تشــاركية للحــوار والتشــاور‪ ،‬لتيســير مســاهمة المواطنــات والمواطنيــن والجمعيــات فــي إعــداد برامــج التنميــة وتتبعهــا»‪.‬‬

‫للســلطة‬
‫ـرك المش ـ ّر ُع كيف ّيــات تطبيــق هــذه اآلليــات ّ‬ ‫ـص القوانيــن التنظيم ّيــة المتعلّقــة بالجماعــات الترابيــة‪ ،‬تـ َ‬ ‫وفيمــا يخـ ّ‬
‫التقدير ّيــة لــك ّل جماعــة تراب ّيــة علــى حــدة‪ ،‬والتــي يجــب أ ْن تتض ّمنهــا قوانينهــا ال ّداخل ّيــة‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬مــن شــأن ذلــك أن تتر ّتــب‬
‫عليــه وجــود تفاوتــات كبيــرة بيــن الجماعــات الترابيــة ويــؤ ّدي إلــى تبايُــن فــي أشــكال ممارســة ال ّديمقراطيــة التّشــارك ّية‬
‫الصعيــد الوطنـ ّـي‪.‬‬
‫علــى ّ‬

‫‪ .5.2‬المجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي‬


‫فــي ســنة ‪ ،1957‬قــام المغــرب بإحــداث مجلســيْن اثنيْــن‪ :‬مجلــس وطنــي للشــباب‪ ،‬الــذي كان يتو ّفــر علــى واليــة‬
‫استشــارية عا ّمــة‪ ،‬ومجلــس وطنــي للرياضــة‪ .‬وفــي ســنة ‪ ،1971‬أحــدث المجلــس الوطنــي للشــباب والرياضــة‬
‫الــذي تقلّصــت واليتــه االستشــار ّية بالمقارنــة مــع الســابق‪ .‬كمــا أحــدث فــي ســنة ‪ 1991‬المجلــس الوطنــي للشــباب‬
‫والمســتقبل‪.‬‬
‫تب ّيــن ال ُمقا َرنــات الدوليــة التــي أنْجزهــا فــي ‪« 2013‬منتــدى بدائــل المغــرب» لفائــدة ديناميــة إعــان الربــاط‪ ،‬والتــي‬
‫ـي عشــرين دولــة‪ ،‬أنّ هنـ َ‬
‫ـاك اختال ًفــا علــى الصعيــد ال ّدولــي‪ 85‬بيــن مجالــس الشــباب والمجالــس الجمعو ّيــة‬ ‫شــملت حوالـ ْ‬
‫أساســا دو َر التنظيــم األخالقــي وتعزيــز القــدرات‪ .86‬أ ّمــا مجالــس‬‫ً‬ ‫وتلعــب‬ ‫جــدا‬ ‫قليلــة‬ ‫األخيــرة‬ ‫هــذه‬ ‫الشــباب‪ ،‬وأنّ‬
‫للشــباب فإ ّنهــا تُســاهم فــي غالبيتهــا فــي ْ‬
‫وضــع السياســات العموم ّيــة المتعلقــة بالشــباب‪ ،‬وتقــوم بتت ّبعهــا وتقييمهــا‪.‬‬
‫وعلــى ال ّرغــم مــن أنّ العديــد مــن الجمعيــات والديناميــات الشــبابية قــد طالبــت فــي مذ ّكراتهــا بخلــق مجلس ـيْن‬
‫ـص ســوى علــى مجلــس واحــد هــو «المجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل‬ ‫منفصليــن للشــباب‪ ،‬فــإنّ ال ّدســتور لــم ينـ ّ‬

‫‪ - 85‬أملانيــا‪ ،‬النمســا‪ ،‬بلجيــكا‪ ،‬البرازيــل‪ ،‬كنــدا (كيبيــك)‪ ،‬كرواتيــا‪ ،‬الدمنــارك‪ ،‬جمهوريــة مقدونيــا‪ ،‬يوغوســافيا ســابقا‪ ،‬فنلنــدا‪ ،‬فرنســا‪ ،‬كينيــا‪،‬‬
‫إيرلنــدا‪ ،‬إيطاليــا‪ ،‬أوغنــدا‪ ،‬هولنــدا‪ ،‬الفلبــن‪ ،‬البرتغــال‪ ،‬اململكــة املتحــدة‪ ،‬روســيا‪ ،‬روانــدا‪ ،‬ســلوفاكيا‪ ،‬الســويد‪ ،‬تنزانيــا‪ ،‬زامبيــا‪.‬‬
‫‪86 - MOUMNI, Nadir, 2013. Pour la mise en place du Conseil Consultatif de la Jeunesse et de l’Action Associative.‬‬
‫‪Forum des Alternatives Maroc‬‬

‫‪44‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الفصــل ‪ 33‬مــن هــذا الدســتور‪ ،‬يُعتبرالمجلس االستشــاري للشــباب‬


‫ْ‬ ‫ـوي» الــذي يجمــع الديناميتيْــن‪ .87‬وبموجــب‬ ‫الجمعـ ّ‬
‫ـوي «هيئــة استشــارية فــي مياديــن حمايــة ّ‬
‫الشــباب والنهــوض بتطويــر الحيــاة الجمعويــة‪ .‬وهــو مكلــف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجمع‬ ‫والعمــل‬
‫واجتماعــي‬
‫ّ‬ ‫بدراســة وتت ّبــع المســائل التــي تهــ ّم هــذه المياديــن‪ ،‬وتقديــم اقتراحــات حــول كل موضــوع اقتصــادي‬
‫ـوي‪ ،‬وتنميــة طاقاتهــم اإلبداعيــة‪ ،‬وتحفيزهــم علــى‬
‫وثقافـ ّـي‪ ،‬يهـ ّم مباشــرة النهــوض بأوضــاع الشــباب والعمــل الجمعـ ّ‬
‫‪88‬‬
‫وح المواطنــة المســؤولة»‪.‬‬
‫االنخــراط فــي الحيــاة الوطنيــة‪ ،‬ب ـ ُر ِ‬
‫ـاري‬
‫وبتاريــخ ‪ 30‬يونيــو ‪ ،2016‬صــادق مجلــس الحكومــة علــى مشــروع القانــون رقم ‪ 15-89‬المتعلق بالمجلس االستشـ ّ‬
‫ـوي‪ ،‬والــذي يحـ ّدد صالحياتــه وكيفيــات تأليفه وتنظيمه وسـيْر عمله‪.‬‬
‫للشــباب والعمــل الجمعـ ّ‬
‫الجمعوي‬
‫ّ‬ ‫وصف مشروع القانون المتعلق بالمجلس االستشاري للشباب والعمل‬
‫يتأ ّلــف المجلــس مــن هيئتيْــن موضوعاتيتيْــن (الهيئــة المكلفــة لقضايــا الشــباب والهيئــة المكلفــة بالعمــل الجمعــوي)‬
‫ومــن لجنتيْــن دائمتيْــن‪.‬‬
‫أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫الجمعوي‬
‫ّ‬ ‫وتتجلّى صالحيات الهيئة المكلفة بالعمل‬
‫الجمعوي؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬وضع منظومة مرجع ّية للعمل‬
‫عوي وتعزيز قدرات العاملين به؛‬
‫النوعي ألداء العمل الج ْم ّ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬التحسين‬
‫وجهِ الخُ ُ‬
‫صوص‪ ،‬بالحكامة الج ّيدة وشفاف ّية التمويل‪.‬‬ ‫الجمعوي يتعلق‪ ،‬على ْ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬إعداد ميثاق ألخالقيات العمل‬
‫عــاوة علــى رئيســه‪ ،‬ســيتك ّون المجلــس مــن أربعــة وعشــرين (‪ )24‬عضــ ًوا يتوزّعــو َن بالتّســاوي علــى الهيئتيْــن‬
‫المذكورتيْــن‪ :‬ثمانيــة (‪ )8‬أعضــاء يع ّينهــم الملــك‪ ،‬وثمانيــة (‪ )8‬أعضــاء يع َّينــون مــن طــرف رئيــس الحكومــة‪ ،‬وأربعــة‬
‫(‪ )4‬مــن طــرف رئيــس مجلــس النــواب‪ ،‬وأربعــة (‪ )4‬مــن طــرف رئيــس مجلــس المستشــارين‪ .‬ويُع َّيــن أعضــاء المجلــس‬
‫لمــ ّدة أربــع ســنوات قابلــة للتجديــد مــ ّرة واحــدة‪ ،‬كمــا تتنافــى العضو ّيــة بالمجلــس مــع العضويــة فــي الهيئــات‬
‫ـص عليهــا الدســتور‪ .89‬وأخي ـ ًرا‪ ،‬فــإنّ رئيــس المجلــس يع َّيــن بظهيــر شــريف‪.‬‬‫والمؤسســات الدســتورية التــي ينـ ّ‬
‫الجمعوي‬
‫ّ‬ ‫مالحظات حول مشروع القانون المتعلق بالمجلس االستشاري للشباب والعمل‬
‫الطابَــع المــزدوج للمجلــس‪ ،‬وبالتّالــي تقتــرح أنــه م ـ َن األنْسـ ِـب أ ْن‬ ‫تق ـ ّدم ديناميــة إعــان الربــاط اعتراضهــا علــى ّ‬
‫مؤسســتين دســتوريتيْن‬ ‫ـص علــى الفصــل بيــن المجلسـيْن‪ ،‬وإحــداث ّ‬ ‫ـون ينـ ّ‬ ‫يســتن َد ال ُم َشـ ِّرع إلــى ال ّدســتور ْ‬
‫لوضــع قانـ ٍ‬
‫الوضــع القانونــي‪« :‬المجلــس الوطنــي للحيــاة الجمعو ّيــة» و»المجلس‬ ‫ْ‬ ‫ـتوري‪ ،‬ولهمــا‬
‫لهمــا نفــس اإلطــار المرجعـ ّـي الدسـ ّ‬
‫‪90‬‬
‫الوطنــي للشــباب»‪ ،‬طبْ ًقــا للفصــول ‪ 12‬و ‪ 13‬و ‪ 33‬و ‪ 170‬مِ ـ َن ال ّدســتور‪.‬‬
‫غيــاب‬
‫ِ‬ ‫كمــا انتقَــ َد بعــض الفاعليــن الج ْمعو ّييــن الطريقــة أحاد ّيــة الجانــب التــي أ ُ ِع َّ‬
‫ــد بهــا مشــروع القانــون‪ ،‬فــي‬
‫استشــارة المنظمــات المعن ّيــة‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪ - 87‬دينامية إعالن الرباط‪ -‬تركيب نهائي‪.‬‬


‫‪ - 88‬الفصل ‪ 170‬من الدستور‪.‬‬
‫ـوي بحالــة التنــايف كل شــخص لــه واليــة‬
‫‪ - 89‬يقصــد مشــروع القانــون رقــم ‪ 89-15‬املتعلــق باملجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل اجلمعـ ّ‬
‫حكوميــة‪ ،‬يف إحــدى غرفتــي البرملــان‪ ،‬أو يف املجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان أو يف املجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي ( أو أ ّيــة‬
‫هيئــة أخــرى يتــم إحداثهــا مبوجــب الدســتور)‬
‫‪ - 90‬دينامية إعالن الرباط‪ -‬تركيب نهائي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ـادات بشــأنِ تأليــف المجلــس االستشــاري للشــباب والحيــاة الجمعو ّيــة‪ ،‬وطريقــة‬ ‫ـت انتقـ ٌ‬ ‫الســياق ِ‬
‫نفســه‪ُ ،‬و ِّج َهـ ْ‬ ‫وفــي ّ‬
‫أي حكــم يتعلّــق ب َ‬
‫ِض َمــان التمثيل ّيــة‪ ،‬كمــا أ ّنــه ال‬ ‫ّ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫يتض‬ ‫ال‬ ‫‪89.15‬‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫رق‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫القان‬ ‫وع‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ْ‬
‫مش‬ ‫أنّ‬ ‫ـك‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫‪.‬‬‫‪91‬‬
‫ـه‬
‫ـ‬ ‫أعضائ‬ ‫تعييــن‬
‫ـض الج ْمعيــات كانــت قـ ْد طالبــت بتخصيــص ‪ 70‬فــي المائــة مــن المقاعــد‬ ‫يُحـدِّد سـ ّـن وال جنْــس األعضــاء‪ .‬ثـ ّم إنَّ بعـ َ‬
‫لممثلــي الجمعيــات والشــباب‪ ،‬و‪ 20‬فــي المائــة للحكومــة‪ ،‬و‪ 10‬فــي المائــة للقطــاع الخــاص والخبــراء فــي مجــالِ‬
‫‪92‬‬
‫الشــباب‪.‬‬
‫الصالح ّيــات إلــى مســتوى المقترحــات التــي تقـ ّدم بهــا الفاعلــون الجمعو ّيون‪.‬‬ ‫ـوي‪ ،‬ال ترقــى ّ‬
‫وفــي مجــال العمــل الجمعـ ّ‬
‫ـرت ديناميــة إعــان ال ّربــاط‪ ،‬أ ّنــه كان ينبغــي أن تســتن َد الصالحيــات إلــى دراســة وتت ّبــع القضايــا التــي‬
‫فقــد اعتبـ ْ‬
‫أي موضــوع ذي طبيعــة تشــريعية واقتصاديــة واجتماعيــة وثقافيــة‬ ‫تهـ ّم الحيــاة الجمعو ّيــة وصياغــة مقترحــات بشــأن ّ‬
‫‪93‬‬
‫فضـ ًـا عـ ْن ال ُم َســاهمة فــي تعزيــز قــدرات النســيج الجمعـ ّ‬
‫ـوي الوطنـ ّـي‪.‬‬ ‫تتعلّــق ُم َباشــرة بالعمــل الجمعـ ّ‬
‫ـوي‪ْ ،‬‬
‫وفــي مجــال حمايــة الشــباب‪ ،‬لــ ْم تُؤخــذ فــي االعتبــار المقترحــات التــي تق ّدمــت بهــا وزارة الشــباب والرياضــة‪،‬‬
‫االستشــاري للشــباب والحيــاة الج ْمعو ّيــة علــى مســتوى تت ُّب ِــع وتقييــم‬
‫ال ّراميــة إلــى إيــاء مكانــة هامــة للمجلــس ْ‬
‫االســتراتيجية الوطنيــة للشــباب التــي تضعهــا السياســات العموميــة‪.94‬‬
‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أنَّ إحــداثَ مجالــس مماثلــة علــى المســتوى الوطنــي يُ َع ـ ُّد مما َر َســة معمــول بهــا بشــكل واســع‬
‫ـك وزارة الشــباب والرياضــة‪ .95‬غيْـ َر أنَّ مشــرو َع‬ ‫ـت بذلـ َ‬ ‫صـ ْ‬
‫وخاصــة مجالــس الشــباب‪ ،‬كمــا أ ْو َ‬
‫ّ‬ ‫الصعيــد الدولــي‪،‬‬
‫علــى ّ‬
‫ـص ســوى علــى إحــداث مجلــس واحـ ٍـد‪.‬‬ ‫القانــون رقــم ‪ 15-89‬لـ ْم ينـ ّ‬
‫رغــم أنّ العديــد مــن الجمعيــات وديناميــات الشــباب طالبــت فــي مذكراتهــا إلــى إحــداث مجلســين مختلفيْــن‪ ،‬فــإنّ الدســتور‬
‫ـوي» يشــمل ال ّديناميتيْــن م ًعــا‪.‬‬
‫ينــص علــى إحــداث مجلــس واحــد هــو «المجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل الجمعـ ّ‬
‫وفــي ‪ 30‬يونيــو ‪ ،2016‬صــادق مجلــس الحكومــة علــى مشــروع القانــون رقــم ‪ ،15-89‬الــذي يحـ ّدد كيف ّيــات تأليف وصالحيات‬
‫ـوي‪ ،‬دون استشــارة الجمع ّيــات‪ .‬وال يعطــي هــذا القانــون للجمعيــات‬
‫وتســيير المجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل الجمعـ ّ‬
‫ســوى صالحيــات محــدودة‪.‬‬

‫والجمعيات‬
‫ّ‬ ‫‪ . 3‬الشراكة بين الدولة‬
‫إنّ مكانــة وديناميــة الحركــة الجمعو ّيــة يجعــان منهــا شــريكا أساس ـ ّيا لل ّدولــة والجماعــات المحليــة‪ .‬وخــال هــذه‬
‫الشــراكة‪ ،‬تتو ّلــى ال ّدولــة توفيــر األمــوال‪ ،‬فــي حيــن تقـ ّدم الجمعيــات معرفتهــا و ُقربهــا مــن المواطنيــن وقدرتهــا علــى‬
‫التّك ّيــف مــع انتظاراتهــم‪.‬‬
‫وفــي ديباجــة دوريــة الوزيــر األ ّول رقــم ‪ 2003/7‬المتعلقــة بالشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمع ّيــات‪ ،‬تُعتبــر الشــراكة بمثابــة‬
‫«مجمــوع عالقــات الشــراكة والمشــاركة مــن خــال توظيــف المــوارد البشــرية والماديــة والماليــة بهــدف تقديــم‬
‫خدمــات اجتماع ّيــة وإنجــاز مشــاريع تنمويــة والتّك ّفــل بخدمــات ذات نفــع جماعـ ّـي»‬

‫‪91 - MOUMNI, Nadir, 2013. Pour la mise en place du Conseil Consultatif de la Jeunesse et de l’Action‬‬
‫‪Associative. Forum des Alternatives Maroc‬‬
‫‪ - 92‬نفسه‬
‫‪ - 93‬حوار إعالن الرباط‪ .2013 ،‬أهم نتائج مداوالت احلوار املدني ودينامية اجلمعيات الدميقراطية غير احلكومية‪.‬‬
‫‪ - 94‬االستراتيجية الوطنية املندمجة للشباب‪2030-2015 ،‬‬
‫‪ - 95‬نفسه‬

‫‪46‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫شريعي‬
‫ّ‬ ‫‪ .1.3‬اإلطار التّ‬
‫إذا كانــت الشــراكة بيــن الدولــة والجمعيــات تعــود إلــى الســنوات األولــى لحصــول المغــرب علــى اســتقالله‪ ،‬فــإنّ‬
‫منشــور الوزيــر األ ّول رقــم ‪ 2003/7‬هــو الــذي يضــع أســس السياســة الرســمية للحكومــة تُجــاه الجمعيــات‪.‬‬
‫وبالتالــي «فهــذا المنشــور يترجــم إرادة الحكومــة المتمثلــة فــي جعــل الشــراكات مــع الجمعيــات وســيلة متم ّيــزة‬
‫لتحقيــق سياســة ال ُقــرب الجديــدة‪ ،‬الراميــة إلــى محاربــة الفقــر وتحســين ظــروف عيْــش المواطنيــن فــي وضع ّيــة‬
‫ّ‬
‫هشــة أو صعبــة‪ ،‬مــن خــال تلبيــة حاجياتهــم األ ّوليــة عــن طريــق اســتهداف دقيــق للمشــاريع وللمســتفيدين»‪.‬‬
‫وتهــدف هــذه ال ّدور ّيــة إلــى‪« :‬تحســين اإلطــار القانونــي وتبســيط المســاطر ‪ ...‬وإلــى تحديــد إطار تدخّ لهم [الشــركاء]‬
‫بهــدف تحســين اســتعمال المــوارد وجعــل الشــراكات تر ّكــز علــى حاجيــات الفئــات المسـتَض َعفة وضمــان ّ‬
‫الشــفاف ّية»‪.‬‬
‫الشــراكة أ ْن تضــ ّم «باإلضافــة إلــى ال ّدولــة والجمعيــة أو الجمعيــات شــركاء آخريــن كالجماعــات‬ ‫وبإمــكان هــذه ّ‬
‫ـواص»‪.‬‬
‫المحل ّيــة والمؤسســات العموم ّيــة والعامليــن الخـ ّ‬
‫تشريعية أخرى صدرت منذ ‪2014‬‬
‫ّ‬ ‫نصوص‬
‫يســمح القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 111.14‬المتعلــق بالجهــات (المــادة ‪ )162‬والقانــون التنظيمــي رقــم ‪ 112.14‬المتعلــق‬
‫بالعمــاالت واألقاليــم (المــادة ‪ )141‬والقانــون التنظيمــي رقــم ‪ 113.14‬المتعلــق بالجماعــات (المــواد ‪)234 ،231 ،92‬‬
‫لهــذه اإلدارات بإبــرام اتفاق ّيــات شــراكة مــع الجمعيــات لتنفيــذ مشــاريع أو أنشــطة ذات مصلحــة مشــت َركة‪.‬‬

‫إنّ الحصــول علــى التمويــل العمومــي ليــس ح ًّقــا‪ ،‬إذ يتع ّيــن علــى الجمعيــة أن تبـ ّرر لــإدارة التــي ّ‬
‫تتوجــه إليْهــا أه ّميــة‬
‫وع «فائــدة محل ّيــة»‪ ،‬وهــذا يعنــي أنــه يجــب‬‫المشــروع‪ .‬وبالن ّْسـبَة للجماعــات والجهــات‪ ،‬فإ ّنــه ينبغــي أن تكــو َن للمشـ ُر ِ‬
‫والج َماعــة المعن ّيــة بالطلــب‪.‬‬
‫أن يســتفيد منــه بال ّد َرجــة األولــى المجــال الترابـ ّـي َ‬
‫الشـ َركاء العموم ّييــن بمعـ ّدل ‪ 28‬فــي المائــة مــن العمل ّيــات‪ ،‬يليهــا القُطــب االجتماعـ ّـي‬‫تُ َعـ ّد الــوزارات القطاع ّيــة أبــر َز ّ‬
‫(وزارة التّضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماع ّيــة‪ ،‬وكالــة التنميــة االجتماع ّيــة) بمع ـ ّدل ‪ 16‬فــي المائــة مــن‬
‫العمل ّيــات‪ ،‬وتأتــي ال ُمبَــا َد َرة الوطن ّيــة للتنميــة البشــر ّية فــي المرتبــة األولــى بمعــ ّدل ‪ 12.3‬فــي المائــة‪ ،‬متبوعــة‬
‫بالجماعــات المحليــة بنســبة ‪ 10.7‬فــي المائــة‪ .‬وق ـ ْد كا َن إلطــاقِ المبــادرة الوطن ّيــة للتنميــة البشــرية تأثي ـ ٌر كبي ـ ٌر‬
‫ـرام شــراكات بيــن الجمعيــات والقطاعــات العموم ّيــة‪ .‬وبالف ْعــل‪ ،‬فــإنَّ ‪ 80‬فــي المائــة مــن هــذه الشــراكات‬ ‫علــى إبـ ِ‬
‫‪96‬‬
‫ـت بعــد ســنة ‪ ،2005‬تاريــخ إطــاق المبــا َد َرة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حديثــة العهــد‪ ،‬حيــثُ أبْرِ َمـ ْ‬

‫واستراتيجية التمويل العمومي‬


‫ّ‬ ‫‪ .2 .3‬صيغ‬
‫يستند التمويل العمومي للجمعيات على االتفاقيات وذلك بِصيغتيْن اثنتيْن‪:97‬‬
‫‪- -‬تقـ ّدم الجماعــات والجهــات مِ ن ًَحــا ينبغــي أ ْن تتـ ّم ّ‬
‫بالضــرورة مــن خــالِ توقيــع اتفاقيــات وتقديــم تقاريــر مال ّيــة‬
‫وإنجــاز أنشــطة مح ـ ّددة‪ .‬غي ـ َر أنَّ عمل ّيــة التمويــل ع ـ ْن طريــق مِ نَـ ٍـح معينــة تنطــوي علــى عــدد مــن المخاطــر‬
‫(المحســوبية‪ ،‬انعــدام ال ُمســاواة‪ ،‬توزيــع المــال العــام دون وجــود أ ّيــة ضمانَــة تتعلّــق بتوظيفــه التوظيــف المفيــد)‪،‬‬
‫يخصــص ل َمــوارد بشــرية؛‬
‫ّ‬ ‫علــى اعتبــار أ ّنــه يمكــن أن‬

‫‪ - 96‬نفسه‪.‬‬
‫‪ - 97‬باإلحالــة علــى الدوريــة رقــم ‪ 7/2003‬ومــن أجــل تنفيــذ السياســات العموميــة‪ ،‬ميكــن إبــرام اتفاقيــات إطــار بــن اجلمعيــات واملؤسســات‬
‫العموم ّيــة بــدون متويــل‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪- -‬تقــوم القطاعــات الوزاريــة بعمل ّيــة التمويــل إ ّمــا عــن طريــق تقديــم المنــح أو بنــا ًء علــى َمشــاريع محـ ّددة‪ .‬ويُعتبــر‬
‫التمويــل عــن طريــق ال ّد ْعــوة لتقديــم اقتراحــات المشــاريع‪ ،‬و ْفـ َق شــروط محــد ّدة‪ ،‬هــو اإلكثــر إنصا ًفــا فــي غالــب‬
‫األحيان؛‬
‫‪- -‬تح ـ ّد ُد المبــادرةُ الوطنيــة للتنميــة البشــر ّية برامجهــا وأولو ّياتهــا وأهدافهــا فــي طلــب تقديــم مقترحــات برامــج‬
‫حــول مشــاريع اجتماعيــة‪ ،‬مــن خــال أقســام القضايــا االجتماع ّيــة‪ .‬كمــا أنّ المشــاريع التــي تق ّدمهــا الجمعيــات‬
‫التخصصــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تتو ّلــى دراســتها لجنــة متعـ ّددة‬
‫وحســب البحــث الــذي أنجزتــه وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماع ّيــة‪ ،98‬فــإنّ الصيغــة الســائدة‬
‫ـي الجمعيــات‪ ،‬مــن خــال اقتــراح مشــاريع‪ ،‬أو عبــر تقديــم ملـ ّ‬
‫ـف إلــى‬ ‫للدخــول فــي شــراكات تكــون بمبــادرة مــن ثلثـ ْ‬
‫ص ُعوبَــة فــي االســتجابة لطلــب المشــاريع اإلدارات العموم ّيــة‪ :‬صعوبــات‬ ‫ّ‬
‫الشــركاء المحتَ َمليــن‪ .‬وتجــد هــذه الجمعيــات ُ‬
‫فــي إعــداد الملــف وفــي اســتيفاء العناصــر التقنيــة والبشــرية لدفتــر التّح ّمــات‪.‬‬
‫المؤسســات العموم ّيــة تطلــب شــروطا كبيــرة بالنســبة لتمويــات ماليــة تفــوق ‪ 50‬ألــف درهــم‪ .‬وينبغــي‬ ‫ّ‬ ‫وبالفعــل‪ ،‬فــإنّ‬
‫المؤهلــة والتجربــة الكبيــرة والمهن ّيــة فــي تنفيــذ مشــاريع‬
‫ّ‬ ‫أ ْن تتو ّفــر الجمعيــات علــى مــا يكفــي مــن المــوارد البشــرية‬
‫التنميــة‪ ،‬عــاوة علــى التّو ّفــر علــى الحـ ّد األدنــى مــن المــوارد الماديــة‪.‬‬
‫يقـ ّدم البحــث حــول المجتمــع المدنــي‪ ،‬المتعلــق بالشــراكات المؤسســات ّية للجمعيــات‪ ،‬معلومــات تهـ ّم اســتراتيجياتها‬
‫(مخط َطــا ‪:)2009-2010‬‬ ‫ّ‬ ‫فــي مجــالِ الشــراكة بينهمــا‬
‫أجـ َروا بحو ًثــا لمعرفــة االنتظــارات والحاجيــات التــي يتع ّيــن تلبيتهــا فــي إطــار‬
‫أصــل عشــرة ْ‬
‫‪- -‬ثمانيــة شــركاء مــن ْ‬
‫هــذه ّ‬
‫الشــراكة؛‬
‫توجه استراتيج ّيفي مجال الشراكة؛‬ ‫ّ‬
‫مخطط ّ‬ ‫‪- -‬سبعة شركاء من أصل عشرة يتو ّفرون على‬
‫‪- -‬س ـتّة شــركاء مــن أصــل عشــرة يتوفــرون علــى مخطــط عملـ ّـي فــي مجــال الشــراكة برســم ســنة ‪ .2009‬و ُربْــع‬
‫الشــركاء ص ّرحــوا بتو ّفرهــم علــى مخطــط للشــراكة برســم ســنة ‪.2010‬‬

‫الدولة والجمعيات ؟‬
‫تتبع لعمليات الشراكة بين ّ‬
‫وأي ّ‬
‫‪ّ .3.3‬أية مراقبة ّ‬
‫فــي مجــال المراقبــة‪ ،‬تجـ ُد ُر اإلشــارة إلــى أنّ المنشــور رقــم ‪ 2003/7‬ال يح ّدد اإلجراءات المتعلقة باختيار المشــاريع‬
‫الجمعو ّيــة وإجــراءات االلتــزام وأداء المســاهمات والتت ّبــع والتقييــم والمســاءلة ّإل فيمــا يتعلّــق بال ُمســاهمات الماليــة‬
‫العموم ّيــة التــي تســاوي أو تفــوق ‪ 50.000‬درهــم‪ ،‬فــي حيــن أنّ مبالــغ اإلعانــات التــي تمنحهــا الجماعــات تكــون فــي‬
‫غالــب األحيــان متواضعة‪.‬‬

‫وتب ّيــن الدراســة حــول مؤشــر المجتمــع المدنــي أ ّنــه لكـ ْ‬


‫ـي تتج ّنــب الجماعــات المحل ّيــة مراقبــة المنحــة التــي تفــوق‬
‫‪ 10.000‬درهــم‪ ،‬فإنهــا تقــوم بتقســيمها إلــى مبالــغ صغيــرة ‪ .‬نفــس المالحظــة عبــرت عنهــا جمعيــات عديــدة‪.‬‬
‫‪99‬‬

‫ومـ ْن جهــة أخــرى‪ ،‬يدعــو المنشــور رقــم ‪ 2/2014‬لرئيــس الحكومــة المتعلــق بمراقبــة المجلــس األعلــى للحســابات‬
‫موافــاة المجلــس بمــا يلــي‪:‬‬

‫‪ - 98‬وزارة التضامــن واملــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة‪ ،‬دراســة حــول اجلمعيــات املغربيــة للتنميــة‪ :‬تشــخيص‪ ،‬حتليــل‪ ،‬آفــاق‪ ،‬التقريــر‬
‫الثالــث‪.‬‬
‫‪ - 99‬نفسه‬

‫‪48‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الممنوحة لها؛‬
‫َ‬ ‫‪- -‬قوائم الجمعيات المستفيدة من اإلعانات‬
‫‪- -‬مبالغ اإلعانات الممنوحة للجمعيات؛‬
‫‪- -‬االتفاقيات المبرمة في هذا الشأن مع الجمعيات‪.‬‬
‫وال بـ ّد مــن مالحظــة أنّ الجمعيــات التــي تتلقــى أمـ ً‬
‫ـوال عموم ّيــة‪ ،‬ســواء فــي إطــارِ شــراكة بينهــا وبيــن الدولــة‪ ،‬أو فــي‬
‫شــكل مِ نَــح‪ ،‬أو التمــاس اإلحســان العمومـ ّـي‪ ،‬تخضــع لمراقبــة المجلــس األعلــى للحســابات علــى ّ‬
‫الصعيــد الوطنــي‬
‫أو عــن طريــق المجالــس الجهو ّيــة‪.‬‬

