Professional Documents
Culture Documents
مدخل إلى الإدارة العامة
مدخل إلى الإدارة العامة
مدخل اىل
اإلدارة العامة
الطبعة األوىل
2017
1
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الطبعة األولى
2017
2
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
3
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
المقدمة
أصبحت اإلدارة عبارة عن عملية إدارية تستند على أسس وقواعد ونظريات،
فغدت تمتلك المبادئ الخاصة في جميع القطاعات ومجاالت األعمال العامة
والخاصة ،والكبيرة والصغيرة .ومن هنا شكلت اإلدارة الحلقة األقوى في أي عمل
مؤسسي كونها تمارس مجموعة من الوظائف التي ال يمكن االستغناء عنها في
العمل اإلداري ،إذ تتمثل تلك الوظائف بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة واتخاذ
القرار.
يعبر
إن اإلختالف في اإلسلوب أو اآللية بممارسة تلك الوظائف وتطبيقاتها ّ
عن مستوى النجاح الذي تحققه المنظمة أو فشلها .ومن منطلق أن لإلدارة تأثير
على حياة المجتمعات ،وإلرتباطها بالشؤون االقتصادية ،واإلجتماعية ،والسياسية،
لذا أع ّدت اإلدارة من أهم األنشطة اإلنسانية في أي مجتمع ،على أساس إختالف
مراحل تطوره وتقدمه ،فباإلدارة يصنع التقدم والرخاء.
ويعد الكتاب ملخصا لعلم اإلدارة ونظرياتها ،ويكون مدخال إلى الدارسين
ّ
وطلبة العلم في مجاالت العلوم اإلدارية المختلفة.
المؤلف
2017
5
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
6
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل األول
العملية اإلدارية
Management Process
أوالً :المنظمة
7
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
8
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل األول
العملية اإلدارية
Management Process
9
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
10
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
ولكل منظمة هدف أو مجموعة من األهداف ،يسعون أفرادها الى تحقيقها عن
طريق العمل المشترك فيما بينهم ألن األهداف مشتركة .وتمثل المنظمة ألفرادها
العائلة التي يسعون أفرادها معا الى الحفاظ عليها وتحقيق رفاهيتها .فيعمل األفراد
كمجموعة واحدة وبجهود جماعية لتحقيق النتائج األفضل ،واذا ما عجز األفراد عن
تحقيق الغايات المخطط لها فإن المنظمة تنتهي وتزول.
وتتجه المنظمات الربحية – تبحث عن األرباح – بتحفيز المالكين على
المخاطرة بنقودهم ووقتهم ،فضال عن تشجيعهم على فتح وتوسيع منظمات أعمالهم.
وأما المنظمات غير الربحية مثل الجامعات ،المستشفيات ،الوكاالت الحكومية والتي
تعمل بنفس الطريقة ولكن بصورة ال تبحث عن الربح.
ووفقا لما سبق ،تشترك المنظمات بسمات مشتركة على الرغم من اختالف
أنواعها وأشكالها فهي تشترك بما يأتي:
.1تتكون المنظمة من مجموعة من األفراد ،إذ إن الفرد الذي يعمل وحده ال
تعد منظمة ،ألن أهداف المنظمة يحققها مجموعة من األفراد.
ّ
.2البناء التنظيمي لتنظيم عمل الموظفين في المنظمة.
.3لكل المنظمات أهدافها الخاصة بها.
وبعد هذه المقدمة يمكن توضيح مفهوم المنظمة بأنها(" :)1هيكل المشروع
الناشيء عن تقسيم العمل وتجميعه في وظائف رئيسية أصلية ،وفي وظائف فرعية
وعمليات" أو "عملية تقرير النشاطات والوظائف الضرورية في المشروع أو الدوائر
11
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
أو المجموعة ،وترتيبها وفقا ألكثر عالقاتها الوظيفية فعالية ،وتحديد سلطات
ومسؤوليات وواجبات كل منها وتعيينها لألفراد بهدف تنسيق الجهود وتوجيهها نحو
ويتغير تعريف المنظمة بإستمرار من حيث اإلنتقال من النموذج
ّ هدف مشترك".
التقليدي الى النموذج الحديث الذي يضيف صفات غير متوفرة في المنظمات
التقليدية مثل المرونة في ترتيب العمل ،وفرق العمل ،ونظم اإلتصاالت المفتوحة،
ونوعية مجموعات المجهزين ،وغيرها من الصفات .ويستعرض الجدول رقم ()1
المقارنة بين صفات المنظمات التقليدية والحديثة.
جدول ( - )1المقارنة بين صفات المنظمات التقليدية والحديثة
المنظمة الحديثة المنظمة التقليدية
.1ديناميكية .1مستقرة
.2مرنة .2غير مرنة
.3التركيز على المهارة .3التركيز على الوظيفة
.4تتحدد الوظيفة عن طريق المركز .4تتحدد الوظيفة عن طريق التركيز على
المهام التي يجب إنجازها الوظيفي
.5التركيز على الفريق .5التركيز على الفرد
.6الوظائف المؤقتة .6الوظائف دائمة
.7التركيز على اإللتزام .7التركيز على األوامر
.8يشارك العاملون في صنع القرار .8ينفرد المديرون بصنع القرار
.9التركيز على المستهلك .9التركيز على القواعد
.10تكون القوى العاملة متنوعة .10تكون القوى العاملة متجانسة
.11ساعات العمل محددة من .11 8ال يوجد تحديد لساعات العمل
صباحا – 4عص ار
.12عالقات شبكية .12عالقات هيدراكية (نظام التحكم)
المصدر :محمد ،2010 ،ص.20
12
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
13
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
14
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
15
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
16
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()1
العملية اإلدارية
التخطيط
الموارد البشرية
اتخاذ القرار الموارد المادية
السلع والخدمات
التنظيم الموارد المالية
التحفيز الموارد المعلوماتية
الرقابة
17
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
18
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
المدراء :المدراء الفنيين ،مدراء الفرق ،والمدراء العامين ،وتكون مسؤوليتهم عن
كفاءة وفعالية منطقة ما ،مثل المحاسبة أو التسويق .ويتولى مديرو اإلشراف أو
الفريق مسؤولية تنسيق المجاميع الفرعية لوظيفة معينة أو فريق عمل معين في
المنظمة(.)1
وتشير الدراسات المعاصرة الى أن عمل المدراء يكون عبر عشرة أدوار
مشتركة بين عمل جميع المدراء ،لتلبية العديد من مطالب أداء وظائفهم .الدور هو
مجموعة منظمة من السلوكيات .وتنقسم األدوار العشرة إلى ثالث مجموعات(:)2
العالقات الشخصية ،المعلوماتية ،واتخاذ الق اررات .ويوضح الشكل رقم ( )2أدوار
المدير العشرة في المنظمة.
وتوفر هذه األدوار المعلومات التي تؤدي أدوار اتخاذ الق اررات ،ويمكن أدؤها
في أوقات مختلفة من قبل نفس المدير وبدرجات مختلفة ،وهذا يتوقف على مستوى
ووظيفة اإلدارة .كما ويتم وصف األدوار العشرة بشكل فردي ،غير أنها تشكل كلية
متكاملة.
()1
Look: Carpenter & others, 2012, P13.
()2
Look: S. S., P15.
19
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الشكل ()2
أدوار المدير العشرة في المنظمة
وفي ضوء ذلك؛ تكون حاجة المدير الى المهارة؛ هي قدرة الفرد على ترجمة
المعرفة إلى عمل .والحاجة هذه تتمثل بالعديد من المهارات اإلدارية التي تكتسب
أساسيين :األول :التعليم Educationالمتمثل بالتحصيل العلمي
ّ من مصدرين
والشهادة التخصصية في مجال اإلدارة .والثاني :التجربة العملية Experience
20
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
21
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
المهارة مهمة فبي كافبة المسبتويات اإلداريبة .ويحتباج المبدراء فبي المسبتويات
العليبا الببى هببذا النبوع مببن المهبارات أكثببر مببن مببدراء اإلدارات الوسببطى والببدنيا
لحاجب ببة التفكيب ببر والتنبب ببؤ بالمسب ببتقبل واالسب ببتعداد لب ببه والتفكيب ببر فب ببي الجزئيب ببات
وعالقتها بالكليات ،ما يتطلب توفر مهارات فكرية عالية لدى المدير.
.4المهاااااارات التشخيصاااااية :تش ب ببخيص مظ ب بباهر وأس ب ببباب المش ب ببكالت وتحدي ب ببد
المعالجات الالزمة .وتعني هذه المهارة؛ قدرة المدير علبى تشبخيص المشباكل
داخببل المنظمببة مببن خببالل د ارسببة أع ارضببها واألسببباب المؤديببة إليهببا ،حيببث
تمكبن هبذه المهببارة مبن اتخباذ القبرار المناسبب .وال شبك أن هببذه المهبارة أيضببا
مهمبببة فب ببي كافبببة المسبببتويات اإلداريبببة ،وتتركب ببز أهميتهبببا بشب ببكل خب بباص فب ببي
المستويات الوسطى والعليا.
.5المهارات التحليلية :قدرة المدير على تحديد المتغيرات األساسية في المواقف
وكيفية ترابطها وأسبقيات معالجتها .وكذلك أيضبا قدرتبه علبى تحليبل القب اررات
المتاحة الختيار القرار المناسب منهبا .وهبذه المهبارة تبزداد أهميبة فبي مسبتوى
اإلدارة العليا لرسم السياسات والخطط االستراتيجية.
ويوضح الشكل رقم ( )3المهارات التي يتمتع بها المدير.
22
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()3
مهارات المدير
المهارات الفنية
المهارات االدارية
المهارات التفاعلية التعليم مهارات
المهارات اإلدراكية
المدير
التجربة
العملية
المهارات التشخيصية
المهارات التحليلية
ومببن أجببل أن يحق ببق المببدير الس ببرعة فببي ممارسببة وادخ ببال اإلبببداع التنظيم ببي
الفعال في بيئة العمل المؤسسي ،ومواكبة األساليب اإلدارية الناجحة ،فيأخبذ المبدير
ّ
بعين االعتبار الجوانب اآلتية(:)1
.1التركيببز علببى اإلبببداع والتجديببد :أي الخببروج عببن العمببل الروتينببي والجمببود،
وض ببرورة تش ببجيع األفك ببار اإلبداعي ببة وتبنيه ببا .فض ببال ع ببن مواكب ببة التجدي ببد
وممارسة المرونة في تنفيذ سياسات العمل واإلجراءات.
.2السبرعة فببي التفاعببل واالسببتجابة مببع التغييبر :أي ضببرورة السببرعة فببي تنقيببذ
إستثمار الوقت ،ومحاولة التخلص من التأجيبل ،ألن عمليبة التطبور سبريعة
التجدد.
التغير و ّ
ّ
23
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
()1
Look: Carpenter & others, 2012, P65 - 69.
24
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
25
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الجدول ()2
السمات الخمسة
الوصف السمة
الغريب ،األصلي ،الفكري ،اإلبداعي ،ومنفتح على االنفتاح
األفكار الجديدة. Openness
تنظيمية ،منهجية ،في الوقت المحدد ،توجيه الضمير
Conscientiousnessالمؤهالت.
ما يصدر ،الثرثرة ،المؤانسة ،العالقات االجتماعية. االنبساط
Extraversion
متأثر ،متسامح ،حساس ،الثقة ،النوع ،والشخصية التوافق
الدافئة. Agreeableness
قلق ،عصبي ،ومزاجي. العصبية
Neuroticism
Source: Look: Carpenter & others, 2012, P65
وليست هذه السمات الخمسة هي الوحيدة في هذا المجال ،بل هناك سمات
تقدم من السمات(:)1
أخرى محددة تمثل أبعادا أخرى لم يتم اتحديدها مع ما ّ
-6الرصد الذاتي :Self-monitoringيشير إلى مدى قدرة الشخص على رصد
أفعاله ومظهره في المواقف االجتماعية .فالناس المراقبون هم الذين يفهمون ما
يتطلبه الوضع والتصرف وفقا لذلك .فهذه السمة فعالة في التأثير على الناس
()1
Look: Carpenter & others, 2012, P70 - 74.
26
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
وقادرة على إنجاز األمور من خالل إدارة انطباعاتهم كمدراء ،ومع ذلك ،فإنها
تميل إلى أن تكون أقل دقة في تقييم أداء الموظفين.
-7شخصية استباقية :Proactive personalityميل الشخص الى اإلصالح
وتغيير األشياء ،واستخدام المبادرة لحل المشاكل بدال من االنتظار .فإن
األشخاص االستباقيين يتخذون إجراءات لبدء تغيير ما بإزالة العقبات التي
يواجهونها ،أو قد يواجهونها ،فيميل االستباقيون إلى أن يكونوا أكثر نجاحا في
العمل .وهم أيضا؛ أكثر نجاحا في حياتهم المهنية ،ألنهم يستخدمون المبادرة
واكتساب فهم أكبر لكيفية عمل السياسات داخل الشركةب ويكونون حريصون
على التعلم واالنخراط في العديد من األنشطة التنموية لتحسين مهاراتهم أيضا.