‫‪ .4.3‬وجهات نظر حول الشراكة بين الدولة والجمعيات‬


‫فــي غيــاب دراســة تتعلــق باألثــر الــذي تخلّفــه الشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمعيــات‪ ،‬أ ْور ْدنــا مختلــف وجهــات النظــر التــي‬
‫المقدمــة مــن أجــل تطويــرِ هــذه الشــراكة ليســت التقائ ّيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫توضــح كيــف أنَّ المقترحــات‬
‫ّ‬
‫وجهة نظر الوزارات والمؤسسات األخرى‬
‫المنظمــة فــي إطــار هــذه اإلحالــة الذاتيــة‪ ،‬كشــف ممثلــو وزارة الشــباب والرياضــة عــن حجــم‬‫َّ‬ ‫خــال جلســة اإلنصــات‬
‫الصعوبــات التــي تجدهــا وزارتهــم فــي اختيــار الجمعيــات التــي ينبغــي التّحــاور معهــا‪ .‬كمــا أعربــوا عــن أســفهم لعــدم‬
‫وجــود التقائ ّيــة بيــن مختلــف البرامــج الحكوميــة‪.‬‬
‫ـب معطيــات البحــث الــذي أنجزتــه وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماع ّيــة‪ ،‬فــإنّ أكثــر مـ ْن نصــف‬ ‫وحسـ َ‬
‫ـات فــي إيجــاد شــركاء جمعوييــن‪ ،‬وذلــك بســبب افتقارهــا إلــى الكفــاءات‬ ‫المؤسســات تعتــرف بك ْونهــا تج ـ ُد صعوبـ ٍ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫والمــوارد البشــرية‪ ،‬وال س ـ ّيما علــى مســتوى المــوارد الماليــة الكفيلــة باالنخــراط فــي ش ـ َراكة مــن هــذا ال ّن ـ ْوع‪.‬‬
‫وفــي مســتوى آخــر‪ ،‬كان إلطــاق المبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية تأثيــر كبيــر علــى إبْــرام شــراكات بيــن الجمعيــات‬
‫ـت ‪ 80‬فــي المائــة مــن عمليــات ّ‬
‫الشــراكة ‪.100‬‬ ‫والمؤسســات العموم ّيــة‪ .‬ومنــذ انطــاق هــذه المبــا َدرة ســنة ‪ ،2005‬أُبْرِ مـ ْ‬
‫ّ‬
‫فــي مذكــرة إلــى رئيــس الحكومــة‪ ،‬يع ّبــر المجلــس الوطنيــة لحقــوق اإلنســان عــن تحفظاتــه علــى المنشــور‬
‫رقــم ‪ ،7/2003‬حيــث يؤ ّكــد المجلــس علــى أ ّنه‪”:‬بال ّرغــم مــن التّحســينات التــي أ ْد َخلَهــا المنشــور‪ّ ،‬إل أنّ مفهو ًمــا‬
‫للشــرا َكة ير ّكــز علــى مجـ ّرد تقديــم إعانــات ماليــة عموم ّيــة مــن شــأنه‪ ،‬فــي رأي المجلــس‪ ،‬أ ْن يعـزّز منطــق “الشــراكة‬‫ّ‬
‫القائمــة علــى منطــق الفرصــة”‪ ،‬اســتنا ًدا إلــى عالقــة غيــر متكافئــة بيــن الشــركاء‪ ،‬وأن يقـ ّوض المكاســب المحقّقــة‬
‫بفضــل شــراكات قائمــة علــى منطــق المعاملــة بالمثــل وتمكيــن الفاعليــن‪ ،‬علــى غــرار الشــركات التــي تنــدرج فــي‬
‫إطــار المبــا َد َرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية‪ ،‬أو فــي عمليــة التخطيــط الجماعـ ّـي المنصــوص عليهــا فــي المــا ّدة ‪ 36‬مــن‬
‫‪101‬‬
‫الميثــاق الجماعــي”‪.‬‬

‫‪ - 100‬وزارة التضامــن واملــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة‪ ،‬دراســة حــول اجلمعيــات املغربيــة للتنميــة‪ :‬تشــخيص‪ ،‬حتليــل‪ ،‬آفــاق‪ ،‬التقريــر‬
‫الثالــث‪.‬‬
‫‪ - 101‬رابط مذكرة املجلس الوطني حلقوق اإلنسان على‪:‬‬
‫‪http://cndh.ma/sites/default/files/la_liberte_associative_au_maroc_memo_fr.pdf‬‬

‫‪49‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الجمعيات‬
‫ّ‬ ‫وجهة ن َ‬
‫َظر‬
‫فــي إطــار دراســة أُنجــزت حــول مؤشــر المجتمــع المدنــي‪ ،102‬يص ـ ّرح ثلثــا األشــخاص المســتج َوبين بــأنّ الشــراكة‬
‫تشــكل خط ـ ًرا علــى هو ّيــة الجمعيــة وخصوص ّيتهــا واســتقالليتها‪ .‬ويضيــف هــؤالء أنَّ بعــض الــوزارات تبحــثُ عــن‬
‫منفّذِ يــن أو مناوِ لي ـ َن‪ ،‬وليــس ع ـ ْن شــركاء حقيق ّييــن‪ .‬كمــا أنّ ممارســات بعــض المنتخبيــن تض ـ ّر بالعمــل الجمعــوي‪،‬‬
‫أسســوها مــن أجــل‬‫يوظفــون جمعيــات ّ‬‫حيــث أنّ هنــاك «حســب شــهود‪ ،‬بعــض األشــخاص المرتبطيــن بالســلطات ّ‬
‫‪103‬‬
‫الحصــول علــى مــوارد و‪/‬أو مــن أجــل أهــداف انتخاب ّيــة»‪.‬‬
‫أج َرتــه وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة أنّ ‪ 40‬فــي المائــة مــن‬ ‫ويتب ّيــن مــن البحــث الــذي ْ‬
‫الشــرا َكة‪ ،‬وبالتالــي غيــر مســتع ّدة‪ ،‬علــى المســتوييْن التنظيمـ ّـي وال َب َشــرِ ّي‪ ،‬للمطالبــة‬
‫الجمع ّيــات ال تعــرف قواعــد ّ‬
‫الســليم ‪ .‬كمــا أنَّ جمع ّيــات عديــدة وجــدت صعوبــة فــي االســتجابة‬ ‫‪104‬‬
‫ـرام شــراكة مــع الدولــة وتنفيذهــا التّنفيــذ ّ‬ ‫بإبـ ِ‬
‫ـف‪ ،‬وصعوبــات فــي تلبيــة‬ ‫لدعــوات إعــداد مشــاريع التــي تعلــن عنهــا اإلدارات العموم ّيــة‪ :‬صعوبــات فــي تكويــن الملـ ّ‬
‫المتطلّبــات التقن ّيــة والبشــر ّية لدفاتــر التح ّمــات‪.‬‬
‫وقــد أصـ َد َرت ك ّل مــن ُمخ َرجــات الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنـ ّـي وديناميــة إعــان الربــاط ميثاقيْــن يعيــدان‬
‫تحديــد ّ‬
‫الشــراكة بيــن الدولــة والجمعيــات مــع تقديـ ِـم اقتراحــات تكميل ّية‪.‬‬
‫يتجلّــى هــدف ميثــاق ديناميــة ال ّربــاط فــي خلــق منــاخ مــن الثقــة والمســاءلة‪ ،‬وتســريع مسلســل الالمركزيــة والتركيــز‬
‫السياســات العموم ّيــة‪.105‬‬ ‫تدخّ ــل الدولــة‪ ،‬والترافــع م ـ ْن أجــل اإلدمــاج الفِ ْعلـ ّـي للمجتمــع ال َم َد ِنـ ّـي فــي ْ‬
‫وضــع وتنفيــذ ّ‬
‫وجــه الخصــوص إلــى ال َمبَــادِ ئ التاليــة‪:‬‬‫ويســتند الميثــا ُق علــى ْ‬
‫بالحقّ ال ّثابت في ولوج المواطنين إلى الفضاءات العموم ّية؛‬
‫‪- -‬ضمان التن ّوع من خالل االعتراف َ‬
‫فضــا عن االعتراف بمســاهمات‬
‫‪- -‬احتــرام وحمايــة التمكيــن واســتقالل ّية االختيــارات االســتراتيجية والتنظيميــة‪ْ ،‬‬
‫ك ّل طــرف مــن أجــل المصلحــة العا ّمــة‪ ،‬ومــن أجــل بنــاء شــراكات حقيق ّيــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫المنظــم‬ ‫وتَعتبــر ديناميــة إعــان الربــاط أنّ التحـ ّوالت العميقــة التــي عرفتهــا بالدنــا تجعــل المنشــور رقــم ‪2003/7‬‬
‫‪106‬‬
‫نصــا متجــا َوزًا‪.‬‬
‫للشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمعيــات ًّ‬
‫ومــ ْن جهتــه‪ ،‬فــإنَّ الميثــاق الــذي صاغــه الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع ال َم َدنــي يؤكــد علــى غمــوض المعاييــر‬
‫وخاصــة‪ :‬توفيــر عقــود تحــدد موضــوع‬ ‫ّ‬ ‫وانعــدام اإلنصــاف فــي تقديــم المنــح‪ ،‬ويقتــرح قواعــد لتنظيــم ّ‬
‫الشــراكة‪،‬‬
‫ـص العقــود‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تن‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـة؛‬‫ـ‬ ‫المتوقع‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫النتائ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ّ‬
‫الشــراكة وأهدافهــا وأنشــطتها ومواردهــا وميزانيتهــا‪ ،‬إضافــة إلــى‬
‫علــى تنظيــم التزامــات وحقــوق وواجبــات الشــركاء‪ ،‬وكــذا آليــات تســوية النزاعــات‪ ،‬وتحـ ّدد مؤشــرات لتقييــم النتائــج‪،‬‬
‫ومســطرة الصــرف ومراقبــة النفقــات‪.‬‬
‫‪ - 102‬عــز الديــن أقصبــي‪ ،‬باشــتراك مــع محمــد بوجــة وســعد الفياللــي املكناســي‪ ،‬أبريــل ‪ .2011‬دراســة مؤشــر املجتمــع املدنــي يف املغــرب‪.‬‬
‫الفضــاء اجلمعــوي‪.‬‬
‫‪ - 103‬نفسه‬
‫‪ - 104‬وزارة التضامــن واملــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة‪ ،‬دراســة حــول اجلمعيــات املغربيــة للتنميــة‪ :‬تشــخيص‪ ،‬حتليــل‪ ،‬آفــاق‪ ،‬التقريــر‬
‫الثالث‪.‬‬
‫‪105 - BELGHAZI, Amine, 1215/03/. Relation associations-Etat : la société civile propose une nouvelle charte. Media‬‬
‫‪24. [En ligne] Disponible sur : <http://www.medias24.com/SOCIETE/153440-Relation-associations-Etat-la-societe-‬‬
‫>‪civile-propose-une-nouvelle-charte.html‬‬
‫‪106 - TOUFIQUI, Siham, 112012/11/. Partenariat Etat-associations. Albayane. [En ligne] Disponible <http://www.‬‬
‫>‪maghress.com/fr/albayane/114338‬‬

‫‪50‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫فــي مجــال المراقبــة‪ ،‬ال يح ـ ّدد المنشــور رقــم ‪ 2003/7‬مســطرة انتقــاء المشــاريع الجمعو ّيــة وال مســطرة االلتــزام وأداء‬
‫المســاهمات وتت ّبــع والتقييــم والمســاءلة ّإل بالنســبة للمســاهمات الماليــة العموم ّيــة التــي تســاوي أو تفــوق ‪ 50.000‬درهــم‪،‬‬
‫ممــا قــد يــؤدي إلــى اإلفــات مــن المراقبــة عنــد تقديــم دعــم مالــي يقـ ّل عــن هــذا المبلــغ‪ .‬كمــا أنّ الشــروط غيــر مالئمــة‬
‫إلقامــة شــراكة متســاويَة بيــن الدولــة والجمعيــات قائمــة علــى منطــق التبــادل وتمكيــن الفاعليــن الجمعو ّييــن‪.‬‬
‫عــاوة علــى انعــدام الشــفافية فــي الكثيــر مــن األحيــان علــى مســتوى طلــب عــروض المشــاريع‪ .‬لذلــك يتع ّيــن إعــادة النّظــر‬
‫فــي الشــراكة بيــن الدولــة والجمعيــات لكــي تقــوم علــى‪:‬‬
‫¦ وجود عالقة تكافؤ بين الشركاء‪ ،‬وعلى منطق المعاملة بالمثل‪ ،‬وتمكين الفاعلين؛‬
‫الفعلي للمجتمع المدني في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية؛‬
‫ّ‬ ‫¦اإلدماج‬
‫¦عقــود تحــدد األهــداف واألنشــطة والميزانيــة والنتائــج المنتظ ـ َرة‪ ،‬كمــا تحــدد هــذه العقــود مؤشــرات النتائــج مــن‬
‫أجــل التقييــم‪.‬‬

‫العامة‬
‫ّ‬ ‫‪ . 4‬االعتراف بصفة المنفعة‬
‫المرســوم رقــم‪2-04-969‬‬
‫ُ‬ ‫مــن المعلــوم أنّ االعتــراف بصفــة المنفعــة العامــة ّ‬
‫ينظمــه ظهيــر ‪ .107 1958‬غيــر أنّ‬
‫الصــادر فــي‪ 1958‬بتنظيــم حــقّ تأســيس‬‫الشــريف رقــم ‪ّ 1.58.376‬‬ ‫الظهيــر ّ‬‫الصــادر فــي ‪ 10‬ينايــر ‪ ،2005‬لتطبيــقِ ّ‬
‫الجمعيــات‪ ،‬قــد أدخــل تعديــات ها ّمــة علــى شــروط منْــح االعتــراف بصفــة المنفعــة العا ّمــة للجمعيــات‪.‬‬
‫وتُعتبــر االمتيــازات المرتبطــة بهــذه الصفــة‪ ،‬فــي المقــام األ ّول‪ ،‬ذات طبيعــة جبائ ّيــة‪ ،‬حيــث تم ّكــن هــذه الصفــة‬
‫الخاصــة بفضــل االمتيــاز الضريبــي التــي تخ ّولــه‬
‫ّ‬ ‫مــن أن تكــون رافعــة ها ّمــة فــي ج ْمــع المــوارد الماليــة والتبرعــات‬
‫للجهــات المانحــة‪.‬‬
‫وكانــت األمانــة العا ّمــة للحكومــة قــ ْد نشــرت‪ ،‬بتاريــخ ‪ 15‬ينايــر ‪ ،2016‬الئحــة الجمعيــات المتو ّفــرة علــى هــذه‬
‫المؤسســات‬
‫ّ‬ ‫الصفــة‪َ .108‬و ْوف ًقــا لهــذا المصــدر‪ ،‬فــإنّ عــدد هــذه الجمعيــات يصــ ُل إلــى ‪ 217‬جمع ّيــة‪ ،‬تتــوزّع بيــن‬
‫ّ‬
‫وخاصــة الجمعيــات الوطنيــة واالتحــادات الرياضيــة‪.‬‬‫ّ‬ ‫والجمعيــات المحليــة‪،‬‬

‫العامة‬
‫ّ‬ ‫‪ .1.4‬شروط ومسطرة االعتراف للجمعيات بصفة المنفعة‬
‫المرســوم ‪ 1092-04-969‬تحديــد شــروط الحصــول علــى صفــة المنفعــة العامــة‪ ،‬حيــث تتجلّــى هــذه المعاييــر‬
‫ُ‬ ‫يتو ّلــى‬
‫فــي أ ْن‪:‬‬
‫‪- -‬تتوفــر علــى القــدرات الماليــة التــي تمكنهــا علــى وجــه الخصــوص مــن إنجــاز المهــا ّم المحــددة فــي نظامهــا‬
‫األساســي؛‬
‫‪- -‬تحترم قواعد الديمقراطية الداخلية؛‬
‫‪- -‬يكون لها هدف له طابع المصلحة العامة على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني؛‬

‫‪ - 107‬كما ّ‬
‫مت تعديله وتتميمه‪ ،‬إضافة إلى مراسيم تطبيقه من بينها املرسوم رقم ‪969-04-2‬‬
‫‪108 - http://www.sgg.gov.ma/Portals/1/association_pdf/liste_Associations_RUP.pdf‬‬
‫‪ - 109‬مرســوم رقــم ‪ 2.04.969‬صــادر يف ‪ 28‬مــن ذي القعــدة ‪ 10( 1425‬ينايــر ‪ )2005‬لتطبيــق الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 58.376‬الصــادر يف ‪3‬‬
‫جمــادى األولــى ‪ 15( 1378‬نوفمبــر ‪ )1958‬بتنظيــم حــق تأســيس اجلمعيــات‪( .‬شــروط ومســطرة االعتــراف باملنفعــة العا ّمــة لفائــدة اجلمعيــات)‪.‬‬
‫موجــود علــى الرابــط التالــي‪:‬‬
‫>‪<http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/association_pdf/decret_RUP_fr.pdf?ver=2012000-133316-04-01-‬‬

‫‪51‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪- -‬تمسك محاسبة تعكس صورة صادقة عن ذ ّمتها ووضعيتها المالية؛‬


‫‪- -‬تخضع للمراقبة اإلدارية المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫أي جمع ّيــة‬
‫ـتجيب لهــا ّ‬
‫َ‬ ‫الحــظ أنّ المعاييــر المطلوبــة هــي معاييــر غيــر ملزِ مــة بمــا يكفــي‪ ،‬حيــثُ يمكــن أ ْن تسـ‬ ‫ومــن ال ُم َ‬
‫منظمــة تنظي ًمــا ج ّيدًا‪.‬‬
‫لنسجل مع ذلك وجود استثناءيْن بارزيْن يخ ّوالنِ منْح صفة المنفعة العا ّمة للجمعيات عند إنشائها‪:‬‬
‫ّ‬
‫ـروري أ ْن تكــون الجمعيــة قــد قامــت منــذ مــدة طويلــة مــن أجــل أن تســتفيد مــن صفــة المنفعــة‬
‫‪«- -‬ليْــس مــن الضـ ّ‬
‫مؤسســيها‬
‫أي وقــت‪ .‬وفــي هــذه الحالــة يتعيــن علــى ّ‬
‫الصفــة فــي ّ‬ ‫العامــة‪ ،‬بـ ْل يمكــن أن تطلــب االســتفادة مــن هــذه ّ‬
‫أو مق ّدمــي طلــب االســتفادة مــن المنفعــة العامــة أ ْن يبينــوا لــإدارة مــا هــي الوســائل الماليــة التــي يلتزمــون‬
‫بتوفيرهــا مــن أجــل تحقيــق أهــداف الجمعيــة»‪.‬‬
‫‪ «- -‬وتجــدر اإلشــارة فــي هــذا الصــدد إلــى أنّ صفــة المنفعــة العا ّمــة تمنَــح‪ ،‬إذا اقتضــى الحــال‪ ،‬بواســطة مرســوم‬
‫‪110‬‬
‫يحـ ّدد فــي الوقــت نفســه القيمــة اإلجماليــة للعقــارات والمنقــوالت التــي يمكــن للجمعيــة أن تمتلكهــا»‪.‬‬
‫مســطرة الطلــب‪ ،‬كمــا يحددهــا القانــون‪ ،‬هــي مســطرة ُمبَ َّســطة إلــى حـ ّد مــا‪ :‬يجــب إيــداع الملــف (المشــتمل‬
‫كمــا أنّ ْ‬
‫علــى وثائــق مثــل القانــون الداخلــي وقائمــة األعضــاء المســؤولين وتقريــر عــن أنشــطة الجمع ّيــة‪ ،‬الــخ) لــدى العامــل‬
‫أجـ ٍـل أقصــاء ثالثــة أشــهر‪.‬‬
‫الــذي يجــري بحثــا مســبقا حــول أهــداف الجمع ّيــة المعن ّيــة ووســائل عملهــا داخــل َ‬
‫باإلجمــاع ّ‬
‫وإل وجــد الملــف‬ ‫ْ‬ ‫وتَ َب ًعــا لنطــاق نشــاط الجمعيــة‪ ،‬تبــدي الســلطات المعنيــة رأيهــا الــذي ينبغــي أ ْن يكــو َن‬
‫صعوبــة فــي إتْمــام العمليــة‪ .‬وبعــد تأشــير مختلــف اإلدارات المعن ّيــة‪ ،‬يُعــرض الملــف علــى أنظــار الوزيــر األول‬
‫‪111‬‬
‫المخ ـ َّول لــه منــح االعتــراف بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪.‬‬

‫العامــة وواجبــات الجمعيــات‬


‫ّ‬ ‫‪ .2.4‬االمتيــازات المترتّ َبــة علــى صفــة المنفعــة‬
‫ســتفيدة منهــا‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫ُ‬
‫الموجــه مــن طــرف األميــن العــا ّم للحكومــة إلــى ال ـ ُوالة والع ّمــال فــي مختلــف أقاليــم‬
‫َّ‬ ‫يذ ّكرالمنشــور رقــم ‪،1/2005‬‬
‫وعمــاالت المملكــة‪ ،‬بالفائــدة المترتّبــة علــى صفــة المنفعــة العا ّمــة بالنســبة للجمعيــات التــي تســتفيد مــن‪:‬‬
‫‪- -‬اإلعفــاء مــن الضريبــة علــى القيمــة المضافــة بالنســبة للخدمــات (‪ )...‬والســلع والبضائــع واألشــغال والخدمــات‬
‫المق ّدمــة لهــا علــى ســبيل الهِ بــة فــي إطــار التّعــاون ال ّدولــي؛‬
‫‪- -‬مــن الضريبــة علــى القيمــة المضافــة بالنســبة للســلع والبضائــع واألشــغال والخدمــات المخصصــة لمنحهــا علــى‬
‫ـخاص ذاتييــن أو اعتبارييــن مغاربــة أو أجانــب للجمعيــات الحاصلــة علــى االعتــراف‬
‫ســبيل الهبــة مــن قبــل أشـ ٍ‬
‫والص ّح ّيــة لألشــخاص المعاقيــن أو األشــخاص فــي‬
‫ّ‬ ‫بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬والتــي تهتـ ّم باألوضــاع االجتماعيــة‬
‫وضعيــة صعبــة»‪.‬‬
‫ينبغــي التدقيــق بــأنّ هــذا االمتيــاز محــدود إلــى حـ ّد مــا علــى اعتبــار أنّ اإلعفــاء مــن الضريبــة علــى القيمــة ال ُمضافــة‬
‫ال ينطبــق ّإل علــى الهبــات‪.‬‬

‫‪ - 110‬املنشــور رقــم ‪ 1‬املوجــه إلــى الســادة الــوالة وعمــال صاحــب اجلاللــة علــى عمــاالت وأقاليــم اململكــة حــول شــروط ومســطرة االعتــراف‬
‫باملنفعــة العامــة لفائــدة اجلمعيــات‪ 2 .‬غشــت ‪2 .2005‬‬
‫‪111 - SHAMAMBA, Abashi, 121997/06/. ONG: L’intérêt d’être reconnu d’utilité publique. L’Economiste, N°:284.‬‬

‫‪52‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫كما أنّ صفة المنفعة العا ّمة تعود بالفائدة على األشخاص الذين يتب ّرعون لفائدتها‪ ،‬حيث تخ ّول لهم‪:‬‬
‫« االســتفادة مــن خصــم مبالــغ هــذه الهبــات مــن الناتــج الصافــي الــذي يحققونــه أو مــن مدخولهــم اإلجمالــي‬
‫الضريبــة العا ّمــة علــى ال ّدخــل حســب ك ّل حالــة»‪.112‬‬
‫الخاضــع للضريبــة‪ ،‬إمــا برســم الضريبــة علــى الشــركات أو ّ‬
‫وبطبيعــة الحــال‪ ،‬فــإنّ االمتيــازات التــي تخ ّولهــا صفــة المنفعــة العا ّمــة تخضــع لمرا َق َبــة دقيقــة بالنســبة للجمعيــات‬
‫ـك أنّ القانــون ‪ 75.00‬المعـ ّدل لظهيــر ‪:1958‬‬ ‫العاديــة‪ .‬ذلـ َ‬
‫ـص تنظيمــي‪،‬‬ ‫‪- -‬يفــرض علــى الجمعيــات المتمتّعــة بصفــة المنفعــة العا ّمــة أ ْن تمسـ َ‬
‫ـك‪ ،‬وفــق الشــروط المحــددة بنـ ّ‬
‫محاســبة تعكــس صــورة صادقــة عــن ذ ّمتهــا ووضعيتهــا الماليــة ونتائجهــا‪ ،‬وأن تحفــظ القوائــم التركيبيــة‬ ‫َ‬
‫والوثائــق المثبتــة للتقييــدات المحاســبية والدفاتــر لم ـ ّدة خمــس ســنوات‪.‬‬
‫‪- -‬يدعــو الجمعيــات إلــى أ ْن ترفــع تقريـ ًرا ســنو ًّيا إلــى األمانــة العامــة للحكومــة يتضمــن أوجــه اســتعمال المــوارد‬
‫التــي حصلــت عليهــا خــال ســنة مدنيــة‪ .‬ويجــب أ ْن يكــون هــذا التقريــر مصادقــا عليــه مــن لــدن خبيــر محاســب‬
‫بصحــة الحســابات التــي يتض ّمنهــا‪ ،‬مــع مراعــاة مقتضيــات‬
‫ّ‬ ‫مقيــد فــي جــدول هيئــة الخبــراء المحاســبين يشــهد‬
‫القانــون المتعلــق بمد ّونــة المحاكــم الماليــة‪.‬‬
‫‪- -‬فــي حالــة مخالفــة الجمعيــة اللتزاماتهــا القانون ّيــة او الــواردة فــي قانونهــا األساسـ ّـي‪ ،‬يمكــن أن يُســحب منهــا‬
‫االعتــراف بصفــة المنفعــة العا ّمــة بعــد إنذارهــا لتســوية وضعيتهــا المحاســب ّية داخــل أجــل ثالثــة أشــهر‪.‬‬

‫للمنح‬
‫ْ‬ ‫‪ .3.4‬مسلسل ملتبس‬
‫حســب عــدد مــن الشــهادات التــي أ ْدلــت بهــا مجموعــة مــن الجمعيــات فــي إطــار دراســة حــول مؤشــر المجتمــع‬
‫المدنــي‪ ،113‬فضــا عــن شــهادات الجمعيــات التــي أنصــت إليهــا المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬فــإنّ‬
‫االعتــراف بالمنفعــة العامــة هــو عمليــة تقديريــة نتــج عنهــا حيْــف كبيــر‪ .‬ذلــك أنّ الجمعيــات التــي تســتوفي شــروط‬
‫أي جــواب يب ـ ّرر هــذا الرفــض‪...‬‬
‫الحصــول علــى صفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬والتــي تُرفــض طلباتهــا‪ ،‬ال تحصــل علــى ّ‬
‫يحددهــا القانــون)‪ ،‬كمــا‬ ‫صل َ َحــة العامــة ال ّ‬
‫ـريعي (ال َم ْ‬ ‫ـف اإلطــار ْ‬
‫التشـ ّ‬ ‫وتعــود هــذه الوضع ّيــة إلــى ال ُغ ُمــوض الــذي يكتنـ ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ضــوح علــى ضـ ُرورة توفــر مــوارد بشــرية وماليــة‬ ‫ـص ب ُو ُ‬
‫ـك إلــى وجــود تناقــض حقيقـ ّـي بيْــن القانــون‪ ،‬الــذي ينـ ّ‬‫تعــود كذلـ َ‬
‫وري أ ْن تكــو َن الج ْمعيــة قــد قامــت منــذ مــدة طويلــة‬ ‫ـص علــى أ ّنــه « ليــس مــن ّ‬
‫الضـ ُر ّ‬ ‫كافيــة‪ ،‬وبيْــن المنشــور الــذي ينـ ّ‬
‫مــن أجــل أن تســتفيد مــن صفــة المنفعــة العا ّمــة»‪ .‬وهكــذا‪ ،‬فــإنّ بعــض الجمعيــات قــد حصلــت علــى االعتــراف بصفــة‬
‫المنفعــة العامــة منــذ تأسيســها‪ ،‬بــدون أ ْن تبرهــن بالملمــوس علــى ف ّعاليتهــا وعلــى حكامتهــا الج ّيــدة‪ ،‬فــي حيــن أن‬
‫ـات أخــرى ينبغــي أ ْن تقضــي ســنوات فــي الممارســة قبــل تتر ّقــب األمــل فــي الحصــول عليهــا‪.‬‬ ‫جمعيـ ٍ‬

‫الضريبـ ّـي الممنــوح‬


‫ـت إليهــا المجلــس‪ ،‬بتوســيع دائــرة االمتيــاز ّ‬
‫وقــد طالبــت بعــض جمع ّيــات التّرافــع‪ ،‬التــي أنصـ َ‬
‫للجمعيــات المتمتّعــة بصفــة المنفعــة العا ّمــة لتشــمل مختلــف الجمعيــات‪ ،‬إضافــة إلــى إلغــاء االعتــراف بهــذ الصفــة‪.‬‬
‫ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬اعتبــر المجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان‪ ،‬فــي مذكرتــه «حريــة الجمعيــات فــي المغــرب»‪،‬‬
‫أ ّنــه باإلمــكان التخلّــي النهائــي عــن مســألة االعتــراف بصفــة جمعيــة ذات منفعــة عا ّمــة‪« :‬مــع مراعــاة تعزيــز المــوارد‬
‫الماليــة المتاحــة للجمعيــات ومراجعــة الجانــب الجبائــي وكــذا التســهيالت الجمرك ّيــة الممنوحــة لهــا‪ ،‬مــن الممكــن‬

‫‪ - 112‬نفسه‬
‫‪ - 113‬عز الدين أقصبي وآخرون‪ ،‬دراسة حول مؤشر املجتمع املدني باملغرب‪ ،‬الفضاء اجلمعوي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫التفكيــر فــي التخلّــي نهائيــا عــن االعتــراف بصفــة المنفعــة العا ّمــة للجمعيــات الــذي لــم يع ـ ْد معمــول بــه باســتثناء‬
‫فرنســا تقريبــا»‪.114‬‬
‫إنّ معيار «تحقيق حاجة تكتسي صبغة المصلحة العامة» ينبغي إعادة تحديده من طرف القانون‪.‬‬
‫ـص فيــه القانــون علــى أن يكــون القــرار معلَّــا‪ ،‬فــإنّ الجمعيــات التــي تســتوفي شــروط الحصــول علــى‬ ‫فــي الوقــت الــذي ينـ ّ‬
‫االعتــراف بصفــة المنفعــة العا ّمــة وتُر َفــض طلباتهــا ال تتل ّقــى أ ّيــة جــواب معلّــل‪.‬‬
‫رغــم أن هنــاك أصواتــا كثيــرة تطالــب بتعميــم االمتيــاز الضريبــي الــذي تســتفيد منــه الجمعيــات المعتــرف لهــا بصفــة‬
‫المنفعــة العامــة‪ ،‬ليشــمل كل الجمعيــات‪ ،‬كمــا تطالــب بالتخلــي عــن االعتــراف بصفــة المنفعــة العامــة نهائيــا‪ ،‬فــإنّ المجلــس‬
‫االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي يعتبــر بأنــه ينبغــي اإلبقــاء علــى هــذا الصفــة مــع العمــل علــى جعــل االعتــراف بهــا عمل ّيــة‬
‫شــفافة و منصفــة (تخضــع جميــع الطلبــات لنفــس المعالجــة)‪.‬‬

‫‪ . 5‬اإلطار الضريبي‬
‫الخاصة بالجمعيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بصفة عا ّمة‪ ،‬ال تشتمل الضرائب المغربية سوى على عدد محدود من األحكام‬
‫طبقــا للفصــل األ ّول مــن ظهيــر ‪ ،1958‬فــإنّ «الجمعيــة هــي اتفــاق لتحقيــق تعــاون مســتمر بيــن شــخصين أو عــدة‬
‫ألي‬
‫أشــخاص الســتخدام معلوماتهــم أو نشــاطهم لغايــة غيــر توزيــع األربــاح فيمــا بينهــم»‪ .‬بعبــارة أخــرى‪ ،‬يمكــن ّ‬
‫جمع ّيــة أ ْن تح ّقــق فوائــض تقتصــر عليهــا بصــورة حصر ّيــة‪.‬‬
‫ـوي أو للجمعيــة هــو مفهــوم أساســي‬
‫وعلــى الصعيــد الضريبـ ّـي‪ ،‬فــإنّ مفهــوم الهــدف «غيــر الربحـ ّـي» للنشــاط الجمعـ ّ‬
‫‪ ،‬حيــث أ ّنــه يحــدد مجــال اإلعفــاءات الممنوحــة‪.‬‬
‫وبهــدف تقييــم مــا إذا كانــت الجمعيــة قابلــة لإلعفــاء أو غيــر قابلــة (وال سـ ّيما اإلعفــاء مـ َن الضريبة على الشــركات)‪،‬‬
‫الضريب ّيــة تعتمــد ثالثــة معاييــر هي‪:‬‬
‫فــإنّ اإلدارة ّ‬
‫ـاري‪ :‬أي أ ْن يكــون لتدبيرهــا وإدارتهــا صبغــة تط ّوع ّيــة‪ .‬وبالتالــي ال تلجــأ‬
‫‪1.1‬أ ْن يكــون تدبيــر الجمعيــة غيــر تجـ ّ‬
‫ألي توزيــع مباشــر أو غيــر مباشــر لفوائضهــا‪ .‬كمــا أنّ أعضــاء الجمع ّيــة وذوي حقوقهــم ال يمكنهــم االســتفادة‬‫ّ‬
‫حصــة مــن أصــولِ الجمعيــة؛‬
‫أي ّ‬
‫مــن ّ‬
‫التجاري؛‬
‫ّ‬ ‫‪2.2‬أ ْن تكون الجمع ّية غير منافسة للقطاع‬
‫‪3.3‬أ ْن تكــون شــروط مزاولــة النشــاط مخالفــة لشــروط نشــاط المقاولــة‪ .‬فــي هــذه الحــال تؤخــذ فــي االعتبــار‬
‫‪115‬‬ ‫ّ‬
‫المؤشــرات (المنتــوج‪ ،‬المســتهلِك‪ ،‬الســعر‪ ،‬اإلشــهار)‪.‬‬ ‫مجموعــة مــن‬
‫بنــاء علــى ذلــك‪ ،‬فــإنّ أنشــطة الجمعيــة التــي تســتجيب لهــذه المعاييــر تُعتبــر أنشــطة غيــر هادفــة للربــح‪ ،‬وإذا ل ـ ْم‬
‫ـتجب فهــي أنشــطة هادفــة للربــح‪.‬‬
‫تسـ ْ‬
‫وفــي المغــرب‪ ،‬تُعـ ّد الجمع ّيــة خاضعــة للضريبــة بشــكل كامــل عنــد مزاولتهــا لنشــاط واحــد مــد ّر للربــح‪ .‬وعلــى ســبيل‬
‫المقارنــة‪ ،‬ففــي فرنســا تخضــع للضريبــة األنشــطة المــد ّرة لل ّربــح فقــط‪ ،‬شــريطة أن تمثــل أقـ ّل مــن ‪ 50‬فــي المائــة‬
‫مــن أنشــطتها‪.‬‬

‫‪114 - http://cndh.ma/sites/default/files/la_liberte_associative_au_maroc_memo_fr.pdf‬‬
‫‪ - 115‬وزارة االقتصــاد واملاليــة‪ ،‬املديريــة العامــة للضرائــب‪« ،‬بطاقــة حــول النظــام الضريبــي اخلــاص باجلمعيــات واملؤسســات» (وثيقــة مت‬
‫تســليمها إلــى املجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬انظــر امللحــق)‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫للضريبــة علــى الشــركات وفقــا للفقــرة ‪ 3‬مــن المــا ّدة ‪2‬‬


‫وعلــى مســتوى الضريبــة علــى الشــركات‪ ،‬تخضــع الج ْمعيــات ّ‬
‫الشــركات «الجمع ّيــات والهيْئــات‬‫ـص علــى أ ّنــه تخضــع وجو ًبــا للضريبــة علــى ّ‬
‫مــن المدونــة العا ّمــة للضرائــب التــي تنـ ّ‬
‫الضريبــي التــي تخضــع لــه‬ ‫أي أنّ الجمعيــات تجــد نفهــا خاضعــة لنفــس النظــام ّ‬ ‫ال ُمعتب ـ َرة قانو ًنــا فــي حكمهــا»‪ْ .‬‬
‫شــركات القانــون الخــاص‪.‬‬
‫الضريبــة‪ ،‬وف ًقــا للفقــرة ال ّثانيــة مــن المــا ّدة ‪ 6‬مــن المد ّونــة «الجمع ّيــات والهيئــات‬
‫غيــر أ ّنــه تُعفــى ُكلّ ًّيــا مــن هــذه ّ‬
‫ـص العمليــات المطابقــة فقــط لل َغ ـ َرض‬‫ال ُمعتبــرة قانونــا فــي حكمهــا غيــر الهادفــة للحصــول علــى ربــح‪ ،‬فيمــا يخـ ّ‬
‫المحــدد فــي أنظمتهــا األساس ـ ّية»‪.‬‬
‫بمؤسســات البيــع أو تقديــم‬
‫ّ‬ ‫غيــر أنّ هــذه المــا ّدة نفســها تُضيــف مد ِّق َقـ ًة‪« :‬أنَّ اإلعفــاء المذكــور ال يطبــق فيمــا يتعلــق‬
‫الخدمــات المملوكــة للجمعيــات والهيئــات اآلنفــة الذكــر»‪.‬‬
‫يتضــح مــن ال ّدوريــة رقــم ‪ 717‬المتعلّقــة بالمدونــة العا ّمــة للضرائــب‪ ،‬والتــي تهــدف إلــى تفســير وتوضيــح‬ ‫والحــا ُل أ ّنــه ّ‬
‫المقتضيــات المتعلقــة بالضريبــة علــى الشــركات‪ ،‬تد ّقــق أنّ مبــدأ اإلعفــاء‪ ،‬المنصــوص عليــه فــي الفقــرة األولــى مــن‬
‫المــادة ‪ « 6‬يصبــح غيــر مالئــم حيــن تقــوم جمعيــة مــا بعمليــات ذات صبغــة ربح ّيــة‪ ،‬ســواء أكانــت هــذه العمليــات‬
‫ذات طبيعــة تجاريــة أوصناعيــة أوماليــة أو غيرهــا»‪ .‬ويتـ ّم تقييــم الصبغــة الربح ّيــة للعمليــات وفــق المعاييــر المشــار‬
‫ضريبــي آخــر تقتصــر‬
‫ّ‬ ‫إليهــا أعــاه‪ .‬وإضافــة إلــى هــذا اإلعفــاء المنْصــوص عليــه فــي المــادة ‪ ،6‬هنــاك امتيــاز‬
‫ـص علــى‬‫االســتفادة منــه علــى الجمعيــات ذات المنفعــة العا ّمــة‪ .‬ذلــك أنّ المــادة ‪ 10‬مــن المد ّونــة العا ّمــة للضرائــب تنـ ّ‬
‫للخصــم تشــمل‪ ،‬مــن بيــن مــا تشــمل‪« ،‬الهبــات النقديــة أو العين ّيــة الممنوحــة لفائــدة الجمعيــات‬ ‫ْ‬ ‫أنّ التكاليــف القابلــة‬
‫ـوي أو رياضـ ّـي‬ ‫المعتَبَ ـ َرة ذات منفعــة عا ّمــة‪ ،‬إذا كانــت تســعى لغ ـ َرض إحسـ ّ‬
‫ـاني أو علمـ ّـي أو ثقافـ ّـي أو أدبــي أو تربـ ّ‬
‫صحـ ّـي»‪.‬‬
‫أو تعليمـ ّـي أو ّ‬
‫الضريبــي‪ ،‬وال ســ ّيما اإلقــرار‬
‫ّ‬ ‫غيــر أنّ هــذه اإلعفــاءات ال تعفــي الجمعيــات مــن االلتزامــات المتعلقــة باإلقــرار‬
‫الضريبــة وبرقــم األعمــال المنصــوص عليهــا فــي المــادة ‪ 20‬مــن المد ّونــة العامــة‬ ‫بالحصيلــة المفروضــة عليهــا ّ‬
‫الض َرا ِئــب إقــرا ًرا بحصيلتهــا‬
‫توجــه إلــى مصلحــة ّ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـركات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـرار‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـات‪،‬‬
‫ـ‬ ‫للضرائــب‪ .‬إ ْذ يتع ّيــن علــى الجمعي‬
‫الخاضعــة للضريبــة خــال الثالثــة المواليــة لتاريــخ اختتــام كل ســنة محاســب ّية‪ .‬ذلــك أ ّنــه بنا ًء على اإلقــرار بالحصيلة‬
‫الضرائــب مــن ممارســة ال ّرقابــة للتحقــق م ّمــا إذا كانــت‬ ‫الضريبــة وبرقــم األعمــال تتم ّكــن مصلحــة ّ‬ ‫المفروضــة عليهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الجمعيــة تــزاول أنشــطة مطابقــة ألهدافهــا أ ْم ال‪ .‬والحــال أنّ ُم ْعظــم الجمع ّيــات تعتبــر أنهــا معفــاة مــن هــذا اإلقــرار‪،‬‬
‫‪116‬‬
‫هشــة تهـ ّدد وجــود جمعيــات تعيــش فــي وضــع ضريبـ ّـي غيــر منتظــم‪.‬‬ ‫األمــر الــذي يخلــق وضع ّيــة قانون ّيــة ّ‬

‫على مستوى الضريبة على القيمة المضافة‬


‫تجري معامل ُة الجمعيات على المستوى الضريبي مثل معاملة ال ُم ْستهلكين النهائ ّيين‪.‬‬
‫كمــا أ ّنهــا بمج ـ ّرد مــا تشــرع فــي إجــراء عمل ّيــات خاضعــة للضريبــة علــى القيمــة المضافــة‪ ،‬تصبــح مســؤولة مــن‬
‫الضريبــة تنطبــق‪ ،‬كمــا هــو منصــوص عليــه فــي المــادة ‪ 87-3‬مــن المدونــة العامــة‬ ‫َ‬
‫ذلــك أنَّ ّ‬ ‫الناحيــة القانون ّيــة‪.‬‬
‫أنجزهــا أشــخاص‬ ‫َ‬ ‫إذا‬ ‫ـ‬
‫ـب]‬ ‫للضرائ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العام‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫المدون‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫[م‬ ‫‪89‬‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الم‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫المش‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫«العملي‬ ‫للضرائــب‪ ،‬علــى‬
‫غيــر الدولــة الالمقاوِ لَــة ســواء قامــوا بذلــك بصــورة اعتياديــة أو َع َرضيــة ومهمــا كان مركزهــم القانونـ ّـي وشــكل أو‬
‫طبيعــة العمــل الــذي يقومــون بــه «‪.‬‬

‫‪ - 116‬محمد أمني‪ « ،‬النظام الضريبي للجمعيات بني الضبابية القانونية والتسامح املغلوط»‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وبصفــة عا ّمــة‪ ،‬فــإنّ العمل ّيــات المعفــاة مــن الضريبــة علــى القيمــة المضافــة‪ ،‬طب ًقــا للمــا ّدة ‪ 91-IV-2‬مــن المدونــة‪،‬‬
‫هــي «الخدمــات التــي تق ّدمهــا الجمعيــات غيــر الهادفــة إلــى الحصــول علــى ربــح‪ ،‬المعتــرف لهــا بصفــة المنفعــة‬
‫العا ّمــة»‪ .‬وتُضيــف الفقــرة الثانيــة مــن هــذه المــا ّدة تدقي ًقــا مفــاده «أنّ اإلعفــاء ال يطبــق علــى العمليــات ذات الطابــع‬
‫التجــاري أو الصناعــي أو الخدماتــي التــي تنجزهــا الهيئــات الســالفة»‪.‬‬
‫الخاصة لفائدة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫تنص مدونة الضرائب (المادة ‪ 6-‬الفقرتان ‪ VII‬و‪ )VIII‬على عدد من اإلعفاءات‬
‫كما ّ‬
‫‪- -‬عمليات القرض التي تقوم بها جمعيات السلفات الصغرى (إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪)2016‬؛‬
‫‪ - -‬العمليات الضرور ّية إلنجاز أهداف جمعيات مستغلّي المياه الفالحية‪.‬‬
‫صر ّيــة‪ ،‬اإلعفــاء مــن الضريبــة علــى القيمــة ال ُمضافــة مــع حــقّ الخصــم بالنســبة‬
‫ويُضــاف إلــى ذلــك‪ ،‬ودائ ًمــا بكيف ّيــة َح ْ‬
‫للحــاالت التالية‪:‬‬
‫‪- -‬الســلع التجهيز ّيــة والمع ـ ّدات واألدوات ال ُمشــتراة مــن ل ـ ُدن الجمع ّيــات المهتمــة بشــؤون األشــخاص ال ُمعاقيــن‬
‫للســلع المذكــورة يدخــل فــي نطــاقِ المهــا ّم‬
‫والتــي ال تهــدف إلــى الحصــول علــى ربْ ٍــح‪ ،‬إذا كا َن اســتعمالها ّ‬
‫الم ْوكولــة إليْهــا ب ُمقتضــى أنْظمتهــا األساســ ّية‪ ( .‬المــا ّدة ‪)92-I-12‬؛‬
‫الســلع والبضائــع واألشــغال والخدمــات التــي يسـلّمها األشــخاص ّ‬
‫الطبيع ّيــون أو المعنو ّيــون المغاربــة أو األجانــب‬ ‫‪ّ --‬‬
‫علــى ســبيل الهِ بــة إلــى الجمعيــات المعتــرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة التــي تُعنــى باألحــوال االجتماعيــة‬
‫والصح ّيــة لألشــخاص ال ُمعاقيــن أو الموجوديــن فــي وضع ّيــة صعبــة‪( .‬المــادة ‪)92-I-20‬؛‬
‫الســلع والبضائــع واألشــغال والخدمــات التــي تسـلّمها الحكومــات األجنبيــة أو المنظمــات ال ّدوليــة علــى ســبيل‬ ‫‪ّ --‬‬
‫الهبــة فــي نطــاق التّعــاون ال ّدولــي إلــى الجمعيــات ال ُمعتــرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪( .‬المــادة ‪.)92-I-20‬‬
‫الد ْخل المقتطعة من المنبع‬ ‫على مستوى ّ‬
‫الضريبة على ّ‬
‫علــى الرغــم مــن أنّ عمــل المتط ِّوعيــن غيــر المــؤ َّدى عنــه يشـ ّك ُل القــوة الرئيسـ ّية للحركــة الجمعو ّيــة بالمغــرب‪ ،‬فــإنّ‬
‫ـكل كبيـ ٍـر علــى العمــل المأجــور‪ .117‬والحــا ُل أنّ هــذه األخيــرة ال تســتفيد مـ ْن أ ّيــة معاملــة‬
‫الجمعيــات تعتمــد كذلــك بشـ ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫كأي مشـغ ٍل رغــم أنّ معظـ َم مواردهــا ناتجــة عــن ال ّد ْعــم‪.‬‬
‫خاصــة‪ ،‬وبالتالــي يتـ ّم التّعامــل معهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫ضريب ّيــة‬
‫مضطــرة للخضــوع للخصــم الضريبــي المســتقطع علــى المداخيــل‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ الجمع ّيــات تجــد نفســها نفســها ْ‬
‫األجر ّيــة‪ ،‬مثلمــا هــو منصــوص عليــه فــي المــادة ‪ 56‬مــن المد ّونــة العامــة للضرائــب‪ ،‬وكــذا علــى التعويضــات‬
‫المدفوعــة لطــرف ثالــث (‪ 30‬فــي المائــة مــن مبلــغ التعويضــات التــي ت ـ ّم ص ْرفهــا)‪ .‬وهــو األ ْمــر الــذي يــؤ ّدي إلــى‬
‫إثقــال كاهــل الج ْمعيــات بالنســبة للمــوارد التــي تحصــل عليهــا بصعوبــة ‪ ،‬كمــا يــؤ ّدي إلــى التقليــص مــن لجوئهــا إلــى‬
‫ومؤهلَــة‪ ،‬ممــا يقــف حاج ـزًا فــي الوقــت نفســه أمــا َم إمكانيــات احتراف ّيــة‬
‫َّ‬ ‫االعتمــاد علــى مــوارد بشــرية مســتدا َمة‬
‫الجمعيــات واســتدامة المشــاريع‪.‬‬
‫كمــا أنَّ المســاطر المتعلقــة بالتّصريــح تثقــل الجمعيــات إلــى حــ ّد مــا‪ ،‬وال ســ ّيما بالنســبة للجمع ّيــات الصغيــرة‬
‫لكــي تحتــرم هــذه المســاطر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫والمتوســطة التــي ال تملــك فــي الغالــب مــا يكفــي مــ َن المــوارد البشــرية والماليــة‬
‫وبالتالــي «تكــو ُن الجمع ّيــة مضطـ ّرة إلــى دفــع الضريبــة المســتقطعة مــن المنبــع إلــى القا ِبــض فــي الشــهر الموالــي‬

‫‪ - 117‬انظــر البحــث الوطنــي الــذي أجنزتــه املندوبيــة الســامية للتخطيــط لــدى املؤسســات غيــر الهادفــة للربــح‪ ،‬دجنبــر ‪ ،2011‬والتــي تكشــف‬
‫ـوي ألكثــر مــن ‪ 33.846‬منصــب شــغل‬‫أ ّنــه يف ‪ ،2007‬جلــأت ‪ 31.4‬يف املائــة مــن اجلمعيــات إلــى العمــل املــؤ ّدى عنــه مــع تعبئــة القطــاع اجلمعـ ّ‬
‫مــؤ ّدى عنــه مبــا يعــادل دوام كامــل‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫والمفصلــة برواتــب‬
‫َّ‬ ‫لشــهر االقتطــاع؛ كمــا تكــو ُن مضطـ ّرة إلــى التصريــح َسـنَو ًّيا خــال شــهر فبرايــر بالقائمــة الكاملــة‬
‫والشــروع‪ ،‬خــا َل الثالثــة أشــهر المواليــة للممارســة االجتماع ّيــة‪ ،‬تحــت طائلــة‬ ‫العامليــن الدائميــن أو ال َع َرض ّييــن‪ّ ،‬‬
‫‪118‬‬
‫العقوبــات‪ ،‬فــي التصريــح بالتعويضــات التــي تُصــرف ألطــراف ثالثــة»‪.‬‬
‫على مستوى حقوق التسجيل والتمبر‬
‫‪- -‬تخضــع الجمع ّيــات لهــذه الضريبــة فــي مختلــف العمليــات والعقــود (اقتنــاء العقــارات والعقــود والوثائــق‬
‫تنــص المــا ّدة ‪ 129‬مــن المد ّونــة العا ّمــة للضرائــب صراحــة‬
‫ّ‬ ‫القانونيــة ‪ )...‬باســتثناء بعــض الجمعيــات التــي‬
‫علــى إعفائهــا‪.‬‬
‫الرسم المهني‬
‫على مستوى ّ‬
‫نجــد هنــا نفــس األحــكام المتعلقــة بالضريبــة علــى الشــركات‪ ،‬حيــث أنّ الجمعيــات غيــر الهادفــة لل ّربــح معفــاة‬
‫مــن هذيْــن ال ّرســميْن بالنســبة للعمليــات المطابقــة للغــرض المحــدد فــي أنظمتهــا األساســية فقــط‪ .‬غيــر أنّ هــذا‬
‫مؤسســات البيــع أو الخدمــات التــي هــي فــي ملْك ّيــة هــذه الجمعيــات‪ .‬وهــو يشــملها فقــط عندمــا‬
‫اإلعفــاء ال يشــمل ّ‬
‫تكتســي انشــطتها طابعــا ربح ّيــا غيــر مطابــق لغــرض قوانينهــا األساســية‪.‬‬
‫على مستوى الرسم على السكن‬
‫وحدهــا الجمعيــات المعتـ َرف لهــا بصفــة المنفعــة العامــة معفــاة مــن هــذا الرســم بالنســبة للعقــارات‪ ،‬إذا كانــت هــذه‬
‫مؤسســات خيريــة والتهــدف إلــى تحقيــق ربــح‪.‬‬ ‫العقــارات تــأوي ّ‬
‫ال ّرســم علــى الخدمــات الجماع ّيــة‪ :‬لالســتفادة مــن اإلعفــاء م ـ ْن هــذا ال ّرســم‪ ،‬ينْبغــي أ ْن تكــون الجمع ّيــة مســتفيدة‬
‫الســكن وال ّرســم المهنــي‪ .‬وكلّمــا كا َن اإلعفــاءُ مــن ال ّرســم المهنــي كليــا ودائمــا‪،‬‬
‫رســم ّ‬
‫مــن اإلعفــاء الكلــي الدائــم مــن ْ‬
‫كلّمــا كان ال ّرســم علــى الســكن محــدودا‪ .‬وقــد تب ّيـ َن أنّ الجمعيــات المعتــرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة هــي الوحيــدة‬
‫المعفــاة مــن الرســم علــى الســكن‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ اإلعفــاء مــن الرســم علــى الخدمــات الجماع ّيــة ال تســتفيد منــه‬
‫ك ّل الج ْمع ّيــات‪.‬‬

‫‪ - 118‬دليل املغربي للجمعيات‪ ،‬مذكور ساب ًقا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫القسم الثالث ‪ :‬الموارد البشرية والحكامة والتمويل‬

‫‪ . 1‬الموارد البشرية‬
‫التطوعي‬
‫ّ‬ ‫‪ .1.1‬العمل‬
‫ـوي»‪ 119‬عــن ال َع َمــل التطوعــي فــي‬
‫اعتمــد هــذا التقريــر بكيف ّيــة أساسـ ّية علــى ال ّدراســة التــي أع ّدهــا «الملتقــى الجمعـ ّ‬
‫المغــرب‪ ،‬وعلــى تجربتنــا الجمعو ّيــة علــى المســتوييْن الوطنــي والدولـ ّـي‪.‬‬
‫السياق التاريخي والتحديد‬
‫إنّ األشــكال القديمــة للتضامــن والتعــاون المتبــادل والممارســات الجماع ّيــة الموجــودة تاريخيــا بالمغــرب (كمــا هــو‬
‫الشــأن بالنســبة للتويــزة) قريبــة م ّمــا نســميه اليــوم العمــل التطوعـ ّـي‪ .‬ففــي المغــرب‪ ،‬كا َن العمــل ي خــارج اإلطــار‬
‫ـوي‪ ،‬كالتعــاون بيــن أفــراد األســرة و»الـ ّد ّوار» والجيــران أو الحـ ّـي‪ ،‬منتشــرا علــى نطــاق واســع جــدا‪ ،‬ألنــه كانــت‬
‫الجمعـ ّ‬
‫يضمــن اســتمرارية الجماعــة ‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫تح ّركــه اعتبــارات دين ّيــة بقـ ْدر مــا كان ْ‬
‫وغــداة االســتقالل‪ ،‬بــر َز شــكل جديــد للعمــل التطوعــي حيـ َن شــارك عــدد كبيــر مـ َن المتط ّوعيــن فــي تشــييد «طريــق‬
‫الوحــدة»‪ .121‬وقــد كان هــذا َ‬
‫الحـ َدث مصــدر انطــاق حركــة إحــداث العديــد مــن ج ْمعيــات األ ْوراش الشــباب ّية‪.‬‬
‫وحســب المندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬فــإنّ المتطـ ِّوع هــو «ك ّل شــخص يباشــر العمــل داخــل الجمعيــة دون مقابــل‬
‫‪122‬‬
‫أي التــزام قانونــي‪».‬‬
‫مالــي وخــارج ّ‬
‫ـوي التــي تع ّبــر عــن فلســفة هــذه المهمــة‪:‬‬‫ويمكــن إغنــاءُ هــذا التعريــف بالتعريــف الــذي تق ّدمــه دراســة الملتقــى الجمعـ ّ‬
‫األجــر‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مدفوع‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫غي‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ـؤول‬
‫ـ‬ ‫ومس‬ ‫ا‬‫ي‬‫ًّ‬ ‫ـخص‬ ‫«يمكــن اعتبــار العمــل ّي بوصفــه قيمــة حيات ّيــة وعطــا ًء ذاتيــا والتزا ًمــا شـ‬
‫بالضــرورة فــي الزّمــان‪ .‬وعليْــه‪ ،‬فــإنّ المتطـ ِّوع يعطــي مــن وقتــه ومعرفتــه وخبرتــه»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خــا َل مـ ّدة غيــر محــدودة‬
‫تســتعمل معظــم الجمعيــات والباحثــون فــي ميــدان العلــوم اإلنســان ّية مصطلــح «متطــوع»‪ ،‬بينمــا ّ‬
‫توظــف النصــوص‬
‫مؤسســين مســؤولين‬
‫ـي «األعضــاء» أو «المنخرطــون» باعتباره ـ ْم فاعليــن ّ‬ ‫التشــريع ّية وقوانيــن الجمع ّيــات مصطلحـ ْ‬
‫عــن تحديــد أهــداف الجمع ّيــة وتشــكيل أجهزتهــا‪.‬‬
‫أ ّما جمعيات ال ّدفاع ع ْن حقوق اإلنسان‪ ،‬والدفاع عن حقوق النساء فتستعمل كلمة «المناضلون»‪.‬‬
‫المؤدى عنه‬
‫ّ‬ ‫التطوع‬
‫ّ‬ ‫المؤدى عنه في مقابل‬
‫ّ‬ ‫التطوع غير‬
‫ّ‬
‫ـاس ال ّداللــي‬
‫ـي ‪ bénévolat‬و ‪ .volontariat‬وهــذا االلتبـ ُ‬ ‫ت َْس ـتَعم ُل اللغــة العرب ّيــة ك ِل َمــة «التطــوع» ك ُمقابـ ٍـل لكلمتـ ْ‬
‫األنجلوساكســون ّية وفــي ألمانيــا مــع كلمــة ‪.volunteer‬‬
‫َ‬ ‫يوجــد كذلــك فــي البلــدان‬ ‫َ‬
‫‪ - 119‬دراسة حول التطوع املؤدى عنه والتطوع غير املؤدى عنه‪ .‬امللتقى اجلمعوي‪ ،‬يوليوز ‪.2010‬‬
‫‪120 - Bénédicte Halba, Bénévolat et volontariat en France et dans le monde, La Documentation Française, 2003‬‬
‫وحــدت‪ ،‬مــن الناحيــة الرمزيــة‪ ،‬املغــرب عــن طريــق تعبئــة ‪ 12000‬مغربــي مــن مختلــف املناطــق التــي كانــت حتــت االحتــال‬
‫‪ - 121‬هــي التــي ّ‬
‫الفرنســي واإلســباني‪.‬‬
‫‪122 - Glossaire de l’Enquête nationale auprès des Institutions Sans But Lucratif en 2007 du HCP, p.235‬‬

‫‪58‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫ضــوح وضع ّيــة المتط ـ ِّوع‪ ،‬والطبيعــة الحديثــة لل َع َمــل‬ ‫وجــودِ إطـ ٍـار قانونـ ّـي ِّ‬
‫يؤطــر ب ُو ُ‬ ‫وفــي الم ْغــرِ ب‪ ،‬يُســاه ُم غيَــاب ُ‬
‫التطوعــي (لـ ْم يظهــر المفهــوم ّإل فــي الســتينيات مــع انطــاق العمــل التطوعــي الدولــي) وكــذا االســتعمال العربــي‬
‫الــذي ال يم ّيــز بيــن المصطلحيْــن‪ ،‬فــي وجــود هــذا االلتبــاس بيــن المفهوميْــن‪.‬‬
‫خاصــة توجــد بيــن العمــل ّ‬
‫الطوعــي‬ ‫ّ‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإنّ العمــل التطوعـ ّـي‪ ،‬فــي اســتعماله ال ّدقيــق‪ ،‬يشــير إلــى وضع ّيــة‬
‫والعمــل المأجــور‪ ،‬وف ًقــا للدراســة التــي أنجزهــا الملتقــى الجمعـ ّ‬
‫ـوي‪:»123‬‬
‫اجتماعي؛‬
‫ّ‬ ‫صلَحة عا ّمة أو ي ْرتبط نطاق تدخله بما هو‬
‫المنجز َم ْ‬
‫َ‬ ‫‪1.1‬تكون للعمل‬
‫‪2.2‬يكون االلتزام بموجب عقد لفترة محددة في الزّمان‪ ،‬لكن من دون عالقة تبعية؛‬
‫أج ًرا) لتغطية مصاريف المتط ّوع‪.124‬‬
‫مالي (وليس ْ‬
‫ّ‬ ‫تعويض‬
‫ٍ‬ ‫‪3.3‬يتم دفع‬
‫ولــوج الحقــل‬
‫ِ‬ ‫مــن المعلــوم أنّ المتط ِّوعيــن الدول ّييــن (وال ســ ّيما المنحدريــن مــن بلــدان الشــمال) شــر ُعوا فــي‬
‫غالــب األحيــان‪ ،‬يعمــد هــؤالء المتط ّوعــون إلــى إبــرام عقــود مــع‬
‫ِ‬ ‫الجمعــوي المغربــي فــي ســنوات ‪ .1960‬وفــي‬
‫ّ‬
‫إحــدى الهيئــات األجنبيــة (وكالــة تعــا ُون دوليــة أو منظمــات غيــر حكوميــة فــي بلــد مــن بلــدان الشــمال) التــي‬
‫تتك ّفــل بتعويضهــم مــن الناحيــة الما ّد ّيــة‪ ،‬وتكــون بمثابــة وســيط يشــرف علــى تعيينهــم فــي بلــد مــن بلــدان الجنــوب‬
‫يســتضيفهم‪ ،‬عمومــا‪ ،‬وفــق الحاجيــات الم َع َّبــرِ عنهــا علــى المســتوى المحلّــي‪.‬‬
‫وإذا كا َن اإلعــا ُن العالمـ ّـي للتّطــوع‪ ،‬ال ُمصــا َدق عليْــه بمدينــة أمســتردام ســنة ‪ ،2001‬يعطــي مكانــة ها ّمــة للعمــل‬
‫الط ّوعــي‪ ،‬فإ ّنــه ال يفــرد لــه ْ‬
‫وض ًعــا قانونيــا‪ ،‬فــي حيــن يتوفــر العمــل التّطوعــي علــى إطــار رســمي‪.‬‬
‫إنّ التّطــوع المــؤ ّدى عنــه ‪ volontariat‬بالمعنــى الدقيــق للكلمــة‪ ،‬ال يــزال ظاهــرة هامشــ ّية فــي بالدنــا‪ ،‬علــى‬
‫صطلــح «تطــوع مــؤدى عنــه»‬ ‫الرغــم مــن أنّ الكلمــة تتــر ّدد علــى جميــع األلْســنة‪ .‬وفــي هــذا التّقريــر‪ ،‬سيُســتعمل ُم ْ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تعويضــا ويعملــو َن فــي جمعيــات أو منظمــات دول ّيــة غيــر‬ ‫‪ volontaire‬للحديــث عــن األشــخاص الذي ـ َن يتل ّق ـ ْون‬
‫ـي «متط ـ ّوع بــدون مقابــل» أو‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫مصطلح‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـتعمال‬‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـيقتصر‬ ‫حكوميــة‪ .‬أ ّمــا بالنســبة للجمعيــات المغربيــة‪ ،‬فسـ‬
‫أي تعويــض‪.‬‬ ‫«غيــر المــؤ ّدى عنــه»‪ ،‬وال ســ ّيما أنّ ظهيــر نونبــر ‪ 1958‬يســتبعد ّ‬
‫المؤدى عنه‬
‫َّ‬ ‫غير‬
‫للتطوع ْ‬
‫ّ‬ ‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫أشكال‬

‫اجلمعيات‬
‫ّ‬ ‫تطوع أجراء‬
‫ّ‬ ‫مدة‬
‫ّ‬
‫إنّ األجــراء‪ ،‬ســواء تـ ّم تشــغيلهم مـ ْن بيــن المتطوعيــن أو غيــر المتط ّوعيــن‪ ،‬يمكــن أن يكونــوا مناضليــن مدافعيــن عــن‬
‫القضيــة التــي تدافــع عنهــا الجمعيــة‪ .‬ويمكنهــم أن يزاولــوا أنشــطة تط ّوعيــة شــريطة أن يتعلــق األمــر بنشــاط يختلــف‬
‫يخصــص‬
‫ّ‬ ‫عــن نشــاط األجيــر‪ .‬وفــي الج ْمعيــات الكبــرى‪ ،‬يمكــن للشــخص أن يكــون أجيـ ًرا فــي مقـ ّر للجمع ّيــة لكنــه‬
‫ـوي‪ .‬وفــي هــذا النــوع مــن الجمعيــات‪ ،‬يتـ ّم الحديــث عــن ناشــطين‬
‫وقتــا للعمــل التطوعــي فــي فــرع أو فــي قطــاع جمعـ ّ‬
‫متط ّوعيــن وناشــطين أجــراء‪.‬‬