-8تقدير الذات :Self-esteemهو درجة شعور الشخص باإليجابية الشاملة
لنفسه .فإن الذين يعانون من ارتفاع احترام الذات؛ ينظرون أنفسهم في ضوء
إيجابي ،واثقون ،واحت ارم أنفسهم .وعلى العكس؛ الذين يعانون من انخفاض
احترام الذات؛ يعانون من الشك الذاتي.
-9الكفاءة الذاتية :Self-efficacyهو اإلعتقاد بأن المرء يمكن أن يؤدي مهمة
محددة بنجاح .فإن االعتقاد بأننا يمكن أن نفعل شيئا هو مؤش ار جيدا إذا كان
يمكن أن نفعل ذلك في الواقع .وتختلف الكفاءة الذاتية عن سمات الشخصية
األخرى؛ فقد يكون لديك كفاءة ذاتية عالية في أن تكون ناجحة أكاديميا ،ولكن
تنخفض الكفاءة الذاتية فيما يتعلق بقدرتك على إصالح سيارتك.
27
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
يستند العلم الى مجموعة من األسس والنظم والقواعد العلمية التي يتم عن
كم
طريقها التأكيد على الحقائق والتي ال تقبل الشك أو الجدل ،فيعتمد على تنظيم ّ
المعلومات والبيانات واإلحصائيات والمالحظات وتفسيرها من أجل الوصول الى
الحقائق ،وهذا ما يساعد على تفسير الظواهر والتنبؤ بحدوثها.
وتستند مبادئ اإلدارة إلى مالحظة الظواهر ،والتصنيف المنهجي للبيانات
وتحليلها ،فتستخدم هذه التحليالت ودراسة الظواهر الملحوظة الستنتاج العالقات
بين السبب والنتيجة بين متغيرين أو أكثر ،وأن العموميات حول هذه العالقات
تستند على الفرضيات التي تختبر صحة مبادئها ،وعند تطبيق هذه المبادئ على
الحاالت العملية تساعد الممارس في وصف وتحليل المشاكل وتوقع النتائج(.)1
ولذا يعتمد المدراء على اإلسلوب العلمي في ممارسة وظائف االدارة من
التخطيط واتخاذ القرار والتوجيه والرقابة ،مستفيدين من النظريات العلمية في
المجاالت النفسية والسلوكية والعالقات االنسانية.
واإلدارة فرع من العلوم اإلجتماعية الذي يركز على جانب من المجتمع
ويتنبأ بالظواهر اإلدارية،
ّ االنساني في بيئة تنظيمية معينة .فهو يصف ويحلّل
()1
Look: Pal, without year, P19.
28
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
والسلوك اإلنساني الذي يجري في التنظيمات المختلفة لتحقيق أهداف معينة .فضال
عن إن اإلدارة علم ندرسه في الجامعات كنظريات ومبادئ وأفكار إدارية .وهذا
يعني أن اإلدارة علم يبنى على مرتكزات المعرفة المستمدة من المفاهيم ،النظريات،
المبادئ اإلدارية (وهي ما يطلق عليها األساسيات) ،فضال عن ارتياط هذا العلم
بالعلوم األخرى ،إذ إنه يرتبط مع:
-علم النفس :يهتم علم النفس بدراسة الفرد وانطباعاته ومشاعره ،الدوافع
واإلدراك ،سيكولوجية النمو ،القيم واالتجاهات والسلوك وغيرها من
المواضيع التي تهم الفرد .وتؤدي هذه األنماط السلوكية دو ار كبي ار في
التأثير على سلوك الفرد وانتاجيته داخل المنظمة.
-علم االجتماع :يهتم علم االجتماع بالمجتمعات االنسانية من خالل دراسة
المجتمع والجماعات وعالقاتها ببعضها البعض .وهذه الدراسة مهمة في
معرفة القواعد والتقاليد التي تحكم العالقات بين األفراد داخل المنظمة،
وك ّل ما له صلة تؤثر على الجماعة بما يخدم أهداف التنظيم اإلداري
والعاملين.
-علم االقتصاد :يهتم علم االقتصاد بالمالية العامة والميزانية والحسابات
الختامية ،وتقوم الدواة بإرساء القواعد األساسية لإلقتصاد العام ،وتوكل
مهمة التفيذ الى األجهزة اإلدارية ،ولذا نجد االدارات الحديثة تمارس
النشاطات ذات الطابع االقتصادي كتحديد مصادر اإليرادات وأوجه
اإلنفاق والحسابات الختامية والرقابة المالية ...الخ.
29
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الفن هو تطبيق المعرفة على الواقع مع األخذ بعين اإلعتبار النتائج المطلوب
تحقيقها ،واإلدارة هي فن تطبيق المعرفة ذات الصلة باإلدارة عند تنسيق الجهود
لتحقيق األهداف المشتركة .وتنطلق اإلدارة كفن من القدرة الشخصية للمدير على
تطبيق المعرفة واألفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية بطرق وأساليب ذكية تعكس
المكتسب من الخبرة والتجربة والممارسة ،وهذا يعني تطلب اإلدارة الى مهارات
ومواهب إنسانية وهذا ما أشرنا إليه سلفا في المهارات التفاعلية.
إن تطبيق العلم في حل المشاكل العملية هو فن ،وان المدير الذي يدير دون
أن يمتلك معرفة اإلدارة ،يخلق الفوضى ويعرض نجاح منظمته للخطر.
كما وتعتمد اإلدارة على درجة اتقان المدير لفن التعامل مع المتغيرات
التنظيمية والبيئية للحصول على أفضل النتائج .فضال عن اعتمادها الفن اإلداري
بشكل أساس مع العنصر البشري الذي يصعب غالبا التحكم فيه والتنبؤ بسلوكه في
تميز العنصر البشري باختالف
المواقف المختلفة ،ويرجع السبب في ذلك الى ّ
مكوناتهم وسلوكهم ،ويعني ذلك إحتياج هذا التعامل الى مهارة وموهبة من المديرين
الماهرين في مجالهم .ولذا جاء تعريف هوشنسن Hutchinsonلإلدارة بوصفها فن
عرفها بأنها( :فن ومهارة تجميع بعض الموارد البشرية
يضاف إليه المهارة ،ف ّ
والمادية لتحقيق نتائج محددة)( .)1وهذا يعني إن اإلدارة فن إستخدام المهارة التي
يكتسبها المديرون عن طريق الممارسة والخبرة الطويلة ،في توجيه الموارد المادية
والبشرية من أجل تحقيق أهداف المؤسسة المخطط لها.
30
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
31
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.5ال يمكن الحصول على إنتاج بوجود األرض وعنصر العمل ورأس المال
– في المنظور االقتصادي – ما لم يكن هناك التنظيم كعنصر منسق
بينها لظهور اإلنتاج(.)1
.6تركز على الجماعة وليس على الفرد.
.7تأ ّكد على التنبوء لمواجهة األحداث المستقبلية ،إذ إنها ترتبط بالمجتمعات
التي تعمل في نطاقها ،ولذلك ال بد للتطبيق أن يراعي الظروف البيئية.
32
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
()1
Look: Pal, without year, P27.
33
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
()1
Look: Pal, without year, P28.
34
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
وتحت رعاية هذا الهرم الخاص بمستويات اإلدارة ،يعمل الموظفون والعاملون.
وتتطلب طرق اإلدارة السليمة تواصل بين تلك المستويات ،فاإلدارات العليا تهتم
بالتخطيط والتوجيه ،وتتطلب اإلدارات التحتية التواصل مع العاملين لرفع كفاءاتهم
وتدريبهم المتواصل ،وتحفيزهم على العمل بمهارة ،وتشجيعهم على أن يبدوا آرائهم
من أجل تحسين اإلنتاج أو تحسين عملية اإلنتاج .وينطبق ذلك على أي إدارة في
القطاع العام أو القطاع الخاص .ويستفيد المدير من آراء العاملين سواء من خالل
35
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الحوار في ندوات دورية أو إقتراحات مكتوبة من العاملين ،وبعد دراستها يمكن أن
تصاغ في خطوات عملية يلتزم بها الجميع .ويوضح الشكل رقم ( )4المستويات
اإلدارية في المنظمة.
الشكل ()4
المستويات اإلدارية في المنظمة
هيئة عليا من المديرين يقومون غالباً بإتخاذ القرارات وإصدار األوامر ذات
اإلدارة التأثير المباشر وغير المباشر على كافة المستويات في المشروع
العليا
وفي ضوء هذه المستويات ،يكون الهيكل التنظيمي للمنظمة والذي بمقتضاه
يتم رسم سلوك جميع أفراد المنظمة دون إعتبار لمواقعهم التنظيمية ،علما أن
حد ذاته هدفا وانما يشكل أداة تعكس فلسفة اإلدارة
الهيكل التنظيمي ال يشكل في ّ
في تحديد األسس التي من خاللها يتم تحديد مكوناته الرئيسية.
وتطورت طبيعة اإلدارة بشكل عام مع مرور الوقت بشكل أفضل ،وتحولت
تدريجيا من العالقة الهرمية التقليدية بين المدراء والموظفين ،إلى مناخ يتميز بشكل
أفضل باعتباره هبوطا رأسا على عقب ،حيث كبار المدراء التنفيذيين يدعمون
المدراء في المستويات الوسطى ،والذين يدعمون الموظفين في االبتكار ،فضال عن
36
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
اإليفاء الحتياجات والعمالء ،ومن خالل جميع الوظائف اإلدارية .ولذا أصبح الهرم
لمستويات اإلدارة معكوسا بين التقليد والتطور ،كما في الشكل رقم (:)5
الشكل ()5
األدوار المتغيرة لإلدارة والمديرين
37
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
38
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
39
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
40
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
41
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
42
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
43
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
44
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
س 1ب تتسم منظمات األعمال بصفات أو سمات متعددة ،وتطورت تلك السمات
حتى أصبح يقارن بين المنظمات التقليدية والحديثة ،فاكتب مقارنة بين صفات
المنظمات التقليدية والحديثة.
تعددت آراء الباحثين حول مفهوم اإلدارة علم أم فن ،ناقش تلك اآلراء؟
س2ب ّ
س3ب ما هي األنشطة األساسية للمنظمة.
س4ب تحدث عن األنشطة المساعدة للمنظمة.
45
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
46
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل الثاني
وظائف اإلدارة
Management functions
التخطيط
التنظيم
إتخاذ القرار
التوجيه
التحفيز
الرقابة
47
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
48
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل الثاني
التخطيط
Planning
إن التخطببيط عمببل ذهنببي يعتمببد علببى التفكيببر العميببق والرؤيببة الصببائبة التببي
يسببتخدمها المخطببط فببي رؤيببة حاض بره ومواجهببة مسببتقبله .فببالتخطيط هببو الوسببيلة
الفعالة لبلوغ الغاية المنشودة.
عد التخطيط الوظيفة اإلدارية األولى واألساسية بالمقارنة مع بقية الوظائف
وي ّ
اإلدارية .فالتخطيط فب ببى أبسبط وأوضببح معانيبه هو حصر المبوارد وحصر
االحتياجات ومحاولة المواءمة بينها لتحقيق أقصى درجة من النمو المتوازن ،فى
()1
فيعرف البروفسور ميردال Myrdalالتخطيط بأنه" :البرنامج
فترة زمنية محددة ّ .
المنظم الذي تتبناه الدول كنظام للتدخل في الشؤون االقتصادية وذلك عن طريق
التأثير على قوى السوق وتوجيه ذلك نحو العمليات االجتماعية"( .)2أو هو "إعداد
وتنفيذ برنامج عمل للمستقبل يستهدف استخدام موارد المجتمع لمواجهة الحاجات
االجتماعية بأفضل طريقة ممكنة"(.)3
49
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
ويعني ذلك؛ أن عملية التخطيط ما هي إال نشاط إداري يقوم على تحديد
األهداف واألعمال واألنشطة الواجب القيام بها لتحقيق تلك األهداف ،وحصر
الموارد الالزمة لكل نوع من أنواع النشاط ،والموارد المتاحة للتنظيم ،ورسم برامج
يعد
العمل لتنمية الموارد واستغالل المتاح منها في فترة زمنية محددة .وغالبا ما ّ
التخطيط الوظيفة األولى من وظائف اإلدارة ،كونه القاعدة التي تقوم عليها
الوظائف اإلدارية األخرى .وهو عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير األمور
لإلجابة عن األسئلة مثل؛ ماذا يجب أن نفعل؟ ومن يقوم به؟ وأين؟ ومتى؟
وكيف؟ .فالتخطيط إذا ليس هدفا بحد ذاته ،ولكنه وسيلة لتحقيق األهداف التنموية
المحددة خالل فترة زمنية معينة.
50
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
-خفض العمل غير المنتج الى الحدود الدنيا ،نتيجة إلستبعاد أي جهد ال
يؤدي الى تحقيق الهدف.