‫‪ - 123‬دراسة حول العمل التطوعي املؤدى عنه والعمل التطوعي غير املؤدى عنه‪ .‬امللتقى اجلمعوي‪ ،‬يوليوز ‪.2010‬‬
‫‪ - 124‬يســتفيد املتطــوع املأجــور مــن تعويــض أو تك ّفــل رســمي بواســطة عقــد‪ .‬أمــا املتطوعــون غيــر األجــراء فيمكنهــم االســتفادة مــن تعويــض‬
‫عــن األعمــال التــي يتكفلــون بهــا‪ ،‬غيــر أن الفــرق األساســي هــو أن هــذا التعويــض ال يغطــي النفقــات املعيشــية‪ ،‬كمــا أنــه ليــس رســميا وال‬
‫تترتــب عنــه أي التــزام بتحقيــق نتيجــة معينــة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫رعاية الكفاءات‬
‫تعــ ّد رعايــة الكفــاءات شــكال مــن أشــكال الممارســة الخارجيــة للمســؤولية االجتماعيــة للمقــاوالت بتعــاون مــع‬
‫جمع ّيــة واحــدة أو أكثــر‪ .‬فــي عالقــة ال ّرعايــة‪ ،‬تســمح المقــاوالت للمتعاونيــن معهــا بنقــل معارفهــم أو وضــع مهاراتهــم‬
‫رهــن إشــارة أهــداف أو برامــج ذات منفعــة عا ّمــة وأهــداف غيــر ربح ّيــة‪ .‬كمــا أنّ تدخّ ــل المتعاونيــن يت ـ ّم‪ ،‬حســب‬
‫الحالــة‪ ،‬أثنــاء أو خــارج ســاعات العمــل‪ .‬ويمكــن أ ْن يكــون هــذا التّدخّ ــل فــي وقــت محــدد أو بكيفيــة منتظمــة لمــدة‬
‫يمكــن أن تمتـ ّد مــن بضــع ســاعات إلــى عــدة شــهور‪ .‬وفــي جميــع الحــاالت‪ ،‬يتل ّقــى المتعاونــون تعويضــات ماليــة مــن‬
‫طــرف مش ـغّليهم‪.‬‬
‫وفــي بعــض البُلــدان‪ ،‬يمكــن أن تــؤ ّدي هــذه األشــكال مــن وضــع رهــن اإلشــارة إلــى الحصــول علــى امتيــاز ضريبـ ّـي‪.‬‬
‫حيــث أنّ رعايــة الكفــاءات تعــزّز تحفيــز المتعاونيــن الذيــن ينخرطــون فــي العمــل معهــا‪ ،‬كمــا تقــ ّوي شــعورهم‬
‫بالمنفعــة االجتماعيــة‪ .‬إ ّنهــا تق ـ ّوي قدراتهــم علــى تنويــع أنشــطتهم والتفاعــل مــع األطــراف المعن ّيــة الخارج ّيــة‪.‬‬
‫وفــي المغــرب‪ ،‬تط ـ ّورت رعايــة الكفــاءات علــى يــد ج ْمعيــة‪ 125‬تم ّكنــت مــن توحيــد عــدد مــن المقــاوالت الكبــرى‬
‫مــن أجــل تدخّ ــل أطرهــا فــي برامــج تتعلــق بالتوعيــة والتكويــن فــي مجــال ريــادة األعمــال لفائــدة جمهــور واســع‬
‫مؤسســة «وفــا ســلف» تو ّفــر ل ُمتعاونيهــا إمكان ّيــة التدخــل فــي برامــج دعــم الشــباب‬
‫ّ‬ ‫مـ ْن تالميــذ الثانويــات‪ .‬كمــا أنّ‬
‫والنســاء‪.‬‬
‫خصائص التطوع في المغرب‬

‫ٌ‬
‫معطيات سوسيو‪ -‬اقتصادية حول املتطوعني‬
‫ـي ثلــث مجمــوع المتط ّوعيــن‬‫المتوســطة هــي الفئــة المهن ّيــة األكثــر تمثيل ّيــة للمتط ّوعيــن‪ ،‬حيــث تم ّثــل حوالـ ْ‬
‫ّ‬ ‫تُعـ ّد األطــر‬
‫(‪ 31.8‬فــي الماشــة)‪ ،‬تليهــا األطــر العليــا وأطــر اإلدارة التــي تم ّثــل التّوالــي ‪ 20.7‬فــي المائــة و‪ 18.9‬فــي المائــة‪ .‬بينمــا‬
‫(الموظفــون والعمــال وغيرهــم) ثلــث المتط ّوعيــن (‪ 16.1‬فــي المائــة و‪ 10.7‬فــي المائــة‬ ‫ّ‬ ‫تم ّثــل باقــي الفئــات األخــرى‬
‫‪126‬‬
‫و‪ 1.8‬فــي المائــة‪ ،‬علــى التّوالــي)‪.‬‬
‫يقتصــر العمــل التّطوعــي الدائــم علــى كبــار السـ ّـن‪ ،‬فــي حيــن أنّ العمــل ي المحـ ّدد أو المتعلــق بــأداء مه ّمــة محـ َّـد َدة‬
‫يفضلــون االنخــراط فــي اســتدامة كاملــة ولكــن لفتــرة محــددة‪.127‬‬ ‫يقــوم بــه الشــباب الذيــن ّ‬
‫المنجـزَة حــول المجتمــع ال َم َدنـ ّـي‪ ،‬فــإنّ أبــر َز ال ّدوافــع التــي تــؤ ّدي إلــى االنخــراط فــي الجمع ّيــات‬
‫َ‬ ‫وحســب الدراســة‬
‫هــي ال ّدفــاع عــن الحقــوق (‪ 49.1‬فــي المائــة)‪ ،‬والفائــدة الماليــة (‪ 37.2‬فــي المائــة)‪ ،‬والفائــدة الفكريــة (‪ 31.8‬فــي‬
‫المائــة )‪ ،‬والتفاعــل مــع اآلخريــن (‪ 27.1‬فــي المائــة)‪ .‬غيــر أنّ الدراســة ال تح ـ ّدد بالضبــط مــا هــو المقصــود ِب‬
‫«الفائــدة الماليــة»‪.‬‬
‫كما يختلف العمل ي حسب الجنس‪ ،‬إ ْذ أنّ ثلث المتط ّوعين هم م َن النساء‪.128‬‬

‫‪ - 125‬جمعية «إجناز»‬
‫‪ - 126‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬البحث الوطني حول املؤسسات غير الربحية‪.2011 ،‬‬
‫‪ - 127‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬البحث الوطني حول املؤسسات غير الربحية‪.2011 ،‬‬
‫‪ - 128‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬البحث الوطني حول املؤسسات غير الربحية‪.2011 ،‬‬

‫‪60‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫بشري للجمعيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أهم مورد‬
‫املتطوعون‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الســامية للتخطيــط ‪ :129‬ذلــك أنّ‬
‫ـب المندوبيــة ّ‬ ‫ـوي بشــكل كبيــر علــى العمــل التطوعــي‪َ ،‬ح َسـ َ‬ ‫يعتمــد القطــاع الجمعـ ّ‬
‫أي أجيـ ٍـر‪ .‬وبال ُمقابــل‪ ،‬فــإنّ جمعيــات أخــرى ‪ 11‬فــي‬ ‫‪ 7‬جمعيــات مــن أصــل ‪ 68.6( 10‬فــي المائــة) ال تتو ّفــر علــى ّ‬
‫المائــة ال تعتمــد ّإل علــى األجــراء إلنجــاز أعمالهــا‪.‬‬
‫المتوســط علــى ثمانيــة متط ّوعيــن‪ ،‬حيــث اســتفادت مــا يقــرب مــ ْن ‪ 80‬فــي المائــة مــن‬
‫ّ‬ ‫تتو ّفــر كل جمعيــة فــي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجمعيــات مــن خدمــات أق ـل مــن عشــرة متط ّوعيــن‪ ،‬فــي حيــن أنّ نســبة ‪ 3.6‬فقــط تمكنــت مــن تعبئــة عشــرين‬
‫متط ّو ًعــا أو أكثــر‪.‬‬
‫ـي ‪ 352.000‬متط ـ ّوع‪ ،‬مــن بينهــم ‪ 304.492‬متط ّو ًعــا‬ ‫وفــي ســنة ‪ ،2007‬تم ّكــن القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـوي م ـ ْن تعبئــة حوالـ ْ‬
‫بدوام كامِ ـ ٍـل ‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫ٍ‬ ‫أي مــا يعــادل ‪ 56.524‬شــغل‬
‫منتظ ًمــا‪ .‬وقــد أنفــق هــؤالء المتط ّوعــون مــا يناهــز ‪ 96‬مليــون ســاعة عمــل‪ْ ،‬‬
‫كاف‪ ،‬لكــن يجــب ُ‬
‫ربطــه بواقــع أنّ ‪ 90‬فــي المائــة مــن المغاربــة لــم يســبق لهــم ال ُمشــاركة‬ ‫قــد يبــدو هــذا ال ّرقــم غيــر ٍ‬
‫ـت بهــا بعــض الجمع ّيــات للمندوبيــة الســامية للتخطيــط‪،‬‬ ‫ـوي‪ .131‬وحســب التصريحــات التــي أدلـ ْ‬ ‫أي نشــاط جمعـ ّ‬ ‫فــي ّ‬
‫فــإنّ أكثــر مــن نصــف هــذه الجمع ّيــات وجــدت صعوبــات‪ ،‬ســنة ‪ ،2007‬فــي تعبئــة متطوعيــن أو إقنــاع أولئــك الذيــن‬
‫يعملــون معهــا بمواصلــة العمــل داخلهــا‪ .‬وهــذا يعنــي أنّ النســبة القليلــة مــن المواطنيــن الذيــن ينخرطــون فــي العمــل‬
‫ي داخــل الجمعيــات ينفقــون فــي العمــل ســاعات كثيــرة‪.‬‬

‫المخصــص لألنشــطة التطوعيــة‪ ،132‬يحتـ ّل المرتبــة المغــرب ‪ 125‬مـ ْن ْ‬


‫أصــلِ ‪140‬‬ ‫ّ‬ ‫وفــي دراســة مقارنــة حــو َل الوقــت‬
‫بلـدًا‪ .‬وعلــى صعيــدِ منطقــة الشــرق األ ْوســط وشــمال إفرقيــا‪ ،‬يحتـ ّل المرتبــة مــا قبْــل األخيــرة (ب ْعـ َد مصــر)‪.‬‬
‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬يكشــف تحليــل مقــارن للبنيــات الجمعو ّيــة‪ ،‬شــمل ‪ 16‬دولــة‪ 10( 133‬دول أوروبيــة والواليــات المتحــدة‪،‬‬
‫الصاعــدة‪ ،‬مــن بينهــا المغــرب)‪ ،‬أنّ بالدنــا تحتــ ّل المرتبــة ‪ 14‬مــن حيــث حجــم‬ ‫إضافــة إلــى اليابــان والبلــدان ّ‬
‫‪134‬‬
‫المتطوعيــن مــن المواطنيــن البالغيــن‪.‬‬
‫إنّ ال ُمشــاركة المتد ّن ّيــة للمغاربــة فــي األنشــطة يــة يمكــن تفســيرها نســب ًّيا بواقِ ـ ِـع أنّ ال يت ـ ّم تثمينــه فــي التكويــن‬
‫وخــا َل ال َم َســار المهنـ ّـي للشــخص‪ .‬غيــر أنّ الدولــة‪ ،‬باعترافهــا بوضع ّيــة المتطـ ّوع‪ ،‬يمكنهــا أ ْن تضــع تدابيــر تشـ ّ‬
‫ـجع‬
‫الشــأن فــي البلــدان األنجلوساكســون ّية التــي يُعتبــر فيهــا العمــل شـ ً‬
‫ـرطا‬ ‫ـوي (كمــا هــو ّ‬
‫الشــباب علــى االنخــراط الجمعـ ّ‬
‫الز ًمــا للولــوج إلــى الدراســات العليــا)‪.‬‬

‫‪ - 129‬يف غيــاب إطــار قانونــي ّ‬


‫يؤطــر ويحـ ّدد وضع ّيــة املتطــوع‪ ،‬تســتند األرقــام التــي تق ّدمهــا املندوبيــة الســامية للتخطيــط إلــى تصريحــات‬
‫اجلمع ّيــات‪.‬‬
‫‪ - 130‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬البحث الوطني حول املؤسسات غير الربحية‪..2011 ،‬‬
‫‪ - 131‬مســاهمة اللجنــة الدائمــة املكلفــة بالقضايــا االجتماعيــة والتضامــن باملجلــس يف تقييــم الثــروة اإلجمال ّيــة للمغــرب‪ ،‬مــارس‪2015 ،‬‬
‫‪2015.‬‬
‫‪132 - CAF World Giving Index 2016. Charities Aid Foundation. Ocober 2016.. Cet index est publié annuellement‬‬
‫‪depuis 2010. Il se base sur trois mesures : avez vous donné de l’argent pour une bonne cause ; avez vous aidé un‬‬
‫‪étranger; avez vous consacré du temps à du bénévolat ?, C’est l’unique étude comparative de la générosité dans‬‬
‫‪140 pays.‬‬
‫‪133 - DELOITTE. Analyse comparative des structures associatives à travers le monde. Forum national des associations‬‬
‫‪et Fondations, 2013‬‬
‫املنجــز مــن طــرف املندوبيــة‬
‫‪ - 134‬جميــع املعطيــات التــي ته ـ ّم املغــرب مصدرهــا البحــث الوطنــي حــول املؤسســات غيــر الهادفــة للربــح‪َ ،‬‬
‫الســامية للتخطيــط‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫كمــا أ ّنــه باإلمــكان اقتــراح أنشــطة جمعو ّيــة فــي المدرســة لفائــدة التالميــذ منــذ نعومــة أظافرهــم‪ .‬أ ّمــا بالنّســبة‬
‫للبالغيــن‪ ،‬فإ ّنــه ينبغــي إيجــاد آليــات لالعتــراف بالمكتســبات التــي تســمح بالحصــول علــى الشــهادات أو مــا يعادلهــا‪.‬‬

‫‪Source : Deloitte‬‬

‫استقطاب المتطوعين في المغرب‬


‫ُ‬
‫االستقطاب‬
‫باســتثناء عــدد قليــل مــن الجمع ّيــات التــي تحــرص علــى تنظيــم هــذا العمليــة‪ ،‬فــإنّ مســطرة جلــب متط ّوعيــن غيــر‬
‫مقنّنــة أو بالــكادِ يشــار إليهــا فــي األنظمــة الداخل ّيــة‪.‬‬
‫ـمي» (عــن طريــق صديــق أو قريــب) تليــه آليــة االختيــار أثنــاء‬ ‫يتعلــق األمــر‪ ،‬فــي غالــب األحيــان‪ ،‬بتحديــد «غيــر رسـ ّ‬
‫تأســيس الجمعيــة أو خــال عقــد الجمــع العــا ّم‪ 135 .‬وبالتالــي‪ ،‬فإنــه قلّمــا تســتند معاييــر االســتقطاب علــى الجمــع مــا‬
‫بيــن قــدرات المتطوعيــن والحاجيــات مــن المــوارد البشــرية‪ .‬لذلــك فــإنّ طلــب رســالة تحفيــز مــن المتطـ ّوع وتقديمــه‬
‫ـت ُم َما َر َســات شــائعة فــي المغــرب‪.‬‬
‫دفتــر تح ّمــات تتعلــق بمهامــه داخــل الجمع ّيــة‪ ،‬ليسـ ْ‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬هنــاك جمعيــات تســتقطب متط ّوعيــن عــن طريــق االنتقــاء بنــاء علــى إجــراء مقابلــة معهــم واســتفادتهم‬
‫مــن التكويــن فــي هــذا الميــدان‪.‬‬
‫منصــات‬
‫وينبغــي اإلشــارة كذلــك إلــى ممارســات جديــدة لالســتقطاب وتعييــن المتط ّوعيــن أكثــر تنظي ًمــا‪ .‬مــن بينهــا ّ‬
‫(وخاصــة «مغــرب « و»التنميــة») ‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ّ‬ ‫علــى شــبكة األنترنــت التــي تم ّكــن المتط ّوعيــن مــ ْن إرســالِ ترشــيحاتهم‬
‫المؤس َســات المدرســ ّية أو خــال األيــام الموضوعات ّيــة) فت َُخ َّصــص باألحــرى لتعبئــة‬
‫ّ‬ ‫أ ّمــا حمــات التعبئــة (فــي‬
‫المتط ّوعيــن المؤ ّقتيــ َن‪.‬‬

‫‪ - 135‬دراسة حول العمل التطوعي املؤدى عنه والعمل التطوعي غير املؤدى عنه‪ .‬امللتقى التطوعي‪ ،‬يوليوز ‪.2010‬‬
‫‪ - 136‬متوفر على الرابطني التاليني‪:‬‬
‫‪ http://www.tanmia.ma/~volontaires/app.php‬و ‪http://www.marocbenevolat.org/‬‬

‫‪62‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫االستقبال وظروف العمل‬


‫ـوي عــن انعــدام آليــات اســتقبال المتط ّوعيــن‪ .‬حيــث أنّ المتط ِّوعيــن‬ ‫تكشــف المقابــات التــي أجراهــا الملتقــى الجمعـ ّ‬
‫الجــدد ال يــكا ُد يهتـ ّم بهــم أحــد‪ ،‬وبالتالــي يشــعرون ب َمزِ يـ ٍـج مــن اإلحبــاط واإلهانــة‪ ،‬األمــر الــذي يــؤ ّدى إلــى الالمبــاالة‬
‫وإلــى عــدم االنتظــام فــي الحضــور إلــى الج ْمع ّيــة‪.‬‬
‫اســا علــى اتفــاق تلقائـ ّـي بيــن الطرفيــن‪ ،‬تقــوم فــي بعــض األحيــان‬ ‫أس ً‬
‫إنّ العالقــة بيــن المتطـ ِّوع وبيــن الجمعيــة تقــوم َ‬
‫علــى وثائــق مــن َقبيــل النّظــام َ‬
‫األس ِ‬
‫اسـ ّـي أو النِّظــام ال ّداخلــي للجمع ّيــة‪ ،‬إذا كانــا ينطويــان علــى بنــود تهـ ّم المتط ّوعيــن‪.‬‬
‫الشــخص المتطـ ّوع وحقوقــه ومـ ّدة ووتيــرة عملــه‪.‬‬ ‫ينظــم واجبــات ّ‬ ‫ـص قانونـ ّـي ّ‬
‫ألي نـ ّ‬
‫فــا وجــود ّ‬
‫مســؤول ّية الج ْمعيــة ت َُجــاه المتط ـ ّوع (ومســؤولية المتط ـ ّوع تجــاه الجمع ّيــة)‪ ،‬فإنهــا تُنظمهــا نصــوص‬
‫ـص ْ‬ ‫وفيمــا يخـ ّ‬
‫ّ‬
‫تشــريع ّية عامــة ‪ .‬وحســب الدراســة المتعلقــة بمؤشــر المجتمــع المدنــي‪ ،‬فــإنّ «التغطيــة االجتماع ّيــة للمتطـ ّوع أثنــاء‬
‫‪137‬‬

‫ـاص بالجمعيــة ليــس إلزام ًّيــا‪ .‬فهــي ليســت ملزَمــة بتأميــن المتطـ ّوع ضـ ّد المخاطــر فــي حالــة وقــوع‬‫أدائــه لنشــاط خـ ّ‬
‫‪138‬‬
‫حــادث أو إصابــة بمـ َرض خــال مزاولتــه ألنشــطة الجمع ّيــة»‪.‬‬
‫ً‬
‫تعويضــا عــن النشــاط الــذي‬ ‫أي مقابـ ٍـل (نقــدِ ّي أو عينـ ّـي)‪ ،‬غيــر أ ّنــه ي ْمكِ ـ ُن فــي ال ُمقابــل أن يتل ّقــى‬
‫وال يتل ّقــى المتطـ ِّوع ّ‬
‫تطـ َّو َع إلنجــازه ( التن ّقــل‪ ،‬اإليــواء)‪.‬‬
‫بشري للجمع ّيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتط ّوعون هم أه ّم مورد‬

‫إنّ المصطلحــات ال تحيــل دائمــا إلــى مفاهيــم واضحــة‪ :‬ذلــك أنّ التّط ـ ّوع غيــر المــؤ ّدى عنــه والتطــوع المــؤ ّدى عنــه غالبــا‬
‫مــا يُســتعمالنِ دون تمييــز‪ ،‬فــي حيــن أ ّنهمــا يشــيران إلــى عمليتيْــن مختلفتيْــن‪ .‬فالمتطـ ّوع الــذي ال يأخــذ أجـ ًرا يعطــي وقتــه‬
‫أجــر‪ .‬يُضــاف إلــى‬
‫الكامــل للتطـ ّوع بــدون تعويــض مالــي‪ ،‬أ ّمــا المتطـ ّوع بأجــر فيعمــل لفائــدة الجمع ّيــة بكيف ّيــة تعاقد ّيــة مقابــل ْ‬
‫هذيــن المصطلحيــن مصطلــح «العضــو» ال ُمســتع َمل فــي النّصــوص التشــريع ّية والقوانيــن األساسـ ّية‪ .‬إنّ العضــو المواظــب‬
‫علــى تســديد انخراطــه ومســاهمته لــه الحــقّ فــي حضــور الجمــوع العامــة وفــي التصويــت‪ ،‬كمــا يمكنــه أ ْن يشــارك بكيفيــة‬
‫تط ّوع ّيــة فــي العمل ّيــات التــي تقــوم بهــا الجمعيــة‪.‬‬

‫روري أ ْن يكو َن المتط ّوع عض ًوا في الجمعية‪.‬‬


‫الض ّ‬‫ليس من ّ‬

‫متطوعا وال يمكنه أ ْن يكو َن عض ًوا‪.‬‬


‫ً‬ ‫كما أنّ األجير ليس‬

‫ـكل واضــح فــي أنْظمــة الجمع ّيــة لتفــادي ّ‬


‫أي تضــارب فــي المصالــح وخطــر‬ ‫ينبغــي التنصيــص علــى هــذه الت ْمييــزات بشـ ٍ‬
‫األساســي المتعلــق ِب «الت ْدبيــر التط ّوعــي « للج ْمعيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫انتهــاك المبــدأ‬
‫ـوي حــدود‪ ،‬ال سـ ّي َما فــي مجــاالت األنشــطة (ال ّرعايــة والتأهيــل الطبــي والنفســي) التــي ّ‬
‫تؤطرهــا‬ ‫للتطـ ّوع فــي العمــل الجمعـ ّ‬
‫الح َرف ّيــة‪ .‬فــي هــذه الحالــة يتقـ ّدم العمــل التطوعــي المــؤ ّدى عنــه علــى التطــوع‬ ‫معاييــر محـ ّددة وتتطلّــب مســتوى معي ًنــا مــن ِ‬
‫وتصبــح إشــكالية التمويــل المســتدام وتدبيــر المــوارد البشــرية ذات أولو ّيــة‪ .‬ومـ ْن أجــل تطويــر التطــوع‬ ‫غيــر المــؤ ّدى عنْــه‪ْ ،‬‬
‫غيــر المــؤ ّدى عنــه‪ ،‬يتع ّيــن علــى الجمعيــات عقْلنــة عمليــة اســتقطاب المتط ّوعيــن ومصاحبتهــم وتوجيههــم وتكوينهــم‪ .‬كمــا‬
‫أنّ ال ّرفـ َع مــن ف ّعاليــة عمــل المتط ّوعيــن يســتدعي إدماجهــم الفعلـ ّـي فــي بنْيــة الجمع ّيــة‪ ،‬ومنحهــم مســاحات لحريــة التعبيــر‬
‫ـاك إشــكال ّية ها ّمــة تتعلّــق بانعــدام التأميــن ِضـ ّد ال َمخاطــر‬
‫واالقتــراح‪ ،‬عــاوة علــى هامــش للخلــق واإلبــداع‪ .‬وأخيـ ًرا‪ ،‬فــإنّ هنـ َ‬
‫فــي حالــة وقــوع حــادث أو مــرض خــال األنشــطة التــي ينجزهــا المتطـ ّوع‪.‬‬

‫‪ - 137‬وال سيما ظهير االلتزامات والعقود ومدونة األحوال الشخصية‪ ،‬والقانون اجلنائي‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪ - 138‬عز الدين أقصبي‪ ،‬دراسة مؤشر املجتمع املدني يف املغرب‪ ،‬الفضاء اجلمعوي‪ ،‬أبريل ‪ ،2010‬ص‪.31 .‬‬

‫‪63‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الجمعوي‬
‫ّ‬ ‫الوس ط‬
‫عنه في َ‬
‫المؤدى ْ‬
‫ّ‬ ‫‪ .2.1‬العمل‬
‫الجمعوي بالمغرب‬
‫ّ‬ ‫الوسط‬
‫المؤدى عنه في َ‬
‫ّ‬ ‫عوامل َت ُح ّد من التّ شغيل‬
‫أش ـ ْرنَا مــن قبــل إلــى المكانــة الها ّمــة جــدا التــي يحتلهــا العمــل التطوعــي داخ ـ َل الجمعيــات‪ .‬غيْــر أ ّنــه ال يمكــن‬
‫للجمعيــة أن تتط ـ ّور وتصبــح احتراف ّيــة بــدون اللجــوء إلــى تشــغيل أجــراء يعملــون داخلهــا‪ .‬وهــي مه ّمــة ليســت فــي‬
‫متنــاول عــدد كبيــر مــن الجمعيــات‪.‬‬
‫وبالفعــل‪ ،‬تبــرز المعطيــات التــي كشــف عنهــا بحــث ميدانــي أجرتــه المندوبيــة الســامية للتخطيــط أنّ ‪ 31.4‬فــي المائــة‬
‫أي ‪ 68.6‬فــي المائــة‪ ،‬فإ ّنهــا تعتمــد‬
‫فقــط مــن الجمع ّيــات هــي التــي لجــأت إلــى التشــغيل المــؤ ّدى عنــه‪ .‬ومــا تب ّقــى‪ْ ،‬‬
‫اعتمــادا كليــا علــى العمــل التطوعــي‪ .‬وعلــى ســبيل ال ُمقارنــة‪ ،‬بلــغ عدد الجمعيات في فرنســا ‪ 1.3‬مليون جمع ّية نشــيطة‬
‫ســنة ‪ ،2013‬مــن بينهــا ‪ 12‬فقــط تش ـغّل أجــراء يتــراوح عددهــم فــي غالــب األحيــان مــا بيــن أجيــر واحــد وأجيريْــن‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫ويمكــن تفســير هــذه النســبة الضعيفــة بالمقارنــة مــع المغــرب بارتفــاع كلفــة التح ّمــات االجتماعيــة بفرنســا‪.‬‬
‫وجــه الخصــوص‪ ،‬اســتدامة‬ ‫إنّ اللجــوء إلــى التشــغيل المــؤ ّدى عنــه يفتــرض تو ّفــر مــوارد ماليــة‪ ،‬كمــا يفتــرض‪ ،‬علــى ْ‬
‫هــذه المــوارد‪ .‬وهــذا معنــاه إ ّمــا تو ّفــر الجمعيــة علــى ماليــة خاصــة بهــا‪ ،‬أو اعتمادهــا علــى دعــم مالــي منتظــم‪ ،‬وال‬
‫سـ ّيما عنــد وجــود عـ ّدة جهــات مانحــة ‪ .140‬والحــا ُل أنّ جمعيــات قليلــة هــي التــي تتو ّفــر فيهــا هــذه الشــروط‪ ،‬األمــر‬
‫ـي ‪ 60‬فــي المائــة‬
‫يفســر كـ ْون معظــم الجمعيــات تشــتغل بعــدد قليــل جـ ّدا مــن األجــراء‪ .‬وبالفعــل‪ ،‬فــإنّ حوالـ ْ‬ ‫الــذي ّ‬
‫واحـ ٍـد‪ ،‬و ‪ 18.4‬فــي المائــة تتوفــر علــى أجيريْــن‪ ،‬و‪ 0.1‬فــي المائــة‬‫مــن الجمعيــات ال تتوفــر علــى أكثــر مــن أجيـ ٍـر ِ‬
‫‪141‬‬
‫فقــط منهــا تشـغّل أكثــر مــن ‪ 60‬أجيـ ًرا‪.‬‬

‫وعلــى ال ّرغــم مــن هــذه المعيقــات‪ ،‬فقــد تم ّكنــت الجمعيــات مــن توظيــف ‪ 27.919‬أجيــر بـ ٍ‬
‫ـدوام كامــل‪ ،‬و‪35.405‬‬
‫(أي‬ ‫ـدوام جزئــي ‪ .‬وبتحويــل عــدد ســاعات العمــل التــي ينجزهــا هــؤالء إلــى مناصــب شــغل معــادل لـ ٍ‬
‫ـدوام كامــل ْ‬ ‫‪142‬‬
‫بـ ٍ‬
‫ـوي قــد تم ّكــن ســنة ‪ ،2007‬مــن تعبئــة ‪ 33.846‬منصــب شــغل معــادل‬
‫‪ 5.927‬شــغل)‪ ،‬يمكــن القــول إنَّ القطــاع الجمعـ ّ‬
‫لـ َد َو ٍام كامـ ٍـل‪.‬‬

‫اســتنا ًدا إلــى معطيــات المندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬وأخْ ـ ًذا فــي االعتبــارِ نســبة ّ‬
‫الســاكنة النشــيطة فــي المغــرب‬
‫‪143‬‬ ‫ـوي قــا َم ْ‬
‫بتشــغيلِ ‪ 0.3‬فــي المائــة مــن الســاكنة النشــيطة‪.‬‬ ‫(‪ 11.39‬مليــون)‪ ،‬فــإنّ القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـوي فــي فرنســا‪ ،‬خــا َل ‪ ،2008‬يم ّثــل ‪ 1.05‬مليــون منصــب شــغل‬
‫وعلــى ســبيل المقارنــة‪ ،‬فقــد كان القطــاع الج ْمعـ ّ‬
‫‪144‬‬
‫الســاكنة النشــيطة‪.‬‬
‫بــدوام كامــل‪ ،‬أي مــا يُعــادل ‪ 3.75‬فــي المائــة مــن ّ‬
‫ـملت بلــدان االتحــاد األوروبــي‪ ،‬فــإنّ ‪ 6‬إلــى ‪ 8‬فــي المائــة مــن العمــل المــؤ ّدى عنــه تشــرف عليــه‬
‫وحســب دراســة شـ ْ‬
‫المتوســط هيِئــة جمعو ّيــة‪ .‬وتصــل هــذه النســبة إلــى ‪ 12-15‬فــي المائــة فــي ُك ٍّل مــن هولنــدا وإيرلنــدا و بلجيــكا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي‬
‫‪145‬‬
‫ـوي فــي هــذه البلــدان‪ ،‬منــذ ‪ ،2000‬أعلــى مــن المعــدالت الوطنيــة‪.‬‬ ‫وقــد كانــت معـ ّدالت نمــو التشــغيل الجمعـ ّ‬
‫‪ - 139‬املؤسسة الوطنية لإلحصاء والدراسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ - 140‬نادرا ما تواصل جهة مانحة متويل مشاريع لنفس اجلمعية لسنوات متتالية‪.‬‬
‫‪ - 141‬نفسه ‪.‬‬
‫جزئي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بدوام‬
‫ٍ‬ ‫‪ - 142‬ال تتض ّمن الدراسة التي أجنزتها املندوبية السامية للتخطيط أية معلومات تتعلّق بطبيعة هذا التشغيل‬
‫‪ - 143‬مت احتسابها اعتمادا من أرقام املندوبية السامية للتخطيط‪ .2007 ،‬املؤشرات للمغرب يف ‪.2007‬‬
‫‪144 - CESE français, 2008. Pour un statut de l’Association Européenne.‬‬
‫‪145 - DEMOUSTIER, Danièle, 2001. « Les associations productrices de services et d’emplois en Europe ». In CESE‬‬
‫‪français, 2008. Pour un statut de l’Association Européenne.‬‬

‫‪64‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫تشغيل األجراء‬
‫كانــت عمل ّيــة التّشــغيل تت ـ ّم‪ ،‬عــادة‪ ،‬عــن طريــق االختيــار مــن بيــن عـ ٍ‬
‫ـدد م ـ َن المتط ّوعيــن‪ .‬وال زال االختيــار اليــوم‪،‬‬
‫بالنســبة للمناصــب المتعلّقــة بالتنشــيط االجتماعــي‪ ،‬يت ـ ّم فــي الغالــب م ـ ْن بيــن المتطوعيــن غيــر الحاصليــن علــى‬
‫شــهادة‪ .‬وغالب ـاً مــا يت ـ ّم اختيــار األجيــر بنــا ًء علــى المحســوب ّية‪ .‬لذلــك‪ ،‬ومــن أجــل تج ّنــب هــذا الخطــر‪ ،‬ال ب ـ ّد مــن‬
‫ووضــع آليــات لتدبيــر وضع ّيــات تضــا ُرب المصالــح‪.‬‬ ‫تعزيــز الديمقراطيــة الداخليــة ْ‬
‫غيــر أنّ الجمعيــات ال ُم ْحتَرِ فــة‪ ،‬التــي ت ْع َمــل علــى مشــاريع َط ُموحــة وتد ّبــر أمـ ً‬
‫ـوال ها ّمــة‪ ،‬تقــوم بعمليــة االنتقــاء بنــا ًء‬
‫صــة واعتمــا ًدا علــى نفــس اإلجــراءات التــي تعتمدهــا‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬
‫المتخ ِّ‬ ‫وخاصــة عــن طريــقِ المواقــع‬ ‫ّ‬ ‫علــى طلــب الترشــيح‪،‬‬
‫ال ُمقاولــة‪.‬‬
‫وبعــد تشــغيل المتط ّوعيــن‪ ،‬وال سـ ّيما فــي جمعيــات ال ّدفــاع عــن حقــوق اإلنســان‪ ،‬وفــي العديــد مــن جمعيــات التّرا ُفــع‪،‬‬
‫يخضعــون لتكويـ ٍـن أ ّولــي مِ ـ ْن ْ‬
‫أجــل استئناســهم بال َم َعاييــر ال ّدول ّيــة لحقــوق اإلنســان وأخالقيــات الجمع ّيــة‪.‬‬
‫ظروف العمل‬
‫ينبغــي أ ْن تكــون الجمع ّيــة مشـ ِّغ ًل مســؤوال‪ ،‬حيــثُ تكــون لهــا ن ْفــس االلتزامــات التــي تكــون للمقاولــة تُجــاه األجــراء‪.‬‬
‫الشــغل مــع ضمــان الحـ ّد األدنــى القانونــي لألجــر‪ .‬فضـ ًـا عـ ْن عــدم تمييزهــا ضــد‬ ‫كمــا ينبغــي أن تحتــر َم مد ّونــة ّ‬
‫النســاء وضـ ّد األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة‪.‬‬

‫وعلــى الرغــم مــن أنــه ال توجــد معطيــات كافيــة فــي هــذا الشــأن‪ ،‬كمــا هــو الحــال فــي مجــالِ المقــاوالت‪ ،‬يبــدو أنّ‬
‫وخاصــة الجمعيــات‬
‫ّ‬ ‫الصغــرى‪ ،‬أ ّمــا الجمعيــات الكبــرى‪،‬‬
‫هنــاك جمعيــات ال تصـ ّرح بأجرائهــا‪ ،‬وال سـ ّيما الجمعيــات ّ‬
‫المعتـ َرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬فإن ّهــا تصـ ّرح بهــم‪ ،‬علــى ال ّرغــم مــن الصعوبــات الكبيــرة التــي تصادفهــا فــي‬
‫القيــام بذلــك‪ ،‬بحيــث أنّ بعــض الجهــات المانحــة (الوطنيــة والدوليــة) ال تقبــل تمويــل األجــور‪ ،‬وفــي حالــة قبولهــا‬
‫فــإنّ العديــد منهــا ترفــض تمويــل التح ّمــات االجتماع ّيــة‪.‬‬
‫وخاصــة علــى تمويــل‬
‫ّ‬ ‫ال تتو ّفــر الجمعيــات علــى التأميــن علــى الشــغل‪ .‬ذلــك أنّ ّ‬
‫الشــغل يعتمــد باألســاس علــى المنــح‪،‬‬
‫المشــاريع‪ .‬لهــذا الســبب يكــون مــن الصعــب فــي غالــب األحيــان تشــغيل كفــاءات مع ّينــة‪ .‬وحســب البحــث الميدانــي‬
‫مؤشــر المجتمــع المدنــي‪ ،‬فــإنّ «منظمــات المجتمــع المدنــي‪ ،‬فــي ســياق جوابهــا علــى ســؤال متعلّــق بالعراقيــل‬ ‫حــول ّ‬
‫المؤهلَــة (‪ 16.1‬فــي المائــة) فــي المرتبــة الثانيــة بعــد تحســين قدرتهــا علــى‬
‫َّ‬ ‫التــي تواجههــا‪ ،‬تضـ ُع ال َمـ َوارِ دِ البشــرية‬
‫تعبئــة تمويــات وطن ّيــة ودول ّيــة (‪ 51.7‬فــي المائــة)»‪.‬‬
‫التكوين‬
‫يُعتبــر شــرط الكفــاءة المطلوبــة فــي بعــض المناصــب أساسـ ًّيا لتشــغيل أجــراء الجمعيــات‪ ،‬كمــا هــو الشــأن تما ًمــا فــي‬
‫(منشــط اجتماعـ ّـي‪ ،‬مكلّــف‬‫ّ‬ ‫المقــاوالت ( المديــر المالــي‪ ،‬المحاســب‪ )..‬إضافــة إلــى تو ّفــر كفــاءات ومهــارات أخــرى‬
‫الموج َهــة إلــى أشــخاص فــي وضع ّيــة هشاشــة كبيــرة‪ )...‬فــي حيــن أنّ ع ـ ْرض التكويــن المهنــي لفائــدة‬‫َّ‬ ‫بالمشــاريع‬
‫ـوي محــدود جـ ّدا‪.‬‬‫األشــخاص الذيــن ســيعملون فــي القطــاع الجمعـ ّ‬
‫وقــد بــدأت بعــض التّكوينــات (اإلجــازة و‪ /‬أو الماســتر) فــي مجــال التنميــة االجتماعيــة والمحل ّيــة والبشــر ّية تتطـ ّور‬
‫ومؤسســات التعليــم العالــي الخاصــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي بعــض الكلّ ّيــات‬

‫‪65‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ف‬‫وبالمقابــل‪ ،‬فــإنّ تنميــة قــدرات الجمعيــات ظاهــرة عرفــت تزايُ ـدًا خــال العقديْــن الماضييــن فــي بالدنــا‪ .‬ويع ـ ّر ُ‬
‫برنامــج األمــم المتحــدة للتنميــة بأ ّنهــا «العمليــة التــي يقــوم مــن خاللهــا األفــراد والمنظمــات والمجتمعــات باكتســاب‬
‫وتعزيــز القــدرات الالزمــة واالحتفــاظ بهــا لوضــع أهــداف تنمو ّيــة خاصــة بهــم وبلوغهــا عبــر الزّمــن»‪ .146‬وبالتّالــي‪ ،‬فــإنّ‬
‫تكويــن ومهن ّيــة الفاعليــن فــي مجــال التنميــة مكـ ِّون أساسـ ّـي فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫كمــا أن بعــض الجمع ّيــات هــي التــي تتو ّلــى تنميــة القــدرات داخــل هياكلهــا‪ ،‬بينمــا تلجــأ جمعيــات أخــرى إلــى‬
‫متخصصــة فــي هــذا ّ‬
‫الشــأن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جمع ّيــات‬
‫تثمين التجربة المكتسبة‬
‫مؤهليــن‪ ،‬بإمكانهــم اكتســاب‬
‫إنّ العامليــن االجتماع ّييــن‪ ،‬المتط ّوعيــن أو األجــراء‪ ،‬الذيــن كانــوا فــي البدايــة غيــر ّ‬
‫التجربــة مــن خــال عملهــم الميدانــي والتكوينــات التــي يســتفيدون منهــا‪ .‬غيــر أن المشــكلة هــي أن هــذه التجربــة ال‬
‫يُعتـ َرف بهــا‪ ،‬ممــا يشـ ّكل عامـ َل إحبـ ٍ‬
‫ـاط ويمكــن أن يكــون عائقــا أمــام مســارهم المهنـ ّـي‪.‬‬
‫ولتقييــم هــذه المكتســبات‪ ،‬يج ـ ُد ُر وضــع تكوينــات مالئمــة لهــؤالء األشــخاص علــى غــرار تجربَــة بعــض الجمع ّيــات‬
‫الفرنســية لمكافحــة الســيدا‪.‬‬
‫وقــد م ّكنــت اتفاق ّيــة ُمبرمــة بيْــن إحــدى الجمع ّيــات والمرصــد الوطنــي للفنــون والمهــن (وهــي هيئــة تكويــن معتــرف‬
‫بهــا تجمــع بيــن المعرفــة العمل ّيــة والمعرفــة العالمــة) مـ ْن تطويــر تكوينيْــن ها ّميْــن‪:‬‬
‫ّ‬
‫«منشــط العمــل الجماعـ ّـي فــي مجــال الصحــة والعمــل االجتماعــي» م َو َّجــه إلــى فاعليــن فــي‬ ‫‪- -‬تكويــن يُس ـ ّمى‬
‫الميــدان‪ ،‬متط ّوعيــن أو مأجوريــن‪ ،‬ال غيــر حاصلي ـ َن علــى البكالوريــا غيــر أنّ تجربتهــم النضال ّيــة تســمح لهــم‬
‫بالولــوج إليــه؛‬
‫موجــه إلــى‬
‫الص ّحــة والعمــل االجتماعــي» ّ‬ ‫الجماعــي فــي مجــال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬وتكويــن آخــر يُســ ّمى «مســؤول فــي العمــل‬
‫مســتويات تعــادل شــهادة البكالوريــا ‪ .2 +‬وهنــا كذلــك تخ ـ ّول التجربــة النّضاليــة لعــدد مــن الطلبــة االلتحــاق‬
‫بهــذا التّكويــن‪ ، .‬العديــد مــن الطــاب التحقــق مــن صحــة هــذا المســتوى مــن خبــرة الناشــط بهــم‪.‬‬
‫المستحســن والممكــن تنظيــم مثــل هــذه التكوينــات فــي إطــار شــراكة إ ّمــا مــع مكتــب التكويــن المهنــي وإنعــاش‬
‫َ‬ ‫ومــن‬
‫الشــغل‪ ،‬أو مــع مراكــز التكويــن المهنـ ّـي‪.‬‬
‫مناصب شغل رهن إشارة الجمعيات‬
‫باإلضافــة إلــى العمــل التط ّوعــي والمأجــور‪ ،‬تســتفيد بعــض الج ْمعيــات مــن خدمــات األشــخاص الموضوعيــن رهــن‬
‫المؤسســات العموميــة (‪ 94.3‬فــي المائــة منهــم) أو مــن طــرف مقــاوالت القطــاع الخــاص‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إشــارتها مــن طــرف‬
‫الســامية للتخطيــط‪ ،‬فــإنّ مــا يربــو علــى ‪ 5 500‬شــخص تــ ّم‬
‫ّ‬ ‫ــة‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫المندوب‬ ‫أنجزتــه‬ ‫الــذي‬ ‫البحــث‬ ‫هكــذا‪ ،‬وحســب‬
‫وضعهــم رهــن إشــارة ‪ 2.4‬فــي المائــة مــن الجمعيــات فــي ‪.2007‬‬
‫ال توجــد معطيــات متاحــة عــن الجمعيــات التــي تســتفيد أكثــر مــن هــذه العمليــة‪ ،‬وال عــن توزيــع هــذه الوظائــف التــي‬
‫المؤسســات الكبــرى واالتحــادات ال ّرياضيــة والجمعيــات‬ ‫ّ‬ ‫تضعهــا اإلدارات العموميــة رهــن الجمعيــات‪ .‬ويبــدو أنّ‬
‫التــي تديــر دور اليتامــى ومراكــز األشــخاص فــي وضع ّيــة اإلعاقــة هــي األكثــر اســتفادة مـ ْن غيرهــا‪ .‬وهنــاك العديــد‬
‫مــن الــوزارات التــي وضعــت ّ‬
‫موظفيهــا رهــن إشــارة الجمعيــات‪ :‬وزارة التربيــة الوطنيــة‪ ،‬وزارة الصحــة‪ ،‬الــخ‪ .‬غيــر أنّ‬
‫‪ - 146‬برنامج األمم املتحدة للتنمية‪ ،2008 ،‬مذ ّكرة تطبيقية‪ ،‬تنمية القدرات‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الوضــع رهــن اإلشــا َرة ال يســتجيب لقواعــد شـفّافة‪ ،‬عــاوة علــى أنّ هــذه الظاهــرة بــدأت تتناقــص ســنة عـ ْن ســنة‪.‬‬
‫ْ‬
‫بــل إنّ وزارة الصحــة اســتدعت بعــض ّ‬
‫موظفيهــا المعالِجيــن ‪.‬‬
‫رهــن اإلشــارة فــي تقاضــي راتبــه مــن إدارتــه األصل ّيــة‪ ،‬إضافــة إلــى اســتفادته مـ َن الترقيــة‬ ‫يســتم ّر األجيــر الموضــوع ْ‬
‫َ‬
‫ـي إدارتــه بتقاريــر دور ّيــة ‪ .‬وليســت هنــاك معلومــات دقيقــة ع ـ ْن‬
‫‪147‬‬ ‫ً‬
‫اإلدار ّيــة‪ .‬ويتع ّيــن علــى األجيــر‪ ،‬عــادة‪ ،‬أ ْن يوافـ َ‬
‫مضمــون هــذه التقاريــر‪.‬‬

‫ال يمكــن للجمعيــات التــي لهــا مشــاريع متعــددة وتد ّبــر ميزانيــات كبيــرة أن تتط ـ ّور وتضفــي علــى عملهــا صبغــة احتراف ّيــة‬
‫بــدون تشــغيل األجــراء‪.‬‬
‫الجمعــوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تشــجيع التشــغيل‬‫صــادِ ر التشــغيل‪ ،‬وبالتالــي ينبغــي ْ‬ ‫إنّ الجمعيــات مصــدر ال يُســتهان بــه مــ ْن َم َ‬
‫ووضــع آليــات‬
‫لضمــان الموضوعيــة فــي انتقــاء األجــراء للعمــل داخــل الج ْمعيــات‪ ،‬ال بـ ّد مــن تعزيــز الديمقراطيــة الداخليــة ْ‬
‫لتدبيــر تضــارب المصالــح‪.‬‬
‫الواج َبــات التــي للمقا َولَــة إزاء أجرائهــا‪ ،‬وبالتالــي يجــب عليهــا‬
‫ِ‬ ‫ينبغــي أن تكــون الجمعيــة مشـغّال مســؤوال‪ .‬ذلــك أنّ لهــا نفــس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لألجــر‪ .‬كمــا أنهــا يجــب أل تمــارس التمييــز ض ـ ّد النســاء وض ـ ّد‬ ‫ْ‬ ‫احتــرام مد ّونــة الشــغل وضمــان الحــد األدنــى القانونــي‬
‫األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة‪.‬‬
‫(منشــط اجتماعـ ّـي‪ ،‬مكلّــف‬
‫ّ‬ ‫بالنســبة لبعــض المناصــب‬
‫ْ‬ ‫ويُعتبــر شــرط الكفــاءة إضافــة إلــى كفــاءات ومهــارات أخــرى ضرور ًّيــا‬
‫الموج َهــة إلــى أشــخاص فــي وضع ّيــة هشاشــة كبيــرة‪ )...‬فــي حيــن أنّ عـ ْرض التكويــن المهنــي لفائــدة األشــخاص‬
‫َّ‬ ‫بالمشــاريع‬
‫ـوي محــدود جـ ّدا‪.‬‬
‫الذيــن ســيعملون فــي القطــاع الجمعـ ّ‬
‫عــرف تعزيــز قــدرات الجمعيــات تطــورا ملحوظــا ينبغــي تشــجيعه‪ .‬إنّ العامليــن االجتماع ّييــن‪ ،‬المتط ّوعيــن أو األجــراء‪،‬‬
‫مؤهليــن‪ ،‬بإمكانهــم اكتســاب التجربــة مــن خــال عملهــم الميدانــي والتكوينــات التــي‬ ‫الذيــن كانــوا فــي البدايــة غيــر ّ‬
‫يســتفيدون منهــا‪ .‬غيــر أن المشــكلة هــي أن هــذه التجربــة ال يُعتـ َرف بهــا‪ ،‬ممــا يشـ ّكل عامـ َل إحبـ ٍ‬
‫ـاط ويمكــن أن يكــون عائقــا‬
‫أمــام مســارهم المهنـ ّـي‪ .‬ولتثميــن هــذه المكتســبات‪ ،‬يجـ ُد ُر وضــع تكوينــات مالئمــة لهــؤالء األشــخاص علــى غــرار مــا تعرفــه‬
‫بلــدان أخــرى‪.‬‬
‫وضع موظفين رهن إشارة بعض الجمعيات‪ ،‬من طرف اإلدارات العموم ّية‪ ،‬ال يخضع لقواعد شفافة‪.‬‬
‫إنّ ْ‬

‫الجمعيات‬
‫ّ‬ ‫‪ . 2‬تمويل‬
‫الجمعيات‬
‫ّ‬ ‫‪ .1.2‬التشريع وتمويل‬
‫ـص الفصــل ‪ 6‬مــن ظهيــر ‪ ،1958‬الــذي تـ ّم نســخه وتعويضــه بمقتضــى المــا ّدة األولــى مــن القانــون رقــم ‪75.00148‬‬ ‫ينـ ّ‬
‫ص ـ ّرح بتأسيســها بصفــة قانونيــة يحــقّ لهــا أن تترافــع أمــام المحاكــم‪ ،‬وأن تقتنــي بعــوض‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جمعي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫«كـ‬ ‫أنّ‬ ‫ـى‬‫علـ‬

‫‪ - 147‬ظهيــر شــريف رقــم ‪ 1-58-008‬بتاريــخ ‪ 4‬شــعبان ‪ 24( 1377‬فبرايــر ‪ )1958‬يحتــوي علــى القانــون األساســي العــام للوظيفــة العموميــة‪،‬‬
‫الفصــل الســادس واألربعــون املكــرر مرتــن‪« :‬يكــون املوظــف موضوعــا رهــن اإلشــارة عندمــا يبقــى تابعــا إلطــاره بإدارتــه األصليــة بإحــدى‬
‫اإلدارات العموميــة أو اجلماعــات احملليــة وشــاغال ملنصبــه املالــي بهــا ويــزاول مهامــه بــإدارة عموميــة أخــرى‪ .‬يظــل املوظــف املوضــوع رهــن‬
‫اإلشــارة متمتعــا‪ ،‬بإدارتــه أو جماعتــه األصليــة‪ ،‬بجميــع حقوقــه يف األجــرة والترقيــة والتقاعــد‪ .‬ال يجــوز الوضــع رهــن اإلشــارة إال للحاجيــات‬
‫الضروريــة للمصلحــة مــن أجــل إجنــاز مهــام معينــة وخــال مــدة محــددة مبوافقــة املوظــف‪ .‬ميــارس املوظــف املوضــوع رهــن اإلشــارة مهامــا‬
‫مــن مســتوى تراتبــي مماثــل للمهــام التــي كان ميارســها يف إدارتــه أو جماعتــه األصليــة‪ ،‬مــع إلزاميــة رفــع تقريــر دوري إليهــا قصــد متكينهــا‬
‫مــن تتبــع نشــاطه‪ .‬وحتــدد كيفيــات تطبيــق أحــكام هــذا الفصــل مبوجــب مرســوم»‪.‬‬
‫‪ - 148‬الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1-02-206‬الصــادر يف ‪ 12‬جمــادى األولــى ‪ 23( 1423‬يوليــوز ‪ )2002‬بتنفيــذ القانــون رقــم ‪ ،75-00‬املغ ّيــر‬
‫واملتمــم مبوجبــه الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1-58-376‬بتنظيــم حــقّ تأســيس اجلمعيــات‪ .‬انظــر‪:‬‬
‫>‪<http://adala.justice.gov.ma/production/html/Fr/liens/..%5C42134.htm‬‬

‫‪67‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ـنوي‬
‫وأن تتملــك وتتصــرف فــي‪ :‬اإلعانــات العموميــة وواجبــات انخــراط أعضائـــها وواجبــات اشــتراك أعضائـــها السـ ّ‬
‫وإعانــات القطــاع الخــاص‪149‬؛ فضــا عــن المســاعدات التــي يمكــن أ ْن تتلقاهــا الجمعيــة مــن جهــات أجنبيــة أو‬
‫‪150‬‬
‫منظمــات دوليــة مــع مراعــاة مقتضيــات الفصليــن ‪ 17‬و‪ 32‬مكــرر مــن هــذا القانــون»‪.‬‬
‫ـص نفــس القانــون علــى أ ّنــه «يتعيــن علــى الجمعيــات التــي تتلقــى‬
‫ـص الحصــول علــى تمويــات دول ّيــة‪ ،‬ينـ ّ‬
‫وفيمــا يخـ ّ‬
‫ُمســاعدات أجنبيــة أ ْن تصـ ّرح بذلــك إلــى األمانــة العامــة للحكومــة مــع تحديــد المبالــغ المحصــل عليهــا ومصدرهــا‬
‫داخــل أجــل ثالثيــن يومــا كاملــة مــن تاريــخ التوصــل بال ُم َســاعدة‪ .‬وكل مخالفــة لمقتضيــات هــذا الفصــل‪ ،‬يع ـ ّرض‬
‫‪151‬‬
‫الجمعيــة المعنيــة للحـ ّل وفــق مــا هــو منصــوص عليــه فــي الفصــل الســابع»‪.‬‬

‫‪ . 2.2‬مختلف طرق التمويل ومكانتها في المغرب‬


‫ـجلة إمــا مــن طــرف‬‫ســيقتصر هــذا التقريــر علــى تنــاول مصــادر التمويــل التــي تم ـ ّر عبــر قنــوات رســمية والمسـ ّ‬
‫الجهــات المانحــة أو مــن طــرف الجمعيــات‪ .‬أمــا أشــكال التمويــل غيــر الرســمية فهــي التــي تتجلّــى فــي جمــع الــزكاة‬
‫ـواص‪.‬‬
‫أو عاشــوراء مــن قبــل الجمعيــات الدينيــة أو دور اليتامــى‪ ،‬أو فــي التمويــل الــذي مصــدره بعــض البلــدان أو الخـ ّ‬
‫وحســب دراســة المندوب ّيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬فــإنّ المصــادر تتــوزّع بكيف ّيــة غيــر متســاوية بيْــن الجمعيــات‪ :‬حيــث‬
‫أنّ جمع ّيــة واحــدة مــن أصــل خمــس جمع ّيــات تعمــل بميزانيــة ســنوية ال تتجــاوز ‪ 5‬آالف درهــم‪ ،‬وجمعيــة واحــدة مــن‬
‫أصــل ثــاث بأقـ ّل مــن ‪ 10‬آالف درهــم‪ ،‬بينمــا ال يتعـ ّدى عــدد الجمعيــات التــي تتوفــر علــى ميزانيــة تفــوق ‪ 500‬ألــف‬
‫درهــم ســنويا ‪ 54‬فــي المائــة‪.‬‬
‫هنــاك أربعــة أنــواع مــن مصــادر التمويــل التــي يمكــن للجمعيــات تعبئتهــا‪ .152‬غيْــر أ ّنــه ال توجــد المعطيــات الكافيــة‬
‫حصــة ك ّل نــوع مــن هــذه األنــواع‪.‬‬
‫التــي تســم ُح بتحديــد ّ‬
‫التمويــل الذّ اتــي‪ :‬ال تملــك غالبيــة الجمعيــات ال ُقـ ْدرة الكافيــة علــى الت ْموِ يــل ال ّذاتــي‪ .‬وبالتالــي فــإنّ المــوارد الماليــة‬
‫الذاتيــة تتأ ّتــى مــن مبيعــات المنتجــات أو الخدمــات أو المســاهمات‪.‬‬
‫التمويل العمومي‪ :‬إعانات الدولة والجماعات الترابية‪.‬‬
‫بلغــت إعانــات الدولــة ســنة ‪ 2014‬مــا مقــداره ‪ 2.2‬مليــار درهــم‪ .153‬وحســب المعطيــات المقدمــة مــن طــرف ممثلــي‬
‫وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة خــال جلســة اإلنصــات معهــم‪ ،‬فقــد ســاهمت هــذه الــوزارة‬
‫فــي تمويــل الجمعيــات ســنة ‪ 2015‬بغــاف مالــي قــدره ‪ 34.3‬مليــون درهــم‪ ،‬فــي حيــن بلــغ هــذا الغــاف ‪ 65.4‬مليــون‬
‫درهــم ســنة ‪.2012‬‬
‫ويم ّثل التمويل العمومي أه ّم مصدر لتمويل العديد من الجمعيات‪ ،‬غير أنه يظ ّل غير ٍ‬
‫كاف‪.‬‬

‫‪ - 149‬ميكــن لألعضــاء تقــدمي مســاهماتهم بكيفيــة مطلقــة‪ ،‬ســواء فيمــا يتعلــق بواجــب االنخــراط أو باملســاهمات الســنوية‪ .‬كمــا يُقبــل‬
‫املســاعدات املقدمــة مــن طــرف القطــاع اخلــاص دون قيــد وال شــرط‪.‬‬
‫‪ - 150‬شريطة أن تصرح بها اجلمعية لدى األمانة العامة للحكومة داخل أجل ثالثني يوما كاملة من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫‪ - 151‬املادة ‪ 32‬مكرر من القانون رقم ‪.75-00‬‬
‫‪ - 152‬هناك أشكال جديدة من جمع التبرعات ظهرت حديثا منها‪ :‬التمويل التشاركي أو اجلماعي‪ ،‬وخاصة التسويق يف الشارع‪.‬‬
‫‪ - 153‬تقرير جلنة مراقبة املالية العمومية‪ ،‬قدمه نور الدين بوغامني بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ .2016‬وهو متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫>‪<http://www.lesiteinfo.com/rapport-sources-de-financement-associations/‬‬

‫‪68‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫التمويــل الخــاص الــذي يمكــن أ ْن يأخــذ عــدة أشــكال‪ :‬رعايــة أو هبــات أ ْو تــركات ‪ .154‬وال تلجــأ إلــى اإلحســان‬
‫العمومــي ســوى جمعيــات قليلــة‪ ،‬فــي حيــن أنّ عمليــات ج ْمــع التب ّرعــات هــي األكثــر انتشــا ًرا وال ســ ّيما خــال‬
‫الســهرات الفنيــة‪.‬‬
‫التمويــل الدولــي الــذي يمــ ّر عبــر قنــوات متعــددة‪ ،‬مثــل المنظمــات غيــر الحكوميــة الدوليــة ووكاالت التعــاون‬
‫الدوليــة (كالوكالــة الفرنســية للتنميــة‪ ،‬والوكالــة األلمانيــة للتعــاون الدولــي‪ ،‬ووكالــة األمــم المتحــدة للتمنيــة‪ ،‬واالتحــاد‬
‫األوروبــي)‪ ،‬ووكاالت األمــم المتحــدة‪ .‬ويُعــ ّد التمويــل الدولــي للجمعيــات إحــدى آليــات المســاعدات التنمويــة‪.‬‬
‫وفي بعض الحاالت يم ّر هذا التمويل ال ّدولي عبْر الدولة المغربية قبل أ ْن يت ّم توزيعه على الجمعيات‪.155‬‬
‫وتتطلّــب تعبئــة هــذه المــوارد خبــرة ومهــارات وقــدرة علــى االســتجابة لمتطلبــات وشــروط قو ّيــة للجهــات المانحــة‬
‫فــي مجــال المراقبــة‪ ،‬وهــو األمــر الــذي ال تتو ّفــر عليــه الكثيــر مــن الجمعيــات‪ .‬ذلــك أنّ الجمعيــات المســتفيدة ينبغــي‬
‫أ ْن تصـ ّر َح باإلعانــات الدوليــة لألمانــة العا ّمــة للحكومــة‪ ،‬فــي غضــون ال ّثالثيــن (‪ )30‬يو ًمــا المواليــة لتاريــخ تسـلّمها‪.‬‬
‫كمــا يتع ّيــن عليهــا تحديــد هويــة الجهــة المانحــة وتقديــم معلومــات تتعلّــق ببلدهــا األصلــي وعنوانهــا ومعلومــات عنهــا‬
‫وعــن المشــروع المم ـ َّول (عنــوان المشــروع وأه ـ ّم األنشــطة المبر َم َجــة) فضــا عــن رقــم الحســاب البنكـ ّـي الــذي‬
‫ـت إليــه األمــوال‪.‬‬
‫ُح ِّولـ ْ‬
‫خــال الفتــرة مــا بيــن ينايــر وشــتنبر ‪ 1562015‬ص ّرحــت ‪ 194‬جمع ّيــة بأ ّنهــا تل ّقــت ‪ 260‬مليــون درهــم‪ .‬وتجــدر اإلشــارة‬
‫إلــى أن التمويــات الدوليــة للقطــاع الجمعــوي بالمغــرب أدنــى مــن التمويــات التــي تحصــل عليهــا بلــدان أخــرى مثــل‬
‫تونــس والــدول اإلفريقيــة جنــوب الصحــراء‪.‬‬

‫‪ .3.2‬االستدامة المالية واالستقاللية‬


‫إنّ عــدم كفايــة وانتظــام المــوارد يجعــان غالبيــة الجمعيــات تقــوم بالت ّدبيــر اليومــي لمشــاكل ماليتهــا‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ‬
‫‪157‬‬
‫االعتمــاد شــبة الكلّــي لبعــض الجمع ّيــات علــى التمويــل العمومــي يهـ ّدد اســتدامتها‪.‬‬
‫فــي حيــن أنّ منطــق التمويــل مــن خــال المشــروع هــو المنطــق األكثــر انتشــا ًرا‪ .‬غيــر أن هــذا النــوع مــن التمويــل‬
‫الصعــب االســتثمار فــي المــوارد البشــرية‪.‬‬ ‫يطــرح إشــكالية البرمجــة علــى المــدى الطويــل‪ ،‬ويجعــل مــن ّ‬
‫كمــا أن هنــاك العديــد مــن الجهــات المانحــة للجمع ّيــات التــي ترفــض تمويــل األجــور‪ ،‬وبدرجــة أق ـ ّل تمويــل مهــا ّم‬
‫تقــوم بهــا (التدبيــر المالــي‪ ،‬التكوينــات‪ ،‬اإلدارة)‪.‬‬
‫ث ـ ّم إنّ الجمعيــات التــي تد ّبــر العديــد مــن المشــاريع‪ ،‬والمتو ّفــرة علــى أجــراء‪ ،‬ينبغــي أ ْن تعمــل علــى ضمــان أمــوال‬
‫احتياطيــة لضمــان اســتدامة هــذه العمل ّيــات‪ ،‬ومــن األفضــل أ ْن يشــمل االحتياطـ ّـي ســنة كاملــة مــن التســيير‪ .‬إنّ‬
‫انعــدام المــوارد الماليــة يمكــن أ ْن ي ْد َف ـ َع بعــض الج ْمعيــات إلــى توجيــه أنشــطتها تَ َب ًعــا لمصــادر التمويــل‪ .‬وم ْه َمــا‬

‫‪ - 154‬بإمكان اجلمعيات املعترف لها بصفة املنفعة العامة تلقي تركات‪ .‬وهي ممارسة شائعة بفرنسا وغير موجودة باملغرب‪.‬‬
‫‪ - 155‬يقــدم عبــد اهلل ســاعف يف كتــاب مســارات العمــل اجلمعــوي باملغــرب مثــاال عــن االتفــاق املوقــع بــن اململكــة املغربيــة و حتــدي األلفيــة‬
‫بتاريــخ ‪ 31‬غشــت ‪ 2007‬الــذي يصــل إلــى ‪ 697.5‬مليــون دوالر‪ .‬وهــو االتفــاق الــذي يهــدف إلــى محاربــة الفقــر مــن خــال حتفيــز النمــو يف‬
‫القطاعــات التــي تتمتــع بإمكانــات منــو عاليــة‪ ،‬وحتســن فــرص الشــغل واإلنتاجيــة‪ .‬وقــد مـ ّول هــذا االتفــاق مشــاريع للدولــة‪ ،‬كمــا عمــل علــى‬
‫حتســن الشــفافية والنجاعــة العمليــة جلمعيــات القــروض الصغيــرة‪.‬‬
‫‪ - 156‬تقرير جلنة مراقبة املالية العمومية‪ ،‬قدمه نور الدين بوغامني‪ ،16-04-14 ،‬متوفّر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪<http://www.lesiteinfo.com/rapport-sources-de-financement-associations/‬‬
‫‪ - 157‬أمد حياة العديد من اجلمعيات هو امل ّدة التي يستغرقها الدعم العمومي‪..‬‬