-التنبوء باألحداث المستقبلية ،وبالتالي اإلستعداد لمواجهة المشاكل
والتغيرات الطارئة ،والعمل على تالفيها قبل وقوعها.
ومن مزايا التخطيط أيضا؛ إبقاء المنظمة في مركز التنافس القوي في السوق،
واالستمرار في اكتساب الميزة التنافسية وزيبادة نصبيب المنظمبة فبي السبوق .ويتبأتى
ذل ببك م ببن خ ببالل إس ببتغالل المب بوارد المالي ببة والمادي ببة والبشب برية والمعلوماتي ببة بالش ببكل
األمثببل ،مببا يسببهم فببي خفببض التكبباليف الببى أقببل الحببدود .فضببال عببن أن التخطببيط
يس بباعد الم ببديرين عل ببى تحدي ببد األهمي ببة النس بببية لك ببل نش بباط م ببن األنش ببطة ودرج ببة
التب ببداخل والعالقب ببة بينهب ببا ،وتحديب ببد المهمب ببات والواجبب ببات والتخصب ببص لكب ببل وظيفب ببة،
ويمكنهم من توفير وسبائل الرقاببة والمتابعبة علبى التنفيبذ ،وفبق معبايير رقابيبة يقباس
بموجبها نتائج األعمال وتصحيح اإلنحرافات حين حدوثها.
ويتميببز التخطببيط أيضببا بإمكانيببة التنسببيق بببين األنشببطة الرئيسببية والفرعيببة فببي
ّ
المنظمبة ،بمبا يسبهم فببي رببط األنشبطة وأجبزاء العمببل مبع بعضبها الببعض ،وبالتببالي
يجنب التداخل واإلزدواجية في العمل ،والحفاظ على الوقبت البالزم ألداء كبل مرحلبة
ّ
من مراحل العمل .وكذلك يعم التخطبيط علبى تسبهيل عمليبة اإلتصبال ببين اإلدارات
واألقسام واألفبراد وجميبع العباملين .كمبا يبؤدي البى تبوفير المعلومبات والبيانبات التبي
تصب في تحقيق األهداف المخطط لها.
51
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
52
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()6
خطوات عملية التخطيط
53
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
المشهداني ،م.ن ،ص .116ويشير آخرون الى :إطار زمني طويل ،في كثير من األحيان ()1
سنوات) يهدف إلى تطوير وسائل ملموسة ومحددة نسبيا لتنفيذ الخطة االستراتيجية .م .ن.
54
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
55
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الشكل ()7
العاقة بين المستويات اإلدارية ومستويات التخطيط
56
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
-الواقعية :أن تكون األهداف الموضوعة قابلة للتطبيق ،بحيث تتفق مع
اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة.
-االستم اررية :يصبح التخطيط صفة من صفات المؤسسة ،وليس عارضا
نتيجة لظروف عارضة ،ويؤكد مبدأ االستم اررية وجود خطط طويلة،
ومتوسطة ،وقصيرة المدى.
-المتابعة والتقويم :الوقوف على نواحي القوة والضعف في الخطة
الموضوعة.
الشكل ()8
المبادئ العامة للتخطيط
المتابعة التقويم
تصحيح اإلنحرافات
العلمية
تشخيص نقاط القوة ونقاط
فهم القوانين الموضوعية
الضعف
االستمرارية اإليجابية
المبادئ العامة يحدث تغيرات جذرية
ال يكون حالة عرضية
للتخطيط
اإللتزام
الواقعية
ملزمة للجميع
قابلة للتطبيق المرونة
قابلة للتعديل المستمر
57
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
التنظيم
Organization
يمثل التنظيم الوظيفة الثانية من وظائف اإلدارة ،وهبو مبن المهبام التبي يجبب
علببى المببدير أن يفهمهببا ،ويعببرف أبعادهببا ،ألن المببدير الببذي ال يعببي تمامببا األبعبباد
التنظيميببة فإنببه يببدير المنظمببة بغيببر أسبباس موضببوعي ،حيببث تخببتلط عليببه األمببور،
وتتداخل اإلختصاصات ،وتتنازع السلطات بين العاملين .والتنظيم هنا يقصد به كل
عمبل يبتم بموجببه تحديبد أنشبطة /وظبائف المنظمبة كالوظيفبة الماليبة والتسبويقية
وتحديبد إدا ارتهبا كباإلدارة الماليبة وادارة التسبويق ،وأقسبامها ولجانهبا ،وعالقبات هبذه
المكونبات مبع بعضبها الببعض عبن طريبق تحديبد السبلطة والمسبؤولية ،التفبويض،
والمركزية والالمركزية ،ونطاق اإلشراف وغيرها في سبيل تحقيق الهدف.
يتضببمن التنظببيم تحديببد أوجببه النشبباطات المختلفببة فببي المنظمببة وتوزيعهببا علببى
الع بباملين فيه ببا .كم ببا يحق ببق تط ببوير الهيك ببل التنظيم ببي وتخص ببيص المب بوارد البشب برية
والتناس ببق ب ببين مختل ببف األنش ببطة واألعم ببال التنظيمي ببة بالمنظم ببة ف ببي تنفي ببذ المه ببام
لتحقيق األهداف بكفاءة وفاعلية .إذ إن أي عمل ال يقوم على دراسة وتنظيم يصبح
فوضويا وعشوائيا.
ويعرف التنظيم بأنه " :تجميع وتقسيم أعمال وأوجه نشاط المنظمة في وحدات
ّ
إدارية وطبقا لمبادئ وأسس معينة يتطلب تحديد خطوط المسؤولية والسلطة
والعالقات الوظيفية بين األقسام وذلك بهدف إيجاد هيكل ذو فاعلية وكفاءة يمكن
58
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
من خالله أن تؤدي األنشطة بسهولة وسرعة ودقّة"( .)1ويتضح لنا من التعريف أن
وجود التنظيم :
يبين العالقات بين األنشطة والسلطات تحقيقا لألهداف المحددة وبكفاءة
ّ .1
عالية.
يبين المهام والسلطات.
.2يدمج الموارد البشرية والمادية في هيكل رسمي ّ
.3تحديد األعمال والنشاطات الالزمة لتحقيق أهداف المنظمة وتنظيمها في
إدارات ودوائر ووحدات وأقسام ،في ضوء تنظيم اجتماعي يراعي
المتغيرات والظواهر واالحتياجات.
يجدد األعمال والمهام الوظيفية ويحدد العالقات ،ويوحد جهود العاملين في
ّ .4
سبيل تحقيق األهداف.
59
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
61
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
إتخاذ القرار
Decision-making
هو جوهر العملية اإلدارية ،ويتوقف في المقام األول على قدرة وكفاءة القادة
اإلداريين وفهمهم للق اررات اإلدارية وأساليب اتخاذها .فهو الخيار الواعي من بين
مجموعة من المسارات أو األهداف البديلة .وان عملية إتخاذ القرار من العمليات
الصعبة والمعقدة ،التي تأخذ بنظر االعتبار المرونة الذهنية واستخدام التفكير
اإلبداعي؛ فكل قرار يؤدي الى نتيجة تسهم في تحقيق الهدف بوجود بدائل مرضية
لإلختيار ،إذ إن معظم الق اررات ال يمكن لها أن تتفق مع أو ترضي كل شخص
يهتم بالقرار أو له مصلحة فيه ،أو يتأثر به .كما وأن الق اررات الفعالة تستلزم وقتا
كافيا ،وغالبا ال يطلب من المدير إتخاذ ق اررات سريعة جدا في الحال وفي نفس
اللحظة.
62
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
-األنشطة المتعددة للمنظمة لذا تستلزم ق اررات بشأن الهيكل التنظيمي ونوعه
وحجمه وأسس تقسيم اإلدارات واألقسام ،واألفراد الذين تحتاج لديهم للقيام
باألعمال المختلفة ونطاق اإلشراف المناسب وخطوط السلطة والمسؤولية
واالتصال.
-توجيه المرؤوسين وتنسيق مجهوداتهم أو استشارة دوافعهم وتحفيزهم على
األداء الجيد أو حل مشكالتهم.
-الرقابة بشأن تحديد المعايير المالئمة لقياس نتائج األعمال ،والتعديالت
لتي سوف تجريها على الخطة ،والعمل على تصحيح األخطاء إن وجدت.
63
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
أن اتخاذ القرار الفعال يعتمد على قدرة المدير في الحصول على أكبر قدر
ممكن من البيانات الدقيقة والمعلومات المحايدة والمالئمة زمنيا من مصادرها
المختلفة ،ومن ثم تحديد أحسن الطرق للحصول عليها ،ثم يقوم بتحليلها تحليال
دقيقا ويقارن الحقائق واألرقام ويخرج من ذلك بمؤشرات ومعلومات تساعده
على الوصول إلى القرار المناسب.
المرحلة الثالثة :البحث عن البدائل :ويتوقف عدد الحلول البديلة ونوعها على
عدة عوامل منها :وضع المنظمة ،والسياسات التي تطبقها ،والفلسفة التي تلتزم
بها ،وامكانياتها المادية ،والوقت المتاح أمام متخذ القرار ،واتجاهات المدير
(متخذ القرار) وقدرته على التفكير المنطقي والمبدع ،الذي يعتمد على التفكير
االبتكاري.
المرحلة الرابعة :إختيار البديل المناسب لحل المشكلة :عملية المفاضلة بين
البدائل المتاحة واختيار البديل األنسب وفقا لمعايير واعتبارات موضوعية
يستند إليها المدير في عملية االختيار ،كتحقيق البديل للهدف أو األهداف
المحددة ،ومدى اتفاق البديل مع أهمية المنظمة وأهدافها وقيمها ونظمها
واجراءاتها ،ودرجة قبول أفراد المنظمة للحل البديل واستعدادهم لتنفيذه ،درجة
السرعة المطلوبة في الحل البديل ،ومالئمة كل بديل مع العوامل البيئية
الخارجية للمنظمة مثل العادات والتقاليد ،كفاءة البديل ،والعائد الذي سيحققه
إتباع البديل المختار.
المرحلة الخامسة :متابعة تنفيذ القرار وتقويمه :اختيار متخذ القرار الوقت
المناسب إلعالن القرار حتى يؤدي القرار أحسن النتائج .وعملية المتابعة تنمي
64
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
لدى متخذ الق اررات أو مساعديهم القدرة على تحري الدقة والواقعية في التحليل
أثناء عملية التنفيذ مما يساعد على اكتشاف مواقع القصور ومعرفة أسبابها
واقتراح سبل عالجها ،فضال عن تساعد على تنمية روح المسؤولية لدى
المرؤوسين وحثهم على المشاركة في اتخاذ القرار.
ويوضح الشكل رقم ( )9م ارحل اتخاذ القرار.
الشكل ()9
مراحل اتخاذ القرار
65
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
66
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
التوجيه
Guidance
يعد التوجيه أحد وظائف اإلدارة الرئيسية ،ومن أكثرها حساسية ،وعلى
ّ
الخصوص أن هناك إرتباطا وثيقا بين عملية التوجيه ومهارات المدير القيادية.
بمجرد اإلنتهاء من صياغة خطط المنظمة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف
العاملين فيها ،تكون الخطوة التالية في العملية اإلدارية هي توجيه األفراد بإتجاه
تحقيق األهداف التنظيمية .ويقوم بوظيفة التوجيه كل مدير في موقعه ،وذلك عن
طريق إعطاء التوجيهات واإلرشادات واصدار التعليمات واألوامر اإلدارية المناسبة،
حث العاملين على اتباعها وتوفير االستجابة عندهم والتنفيذ من جانبهم ،وبذلك
ثم ّ ّ
يتوفر الجو المناسب للعمل(.)1
ويتطلب التوجيه توافر قنوات االتصال بين المراكز المختلفة للتنظيم ،إذ تعتمد
كفاءة وفاعلية عملية التوجيه على توافر:
أ .إسلوب اإلتصال ووسائله.
ب .وضوح األهداف.
ت .معرفة دوافع العاملين ،وايجاد الحوافز الالزمة إلشباعها.
67
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
وتزداد أهمية وظيفة التوجيه في المستويات الدنيا ،وتنخفض كلما اتجهنا البى
المستويات العليا في الهيكل التنظيمبي .ومبن هنبا ،يشبار البى وظيفبة التوجيبه أحيانبا
علببى أنهببا التحفيببز ،أو القيببادة ،أو اإلرشبباد ،أو العالقببات اإلنسببانية .لهببذه األسببباب
يعتبببر التوجي ببه الوظيف ببة األكثببر أهمي ببة ف ببي المسببتوى اإلداري األدن ببى ألن ببه ببس بباطة
مكان تركز معظم العاملين في المنظمة.
فعال سيحقق األهداف اآلتية(:)1
إن إدارة وظيفة التوجيه بشكل ّ
.1تقب ببديم وصب ببف دقيب ببق عب ببن العمب ببل الب ببذي سب ببيؤديه الموظب ببف ومسب ببتويات األداء
المطلوبة.
.2تخفيض حالة التوتر والقلق الذي ينتج عن الخوف من الفشل في تأدية العمل.