‫‪69‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫مصــدر التمويــل (الدولــة أو التمويــات الدول ّيــة) وأهميــة الميزان ّيــة‪ ،‬فــإنّ التبع ّيــة لجهــة مانحــة واحــدة تشـ ّك ُل‬ ‫كان ْ‬
‫واســتدامة الجمع ّيــات‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ة‬‫ي‬‫ّ‬ ‫ـتقالل‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫تهدي ـدًا‬
‫الســماح لهــا بتنظيـ ِـم أنشــطة مــد ّرة‬
‫ولل ُمســاهمة فــي اســتدامة تمويــل الجمعيــات وتعزيــز اســتقالليتها‪ ،‬مــن األجــدر ّ‬
‫ـاك توزي ـ ٌع مباشــر أو غيْــر مباشــر للفوائــض علــى أعضــاء الجمعيــة‪ .‬وعنْ ـ َد اعتمــاد‬‫للدخــل‪ ،‬شــريطة ّأل يكــون هنـ ٌ‬
‫ـوي إلــى‬
‫هــذا المبــدأ‪ ،‬ينبغــي تحديــد وتدقيــق شــروط تطبيقــه بكيف ّيــة واضحــة جـ ّدًا ح ّتــى ال يتحـ ّول النشــاط الجمعـ ّ‬
‫ـاري حقيقـ ّـي‪.‬‬
‫عمـ ٍـل تجـ ّ‬

‫‪َ .4.2‬‬
‫مقت َرحات الحوار الوطني ودينامية إعالن الرباط‬
‫العمومــي‪ ،‬مــع االســتهداف‬ ‫ّ‬ ‫نــي‪ ،‬فــي ال َمقَــام األ ّول‪ ،‬علــى ال َّت ْمويــل‬
‫الوطنــي حــول المجتمــع ال َم َد ّ‬
‫ّ‬ ‫ير ّكــز الحــوا ُر‬
‫ـتراتيجي المتعلّــق بتنظيمــه ودعمــه‪« ،‬وضمــان اإلنصــاف وتكافــؤ الفــرص فــي ال ُولُــوج إلــى ال َمـ َوارِ دِ والمعلو َمــة»‬ ‫ّ‬ ‫االسـ‬
‫ّ‬
‫‪ .158‬ويمك ـ ُن أ ْن يتحقــق الت ْمويــل العمومـ ّـي بنــا ًء علــى طلــب تتق ـ ّدم بــه الجمعيــة‪ ،‬أو عــن طريــق طلــب عــروض تقــوم‬
‫بــه الســلطات العموم ّيــة‪ .‬وينبغــي أ ْن تكــو َن شــروط المنْــح محـ َّـددة تحديـدًا دقي ًقــا عــن طريــقِ دفتــر تح ّمــات‪ ،‬كمــا‬
‫يســتند االنتقــاء علــى المعاييــر التاليــة‪:‬‬ ‫ينبغــي أ ْن ْ‬
‫‪«- -‬أه ّم ّية المشاريع واألنشطة‪159‬؛‬
‫‪- -‬قدرة الج ْمعية على إنجاز المشاريع واألنشطة؛‬
‫صــاف ّ‬
‫والشــفافية وال ُمســاءلة المنْصــوص عليهــا فــي‬ ‫‪- -‬طبيعــة حكامــة الج ْمعيــات و َم ـ َدى احترامهــا لقواعــد اإلنْ َ‬
‫القوانيــن الجــاري بهــا العمــل»‪.‬‬
‫الطــرف‬‫كمــا يدعــو الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي إلــى إحــداث لجنــة تقن ّيــة مشــتركة يرأســها ممثــل عــن ّ‬
‫العمومـ ّـي المانــح‪ ،‬وتتك ـ ّون مــن مم ّثليــن عــن الــوزارات المعن ّيــة وممثليــن عــنِ الجمعيــات‪ .160‬وتتو ّلــى هــذه اللجنــة‬
‫ُصـ َر َف لهــا‪.‬‬
‫دراســة وتقييــم طلبــات التمويــل المق ّدمــة مــن طــرف الج ْمعيــات وتحديــد قيمــة المبالغــة التــي ينبغــي أن ت ْ‬
‫وعلــى مســتوى الولــوج إلــى المعلومــة‪ ،‬يقتــر ُح الحــوار أ ْن تنشــر الســلطة العموميــة المانحــة ســنو ًّيا «علــى موقعهــا‬
‫أي وســيلة أخــرى‪ ،‬الئحــة المشــاريع المســتفيدة‪ ،‬وقيمــة المبالــغ المال ّيــة المرصــودة‪،‬‬ ‫اإللكترونــي‪ ،‬أو بواســطة ّ‬
‫ّ‬
‫الشــاملة المتعلّقــة باإلنجــازات» ‪ .‬كمــا يقتــرح الحــوار أ ْن تقــوم الــوزارة المكلّفــة‬
‫‪161‬‬ ‫مصحوبــة بالتقاريــر الجزئ ّيــة أو ّ‬
‫ـنوي يتض ّمــن مجمــوع الشــراكات وال ّدعــم العمومــي بنــا ًء‬
‫بالعالقــات مــع البرلمــان والمجتمــع المدنــي بنشــر تقريــر سـ ّ‬
‫علــى تقاريــر تع ّدهــا الســلطات العموم ّيــة المانحــة‪.‬‬
‫كان الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنـ ّـي يرمــي إلــى صــدور مرســوم يحـ ّدد شــروط وكيفيــات طلــب التب ّرعــات‪،‬‬
‫الشــارات والمنتجــات أو تنظيــم الحفــات‪ .‬بحيــث يمكــن للجمعيــة‬ ‫الــذي يمكــن أن يتّخــذ شــكل اشــتراك أو بيْــع ّ‬
‫تنظيــم طلــب التبرعــات بعــد تصريــح بســيط لــدى وزارة الماليــة واالقتصــاد بنوع ّيــة النشــاط المز َمــع تنظيمــه‪،‬‬
‫‪162‬‬

‫‪ - 158‬احلوار الوطني حول املجتمع املدني‪ُ ،2013 ،‬مخرجات احلوار الوطني املتعلق باألحكام الدستورية‪.‬‬
‫وضــع مقتضيــات تتعلــق بالدعــم والتّمويــل العمومـ ّـي والشــراكة‬‫‪ - 159‬تؤ ّكــد جلنــة احلــوار الوطنــي حــول املجتمــع املدنــي علــى التمويــل وعلــى ْ‬
‫اخلاصــة باجلمعيــات ذات االهتمــام باألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة وجمعيــات العالــم القــروي‪..‬‬ ‫ّ‬
‫تنص جلنة احلوار الوطني على األخذ يف االعتبار مشاركة النساء تشكيلة اللجنة‪.‬‬
‫‪ّ - 160‬‬
‫‪ - 161‬جلنة احلوار الوطني حول املجتمع املدني‪ ،‬مخرجات احلوار الوطني املتعلق باألحكام الدستورية‪.‬‬
‫‪ - 162‬يودع التصريح ‪ 60‬يوما قبل تاريخ طلب التب ّرعات‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫غيــر أنهــا تكــون ملزمــة بتقديــم تقريــر شــامل عــن نتائــج وحصيلــة هــذه التّظاهــرة‪ ،‬وتقريــر مالــي يصــادق عليــه‬
‫خبيــر محاســب‪.163‬‬
‫مقترحات دينامية إعالن الرباط‬
‫يتعلق األمر بالنسبة للسلطات العمومية بالخصوص بالحرص على‪:‬‬
‫وضــع إجــراءات واضحــة تعمــل علــى تعزيــز الشــراكة بيــن الســلطات العموميــة والجمعيــات علــى أســاس نمــوذج‬ ‫‪ْ --‬‬
‫أو نمــاذج اتفاقيــات تحـ ّدد اإلطــا َر العــا ّم‪ ،‬وتعـ ّرف بحقــوق وواجبــات كل طــرف مــن األطــراف؛‬
‫‪ - -‬إعــداد تقريــر ســنوي شــامل يبيــن مجمــوع التمويــات العموميــة الممنوحــة والمســتفيدين منهــا والمبالــغ‬
‫الممنوحــة تباعــا لــك ّل جمعيــة علــى حــدة؛‬
‫‪- -‬احتــرام اســتقاللية الجمعيــات فيمــا يخــص تحديــد اســتراتيجياتها وتدبيــر أنشــطتها وكذلــك حريــة تســيير‬
‫مشــاريعها الخاصــة؛‬
‫‪- -‬نشر معايير التأهيل واالنتقاء المعمول بها في الحق في الولوج إلى التمويل العمومي؛‬
‫‪- -‬إشراك الجمعيات داخل لجان التأهيل واالنتقاء وفي وضع إجراءات التمويل العمومي حيز التنفيذ؛‬
‫والمؤسســات العموميــة والجماعــات الترابيــة مــن أجــل دعــم‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬توفيــر نســبة مــن ميزانيــة الدولــة والمقــاوالت‬
‫العمــل الجمعــوي باعتبــاره عمــا لــه عالقــة بالمصلحــة العامــة؛‬
‫أ ّما فيما يتعلق بالجمعيات‪ ،‬فمن بين مها ّمها على الخصوص‪:‬‬
‫‪ - -‬احترام قواعد الشفافية والتسيير الديمقراطي داخل الجمعيات؛‬
‫الســعي للحصــول علــى ال ّربــح الــذي يرمــي إلــى عــدم التوزيــع المباشــر وغيــر المباشــر‬
‫‪- -‬احتــرام مبــدأ عــدم ّ‬
‫للفائــض وعــدم توزيــع أصــول الجمعيــة؛‬
‫‪- -‬وضع قواعد فعالة تمكن من استباق واجتناب النزاعات المرتبطة بتضارب المصالح؛‬
‫‪- -‬تقديم تقارير مالية سنوية للجموع العامة ولمختلف األعضاء والشركاء؛‬
‫‪- -‬نشر حسابات الجمعية بشكل إجباري بناء على سقف « رقم معامالت» يتم تحديده‪.‬‬
‫وهكــذا يتعيــن علــى الســلطات العموميــة‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬أن تعمــل علــى ضمــان حــقّ الجمعيــات فــي الولــوج إلــى التمويــل‬
‫العمومــي بكيفيــة عادلــة وشــفافة دون أ ْن تتدخــل فــي التنظيــم والعمــل الداخلــي للجمعيــات‪ .‬ومــن جهــة أخــرى‪،‬‬
‫يتعيــن علــى الفاعليــن الجمعوييــن ضمــان الشــفافية والديمقراطيــة الداخليــة‪ ،‬إضافــة إلــى التحلــي بالفعاليــة فيمــا‬
‫يخــص اســتخدام األمــوال العموميــة‪.‬‬

‫‪ - 163‬يجب أن تقدم هذه الوثائق يف تاريخ أقصاه شهر واحد من تاريخ طلب التبرعات مصحوبا بالوثائق املعلّلة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫يجــب علــى ك ّل الج ْمعيــات المســتفيدة مــن اإلعانــات والمنــح الدوليــة احتــرام القوانيــن الجــاري بهــا العمــل‪ ،‬مــن خــال‬
‫للتوصــل بهــا‪ ،‬وتقديــم معلومــات دقيقــة عــن‬
‫ّ‬ ‫التصريـ ِـح بهــا إلــى األمانــة العا ّمــة للحكومــة فــي ُغ ُ‬
‫ضــون ‪ 30‬يو ًمــا المواليــة‬ ‫ْ‬
‫الجهــة المانحــة‪.‬‬
‫األمــوال الخاصــة بالجمعيــات محــدودة جـ ّدا‪ ،‬كمــا أنّ التمويــل العمومــي الــذي يُعـ ّد المصــدر الرئيســي لتمويــل العديــد مــن‬
‫الجمعيــات غيــر ٍ‬
‫كاف‪.‬‬
‫اليومي للمشاكل المالية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضعف الموارد وعدم انتظامها يفرضان على معظم الجمعيات اللجوء إلى التدبير‬

‫والح كامة‬
‫‪ . 3‬التنظيم َ‬
‫يشــمل مفهــوم الحكامــة مجمــل التدابيــر واألخالقيــات التــي تح ُكــم ممارســة ومراق َبــة الســلطة داخــل مؤسســة‬
‫مع َّينَــة‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فإ ّنــه مــن أولو ّيــات الحكامــة الجمعو ّيــة الج ّيــدة مــا يلــي‪:‬‬
‫واضحا؛‬
‫ً‬ ‫محد َدة تحديدًا‬
‫َّ‬ ‫‪- -‬وجود هيئات تقرير ّية ذات صالح ّيات‬
‫‪- -‬احترام القوانين األساسية والنظام ال ّداخلي؛‬
‫‪- -‬إجراءات شفافة في مجال التّدبير؛‬
‫‪- -‬التقييم واستباق المخاطر‪.‬‬

‫‪ .1.3‬تنظيم الجمعيات‬
‫يرتبــط تنظيــم الجمعيــات بالقوانيــن األساس ـ ّية التــي تتو ّلــى تنظيــم صيغــة العمــل الداخلــي للجمعيــة‪ ،‬كمــا تهــدف‬
‫إلــى تحديــد حقــوق وواجبــات األعضــاء‪ ،‬وتوزيــع المهــام والمســؤوليات بيــن مختلــف هيئــات التقرير ّيــة للجمعيــة‪.‬‬
‫ـب الجمعيــات تتو ّفــر علــى قوانيــن داخل ّيــة‪ ،‬حيــث أ ّنهــا تك ّمــل‬
‫وال يُعتبــر القانــون ال ّداخلــي شــرطا قانونيــا‪ ،‬غيــر أنَّ أغلـ َ‬
‫القوانيــن األساسـ ّية‪ ،‬وتد ّقــق بعــض القواعــد وكيف ّيــات العمــل والتســيير داخــل الجمع ّيــة‪ .‬وينبغــي أ ْن تكــون مقتضيــات‬
‫النظــام الداخلــي منســجمة مـ َع القوانين األساسـ ّية‪.‬‬
‫لالنخــراط فــي جمعيــة مــا‪ ،‬يتعيــن علــى المرشــح عمومــا أ ْن يع ّبــر عــن اهتمامــه بأهدافهــا‪ ،‬واحتــرام أخالقياتهــا‪،‬‬
‫واســتيفاء شــروط االنخــراط والحصــول علــى العضويــة المنصــوص عليهــا فــي النظــام األساســي‪ .‬وتتو ّفــر القوانيــن‬
‫األساســية للجمعيــات علــى ح ّر ّيــة كبيــرة فــي تحديــد َمــ ْن يمكــن أن يصبــح عضــ ًوا وبأ ّيــة شــروط‪ .‬وفــي بعــض‬
‫ـرط يلتــزم باحتــرام مقتضيــات القانــون األساســي‬ ‫مســطرة القبــول‪ .‬ث ـ ّم إنّ المنخـ َ‬
‫الحــاالت‪ ،‬تح ـ ّدد هــذه القوانيــن ْ‬
‫وضــع حواجــز وعقبــات فــي وجــه انضمــام‬ ‫والنظــام الداخلــي ودفــع واجبــات االنخــراط المطلوبــة‪ .‬ويُعــ ّد عــدم ْ‬
‫أعضــاء ُجــدد ّ‬
‫مؤش ـ ًرا ها ّمــا علــى الحكامــة الج ّيــدة‪.‬‬
‫تتك ّون الهياكل الجمعو ّية من الجمع العام والمجلس اإلداري والمكتب واإلدارة بالنسبة لبعض الجمع ّيات‪.‬‬
‫ـوي‪ .‬ويمكــن أن يحضــر أشــغال‬ ‫ْ‬
‫المشــروع الجمعـ ّ‬ ‫الجمــع العــا ّم هــو أعلــى هيئــة تقريريــة داخــل الجمعيــة وضامــن‬
‫ِ‬
‫منتظمــة‪ .‬وخاللــه تتقــ ّرر‬ ‫الجمــع العــام جميــع المنخرطيــن الذيــن يســ ّددون انخراطاتهــم ومســاهماتهم بكيف ّيــة‬
‫التوجهــات الكبــرى ‪ ،164‬كمــا يراقـ ُ‬
‫ـب طريقــة تدبيــر المسـ ّيرين للجمع ّيــة ويمكنــه إعــادة النظــر فــي انتخابهــم‪ .‬وتنعقــد‬ ‫ّ‬
‫الجمــوع العا ّمــة‪ ،‬عــادة‪ ،‬كل ســنة وتص ـ ّوت علــى التقريريْــن األدبــي والمالــي‪.‬‬

‫‪ - 164‬تعديل القوانني األساسية والهدف االجتماعي؛ حل اجلمعية ونقل املمتلكات أو االندماج يف جمعية أخرى‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫وضــع مشــروع الميزانيــة‪ ،‬وضمــان تنفيذهــا‪ ،‬والترخيــص‬ ‫المجلــس اإلداري هــو الجهــاز األساسـ ّـي للجمع ّيــة‪ .‬ويتو ّلــى ْ‬
‫اإلداري‬
‫ّ‬ ‫للنفقــات غيــر المتو ّق َعــة‪ ،‬وإغــاق الحســابات للســنة الماليــة‪ .‬ويعــ ّد ك ّل مــن مكتــب الجمع ّيــة والمجلــس‬
‫مختلــف القــرارات واالســتراتيجية التــي يتع ّيــن علــى اإلدارة تنفيذهــا‪.‬‬
‫وبالضبــط مه ّمــة الرئيــس‪ ،‬فــإنّ مســ ّيري الجمع ّيــة يلتزمــون بتدبيرهــا بنــ ْو ٍع مــن‬
‫ّ‬ ‫وبقبولهــم شــغل مهــا ّم اإلدارة‪،‬‬
‫لألســرة»‪ ،‬فــي حــدود الصالحيــات المخ َّولــة لهــم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫«‬ ‫ص‬ ‫الحــرص واالحتــراس وحــ ْر‬

‫ـارات براغماتيــة تتعلّــق بالف ّعال ّيــة‪ ،‬علــى أ ْن يكــون للمجلــس اإلداري مكتــب تنفيـ ّ‬
‫ـذي‪ ،‬علــى‬ ‫َو َق ـ ْد جــرت العــادة‪ ،‬العتبـ ٍ‬
‫ّ‬
‫ال ّرغــم مــن أنــه ال توجــد ضــرورة قانون ّيــة فــي هــذا الشــأن‪ .‬إنّ المكتــب هــو المســؤول األول أمــام اإلدارات وأمــام‬
‫الســلطات المحليــة‪ .‬وهــو النّاطــق باســم الجمعيــة‪ .‬ويح ـ ّددد القانــون األساســي عــدد أعضــاء المكتــب وصفاتهــم‬
‫‪165‬‬
‫وكيف ّيــة تعيينهــم أو انتخابهــم‪ .‬ويضــم المكتــب علــى األقـ ّل ثالثــة أعضــاء هــم‪ :‬الرئيــس والكاتــب العا ّم وأميــن المال‪.‬‬
‫اإلدارة‬
‫تقــوم بعــض الجمعيــات بتعييــن مديــر أجيــر يتكلّــف بتنفيــذ‪ ،‬تحــت مراقبــة المكتــب‪ ،‬االســتراتيجيات التــي يع ّدهــا‬
‫المجلــس اإلداري وضمــان التدبيــر اإلداري والمالــي‪.‬‬
‫إنّ توزيــع األدوار بيــن أعضــاء المكتــب والمســيرين األجــراء داخــل الجمعيــات يتغيــر تبعــا لمســتوى انخــراط أعضــاء‬
‫المكتــب وطريقــة تنظيــم الجمعيــة وحجمهــا ومحتــوى النصــوص التنظيميــة‪.‬‬
‫وضعية الجمعيات في المغرب؟‬
‫ّ‬ ‫ما هي حقيقة‬
‫الســامية للتخطيــط أنَّ ‪ 95.9‬فــي المائــة مــن الجمعيــات يسـ ّيرها مكتــب تنفيــذي فقــط‪،‬‬
‫ـات المندوبيــة ّ‬ ‫تكشـ ُ‬
‫ـف معطيـ ُ‬ ‫ِ‬
‫إداري‬
‫ّ‬ ‫ـهِ‬ ‫ِ‬
‫إدراي‪ ،‬فــي حيــن أنّ ‪ 3‬فــي المائــة منهــا يسـ ّيرها فــي الوقــت نفسـ مجلــس‬
‫ّ‬ ‫و‪ 1.1‬فــي المائــة يســيرها مجلــس‬
‫ـذي‪.‬‬
‫ومكتــب تنفيـ ّ‬
‫أج َرتــه وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة‬ ‫وم ـ ْن أصــل ‪ 1254‬جمعيــة التــي شــملها البحــث الميدانــي الــذي ْ‬
‫االجتماع ّيــة‪ ،‬فــإنّ ثلثــي هــذا العــدد يملــك هيــكال تنظيم ّيــا وظيفيــا‪ .‬وغالبيــة الجمعيــات تتوفــر علــى نظــام داخلــي‬
‫صــودق عليــه خــال انعقــاد الجمــع العــا ّم‪ ،‬كمــا أنّ ‪ 80‬فــي المائــة مــن الجمعيــات عقــدت جموعهــا العا ّمــة فــي الوقــت‬
‫(خاصــة جمعيــات‬
‫ّ‬ ‫المناســب‪ .‬أ ّمــا عــدد واليــات الرؤســاء فتح ـ ّدده وتضبطــه القوانيــن األساس ـ ّية لبعــض الجمع ّيــات‬
‫‪166‬‬
‫الدفــاع عــن حقــوق اإلنســان) بينمــا ال تحــدده قوانيــن جمعيــات أخــرى‪.‬‬

‫‪ .2.3‬الحكامة‬
‫الديمقراطية الداخلية‬
‫والطوعـ ّـي لألفــراد فــي مشــروع مع َّيــن وتمويــل هــذا المشــروع عــن‬ ‫الح ـ ّر ّ‬‫ـوي علــى االنخــراط ُ‬ ‫ين َبنــي ال َع َم ـ ُل الجمعـ ّ‬
‫ـوي هــو عمــل جماعـ ّـي يتطلّــب‪ ،‬تَبَ ًعــا أله ّم ّيتــه‪ ،‬تنظي ًمــا متطـ ّو ًرا إلــى‬‫طريــقِ التب ّرعــات‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فــإنّ العمــل الجمعـ ّ‬
‫يتض ـ ّرر منهــا‪.‬‬‫وتح ِصيــن نفســه ِض ـ ّد االنزالقــات المحتملــة التــي يمكــن أ ْن َ‬ ‫ـي يتم ّكــن مــن بلــوغ أهدافــه ْ‬ ‫ح ـ ّد مــا لكـ ْ‬
‫اعــد كفيلــة‬ ‫وإجـ َراءات و َق َو ِ‬
‫ْ‬ ‫ات‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ـتراتيج‬ ‫ـ‬ ‫اس‬
‫ْ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫وض‬
‫ْ‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫يتطل‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫وتقيي‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫وتنفي‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫إع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مسلس‬ ‫ومــن ثَـ َّم‪ ،‬فــإنّ‬
‫بض َمــان التســيير ال ّديمقراطـ ّـي للج ْمعيــة‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ - 165‬الدليل املغربي للجمعيات‬
‫‪ - 166‬نفسه‬

‫‪73‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وانْ ِطال ًقــا مــن احتــرام «القيــم َ‬


‫األساسـ ّية وحقــوق اإلنســان ال ُم ْعتَـ َرف ِب َهــا دول ًّيــا‪ ،‬يمكــن اســتخْ الص خمســة مبــادئ‬
‫أساسـ ّية هــي التــي ينبغــي أ ْن ت َْح ُكـ َم ِ‬
‫قواعــد ال ّديمقراطيــة الداخل ّيــة‪:‬‬
‫‪- -‬شفاف ّية انتخاب المس ِّيرين من ط َر ِف أعضاء الج ْمع ّية؛‬
‫‪- -‬ح ّر ّية األعضاء في التّعبير؛‬
‫‪- -‬احترام القواعد والبنود المتَّفق عليْها والواردة في النظام األساسي والنظام الداخلي؛‬
‫‪- -‬احترام القيم واألخالقيات وأهداف الجمع ّية؛‬
‫أي المجموعــات التــي تعانــي مــن‬ ‫السياسـ ّـي فــي الوقــت نفســه‪ْ ،‬‬
‫ـددي والمعنــى ّ‬
‫‪- -‬إدمــاج األقل ّيــات (بالمعنــى العـ ّ‬
‫نقــص علــى مســتوى تمثيل ّيتهــا) فــي التفكيــر واتخــاذ القــرار والمشــاركة فــي هيْئــات التّســيير‪.‬‬
‫التدبير اإلداري والمالي‬
‫ـت‬ ‫بالن َّظــرِ إلــى أنّ الج ْمعِ ّيــات تتو ّلــى تدبيــر مِ نَـ ٍـح وتب ّرعــات تأخذهــا مــن الخـ ّ‬
‫ـواص أو مــن القطــاع العــام‪ ،‬ســواءٌ أكانـ ْ‬
‫نقــدا أ ْم عيْ ًنــا‪ ،‬فــإنّ مصداقيتهــا ترتكــز باألســاس علــى وجــود شــفاف ّية علــى مســتوى تدبيرهــا‪ .‬وبالتّالــي تصبــح‬
‫المســاءلة تُجــاه المانحيــن واألعضــاء مــن ال ُم ْســتلزمات األخالقيــة والقانون ّيــة‪ ،‬فضــا ع ـ ْن مســك محاس ـبَة و ْف ًقــا‬
‫للمعاييــر الجــاري بهــا العمــل وتتماشــى مــع إكراهـ ِ‬
‫ـات الجمعيــات وينبغــي أن يطلــب مــن الناحيــة القانونيــة‪.‬‬

‫وتتجلّى الشروط الكفيلة ْ‬


‫بمس ِك محاسبَة ناجعة فيما يلي‪:‬‬
‫محاســبية (فواتير‪ ،‬كشــوف األداء‪ ،‬وثائــق المصاريف والت ْعويضات‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪- -‬ينبغــي أ ْن تكــو َن جميــع النفقــات مبـ َّر َرة بوثيقة‬
‫بوصل؛‬
‫الــخ)‪ .‬كمــا يجــب تبريــر أ ّيــة مداخيــل ْ‬
‫‪- -‬ينبغي ال ُمحافظة على جميع الوثائق ال ُمحاسبية وتصنيفها حسب تواريخها؛‬
‫مسك محاسبة تحليل ّية عندما تكو ُن أنشطة الجمعية ومصادر نفقاتها ومداخيلها متعددة‪.‬‬
‫‪- -‬ينبغي ْ‬
‫خاصــة بالنّســبة للج ْمعيــات المعتـ َرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬كمــا بالنســبة‬
‫ّ‬ ‫ويكتســي مســك المحاســبة أه ّم ّيــة‬
‫ـروري إلعــداد الحصيلــة والتقريــر المالـ ّـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫عموم‬ ‫ـح‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫عل‬ ‫لمختلــف الجمعيــات التــي تحصــل‬
‫ترتبــط أشــكال التدبيــر اإلداري والمالــي إلــى حـ ّد كبيــر بعوامــل مثــل حجــم الجمعيــات ومؤهــات أعضائهــا وإدارتهــا‬
‫وميزانيتهــا وتجهيزاتهــا‪ .‬وحســب البحــث الــذي أنجزتــه المندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬فــإنّ أكثــ َر مــن نصــف‬
‫الجمعيــات فــي ‪ 2007‬لــم تكــن تتو ّفــر علــى مقـ ّر مهنـ ّـي‪ ،‬وأقـ ّل مــن ‪ 20‬فــي المائــة منهــا تملــك حاســو ًبا واحـدًا‪ ،‬و‪7‬‬
‫فــي المائــة منهــا فقــط مرتبطــة بشــبكة األنترنيــت‪.‬‬
‫وحســب المصــدر نفســه‪ ،‬فــإنّ ‪ 95‬فــي المائــة مــن الجمعيــات‪ ،‬ينــة ‪ ،2007‬ل ْم تمســك محاســبة وفقــا للمعايير الجاري‬
‫ــف التفســير الــذي تق ّدمــه دراســة وزارة التضامــن والمــرأة واألســرة والتنميــة االجتماعيــة‬ ‫بهــا العمــل‪ .167‬وي ْك ِش ُ‬
‫أساســا فــي نفقــات التســيير‪ ،‬كمــا أنّ الغالبيــة‬
‫ً‬ ‫المغــرب أنّ معظــم الجمعيــات لديهــا ميزانيــة ضعيفــة جــدا تصرفهــا‬
‫ـوص القانون ّيــة واألنظمــة الضريبيــة المط َّبقــة علــى الجمعيــات صعبــة‬
‫العظمــى مــن هــذه الجمعيــات تعتبــر أنّ النّصـ َ‬
‫‪168‬‬
‫الولــوج وغيــر مفهومــة‪ ،‬األمــر الــذي يــؤ ّدي إلــى اختــاالت عديــدة‪.‬‬

‫‪ - 167‬حســب املندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬تبلــغ نســبة اجلمعيــات التــي متســك احلســابات مــا بــن ‪ 66.7‬يف املائــة بالنســبة للجمعيــات ذات‬
‫األنشــطة الدوليــة‪ ،‬و‪ 0.5‬يف املائــة بالنســبة للجمعيــات الدينية‪.‬‬
‫‪ - 168‬وزارة التضامن واملرأة واألسرة والتنمية االجتماعية‪ ،‬دراسة حول اجلمعيات املغربية للتنمية‪ :‬تشخيص‪ ،‬حتليل‪ ،‬آفاق‪ ،‬التقرير الثالث‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫َّ‬
‫المنظ َمــة‪ ،‬وال ســيما تلــك المعت ـ َرف لهــا بصفــة المنفعــة العا ّمــة‪ ،‬مــن واجبهــا مســك محاســبة‬ ‫غيــر أنّ الجمعيــات‬
‫تفضــل المحاســبة التحليليــة كذلــك ‪ ،‬ويجــب أن تكــون حســاباتها مصادقــا عليــه مــن لــ ُدن خبيــر‬
‫‪169‬‬
‫عامــة‪ ،‬كمــا ّ‬
‫ـجل علــى جــدول يتض ّمــن المداخيــل والنفقــات‪.‬‬‫محاســب‪ .‬أ ّمــا باقــي الج ْمعيــات فيمكنهــا مســك محاســبة ماليــة تُسـ َّ‬
‫الخاص بالجمعيات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المخطط المحاسبي‬
‫محاس ـب ِّي خــاص بالجمعيــات ضــرورة تفــرض نفســها‪ ،‬وذلــك بالنّظــر إلــى ّ‬
‫الطبيعــة‬ ‫َ‬ ‫وضــع مخطــط‬ ‫لقــد أصبــح ْ‬
‫ّ‬
‫الخاصــة للعمل ّيــات التــي تقــوم بهــا (التــي ليســت فــي غالبيتهــا ســلعا تجار ّيــة) وللتمكــن مــن إنجــازِ تتبــع أفضــل‪.‬‬
‫وضــع إطــار مرجعـ ّـي رهــن إشــارة الجمعيــات‪ ،‬وتم ّكنهــا مــن تنظيــم‬ ‫ّ‬
‫المخطــط فــي ْ‬ ‫ويتجلّــى الهــدف مــن إعــداد هــذا‬
‫قواعــد تدبيرهــا‪ ،‬وضمــان شــفافية المعلومــات الماليــة التــي يتع ّيــن مراقبتهــا‪ .‬ولــن يعالــج هــذا المخطــط المحاســبي‬
‫الخاصــة بالجمعيــات‪ ،‬وأهمهــا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّإل العمليــات‬
‫‪- -‬المساهمات‪ ،‬م َع حقّ التحفّظ أو بدونه؛‬
‫‪- -‬الهبات والتبرعات والتركات؛‬
‫‪- -‬التب ّرعات ّ‬
‫الط ْوعية؛‬
‫‪- -‬الموارد الناجمة عن اإلحسان العمومي‪.‬‬
‫ـس الوطنــي للمحاســبة ق ـ ْد أع ـ ّد مخططــا محاســب ًّيا خاصــا بالجمعيــات فــي ‪ ،2009‬غيــر أ ّنــه مــا زا َل‬ ‫كان المجلـ ُ‬
‫ّ‬
‫ينتظــر التطبيــق‪ ،‬فــي حيــن أنــه عبــارة عــن تكييــف للمخطــط المحاســبي العــا ّم مــع خصوصيــات الجمعيــات‪ .‬ورغــم‬
‫‪170‬‬

‫ّ‬
‫المخطــط ليــس ملزِ ًمــا مــن الناح ّيــة القانون ًّيــة بعـ ُد‪ ،‬فأ ّنــه يُ ْســتع َمل مــن طــرف الجمعيــات التــي تحــرص علــى‬ ‫أنّ هــذه‬
‫مســك محاســبة ســنوية والتو ّفــر علــى حســابات مصــادق عليهــا مــن لـ ُدن خبيــر محاســب‪.‬‬ ‫ْ‬
‫المراقبة‪ ،‬الوقاية من المخاطر‪ ،‬المحاسبة‬
‫َ‬
‫يتــم تعريــف الرقابــة الداخليــة بك ْونهــا مجمــوع السياســات والتّدابيــر التــي تُط َّبــق مــن طــرف المسـ ِّيرين للتح ّقــق مــن‬
‫مخطــط داخلــي لالفتحــاص‪.‬‬‫ّ‬ ‫أنّ تدبيــر الجمعيــة دقيــق وف ّعــال‪ .‬ولهــذه الغايــة تتو ّفــر بعــض الجمعيــات علــى‬
‫مفصــا للمســاطر واإلجــراءات المعمــول‬ ‫ّ‬ ‫وضــع دليــل للمســاطر يتض ّمــن وص ًفــا‬‫كمــا تتطلّــب الوقايــة مــن المخاطــر ْ‬
‫بهــا أكثــر‪ ،‬ويــوزّع المهــام بيــن مختلــف الفاعليــن ‪ .‬كمــا يُعـ ّد مبــدأ التوقيــع ال ّثنائــي إجــرا ًء وقائ ًّيــا ناج ًعــا‪.‬‬
‫‪171‬‬

‫وفي مجال المحاسبة‪ ،‬يفرض اإلطار القانوني القيام بعمل ّية التتبع في أ ْربع حاالت‪:‬‬
‫‪- -‬تل ّقــي األمــوال األجنبيــة‪ ،‬التــي ينبغــي التصريــح بهــا لــدى األمانــة العا ّمــة للحكومــة فــي غضــونِ الشــهر الموالــي‬
‫مصدرهــا وإلــى عنــوان الشــريك ومبلــغ اإلعانــة والحســاب البنكــي‬ ‫التوصــل بهــا‪ ،‬مــع اإلشــارة بد ّقــة إلــى ْ‬
‫ّ‬ ‫لتاريــخ‬
‫الموضوعــة فيــه وموضــوع اإلعانــة؛‬

‫‪ - 169‬باملقارنــة مــع احملاســبة العامــة‪ ،‬تشــمل احملاســبة التحليليــة كل جمعيــة علــى حــدة‪ ،‬فهــي محــددة ومالئمــة حلاجياتهــم‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى‬
‫تدبيــر أفضــل للمــوارد‪ ،‬وحتليــل أكثــر تفصيــا لتوزيــع النفقــات (بحســب كل جهــة مانحــة‪ ،‬وبحســب نوعيــة النشــاط أو النفقــات)‪ .‬كمــا تســمح‬
‫بخلــق تقاطعــات بــن مختلــف املعطيــات‪.‬‬
‫‪ - 170‬نفسه‬
‫‪ - 171‬بالنســبة للمشــتريات التــي تفــوق مبلغــا معينــا‪ ،‬يبــدأ ذلــك مــن التعبيــر عــن احلاجيــات التــي يت ـ ّم االتفــاق بشــأنها واملصادقــة عليهــا‪،‬‬
‫إلــى البحــث عــن ثالثــة عــروض أســعار‪ ،‬واجتمــاع جلنــة املشــتريات الختيــار صاحــب اخلدمــة علــى أســاس أفضــل جــودة‪ /‬ســعر الشــروع يف‬
‫مســطرة املشــتريات‪ .‬وتتطلــب هــذه املســطرة ضــرورة وجــود محاوريــن مختلفــن يف كل مرحلــة مــن املراحــل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪- -‬االعتراف بصفة المنفعة العامة‪172‬؛‬


‫العمومــي‪ ،‬الــذي يخضــع لترخيــص ومراقبــة األمانــة العا ّمــة للحكومــة‪ ،‬كمــا يخضــع‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬الدعــوة إلــى اإلحســان‬
‫لمراقبــة المجلــس األعلــى للحســابات؛‬
‫‪- -‬تلقّي الدعم من طرف ال ّدولة بملغ يفو ُق ‪ 50‬ألف درهم‪.‬‬
‫المؤسســات‬
‫ّ‬ ‫ونظ ـ ًرا للمتطلبــات ذات المســتوى العالــي التــي تفرضهــا الجهــات الدوليــة المانحــة (وكاالت التنميــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫ـتفادت منهــا تمكنــت مــن‬
‫ْ‬ ‫التابعــة لألمــم المتحــدة‪ ،‬المنظمــات ال ّدوليــة غيــر الحكوميــة) فــإنّ الج ْمعيــات التــي اسـ‬
‫وضــع العديــدِ م ـ ْن أدوات ووســائل التت ّبــع وقيــاس فعاليــة ونجاعــة عمل ّياتهــا‪ :‬تقاريــر أدبيــة وماليــة‪ ،‬افتحاصــات‪،‬‬
‫ْ‬
‫تقييمــات‪ ،‬الــخ‪.‬‬
‫كذلــك تُجــاه المقــاوالت والجهــات المانِحــة‪ .‬ومــن ال ُمفيــد‬ ‫َ‬ ‫تفــرض نفســها‬
‫ُ‬ ‫ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬فــإنَّ ال ُمحاســبة‬
‫المنظمــات لعالمــة‬‫ّ‬ ‫وضــع‬
‫تحــرص علــى اإلخبــار والتواصــل بشــأن ُم َما َر َســاتها الج ّيــدة‪ .‬كمــا أنّ ْ‬
‫َ‬ ‫للجمعيــات أ ْن‬
‫ـوي‪ .‬ومــن المعلــوم أ ّنــه‬
‫«المســؤولية االجتماعيــة والبيئ ّيــة» مــن شــأنه المســاهمة فــي بنــاء الثقــة إزا َء القطــاع الجمعـ ّ‬
‫ـات انص ّبــت علــى معاييــر مختلفــة (قانونيــة‬‫فــي ســنة ‪ ،2012‬خضعــت أ ْربــع جمعيــات مغربيــة بصفــة إراد ّيــة الفتحاصـ ٍ‬
‫ّ‬
‫وإداريــة وحقوق ّيــة وبيئ ّيــة‪ ،‬الــخ)‪ ،‬مــن طــرف شــركة متخصصــة فــي التّقييــم غيــر المالــي‪ ،‬سـلمتها بعــد االفتحــاص‬
‫عالمــة «جمع ّيــة مســؤولة»‪.‬‬
‫المتطوعين‬
‫ّ‬ ‫تثمين عمل‬
‫ف تثمي ًنــا محاســب ًّيا ّإل فــي‬ ‫إذا كا َن التطـ ّوع يم ّثــل َ‬
‫أحـ َد المك ّونــات األساسـ ّية للحيــاة الجمعو ّيــة‪ ،‬فإنــه لـ ْم يكـ ْن ي ْعــرِ ْ‬
‫عــدد قليـ ٍـل مــن البلــدان‪ ،‬منهــا فرنســا التــي ال يعتبــر فيهــا واج ًبــا‪.‬‬

‫فالمتط ـ ِّو ُع ال يَــرِ ُد ضمــن الوثائــق المك ِّونَــة للحســابات الماليــة ّ‬


‫الســنو ّية‪ ،‬فــي حيــن أنــه قــد يكــون مفيــدا بالنّســبة‬
‫ُعطــي صــورة أمينــة عــن جميــع‬
‫َ‬ ‫لكــي ت‬
‫ْ‬ ‫للجمعيــة أ ْن تبــر َز العمــل التطوعــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى التدفقــات الماليــة‪،‬‬
‫األنشــطة التــي أنْ َجزَتهــا‪.‬‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫الداخلــي‪َ ،‬ك َمــا يكتســيها علــى مســتوى‬
‫ًّ‬ ‫المحاســابي يكتســي أه ّميــة علــى الصعيــد‬
‫ّ‬ ‫كمــا أنّ التثميــن‬
‫جــي‪ .‬فهــو يم ّكــ ُن مــ ْن‪:‬‬
‫الخارِ ّ‬
‫‪- -‬معرفة وتب ّين التّمويل ال ّذاتي النقدي ا ّلذي يش ّكل عنص ًرا مفيدًا في العالقات مع مختلف الجهات المان َ‬
‫ِحة؛‬
‫الجمعوي؛‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬ضبْط التكاليف الحقيق ّية للمشروع‬
‫‪- -‬االحتفاظ بالمتط ّوعين من خالل تثمينهم‪.‬‬
‫وحتــى عندمــا تكــو ُن الجمع ّيــة واعيـ ًة بالفائــدة مــن وراء هــذا التّثميــن‪ ،‬فإ ّنهــا فــي كثيـ ٍـر مــن األحيــان تصــرف النّظــر‬
‫اح َبــة الج ْمعيــات الف َرنسـ ّية فــي هــذه ال ُمما َر َســة‪ ،‬تَـ َّم إنجــا ُز َدلِيـ ٍـل‬
‫ص َ‬‫عنــه لك ْونهــا ال تعــرف كيــف تنجــزه‪ .‬ومـ ْن أجــل ُم َ‬
‫ـك‪ .‬وإذا اختــارت الجمعيــة‬ ‫ـام بذلـ َ‬
‫َع َملـ ٍّـي فــي فرنســا ‪ .‬مــا يمكــن اســتخالصه هــو أ ّنــه ال توجــد طريقــة وحيـ َدة للقيـ ِ‬
‫‪173‬‬

‫ـك‪ ،‬وفــق الشــروط‬ ‫‪ - 172‬القانــون رقــم ‪ ،75-00‬املعــدل واملتمــم لظهيــر ‪ :1958‬يفــرض علــى اجلمعيــات املتمتّعــة بصفــة املنفعــة العا ّمــة أ ْن متسـ َ‬
‫محاســبة تعكــس صــورة صادقــة عــن ذ ّمتهــا ووضعيتهــا املاليــة ونتائجهــا‪ ،‬وأن حتفــظ القوائــم التركيبيــة والوثائــق‬ ‫َ‬ ‫ـص تنظيمــي‪،‬‬ ‫احملــددة بنـ ّ‬
‫املثبتــة للتقييــدات احملاســبية والدفاتــر مل ـ ّدة خمــس ســنوات‪ .‬كمــا يتعــن علــى هــذه اجلمعيــات أن تقــدم تقريــرا ســنويا إلــى األمانــة العامــة‬
‫للحكومــة يتضمــن توزيــع املــوارد التــي حصلــوا عليهــا خــال ســنة مدنيــة‪ .‬ويجــب أن يصــادق علــى هــذا التقريــر محاســب مالــي‪ .‬وميكــن ســحب‬
‫صفــة املنفعــة العامــة يف حالــة عــدم احتــرام اجلمعيــة اللتزاماتهــا القانونيــة والتنظيميــة‪.‬‬
‫‪173 - Guide pratique. Bénévolat : valorisation comptable. Ministère de la Jeunesse, de l’Education populaire et de‬‬
‫‪la vie associative. 2011.‬‬

‫‪76‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫الممارســة ســهلة َو ُمفيــدة‬


‫َ‬ ‫والمحاســبي‪ ،‬فإنــه يتعيــن عليْهــا أيضــا تحديــد كيفيــة القيــام بذلــك‪ .‬وهــذه‬
‫َ‬ ‫التثميــن المالــي‬
‫ـاع َدة اآلالف مــن المتط ّوعيــن وتتو ّفــر علــى تنظيــم ُمح َكــم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬
‫ُ َ َ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ـتغل‬
‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫إل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أصغره‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫لــك ّل الجمعيـ‬
‫غيــر أنــه ال مجــال هنــا للدخــول فــي التفاصيــل المتعلقــة بكيف ّيــة وضــع هــذا التّثميــن‪ .‬إذ يتع ّيــن علــى الجمعيــات أ ْن‬
‫تتو ّلــى التفكيــر فــي المعاييــر المالئمــة لســياقنا‪.‬‬
‫بإعــ َداد التقاريــر وقيــاس‬ ‫لنؤ ّكــ ْد‪ ،‬مــع ذلــك‪ ،‬علــى أنّ هــذه التّثميــن يفتــرض إجــرا َء قبل ّيــا‪ْ :‬‬
‫وضــع تدابيــر تتعلــق ْ‬
‫ومرا َقبَــة األنشــطة المتط ِّوعيــن الســيطرة وهــذا هــو األكثــر ُ‬
‫ص ُعوبَــة‬
‫توصيات الحوار الوطني حول المجتمع المدني ودينامية إعالن الرباط‬
‫ْضــت المناظرتــان الوطنيتــان (الحــوار الوطنــي حــول المجتمــع المدنــي وديناميــة إعــان الربــاط) اللّتــان انطلقتــا‬ ‫أف َ‬
‫صياغــة توصيــات تتعلّــق بالديمقراطيــة الداخليــة والحكامــة الج ّيــدة للجمع ّيــات‪:174‬‬
‫َ‬ ‫منــذ ســنة ‪ 2012‬إلــى‬
‫ـخاص‪ .‬ومــا يب ـ ّرر هــذا‬‫أشـ ٍ‬ ‫‪- -‬كالهمــا يتفــق علــى أنّ الح ـ ّد األدنــى لتأســيس جمعيــة يجــب أن يرتفــع إلــى خمســة ْ‬
‫الموقــف هــو أنّ اإلطــار القانونــي الحالــي (الــذي ال يشــترط ســوى وجــود شــخصيْن فقــط لتأســيس جمعيــة)‬
‫ـرعا أمــام ممارســات المحســوبية وضعــف الديمقراطيــة داخ ـ َل الج ْمعيــات‪.‬‬ ‫ـاب ُمشـ ً‬
‫يتــرك البـ َ‬
‫ـاص بالجمعيــات‪ّ ،‬إل أنّ صــدور مرســوم لوزيــر الماليــة‬ ‫محاســباتي خـ ّ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫مخطــط‬ ‫‪- -‬فــي ســنة ‪ ،2003‬صــدر مشــروع‬
‫الملحــة لقانــون محاســباتي‬ ‫ّ‬ ‫واالقتصــاد ال يــزا ُل معلَّ ًقــا‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فقــد شــ ّددت المناظرتــان علــى الحاجــة‬
‫ـاص‪ .‬كمــا أنّ دينام ّيــة إعــان ال ّربــاط قــد أثــارت االنتبــاه إلــى المخاطــر الناجمــة عــن الســلوك المتســاهل جـ ّدا‬
‫خـ ّ‬
‫‪175‬‬
‫الضريبـ ّـي وغيْرهــا مــن القضايــا المتعلّقــة بالمســألة المال ّيــة والمحاســب ّية‪.‬‬
‫والتصريــح ّ‬
‫ْ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫المالي‬ ‫ـبة‬
‫ـ‬ ‫المحاس‬ ‫إزاء‬
‫إداري‪ ،‬بينمــا ال يتوفــر علــى إدارة‬
‫ّ‬ ‫معظــم الجمعيــات تشــتغل بمكتــب واحــد فقــط‪ ،‬والعــدد القليــل منهــا يتو ّفــر علــى مجلــس‬
‫ســوى عــدد أقـ ّل‪ .‬لذلــك يتع ّيــن علــى هــذه األخيــرة التحديــد الواضــح لصالح ّيــات هيئاتهــا التقرير ّيــة‪.‬‬
‫باالســتناد إلــى احتــرام قيــم وحقــوق اإلنســان األساســية المعتـ َرف بهــا دول ّيــا‪ ،‬يمكــن الوقــوف عنــد خمســة مبــادئ يمكنهــا‬
‫أ ْن تتح ّكــم فــي قواعــد الديمقراطيــة الداخل ّيــة‪:‬‬
‫‪- -‬شفافية انتخابات المس ّيرين من طرف أعضاء الجمع ّية من القادة من قبل أعضاء؛‬
‫‪- -‬حرية تعبير األعضاء‪،‬‬
‫‪- -‬احترام القواعد ال ّرسمية المتفق عليْها والواردة في النظام األساسي والنظام الداخلي؛‬
‫‪- -‬احترام القيم واألخالقيات ومها ّم الجمعية؛‬
‫أي المجموعــات التــي تعانــي مــن ن ْقـ ٍ‬
‫ـص علــى مســتوى‬ ‫ضــا‪ْ ،‬‬‫‪- -‬إدمــاج األقل ّيــات (بالمعنــى العــددي وبالمعنــى السياســي أيْ ً‬
‫التمثيل ّيــة) فــي التفكيــر وفــي اتخــاذ القــرار والمشــاركة فــي هيْئــات التســيير‪.‬‬
‫خاصــة‪ ،‬نق ـدًا أ ْو عيْ ًنــا‪ ،‬وبالنّظــر إلــى أنّ مصداقيتهــا‬
‫ّ‬ ‫بالنّظــر إلــى أنّ الجمعيــات تقــو ُم بتدبيــر أمــوال عموم ّيــة وإعانــات‬
‫ـب‬
‫أساســا علــى الشــفافية فــي تدبيــر هــذه األمــوال‪ ،‬وأنّ ال ُم َحاس ـبَة تُجــاه الجهــات المانحــة وتجــاه األعضــاء واجـ ٌ‬ ‫ً‬ ‫تعتمــد‬
‫ـات الجمعيــات يغــدو مســألة الزمــة مــن الناحيــة القانونيــة‪.‬‬ ‫حاس ـبَة مالئمــة إلكراهـ ِ‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـإنّ‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وقانون‬ ‫ـي‬
‫أخالق ّ‬
‫ـ‬
‫حســب الحالــة‪ ،‬فــإن محاســبة ماليــة انطالقــا مــن جــدول بالمداخيــل والنفقــات‪ ،‬أو محاســبة عا ّمــة يصــا َدق علــى حســاباتها‪،‬‬
‫مــن األنســب أن تكــو َن دون تح ّفــظ‪ ،‬مــن طــرف خبيــر محاســب‪.‬‬
‫ـروري نظــرا للطبيعــة الخاصــة للعمليــات (التــي هــي فــي معظمهــا عمل ّيــات‬
‫مخطــط محاســبي خــاص بالجمعيــات ضـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضــع‬
‫غيــر تجاريــة) والســماح بإجــراء تت ّبــع أفضــل‪.‬‬
‫من مصلحة الجمعيات تثمي َن عمل المتط ّوعين وإبرازه ضمن حساباتها‪.‬‬

‫‪ - 174‬عبد اهلل ساعف‪ ،‬مسارات العمل اجلمعوي املغربي‪ :‬تاريخ وداللة‪.2016 ،‬‬
‫‪ - 175‬نفسه‬
‫‪77‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫القسم الرابع‪ :‬توصيات المجلس االقتصادي واالجتماعي‬


‫والبيئي‬

‫ـرت عنهــا‪ ،‬فإ ّنهــا تواجــه مــع ذلـ َ‬


‫ـك عــد ًدا مــن العوائــق‬ ‫علــى ال ّر ْغــم مــن دينام ّيــة الجمع ّيــات وروح المدن ّيــة التــي ع ّبـ ْ‬
‫اإلداري والتنظيمـ ّـي والمالــي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والصعوبــات ذات ّ‬
‫الطابَــع‬ ‫ّ‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإنّ التوصيات الواردة في هذا التقرير ترو ُم المساهمة في‪:‬‬
‫تلعــب دورهــا الكامــل الــذي تك ّر ُســ ُه فصــول‬
‫َ‬ ‫‪- -‬إزالــة العوائــق والصعوبــات القائمــة حتــى يتســنّى للجمعيــات أ ْن‬
‫عديــدة مــن دســتور ‪ ،2011‬وال ســيما الفصــل ‪ 12‬منــه الــذي يعتــرف للجمعيــات بخبرتهــا ومشــروعيتها فــي‬
‫المســاهمة فــي إ ِْعــدادِ وتنفيــذ وتقييــم السياســات العموم ّيــة؛‬
‫ّشريعي مع أحكام الدستور المتعلقة بد ْور الج ْمعيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪- -‬مالءمة اإلطار الت‬

‫عامة‬
‫توصيات ّ‬
‫‪1.1‬تعميــق التفكيــر فــي اعتمــاد تصنيــف للجمعيــات إلــى ثــاث فئــات أساسـ ّية‪( :‬أ) جمعيــات تقديــم الخدمــات‪،‬‬
‫وهــي التــي تقتــرح خدمـ ٍ‬
‫ـات متن ّوعــة‪ :‬ثقافيــة‪ ،‬قانونيــة‪ ،‬رياضيــة‪ ،‬طبيــة‪ ،‬وقائ ّيــة‪ ،‬تربويــة‪ ،‬اقتصاديــة‪ ،‬نفســية‪،‬‬
‫فالح ّيــة‪ ،‬إلــخ؛ (ب) جمعيــات الترا ُفــع‪ ،‬وهــي جمعيــات تهتـ ّم بالتعبئــة و»التمكيــن» مــن أجــل تحقيــق اإلصــاح‬
‫نفســه بتقديــم الخدمــات والتّرا ُفــع؛‬
‫االجتماعـ ّـي؛ (ج) جمعيــات تقــو ُم فــي الوقــت ِ‬
‫‪2.2‬يوصــي المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي باالعتــراف بصفــة المنفعــة االجتماع ّيــة لفائــدة للجمعيــات‬
‫هشــة‪ ،‬وتســاهم في مكافحة كل أشــكال اإلقصاء والفــوارق الصحية‬ ‫التــي تقــدم دعمــا لألشــخاص فــي وضعيــة ّ‬
‫واالجتماعيــة واالقتصاديــة والثقافيــة‪ ،‬وتعمــل لفائــدة التربيــة والمواطنــة وتطويــر الروابــط االجتماعيــة‪ ،‬أو‬
‫تعمــل مــن أجــل الحفــاظ علــى التماســك المجالــي وتعزيــزه‪ ،‬ومــن أجــل التنميــة المســتدامة‪.‬‬
‫وينبغــي أ ْن تتم ّكــن هــذه الجمعيــات مــن االســتفادة مــن اإلعانــات النقديــة والعين ّيــة (بنيــات تحتيــة‪ ،‬مــوارد‬
‫بشــرية‪ ،‬مــوارد ماديــة) الممنوحــة علــى الصعيــد المحلــي والجهــوي والوطنــي‪ .‬كمــا يتع ّيــن تحديــد معاييــر‬
‫وصيــغ منــح هــذه الصفــة فــي إطــار نقــاش وطنــي ديمقراطــي مفتــوح يهــدف إلــى وضــع إطــار مرجعــي يتض ّمــن‬
‫األهــداف والمبــادئ والمؤشــرات القابلــة للقيــاس التــي تم ّكــن الفاعليــن الجمعوييــن مــن األخــذ فــي االعتبــار‬
‫مهامهــم وأهدافهــم وحكامتهــم‪ ،‬فضــا عــن اآلثــار المترتّبــة عــن أنشــطتهم‪.‬‬
‫‪3.3‬تعزيــز النّشــر المنت َِظــم‪ ،‬مـ ْن طــرف المندوب ّيــة الســامية للتخطيــط ووزارة الداخل ّيــة واألمانــة العا ّمــة للحكومــة‪،‬‬
‫ـال أكاديم ّيــة حــول‬
‫ـوي وبإنجــاز أعمـ ٍ‬ ‫ـيج الجمعـ ّ‬
‫وأي هيئــة عموميــة أخــرى معن ّيــة‪ ،‬لل ُمعطيــات التــي تتعلــق بالنسـ ِ‬‫ّ‬
‫هــذا النســيج‪.‬‬
‫‪4.4‬االعتــراف بجمع ّيــات مغاربــة العالــم بصفتهــا محــاو ًرا أساسـ ّيا فــي مسلســل إرســاء ال ّديمقراطيــة التشــارك ّية‪،‬‬
‫والمؤسســات والجماعــات التراب ّيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وخلــق بيئــة مالئمــة للشــراكة مــع الجمعيــات المغرب ّيــة‬
‫الخاصــة للجمعيــات المهن ّيــة و واتحــادات الملكيــات المشــتركة والجمعيــات والفدراليــات‬
‫ّ‬ ‫‪5.5‬دراســة الوضعيــات‬
‫الرياض ّيــة‪ ،‬فــي إطــار إحالــة ذاتيــة أو عـ ّدة إحــاالت‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫والتنظيمية‬
‫ّ‬ ‫والتشريعية‬
‫ّ‬ ‫المؤس ساتية‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫الحق في حرية تأسيس الجمعيات‬
‫‪6.6‬الحرص على مالءمة ظهير ‪ 1958‬الذي ينظم الحقّ في تأسيس الجمعيات مع أحكام دستور ‪2011‬؛‬
‫‪7.7‬إصــدار النصــوص التنظيم ّيــة الضرور ّيــة بُغيــة تفعيــلِ مقتضيــات الدســتور فــي هــذا الصــدد وأهــداف وأنشــطة‬
‫الل َمــا ّدي علــى اإلجــراءات اإلداريــة التــي‬ ‫إضفــاء ّ‬
‫الطابَــع ّ‬ ‫الجمعيــات‪ ،‬واتخــاذ التدابيــر الع َمل ّيــة المالئ َمــة‪ ،‬مثْــل ْ‬
‫ته ّمهــا‪ ،‬كمــا اقتــرح المجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫بالمؤسسات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خاص‬
‫ّ‬ ‫وضع قانون‬
‫‪ْ 8.8‬‬
‫كية‬ ‫الديمقراطية التّ ُ‬
‫شار ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫آليات‬
‫‪9.9‬التحديد القانوني لِ »الجمعيات المهت ّمة بالشأن العام»‪.‬‬
‫َ‬
‫المنتخبيــن ونشــر المبــادئ‬ ‫الصعيــد الترابــي مــن خــال تكويــن‬
‫‪1010‬تأطيــر ُم َما َر َســة ال ّديمقراطيــة التشــارك ّية علــى ّ‬
‫التوجيه ّية‪...‬؛‬
‫تســهيل االستشــارة العموم ّيــة وضمــان اإلنصــاف فــي مجــال الولــوج إلــى المعلومــة والتمويــل‪ ،‬يتعيــن‬
‫‪ 1111‬مــن أجــل ْ‬
‫مؤهلَــة‪.‬‬
‫إعــداد جــرد للجمعيــات علــى المســتوى الترابــي‪ ،‬والتفكيــر عنــد االقتضــاء فــي انشــاء تصنيــف جمعيــات َّ‬
‫ــاري ّ‬
‫للشــبَاب وال َع َمــل‬ ‫ِش ّ‬ ‫االست َ‬
‫المجلــس ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ 1212‬يوصــي المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي بــأ ْن يكــو َن‬
‫بالشــ َباب وبالعمــل الجمعــوي للشــباب‪.‬‬‫خاصــا ّ‬‫ًّ‬ ‫ينــص عليــه ال ّدســتور‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عــوي‪ ،‬الــذي‬
‫الج ْم ّ‬
‫الدولة والجمعيات‬
‫الشراكة بين ّ‬
‫‪1313‬تقديــم رؤيــة واضحــة ّ‬
‫للشــراكة بيــن ال ّدولــة و والجمعيــات قائمــة علــى منطــق المعاملــة بالمثــل واحتــرام‬
‫التوجهــات االســتراتيج ّية للجمع ّيــات‪.‬‬
‫ّ‬
‫استراتيجيات ّ‬
‫الش َراكة‪.‬‬ ‫‪1414‬تفعيل مساهمة الجمعيات في تطوير ْ‬
‫‪1515‬ضمان المساواة في ولوج الجمعيات إلى المعلو َمة‪.‬‬
‫‪1616‬وضــع قواعــد وإجــراءات لضمــان اإلنصــاف والشــفافية فــي التمويــل العمومـ ّـي (معاييــر االســتحقاق‪ ،‬كيفيــات‬
‫االنتقــاء‪ ،‬نشــر النتائــج ‪.)...‬‬
‫‪1717‬تدقيــق مضمــون الشــراكة فــي صيغــة اتفاقيــات تحــ ّدد األهــداف ونوعيــة األنشــطة والميزان ّيــة والنتائــج‬
‫مؤش ٍ‬
‫ــرات للنتائــج بهــدف التّقييــم؛‬ ‫المنتظــرة‪ ،‬كمــا تحــ ّدد ّ‬
‫ّ‬
‫المنظــم لعالقــة الشــراكة بيــن ال ّدولــة والجمعيــات‪ ،‬فــي ضــوء‬ ‫‪1818‬مراجعــة دوريــة الوزيــر األول ‪07/2003‬‬
‫األحــكام الجديــدة للدســتور‪.‬‬
‫وضع دور ّية ّ‬
‫تنظم الشراكة بين الجماعات الترابية والجمعيات‪.‬‬ ‫‪ْ 1919‬‬
‫العامة‬
‫ّ‬ ‫االعتراف بصفة المنفعة‬
‫‪2020‬توضيح مفهوم “أ ْن يكو َن لها له طابع المصلحة العامة”الوارد في المادة ‪ 1‬من المرسوم رقم ‪969-04-2‬؛‬
‫وضــع معاييــر واضحــة يمكــن أن‬
‫‪2121‬تأطيــر الســلطة التقدير ّيــة الموكولــة لممثلــي الســلطة التنفيذيــة عــن طريــق ْ‬
‫تســتند إليهــا هــذه الســلطة؛‬
‫‪2222‬إخبــار الجمعيــات التــي ال تُقبــل طلباتهــا بأســباب ال ّرفــض‪ ،‬بنــاء علــى هــو منصــوص عليــه فــي الفصــل ‪ 9‬مــن‬
‫ظهيــر ‪.1958‬‬
‫‪79‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫اإلطار الجبائي‬
‫خــاص بالجمعيــات‪ ،‬وإدراج معاييــر الحكامــة الجيــدة فــي ديباجتــه (االنعقــاد‬
‫ّ‬ ‫وضــع مخطــط محاســباتي‬ ‫‪ْ 2323‬‬
‫المنتظــم للجمــوع العا ّمــة العاديــة مــع المصادقــة علــى التقاريــر األدبيــة والماليــة الســنوية‪ ،‬اجتماعــات‬
‫الهيئــات المســ ّيرة وفقــا للقوانيــن‪ ،‬مســك المحاســبة‪ ،‬احتــرام مد ّونــة الشــغل‪.) ...‬‬
‫‪2424‬اإلعفــاء مــن الضريبــة‪ ،‬الضريبــة علــى الشــركات والضريبــة علــى القيمــة المضافــة‪ ،‬األنشــطة االقتصاديــة‬
‫للجمعيــات المهتمــة بالشــأن العــام‪ ،‬والتــي ال تكتســي صبْغــة ربحيــة طب ًقــا للمعاييــر التــي يحددهــا النظــام‬
‫الجبائــي (التدبيــر غيْــر المــد ّر لل ّربــح للجمعيــة‪ ،‬والصبغــة غيــر التنافســية للنشــاط ولشــروط ممارســته)‪،‬‬
‫ـص عليهــا المخطــط المحاســباتي‪ .‬ويدقــق النظــام‬ ‫مــع مراعــاة احتــرام قواعــد الحكامــة الجيــدة التــي ينـ ّ‬
‫الجبائــي قائمــة الوثائــق التــي يتع ّيــن إرفاقهــا بالتصريحــات إلثبــات احتــرام هــذه المقتضيــات؛‬
‫ـض ضريبـ ّـي جزافـ ّـي بنســبة ‪ 20‬فــي المائة فيما يتعلق بالضريبة علــى الدخل المفروضة‬
‫‪2525‬التنصيــص علــى تخفيـ ٍ‬
‫على التعويضات الخاضعة للنســبة العليا التي تدفعها الجمعيات المهتمة بالشــأن العام ألجرائها؛‬
‫‪2626‬إعفاء الجمع ّيات من واجبات التسجيل والتمبر؛‬
‫ُخصــم مــ ْن‬
‫المانحــة (ســواء أكانــوا أشــخاصا طبيعييــن أو معنوييــن) بتقديــم إعانــات ت َ‬ ‫َ‬ ‫الســماح للجهــات‬ ‫‪ّ 2727‬‬
‫(الضريبَــة علــى الشــركات أو الضريبــة علــى الدخــل) للج ْمعيــات المهتمــة بالشــأن العــام حتــى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض َرائبهــا‬
‫ولــو لـ ْم تكـ ْن جمعيــات ذات منفعــة عامــة‪ ،‬وذلــك فــي حــدود عتبــة تُحـ َّـدد لر ْقــم معامــات الجهــة المانحــة أو‬
‫لمداخيلهــا‪ ،‬ويتو ّلــى تحديــد هــذه العتبــة نـ ّ‬
‫ـص تنظيمـ ّـي؛‬