.3تنمية روح االنتماء لدى الموظف والشعور بالثقة في النفس.
.4تخفيض معدل دوران العاملين.
.5توفير الوقت المستغرق في عملية التوجيه واالرشباد لكبل مبن المشبرف المباشبر
وزمالء الموظف في العمل.
.6تعزيز التصور االيجابي لدى الموظف عن المنظمة.
القيادة : Leadership
يقصد بالقيبادة قيبام المبدير بتوجيبه واثبارة األفبراد نحبو األداء األفضبل للواجببات
والمهمات ،ألن ذلك يؤدي بالمنظمة الى تحقيق الكفاءة والفاعلية .فالقيادة هبي قبدرة
المببدير علببى التببأثير فببي المرؤوسببين للعمببل بحمبباس وثقببة إلنجبباز األعمببال المكلفببين
به ببا .أو ه ببي الق ببدرة عل ببى الت ببأثير ف ببي س ببلوكيات الع بباملين والت ببي تمك ببن القائ ببد م ببن
توجيههم التوجيه الصحيح ليحققوا األهداف المنشودة المتفق عليها في ظل عالقات
انسانية جيدة بين القائد وتابعيه( .)1والقيادة تتعلق بتوجيه األفراد للتحرك في اإلتجباه
السببليم ،والحصببول علببى إلت بزامهم ،وتحفيببزهم لتحقيببق أهببدافهم .فالقائببد هببو الشببخص
الببذي يسببتخدم نفببوذه وقوتببه ليببؤثر عل بى سببلوك وتوجهببات األف براد مببن حولببه إلنجبباز
أه ببداف محب ب ّددة .واذا ك ببان القائ ببد فع بباال ،ف ببإن مرؤوس ببيه س ببيكونون متحمس ببين لب ببذل
الجهود لتحقيق األهداف التنظيمية.
وهناك دورين أساسين للقادة يجب عليهم اإلهتمام بهما وهما(:)2
.1إنجاز المهمة ،يضمن القادة الوفاء بهدف المجموعة .وفي حالة عدم
الوفاء بالهدف فإن النتيجة ستكون حالة من خيبة األمل وعدم اإلتساق
والنقد وربما في النهاية تفكك المجموعة.
.2الحفاظ على العالقات الفعالة ما بين أنفسهم وأعضاء جماعتهم ،وبين
األفراد داخل المجموعة.
69
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
71
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.3القدرة على التخطيط والتطوير ،فهو الخبير البذي يفهبم بعمبق فبي مجبال عملبه،
التقدم.
فضال عن قدرته بإستخدام التغيير كمفتاح للتطور و ّ
.4القدرة على تقويم سلوك الموارد البشرية في أدائهم الوظيفي.
.5القدرة على زرع الثقة بينه وبين مرؤسيه.
.6العالقات اإلنسانية الجديدة.
.7الموض ببوعية ف ببي مقدماتبببه م ببع المرؤس ببين وعن ببد إتخ بباذ الق ب ب اررات ،ف ببي محاولبببة
الوصول الى الحقائق(.)1
.8المهب ببارة فب ببي اإلتصب ببال ،ألهميب ببة اإلتصب ببال فب ببي عمليب ببة حب ببث الم ب بوارد البش ب برية
وتحفيزهم على إنجاز المهام والوظائف.
.9اإلهتمام بأسبقية المعلومات غير الرسمية التي يستشفونها من اإلجتماعات.
.10الدافع الشخصي في المثابرة على العمل واإلستعداد للعمل ساعات طويلة.
.11التنوع في المهام ومعالجة المشكالت المتنوعة.
.12المهببارة اإلجتماعيببة التببي تمكنببه مببن كسببب ثقببة ووالء المرؤسببين والمسببتفيدين
من المنظمة ،بمعنى التفاعل مبع األشبخاص داخبل وخبارج المنظمبة علبى شبكل
عالقات إنسانية.
.13المهب ببارة اإلدراكيب ببة علب ببى تحديب ببد المتغي ب برات األساسب ببية فب ببي المواقب ببف ،وكيفيب ببة
ترابطهب ب ببا ،وأسب ب بببقيات معالجاتهب ب ببا ،فضب ب ببال عب ب ببن إنهب ب ببا تسب ب بباعده علب ب ببى إختيب ب ببار
اإلستراتيجيات الممكنة في المواقف التي تواجهها المنظمة.
.14القب ببدرة الفنيب ببة علب ببى التخطب ببيط والتنظب ببيم والتفب ببويض واتخب بباذ الق ب ب اررات والرقابب ببة
والمعرفة بكل العمليات المباشرة التي تكون تحت إشرافه.
73
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
)(1
Look: Stoner, 2004, p471.
)(2
Look: S. S., p476.
74
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
75
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
التحفيز
Stimulus
هو عملية إثارة سلوك الفرد بهدف إشباع حاجات معينة .وتنشأ الحاجة عند
اإلنسان عن طريق إختالل التوازن القائم سواء على المستوى البيولوجي أو النفسي
أو اإلجتماعي ،فالدافع لتحريك سلوك اإلنسان للبحث عن الطعام أو الشراب دافع
فسيولوجي.
وتؤدي الحوافز دو ار هاما في حياة المنظمات ،فأي منظمة تسعى إلى تحقيق
أهدافها وزيادة قدراتها التنافسية لمواجهة التحديات والمتغيرات المعاصرة من اجل
البقاء واالستمرار ،ولن يتحقق ذلك إال عن طريق نظام حوافز جيد يعمل على
كما ونوعا ،وتحفيز العاملين بالمنظمة وتفجير ما
جذب أفضل العناصر البشرية ّ
بداخلهم من طاقات كامنة ،وزيادة شعورهم بالرضا الوظيفى والوالء واإلنتماء الذى
كما ونوعا .ومعنى ذلك أن هناك قوى
ينعكس بدوره على مستويات أداء المنظمة ّ
تحرك السلوك اإلنساني نحو تحقيق أهداف محددة
مؤثرة داخلية (داخل اإلنسان) ّ
ويطلق على هذه القوى الداخلية الدافعية .وأما المؤثرات الخارجية التي يحددها
المديرين في إطار ما ،بهدف التأثير على القوى على القوى الداخلية للفرد
(الدافعية) لتوجيه السلوك اإلنساني بإتجاهات معينة تخدم المصالح المشتركة
للموارد البشرية والمنظمة ويطلق على هذه القوى الخارجية التحفيز.
76
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
( (1ينظر :المؤسسة العامة للتعليم ،مبادئ ادارة األعمال1429 ،هب ،ص.77
77
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
ج .تحقيق الذات :هي أعلى أنواع اإلحتياجات اإلنسانية ،فالفرد يحاول أن يحقق
ذاته عن طريق تعظيم إستخدام قدراته ومعارفه الحالية والمحتملة في محاولة
تحقيق أكبر قدر من اإلنجازات التي تسعده شخصيا.
ويوضح الشكل رقم ( )10هرم ماسلو للحاجات اإلنسانية.
الشكل ()10
هرم ماسلو للحاجات اإلنسانية
اشباع ذات
الفرد ،التقدم، حاجات
استغالل القدرات
تحقيق
بأقصى طاقة،
الذات
تحقيق طموحاته
79
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.3نظرية فردريك هيرزبيرج (ذات العاملين) :تقوم على عاملين أساسيين :األول
الرضا ،والثاني السخط (الالرضا) .إذ إن العوامل التي تشكل عامل الرضا لها
عالقة مباشرة وعفوية بطبيعة الوظيفة أو المهنة التي يشغلها الفرد .أما عامل
السخط فيرتبط عضويا بمحيط العمل .وقسم هيرزبيرج العوامل التي تؤثر على
سلوك األفراد في بيئة العمل الى قسمين(:)1
أ .عوامل وقائية :تنتمي الى محتويات العمل ومحيطه وتعمل للمحافظة
على الفرد من عدم الرضا عن عمله ،وتتمثل هذه العوامل بالسياسات
التنظيمية واإلستقرار في العمل وعدالة التعويضات...إلخ.
ب .عوامل حافزة :وتتمثل في اإلنجاز والمسؤولية والتقدير وفرص التقدم
والتريق في العمل...إلخ فإذا ما توفرت للفرد فإنها تحفزه وتجعله راضيا
عن العمل.
( (1ينظر :المؤسسة العامة للتعليم ،مبادئ ادارة األعمال1429 ،هب ،ص.78
( (2ينظر :م.ن ،ص.79
80
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
صاغهما دوغالس مكريغور في اإلدارة ،إذ وضبع نمطبين مبن األفب ارد مختلفبين
في دوافعهم ورغباتهم ،وان طرق التبأثير فبيهم تختلبف بباختالف كبل نمبط .وتفتبرض
أن المدير يرى مرؤوسيه بطبعهم.
تق ببوم نظري ببة ( )Xعل ببى مب ببادىء اإلدارة العلمي ببة ،وه ببي تمث ببل فلس ببفة التش بباؤم
والتشب ّبدد .وأمببا نظريببة ( )Yفتعتمببد علببى العلببوم السببلوكية ،وهببي تمثببل فلسببفة المرونببة
والتفائل .ويوضح الجدول رقم ( )3تلك النظريتان من خالل إفتراضياتهما.
81
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
جدول ()3
المقارنة بين إفتراضات نظرية ( )Xوافتراضات نظرية ()Y
إفتراضات نظرية ()Y إفتراضات نظرية ()X
.1إن الفرد اإلعتيادي بسلوكه يكره العمل .1يميل الفرد للعمل وبذل الجهد البدني
والفكري مثلما يفضل الراحة واللعب. ويعمل على تجنبه كلما أمكنه ذلك.
.2معظم األف ارد يجب إجبارهم ومراقبتهم .2ليس العقاب والرقابة الخارجية الوسائل
الوحيدة لتحقيق األهداف ،فهو يريد وتوجيههم وحتى تهديدهم بالعقاب لجعلهم
تحقيقها ومقتنع بها .والقدرات اإلبداعية يبذلون الجهد الالزم إلنجاز أهداف
والمساهمة في حل مشاكل المنظمة ليست المنظمة.
قاصرة على مجموعة معينة من األفراد.
.3يفضل الفرد اإلعتيادي أن يتم توجيهه .3يفضل الرقابة الذاتية والتوجيه في مسعاه
لتحقيق أهداف المنظمة .ويزداد ميل الفرد وهو ال يحب أن يتحمل مسؤولية.
ليس فقط نحو قبول المسؤولية ،بل يبحث
عنها في ظروف معينة إذا ما أمكنه تعلم
ذلك.
.4قدرات الفرد وطاقاته غير محددة بما .4طموحه محدودة جدا.
يستخدمه فعال منها.
.5توجيه الفرد نحو تحقيق األهداف يعتمد .5يميل الى تحقيق األمان.
على ما يحصل عليه من مردودات
بأنواعها مادية وغير مادية ،وعلى
الخصوص تلك التي تسمح له باثبات
ذاته.
82
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
يالحب ب ب ب ببظ مب ب ب ب ببن خب ب ب ب ببالل الجب ب ب ب ببدول؛ إن القائب ب ب ب ببد النب ب ب ب بباجح هب ب ب ب ببو الب ب ب ب ببذي يتبب ب ب ب ببع
نظرية ( )Yالهتمامها بالعالقات اإلنسانية واحتياجات العاملين ومشاعرهم.
هي أفضل النظريات اإلدارية الحديثة لمطبقة حاليا في كبرى الشركات العالمية والتي أثبتت (*)
مدى فائدتها للمنشئات واإلدارات الحكومية وغيرها ،وحققت نجاحا الفتا .ابتكرها العالم الياباني
وليم أوشي ،طرحها في كتاب (نظرية ،)Zوكنتيجة لهذه النظرية؛ حققت الشركات اليابانية
إنتاجية أكبر من الشركات األمريكية على الرغم من تفوق المؤسسة األمريكية في عناصر
اإلنتاج كرأس المال وعدد العمال والخ .لذلك يرى أوتشي أن على المؤسسات األمريكية التعلم
من اليابانيين في كيفية إدارة العنصر البشري لحل مشكلة اإلنتاجية .فقد استحدثت فكرة
اإلدارة اليابانية من البيئة االجتماعية الخاصة بالمجتمع الياباني ،وبخاصة األسرة اليابانية التي
تقوم على مبدأ االحترام لرب األسرة ،واطاعة أوامره ،في حين يكون مسؤوال عنهم ومشاركا إياهم
في اتخاذ القرار ،وانعكس هذا بدوره على العمل اإلداري داخل المؤسسات ،على اعتبار أن
المديرين واألفراد بمثابة األسرة الواحدة ،مما كان له أحسن األثر على إنتاجية األفراد واخالصهم
لمؤسستهم بشكل ليس له مثيل.
83
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
جماعي ،والتركيز على عمل الفريق ،والتركيز على مشاركة العاملين وانخراطهم في
المنظمة.