‫الموارد البشرية‬
‫النشاط التطوعي‬
‫توصيات للسلطات العمومية‬
‫ً‬
‫تعويضــا عــن عملــه‪.‬‬ ‫ـاص بالتّطــوع غيــر المــؤ ّدى عنــه وتمييــزه عــن التطــوع الــذي يتل ّقــى صاحبــه‬
‫‪2828‬وضــع قانــون خـ ّ‬
‫ويُنتظــر مــن هــذا القانــون أ ْن يحـ ّدد حقــوق وواجبــات كل مــن المتط ِّوعيــن بــدون تعويــض والمتط ِّوعيــن بتعويــض؛‬
‫ٍ‬
‫لنشاط لفائدة الجمعية؛‬ ‫‪2929‬ف ْرض ضمان التأمين لحماية المتط ّوعين بالتعويض أو بدونه أثنا َء مزاولتهم‬
‫وسط األطفال داخل المنظومة التعليم ّية؛‬
‫‪3030‬تنمية روح العمل التط ّوعي في َ‬
‫ـوي‪ ،‬مثــل إدراج فتــرة التكويــن فــي المجــال‬
‫ـجع الشــباب علــى االنخــراط فــي العمــل الجمعـ ّ‬ ‫‪3131‬وضــع حوافــز تشـ ّ‬
‫الجمعــوي كعنصــر إيجابـ ّـي ضمــن ملــف ّ‬
‫الشــاب مــن أجــل الولــوج إلــى الدراســات العليــا‪.‬‬
‫توصية للجمعيات‬
‫‪3232‬المحافظة على المتط ِّوعين بتوفير التكوينات لفائدتهم وإشراكهم الفعلي في أنشطة الجمعية‪.‬‬
‫العمل المأجور‬
‫توصيات للسلطات العموم ّية‬
‫الجمعوي؛‬
‫ّ‬ ‫للقطاع‬
‫ِ‬ ‫‪3333‬تشجيع تشغيل األجراء من خالل اتخاذ تدابير ضريب ّية مالئمة‬
‫وضــع‪ ،‬بالتعــاون مــع الجماعــات الترابيــة‪ ،‬عقــود عمــل ذات منفعــة عامــة واجتماعيــة تســمح للشــباب‬ ‫‪ْ 3434‬‬
‫االســتفادة مــن تجربــة مهنيــة داخــل هيئــة غيــر ربحيــة تنجــز مه ّمــة اجتماعيــة أو مهمــة ذات مصلحــة عامــة‪،‬‬
‫والبيئــي حــول تشــغيل الشــباب؛‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعــي‬
‫ّ‬ ‫االقتصــادي‬
‫ّ‬ ‫انســجا ًما مــع رأي المجلــس‬

‫‪80‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫‪3535‬المساهمة في تمويل وتنظيم تعزيز قدرات الجمعيات؛‬


‫خــاص بالعامــل االجتماعــي يحــ ّدد طبيعــة العمــل االجتماعــي وحقــوق وواجبــات العامــل‬
‫ّ‬ ‫‪3636‬إعــداد قانــون‬
‫االجتماعــي إزا َء الجمعيــة والمســتفيدين‪ ،‬وضمــان حمايتــه الجســدية والقانونيــة؛‬
‫ّ‬
‫‪3737‬تحســين عــرض تكويــن العامليــن االجتماعييــن‪ :‬ينبغــي أ ْن تع َمـ َل الجامعــات والكليــات علــى تطويــر َمصوغــات‬
‫تكوين ّيــة إشــهاد ّية‪ ،‬وتوفيــر التكويــن المســتم ّر فــي مختلــف التخصصــات‪.‬‬
‫توصيات للجمعيات‬
‫‪3838‬الحرص على احترام القوانين وقانون ّ‬
‫الشغل؛‬
‫‪3939‬الحــرص علــى أن تكــون الجمعيــات مش ـ ِّغ ًل مســؤوال (احتــرام مد ّونــة الشــغل‪ ،‬عــدم التمييــز ض ـ ّد النســاء‪،‬‬
‫تشــغيل األشــخاص فــي وضع ّيــة إعاقــة‪.)...‬‬
‫‪4040‬وضع آليات لتدبير حاالت تضارب المصالح؛‬
‫‪4141‬تعزيز الديمقراطية الداخلية؛‬

‫التمويل ‪ /‬الحكامة‬
‫توصيات للسلطات العموم ّية‬
‫المقدم للجمعيات‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪4242‬ال ّرفع من قيمة ال ّدعم العمومي‬
‫الســنوات‪ ،‬مــع مشــاريع تمتـ ّد إلــى ثــاث ســنوات علــى األقــل ّ‪ ،‬بَـ َد ًل مــن تقديــم منــح‬
‫‪4343‬تشــجيع التمويــل متعــدد ّ‬
‫وإعانــات محـ ّددة فــي الزمــن‪.‬‬
‫‪ 4444‬إبْــرام عقــود برامــج متعــددة الســنوات مــع الجمعيــات التــي تتك ّفــل‪ ،‬لفائــدة الدولــة أو نيابــة عنهــا‪ ،‬بتح ّمــل‬
‫األشــخاص فــي وضعيــة هشاشــة‪ .‬وفــي هــذه الحــال‪ ،‬ينبغــي أ ْن يم ّثــل تمويــل ال ّدولــة نســبة ها ّمــة مــن ميزانيــة‬
‫تســيير الجمعيــة‪.‬‬
‫‪4545‬تعزيز قدرات الوزارات والجماعات التراب ّية والمؤسسات العموم ّية في مجال تت ّبع وتقييم الجمعيات‪.‬‬
‫مبس َطة للجمعيات ّ‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫‪4646‬توفير محاسبة مالية َّ‬
‫‪ 4747‬تشــجيع تأســيس الجمعيــات مــن خــال تمكينهــا مــن مق ـ ّرات‪ ،‬وتســهيل الحصــول علــى بعــض الخدمــات‬
‫(الهاتــف‪ ،‬الفاكــس‪ ،‬الحواســيب‪ ،‬الــخ)‪.‬‬
‫‪4848‬ربْــط تقديــم المنــح واإلعانــات العموم ّيــة باالنتظــام فــي ع ْقــد الجمعيــات للجمــوع العا ّمــة والمجالــس اإلدار ّيــة‬
‫وفقــا ألنظمتهــا األساسـ ّية‪.‬‬
‫توصيات للجمعيات‬
‫‪4949‬تطوير القدرات المتعلقة لجلب التمويل؛‬
‫‪5050‬التفكير في كيفيات تثمين وتقييم َع َمل المتطوعين؛‬
‫‪5151‬اعتماد واحترام قواعد تدبير شفافة؛‬
‫‪5252‬الح ْرص على التسيير الديمقراطي؛‬

‫‪81‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ِ‬
‫مخاطر سوء التدبير؛‬ ‫‪ 5353‬وضع قواعد وإجراءات تم ّكن من تو ّقع‬
‫‪5454‬مســك محاســبة ماليــة أو محاســبة عامــة بنــا ًء علــى حجــم الجمعيــة‪ ،‬وتقديــم تقاريــر ماليــة ســنوية إلــى‬
‫الجمــوع العامــة وإلــى مختلــف الشــركاء‪ ،‬والبرهنــة علــى الف ّعاليــة فــي اســتعمال األمــوال؛‬
‫‪5555‬إدخــال اســتعمال األدوات المعلوماتيــة وتكنولوجيــا المعلومــات واالتصــال الجديــدة فــي تكويــن األجــراء‬
‫والمتط ّوعيــن وتعزيــز تشــغيلهم مــن طــرف الجمعيــات؛‬
‫‪5656‬خل ْ ُق مراكز محاسب ّية معتمدة بالنّسبة للجمعيات‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
‫َو ْ‬

‫مالحق‬

‫الملحق ‪ :1‬الئحة أعضاء اللجنة الدائمة المكلفة بالقضايا االجتماعية والتضامن‬

‫فئة الخبراء‬
‫فؤاد ابن الصديق‬
‫احجبوها الزبير‬
‫حكيمة حميش‬
‫أمينة العمراني‬
‫عبد المقصود راشدي‬
‫فئة ممثلي النقابات‬
‫أحمد بهنيس‬
‫محمد دحماني‬
‫محمد بنصغير‬
‫جامع المعتصم‬
‫محمد عبد الصادق السعيدي‬
‫عبد الرحمان قنديلة‬
‫لحسن حنصالي‬
‫مصطفى اخالفة‬
‫فئة الهيئات و الجمعيات المهنية‬
‫محمد حسن بنصالح‬
‫عبد الحي بسة‬
‫محمد بولحسن‬
‫فئة الهيئات والجمعيات النشيطة في مجاالت االقتصاد االجتماعي والعمل الجمعوي‬
‫عبد الرحمان الزاهي‬
‫ليلى بربيش‬
‫جواد شعيب‬
‫محمد الخاديري‬
‫زهرة الزاوي‬
‫فئة الشخصيات المعينة بالصفة‬
‫خالد الشدادي‬
‫الجياللي حزيم‬
‫عبد العزيز عدنان‬
‫‪83‬‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الملحق ‪ :2‬الئحة جلسات اإلنصات والورشات واللقاءات‬

‫جلسات اإلنصات‪:‬‬
‫تم اإلنصات إليها‪:‬‬
‫‪1.1‬المؤسسات التي ّ‬
‫‪- -‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫‪- -‬الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني‪،‬‬
‫‪- -‬وزارة الشباب والرياضة‪،‬‬
‫‪- -‬وزارة التضامن والمرأة واألسرة والتنمية االجتماعية‪،‬‬
‫تم اإلنصات إليها‪:‬‬
‫‪2.2‬الفعاليات التي ّ‬
‫‪- -‬المرصد الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪- -‬عبد اهلل ساعف‪،‬‬
‫‪- -‬موالي إسماعيل العلوي‪،‬‬
‫‪- -‬كمال لحبيب‪،‬‬
‫‪- -‬فؤاد بن الصديق‪،‬‬
‫‪- -‬عبد القادر بوخريص‪.‬‬

‫ورشات العمل‪:‬‬
‫‪- -‬ورشة مع الجمعيات الممثلة في المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي؛‬
‫‪- -‬ورشة مع الشبكات الجمعوية لتقديم الخدمات؛‬
‫‪- -‬ورشة مع الشبكات الجمعوية للترافع‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
ْ ‫َو‬

‫ مراجع بيبليوغرافية‬:3 ‫الملحق‬

TEXTES CONSTITUTIONNELS ET LEGISLATIFS

Royaume du Maroc, 1958. Dahir n° 1-58-376 du 3 joumada I 1378 (15 novembre 1958) réglementant
le droit d’association, tel qu’il a été modifié et complété. BOn° 2404 bis du 27/11/1958 (27 novembre
1958). Les amendements au Dahir de 1958 sont les suivants :

-- Royaume du Maroc, 1973. Dahir portant loi n° 1-73-283 du 6 rebia I 1393 (10 avril 1973) modifiant et
complétant le dahir n° 1-58-376 réglementant le droit d’association. BO n°3154 du 11/04/1973 p. 533
[En ligne] Disponible sur <http://adala.justice.gov.ma/production/html/Fr/liens/..%5C74033.htm>
-- Royaume du Maroc, 1992. Décret n° 2-92-721 du 30 rebia I 1413 (28 septembre 1992). [En ligne] Disponible
sur<http://adala.justice.gov.ma/production/html/Fr/liens/..%5C74670.htm>
-- Royaume du Maroc, 2002 ;Dahir n° 1-02-206 du 12joumada I 1423 (23 juillet 2002) portant promulgation
de la loi n°75-00 modifiant et complétant le dahir n° 1-58-376 du 3 joumada I 1378 (15 novembre 1958)
réglementant le droit d’association. BO n°5048 du 17/10/2002 – p. 1062[En ligne] Disponible sur
<http://adala.justice.gov.ma/production/html/Fr/liens/..%5C42134.htm>
-- Royaume du Maroc, 2005. Décret n°2-04-969 du 10 janvier 2005 pris pour l’application du dahir n°1-
58-376 réglementant le droit d’association.
-- Royaume du Maroc. Loi n° 18-00 relative au statut de la copropriété des immeubles bâtis
-- Royaume du Maroc, 1995.Décret n° 2-95-443 du 21 juillet 1995 ; dahir n° 1-10-150 du 24 août 2010,
portant promulgation de la loi n° 30-09 relative à l’éduction physique et aux sports.
-- Royaume du Maroc, 1999. Dahir n° 1-99-16 du 5 février 1999 portant promulgation de la loi n° 18-97
relative au micro-crédit Dahir n° 1-99-16 du 18 chaoual 1419 portant promulgation de la loi n° 18-97
relative au microcrédit. B.O. 1er avril 1999.
-- Royaume du Maroc, 2011. Constitution du Royaume du Maroc. Disponible sur <http://www.sgg.
gov.ma/Portals/0/constitution/constitution_2011_Fr.pdf>
-- Royaume du Maroc, 2013. Dahir n° 1-13-09 du 10 rabii II 1434 (21 février 2013) portant promulgation de
la loi n° 38-12 portant statut des chambres de commerce, d’industrie et de services.
-- SGG, 2005. Circulaire n°1/2005 : Conditions et procédure de reconnaissance d’utilité publique au
profit des associations.

PUBLICATIONS D’INSTITUTIONS PUBLICS

-- Conseil National de la Comptabilité, 2002. Plan Comptable des Associations


-- BEN MIMOUN, 1987. Les Associations au Maroc. Ministère de l’intérieur. In : GHAZALI, Ahmed, 1989.
Contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc. Annuaire de l’Afrique du Nord, vol. 28.
Editions du CNRS.
-- CCME et BVA, Juin 2009. Enquête auprès de la population marocaine résidant en Europe (France,
Espagne, Italie, Belgique, Pays-Bas et Allemagne). [En ligne], Disponible sur <http://www.ccme.org.
ma/images/activites/fr/2009/07/CCME-BVA-Etude_Marocains_dEurope.pdf>

85
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

-- CESE, 2015. Contribution de la Commission des affaires sociales et de la solidarité du CESE à


l’évaluation de la richesse globale du Maroc.
-- CNDH, 2016. Résumé de l’avis du CNDH sur les projets de lois organiques relatifs aux motions en
matière législative et à l’exercice du droit de présentation des pétitions aux pouvoirs publics
-- CNDH, novembre 2015. La liberté associative au Maroc. Mémorandum adressé au Chef du
gouvernement
-- Commission européenne pour la démocratie par le droit & Bureau des institutions démocratiques et
des droits de l’Homme relevant de l’Organisation pour la sécurité et coopération en Europe (OSCE),
2014. « Lignes directrices sur la liberté d’association », adoptées par la 101ème session plénière de la
Commission de Venise (12-13 décembre 2014)
-- GREFFT-ALAMI, Abdeljalil avec la collaboration de BENALI, Driss et JAIDI, Laârabi, février 2005.
Pour une politique de développement social intégré. Mission d’appui du PNUD au Ministère du
Développement Social de la Famille et de la Solidarité.
-- HCP, 2011. Rapport de synthèse de l’enquête nationale auprès des Institutions Sans But Lucratif
(exercice 2007).
-- Ministère de l’Intérieur, 2014. Etude sur le tissu associatif au Maroc. In : EL MAJHAD, S. Explosion
associative, 29/12/14. Aujourd’hui le Maroc. [En ligne] Disponible sur <http://aujourdhui.ma/societe/
maroc-explosion-associative-115474> [consulté le 24/08/16].
-- Ministère de l’Intérieur, 2014. Etude sur le tissu associatif au Maroc. In : EL MAJHAD, S. Explosion
associative, 29/12/14. Aujourd’hui le Maroc. [En ligne] Disponible sur <http://aujourdhui.ma/societe/
maroc-explosion-associative-115474> [consulté le 24/08/16].
-- Ministère de l’Intérieur, 2014. Etude sur le tissu associatif au Maroc. In : EL MAJHAD, S. Explosion
associative, 29/12/14. Aujourd’hui le Maroc. [En ligne] Disponible sur <http://aujourdhui.ma/societe/
maroc-explosion-associative-115474> [consulté le 24/08/16].
-- Ministère de l’Intérieur, décembre 2014. Etude sur le tissu associatif au Maroc.
-- Ministère de l’Intérieur. Etude sur le tissu associatif au Maroc. Décembre 2014. In : EL MAJHAD, S.
Explosion associative, 29/12/14. Aujourd’hui le Maroc. [En ligne] Disponible sur <http://aujourdhui.
ma/societe/maroc-explosion-associative-115474>
-- Ministère de la Jeunesse et Sports, 2014. Stratégie Nationale Intégrée de la Jeunesse 2015-2030.
-- Pour une politique de développement social intégré. Mission d’appui du PNUD au Ministère du
Développement Social de la Famille et de la Solidarité. GREFFT-ALAMI, Abdeljalil avec la collaboration
de BENALI, Driss et JAIDI, Laârabi, février 2005.
-- Ministère de la Solidarité, de la Femme, de la Famille et du Développement Social, 2010. Etude sur
les associations marocaines de développement : diagnostic, analyses et perspectives, Rapport III.
-- Ministère des Finances et de la Privatisation, Avril 2011. Direction Générale des impôts, « Note
Circulaire n°717 relative au CGI »
-- MSFFDS, 2007. Charte éthique des associations
-- MSFFDS, 2010. Etude sur les associations marocaines de développement : diagnostic, analyses et
perspectives, Rapport III.
-- SGG, 2005. Circulaire n°1/2005 : Conditions et procédure de reconnaissance d’utilité publique au
profit des associations.

86
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
ْ ‫َو‬

-- CNDH, 2015.Mémorandum adressé au chef du gouvernement sur la liberté associative au Maroc. [En
ligne] Disponible sur: <http://cndh.ma/sites/default/files/la_liberte_associative_au_maroc_
memo_fr.pdf>
-- Ministère de l’Agriculture et du Développement Rural, 2005. Etat des lieux de la mise en œuvre de La
Stratégie 2020 de développement rural. Avec l’appui de la Banque Mondiale, et la FAO.
-- Ministère de l’Intérieur, 2014. Cartographie du tissu associatif au Maroc.
-- Secrétariat Général du Gouvernement, liste des associations reconnues d’utilité publique[En ligne]
Disponible sur http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/association_pdf/liste_Associations_RUP.
pdf?ver=2016-01-15-145628-830

PUBLICATIONS ONUSIENNES:

-- Nations Unies, 2004. Communication du Comité des droits de l’Homme n°1274/2004


-- Développement des capacités : un guide du PNUD, 2008
-- Nations Unies, 2006. Manuel sur les institutions sans but lucratif dans le système de comptabilité
nationale.

PUBLICATIONS DE LA DYNAMIQUE DE l’APPEL DE RABAT

-- DAR, 2013. Principales conclusions des délibérations du dialogue civil de la Dynamique des
associations démocratiques non gouvernementales
-- DAR, Décembre 2013. Projet de Charte Etat - associations - collectivités territoriales, adopté aux
assises de Bouznika.
-- DAR , 2013. Mémorandum sur les motions et les pétitions (VA).
-- DAR, 2013. Principales conclusions des délibérations du dialogue civil de la Dynamique des
associations démocratiques non gouvernementales.

PUBLICATIONDU DIALOGUE NATIONAL DE LA SOCIETE CIVILE

-- DNSC, 2013. Les livrables du Dialogue national relatifs aux dispositions constitutionnelles
-- GUIDES
-- AMSED. Guide pratique pour les associations. Construction de partenariats.
-- Cabinet Seddik, 2007. Le guide marocain des associations.
-- Ministère de l’artisanat et des affaires sociales, 1986. Guide des associations volontaires du secteur
social. In: GHAZALI, Ahmed, 1989. Contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc.
Annuaire de l’Afrique du Nord, vol. 28. Editions du CNRS.
-- Ministère de la Jeunesse, de l’Education populaire et de la vie associative, 2011. Guide pratique.
Bénévolat : valorisation comptable.
-- Ministère de l’artisanat et des affaires sociales, 1986. Guide des associations volontaires du secteur
social. GHAZALI, Ahmed, 1989. Contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc. Annuaire
de l’Afrique du Nord, vol. 28. Editions du CNRS.

87
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

-- Ministère de la Solidarité, de la Famille et du Développement Social, 2006. Guide associatif..


-- Cabinet Seddik, 2007. Le guide marocain des associations.
-- DOUCIN, Michel, 2007. Guide de la liberté associative dans le monde: 183 législations analysées. La
Documentation Française

ETUDES ET RAPPORTS

-- AKESBI, Azeddine, avec la contribution de BOUJA, Mohammed, et FILALI MEKNASSI, Saâd, avril 2011.
Etude de l’Indice de la Société Civile au Maroc. Espace Associatif .
-- ALIX, Nicole ; BAUDET, Adrien, 2013. La mesure de l’impact social :facteur de transformation du
secteur social en Europe. Communication lors de la CIRIEC, International Research Conference on
Social Economy Social Economy on the move – October 24-26, 2013 - University of Antwerp.
-- Association marocaine de solidarité et de développement (AMSED),2012. Cadre juridique des
associations au Maroc : Etude analytique et pistes de plaidoyer.
-- BEN NÉFISSA, Sara, 2004. ONG et gouvernance dans le monde arabe. KARTHALA Editions (ouvrage
collectif).
-- BEN NÉFISSA, Sarah, 1998. Le secteur associatif dans le monde arabe entre les contraintes des
systèmes politiques et les demandes sociétales. In : TOZY, Mohammed, 2011. La société civile au
Maroc entre transition démocratique et consolidation autoritaire. In : Les sociétés civiles dans le
monde musulman. Sous la direction d’A. Bozzo et de P.J. Luizard. La Découverte, p. 249-270.
-- BEN NÉFISSA, Sarah, 2002. Pouvoirs et associations dans le monde arabe. Revue des mondes
musulmans et de la Méditerranée, 2004, no 103-104, CNRS édition, p. 311-317.
-- BEN NÉFISSA, Sarah, 2004. ONG et gouvernance dans le monde arabe. KARTHALA Editions (ouvrage
collectif).
-- BERRIANE, Yasmine, 2013. Essor et valorisation des associations locales. In : Femmes, associations et
politique à Casablanca. Centre Jacques Berque, Chapitre 4, p.171 à 212.
-- CAF World Giving Index, 2016. Charities Aid Foundation. October 2016..
-- Carrefour Associatif, 2010. Etude sur le volontariat et le bénévolat au Maroc.
-- DELOITTE, 2013. Analyse comparative des structures associatives à travers le monde. Forum national
des associations et Fondations.
-- DEMOUSTIER, Danièle, 2001. Les associations productrices de services et d’emplois en Europe . In
CESE français, 2008. Pour un statut de l’Association Européenne.
-- FAVAREL-DAPAS, Brigitte et QUINTIN, Odile. L’Europe sociale. Collection « Réflexe Europe ». La
Documentation française, p. 131. In CESE français, 2008. Pour un statut de l’Association Européenne.
-- FELIU, Laura, 2006. « Le Mouvement culturel amazigh (MCA) au Maroc », L’Année du Maghreb, p.274-
285.
-- GHAZALI, Ahmed, 1989. Contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc. Annuaire de
l’Afrique du Nord, vol. 28. Editions du CNRS.
-- GUEBACHE-MARIASS, Khadidja, 12/11/12. L’état de la société civile au Maroc [En ligne] In : Institut
MEDEA. Disponible sur <http://www.medea.be/2012/11/letat-de-la-societe-civile-au-maroc/>

88
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
ْ ‫َو‬

-- Guichet du Savoir, 03/05/07. Différence entre «ONG» et «association». Bibliothèque Nationale de


Lyon [En ligne] Disponible sur http://www.guichetdusavoir.org/viewtopic.php?t=23161> [consulté
le 26/08/16]
-- HALBA, Bénédicte, 2003. Bénévolat et volontariat en France et dans le monde, La Documentation
Française. In : Carrefour Associatif, juillet 2010. Etude sur le volontariat et le bénévolat au Maroc,
Rapport final.
-- HCP, 2007. Les indicateurs sociaux du Maroc en 2007.
-- HCP, 2011. Rapport de synthèse de l’enquête nationale auprès des Institutions Sans But Lucratif (ex.
2007).
-- Institut Royal des Etudes Stratégiques (IRES), 21/03/12. Rapport de l’enquête nationale sur le lien
social au Maroc. Programme d’études « Lien social au Maroc : Quel rôle pour l’Etat et l’ensemble des
acteurs sociaux ?»
-- La Ligue de l’Enseignement, 19/10/11. Ressources pour les associations. Fiche pratique : quels sont
les différents types de regroupements d’associations ? [En ligne] Disponible sur <http://associations.
laligue.org/fr/ressources/paysage-associatif/ressources-pour-les-associations/176/fiche-pratique-
quels-sont-les-differents-types-de-regroupements-d-associations.html> [consulté le 25/08/16].
-- LACROIX, Thomas, 2013. Les associations d’immigrés marocains en France et leur rôle dans le
développement du Maroc. In : Fondation Hassan II pour les MRE, 2014. Marocains de l’extérieur 2013.
-- LAURINE, Pierre, 2010. Les associations de plaidoyer dans le processus de démocratisation en Egypte.
Mémoire de master. Institut d’Etudes Politiques de Lyon.
-- LOCHARD, Y., TRENTA, A., VEZINAT, N., 22/11/1. Le conflit, impensé du monde associatif, La Vie des
Idées [En ligne] Disponible sur <http://www.laviedesidees.fr/Le-conflit-impense-du-monde.html>
-- MERSEL, Yigal, 2006. The dissolution of political parties: The problem of internal democracy.
International journal of Constitution allaw, vol. 4, n° 1, p. 84-113.
-- MOUMNI, Nadir, 2013. Pour la mise en place du Conseil Consultatif de la Jeunesse et de l’Action
Associative. Forum des Alternatives Maroc.
-- NACIRI, Rabéa, 25/02/06. Le mouvement des femmes au Maroc. [En ligne] Disponible sur: <http://
www.albacharia.ma/xmlui/bitstream/handle/123456789/31439/1214Le_mouvement_des_
femmes_au_Maroc_(2006)6.pdf >
-- Plateforme euro-marocaine Migration, Développement, Citoyenneté et Démocratie, 2012.
Déclaration de Tanger [En ligne] Disponible sur <http://www.ccme.org.ma/images/documents/
fr/2012/12/DeclarationTanger.pdf>
-- Programme de l’UE au Maroc, 2014. Etude sur les opérateurs de formation intervenant dans le
renforcement de capacités des organisations de la société civile au Maroc.
-- QOURAIMI, Saliha, 2009. La mobilisation locale en matière de développement social : Gouvernance
et Société civile. Mémoire de recherche, DESS Gestion et Développement local, faculté des sciences
économiques et juridiques, Université Hassan II, Settat.
-- SAAF, Abdellah, 2016. Trajectoires de l’associationnisme marocain : histoire et sens. A paraître, cité
avec l’aimable autorisation de l’auteur
-- SIDI HIDA, Bouchra, 2006. Les ONG de développement : logiques d’acteurs et stratégies de
développement, le cas du Maroc. Département des sciences de la population et du développement,
Université catholique de Louvain.

89
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

-- TOZY, Mohammed, 2011. La société civile au Maroc entre transition démocratique et consolidation
autoritaire. In : Les sociétés civiles dans le monde musulman. Sous la direction d’A. Bozzo et de P.J.
Luizard. La Découverte, p. 249-270.
-- USAID, 2013. Sustainability Index for the Middle East and North Africa.

ARTICLES DE PRESSE, COMMUNIQUES, CONFERENCES, MEMORANDA …

-- Législatives : les MRE exclus du scrutin d’octobre. Le Desk, 14/07/16. Disponible sur <https://ledesk.
ma/encontinu/legislatives-les-mre-exclus-du-scrutin-doctobre/>
-- ABOU YAHYA, El Hassan, 2014. Le contrôle du financement des associations par le Parlement au
Maroc entre acclamations et critiques. Al Jazeera. (VA) [En ligne] Disponible sur: < http://www.
financenews.press.ma/site/bourse-finances/12330-subventions-etrangeres--les-ong-dans-le-
collimateur-du-gouvernement>
-- ALAOUI M’HAMMEDI, Mehdi, 19/03/15. Une société civile au cœur de la réforme, HuffPost Maroc.
[En ligne] Disponible sur <http://www.huffpostmaghreb.com/mehdi-alaoui-mahammedi/une-
societe-civile-au-coeur-de-la-reforme_b_6900146.html>
-- BELGHAZI, Amine, 12/03/15. Relation associations-Etat : la société civile propose une nouvelle
charte. Media 24. [En ligne] Disponible sur : <http://www.medias24.com/SOCIETE/153440-Relation-
associations-Etat-la-societe-civile-propose-une-nouvelle-charte.html>
-- BEN NÉFISSA, Sarah, Mars 2000. ONG, gouvernance et développement dans le monde arabe.
Conférence du Programme MOST UNESCO, Caire les 29/30/31 mars.
-- BOUGHANMI, Nourredine, 14/04/16. [En ligne] Disponible sur http://www.lesiteinfo.com/rapport-
sources-de-financement-associations/
-- DAR, 2015. Communiqué de la Dynamique de l’Appel de Rabat du 13 décembre 2015
-- EL KADIRI, Amine, 13/11/14. Financement étranger: les ONG dans le collimateur du gouvernement.
Finance News Hebdo. (VA) [En ligne] Disponible sur: < http://www.financenews.press.ma/site/
bourse-finances/12330-subventions-etrangeres--les-ong-dans-le-collimateur-du-gouvernement>
-- ELOUIZI, Mustapha, 24/03/11. Entretien avec Kamal Lahbib, président du Forum des
Alternatives du Maroc : “La société civile doit être un lieu d’incubation et d’émergence
d’une nouvelle élite politique”
-- MAP, 18/03/2014. Dernière Rencontre du dialogue national sur la société civile. In : Maroc.
ma [En ligne] Disponible sur <http://www.maroc.ma/fr/actualites/derniere-rencontre-
du-dialogue-national-sur-la-societe-civile-les-21-et-22-mars-prochains>
-- MENGAD, Siham, 17/10/14. Maroc : Quelle société civile ? Libre Afrique [En ligne] Disponible
sur <http://www.libreafrique.org/content/maroc-quelle-soci%C3%A9t%C3%A9-civile>
-- MOHAMED, Amine, 08/12/14. La fiscalité des associations, entre le brouillard juridique et la
fausse tolérance. Challenge.
-- OMDH, 2016. Déclaration à la presse de l’Organisation marocaine des droits de l’homme
(6 janvier 2016)
-- Portail du développement de l’économie sociale et solidaire, AVISE ; Impact social, de quoi
parle-t-on ? 9 mars 2015.

90
‫ض ُع ودينام ّية الحياة الجمعو ّية‬
ْ ‫َو‬

-- QAMAR, Mohammed, 11/05/2012. Choubani attaque la société civile et les associations et


les compare aux entreprises. Al Itthihad Al Ichitiraqi. In: Maghress (VA) [En ligne] Disponible
sur http://www.maghress.com/alittihad/149235
-- SALAHEDDINE, Ahmed, 19 février 2014. 2 milliards de dirhams débloqués aux associations.
Aujourd’hui le Maroc.[En ligne] Disponible sur < http://aujourdhui.ma/economie/maroc-
2-milliards-de-dirhams-debloques-aux-associations-107954>
-- SHAMAMBA, Abashi, 12/06/1997. ONG: L’intérêt d’être reconnu d’utilité publique.
L’Economiste, N°:284.
-- TOUFIQUI, Siham, 11/11/12. Partenariat Etat-associations. Albayane. [En ligne] Disponible
sur <http://www.maghress.com/fr/albayane/114338>

91

You might also like