ويعتمد أساس هذه النظرية على ثالثة مبادئ هي:
.1الثقة الكاملة :من منطلق أن الثقة واإلنتاجية عنصران تربطهما عالقة طردية،
بمعنى أنه كلما زادت الثقة بالعامل زادت إنتاجيته ،وهذه الثقة تنمو من خالل
المصارحة والمشاركة والتعاون بين العاملين في مختلف المستويات اإلدارية.
.2األلفة والمودة :يتميز المجتمع الياباني بالتماسك االجتماعي من خالل العالقة
االجتماعية والمودة المتبادلة بين أعضاء األسرة الواحدة ،وانعكس هذا المبدأ
على عمل المؤسسات اليابانية بحيث أن العامل داخل المؤسسة ينظر لصاحب
المؤسسة كأنه رب أسرة يعمل في كنفه تحت جو تسوده العالقات اإلنسانية
المبنية على االحترام المتبادل والتقدير واالنسجام.
.3المهارة :وتعني مهارة اإلشراف ،إذ يتوجب على المشرف على العمل التعرف
على أدوات العمال وأنماط سلوكهم ومهاراتهم حتى يتمكن من تكوين فرق
متجانسة تعمل تحت إشرافه وتكون قادرة على التعاون وتحقق مستويات أعلى
من اإلنتاجية.
تميزت اإلدارة اليابانية بخصائص عديدة هي(:)1
وتأسيسا على هذه المبادئّ ،
أ .التوظيف مدى الحياة :استقر العرف الياباني على أن العامل يعمل في عمله
حتى بلوغه سن التقاعد وال يتم االستغناء عنه في المكان الذي يعمل فيه إال
في الحاالت االستثنائية كتدهور حالته الصحية ،أو اتخاذ إجراءات تأديبية
84
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
بحقه أو بناء على رغبته الشخصية في ترك العمل .وهذا المبدأ يوفر جوا من
االستقرار الوظيفي للعاملين ويزيد من والء العامل أو الموظف لوظيفتيه ويعزز
انتماءه إليها.
ب .البطء في التقدم والترقية :إن تقييم أداء الفرد العامل بغرض الترقية ال يأتي إال
يعد محبطا بالنسبة للعمال
بعد مضي (10سنوات) من تعيينه ،وهذا االسلوب ّ
إال أن العمال هنا يتقبلونه بسبب توفر األمن الوظيفي (التوظيف مدى الحياة).
ت .المشاركة في اتخاذ الق اررات :إن عملية اتخاذ الق اررات في اإلدارة اليابانية تتخذ
االسلوب الجماعي من األسفل إلى األعلى -بمعنى من المستوى األدنى في
اإلدارة إلى اإلدارة العليا -واذا كان هناك إجماع تام من جانب األفراد
المهتمين بالخطة يقوم الرئيس بالموافقة عليها لتكون ق ار ار رسميا وجب تطبيقه
داخل المنظمة .وهذا االسلوب في اتخاذ القرار أعطى موضوعية أكثر وفعالية
أكبر من الق اررات االنفرادية أو الق اررات التي تعمل بمبدأ المركز والسلطة.
ث .المسؤولية الجماعية :التأكيد على روح الجماعة والعمل كفريق واحد ،بمعنى
سيطرة روح الفريق على روح الفردية دون التخلي عن هذه األخيرة ألنه مرغوب
فيها إذا كانت تعمل وفقا لروح الجماعة .وان عملية تقسيم العمل في المنظمة
اليابانية يعتمد على أسلوب الجماعة في توزيع المهام والصالحيات حيث أن
كل فرد في المنظمة ينتمي إلى جماعة عمل واحدة أو أكثر خالل فترة عمله
في تلك المنظمة ،ويسند لهذه الجماعة مهمة معينة تسعى إلنجازها ،وتقاس
إنتاجية العامل الياباني على أساس الجهد الجماعي وليس الجهد الفردي،
85
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
وعلى هذا فإنه من مصلحة كل فرد أو عامل وكل جماعة العمل بأقصى جهد
بغية زيادة االنتاج وتطويره بما يعود بالنفع العام على كافة العاملين وليس على
فئة محددة منهم مثال على ذلك :منح نسبة صافي األرباح للعمال نهاية السنة
وهذه تعتبر مكافآت تشجيعية للعاملين نتيجة فعالية وكفاءة عملهم.
ج .الرعاية الشمولية :إن ما يحصل للفرد أو العامل من ضغوط خارجية يؤثر
على أدائه في مكان عمله ،لذا تهتم اإلدارة اليابانية برعاية أفرادها داخل مكان
العمل وخارجه ،كحل المشاكل العائلية وتعليم أبنائهم ورعايتهم صحيا ،وتقديم
المساعدات المالية لهم ،وتأمين أمور معيشتهم من إسكان ونشاطات اجتماعية
وغيرها من األمور ،وكل هذا يؤدي لحفظ التوازن النفسي والعاطفي للعاملين
داخل تلك المنظمة.
ح .المسارات الوظيفية غير المتخصصة :تمنح اإلدارة اليابانية العامل فرصة
التنقل بين مختلف الوظائف في المستوى اإلداري داخل المنظمة والتعرف على
المهارات والصعوبات لدى زمالء العمل ،ما يسهل عملية إحالل أي موظف
مكان موظف آخر من نفس مستواه في حالة المرض أو الغياب ،وكذلك يسهل
عملية التعاون في إنجاز المهمات في حالة مواجهة أية ضغوط عمل داخل
المنظمة.
خ .الرقابة الذاتية :تعتمد اإلدارة اليابانية مبدأ الرقابة الضمنية أو الذاتية ،إذ إن
العامل يراقب نفسه بنفسه ،بدال من الرقابة الخارجية أي الرقابة المباشرة من
قبل الرؤساء ،وهذا النمط يعكس ثقة الرؤساء بمرؤوسيهم ما يؤدي لرفع
معنوياتهم وزيادة إنتاجيتهم.
86
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
87
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الجدول ()4
مقارنة بين األنظمة اإلدارية اليابانية واألنظمة االدارية األمريكية
األنظمة االدارية األمريكية األنظمة اإلدارية اليابانية
-التوظيف قصير األمد. -التوظيف الدائم (مدى الحياة).
-السرعة في الترقية والتقويم. -البطء في الترقية والتقويم.
-االختصاص في الحياة الوظيفية. الحياة في االختصاص -عدم
الوظيفية.
-وسائل الرقابة العلنية. -وسائل الرقابة الضمنية.
-اتخاذ الق اررات فرديا. -اتخاذ الق اررات جماعيا.
-المسؤولية الفردية. -المسؤولية الجماعية.
-االهتمام الجزئي بالعاملين. -االهتمام الشمولي بالعاملين.
-االهتمام الجزئي بالسيطرة على -االهتمام الشمولي بالسيطرة على
النوعية. النوعية.
88
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الرقابة
Control
تعنببي وظيفببة رقابببة األداء واتخبباذ االج براءات التصببحيحية الالزمببة ،أي توجيببه
المنظمة للتأكد من تحقيق األهداف وتنفيذ الخطط .ومن أهبم مكونبات هبذه الوظيفبة
إن
المقارنة بين األداء الفعلبي والمخطبط علبى صبعيد المنظمبة والعباملين فيهبا .ولبذا ّ
ك ببل م ببا أس ببلفنا م ببن وظ ببائف إداري ببة ،يج ببب أن تت ببابع للحف بباظ عل ببى كف بباءة وفاعلي ببة
المعني ببة بالفع ببل
ّ المنظم ببة ،وم ببن هن ببا تك ببون الرقاب ببة آخ ببر الوظ ببائف اإلداري ببة ،وه ببي
بمتابعببة ك ب ّل الوظببائف لتقيببيم أداء المنظمببة تجبباه تحقيببق أهببدافها .فالوظيفببة الرقابيببة
تحببدد معببايير األداء التببي تسببتخدم لتقبويم األداء مببن أجببل تحقيببق األهببداف .وتبرتبط
هببذه الوظيفببة بببالتخطيط ،كببون الغايببة األساسببية مببن الرقابببة هببو تحديببد مببدى نجبباح
المنظمبة فبي تحقيبق األهببداف المخطبط لهبا .وتُعبرف الرقابببة بأنهبا (متابعبة األنشببطة
وقي بباس النت ببائج الفعلي ببة ومقارنته ببا بالمع ببايير والخط ببط الموض ببوعة ،ومعرف ببة أس ببباب
االنح ارفببات التخبباذ الفعببل الصببحيح)( .)1كمببا تعببرف بأنهببا( :متابعببة األنشببطة بهببدف
التأكد من أن األداء الفعلي مطابق لألداء المطلوب (المخطط))(.)2
89
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
وخارجية .مثال:
ّ داخلية
ّ قنية من مصادر
ويمكن أن تأتي المعايير التّ ّ
معايير السالمة أمليت من خالل لوائح الحكومة أو مواصفات
لمعداتهم.
المصنعين ّ
ّ
وقائي.
ّ .2متابعة األداء الفعلي :هذه الخطوة تعتبر مقياس
ويحددون إن كان
ّ .3قياس األداء :في هذه الخطوة ،يقيس المديرين األداء
المحددة .فإذا كانت نتائج المقارنة أو القياسات غير
ّ يتناسب مع المعايير
مقبولة فيجب إتخاذ اإلجراء الالزم.
.4تصحيح اإل نحرافات عن المعايير :تحديد اإلجراء الصحيح الواجب إتخاذه
يعتمد على ثالثة أشياء :المعيار ،دقّة القياسات التي ّبينت وجود اإلنحراف،
وتحليل أداء الشخص أو اآللة لمعرفة سبب اإلنحراف.
91
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
92
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
.13العجمي ،محمد حسنين ،اإلتجاهات الحديثة في القيادة اإلدارية والتنمية البشرية ،ط ،2دار
عمان.2010 ،المسيرة للنشر والتوزيع والطباعةّ ،
.14العميان ،محمود سلمان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،ط ،2دار وائل للنشر،
عمان.2005 ،
ّ
.15غريب ،علي ،إدارة الموارد البشرية ،منشرات جامعة منتوري :قسنطينة،2003 ،
.www.12manage.com
.16محمد ،موفق حديد ،وظائف المدير ،الطبعة العربية األولى ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
عمان.2010 ،
ّ
93
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
94
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل الثالث
اإلدارة االستراتيجية
Strategic Management
95
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
96
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الفصل الثالث
اإلدارة االستراتيجية
Strategic Management
تسعى المؤسسات أو منظمات األعمال الى تحقيق هدف معين على المدى
البعيد ،يتم اإلعداد المخطط له مسبقا في ضوء اإلمكانيات المتاحة أو التي يمكن
الحصول عليها ،واعتمادا على التخطيطات واإلجراءات في استخدام المصادر
المتوفرة في المدى القصير .وتعكس هذه الخطط أو الطرق االستراتيجية التي تتبنها
المؤسسة أو المنظمة لتحقيق أهدافها.
وهنا تكون لإلدارة االستراتيجية مهمة تنفيذ وتقييم الق اررات الوظيفية المتداخلة
التي تم ّكن المنظمة من تحقيق أهدافها وبالتركيز على تحقيق التكامل بين جميع
أقسام المنظمة.
97
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
القيام بها على المدى البعيد ،وتحديد المدى الذي تسعى المنظمة ورائه
لتحقيق غاياتها وأهدافها(.)1
-تعريف ثوماس :Thomasتلك الفعاليات والخطط التي تضعها المنظمة
على المدى البعيد بما يكفل تحقيق التالؤم بين المنظمة ورسالتها وبين
الرسالة والبيئة المحيطة بها بطريقة فاعلة وكفوءة(.)2
)(1
Ansoff, H.T., 1995, p:100-101.
( (2الدوري ،م.ن ،ص.25
( (3جونز ،االدارة االستراتيجية ،2001 ،ص.26
( (4الدوري ،م.ن ،ص.25
99
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
100
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
المديرين الى األداء بالمبادرة وليس األداء بردود األفعال ،إذ تساهم االدارة
االستراتيجية في دعم التفكير االستراتيجي للمدراء.
.3التخطيط اإلستراتيجي :إن المنظمات التي تمارس التخطيط اإلستراتيجي
تتفوق أدائيا على تلك التي ال تمارسه .وتحقق االدارة االستراتيجية فرصة
مشاركة جميع المستويات االدارية في التخطيط.
.4األهداف والغايات :قدرة المنظمة على رسم غاياتها وأهدافها وتحديد
التوجهات طويلة األمد لبلوغ هذه األهداف في مدى زمني مالئم وفي بيئة
تتسم بالسرعة وعدم التأكد.
.5التنفيذ :متابعة وتقييم التنفيذ ومدى التقدم لبلوغ األهداف.
.6التحديات :مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنظمة ،إذ إن االدارة
االستراتيجية تعمل على تحليل عناصر القوة والضعف والفرص
والتهديدات(.)1
ينظر :ياسين ،1998 ،ص .23 – 22وينظر :الدوري ،م.ن ،ص.29 – 28 ((1
101
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
واألسواق المحدودة .ونظ ار لذلك اتفق على تقسيم هذه المنظمات الى عدد من
unit الوحدات بحيث يطلق على كل وحدة إسم (وحدة العمل االستراتيجية
)Business strategicوهي أي جزء من المنظمة التي يتم معاملتها بصورة منفصلة
ألغراض اإلدارة االستراتيجية.
وبشكل عام فإن كل وحدة من وحدات العمل اإلستراتيجي تتعامل في خط
واحد من خطوط األعمال ،ولكن في بعض األحيان قد يتم جمع بعض العمليات
في وحدة أعمال إستراتيجية واحدة .وتعامل كل وحدة على إنها مركز للربح مستقل
عن األجزاء األخرى للمنظمة.
إن اإلستراتيجيات التي تتبناها مؤسسة أو منظمة لها تأثير كبير ورئيسي على
أدائها مقارنة بمنافسيها ،وتؤدي االدارة االستراتيجية دورها األبرز واألهم في تحقيق
رؤية ورسالة وأهداف المنظمة ضمن واقع تسوده التغيرات السريعة والحداثة
المتسابقة في التطور العلمي والتكنولوجي والتنموي.
وتمتاز إستراتيجيات المنظمات -كبيرها وصغيرها -بشمولها وعمومها،
وقابليتها على التطبيق ،سواء كانت تلك المنظمات أو المؤسسات تصنيعية أو
خدماتية ،أو منظمات هادفة لتحقيق األرباح أم غير ربحية .إذ إن اإلدارة
االستراتيجية معنية باتخاذ الق اررات االستراتيجية التي تتضمن تحديد األعمال
والمنتجات واألسواق ،وكذلك تحديد الوظائف واإلجراءات التي يجب إنجازه ،فضال
عن تحديد السياسات الالزمة لتنفيذ الق اررات االستراتيجية وتحقيق األهداف.
وتختلف مستويات اإلدارة االستراتيجية بإختالف وتنوع وطبيعة السلع
والخدمات التي تقدمها المنظمة .فإن المنظمة التي تقدم سلعة واحدة أو خدمة
102
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
واحدة تمتلك مستوى استراتيجي واحد تستطيع بواسطته القيام بجميع األعمال
إلنجاز السلعة أو الخدمة.
ولما شهدت منظمات األعمال في العقود األخيرة بروز منظمات تتميز بتنوع
سلعها وخدماتها ،استوجب ظهور مستويات مختلفة لإلدارة االستراتيجية تتناسب مع
تعدد وتنوع األنشطة التي تقوم بها المنظمة .وهناك ثالثة مستويات لإلدارة
اإلستراتيجة هي(:)1
.1اإلدارة االستراتيجية على مستوى المنظمة :وهي إدارة األنشطة التي تحدد
الخصائص المميزة للمنظمة والتي تميزها عن المنظمات االخرى ،والرسالة
األساسية لهذه المنظمة ،والمنتج ،والسوق الذي سوف تتعامل معه ،وعملية
تخصيص الموارد ،وادارة مفهوم المشاركة بين وحدات األعمال االستراتيجية
التي تتبعه.
إن أعضاء مجلس اإلدارة ،هم المدراء االستراتيجيون في هذا المستوى.
ويتمثل دورهم االستراتيجي عن طريق إمتالكهم الرؤيا الشاملة لتطوير
االستراتيجيات لعموم المنظمة ،ويتضمن هذا الدور تعريف الرسالة وأهداف
المنظمة وتحديد األعمال التي ينبغي القيام بها ،وتخصيص الموارد بين
مختلف األقسام ،وصياغة االستراتيجيات التي تم إقرارها.
.2اإلدارة االستراتيجية على مستوى وحدات األعمال :إدارة أنشطة وحدات العمل
االستراتيجي حتى تتمكن من المنافسة بفعالية في مجال معين من مجاالت
103
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
104
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
مجال اإلدارة االستراتيجية المتعلقة باألفراد نجد أن هذه اإلدارة تهتم بسياسات
األجور والمكافات وسياسات االختيار والتعيين والفصل وانهاء الخدمة
والتدريب.
إن اإلدارة االستراتيجية على المستوى الوظيفي ال تهتم بالعمليات اليومية
التي تحدث داخل المنظمة ولكنها تضع إطا ار عاما لتوجيه هذه العمليات ،كما
تحدد أفكا ار أساسية يلتزم بها من يشرف على هذه العمليات وذلك من خالل
وضع والتزام االداري بمجموعة من السياسات العامة.
الشكل ()11
مستويات اإلدارة االستراتيجية
وحدة األعمال
اإلدارة االستراتيجية على
االستراتيجية
مستوى وحدات األعمال
وحدة األعمال
االستراتيجية
اإلدارة االستراتيجية على
المستوى الوظيفي
استراتيجية استراتيجية
البحث
استراتيجية استراتيجية استراتيجية استراتيجية
الموارد
والتطوير المحاسبة اإلنتاج البشرية التسويق التمويل
105
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
106
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الحالية"( .)1ومعنى ذلك؛ إنها تمثل "المسار المستقبلي للمنظمة الذي يحدد الوجهة
التي ترغب في الوصول إليها ،والمركز السوقي الذي تنوي تحقيقه ،ونوعية القدرات
واإلمكانات التي تخطط لتنميتها"(.)2
وتصاغ الرؤية Visionالمستقبلية للمنظمة من عبارات محددة وذلك لتوصيلها
عدة
بفهم واضح ،وربطها باألهداف بعيدة المدى .وتنبثق هذه الرؤية من تساؤالت ّ
منها:
-ماهية العمل الذي تقوم به المنظمة؟ (العمل)
-أين تتجه المنظمة؟ (االتجاه)
-ما هي طريقة الوصول الى ما نريد؟ (الوسيلة)
107
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
وتعد الجمل والكلمات التي تحدد رسالة المؤسسة بمثابة إعالن لغرض وجود
ّ
المؤسسة ،وهي تشكل نقطة الهدف الرئيسية التي يجب أن تتجه نحوه جميع
تحد
إستراتيجيات المؤسسة .وتبرز فائدة التحديد الدقيق لرسالة المؤسسة من كونها ّ
من تشتت الجهود وتبعثر التوجهات ،فمن المهم عند تحديد رسالة المؤسسة اإلبتعاد
عن العموميات ،وأن يذكر بوضوح األهداف بعيدة المدى التي تسعى المنشأة
لتحقيقها.
وتوضح رسالة المؤسسة الخدمات التي تقدمها المؤسسة أو المنتجات التي
تنتجها ،ونطاق المستفيدين من هذه الخدمات والمنتجات .وكذلك يجب أن تبين
رسالة المؤسسة أهداف المؤسسة وعلى الخصوص تلك األهداف المتعلقة
باالستم اررية والنمو .فضال عن إن الرسالة تحمل في طياتها الفلسفة التي توجه
عمليات إتخاذ القرار ،وتتضمن كذلك الصورة التي ترغب المؤسسة أن تعكسها عن
نفسها .فرسالة المنظمة هي "وثيقة مكتوبة تمثل دستور المنظمة والمرشد الرئيس
لكافة الق اررات والجهود وتغطي عادة فترة زمنية طويلة نسبيا .وتحدد بوضوح طبيعة
النشاط الذي تعمل فيه المنظمة وخصائص ما تقدمه من منتجات وخدمات ،كما
تحدد العمالء الذين تستهدف المنظمة إشباع حاجاتهم واإلطار األخالقي
والتكنولوجي الذي يميز المنظمة عن المنظمات األخرى التي تعمل في نفس
الصناعة"(.)1
وعطفا على ما سبق؛ فإن الغرض من تحديد رسالة المؤسسة هو تحقيق:
-ضمان اإلتفاق على األهداف داخل المؤسسة.
108
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
ومهما كان حجم المؤسسة فهي بحاجة إلى أن تدرك وضعها الحالي (أين هي
اآلن) ،و(كيف تريد أن تكون في المستقبل) .وبمعنى آخر؛ تسعى كل مؤسسة إلى
أن تدرك بوضوح تام ما هي غايتها؟ مجاالت نشاطاتها الخارجية .من هم
المستفيدون من منتجاتها أو خدماتها؟ بنيتها وهياكلها ،بيئة العمل في داخلها،
السياسات التي تتبعها ،األطر الفلسفية التي تحكم أساليبها في اتخاذ القرار،
اإلحتياجات البشرية والمادية ،والمتطلبات الشمولية .وعن طريق اإلجابة على هذه
األسئلة يمكن إلدارة المنظمة أن تجيب على األسئلة اآلتية:
.1أين هى المنظمة اآلن؟
.2إلى أين ستؤول المنظمة خالل خمس سنوات قادمة؟ وهل اإلجابة مقبولة؟
(إذا لم يحدث أى تغيير).
.3إذا كانت االجابة غير مقبولة -ما هى التصرفات التى يجب أن تتخذها
اإلدارة؟ وما هى المخاطر والعوائد الناتجة عنها؟ ومن ثم تستطيع المنظمة
تحديد إستراتيجية خاصة بها ،ووضع خطط إستراتيجية لنفسها.
109
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
األهداف : Goals
تمثل الغايات؛ وهي تعبير عما تنوي المنشأة تحقيقه بشكل عام ومن خالل
جهد متواصل وعبر فترة زمنية طويلة األجل( .)2أو هي السبب العام لوجود
المنظمة في المدي البعيد وهو ما تحاول أن تحققه من خالل ق ارراتها
اإلستراتيجية( .)3وهذا يعني أن األهداف تمثل النتائج التي تسعى المنظمات الى
تحقيقها عبر األنشطة والمهام واألعمال التي تؤديها .وتحدد األهداف عن طريق
التساؤل :ما النتائج التي تصبو المنظمة إلى تحقيقها في المستقبل؟ ومن األمثلة
عليها :وصول خدمات المنظمة إلى جميع مناطق الدولة ،تطوير العاملين ،زيادة
اإلنتاجية إلى مستوى معين.
110
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
إن عملية وضع األهداف تبدء من القمة إلى القاعدة وفي مختلف المستويات
اإلدارية بالمنظمة .فاإلدارة العليا تضع أهدافا إستراتيجية وتغطي فترة زمنية أطول
من أهداف المستويات اإلدارية المتوسطة والدنيا وهكذا تستمر العملية .ويمكن لنا
أن نحدد هدفا صغي ار ممتدا وصعب المنال ،ولكنه ممكن التحقيق .واذا ما كان
الهدف مستحيال ،فالمنظمة تسعى الى تحويله الى هدف ممكن تحقيقه أيضا.
ويراعى في الهدف فضال عن ما تقدم من معايير األهداف ،إثارة مجموعة
التساؤوالت التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الهدف المخطط له ،وهي :هل
يؤدي تحقيق الهدف الى:
-تغيير إستراتيجية المنظمة؟
-تحقيق المكافآت للموارد البشرية.
-ترجمة األهداف الى أهداف فردية.
111
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
زياد
تقديم خدمات أفضل
في تحسين المنتج
مقابل ما دفعه العمالء
حصة
السوق
112
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
وليست مطلقة والفرص والتهديدات في البيئة الخارجية (التنافسية) مما يعطي رؤية
استراتيجية في صياغة استراتيجيتها"(.)1
ويتمثل التحليل بتفتيت أو تجزئة الشيء إلى أجزائه واعادة تركيبه على وفق
الحاجة .وكلمة ( )SWOTتمثل األحرف األولى من عناصر التحليل :نقاط القوة
) ،(Strengthsنقاط الضعف ) ،(Weaknessesالفرص )،(Opportunities
التهديدات ).(Threats
إن عملية التحليل البيئي هي " أنشطة إدارية تهدف الى تحقيق المعرفة الكافية
لدى اإلدارة حول االحداث واالتجاهات التي تتسم بها البيئة"( .)2ويفيد تحليل
( )SWOTفي بيان نوع االستراتيجية أو الدافع االستراتيجي الذي يجب على
المنظمة استخدامه لكي تكتسب ميزة تنافسية .وكذلك يجب ان يتكامل التحليل
الداخلي مع التحليل الخارجي من أجل رسم االستراتيجية األفضل من خالل
مواءمة نقاط القوة ونقاط الضعف مع الفرص والتهديدات( .)3وتركز SOWTعلى
األسئلة أآلتية :
-ما هي أهدافك؟
-ما هي إحتياجات الفئات المستهدفة؟
-كيف يمكننا تمييز أنفسنا عن باقي المنظمات وأن ال نكرر عملها؟
113
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
إن تشكل البيئة أهم المؤثرات في الحركية السلعية والخدمية .فهي المجال
الذي تحدث فيه اإلثارة والتفاعل لكل وحدة حية ،أو هي كل ما يحيط باإلنسان أو
تعرف
بالمنظمة من طبيعة ومجموعات بشرية ونظم بشرية وعالقات شخصية .ف ّ
البيئة بأنها مجموعة من العناصر التي تتعامل معها المنظمة وتشكل عالقات
سببية مركبة معها ،أو "هي مجموعة العوامل المحيطة بالمنظمة التي تؤثر بشكل
مباشر أو غير مباشر في عمليات إتخاذ القرار"( .)1ولذلك تعمل المنظمة على
تشخيص وتحليل البيئة الخارجية والداخلية إحدى المكونات الهامة والرئيسية لعملية
اإلدارة وعلى الخصوص اإلدارة االستراتيجية ،فهناك عوامل مؤثرة على صياغة
االستراتيجية في البيئة الخارجية والبيئة الداخلية للمنظمة.
وكشرط مسبق لتحليل )SWOT Analysis( SWOTيلزم وجود تفاهم وتصور
مشترك لدى المشاركين في الجلسة حول ماهية األهداف طويلة ومتوسطة األمد
للمشروع أو المنظمة .ويأتي ذلك عن طريق الخطوات األربعة:
الخطوة األولى :البدء بب(العصف الذهني) لقوى المنظمة ،إذ يمكن لكل
شخص إعطاء أكبر قدر ممكن من المدخالت والتي تجمع على لوح ،ثم
114
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
تجمع األفكار ،وبعد ذلك تزال أية مدخالت غير مناسبة بشرط التأكد من
أن جميع األفكار هي قوة حقيقية للمنظمة.
الخطوة الثانية :إعادة الخطوة األولى بجمع المدخالت الخاصة بنقاط
الضعف ،إذ يقوم معظم المشاركين بذكر الضعف وهو ما يناقض القوة
التي تم تعريفها في الخطوة األولى .
الخطوة الثالثة :التوجه نحو تحليل الفرص عن طريق البحث عن فرص
واقعية وليست فرص إفتراضية .وضرورة إستخدام المؤشرات التي تمكن من
التمييز ما بين الفرص الواقعية واإلفتراضية .
الخطوة الرابعة :تحليل التهديدات ،وبنفس اإلتجاه إذ يجب أن نميز بين
التهديدات الواقعة واإلفتراضية.
ويوضح الشكل رقم (.SWOT Analysis )14
115
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
الشكل ()14
SWOT Analysis
116
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()15
تحليل SWOTفي تحديد االستراتيجيات
117
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
118
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
119
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
المنظم ببة وس بببل تحقيقه ببا أله ببدافها ،فض ببال ع ببن أثره ببا ف ببي تغيي ببر محت ببوى
الوظيف ببة وتب ببديل قن ببوات اإلتص ببال وأس بباليب إتخ بباذ القببرار ونط بباق اإلشب براف
وغيرها.
تقدم كبير في مجال الكمبيبوتر وتكنولوجيبا
وفي الوقت المعاصر؛ ط أر ّ
المعلومبات ،نبتج عنبه تغيبرات كبيبرة فبي وسببائل االنتباج وأداء المكاتبب مثببل
المكت ببب اآلل ببي والرج ببل اآلل ببي ،وتش ببغيل اآلالت ع ببن ُبع ببد وغي ببر ذل ببك م ببن
الص ب ببناعات االلكتروني ب ببة ،ك ب ببل ه ب ببذه التط ب ببورات تس ب ببتدعي تغيي ب ببر القواع ب ببد،
للتكيببف للظببروف الجديببدة التببي تظهببر فببي
وتتطلببب مببن المنظمببة أن تسببتعد ّ
البيئة المحيطة(.)1
إن معظم المنظمات الناجحة ،هي تلك التي تعتمد في استخدامها على
تقنيببات حديثببة ،وتقببديمها منتجببات وخببدمات جديببدة لببيس فقببط لتأكيببد قببدرتها
علببى المي بزة التنافسببية لنوعيببة المنببتج أو الخدمببة ،بببل إن المنببتج أو الخدمببة
الجديدة تمنح المنظمة ميزة تسويقية تنافسية ،والتي تؤدي في األمد الطويبل
الى تخفيض تكاليف الوحدة الواحدة ،وتزيد من أرباح المنظمة(.)2
.3المتغيرات اإلجتماعية :يؤثر البناء اإلجتماعي والعالقات السائدة فيه والقيم
واألعبراف والتقاليببد بشببكل كبيببر فببي طبيعببة سببلوك المنظمببات واألفبراد علببى
حببد س بواء ،فضببال عببن اتجاهببات المجتمببع وتوقعببات المجتمببع لألعمببال .إن
هذه العوامل والتغيير االجتماعي يولد فرص وتهديدات لمنظمات األعمال.
120
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
121
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
كمبا وأن التغيبرات القانونيببة لهببا تببأثي ار كبيب ار فببي تصبرفات المنظمببة مثببل
ق بوانين الصببحة والسببالمة وق بوانين حمايببة المسببتهلك وحمايببة البيئببة وق بوانين
التصدير واالستيراد والجمارك وقوانين سالمة السلعة(.)1
122
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
أخببرى تببؤثر ف ببي عمليببات المنظم ببة مثببل نقابببات العم ببال وجمعيببات حماي ببة
المستهلك والمنظمات المهنية وغيرها من المنظمات.
.5التكنولوجياااا ذات العاقاااة :وه ببي الوس ببائل المس ببتعملة ف ببي انت بباج الس ببلع أو
الخببدمات .ودرجببة تعقيببد التكنولوجيببا المسببتعملة فببي العمليببة االنتاجيببة هببي
التي تحدد المهارات المطلوببة مبن قببل أفبراد المنظمبة .كمبا وان التكنولوجيبا
الجديدة ذات العالقة تخلق الفرص والتهديدات لكل منظمة.
.6الم اوارد البشاارية :هببم العبباملون (الموظفببون) فببي المنظمببة ،وتختلببف أن بواع
ه ببذه المب بوارد البشب برية ب بباختالف أنب بواع المنظم ببات ،فالش ببركة الت ببي تس ببتخدم
مستوى عاليا من التكنولوجيا تتطلب أفبرادا يختلفبون عبن المنشبآت الصبغيرة
ذات العمليات اليدوية.
تقدم؛ تكون التهديدات هي األحداث المحتملة والمعقولة التي
وتأسيسا على ما ّ
إذا ما ظهرت تسبب ضرر حقيقي للمنظمة .وأما الفرص فهي وقائع موجودة في
مكان معين من السوق خالل فترة زمنية محددة والتي تنتج فوائد مادية وغير مادية
للمنظمة إذا تم استثمارها على الوجه الصحيح.
التهديدات:
-إحتمال دخول منافسين جدد.
-ظهور منتجات جديدة.
-زيادة مبيعات المنتجات البديلة.
-نمو بطيء في السوق.
123
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
124
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()16
بيئة المنظمة الخارجية
125
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
126
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()17
تحليل المشكات
وفي ضوء ما تقدم؛ تتمثل عناصر القوة في المنظمات بصورة جوهرية باقتدار
وكفاءة التنظيم والقدرة على الحركة وتحقيق أفضل االنجازات الصناعية
127
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
االقتصادية .وأما عناصر الضعف تعني ضعف القدرة على صنع القرار المناسب
في ضوء تحليل إمكانيات وموارد المنظمة.
عناصر الضعف:
-عدم وضوح التوجه االستراتيجي.
-تدهور الموقف التنافسي.
-إهمال تسهيالت للعمالء.
-نقص الموهبة والخبرة اإلدارية.
-ضعف معدل االنجاز في تنفيذ الخطط.
-المعاناة من المشاكل العملية الداخلية.
-عدم القدرة على تحويل المتغيرات الضرورية في االستراتيجية.
-عدم الرضا للموارد البشرية العاملة.
عناصر القوة:
-الكفاءة المميزة.
-الموارد والمصادر المالية المتاحة.
-مهارات تنافسية جيدة.
-معرفة جيدة بالمشترين.
-قيادة جيدة للسوق.
-جودة المنتجات.
-اإلمكانية المتاحة إلجراء تحسينات على المنتجات.
-الرضا الوظيفي.
128
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
129
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
)(1
Look: Pal, without Year, P28.
130
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
131
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
يستشرف المستقبل لمحاولة صياغته بما يخدم مصلحة المنظمة ويوازن بين
األهداف قريبة المدى.
وبمعنى أدق؛ أن التخطيط االستراتيجي هو اختيار أهداف المنظمة وتحديد
السياسات واإلستراتيجيات الالزمة لتحقيق األهداف وتحديد األساليب الضرورية
لضمان تنفيذ السياسات واإلستراتيجيات الموضوعة .إذ إنه يمثل التخطيط
اإلستراتيجي العملية التخطيطية طويلة المدى التي يتم إعدادها بصورة رسمية
لتحديد وتحقيق أهداف المنظمة(.)1
وتأتي أهمية التخطيط االستراتيجي من كونه(:)2
.1يساعد على رفع درجة التنبؤ بالتغيرات في البيئة المحيطة بالمنظمات
وكيفية التأقلم معها.
.2يوضح صورة المنظمة أمام جماعات أصحاب المصالح كافة.
.3يزود التخطيط االستراتيجي المنظمة بدليل إرشادي حول ما الذي تسعى الى
تحقيقه.
ومن هنا يتسم التخطيط االستراتيجي بالخصائص الشمولية والتكامل
والمرونة.
أ – الشمول والتكامل :يسعى التخطيط االستراتيجي الى تحديد التوجهات
المستقبلية دون التقيد في التفكير بالماضي أو الحاضر ،بل يرتكز في التفكير
الرحب فيما يرغب في الوصول إليه .وينطلق التخطيط االستراتيجي من الداخل
132
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
عدة عوامل تساعد على نجاح التخطيط االستراتيجي بما يتخدم التنمية
وهناك ّ
الشاملة(:)1
.1قيام التخطيط االستراتيجي على نظام واقعي متكامل بعيدا عن التخمين
والحدس.
.2تكون الخطة نابعة من واقع بيئة العمل التي تتفاعل معها.
.3يشترك العاملون جميعهم في وضع الخطة لضمان تفاعلهم عند التطبيق.
.4تحقق األهداف العامة للتخطيط حاجة األفراد والمجتمعات الى تنمية وتطوير
ذاتها.
.5تكون الخطة قابلة للتغير والتطوير والزيادة والنقصان.
.6تكون الخطة منسجمة مع األهداف الموضوعة لتحقيق النماء والتطور.
133
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
134
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
.2وضع النظم الرقابية :بعد عملية إختيار الهيكل التنظيمي يتم وضع النظم
الرقابية المناسبة التي يجب عليها وضع أفضل وسيلة لتقييم األداء للوحدات
الفرعية.
.3مواءمة االستراتيجية والهيكل التنظيمي والرقابة :إذا ما أريد للمنظمة النجاح في
تحقيق أهدافها المخططة ،فالبد لها من أن تحقق توافقا بين االستراتيجية
والهيكل التنظيمي ونظم الرقابة.
.4إدارة التغيير اإلستراتيجي :إن عالم اليوم يتسم بالتغيير .فالمنظمات التي تنجح
على المدى الطويل ،هي تلك المنظمات التي تتمكن من توفيق استراتيجياتها
وهيكلها التنظيمي مع العالم المتغير.
135
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.2اإللتزام :إن القائد القوي هو الشخص الذي يبرهن على إلتزامه تجاه رؤيته
الخاصة ،مدعما ذلك بالمثال والقدوة.
.3اإللمام بتفاصيل العمل :ال يعمل القادة المميزين من فراغ ،فهم يقومون بإنشاء
شبكة من المصادر الرسمية وغير الرسمية للمعلومات التي تؤمن لهم اإلحاطة
بشؤون عمل منظماتهم .فضال عن إنشاء قنوات خلفية إلكتشاف ما يجري في
جنبات المنظمة.
يعد القادة المميزون مفوضون ماهرون ،فهم على دراية
.4القدرة على التفويضّ :
تامة بأنهم إن لم يلجأوا للتفويض فسيقعون فريسة لألعباء والمسؤوليات التي
يعد
تقع على كاهلهم .ويعلمون أيضا أن تفويض التابعين في اتخاذ الق اررات ّ
أداة تحفيزية جيدة.
.5الذكاء في إستخدام القوة :إن القادة المميزين يميلون الى تحري الذكاء في
إستخدام جوانب القوة لديهم ،من المهارة والمرونة ،والدفع باألفكار الواحدة تلو
األخرى في كل مرة ،حتى تظهر كأنها عرضية أو طارئة بالنسبة لألفكار
األخرى.
136
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
اتخاذ قرار بشأنه من حيث االستمرار فيها أو تعديلها أو تصحيحها وتخليصها من
نقاط الضعف أو رفضها أو العدول عنها(.)1
عرف األداء The performanceمن حيث إنجاز أهداف المؤسسة بأنه (هو
وي ّ
األساس الذي من خالله يتم الحكم على فعالية األفراد والجماعات والمؤسسات)(،)2
وبمعنى آخر (هو تقييم للنتائج المنجزة للعاملين)( ،)3وأما ما يختص باألداء كونه
عرف على أنه (المخرجات التي يسعى النظام اإلداري إلى
مخرجات المنظمة ،في ّ
وبمعنى آخر إنه يمثّل (الدرجة التي ()4
تحقيقها للوصول إلى األهداف المنشودة)
تحقق فيها الوحدة االقتصادية أهداف األداء)(.)5
وتهتم عملية اإلدارة االستراتيجية بتقويم األداء والرقابة على أنشطة المؤسسة،
ومقارنة األداء الفعلي باألداء الخطط له .ومن أهمية تقويم األداء ما يأتي:
.1توفير الفرص المناسبة لمعرفة اإلدارة العليا بمكامن الخلل أو الضعف في
اللوائح والسياسات والبرامج واإلجراءات والتعليمات ...الخ المطبقة في
العمل(.)6
()5
Slack, 1998, P.78.
حمود ،2007 ،ص.154 -152 ()6
137
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.2يحقق التعرف على مدى تحقيق األهداف المرسومة من خالل متابعة تنفيذ
األهداف المحددة للوحدة اإلنتاجية ضمن الخطة المحددة لفترة معينة من
الزمن(.)1
.3يظهر إمكانية المشروع في تحقيق االستخدام األمثل للموارد المتاحة ،فهي
ترتبط إرتباطا وثيقا بعملية التخطيط وعلى كافة المستويات.
.4تحقيق التنسيق والعالقات التبادلية بين األقسام والفروع المختلفة ،إذ تساعد
العملية على التحقق من قيام تلك األقسام والفروع بوظائفها بأفضل كفاءة
ممكنة .وبالتالي تساعد على توجيه إشراف اإلدارة العليا.
.5ألتحقق من معايير الجودة لإلنتاج ،ومدى مطابقة اإلنتاج للمواصفات المطلوبة
والمحددة مسبقا(.)2
.6معرفة مدى إمكانية تحقيق المنظمة االستخدام األمثل لمواردها المختلفة
(بشرية ،مادية ،طاقة ،معلوماتية) المتاحة لها(.)3
.7تخدم عددا من األغراض بدء من تقييم مدى نجاح ق اررات اإلختيار والتوظيف،
إلى تقييم جهود التدريب والتنمية ،واتخاذ ق اررات بشأن التحفيز(.)4
138
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
يمكن تحديد مفهوم التقييم والرقابة اإلستراتيجية بأنه :ذلك النظام الذي يساعد
اإلداريين على قيامهم بتقييم مدى التقدم الذي تحرزه المنظمة في تحقيق أهدافها،
وفي تحديد بعض مجاالت التنفيذ التي تحتاج إلى عناية أكبر واهتمام أكبر .أو هي
نوع خاص من الرقابة التنظيمية التي تركز على مراقبة وتقويم عمليات اإلدارة
اإلستراتيجية للتأكد من تنفيذها بشكل مناسب ،أي أنها تتضمن التأكد من كون
النتائج المخططة يجري تنفيذها بشكل فعلي ومناسب(.)1
وتشتمل الرقابة اإلستراتيجية على إستخدام مختلف أنواع الرقابة على المستوى
الكلي والفرعي والتشغيلي بالمنظمة لتوجيه وارشاد المديرين والعاملين وسعيهم
لتحقيق أهداف المنظمة ،كما أن الرقابة اإلستراتيجية تتيح الفرصة للمديرين لتقييم ما
إذا كانت اإلستراتيجية تحقق أهداف المنظمة(.)2
والرقابة ال تستهدف بالدرجة األولى رصد األخطاء ،أو التجاوزات أو
االنحرافات ،وانما تهدف أساسا إلى التأكد من صحة التفكير ودقة التخطيط وكفاءة
التنفيذ ،وان عملية الرقابة على تطبيق الخطة اإلستراتيجية تمتد من التأكد من جودة
التفكير االستراتيجي ،والتأكد من جودة الخطة اإلستراتيجية ،حتى التأكد من جودة
األداء الفعلي ومطابقته للمخطط المستهدف(.)3
وبصفة عامة تشمل عمليات التقويم والمتابعة الخطوات األساسية:
139
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.1تحديد ما يجب قياسه :ينبغي على اإلدارة العليا واإلدارة التنفيذية القيام بتحديد
عمليات التنفيذ والنتائج المراد متابعتها وتقويمها .كما يجب توفر إمكانية قياس
هذه النتائج بشكل موضوعي وثابت.
.2وضع معايير ومؤشرات للقياس :يتم في هذه المرحلة وضع معايير ومؤشرات
لقياس أداء العمليات المختلفة داخل المنشأة .وبصفة عامة تتضمن هذه
المعايير مؤشرات متعلقة بب :العائد على االستثمار ،القيمة المضافة ،قيمة
حقوق المساهمين ،كفاءة الخدمات المقدمة ،تنمية األفراد.
.3إجراء قياس األداء :يتم هنا قياس األداء الفعلي لألنشطة المختلفة بإستخدام
المعايير والمؤشرات السابق تحديدها .ويجب إجراء القياسات في أوقات محددة
مسبقا.
.4مقارنة األداء الفعلي باألداء المخطط له :وفي هذه الخطوة تجري مقارنة األداء
الفعلي الذي تم قياسه مع األداء المرغوب فيه والمخطط له .والهدف هو تحديد
محدد مقبول بين
اإلنحرافات إن وجدت مع مالحظة ضرورة وجود مدى سماح ّ
األداء الفعلي واألداء المخطط له.
.5إتخاذ الخطوات التصحيحية :بعد إجراء عملية مقارنة األداء الفعلي مع األداء
المخطط له يجب إتخاذ خطوات تصحيحية إذا وقع األداء الفعلي للمؤسسة
خارج مدى السماح المحدد .وفي هذه الحالة يجب تحديد أسباب وجود
اإلنحرافات في األداء الفعلي ،كيفية تطبيق العمليات واألنشطة المختلفة ،وهل
تتم بشكل صحيح أم ال؟ ومدى مالئمة العمليات واألنشطة المختلفة مع
المستويات واألهداف المرغوبة .ويوضح الشكل ( )18عمليات التقويم.
140
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
الشكل ()18
عمليات التقويم
141
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
142
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
.11حسين ،حسن ،تصور مقترح لتطبيق التخطيط االستراتيجي في التعليم ،الجمعية المصرية -
الجامعي المصري ،مجلة التربية ،عدد خاص للتربية المقارنة واإلدارة التعليمية ،مصر،
.2002
.12حمود ،الخرشة ،خضير كاظم ،ياسين كاسب ،إدارة الموارد البشرية ،ط ،1دار المسيرة
عمان.2007 ،للنشر والتوزيع والطباعةّ ،
.13الحميري ،المومني ،موفق عدنان عبد الجبار ،أمين أحمد محبوب ،هندسة الموارد البشرية
عمان،
في صناعة الفنادق – أفكار حديثة ورؤية مستقبلية ،ط ،1إثراء للنشر والتوزيعّ ،
.2011
.14خطاب ،عايد ،سلسلة محاضرات غير منشورة ،جامعة عين شمس ،مصر.1989 ،
.15الدجني ،إياد علي ،دور التخطيط االستراتيجي في جودة األداء المؤسسي ،اطروحة دكتوراه،
قسم المناھج وطرائق التدريس – كلية التربية ،جامعة دمشق.2011 ،
.16الدوري ،زكريا مطلك ،اإلدارة االستراتيجية – مفاهيم وعمليات وحاالت دراسية ،الطبعة
عمان.2005 ، العربية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيعّ ،
.17الركابي ،كاظم نزار ،اإلدارة اإلستراتيجية ،العولمة والمنافسة ،ط ،1دار وائل للنشر ،عمان،
.2004
.18الزعبي ،حسن علي ،نظم المعلومات االستراتيجية مدخل استراتيجي ،ط ،1دار وائل للنشر
عمان.2005 ،
والتوزيعّ ،
.19الزيدي ،نهاد عباس كرمش ،دور تحليل بيئة المنظمة في الحد من ظاهرة الفساد ،بحث
منشور /مجلة النزاهة والشفافية للبحوث والدراسات.2014 ،
عمان،
.20السالم ،مؤيد سعيد ،أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية ،ط ،1دار وائل للنشر والتوزيعّ ،
.2005
.21سلسلة اإلدارة المثلى ،القيادة اإلدارية الفعالة ،ط ،1مكتبة لبنان ناشرون ،بيروت.2001 ،
.22السيد ،إسماعيل محمد ،اإلدارة اإلستراتيجية -مفاهيم وحاالت تطبيقية ،المكتب العربي
الحديث ،اإلسكندرية.1995 ،
143
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
.23الشماع ،خليل محمد حسن ،مبادئ اإلدارة مع التركيز على إدارة األعمال ،الطبعة األولى،
جامعة بغداد ،بغداد.1991 ،
.24عبد اللطيف ،رشاد أحمد ،تقويم المشروعات االجتماعية ،ط ،1دار الوفاء لدنيا الطباعة
والنشر ،االسكندرية.2010 ،
.25العقيل ،عبد اهلل ،التخطيط االستراتيجي ،مجلة الجزيرة اإللكترونية ،العدد ،11086فبراير،
السعودية.2003 ،
.26عوض ،عاطف محمود ،التخطيط االستراتيجي في المنظمات غير الربحية -دراسة ميدانية
على المنظمات غير الربحية في محافظة البقاع اللبنانية – بحث منشور في مجلة جامعة
دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية – المجلد - 29العدد األول.2013 /
.27عوض ،محمد احمد ،اإلدارة اإلستراتيجية -األصول واألسس العلمية ،الدار الجامعية،
القاھرة.2003 ،
.28العيساوي ،كاظم جاسم ،االقتصاد االداري ،ط ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
عمان.2008 ،ّ
.29غنيم ،عثمان ،التخطيط أسس ومبادئ عامة ،ط ،2دار رضا للنشر والتوزيع ،عمان،
.2001
.30محمد ،موفق حديد ،وظائف المدير ،الطبعة العربية األولى ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
عمان.2010 ،
ّ
.31المحياوي ،قاسم نايف علوان ،إدارة الجودة في الخدمات ،الطبعة العربية االولى ،دار
عمان.2006 ، الشروق للنشر والتوزيعّ ،
.32مرسي ،محمد نبيل ،االدارة االستراتيجية – تكوين وتنفيذ استراتيجية التنافس ،ط ،1دار
الجامعة الجديدة ،االسكندرية.2003 ،
.33المغربي ،عبد الحميد عبد الفتاح ،اإلدارة االستراتيجية ،ط ،2مجموعة النيل ،القاهرة،
.2001
.34المقلي ،عمر أحمد عثمان ،اإلدارة اإلستراتيجية ،مطابع العملة ،الخرطوم.2002 ،
عمان،
.35ياسين ،سعد غالب ،اإلدارة االستراتيجية ،ط ،1دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيعّ ،
.1998
144
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
.36يوسف ،جابر يوسف محمد ،ملخص كتاب نظرية المنظمة الهيكل والتصميم ،األكاديمية
العربية المفتوحة ،الدنمارك.
145
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
146
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
فهرس األشكال
الصفحة موضوع الشكل ت
17 العملية اإلدارية .1
20 أدوار المدير العشرة في المنظمة .2
23 مهارات المدير .3
36 المستويات اإلدارية في المنظمة .4
37 األدوار المتغيرة لإلدارة والمديرين .5
52 خطوات عملية التخطيط .6
56 العالقة بين المستويات اإلدارية ومستويات التخطيط .7
57 المبادئ العامة للتخطيط .8
65 مراحل اتخاذ القرار .9
79 .10هرم ماسلو للحاجات اإلنسانية
105 .11مستويات اإلدارة االستراتيجية
106 .12مكونات اإلدارة االستراتيجية
112 .13إختيار األهداف
115 SWOT Analysis .14
117 .15تحليل SWOTفي تحديد االستراتيجيات
147
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
فهرس الجداول
الصفحة موضوع الجدول ت
12 المقارنة بين صفات المنظمات التقليدية والحديثة .1
25 السمات الخمسة .2
82 المقارنة بين إفتراضات نظرية ( )Xوافتراضات .3
نظرية ()Y
88 مقارنة بين األنظمة اإلدارية اليابانية واألنظمة .4
االدارية األمريكية
148
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
المحتويات
149
............................................................................................................................. مدخل اىل اإلدارة العامة
150
...................................................................................................................................مسري خليل شْمُطو
صدر للمؤلف:
دليل كربالء السياحي 2008 .1
دليل كربالء السياحي 2011 .2
الضوء الساطع -في نجم آل ْش ُمطو الالمع. .3
دليل كربالء السياحي المصور .2014 .4
كتيب (دليل الحاج). .5
ديوان شعر (قناديل). .6
كراس 1000كلمة من المشتقات الغريبة في اللهجة المحلية العراقية. .7
كراس قصيدة (إعترافات وطن الموت). .8
ديوان شعر (دموع على ثرى الطفوف). .9
.10كربالء والمشانق – وثيقة تأريخية.
.11األخيضر – جدلية في العمارة والتاريخ.
.12دليل كربالء السياحي المصور .2016
.13أساسيات تقييم كفاءة أداء المؤسسات الفندقية.
.14دراسات في الجغرافية السياحية.
.15اإلدارة الفندقية بين النظرية والتطبيق.
.16إدارة الوكاالت السياحية.
151